نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ٩

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار11%

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 324

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 324 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 131595 / تحميل: 6429
الحجم الحجم الحجم
نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ٩

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

قال القاضي حسين : هذا الّذي قاله القاضي أبو الطيّب خطأ ، فإن عمران صحابي لا تجوز لعنته ، وهكذا قرأت بخط القاضي تاج الدين السبكي ، وذكر أنه وجد حاشية على التعليقة ما نصه : هذا غلو من القاضي حسين ، وكيف لا يلعن عمران ، وقد فعل ما فعل! وطول من هذا المعنى.

قال القاضي تاج الدّين وعجب (١) من الأمرين ، وليس عمران صحابيا ، وإنما هو من الخوارج ، وقد أجابه عن أبياته المذكورة من القدماء بكر بن حماد التاهرتي ، وهو من أهل القيروان في عصر البخاري ، وأجاب عنها السيد الحميري الشاعر المشهور الشيعي ، وهي في ديوانه ، وأجابه عنها أبو المظفر الشهرستاني في كتابه التبصير.

وقد أخرج البخاري وأبو داود لعمران بن حطان ، من رواية يحيى بن أبي كثير ، عنه ، عن عائشة حديثا ، واعتذروا عنه بأنه إنما أخرج عنه لكونه تاب ، فقد ذكر المعافى في تاريخ الموصل ، عن محمد بن بشر العبديّ (٢) ، قال : ما مات عمران بن حطّان حتى رجع عن رأي الخوارج. وقيل : إنما خرج عنه ما حدّث به قبل أن يبتدع فقد قال يعقوب بن شيبة. أدرك جماعة من الصحابة ، وصار في آخر أمره أن رأى رأي الخوارج ، وكان سبب ذلك أنه تزوج ابنة عم له ، فبلغه أنها دخلت في رأي الخوارج ، فأراد أن يردّها عن ذلك فصرفته إلى مذهبها.

وقال يعقوب بن شيبة : حديثه (٣) عن الأصمعي ، عن معتمر بن سليمان عن عثمان البتيّ ، قال : كان عمران من أهل السنة ، فقدم غلام من عمان كأنه يصل بقلبه (٤) في مجلس.

وفي هذا الاعتذار نظر ، فإن يحيى بن أبي كثير إنما سمع منه حال هربه من الحجاج ، وكان الحجاج يطلبه ليقتله بسبب رأي الخوارج.

وقصته في ذلك مع روح بن زنباع ، وعبد الملك بن مروان ، مشهورة ، ذكرها المبرد وغيره.

واعتذر أبو داود عن التخريج له بأنّ الخوارج أصحّ أهل الأهواء حديثا ، ثم ذكر عمران وأنظاره ، وروى عن التّبوذكي ، عن أبان العطار ، قال : سمعت قتادة يقول : كان عمران لا يتّهم في الحديث.

__________________

(١) في أ : وعجبت.

(٢) في أ : العقدي.

(٣) في ه : حدث

(٤) في ه : يقدم غلام كأنه يصل فقليه

٢٤١

وقال العجليّ : بصري تابعي ثقة ، وطعن العقيلي في روايته عن عائشة ، فقال : عمران بن حطّان لا يتابع في حديثه وكان يرى رأي الخوارج. ولم يتبين سماعه من عائشة.

وكذا جزم بن عبد البرّ بأنه لم يسمع منها.

وفيه نظر ، لأن في الحديث الّذي أخرجه البخاري تصريحه بسماعه منها ، وكذا وقع في «المعجم الصغير» للطبراني بسند صحيح إليه.

وقال العبّاس بن الفرج الرّياشيّ : حدثنا أبو الوليد الطيالسي ، عن أبي عمرو بن العلاء ، عن صالح بن شريح الأسدي ، عن عمران بن حطان ، قال : كنت عند عائشة فذكر قصة.

وممن عاب على البخاري إخراج حديثه الدار الدّارقطنيّ ، فقال : عمران متروك ، لسوء اعتقاده وخبث مذهبه.

وقال ابن قانع : مات سنة أربع وثمانين من الهجرة.

٦٨٩٢ ز ـ عمران بن عمار :

تابعي أرسل شيئا ، فذكره إسحاق بن راهويه في مسندة (١) ، قال البخاريّ : قال إسحاق : حدثنا أبو هشام ، حدثنا سعيد بن زيد ، حدثنا محمد بن جحادة (٢) ، سمعت عمران بن عمار ، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فذكر حديثا.

قال البخاريّ : هو مرسل لا يصح.

٦٨٩٣ ـ عمير بن الأسود العنسيّ (٣):

ذكره ابن شاهين ، وأخرج من طريق شريح ، عن عبيد عن جبير بن نفير ، وعمير بن الأسود ، والمقدام بن معديكرب ، وأبي أمامة في نفر من القدماء (٤) ـ أن رجلا أتى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال : يا رسول الله ، ما هذا الأمر إلا في قومك فأوصهم بنا الحديث.

__________________

(١) في أ : سنده.

(٢) في أ : حمادة.

(٣) طبقات ابن سعد ٧ / ٤٤٢ ، تاريخ البخاري ٦ / ٣١٥ ، المعرفة والتاريخ ٢ / ٣١٤ ، ٣٤٨ ، الجرح والتعديل قسم ١ ، مجلد ٣ / ٢٢٠ ، الحلية ٥ / ١٥٥ ، تاريخ ابن عساكر ١٣ / ١٩٦ ، تهذيب الكمال ١٠٣٠ ، تاريخ الإسلام ٣ / ١٩٤ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٤ ، خلاصة تذهيب الكمال ٢٨٧.

(٤) في أ : الفقهاء.

٢٤٢

كذا وقع فيه عمير ، وقد أخرجه الطّبرانيّ من هذا الوجه ، فقال : عمرو بن الأسود.

وهو الصواب ، وليس هو صحابيا ، لكنه أرسل. وقد تقدم ذكره في القسم الثالث.

٦٨٩٤ ـ عمير ، والد أبي بكر (١): روى عنه ابنه أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «إنّ الله تعالى وعدني أن يدخل الجنّة من أمّتي ثلاثمائة ألف» (٢). الحديث.

أخرجه أبو موسى ، وتبعه ابن الأثير ، ولم ينبه ابن الأثير على أنه تقدم في عمير بن عمرو الأنصاري منسوبا لابن عبد البر ، وكأنه ظن أنه آخر ، وليس كذلك ، بل الحديث واحد وراويه (٣) عن الصحابي واحد ، وهو ابنه أبو بكر.

٦٨٩٥ ـ عمير بن جدعان (٤):

أورده المستغفريّ ، وهو خطأ نشأ عن تصحيف ، فأورده المستغفري من طريق حصين بن المنذر ـ وهو بالضاد المعجمة مصغّر ، عن المهاجر بن قنفذ ، عن عمير بن جدعان ـ أنّه سلّم على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو يتوضأ الحديث.

وإنما (٥) هو من رواية المهاجر.

والخطأ وقع في قوله عن عمير ، والصواب ابن عمير ، وقد نبه على وهم جعفر فيه أبو موسى.

وقال ابن الأثير (٦) ما أظن عميرا أدرك المبعث (٧) ، وهو أخو عبد الله بن جدعان المشهور في قريش بالجود.

٦٨٩٦ ز ـ عمير بن الحارث (٨)بن حرام :.

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤٠٥٩).

(٢) أخرجه ابن حبان في صحيحه حديث رقم ٢٦٤٢. وأحمد في المسند ٣ / ١٦٥ ، والطبراني في الكبير ٨ / ١٨٧ ، والطبراني في الصغير ١ / ١٢٤. قال الهيثمي في الزوائد ١٠ / ٣٦٥ ، رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد وبعض أسانيد الطبراني رجال الصحيح وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم ٣٢١٠١ ، ٣٧٩١٤.

(٣) في أ : وراويته.

(٤) أسد الغابة ت (٤٠٦٤) ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٤٢٢ ، المتحف ٥٠٤.

(٥) في أ : وهذا.

(٦) قال ابن الأثير : والصواب قنفذ بن عمير.

(٧) في أ : البعث.

(٨) أسد الغابة ت (٤٠٦٨) ، الاستيعاب ت (٢٠٠٣).

٢٤٣

ذكره المستغفريّ ، عن ابن إسحاق ، فيمن شهد بدرا ، قال : وله رواية.

واستدركه أبو موسى. وقد ذكره ابن مندة ، لكنه اقتصر على قوله : عمير بن الحارث الجشمي ، من بني سلمة ، شهد بدرا ، ولا تعرف له رواية. انتهى.

فقصر في نسبه ، وإنما هو من الخزرج ، وقصر المستغفري في نسبه ، وإنما حرام جدّ جدّ أبيه ، وقد بينت ذلك في القسم الأول ، وهو عمير بن الحارث بن ثعلبة بن الحارث بن حرام ، كذا عند ابن إسحاق ، وأدخل موسى بن عقبة بين الحارث وثعلبة لبدة.

٦٨٩٧ ز ـ عمير (١)بن حبيب : والد عبيد.

ذكره بعضهم في الصّحابة لوهم وقع لبعض رواته في تسمية أبيه.

والصواب قتادة لا حبيب ، أخرجه ابن ماجة ، عن هشام ، عن عمار ، عن رفدة بن قضاعة ، عن الأوزاعي ، عن عبد الله بن عبيد بن عمير بن حبيب ، عن أبيه ، عن جده : كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يرفع يديه في كل تكبيرة الحديث.

وأخرجه ابن السّكن ، والعقيليّ ، وابن شاهين ، والطّبرانيّ ، وأبو نعيم ، من طريق (٢) ، عن هشام بهذا السند ، فقالوا : عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي ـ لم يقل أحد منهم ابن حبيب إلا ابن ماجة.

قال المزّيّ : عمير بن حبيب جدّ أبي جعفر الخطميّ ، لا جدّ عبد الله بن حبيب بن عبيد بن عمير (٣) الليثي.

٦٨٩٨ ـ عمير بن سعد (٤): عامل عمر على حمص (٥).

استدركه يحيى بن عبد الوهاب بن مندة على جده ، ووهم فيه ، فإن جده ذكره ، فقال : عمير بن سعد ، وهو الصحيح ، وقد ذكره في مكانه.

٦٨٩٩ ز ـ عمير بن سلامة : أو ابن أبي سلامة ، والد أبي حدرد.

ذكره ابن فتحون في «ذيل الاستيعاب» ، وقال : ذكره ابن السّكن ، ولم يسمّه ، بل ترجم والد أبي حدرد ، ثم ساق من طريق ابن إسحاق ، عن ابن قسيط ، عن أبي حدرد

__________________

(١) هذه الترجمة سقط في ه.

(٢) في أ : طرق.

(٣) في أ : عمر.

(٤) في التجريد عمير بن سعيد عامل عمر على حصن كذا غلط فيه أبو زكريا بن مندة ، وهو ابن سعد.

(٥) أسد الغابة ت (٤٠٧٨).

٢٤٤

الأسلمي ، عن أبيه ، قال : بعثنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في سرية فذكر قصة محلّم بن جثّامة.

قال ابن فتحون : سمي والد أبي حدرد عميرا أبو أحمد الحاكم وغيره.

قلت : وهو كذلك ، لكن الحديث إنما هو لأبي حدرد نفسه ، واسمه عبد الله بن عمير ، وقد جوّده أحمد في مسندة ، قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، حدثنا أبي ، عن محمد بن إسحاق ، حدثني يزيد بن عبد الله بن قسيط ، عن ابن أبي حدرد ، عن أبيه فذكر الحديث.

وقد سقته في ترجمة عامر بن الأضبط ، فعرف أن الصحبة والرواية لأبي حدرد ، لا لابنه.

٦٩٠٠ ـ عمير بن فروة : جدّ عدي بن عدي.

أورده المستغفري ، واستدركه أبو موسى ، فوهم ، وإنما هو عميرة بزيادة هاء في آخر اسمه. وقد مضى على الصواب.

٦٩٠١ ـ عمير بن مالك (١):

ذكره ابن شاهين ، وساق له حديثا ، واستدركه أبو موسى ، فوهم ، لأن ابن مندة أخرجه وأورده على الصواب في حرف الميم ، وهو مالك بن عمير ، انقلب على بعض رواته وحديثه مرسل ، وله إدراك كما تقدم في القسم الثالث.

٦٩٠٢ ـ عمير بن نويم (٢):

ذكره ابن عبد البرّ ، وقال : يعد في الكوفيين ، ثم ساق من طريق عبد الله بن سلمة الأفطس ، عن شعبة ، ومسعر ، قالا : أنبأنا عبيد الله بن الحسن ، عن عبد الرحمن بن معقل ، عن غالب بن أبجر ، وعمير بن نويم ـ أنهما سألا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن لحوم الحمر الأهلية الحديث. فقال : أطعموا أهليكم من ثمين مالكم.

وقد خبط فيه الأفطس ، وهو متروك قال القطان : ليس بثقة فيه نقص وتحريف (٣) ،

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤٠٨٦).

(٢) أسد الغابة ت (٤٠٩٢) ، الاستيعاب ت (٢٠١٧).

(٣) في أ : قال القطان ليس يبعد قوله عبيد الله عبد الله بن الحسن خطا إنما هو عبيد أبو الحسن وقوله عبيد ابن نويم فيه نقص وتحريف.

٢٤٥

وإنما هو عبد الله بن عمرو بن لويم (١) ، كما ذكرته في ترجمة العبادلة في القسم الأول على الصواب.

وقد رواه الثقات عن أبي نعيم الفضل بن دكين ، عن معمر بن عبيد ، عن أبي الحسن (٢) ، عن عبد الرحمن بن معقل ، عن رجلين بن مزينة أحدهما عن الآخر : عبد الله بن عمرو بن لويم (٣) ، والآخر غالب بن أبجر ، قال مسعر : وأظن غالبا هو الّذي سأل.

وقد أخرجه أبو داود ، وذكر بعض طرقه ، وليس في شيء منها عمير بن نويم.

٦٩٠٣ ـ عمير السدوسي (٤):

ترجم له ابن قانع والصواب عبد الله بن عمير ، كما بينته في القسم الأول.

٦٩٠٤ ـ عمير ، جد معروف (٥)بن واصل :.

ذكر البغويّ في الصّحابة ، وأورده من طريق أسباط بن محمد ، عن معروف ، عن حفصة ، عن عمير جدّ معروف ، قال : كنت عند النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأتي بطبق تمر الحديث.

وهو خطأ نشأ عن تغيير ونقص. والصواب عن أبي عميرة ، كما تقدم في حرف الراء في ترجمة رشيد بن مالك.

٦٩٠٥ ـ عمير ، مولى أم الفضل :

تابعي معروف ، أورده ابن مندة ، وقال : ذكره ابن أبي داود في الصحابة ، ولا يثبت وساق من طريق ابن أبي ذئب ، عن عبد الرحمن بن مهران ، عن عمير مولى ابن عباس ـ أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «لا عدوى ولا طيرة ولا هام» (٦).

وقال ابن مندة : هذا مرسل.

قلت : وعمير إنما روى (٧) عن بعض الصحابة وعن بعض التابعين. روى عنه ومات سنة أربع ومائة.

__________________

(١) في أ : نويم.

(٢) في ب : عن عبيد بن الحسن.

(٣) في أ : عويم.

(٤) أسد الغابة ت (٤٠٧٥).

(٥) أسد الغابة ت (٤٠٩١).

(٦) أخرجه أحمد في المسند ١ / ١٨٠ عن سعد بن أبي وقاص بلفظه وأورده الهيثمي في الزوائد ٥ / ١٠٥ ، عن أبي طلحة بلفظه وقال رواه الطبراني وأبو يعلى وفيه قصة طويلة وفيه عيسى بن سنان الحنفي وثقه ابن حبان وغيره وضعفه أحمد وغيره وبقية رجاله ثقات.

(٧) في أ : يروي.

٢٤٦

٦٩٠٦ ـ عميرة : بزيادة هاء في آخره ، ابن فروخ (١).

ذكره المستغفريّ ، عن يحيى بن يونس ، واستدركه أبو موسى في الذيل ، وقال : هو والد العرس بن عميرة.

قلت : لكن اسم والد العرس فروة لا فروخ ، كما تقدم في عمير بن فروة في القسم الأول.

العين بعدها النون

٦٩٠٧ ـ عنان (٢):.

رجل من الصحابة له حديث واحد ، كذا ذكره علي بن سعيد العسكري ، وساق من طريق إسماعيل المؤذن ، عن عبد الرحمن بن عنان ، عن أبيه ـ رفعه : من صام ستّا بعد يوم الفطر فكأنما صام الدهر. كذا قال.

وهو تصحيف ، وإنما هو غنام ، بالغين المعجمة وتشديد النون وآخره ميم. وسيأتي على الصواب في مكانه.

٦٩٠٨ ـ عنتر (٣): بنون ومثناة ، وزن جعفر ، هو العذري.

له حديث استدركه ابن الأثير ، ونسبه ابن أبي (٤) حاتم الرازيّ ، ثم نقل عن عبد الغني بن سعيد أنه صوّب أنه عس ، بمهملتين الأولى مضمومة ، كما تقدم.

قلت : وتقدم أيضا في عثير بعد العين مثلثة وآخره راء مصغرا. وقاله أبو عمر بنون وزاي مصغّرا أيضا. والّذي عند الأكثر بمثلثة ثم راء.

٦٩٠٩ ز ـ عنترة بن وهب العدوي :.

استدركه ابن الدباغ ، وهو تصحيف ، وإنما هو عنيز بالتصغير ، آخره زاي وقد تقدم.

٦٩١٠ ز ـ عنيز : بنون وزاي مصغرا.

ذكره ابن عبد البرّ ، وقد أشرت إليه في الترجمة التي قبلها.

العين بعدها الواو

٦٩١١ ـ عوسجة : أرسل حديثا.

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤٠٩٩).

(٢) أسد الغابة ت (٤١٠١).

(٣) تبصير المنتبه ٣ / ٩٠٣ ، الإكمال ٦ / ١٠٣ ، أسد الغابة ت (٤١٠٨).

(٤) في أ : لأبي.

٢٤٧

وذكره بعضهم في الصحابة. والصواب أنه عند ابن عباس من قوله.

٦٩١٢ ـ عوف بن مالك الجشمي : ، والد أبي الأحوص.

ذكره عليّ بن سعيد العسكريّ ، واستدركه أبو موسى.

وهو وهم نشأ عن تغيير وقلب ، ووالد أبي الأحوص (١) اسمه مالك بن نضلة ، وأبو الأحوص هو الّذي يقال له مالك بن عوف.

٦٩١٣ ز ـ عوف بن مالك النصري (٢):.

ذكره خليفة في عمّال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على الصدقات ، فقال : وعلى عجز هوازن ، ونصر ، وثقيف ، وسعد بن مالك ، وعوف بن مالك. كذا قال : وقيل : انقلب عليه والصواب مالك بن عوف ، وقد نبّه على وهمه في ذلك أبو القاسم بن عساكر في ترجمة مالك بن عوف من تاريخه.

٦٩١٤ ـ عويمر : أبو تميم ـ هو الهذلي تقدم في الأول.

العين بعدها الياء

٦٩١٥ ـ عياض الثقفي :

هو ابن عبد الله ، غاير بينهما ابن الأثير ، فوهم.

٦٩١٦ ـ عيينة : بتحتانية مثناة ونون مصغرا ، ابن ربيعة ، حليف بني الحارث بن الخزرج.

ذكره البغويّ واستدركه ابن فتحون. وهو خطأ نشأ عن تغيير. والصواب عقبة. وقد ذكره ابن عبد البر على الصواب : والله عنده حسن المآب (٣).

__________________

(١) في أ : الأخوص.

(٢) في أ : النضري.

(٣) في ب : تم هذا الجزء المبارك من فضل الله وعونه وحسن توفيقه في يوم الأربعاء عند أذان الظهر لسبعة عشر خلت من شهر شوال من شهور سنة واحد وسبعين وألف ، ويتلوه حرف الغين المعجمة ، ولله الحمد على الإتمام وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. استنسخه الفقير أحمد بن العجمي. اللهمّ صلّ وسلم وبارك على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى سائر الأنبياء والمرسلين وعلى الملائكة والمقربين وعلى آله وأصحابه عدد إنعام الله وإفضاله.

٢٤٨

حرف الغين المعجمة

القسم الأول

الغين بعدها الألف

٦٩١٧ ـ غاضرة بن سمرة بن عمرو بن قرط بن جندب (١)بن العنبر بن عمرو بن تميم التميمي العنبري (٢):.

تقدم ذكر أبيه في القسم الأول من حرف السين المهملة ، وأما هو فقال ابن الكلبي : له صحبة ، وبعثه النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على الصدقات ، حكاه الرّشاطيّ ، وقال : لم يذكره أبو عمر ، ولا ابن فتحون.

قلت : بقية كلام ابن الكلبي : وسمرة بن عمرو استخلفه خالد بن الوليد على اليمامة حين انصرف.

وفي تاريخ البخاريّ : غاضرة العنبري سمع عثمان. روى عنه ابن عوف (٣) ، وهو هذا ، قاله ابن أبي حاتم.

وذكره ابن حبّان في «ثقات التابعين» ولغاضرة ولد اسمه عبيد ، يكنى أبا النجاب ، وهو شاعر ، ذكره جرير في شعره.

٦٩١٨ ـ غالب بن أبجر المزني (٤):

__________________

(١) في أسد الغابة جناب.

(٢) أسد الغابة ت (٤١٦٨).

(٣) في أ : ابن عون.

(٤) أسد الغابة ت (٤١٦٩) ، الاستيعاب ت (٢٠٧٩) ، الثقات ٣ / ٣٢٧ ، تقريب التهذيب ٢ / ٦٠٤ ، خلاصة تهذيب الكمال ٢ / ٣٢٩ ، الكاشف ٣٧٤ ، تهذيب التهذيب ٩ / ٢٤١ ، التاريخ الكبير ٧ / ٩٨ ، تلقيح فهوم أهل الأثر ٣٨٣ ، تنقيح المقال ٩٣٤٧ ، بقي بن مخلد ٧٩١.

الإصابة/ج٥/م١٦

٢٤٩

قال أبو حاتم الرّازي : له صحبة. وهو كوفي ، ويقال فيه ابن ديخ ، بكسر أوله ومثناة تحتانية بعدها معجمة.

له حديث في سنن أبي داود في الحمر الأهلية ، اختلف في إسناده اختلافا كثيرا ، قال ابن السكن : مخرج حديثه عن شيخ من أهل الكوفة.

قلت : مداره على عبيد بن الحسن ، عن عبد الرحمن (١) بن مغفّل ، عن ناس من مزينة ، عنه ، وفيه شعر ورفعه غيره ، وشكّ شعبة فيه ، فقال : عن أبحر أو ابن أبجر. وقال شريك بن عبد الله القاضي : غالب بن ديخ ، حكاه البغوي ، ثم أفرد غالب بن ديخ ، وأورد حديثه من طريق شريك بن عبد الله ، وكذا أفرده البخاري لكن لم يسق الحديث في ترجمة غالب بن ديخ.

وقال أبو عمر : ديخ كأنه جدّه ، وله حديث آخر في تاريخ البخاري.

وقال قتيبة : حدثنا عبد المؤمن أبو الحسن ، حدثنا عبد الله بن خالد العبسيّ ، عن عبد الرحمن بن مقرن ، عن غالب بن أبجر ، قال : ذكرت قيس عند النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال : إن قيسا لأسد الله.

ورواه الحسن بن سفيان في مسندة ، عن قتيبة ، ومن طريقة أبو نعيم ، رواه ابن قانع ، عن موسى بن هارون ، عن قتيبة ، وابن مندة من طريق موسى ، وفرّق ابن قانع بينهما.

٦٩١٩ ز ـ غالب بن ديخ : ذكر في الّذي قبله.

٦٩٢٠ ـ غالب بن عبد الله الكناني الليثي (٢):.

قال البخاريّ : له صحبة ، ونسبه ابن الكلبيّ ، فقال : ابن عبد الله (٣) بن مسعر (٤) بن جعفر بن كلب بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة الكلبي ثم الليثي.

وصحّح أبو عمر بعد أن قال غالب بن عبد الله وهو الأكثر ، ويقال ابن عبيد الله الليثي ، ويقال الكلبي ، وأشار إلى أن الحديث في مسند أحمد بسند حسن.

قال أحمد : حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، قال : قال أبي : حدثني محمد بن

__________________

(١) أسد الغابة عن عبد الله.

(٢) أسد الغابة ت (٤١٧١) ، الثقات ٣ / ٣٢٧ ، الطبقات ٣٢٣ ، التاريخ الكبير ٧ / ٩٨.

(٣) في الاستيعاب : غالب بن عبد الله ، ويقال ابن عبيد الله ، والأكثر يقولون فيه ابن عبد الله الليثي ، ويقال الكلبي.

(٤) في الإكمال : مسفر.

٢٥٠

إسحاق ، حدثني يعقوب بن عتبة ، عن مسلم بن عبد الله الجهنيّ ، قال : بعث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم غالب بن عبد الله الكلبي ـ كلب ليث ـ إلى الملوّح (١) بالكديد ، وأمره أن يغير عليهم ، فخرج ، وكنت في سريته. فمضينا حتى إذا كنا بقديد لقينا الحارث بن مالك بن البرصاء الليثي ، فأخذناه ، فقال : إنما جئت مسلما فذكر الحديث.

وكذا أخرجه أبو نعيم ، من طريق أحمد بن أيوب ، عن إبراهيم بن سعد. وأخرجه أبو داود ، من طريق عبد الوارث ، عن محمد بن إسحاق ، لكن قال في روايته : عبد الله بن غالب والأول أثبت.

قال أبو عمر (٢) : وكان ذلك عند أهل السير سنة خمس.

ولغالب رواية ، فأخرج البخاري في تاريخه ، والبغوي ، من طريق عمار بن سعد ، عن قطن بن عبد الله الليثي ، عن غالب بن عبد الله الليثي ، قال : بعثني النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عام الفتح بين يديه لأسهل له الطريق ، ولأكون له عينا ، فلقيني على الطريق لقاح بني كنانة ، وكانت نحوا من ستة آلاف لقحة ، وأن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نزل فحلبت له ، فجعل يدعو الناس إلى الشراب ، فمن قال إني صائم قال : هؤلاء العاصون.

وذكر ابن إسحاق في «المغازي» ، قال : حدثني شيخ من أسلم ، عن رجال من قومه ، قال : بعث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم غالب بن عبد الله الكلبي إلى أرض بني مرة ، فأصاب بها مرداس بن نهيك حليفا لهم من الحرقة ، قتله أسامة بن زيد.

وذكر هشام بن الكلبيّ أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعثه إلى فدك ، فاستشهد دون فدك.

قلت : المبعوث إلى فدك غيره ، واسمه أيضا غالب ، لكن قال ابن فضالة ـ كما سيأتي ذلك في ترجمته وأما غالب بن عبد الله هذا فله ذكر في فتح القادسية ، وهو الّذي قتل هرمز ملك الباب.

وذكره أحمد بن سيار في تاريخ مرو ، فقال : إنه قدمها ، وكان ولي خراسان زمن معاوية ، ولّاه زياد ، قال : كان غالب المذكور على مقدمة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم الفتح ، كأنه يشير بذلك إلى حديث قطن بن عبد الله الليثي عنه.

وكذا ذكره ابن حبّان أنّ زيادا ولّاه بعض خراسان زمن معاوية.

__________________

(١) في الإكمال إلى بني الملوح.

(٢) في الاستيعاب : قطر.

٢٥١

وقال الحاكم في مقدمة تاريخه : ومنهم ، أي من الصحابة ، غالب بن عبد الله بن فضالة بن عبد الله أحد بني ليث بن بكر يقال : إنه قدم مرو ، وكان ولي خراسان زمن معاوية ، ولّاه زياد.

وقال أبو جعفر الطّبريّ في تاريخه : استعمل زياد بن أبي سفيان سنة ثمان وأربعين على خراسان غالب بن فضالة ، وكانت له صحبة.

قلت : وسياق نسبه من عند ابن الكلبي أصحّ فإنه أعرف بذلك من غيره ، كما أن غيره أعرف منه بالأخبار ، وإنما أتى اللّبس من ذكر فضالة في سياق نسبه ، وليس هو فيه ، والله سبحانه وتعالى أعلم.

٦٩٢١ ز ـ غالب بن عبد الله بن فضالة : تقدم في الّذي قبله.

٦٩٢٢ ـ غالب بن فضالة الكناني (١):.

استدركه أبو موسى ، فقال : روي عن ابن عباس في قوله تعالى :( ما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى ) [الحشر ٧] قريظة ، والنضير ، وفدك ، وخيبر ، وقرى عرينة ، قال : أما قريظة والنضير فإنّهما بالمدينة ، وأما فدك فإنّها على رأس ثلاثة أميال منهم ، فبعث إليهم النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم جيشا عليهم رجل يقال له غالب بن فضالة من بني كنانة ، فأخذها عنوة. انتهى.

ويحتمل إن ثبت أن يكون الّذي قبله.

الغين بعدها الراء

٦٩٢٣ ـ غرفة (٢)بن الحارث الكندي : أبو الحارث اليماني ، نزيل مصر.

قال أبو حاتم : له صحبة. ويقال إنه قاتل مع عكرمة بن أبي جهل أهل الردة باليمن وقال ابن السّكن : له صحبة ، وهو كندي ، ويقال : سكن مصر واختط بها دارا.

وقال أبو نعيم : عرفة الكندي. ويقال الأزدي ، وكأنه ظن أنه والّذي يأتي بعده واحد ، وليس كذلك.

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤١٧٢).

(٢) أسد الغابة ت (٤١٧٤) ، الاستيعاب ت (٢٠٨٦) ، الثقات ٣ / ٣٢٦ ، ٣٢٨ ، الكاشف ٣٧٤ ، تهذيب التهذيب ٩ / ٢٤٤ ، تلقيح فهوم أهل الأثر ٣٨٣ ، الإكمال ٦ / ١٧٩ ، تبصير المنتبه ٣ / ٩٤٢ ، بقي بن مخلد ٧٤٧.

٢٥٢

شهد حجة الوداع وروى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في نحر البدن ، وحديثه عند أبي داود.

روى عنه عبد الله بن الحارث الأزدي ، وعبد الرحمن بن شماسة المهري ، وكعب بن علقمة التّنوخي.

قال ابن يونس : شهد فتح مصر ، وكان من أشرف أهلها ، وكان يكاتب عمر بن الخطاب.

وذكره ابن قانع في العين المهملة ، وهو وهم ، وكذا ذكره ابن حبّان ، ثم أعاده في المعجمة وهو الصواب ، فقال : دعا له النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وهو الّذي قاتل عكرمة بن أبي جهل باليمن ، ثم سكن مصر.

قلت : وقد أخرج ابن السكن حديثه في مقاتلته مع عكرمة ، من طريق حرملة بن عمران ، عن كعب بن علقمة ـ أن غرفة بن الحارث الكندي مرّ به نصراني فدعاه إلى الإسلام فذكر القصة ، وفيها. فقال غرفة : معاذ الله أن نعطيهم العهد أن يؤذوننا في نبينا (١) ، وفي آخرها : وكان غرفة له صحبة ، وقاتل مع عكرمة بن أبي جهل في الردة.

وذكر ابن فتحون أن أبا عمر ضبطه بسكون الراء ، قال : وضبطه الدار الدّارقطنيّ وغيره بالتحريك.

٦٩٢٤ ـ غرفة الأزدي :

ذكره ابن السّكن في الصحابة ، وقال : يقال له صحبة ، وهو معدود في الكوفيين ، ثم روى من طريق الحارث بن حصيرة ، عن أبي صادق ، عن غرفة الأزدي ، وكان من أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وكان من أصحاب الصّفّة ، وهو الّذي دعا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال : اللهمّ بارك له في صفقته ، فذكر أثرا موقوفا يتعلق بمقتل الحسين.

قلت : وإسناده كوفيون غالبهم شيعة.

الغين بعدها الزاي

٦٩٢٥ ـ غزيّة (٢): بفتح أوله وكسر الزاي بعدها مثناة مشددة ، ابن الحارث.

__________________

(١) في أ : نفسنا.

(٢) أسد الغابة ت (٤١٧٦) ، الاستيعاب ت (٢٠٨١) ، تبصير المنتبه ٣ / ١٠٤٤ ، تصحيفات المحدثين ٩٧٥ ، الإكمال ٧ / ١٨ ، الجرح والتعديل ٧ / ٣٣٠ ، التاريخ الكبير ٧ / ١٠٩.

٢٥٣

قال البخاريّ ، وأبو حاتم الرّازي ، وابن حبان : له صحبة. واختلف في نسبه ، فقيل أنصاري مازني ، قاله البخاري ، وابن حبان ، وابن السكن ، وغيرهم وقيل أسلمي ، وقيل خزاعيّ ، ولعله من خزاعة حالف الأنصار ، وأسلم هو وأخوه خزاعة.

قال البخاريّ : يعدّ في أهل الحجاز. وقال البغوي : سكن الشام وقال ابن يونس : لا نعلم له ذكرا إلا في هذا الحديث ، يعني الآتي. وأراه ممّن سكن المغرب من الصحابة.

وقال ابن السّكن : معدود في أهل الحجاز. روي عنه حديث واحد. وقال ابن مندة : عداده في أهل المدينة ، وروى البخاري ، والبغوي ، وابن السكن ، وابن مندة ، من طريق الليث ، عن خالد بن يزيد ، عن سعيد بن أبي هلال. عن يزيد بن خصيفة (١) ، عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمة ، عن غزيّة بن الحارث ـ أنه أخبره أنّ شبانا من قريش عام الفتح أو بعده أرادوا أن يهاجروا إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فمنعهم آباؤهم ، ثم ذكروا ذلك لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال : لا هجرة بعد الفتح ، وإنما هو الجهاد والنية. اختصره البخاري.

قال ابن مندة : تابعه عمرو بن الحارث ، عن سعيد بن أبي هلال.

قلت : وحديث عمرو بن الحارث عند ابن السكن وابن يونس ، من طريق ابن وهب عنه ، لكن عند ابن يونس عبد الرحمن بن رافع ، وعند ابن السكن عبد الله بن رافع ، وهو الأصح كما في رواية البغوي وغيره.

وجزم أبو عمر بأنه عبد الله بن رافع مولى أم سلمة ، وباعتبار ذلك يعكر على ابن يونس ذكره إياه في المصريين.

وأخرج ابن السّكن وابن مندة أيضا من طريق سعيد بن سلمة بن أبي الحسام ، عن يزيد بن عبد الله ، عن عبد الله بن رافع ، عن غزيّة بن الحارث : سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : لا هجرة بعد الفتح إنما هي ثلاث : الجهاد ، والسنة ، والجنة.

٦٩٢٦ ـ غزيّة بن عمرو بن عطية بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار الأنصاري الخزرجي (٢):.

ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد [العقبة ، وأورده البغوي في الصحابة من طريقه ،.

وقال أبو عمر : شهد] (٣) أحدا ، وروى ابن سعد من طريق أم عمارة ، قالت : كانت الرجال

__________________

(١) في أ : خصفة.

(٢) أسد الغابة ت (٤١٧٧) ، الاستيعاب ت (٢٠٨٢).

(٣) سقط في أ.

٢٥٤

تصفّف على يمين رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ليلة بيعة العقبة ، والعباس آخذ بيد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ينادي زوجي غزية بن عمرو يا رسول الله ، هاتان امرأتان حضرتا تبايعانك فقال : «إنّي لا أصافح النّساء».

الغين بعدها السين

٦٩٢٧ ـ غسّان العبديّ (١):

قال البخاريّ : له صحبة. وقال ابن حبان : أبو يحيى : من عبد القيس له وفادة.

وقال البغويّ : يكنى أبا يحيى ، سكن البصرة. وقال ابن السكن : وتفرد برواية حديثه (٢) يحيى التيمي.

وروى البخاري ، وابن أبي خيثمة ، وابن السكن ، من طريق يحيى بن عبد الله الجابر ، عن يحيى بن غسان ، قال : كان أبي في الوفد الذين وفدوا على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من عبد القيس فذكر الحديث في الأشربة.

قال أبو عمر : إسناد حديثه في الأوعية (٣) مضطرب.

وقال ابن مندة : رواه جماعة عن عبد العزيز ـ يعني ابن مسلم ، عن يحيى بن غسان ، عن ابن الرستم ، عن أبيه.

قلت : يجوز أن يكون يحيى بن غسان حدّث به على الوجهين لو كان إسناده صحيحا وقد تقدم حديث عبد الرحمن بن سليمان في حرف الراء معزوّا إلى مسند أحمد وغيره.

وفي كلام ابن أبي حاتم شيء يخالف الروايتين جميعا ، فإنه قال : غسان يروي عن ابن الرستم ، وكان في الوفد.

روى يحيى بن الجابر ، عن يحيى بن حسان ، عن أبيه ، فظاهر هذا أن ابن الرستم هو الصحابي ، وأن الراويّ عنه غسان لا ولده ، وليس كذلك لما مرّ من سياق البخاري وغيره.

الغين بعدها الضاد والطاء

٦٩٢٨ ـ غضيف : بالتصغير (٤) ، ابن الحارث ، ويقال : غطيف بالطاء المهملة بدل

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤١٧٩) ، الاستيعاب ت (٢٠٨٧) ، الثقات ٣ / ٣٢٨ ، المتحف ٣٦٤ ، ٥٢١.

(٢) في أ : حديث.

(٣) في أسد الغابة : في الأوعية والأشربة.

(٤) أسد الغابة ت (٤١٨١) ، الاستيعاب ت (٢٠٨٣) ، طبقات ابن سعد ٧ / ٤٢٩ ، ٤٤٣ ، طبقات خليفة

٢٥٥

الضاد المعجمة والأول أثبت ـ ابن زنيم السكونيّ ، ويقال : الكندي ، ويقال : الثّمالي ، بالمثلثة واللام ، ويقال : اليماني ، بالتحتانية ، ثم النون ، حكاه البخاري عن بقية ، أبو أسماء.

حديثه عن الصحابة في السنن ذكره جماعة في التابعين ، وذكر السكونيّ في الصحابة البخاري ، وابن أبي حاتم ، والترمذي ، وخليفة ، وابن أبي خيثمة ، والطبراني وآخرون.

قال ابن أبي حاتم : أبو أسماء السكونيّ الكندي له صحبة ، واختلف في اسمه ، فقيل الحارث بن غضيف. وقال أبو زرعة : الصحيح الأول ، والّذي يظهر لي أن السكونيّ غير الكندي الّذي أخرجوا له ، فإن البخاري قال في ترجمة السكونيّ : قال معن ـ يعني ابن عيسى ، عن معاوية ـ هو ابن صالح ، عن يونس بن سيف ، عن غضيف بن الحارث السكونيّ ، أو الحارث بن غضيف ، قال : ما نسيت من الأشياء لم أنس رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم واضعا يده اليمنى على يده اليسرى في الصلاة.

وأخرجه البغويّ ، من طريق زيد بن الحباب ، هكذا ، لكن قال : الكندي.

وقال البخاريّ في «التاريخ الأوسط» : حدثنا عبد الله ـ هو ابن صالح. وقال في الكبير : قال لي أبو صالح : حدثنا معاوية ، عن أزهر بن سعيد ، قال : سأل عبد الملك بن مروان غضيف بن الحارث الثّمالي ، وهو أبو أسماء السكونيّ الشامي ، أدرك النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال : وقال الثوري في حديثه غطيف ، وهو وهم. هذا لفظه في الأوسط.

وذكر له رواية عن عمر ، وعائشة ، وعن أبي عبيدة.

وقال ابن أبي حاتم ، عن أبيه وأبي زرعة : غضيف بن الحارث أبو أسماء الثّمالي له صحبة.

وذكر ابن حبّان نحوه ، ولم يقال : له صحبة : لكن قال : من أهل اليمن ، رأى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم واضعا يده اليمنى على اليسرى ، وسكن الشام ، وحديثه في أهلها. ومن قال إنه الحارث بن غضيف فقد وهم.

وقال ابن أبي خيثمة : غضيف بن الحارث ، وقيل : الحارث بن غضيف. والصحيح الأول ، له صحبة ، نزل الشام ، وهو بالضاد المعجمة ، وأما غطيف الكندي ، بالطاء المهملة ، فهو غير هذا.

__________________

ت (٢٨٩٩) ، الجرح والتعديل ٧ / ٥٤ ، تاريخ ابن عساكر ١٤ / ٧٦٦ ، تهذيب الكمال ١٠٩١ ، تاريخ الإسلام ٣ / ٢٠١ ، تذهيب التهذيب ٣ / ١٣٤ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٢٤٨ ، خلاصة تذهيب الكمال ٢٦١. مسند بقي بن مخلد ١١٢.

٢٥٦

روى عنه ابنه عياض بن غطيف. انتهى.

وقال ابن السّكن : غطيف بن الحارث الكندي له صحبة ، حديثه عن أهل الشام.

وقال أبو أحمد الحاكم في «الكنى» أبو أسماء غطيف بن الحارث السكونيّ ، ويقال الثّمالي ، ويقال الأزدي ، شامي ، وذكر له حديث وضع اليد اليمنى في الصلاة. انتهى.

وله حديث أخرجه ابن مندة ، من طريق العلاء بن زيد الثمالي ، قال : حدثني عيسى بن أبي رزين الثمالي ، سمعت غضيف بن الحارث يقول : كنت صبيّا أرمي نخل الأنصار ، فأتوا بي النبيّ صلّى الله تعالى عليه وآله وسلم فمسح رأسي ، وقال : «كل ممّا سقط ولا ترم نخلهم».

وله رواية عن بلال ، وأبي عبيدة ، وعمر ، وأبي ذرّ ، وأبي الدّرداء ، وغيرهم.

روى عنه أيضا عبادة بن نسيّ ، وشرحبيل بن مسلم ، وسليم بن عامر ، وحبيب بن عبيد ، وأبو راشد الحبراني وأبو أسماء

ذكره في التّابعين ابن سعد ، والعجليّ ، والدّارقطنيّ ، وغيرهم.

وقال أحمد في مسندة : حدّثنا أبو المغيرة ، حدّثنا صفوان بن عمرو ، عن المشيخة أنهم حصروا غضيف بن الحارث حين اشتدّ سوقه ، فقال : هل أحد منكم يقرأ يس ، قال : فقرأها صالح بن شريح السكونيّ. فلما بلغ أربعين آية منها قبض قال : فكان المشيخة يقولون : إذا قرئت عند الميت خفف عنه بها ، وهو حديث حسن الإسناد.

٦٩٢٩ ـ غطيف بن الحارث الكندي (١): والد عياض.

قال أبو نعيم : له صحبة. تقدم كلام ابن أبي خيثمة فيه في ترجمة الّذي قبله.

وأخرج له ابن السّكن ، والطّبراني ، من طريق إسماعيل بن عياش ، عن سعيد بن سالم الكندي ، عن معاوية بن عياض بن غطيف ، عن أبيه ، عن جده : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : «إذا شرب الخمر فاجلدوه ، فإن عاد فاجلدوه ، فإن عاد فاقتلوه».

وأخرجه ابن شاهين ، وابن أبي خيثمة ، من طريق إسماعيل المذكور ، قال : حدثني سعيد بن سلم ، وأورده ابن شاهين وابن السكن في ترجمة الّذي قبله. والصواب ما قال ابن

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤١٨٢) ، الاستيعاب ت (٢٠٨٤) ، الثقات ٣ / ٣٢٦ ، تقريب التهذيب ٢ / ١٠٥ ، خلاصة تهذيب الكمال ٢ / ٣٣١ ، تهذيب التهذيب ٩ / ٢٤٨ ، سير أعلام النبلاء ٣ / ٤٥٣ ، التاريخ الكبير ٧ / ١١٢ ، تلقيح فهوم أهل الأثر ٣٧٥ ، بقي بن مخلد ٣٦٨.

٢٥٧

أبي خيثمة ، وكذا قال الطبراني ، وعبد الصمد بن سعيد الحمصي في الصحابة من أهل حمص والله أعلم.

وقال أبو عمر : وفي الّذي قبله نظر ، والاضطراب فيه كثير ، وفي «حاشية الاستيعاب» : هو رجل واحد لا ثلاثة ، والأصحّ فيه بالضاد المعجمة.

٦٩٣٠ ـ غطيف (١): أو أبو غطيف ، ويقال بالضاد المعجمة.

ذكره البغويّ وغيره في الصحابة ، وأخرج البغوي ، وابن مندة ، من طريق مالك بن إسماعيل ، وأبو نعيم من طريق سعيد بن عمرو الأشعثي (٢) ، كلاهما عن عبد السلام بن حرب (٣). عن إسحاق ، عن (٤) عبد الله بن أبي فروة ، عن مكحول ، عن [....] (٥) الخولانيّ ، عن غطيف ، أو أبي غطيف ، صاحب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، كذا في رواية البغوي ، وفي رواية الآخر : وله صحبة ، ورفعه إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال : من قال في الإسلام هجاء فاقطعوا لسانه. لفظ مالك.

وفي رواية سعيد ، عن غطيف بن الحارث ، أو أبي غطيف. رجل من أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

وأخرجه الطّبراني من طريق عبدان (٦). فقال أيضا : غضيف ، أو أبو غضيف بالضاد المعجمة ، وإسحاق متروك. والله المستعان.

الغين بعدها النون

٦٩٣١ ـ غنّام بن أوس بن غنّام (٧)بن عمرو بن مالك بن عامر بن بياضة الأنصاري الخزرجي البياضي (٨):

قال الواقديّ وابن الكلبيّ : شهد بدرا. وذكره ابن حبان في الصحابة ، وقال : هو والد عبد الله بن غنّام.

٦٩٣٢ ز ـ غنّام : ، صحابي من مسلمة الفتح.

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤١٨٤) ، تقريب التهذيب ٢ / ١٠٦ ، تهذيب التهذيب ٩ / ٥١.

(٢) في أ : الأشجعي.

(٣) في ب : حارث.

(٤) في ب وأسد الغابة : ابن.

(٥) بياض في ب : نحو كلمتين.

(٦) بياض نحو كلمتين.

(٧) في أسد الغابة : ابن غنام بن أوس بن عمرو.

(٨) أسد الغابة ت (٤١٨٦) ، الثقات ٣ / ٣٢٧ ، أصحاب بدر ٢٤٥.

٢٥٨

قرأت بخط الخطيب في المؤتلف ، ومن طريق أبي عاصم ، عن عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي ، حدّثني عبد الله بن غنّام ، عن أبيه ، قال : أتى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في اثني عشر ألفا ، وقتل من أهل الطائف يوم حنين مثلي ما قتل من قريش يوم بدر ، قال : وأخذ كفّا من حصى (١) فرمى به في وجوهنا فانهزمنا.

قلت : فهو والد عبد الله بن غنام الأنصاري.

٦٩٣٣ ـ غنام ، والد عبد الرحمن (٢):

ذكره ابن أبي حاتم ، عن أبيه في الصحابة ، وقال : روى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حديثه : من صام ستة أيام من شوال رواه حاتم بن إسماعيل ، عن إسماعيل المؤذن ، مولى عبد الرحمن بن غنام ، عن عبد الرحمن بن غنّام ، عن أبيه.

قلت : ووصله ابن مندة من رواية حاتم ، ولفظه : من صام رمضان وأتبعه ستا من شوال فكأنما صام السنة.

وأخرجه أبو نعيم بنحوه ووقع عند البغوي غنام الأنصاري سكن المدينة. وروى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حديث لم يزد على هذا ، ولا ذكر الحديث.

وقد تقدّم أنّ بعضهم صحفه ، فقال : عنان ، بكسر المهملة وتخفيف النون وبعد الألف نون أخرى.

٦٩٣٤ ز ـ غنام (٣): ذكر أبو عمر عقب ترجمته ما نصّه : رجل من الصحابة مذكور في أهل بدر ، كذا حكاه ابن الأثير ولم يفرده بترجمة ، وأظنّه الّذي روى حديثه

٦٩٣٥ ز ـ غنيم بن زهير : أخو عياض المتقدم.

ذكره الأمويّ في «مغازيه» ، عن عبد الله بن زياد ، عن ابن إسحاق ، فيمن هاجر إلى الحبشة هو وأخوه عياض واستدركه ابن فتحون. وقد تقدم ذكر ولده عياض في القسم الأول.

٦٩٣٦ ـ غنيم بن سعد : والد عبد الرحمن بن غنم الأشعري.

قال ابن سعد : له صحبة ، وهو ممن قدم مع أبي موسى الأشعري.

__________________

(١) في أ : حصباء.

(٢) أسد الغابة ت (٤١٨٧) ، تصحيفات المحدثين ٧٢٨).

(٣) الاستيعاب ت (٢٠٨٨).

٢٥٩

٦٩٣٧ ـ غنيم بن عثمان :

ذكره عبد الصّمد بن سعيد فيمن نزل حمص من الصحابة ، وله راية (١). حدث عنه عبد الرحمن بن أبي عوف.

٦٩٣٨ ـ غني (٢)بن قطيب (٣):

ذكره ابن مندة ، وقال : شهد فتح مصر ، وذكر في الرواية : ولا تعرف له رواية ، قاله لي أبو سعيد بن يونس.

الغين بعدها الواو

٦٩٣٩ ـ غورث بن الحارث : الّذي قال : من يمنعك مني؟ قال : الله. فوضع السيف من يده وأسلم.

قاله البخاريّ من حديث جابر ، هكذا استدركه الذهبي في التجريد على من تقدمه. ونقلته من خطه ، وليس في البخاري تعرّض لإسلامه.

قال البخاريّ : من حديث جابر ، هكذا استدركه الذهبي في التجريد على من تقدمه. ونقلته من خطه ، وليس في البخاري تعرّض لإسلامه. قال البخاريّ : أخرجه من ثلاث طرق : إحداها موصولة. والأخرى معلقة ، والأخرى مختصرة جدا ، أما الموصولة فمن طريق الزهري ، عن سنان بن أبي سنان ، عن جابر ـ أنه غزا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قبل نجد فذكر الحديث ، وفيه : ثم إذا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يدعونا ، فجئناه ، فإذا عنده أعرابيّ جالس ، فقال : إن هذا اخترط سيفي (٤) ، وأنا نائم فاستيقظت وهو في يده مصلتا ، فقال لي : من يمنعك مني؟ قلت : الله ، فها هو ذا جالس.

ثم لم يعاقبه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولم يسمّ في هذه الرواية.

وأما المعلقة فقال البخاري عقب هذه : قال أبان : حدثنا يحيى بن أبي سلمة ، عن جابر ، قال : كنّا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بذات الرقاع فذكر الحديث بمعناه ، وفيه أن أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تهدّدوه ، وليس فيه تسميته. أيضا.

وأما المختصرة فقال : فقال مسدّد ، عن أبي عوانة عن أبي بشر : اسم الرجل غورث بن الحارث ، ولم يبيّن البخاري ما في مسند أبي بشر.

وقد رويناه في المسند الكبير لمسدد بتمامه ، وفيه ما يصرح بعدم إسلام غورث ،

__________________

(١) في أ : رواية.

(٢) أسد الغابة ت (٤١٨٨).

(٣) في أ : قطب.

(٤) اخترط السّيف : سلّه من غمده. اللسان ٢ / ١١٣٥.

٢٦٠

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

أمير المؤمنينعليه‌السلام لنفسه جارية من السبايا، فذكر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في جوابه ولاية عليعليه‌السلام ، فما معنى ذلك؟ إن معنى ذلك والغرض منه إثبات أولوية عليعليه‌السلام بالتصرف في جميع الأمور، وأن من كان أولى بالتصرف من غيره في الأمور، فليس لأحدٍ أن يعترض عليه أو يتكلّم فيه أو ينازعه في أمور من الأمور، بل يجب على الكل متابعته والانقياد له، وقد ورد في حديث أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال لبريدة: « يا بريدة: إن علياً وليّكم بعدي، فأحبَّ علياً، فإنه يفعل ما يؤمر. الديلمي عن علي ».

دلّ هذا الحديث على ولاية علي عليه‌السلام وعصمته كما هو واضح.

فإذا كان سبب حديث الغدير شكوى بريدة لأجل الواقعة المذكورة كما يزعم بعضهم، فقد دلّت الواقعة وصدور الحديث الشريف فيها على الامامة والخلافة، وهو المطلوب.

وأيضاً، فقد رووا عن بريدة أنه قال بعد أن نهاه النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن بغض عليعليه‌السلام وتنقيصه: « فما كان من الناس من أحد بعد قول النبي أحبّ إليّ من علي » أخرجه أحمد بن حنبل في مسنده، والحافظ ابن كثير عن أحمد(١) والشيخ عبد الحق الدهلوي في معارج النبوة والسيد شهاب الدين أحمد(٢) والبرزنجي(٣) وغيرهم.

ولا ريب في دلالة مثل هذا الكلام على الأفضلية، قال اللّاهوري في ( شرح تهذيب الكلام للتفتازاني ) في ذكر أفضلية أبي بكر: « ولقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : والله ما طلعت الشمس ولا غربت بعد النبيين والمرسلين على أحد أفضل من أبي بكر ومثل هذا الكلام لبيان الأفضلية، إذ الغالب من حال كل اثنين هو. التفاضل دون التساوي، فإذا نفى أفضلية أحدهما ثبت أفضلية الآخر ».

____________________

(١). تاريخ ابن كثير ٧ / ٣٤٥.

(٢). توضيح الدلائل - مخطوط.

(٣). نواقض الروافض - مخطوط.

٣٠١

وإذا ثبتت الأفضلية لعليعليه‌السلام فإنّ الافضلية تثبت إمامته وتبطل خلافة المتقدّمين عليه.

١٢ - اختلافهم في سبب الحديث دليل الاختلاق

هذا، ولقد اضطرب أهل السنة في بيان سبب حديث الغدير فذكروا وجوهاً متضاربة وأسباباً مختلفة، الأمر الذي يدعو كلّ منصف إلى الاعتقاد بأن جميع ما ذكروه مفتعل ومختلق، ولا نصيب لشيء من تلك الوجوه من الصحة أبداً.

فتارة يجعلون السبب شكوى بريدة، وأخرى يجعلونه الكلام الذي وقع بين أمير المؤمنينعليه‌السلام وبين أسامة بن زيد، وثالثة يجعلونه الكلام الذي وقع بين زيد بن حارثة وبين أمير المؤمنينعليه‌السلام .

فأمّا الأول فقد ذكره ابن حجر في الصواعق وتبعه عليه البرزنجي وعبد الحق الدهلوي وصاحب المرافض وأمثالهم، واختاره ( الدهلوي ) مضيفاً إليه شكوى خالد بن الوليد وغيره.

وأما الثالث فقد ذكره القاضي عبد الجبار في المغني عن بعضهم. وقد اختاره الفخر الرازي حيث قال: « سلّمنا أنه محمول على الأولى، لكنْ لا نسلّم أنه يجب أن يكون أولى بهم في كلّ شيء، بل يجوز أن يكون أولى بهم في بعض الأشياء، وهو وجوب محبته وتعظيمه والقطع على سلامة باطنه. فإنه روي أنهعليه‌السلام إنما قال هذا الكلام عند منازعةٍ جرت بين زيد وعلي فقال علي لزيد: أنت مولاي، فقال زيد: لست مولى لك إنما أنا مولى رسول اللهعليه‌السلام . فقالعليه‌السلام هذا الكلام عند هذه الواقعة، فينصرف الأولوية إلى حكم هذه الواقعة. وهو أن من كنت أولى به في المحبة والتعظيم والقطع على سلامة الباطن فعلي أولى به في هذه الأحكام »(١) .

____________________

(١). الاربعين للرازي: ٤٦٣.

٣٠٢

وأما الثاني فقد ذكره القاضي عبد الجبار عن بعضهم، واختاره يوسف الأعور الواسطي حيث قال: « الرابع: قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من كنت مولاه. قلنا: لا دلالة في هذا الحديث على إمامة علي، لأنه جاء لسبب نزاع زيد ابن حارثة عند النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مع علي حين قال: أتنازعني وأنا مولاك؟ فشكى ذلك إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه، ولا شك أن أقارب الانسان موالي عتيقه »(١) .

وكأن ابن روزبهان علم بأن هذه الأسباب مخترعة، وأنها على فرض صحتها لا تنافي مطلوب أهل الحق من حديث الغدير، فلذا أعرض عن ذكرها وذكر سبباً آخر يغايرها فقال: « إن واقعة غدير خم كان في مرجع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عام حجة الوداع، وغدير خم محل افتراق قبائل العرب، وكان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يعلم أنه آخر عمره وأنه لا يجتمع العرب بعد هذا عنده مثل هذا الاجتماع، فأراد أنْ يوصي العرب بحفظ محبة أهل بيته وقبيلته، ولا شك أن علياً كرم الله وجهه كان بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سيد بني هاشم وأكبر أهل البيت، فذكر فضائله وساواه بنفسه في وجوب الولاية والنصرة والمحبة، ليأخذه العرب سيداً ويعرفوا فضله وكماله »(٢) .

قلت: وإذا كان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد « ساواه بنفسه في وجوب الولاية والنصرة والمحبة » فهل لأحدٍ أن يدعي التقدّم عليه لأحد في هذه الأمور وغيرها؟ إن هذا الكلام يفيد أفضلية أمير المؤمنين ممن تقدّم عليه، والأفضلية دليل الأحقية بالامامة والخلافة.

وكذا قوله: « ليأخذه العرب سيداً ويعرفوا فضله وكماله » فليتأمل.

____________________

(١). رسالة يوسف الاعور في الرد على الامامية - مخطوط.

(٢). ابطال الباطل لابن روزبهان الشيرازي - مخطوط.

٣٠٣

١٣ - الاعتراف بدلالة الحديث على الامامة يفنّد هذه الشبهة

وبالتالي، فإن اعتراف كبار العلماء من أهل السنة أمثال ابن زولاق المصري، وأبي حامد، الغزالي، والحكيم السنائي، وفريد الدين العطار، ومحمد بن طلحة الشافعي، وأبي المظفر شمس الدين سبط ابن الجوزي، ومحمد بن يوسف الكنجي، وسعيد الدين الفرغاني، وملك العلماء شهاب الدين الدولت آبادي، ومحمد بن إسماعيل الأمير اليماني، والمولوي محمد إسماعيل الدهلوي، بدلالة حديث الغدير على إمامة أمير المؤمنينعليه‌السلام يكفي بوحده لإِبطال هذه الشبهة التي ذكرها ( الدهلوي ) تبعاً لابن حجر المكّي.

ولقد تقدمت نصوص كلمات هؤلاء الاعلام في غضون الكتاب، ونضيف إليها هنا:

١ ) كلام الشيخ علاء الدولة أبي المكارم أحمد بن محمد السمناني حيث قال في كتابه ( العروة الوثقى ):

« وقال لعليعليه‌السلام وسلام الملائكة الكرام: أنت مني بمنزلة هارون من موسى ولكن لا نبي بعدي. وقال في غدير خم بعد حجة الوداع على ملأ من المهاجرين والأنصار آخذاً بكتفه: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. وهذا حديث متفق على صحتّه، فصار سيد الأولياء، وكان قلبه على قلب محمد عليه التحية والسلام، وإلى هذا السّر أشار سيد الصديقين صاحب غار النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أبو بكر، حين بعث أبا عبيدة ابن الجراح إلى علي لاستحضاره: يا أبا عبيدة أنت أمين هذه الأمة، أبعثك إلى من هو في مرتبة من فقدناه بالأمس، ينبغي أن تتكلّم عنده بحسب الأدب » إلى آخر مقالته.

فترى الشيخ علاء الدولة السمناني يقول: « وهذا حديث متفق على صحته، فصار سيد الأولياء، وكان قلبه على قلب محمد » فهذا مدلول حديث الغدير عند أعلام أهل السنة المحققين، فيكون الامامعليه‌السلام في مرتبة

٣٠٤

رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ويكون على هذا أفضل من كل من تقدّم على النبي وجميع من تأخر، وبه ينهدم أساس تأويلات المؤولين وتلفيقاتهم في مقابلة الاستدلال بهذا الحديث الشريف.

ترجمة علاء الدين السمناني

والشيخ علاء الدولة من أكابر علماء أهل السنة وعرفائهم المشاهير، وقد ترجموه بكل ثناء وتبجيل، قال الحافظ ابن حجر: « أحمد بن محمد بن أحمد بن السمناني البياضي المكي، يلقب علاء الدين وركن الدين، ولد في ذي الحجة سنة ٥٩ وتفقّه وطلب الحديث وسمع من الرشيد بن أبي القاسم وغيره، وشارك في الفضائل وبرع في العلم، واتصل بأرغون بن الغانم، تاب وأناب ولازم الخلوة، وصحب ببغداد الشيخ عبد الرحمن، وخرج عن بعض ماله، وحجّ مراراً، وله مدارج المعارج.

قال الذهبي: كان إماماً جامعاً كثير التلاوة، وله وقع في النفوس، وكان يحطّ على ابن العربي ويكفّره، وكان مليح الشكل حسن الخلق، عزيز الفتوة كثير البر، يحصل له من أملاكه في العام نحو تسعين ألفاً فينفقها في القرب، أخذ عنه صدر الدين بن حمويه وسراج الدين القزويني وإمام الدين علي بن مبارك البكري. وذكر: أن مصنفاته تزيد على ثلاثمائة، وكان مليح الشكل كثير البر والإِيثار، وكان أولاً قد داخل التتار ثم رجع وسكن تبريز وبغداد، ومات في رجب ليلة الجمعة من سنة ٧٣٦ »(١) .

وقال ابن قاضي شهبة: « أحمد بن محمد بن أحمد الملقب بعلاء الدولة وعلاء الدين أبو المكارم السمناني.

ذكره الأسنوي في طبقاته وقال: كان عالماً مرشداً، له كرامات وتصانيف

____________________

(١). الدرر الكامنة ١ / ٢٥٠.

٣٠٥

كثيرة في التفسير والتصوف وغيرهما. توفي قبل الأربعين وسبعمائة بقليل »(١) .

وقال محمود بن سليمان الكفوي: « الشيخ العارف الرباني والمرشد الكامل الصمداني، ركن الدين أبو المكارم علاء الدولة أحمد بن محمد البيانانكي السمناني »(٢) .

٢ ) كلام أبي شكور محمد بن عبد السعيد بن محمد الكشي السالمي الحنفي فإنه قال في ( التمهيد ): « وقالت الروافض: الامامة منصوصة لعلي بن أبي طالبرضي‌الله‌عنه ، بدليل أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم جعله وصياً لنفسه وجعله خليفة من بعده حيث قال: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبي بعدي. ثم هارونعليه‌السلام كان خليفة موسىعليه‌السلام ، فكذلك عليرضي‌الله‌عنه .

والثاني: وهو أنّ النبيعليه‌السلام جعله وليّاً للناس لمـّا رجع من مكة ونزل في غدير خم، فأمر النبي أن يجمع رحال الإِبل، فجعلها كالمنبر وصعد عليها فقال: ألست بأولى المؤمنين من أنفسهم؟ فقالوا: نعم. فقالعليه‌السلام : من كنت مولاه فعلي مولاه. اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله. والله جل جلاله يقول:( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ ) الآية. نزلت في شأن عليرضي‌الله‌عنه . دلّ أنه كان أولى الناس بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ».

ثم قال أبو شكور المذكور في الجواب عما ذكره: « وأما قوله: بأنّ النبيعليه‌السلام جعله ولياً. قلنا: أراد به في وقته يعني بعد عثمانرضي‌الله‌عنه وفي زمن معاويةرضي‌الله‌عنه ، ونحن كذا نقول، وكذا الجواب عن قوله تعالى:( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ) الآية. فنقول: إن علياًرضي‌الله‌عنه كان ولياً

____________________

(١). طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ٢ / ٢٤٨.

(٢). كتائب اعلام الأخيار للكفوي - مخطوط.

٣٠٦

وأميراً بهذا الدليل في أيامه ووقته، وهو بعد عثمانرضي‌الله‌عنه ، وأما قبل ذلك فلا ».

إذن، حديث الغدير يدلّ على إمامة الأميرعليه‌السلام ، وكذا الآية المباركة:( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ ) حيث أن المراد من « الولاية » فيها هي « الامامة والامارة ».

فهذا صريح كلامه، وأما تقييد مدلول الآية المباركة والحديث الشريف بما ذكره من كونه أميراً وإماماً بعد عثمان، فقد عرفت بطلانه بوجوه عديدة وبراهين سديدة، منها قول عمر بن الخطاب نفسه يوم الغدير « أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة ».

ولعمري، إنّ هذا التأويل مثل تأويل النصارى نبوة نبيناصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مع الاعتراف بها بأنه مبعوث إلى العرب خاصة.

قال الكابلي في ( الصواقع ): « وقد اعترف اليهود والعيسوية وجم غفير من القادريّين من النصارى ومن تبعهم من نصارى افرنج بنبوته، إلّا أنهم يزعمون أنه مبعوث إلى العرب خاصة، وقد سألت قادرياً عنهعليه‌السلام فقال: هو نبي واسمه في كتبنا. فقلت: لم لا تؤمنون؟ فقال: رسولنا فوق رؤسنا إلى السماء ».

فتأويل هؤلاء مثل تأويل أهل الكتاب حذو النعل بالنعل وحذو القذة بالقذة.

١٤ - أشعار الأمير وحسان وقيس والأدلة الْأُخرى

هذا، وفضلاً عن الأدلة العديدة والبراهين السديدة التي أقمناها على دلالة حديث الغدير على إمامة أمير المؤمنينعليه‌السلام وخلافته بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بلا فصل، فإنها - ولا سيّما أشعار سيدنا أمير المؤمنين وحسان ابن ثابت وقيس بن سعد التي هي نصوص صريحة في دلالة الحديث الشريف على

٣٠٧

الامامة والخلافة - كلّها تبطل هذه الشبهة وسائر شبهات ( الدهلوي ) وغيره من المتعصبين والمعاندين للحق وأهله، التي ذكرناها في غضون الكتاب بالتفصيل وتكلمنا عليها.

وقد بقيت شبهة أخرى فلنذكرها ولنتكلم عليها

٣٠٨

إبطال حمل الإِمامة

على إمامة التصوّف

٣٠٩

٣١٠

وهذه الشبهة ذكرها المولوي سلامت علي وهي الْأَخرى تتضمّن الاعتراف بدلالة حديث الغدير على الامامة لسيدنا أمير المؤمنينعليه‌السلام ، ولكن هذا الرجل لمـّا لم ترق له الشبهات التي حيكت والتقوّلات التي قيلت حول حديث الغدير لصرفه عن الدلالة على المطلوب الحق ومن جهة أُخرى لم يتمكّن من نفي دلالة الحديث على الامامة حمل الامامة المستفادة من هذا الحديث الشريف على إمامة التصوّف فقال هذا الرجل في كتابه ( التبصرة ) ما تعريبه:

« لا شك عند أهل السنة في إمامة أمير المؤمنين وأن ذلك عين الايمان، لكن ينبغي أن يكون مفاد أحاديث الغدير الامامة المعنوية لا الخلافة، وهذا المعنى هو المستفاد من كلام أهل السنة وعلماء الصوفية، ومن هنا كانت بيعة جميع السلاسل منتهية الى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وعن طريقه تتصل برسول الثقلين ».

إلّا أن هذا التأويل عليل بوجوه:

٣١١

١ - لو جاز تأويل دليل الامامة لجاز تأويل دليل النبوة

لأن الوجه الذي يمكن لأهل الاسلام إلزام منكري نبوّة الرسول محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هو البشارات الدالة على نبوّته في كتب الملل السابقة، فإن هذه البشارات التي استخرجها علماء الاسلام من تلك الكتب لا مناص للمخالفين من قبولها، لأنها مستخرجة من كتبهم وواضحة الدلالة على نبوة خاتم النبيينصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أجمعين.

وحينئذ نقول: إذا جاز لأهل السنّة تأويل حديث الغدير وحمله على الامامة الباطنية لجاز لأهل الكتاب تأويل ما يدلّ على نبوّة رسول الإسلام، وحمله على الرفعة وهو المعنى اللغوي للّفظ، وبذلك يمتنع إلزامهم بما ورد في كتبهم، وينسد طريق البحث معهم، وهدايتهم إلى الدين الحق وخاتمة الشرائع السماوية.

فيكون حمل إمامة أمير المؤمنينعليه‌السلام على الامامة في التصوّف، مثل حمل منكري الاسلام نبوة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على النبوة بالمعنى اللغوي لا المعنى المصطلح، وكما أن هذا باطل فكذلك ذاك.

٢ - هذا التأويل فرع كون الأمير عليه‌السلام من الصوفية

وحمل « الامامة » التي يدل عليها حديث الغدير على الامامة الباطنية التي يقول بها الصوفية يتفرّع على كون أمير المؤمنينعليه‌السلام من الصوفية. وقد أنكر الحافظ ابن الجوزي أن يكون هوعليه‌السلام وسائر الصحابة من الصوفية، واستنكر على أبي نعيم الاصبهاني ذكره إياهم في الصوفية حيث قال « وجاء أبو نعيم الاصفهاني فصنّف لهم [ الصوفية ] كتاب الحلية، وذكر في حدود التصوّف أشياء

٣١٢

قبيحة، ولم يستحي أن يذكر في الصوفية أبا بكر وعمر وعثمان وعلي بن أبي طالب وسادات الصحابة رضي الله عنهم »(١) .

أقول: وإذا كان ذكر أمير المؤمنينعليه‌السلام في الصّوفية من عدم الحياء، فإن حمل ما يدلّ على إمامته على إمامة التصوّف من عدم الحياء كذلك.

٣ - ردود الشاه ولي الله على عقائد الصوفية

وقد بالغ الشاه ولي الله الدهلوي والد مخاطبنا ( الدهلوي ) في رد عقائد الصوفية وإبطال مقالاتهم، واستيصال مطالبهم وبيان عدم ثبوتها من الشّرع الشريف في كتابه ( قرة العينين ) فمن شاء الوقوف على كلامه فليراجع الكتاب المذكور فإنه كلام طويل. وما أظن أن أحداً يقف على هذا الكلام وتسوّل له نفسه لأن يحمل حديث الغدير على هذا المحمل الفاسد.

٤ - الامامة مبنية على الاظهار خلافاً لسائر المقامات

وذكر المولوي إسماعيل في ( رسالة الامامة ) أن الامامة هي ظل الرسالة ومبناها على الاظهار لا الإِخفاء، وليس كذلك سائر أرباب الولاية، وعلى هذا فلا يجوز حمل الكلمات الصادرة من الأئمة في بيان إمامتهم على تزكية النفس ونحو ذلك.

ويفيد هذا الكلام أنّ الامامة التي ذكرها أمير المؤمنينعليه‌السلام في أشعاره وأظهرها وأبدى اعتزازه بها ليست الامامة الباطنية والّا لما أظهرها ولما ادّعاها.

____________________

(١). تلبيس ابليس ١٥٩.

٣١٣

٥ - نص ( الدهلوي ) على لزوم حمل كلام الله والرسول والمرتضى على الظاهر

وفي الباب الأول من ( التحفة ) نصّ ( الدهلوي ) على أن من مذهب أهل السنة هو حمل كلمات أمير المؤمنينعليه‌السلام على الظاهر، كما هو الشأن بالنسبة إلى كلام الله وكلام الرسول، فإنها جميعاً تحمل على ما هي ظاهرة فيه.

أقول: لقد ورد لفظ الامامة في أشعار أمير المؤمنينعليه‌السلام ، ولا ريب في أنّ « الامامة » ظاهرة في المعنى المصطلح لا إمامة التصوّف، فصرف اللفظ عن معناه الظاهر فيه غير جائز عند ( الدهلوي )، بل غير جائز في مذهب أهل السنة والجماعة كما هو صريح كلامه.

٦ - نص ( الدهلوي ) على أن نصوص الكتاب والسنة محمولة على ظواهرها

وقال في باب النبوة: « العقيدة الثانية عشرة: إنّ نصوص الكتاب وأحاديث الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كلّها جميعاً محمولة على المعاني الظاهرة، وقال السبعية - من الاسماعيلية - والخطابية والمنصورية والمعمرية والباطنية والقرامطة والرزامية - من فرق الشيعة - بأنّ ما ورد في الكتاب والسنة من ألفاظ الوضوء والتيمم والصلاة والصوم والزكاة والحج والجنة والنار والقيامة والحشر غير محمولة على ظواهرها، بل هي إشارات إلى أشياء أخر لا يعلمها إلا الامام المعصوم » ثم ذكر أمثلة من مقالات هذه الفرق في هذا المقام، وذكر أن صرف نصوص القرآن والأحاديث عن ظواهرها من عمل الملاحدة والزنادقة، وأنه يترتب على هذا الأمر الشنيع شنائع وفضائح كثيرة، وينهدم بذلك دعائم الدين - والعياذ بالله -.

٣١٤

أقول: فيكون تأويل حديث الغدير وصرفه عن معناه الظاهر فيه، وكذا أشعار أمير المؤمنين وحسان وقيس بن سعد، وسائر الأحاديث الدالة على إمامة أمير المؤمنين من أظهر مصاديق ما ذكره ( الدهلوي ) في أنه من صنيع الملاحدة والزنادقة، وموجب لهدم أساس الدين الحنيف. والعياذ بالله.

٧ - استدلال أبي بكر بحديث « الأئمة من قريش » على خلافته

على أن هذا التأويل يخالف مقتضى استدلال أبي بكر بحديث « الأئمة من قريش » على خلافته في مقابلة الأنصار، فإن مقتضى ذلك كون الحديث وفيه مادة « الامامة » ظاهراً في الامامة والخلافة عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أي المعنى المصطلح لا الامامة في التصوّف، وإن أبا بكر قد استند إلى هذا الظهور واحتجّ به إذ لو لم تكن « الامامة » دالة على « الخلافة » لما استند إلى هذا الحديث لإِثبات خلافته عن رسول الله.

وأمّا احتجاجه بالحديث المذكور للخلافة فمذكور في كتب السير والتواريخ وغيرها.

٨ - « الامامة » ترادف « الخلافة » عند اهل السنة

بل إنّ « الامامة » مرادفة لـ « الخلافة » عند أهل السنة كما نصّ عليه شاه ولي الله الدهلوي(١) . وعليه يكون المراد من « الامام » في أشعار أمير المؤمنينعليه‌السلام وحسان وقيس هو « الخليفة » لا « إمام التصوّف ». وبهذا أيضا يبطل تأويل حديث الغدير، ويظهر أنه مخالف لمذهب أهل السنة ومعتقدهم.

____________________

(١). ازالة الخفا. المقصد الاول من الفصل السابع.

٣١٥

٩ - « الامامة » رياسة في الدين والدنيا

وهذه « الامامة » المصطلحة التي هي مرادفة « للخلافة » عند أهل السنة هي « رياسة في الدين والدنيا عامة » نصّ على ذلك كبار علماء أهل السنة، قال الرازي: « الامامة رياسة في الدين والدنيا عامة لشخص من الأشخاص، وإنما قلنا عامة احترازا عن الرئيس والقاضي وغيرهما، وإنما قلنا لشخص من الاشخاص احترازاً عن كلّ الاُمة اذا عزلوا الامام عند فسقة، فإن كلّ الاُمة ليس شخصاً واحداً »(١)

وقال التفتازاني: « والامامة رياسة عامة في أمر الدين والدنيا خلافة عن النبي »(٢) .

وكذا في ( شرح التجريد للقوشجي ) وغيره.

وبه قال ( الدهلوي ) في أول باب الامامة من ( التحفة ).

أقول: وحيث ثبتت إمامة أمير المؤمنينعليه‌السلام يوم الغدير بنص أشعار الأميرعليه‌السلام نفسه وحسان وقيس وثبتت إمامته لجميع المسلمين - ومنهم الشيخان - كما يدل عليه قول عمر: « هنيئاً لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة » لم يبق ريب في ثبوت الامامة العامة له عليه الصلاة والسلام، لأنه إن كان المراد من تلك الامامة العامة فذاك المطلوب، وإنْ كان المراد الامامة في بعض الأمور دون بعض وكان ذلك البعض من أمور الدين أو الدنيا فلأنه على التقادير كلّها يكون ثبوت الامامة له ولو في أمرٍ من الأمور ولو كآن واحداً مستلزماً لبطلان خلافة الثلاثة، لأن إمامته ولو في أمر من الأمور معناها عدم إمامة الثلاثة في ذلك الأمر فيكونون مأمومين له، فثبت عموم إمامته عليه

____________________

(١). نهاية العقول - مخطوط.

(٢). شرح المقاصد. باب الامامة ٥ / ٢٣٢.

٣١٦

الصلاة والسلام وبطل عموم إمامتهم، وإذا ثبت بطلان عموم إمامتهم ثبت بطلان تقدّمهم على الاميرعليه‌السلام ، لعدم جواز تقدم المأموم على إمامه.

فظهر أن التأويل المذكور لحديث الغدير لا ينفع مرام أهل السنة، لا من قريب ولا من بعيد، ولله الحمد على ذلك حمداً جميلاً.

١٠ - الامامة مستلزمة للعصمة

وبالتالي، فقد ثبتت إمامة أمير المؤمنينعليه‌السلام من أشعاره وأشعار حسان بن ثابت وقيس بن سعد بن عبادة، وإذا كان إماماً فهو معصوم من جميع الذنوب، وإذا كان معصوماً فقد ثبتت خلافته وبطلت خلافة من تقدّم عليه، لقبح تقدّم غير المعصوم على المعصوم، بل هو من أقبح القبائح.

وأما دلالة لفظ « الامام » على « العصمة من جميع الذنوب » فقد اعترف بها فخر الدين الرازي حيث قال:

« قوله تعالى:( إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً ) يدل على أنه عليه الصلاة والسلام كان معصوماً عن جميع الذنوب، لأن الامام هو الذي يؤتم به ويقتدى، فلو صدرت المعصية منه لم يجب علينا الاقتداء به في ذلك، وإلّا فيلزم أن يجب علينا فعل المعصية وذلك محال، لأن كونه معصية عبارة عن كونه ممنوعاً عن فعله، ووجوبه عبارة عن كونه ممنوعاً من تركه. والجمع بينهما محال »(١) .

____________________

(١). تفسير الرازي ٤ / ٤٣.

٣١٧

( قال الميلاني ):

الحمد لله حمد الشاكرين على أن وفقنا لاتمام مجلد ( حديث الغدير ) من هذه الموسوعة، ونسأله تعالى أن يتقبل هذا العمل وسائر أعمالنا بفضله وكرمه، وأن يجعلها ذخيرة ليوم لا ينفع مال ولا بنون. بمحمد وآله الطاهرين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

٣١٨

الفهرس

مناشدة أمير المؤمنين عليه‌السلام الصحابة عن حديث الغدير ٥

ذكر من روى ذلك ٧

رواية أبي بكر الشّافعي ٩

ترجمة أبي بكر الشافعي ١٠

رواية ابن المغازلي ١١

رواية الخطيب الخوارزمي رواية أبي الحسن ابن الأثير ١٢

رواية ابن حجر العسقلاني ١٥

رواية الوصابي اليمني ١٦

رواية نور الدين السمهودي ١٧

دعاء الامام على كتم الشهادة بالغدير ١٨

من أسماء الذين كتموا ١٩

نتائج البحث ٢٢

وجوه بطلان دعوى ابن روزبهان وضع حديث المناشدة ٢٣

١ - مناشدة أنس وغيره متواترة ٢ - حديث الغدير متواتر لا كالمستفيض ٣ - من أمثلة دعاء النبي على المخالفين ٢٤

٤ - من أمثلة دعاء أمير المؤمنين عليه‌السلام ٢٦

٥ - أمثلة من دعاء الصّحابة ٢٨

فائدتان من كلام ابن روزبهان ٣٠

اعتراف الحلبي بدلالة الاستشهاد مناشدة الامام أبا بكر وأصحاب الشورى ٣١

إستنكار أبي الطّفيل لحديث الغدير ٣٩

ترجمة أبي الطفيل ٤٢

٣١٩

قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في صدر الحديث ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ ٤٥

١ - ذكر من روى جملة « ألست أولى » في حديث الغدير ٤٧

٢ - دلالة الجملة على أولويّة النبي بالتصرف ٥٠

٣ - المراد من ( المولى ) في الحديث هو المراد من ( الأولى ) في الصّدر ٦٠

حديث الغدير بلفظ: من كنت أولى به من نفسه فعليٌّ وليّه ٧١

سياق حديث الغدير في المستدرك على الصحيحين ٧٧

من ترجمة الحاكم: ٨٠

وحدة السّياق بين حديث الغدير وحديثٍ أخرجه البخاري ٨٣

حديث الغدير بلفظ: « فإنَّ عليّاً بعدي مولاه » ٨٧

كلام ابن حجر المكّي إستناداً إلى فهم أبي بكر وعمر ٩١

حديث مسلم بن الحجّاج: لا يقل العبد لسيّده « مولاي » فإنّ مولاكم الله ٩٥

قول سيّدتنا الزهراء عليها‌السلام أنسيتم قول رسول الله يوم غدير خم ...؟ ٩٩

حديث الغدير بلفظ: « منْ وليّكم؟ من كان الله وليّه فهذا وليّه » ١٠٣

حديث الغدير بلفظٍ يدلُّ على المطلوب منْ وجوه ١٠٧

الاستدلال بكلام ابن حجر على ضوءِ حديث الغدير ١١٣

تصدير النبيّ الكلام بقوله: « إنّ الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأولى بهم من أنفسهم » ١١٧

قول أبي أيّوب الأنصاري وجماعة: السّلام عليك يا مولانا ١٢٩

قيل لعمر بن الخطاب: تصنع بعليّ شيئاً لا تصنعه بأحدٍ! فقال: إنّه مولاي ١٣٥

قول عمر - لمن استنكف من قضاء علي -: ويحك! ما تدري من هذا؟! هذا مولاي ١٤١

التهنئة في يوم الغدير وقولهم: « بخ بخ لك يا علي » ١٤٧

قول النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من كنت مولاه فعليٌّ مولاه، أوحي إليَّ في علي: إنّه أمير المؤمنين وسيّد المسلمين وقائد الغرّ المحجّلين ١٥٣

٣٢٠

321

322

323

324