نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ١٠

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار18%

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 428

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 428 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 353175 / تحميل: 7354
الحجم الحجم الحجم
نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ١٠

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

٣ - ابن خلكان ( وفيات الأعيان ١ / ٣٠١ ).

٤ - أبو الفداء في ( المختصر - حوادث: ٥٦٢ ).

٥ - ابن الوردي في ( تتمة المختصر - حوادث: ٥٦٢ ).

٦ - الذهبي في ( تذكرة الحفاظ ٤ / ١٣١٦ ) و ( العبر ٤ / ١٧٨ ).

٧ - اليافعي في ( مرآة الجنان ٤ / ٣٧١ ).

٨ - السبكي في ( طبقات الشافعية ٧ / ١٨٠ ).

٩ - الأسنوي في ( طبقات الشافعية ٢ / ٥٥ ).

١٠ - السيوطي في ( طبقات الحفاظ ٤٧١ ).

١١ - الدياربكري في ( الخميس - حوادث ٥٦٢ ).

١٢ - القنوجي في ( التاج المكلل ٧٦ ).

وغيرهم. قال في ( تذكرة الحفاظ ) ما ملخصه: « السّمعاني: الحافظ البارع العلّامة تاج الاسلام، أبو سعد عبد الكريم التميمي السّمعاني المروزي صاحب التصانيف، ولد في شعبان سنة ست وخمسمائة، ورحل إلى الأقاليم النائية، وكان ذكيّاً فهماً سريع الكتابة مليحها، درّس وأفتى ووعظ وأملى، وكتب عمن دبّ ودرج، وكان ثقة حافظاً حجة واسع الرّحلة عدلاً ديّناً جميل السّيرة حسن الصحبة كثير المحفوظ.

قال ابن النجّار: وسمعت من يذكر أنّ عدد شيوخه سبعة آلاف شيخ وهذا شيء لم يبلغه أحد، وكان مليح التصانيف كثير الشيء والأسانيد لطيف المزاج ظريفاً حافظاً واسع الرّحلة ثقة صدوقاً ديناً، سمع منه مشايخه وأقرانه، وحدّث عنه جماعة.

مات في ربيع الأول سنة اثنتين وستين وخمسمائة بمرو، وله ست وخمسون سنة ».

١٤١

(٤٥)

رواية الخطيب الخوارزمي

قال أبو المؤيد الموفق بن أحمد بن إسحاق الخوارزمي المكّي المعروف بأخطب خوارزم والخطيب الخوارزمي، في ألقاب عليعليه‌السلام :

« الألقاب له، هو: أمير المؤمنين، ويعسوب الدين والمسلمين، ومبير الشرك والمشركين، وقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين، ومولى المؤمنين، وشبيه هارون، والمرتضى، ونفس الرسول، وأخوه، وزوج البتول، وسيف الله المسلول وأبو السبطين، وأمير البررة، وقاتل الفجرة، وقسيم الجنة والنار، وصاحب اللواء، وسيد العرب، وخاصف النعل، وكاشف الكرب، والصديق الأكبر، وأبو الريحانتين، وذو القرنين، والهادي، والفاروق، والواعي، والشاهد، وباب المدينة، وبيضة البلد، والولي، والوصي، وقاضي دين الرسول، ومنجز وعده »(١) .

وقال في الفصل السابع: في بيان غزارة علمه وأنه أقضى الأصحاب: -

« أخبرنا الشيخ الزاهد الحافظ أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي قال أخبرنا شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ، قال أخبرنا أبوبكر أحمد بن الحسين البيهقي، قال أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلويرحمه‌الله ، قال أخبرنا محمد بن محمد بن سعد الهروي الشعراني، قال حدثنا محمد بن عبد الرحمن النيسابوري، قال حدّثنا أبو الصلت الهروي، قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب »(٢) .

____________________

(١). المناقب للخوارزمي: ٨.

(٢). نفس المصدر: ٤٠.

١٤٢

وقال في الفصل السادس عشر ما نصه: « روى أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أرسل إلى معاوية رسله: الطرماح وجرير بن عبد الله البجلي وغيرهما قبل مسيره إلى صفين، وكتب إليه مرّة بعد أخرى يحتج عليه ببيعة أهل الحرمين له وسوابقه في الإسلام، لئلا يكون بين أهل العراق وأهل الشام محاربة، ومعاوية يعتل بدم عثمان ويستغوي بذلك جهال أهل الشام وأجلاف العرب، ويستميل طلبة الدنيا والولايات، وكان يشاور في أثناء ذلك ثقاته وأهل مودته وعشيرته في قتال عليعليه‌السلام ، فقال له أخوه عتبة: هذا أمر عظيم لا يتم إلّا بعمرو بن العاص فإنه قريع زمانه في الدهاء والمكر، يخدع ولا يخدع، وقلوب أهل الشام مائلة إليه، فقال معاوية: صدقت ولكنه يحب علياً فأخاف أن لا يجيبني، فقال: إخدعه بالأموال ومصر.

فكتب إليه معاوية: من معاوية بن أبي سفيان - خليفة عثمان بن عفان إمام المسلمين وخليفة رسول رب العالمين ذو النورين، ختن المصطفى على ابنتيه وصاحب جيش العسرة وبئر دومة، المعدوم الناصر الكثير الخاذل المحصور في منزله المقتول عطشاً وظلماً في محرابه المعذب بأسياف الفسقة - إلى عمرو بن العاص صاحب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وثقته وأمير عسكره بذات السلاسل، المعظّم رايه المفخم تدبيره:

أمّا بعد فلن يخفى عليك احتراق قلوب المؤمنين وما أصيبوا به من الفجيعة بقتل عثمان، وما ارتكب به جاره حسداً وبغياً بامتناعه من نصرته وخذلانه إياه، وإشلائه الغاغة عليه [ واشياً العامة عليه ] حتى قتلوه في محرابه، فيا لها من مصيبة عمّت المسلمين وفرضت عليهم طلب دمه من قتلته، وأنا أدعوك إلى الحظ الأجزل من الثواب والنصيب الأوفر من حسن المآب، بقتال من آوى قتلة عثمانرضي‌الله‌عنه وأحلّه جنة المأوى.

فكتب إليه عمرو: من عمرو بن العاص صاحب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى معاوية بن أبي سفيان: أما بعد فقد وصل كتابك فقرأته وفهمته، فأمّا

١٤٣

ما دعوتني إليه من خلع ربقة الاسلام من عنقي والتهور في الضّلالة معك وإعانتي إياك على الباطل واختراط السيف على وجه علي بن أبي طالبرضي‌الله‌عنه - وهو أخو رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ووصيّه ووارثه وقاضي دينه ومنجز وعده وزوج ابنته سيدة نساء أهل الجنة وأبو السبطين الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة - [ فلن يكون ].

وأمّا ما قلت من أنك خليفة عثمان فقد صدقت، ولكن تبيّن اليوم عزلك عن خلافته، وقد بويع لغيره وزالت خلافتك.

وأمّا ما عظمتني ونسبتني إليه من صحبة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأني صاحب جيشه فلا أغتر بالتزكية ولا أميل بها عن الملة.

وأمّا ما نسبت أبا الحسن أخا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ووصيّه إلى الحسد والبغي على عثمان، وسمّيت الصّحابة فسقه، وزعمت أنه أشلاهم على قتله، فهذا غواية، ويحك يا معاوية: أما علمت أن أبا حسن بذل نفسه بين يدي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبات على فراشه، وهو صاحب السبق إلى الإِسلام والهجرة وقد قال فيه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : هو منّي وأنا منه، وهو منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي، وقد قال فيه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم غدير خم: ألا من كنت مولاه فعليّ مولاه، أللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله، وهو الذي قال فيهعليه‌السلام يوم خيبر: لأعطينَّ الرّاية رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، وهو الذي قال فيهعليه‌السلام يوم الطير: اللهم ايتني بأحبّ خلقك إليك، فلما دخل إليه قال: وإليَّ وإليَّ، وقد قال فيه يوم النظير: علي إمام البررة وقاتل الفجرة منصور من نصره مخذول من خذله، وقد قال فيه: علي وليّكم من بعدي، وآكد القول عليك وعليّ وعلى جميع المسلمين وقال: إني مخلّف فيكم الثقلين كتاب الله عز وجل وعترتي وقد قال: أنا مدينة العلم وعلي بابها.

وقد علمت يا معاوية ما أنزل الله تعالى من الآيات المتلوّات في فضائله التي

١٤٤

لا يشترك فيها أحد كقوله تعالى:( يُوفُونَ بِالنَّذْرِ ) و( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ ) .( أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ ) وقال الله تعالى لرسولهعليه‌السلام ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) وقد قال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أما ترضى أن يكون سلمك سلمي وحربك حربي وتكون أخي ووليي في الدنيا والآخرة، يا أبا الحسن من أحبّك فقد أحبّني ومن أبغضك فقد أبغضني، ومن أحبّك أدخله الله الجنة، ومن أبغضك أدخله الله النار.

وكتابك يا معاوية الذي كتبت هذا جوابه، ليس مما ينخدع به من له عقل أو دين، والسلام»(١) .

ترجمته:

والخطيب الخوارزمي من أعيان علماء أهل السنة، ومن أساطين محدّثيهم الثقات المعتمدين، وقد أثنى عليه ونقل عنه كبار علمائهم ومشاهير حفاظهم أمثال:

أبي حامد محمود بن محمد الصالحاني.

وعماد الدين الكاتب الاصفهاني.

وأبي الفتح ناصر بن عبد السيد المطرزي.

ومحبّ الدين ابن النجار البغدادي.

وجمال الدين القفطي.

وأبي المؤيد الخوارزمي.

وأبي عبد الله الكنجي الشافعي.

وشمس الدين الذهبي.

وجمال الدين الزرندي.

____________________

(١). المناقب للخوارزمي: ١٢٨.

١٤٥

وصلاح الدين الصفدي.

وعبد القادر القرشي.

ومحمد بن أحمد الفارسي.

وأحمد بن إبراهيم الصنعاني المعروف بابن الوزير.

وشهاب الدين أحمد صاحب توضيح الدلائل.

ونور الدين ابن الصباغ المالكي.

وجلال الدين السيوطي.

ونور الدين السمهودي.

والشمس الدمشقي الصالحي.

وشهاب الدين ابن حجر المكي.

وأحمد بن باكثير المكي.

وعبد الله بن محمد المطيري.

وولي الله اللكهنوي.

و ( الدهلوي نفسه )

فراجع أسفارهم، وقد أوردنا طرفاً من كلماتهم في بعض المجلدات.

(٤٦)

رواية ابن عساكر

لقد روى أبو القاسم علي بن الحسن المعروف بابن عساكر الدمشقي حديث مدينة العلم بطرق عديدة كما قال الكنجي وهذا نصّ عبارته:

« أخبرنا العلامة قاضي القضاة أبو نصر محمد بن هبة الله ابن قاضي القضاة ومحمد بن هبة الله بن محمد الشيرازي، أخبرنا الحافظ أبو القاسم أخبرنا أبو القاسم ابن [ محمد ] السمرقندي، أخبرنا أبو القاسم بن مسعدة، أخبرنا حمزة بن يوسف

١٤٦

أخبرنا أبو أحمد ابن عدي، حدثنا النعمان بن هارون البلدي ومحمد بن أحمد بن المؤمل الصيرفي وعبد الملك بن محمد قالوا: حدثنا أحمد بن عبد الله بن يزيد المؤدب حدثنا عبد الرزاق عن سفيان عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن عبد الرحمن بن بهمان قال سمعت جابراً يقول: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول يوم الحديبية - وهو آخذ بضبع علي بن أبي طالب وهو يقول -: هذا أمير البررة وقاتل الفجرة منصور من نصره ومخذول من خذله، ثم مدّ بها صوته وقال: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب.

قلت: هكذا رواه ابن عساكر في تاريخه وذكر طرقه عن مشايخه »(١) .

ترجمته:

١ - ياقوت الحموي في ( معجم الأدباء ١٣ / ٧٣ ).

٢ - الخوارزمي في ( أسماء رجال جامع مسانيد أبي حنيفة ).

٣ - ابن خلكان في ( وفيات الأعيان ١ / ٣٣٥ ).

٤ - أبو الفداء في ( المختصر - حوادث: ٥٧١ ).

٥ - ابن الوردي في ( تتمة المختصر - حوادث: ٥٧١ ).

٦ - الذهبي في ( تذكرة الحفاظ ٤ / ١٣٢٨ ) و ( العبر ٤ / ٢١٢ ) و ( دول الاسلام حوادث ٥٧١ ).

٧ - اليافعي في ( مرآة الجنان ٣ / ٣٩٣ ).

٨ - السبكي في ( طبقات الشافعية ٧ / ٢١٥ ).

٩ - الأسنوي في ( طبقات الشافعية ٢ / ٢١٦ ).

١٠ - ابن قاضي شهبة في ( طبقات الشافعية ١ / ٣٤٥ ).

١١ - جلال الدين السيوطي في ( طبقات الحفاظ ٤٧٤ ).

١٢ - الدياربكري في ( الخميس - حوادث: ٥٧١ ).

____________________

(١). كفاية الطالب: ٢٢٠.

١٤٧

١٣ - القنوجي في ( التاج المكلل ٨٤ ).

قال ابن خلكان ما ملخصه: « الحافظ أبو القاسم ابن عساكر الدمشقي الملقّب ثقة الدين، كان محدّث الشام في وقته، ومن أعيان الفقهاء الشافعية، غلب عليه الحديث فاشتهر به وبالغ في طلبه إلى أنْ جمع منه ما لم يتفق لغيره، ورحل وطوف وجاب البلاد ولقي المشايخ، وكان حافظاً ديّناً جمع بين معرفة المتون والأسانيد وكان حسن الكلام على الأحاديث، محفوظاً في الجمع والتأليف، صنّف التاريخ الكبير لدمشق في ثمانين مجلدة أتى فيه بالعجائب، وهذا الذي ظهر هو الذي اختاره وما صحّ له هذا إلّا بعد مسودّات ما يكاد ينضبط حصرها، وله غيره تواليف حسنة وأجزاء ممتعة ».

وفي ( العبر ): « الحافظ ابن عساكر صاحب التاريخ الثمانين مجلّداً، محدّث الشام، ثقة الدين، ساد أهل زمانه في الحديث ورجاله، وبلغ في ذلك الذروة العليا، ومن تصفح تاريخه علم منزلة الرجل في الحفظ ».

(٤٧)

إثبات أفضل الدين الخاقاني

لقد أرسله أفضل الدين إبراهيم بن علي المعروف بالخاقاني إرسال المسلّم، وأثبته جازماً به في كتابه ( تحفة العراقين ) حيث قال في قصيدةٍ له في مدح محمد بن مطهر العلوي:

« اين قدر وصفا كه خاطرم راست

از خدمت سيد اجل خاست

اين مايه كه طبع را قوام است

هم همت سيد امام است

ذو الفضل محمد مطهر

آن عرق محمد پيمبر

آن مردم ديده مصطفى را

وان وارث صدق مصطفى را

قدرش زدو كون بر گذشته

يك موى زمصطفى نگشته

١٤٨

إلى أن قال:

در شهر علم حيدر

وين سيد دين كليد آن در

وقف ابديست بر زبانش

هر خانه كه داشت شهر دانش

جاى شرفست وبحر علم است

استاد سراى شهر علم است

بيش كرمش زروى تسليم

بيش قلمش ببوى تعليم

شهرى كه خراجش آورد دهر

او ميوه باغ آن چنان شهر »

هذا، وقد ذكر كتاب ( تحفة العراقين ) في ( كشف الظنون ) بقوله: « تحفة العراقين، فارسي، منظومة لأفضل الدين إبراهيم بن علي الخاقاني الشاعر المتوفى سنة ٥٨٢، وزنه من مزاحفات المسدس »(١) .

ترجمته:

١ - دولت شاه السمرقندي في ( تذكرة الشعراء: ٨٨ ).

٢ - عبد الرحمن الجامي في ( نفحات الأنس: ٦٠٧ ).

(٤٨)

إثبات ابن الشيخ البلوي

لقد ذكر أبو الحجاج يوسف بن محمد البلوي الأندلسي المعروف بابن الشيخ حديث مدينة العلم في مناقب أمير المؤمنينعليه‌السلام ، جازماً بصحته وقاطعاً بثبوته وذلك حيث قال في كتابه ( ألف با ) بعد أن أورد كلماتٍ لابن عباس في أعلميّة الامامعليه‌السلام ما نصه: « وإذ قد وقع ذكر علي وابن عباس رضي

____________________

(١). كشف الظنون ١ / ٣٦٩.

١٤٩

الله عنهما فلنذكر بعض فضائلهما، ولنبدأ بمفاخر علي الزكي العلي ابن عم النبي، ولنثن بالثناء على ابن عباس العدل الرضي ابن عم النبي أيضاً:

قال أبو الطفيل: شهدت علياً يخطب وهو يقول: سلوني، فو الله لا تسألوني عن شيء إلاّ أخبرتكم به، وسلوني عن كتاب الله فو الله ما من آية إلّا وأنا أعلم بليل نزلت أم بنهار، أم في سهل أم في جبل، ولو شئت لأوقرت سبعين بعيراً من تفسير فاتحة الكتاب.

وسيأتي قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيه: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأته من بابه، وقول ابن عباس فيه: لقد أعطي على تسعة أعشار العلم وأيم الله لقد شاركهم في العشر العاشر ...»(١) .

وأورده مرة أخرى في كتابه المذكور - بعد أن ذكر حكاية فيها قول الحجاج الثقفي في أمير المؤمنينعليه‌السلام « فإنه المرء يرغب عن قوله » - قائلاً:

« قلت: ولمـّا رأيت هذه الحكاية في الكامل وقول الحجاج في عليرضي‌الله‌عنه هذا الجفا لم أملك نفسي، وحملتني الغيرة على حبيبي عليرضي‌الله‌عنه أن كتبت في طرة الكتاب:

حجاج فيما قلته تكذب

في قول من فيه الورى يرغب

ذاك علي ابن أبي طالب

من مثله أو منه من يقرب

يكفيه أن كان ابن عم الذي

في جاهه تطمع يا مذنب

صلّى عليه الله من سيد

ما تطلع الشمس وما تغرب

وقلت أيضاً: أنظر إلى الحجاج وقلّة جدّه مع سطاحة خده، يقول في مولانا علي هذه المقالة ويرغب عما قاله، تالله ما حمله على هذا القول الردي إلّا الحسد المردي، وإلّا فقد علم الغوي أن مكان علي في العلم المكان العلي، كيف لا؟ و النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول فيه: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم

____________________

(١). كتاب الالف باء ١ / ١٢٢.

١٥٠

فليأته من بابه. وابن عباسرضي‌الله‌عنه يقول: والله لقد أعطي علي بن أبي طالبرضي‌الله‌عنه تسعة أعشار العلم، وأيم الله لقد شاركهم في العشر العاشر. وقال عمر بن الخطابرضي‌الله‌عنه : أقضانا علي. وقال ابن مسعودرضي‌الله‌عنه : أعلم أهل المدينة بالفرائض ابن أبي طالب »(١) .

كتاب ألف باء

هذا، وقد ذكر كتابه ( ألف باء ) في ( كشف الظنون ) بقوله: « ألف با في المحاضرات للشيخ أبي الحجاج يوسف بن محمد البلوي الأندلسي المعروف بابن الشيخ، وهو مجلد ضخم، أوله: إن أفصح كلام سمع وأعجز وأوضح نظام وأوجز حمد الله تعالى نفسه إلخ، ذكر فيه أنه جمع فوائد بدائع العلوم لابنه عبد الرحيم ليقرأه بعد موته، إذ لم يلحق بعد لصغره إلى درجة النبلاء، وسمى ما جمعه لهذا الطفل بكتاب ألف با وهو تأليف غريب لكن فيه فوائد كثيرة »(٢) .

(٤٩)

رواية أبي السعادات ابن الأثير

لقد روى أبو السعادات المبارك بن محمد المعروف بابن الأثير الجزري حديث مدينة العلم حيث قال: « علي: إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: أنا مدينة العلم وعلي بابها. أخرجه الترمذي »(٣) .

وفي ( توضيح الدلائل ) « عن علي رضي الله تعالى عنه: إن رسول الله صلّى

____________________

(١). الالف باء.

(٢). كشف الظنون ١ / ١٥٠.

(٣). جامع الاصول ٩ / ٤٧٣.

١٥١

الله عليه وآله وبارك وسلّم قال: أنا مدينة العلم وعلي بابها. رواه في جامع الأصول وقال: أخرجه الترمذي »(١) .

ترجمته:

١ - أبو الحسن ابن الأثير في ( الكامل - حوادث: ٦٠٦ ).

٢ - ابن المستوفي في ( تاريخ إربل - مخطوط ).

٣ - ابن خلكان في ( وفيات الأعيان ١ / ٤٤١ ).

٤ - ابو الفداء في ( المختصر - حوادث: ٦٠٦ ).

٥ - إبن الوردي في ( تتمة المختصر - حوادث: ٦٠٦ ).

٦ - الذهبي في ( العبر حوادث ٦٠٦ ) و ( دول الاسلام - حوادث ٦٠٦ ).

٧ - الخطيب التبريزي في ( أسماء رجال المشكاة ٣ / ٨٠٨ ).

٨ - اليافعي في ( مرآة الجنان - حوادث: ٦٠٦ ).

٩ - السبكي في ( طبقات الشافعية ٥ / ١٥٣ ).

١٠ - الأسنوي في ( طبقات الشافعية ١ / ١٣٠ ).

١١ - ابن شحنة في ( روضة المناظر - حوادث: ٦٠٦ ).

١٢ - ابن قاضي شهبة في ( طبقات الشافعية ١ / ٣٩٢ ).

١٣ - السيوطي في ( بغية الوعاة: ٣٨٥ ).

١٤ - القنوجي في ( التاج المكلل ١٠٠ ).

وغيرهم، وقد ذكرنا ذلك في مجلد ( حديث الطير ) قال السبكي ما ملخصه « المبارك بن محمد الشيباني العلّامة مجد الدين أبو السعادات الجزري ابن الأثير، صاحب جامع الأصول وغريب الحديث وشرح مسند الشافعي وغير ذلك، كان فاضلاً رئيساً مشاراً اليه، توفي سنة ست وستمائة».

____________________

(١). توضيح الدلائل - مخطوط.

١٥٢

(٥٠)

إثبات فريد الدين العطّار

لقد أثبت الشيخ فريد الدين محمد بن إبراهيم الهمداني المعروف بالعطار حديث مدينة العلم في مواضع من ديوانه ( مظهر العجائب ) منها قوله في قصيدة له:

هيج ميدانى كه معجز آن كيست

وين همه مدح وثنا در شأن كيست

كه نهاده پاى بر كتف رسول

مصطفى كرده ومعراجش قبول

كه بده خود تاجدار انما

كه بده در ملك معنى هل اتى

كه بده قرآن ناطق در عيان

كه شده در لو كشف اسرار دان

كيست باب علم از گفت رسول

خود كرا بودست در علم قبول

وقال في ديوانه ( اسرار نامه ):

اگر فرمانبرى فرمان شه بر

وگرنه اوفتادى خود به چه در

اگر فرمانبرى فرمان حيدر

چو باب است آن بعلم مصطفى در »

وقال في ديوانه ( الهى نامه ):

« پيمبر گفت با آن نور ديده

زيك نوريم هر دو آفريده

على چون با نبى باشد زيك نور

يكى باشند هر دو از دوى دور

چنان در شهر دانش باب آمد

كه جنت را بحق بواب آمد

١٥٣

ترجمته:

ترجم له كبار علماء أهل السنة وعدوّه من مشاهير عرفائهم، كما سيأتي في بعض مجلدات الكتاب بالتفصيل إن شاء الله تعالى، وقد نص ( الدهلوي ) على أنه من الأكابر المقبولين لدى أهل السنة، كما استشهد هو والكابلي بكلام له، قال الكابلي: قال الشيخ الجليل فريد الدين أحمد بن محمد النيسابوري: من آمن بمحمد ولم يؤمن بأهل بيته فليس بمؤمن، أجمع العلماء والعرفاء على ذلك ولم ينكره أحد » أنظر: ( الصواعق للكابلي ) و ( التحفة الاثنا عشرية ).

(٥١)

رواية أبي الحسن ابن الأثير

لقد روى أبو الحسن علي بن محمد الجزري المعروف بابن الأثير حديث مدينة العلم في كتابه ( أسد الغابة في معرفة الصحابة ) حيث قال: « أنبأنا زيد بن الحسن بن زيد أبو اليمن الكندي وغيره كتابةً قالوا: أنبأنا أبو منصور زريق أنبأنا أحمد بن علي بن ثابت، أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق، أنبأنا أبوبكر بن مكرم بن أحمد بن مكرم القاضي، حدثنا القاسم بن عبد الرحمن الأنباري، حدثنا أبو الصّلت الهروي حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت بابه »(١) .

ترجمته:

١ - ابن خلكان في ( وفيات الأعيان ١ / ٣٤٧ ).

____________________

(١). أسد الغابة ٤ / ٢٢.

١٥٤

٢ - الذهبي في ( دول الاسلام - حوادث: ٦٣٠ ) و ( العبر ٥ / ١٢٠ ).

٣ - اليافعي في ( مرآة الجنان - حوادث: ٦٣٠ ).

٤ - السبكي في ( طبقات الشافعية ٥ / ١٢٧ ).

٥ - الاسنوي في ( طبقات الشافعية ١ / ١٣٢ ).

٦ - ابن شحنة في ( روضة المناظر حوادث ٦٣٠ ).

٧ - ابن قاضي شهبة في ( طبقات الشافعية ١ / ٤١٢ ).

٨ - السيوطي في ( طبقات الحفاظ: ٤٩٢ ).

وغيرهم من كبار العلماء في كتبهم المعتبرة، قال الذهبي ما ملخصه بلفظه: « ابن الأثير: الامام العلامة الحافظ فخر العلماء، عز الدين أبو الحسن علي بن الأثير الجزري المحدّث اللغوي صاحب التاريخ ومعرفة الصحابة والأنساب وغير ذلك، كانت داره مجمع الفضلاء، وكان مكملاً في الفضائل، علامةً نسابة أخبارياً عارفاً بالرجال وأنسابهم، لا سيّما الصحابة مع الأمانة والتواضع والكرم. مات في أواخر شهر شعبان سنة ثلاثين وستمائة »(١) .

(٥٢)

إثبات محيي الدين ابن عربي

لقد أرسله محيي الدين ابن عربي الطائي إرسال المسلّم حيث قال في كتابه ( الدر المكنون والجوهر المصون ) - على ما نقل عنه البلخي القندوزي - ما نصه: « والامام عليرضي‌الله‌عنه ورث علم الحروف من سيدنا محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وإليه الإِشارة بقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب »(٢) .

____________________

(١). تذكرة الحفاظ ٤ / ١٣٩٩.

(٢). ينابيع المودة ٤١٤.

١٥٥

ترجمته:

وقد ترجم لابن عربي جمع من أعلام المؤرخين والرجاليين، ونقل عنه كبار المحدثين والعرفاء، وفيهم من وصفه بالأوصاف الجليلة وعزاه إلى المقامات العالية، وممن ترجم له وأثنى عليه أو نقل عنه في كتابه واعتمد عليه:

١ - ابن النجار في ( ذيل تاريخ بغداد ).

٢ - إبن نقطة في ( تكملة الاكمال ).

٣ - ابن العديم في ( تاريخ حلب ).

٤ - المنذري في ( الوفيات ).

٥ - ابن الأبار في ( التاريخ ).

٦ - ابن الزبير في ( التاريخ ).

٧ - ابن الدبيثي في ( ذيل تاريخ بغداد ).

٨ - أبو العلاء الفرضي في ( مشتبه النسبة ).

٩ - قطب الدين اليونيني في ( تاريخ مصر ).

١٠ - سبط ابن الجوزي في ( مرآة الزمان ).

١١ - القطب اليونيني في ( ذيل مرآة الزمان ).

١٢ - ابن فضل الله في ( المسالك ).

١٣ - الاسكندري في ( لطائف المنن ).

١٤ - اليافعي في ( مرآة الجنان ).

١٥ - الصفدي في ( الوافي بالوفيات ).

١٦ - ابن شاكر الكتبي في ( فوات الوفيات ).

١٧ - الشعراني في ( لواقح الأنوار ).

١٨ - الجامي في ( نفحات الأنس ).

١٩ - الكفوي في ( كتائب أعلام الأخيار ).

١٥٦

٢٠ - الأزنيقي في ( مدينة العلوم ).

٢١ - البرزنجي في ( الاشاعة ).

٢٢ - السهالوي في ( الصبح الصادق ).

٢٣ - صديق حسن في ( الجنة في اتباع السنة ).

٢٤ - ( الدهلوي ) في ( رسالة الرؤيا ).

ومنهم من ألّف في مناقبه كتاباً مفرداً كالجلال السيوطي، له ( تنبيه الغبي في مناقب ابن عربي).

واليك بعض مصادر ترجمته: الوافي بالوفيات ٤ / ١٧٣، البداية والنهاية ١٣ / ١٥٦، سير أعلام النبلاء ١٥ / ٤٨، مرآة الجنان ٤ / ١٠٠، طبقات المفسرين ٣٨، النجوم الزاهرة ٦ / ٣٣٩ فوات الوفيات ٢ / ٢٤١، شذرات الذهب ٥ / ١٩٠ نفح الطيب ٧ / ٩٠، تاريخ ابن الأبار ١ / ٣٥٦، التكملة لوفيات النقلة ٣ / ٥٥٥.

(٥٣)

رواية محب الدين ابن النجار

ورواه محب الدين محمد بن محمود البغدادي المعروف بابن النجار باسناده عن سيدنا الامام الرضاعليه‌السلام إذ قال: « أنبأتنا رقيّة بنت معمر بن عبد الواحد أنبأتنا فاطمة بنت محمد بن أبي سعد البغدادي، أنا سعيد بن أحمد النيسابوري أنا علي بن الحسن بن بندار بن المثنى، أنا علي بن محمد مهرويه ثنا داود بن سليمان الغازي ثنا علي بن موسى الرضا عن آبائه عن علي مرفوعاً: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب »(١) .

____________________

(١). ذيل تاريخ بغداد - مخطوط.

١٥٧

ترجمته:

١ - الذهبي في ( تذكرة الحفاظ ٤ / ١٤٢٨ ) و ( العبر ٥ / ١٨٠ ).

٢ - الصفدي في ( الوافي بالوفيات ٥ / ٩ ).

٣ - اليافعي في ( مرآة الجنان ٤ / ١١١ ).

٤ - الأسنوي في ( طبقات الشافعية ٢ / ٥٠٢ ).

٥ - الكتبي في ( فوات الوفيات ٢ / ٥٢٢ ).

٦ - ابن قاضي شهبة في ( طبقات الشافعية ١ / ٤٥٤ ).

٧ - صديق حسن القنوجي في ( التاج المكلل ١٨٠ ).

ترجمة علي بن محمد بن مهرويه

ولا يخفى أن: « علي بن محمد بن مهرويه » الواقع في سند الحديث في رواية ابن النجار والعاصمي من كبار المحدثين الموثّقين، فقد قال السمعاني: « وأبو الحسن علي بن محمد بن مهرويه القزويني حدّث في القرية ببغداد والجبال. عن يحيى بن عبدك القزويني، وداود بن سليمان الغازي، ومحمد بن المغيرة، والحسن ابن علي بن عفان.

روى عنه: عمر بن محمد بن سنبك، وأبوبكر محمد بن عبد الله الأبهري، ومحمد بن عبيد الله بن الشخير، وأبو حفص ابن شاهين الواعظ وغيرهم.

ذكره أبو الفضل صالح بن محمد بن أحمد الحافظ في طبقات أهل همدان وقال: أبو الحسن القزويني قدم علينا سنة ثمان عشرة، روى عن هارون بن هزاري وداود بن سليمان الغازي نسخة علي بن موسى الرضا، ومحمد بن الجهم السمري والعباس بن محمد الدوري ويحيى بن أبي طالب وأبي حاتم الرازي، سمعت منه مع أبي، وكان يأخذ على نسخة علي بن موسى الرضا، وكان شيخاً مسنّاً ومحلّه الصدق »(١) .

____________________

(١). الانساب - القزويني.

١٥٨

وكذا ذكره الرافعي(١) ، وذكر عن الخطيب أنّه حدّث ببغداد سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة.

ترجمة داود بن سليمان الغازي

و « داود بن سليمان الغازي القزويني » أيضاً من مشاهير الرواية وأئمة الحديث، فقد ذكر الرافعي ما نصه: « داود بن سليمان بن يوسف الغازي أبو أحمد القزويني، شيخ اشتهر بالرواية عن علي بن موسى الرضا، ويقال: إنّ علياً كان مستخفياً في داره مدة مكثه بقزوين، وله نسخة عنه يرويها أهل قزوين عن داود، كاسحاق بن محمد وعلي بن محمد بن مهرويه وغيرهما »(٢) .

وفي ( إيضاح لطافة المقال للرشيد الدهلوي ) في ذكر الامام الرضاعليه‌السلام « وقد روى عنه أكثر أئمة الحديث، قال في مفتاح النجا بترجمته: روى عنه إسحاق ابن راهويه، ويحيى بن يحيى، وعبد الله بن عباس القزويني، وداود بن سليمان، وأحمد بن حرب، ومحمد بن أسلم وخلق غيرهم، روى له ابن ماجة ».

(٥٤)

إثبات ابن طلحة الشافعي

وقد أثبته ابن طلحة الشافعي جازماً بصحته، مستشهداً به، في كلام له في الفصل الرابع حول صفة أمير المؤمنينعليه‌السلام بـ « الأنزع البطين ». وهذا نص بعض كلامه:

____________________

(١). التدوين بذكر علماء قزوين ٣ / ٤١٧.

(٢). التدوين ٣ / ٣.

١٥٩

« ولم يزل بملازمة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يزيده الله تعالى علماً حتى قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم -: فيما نقله الترمذي في صحيحه بسنده عنه - أنا مدينة العلم وعلي بابها. فكان من غزارة علمه يذلّل جوامع القضايا، ويوضح مشكلات الوقائع، ويسهل مستصعب الأحكام، فكلّ علم كان له فيه أثر، وكلّ حكمة كان له عليها استظهار، وسيأتي تفصيل هذا التأصيل في الفصل السادس المعقود لبيان علمه وفضله إنْ شاء الله تعالى ».

وقال في الفصل السادس الذي أشار اليه: « ومن ذلك ما رواه الامام الترمذي في صحيحه بسنده وقد تقدم ذكره في الاستشهاد في صفة أمير المؤمنين بالانزع البطين: إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: أنا مدينة العلم وعلي بابها ، و نقل الامام أبو محمد الحسين بن مسعود القاضي البغوي في كتابه الموسم بالمصابيح إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: أنا دار الحكمة وعلي بابها لكنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خص العلم بالمدينة والدار بالحكمة لما كان العلم أوسع أنواعا وأبسط فنونا، وأكثر تشعبا، وأغزر فائدة، وأعم نفعاً من الحكمة، خص الأعم بالأكبر والأخص بالأصغر. إلى آخر ما سيأتي إن شاء الله تعالى فيما بعد ».

كتاب مطالب السئول

وكتاب ( مطالب السئول ) يعدّ في الكتب الجليلة والأسفار المعتبرة، وقد اعتمد عليه كبار العلماء في شتى كتبهم، ولقد استند إليه واستشهد بمواضيعه محمد محبوب العالم في مواضع من تفسيره الذي أثنى عليه ( الدهلوي ) وتلميذه الرشيد وأشادوا بعظمته ووثاقته.

كما صرح ابن طلحة نفسه في صدر كتابه المذكور بثقته بأحاديث هذا الكتاب، وقد أوردنا نص كلامه في مجلّد ( حديث الطير ).

بل صرّح في الفصل السادس - حيث أورد فيه حديث مدينة العلم - بقوله:

« لم أورد فيه ما يصل إليه وارد الاضطراب، ولا أودعته ما يدخل عليه رائد الارتياب، ولا ضمّنته غثّاً تمجّه أصداف الأسماع، ولا غثاء تقذفه أصناف

١٦٠

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

اللهُ ، فَأَمَّا إِذَا أُطِيعَ رَضِينَا ، أَخْبِرْنِي(١) يَا عَمْرُو ، لَوْ(٢) أَنَّ الْأُمَّةَ قَلَّدَتْكَ أَمْرَهَا ، وَ وَلَّتْكَ(٣) بِغَيْرِ قِتَالٍ وَلَا مَؤُونَةٍ ، وَقِيلَ لَكَ : وَلِّهَا مَنْ شِئْتَ ، مَنْ كُنْتَ تُوَلِّيهَا؟ ».

قَالَ(٤) : كُنْتُ أَجْعَلُهَا شُورى بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ.

قَالَ : « بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ كُلِّهِمْ؟ ».

قَالَ : نَعَمْ.

قَالَ : « بَيْنَ فُقَهَائِهِمْ وَخِيَارِهِمْ؟ ».

قَالَ : نَعَمْ.

قَالَ : « قُرَيْشٍ وَغَيْرِهِمْ؟ ».

قَالَ : نَعَمْ.

قَالَ : « وَالْعَرَبِ(٥) وَالْعَجَمِ؟(٦) ».

قَالَ : نَعَمْ.

قَالَ : « أَخْبِرْنِي(٧) يَا عَمْرُو ، أَتَتَوَلّى(٨) أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ ، أَوْ تَتَبَرَّأُ مِنْهُمَا؟ ».

قَالَ : أَتَوَلَّاهُمَا(٩) .

فَقَالَ : « فَقَدْ خَالَفْتَهُمَا ، مَا تَقُولُونَ أَنْتُمْ تَتَوَلَّوْنَهُمَا أَوْ تَتَبَرَّؤُونَ مِنْهُمَا؟ ».

____________________

(١). في « ى ، بث ، بس ، بف ، جد » و الوافي : « خبِرّني ».

(٢). في « بس ، بف » : « ولو ».

(٣). في « بث ، بف ، جد » وحاشية « بح » و الوافي و التهذيب ، ج ٦ : « و ولّتكه ».

(٤). في « ى ، جد » : « فقال ».

(٥). في « ى » و الوافي : « العرب » بدون الواو. وفي « جن » : « عرب » بدون الواو.

(٦). في « جن » : « عرب وعجم » بدل « والعرب والعجم ».

(٧). في « بس » : - « أخبرني ».

(٨). في « بح ، جت » : « أتتوالى ». وفي « بس » : « تتولّى » بدون همزة الاستفهام.

(٩). في « بح ، جن » : « أتوالاهما ».

٤٠١

قَالُوا : نَتَوَلاَّهُمَا(١) .

قَالَ(٢) : « يَا عَمْرُو ، إِنْ(٣) كُنْتَ رَجُلاً تَتَبَرَّأُ مِنْهُمَا ، فَإِنَّهُ يَجُوزُ لَكَ الْخِلَافُ عَلَيْهِمَا ، وَإِنْ(٤) كُنْتَ تَتَوَلاَّهُمَا(٥) فَقَدْ خَالَفْتَهُمَا ؛ قَدْ عَمِدَ(٦) عُمَرُ إِلى أَبِي بَكْرٍ فَبَايَعَهُ ، وَلَمْ يُشَاوِرْ فِيهِ أَحَداً ، ثُمَّ رَدَّهَا أَبُو بَكْرٍ عَلَيْهِ ، وَلَمْ يُشَاوِرْ فِيهِ(٧) أَحَداً(٨) ، ثُمَّ جَعَلَهَا عُمَرُ شُورى بَيْنَ سِتَّةٍ ، وَأَخْرَجَ مِنْهَا جَمِيعَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ غَيْرَ أُولئِكَ السِّتَّةِ مِنْ قُرَيْشٍ ، وَأَوْصى فِيهِمْ(٩) شَيْئاً لَا أَرَاكَ تَرْضى بِهِ أَنْتَ وَلَا أَصْحَابُكَ ؛ إِذْ جَعَلْتَهَا شُورى بَيْنَ جَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ ».

قَالَ : وَمَا صَنَعَ؟

قَالَ : « أَمَرَ صُهَيْباً(١٠) أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ(١١) ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ، وَأَنْ يُشَاوِرَ أُولئِكَ السِّتَّةَ لَيْسَ مَعَهُمْ أَحَدٌ إِلَّا ابْنُ عُمَرَ يُشَاوِرُونَهُ ، وَلَيْسَ لَهُ مِنَ الْأَمْرِ شَيْ‌ءٌ ، وَ أَوْصى مَنْ بِحَضْرَتِهِ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ : إِنْ مَضَتْ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ قَبْلَ أَنْ يَفْرُغُوا أَوْ يُبَايِعُوا رَجُلاً ، أَنْ يَضْرِبُوا أَعْنَاقَ أُولئِكَ السِّتَّةِ جَمِيعاً ؛ فَإِنِ اجْتَمَعَ أَرْبَعَةٌ قَبْلَ أَنْ تَمْضِيَ(١٢) ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ ، وَخَالَفَ اثْنَانِ ، أَنْ يَضْرِبُوا أَعْنَاقَ الِاثْنَيْنِ ؛ أَفَتَرْضَوْنَ بِهذَا أَنْتُمْ فِيمَا تَجْعَلُونَ مِنَ الشُّورى فِي‌

____________________

(١). في « بح ، جن » : « نتوالاهما ». وفي « بس » : - « قال : أتولّاهما » إلى هنا.

(٢). في « بح » وحاشية « جت » : « فقال ».

(٣). في«جد»وحاشية«بث ، جت» والوافي : « فإن ».

(٤). في حاشية « بح » : « فإن ».

(٥). في « بح ، جت ، جن » : « تتوالاهما ».

(٦). هكذا في « ى ، بث ، بح ، بس ، بف ، جت ، جد ، جن » والوافي والتهذيب ، ج ٦. وفي سائر النسخ والمطبوع : « عهد ». (٧). في « جن » : « فيها ».

(٨). في التهذيب ، ج ٦ : - « ثمّ ردّها أبو بكر عليه ، ولم يشاور فيه أحداً ».

(٩). في التهذيب ، ج ٦ : « نهى منهم » بدل « أوصى فيهم ».

(١٠). هو صهيب بن سنان النمري المعروف بالرومي ، مولى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، يكنّى أبا يحيى ، وشهد بدراً واُحداً والخندق وسائر المشاهد كلّها مع الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومات بالمدينة في شوّال سنة ثمان وثلاثين وهو ابن سبعين سنة ، ودفن بالبقيع. راجع : رجال الشيخ ، ص ٢١ ؛ رجال ابن داود ، ص ٢٥٠ ؛الطبقات الكبرى ، ج ٣ ، ص ٢٢٦ ؛تهذيب الكمال ، ج ١٣ ، ص ٢٣٩ ؛الإصابة ، ج ٣ ، ص ٣٦٤.

(١١). في « بح » : « الناس ».

(١٢). في « جت » والوافي : « أن يمضي ».

٤٠٢

جَمَاعَةٍ مِنَ(١) الْمُسْلِمِينَ؟ ».

قَالُوا : لَا.

ثُمَّ قَالَ : « يَا عَمْرُو ، دَعْ ذَا(٢) ، أَرَأَيْتَ لَوْ بَايَعْتُ صَاحِبَكَ الَّذِي تَدْعُونِي إِلى بَيْعَتِهِ ، ثُمَّ اجْتَمَعَتْ لَكُمُ الْأُمَّةُ ، فَلَمْ يَخْتَلِفْ عَلَيْكُمْ رَجُلَانِ فِيهَا ، فَأَفْضَيْتُمْ(٣) إِلَى الْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ لَا يُسْلِمُونَ(٤) وَلَا يُؤَدُّونَ(٥) الْجِزْيَةَ(٦) ، أَكَانَ عِنْدَكُمْ وَعِنْدَ صَاحِبِكُمْ مِنَ الْعِلْمِ مَا تَسِيرُونَ(٧) بِسِيرَةِ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله فِي الْمُشْرِكِينَ فِي حُرُوبِهِ؟ ».

قَالَ : نَعَمْ.

قَالَ : « فَتَصْنَعُ مَا ذَا؟ ».

قَالَ : نَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ ، فَإِنْ أَبَوْا دَعَوْنَاهُمْ إِلَى الْجِزْيَةِ.

قَالَ : « وَإِنْ كَانُوا مَجُوساً(٨) لَيْسُوا بِأَهْلِ الْكِتَابِ(٩) ؟ ».

قَالَ : سَوَاءٌ.

قَالَ : « وَإِنْ كَانُوا مُشْرِكِي الْعَرَبِ وَعَبَدَةَ الْأَوْثَانِ؟ ».

قَالَ : سَوَاءٌ(١٠) .

____________________

(١). في « ى ، بث ، بح ، بس ، بف ، جت » والوافي : - « من ».

(٢). فيالوسائل : - « دع ذا ».

(٣). هكذا في « ى ، بث ، بح ، بف ، جت ، جد ، جن » والوسائل وفي سائر النسخ والمطبوع : « فأفضتم ».

(٤). في « بث ، بف ، جت » : « لا يسلموا ».

(٥). في « بث ، بف ، جت » والتهذيب ، ج ٦ : « ولم يؤدّوا ». وفي حاشية « بث » : « ولم تؤدّوا ».

(٦). في « بح » : « بالجزية ».

(٧). في « بث ، بح ، بف » وحاشية « جت » والوافي والتهذيب ، ج ٦ : + « فيه ».

(٨). فيمرآة العقول ، ج ١٨ ، ص ٣٥٠ : « يمكن أن يكون ذكر المجوس لإظهار عدم علمهم ؛ لأنّ العامّة مختلفون فيهم ، وكان غرضهعليه‌السلام أن يسأل منهم الدليل ، وكان يعرف أنّهم لايعلمونه ».

(٩). في « جت »والتهذيب ، ج ٦ : « كتاب ».

(١٠). فيالتهذيب ، ج ٦ : - « قال : سواء ، قال : وإن كانوا » إلى هنا.

٤٠٣

قَالَ : « أَخْبِرْنِي عَنِ الْقُرْآنِ تَقْرَؤُهُ؟ » قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : « اقْرَأْ(١) :( قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ ما حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ حَتّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ (٢) وَهُمْ صاغِرُونَ ) (٣) فَاسْتِثْنَاءُ(٤) اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - وَاشْتِرَاطُهُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ(٥) ، فَهُمْ(٦) وَالَّذِينَ لَمْ(٧) يُؤْتَوُا الْكِتَابَ سَوَاءٌ؟ ».

قَالَ : نَعَمْ.

قَالَ : « عَمَّنْ أَخَذْتَ ذَا؟ ».

قَالَ : سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ.

قَالَ : « فَدَعْ ذَا ، فَإِنْ هُمْ أَبَوُا الْجِزْيَةَ ، فَقَاتَلْتَهُمْ ، فَظَهَرْتَ عَلَيْهِمْ ، كَيْفَ(٨) تَصْنَعُ بِالْغَنِيمَةِ؟».

قَالَ : أُخْرِجُ الْخُمُسَ ، وَأَقْسِمُ أَرْبَعَةَ أَخْمَاسٍ بَيْنَ مَنْ قَاتَلَ عَلَيْهِ.

قَالَ : « أَخْبِرْنِي عَنِ الْخُمُسِ مَنْ تُعْطِيهِ؟ ».

قَالَ : حَيْثُمَا(٩) سَمَّى اللهُ ، قَالَ : فَقَرَأَ :( وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْ‌ءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ) (١٠) .

____________________

(١). في التهذيب : « أتقرأ » بدل « اقرأ ».

(٢). قوله تعالى :( عَنْ يَدٍ ) ، إمّا أن يراد يد المعطي ، أو يد الآخذ ، فمعناه على الأوّل : حتّى يعطوها عن يد مؤاتية غير ممتنعة ، كما يقال : أعطى بيده : إذا أصحب وانقاد ، أو حتّى يعطوها عن يد إلى يد نقداً غير نسيئة ولا مبعوثاً على يد أحد. ومعناه على إرادة يد الآخذ : حتّى يعطوها عن يد قاهرة مستولية ، أو عن إنعام عليهم. وقوله تعالى :( وَهُمْ صاغِرُونَ ) أي تؤخذ منهم الجزية على الصغار والذلّ.جوامع الجامع ، ج ٢ ، ص ٥٨. وراجع أيضاً :المفردات للراغب ، ص ٨٩٠ ( يد ) ؛ وص ٤٨٥ ( صغر ).

(٣). التوبة (٩) : ٢٩.

(٤). في « ى » وحاشية « بح » : « فاستثنى ».

(٥). في الوسائل : « واشتراطه من أهل الكتاب ».

(٦). في التهذيب ، ج ٦ : « منهم ».

(٧). في « بث ، بس » : - « لم ».

(٨). في «ى ، جد» وحاشية «جت » : « فكيف ».

(٩). في « بس » والتهذيب : « حيث ».

(١٠). الأنفال (٨) : ٤١.

٤٠٤

قَالَ : « الَّذِي لِلرَّسُولِ مَنْ تُعْطِيهِ؟ وَمَنْ ذُو(١) الْقُرْبى؟ ».

قَالَ : قَدِ اخْتَلَفَ فِيهِ الْفُقَهَاءُ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : قَرَابَةُ النَّبِيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله وَأَهْلُ بَيْتِهِ(٢) ، وَقَالَ بَعْضُهُمُ : الْخَلِيفَةُ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : قَرَابَةُ الَّذِينَ قَاتَلُوا عَلَيْهِ مِنَ(٣) الْمُسْلِمِينَ.

قَالَ : « فَأَيَّ ذلِكَ تَقُولُ أَنْتَ؟ ».

قَالَ : لَا أَدْرِي.

قَالَ : « فَأَرَاكَ(٤) لَاتَدْرِي ، فَدَعْ ذَا ».

ثُمَّ قَالَ : « أَرَأَيْتَ الْأَرْبَعَةَ أَخْمَاسٍ(٥) تَقْسِمُهَا بَيْنَ جَمِيعِ مَنْ قَاتَلَ عَلَيْهَا؟ ».

قَالَ : نَعَمْ.

قَالَ : « فَقَدْ(٦) خَالَفْتَ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله فِي سِيرَتِهِ ، بَيْنِي وَبَيْنَكَ فُقَهَاءُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَشِيخَتُهُمْ ، فَاسْأَلْهُمْ(٧) فَإِنَّهُمْ لَايَخْتَلِفُونَ وَلَا يَتَنَازَعُونَ فِي أَنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله (٨) إِنَّمَا صَالَحَ الْأَعْرَابَ عَلى أَنْ يَدَعَهُمْ فِي دِيَارِهِمْ ، وَلَا يُهَاجِرُوا عَلى إِنْ دَهِمَهُ(٩) مِنْ(١٠) عَدُوِّهِ(١١) دَهْمٌ أَنْ يَسْتَنْفِرَهُمْ(١٢) ، فَيُقَاتِلَ بِهِمْ ، وَلَيْسَ لَهُمْ فِي الْغَنِيمَةِ نَصِيبٌ ، وَأَنْتَ تَقُولُ : بَيْنَ جَمِيعِهِمْ ؛ فَقَدْ خَالَفْتَ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله فِي كُلِّ مَا قُلْتَ فِي سِيرَتِهِ فِي الْمُشْرِكِينَ ، وَمَعَ‌

____________________

(١). في « بح ، بس ، جت » : « ذوي ».

(٢). في « بف » : - « وأهل بيته ».

(٣). في « بس » : - « من ».

(٤). في التهذيب ، ج ٦ : «فادر أنّك» بدل«فأراك».

(٥). في « ى ، بس » والوافي والتهذيب : « الأخماس ».

(٦). في « جن » : « قد ».

(٧). في « بح ، بف » وحاشية « بث ، جت » والوافي والتهذيب ، ج ٦ : « فسلهم ». وفي « بث » : « نسألهم ». وفي « بس » : « تسألهم ». (٨). في « ى ، بس ، جت » : + « إنّه ».

(٩). الدَّهم : العدد الكثير ، والجماعة الكثيرة. والدَهماء : جماعة من الناس. يقال : دَهَمونا ، أي جاؤنا بمرّة جماعة. ودَهَمَه : غشيه. راجع :لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٢١٠ ( دهم ).

(١٠). في « ى » : - « من ».

(١١). في « بس » : « عدوّ ».

(١٢). في « بس » وحاشية « بح ، جت » : « أن يستفزّهم ».

٤٠٥

هذَا(١) مَا تَقُولُ فِي الصَّدَقَةِ؟ ».

فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْآيَةَ :( إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ وَالْعامِلِينَ عَلَيْها ) (٢) إِلى آخِرِ الْآيَةِ(٣) .

قَالَ : « نَعَمْ ، فَكَيْفَ تَقْسِمُهَا؟ ».

قَالَ : أَقْسِمُهَا عَلى ثَمَانِيَةِ أَجْزَاءٍ ، فَأُعْطِي كُلَّ جُزْءٍ مِنَ الثَّمَانِيَةِ جُزْءاً.

قَالَ : « وَإِنْ كَانَ صِنْفٌ مِنْهُمْ عَشَرَةَ آلَافٍ ، وَصِنْفٌ مِنْهُمْ(٤) رَجُلاً وَاحِداً أَوْ رَجُلَيْنِ(٥) أَوْ ثَلَاثَةً ، جَعَلْتَ لِهذَا الْوَاحِدِ مِثْلَ(٦) مَا جَعَلْتَ لِلْعَشَرَةِ آلَافٍ؟ ».

قَالَ : نَعَمْ.

قَالَ : « وَتَجْمَعُ صَدَقَاتِ أَهْلِ الْحَضَرِ وَأَهْلِ الْبَوَادِي ، فَتَجْعَلُهُمْ(٧) فِيهَا سَوَاءً؟ ».

قَالَ : نَعَمْ.

قَالَ : « فَقَدْ خَالَفْتَ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله فِي كُلِّ مَا قُلْتَ فِي سِيرَتِهِ ، كَانَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله يَقْسِمُ صَدَقَةَ أَهْلِ(٨) الْبَوَادِي فِي أَهْلِ الْبَوَادِي ، وَصَدَقَةَ أَهْلِ الْحَضَرِ فِي أَهْلِ الْحَضَرِ ، وَلَا‌

____________________

(١). في حاشية « جت » والتهذيب ، ج ٦ : « دع هذا » بدل « ومع هذا ».

(٢). في « بث » : +( وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ ) .

(٣). التوبة (٩) : ٦٠. وتتمّة الآية هكذا :( وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقابِ وَالْغارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) . قال ابن إدريسرحمه‌الله فيالسرائر ، ج ١ ، ص ٤٥٦ : « فأمّا الفقير فهو الذي لا شي‌ء معه ، وأمّا المسكين فهو الذي له بلغة من العيش لا يكفيه طول سنته. وقال بعض أصحابنا عكس ذلك ». وقال : « وأمّا العاملون عليها فهم الذين يسعون في جباية الصدقات ، وأمّا المؤلّفة قلوبهم فهم الذين يتألّفون يستمالون إلى الجهاد - إلى أن قال : - وفي الرقاب وهم العبيد عندنا والمكاتبون بغير خلاف ، ويعتبر فيهم الإيمان والعدالة. والغارمون ، وهم الذين ركبتهم الديون في غير معصية ولا فساد. وفي سبيل الله ، وهو كلّ ما يصرف في الطريق التي يتوصّل بها إلى رضا الله وثوابه ، ويدخل في ذلك الجهاد وغيره من جميع أبواب البرّ للقرب إلى الله تعالى ». ثمّ قال : « وابن السبيل ، وهو المنقطع به - إلى قوله : - ويكون محتاجاً في الحال ، وإن كان له يسار في بلده وموطنه ». وراجع أيضاً :المبسوط ، ج ١ ، ص ٢٤٦ ؛شرائع الإسلام ، ج ١ ، ص ١٢٣ ؛زبدة البيان ، ص ١٨٧.

(٤). في « بث ، بح ، بف ، جت »والتهذيب : - « منهم ».

(٥). في « جت » : « اثنين ».

(٦). في « بس ، جت ، جد ، جن » : - « مثل ».

(٧). في الوافي : « وتجعلهم ».

(٨). في « بث ، بف » : - « أهل ».

٤٠٦

يَقْسِمُهُ(١) بَيْنَهُمْ بِالسَّوِيَّةِ ، وَإِنَّمَا(٢) يَقْسِمُهُ(٣) عَلى قَدْرِ مَا(٤) يَحْضُرُهُ مِنْهُمْ ، وَمَا يَرى ، وَلَيْسَ(٥) عَلَيْهِ(٦) فِي ذلِكَ شَيْ‌ءٌ مُوَقَّتٌ مُوَظَّفٌ ، وَإِنَّمَا يَصْنَعُ ذلِكَ بِمَا يَرى عَلى قَدْرِ مَنْ يَحْضُرُهُ مِنْهُمْ ، فَإِنْ كَانَ فِي نَفْسِكَ مِمَّا قُلْتُ شَيْ‌ءٌ ، فَالْقَ فُقَهَاءَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ؛ فَإِنَّهُمْ لَايَخْتَلِفُونَ فِي أَنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله كَذَا كَانَ(٧) يَصْنَعُ ».

ثُمَّ أَقْبَلَ عَلى عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ ، فَقَالَ لَهُ(٨) : « اتَّقِ اللهَ ، وَأَنْتُمْ أَيُّهَا الرَّهْطُ(٩) فَاتَّقُوا اللهَ ؛ فَإِنَّ أَبِي حَدَّثَنِي - وَكَانَ خَيْرَ أَهْلِ الْأَرْضِ وَأَعْلَمَهُمْ بِكِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِصلى‌الله‌عليه‌وآله - أَنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قَالَ : مَنْ ضَرَبَ النَّاسَ بِسَيْفِهِ ، وَدَعَاهُمْ إِلى نَفْسِهِ وَفِي الْمُسْلِمِينَ مَنْ هُوَ أَعْلَمُ مِنْهُ ، فَهُوَ ضَالٌّ مُتَكَلِّفٌ(١٠) ».(١١)

٨٢٢٨ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنْ سُوَيْدٍ‌

____________________

(١). في « ى ، بف ، جت » وحاشية « بث » : « يقسم ». وفيالكافي ، ح ٥٩٤٣ والفقيه والمقنعة : « يقسمها».

(٢). فيالكافي ، ح ٥٩٤٣ والفقيه والتهذيب ، ج ٦ : « إنّما » بدون الواو.

(٣). في « بف » : « يقسم ». وفيالكافي ، ح ٥٩٤٣ والفقيه : « يقسمها ».

(٤). في « بح » والفقيه والمقنعة : « من ».

(٥). في « بث » والكافي ، ح ٥٩٤٣ والفقيه والتهذيب ، ج ٦ والمقنعة : « ليس » بدون الواو.

(٦). في الكافي ، ح ٥٩٤٣ والفقيه والمقنعة : - « عليه ».

(٧). في « بح » : - « كان ».

(٨). في الوسائل : « فقال : يا عمرو ».

(٩). « الرَّهْطُ » : عدد يجمع من ثلاثة إلى عشرة. وبعض يقول : من سبعة إلى عشرة ، وما دون السبعة إلى الثلاثة نَفَر. وقيل : الرَّهط : ما دون العشرة من الرجال لا يكون فيهم امرأة.لسان العرب ، ج ٧ ، ص ٣٠٥ ( رهط ).

(١٠). المتكلّف : العِرّيض لما لا يعنيه. وتكلّفت الشي‌ء : تجشّمته.الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٤٢٤ ( كلف ).

(١١).الكافي ، كتاب الزكاة ، باب الزكاة تبعث من بلد إلى بلد ، ح ٥٩٤٣. وفيالتهذيب ، ج ٤ ، ص ١٠٣ ، ح ٢٩٢ ، معلّقاً عن الكليني ، وفيهما من قوله : « كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقسم صدقة أهل البوادي » إلى قوله : « وليس عليه في ذلك شي‌ء موقّت ».التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٤٨ ، ح ٢٦١ ، معلّقاً عن عليّ بن إبراهيم.تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٨٥ ، ح ٤٠ ، عن عبد الملك بن عتبة الهاشمي ، عن أبي عبد الله ، عن أبيهعليهما‌السلام ، من قوله : « من ضرب الناس بسيفه ».المقنعة ، ص ٢٦٠ ، مرسلاً عن عبد الكريم بن عتبة الهاشمي ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام الفقيه ، ج ٢ ، ص ٣١ ، ح ١٦١٩ ، من دون الإسناد إلى المعصومعليه‌السلام ، من قوله : « كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقسّم صدقة أهل البوادي » إلى قوله : « وليس عليه في ذلك شي‌ء موقّت »الوافي ، ج ١٥ ، ص ٨٤ ، ح ١٤٧٣١ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٤١ ، ح ١٩٩٥٠.

٤٠٧

الْقَلاَّءِ(١) ، عَنْ بَشِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : إِنِّي رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ أَنِّي قُلْتُ لَكَ : إِنَّ الْقِتَالَ مَعَ غَيْرِ الْإِمَامِ الْمُفْتَرَضِ(٢) طَاعَتُهُ(٣) حَرَامٌ مِثْلُ الْمَيْتَةِ وَالدَّمِ وَلَحْمِ الْخِنْزِيرِ ، فَقُلْتَ لِي : نَعَمْ هُوَ كَذلِكَ؟

فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « هُوَ كَذلِكَ ، هُوَ كَذلِكَ(٤) ».(٥)

٨ - بَابُ وَصِيَّةِ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله وَأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام فِي السَّرَايَا‌

٨٢٢٩ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ : أَظُنُّهُ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله إِذَا أَرَادَ أَنْ يَبْعَثَ سَرِيَّةً(٦) دَعَاهُمْ ، فَأَجْلَسَهُمْ بَيْنَ يَدَيْهِ ، ثُمَّ يَقُولُ : سِيرُوا بِسْمِ اللهِ ، وَبِاللهِ ، وَفِي سَبِيلِ اللهِ ، وَعَلى مِلَّةِ رَسُولِ اللهِ ، لَاتَغُلُّوا(٧) ، وَلَا تُمَثِّلُوا(٨) ، وَلَاتَغْدِرُوا(٩) ، وَلَا تَقْتُلُوا شَيْخاً فَانِياً(١٠) ، وَلَا صَبِيّاً ،

____________________

(١). هكذا في « ى ، بث ، بح ، بس ، بف ، جت ، جد » والوسائل والبحار والتهذيب وفي المطبوع : « القلانسي ».

والصواب ما أثبتناه كما تقدّم ، ذيل ح ٨٢٢٦. (٢). في الوافي والكافي ، ح ٨٢٢٦ والتهذيب : « المفروض ».

(٣). في البحار : « الطاعة ».

(٤). في « بس » : + « والله المستعان ». وفي البحار : - « هو كذلك ».

والظاهر اتّحاد هذا الحديث مع ما تقدّم في الباب السابق ، تحت الرقم ٨٢٢٦.

(٥).التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٣٤ ، ح ٢٢٦ ، معلّقاً عن الكليني.الكافي ، كتاب الجهاد ، باب الجهاد الواجب مع من يكون ، ح ٨٢٢٦ ، عن محمّد بن الحسن الطاطري ، عمّن ذكره ، عن عليّ بن النعمانالوافي ، ج ١٥ ، ص ٧٨ ، ح ١٤٧٢٣ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٤٥ ، ح ١٩٩٥٤ ؛البحار ، ج ٦١ ، ص ٢٣٩ ، ح ٤.

(٦). السَريّة : قطعة من الجيش.الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٧٥ ( سري ).

(٧). في « بح » والبحار : « ولا تغلّوا ». والغلول : الخيانة ؛ يقال : غلّ في المغنم غلولاً : خان. وفيالوافي : « وأكثر ما يستعمل في الخيانة في الغنيمة ». راجع :الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٧٨٤ ( غلل ).

(٨). التمثيل : قطع الأعضاء والجوارح كالأنف والاُذُن والمذاكير وغيرها. راجع :النهاية ، ج ٤ ، ص ٢٩٤ ( مثل ).

(٩). الغَدْر : ترك الوفاء.الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧٦٦ ( غدر ).

(١٠). فيمرآة العقول ، ج ١٨ ، ص ٣٥٣ : « قال الأصحاب : إلّا أن يكون ذا رأي ».

٤٠٨

وَلَا امْرَأَةً ، وَلَا تَقْطَعُوا شَجَراً إِلَّا أَنْ تُضْطَرُّوا إِلَيْهَا(١) ، وَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أَدْنَى الْمُسْلِمِينَ أَوْ أَفْضَلِهِمْ(٢) نَظَرَ(٣) إِلى رَجُلٍ(٤) مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، فَهُوَ جَارٌ(٥) حَتّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللهِ ، فَإِنْ تَبِعَكُمْ فَأَخُوكُمْ فِي الدِّينِ(٦) ، وَإِنْ(٧) أَبى فَأَبْلِغُوهُ مَأْمَنَهُ ، وَاسْتَعِينُوا بِاللهِ عَلَيْهِ(٨) ».(٩)

٨٢٣٠ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام : نَهى رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله أَنْ يُلْقَى(١٠) السَّمُّ فِي بِلَادِ الْمُشْرِكِينَ ».(١١)

٨٢٣١ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ صُهَيْبٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « مَا بَيَّتَ(١٢) رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله عَدُوّاً قَطُّ(١٣) ».(١٤)

____________________

(١). فيالمرآة : « يمكن أن يكون الاستثناء من الجميع ، ومن الأخير فقط بإرجاع الضمير إلى الشجرة ، أي قطعها».

(٢). في التهذيب : « وأفضلهم ».

(٣). فيالوافي : « يعني نظر إشفاق ومرحمة ». وفيالمرآة : « نظر ، لعلّه كناية عن فعل أو قول يدلّ على الأمان».

(٤). في الوسائل : « أحد ».

(٥). الجار : الذي أجرتَه ، من الجِوار - بالكسر - وهو أن تعطي الرجل ذمّة ، فيكون بها جارك فتجيره ، أي تنقذه وتعيذه.لسان العرب ، ج ٤ ، ص ١٥٥ ( جور ). (٦). في التهذيب : « دينكم ».

(٧). في « ى » : « فإن ».

(٨). في الوسائل : - « عليه ». وفيالوافي : « واستعينوا بالله عليه : واطلبوا من الله الإعانة على إيمانه أو قتله ».

(٩).التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٣٨ ، ح ٢٣١ ، معلّقاً عن الكلينيالوافي ، ج ١٥ ، ص ٩٢ ، ح ١٤٧٣٧ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٥٨ ، ح ١٩٩٨٥ ؛البحار ، ج ١٩ ، ص ١٧٧ ، ح ٢١.

(١٠). في « بث » : « أن تلقى ».

(١١).التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٤٣ ، ح ٢٤٤ ، بسنده عن إبراهيم بن هاشم ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن جعفر ، عن أبيه ، عن عليّعليهم‌السلام عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله الجعفريّات ، ص ٨٠ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الوافي ، ج ١٥ ، ص ٩٧ ، ح ١٤٧٤٦ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٦٢ ، ح ١٩٩٨٩ ؛البحار ، ج ١٩ ، ص ١٧٧ ، ح ٢٣. (١٢). فيالمرآة : « المشهور كراهة التبييت ليلاً ».

(١٣). في الوسائل والتهذيب : + « ليلاً ».

(١٤).التهذيب ، ج ٦، ص ١٧٤، ح ٣٤٣، معلّقاً عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن محبوبالوافي ، ج ١٥، =

٤٠٩

٨٢٣٢ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ : بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله إِلَى الْيَمَنِ ، وَقَالَ(١) لِي(٢) : يَا عَلِيُّ ، لَاتُقَاتِلَنَّ أَحَداً حَتّى تَدْعُوَهُ(٣) ، وَايْمُ اللهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللهُ عَلى يَدَيْكَ(٤) رَجُلاً خَيْرٌ لَكَ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ وَغَرَبَتْ ، وَلَكَ وَلَاؤُهُ(٥) يَا عَلِيُّ ».(٦)

٨٢٣٣ / ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ - صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ - لَايُقَاتِلُ حَتّى تَزُولَ الشَّمْسُ ، وَيَقُولُ : تُفَتَّحُ(٧) أَبْوَابُ السَّمَاءِ ، وَتُقْبِلُ(٨) الرَّحْمَةُ(٩) ، وَيَنْزِلُ النَّصْرُ ، وَيَقُولُ : هُوَ أَقْرَبُ إِلَى اللَّيْلِ ، وَأَجْدَرُ أَنْ يَقِلَّ الْقَتْلُ ، وَيَرْجِعَ الطَّالِبُ ، وَيُفْلِتَ(١٠)

____________________

= ص ٩٧ ، ح ١٤٧٤٧ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٦٣ ، ح ١٩٩٩١ ؛البحار ، ج ١٩ ، ص ١٧٨ ، ح ٢٤.

(١). في الوسائل والتهذيب : « فقال ».

(٢). في الوسائل والكافي ، ح ٨٢٥٩ والتهذيب : - « لي ».

(٣). في الوسائل والكافي ، ح ٨٢٥٩ والجعفريّات : + « إلى الإسلام ».

(٤). في « جن » : « يدك ».

(٥). فيالوافي : « والولاء : أن يرثه ». وفيالمرآة : « أي أنت ترثه بولاء الإمامة ».

(٦).التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٤١ ، ح ٢٤٠ ، بسنده عن النوفلي.الكافي ، كتاب الجهاد ، باب الدعاء إلى الإسلام قبل القتال ، ح ٨٢٥٩ ، بسند آخر.الجعفريّات ، ص ٧٧ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه ، عن عليّعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مصباح الشريعة ، ص ١٩٨ ، الباب ٩٥ ، مرسلاً ، من قوله : « لأن يهدي الله » إلى قوله : « وغربت » مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٥ ، ص ٩٢ ، ح ١٤٧٣٥ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٤٢ ، ح ١٩٩٥١ ؛البحار ، ج ٢١ ، ص ٣٦١ ، ح ٣.

(٧). في « ي ، بث » والوافي : « يفتح » و في « جت » بالتاء والياء معاً

(٨). في « بث » والوافي : « ويقبل ».

(٩). في العلل : « التوبة ».

(١٠). أي يتخلّص. التفلّت والإفلات والانفلات : التخلّص من الشي‌ء فجأة من غير تمكّث. راجع :النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٦٧ ( فلت ).

٤١٠

الْمُنْهَزِمُ(١) ».(٢)

٨٢٣٤ / ٦. عَلِيٌّ(٣) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنْ مَدِينَةٍ مِنْ مَدَائِنِ أَهْلِ الْحَرْبِ : هَلْ يَجُوزُ أَنْ يُرْسَلَ عَلَيْهِمُ(٤) الْمَاءُ ، وَتُحْرَقَ(٥) بِالنَّارِ ، أَوْ تُرْمى بِالْمَجَانِيقِ(٦) حَتّى يُقْتَلُوا وَفِيهِمُ النِّسَاءُ وَالصِّبْيَانُ وَالشَّيْخُ الْكَبِيرُ وَالْأُسَارى مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَالتُّجَّارُ؟

فَقَالَ : « يُفْعَلُ ذلِكَ بِهِمْ(٧) ، وَلَا يُمْسَكُ عَنْهُمْ لِهؤُلَاءِ(٨) ، وَلَا دِيَةَ(٩) عَلَيْهِمْ لِلْمُسْلِمِينَ ، وَلَا كَفَّارَةَ ».

وَسَأَلْتُهُ عَنِ النِّسَاءِ : كَيْفَ سَقَطَتِ الْجِزْيَةُ عَنْهُنَّ وَرُفِعَتْ عَنْهُنَّ؟

فَقَالَ : « لِأَنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله نَهى عَنْ قِتَالِ(١٠) النِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ فِي دَارِ الْحَرْبِ إِلَّا أَنْ يُقَاتِلُوا(١١) ، فَإِنْ(١٢) قَاتَلَتْ أَيْضاً ، فَأَمْسِكْ عَنْهَا مَا أَمْكَنَكَ ، وَلَمْ تَخَفْ(١٣) خَلَلاً(١٤) ،

____________________

(١). فيالوافي : « المهزوم ». و « المـُنهزم » : المنكسر ، من الهزيمة في القتال ، وهو الكَسْر والفَلّ والثَلْم ، وهو المدبر الفارّ أيضاً. راجع :لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٦١٠ ( هزم ). وفيالمرآة : « المشهور كراهة القتال قبل الزوال إلّا مع الضرورة ».

(٢).التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٧٣ ، ح ٣٤١ ؛وعلل الشرائع ، ص ٦٠٣ ، ح ٧٠ ، بسندهما عن ابن أبي عميرالوافي ، ج ١٥ ، ص ٩٥ ، ح ١٤٧٤٢ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٦٣ ، ح ١٩٩٩٢ ؛البحار ، ج ٣٣ ، ص ٤٥٣ ، ح ٦٦٧.

(٣). في « بس ، جن » : + « بن إبراهيم ».

(٤). في « بف » والوافي : « عليها ».

(٥). في « بح » والوافي والبحار : « أو تحرق ». وفي « ى » : « ويحرّق ».

(٦). « المـَجانيق » جمع المنجنيق - بفتح الميم وكسرها – والمـَنجَنوق : القَذّاف التي تُرمى بها الحجارة ، دَخيل أعجميّ معرّب.لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ٣٣٨ ( مجنق ).

(٧). فيالمرآة : « حمل على ما إذا لم يمكن الفتح إلّا بها ».

(٨). في «ى،جد»: «كهؤلاء». وفي «بح»:«هؤلاء».

(٩). في « بس » : « ولا ذمّة ».

(١٠). في « ى » والوافي والوسائل والفقيه والتهذيب والمحاسن والعلل : « قتل ».

(١١). في الوافي والوسائل والتهذيب : « أن يقاتلن ».

(١٢). في الوافي : « وإن ».

(١٣). في «بح»:«ولا تخف». وفي «بس»: «ولم يخف».

(١٤). في « ى ، بح ، بس ، بف ، جت ، جن » والمرآة والبحار : « حالاً ». وقال فيالمرآة : « أي حدوث حال سيّئة. =

٤١١

فَلَمَّا(١) نَهى عَنْ قَتْلِهِنَّ فِي دَارِ الْحَرْبِ ، كَانَ فِي دَارِ الْإِسْلَامِ أَوْلى ، وَلَوِ امْتَنَعَتْ أَنْ تُؤَدِّيَ(٢) الْجِزْيَةَ ، لَمْ يُمْكِنْ(٣) قَتْلُهَا ، فَلَمَّا لَمْ يُمْكِنْ قَتْلُهَا ، رُفِعَتِ الْجِزْيَةُ عَنْهَا ، وَلَوِ امْتَنَعَ الرِّجَالُ(٤) أَنْ يُؤَدُّوا الْجِزْيَةَ ، كَانُوا نَاقِضِينَ لِلْعَهْدِ ، وَحَلَّتْ دِمَاؤُهُمْ وَقَتْلُهُمْ ؛ لِأَنَّ قَتْلَ الرِّجَالِ مُبَاحٌ فِي دَارِ الشِّرْكِ(٥) ، وَكَذلِكَ الْمُقْعَدُ مِنْ أَهْلِ(٦) الذِّمَّةِ وَالْأَعْمى(٧) وَالشَّيْخُ الْفَانِي(٨) وَالْمَرْأَةُ وَالْوِلْدَانُ فِي أَرْضِ الْحَرْبِ(٩) ، فَمِنْ أَجْلِ ذلِكَ رُفِعَتْ عَنْهُمُ الْجِزْيَةُ ».(١٠)

٨٢٣٥ / ٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ(١١) : « أَنَّ النَّبِيَّصلى‌الله‌عليه‌وآله كَانَ إِذَا بَعَثَ بِسَرِيَّةٍ(١٢) ، دَعَا لَهَا(١٣) ».(١٤)

____________________

= وفيالتهذيب وغيره : خللاً ، وهو الصواب ».

(١). في « بث » : - « ولم تخف خللاً فلمّا ».

(٢). في « جت » بالتاء والياء معاً.

(٣). في الوافي : « لم يمكنك ».

(٤). في الوافي : + « وأبوا ».

(٥). في الفقيه : + « والذمّة ».

(٦). في الفقيه والعلل : + « الشرك و».

(٧). في الوافي والتهذيب : - « والأعمى ».

(٨). في المحاسن : + « ليس عليهم جزية ؛ لأنّه لايمكن قتلهم ؛ لما نهى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عن قتل المقعد والأعمى ‌والشيخ الفاني ». (٩). في « ى » : « الجرب ».

(١٠).المحاسن ، ص ٣٢٧ ، كتاب العلل ، ح ٨١ ، بسنده عن القاسم بن محمّد ، عن أبي أيّوب وحفص بن غياث ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٥٦ ، ح ٢٧٧ ، بسنده عن سليمان بن أبي أيّوب ، عن حفص ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام الفقيه ، ج ٢ ، ص ٥٢ ، ح ١٦٧٥ ، معلّقاً عن حفص بن غياث.علل الشرائع ، ص ٣٧٦ ، ح ١ ، بسنده عن القاسم بن محمّد الأصبهاني ، عن سليمان بن داود المنقري ، عن عيسى بن يونس ، عن الأوزاعي ، عن الزهري ، عن عليّ بن الحسينعليه‌السلام ، وفي كلّ المصادر من قوله : « وسألته عن النساء »الوافي ، ج ١٠ ، ص ٣٥٤ ، ح ٩٦٩١ ؛ وج ١٥ ، ص ٩٨ ، ح ١٤٧٤٩ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٦٤ ، ح ١٩٩٩٣ ، من قوله : « وسألته عن النساء » ؛البحار ، ج ١٩ ، ص ١٧٨ ، ح ٢٥ ، إلى قوله : « فأمسك عنها ما أمكنك ولم تخف خللاً ».

(١١). هكذا في النسخ. وفي المطبوع : - « قال ».

(١٢). في الوسائل : « سريّة ».

(١٣). في « ى » : + « عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، عن أبي عبد الله صلوات الله عليه ، قال : إنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله إذا بعث بسريّة دعا لها ».

(١٤).الوافي ، ج ١٥ ، ص ٩٥ ، ح ١٤٧٤١ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٥٨ ، ح ١٩٩٨٤ ؛البحار ، ج ١٩ ، ص ١٧٨ ، ح ٢٦.

٤١٢

٨٢٣٦ / ٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ النَّبِيَّصلى‌الله‌عليه‌وآله كَانَ إِذَا بَعَثَ(١) أَمِيراً لَهُ(٢) عَلى سَرِيَّةٍ ، أَمَرَهُ بِتَقْوَى اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - فِي خَاصَّةِ نَفْسِهِ ، ثُمَّ فِي أَصْحَابِهِ عَامَّةً ، ثُمَّ يَقُولُ(٣) : اغْزُوا(٤) بِسْمِ اللهِ ، وَفِي سَبِيلِ اللهِ ، قَاتِلُوا(٥) مَنْ كَفَرَ بِاللهِ ، وَلَا تَغْدِرُوا ، وَلَا تَغُلُّوا ، وَلَا تُمَثِّلُوا(٦) ، وَلَا تَقْتُلُوا وَلِيداً(٧) ، وَلَا مُتَبَتِّلاً(٨) فِي شَاهِقٍ(٩) ، وَلَا تُحْرِقُوا النَّخْلَ ، وَلَا تُغْرِقُوهُ بِالْمَاءِ ، وَلَا تَقْطَعُوا شَجَرَةً مُثْمِرَةً ، وَلَا تُحْرِقُوا زَرْعاً ؛ لِأَنَّكُمْ لَاتَدْرُونَ لَعَلَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ ، وَلَا تَعْقِرُوا(١٠) مِنَ الْبَهَائِمِ مِمَّا(١١) يُؤْكَلُ لَحْمُهُ إِلَّا مَا لَابُدَّ لَكُمْ مِنْ أَكْلِهِ ، وَإِذَا لَقِيتُمْ عَدُوّاً لِلْمُسْلِمِينَ(١٢) ، فَادْعُوهُمْ إِلى إِحْدى ثَلَاثٍ(١٣) ، فَإِنْ هُمْ أَجَابُوكُمْ إِلَيْهَا ، فَاقْبَلُوا(١٤) مِنْهُمْ ، وَكُفُّوا(١٥) عَنْهُمْ : ادْعُوهُمْ(١٦) إِلَى الْإِسْلَامِ ، فَإِنْ دَخَلُوا فِيهِ ، فَاقْبَلُوهُ(١٧) مِنْهُمْ(١٨) ، وَكُفُّوا‌

____________________

(١). في التهذيب : « إذا أراد أن يبعث » بدل « إذا بعث ».

(٢). في التهذيب : - « له ».

(٣).في«بث،بف» والوافي : «قال له». وفي «جت»:+«له».

(٤). هكذا في « ى ، بح ، بف » والوافي والبحار والتهذيب وفي سائر النسخ والمطبوع : « اغز ».

(٥). في « ى ، بس » : « وقاتلوا ».

(٦). هكذا في « ى ، بح ، بس ، بف ، جت ، جد » والوسائل والتهذيب وفي سائر النسخ التي قوبلت والمطبوع : « وتمثّلوا ».

(٧). الوَليد : الصبيّ ، والعبد. والجمع : وِلدان ووَلَدَة. والوَليد : الصبيّة ، والأمة. والجمع : الوَلائد.الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥٥٤ ( ولد ).

(٨). التبتّل : الانقطاع عن الدنيا إلى الله.الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٦٣٠ ( بتل ).

(٩). الشاهق : الجبل المرتفع ، وكلّ ما رفع من بناء أو غيره.لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ١٩٢ ( شهق ).

(١٠). العَقْر : ضرب قوائم البعير أو الشاة بالسيف ، وهو قائم.النهاية ، ج ٣ ، ص ٢٧١ ( عقر ).

(١١). في التهذيب : « ما ».

(١٢). في التهذيب : «من المشركين»بدل«للمسلمين».

(١٣). فيالمرآة : « لعلّ فيه تجوّزاً ؛ فإنّ قبول الهجرة فقط بدون الإسلام والجزية لا ينفع ».

(١٤). في « بث ، بف » والتهذيب : « فاقبل ».

(١٥). في « بث ، بف » والتهذيب : « وكفّ ».

(١٦) في « ى ، بح ، جت ، جد ، جن » والبحار : « وادعوهم ».

(١٧) في « بث ، بف » : « فاقبله ».

(١٨) في التهذيب : - « فإن دخلوا فيه فاقبلوه منهم ».

٤١٣

عَنْهُمْ(١) ؛ وَادْعُوهُمْ إِلَى الْهِجْرَةِ بَعْدَ الْإِسْلَامِ ، فَإِنْ فَعَلُوا ، فَاقْبَلُوا مِنْهُمْ ، وَكُفُّوا عَنْهُمْ(٢) ، وَإِنْ أَبَوْا أَنْ يُهَاجِرُوا وَاخْتَارُوا دِيَارَهُمْ ، وَأَبَوْا أَنْ يَدْخُلُوا فِي دَارِ الْهِجْرَةِ ، كَانُوا بِمَنْزِلَةِ أَعْرَابِ الْمُؤْمِنِينَ(٣) يَجْرِي عَلَيْهِمْ مَا يَجْرِي عَلى أَعْرَابِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَلَا يَجْرِي(٤) لَهُمْ فِي الْفَيْ‌ءِ وَلَا فِي الْقِسْمَةِ(٥) شَيْ‌ءٌ(٦) إِلَّا أَنْ يُهَاجِرُوا(٧) فِي سَبِيلِ اللهِ ؛ فَإِنْ أَبَوْا هَاتَيْنِ(٨) فَادْعُوهُمْ إِلى إِعْطَاءِ الْجِزْيَةِ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ، فَإِنْ أَعْطَوُا الْجِزْيَةَ(٩) ، فَاقْبَلْ مِنْهُمْ ، وَكُفَّ عَنْهُمْ ، وَإِنْ أَبَوْا ، فَاسْتَعِنِ اللهَ(١٠) - عَزَّ وَجَلَّ - عَلَيْهِمْ ، وَجَاهِدْهُمْ فِي اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ ؛ وَإِذَا(١١) ‌حَاصَرْتَ أَهْلَ حِصْنٍ(١٢) ، فَأَرَادُوكَ(١٣) عَلى(١٤) أَنْ يَنْزِلُوا عَلى حُكْمِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَلَا تَنْزِلْ لَهُمْ(١٥) ، وَلكِنْ أَنْزِلْهُمْ عَلى(١٦) حُكْمِكُمْ(١٧) ، ثُمَّ اقْضِ فِيهِمْ بَعْدُ مَا(١٨) شِئْتُمْ ؛ فَإِنَّكُمْ إِنْ تَرَكْتُمُوهُمْ(١٩) عَلى حُكْمِ اللهِ(٢٠) ، لَمْ تَدْرُوا تُصِيبُوا(٢١) حُكْمَ اللهِ فِيهِمْ ، أَمْ لَا ؛

____________________

(١). في « بث ، بف » والتهذيب : « وكفّ ».

(٢). في « بث ، بف » والتهذيب : « فاقبل منهم وكفّ عنهم ».

(٣). في « بس » : « المسلمين ».

(٤). في التهذيب : « ولا تجري ».

(٥). في الوافي والتهذيب : « من القسمة » بدل « ولا في القسمة ».

(٦). في « بث ، بح ، بف » والتهذيب : « شيئاً ».

(٧). في « جن » والتهذيب : « أن يجاهدوا ».

(٨). فيالوافي : « يعني إن لم يسلموا ».

(٩). في « بث » : - « الجزية ».

(١٠). في « بف ، جت » وحاشية « بث » والوافي والوسائل والتهذيب : « بالله ».

(١١). في « جت » : « وإن ». وفي الوافي والتهذيب : « فإذا ».

(١٢). في « ى ، بح ، بس ، جت ، جد ، جن » والبحار : « الحصن ».

(١٣). في « بس » : « فأرادوا ».

(١٤). في التهذيب : - « على ».

(١٥). في « بف » والوافي والتهذيب : « فلا تنزلهم ». وفي الوسائل والبحار : « بهم ».

(١٦) في « جن » : « أنزلوا على » بدل « أنزلهم على ».

(١٧) في « بث » وحاشية « جت » : « حكمهم ». وفي « بف » : « حكمك ». وفي الوافي والتهذيب : « حكمي ».

(١٨) في الوافي والتهذيب : « بما ».

(١٩) في الوافي والوسائل : « أنزلتموهم ».

(٢٠) في التهذيب : « إن أنزلتموه » بدل « إن تركتموهم على حكم الله ».

(٢١) في الوافي : « أتصيبون ». وفي التهذيب : « هل تصيبون ».

٤١٤

وَإِذَا(١) حَاصَرْتُمْ(٢) أَهْلَ حِصْنٍ ، فَإِنْ آذَنُوكَ(٣) عَلى(٤) أَنْ تُنْزِلَهُمْ عَلى ذِمَّةِ اللهِ وَذِمَّةِ رَسُولِهِ ، فَلَا تُنْزِلْهُمْ ، وَلكِنْ أَنْزِلْهُمْ عَلى ذِمَمِكُمْ وَذِمَمِ آبَائِكُمْ وَإِخْوَانِكُمْ ، فَإِنَّكُمْ إِنْ تُخْفِرُوا(٥) ذِمَمَكُمْ وَذِمَمَ آبَائِكُمْ وَإِخْوَانِكُمْ ، كَانَ أَيْسَرَ عَلَيْكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ أَنْ تُخْفِرُوا ذِمَّةَ اللهِ وَذِمَّةَ رَسُولِهِ(٦) صلى‌الله‌عليه‌وآله ».(٧)

٨٢٣٧ / ٩. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمْرَانَ وَجَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ ، كِلَاهُمَا(٨) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله إِذَا بَعَثَ سَرِيَّةً دَعَا بِأَمِيرِهَا(٩) ، فَأَجْلَسَهُ إِلى جَنْبِهِ ، وَأَجْلَسَ أَصْحَابَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ(١٠) : سِيرُوا بِسْمِ اللهِ ، وَبِاللهِ ، وَفِي سَبِيلِ اللهِ ، وَعَلى مِلَّةِ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، لَاتَغْدِرُوا ، وَلَا تَغُلُّوا ، وَلَا تُمَثِّلُوا ، وَلَا تَقْطَعُوا شَجَرَةً(١١) إِلَّا أَنْ تُضْطَرُّوا(١٢) إِلَيْهَا ، وَلَا تَقْتُلُوا شَيْخاً فَانِياً(١٣) ، وَلَا صَبِيّاً ، وَلَا امْرَأَةً ، وَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أَدْنَى الْمُسْلِمِينَ وَأَفْضَلِهِمْ(١٤) نَظَرَ إِلى أَحَدٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، فَهُوَ جَارٌ حَتّى‌

____________________

(١). في الوافي والتهذيب : « فإذا ».

(٢). في البحار : « حاصرت ».

(٣). في الوافي : « فإن أرادوك ». وفي التهذيب : « فأرادوك » بدل « فإن آذنوك ».

(٤). في « جت ، جن » والوافي : - « على ».

(٥). الإخفار : نقض العهد. وإخفار الذمّة : عدم الوفاء بها. راجع :لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٢٥٣ ( خفر ).

(٦). في « جد » والبحار : « رسول الله ».

(٧).التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٣٨ ، ح ٢٣٢ ، معلّقاً عن الكلينيالوافي ، ج ١٥ ، ص ٩٣ ، ح ١٤٧٣٨ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٥٩ ، ح ١٩٩٨٦ ؛البحار ، ج ١٩ ، ص ١٧٩ ، ح ٢٧.

(٨). في « بح ، بس » وحاشية « بث » : « كليهما ».

(٩). في « بث » : « أميرها ». وفيالمحاسن : « بعث أميرها » بدل « دعا بأميرها ».

(١٠). في « بف » : + « لهم ».

(١١). في المحاسن : « شجراً ».

(١٢). في « جت » بالتاء والياء معاً.

(١٣). في التهذيب : - « فانياً ».

(١٤). في « جت » : « أو أفضلهم ». وفي المحاسن : « أو أقصاهم ».

٤١٥

يَسْمَعَ كَلَامَ اللهِ ، فَإِذَا سَمِعَ كَلَامَ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ(١) - فَإِنْ تَبِعَكُمْ فَأَخُوكُمْ فِي دِينِكُمْ ، وَإِنْ أَبى فَاسْتَعِينُوا بِاللهِ(٢) عَلَيْهِ(٣) ، وَأَبْلِغُوهُ(٤) مَأْمَنَهُ ».(٥)

٨٢٣٨ / ١٠. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ جَمِيلٍ(٦) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ : « وَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ نَظَرَ إِلى رَجُلٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ(٧) فِي أَقْصَى الْعَسْكَرِ وَأَدْنَاهُ(٨) ، فَهُوَ جَارٌ(٩) ».(١٠)

٩ - بَابُ إِعْطَاءِ الْأَمَانِ‌

٨٢٣٩ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ(١١) : مَا مَعْنى قَوْلِ النَّبِيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله : « يَسْعى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ »(١٢) ؟

____________________

(١). في « بس » : - « عزّ وجلّ ». وفي « بف » والوافي والتهذيب : - « فإذا سمع كلام الله عزّ وجلّ ».

(٢). في « بس » : « الله ».

(٣). في « بث » والوافي : - « عليه ».

(٤). في المحاسن : + « إلى ».

(٥).المحاسن ، ص ٣٥٥ ، كتاب السفر ، ح ٥١. وفيالتهذيب ، ج ٦ ، ص ١٣٩ ، ح ٢٣٣ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّدالوافي ، ج ١٥ ، ص ٩٤ ، ح ١٤٧٣٩ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٥٨ ، ح ١٩٩٨٥ ؛البحار ، ج ١٩ ، ص ١٧٧ ، ح ٢٢ ، إلى قوله : « ثمّ قال : سيروا بسم الله ».

(٦). في المحاسن : - « عن جميل ». ولم يثبت رواية ابن أبي عمير هذا عن أبي عبداللهعليه‌السلام مباشرة.

(٧). في المحاسن : - « من المشركين ».

(٨). في «ى،بث،بح،بس،جت،جن» والوافي :«فأدناه».

(٩). في « بث ، بح ، جت » والوافي : « جاره ». وتقدّم معنى الجار في الحديث الأوّل من نفس الباب.

(١٠).المحاسن ، ص ٣٥٥ ، كتاب السفر ، ذيل ح ٥١ ، عن أبيه ، عن ابن أبي عميرالوافي ، ج ١٥ ، ص ٩٤ ، ح ١٤٧٤٠ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٥٨ ، ذيل ح ١٩٩٨٥. (١١). في التهذيب : - « له ».

(١٢). فيالوافي : « تمام الحديث هكذا : المؤمنون إخوة ، تتكافى دماؤهم وهم يد على من سواهم ، يسعى بذمّتهم أدناهم ؛ يعني أنّهم مجتمعون على أعدائهم لايسعهم التخاذل ، بل يعاون بعضهم بعضاً على جميع الأديان والملل ، كأنّه جعل أيديهم يداً واحدة وفعلهم فعلاً واحداً. ولهذا الحديث صدر قد مضى مع تفسيره على =

٤١٦

قَالَ : « لَوْ أَنَّ جَيْشاً مِنَ الْمُسْلِمِينَ حَاصَرُوا قَوْماً مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، فَأَشْرَفَ رَجُلٌ ، فَقَالَ : أَعْطُونِي الْأَمَانَ حَتّى أَلْقى صَاحِبَكُمْ وَأُنَاظِرَهُ(١) ، فَأَعْطَاهُ أَدْنَاهُمُ الْأَمَانَ(٢) ، وَجَبَ عَلى أَفْضَلِهِمُ الْوَفَاءُ بِهِ ».(٣)

٨٢٤٠ / ٢. عَلِيٌّ(٤) ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « أنَّ عَلِيّاًعليه‌السلام أَجَازَ أَمَانَ عَبْدٍ مَمْلُوكٍ لِأَهْلِ حِصْنٍ مِنَ الْحُصُونِ ، وَقَالَ : هُوَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ(٥) ».(٦)

٨٢٤١ / ٣. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عِمْرَانَ(٧) ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ‌

____________________

= وجهه في كتاب الحجّة ». وتقدّم في ضمن الحديث ١٠٥٩. وقال المحقّق الشعراني في هامشالوافي : « قوله : يسعى بذمّتهم أدناهم ، هذا باب عظيم ينفتح منه أبواب كثيرة في أحكام الكفّار زمن الغيبة ؛ إذ لاجهاد عندنا في هذا العصر ، وليس تقسيم الكافر إلى الحربي والذمّي حاضراً عصر الحضور ، فكيف بعصر الغيبة ، فاذاً جاز لآحاد المسلمين تأمين جماعة عظيمة من المشركين ، والأصل بقاء الأموال والأزواج على ما هي عليها ، فيجوز المعاملة معهم ، ولايجوز السرقة منهم وأخذ أموالهم مع الهدنة ».

(١). في « بث » : « اُناظره » بدون الواو. وفي التهذيب : « فاُناظره ».

(٢). في التهذيب : « الأمان أدناهم ».

(٣).التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٤ ، ح ٢٣٤ ، معلّقاً عن الكلينيالوافي ، ج ١٥ ، ص ١٠١ ، ح ١٤٧٥١ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٦٦ ، ح ١٩٩٩٧. (٤). في التهذيب : + « بن إبراهيم ».

(٥). في قرب الإسناد : « المسلمين ».

(٦).التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٤٠ ، ح ٢٣٥ ، معلّقاً عن الكليني.قرب الإسناد ، ص ١٣٨ ، ح ٤٨٨ ، بسند آخر عن جعفر ، عن أبيهعليهما‌السلام . الوافي ، ج ١٥ ، ص ١٠٢ ، ح ١٤٧٥٢ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٦٧ ، ح ١٩٩٩٨.

(٧). هكذا في « بث ، بس ، بف » والوافي والتهذيب وفي « ى ، بح ، جت ، جد ، جن » والمطبوع والوسائل : « يحيى‌ بن عمران ».

والظاهر أنّ الصواب ما أثبتناه ؛ فقد ذكر البرقي في رجاله ، ص ٥٤ يحيى بن أبي عمران الهمداني في أصحاب أبي الحسن الرضاعليه‌السلام ومن نشأ في عصره.

وأمّا ما ورد فيرجال الطوسي ، ص ٣٦٩ ، الرقم ٥٤٨٤ من يحيى بن عمران الهمداني [ يونسي ] ، فهو معارض لما ذكره الشيخ الصدوق في طريقه إلى يحيى بن أبي عمران ، حيث قال بعد ذكر طريقه إليه : « وكان تلميذ يونس بن عبد الرحمن » ، ومعارض أيضاً لما ورد في كثيرٍ من أسنادبصائر الدرجات ، من رواية إبراهيم بن =

٤١٧

سُلَيْمَانَ(١) ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام يَقُولُ : « مَا مِنْ رَجُلٍ آمَنَ رَجُلاً عَلى ذِمَّةٍ(٢) ثُمَّ قَتَلَهُ إِلَّا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْمِلُ لِوَاءَ الْغَدْرِ(٣) ».(٤)

٨٢٤٢ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ(٥) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَكِيمٍ(٦) :

____________________

= هاشم عن يحيى بن أبي عمران عن يونس. وقد وردت فيتفسير القمّي ، ج ١ ، ص ٣٠ ، و ٣٠٤ و ٣٢٤ ؛ وج ٢ ، ص ٧٩ رواية عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن يحيى بن أبي عمران عن يونس. راجع :الفقيه ، ج ٤ ، ص ٤٥٠ ؛معجم رجال الحديث ، ج ٢٠ ، ص ٢٦ - ٢٧.

(١). فيالتهذيب : « أبي عبد الله بن سليمان » ، لكن لم يرد « أبي » في بعض نسخه ، وهو الصواب. وعبد الله بن سليمان هذا ، هو الصيرفيّ المذكور فيرجال النجاشي ، ص ٢٢٥ ، الرقم ٥٩٢.

(٢). في « ى » : « ذمّته ». وفي الوافي والفقيه وثواب الأعمال : « دمه ».

(٣). فيمرآة العقول ، ج ١٨ ، ص ٣٥٧ : « قولهعليه‌السلام : يحمل لواء الغدر ، إمّا كناية عن اشتهاره بالغدر ، أو يحمل لواء يعرف بسببه بها ».

(٤).التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٤٠ ، ح ٢٣٦ ، معلّقاً عن الكليني.ثواب الأعمال ، ص ٣٠٥ ، ح ١ ، بسنده عن إبراهيم بن هاشم ، عن يحيى بن عمران.الفقيه ، ج ٣ ، ص ٥٦٩ ، ح ٤٩٤٣ ، معلّقاً عن يونس بن عبد الرحمن ، عن عبد الله بن سليمانالوافي ، ج ١٥ ، ص ١٠٢ ، ح ١٤٧٥٤ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٦٧ ، ح ١٩٩٩٩.

(٥). فيالتهذيب : - « بن إبراهيم ».

(٦). هكذا في التهذيب وفي « ى ، بث ، بح ، بس ، بف ، جت ، جد ، جن » والمطبوع والوسائل : « محمّد بن الحكم ».

والظاهر أنّ محمّداً هذا ، هو محمّد بن حكيم الخثعمي الذي عدّة النجاشي في رجاله ، ص ٣٥٧ ، الرقم ٩٥٧ من رواة أبي عبد الله وأبي الحسنعليهما‌السلام . وروى [ محمّد ] بن أبي عمير عن محمّد بن حكيم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وكذا عن أبي الحسن [ موسى ]عليه‌السلام في بعض الأسناد. وأحد طريقي الشيخ الصدوق إلى محمّد بن حكيم ينتهي إلى محمّد بن أبي عمير. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ١٦ ، ص ٣٤٨ - ٣٤٩ ؛الفقيه ، ج ٤ ، ص ٤٨٩.

والمظنون أنّ كتابة محمّد بن حكيم بالألف واللام ، محمّد بن الحكيم في بعض النسخ - كما فيالفقيه ، ج ٣ ، ص ٩٢ ، ح ٣٣٨٩ - جعل العنوان في معرض التصحيف.

وأمّا احتمال صحّة محمّد بن الحكم ، لما ورد فيالكافي ، ١٢٤١٤ من رواية ابن أبي عمير عن محمّد بن الحكم أخي هشام بن الحكم عن عمر بن يزيد ، فضعيف جدّاً ؛ لأنّ محمّد بن الحكم لم نجده إلّا في السند المنتهي إلى هذا الخبر ، ولم يرد له ذكر في كتب الرجال ، ولم يثبت روايته عن أبي عبد الله أو أبي الحسنعليهما‌السلام . والظاهر أنّه رجل غير معروف كما يرشد إلى هذا تعريفه بأخي هشام بن الحكم.

٤١٨

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، أَوْ عَنْ أَبِي الْحَسَنِعليه‌السلام (١) ، قَالَ : « لَوْ أَنَّ قَوْماً حَاصَرُوا مَدِينَةً ، فَسَأَلُوهُمُ الْأَمَانَ ، فَقَالُوا : لَا ، فَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَالُوا : نَعَمْ ، فَنَزَلُوا إِلَيْهِمْ ، كَانُوا آمِنِينَ ».(٢)

٨٢٤٣ / ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ(٣) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيى ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَيْدٍ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِيهِعليهما‌السلام ، قَالَ : « قَرَأْتُ فِي كِتَابٍ لِعَلِيٍّ(٤) عليه‌السلام أَنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله كَتَبَ كِتَاباً(٥) بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَمَنْ لَحِقَ بِهِمْ مِنْ أَهْلِ يَثْرِبَ : أَنَّ كُلَّ غَازِيَةٍ(٦) غَزَتْ بِمَا(٧) يُعَقِّبُ(٨) بَعْضُهَا بَعْضاً(٩) بِالْمَعْرُوفِ وَالْقِسْطِ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ ، فَإِنَّهُ(١٠) لَايَجُوزُ حَرْبٌ(١١) إِلَّا بِإِذْنِ أَهْلِهَا ،

____________________

(١). في الوسائل : - « أو عن أبي الحسنعليه‌السلام ».

(٢).التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٤٠ ، ح ٢٣٧ ، معلّقاً عن الكلينيالوافي ، ج ١٥ ، ص ١٠٢ ، ح ١٤٧٥٣ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٦٨ ، ح ٢٠٠٠٠. (٣). في الكافي ، ح ٣٧٥٧ : + « بن عيسى ».

(٤). في الوافي والكافي ، ح ٣٧٥٧ والتهذيب : « عليّ ».

(٥). في الكافي ، ح ٣٧٥٧ : - « كتاباً ».

(٦). الغازية : تأنيث الغازي ، وهي هاهنا صفة لجماعة غازية. راجع :النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٦٦ ( غزا ) ؛مرآة العقول ، ج ١٨ ، ص ٣٥٨. (٧). في الوافي : - « بما ». وفي التهذيب : « معنا ».

(٨). قال ابن الأثير : « ومنه الحديث : وأنّ كلّ غازية غزت يعقّب بعضها بعضاً ، أي يكون الغزو بينهم نوباً ، فإذا خرجت طائفة ، ثمّ عادت ، لم تكلّف أن تعود ثانية حتّى تعقبها اُخرى غيرها ».النهاية ، ج ٣ ، ص ٢٦٧ ( عقب).

وقال العلّامة المجلسيرحمه‌الله فيالمرآة : « لعلّ قوله : بما ، زيد من النسّاخ ، وفيالتهذيب : غزت معنا ، فقوله : يعقّب ، خبر ، وعلى ما في النسخ لعلّ قوله : بالمعروف ، بدل ، أو بيان لقوله : بما يعقّب » ، ثمّ نقل ما نقلناه عنالنهاية وقال : « ولايخفى بعده عمّا في تلك النسخ ».

(٩). في الوسائل : « بعضها »

(١٠). فيالمرآة : « قوله : فإنّه ، خبر ، أي كلّ طائفة غازية بما يعزم أن يعقّب ويتبع بعضها بعضاً فيه ، وهو المعروف ‌والقسط بين المسلمين ؛ فإنّه لا يجوز له حرب إلّا بإذن أهلها ، أي أهل الغازية ، أو فليعلم هذا الحكم ».

(١١). في « ى ، بث ، جد » والوافي والبحار والتهذيب : « لا يجاز حرمة » بدل « لا يجوز حرب ». وفي حاشية «جت » : « لا تجار حرمة ». وفي « بف » : « لا يجوز حربه ». وفي حاشية « بح » : « لا تحاز حرمة ». وفي الوسائل : « لا تجاز =

٤١٩

وَ(١) إِنَّ الْجَارَ كَالنَّفْسِ غَيْرَ مُضَارٍّ(٢) وَلَا آثِمٍ ، وَحُرْمَةَ الْجَارِ عَلَى الْجَارِ كَحُرْمَةِ أُمِّهِ وَأَبِيهِ ، لَا يُسَالِمُ(٣) مُؤْمِنٌ دُونَ مُؤْمِنٍ فِي قِتَالٍ فِي سَبِيلِ اللهِ إِلَّا عَلى عَدْلٍ وَسَوَاءٍ(٤) ».(٥)

١٠ - بَابٌ‌

٨٢٤٤ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيى(٦) ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَيْدٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « كَانَ أَبِيعليه‌السلام يَقُولُ : إِنَّ لِلْحَرْبِ حُكْمَيْنِ : إِذَا كَانَتِ‌

____________________

= حرمة ». وفيالمرآة : « قوله : فإنّه لايجوز حرب ، في بعض النسخ : لاتجار حرمة ، كما في أكثر نسخالتهذيب ، أي لاينبغي أن تجار حرمة كافر إلّا بإذن أهل الغازية ، أي لايجير أحداً إلّا بمصلحة سائر الجيش. وفي بعضها : لاتحاز حزمة ، أي لاتجمع حزمة من الحطب ، مبالغة في رعاية المصلحة. ولعلّه تصحيف ، والله يعلم ».

(١). في الكافي ، ح ٣٧٥٧ : - « أنّ كلّ غازية » إلى هنا.

(٢). فيالمرآة : « قولهعليه‌السلام : غير مضارّ ، إمّا حال من المجير على صيغة الفاعل ، أي يجب أن يكون المجير غير مضارّ ولا آثم في حقّ المجار ؛ أو حال من المجار ، فيحتمل بناء المفعول أيضاً ».

(٣). في « بح ، جت » : « ولا يسالم ». وفيالنهاية ، ج ٢ ، ص ٣٩٤ ( سلم ) : « السِّلم والسَلام لغتان في الصلح ، ومنه كتابه بين قريش والأنصار : وإنّ سِلْم المؤمنين واحد لا يسالم مؤمن دون مؤمن ، أي لا يصالح واحد دون أصحابه ، وإنّما يقع الصلح بينهم وبين عدوّهم باجتماع مَلَئهم على ذلك ».

(٤). في البحار : « سواء » بدون الواو.

(٥).الكافي ، كتاب العشرة ، باب حقّ الجوار ، ح ٣٧٥٧ ، إلى قوله : « كحرمة اُمّه » ؛ وكتاب المعيشة ، باب الضرار ، ح ٩٣١٦. وفيالتهذيب ، ج ٧ ، ص ١٤٦ ، ح ٦٥٠ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد ، وتمام الرواية في الأخيرين : « عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : إنّ الجار كالنفس غير مضارّ ولا آثم ».التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٤٠ ، ح ٢٣٨ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّدالوافي ، ج ١٥ ، ص ٩٨ ، ح ١٤٧٥٠ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٦٨ ، ح ٢٠٠٠١ ؛البحار ، ج ١٩ ، ص ١٦٧ ، ح ١٥.

(٦). الخبر رواه الشيخ الطوسي فيالتهذيب ، ج ٦ ، ص ١٤٣ ، ح ٢٤٥ بإسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ‌محمّد بن يحيى ، عن عبد الله بن المغيرة ، عن طلحة بن زيد.

والظاهر أنّ الصواب عطف « عبد الله بن المغيرة » على « محمّد بن يحيى » ، كما تقدّم فيالكافي ، ذيل ح ٥٩٩٢ فلاحظ.

٤٢٠

421

422

423

424

425

426

427

428