نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ١٠

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار13%

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 428

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 428 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 366741 / تحميل: 7875
الحجم الحجم الحجم
نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ١٠

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

ح وأخبرناه أبو عبدالله الحسين بن أحمد بن علي البيهقي، أنا القاضي أبو علي محمد بن إسماعيل بن محمد العراقي - بطوس - قالوا: حدثنا أبو طاهر المخَلّص - إملاء - نا يحيى بن محمد بن صاعد، نا [ محمد بن ] يحيى بن عبد الكريم الأزدي، نا عبدالله بن داود، نا سعيد بن [ أبي عروبة ] عن قتادة، عن سعيد بن المسيّب، عن سعد بن أبي وقاص قال: [ قال ] رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لعلي: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى ».

وهذا إسناد غريب والمحفوظ ما

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبدالله بن الحسن بن أحمد، أنا أبو محمد الجوهري.

ح وأخبرنا أبو عبدالله الحسن بن محمد بن عبد الوهاب، نا أبو علي الحسين بن غالب بن المبارك المقرىء، قالا: أنا أبو الفضل عبيد الله بن [ عبد الرحمن ] بن محمد [ الزهري ].

[ وأخبرنا أبو الحصين أحمد بن محمد بن الطيوري، أنبأنا أبو القاسم البغوي، قالا: أنبأنا محمد وحفص قالا: أنبأنا عبدالله بن محمد بن عمر العوفي، أنبأنا بشر بن هلال الصواف، أنبأنا جعفر بن سليمان، عن حرب بن شداد، عن قتادة عن سعيد بن المسيّب، عن سعد بن أبي وقاص، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لعلي بن أبي طالب: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ ].

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، وأبو القاسم بن [ البسري ].

وأخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن الطّيّب، أنا أبو القاسم بن القُشيري، قالا: أنا محمد بن عبدالله، قالا: نا عبدالله بن محمد بن عبد العزيز، نا

٨١

بِشْر بن هلال الصّوّاف، نا جعفر بن هارون عن حرب بن شداد، عن قتادة، عن سعيد بن المسيّب، عن سعد بن أبي وقاص قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لعلي بن أبي طالب: « أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ».

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، أنا عبد العزيز بن علي بن أحمد بن الحسين، أنا أبو طاهر المـُخَلّص، وأبو القاسم البغوي، نا بِشْر بن هلال الصّوّاف، نا جعفر بن سليمان، عن حرب بن شداد، عن قتادة، عن سعيد بن المسيّب، عن سعد بن أبي وقاص قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لعلي بن أبي طالب: « أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ».

وأخبرناه أتم من هذا أبو الحسن محمد بن عبد الجبار بن توبة، وأبو ياسر سليمان بن عبدالله بن سليمان بن الفرج، وأبو القاسم بن السمرقندي، وأبو عبدالله يحيى بن الحسن، قالوا: أنا أبو الحسين بن النقور - زاد ابن البنّا: وأبو يعلى بن الفراء قالا: - أنا عيسى بن علي، أنا أبو القاسم البغوي، نا أبو محمد نعيم بن الهيصم، أنا جعفر بن سليمان، عن حرب أبي الخطّاب، عن قتادة، عن سعيد بن المسيّب قال جعفر: أظنه عن سعد بن أبي وقاص قال:

لما غزا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم غزوة تبوك خلّف علياً بالمدينة فقالوا: فيه: ملّه وكره صحبته، فبلغ ذلك علياً، فشقّ عليه، قال: فتبع النبي صلّى الله عليه وسلّم حتى لحقه، فقال: يا رسول الله خلّفتني مع الذراري والنساء حتى قالوا: مَلّه وكره صحبته، فقال: « ما ترضى يا علي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى »؟

قال ابن مَنيع: هكذا حدث نُعَيم عن جعفر بهذا الحديث بالشك.

٨٢

وحدّثناه بشر بن هلال الصوّاف، نا جعفر، عن حرب بن شدّاد، عن قتادة، عن سعيد بن المسيّب، عن سعد، عن النبي صلّى الله عليه وسلّم نحوه ولم يشك.

أخبرناه أبو محمد هبة الله بن سهل بن عمر، أنا أبو عثمان البَحيري.

ح وأخبرناه أبو المظفر القُشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي، قالا: أنا أبو عمرو بن حمدان الحِيري.

ح وأخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم، نا إبراهيم بن منصور، نا أبو بكر ابن المقرئ.

قالا: أنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المُثنّى الموصلي.

ح وأخبرناه أبو عبدالله الخَلاّل، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرىء، نا أبو القاسم البغوي.

ح وأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، وأبو البركات يحيى بن عبد الرّحمن بن حُبيش، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، نا عيسى بن علي قال: قُرئ على أبي القاسم البغوي، قالا: نا بِشْر بن هلال الصوّاف، نا جعفر بن [ سليمان ]، عن حرب بن شداد، عن قتادة، عن سعيد بن المسيّب، عن سعد بن أبي وقاص قال:

لما غزا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم غزوة تبوك خلّف علياً بالمدينة [ فقال الناس: ملّه وكره صحبته ] فتبع علي النبي صلّى الله عليه وسلّم حتى لحقه في بعض الطرق، وقال [ البحيري: فبلغ ] ذلك علياً [ فخرج ] حتى لحق بالنبي صلّى الله عليه وسلّم في الطريق، فقال: يا رسول الله خلّفتني بالمدينة [ مع النساء والذراري حتى قالوا ]. قال البَحيري: حتى قال الناس: ملّه وكره صحبته، فقال له النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: « يا علي إنّما خلّفتك على

٨٣

أهلي، أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى [ إلّا أنه ] - وقال البحيري: غير أنه - لا نبي بعدي ».

وأما حديث عليّ [ بن الحسين ].

فأخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الجَنْزَرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو يعلى [ أحمد ] بن علي، نا سعيد بن بسطام، نا يزيد بن زريع، نا إسرائيل، عن حكيم بن جُبير قال:

قلت لعلي بن حسين: أشهد على عبد خير لحدثني أنه سمع علياً على هذا المنبر وهو يقول: خير هذه الأمّة بعد نبيها أبو بكر، وعمر، وثالث، لو شئت سميت ثالثاً، قال: فضرب علي بن حسين فخذي وقال: حدثني سعيد بن المسيّب أن سعد بن أبي وقاص حدّثه أنه سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول لعلي: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى ».

وأخبرناه أبو النجم بدر بن عبدالله، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو القاسم الحسين بن أحمد بن عثمان بن شيطا البزاز، نا علي بن محمد بن المـُعلّى الشونيزي، نا طريف بن عبيد الله الموصلي، نا علي بن حكيم الأودي، نا عبدالله ابن بُكَير الغنوي، حدثني حكيم بن جبير قال:

قلت لعلي بن الحسين: يا سيدي إن الشعبي حدث عن أبي جُحيفة وهب الخير أن أباك صعد المنبر فقال: خير هذه الامة بعد نبيها أبو بكر وعمر، فقال: أين يذهب بك يا حكيم، حدثني سعيد بن المسيّب عن سعد أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال له: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى » إنّ المؤمن يهضم نفسه؟!

وأخبرناه أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا محمد بن يوسف الهّروي، حدثني إسحاق بن سيار بن

٨٤

محمد، وأنا سألته، أنا علي بن قادم، نا إسرائيل، عن حكيم بن جبير قال:

قلت لعلي بن الحسين: إنّ ناساً عندنا بالعراق يزعمون أن أبا بكر وعمر خير من علي، قال: فقال لي علي بن الحسين: فكيف أصنع بحديث حدّثنيه سعيد بن المسيّب، عن سعد بن أبي وقّاص قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لعلي: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبيّ بعدي ».

قال: وأنا محمد بن يوسف الهّروي، نا أبو قِلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي، نا أمية بن بسطام، نا يزيد بن زريع، عن إسرائيل بن يونس، عن حكيم بن جبير قال:

قلت لعلي بن الحسين، إن ناساً عندنا بالعراق يقولون: إنّ أبا بكر وعمر خيرٌ من علي، قال: فقال علي بن الحسين، فكيف أصنع بحديث حدّثنيه سعيد ابن المسيّب عن سعد بن أبي وقاص؟ قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لعلي: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي ».

قال أبو عبدالله الهّروي: وهذا الحديث لم يحدث به عن إسرائيل [ إلّا ] يزيد بن زريع، وعلي بن قادم، والحديث غريب، وبالله التوفيق.

قد رواه عبيد الله، عن إسرائيل أيضاً:

أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، نا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، حدثني أبو عبدالله [ أحمد بن صالح بن ] بن محمد البرقي، نا جعفر ابن موسى القطان، نا عبيد الله بن موسى، نا إسرائيل، عن حكيم بن جبير، عن علي بن الحسين، حدثني سعيد بن المسيّب، عن علي أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم [ خرج ] في غزوة تبوك [ و ] خلّف بالمدينة علي فقال له: تخلّفني؟ قال: « أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبي بعدي ».

وأما حديث يحيى

٨٥

فأخبرناه أبو بكر محمد بن عبدالله نا أبو العبّاس عبيد الله بن موسى بن إسحاق الهاشمي، أنا محمد بن محمد بن سليمان.

وأخبرناه أبو عبدالله أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر المقرىء، نا محمد بن الباغندي، نا هارون بن حاتم - زاد الهاشمي: المقرىء - نا عبد السلام بن سعيد، عن سعيد بن المسيّب عن سعد بن مالك، قال: سمعت النبي صلّى الله عليه وسلّم [ وفي حديث الهاشمي: ] عن سعد أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال - لعلي: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبي بعدي».

[ رواه ] غيره بينهما الزهري.

أخبرناه أبو محمد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا محمد بن مَخْلَد، نا عبدالله بن نسيب، نا ذؤيب بن عباية، حدثني أُسامة بن حفص، عن يحيى بن سعيد، عن الزهري، عن سعيد بن المسيّب عن سعد: أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال لعلي: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى ».

وأما حديث صفوان:

فأخبرناه أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسين بن أبي نصر، أنا أبو بكر الميانجي، أنا علي بن أحمد بن الحسين العجلي - يعرف بابن أبي قوبة - نا عبّاد بن يعقوب، أنا ابن أبي نجيح، عن صفوان بن سُلَيم، عن سعيد بن المسيّب، عن سعد بن أبي وقاص قال:

سمعت أذناي وأبصرت عيناي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو يقول لعليعليه‌السلام : « أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبي بعدي ».

٨٦

وقد رواه عن عامر بن سعد: المنهال بن عمرو، وسلمة بن كُهَيل، ومحمد ابن مسلم الزهري، والحويرث بن نهار.

فأما حديث المنهال:

فأخبرناه أبو عبدالله الفراوي، وأبو المظفر بن القشيري، قالا: أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو الفقيه.

وأخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت: قُرىء على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرىء.

قالا: أنا أبو يعلى الموصلي، نا داود بن عمرو، نا حسّان بن إبراهيم، عن محمد بن سلمة بن كهيل، عن أبيه، عن المنهال - زاد المقرىء: ابن عمرو - عن عامر بن سعد، عن أبيه، وعن أم سلمة.

أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال لعلي: « أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنّه لا نبيّ بعدي ».

وأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا أبو القاسم البغوي، نا داود بن عمرو، نا حسّان بن إبراهيم، نا محمد بن سلمة، عن سلمة، عن المنهال، عن عامر بن سعد، عن سعد، وعن أم سلمة:

أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال لعلي: « أما ترضى أنْ تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه ليس بعدي نبي ».

أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، وأبو البركات يحيى بن عبد الرحمن بن حسن، وأبو الحسن محمد بن أحمد بن إبراهيم، قالوا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، نا عيسى بن علي، أنا أبو بكر عبدالله بن محمد بن زياد النيسابوري، - إملاء - نا محمد بن إشكاب، نا أحمد بن المفضل الكوفي، نا يحيى بن سلمة بن كهيل، عن أبيه، عن المنهال بن عمرو، عن عامر بن سعد، عن أبيه سعد، وعن أم سلمة.

٨٧

أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال لعلي: « ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، غير أنه ليس بعدي نبوة ».

وأما حديث سلمة:

فأخبرناه أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر بن محمد الخِرَقي، نا محمد بن محمد الباغندي، نا محمد بن حميد الرازي، نا هارون بن المغيرة، عن عمرو بن أبي قيس، عن شعيب بن خالد، عن سلمة بن كهيل، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، وعن أم سلمة قالا:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لعلي: « أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى».

قال سلمة: وسمعت مولى لبني موهبة يقول: سمعت ابن عباس يقول: قال النبي صلّى الله عليه وسلّم؛ مثله.

وأما حديث الزُّهري:

فأخبرناه أبو الحسن الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمد، والحسن بن حبارة، قالا: نا خيثمة، نا أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الصّوّاف، نا مَعْمَر بن بكّار، حدثني إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن عامر بن سعد قال:

إنّي لمع أبي إذ تبعنا رجل في نفسه على عليّ بعض الشىء، فقال: يا أبا إسحاق ما حديث يذكر الناس عن علي؟ قال: وما هو؟ قال: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى » قال: نعم، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول لعلي: « أنت مني كهارون من موسى » ما تنكر أن يقول لعلي هذا، وأفضل من هذا؟

وأمّا حديث الحُويرث:

فأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو محمد بن أبي عثمان، وأبو طاهر القّصّاري.

٨٨

وأخبرنا أبو عبدالله محمد بن أحمد بن محمد، أنا أبي أبو طاهر.

قالا: أنا إسماعيل بن الحسن بن عبدالله، نا أبو القاسم الحسين بن أحمد ابن صدقة الفرائضي، نا محمد بن الحسين بن أبي الحنين الكوفي.

ح وأخبرنا أبو بكر عبد الغفار بن محمد الشيروي في كتابه، وحدثني أبو المحاسن عبد الرزاق بن محمد بن أبي نصر الطّبسي عنه، أنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري، نا أبو العبّاس محمد بن يعقوب الأصم، نا محمد بن الحسن بن أبي الحنين الكوفي - بالكوفة - نا أبو غسّان - زاد الفرائضي: مالك بن إسماعيل - نا عبد السّلام بن حرب، عن يزيد بن أبي زياد، عن حويرث بن نهار، عن عامر بن سعد، عن أبيه وقال الفرائضي: عن سعد - قال:

خرج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في غزاة وخلّف علياً، فاشتدّ ذلك على علي، قال: فقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم - وقال الفرائضي: النبي صلّى الله عليه وسلّم: - « أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبي بعدي ».

وهو صحيح من حديث إبراهيم بن سعد

فقد أخبرناه أبو المظفر بن القُشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو ابن حمدان.

ح وأخبرنا أبو سهل المزكي، وأبو عبدالله الأديب، قالا: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرىء.

قالا: أنا أبو يعلى الموصلي، نا زهير، نا هاشم بن القاسم، نا شعبة، حدثني سعد بن إبراهيم، عن إبراهيم بن سعد بن مالك، عن أبيه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لعلي: « أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسىعليهما‌السلام ».

٨٩

وأخبرناه أبو علي الحسن بن المظفر، أنا أبو محمد الجوهري.

وأخبرناه أبو القاسم بن الحُصَين، نا أبو علي بن المـُذْهِب.

قالا: أنا أبو بكر القطيعي، نا عبدالله بن أحمد، حدثني أبي، نا محمد بن جعفر.

ح وأخبرناه أبو عبدالله الحسين بن أحمد بن علي، وأبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أنا أبو بكر المقرىء، أنا أبو الفضل الفامي، أنا أبو العبّاس السرّاج، نا زياد بن أيوب، نا هاشم بن القاسم.

ح وأخبرنا أبو عبدالله الحسين بن عبد الملك، أنا أبو عثمان سعيد بن أحمد بن محمد، أنا أبو الفضل عبيد الله بن محمد الفامي، أنا أبو العبّاس محمد ابن إسحاق الثقفي، نا يعقوب بن إبراهيم، نا غندر.

ح وأخبرناه أبو محمد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر بن مهدي، نا الحسين بن يحيى بن عياش، نا علي بن مسلم، أنا أبو داود.

قالوا: نا شعبة عن سعد بن إبراهيم قال: سمعت إبراهيم بن سعد، عن سعد بن أبي وقاص عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال لعلي: « أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى »، وفي حديث أبي داود وأحمد: أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال.

رواه البخاري ومسلم عن بُندار عن غندر.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم بن البُسري، وأبو محمد بن أبي عثمان، وأحمد بن محمد بن إبراهيم.

وأخبرنا أبو عبدالله محمد بن أحمد، أنا أبي قالوا: أنا إسماعيل بن الحسن بن عبدالله.

ح وأخبرنا أبو محمد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر بن

٩٠

مهدي قالا: نا أبو عبدالله المحاملي، نا محمد بن منصور، نا يعقوب بن إبراهيم، نا أبي عن ابن إسحاق، حدثني محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة، عن إبراهيم ابن سعد بن أبي وقاص عن أبيه.

أن النبي صلّى الله عليه وسلّم - وقال ابن طاوس: أنه سمع النبي صلّى الله عليه وسلّم - قال لعلي هذه المقالة حين استخلفه « ألا ترضى يا عليّ أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبي بعدي »؟

وأخبرنا أبو المظفّر القُشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو الفقيه.

وأخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم، وأبو عبدالله الحسين بن عبد الملك، قالا: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرىء.

قالا: أنا أبو يعلى الموصلي، نا زهير، نا يعقوب بن إبراهيم، نا أبي، عن ابن إسحاق، حدثني محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة، عن إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه.

أنه سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول لعلي هذه المقالة « أفلا ترضى - زاد الفقيه: يا علي وقالا: - أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبي بعدي »؟

ورواه مصعب بن سعد عن أبيه.

أخبرناه أبو علي بن السبط، أنا أبو محمد الجوهري.

ح وأخبرناه أبو القاسم بن الحُصين، أنا أبو علي بن المـُذْهِب.

قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبدالله بن أحمد بن محمد بن حنبل، حدثني أبي، نا محمد بن جعفر، نا شعبة، عن الحكم، عن مصعب بن سعد، عن سعد بن أبي وقّاص قال:

خلّف رسول الله صلّى الله عليه وسلّم علي بن أبي طالب في غزوة تبوك،

٩١

قال: يا رسول الله تخلّفني في النساء والصبيان؟ قال: « أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، غير أنه لا نبي بعدي ».

أخبرناه أبو المظفّر بن القُشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.

وأخبرناه أبو سهل بن سعدويه، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرىء.

قالا: أنا أبو يعلى، نا عبيد الله - هو: ابن عمر القواريري - نا غُندَر.

ح وأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا أبو عبيد القاسم بن إسماعيل، نا محمد بن الوليد البُسري، نا محمد بن جعفر، نا شعبة، عن الحكم، عن مصعب بن سعد، عن سعد بن أبي وقاص قال:

خلّف رسول الله صلّى الله عليه وسلّم علي بن أبي طالب في غزوة تبوك، فقال: يا رسول الله تخلّفني في النساء والصبيان؟ قال: « أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير - وفي حديث ابن السمرقندي: إلا - أنه لا نبي بعدي - وفي حديث أبي المظفر: ما ترضى -.

ح وأخبرنا أبو علي الحداد في كتابه.

وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا يوسف بن الحسن الزنجاني.

قالا: نا وأبو نعيم الحافظ، نا عبدالله بن جعفر بن أحمد بن فارس، نا يونس بن حبيب، نا أبو داود، نا شعبة، عن الحكم، عن مصعب بن سعد، عن سعد قال:

خلّف رسول الله صلّى الله عليه وسلّم علي بن أبي طالب في غزوة تبوك فقال: يا رسول الله أتخلّفني في النساء والصبيان؟ فقال: « أما ترضى أن تكون

٩٢

مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبيّ بعدي ».

ورواه غيره عن أبي داود الطيالسي، عن شعبة، فقال: عن عاصم.

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر، وأبو غالب بن البنّا، قالا: أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو العبّاس عبدالله بن موسى بن إسحاق الهاشمي، نا علي ابن سراج المصري الحافظ، نا نُصَير بن حرب، نا أبو داود الطيالسي، نا شعبة، عن عاصم، عن مصعب بن سعد، عن سعد قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لعلي: « أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبيّ بعدي ».

أخبرنا أبو عبدالله الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرىء، نا أبو عروبة، نا أبو رفاعة، نا محمد بن الحسن - يعرف بالهُجَيمي - نا أبو عَوانة، عن الأعمش، عن الحكم، عن مصعب بن سعد، عن سعد قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لعلي: « أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبي بعدي ».

ولقد رأيته يخطر بالسيف يعلو به هامَ المشركين يقول: سنحنح الليل كأني جنّي.

وأخبرناه أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي، أنا الأمير المؤيد معتزّ الدولة أبو المكارم حَيْدَرة بن الحسين بن مفلح، أنا الحسين بن عبدالله بن محمد بن إسحاق بن أبي كامل، أنا خيثمة بن سليمان، نا محمد بن يونس بن موسى السّامري.

ح وأخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن الحسن الفرغولي، أنا أبو عثمان محمد بن عبيد الله المحمي، أنا السيد أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود بن علي بن عيسى العلوي، نا أبو الأحرز محمد بن عمر بن جميل الأزدي، نا محمد

٩٣

بن يونس القرشي، قالا: نا محمد بن الحسن بن معلّى بن زياد القُردوسي.

وأخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، نا أبو سعد أحمد بن إبراهيم المقرىء - إملاء - أنا أبو منصور الأزدي - بهراة - أنا أبو علي الرفاء، نا محمد بن يونس ابن موسى، نا محمد بن الحسن بن معلّى القُردوسي، نا أبو عَوانة، عن الأعمش، عن الحكم، عن مصعب بن سعد، عن أبيه سعد قال:

قال لي معاوية: تحب - وقال أبو حفص: أتحب - علياً؟ قال: قلت: وكيف لا أحبّه وقد سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم - وقال أبو حفص: النبي صلّى الله عليه وسلّم - يقول: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي ».

ولقد رأيته بارز يوم بدر، فجعل - وقال أبو حفص: وهو - يحمحم كما تحمحم الفرس، وهو يقول - وقال أبو حفص، وأبو القاسم الشحامي ويقول: -.

بازل عامين حديثٌ سِنّي

سنَحْنَح الليلِ كأنّي جنّي

لمثل هذا ولدتني أمي

قال: فما رجع حتى خضب سيفه دماً.

وروته عائشة بنت سعد عن أبيها.

أخبرناه أبو علي بن السبط، نا أبو محمد الجوهري.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن الحُصَين، أنا أبو علي الواعظ.

قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبدالله بن أحمد، حدثني أبي، نا أبو سعيد مولى بني هاشم، نا سليمان بن بلال، نا الجُعيد بن عبد الرحمن، عن عائشة بنت سعد، عن أبيها.

أن علياً خرج مع النبي صلّى الله عليه وسلّم حتى جاء ثنية الوداع، وعلي يبكي يقول: تُخلّفني مع الخوالف، فقال: « أو ما ترضى أن تكون مني بمنزلة

٩٤

هارون من موسى إلّا النبوة »؟

وأخبرناه أبو محمد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر بن مهدي، نا أبو محمد عبدالله بن أحمد بن إسحاق الجوهري، نا الربيع بن سليمان، نا عبدالله بن وهب، أخبرني سليمان - يعني ابن بلال - حدثني الجُعيد، عن عائشة بنت سعد، عن أبيها.

أن علي بن أبي طالب خرج مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، حتى إذا جاء ثنية الوداع وهو يريد تبوك، وعلي يبكي ويقول: يا رسول الله أتخلّفني مع الخوالف؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: « أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلّا النبوة »؟

وأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو محمد يحيى بن محمد بن الحسن بن محمد بن علي بن الأقساسي وأبو عبدالله محمد بن الحسن الخزاعي المعروف بابن داود الكوفيان - ببغداد - قالا: أنا القاضي أبو عبدالله محمد بن عبدالله بن الحسن الجعفي، نا صالح بن وصيف الكَتّاني، نا أبو محمد القاسم بن عبدالله بن المغيرة الجوهري، نا أبو غسان يعني مالك بن إسماعيل النّهدي، نا المطلّب بن زياد، نا ليث.

ح وأخبرنا أبو منصور بن خيرون، نا أبو بكر الخطيب، أنا علي بن القاسم بن الحسن الشاهد - بالبصرة - نا علي بن إسحاق بن محمد بن البختري المادرائي، نا حسين بن شداد، نا سهل بن نصر، نا المطلّب بن زياد، عن ليث، عن الحكم، عن عائشة بنت سعد، عن سعد.

أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال لعلي يوم غزوة - وقال سهل: في غزوة تبوك: - « أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبيّ بعدي ».

أخبرنا أبو عبدالله الحسين بن عبد الملك، أنا سعيد بن أحمد بن محمد، أنا

٩٥

أبو بكر محمد بن الحسن بن علي بن بكر بن هانىء البزاز العدل الثقة، نا أبو عبدالله محمد بن محمد بن شاد بن قُتيبة الراوساني، نا أبو سعيد الأشج، نا الصّلت بن زياد، عن ليث، عن الحكم، عن عائشة بنت سعد، عن سعد قال: سمعت النبي صلّى الله عليه وسلّم يقول لعلي في غزوة: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبيّ بعدي ».

الصواب: المـُطّلب.

وأخبرناه أبو البركات عمر بن إبراهيم، أنا أبو الفرج محمد بن أحمد بن الخازن، أنا محمد بن عبدالله الجُعفي، نا علي بن محمد بن هارون الحِميري، نا أبو سعيد عبدالله بن سعيد الأشج، نا المطّلب بن زياد، عن ليث، عن الحكم، عن عائشة ابنة سعد، عن سعد.

أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال لعلي يوم غزوة تبوك: « أنت مني بمكان هارون من موسى إلّا أنه لا نبي بعدي ».

وأخبرناه أبو محمد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا محمد بن مَخْلَد، أنا أحمد بن عثمان بن حكيم، نا حسن بن بشر، نا الحكم بن عبد الملك، عن زيد بن نافع، عن عائشة بنت سعد عن أبيها، عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال لعلي: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلّا أنه لا نبي بعدي ».

أخبرنا أبو محمد أيضاً، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا عبدالله بن عبيد الله البيع، أنا أبو عبدالله المحاملي، نا عبدالله بن شبيب، حدثني ابن أبي أويس، حدثني أبي عن سليمان بن بلال، عن عبد الأعلى بن عبدالله بن أبي فروة، عن عائشة بنت سعد، عن أبيها سعد بن أبي وقّاص.

أن علي بن أبي طالب خرج مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، حتى إذا

٩٦

جاء ثنية الوداع ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم يريد تبوك، وعليّ يبكي ويقول: يا رسول الله تخلّفني مع الخوالف؟ فقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: « ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلّا النبوة ».

ورواه الأسود بن يزيد، ومالك بن الحارث الأشتر عن سعد.

أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو محمد بن أبي عثمان، وأبو طاهر أحمد بن محمد بن إبراهيم.

ح وأخبرنا أبو عبدالله محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم، أنا أبي، قالا: أنا أبو القاسم إسماعيل بن الحسن بن عبدالله بن الهيثم الصرصري، أنا أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة، نا عبدالله بن أحمد بن المستورد، نا أحمد ابن صبيح القرشي، نا يحيى بن يعلى، عن العلاء بن عبدالله بن زهير - وذكر عنه خيراً - عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، وعن الأشتر عن سعد بن مالك.

أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال لعلي: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلّا أنه لا نبيّ بعدي، سالم الله من سالمته، وعادى من عاديته ».

وروي عن زيد بن أرقم عن سعد.

أخبرناه أبو الحسن الفقيه الشافعي، نا عبد العزيز الصوفي، أنا أبو محمد ابن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، نا يحيى بن أبي طالب - ببغداد - نا يزيد بن هارون، أنا فطر بن خليفة، عن عبدالله بن شريك، عن زيد بن أرقم قال:

قدمت المدينة فجلسنا إلى سعد فقال: سمعت النبي صلّى الله عليه وسلّم يقول لعلي: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى «، وسدّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الأبواب إلّا باب علي.

قال: هكذا قال: عن زيد بن أرقم، وهذا الحديث عند الناس عن عبدالله ابن شريك، عن عبدالله بن الرقيم الكناني، عن سعد - يعني ما

٩٧

أخبرناه أبو علي بن السبط، أنا أبو محمد الجوهري.

ح وأخبرناه أبو القاسم بن الحُصَين، أنا أبو علي بن المـُذْهِب.

قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبدالله بن أحمد، حدثني أبي، نا حجاج، نا فطر، عن عبدالله بن شريك، عن عبدالله بن الرُّقَيم الكناني قال:

خرجنا إلى المدينة زمن الجَمَل، فلقينا سعد بن مالك بها، فقال: أمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بسدّ الأبواب الشارعة في المسجد، وترك باب علي.

ورواه ابن البَيْلَماني عن سعد.

أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر محمد بن الحسن الطبري المقرىء، أنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خُزَيمة، أنا أبو عبدالله محمد بن محمد بن شاد بن قتيبة الراوساني، نا أبو سعيد عبدالله بن سعيد الأشج، نا عبدالله بن الأجلح، عن أبيه، عن حبيب بن أبي ثابت عن [ ابن ] البيلماني، عن سعد قال: سمعت النبي صلّى الله عليه وسلّم يقول لعلي: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلّا أنه لا نبي بعدي ».

وأخبرناه أبو عبدالله الخلّال، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرىء، حدثني ناعم بن السري بن عاصم - بطرسوس - نا عبدالله بن سعيد الكندي أبو سعيد الأشج، نا الأجلح، عن أبيه، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ابن البَيْلَماني، عن سعد قال: سمعت النبي صلّى الله عليه وسلّم يقول لعلي بن أبي طالب: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلّا أنه لا نبي بعدي ».

وروي هذا الحديث أيضاً عن غير سعد، روي عن: عمر، وعلي، وأبي هريرة، وابن عباس، وابن جعفر، ومعاوية، وجابر بن عبدالله، وأبي سعيد، والبَراء بن عازب، وزيد بن أرقم، وجابر بن سَمُرة، وأنس بن مالك، وزيد بن

٩٨

أبي أوفى، ونبيط بن شريط، وحُبْشي بن جُنَادة، ومالك بن الحويرث الليثي، وأبي الفيل، وأسماء بنت عميس، وأم سلمة أم المؤمنين، وفاطمة بنت حمزة، عن النبي صلّى الله عليه وسلّم.

فأمّا ما رُوي عن عمر بن الخطاب:

فأخبرناه أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد التميمي، أنا الحسين بن عبدالله بن محمد بن أبي كامل، أنا محمد بن الحسين ابن صالح في كتابه، نا المبارك بن محمد، نا أحمد بن موسى صاحب الآدم، نا إسماعيل بن يحيى بن عبدالله التيمي، عن عبد الملك، عن عطاء، عن سويد بن غفلة قال:

رأى عمر رجلاً يخاصم علياً، فقال له عمر: إنّي لأظنك من المنافقين، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: « علي مني بمنزلة هارون من موسى، إلاّ أنه لا نبي بعدي ».

وأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة ابن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي، نا محمد بن أحمد بن هارون، نا الحسن بن يزيد الجَصّاص، نا إسماعيل بن يحيى، نا عبد الملك بن جُريج، عن عطاء، عن سويد بن غفلة، عن عمر بن الخطاب قال:

رأى رجلاً يشتم عليّاً كانت بينه وبينه خصومة، فقال له عمر: إنك من المنافقين، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: « إنّما علي منّي بمنزلة هارون من موسى، إلّا أنه لا نبي بعدي ».

أخبرناه أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أحمد بن محمد القطيعي، نا محمد بن عبدالله بن محمد الكوفي، حدثني علي بن محمد بن مروان أبو الحسن المقرىء من كتابه، أنا الحسن بن يزيد الجصّاص المخرّمي - سكن

٩٩

سُر من رأى - نا إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله التيمي، عن ابن جريج، عن عطاء بن السائب الثقفي من أهل الكوفة، عن سويد بن غفلة، عن عمر بن الخطاب.

أنه رجلاً يسبّ علياً فقال: إنّي أظنك منافقاً، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: « إنّما علي مني بمنزلة هارون من موسى، إلّا أنه لا نبي بعدي ».

وأخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو محمد عبدالله بن محمد بن سعيد بن محارب بن عمرو الأنصاري الأوسي الإصطخري، نا أبو محمد عبدالله بن أذران الخياط بشيراز سنة أربع وثلاثمائة، نا إبراهيم بن سعيد الجوهري وصيّ المأمون، حدثني أمير المؤمنين المأمون، حدثني أمير المؤمنين الرشيد، حدثني أمير المؤمنين المهدي، حدثني أمير المؤمنين المنصور، عن أبيه، عن جده، عن عبدالله بن عباس قال:

سمعت عمر بن الخطاب وعنده جماعة، فتذاكروا السابقين إلى الإسلام فقال عمر: أمّا عليّ فسمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول فيه ثلاث خصال لوددتُ أنّ لي واحدة منهن، فكان أحبّ إليّ مما طلعت عليه الشمس، كنت أنا وأبو عبيدة وأبو بكر وجماعة من الصحابة إذ ضرب النبي صلّى الله عليه وسلّم بيده على منكب عليّ فقال له: « يا علي أنت أول المؤمنين إيماناً، وأوّل المسلمين إسلاماً، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى ».

وأما ما رُوي عن علي:

فأخبرناه أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد الزهري، نا حمزة بن القاسم الهاشمي، نا أبو عبدالله الحسين بن عبيد الله، حدثني إبراهيم بن سعيد، حدثني أمير المؤمنين

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

حديث مدينة العلم حيث قال:

« أخبرني الشيخ الصالح أحمد بن محمد بن محمد القزويني مشافهة بها، بروايته عن الامام أبي القاسم محمد بن عبد الكريم إجازة « ح » وأنبأني الشيخ العدل بهاء الدين محمد بن يوسف بن محمد بن يوسف بسماعي عليه بمسجد الربوة ظاهر مدينة دمشق، قال أنبأنا شيخ الشيوخ تاج الدين أبو محمد عبد الله بن عمر بن علي بن محمد بن حمويه الجويني إجازة، قالا أنبأنا شيخ الشيوخ سعد الدين أبو سعد عبد الواحد بن أبي الحسن علي بن محمد بن حمويه إجازة « ح » وأخبرنا الشيخ علي بن محمد بن أحمد بن محمد بن حمزة الثعلبي إجازة بروايتهما عن أبي بكر وجيه بن طاهر بن محمد الشحامي، قال أنبأنا شيخ الشيوخ أبو سعد قراءة عليه بنيسابور في سلخ شهر رمضان سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة أنبأنا أبو محمد الحسن بن أحمد الحافظ قال أنبأنا السيد أبو طالب حمزة بن محمد الجعفري قال أنبأنا محمد بن أحمد الحافظ قال أنبأنا أبو صالح الكرسي [ الكرابيسي ] أنبأنا صالح ابن أحمد قال أنبأنا أبو الصلت الهروي قال أنبأنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس.

عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد بابها فليأت علياً »(١) .

وفي ( ينابيع المودة ) بعد أن أورده عن ابن المغازلي: « أيضاً: أخرج هذا الحديث موفق بن أحمد، والحمويني، والديلمي في الفردوس، وصاحب كتاب المناقب عن مجاهد عن ابن عباس »(٢) .

ترجمته:

١ - الذهبي: « وفيها قدم شيخ الشيوخ صدر الدين ابراهيم ابن الشيخ

____________________

(١). فرائد السمطين ١ / ٩٨.

(٢). ينابيع المودة: ٧٢.

١٨١

سعد الدين بن حمويه الجويني طالب حديث، فسمع الكثير، وروى لنا عن أصحاب المؤيد الطوسي، وأخبر ان ملك التتار غازان ابن ارغون أسلم على يده بواسطة نائبه نوروز، وكان يوماً مشهوداً »(١) .

٢ - الذهبي أيضاً حيث قال في ذكر شيوخه: « وسمعت من الامام المحدّث الأوحد الأكمل فخر الاسلام صدر الدين ابراهيم بن محمد بن المؤيد بن حمويه الخراساني الجويني شيخ الصوفية، قدم علينا طالب حديث، وروى لنا عن رجلين من أصحاب المؤيد الطوسي، وكان شديد الاعتناء بالرواية وتحصيل الأجزاء، على يده أسلم غازان الملك، مات سنة ٧٢٢، وله ثمان وسبعون سنة»(٢) .

٣ - اليافعي بمثل عبارة العبر(٣) .

٤ - الأسنوي: « كان إماماً في علوم الحديث والفقه، كثير الأسفار في طلب العلم، طويل المراجعة، مشهوراً بالولاية »(٤) .

وقد أوردنا هذه الكلمات وغيرها في مجلد ( حديث الطير ).

(٦٦)

إثبات نظام الأولياء البخاري

لقد أثبت - نظام الدين محمد بن أحمد بن علي البخاري المشهور على ألسنتهم بنظام الأولياء - حديث مدينة العلم، وصرّح بأنه من فضائل أمير المؤمنينعليه‌السلام وخصائصه، على ما نقل عنه عبد الرحمن الجشتي في ( مرآة الأسرار ) ذكر أحواله عليه الصلاة والسلام.

____________________

(١). العبر - حوادث: ٧٩٥.

(٢). تذكرة الحفاظ ٤ / ١٥٠٥.

(٣). مرآة الجنان - حوادث: ٧٢٢.

(٤). طبقات الشافعية ١ / ٢١٧.

١٨٢

ترجمته:

ترجم له كبار العرفاء في كتبهم المؤلفة في تراجم مشايخهم أمثال:

١ - عبد الرحمنالجامي في ( نفحات الأنس ٥٠٤ ).

٢ - مجد الدينالبدخشاني في ( جامع السلاسل - مخطوط ).

٣ - عبد الحق الدهلوي في ( أخبار الأخيار: ٥٦ ).

٤ - والد ( الدهلوي ) في ( الانتباه في سلاسل أولياء الله ).

(٦٧)

رواية أبي الحجّاج المزّي

لقد روى جمال الدين أبو الحجاج يوسف بن عبد الرحمن المزّي حديث مدينة العلم بترجمة الامامعليه‌السلام قائلاً:

« وروي أنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت من بابه »(١) .

وقد رواه أيضاً في الكتاب المذكور بترجمة أبي الصلت الهروي كما تقدم ويأتي.

ترجمته:

١ - الذهبي في ( تذكرة الحفاظ ٤ / ١٤٩٨ ) وغيره.

٢ - ابن الوردي في ( تتمة المختصر حوادث: ٧٤٢ ).

٣ - الأسنوي في ( طبقات الشافعية ٢ / ٤٦٤ ).

____________________

(١). تهذيب الكمال ٢٠ / ٤٨٥.

١٨٣

٤ - ابن شحنة في ( روضة المناظر حوادث ٧٤٢ ).

٥ - ابن حجر في ( الدرر الكامنة ٥ / ٢٣٣ ).

٦ - ابن تغري بردي في ( النجوم الزاهرة ١٠ / ٧٦ ).

٧ - السيوطي في ( طبقات الحفاظ ٥١٧ ).

٨ - الشوكاني في ( البدر الطالع ٢ / ٣٥٣ ).

٩ - صديق حسن خان في ( التاج المكلل ٤٧٥ ).

قالالسيوطي: « المزّي الامام العالم الحبر الحافظ الأوحد محدّث الشام تفقه قليلاً ثم أقبل على هذا الشأن، ورحل وسمع الكثير ونظر في اللغة ومهر فيها وفي التصريف وقرأ العربية، وأمّا معرفة الرجال فهو حامل لوائها، لم تر العيون مثله، صنف تهذيب الكمال والأطراف، وأملى مجالسه وأوضح مشكلات ومعضلات ما سبق إليها من علم الحديث ورجاله، وولى مشيخة دار الحديث الأشرفية، مات يوم السبت ثاني عشر صفر سنة ٧٤٢ ».

وقال الأسنوي ما ملخصه: « كان أحفظ أهل زمانه، لا سيّما الرجال المتقدمين وانتهت إليه الرحلة من أقطار الأرض لروايته ودرايته، وكان إماماً في اللغة والتصريف، ديّناً خيّراً منقبضاً عن الناس، طارحاً للتكلّف، فقيراً، صنف تهذيب الكمال في أسماء الرجال، وكتاب الأطراف ».

(٦٨)

رواية جمال الدين الزرندي

قال جمال الدين محمد بن يوسف الزرندي الأنصاري في ذكر ترتيب كتابه:

« فالسمط الأول مشتمل على فضائل جناب سيد المرسلين وخاتم النبيين ورسول رب العالمين محمد - عليه أفضل صلوات المصلّين - وشمائله وصفاته وما

١٨٤

خصه الله تعالى به من آياته ومعجزاته، وعلى مناقب ابن عمه وباب مدينة علمه أمير المؤمنين علي بن أبي طالبرضي‌الله‌عنه »(١) .

ثم قال في القسم الثاني من السمط الأول: « القسم الثاني من السمط الأول في مناقب أمير المؤمنين وإمام المتقين، عين مناهج الحق واليقين ورأس الأولياء والصديقين، زوج فاطمة البتول قرة عين الرسول، ابن عمه وباب مدينة علمه، مؤازره وأخيه، وقرة عين صنو أبيه، المرتضى المجتبى الذي في الدنيا والآخرة إمام سيد. وفي ذات الله سبحانه وتعالى وإقامة دينه قوي أيد، ذي القلب العقول والاذن الواعية والهمة التي هي بالعهود والذمام وافية، يعسوب الدين وأخي رسول رب العالمين الليث القاهر والعقاب الكاسر والسيف البتور والبطل المنصور والضيغم الهصور والسيد الوقور والبحر المسجور والعلم المنشور، والعباب الزاخر الخضم والطود الشاهق الأشم، وساقي المؤمنين من الحوض بالاوفى والأتم، أسد الله الكرار، أبي الأئمة الأطهار. المشرّف بمزية من كنت مولاه فعلي مولاه، المؤيَّد بدعوة اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، كاسر الأنصاب وهازم الأحزاب، المتصدّق بخاتمه في المحراب، فارس ميدان الطعان والضراب، هزبر كلّ عرين وضرغام كلّ غاب، الذي كلّ لسان كلّ معتاب ومغتاب وبيان كل ذام ومرتاب عن قدح في قدح معاليه لنقاء جنابه عن كلّ ذم وعاب، المخصوص من الحضرة النبوية بكرامة الأخوة والانتخاب المنصوص عليه بأنه لدار الحكمة ومدينة العلم باب، وبفضله واصطفائه نزل الوحي ونزل [ نطق ] الكتاب، المكنى بأبي الريحانتين وأبي الحسن وأبي التراب »(٢) .

وقال: « فضيلة أخرى اعترف بها الأصحاب وابتهجوا، وسلكوا طريق الوفاق وانتهجوا: عن ابن عباس رضي الله عنهما: إن رسول الله صلّى الله عليه

____________________

(١). نظم درر السمطين: ٢٠.

(٢). نظم درر السمطين: ٧٧.

١٨٥

وسلّم قال: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد بابها فليأت علياً »(١) .

وقال الزرندي في كتابه ( معارج الوصول ): « روى ابن عباس رضي الله عنهما: ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد بابها فليأت علياً »(٢) .

وقال الزرندي في كتابه ( الأعلام ) ما نصّه: « باب في خلافة أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشميرضي‌الله‌عنه ، يجتمع مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في عبد المطلب، فهو ابن عمه وباب مدينة علمه ومؤازره ومؤاخيه وقرة عين صنو أبيه المخصوص من الحضرة النبوية بكرامة الاخوة والانتخاب والمنصوص عليه بأنه لدار الحكمة ومدينة العلم باب »(٣) .

الزرندي حجة

والزرندي من أكابر حفاظ أهل السنة، وقد أوردنا نصوص عباراتهم في الثناء عليه في مجلد ( حديث النور ).

وجاء في ( ذخيرة المآل ):

« هذا الذي قرّره الأجلة

والمقتضى ولازم الأدلة

وذلك أن أجلة العلماء لمـّا صرحت لهم الأدلة بهذه الخصوصيات لأهل البيت الشريف قرروا ذلك وحرروه، مثل: السيد علي السمهودي إمام أهل السنة في جواهره والحافظ الطبري الشافعي في ذخائره، والحجة الزرندي الشافعي في معارجه وشيخ الاسلام ابن حجر الشافعي في صواعقه، وجلال الدين السيوطي الشافعي في الثغور الباسمة في مناقب السيدة فاطمة، وإحياء الميت في ذكر أهل البيت، والسمطين في السبطين، وأسنى المطالب في فضائل علي بن أبي طالب ».

____________________

(١). المصدر: ١١٣.

(٢). معارج الوصول الى معرفة فضل آل الرسول - مخطوط.

(٣). الاعلام - مخطوط.

١٨٦

« الحجة » في الاصطلاح

قال الذهبي: « فأعلى العبارات في الرواة المقبولين: ثبت حجة، حافظ ثقة متقن ثقة، ثقة ثم ثقة، ثم صدوق، ولا بأس به، وليس به بأس، ثم محله الصدق وجيد الحديث، وصالح الحديث، وشيخ وسط، وشيخ، وحسن الحديث، وصدوق إن شاء الله، وصويلح، ونحو ذلك »(١) .

وقال: « والحافظ أعلى من المفيد في العرف، كما أن الحجة فوق الثقة »(٢) .

وقال العراقي: « قال ابن أبي حاتم وجدت الألفاظ في الجرح والتعديل على مراتب شتى، فاذا قيل للواحد: انه ثقة أو متقن فهو ممن يحتج بحديثه. قال ابن الصلاح: وكذا إذا قيل: ثبت أو حجة، وكذا إذا قيل في العدل: إنه حافظ أو ضابط. قال الخطيب: أرفع العبارات أن يقال: حجة أو ثقة »(٣) .

وقال السخاوي: « فكلام أبي داود يقتضي أن الحجة أقوى من الثقة، وذلك أن الآجري سأله عن سليمان بن بنت شرحبيل فقال: ثقة يخطئ كما يخطئ الناس. قال الآجري: فقلت: هو حجة؟ قال: الحجة أحمد بن حنبل. وكذا قال عثمان بن أبي شيبة في أحمد بن عبد الله بن يونس: ثقة وليس بحجة، وقال ابن معين في محمد بن إسحاق: ثقة وليس بحجة، وفي أبي أويس: صدوق وليس بحجة. وكأن لهذه النكتة قدمها الخطيب حيث قال: أرفع العبارات أن يقال: حجة أو ثقة»(٤) .

وقال القاري: « ثم الحافظ في اصطلاح المحدّثين من أحاط علمه بمائة ألف حديث متناً واسناداً، والطالب هو المبتدي الراغب فيه، والمحدّث والشيخ والامام هو الاستاذ الكامل، والحجة من أحاط علمه بثلاثمائة ألف حديث متناً وإسناداً،

____________________

(١). ميزان الاعتدال ١ / ٤.

(٢). تذكرة الحفاظ ٣ / ٩٧٩.

(٣). شرح ألفية الحديث للزين العراقي ٢ / ٤.

(٤). شرح ألفية الحديث للسخاوي ٣ / ٢١.

١٨٧

وأحوال رواته جرحاً وتعديلاً وتاريخاً، والحاكم هو الذي أحاط علمه بجميع الأحاديث المروية كذلك»(١) .

(٦٩)

تحسين صلاح الدين العلائي

لقد أثبت صلاح الدين أبو سعيد خليل بن كيكلدي العلائي الدمشقي الشافعي حديث مدينة العلم وذكر ما يشهد بصحته، فقد جاء في ( المقاصد الحسنة ) في الكلام على هذا الحديث ما نصه: « بل صرح العلائي بالتوقف في الحكم عليه بذلك، فقال: وعندي فيه نظر، ثمّ بيّن ما يشهد بصحّته، لكون أبي معاوية راوي حديث ابن عباس حدث به، فزال المحذور ممن هو دونه، قال: وأبو معاوية ثقة حافظ يحتج بافراده كابن عيينة وغيره، فمن حكم على الحديث مع ذلك بالكذب فقد أخطأ، قال: وليس هو من الألفاظ المنكرة التي تأباها العقول، بل هو كحديث أرحم أمتي بأمتي - يعني الماضي - وهو صنيع معتمد »(٢) .

وقال السيوطي: « قال الحافظ صلاح الدين العلائي - ومن خطّه نقلت - في أجوبته عن الأحاديث التي تعقبها السّراج القزويني على مصابيح البغوي وادعى انها موضوعة -: حديث أنا مدينة العلم وعلي بابها، قد ذكره أبو الفرج في الموضوعات من طرق عدة وجزم ببطلان الكل، وكذلك قال من بعده جماعة منهم الذهبي في الميزان وغيره، والمشهور بروايته أبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي عن أبي معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعاً. وعبد السلام هذا تكلّموا فيه كثيراً: قال النسائي: ليس بثقة، وقال الدارقطني وابن عدي: متهم زاد الدارقطني: رافضي، وقال أبو حاتم: لم يكن عندي

____________________

(١). جمع الوسائل في شرح الشمائل ١ / ٧.

(٢). المقاصد الحسنة: ٩٧.

١٨٨

بصدوق، وضرب أبو زرعة على حديثه.

ومع ذلك فقد قال الحاكم: ثنا الأصم ثنا عباس - يعني الدوري - قال: سألت يحيى بن معين عن أبي الصلت، فقال: ثقة، فقلت: أليس قد حدّث عن أبي معاوية حديث أنا مدينة العلم؟ فقال: قد حدّث به محمد بن جعفر الفيدي وهو ثقة عن أبي معاوية. وكذلك روى صالح جزرة عن ابن معين، ثم ساقه الحاكم من طرق محمد بن يحيى بن الضريس وهو ثقة حافظ عن محمد بن جعفر الفيدي عن أبي معاوية قال العلائي: فقد برئ أبو الصلت عبد السلام من عهدته وأبو معاوية ثقة مأمون من كبار الشيوخ وحفّاظهم المتفق عليهم، وقد تفرّد به عن الأعمش فكان ما ذا. وأي استحالة في أن يقول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مثل هذا في حق عليرضي‌الله‌عنه ؟

ولم يأت كلّ من تكلّم في هذا الحديث وجزم بوضعه بجواب عن هذه الروايات الصحيحة عن ابن معين.

ومع ذلك، فله شاهد رواه الترمذي في جامعه عن إسماعيل بن موسى الفزاري عن محمد بن عمر بن الرومي عن شريك بن عبد الله عن سلمة بن كهيل عن سويد بن غفلة عن أبي عبد الله الصنابحي عن علي مرفوعاً: أنا دار الحكمة وعلي بابها. ورواه أبو مسلم الكجي وغيره عن محمد بن عمر بن الرومي وهو ممن روى عنه البخاري في غير الصحيح وقد وثّقه ابن حبان وضعفه أبو داود، قال أبو زرعة فيه لين، وقال الترمذي بعد إخراج الحديث: هذا حديث غريب، وقد روى بعضهم هذا عن شريك ولم يذكر فيه الصنابحي ولا يعرف هذا عن أحد من الثقات غير شريك.

قال العلائي: فقد برئ محمد بن عمر بن الرومي من التفرد به، وشريك هو: ابن عبد الله النخعي القاضي، احتج به مسلم وعلّق له البخاري ووثقه يحيى ابن معين، وقال العجلي: ثقة حسن الحديث، وقال عيسى بن يونس: ما رأيت أحداً قط أورع في علمه من شريك، فعلى هذا يكون تفرده [ مفردة ] حسناً فكيف

١٨٩

إذا انضم إلى حديث أبي معاوية؟ ولا يرد عليه رواية من أسقط منه الصنابحي، لأن سويد بن غفلة تابعي مخضرم أدرك الخلفاء الأربعة، وسمع منهم، فذكر الصنابحي فيه من المزيد في متصل الأسانيد، ولم يأت أبو الفرج ولا غيره بعلة قادحة في حديث شريك، سوى دعوى الوضع دفعاً بالصدر. انتهى كلام الحافظ صلاح الدين العلائي »(١) .

وقد أورد السيوطي هذا الكلام في ( قوت المغتدى في شرح الترمذي ) أيضاً(٢) .

وقال في ( النكت البديعات ): « وتعقب الحافظ أبو سعيد العلائي على ابن الجوزي في هذا الحديث بفصل طويل سقته في الأصل وملخّصه، أن قال: هذا الحديث حكم ابن الجوزي وغيره بوضعه، وعندي في ذلك نظر، إلى أن قال: والحاصل إنه ينتهي بطرقه إلى درجة الحسن المحتج به، فلا يكون ضعيفاً فضلاً عن أن يكون موضوعاً ».

وتجد كلام العلائي المذكور في الكتب التالية أيضاً: ( الأحاديث المشتهرة للزركشي ) و ( الدرر المنتثرة للسيوطي ) و ( جواهر العقدين للسمهودي ) و ( السيرة الشامية ) و ( تنزيه الشريعة لابن عراق ) و ( تذكرة الفتني ) و ( المرقاة للقاري ) و ( فيض القدير للمناوي ) و ( حاشية المواهب اللدنية للشبرامِلسي ) و ( القول المستحسن ).

ترجمته:

١ - الذهبي في ( المعجم المختص: ٩٢ ).

٢ - الأسنوي في ( طبقات الشافعية ٢ / ٢٣٩ ).

٣ - ابن حجر في ( الدرر الكامنة ٢ / ١٧٩ ).

٤ - السيوطي في ( طبقات الحفاظ ٥٢٨ ).

٥ - العليمي في ( الانس الجليل ٢ / ١٠٦ ).

____________________

(١). اللآلي المصنوعة في الأحاديث الموضوعة ١ / ٣٣٢.

(٢). قوت المغتدى في شرح صحيح الترمذي.

١٩٠

٦ - الشوكاني في ( البدر الطالع ١ / ٢٤٥ ).

وهذه ترجمة الشوكاني له ملخصةً: « ولد في ربيع الأول سنة ٦٩٤، سمع على شرف الدين الفزاري وبرهان الدين الذهبي وابن عبد الدائم والقاسم بن عساكر، وجماعة كثيرة بلغوا إلى سبعمائة، ورحل إلى الأقطار، واشتغل قبل ذلك بالفقه والعربية، ومهر وصنّف التصانيف في الفقه والأصول والحديث.

قال ابن حجر في الدرر: إنه صنف كتباً كثيرة جدّاً سائرة مشهورة نافعة.

ووصفه الذهبي بالحفظ وقال: استحضر الرجال والعلل وتقدّم في هذا الشأن، مع صحة الذهن وسرعة الفهم.

وقال غيره: وكان إماماً في الفقه والنحو والأصول والحديث وفنونه حتى صار بقية الحفاظ، عارفاً بالرجال علّامة في المتون والأسانيد، ومصنفاته تنبئ عن إمامته في كلّ فن.

وقال الأسنوي: كان حافظ زمانه

مات سنة ٧٦١. ».

(٧٠)

رواية السيد علي الهمداني

لقد روى حديث مدينة العلم حيث قال: « عن جابررضي‌الله‌عنه قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها.

وعن ابن مسعود، وعن أنس مثل ذلك »(١) .

وقال في ( السبعين في فضائل أمير المؤمنين علي ): « الحديث الثاني والعشرون: قال جابر: أخذ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عضد علي وقال: هذا إمام البررة وقاتل الفجرة، مخذول من خذله، منصور من نصره، ثم مدّ صوته

____________________

(١). أنظر: ينابيع المودة: ٢٥٤.

١٩١

وقال: أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب. رواه ابن المغازلي »(١) .

وقال في ( روضة الفردوس ): « الباب الأول يفتتح بما يروي باب مدينة العلم ومنبع الكرم والحلم صاحب المناقب علي بن أبي طالب كرم الله وجهه »(٢) .

وقال في الباب الحادي عشر الحاوي لما روي عن جابر: « وعنه قال قالعليه‌السلام : أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب »(٣) .

وأرسله إرسال المسلّم في كتابه الآخر: ( مشارب الأذواق ).

ترجمته:

ترجم له كبار العلماء الاعيان والعرفاء الاعلام ذاكرين مدائحه العظيمة ومناقبه الكريمة، كما تقدّم في ( حديث الغدير ) وسيأتي في مجلَّد ( حديث التشبيه ) إنْ شاء الله تعالى.

(٧١)

إثبات نور الدين البدخشاني

وقد أثبته نور الدين جعفر بن سالار البدخشاني المعروف بأمير ملّا، خليفة السيد الهمداني المذكور، حيث نقل حديثاً عن الامامعليه‌السلام واصفاً إياه بـ « باب مدينة العلم ومنبع الكرم والحلم »(٤) .

____________________

(١). أنظر: ينابيع المودة: ٢٣٤.

(٢). روضة الفردوس - مخطوط.

(٣). المصدر نفسه.

(٤). خلاصة المناقب - مخطوط.

١٩٢

ترجمته:

١ - شاه ولي الله في ( الانتباه في سلاسل أولياء الله ).

٢ - مجد الدين البدخشاني في ( جامع السلاسل - مخطوط ).

(٧٢)

تحسين البدر الزركشي

لقد حكم بدر الدين محمد بن بهادر الزركشي الشافعي بأن حديث مدينة العلم « ينتهي إلى درجة الحسن المحتج به، ولا يكون ضعيفاً فضلاً عن كونه موضوعاً ».

وممن نقل عنه ذلك: المناوي(١) .

ترجمته:

١ - ابن قاضي شهبة: « محمد بن بهادر بن عبد الله، العالم العلامة المصنّف المحرّر بدر الدين أبو عبد الله المصري الزركشي، مولده سنة خمس وأربعين، وأخذ عن الشيخين جمال الدين الأسنوي وسراج الدين البلقيني، ورحل إلى حلب إلى الشيخ شهاب الدين الأذرعي وتخرج في الحديث بمغلطائي، وسمع الحديث بدمشق وغيرها.

قال بعض المؤرخين: كان فقيهاً، أصولياً، فاضلاً في جميع ذلك، ودرّس وأفتى، توفي في رجب سنة أربع وتسعين وسبعمائة »(٢) .

____________________

(١). فيض القدير شرح الجامع الصغير ٣ / ٤٧.

(٢). طبقات الشافعية ٢ / ٣١٩.

١٩٣

٢ - ابن حجر فذكر مشايخه ومصنفاته(١) .

٣ - السيوطي وقال: « أخذ عن الأسنوي ومغلطاي وابن كثير والاذرعي وغيرهم، وألّف تصانيف كثيرة في عدة فنون »(٢) .

٤ - الداودي: « الامام العالم العلامة المصنف المحرر وكان فقيهاً أصولياً مفسّراً، أديباً فاضلاً في جميع ذلك، ودرّس وأفتى »(٣) .

٥ - ( الدهلوي ) نفسه في ( بستان المحدثين ) حيث ذكر كتابه ( التنقيح لألفاظ الجامع الصحيح ). وقد ذكر مشايخه ومصنفاته وأثنى عليه.

(٧٣)

إثبات فخر الدين ابن مكانس

وقد أثبته فخر الدين عبد الرحمن بن عبد الرزاق بن ابراهيم بن مكانس القبطي المصري، حيث أورده في أبيات له امتدح بها أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فقد قال ابن حجة:

« وقد نقلت منه ما امتدح به أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه:

يا ابن عم النبي إن أناساً

قد توالوك بالسعادة فازوا

أنت للعلم في الحقيقة باب

يا إماماً وما سواك مجاز »(٤)

____________________

(١). الدرر الكامنة لابن حجر ٤ / ١٧.

(٢). حسن المحاضرة ١ / ٤٣٧.

(٣). طبقات المفسرين ٢ / ١٥٧.

(٤). خزانة الأدب لابن حجة الحموي: ٧٥، ٣٣٩.

١٩٤

ترجمته:

ترجم له ابن حجر العسقلاني بقوله:

« عبد الرحمن بن عبد الرزاق بن إبراهيم بن مكانس القبطي المصري فخر الدين، ولد في سلخ ذي الحجة سنة ٦٤٥، وكان أبوه من الكتاب في الدواوين فنشأ في ذلك، وكان له ذكاء، فتولع بالأدب فأخذ عن القيراطي وغيره، وصحب الشيخ بدر الدين البشتكي، ونظم الطريقة النباتية فأجاد مع قصور بين في العربية لكنه كان قوي الذهن، حسن الذوق، حاد النادرة، يتوقد ذكاء، وولي نظر الدولة وغيرها من المناصب بالقاهرة، وصودر مرة مع الصاحب كريم الدين أخيه، ثم ولي وزارة الشام فأقام بها مدة، ودخل إلى حلب صحبة الظاهر برقواق، وطارح فضلاء الشام في البلدين، ثم طلب من دمشق ليلي الوزارة بالديار المصرية فيقال إنه اغتيل بالسم وهو راجع، فوصل إلى بيته ميتاً، وذلك في ثاني عشر ذي الحجة سنة ٧٩٤ ولم يكمل خمسين سنة، اجتمعت به غير مرة، وسمعت منه شيئاً من الشعر »(١) .

(٧٤)

إثبات كمال الدين الدميري

وقال كمال الدين محمد بن موسى الدميري ما نصه: « ومناقبه رضي الله تعالى عنه كثيرة جدّاً، ويكفي منها قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها »(٢) .

____________________

(١). الدرر الكامنة ٢ / ٣٣٠.

(٢). حياة الحيوان للدميري ١ / ٥٥.

١٩٥

ترجمته:

١ - ابن قاضي شهبة قائلاً: « محمد بن موسى بن عيسى الدميري المصري كمال الدين، ولد في حدود الخمسين وتكسب بالخياطة، ثم خدم الشيخ بهاء الدين السبكي وأخذ عنه، وعن الشيخ جمال الدين الأسنوي وأثنى عليه ثناء كثيراً، وتخرج ومهر في الفنون وقال الشعر، وولي تدريس الحديث بالقبة الزكية بالقرب من باب النصر، وحج مراراً وجاور وتكلّم على الناس في جامع الظاهر بالحسينية، وكان ذا حظ من العبادة والتلاوة لا يفتر لسانه غالباً عنهما، وله شرح المنهاج في أربع مجلدات ضمّنه فوائد كثيرة خارجة عن الفقه، والديباجة في شرح سنن ابن ماجة في أربع مجلدات، وجمع كتاباً سماه حياة الحيوان أجاد فيه ذكر فيه جملاً من الفوائد الطبيّة والخواص والأدبية والحديثية وغير ذلك، وله خطب مدونة جمعيّة ووعظية.

وقال الحافظ شهاب الدين ابن حجر في المعجم: وكان له حظ من العبادة تلاوة وصياماً ومجاورة بمكة والمدينة، واشتهرت عنه كرامات واخبار بأمور مغيبات يسندها إلى المنامات تارة وإلى بعض الشيوخ أخرى، وغالب الناس يعتقد انه يقصد بذلك الستر. توفي في جمادى الآخرة سنة ثمان وثمانمائة »(١) .

٢ - تقي الدين الفاسي فذكر شيوخه ومصنفاته، وذكر كتاب ( حياة الحيوان ) وقال « وهو كتاب نفيس وقد اختصرته » وذكر أنه « لما رآه الشيخ بهاء الدين السبكي أهلاً للتدريس والفتوى تكلم له مع جدي القاضي كمال الدين أبي الفضل النويري في أن يجيز له ذلك ففعل » قال: « وبرع في التفسير والحديث والفقه وأصوله والعربية والأدب »(٢) .

٣ - شمس الدين السخاوي ترجمة مطولة نلخصها في ما يلي بلفظه: « وصفه

____________________

(١). طبقات الشافعية ٢ / ٣٩٠.

(٢). العقد الثمين في تاريخ بلد الله الامين ٢ / ٣٧٢.

١٩٦

الزيلعي في الطبقة بالفاضل كمال الدين كمال، وبرع في التفسير والحديث والفقه وأصوله والعربية والأدب وغيرها. وأذن له بالافتاء والتدريس وتصدى للاقراء، انتفع به جماعة، وكتب على ابن ماجة شرحاً عظم الانتفاع به، وحياة الحيوان وهو نفيس أجاده وأكثر فوائده.

وقد ترجمه التقي الفاسي في تاريخ مكة، وذكره شيخنا في أنبائه فقال: مهر في الفقه والأدب والحديث وشارك في الفنون، ودرس للمحدثين بقبة بيبرس وفي عدة أماكن، ووعظ فأفاد وخطب فأجاد، وكان ذا حظ من العبادة تلاوة وصياماً ومجاورة بالحرمين، ويذكر عنه كرامات كان يخفيها وربما أظهرها وأحالها على غيره »(١) .

٤ - جلال الدين السيوطي وقال: « مهر في الأدب ودرس الحديث بقبة بيبرس، وله تصانيف منها شرح المنهاج والمنظومة الكبرى وحياة الحيوان، واشتهرت عنه كرامات وأخبار بأمور مغيبات »(٢) .

(٧٥)

إثبات مجد الدين الفيروزآبادي

وقال مجد الدين محمد بن يعقوب الشيرازي الفيروزآبادي ما نصه: - « حديث أنا مدينة العلم وعلي بابها ذكره أبو الفرج ابن الجوزي في الموضوعات من عدة طرق، وجزم ببطلان الكل، وقال مثل ذلك جماعة. وعندي في ذلك نظر كما سنبينه.

والمشهور بروايته أبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي عن أبي معاوية

____________________

(١). الضوء اللامع بأعيان القرن التاسع ١٠ / ٥٩ - ٦٢.

(٢). حسن المحاضرة ١ / ٣٣٠.

١٩٧

محمد بن خازم الضرير عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباسرضي‌الله‌عنه ، وعبد السلام هذا ضعّفوه جدّاً واتّهم بالرفض وهو مع ذلك صدوق، و قد روى عباس بن محمد الدوري في سؤالاته عن يحيى بن معين أنه سأله عن أبي الصلت هذا فوثّقه، فقال: أليس قد حدّث عن أبي معاوية حديث أنا مدينة العلم وعلي بابها؟ فقال: قد حدث به عن أبي معاوية محمد بن جعفر الفيدي، وكذلك روى صالح بن محمد الحافظ وأحمد بن محمد بن محرز عن يحيى بن معين أيضاً، وفي رواية ابن محرز قال يحيى: هذا الحديث هو من حديث أبي معاوية، أخبرني ابن نمير قال: حدّث به أبو معاوية قديماً ثم كفّ عنه، وأبو الصلت الهروي كان رجلا موسرا يطلب هذه الأحاديث ويكرم المشايخ، يعني: فخصّه أبو معاوية بهذا الحديث.

فقد برئ عبد السلام عن عهدة هذا الحديث من الألفاظ المنكرة التي تأباها العقول، بل هو مثل قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : في حديث أرأف أمتي بأمتي أبوبكر الحديث.

وقد حسّنه الترمذي وصحّحه غيره، ولم يأت من تكلم على حديث أنا مدينة العلم بجواب عن هذه الروايات الثابتة عن يحيى بن معين، والحكم بالوضع عليه باطل قطعاً، وإنما سكت أبو معاوية عن روايته شائعاً لغرابته لا لبطلانه، إذ لو كان كذلك لم يحدث به أصلاً مع حفظه واتقانه.

وللحديث طريق آخر رواه الترمذي في جامعه عن اسماعيل بن موسى الفزاري، عن محمد بن عمر الرومي عن شريك بن عبد الله عن سلمة بن كهيل عن سويد بن غفلة عن أبي عبد الله الصنابحي عن عليرضي‌الله‌عنه : إن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: أنا دار الحكمة وعلي بابها، وتابعه أبو مسلم الكجي وغيره على روايته عن محمد بن عمر الرومي، ومحمد هذا روى عنه البخاري في غيره الصحيح، ووثقه ابن حبان وضعّفه أبو داود، وقال الترمذي بعد سياق الحديث: هذا حديث غريب وقد روى بعضهم هذا عن شريك ولم يذكروا فيه

١٩٨

الصنابحي، قال: ولا نعرف هذا عن أحد من الثقات غير شريك.

قلت: فلم يبق الحديث من أفراد محمد الرومي، وشريك هذا احتج به مسلم وعلق له البخاري، ووثّقه ابن معين والعجلي وزاد حسن الحديث، وقال عيسى بن يونس: ما رأيت أحداً قط أورع في علمه من شريك، فعلى هذا يكون مفردة حسناً ولا يرد عليه رواية من أسقط الصنابحي منه، لأن سويد بن غفلة تابعي مخضرم، روى عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم، وسمع منهم فيكون ذكر الصنابحي من باب المزيد في متصل الأسانيد.

والحاصل: إن هذا الحديث ينتهي بمجموع طريقي أبي معاوية وشريك إلى درجة الحسن المحتج به، ولا يكون ضعيفاً فضلاً عن أن يكون موضوعاً، ولم أجد لمن ذكره في الموضوعات طعناً مؤثراً في هذين السندين، وبالله التوفيق »(١) .

وقد أورد الشيخ عبد الحق الدهلوي هذه العبارة في ( اللمعات في شرح المشكاة ) كما ستعرف فيما بعد ان شاء الله تعالى.

ترجمته:

١ - ابن قاضي شهبة في ( طبقات الشافعية ٢ / ٣٩١ ).

٢ - تقي الدين الفاسي في ( العقد الثمين ٢ / ٣٩٢ ).

٣ - السخاوي في ( الضوء اللامع ١٠ / ٧٩ ).

٤ - السيوطي في ( بغية الوعاة ١ / ٢٧٣ ).

٥ - الشوكاني في ( البدر الطالع ٢ / ٢٨٠ ).

٦ - طاش كبرى زاده في ( الشقائق النعمانية: ٢١ ).

وغيرهم ولنذكر طرفاً من عبارات بعضهم، قال طاش كبرى زاده في ذكر علماء الطبقة الرابعة ما ملخصه: « ومنهم المولى الفاضل صاحب القاموس، برع في العلوم كلها، سيما الحديث والتفسير واللغة، وله تصانيف كثيرة تنيف على

____________________

(١). نقد الصحيح.

١٩٩

أربعين مصنفاً، وكان سريع الحفظ، وكان يقول: لا أنام إلّا وأحفظ مائتي سطر، وكان كثير العلم والاطلاع على المعارف العجيبة، وبالجملة: كان آية في الحفظ والتصنيف ».

وقال الشوكاني ما ملخصه: « الامام الكبير، الماهر في اللغة وغيرها من الفنون ولد سنة ٧٢٩ بكازرون، وارتحل إلى العراق ودخل واسط، ثم دخل بغداد، ثم ارتحل الى دمشق، ودخل بعلبك وحماة وحلب والقدس، واستقر بالقدس نحو عشر سنين، ودرّس وتصدّر وظهرت فضائله وكثر الأخذ عنه، وتلمّذ له جماعة من الأكابر كالصلاح الصفدي وغيره، وجال في البلاد الشمالية والمشرقية، ودخل الروم والهند، ثم دخل اليمن، وكان زائد الحظ مقبولاً عند السّلاطين، فلم يدخل بلداً إلّا وأكرمه صاحبها، مع كثرة دخوله إلى الممالك، وله مصنفات كثيرة نافعة، وقد أخذ عند الأكابر في كلّ بلاد وصل اليه، ومن جملة تلامذته: الحافظ ابن حجر والمقريزي والبرهان الحلبي، ومات ممتعاً بسمعه وحواسه في ليلة عشرين من شوال سنة ٨١٢ ».

(٧٦)

إثبات إمام الدين الهجروي

وأثبت إمام الدين محمد الهجروي الإِيجي حديث مدينة العلم في كتاب ( أسماء النبي وخلفائه الأربعة ) على ما نقل عنه شهاب الدين أحمد في ( توضيح الدلائل ) حيث قال بعد ذلك بعض أسماء أمير المؤمنينعليه‌السلام وإيراد الهجروي المذكور لها: « ومنها باب مدينة العلم - عن عليرضي‌الله‌عنه قال قال رسول الله صلّى الله عليه وبارك وسلّم: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت من بابه، رواه الطبري من تخريج أبي عمرو، وأورده الامام الفقيه المذكور وقال كما في الحديث ».

٢٠٠

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428