نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ١٠

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار9%

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 428

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 428 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 367750 / تحميل: 7884
الحجم الحجم الحجم
نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ١٠

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

(٦٣)

رواية الكروخي

وهو: أبو الفتح عبدالملك بن أبي القاسم عبدالله الهروي المتوفى سنة ٥٤٨.

روى الحديث عن أبي عامر الأزدي وغيره، وعنه عمر الدينوري، كما رواية الحافظ الكنجي الشافعي.

ترجمته

حدّث عنه خلق كثير، منهم:

السمعاني، وابن عساكر، وابن الجوزي، وابن الأخضر، وابن طبرزد، وأبو اليمن الكندي وجماعة

قال السمعاني: هو شيخ صالح ديّن خيّر، حسن السيرة، صدوق، ثقة

وقال ابن نقطة: لازم الفقر والورع إلى أن توفي

وقال الذهبي: الكروخي الشيخ الإمام الثقة(١) .

(٦٤)

رواية أبي الخير الطالقاني القزويني

وهو: أحمد بن إسماعيل بن يوسف الشافعي، المتوفى سنة ٥٩٠.

__________________

(١). الأنساب - الكروخي. سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٢٧٣، تذكرة الحفاظ ٤ / ١٣١٣، شذرات الذهب ٤ / ١٤٨ وغيرها.

٨١

روى هذا الحديث في كتابه ( الأربعين ) في « الباب السابع والثلاثون، في تصويب عليرضي‌الله‌عنه في قتال أهل النهروان، وإظهار معجزة النبي صلّى الله عليه وسلّم وكرامات علي فيه، وفي تصويبه في قتال من قاتل، وفي تصويبه في قسم الغنائم والقضايا » قال:

« أخبرنا الموفّق بن سعيد، أنا أبو علي الصفّار، أنا أبو سعد النصروي، أنا ابن زياد، أنا ابن شيرويه وأحمد بن إبراهيم، قالا: أنا إسحاق بن إبراهيم، أنا النضر بن شميل، نا عبدالجليل، نا عبدالله بن بريدة عند ذلك وكان في المجلس قال: حدّثني أبي قال:

لم يكن أحد من الناس أبغض إليَّ من علي بن أبي طالب، حتى أحببت رجلاً من قريش لا اُحبّه إلّا على بغضاء علي. فبعث ذلك الرجل على خيل، فصحبته وما أصحبه إلاّعلى بغضاء علي، فأصاب سبياً، فكتب إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم أن يبعث إليه من يخمّسه، فبعث إلينا عليّاً، وفي السبي وصيفة من أفضل السبي، فلما خمّسه صارت الوصيفة في الخمس، ثمّ خمّس فصارت في أهل بيت النبي صلّى الله عليه وسلّم، ثم خمّس فصارت في آل علي، فأتانا ورأسه يقطر.

قال: فقلنا: ما هذا؟ فقال: ألم تروا إلى الوصيفة صارت في الخمس، ثم صارت في أهل بيت النبي صلّى الله عليه وسلّم، ثم صارت في آل علي، فوقعت عليها.

قال: فكتب - وبعثني مصدّقاً أكون مصدّقاً لكتابه إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم - ما قال علي. فجعلت أقول على ما يقول عليه: صدق

٨٢

قال: فأمسك بيدي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: أتبغض عليّاً؟ قلت: نعم! قال: فلا تبغضه، وإن كنت تحبّه فازدد له حبّاً، فوالذي نفسي بيده لنصيب آل علي في الخمس أفضل من وصيفة. فما كان أحد بعد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أحبّ إليَّ من علي.

قال عبدالله بن بريدة: والله ما في هذا الحديث بيني وبين النبي صلّى الله عليه وسلّم غير أبي»(١) .

ترجمته

وأبو الخير الطالقاني من رواة الحديث وإنْ كان لفظه خالياً عن قوله صلّى الله عليه وسلّم: « علي منّي وأنا من علي وهو وليّكم من بعدي » لاشتمال ألفاظه بنفس هذا السند عليه عند غيره، فيكون قد اختصره أو أسقط كاتب النسخة تلك الجملة.

وأبو الخير محدّث كبير، وفقيه شهير، ترجم له الذهبي في غير واحدٍ من مؤلَّفاته، وهذا خلاصة ما جاء في ( سير أعلام النبلاء ):

« الطالقاني: الشيخ الإمام، العلامة، الواعظ، ذو الفنون، رضي الدين أبو الخير، أحمد بن إسماعيل بن يوسف الطالقاني القزويني الشافعي، تفقّه وبرع في المذهب، وسمع الكتب الكبار، ودرّس بقزوين وببغداد، ثم درس بالنظامية.

قال ابن النجّار: كان إماماً في المذهب والأصول والتفسي ر والخلاف

__________________

(١). كتاب الأربعين المنتقى من مناقب المرتضى، عليه رضوان العلي الأعلى، مطبوع في العدد الأوّل من مجلّة تراثنا الصادرة من مؤسسة آل البيت لإحياء التراث - قم.

٨٣

والتذكير، وأملى مجالس، ووعظ، وأقبلوا عليه لحسن سمته وحلاوة منطقه وكثرة محفوظاته، وكثر التعصّب له من الاُمراء والخواص، وأحبّه العوام، وكان كثير العبادة والصلاة، وهو ثقة في روايته. فكان هو يعظ مرّةً وابن الجوزي مرّةً.

قال الموفَّق: كان يعمل في اليوم والليلة مايعجز المجتهد عنه في شهر. وظهر التشيع في زمانه بسبب ابن الصاحب، فالتمس العامّة منه على المنبر يوم عاشوراء أنْ يلعن يزيد، فامتنع، فهمّوا بقتله مرّات، فلم يرع ولا زل، وسار إلى قزوين، وضجع لهم ابن الجوزي »(١) .

(٦٥)

رواية المكبّر

وهو: حنبل بن عبدالله بن فرج البغدادي، المتوفى سنة ٦٠٤.

رواه عن ابن الحصين، وعنه قاضي القضاة القرشي، كما في رواية أبي عبدالله الكنجي الشافعي الحافظ.

ترجمته

قالوا بترجمته: إنه راوي مسند أحمد بن حنبل كلّه عن هبة الله بن الحصين.

وقد حدّث عنه من الأكابر: ابن النجّار، وابن الدبيثي، وابن خليل، وابن

__________________

(١). سير أعلام النبلاء ٢١ / ١٩٠. وانظر: طبقات السبكي ٦ / ٧، طبقات القراء ١ / ٣٩، تاريخ ابن كثير ١٣ / ٩، شذرات الذهب ٤ / ٣٠٠، الوافي بالوفيات ٦ / ٢٥٣ وغيرها.

٨٤

علّان، والصدر البكري، والتاج القرطبي، وآخرون

وصفه الذهبي بـ « بقية المسندين »(١) .

وقد ذكر في وفيات سنة ٦٠٤ من الأعلام في:

١ - الكامل في التاريخ ١٢ / ١١٦

٢ - البداية والنهاية ١٣ / ٥٠

٣ - النجوم الزاهرة ٦ / ١٩٥

٤ - العبر ٥ / ١٠

٥ - شذرات الذهب ٥ / ١٢.

(٦٦)

رواية نجم الدين كبرى الخيوقي

وهو: أحمد بن عمر بن محمّد الخوارزمي المتوفى سنة ٦١٨.

رواه عنه شيخ الإسلام الحمويني.

ترجمته

قال الذهبي: « نجم الدين الكبرى. الشيخ الإمام العلّامة، القدوة المحدّث، الشهيد، شيخ خراسان

طاف في طلب الحديث، وعني بالحديث وحصّل الاصول.

حدّث عنه: عبدالعزيز بن هلالة، وخطيب داريّا، وناصر بن منصور

__________________

(١). سير أعلام النبلاء ٢١ / ٤٣١.

٨٥

العرضي، وسيف الدين الباخرزي تلميذه، وآخرون.

قال ابن نقطة: هو شافعي إمام في السنّة.

وقال عمر بن الحاجب: طاف البلاد وسمع واستوطن خوارزم، وصار شيخ تلك الناحية، وكان صاحب حديثٍ وسنّة، ملجأ للغرباء، عظيم الجاه، لا يخاف في الله لومة لائم.

نزلت التتار على خوارزم في ربيع الأوّل سنة ٦١٨، فخرج نجم الدين الكبرى فيمن خرج للجهاد، فقاتلوا على باب البلد، حتى قتلوا رضي الله عنهم، وقتل الشيخ وهو في عشر الثمانين.

وفي كلامه شيء من تصوّف الحكماء »(١) .

(٦٧)

رواية ابن الشيرازي

وهو: أبو نصر محمّد بن هبة الله الشيرازي الدمشقي، المتوفى سنة ٦٣٥.

رواه عن الحافظ ابن عساكر، وعنه الحافظ الكنجي الشافعي.

ترجمته

الأسنوي: « كان فقيهاً، فاضلاً، خيّراً، ديّناً، منصفاً، عليه سكينة ووقار، حسن الشكل، يصرف أكثر أوقاته في نشر العلم »(٢) .

__________________

(١). سير أعلام النبلاء ٢٢ / ١١١ ملخصاً.

(٢). طبقات الشافعية ٢ / ٣٠ رقم ٧١٥.

٨٦

ابن تغى بردى - في وفيات سنة ٦٣٥ -: « والقاضي شمس الدين أبو نصر محمّد بن هبة الله بن محمّد ابن الشيرازي، في جمادى الآخرة، وله ٨٦ سنة »(١) .

ابن كثير: « سمع الكثير على الحافظ ابن عساكر وغيره، واشتغل في الفقه وأفى ودرّس بالشامية البرانية، وناب في الحكم عدّة سنين، وكان فقيهاً عالماً، فاضلاً ذكياً، حسن الأخلاق، عارفاً بالأخبار وأيام العرب والأشعار، كريم الطباع، حميد الآثار »(٢) .

ابن العماد: « درّس وأفتى، وناظر، وصار من كبار أهل دمشق في العلم والرواية والرياسة والجلالة. ودرّس مدّة بالشاميّة الكبرى. قال ابن شهبة: ولي قضاء بيت المقدس ثمّ ولي تدريس الشامية البرانية، ثمّ ولي قضاء دمشق في سنة ٦٣١. وكان فقيهاً فاضلاً خيّراً ديّناً منصفاً، عليه سكينة ووقار، حسن الشكل »(٣) .

الذهبي: « الشيخ الإمام العالم المفتي المسند الكبير جمال الإسلام القاضي شمس الدين أبو نصر كان رئيساً جليلاً، ماضي الأحكام، عديم المحاباة، ساكناً وقوراً، مليح الشكل، منوّر الوجه ...»(٤) .

__________________

(١). النجوم الزاهرة ٦ / ٣٠٢.

(٢). البداية والنهية ١٣ / ١٥١.

(٣). شذرات الذهب ٥ / ١٧٤.

(٤). سير أعلام النبلاء ٢٣ / ٣١.

٨٧

(٦٨)

رواية سبط ابن الجوزي

وهو: شمس الدين يوسف بن عبدالله، سبط ابن الجوزي، الحنفي، المتوفى سنة ٦٥٤.

روى الحديث عن الترمذي عن عمران بن الحصين(١) .

ترجمته

ابن خلكان: « الواعظ المشهور، حنفي المذهب، له صيت وسمعة في مجالس وعظه، وقبول عند الملوك وغيرهم »(٢) .

أبو الفداء: « كان من الوّعاظ الفضلاء »(٣) .

الذهبي: « العلامة الواعظ المؤرخ، شمس الدين »(٤) .

الكفوي: « كان إماماً عالماً فقيهاً واعظاً جيداً مهيباً »(٥) .

اليافعي: « العلامة الواعظ المؤرخ درّس وأفتى »(٦) .

وله ترجمة في مصادر أخرى أيضاً، مثل ( طبقات المفسرين ) و ( تتمة المختصر ) و ( مختصر الجواهر المضيّة في طبقات الحنفية ) وغيرها.

__________________

(١). تذكرة خواص الأمة: ٣٦.

(٢). وفيات الأعيان ٣ / ١٤٢، ٢ / ١٥٣.

(٣). المختصر في أخبار البشر، حوادث ٦٥٤.

(٤). العبر في خبر من غبر، حوادث ٦٥٤.

(٥). كتائب أعلام الأخبار من فقهاء مذهب النعمان المختار - مخطوط.

(٦). مرآة الجنان، حوادث ٦٥٤.

٨٨

(٦٩)

رواية القرشي

وهو: أبو الفضل محي الدين يحيى بن محمّد بن علي القرشي الدمشقي، المتوفى سنة ٦٦٨.

وهو شيخ الحافظ الكنجي، رواه عنه بإسناده، عن أحمد بن حنبل.

ترجمته

قال الذهبي: « محيي الدين قاضي القضاة، أبو الفضل يحيى ابن قاضي القضاة أبي المعالي محمّد بن قاضي القضاة زكي الدين أبي الحسن علي بن قاضي القضاة منتجب الدين أبي المعالي القرشي الدمشقي الشافعي.

وله سنة ٦٩.

وروى عن حنبل، وابن طبرزد.

وتفقّه على الفخر ابن عساكر.

ولي قضاء دمشق مرتين، فلم تطل أيّامه.

وكان صدراً معظّماً معرقاً في القضاء.

له في ابن العربي عقيدة تتجاوز الوصف.

وكان شيعياً يفضّل علياً على عثمان، مع كونه ادّعى نسباً إلى عثمان، وهو القائل:

أدين بما دان الوصي ولا أرى

سواه وإن كانت اُميّة محتدي

ولو شهدت صفين خَيْلي لأعذرت

وساء بني حرب هنالك مشهدي

٨٩

وسار إلى خدمة هولاكو، فأكرمه ووّلاه قضاء الشام، وخلع عليه خلعة سوداء مذهّبة. فلمـّا تملّك الملك الظاهر أبعده إلى مصر وألزمه بالمقام بها.

توفي بمصر في رابع عشر رجب(١) .

وتوجد في ترجمته أيضاً في:

١ - مرآة الجنان ٤ / ١٦٩

٢ - النجوم الزاهرة ٧ / ٢٣٠

٣ - البداية والنهاية ١٣ / ٢٥٧

٤ - شذرات الذهب ٥ / ٣٢٥

(٧٠)

رواية إبن منظور الإفريقي

وهو: جمال الدين أبو الفضل محمّد بن مكرم بن علي الأنصاري الإفريقي المصري، المتوفى سنة: ٧١١.

روى حديث الولاية في ( مختصر تاريخ دمشق ) حيث قال:

« قال بُرَيدة:

غزوت مع علي إلى اليمن فرأيت منه جفوة، فقدمت على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فذكرت عليّاً فتنقصته، فرأيت وجه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يتغير، فقال: يا بريدة، ألستُ أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟

فقلت: بلى يا رسول الله، قال: « من كنت مولاه فعلي مولاه ».

__________________

(١). العبر في خبر من غير ٣ / ٣١٨، وفيات: ٦٦٨.

٩٠

وعن بريدة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:

« علي بن أبي طالب مولى من كنت مولاه ».

وعن بريدة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:

« عليّ بن أبي طالب مولى كل مؤمن ومؤمنة، وهو وليّكم بعدي ».

وعن بريدة قال:

بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعثين إلى اليمن، على أحدهما علي ابن أبي طالب، وعلى الآخر خالد بن الوليد، فقال: إذا اجتمعتما فَعليٌّ على الناس وإذا افترقتما فكل واحد منكما على حدة، قال: فلقينا بني زبيد من اليمن، فقاتلناهم، وظهر المسلمون على الكافرين، فقتلوا المقاتلة وسبوا الذرية، واصطفى عليّ جارية من الفيء، فكتب معي خالد يقع في علي، وأمرني أن أنال منه.

قال: فلما أتيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم رأيت الكراهية في وجهه، فقلت: هذا مكان العائذ يا رسول الله، بعثتني مع رجل وأمرتني بطاعته، فبلّغت ما أرسلني، قال: يا بريدة: لا تقعْ في عليٍّ، عليٌّ مني وأنا منه، وهو وليّكم بعدي.

وفي حديث آخر بمعناه:

قال بريدة: وكنت من أشد الناس بغضاً لعليّ. قال: وكنت رجلاً إذا تكلّمت طأطأت رأسي حتى أفرغ من حاجتي، فطأطأت رأسي، وتكلّمت فوقعت في علي حتى فرغت، ثم رفعت رأسي، فرأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قد غضب غضباً لم أره غضب مثله قط إلايوم قريظة والنضير، فنظر إليَّ

٩١

فقال: « يا بريدة، إن عليّاً وليكم بعدي، فأحب عليّاً فإنه يفعل ما يؤمر ». قال: فقمت وما أحد من الناس أحبّ إليَّ منه.

قال: عبدالله بن عطاء:

حدثت بذلك أبا حرب بن سويد بن غفلة، فقال: كتمك عبدالله بن بريدة بعض الحديث؛ إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال له: أنافَقْتَ بعدي يا بريدة؟

وفي حديث آخر فقال:

« يا بريدة، أتبغض علياً؟ » قال: قلت: نعم، قال: « فأحبّه، فإن له في الخمس أكثر من ذلك».

وعن البراء بن عازب قال:

بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم جيشين وأمَّرَ على أحدهما علي بن أبي طالب، وعلى الآخر خالد بن الوليد، فقال: إذا كان قتال فعليُّ على الناس.

قال: ففتح عليٌّ قصراً، فاتَّخذ لنفسه جارية، فكتب معي خالد بن الوليد يَشِي به، فلما قرأ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الكتاب قال: « ما تقول في رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله؟ » قال: قلت: أعوذ بالله من غضب الله.

وعن عمران بن حُصَين قال:

بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سريةً وأمَّرَ عليهم علي بن أبي طالب، فأحدث شيئاً في سفره، فتعاقد أربعة من أصحاب محمّد صلّى الله عليه وسلّم أن يذكروا أمره لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال عمران: وكنا إذا

٩٢

قدمنا من سفر بدأنا برسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فسلّمنا عليه، قال: فدخلوا عليه، فقام رجل منهم فقال: يا رسول الله، إن علياً فعل كذا وكذا، فأعرض عنه. ثم قام الثاني، فقال: يا رسول الله، إن علياً فعل كذا وكذا، فأعرض عنه. ثم قام الثالث، فقال: يا رسول الله، إن علياً فعل كذا وكذا، فأعرض عنه. ثم قام الرابع فقال: يا رسول الله إن علياً فعل كذا وكذا، قال: فأقبل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على الرابع وقد تغيّر وجهه، فقال: « دعوا علياً، دعوا علياً، دعوا علياً، إن علياً مني وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن بعدي ».

وفي رواية:

فأقبل إليه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم والغضب يعرف في وجهه فقال: « ما تريدون من علي؟ إن علياً مني وأنا منه، وهو وليّ كل مؤمن بعدي ».

وعن وهب بن حمزة قال:

سافرت مع علي بن أبي طالب من المدينة إلى مكة، فرأيت منه جفوة، فقلت: لئن رجعت ولقيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لأنالنَّ منه. قال: فرجعت، فلقيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فذكرت علياً فنلت منه، فقال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: « لا تقولنَّ هذا لعلي، فإن علياً وليكم بعدي ».

وعن أبي سعيد الخدري قال:

بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم علي بن أبي طالب إلى اليمن قال: ( أبو سعيد )(١) : فكنت فيمن خرج معه - فلما احتفر إبل الصدقة سألناه أن نركب منها ونريح إبلنا، وكنا قد رأينا في إبلنا خللاً، فأبى علينا، وقال: إنما لكم منها سهم كما للمسلمين.

__________________

(١). ما بين المعقوفتين لحق في هامش الأصل.

٩٣

قال: فلما فرغ علي وانصرف من اليمن راجعاً، أمَّرَ علينا إنساناً فأسرع هو فأدرك الحج، فلما قضى حجَّته قال له النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ارجع إلى أصحابك حتى تقدم عليهم.

قال أبو سعيد: وقد كنا سألنا الذي استخلفه ما كان علي منعنا إياه ففعل، فلما جاء عرف في إبل الصدقة أنها قد ركبت، رأى أثر الراكب، فذمّ الذي أمَّره ولامه، فقال: أما إنَّ الله عَلَيّ إن قدمت المدينة لأذكرنّ لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ولأخبرنّه ما لقينا من الغلظة والتَّضييق.

قال: فلما قدمنا المدينة غدوت إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أريد أن أفعل ما كنت قد حلفت عليه، فلقيت أبا بكر خارجاً من عند رسول صلّى الله عليه وسلّم، فلما رآني قعد معي ورحَّب بي، وساءلني وساءلته، وقال: متى قدمت؟ قلت: قدمت البارحة، فرجع معي إلي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فدخل وقال لي هذا سعد بن مالك، ابن الشهيد، قال: ائذن له، فدخلت فحيَّيْت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وحيَّاني وسلَّم عَلَيَّ، وساءلني عن نفسي وعن أهلي فأحفى في المسألة، فقلت: يا رسول الله، ما لقينا من علي من الغلظة وسوء الصحبة والتّضييق، فانْتَبذ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وجعلت أنا أُعدّد ما لقينا منه، حتى إذا كنت في وسط كلامي ضرب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على فخذي، وكنت منه قريباً، وقال: « سعد بن مالك ابن الشهيد، مَهْ بعض قولك لأخيك علي، فوالله، لقد علمت أنه أخشن في سبيل الله ».

قال: فقلت في نفسي: ثكلتك أمك، سعد بن مالك، ألا أراني كنت فيما يكره منذ اليوم وما أدري؟ لا جَرَمَ، والله لا أذكره بسوء أبداً سرّاً ولا علانية.

٩٤

وعن عمرو بن شاس الأسلمي قال:

خرجت مع علي بن أبي طالب إلى اليمن فأجفاني، فأظهرت لائمة علي بالمدينة حتى فشا ذلك، فدخلت المسجد مَرْجِعَ النبي صلّى الله عليه وسلّم ذات غداة، ورسول الله جالس، فرماني ببصره حتى إذا جلست قال: والله، يا عمرو ابن شاس، لقد آذيتني، فقلت: أعوذ بالله وبالإسلام أن أوذي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: « بلي، من آذى مسلماً فقد آذاني، ومن آذى مسلماً فقد آذى الله عزّ وجلّ ».

( وفي حديث آخر:

قلت: أعوذ بالله من أن أوذيك، قال: بلى، من آذى علياً فقد آذاني )(١) .

وعن عمرو بن شاس: سمع النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقول:

« من آذى علياً فقد آذاني ».

وعن جابر قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لعلي:

« من آذاك فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله ».

وعن سعد بن أبي وقاص قال:

كنت جالساً في المسجد، أنا ورجلان معي، فنلنا من علي، فأقبل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم غضبان يعرف في وجهه الغضب، فتعوذت بالله من غضبه، فقال: « ما لكم وما لي؟ من آذى علياً فقد آذاني ».

وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال:

خطب الناس أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في الرّحبة قال: أنشد الله

__________________

(١). ما بين المعقوفتين لحق في هامش الأصل.

٩٥

امرأ نشدة الإسلام سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوم غدير أخذ بيدي يقول: ألست أولى بكم يا معشر المسلمين من أنفسكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهمّ والِ من والاه، وعادِ من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، إلّاقام، فقامَ بضعة عشر رجلاً فشهدوا، وكتم قوم فما فنوا من الدنيا حتى عموا وبرصوا.

وزاد في حديث آخر:

« وأحِبَّ من أحبَّه، وأبغِض من أبغضه ».

وعن زياد بن الحارث قال:

جاء رهط إلى علي بالرّحبة فقالوا: السلام عليك يا مولانا، قال: كيف أكون مولاكم وأنتم قوم عرب؟ قالوا: سمعنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوم غدير خم يقول: من كنت مولاه فإن هذا مولاه.

قال رياح: فلما مضوا تبعتهم، فسألت من هؤلاء؟ قالوا: نفر من الأنصار فيهم أبو أيوب الأنصاري.

وعن حذيفة بن أسيد قال:

لما قفل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن حجة الوداع نهى أصحابه عن شجرات بالبطحاء متقاربات أن ينزلوا حولهن، ثم بعث إليهن، فصلى تحتهن، ثم قام فقال: « أيها الناس: قد نبأني اللطيف الخبير أنه لم يعمر نبي إلاّ مثل نصف عمر الذي يليه من قبله، وإني لأظن أن يوشك أن أدعى فأجيب، وإني مسؤول، وأنتم مسؤولون، فماذا أنتم قائلون؟ » قالوا: نشهد أنك قد بلَّغْت ونصحْت وجهدْت، فجزاك الله خيراً، قال: « ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمّداً

٩٦

عبده ورسوله وأن جنته حق وناره حق، وأن الموت حق، وأن البعث بعد الموت حق، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور؟ » قالوا: بلى، نشهد بذلك، قال: « اللهمّ اشهد».

ثم قال: « أيها الناس إن الله مولاي، وأنا مولى المؤمنين، وأنا أولى بهم من أنفسهم، فمن كنت مولاه فهذا مولاه، اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه ».

ثم قال: « أيّها الناس إني فَرَطُكُم وإنكم واردون عليَّ الحوضَ، حوض أعرض مما بين بصري وصنعاء، فيه عدد النجوم قد حان فضّة، وإني سائلكم حين تردون عليَّ عن الثّقلين، فانظروا كيف تخلفونني فيهما، الثَّقَل الأكبر كتاب الله، سببٌ طرفُه بيد الله عزّ وجلّ، وطرفٌ بأيديكم، فاستمسكوا به، لا تضلوا ولا تبدلوا، وعِتْرتي أهل بيتي، فإنه قد نبّأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض »(١) .

ترجمته

وابن منظور إمامٌ من أئمة أهل السنّة في الحديث والرجال واللغة، ترجموا له وأثنوا عليه الثناء الحسن الجميل:

ابن حجر: « عمّر وكبر وحدّث، فأكثروا عنه، وكان مغرىً باختصار كتب الأدب المطوّلة ...، وجمع في اللغة كتاباً سمّاه لسان العرب ...، وولي قضاء طرابلس، قال الذهبي: كان عنده تشيّع بلا رفض. مات في شعبان سنة ٧١١ »(٢) .

__________________

(١). مختصر تاريخ دمشق ١٧ / ٣٤٨ - ٣٥٣.

(٢). الدرر الكامنة ٤ / ٢٦٢.

٩٧

ابن العماد: « القاضي المنشئ جمال الدين، حدّث بمصر ودمشق، واختصر تاريخ ابن عساكر، وله نظم ونثر، وفيه شائبة تشيع »(١) .

ابن شاكر: « كان فاضلاً، وعنده تشيع بلا رفض، خدم في الإنشاء بمصر، ثم ولي قضاء طرابلس، وكان كثير الحفظ، اختصر كتباً كثيرة، وله نظم ونثر »(٢) .

وله ترجمة في ( الوافي بالوفيات ) و ( حسن المحاضرات ) و ( بغية الوعاة ) وفي كتب أخرى غيرها.

(٧١)

رواية الخطيب التبريزي

وهو: ولي الدين محمّد بن عبدالله العمري، كان حيّاً سنة ٧٣٧.

« عن عمران بن الحصين: أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: إنّ علياً مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن. رواه الترمذي »(٣) .

ترجمته

لم يذكروا له ترجمةً في الكتب الرجاليّة، ولم تظهر سنة وفاته، إلّا أنهم اعتمدوا على كتابه ( مشكاة المصابيح ) وكتبوا عليه الشروح الكثيرة، المطولة

__________________

(١). شذرات الذهب ٦ / ٢٦.

(٢). فوات الوفيات ٤ / ٣٩.

(٣). مشكاة المصابيح ٣ / ١٧٢٠.

٩٨

والمختصرة، ووصفوا المؤلف بأوصاف حميدة، فالقاري - مثلاً - يقول في مقدمة ( المرقاة في شرح المشكاة ):

« لمـّا كان كتاب مشكاة المصابيح، الذي ألّفه مولانا الحبر العلاّمة والبحر الفهّامة، مظهر الحقائق وموضّح الدقائق، الشيخ التقي النقي، ولي الدين، محمّد ابن عبدالله، الخطيب التبريزي، أجمع كتابٍ في الأحاديث النبوية، وأنفع لبابٍ من الأسرار المصطفويّة ».

(٧٢)

رواية الفاروقي

وهو: ظهير الدين عبدالصمد بن نجم الدين محمود بن عبدالصمد.

رواه قائلاً: « عن عمران بن حصين: إنّ عليّاً منّي وأنا منه وهو ولي كلّ مؤمنٍ بعدي »(١) .

(٧٣)

رواية السبكي

وهو: تقي الدين علي بن عبدالكافي الخزرجي، المتوفى سنة ٧٥٦.

قال الشيخ حسن زمان ابن أمان الله التركماني، في سياق روايات حديث الولاية:

« وعن بريدة - في روايةٍ اخرى -: إن علياً مني وأنا منه، خلق من طينتي

__________________

(١). شرح المصابيح - مخطوط. نقله العلاّمة المحقق المرحوم السيد عبدالعزيز الطباطبائي عن نسخةٍ منه بخط ابن أخي المؤلف، فرغ منه في ٢٣ ربيع الأوّل سنة ٧٥٣.

٩٩

وخلقت من طينة إبراهيم، وأنا أفضل من إبراهيم، ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم. يا بريدة، أما علمت أن لعلي أكثر من الجارية التي أخذ وأنه وليّكم بعدي.

أخرجه ابن جرير في تهذيب الآثار، وهو صحيح عنده. قال الخطيب: لم أر سواه في معناه.

أورده واعتمده جماعة من الأئمة، من آخرهم: السبكي والسيوطي »(١) .

ترجمته

وتوجد ترجمته مع التعظيم الكثير في كثيرٍ من الكتب المعتمدة:

كالدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة ٣ / ٦٣

والنجوم الزاهرة في محاسن مصر والقاهرة ١٠ / ٣١٨

وشذرات الذهب في أخبار من ذهب ٦ / ١٨٠

وبغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة: ٣٤٢

وطبقات الشافعية الكبرى ٦ / ١٤٦ - ٢٢٧

(٧٤)

رواية الصّلاح الصّفدي

وهو: صلاح الدين خليل بن أبيك بن عبدالله، المتوفى سنة ٧٦٤.

__________________

(١). القول المستحسن في فخر الحسن: ٢١٤.

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

باب دينه ».

وقد أورد كلامها بتمامه ابن عبد ربه القرطبي في كتاب الجمانة، تحت عنوان « وفود أم الخير بنت حريش على معاوية »(١) .

____________________

(١). العقد الفريد ٢ / ١١٥.

٤٠١

(١٧)

وأنت باب الله

ومن رواته:

القندوزي البلخي. رواه حيث قال: « وعن ياسر الخادم عن علي الرضا، عن أبيه، عن آبائه عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: يا علي أنت حجة الله وأنت باب الله، وأنت الطريق إلى الله، وأنت النبأ العظيم، وأنت الصراط المستقيم، وأنت المثل الأعلى، وأنت إمام المسلمين، وأمير المؤمنين، وخبر الوصيين، وسيد الصدّيقين، يا علي: أنت الفاروق الأعظم، وأنت الصدّيق الأكبر، وإنّ حزبك حزبي وحزبي حزب الله، وإن حزب أعدائك حزب الشيطان »(١) .

ويؤيّده: ما جاء في خطبةٍ لأمير المؤمنينعليه‌السلام ، رواها القندوزي حيث قال: « في المناقب عن أبي بصير عن جعفر الصادق قال: قال أمير المؤمنين علي سلام الله عليه في خطبته: أنا الهادي وأنا المهتدي، وأنا أبو اليتامى والمساكين

____________________

(١). ينابيع المودة ٤٩٥.

٤٠٢

وزوج الأرامل، وأنا ملجأ كلّ ضعيف ومأمن كلّ خائف، وأنا قائد المؤمنين إلى الجنة، وأنا حبل الله المتين، وأنا العروة الوثقى وكلمة التقوى، وأنا عين الله وباب الله ولسان الله الصادق، وأنا جنب الله الذي يقول الله تعالى فيه( أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ ) وأنا يد الله المبسوطة على عباده بالرحمة والمغفرة، وأنا باب حطة من عرفني وعرف حقي فقد عرف ربّه، لأني وصي نبيه في أرضه وحجّته على خلقه، لا ينكر هذا إلّا راد على الله ورسوله »(١) .

ويؤيده: قول سيدنا زين العابدين « نحن أبواب الله » رواه القندوزي حيث قال: « وفي المناقب عن ثابت الثمالي عن علي بن الحسين رضي الله عنهما قال: ليس بين الله وبين حجته حجاب، ولا لله دون حجته سر، نحن أبواب الله، ونحن الصراط المستقيم، ونحن عيبة علم الله وتراجمة وحيه، ونحن أركان توحيده وموضع سرّه »(٢) .

____________________

(١). ينابيع المودة ٤٩٥.

(٢). ينابيع المودة ٢٢.

٤٠٣

(١٨)

أنا باب المدينة

قاله الامام في خطبة له. رواها:

١ - كمال الدين ابن طلحة.

٢ - القندوزي البلخي، عن ابن طلحة، وهي خطبة طويلة ننقل منها ما يلي:

قالعليه‌السلام : « أنا سرّ الأسرار، أنا شجر الأنوار، أنا دليل السماوات، أنا أنيس المسبحات، أنا خليل جبرائيل، أنا صفي ميكائيل، أنا قائد الأملاك، أنا سمندل الأفلاك، أنا سرير الصراح، أنا حفيظ الألواح، أنا قطب الديجور، أنا البيت المعمور، أنا مزن السحائب، أنا نور الغياهب، أنا فلك اللجج، أنا حجة الحجج، أنا مسدد الخلائق، أنا محقق الحقائق، أنا مأول التأويل، أنا مفسر الإِنجيل، أنا خامس الكساء، أنا تبيان النساء، أنا إلفة الإِيلاف، أنا رجال الأعراف.

أنا سرّ إبراهيم، أنا ثعبان الكليم، أنا ولي الأولياء، أنا ورثة الأنبياء، أنا أوريا الزبور، أنا حجاب الغفور، أنا صفوة الجليل، أنا إيلياء الانجيل، أنا شديد

٤٠٤

القوى، أنا حامل اللوا، أنا إمام المحشر، أنا ساقي الكوثر، أنا قسيم الجنان، أنا مشاطر النيران، أنا يعسوب الدين، أنا إمام المتقين، أنا وارث المختار، أنا ظهير الاظهار، أنا مبيد الكفرة.

أنا أبو الأئمة البررة، أنا قالع الباب، أنا مفرّق الأحزاب، أنا الجوهرة الثمينة، أنا باب المدينة، أنا مفسّر البيّنات، أنا مبيّن المشكلات، أنا النون والقلم، أنا مصباح الظلم، أنا سؤال متى، أنا ممدوح هل أتى، أنا النبأ العظيم، أنا الصراط المستقيم، أنا لؤلؤ الأصداف، أنا جبل قاف، أنا سرّ الحروف، أنا نور الظروف، أنا الجبل الراسخ، أنا العلم الشامخ، أنا مفتاح الغيوب، أنا مصباح القلوب، أنا نور الأرواح، أنا روح الأشباح، أنا الفارس الكرّار، أنا نصرة الأنصار، أنا السيف المسلول.

أنا الشهيد المقتول، أنا جامع القرآن، أنا بنيان البيان، أنا شقيق الرسول، أنا بعل البتول، أنا عمود الاسلام، أنا مكسر الأصنام، أنا صاحب الأذن، أنا قاتل الجن، أنا صالح المؤمنين، أنا إمام المفلحين، أنا إمام أرباب الفتوة، أنا كنز أسرار النبوة، أنا المطلع على أخبار الأوّلين، أنا المخبر عن وقائع الآخرين »(١) .

____________________

(١). ينابيع المودة ٤٠٥.

٤٠٥

(١٩)

علي مني وأنا منه ولا يؤدّي إلّا أنا أو علي

ذكره السخاوي مؤيّداً لحديث أنا مدينة العلم، وهو من أشهر أحاديث مناقب أمير المؤمنينعليه‌السلام وخصائصه، رواه وأخرجه كبار الأئمة والحفاظ والعلماء في مختلف القرون ومنهم:

١ - أبوبكر عبد الله ابن أبي شيبة.

٢ - أبو الحسن عثمان بن أبي شيبة.

٣ - أبو عبد الله أحمد بن حنبل.

٤ - أبو عبد الله محمد بن ماجة القزويني.

٥ - أبو عيسى الترمذي.

٦ - أبوبكر ابن أبي عاصم.

٧ - أبو عبد الرحمن النسائي.

٨ - أبو القاسم البغوي.

٩ - أبو الحسين ابن قانع البغدادي.

١٠ - أبو القاسم الطبراني.

٤٠٦

١١ - أبو الحسن الجلّابي - ابن المغازلي الواسطي.

١٢ - أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي.

١٣ - أبو طاهر السّلفي الاصبهاني.

١٤ - مجد الدّين ابن الأثير الجزري.

١٥ - ضياء الدين المقدسي الحنبلي.

١٦ - أبو عبد الله الكنجي الشافعي.

١٧ - أبو الفتح محمد بن محمد الباوردي.

١٨ - محيي الدين النووي.

١٩ - محب الدين الطبري الشافعي.

٢٠ - صدر الدين أبو المجامع الحموئي.

٢١ - شمس الدين الذّهبي.

٢٢ - ولي الله الخطيب التبريزي.

٢٣ - شمس الدين السّخاوي.

٢٤ - جلال الدين السّيوطي.

٢٥ - أحمد ابن حجر الهيثمي المكي.

٢٦ - علي بن حسام المتقي.

٢٧ - إبراهيم الوصّابي اليمني.

٢٨ - شيخ بن عبد الله العيدروس.

٢٩ - عبد الرؤف المناوي.

٣٠ - علي بن أحمد العزيزي البولاقي.

٣١ - ميرزا محمد بن معتمد خان البدخشاني.

٣٢ - محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني.

٣٣ - محمد بن علي الصبان المصري.

٣٤ - شهاب الدين الحفظي العجيلي.

٤٠٧

٣٥ - محمد مبين اللكهنوي.

٣٦ - ولي الله اللكهنوي.

٣٧ - سليمان بن إبراهيم القندوزي.

٣٨ - سيد مؤمن الشبلنجي المصري.

ولو أردنا إيراد روايات هؤلاء جميعاً بأسنادها ومتونها لطال بنا المقام جدّاً غير أنا نذكر منها ونكتفي بالإِشارة إلى البقية، ونذكر عدّةً من المصادر ليراجع من أراد التفصيل فنقول:

قال أحمد: « ثنا يحيى بن آدم وابن أبي بكير قالا: ثنا اسرائيل عن أبي إسحاق عن حبشي بن جنادة، قال يحيى بن آدم السلولي - وكان قد شهد يوم حجة الوداع - قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : علي مني وأنا منه ولا يؤدّي عني إلّا أنا أو علي »(١) .

« ثنا أسود بن عامر، أنا شريك عن أبي إسحاق عن حبشي بن جنادة قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: علي مني وأنا منه ولا يؤدّي عني إلّا أنا أو علي.

ثنا يحيى بن آدم ثنا شريك عن أبي إسحاق، عن حبشي بن جنادة السلولي قال سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: علي مني وأنا منه ولا يؤدّي عني إلّا أنا أو علي. قال شريك: قلت لأبي إسحاق: أنت سمعته منه؟ قال: موضع كذا وكذا، لا أحفظه.

ثنا أبو أحمد ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن حبشي بن جنادة السلولي - وكان قد شهد حجة الوداع - قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : علي مني وأنا منه ولا يؤدّي عني إلّا أنا أو علي »(٢) .

وقال ابن ماجة القزويني: « حدثنا أبوبكر بن أبي شيبة وسويد بن سعيد

____________________

(١). المسند ٤ / ١٦٤ - ١٦٥.

(٢). المسند ٤ / ١٦٤ - ١٦٥.

٤٠٨

وإسماعيل بن موسى قالوا ثنا شريك عن أبي إسحاق »(١) .

وقال الترمذي: « حدثنا إسماعيل بن موسى، نا شريك عن أبي إسحاق عن حبشي بن جنادة قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : علي مني وأنا من علي ولا يؤدّي عنّي إلّا أنا أو علي.

هذا حديث حسن غريب صحيح »(٢) .

وقال أبو عبد الرحمن النسائي: « ذكر قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لا يؤدّي إلّا أنا أو علي: أخبرنا أحمد بن سليمان قال [ حدثنا يحيى بن آدم قال ] حدثنا إسماعيل عن أبي إسحاق عن حبشي بن جنادة السلولي قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : علي مني وأنا منه، فلا يؤدّي عني إلّا أنا أو علي »(٣) .

وقال النووي: « وعن حبشي بن جنادة الصحابيرضي‌الله‌عنه قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : علي مني وأنا من علي ولا يؤدّي عني إلّا أنا أو علي. رواه الترمذي والنسائي وابن ماجة قال الترمذي: حديث حسن وفي بعض النسخ: حسن صحيح »(٤) .

وقال المحب الطبري تحت عنوان « ذكر اختصاصه بالتبليغ عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « وعن حبشي بن جنادة خرّجه الحافظ السلفي »(٥) .

ورواه الذهبي بترجمة سويد بن سعيد عن طريق أبي القاسم البغوي عن أبي إسحاق عن حبشي »(٦) .

وقال المتقي: « علي مني وأنا من علي ولا يؤدّي عني إلّا أنا أو علي ش حم ت حسن صحيح غريب. ن ه وابن أبي عاصم والبغوي والباوردي. وابن قانع

____________________

(١). سنن ابن ماجة ١ / ٤٤.

(٢). صحيح الترمذي ٥ / ٦٣٦.

(٣). الخصائص للنسائي: ٩٠.

(٤). تهذيب الاسماء واللغات ١ / ٣٤٧.

(٥). الرياض النضرة ٢ / ١٧٤.

(٦). تذكرة الحفاظ ٢ / ٣٨.

٤٠٩

طب ص عن حبشي بن جنادة السلولي »(١) .

وقال الوصابي: « وعن حبشي بن جنادة - وكان قد شهد حجة الوداع - قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : علي مني وأنا منه ولا يؤدّي عني إلّا أنا أو علي. أخرجه الإِمام أحمد في مسنده، والترمذي في جامعه، والنسائي وعثمان بن أبي شيبة في سننهما، والحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن سلفة في السلفيات. و في رواية أخرى عنه: إن رسول الله قال: علي مني وأنا من علي ولا يؤدّي عنّي إلّا أنا أو علي. أخرجه ابن ماجة وابن أبي عاصم في سننهما، والبغوي في المعجم، والطبراني في الكبير، والضياء في المختارة، والباوردي وابن قانع »(٢) .

وانظر: مشكاة المصابيح ٣ / ٢٤٣، الجامع الصغير ٢ / ٦٦ الصواعق المحرقة: ٨٣، المقاصد الحسنة: ٩٨، جامع الأصول ٩ / ٤٧١ المناقب لابن المغازلي ٢٢٢ فرائد السمطين ١ / ٥٨، كفاية الطالب ٢٧٦، إسعاف الراغبين ١٥٥، ينابيع المودة ١٨٠، ٢٨١، كنوز الحقائق - هامش الجامع الصغير - ٢ / ١٦، نزل الأبرار: ٣٨.

____________________

(١). كنز العمال ١٢ / ٢٠٣.

(٢). الاكتفاء في فضل الأربعة الخلفاء - مخطوط.

٤١٠

(٢٠)

فهم الباب المبتلى بهم، من أتاهم نجا ومن أباهم هوى

قالهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في خطبة له في فضل أهل البيتعليهم‌السلام ، ومن رواتها المشهورين:

أبو نعيم الاصبهاني، رواها باسناده:

« عن جابر بن عبد الله قال: خرج علينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوما - ومعه علي والحسن والحسين - فخطبنا فقال: أيها الناس! إن هؤلاء أهل بيت نبيكم، قد شرّفهم الله بكرامته واستحفظهم سرّه واستودعهم علمه، فهم عماد الدين وشهداء على أمته، برأهم قبل خلقه إذْ هم أظلة تحت عرشه نجباء في علمه، وارتضاهم واصطفاهم، فجعلهم علماء وفقهاء لعباده، ودلّهم على صراطه، فهم الأئمة المهديّة والقادة الداعية والأئمة الوسطى والرحم الموصولة [ الموصولة ]، هم الكهف الحصين للمؤمنين، ونور أبصار المهتدين، وعصمة من لجأ إليهم ونجاة لمن احترز بهم، يغتبط من والاهم ويهلك من عاداهم، ويفوز من تمسّك بهم، الراغب عنهم مارق من الدين، والمقصّر عنهم زاهق، واللازق لهم لاحق، فهم الباب المبتلى بهم، من أتاهم نجى ومن أباهم هوى، هم حطّة لمن

٤١١

دخله وحجّة الله على من جهله، إلى الله يدعون وبأمر الله يعملون وبآياته يرشدون، فيهم نزلة الرسالة وعليهم هبطت ملائكة الرحمة وإليه بعث الروح الأمين، تفضلاً من الله ورحمة وآتاهم ما لم يؤت أحداً من العالمين، فعندهم - بحمد الله - ما يلتمس ويحتاج من العلم والهدى في الدين، وهم النور من الضلالة عند دخول الظلم، وهم الفروع الطيبة من الشجرة المباركة، وهم معدن العلم وأهل بيت الرحمة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً»(١) .

ويؤيّده:

قال ابن عباس في كلام له في مدح أمير المؤمنين وأهل البيتعليهم‌السلام : « هم الرحم الموصولة والأئمة المتخيرة والباب المبتلى به الناس، من أتاهم نجى ومن نأى عنهم هوى، حطة لمن دخلهم وحجة على من تركهم ».

رواه العاصمي(٢) .

وقد أوردنا نصه بتمامه في مجلد ( حديث السفينة ).

____________________

(١). منقبة المطهرين - مخطوط.

(٢). زين الفتى - مخطوط.

٤١٢

(٢١)

مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة

وهذا الحديث أيضاً ذكره السخاوي مؤيّداً لحديث أنا مدينة العلم، وهو من أشهر الأحاديث في مناقب العترة الطاهرة، رواه وأخرجه عدد كبير من مشاهير الأئمة والحفاظ والمحدثين ومنهم:

١ - أبوبكر أحمد بن عبد الخالق البزار.

٢ - أبو يعلى أحمد بن علي الموصلي.

٣ - أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني.

٤ - أبو عبد الله الحاكم النيسابوري.

٥ - أبو نعيم أحمد بن عبد الله الاصبهاني.

٦ - أبو شجاع شيرويه الديلمي.

٧ - أبو محمد العاصمي.

٨ - أبو محمد عبد العزيز الجنابذي.

٩ - صدر الدين أبو المجامع الحموئي.

١٠ - السيد علي الهمداني.

٤١٣

١١ - شمس الدين السخاوي.

١٢ - جلال الدين السيوطي.

١٣ - نور الدين السمهودي.

١٤ - إبن حجر الهيتمي المكي.

١٥ - علي المتقي الهندي.

١٦ - شاه ولي الله الدهلوي.

١٧ - الشيخ سليمان القندوزي.

١٨ - أحمد زيني دحلان.

ولو أردنا إيراد روايات هؤلاء جميعاً لخرجنا عن المقصود كذلك، ولذا نكتفي بذكر الأهم منها فنقول:

قال الحاكم: « أخبرني أحمد بن جعفر بن حمدان الزاهد ببغداد، ثنا العباس ابن ابراهيم القراطيسي، ثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي، ثنا مفضل بن صالح عن أبي إسحاق عن حنش الكناني قال: سمعت أبا ذررضي‌الله‌عنه يقول - وهو أخذ بباب الكعبة -: من عرفني فأنا من عرفني، ومن أنكرني فأنا أبو ذر، سمعت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح في قومه من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق، ومثل حطّة لبني إسرائيل »(١) .

ورواه أبو نعيم الاصفهاني عن أبي سعيد الخدري وأبي ذر في كتابه ( منقبة المطهرين ).

ورواه السيد علي الهمداني عن الديلمي صاحب الفردوس في كتابه ( السبعين في مناقب أمير المؤمنين )(٢) . وكذا في ( روضة الفردوس ).

وقال السخاوي بعد أن رواه عن الحاكم: « وأخرجه أبو يعلى أيضاً من حديث أبي الطفيل عن أبي ذررضي‌الله‌عنه بلفظ: إن مثل أهل بيتي فيكم مثل

____________________

(١). المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٥٠.

(٢). أنظر ينابيع المودة ٢٤٠.

٤١٤

سفينة نوح من ركب فيها نجى ومن تخلف عنها غرق. وإن أهل بيتي مثل باب حطة. وأخرجه البزار من طريق سعيد بن المسيب عن أبي ذر نحوه. و عن أبي سعيد الخدريرضي‌الله‌عنه سمعت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق. وإنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني اسرائيل من دخله غفر له. رواه الطبراني في الصغير والأوسط »(١) .

وقال السمهودي بعد أن رواه عن عدة من الحفاظ: « وأخرجه الحافظ أبو محمد عبد العزيز بن الأخضر في معالم العترة النبوية »(٢) .

وانظر: فرائد السمطين ٢ / ٢٤٢، الصّواعق المحرقة ١٤٠، كنز العمال ١٣ / ٨٥، ينابيع المودة ٥٢٧، الفتح المبين ٢ / ٢٨٢ وغيرها.

ويؤيّده:

قول أمير المؤمنين عليه في السلام في وصف العترة: « ومثلهم باب حطة وهم باب السلم » رواه القندوزي حيث قال: « وفي تفسير( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ ) في المناقب: عن مسعدة بن صدقة عن جعفر الصادق عن أبيه عن جدّه عن الحسين عن أمير المؤمنين عليعليهم‌السلام قال: ألا إن العلم الذي هبط به آدمعليه‌السلام وجميع ما فضّلت به النبيون إلى خاتم النبيين في عترة خاتم النبيين، فأين يتاه بكم، وأين تذهبون؟ وإنهم فيكم كأصحاب الكهف، ومثلهم باب حطة وهم باب السلم في قوله تعالى:( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ ) (٣) .

____________________

(١). استجلاب ارتقاء الغرف - مخطوط.

(٢). جواهر العقدين - مخطوط.

(٣). ينابيع المودة ١١١.

٤١٥

(٢٢)

وهم أبواب العلم في أمّتي

قاله في وصف أهل بيتهعليهم‌السلام . ومن رواته:

القندوزي البلخي حيث قال: « وفي المناقب بالاسناد عن أبي الزّبير المكّي عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما، قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إنّ الله تبارك وتعالى اصطفاني واختارني وجعلني رسولاً، وأنزل عليّ سيد الكتب فقلت: إلهي وسيّدي إنك أرسلت موسى إلى فرعون فسألك أن تجعل معه أخاه هارون وزيراً يشد به عضده ويصدّق به قوله، وإني أسألك يا سيدي وإلهي أن تجعل لي من أهلي وزيراً تشد به عضدي، فاجعل لي علياً وزيراً وأخاً، واجعل الشجاعة في قلبه وألبسه الهيبة على عدوّه، وهو أول من آمن بي وصدّقني، وأوّل من وحّد الله معي، وإني سألت ذلك ربي عزّ وجل فأعطانيه وهو سيد الأوصياء، اللحوق به سعادة والموت في طاعته شهادة، واسمه في التوراة مقرون إلى اسمي وزوّجته الصديقة الكبرى ابنتي، وابناه سيدا شباب أهل الجنة ابناي، وهو وهما والأئمة من بعدهم حجج الله على خلقه بعد النبيين، وهم أبواب العلم في أمتي، من تبعهم نجا من النار ومن اقتدى بهم هدى إلى صراط مستقيم، لم يهب الله

٤١٦

محبّتهم لعبدٍ إلّا أدخله الله الجنة »(١) .

ويؤيّده:

قول أمير المؤمنينعليه‌السلام في خطبةٍ له: « نحن الشّعار والأصحاب والخزنة والأبواب، ولا تؤتي البيوت إلّا من أبوابها ».

رواها القندوزي أيضاً(٢) .

* * *

____________________

(١). ينابيع المودة: ٦٢.

(٢). ينابيع المودة: ٢٥.

٤١٧

الفهرس

إهداء ٥

حديث أنا مدينة العلم ٧

المقدّمة ١٧

الفائدة الأولى في أسماء رواة الحديث من الأصحاب (١) أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام ١٩

(٢) الإمام السبط الحسن المجتبى عليه‌السلام (٣) الامام السبط الحسين عليه‌السلام (٤) عبد الله بن العباس ٢١

(٥) جابر بن عبد الله الأنصاري ٢٣

(٦) عبد الله بن مسعود (٧) حذيفة بن اليمان (٨) عبد الله بن عمر ٢٥

(٩) أنس بن مالك (١٠) عمرو بن العاص ٢٦

الفائدة الثانية في أسماء رواة الحديث من التابعين (١) الإِمام زين العابدين علي بن الحسين عليه‌السلام (٢) الإِمام الباقر محمد بن علي عليه‌السلام ٢٧

(٣) الأصبغ بن نباتة الحنظلي الكوفي (٤) جرير الضبي (٥) الحارث بن عبد الله الهمداني الكوفي ٢٨

(٦) سعد بن طريف الحنظلي الكوفي (٧) سعيد بن جبير الأسدي الكوفي (٨) سلمة بن كهيل الحضرمي الكوفي (٩) سليمان بن مهران الكوفي المعروف بالأعمش ٢٩

(١٠) عاصم بن ضمرة السلولي الكوفي (١١) عبد الله بن عثمان بن خثيم القاري المكي ٣٠

(١٢) عبد الرحمن بن عثمان - ويقال بهمان - التيمي المدني (١٣) عبد الرحمن بن عسيلة المرادي أبو عبد الله الصنابحي (١٤) مجاهد بن جبر أبو الحجاج المخزومي المكي ٣١

٤١٨

الفائدة الثالثة في أسماء رواة الحديث من الحفاظ والمحدّثين ٣٢

الفائدة الرابعة في ذكر من نص على صحة الحديث ٤٠

الفائدة الخامسة في ذكر من نص على حسن الحديث ٤٢

الفائدة السادسة في ذكر من أرسله إرسال المسلّم ٤٤

الفائدة السابعة في ذكر من وصف أمير المؤمنين بـ « باب مدينة العلم » ٤٧

الفائدة الثامنة في ذكر من نظم هذه المأثرة في أشعاره ٤٩

الفائدة التاسعة في شهرة هذا الحديث وتواتره على ضوء كلمات علماء أهل السنة ٥١

الفائدة العاشرة في زيادة توضيح لثبوت الحديث ٥٤

سند حديث مدينة العلم ٦١

رواية الامام الرضا عليه‌السلام ٦٣

صحيفة الرضا من الأصول المعتبرة ٦٤

ترجمة السندي من رواة الصحيفة ٦٧

رواية الامام الرضا عليه‌السلام بلفظ آخر شأن هذا الاسناد ٦٨

الامام الرضا عليه‌السلام معصوم من الخطأ ٧١

رواية عبد الرزاق الصّنعاني ٧٢

رجال الحديث أمّا سفيان الثوري ٧٣

وأما عبد الله بن عثمان بن خثيم القاري ٧٤

وأما عبد الرحمن بن بهمان المدني ٧٥

رجال السند تصحيح يحيى بن معين ٧٦

رواية سويد بن سعيد الحدثاني ٨٠

ترجمته: رواية أحمد بن حنبل ٨١

متى روى أحمد حديثاً وجب المصير إليه ٨٢

رواية عبّاد بن يعقوب رواية الترمذي ٨٣

ترجمته: ٨٤

رواية ابن فهم البغدادي ٨٧

٤١٩

رواية البزار ٨٨

رواية ابن جرير الطبري ٨٩

ترجمته: ٩٠

رواية أبي بكر الباغندي ٩١

رواية الأصم ٩٢

ترجمته: ٩٣

رواية أبي الحسن ابن تميم البغدادي رواية أبي بكر ابن الجعابي ٩٤

رواية الطبراني ٩٥

ترجمته: ٩٧

رواية أبي بكر القفال الشاشي ٩٨

رواية أبي الشيخ ابن حيّان ١٠٠

رواية ابن السقاء الواسطي ١٠٢

رواية أبي الليث ١٠٣

رواية محمد بن المظفر البغدادي رواية ابن شاهين ١٠٥

إثبات الصّاحب بن عباد ١٠٧

رواية ابن شاذان السكري الحربي رواية ابن بطة ١٠٨

رواية الحاكم النيسابوري ١٠٩

ترجمته: ١١١

إثبات الفردوسي ١١٢

ترجمة السلطان محمود: ١١٣

رواية أبي بكر ابن مردويه رواية أبي نعيم الاصبهاني ١١٦

ترجمته: ١١٧

رواية أحمد بن المظفر الفقيه الشافعي رواية أبي الحسن الماوردي ١١٩

رواية أبي بكر البيهقي ١٢٢

رواية أبي غالب ابن بشران النحوي رواية الخطيب البغدادي ١٢٤

٤٢٠

421

422

423

424

425

426

427

428