الصحيفة السجادية

الصحيفة السجادية0%

الصحيفة السجادية مؤلف:
تصنيف: متون الأدعية والزيارات
الصفحات: 309

الصحيفة السجادية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: للإمام السجاد عليه السلام
تصنيف: الصفحات: 309
المشاهدات: 94791
تحميل: 7429

توضيحات:

الصحيفة السجادية
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 309 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 94791 / تحميل: 7429
الحجم الحجم الحجم
الصحيفة السجادية

الصحيفة السجادية

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

الصحيفة السجادية

للإمام السجادعليه‌السلام

١

٢

٣

هذا الكتاب

نشر إليكترونياً وأخرج فنِّياً برعاية وإشراف

شبكة الإمامين الحسنينعليهما‌السلام للتراث والفكر الإسلامي

وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً

قسم اللجنة العلمية في الشبكة

٤

٥

٦

تقديم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله الطاهرين و صحبه الميامين.

وبعد، فإن هذه الصحيفة السجادية مجموعة من الأدعية المأثورة عن الإمام زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب من أئمة أهل البيت الذين أَذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً.

وهو الرابع من أئمة أهل البيت، وجده الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وصي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأول من آمن به وكان منه بمنزلة هارون من موسى كما صح في الحديث عنه، وجدته

٧

فاطمة الزهراء بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وبضعته وفلذة كبده وسيدة نساء العالمين كما كان أبوها يصفها، وأبوه الإمام الحسين أحد سيدي شباب أهل الجنة سبط الرسول وريحانته و من قال فيه جده: )حسين مني وأنا من حسين( وهو الذي استشهد في كربلاء يوم عاشوراء دفاعاً عن الإسلام والمسلمين.

وهو أحد الأئمة الإثني عشر الذين أخبر عنهم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله كما جاء في صحيحي البخاري ومسلم وغيرهما إذ قال: )الخلفاء بعدي إثنا عشر كلهم من قريش.)

وقد ولد الإمام علي بن الحسين في سنة ثمان وثلاثين للهجرة وقيل قبل ذلك بسنة أو سنتين وعاش حوالي سبعة وخمسين عاماً قضى بضع سنين منها في كنف جده الإمام علي عليه السلام ثم نشأ في مدرسة عمه الحسن وأبيه الحسين سبطي الرسول وتغذى من نمير علوم النبوة واستقى من مصادر آبائه الطاهرين.

وبرز على الصعيد العلمي والديني إماماً في الدين ومناراً في العلم ومرجعاً في الحلال والحرام ومثلاً أعلى في الورع والعبادة والتقوى وآمن المسلمون جميعاً بعلمه واستقامته

٨

وأفضليته وانقاد الواعون منهم إلى زعامته وفقهه ومرجعيته.

قال الزهري: (ما رأيت هاشمياً أفضل من علي بن الحسين ولا أفقه منه) وقال في كلام آخر: (ما رأيت قرشياً أفضل منه).

وقال سعيد بن المسيب: (ما رأيت قط مثل علي بن الحسين).

وقال الإمام مالك: (سمّي زين العابدين لكثرة عبادته).

وقال سفيان بن عيينة: (ما رأيت هاشمياً أفضل من زين العابدين ولا أفقه منه).

وعدّ الإمام الشافعي علي بن الحسين (أفقه أهل المدينة). وقد اعترف بهذه الحقيقة حتى حكام عصره من خلفاء بني أمية-على الرغم من كل شيء-فلقد قال له عبد الملك بن مروان: (ولقد أوتيت من العلم والدين والورع ما لم يؤته أحد مثلك قبلك إلا من مضى من سلفك) وقال عمر بن عبد العزيز: (سراج الدنيا وجمال الإسلام زين العابدين).

٩

وقد كان للمسلمين عموماً تعلق عاطفي شديد بهذا الإمام وولاء روحي عميق له وكانت قواعده الشعبية ممتدة في كل مكان العالم الإسلامي كما يشير إلى ذلك موقف الحجيج الأعظم منه حينما حج هشام بن عبد الملك وطاف وأراد أن يستلم فلم يقدر على استلام الحجر الأسود من الزحام فنصب له منبر فجلس عليه ينتظر ثم أقبل زين العابدين وأخذ يطوف فكان إذا بلغ موضع الحجر انفرجت الجماهير وتنحى الناس حتى يستلمه لعظيم معرفتها بقدره وحبها له على اختلاف بلدانهم وانتساباتهم وقد سجل الفرزدق هذا الموقف في قصيدة رائعة مشهورة. ولم تكن ثقة الأمة بالإمام زين العابدين على اختلاف اتجاهاتها ومذاهبها مقصور على الجانب الفقهي والروحي فحسب، بل كانت تؤمن به مرجعاً وقائداً ومفزعاً في كل مشاكل الحياة وقضاياها بوصفه امتداداً لآبائه الطاهرين ومن أجل ذلك نجد أن عبد الملك، حينما اصطدم بملك الروم وهدده الملك الروماني باستغلال حاجة المسلمين إلى استيراد نقودهم من بلاد الرومان لإذلال المسلمين وفرض الشروط عليهم وقف عبد الملك متحيراً وقد

١٠

ضاقت به الأرض كما جاء في الرواية وقال: أحسبني أشأم مولود ولد في الإسلام، فجمع أهل الإسلام واستشارهم فلم يجد عند أحد منهم رأياً يعمل به، فقال له القوم: إنك لتعلم الرأي والمخرج من هذا الأمر! فقال: ويحكم من؟ قالوا: الباقي من أهل بيت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال صدقتم، وهكذا كان. فقد فزع إلى الإمام زين العابدين فأرسلعليه‌السلام ولده محمد بن علي الباقر إلى الشام وزوده بتعليماته الخاصة فوضع خطة جديدة للنقد الإسلامي وأنقذ الموقف.

وقد قْدِّر للإمام زين العابدين أن يتسلم مسؤولياته القيادية والروحية بعد استشهاد أبيه، فمارسها خلال النصف الثاني من القرن الأول في مرحلة من أدق المراحل التي مرت الأمة وقتئذ، وهي المرحلة التي أعقبت موجة الفتوح الأولى فقد امتدت هذه الموجة، بزخمها الروحي وحماسها العسكري والعقائدي، فزلزلت عروش الأكاسرة والقياصرة وضمت شعوباً مختلفة وبلاداً واسعة إلى الدعوة الجديدة وأصبح المسلمون قادة الجزء من العالم المتمدن وقتئذ خلال نصف قرن.

وعلى الرغم من أن هذه القيادة، جعلت من المسلمين قوة

١١

كبرى على الصعيد العالمي من الناحية السياسية والعسكرية، فأنها عرضتهم لخطرين كبيرين خارج النطاق السياسي والعسكري، وكان لا بد من البدء بعمل حاسم للوقوف في وجههما.

أحدهما: الخطر الذي نجم عن انفتاح المسلمين على ثقافات متنوعة وأعراف تشريعية وأوضاع اجتماعية مختلفة بحكم تفاعلهم مع الشعوب التي دخلت في دين الله أفواجاً، وكان لابد من عمل على الصعيد العلمي يؤكد في المسلمين أصالتهم الفكرية وشخصيتهم التشريعية المتميزة المستمدة من الكتاب والستة وكان لابد من حركة فكرية اجتهادية تفتح آفاقهم الذهنية ضمن ذلك الإطار لكي يستطيعوا أن يحملوا مشعل الكتاب والسنة بروح المجتهد البصير والممارس الذكي الذي يستطيع أن يستنبط منها ما يفيده في كل ما يستجد له من حالات كان لابد إذن من تأصيل للشخصية الإسلامية ومن زرع بذور الاجتهاد وهذا ما قام به الإمام علي بن الحسينعليه‌السلام فقد بدأ حلقة من البحث والدرس في مسجد الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله يحدث الناس بصنوف المعرفة الإسلامية من تفسير وحديث وفقه ويفيض

١٢

عليهم من علوم آبائه الطاهرين ويمرن النابهين منهم على التفقه والاستنباط وقد تخرَّج من هذه الحلقة عدد مهم من فقهاء المسلمين وكانت هذه الحلقة هي المنطلق لما نشأ بعد ذلك من مدارس الفقه والأساس لحركته الناشطة.

وقد استقطب الإمام عن هذا الطريق الجمهور الأعظم من القراء وحملة الكتاب والسنة حتى قال سعيد بن المسيب (إن القراء كانوا لا يخرجون إلى مكة حتى يخرج علي بن الحسين، فخرج وخرجنا معه ألف راكب).

وأما الخطر الأخر: فقد نجم عن موجة الرخاء التي سادت المجتمع الإسلامي في أعقاب ذلك الامتداد الهائل، لان موجات الرخاء تعرض أي مجتمع إلى خطر الانسياق مع ملذات الدنيا الإسراف في زينة هذه الحياة المحدودة وانطفاء الشعور الملتهب بالقيم الخلقية والصلة الروحية بالله واليوم الآخر وبما تضعه هذه الصلة أمام الإنسان من أهداف كبيرة وهذا ما وقع فعلاً وتكفي نظرة واحدة في كتاب الأغاني لأبي الفرج الاصبهاني ليتضح الحال.

وقد أحس الإمام علي بن الحسين بهذا الخطر وبدأ بعلاجه

١٣

واتخذ من الدعاء أساساً لهذا العلاج. وكانت الصحيفة السجادية التي بين يديك من نتائج ذلك. فقد استطاع هذا الإمام العظيم بما أوتي من بلاغة فريدة وقدرة فائقة على أساليب التعبير العربي وذهنية ربانية تتفتق عن أروع المعاني وأدقها في تصوير صلة الإنسان بربه ووجده بخالقه وتعلقه بمبدئه ومعاده وتجسيد ما يعبر عنه ذلك من قيم خلقية وحقوق وواجبات.

أقول قد استطاع الإمام علي بن الحسين بما أوتي من هذه المواهب أن ينشر من خلال الدعاء جواً روحياً في المجتمع الإسلامي يساهم في تثبيت الإنسان المسلم عندما تعصف به المغريات وشده إلى ربه حينما تجره الأرض إليها وتأكيد ما نشأ عليه من قيم روحية لكي يظل أميناً عليها في عصر الغنى والثروة كما كان أميناً عليها وهو يشد حجر المجاعة على بطنه.

وقد جاء في سيرة الإمام أنه كان يخطب الناس في كل جمعة ويعظهم ويزهدهم في الدنيا ويرغبهم في أعمال الآخرة ويقرع أسماعهم بتلك القطع الفنية من ألوان الدعاء والحمد والثناء التي

١٤

تمثل العبودية المخلصة لله سبحانه وحده لا شريك له.

وهكذا نعرف أن الصحيفة السجادية تعبر عن عمل اجتماعي عظيم كانت ضرورة المرحلة تفرضه على الإمام إضافة إلى كونها تراثاً ربانياً فريداً يظل على مر الدهور مصدر عطاء ومشعل هداية ومدرسة أخلاق وتهذيب وتظل الإنسانية بحاجة إلى هذا التراث المحمدي العلوي وتزداد حاجة كلما ازداد الشيطان إغراء والدنيا فتنة.

فسلام على إمامنا زين العابدين يوم ولد ويوم أدى رسالته ويوم مات ويوم يبعث حياً.

النجف الأشرف

محمد باقر الصدر

١٥

١٦

المقدّمة

هذه الصَّحِيفَة الكاملة الجامعة الشريفة للدعواتِ المأثورةِ إملاء سيدِ الساجِدِين عَلِيِّ بْن الْحُسَين زَيْنِ العَابدِينَ صلوات الله وسلامه عليه.

بسم الله الرحمن الرحيم

حَدّثَنَا الْسَيِّدُ الأجَلُّ نَجْمُ الْدّينِ بَهَآءُ الْشَرَفِ أبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحسَنِ بْنِ أحمَدَ بْنِ عَلِيّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بن يَحْيى الْعَلَوِيُّ الْحُسَيْنِيِّرحمه‌الله قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ السَّعِيدُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بنِ شَهْرَيارَ الْخَازنُ لِخِزَانَةِ مَوْلانا أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيّ بْنِ أَبِي طالِبعليه‌السلام في شَهْرِ رَبِيع الأوَّلِ مِنْ

١٧

سَنَةِ سِتَّ عَشَرَةَ وَخَمْسَمائَة قِرَاءةً عَلَيْهِ وَأَنَا أسْمَعُ قَالَ: سَمِعْتُها عَلَى الشَيْخِ الصَّدُوق أَبي مَنْصُورِ مُحَمَّدِ بْن أَحْمَد بْن عَبْدِ العَزيزِ العُكبَريِّ المُعَدَّلِ رَحِمهُ اللهُ عَنْ أبي المُفَضِّلِ محمَّد بنِ عبدِ اللهِ بن المُطّلبِ الشَّيْبانيِّ قال: حدَّثَنا الشريفُ أبو عبدِ اللهِ جعفرُ بنُ مُحمَّد بن جعفرِ بن الحسنِ بن جعفرِ بن الحسنِ بن الحسنِ بن أميرِ المؤْمنين عليِّ بنْ أبي طالبعليهم‌السلام قال: حدَّثنا عبدُ اللهِ بنُ عمر بن خطَّاب الزَّيَّاتُ سنةَ خمس وستّينَ ومائَتَيْنِ قال: حدّثني خالِي عليُّ بْنُ النُّعمان الأعلمُ قال: حدَّثني عُميرُ بنُ متوكِّل الثَّقَفيُّ البَلْخِيُّ عن أبيهِ مُتوَكِّلِ بنِ هارُونَ قال: لقِيتُ يحيى بنَ زيدِ بن عليٍّعليه‌السلام وهوَ مُتَوجِّهٌ إلى خُراسانُ فسلَّمْتُ عليهِ فقال لي: مِنْ أينَ أقبلْتَ؟ قلتُ من الحَجِّ فسأَلنِي عَن أَهْلِهِ وبني عمِّهِ بالمدينَةِ وأَحْفى السُّؤَالَ عَنْ جَعفرَ بن مُحمَّد عليهِ

١٨

السَّلامُ فأَخْبَرتُه بِخَبرِهِ وخبرهِمْ وحُزْنِهِمْ على أبيهِ زيد بن عليٍّعليه‌السلام فَقَالَ لِي: قَدْ كانَ عَمِّي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ أَشَاْرَ عَلَى أَبِيْ بِتَرْكِ الْخُرُوجِ، وَعَرَّفَهُ إنْ هُوَ خَرَجَ وَفَارَقَ الْمَدِيْنَةَ مَا يَكُونُ إلَيْهِ مَصِيْرُ أَمْرِهِ، فَهَلْ لَقِيتَ ابْنَ عَمِّي جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدعليه‌السلام ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَهَلْ سَمِعْتَهُ يَذْكُرُ شَيْئَاً مِنْ أَمْرِي؟ قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: بِمَ ذَكَرَنِي؟ خبَّرْني، قُلْتُ: جُعلْتُ فدَاكَ مَا اُحِبُّ أنْ أسْتَقْبلَكَ بِما سمِعْتُهُ مِنْهُ، فَقَالَ: أَبالْمَوْتِ تُخَوِّفنِي؟! هَاتِ مَا سَمِعْتَهُ فَقُلْتُ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: إنَّكَ تُقْتَلُ وتُصْلَبُ كَمَا قُتِلَ أَبُوكَ وَصُلِبَ، فَتَغَيَّرَ وَجْهُهُ وَقَالَ: يَمْحُو الله مَا يَشَآءُ وُيثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ، يَا مُتَوَكِّلُ إنَّ اللهَ عَزَّ وَجلَّ أَيَّدَ هَذَا الاَمْرَ بِنَا، وَجَعَلَ لَنَا الْعِلْمَ وَالْسَّيْفَ، فَجُمِعَا لَنَا وَخُصَّ بَنُو عَمِّنَا بِالعِلْم وَحْدَهُ، فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ إنّي رَأَيْتُ النَّاسَ إلَى ابْنِ عَمِّكَ جَعْفَرَعليه‌السلام أَمْيَلَ مِنْهُمْ إلَيْكَ وَإلَى

١٩

أَبيكَ؟ فَقَالَ: إنَّ عَمِّي مُحَمَّد بْنَ عَلِيٍّ وَابْنَهُ جَعْفَرَعليهما‌السلام دَعَوَا النَّاسَ إلَى الْحَيَاةِ، وَنَحْنُ دَعَوْنَاهُمْ إلَى الْمَوْتِ، فَقُلْتُ يَا ابْنَ رَسُولِ الله أَهُمْ أَعْلَمُ أَمْ أَنْتُمْ؟ فَأَطْرَقَ إلَى الأرض مَلِيّاً ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ وَقَالَ: كُلُّنَا لَهُ عِلْمٌ غَيْرَ أَنَّهُمْ يَعْلَمُونَ كُلَّمَا نَعْلَمُ، وَلاَ نَعْلَمُ كُلَّمَا يَعْلَمُونَ، ثُمَّ قَالَ لِي: أَكَتَبْتَ مِنْ ابْنِ عَمِّي شَيْئاً؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: أَرِنِيْهْ، فَأَخْرَجْتُ إلَيْهِ وُجُوهاً مِنَ الْعِلْمِ، وَأَخْرَجْتُ لَهُ دُعَاءً أمْلاَهُ عَلَيَّ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام وَحَدَّثَنِي أَنَّ أَبَاهُ مُحَمَّد بْنَ عَلِيٍّعليهما‌السلام أَمْلاَهُ عَلَيْهِ وَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ مِنْ دُعَاءِ أَبِيهِ عَلِيٍّ بنِ الْحُسَيْنِعليهما‌السلام مِنْ دُعَاءِ الصَّحِيفَةِ الْكَامِلَةِ، فَنَظَرَ فِيهِ يَحْيَى حَتَّى أَتى عَلَى آخِرِهِ وَقَالَ لِيْ: أَتَأْذَنُ فِي نَسْخِهِ؟ فَقُلت: يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ أَتَسْتَأْذِنُ فِيمَا هُوَ عَنْكُمْ؟! فَقَالَ: أَمَا لاُخْرِجَنَّ إلَيْكَ صحِيفَةً مِنَ الدُّعَآءِ الْكَامِلِ مِمَّا حَفِظَهُ أَبِي عَنْ أَبِيهِ وَإنِّ أَبِي أَوْصَانِي بِصَوْنِهَا

٢٠