نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ١١

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار15%

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 362

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 362 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 294638 / تحميل: 6137
الحجم الحجم الحجم
نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ١١

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

١

٢

٣

٤

ملحق سند

حديث أنا مدينة العلم

٥

٦

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على سيّدنا محمد وآله الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين من الأولين والآخرين.

وبعد:

فهذه أسماء جماعة آخرين من كبار الأئمة والحفّاظ والعلماء الأعلام من أهل السنّة، الرواة الحديث أنا مدينة العلم في مختلف القرون استخرجتها من الأسانيد أو نقلتها من المصادر بقدر الإِستطاعة وكلّما سنحت فرصة، أوردها هنا تتميماً للفائدة، والله هو الموفق.

(١)

رواية داود بن سليمان الغازي

وهو من كبار مشايخ الحديث بقزوين، إ شتهر بروايته عن سيدنا الامام علي بن موسى الرضاعليه‌السلام .

روى الحافظ ابن النجار الحديث الشريف عن طريقه عن الامام الرضاعليه‌السلام (١) .

____________________

(١). راجع رواية ابن النجار في الكتاب.

٧

ترجمته:

قال الرافعي: « داود بن سليمان بن يوسف الغازي أبو أحمد القزويني شيخ اشتهر بالرواية عن علي بن موسى الرضا ويقال: ان علياً كان مستخفياً في داره مدة مكثه بقزوين، وله نسخة عنه يرويها أهل قزوين عن داود. كإسحاق بن محمد وعلى بن محمد بن مهرويه وغيرهما »(١) .

(٢)

رواية أبي معاوية الضّرير

من أشهر وأعظم رواة حديث أنا مدينة العلم: أبو معاوية محمد بن خازم التميمي الضرير، المتوفى سنة ١٩٥. فإنّه وقع في كثير من أسانيد القوم في رواية هذا الحديث عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس كما لا يخفى على من نظر فيها.

ترجمته:

١ - الخطيب: « روى عنه: أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وأبو خيثمة زهير ابن حرب » ثم أورد كلمات الثناء عليه ووثّقه(٢) .

٢ - الذهبي: « أبو معاوية الحافظ الثبت، محدّث الكوفة »(٣) .

____________________

(١). التدوين بذكر أهل العلم بقزوين: ٣ / ٣.

(٢). تاريخ بغداد: ٥ / ٢٤٢.

(٣). تذكرة الحفاظ: ١ / ٢٩٤.

٨

٣ - ابن حجر: « ثقة، أحفظ الناس لحديث الأعمش »(١) .

٤ - السيوطي: « وثقه ابن معين والعجلي والنسائي والدار قطني »(٢) .

(٣)

رواية أبي عبيد

وهو القاسم بن سلام البغدادي المتوفى سنة ٢٢٤.

رواه عن أبي معاوية الضرير، كما في ( فتح الملك العلي ) عن ابن حبّان(٣) .

ترجمته:

١ - الخطيب: ترجم له ترجمةً مطوّلة جدّاً(٤) .

٢ - الذهبي: « الإِمام، المجتهد، البحر، القاسم بن سلام البغدادي اللغوي الفقيه صاحب المصنفات » فحكى قول إسحاق بن راهويه: « الله يحبّ الحقّ، أبو عبيد أعلم منّي وأفقه » وقوله: « نحن نحتاج إلى أبي عبيد، وأبو عبيد لا يحتاج إلينا » وقول أحمدك « أبو عبيد أُستاذ، وهو يزداد كلّ يوم خيراً » وقول يحيى بن معين - وقد سئل عنه -: « أبو عبيد يسأل عن الناس » وقول أبي داود: « ثقة مأمون ». ثم قال الذهبي:

« من نظر في كتب أبي عبيد علم مكانه من الحفظ والعلم، وكان حافظاً للحديث وعلله، ومعرفته متوسطة، عارفاً بالفقه والاختلاف، رأسا في اللغة،

____________________

(١). تقريب التهذيب: ٢ / ١٥٧.

(٢). طبقات الحفاظ: ١٢٢.

(٣). فتح الملك: ٤٤.

(٤). تاريخ بغداد: ١٢ / ٤٠٣ - ٤١٥.

٩

إماماً في القراءات له فيها مصنّف، ولّي قضاء الثغور مدة. مات بمكة سنة ٢٢٤ »(١) .

٣ - ابن حجر العسقلاني، فذكر جملةً من الكلمات في حقّه(٢) .

وتوجد ترجمته في الطبقات ٧ / ٣٥٥، المعارف ٥٤٩، معجم الأدباء ١٦ / ٣٥٤ وفيات الأعيان ٤ / ٦٠، النجوم الزاهرة ٢ / ٢٤١ وغيرها.

(٤)

رواية الفيدي

وهو: محمد بن جعفر العلّاف، المتوفى سنة ٢٣٦. رواه عنه يحيى بن معين. وهو في طريق رواية الحاكم.

ترجمته:

١ - الذهبي: « خ، محمد بن جعفر الفيدي العلّاف. عن وكيع ونحوه.

وعنه: البخاري. مات بعد الثلاثين »(٣) .

٢ - ابن حجر: « خ، محمد بن جعفر روى عنه البخاري حديثاً واحداً في الهبة ذكره ابن حبان في الثقات. قال أبو القاسم: مات يوم الخميس غرة جمادى الآخرة سنة ٢٣٦ »(٤) .

____________________

(١). تذكرة الحفاظ: ٢ / ٤١٧.

(٢). تهذيب التهذيب ٨ / ٣١٥.

(٣). الكاشف: ٣ / ٢٨.

(٤). تهذيب التهذيب ٩ / ٩٥.

١٠

(٥)

رواية ابن خداش

وهو أبو محمد بن خداش الطالقاني، المتوفى سنة ٢٥٠.

رواه عن أبي معاوية الضرير كما في ( فتح الملك )(١) .

ترجمته:

١ - الخطيب: « محمود بن خداش، أبو محمد الطالقاني، سكن بغداد وحدّث بها » ثم روى ثقته عن ابن معين وأبي الفتح محمد بن الحسين الأزدي الحافظ وذكر عن البخاري أنه مات سنة ٢٥٠(٢) .

٢ - الذهبي: « الامام الحافظ الثقة »(٣) .

٣ - ابن حجر: « روى عنه: الترمذي والنسائي في مسند علي وابن ماجة وإبراهيم الحربي.

قال ابن محرز عن ابن معين: ثقة.

وقال أبو الفتح الأزدي: من أهل الصدق والثقة.

وذكره ابن حبان في الثقات.

وقال مسلمة: ثقة »(٤) .

____________________

(١). فتح الملك العلي: ٤٣.

(٢). تاريخ بغداد: ١٣ / ٩٠.

(٣). سير أعلام النبلاء: ١٢ / ١٧٩.

(٤). تهذيب التهذيب: ١٠ / ٦٢.

١١

(٦)

رواية إسحاق الحربي

هو من رواة الحديث عن أبي الصّلت الهروي، وقد رواه الحافظ الخطيب عن طريقه في تاريخه(١) ، وأورد الحافظ المغربي روايته فيمن رواه عن أبي الصلت(٢) .

ترجمته:

قال الحافظالذهبي: « الامام الحافظ الصدوق: أبو يعقوب اسحاق بن الحسن بن ميمون البغدادي الحربي، ولد سنة نيف وتسعين ومائة. حدّث عنه: محمد بن مخلد، وأبوبكر النجار، وأبو سهل بن زياد، وأبوبكر الشافعي، وأبو علي ابن الصواف، وأبوبكر القطيعي، وخلق كثير.

قال الدار قطني: قال لنا أبوبكر الشافعي: سئل إبراهيم الحربي عن اسحاق بن الحسن فقال: هو ينبغي أن يسأل عنا.

وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: هو ثقة

قلت: كان من العلماء السّادة. مات في شوال ٢٨٤ وقد جاوز التسعين »(٣) .

وله ترجمة في: المنتظم ٥ / ١٧٤، الوافي بالوفيات ٨ / ٤٠٩، شذرات

____________________

(١). تاريخ بغداد: ١١ / ٤٨٠.

(٢). فتح الملك العلي: ٢٤.

(٣). سير أعلام النبلاء: ١٣ / ٤١٠.

١٢

الذهب ٢ / ١٨٦.

(٧)

رواية محمّد بن إسماعيل الضراري

قال الحافظ المغربي: « أما رواية محمد بن إسماعيل فأخرجها ابن جرير في تهذيب الآثار قال: حدثنا محمد بن إسماعيل الضراري، ثنا عبد السلام بن صالح الهروي، ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد المدينة فليأتها من بابها »(١) .

ترجمته:

قال الحافظابن حجر: « محمد بن إسماعيل بن أبي ضرار الضرائري أبو صالح الرازي. روى عن يونس بن محمد المؤدب، ويعلى بن عبيد، وعبد الرزاق، وعبيد الله بن موسى، وعبد الله بن يزيد المقري، وأبي نعيم، والفريابي، وغيرهم.

وعنه: ابن ماجة، وأبو حاتم وقال: صدوق، وأبو بشر الدولابي، وأبو جعفر محمد بن جرير الطبري »(٢) .

وقال الذهبي: « سمع عبد الرزاق وطبقته. وعنه: ق ومحمد بن جرير، وجماعة. صدوق »(٣) .

____________________

(١). فتح الملك العلي: ٢٣.

(٢). تهذيب التهذيب: ٩ / ٦٠. وانظر الجرح والتعديل: ٧ / ١٩٠.

(٣). الكاشف: ٣ / ٢١.

١٣

(٨)

رواية القاسم بن عبد الرحمن الأنباري

هو من رواة الحديث عن أبي الصّلت الهروي. وقد رواه الحافظ الخطيب بسنده عنه(١) .

وقال الحافظ ابن حجر: « قال القاسم بن عبد الرحمن الأنباري: سألت يحيى بن معين عن حديث حدّثنا به أبو الصلت فقال: هو صحيح »(٢) .

وقال الحافظ المغربي: « وأمّا رواية القاسم بن عبد الرحمن الأنباري فأخرجها الخطيب(٣) .

ترجمته:

وترجم له الحافظ ابن حجر حيث قال: « وفي الرواة القاسم بن عبد الرحمن الأنباري - بالموحدة بعد النون - واسم جده زياد. روى عن أبي جعفر النفيلي وغيره. وعنه: أبو عمرو بن السمّاك وطبقته »(٤) .

____________________

(١). تاريخ بغداد: ١٢ / ٤٣٧.

(٢). تهذيب التهذيب: ٦ / ٣٢٠.

(٣). فتح الملك العلي: ٢٤.

(٤). لسان الميزان: ٤ / ٤٦٢.

١٤

(٩)

رواية المبرّد

وهو أبو العباس محمد بن يزيد الأزدي المتوفى سنة ٢٨٦.

رواه عن أمير المؤمنينعليه‌السلام مرسلاً حيث قال: « قال علي رحمة الله عليه في حديث: وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: أنا مدينة العلم وعلي بابها »(١) .

ترجمته:

١ - الخطيب: « محمد بن يزيد أبو العباس الأزدي، ثمّ الثمالي، المعروف بالمبرد، شيخ أهل النحو وحافظ علم العربية وكان عالماً فاضلاً موثوقاً به في الرواية »(٢) .

٢ - الذهبي: « كان إماماً علّامة جميلاً وسيماً فصيحاً مفوّهاً موثقاً صاحب نوادر وظرف مات ٢٨٦ »(٣) .

٣ - الداودي: « كان عالماً فاضلاً فصيحاً بليغاً مفوهاً ثقة أخبارياً موثوقاً به في الرواية ...»(٤) .

____________________

(١). كتاب الفاضل: ٣.

(٢). تاريخ بغداد: ٣ / ٣٨٠.

(٣). سير أعلام النبلاء: ١٣ / ٥٧٦.

(٤). طبقات المفسرين: ٢ / ٢٦٧.

١٥

(١٠)

رواية أبي عبد الله الصائغ

هو ممن روى الحديث عن أبي الصّلت، فقد أخرج الطبراني الحديث عنه وعن الحسن بن علي المعمري جميعاً عن أبي الصّلت، عن أبي معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس(١) .

وأورده الحافظ المغربي في كتابه(٢) .

ترجمته:

وترجم الحافظ الذهبي بقوله: « الصائغ المحدّث الامام الثقة أبو عبد الله محمّد بن علي بن زيد المكي الصائغ، سمع

مع الصدق والفهم وسعة الرواية.

حدث عنه: دعلج بن أحمد، وأبو محمد الفاكهي، وسليمان الطبراني، وخلق كثير من الرّحالين.

وفاته بمكة في ذي القعدة سنة ٢٩١ »(٣) .

وله ترجمة في: تذكرة الحفاظ ٢ / ٦٥٩، العبر ٢ / ٩٠، شذرات الذهب ٢ / ٢٠٩.

____________________

(١). المعجم الكبير: ١١ / ٦٥ رقم ١١٠٦١.

(٢). فتح الملك العلي: ٢٣.

(٣). سير أعلام النبلاء ملخصاً: ١٣ / ٤٢٨.

١٦

(١١)

رواية أحمد بن حفص

وهو: أحمد بن حفص السعدي الجرجاني المتوفى سنة ٢٩٣، أو ٢٩٤، وهو شيخ ابن عدي الجرجاني، روى عنه حديث أنا مدينة العلم بسنده عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عبّاس(١) .

ترجمته:

قال الحافظالسّهمي: « أبو محمّد أحمد بن حفص بن عمر بن حاتم بن النجم بن ماهان السعدي الجرجاني، يعرف بـ « حمدان ». روى عن: علي بن الجعد، وسويد بن سعيد، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وابني أبي شيبة أبي بكر وعثمان، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، ويحيى بن أكثم. وغيرهم.

مات في سنة ثلاث أو أربع وتسعين ومائتين.

سمعت الامام أبابكر الإٍسماعيلي يقول: كان يعرف الحديث، صدوقاً، وكان ممروراً »(٢) .

____________________

(١). فتح الملك العلي: ٤٤.

(٢). تاريخ جرجان: ٣٧.

١٧

(١٢)

رواية صالح بن محمد جزرة

هو ممّن روى الحديث الشّريف عن أبي الصّلت الهروي، فقد رواه الحافظ السمرقندي في كتابه ( بحر الأسانيد ) عن أبي طالب حمزة بن محمد الحافظ، عن محمد بن أحمد الحفاظ، عن أبي صالح الكرابيسي، عن صالح بن محمد، عن أبي الصلت الهروي، أنا أبو معاوية، عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: « أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد بابها فليأت علياً»(١) .

ترجمته:

وهو: صالح بن محمّد المتوفى سنة ٢٩٤.

قالالذهبي: « صالح بن محمّد الامام الحافظ الكبير الحجّة محدّث المشرق أبو علي الأسدي البغدادي الملقب جزرة حدّث عنه مسلم بن الحجاج خارج الصحيح، وهو أكبر منه بقليل

قال الدار قطني: كان ثقة حافظاً غازياً.

وقال الحافظ أبو سعد الإِدريسي: ما أعلم في عصره بالعراق وخراسان في الحفظ مثله.

الخطيب: كان صدوقاً ثبتاً ذا مزاح »(٢) .

____________________

(١). أنظر فتح الملك العلي: ٢٢.

(٢). سير أعلام النبلاء: ١٤ / ٢٣ باختصار.

١٨

وتوجد ترجمته في: تاريخ بغداد ٩ / ٣٢٢، تذكرة الحفاظ ٢ / ٦٤١، النجوم الزاهرة ٣ / ١٦١، شذرات الذهب ٢ / ٢١٦، تاريخ ابن كثير ١١ / ٢٠٢ وغيرها.

(١٣)

رواية المَعْمري

وهو الحسن بن علي المعمري المتوفى سنة ٢٩٥. وهو شيخ الطبراني الذي روى عنه حديث أنا مدينة العلم في ( المعجم الكبير )(١) .

ترجمته:

١ - الخطيب: « الحسن بن علي بن شبيب أبو علي المعمري الحافظ، رحل في الحديث الى البصرة والكوفة والشام ومصر كان من أوعية العلم، يذكر بالفهم ويوصف بالحفظ، ذكره الدار قطني فقال: صدوق حافظ مات سنة ٢٩٥ »(٢) .

٢ - ابن الجوزي: « أبو علي المعمري الحافظ، كان من أوعية العلم، وله حفظ وفهم. وقال الدار قطني: صدوق حافظ وكان في الحديث وجمعه وتصنيفه إماماً ربّانياً »(٣) .

٣ - السيوطي: « المعمري الحافظ العلامة البارع أبو علي »(٤) .

____________________

(١). المعجم الكبير ١١ / ٦٥.

(٢). تاريخ بغداد: ٧ / ٣٦٩.

(٣). المنتظم: ٦ / ٧٨.

(٤). طبقات الحفاظ: ٢٩٠.

١٩

(١٤)

رواية إبن زاطيا

وهو علي بن إسحاق بن عيسى بن زاطيا المتوفى سنة ٣٠٦. فقد وقع في طريق اسناد رواية الحافظ ابن عدي بترجمة « عثمان بن عبد الله الأموي » ورواية الحافظ الكنجي في كتابه ( كفاية الطالب ).

ترجمته:

١ - الخطيب: « علي بن إسحاق بن عيسى بن زاطيا روى عنه: أبو عمرو ابن السّماك، وأبوبكر الشافعي، وعبد العزيز بن محمد بن الواثق بالله، وعبد الله بن إبراهيم الزبيبي، وعيسى بن حامد الرخجي، وأبو حفص ابن الزيات، وعلي بن عمر السكري وغيرهم.

وكان صدوقاً »(١) .

٢ - الذهبي: « المحدّث روى عنه وأبوبكر ابن السنّي وقال: لا بأس به. قلت: كفّ بصره بأخرة. توفي في جمادى الأولى سنة ٣٠٦ »(٢) .

____________________

(١). تاريخ بغداد: ١١ / ٣٤٩.

(٢). سير أعلام النبلاء: ١٤ / ٢٥٣.

٢٠

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

وأمّا الأول فلأن أحداً من أئمة العربية لم يذكر أن مفعلاً يأتي بمعنى أفعل. وقوله تعالى:( مَأْواكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ ) أي مقرّكم أو ناصرتكم، مبالغة في نفي النصرة، كقولهم: الجوع زاد من لا زاد له.

وأيضاً، فالاستعمال يمنع من أن مفعلاً بمعنى أفعل، إذ يقال هو أولى من كذا دون مولى من كذا، وأولى الرجلين دون مولاهما، وحينئذٍ فإنما جعلنا من معانيه المتصرف في الأمور نظراً للرواية الآتية من كنت وليّه. فالغرض من التنصيص على موالاته اجتناب بغضه لأن التنصيص عليه أوفى بمزيد شرفه. وصدّره بأ لست أولى بكم من أنفسكم ثلاثاً ليكون أبعث على قبولهم. وكذا بالدعاء له لأجل ذلك أيضاً »(١) .

فالعجب منه كيف يصرّ هنا - في الوجه الثاني - على نفي احتمال إرادة ( الأولى ) من ( المولى ) مطلقاً، ثمّ في الوجه الثالث يدعي بأن المعنى الواقعي من ( المولى ) في الحديث هو ( الأولى بالاتباع والقرب ) استناداً إلى فهم الشيخين هذا المعنى منه، فيبطل تطويلاته وخزعبلاته في الوجه الثاني بنفسه؟!

أليس تلك التطويلات رداً على الشيخين وإبطالاً لفهمهما؟!

نعم لا بدّ من الردّ على الشيعة وإن استلزم الردّ على أبي بكر وعمر!!

تحريف من عبد الحق الدهلوي

والعجب أيضاً من الشيخ عبد الحق الدهلوي إذ اقتفى أثر ابن حجر المكي في هذا التهافت والتناقض، ونقله في ( اللمعات ) من غير تنبيه على ذلك، وأمّا في ترجمته المشكاة إلى الفارسية فأورد كلام ابن حجر في الوجه الثالث مع إسقاط جملة: « بل هو الواقع » فحيّا الله الأمانة!!

____________________

(١). الصواعق المحرقة: ٢٥.

٨١

حديث الغدير بلفظ:

« من كنت أولى به »

ومن الأدلة القاطعة على مجيء ( المولى ) بمعنى ( الأولى ) وأنه المراد من حديث الغدير هو: ورود حديث الغدير في بعض طرقه بلفظ: « من كنت أولى به من نفسه » و في بعضها بلفظ: « من كنت وليّه وأولى بنفسه »:

أخرج الطبراني في مسند زيد بن أرقم خطبة الغدير وفيها حديث الثقلين وجاء في آخرها: « ثم أخذ بيد عليرضي‌الله‌عنه فقال: من كنت أولى به من نفسه فعليّ وليّه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه »(١) .

وقال الميرزا محمد بن معتمد خان البدخشاني: « وللطبراني في رواية أخرى عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم رضي الله عنهما بلفظ: من كنت أولى به من نفسه فعليّ وليّه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه »(٢) .

وقال أيضاً: « وعند الطبراني في رواية أخرى عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم رضي الله عنهما بلفظ: من كنت أولى به من نفسه فعليّ وليّه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه »(٣) .

____________________

(١). المعجم الكبير ٥ / ١٨٦.

(٢). مفتاح النجا في مناقب آل العبا - مخطوط.

(٣). نزل الأبرار بما صحّ من مناقب آل البيت الأطهار ص: ٢١.

٨٢

وقال القاضي ثناء الله الهندي - وهو من تلامذة الشاه ولي الله، والموصوف عند مخاطبنا ( الدهلوي ) بـ « بيهقي الزّمان » كما في ( إتحاف النبلاء ): « وفي بعض طرقه: من كنت أولى به من نفسه فعليّ وليّه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه »(١) .

وقال سبط ابن الجوزي: « فتعيّن العاشر، ومعناه: من كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به. و قد صرّح بهذا المعنى الحافظ أبو الفرج يحيى بن سعيد الثقفي الاصفهاني في كتابه المسمّى بمرج البحرين، فإنه روى هذا الحديث بإسناده إلى مشايخه وقال فيه: فأخذ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بيد عليّ وقال: من كنت وليّه وأولى به من نفسه فعلي وليّه »(٢) .

الحديث يفسّر بعضه بعضا ً

ثم إنّ من القضايا المسلّمة لدى علماء الحديث « إنّ الحديث يفسّر بعضه بعضاً »، وهي قضية يستند إليها المحقّقون في توضيح مشكلات الأخبار ورفع إشكالاتها، ومن ذلك قول ابن حجر العسقلاني في شرح حديث عائشة الآتي:

« إستأذنت هالة بنت خويلد أخت خديجة على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فعرف استيذان خديجة فارتاع لذلك، فقال: اللهم هالة، قالت: فغرت فقلت: ما تذكر من عجوزٍ من عجائز قريش، حمراء الشدقين، هلكت في الدهر قد أبدلك الله خيراً منها » فقال:

« قوله: قد أبدلك الله خيراً منها. قال ابن التين: في سكوت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على هذه المقالة دليل على أفضلية عائشة على خديجة، إلّا أنْ يكون المراد بالخيرية هنا حسن الصورة وصغر السن انتهى.

____________________

(١). سيف مسلول - مخطوط.

(٢). تذكرة خواص الأمة: ٣٢.

٨٣

ولا يلزم من كونه لم ينقل في هذه الطريق أنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ردّ عليها عدم ذلك، بل الواقع أنه صدر منه ردّ لهذه المقالة.

ففي رواية أبي نجيح عن عائشة عند أحمد والطبراني في هذه القصّة قالت عائشة فقلت: قد أبدلك الله بكبيرة السنّ حديثة السّن، فغضب حتى قلت: والذي بعثك بالحق لا أذكرها بعد هذا إلّا بخير. وهذا يؤيد ما تأوّله ابن التين في الخيرية المذكورة. والحديث يفسّر بعضه بعضاً »(١) .

ونحن نقول بمقتضى « الحديث يفسّر بعضه بعضاً » إنّ رواية الطبراني والاصبهاني تفسّر حديث الغدير، ويتّضح أنّ المراد من ( المولى ) فيه هو ( الأولى ).

* * *

____________________

(١). فتح الباري في شرح صحيح البخاري ٧ / ١١١.

٨٤

مجيء ( المولى ) بمعنى:

( المتصرّف في الْأَمر ) و ( ولي الْأَمر )

و ( المليك ) ونحوها

٨٥

٨٦

١ - مجيء ( المولى ) بمعنى ( المتصرف في الأمر )

ثم إنّه قد صرّح جماعة من أعلام أهل السنّة بأنّ من المعاني الحقيقية للفظ ( المولى ) هو « المتصرف في الأمر ». وهذا أيضاً واف بمطلوب الشيعة، وكاف لاستدلالهم بحديث الغدير، إذ الحاصل من ( الأولى بالتصرف ) و ( المتصرف في الأمر ) واحد وممن صرّح بمجيء ( المولى ) بهذا المعنى:

ذكر من نص على ذلك

١ - ابن حجر المكي، وقد تقدم نص عبارته قريباً.

٢ - عبد الحق الدهلوي، حيث نقل مقالة ابن حجر في ( اللمعات ).

٣ - كمال الدين بن فخر الدين الجهرمي في ( البراهين القاطعة في ترجمة الصواعق المحرقة ).

٤ - محمد بن عبد الرسول البرزنجي، إذ قال في الجواب عن حديث الغدير: « الثاني - إنه لو سلّمنا تواتره ففيه دلالة وليس نصّاً في المدعى، لأن القدر المصرح بذكر الخلافة فيه موضوع كما مر التنبيه عليه، والقدر الصحيح غير صريح فيه، لأنا لا نسلّم أن ( المولى ) هو ( الامام )، بل له معان كثيرة، فإنه مشترك بين الناصر والمعتق والعتيق والمتصرف في الأمر والمحبوب وابن العم والقريب وغيرها.

٨٧

وهو حقيقة في الكل، وتعيين بعض معاني المشترك من غير دليل يقتضيه تحكّم لا يعبأ به ...»(١) .

٥ - الفاضل رشيد الدين خان الدهلوي حيث أورد كلام ابن حجر المذكور في ( إيضاح لطافة المقال ) وارتضاه.

ومتى ثبت مجيء ( المولى ) بمعنى « المتصرف في الأمر » باعتراف علماء أهل السنة، لم يجدهم إنكار مجيئه بمعنى ( الأولى )، لأن غرض الشيعة من الاستدلال بحديث الغدير إثبات دلالته على الامامة، وهذه الدلالة تامة على كل تقدير، فمن العجيب انكار ابن حجر والجهرمي والبرزنجي مجيء ( المولى ) بمعنى ( الأولى ) واثباتهم في نفس الوقت مجيئه بمعنى ( المتصرف في الأمر )!! ويزيد كون ( المتصرف في الأمر ) معنى حقيقياً للفظ ( المولى ) وضوحاً أنهم لا ينكرون على الشيعة قولهم بمجيئه بهذا المعنى، وإن أجابوا عن استدلالهم بذلك على الامامة، فقد قال الحسين بن محمد الطيبي: « قالت الشيعة: المولى هو المتصرف في الأمور، وقالوا: معنى الحديث إن علياًرضي‌الله‌عنه يستحق التصرف في كل ما يستحق الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم التصرف فيه، ومن ذلك أمور المؤمنين فيكون إمامهم. أقول: لا يستقيم أن يحمل الولاية على الامامة التي هي التصرف في أمور المؤمنين، لأن المتصرف المستقل في حياتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هو لا غير، فيجب أن يحمل على المحبة وولاء الإسلام ونحوهما»(٢) .

فترى أن الطيبي لا ينكر مجيء ( المولى ) بمعنى ( المتصرف في الأمر ). كما أن كلامه ظاهر في أن التصرف في أمور المؤمنين هي الامامة بعينها.

وذكر علي بن سلطان القاري كلام الطيبي هذا بنصه في شرحه على المشكاة حيث قال: « وفي شرح المصابيح للقاضي قالت الشيعة: المولى هو المتصرف

____________________

(١). نواقض الروافض - مخطوط.

(٢). شرح المشكاة - مخطوط.

٨٨

وقالوا: معنى الحديث إن عليّاًرضي‌الله‌عنه يستحق التصرف في كلّ ما يستحق الرسول صلّى الله عليه التصرّف فيه، ومن ذلك أمور المؤمنين فيكون إمامهم. قال الطيبي: لا يستقيم أن يحمل الولاية على الامامة التي هي التصرف في أمور المؤمنين، لأن المتصرف المستقل في حياتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هو لا غير، فيجب أن يحمل على المحبة وولاء الإسلام ونحوهما »(١) .

وقال الفخر الرازي بتفسير قوله تعالى:( ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللهِ مَوْلاهُمُ ) « البحث الثالث - إنه تعالى سمّى نفسه في هذه الآية باسمين، أحدهما: المولى وقد عرفت أن لفظ المولى ولفظ الولي مشتقان من الولي أي القرب، وهو سبحانه القريب البعيد الظاهر الباطن

وأيضاً قال: مولاهم الحق. والمعنى إنهم كانوا في الدنيا تحت تصرفات الموالي الباطلة، وهي النفس والشهوة والغضب، كما قال:( أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ ) فلمـّا مات الانسان تخلّص من تصرفات الموالي الباطلة، وانتقل إلى تصرّفات المولى الحق »(٢) .

وقال بتفسير قوله تعالى:( وَاعْتَصِمُوا بِاللهِ هُوَ مَوْلاكُمْ ) : « وقال القفال: اجعلوا الله عصمة لكم مما تحذرون، هو مولاكم: سيدكم والمتصرف فيكم. فنعم المولى: فنعم السيد. ونعم النصير. فكأنه سبحانه قال: أنا مولاك، بل أنا ناصرك وحسبك »(٣) .

وقال النيسابوري بتفسير الآية الأُولى: « والمعنى: إنهم كانوا في الدنيا تحت تصرفات الموالي الباطلة، وهي النفس والشهوة والغضب، فلمـّا ماتوا تخلّصوا إلى تصرف المولى الحقّ »(٤) .

____________________

(١). المرقاة في شرح المشكاة ٥ / ٥٦٨.

(٢). تفسير الرازي ١٣ / ١٧ - ١٨.

(٣). تفسير الرازي ٢٣ / ٧٤.

(٤). تفسير النيسابوري ٧ / ١٢٨.

٨٩

وقال ابن كثير بتفسيرها: « أي ورجعت الأمور كلّها إلى الله الحكم العدل ففصلها، وأدخل أهل الجنة وأهل النار النار »(١) .

ففسّر ابن كثير ( المولى ) بـ ( الحكم )، ولو أنا فسرنا ( المولى ) في حديث الغدير بهذا المعنى لثبتت الامامة كذلك.

٢ - مجيء ( المولى ) بمعنى ( متولي الأمر )

وقد ثبت مجيء ( المولى ) بمعنى ( متولي الأمر ) من كلمات علماء العربية والمفسرين، وهذا المعنى أيضاً يفيد الامامة والخلافة كسابقه، لأنّ ( المتولي ) هو ( المتصرف ) كما هو ظاهر جدّاً، وبه صرح سعيد الجلبي، والشهاب الخفاجي في حاشيتيهما على البيضاوي كما سيجيء.

ذكر من قال بذلك

ومجيء ( المولى ) بمعنى ( متولي الأمر ) قد ثبت من كلمات جماعة من أعلام المحققين في العلوم المختلفة، وممن صرّح بذلك:

١ - أبو العباس محمد بن يزيد المبرّد.

٢ - أبو القاسم الحسين بن محمد بن المفضل المعروف بالرّاغب الاصفهاني.

٣ - أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي.

٤ - أحمد بن الحسن بن أحمد الزاهد.

٥ - جار الله محمود بن عمر الزمخشري.

٦ - أبو السعادات مبارك بن محمد الجزري.

٧ - أحمد بن يوسف بن حسن الكواشي.

٨ - ناصر الدين عبد الله بن عمر البيضاوي.

____________________

(١). تفسير ابن كثير ٢ / ١٣٨.

٩٠

٩ - عبد الله بن أحمد النسفي.

١٠ - أبو حيّان محمد بن يوسف الأندلسي.

١١ - نظام الدين حسن بن محمد بن حسين النيسابوري.

١٢ - جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي.

١٣ - محمد طاهر الكجراتي.

١٤ - أبو السعود بن محمد العمادي.

١٥ - سعيد الجلبي.

١٦ - شهاب الدين أحمد بن محمد بن عمر الخفاجي.

(١)

محمد بن يزيد المبرّد

قال المبرد - على ما نقل عنه السيد المرتضى - بعد تأويل قوله تعالى:( ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا ) : « والولي والمولى معناهما سواء، وهو الحقيق بخلقه المتولي لأمورهم »(١) .

(٢)

الراغب الاصفهاني

وقال الراغب الاصبهاني في كتابه ( غريب القرآن ) الذي قال عنه السيوطي

____________________

(١). الشافي في الامامة: ١٢٣ عن كتاب العبارة عن صفات الله للمبرد.

٩١

في ذكر كتب غريب القرآن: « ومن أحسنها المفردات للراغب » - قال ما هذا نصه: « الولاء والتوالي أن يحصل شيئان فصاعداً حصولاً ليس بينهما ما ليس منهما، ويستعار ذلك للقرب من حيث المكان، ومن حيث النسبة، ومن حيث الدين، ومن حيث الصداقة والنصرة والاعتقاد، والولاية النصرة، والولاية تولّي الأمر، والولي والمولى يستعملان في كل ذلك، وكلّ واحد منهما يقال في معنى الفاعل أي الموالي، وفي معنى المفعول اي الموالي، يقال للمؤمن هو ولي الله، ولم يرد مولاه »(١) .

(٣)

أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي

وقال أبو الحسن الواحدي:( ثُمَّ رُدُّوا ) يعنى العباد يردون بالموت( إِلَى اللهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِ ) الذي يتولى أمورهم »(٢) .

(٤)

أحمد بن الحسن الزاهد الدرواجكي

وقال الزاهد الدرواجكي: « قوله( مَأْواكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ ) والمولى في اللغة: من يتولى مصالحك فهو مولاك، يلي القيام بأمورك وينصرك على أعدائك، ولهذا سمي ابن العم والمعتق مولى، ثم صار اسماً لمن لزم الشيء، كما يقال أخ الفقراء وأخ المال »(٣) .

____________________

(١). المفردات: ٥٣٣.

(٢). التفسير الوسيط - مخطوط.

(٣). تفسير الزاهدي - مخطوط.

٩٢

(٥)

جار الله الزمخشري

وقال الزمخشري: «( مَوْلانا ) سيدنا ونحن عبيدك، أو ناصرنا، أو متولي أمورنا( فَانْصُرْنا ) فمن حق المولى أن ينصر عبيده، فان ذلك عادتك، أو فان ذلك من أمورنا التي عليك توليها »(١) .

(٦)

أبو السعادات ابن الأثير

وقال المبارك بن محمد بن الأثير الجزري: « وقد تكرر ذكر المولى في الحديث، وهو اسم يقع على جماعة كثيرة وكلّ من ولي أمراً أو قام به فهو مولاه ووليّه ومنه الحديث: أيما امرأة نكحت بغير إذن مولاها فنكاحها باطل، وفي رواية وليّها. أي متولي أمرها »(٢) .

____________________

(١). الكشاف ١ / ٣٣٣.

(٢). النهاية: ولي.

٩٣

(٧)

أحمد بن يوسف الكواشي

وقال أحمد بن يوسف الكواشي: « ولا يوقف على( أَنْتَ مَوْلانا ) سيدنا ومتولي أمورنا، لوجود الفاء في قوله( فَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ ) لأنك سيدنا، والسيد ينصر عبيده »(١) .

(٨)

ناصر الدين البيضاوي

وقال ناصر الدين البيضاوي: «( مَأْواكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ ) هي أولى بكم كقول لبيد:

فغدت كلا الفرجين تحسب أنه

مولى المخافة خلفها وأمامها

أو متوليكم. تتولاكم كما توليتم موجباتها في الدنيا وبئس المصير النار »(٢) .

____________________

(١). التلخيص في التفسير. توجد منه في المكتبة الناصرية نسخة مكتوبة في حياة المؤلف تاريخها ٦٧٧.

(٢). تفسير البيضاوي: ٧١٦.

٩٤

(٩)

عبد الله بن أحمد النسفي

وقال النسفي:( أَنْتَ مَوْلانا ) سيدنا ونحن عبيدك، أو ناصرنا أو متولي أمورنا »(١) .

(١٠)

أبو حيان الأندلسي

وقال أبو حيان: «( هُوَ مَوْلانا ) أي ناصرنا وحافظنا قاله الجمهور. وقال الكلبي: أولى بنا من أنفسنا في الموت والحياة. وقيل: مالكنا وسيّدنا فلهذا يتصرف كيف شاء، فيجب الرضى بما يصدر من جهته. وقال:( ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكافِرِينَ لا مَوْلى لَهُمْ ) فهو مولانا الذي يتولانا ويتولاهم »(٢) .

وقال أبو حيان أيضاً: « ومعنى( إِلَى اللهِ ) إلى عقابه. وقيل: إلى موضع جزائه( مَوْلاهُمُ الْحَقِ ) لا ما زعموه من أصنامهم، إذْ هو المتولي حسابهم، فهو مولاهم في الملك والإحاطة لا في النصر والرحمة »(٣) .

____________________

(١). تفسير النسفي ١ / ١٤٤.

(٢). البحر المحيط ٥ / ٥٢.

(٣). نفس المصدر ٤ / ١٤٩.

٩٥

(١١)

نظام الدين النيسابوري

وقال نظام الدين النيسابوري: « وهو قوله:( أَنْتَ مَوْلانا ) ففيه الاعتراف بأنه سبحانه هو المتولي لكلّ نعمة ينالونها، وهو المعطي لكل مكرمة يفوزون بها، وأنهم بمنزلة الطفل الذي لا تتم مصلحته إلّا بتدبير قيّمه، والعبد الذي لا ينتظم شمل مهماته إلا بإصلاح مولاه. وبهذا الاعتراف يحق الوصول إلى الحق، من عرف نفسه أي بالإِمكان والنقصان عرف ربه أي بالوجوب والتمام»(١) .

وقال النيسابوري أيضاً: «( فَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَوْلاكُمْ ) ناصركم ومتولي أموركم، يحفظكم ويدفع شر الكفار عنكم، فإنّه( نِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ ) فثقوا بولايته ونصرته »(٢) .

وقال أيضاً: «( هُوَ مَوْلانا ) لا يتولى أمورنا إلّا هو، يفعل بنا ما يريد من أسباب التهاني والتعازي، لا اعتراض لأحدٍ عليه »(٣) .

وقال: «( وَاللهُ مَوْلاكُمْ ) متولي أموركم. وقيل: أولى بكم من أنفسكم ونصيحته أنفع لكم من نصائحكم لأنفسكم »(٤) .

وقال: «( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ ) حتى تصلوا إليه، هو متولي إفنائكم عنكم،( نِعْمَ الْمَوْلى ) في افناء وجودكم( وَنِعْمَ النَّصِيرُ ) في إبقائكم بربكم »(٥) .

____________________

(١). تفسير النيسابوري ٣ / ١١٣.

(٢). نفس المصدر ٩ / ١٥٣.

(٣). نفس المصدر ١٠ / ١٠٤.

(٤). نفس المصدر ٢٨ / ٨٠.

(٥). تفسير النيسابوري ١٧ / ١٢٦.

٩٦

(١٢)

جلال الدين السيوطي

وقال جلال الدين السيوطي: «( أَنْتَ مَوْلانا ) سيدنا ومتولي أمورنا »(١) .

وقال: «( فَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَوْلاكُمْ ) ناصركم ومتولي أموركم »(٢) .

وقال: «( لَنْ يُصِيبَنا إِلَّا ما كَتَبَ اللهُ لَنا ) إصابته( هُوَ مَوْلانا ) ناصرنا ومتولي أمورنا»(٣) .

(١٣)

محمد بن طاهر الكجراتي

وقال محمد طاهر الفتني الكجراتي نقلاً عن النهاية: « وكلّ من ولي أمراً أو قام به فهو مولاه ووليّه ومنه: أيّما امرأة نكحت بغير إذن مولاها. وروى وليها. أي متولي أمرها »(٤) .

____________________

(١). تفسير الجلالين: ٦٦.

(٢). تفسير الجلالين: ٢٤٠.

(٣). المصدر نفسه: ٢٥٦.

(٤). مجمع البحار: ولي.

٩٧

(١٤)

أبو السعود العمادي

وقال أبو السعود:( هِيَ مَوْلاكُمْ ) أو متوليكم تتولاكم كما توليتم موجباتها »(١) .

(١٥)

سعيد الجلبي

وقال سعيد الجلبي بتفسير( هِيَ مَوْلاكُمْ ) : أو متوليكم. أي المتصرف فيه »(٢) .

(١٦)

الشهاب الخفاجي

وقال شهاب الدين الخفاجي: « وقوله: متوليكم. أي المتصرف فيكم كتصرفكم فيما أوجبها واقتضاها من أمور الدنيا »(٣) .

____________________

(١). تفسير أبي السعود هامش الرازي ٨ / ٧٣.

(٢). حاشية البيضاوي للجلبي.

(٣). حاشية البيضاوي للخفاجي.

٩٨

إعتراف الرازي

وإنّ مجيء ( المولى ) بمعنى ( متولي الأمر ) في غاية الثبوت والوضوح، حتى فسّر به الفخر الرّازي - الذي سعى في إنكار مجيئه بمعنى ( الأولى ) - فقال في تفسير قوله تعالى( أَنْتَ مَوْلانا فَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ ) : « وفي قوله: أنت مولانا فائدة أخرى، وذلك: أن هذه الكلمة تدل على نهاية الخضوع والتذلل، والاعتراف بأنه سبحانه هو المتولي لكلّ نعمة يصلون إليها، وهو المعطي لكلّ مكرمة يفوزون بها، فلا جرم أظهروا عند الدعاء أنهم في كونهم متكّلين على فضله وإحسانه بمنزلة الطفل الذي لا تتم مصلحته إلّا ببرّ [ بتدبير ] قيّمه، والعبد الذي لا ينتظم شمل مهمّاته إلّا باصلاح مولاه، فهو سبحانه قيّوم السماوات والأرض، والقائم بإصلاح مهمّات الكلّ، وهو المتولي في الحقيقة للكلّ على ما قال:( نِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ ) (١) ».

٣ - مجيء ( المولى ) بمعنى ( الوارث الأولى )

على أنّ الرازي الذي أطال الكلام في إنكار مجيء ( المولى ) بمعنى ( الأولى ) بإبداء التشكيكات الواهية والاعتراضات السخيفة التي أضلت بعض الهمج الرعاع الذين ينعقون مع كل ناعق - قد ألجأته الحقيقة الراهنة إلى نقل تفسير ( المولى ) بـ ( الوارث الأولى ) عن أبي علي الجبائي، واستحسانه هذا المعنى كالوجوه الأخرى المذكورة بتفسير قوله تعالى:( وَلِكُلٍّ جَعَلْنا مَوالِيَ ) وهذا نصّ كلامه:

« المسألة الثالثة - من الناس من قال: هذه الآية منسوخة، ومنهم من قال: إنها غير منسوخة. أمّا القائلون بالنسخ فهم الذين فسّروا الآية بأحد هذه الوجوه

____________________

(١). تفسير الرازي ٧ / ١٦١.

٩٩

التي نذكرها

القول الثاني - قول من يقول: الآية غير منسوخة، والقائلون بذلك ذكروا في تأويل الآية وجوها: الأول - تقدير الآية: ولكل شيء ممّا ترك الوالدان والأقربون والذين عاقدت أيمانكم موالي وورثة فآتوهم نصيبهم. أي: فآتوا الموالي والورثة نصيبهم. فقوله: والذين عاقدت أيمانكم معطوف على قوله: الوالدان والأقربون، والمعنى: إن ما ترك الذين عاقدت أيمانكم فله وارث هو أولى به، وسمّي الله تعالى الوارث المولى، والمعنى: لا تدفعوا المال إلى الحليف بل إلى المولى والوارث، وعلى هذا التقدير فلا نسخ في الآية. وهذا تأويل أبي علي الجبائي ».

ثم قال الرازي بعد ذكر ثلاثة وجوه أخرى: « وكل هذه الوجوه حسنة محتملة. والله أعلم بمراده »(١) .

وأيضاً، فقد اعترف الرازي في ( نهاية العقول ) بحكم أبي عبيدة وابن الأنباري بأنّ لفظة ( المولى ) تأتي لـ ( الأولى ) وهذا نصّ كلامه: « لا نسلّم أن كلّ من قال بأن لفظه المولى محتملة للأولى قال بدلالة الحديث على إمامة عليرضي‌الله‌عنه . أليس أن أبا عبيدة وابن الأنباري حكما بأن لفظ المولى للأولى مع كونهما قائلين بامامة أبي بكررضي‌الله‌عنه »(٢) .

فالحمد لله الذي وفّقنا لإِظهار بطلان كلامه في إنكار مجيء ( المولى ) بمعنى ( الأولى ) من كلام نفسه في ( التفسير ) و ( نهاية العقول ). كما أثبتنا بطلان ردّه لحديث الغدير من كلامه في هذين الكتابين والتفسير. والله ولي التوفيق.

٤ - مجيء ( المولى ) بمعنى ( ولي الأمر )

وقد فسّر جماعة من كبار المفسرين لفظة ( المولى ) بـ ( ولي الأمر ) فقد قال

____________________

(١). تفسير الرازي ١٠ / ٨٨.

(٢). نهاية العقول - مخطوط.

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362