نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ١١

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار15%

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 362

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 362 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 294220 / تحميل: 6122
الحجم الحجم الحجم
نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ١١

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

(١٥)

رواية الخثعمي الأشناني

وهو أبو جعفر محمد بن الحسين المتوفى سنة ٣١٥، شيخ الخطيب البغدادي، رواه عنه في ( تاريخه ) و ( تلخيص المتشابه ).

ترجمته:

١ - الخطيب: « كان ثقة حجة »(١) .

٢ - الذهبي: « الخثعمي: الامام الحجة المحدث أبو جعفر قال الدار قطني: أبو جعفر ثقة مأمون »(٢) .

٣ - السمعاني: « أبو جعفر محمد بن الحسين بن حفص بن عمر الأشناني الكوفي، ثقة صالح مأمون، سمع عباد بن يعقوب الرواجني وكان تقوم به الحجة. وفاته سنة ٣١٥ »(٣) .

____________________

(١). تاريخ بغداد: ٢ / ٢٣٤.

(٢). سير أعلام النبلاء: ١٤ / ٥٢٩.

(٣). الانساب - الاشناني.

٢١

(١٦)

رواية إبن مروان القرشي

وهو إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الملك بن مروان القرشي الدمشقي المتوفى سنة ٣١٩.

وهو شيخ عبد الوهاب الكلابي روى عنه الحديث.

ترجمته:

١ - الذهبي: « ابن مروان. هو الحافظ الامام أبو اسحاق إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الملك بن مروان القرشي الدمشقي، محدّث رحّال عنه عبد الوهاب الكلابي، وحميد الورّاق، وآخرون. مات في رجب سنة ٣١٩ »(١) .

٢ - الذهبي: « ابن مروان الامام الحافظ الثقة الرّحال »(٢) .

٣ - الصفدي: « الأموي الدمشقي الحافظ »(٣) .

____________________

(١). تذكرة الحفاظ: ٨٠٥.

(٢). سير أعلام النبلاء: ١٥ / ٦٢.

(٣). الوافي بالوفيات: ٦ / ٤٢.

٢٢

(١٧)

رواية أبي الطيب الدقّاق

وهو محمد بن عبد الصمد المتوفى سنة ٣١٩. رواه عنه الخطيب البغدادي في تاريخه.

ترجمته:

قالالخطيب: « محمد بن عبد الصمد أبو الطّيب الدقاق يعرف بالبغوي. وكان ابن خالة عبد الله بن محمد البغوي حدّث عنه: القاضي أبو الحسن الجراحي، وأبو حفص ابن شاهين، ومحمد بن عبد الله ابن أخي ميمي، وما علمت من حاله إلّا خيراً »(١) .

(١٨)

رواية عبد الملك الجرجاني

وهو عبد الملك بن محمد بن عدي، أبو نعيم، الفقيه الجرجاني، المعروف بالاسترابادي، المتوفى سنة ٣٢٢ - أو ٣٢٣. وهو شيخ أبي أحمد ابن عدي الجرجاني، وقد وقعا في طريق رواية الحافظ الكنجي الحديث في كتابه ( كفاية

____________________

(١). تاريخ بغداد: ٢ / ٣٧٧.

٢٣

الطالب )(١) .

ترجمته:

١ - الخطيب البغدادي: « كان أحد أئمة المسلمين، ومن الحفّاظ لشرائع الدين، مع صدق وتورع وضبط وتيقّظ، سافر الكثير، وكتب بالعراق والحجاز، والشام ومصر، وورد بغداد قديماً »(٢) .

٢ - الذهبي: « أبو نعيم ابن عدي الامام الحافظ الكبير الثقة قال حمزة ابن يوسف: كان مقدّماً في الفقه والحديث وكانت الرحلة اليه قال الحاكم: هو الفقيه الحافظ للمسانيد والفقهيّات عن الصحابة والتابعين »(٣) .

٣ - الأسنوي: « كان إماماً حافظاً ورعاً فقيهاً رحّالاً إلى الآفاق، قال أبو الوليد حسان القرشي: لم يكن في عصرنا بخراسان أحفظ للفقه وأقاويل الصحابة منه. وكان الرحال تشدّ إليه. ولد سنة ٢٤٢ ومات سنة ٣٢٣ »(٤) .

(١٩)

رواية مكرم بن أحمد

المتوفى سنة ٣٤٥. فقد ورد في طريق رواية الحافظ ابن الأثير في ( أسد الغابة ).

____________________

(١). كفاية الطالب: ٢٢١.

(٢). تاريخ بغداد: ١٠ / ٤٢٨.

(٣). سير أعلام النبلاء: ١٤ / ٥٤١.

(٤). طبقات الشافعية: ١ / ٧٠.

٢٤

ترجمته:

١ - الخطيب: « حدثنا عنه: أبو الحسن ابن رزقويه وأبو الحسين بن الفضل القطّان وأبو علي ابن شاذان.

وكان ثقة. أخبرنا ابن شاذان: توفي سنة ٣٤٥ »(١) .

٢ - الذهبي: « حدّث عنه: ابن مندة، والحاكم، وأبو الحسن ابن رزقويه، وابن الفضل القطّان، وأبو علي ابن شاذان، وآخرون. وثّقه الخطيب »(٢) .

(٢٠)

رواية أحمد بن فاذويه الطحّان

قالالخطيب : « أحمد بن فاذويه بن عزرة أبوبكر الطحان، حدّث عن أحمد ابن محمد بن يزيد بن سليم. روى عنه محمد بن المظفر، وأبو القاسم بن الثلّاج. أخبرني أحمد بن محمد العتيقي، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الله الشاهد، حدثنا أبوبكر أحمد بن فاذويه بن عزرة الطحان، حدثنا أبو عبد الله أحمد بن محمد ابن يزيد بن سليم، حدثني رجاء بن سلمة، حدثنا أبو معاوية الضرير عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب »(٣) .

____________________

(١). تاريخ بغداد: ١٣ / ٢٢١.

(٢). سير أعلام النبلاء: ١٥ / ٢١٧، العبر: ٢ / ٢٦٩.

(٣). تاريخ بغداد: ٤ / ٣٤٨.

٢٥

(٢١)

رواية النعمان بن هارون البلدي

هو من رجال الحاكم في ( المستدرك ) وقد صحّح الحديث.

ترجمته:

وذكره الحافظالخطيب في ( تاريخه ) فقال: « النعمان بن هارون بن محمد بن هارون بن جابر بن النعمان، أبو القاسم الشيباني البلدي، يعرف بابن أبي الدلهاث. قدم بغداد وحدّث بها

روى عنه: محمد بن المظفر، وعلي بن عمر السكري. وما علمت من حاله إلّا خيراً »(١) .

(٢٢)

رواية عبد الرحمن بن سليمان بن موسى الجرجاني

هو شيخ الحافظ ابن عدي. وعنه روى الحديث الشريف كما سيأتي.

ترجمته:

قالالسهمي: « عبد الرحمن بن سليمان بن موسى بن عدي أبو سعيد

____________________

(١). تاريخ بغداد: ١٣ / ٤٥٤.

٢٦

الجرجاني نزيل مكة. روى عن أحمد بن سعيد الرازي، حدّثنا عنه عبد الله بن عدي الحافظ، وأبوبكر محمد بن أحمد المفيد بجرجرايا »(١) .

(٢٣)

رواية ابن مهرويه

وهو: علي بن محمد بن مهرويه القزويني، كان حياً سنة ٣٥٥.

فقد وقع في طريق رواية الحافظ ابن النجار حديث أنا مدينة العلم عن الامام الرّضاعليه‌السلام عن آبائه الطاهرينعليهم‌السلام (٢) .

ترجمته:

١ - السمعاني: « وأبو الحسن علي بن محمد بن مهرويه القزويني حدّث في القرية ببغداد والجبال عن يحيى بن عبدك القزويني، وداود بن سليمان الغازي، ومحمد بن المغيرة، والحسن بن علي بن عفان. روى عنه: عمر بن محمد بن سنبك، وأبوبكر محمد بن عبد الله الابهري، ومحمد بن عبيد الله بن الشخير، وأبو حفص ابن شاهين الواعظ وغيرهم.

ذكره أبو الفضل صالح بن محمد بن أحمد الحافظ في طبقات أهل همدان وقال: كان يأخذ على نسخة علي بن موسى الرضا. وكان شيخاً مسنّاً ومحلّه الصدق »(٣) .

____________________

(١). تاريخ جرجان: ٢٧٤.

(٢). أنظر رواية ابن النّجار، فتح الملك العلي: ٥٤.

(٣). الأنساب - القزويني.

٢٧

٢ - الرافعي: ذكره كذلك وأضاف أنه حدّث ببغداد سنة ٣٢٣.(١)

(٢٤)

رواية ابن خلّاد

وهو أبوبكر أحمد بن يوسف المتوفى سنة ٣٥٩ شيخ الحافظ أبي نعيم.

قال أبو نعيم: « حدثنا أبوبكر ابن خلاد وفاروق الخطابي قالا: ثنا أبو مسلم الكشي، ثنا محمد بن عمر بن الرومي، ثنا شريك، عن سلمة بن كهيل، عن الصنابحي، عن علي قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها »(٢) .

ترجمته:

قالالذهبي: « الشيخ الصدوق المحدّث مسند العراق روى عنه: الدار قطني، وابن رزقويه، وهلال الحفار، وأبو علي ابن شاذان، ومحمد بن عبد الواحد بن رزمة، وأبو نعيم الحافظ وآخرون.

قال الخطيب: كان لا يعرف شيئاً من العلم غير أنّ سماعه صحيح.

وقال أبو نعيم: كان ثقة.

وكذا وثّقه أبو الفتح ابن أبي الفوارس »(٣) .

وتوجد ترجمته في تاريخ بغداد ٥ / ٢٢٠.

____________________

(١). التدوين في أهل العلم بقزوين: ٣ / ٤١٧.

(٢). معرفة الصحابة - مخطوط.

(٣). سير أعلام النبلاء: ١٦ / ٦٩ باختصار.

٢٨

(٢٥)

رواية فاروق الخطابي

وهو شيخ الحافظ أبي نعيم.

وقد عرفت روايته من عبارة ( معرفة الصحابة ).

ترجمته:

قالالذهبي: « فاروق بن عبد الكبير بن عمر. المحدّث المعمّر، مسند البصرة أبو حفص الخطابي البصري

حدّث عنه: أبوبكر محمد بن أبي علي الذكواني، وأحمد بن محمد بن الصقر البغدادي، وعلي بن عبد كويه، وأبو نعيم الحافظ وآخرون.

وما به بأس.

بقي إلى سنة ٣٦١ »(١) .

(٢٦)

رواية ابن عدي

روى الحديث بترجمة « سعيد بن عقبة أبي الفتح الكوفي » وبترجمة « أحمد بن سلمة » وبترجمة « عثمان بن عبد الله الأموي ». قال في الأول:

____________________

(١). سير أعلام النبلاء: ١٦ / ١٤٠ ملخصاً.

٢٩

« حدّثنا أحمد بن حفص، ثنا سعيد بن عقبة أبو الفتح الكوفي، ثنا سليمان الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب.

قال الشيخ: وهذا يروى عن أبي معاوية عن الأعمش، وعن أبي معاوية يعرف بأبي الصلت الهروي عنه، وقد سرقه من أبي الصّلت جماعة ضعفاء »(١) .

وروى أبو القاسم السهمي الحديث عن ابن عدي بسنده(٢) .

وابن عساكر عن السهمي عنه بسنده(٣) .

ترجمته:

وهو الحافظ أبو أحمد عبد الله بن علي ابن عدي صاحب ( الكامل في الضعفاء ) المتوفى سنة ٣٦٥:

قالالسمعاني : « أبو أحمد بن عبد الله بن علي بن محمد الجرجاني المعروف بابن القطّان الحافظ من أهل جرجان، كان حافظ عصره، رحل إلى الإِسكندرية وسمرقند، ودخل البلاد وأدرك الشيوخ. كان حافظاً متقناً لم يكن في زمانه مثله »(٤) .

وتوجد ترجمته في: تذكرة الحفاظ ٣ / ١٦١، مرآة الجنان ٢ / ٣٨١، العبر ٣ / ٥١.

____________________

(١). الكامل ٣ / ١٢٤٧.

(٢). تاريخ جرجان: ٢٤.

(٣). ترجمة أمير المؤمنينعليه‌السلام من تاريخ دمشق: ٢ / ٤٦٢.

(٤). الأنساب - الجرجاني.

٣٠

(٢٧)

رواية شمس الدين المقدسي

وهو: صاحب كتاب ( أحسن التقاسيم ) من علماء القرن الرابع على ما في بعض المصادر، رواه في كتابه المذكور(١) .

ترجمته:

١ - حاجي خليفة: « أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم للشيخ شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد المقدسي الحنفي المتوفى سنة وهو كتاب مرتّب على الأقاليم العرفيّة »(٢) .

٢ - الزركلي: « محمد بن أبي بكر البناء المقدسي ويقال له: البشاري، شمس الدين أبو عبد الله، رحّالة جغرافي، ولد في القدس، وتعاطى التجارة، فتجشّم أسفاراً هيّأت له المعرفة بغوامض أحوال البلاد، ثم انقطع إلى تتّبع ذلك فطاف أكثر بلاد الاسلام، وصنّف كتابه أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم » وأرخّ وفاته بسنة: نحو ٣٨٠.(٣) .

٣ - كحالة: « مؤرّخ رحّالة جغرافي » وأرخّه بسنة ٣٧٥(٤) .

٤ - وأرخ وفاته في هدية العارفين بحدود سنة ٤١٤.

____________________

(١). أحسن التقاسيم: ١٢٧.

(٢). كشف الظنون: ١ / ١٦.

(٣). الاعلام: ٥ / ٣١٢.

(٤). معجم المؤلفين: ٨ / ٢٣٨.

٣١

(٢٨)

رواية ابن شاذان

وهو أحمد بن إبراهيم بن شاذان البزاز المتوفّى سنة ٣٨٣. فقد وقع في سند رواية ابن المغازلي، كما لا يخفى على من راجعه.

ترجمته:

١ - الخطيب: « روى عنه الدار قطني وكان ثقة ثبتاً صحيح السّماع كثير الحديث سمعت الأزهري يقول: كان ابن شاذان ثقة ثبتاً حجّة أخبرنا أحمد بن محمّد العتيقي قال: سنة ٣٨٣ فيها توفي أبوبكر ابن شاذان لثلاث عشرة ليلة بقين من شوال، ثقة مأمون فاضل كثير الكتب، صاحب أصول حسان »(١) .

٢ - الذهبي: « إبن شاذان الشيخ الامام المحدّث الثقة المتقن »(٢) .

(٢٩)

رواية الدار قطني

وهو أبو الحسن علي بن عمر البغدادي المتوفى سنة ٣٨٥. فقد وقع في غير واحد من أسانيد رواية حديث أنا مدينة العلم، منها رواية الحافظ ابن عساكر في

____________________

(١). تاريخ بغداد: ٤ / ١٨.

(٢). سير أعلام النبلاء: ١٦ / ٤٢٩.

٣٢

تاريخ دمشق بترجمة مولانا أمير المؤمنينعليه‌السلام (١) .

ترجمته:

الذهبي: « الدار قطني - أبو الحسن علي بن عمر البغدادي الحافظ المشهور، صاحب التصانيف. ذكره الحاكم فقال: صار أوحد عصره في الحفظ والفهم والورع، إماماً في القرّاء والنحاة، صادفته فوق ما وصف لي، وله مصنفات يطول ذكرها. وقال الخطيب: كان فريد عصره وفزيع دهره ونسيج وحده وإمام وقته، إنتهى إليه علم الأثر والمعرفة بالعلل وأسماء الرجال، مع الصّدق وصحة الاعتقاد والاضطلاع من علوم سوى علم الحديث وقال أبو ذر الهروي قلت للحاكم: هل رأيت مثل الدارقطني؟ فقال: هو إمام لم ير مثل نفسه فكيف أنا. وقال البرقاني: كان الدار قطني يملي عليّ العلل من حفظه. وقال القاضي أبو الطيب الطبري: الدارقطني أمير المؤمنين في الحديث »(٢) .

(٣٠)

رواية الكلابي

وهو أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد الكلابي، المعروف بابن أخي تبوك، المتوفى سنة ٣٩٦.

روى حديث مدينة العلم حيث قال:

« حدثنا إبراهيم بن عبد الرحمن قال: حدثنا محمد بن عبد الرحيم الهروي بالرملة قال: حدثنا أبو الصلت الهروي عبد السلام بن صالح قال: حدثنا أبو

____________________

(١). ترجمة أمير المؤمنينعليه‌السلام من تاريخ دمشق، الحديث رقم: ٩٩٥.

(٢). العبر: ٣ / ٢٨، حوادث سنة: ٣٨٥.

٣٣

معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال:

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأته من بابه »(١) .

ترجمته:

١ - الذهبي: « الكلابي المحدّث الصّادق المعمّر » ثم ذكر مشايخه والرواة عنه، وأرخّ وفاته بالسنة المذكورة. ونقل عن عبد العزيز الكتاني قوله: كان ثقة نبيلاً مأموناً(٢) .

٢ - الذهبي كذلك في العبر(٣) .

٣ - ابن العماد، فذكر عبارة العبر على عادته(٤) .

(٣١)

رواية أبي الحسن العلوي

وهو أبو الحسن محمد بن الحسين العلوي النيسابوري المتوفى سنة ٤٠١، وكان من شيوخ الحاكم وأبي بكر البيهقي وقد وقع في طريق إسناد رواية الموفق بن أحمد الخطيب الخوارزمي فراجعه.

ترجمته:

١ - الذهبي: « العلوي - الامام السيد المحدّث الصدوق، مسند

____________________

(١). مناقب علي بن أبي طالب - المطبوع مع ابن المغازلي -: ٤٢٦.

(٢). سير أعلام النبلاء: ١٦ / ٥٥٧.

(٣). العبر: ٣ / ٦١.

(٤). شذرات الذهب: ٣ / ١٤٧.

٣٤

حراسان، أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود بن علي العلوي الحسني النيسابوري. الحسيب، رئيس السادة حدّث عنه الحاكم وأبوبكر البيهقي وهو أكبر شيخ له قال الحاكم: هو ذو الهمّة العالية والعبادة الظاهرية، وكان يسئل أنْ يحدّث فلا يحدّث، ثم في الآخر عقدتُ له مجلس الاملاء وانتقيت له ألف حديث، وكان يعدّ في مجلسه ألف محبرة، فحدّث وأملى ثلاث سنين. مات فجأةً في جمادى الآخرة سنة ٤٠١ »(١) .

٢ - السبكي وساق نسبه نقلاً عن الحاكم قال: وأثنى عليه وقال: شيخ الشرق في عصره(٢) .

٣ - الأسنوي، حيث ترجم له ولأخيه أبي علي محمد وقال: « كانا من سادات الشافعية، وأعيان العلماء وخيار أهل السنة »(٣) .

(٣٢)

رواية محمد بن أحمد بن رزق

وهو شيخ الحافظ الخطيب البغدادي. روى عنه هذا الحديث الشريف في تاريخه(٤) .

ترجمته:

١ - الخطيب: « محمد بن أحمد بن محمّد بن أحمد بن رزق أبو الحسن البزاز المعروف بابن رزقويه وكان ثقة صدوقاً كثير السماع والكتابة، حسن

____________________

(١). سير أعلام النبلاء: ١٧ / ٨٩.

(٢). طبقات الشافعية: ٣ / ١٤٨.

(٣). طبقات الشافعية: ١ / ٨٤.

(٤). تاريخ بغداد: ١١ / ٤٩.

٣٥

الاعتقاد، جميل المذهب، مديماً لتلاوة القرآن، شديداً على أهل البدع، ومكث يملي في جامع المدينة من بعد سنة ٣٨٠ إلى قبل وفاته بمدة. وهو أول شيخ كتبت عنه، وأوّل ما سمعت منه في سنة ٤٠٣ »(١) .

٢ - الذهبي: « الإِمام المحدّث المتقن المعمّر شيخ بغداد »(٢) .

٣ - ابن تغري بردي: « سمع الحديث فأكثر، وكان ثقة صدوقاً كثير السماع حسن الاعتقاد جميل المذهب »(٣) .

(٣٣)

رواية الصّيرفي

وهو: أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل بن شاذان النيسابوري المتوفى سنة ٤٢١. وقد طريق رواية ابن المغازلي فراجعه.

ترجمته:

١ - الذهبي: « الصّيرفي الشيخ الثقة المأمون وسمع أيضاً من أبي عبد الله محمد بن يعقوب الشيباني حدّث عنه أبوبكر البيهقي والخطيب »(٤) .

٢ - ابن العماد: « أبو سعيد الصيرفي محمد بن موسى كان ثقة »(٥) .

____________________

(١). تاريخ بغداد: ١ / ٣٥١.

(٢). سير أعلام النبلاء: ١ / ٢٥٨.

(٣). النجوم الزاهرة: ٤ / ٢٥٦.

(٤). سير أعلام النبلاء: ١٧ / ٣٥٠.

(٥). شذرات الذهب: ٣ / ٢٢٠.

٣٦

(٣٤)

رواية البرقاني

وهو أبوبكر أحمد بن محمد بن أحمد الخوارزمي الشافعي المتوفى سنة ٤٢٥. فقد وقع في طريق رواية الحافظ ابن عساكر في تاريخه(١) .

ترجمته:

١ - الخطيب: « أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب، أبوبكر، الخوارزمي، المعروف بالبرقاني - فذكر أسفاره ومشايخه في البلاد. ثم قال - ثم عاد إلى بغداد فاستوطنها وحدّث بها، فكتبنا عنه، وكان ثقة ورعاً متقناً متثبّتاً فهماً، لم ير في شيوخنا أثبت منه

سمعت أبا القاسم الأزهري يقول: البرقاني إمام إذا مات ذهب هذا الشأن. يعني الحديث.

سمعت أبا محمد الخلّال - ذكر البرقاني فقال -: كان نسيج وحده

وماترحمه‌الله في يوم الأربعاء أول يومٍ من رجب سنة ٤٢٥ »(٢) .

٢ - الذهبي: « البرقاني، الامام الحافظ شيخ الفقهاء والمحدّثين شيخ بغداد »(٣) .

٣ - الأسنوي: « كان إماماً حافظاً ورعاً مجتهداً في العبادة حافظاً للقرآن »(٤) .

____________________

(١). ترجمة أمير المؤمنينعليه‌السلام من تاريخ دمشق، الحديث رقم: ٩٩٤.

(٢). تاريخ بغداد: ٤ / ٣٧٣.

(٣). تذكرة الحفاظ: ٣ / ١٠٧٤.

(٤). طبقات الشافعية: ١ / ٢٣١.

٣٧

(٣٥)

رواية النرسي

وهو محمد بن عمر النرسي المتوفى سنة ٤٢٦ شيخ الخطيب البغدادي، رواه عنه في تاريخه(١) .

ترجمته:

وقال بترجمته: « محمد بن عمر بن القاسم بن بشر بن عاصم بن أحمد، أبوبكر النرسي، يعرف بابن عدسيّة، كتبنا عنه، وكان شيخاً صالحاً صدوقاً من أهل السنة، معروفاً بالخير »(٢) .

(٣٦)

رواية الثعلبي

وهو أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم المتوفى سنة ٤٢٧ أو ٤٣٧.

رواه في تفسيره المعروف، عن طريق أحمد والترمذي، بعين لفظهما.

ترجمته:

١ - السبكي: « كان أوحد زمانه في علم القرآن »(٣) .

____________________

(١). تاريخ بغداد: ١١ / ٤٨.

(٢). تاريخ بغداد: ٣ / ٣٧.

(٣). طبقات الشافعية: ٤ / ٥٨.

٣٨

٢ - الداودي: « كان أوحد زمانه في علم القرآن، حافظاً للّغة، بارعاً في العربية، واعظاً، موثقاً »(١) .

٣ - الأسنوي: « ذكره ابن الصلاح والنووي من الفقهاء الشافعية، وكان إماماً في اللغة والنحو»(٢) .

(٣٧)

رواية الدسكري

وهو أبو طالب يحيى بن علي المتوفى سنة ٤٣١، شيخ الخطيب البغدادي، روى عنه الحديث الشريف في تاريخه(٣) .

ترجمته:

١ - عبد الغافر الفارسي: « أبو طالب الدسكري يحيى بن علي بن الطيب، الفقيه الصوفي، الدسكري، أبو طالب، المقيم بحلوان، خادم الفقراء بها، وشيخ البلد، والمفتي والمحدّث والقاضي، كتب بجرجان ونيسابور وإصبهان، وحدّث عن الغطريفي وابن المقري، وروى الكثير، فسمع منه الغرباء تبرّكاً بروايته، وتوفي يوم الجمعة في رجب سنة ٤٣١. روى عنه: أحمد بن أبي سعد بن علي النيسابوري المؤذن »(٤) .

____________________

(١). طبقات المفسرين: ١ / ٦٥.

(٢). طبقات الشافعية: ١ / ٤٢٩.

(٣). تاريخ بغداد: ٢ / ٣٧٧.

(٤). تاريخ نيشابور: ٧٤٢.

٣٩

٢ - السبكي: « يحيى بن علي الشيخ الجوّال في البلاد، سمع أبا أحمد الغطريفي وغيره. روى عنه أبوبكر الخطيب وغيره » ثم أورد كلام الفارسي المذكور(١) .

(٣٨)

رواية الصّيمري

وهو الحسين بن علي المتوفى سنة ٤٣٦، شيخ الخطيب البغدادي، روى عنه الحديث الشريف في تاريخه(٢) .

ترجمته:

١ - الخطيب: « سكن بغداد، وكان أحد الفقهاء المذكورين من العراقيين، حسن العبارة جيد النظر، ولي قضاء المدائن في أول أمره، ثم ولّي بأخرة القضاء بربع الكرخ، ولم يزل يتقلّده إلى حين وفاته كتبت عنه، وكان صدوقاً وافر العقل جميل المعاشرة، عارفاً بحقوق أهل العلم مات سنة ٤٣٦ »(٣) .

٢ - ابن الجوزي: ترجمة بعبارة الخطيب المتقدمة(٤) .

٣ - الذهبي: « الصيمري القاضي العلّامة وكان من كبار الفقهاء المناظرين، صدوقاً وافر العقل »(٥) .

____________________

(١). طبقات السبكي: ٥ / ٣٥٧.

(٢). تاريخ بغداد: ٧ / ١٧٢.

(٣). تاريخ بغداد: ٨ / ٧٨.

(٤). المنتظم: ٨ / ١١٥.

(٥). سير أعلام النبلاء: ١٧ / ٦١٥.

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

الصالح الفهامة، الثقة المطلع والحافظ المتتبع، الشيخ محمد الشامي الدمشقي ثم المصري ».

٣ - وقال المفتيصدر الدين خان في ( منتهى المقال ): « قال الشيخ الامام العالم العلامة، أفضل المحققين والمحدّثين محمد الشامي، في باب الدليل على مشروعية السفر، وشدّ الرحال لزيارة سيّدنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، والرد على من زعم أن شدّ الرحل لزيارتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم معصية: قد تقدم أنه انعقد الإجماع على تأكّد زيارته ».

٤ - وقال المولويحسن زمان: « وقال العلامة الحافظ الشامي صاحب السيوطي، في السيرة المسماة بسبل الهدى والرشاد في سيرة خير العبادصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ومشروعية السفر لزيارة قبر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الأمجاد قد ألّف فيها الشيخ تقي الدين السبكي، والشيخ كمال الدين ابن الزملكاني، والشيخ أبو داود سليمان كتاب الانتصار، وابن جملة، وغيرهم من الأئمة »(١) .

(٩٨)

تحسين أبي الحسن ابن عرّاق الكناني

وقد حكم بحسنه أبو الحسن علي بن محمد بن عراق الكناني قال: « حديث أنا دار الحكمة وعلي بابها. ابن بطة نع مرطب حب عد خط. و في لفظ: أنا مدينة الفقه، و آخر: أنا مدينة العلم. وفيه جماعة كثيرة مجروحون ومجاهيل، تعقب بأنه أخرجه الحاكم والترمذي، وقال الحافظ ابن حجر: أخرجه الحاكم وصحّحه، وخالف أبو الفرج ابن الجوزي فذكره في الموضوعات.

والصواب خلاف قوليهما معاً، وأن الحديث من قسم الحسن، لا يرتقي إلى

____________________

(١). القول المستحسن في فخر الحسن. وله ترجمة في شذرات الذهب ٨ / ٢٥٠.

٢٤١

الصحة ولا ينحط إلى الكذب، وبيان ذلك يستدعي طولاً، لكن هذا هو المعتمد. وكذا حسّنه العلائي »(١) .

ترجمته:

١ - رحمة الله السندي في خطبة ( مختصر تنزيه الشريعة ): « شيخنا الامام الحافظ العلامة، عالم المدينة النبوية في زمانه، الشيخ علي بن محمد بن العراق، ولي الخلّاق المشهور في الآفاق ».

٢ - العيدروس: « اعلم أن في قلبي حسرة عظيمة، إذ لم يتيسر لي الوقوف على تواريخ جماعة من الأعيان المشهورين، كطائفة من الأولياء الكرام، وجملة من العلماء الأعلام، مثل شيخ الشيوخ على الاطلاق الشيخ محمد بن عراق وولديه الشيخ الامام العلامة علي والشيخ الفاضل عبد النافع »(١) .

قال: « فكان من كبار أهل العلم وله جملة مصنفات »(٢) .

٣ - الصديق حسن خان القنوجي: في ( أبجد العلوم ): « الشيخ علي بن محمد ابن عراق عالم المدينة المنورة، وخطيب مسجد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، كان نائباً مناب أبيه في العلم والعمل والتقوى، له تصانيف مفيدة، منها كتاب: تنزيه الشريعة عن الأحاديث الموضوعة، لخصه تلميذه الشيخ رحمة الله السندي، وهو في غاية اللطف من الاختصار ».

وله ترجمة في: شذرات الذهب ٨ / ٣٣٧، الكواكب السائرة ٢ / ١٩٧.

____________________

(١). تنزيه الشريعة ١ / ٣٧٧.

(٢). النور السافر في أعيان القرن العاشر: ٨٤.

٢٤٢

(٩٩)

تحسين ابن حجر المكّي

وحكم بحسنه شهاب الدين أحمد بن محمد بن حجر الهيتمي المكي في عدة من مصنفاته:

قال في ( الصواعق ) في أحاديث فضائل عليعليه‌السلام : « التاسع - أخرج البزار والطبراني في الأوسط عن جابر بن عبد الله، والطبراني والحاكم والعقيلي في الضعفاء وابن عدي عن ابن عمر، والترمذي والحاكم عن عليرضي‌الله‌عنه ، قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها. وفي رواية: فمن أراد العلم فليأت الباب. و في أخرى عند الترمذي عن علي قال: أنا دار الحكمة وعلي بابها و في أخرى عند ابن عدي: علي باب علمي

وصوّب بعض محققي المتأخرين المطّلعين من المحدثين أنه حديث حسن ومر الكلام عليه »(١) .

وقال في ( المنح المكية شرح القصيدة الهمزية ) -: « وكعليرضي‌الله‌عنه لقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - في الحديث الحسن - خلافاً لمن زعم وضعه - أنا مدينة العلم وعلي بابها، ومن ثمّ قال ابن عباسرضي‌الله‌عنه : جميع ما آثرته لكم من التفسير فإنما هو من علي كرّم الله وجهه ».

وقال « إن لهم فيه أربعة آراء: صحيح وهو ما ذهب إليه الحاكم ويوافقه قول الحافظ العلائي وحسن وهو التحقيق، ويوافقه قول شيخ الإسلام الحافظ ابن حجر: رجاله رجال الصحيح إلّا عبد السلام الهروي فإنه

____________________

(١). الصواعق المحرقة: ٧٣.

٢٤٣

ضعيف عندهم انتهى وسبقه الى آخر كلامه الحافظ العلائي فقال: الهروي هذا تكلّموا فيه كثيراً انتهى.

ويعارض ذلك تعقيب أبي زرعة على حديثه، ونقل الحاكم عن يحيى بن معين: أنه وثقه، فثبت أنه حسن مقارب للصحيح بما علمت من قول ابن حجر أنّ رواته كلهم رواة الصحيح إلّا الهروي، وأن الهروي وثّقه جماعة وضعّفه آخرون.

وضعيف أي بناء على رأى من ضعف الهروي.

وموضوع وعليه كثيرون أئمة حفاظ كالقزويني وابن الجوزي، وجزم ببطلان جميع طرقه الذهبي في ميزانه وغيره.

وهؤلاء - وإن كانوا أئمة أجلّاء، لكنهم - تساهلوا تساهلاً كثيراً كما علم مما قررته، وكيف ساغ الحكم بالوضع مع ما تقرر أن رجاله كلّهم رجال الصحيح إلّا واحداً فمختلف فيه، ويجب فيه تأويل كلام القائلين بالوضع، بأنّ ذلك لبعض طرقه لا كلّها، وما أحسن قول بعض الحفاظ في أبي معاوية أحد رواته المتكلم فيهم بما لا يسمع: هو ثقة مأمون من كبار المشايخ وحفاظهم، وقد تفرد به عن الأعمش فكان ما ذا؟ وأي استحالة في أنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يقول مثل هذا في حق علي ...».

وقال في ( تطهير الجنان ) مدافعاً عن معاوية « السادس - خروجه على علي كرّم الله وجهه ومحاربته له، مع أنه الامام الحق بإجماع أهل الحل والعقد والأفضل والأعدل والأعلم بنص الحديث الحسن - لكثرة طرقه، خلافاً لمن زعم وضعه، ولمن زعم صحته، ولمن أطلق حسنه -: أنا مدينة العلم وعلي بابها. قال الأئمة الحفاظ: لم يرد لأحدٍ من الصحابة رضي الله عنهم من الفضائل والمناقب والمزايا ما ورد لعلي كرّم الله وجهه »(١) .

____________________

(١). تطهير الجنان: ٧٤ هامش الصواعق.

٢٤٤

قال: « قال ابن عباس: « وهذا - أي كون عليرضي‌الله‌عنه يخبر بالأشياء المغيبة فيقع كما أخبر - لما كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يخبره - أي بالمغيبات - فيخبر بها علي كرّم الله وجهه كما أخبرهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ومن استند إخباره إلى إخبار الصادق لا يكون إلّا صادقاً، وفي هذه منقبة علية جدّاً لعلي كرّم الله وجهه لما أتحفهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم به من العلوم الغيبية، ولذا كان باب مدينة العلم النبوي وأمين السرّ العلوي ».

وفي ( فتاواه ): « وسئلرضي‌الله‌عنه : أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: أنا مدينة العلم وأبوبكر أساسها وعمر حيطانها وعثمان سقفها وعلي بابها. هل الحديث صحيح أم لا؟

فأجاب بقوله: الحديث رواه صاحب مسند الفردوس وتبعه ابنه بلا اسناد، عن ابن مسعودرضي‌الله‌عنه مرفوعاً، وهو حديث ضعيف، كحديث أنا مدينة العلم وعلي بابها ومعاوية حلقتها، وهو ضعيف أيضاً.

وأما حديث: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فهو حديث حسن، بل قال الحاكم: صحيح - وقول البخاري: ليس له وجه صحيح والترمذي: منكر، وابن معين: كذب، معترض - وان ذكره ابن الجوزي في الموضوعات، وتبعه الذهبي وغيره على ذلك ».

ترجمته:

١ - الشعراني في ( لواقح الأنوار في طبقات الأخيار ).

٢ - الخفاجي في ( ريحانة الألباء ٢١١ - ٢١٢ ).

٣ - العيدروس في ( النور السافر ٢٨٧ - ٢٩٨ ).

٤ - الشرقاوي في ( التحفة البهية في طبقات الشافعية ).

٥ - القاري في ( المرقاة في شرح المشكاة ).

٦ - عبد الحق الدهلوي في ( ما ثبت بالسنة ).

٢٤٥

٧ - الدهان المكي في ( كفاية المتطلع ).

٨ - ابن سالم البصري في ( الإِمداد في علوّ الاسناد ).

٩ - الشنواني في ( الدرر السنية في الأسانيد الشنوانية ).

١٠ - ( الدهلوي ) في ( رسالة أصول الحديث ).

ولعبد القادر بن أحمد الفاكهي: ( كتاب في فضائل شيخه ابن حجر الهيتمي ) كما في ( البدر الطالع ١ / ١٠٩ ) بترجمته.

(١٠٠)

رواية المتقي الهندي

وقال علي بن حسام الدين الشهير بالمتقي: « أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب. عق، عد، طب، ك، عن ابن عباس، عد، ك عن جابر »(١) .

« أنا مدينة العلم وعلي بابها. أبو نعيم في المعرفة، عن علي.

« أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأته من بابه. طب، عن ابن عباس »(٢) .

وقال المتقي: « قال الترمذي وابن جرير معاً: ثنا إسماعيل بن موسى السري أنبأ محمد بن عمر الرومي عن شريك عن سلمة بن كهيل عن سويد بن غفلة عن الصنابحي عن علي قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا دار الحكمة وعلي بابها. حل. قال الترمذي: هذا حديث غريب، وفي نسخة: منكر، وروى بعضهم هذا الحديث عن شريك ولم يذكروا فيه الصنابحي ولم يعرف هذا الحديث

____________________

(١). كنز العمال ١٢ / ٢٠١.

(٢). كنز العمال ١٢ / ٢١٢.

٢٤٦

عن أحد من الثقات غير شريك، وفي الباب عن ابن عباس. إنتهى.

وقال ابن جرير: هذا خبر صحيح سنده، وقد يجب أن يكون هذا على مذهب الآخرين سقيماً غير صحيح لعلتين، إحداهما: أنه خبر لا يعرف له مخرج عن علي عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلّا من هذا الوجه. والأخرى: أن سلمة ابن كهيل عندهم ممن لا يثبت بنقله حجة.

وقد وافق علياً في هذا الخبر عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم غيره: ثنا محمد ابن إبراهيم الفزاري، ثنا عبد السلام بن صالح الهروي، ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد المدينة فليأتها من بابها. ثنا إبراهيم بن موسى الرازي - وليس بالفرا - ثنا أبو معاوية بإسناده مثله. هذا الشيخ لا أعرفه ولا سمعت منه غير هذا الحديث. إنتهى كلام ابن جرير.

وقد أورد ابن الجوزي في الموضوعات حديث علي وابن عباس. وأخرج ك حديث ابن عباس وقال: صحيح الإِسناد، وروى خط في تاريخه عن يحيى بن معين: أنه سئل عن حديث ابن عباس فقال: هو صحيح، وقال عد في حديث ابن عباس: إنه موضوع، وقال الحافظ صلاح الدين العلائي: قد قال ببطلانه أيضاً الذهبي في الميزان وغيره، ولم يأتوا في ذلك بعلّة قادحة سوى دعوى الوضع دفعاً بالصّدر.

وقال الحافظ ابن حجر في لسانه: هذا الحديث له طرق كثيرة في مستدرك الحاكم، أقلّ أحوالها أن يكون للحديث أصل، فلا ينبغي أن يطلق القول عليه بالوضع. وقال في فتوى: هذا الحديث أخرجه ك في المستدرك وقال: إنه صحيح، وخالفه ابن الجوزي فذكره في الموضوعات وقال: إنه كذب.

والصّواب خلاف قولهما معاً وأن الحديث من قسم الحسن، لا يرتقي إلى الصحة ولا ينحط إلى الكذب، وبيان ذلك يستدعي طولاً، ولكنْ هذا هو المعتمد في ذلك. إنتهى.

٢٤٧

وقد كنت أجيب بهذا الجواب دهراً، إلى أن وقفت على تصحيح ابن جرير لحديث علي في تهذيب الآثار مع تصحيح ك‍ لحديث ابن عباس فاستخرت الله وجزمت بارتقاء الحديث عن مرتبة الحسن إلى مرتبة الصحة. والله أعلم »(١) .

ترجمته:

ذكر جماعة ترجمة المتقي وآيات علوّ درجته ومقامه، ومنهم:

١ - عبد الحق الدهلوي في ( أخبار الأخيار ٢٤٥ ).

٢ - العيدروس اليمني في ( النور السافر ٣١٥ ).

٣ - غلام علي آزاد في ( سبحة المرجان ٤٣ ).

٤ - حاجي خليفة في ( كشف الظنون ٢ / ١٥١٨ ).

وللشيخ عبد القادر الفاكهي كتاب ( القول النقي في مناقب المتقي ).

كما للشيخ عبد الوهاب المتقي القادري كتاب ( إتحاف التقي في فضل الشيخ علي المتقي ).

(١٠١)

رواية الوصّابي الشافعي

ورواه إبراهيم بن عبد الله الوصابي اليمني الشافعي في كتاب فضائل أمير المؤمنينعليه‌السلام حيث قال: « الباب التاسع في فضل علمهرضي‌الله‌عنه وعنه - أي عن عليرضي‌الله‌عنه - إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: أنا مدينة العلم وعلي بابها. أخرجه أبو نعيم في المعرفة »(٢) .

____________________

(١). كنز العمال ١٥ / ١٢٩ - ١٣٠.

(٢). الاكتفاء في فضل الأربعة الخلفاء - مخطوط.

٢٤٨

قال: « وعنه - أي عن ابن عباسرضي‌الله‌عنه - قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب، أخرجه الحاكم في المستدرك، والخطيب في المفترق والمتفق »(١)

(١٠٢)

تحسين محمد طاهر الفتني

وقال محمد طاهر الفتني: « أنا مدينة العلم وعلي بابها. أورده من حديث علي وابن عباس وجابر: قلت: قد تعقّب العلائي على ابن الجوزي في حكمه بوضعه، فإنه ينتهي طرقه إلى درجة الحسن، فلا يكون ضعيفاً فضلاً عن أن يكون موضوعاً. وقال ابن حجر: صحّحه الحاكم وخالفه ابن الجوزي فكذّبه، والصواب خلاف قولهما، والحديث حسن لا صحيح ولا كذب »(٢) .

قال: « له متابعات، فمن حكم بكذبه فقد أخطأ »(٣) .

ترجمته:

١ - العيدروس في حوادث سنة ٩٨٦: « وفيها استشهد الرجل الصالح العلامة جمال الدين محمد طاهر الملقّب بملك المحدثين الهنديرحمه‌الله آمين، على يد المبتدعة من فرقتي الرافضة السبّابة والمهدويّة القتّاله، وسبب ذلك أنه كان يناقرهم ويناظرهم ويريدهم يرجعون إلى الحق، ويتركون ما هم عليه من الضلالة والزندقة، وكان هذا دأبه أبداً، وجرى له معهم وقائع كثيرة وقهرهم في مجالس عديدة، وأظهر فضائحهم وكشف خزعبلاتهم وردعهم، وأدحض حجتهم

____________________

(١). نفس المصدر - مخطوط.

(٢). تذكرة الموضوعات: ٩٥.

(٣). نفس المصدر: ٩٦.

٢٤٩

وأبطلها وبالغ في الرد عليهم والتحذير عنهم، حتى قال بكفرهم وجزم بخروجهم من الدين والمنهج القويم وضلالهم عن الصراط المستقيم، وأراد إعدام هذا المذهب القبيح رأساً، وسعى في ذلك سعياً بليغاً، وأراد التوصّل إلى سلطان الزمان لذلك، فاحتالوا عليه حتى قتلوه قبل أن يصل إلى ذلك، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله.

وهو الذي أشار إليهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالمزيّة في الرؤيا التي رآها الشيخ المتقي السابقة، وناهيك بها من منقبة عليّة، وكان على قدمٍ من الصلاح والورع والتبحّر في العلم »(١) .

٢ - عبد الحق الدهلوي بمثل ما تقدم(٢) .

٣ - غلام علي آزاد بقوله: « مولانا الشيخ محمد طاهر الفتني هو خادم الأحاديث المقدسة وناصر السنن المؤسسة »(٣) .

٤ - صديق حسن خان القنوجي بقوله: « صار رأساً في العلوم الحديثية والأدبية، ورحل إلى الحرمين الشريفين وأدرك علماءهما ومشايخهما سيما الشيخ علي المتقي وقد ذكر الشيخ عبد الحق الدهلوي ترجمته في أخبار الأخيار، وذكرتها أنا في إتحاف النبلاء، وأيضاً أفردت ترجمته في رسالة مستقلة »(٤) .

(١٠٣)

رواية ميرزا مخدوم الشيرازي

وقد ذكره عباس بن معين الدين الشهير بميرزا مخدوم الجرجاني ثم

____________________

(١). النور السافر ٣٦١.

(٢). أخبار الاخيار: ٢٦٨.

(٣). سبحة المرجان ٤٣ - ٤٤.

(٤). أبجد العلوم ٨٩٥.

٢٥٠

الشيرازي في ( نواقض الروافض ) في الفصل الثاني « في فضائل علي بن أبي طالبرضي‌الله‌عنه » حديث أورد طائفة من أحاديث فضائله ومناقبهعليه‌السلام ، قائلاً: « و عن علي: إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: أنا مدينة العلم وعلي بابها. أخرجه الترمذي ».

(١٠٤)

رواية العيدروس اليمني

وروى شيخ بن عبد الله العيدروس اليمني حديث مدينة العلم حيث قال:

« وأخرج البزار والطبراني في الأوسط عن جابر بن عبد الله، والطبراني والحاكم والعقيلي في الضعفاء وابن عدي عن ابن عمر، والترمذي والحاكم عن علي قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها. وفي رواية: فمن أراد العلم فليأت الباب، و في أخرى عند الترمذي عن علي: أنا دار الحكمة وعلي بابها و في أخرى عند ابن عدي: علي باب علمي »(١) .

وقد ذكر العيدروس قصيدة ابن جابر الأندلسي مستحسناً إياها بقوله: « ولله درّ ابن جابر الأندلسي حيث قال:

وإن علياً كان سيف رسوله

وصاحبه السامي لمجد مشيّد

وصهر النبي المجتبى وابن عمه

أبا الحسنين المحتوي كلَّ سؤدد

وخير نساء الغر زوجته غدت

وحسبك هذا سؤدد المسوّد

وزوّجه رب السماء من سمائه

وناهيك تزويجاً من العرش قد بري

فباتا وحلي الزهد خير حلاهما

وقد آثرا بالزاد من جاء يجتدي

فأثمرت الجنات من حلل ومن

حلاهما رعيا لذاك التزهد

____________________

(١). العقد النبوي والسر المصطفوي - مخطوط.

٢٥١

وما ضرّ من قد بات والصوف لبسه

وفي السندس الغالي سوف يغتدي

وقال رسول الله إني مدينة

من العلم وهو الباب والباب فاقصد»(١)

كما أورد قصيدة أبي الحسن علي بن أبي بكر بن عبد الرحمن السقاف، وقد نظم في أحد أبياتها حديث مدينة العلم وهو ذا:

« ومن سرّ باب العلم أكرم حلة

علي العلى أكرم بذاك المهذّب »(٢)

ترجمته:

١ - عبد القادر بن شيخ العيدروس ترجمة مطولة هذا ملخّصها: « وفي ليلة السبت لخمس وعشرين خلت من رمضان سنة تسعين: توفي الشيخ الكبير والعلم الشهير القطب العارف بالله شيخ بن عبد الله العيدروس بأحمدآباد، ودفن بها في صحن داره، وعليه قبة عظيمة، وكان مولده سنة تسع عشرة وتسعمائة ولقد صار بحمد الله شيخ زمانه باتفاق عارفي وقته، وقد ألهم الله أهله حيث سموه شيخاً قبل أوانه ووقته ومن شيوخه شيخ الإسلام الحافظ شهاب الدين ابن حجر الهيثمي المصري، والفقيه الصالح العلّامة عبد الله بن أحمد باقشير الحضرمي، وله من كلٍ منهما إجازة، في جماعة آخرين يكثر عددهم، واجتمع بالعلامة الديبع بزبيد، وأما مقروّاته فكثيرة جداً، ومن تصانيفه العقد النبوي والسر المصطفوي ومناقبه وكراماته ليس هذا محلّها، وقد أفردها غير واحد من العلماء بالتصنيف »(٣) .

٢ - ووصفه الشيخاني القادري لدى النقل عن كتابه بـ « الشيخ الامام والغوث الهمام، بحر الحقائق والمعارف السيد السند والفرد الأمجد الشريف الحسيني »(٤) .

____________________

(١). العقد النبوي والسر المصطفوي - مخطوط.

(٢). نفس المصدر.

(٣). النور السافر ٣٧٢.

(٤). الصراط السوى - مخطوط.

٢٥٢

(١٠٥)

رواية جمال الدين المحدّث الشيرازي

وقال جمال الدين عطاء الله بن فضل الله الشيرازي المعروف بجمال الدين المحدّث: « الحديث السادس عشر عن جابر بن عبد الله وعبد الله بن عباس عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: أنا مدينة العلم - وفي رواية: أنا دار الحكمة - وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب »(١) .

وقال المحدّث الشيرازي في مقدمة كتابه: « وبعد: فيقول العبد الفقير إلى الله الغني، عطاء الله بن فضل الله المشتهر بجمال الدين المحدّث الحسيني، أحسن الله أحواله وحقق بجوده العميم آماله: هذه أربعون حديثاً في مناقب أمير المؤمنين وإمام المتقين، ويعسوب المسلمين ورأس الأولياء والصدّيقين، ومبيّن مناهج الحق واليقين، كاسر الأنصاب وهازم الأحزاب، المتصدّق بخاتمه في المحراب، فارس ميدان الطعان والضراب، المخصوص بكرامة الأخوة والانتجاب، المنصوص عليه بأنه لدار الحكمة ومدينة العلم باب، وبفضله واصطفائه نزل الوحي ونطق الكتاب ».

وقد وصفه عليه الصلاة والسلام بمثل هذه العبارات في صدر كتابه الآخر ( تحفة الأحباء من مناقب آل العبا ).

كما أثبته في كتاب ( روضة الاحباب ) عند بيان مقام أمير المؤمنينعليه‌السلام ومنزلته العلمية

____________________

(١). الاربعين في فضائل أمير المؤمنين - مخطوط.

٢٥٣

روضة الأحباب

وكتابه ( روضة الأحباب في سيرة النبي والآل والأصحاب ) من الكتب المشتهرة في الآفاق في التاريخ والسيرة، وقد اعتمد عليه المؤرّخون وصرحوا باعتباره واستندوا إلى رواياته، منهم غياث الدين خواند أمير في ( حبيب السير ) والديار بكري في ( الخميس ) وعبد الحق الدهلوي في ( مدارج النبوة ) وشاه ولي الله والد ( الدهلوي ) في ( إزالة الخفا )، وقد ذكره حاجي خليفة في ( كشف الظنون )(١) .

(١٠٦)

إثبات أبي العصمة محمد معصوم السمرقندي

وقد أثبت أبو العصمة محمد معصوم بابا السمرقندي في رسالته ( الفصول الأربعة ) حديث مدينة العلم واحتج به، حيث قال في الفصل الثاني في الجواب على قضية غصب فدك: « وبعد التسليم بصحة ما قيل من شهادة الأمير بذلك، فإنه لا يلزم على القاضي قبول تلك الشهادة، مع أن الشريعة المطهّرة صريحة في عدم قبولها، وهذا من الأدلة على كذب هذه الرواية، إذ لا يتصور من حضرة الأمير كرّم الله وجهه مع اختصاص شرف « أنا مدينة العلم وعلي بابها » به أن يقدم على مثل هذه الشهادة، ومن هذا القبيل شهادة الحسنين رضي الله عنهما ».

(١٠٧)

رواية علي القاري

وقال علي بن سلطان محمد الهروي المعروف بالقاري في ( شرح الفقه

____________________

(١). كشف الظنون ١ / ٩٢٢.

٢٥٤

الأكبر ) بشرح قول الماتن « ثم علي بن أبي طالب » ما نصه:

« أي ابن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي القرشي الهاشمي، وهو المرتضى زوج فاطمة الزهرا وابن عم المصطفى، والعالم في الدرجة العليا، والمعضلات التي سأله كبار الصحابة ورجعوا إلى فتواه فيها فضائل كثيرة شهيرة، تحقّق قولهعليه‌السلام : أنا مدينة العلم وعلي بابها، و قولهعليه‌السلام : أقضاكم علي »(١) .

وقال في ( المرقاة ): « ثم اعلم أن حديث أنا مدينة العلم وعلي بابها رواه الحاكم في المناقب من مستدركه من حديث ابن عباس وقال: صحيح. وتعقّبه الذهبي فقال: بل هو موضوع، وقال أبو زرعة: كم خلق افتضحوا فيه، وقال يحيى بن معين: لا أصل له، وكذا قال أبو حاتم ويحيى بن سعيد، وقال الدارقطني: ثابت، ورواه الترمذي في المناقب من جامعه وقال: إِنه منكر، وكذا قال البخاري وقال: إنه ليس له وجه صحيح، وأورده ابن الجوري في الموضوعات، وقال ابن دقيق العيد: هذا الحديث لم يثبتوه، وقيل: إنه باطل.

لكن قال الحافظ أبو سعيد العلائي: الصّواب إنه حسن باعتبار طرقه لا صحيح ولا ضعيف، فضلاً عن أن يكون موضوعاً. ذكره الزركشي، وسئل الحافظ العسقلاني عنه فقال: إنه حسن لا صحيح كما قال الحاكم ولا موضوع كما قال ابن الجوزي. وقال السيوطي: وقد بسطت كلام العلائي والعسقلاني في التعقبات التي على الموضوعات »(٢) .

ترجمته:

١ - المحبي: « علي بن محمد السلطان الهروي المعروف بالقاري الحنفي نزيل مكة، وأحد صدور العلم، فرد عصره، الباهر السمت في التحقيق وتنقيح

____________________

(١). شرح الفقه الأكبر: ١١٣.

(٢). المرقاة في شرح المشكاة ٥ / ٥٧١.

٢٥٥

العبارات، وشهرته كافية عن الإطراء في وصفه إشتهر ذكره وطار صيته، وألّف التآليف الكثيرة اللطيفة التأدية، المحتوية على الفضائل الجليلة »(١) .

٢ - الشوكاني: « قال العصامي في وصفه: الجامع للعلوم العقلية والنقلية والمتضلّع في السنّة النبوية، أحد جماهير الأعلام ومشاهير أولي الحفظ والأفهام - ثم قال - لكنه امتحن بالاعتراض على الأئمة لا سيّما الشافعي وأصحابه، واعترض على الامام مالك بن أنس في إرساله يديه، ولهذا تجد مؤلَّفاته ليس عليها نور العلم، ولهذا نهى عن مطالعتها كثير من العلماء والأولياء إنتهى.

وأقول: هذا دليل على علوّ منزلته، فإن المجتهد شأنه أن يبيّن ما يخالف الأدلة الصحيحة ويعترضه، سواء كان قائله عظيماً أو حقيراً، فتلك شكاة ظاهر عنك عارها. وكان وفاة صاحب الترجمة سنة ١٠١٤ »(٢) .

٣ - صديق حسن خان القنوجي في ( اتحاف النبلاء ) وقال: « تآليفه مقبولة ومتداولة بين أهل العلم، فما معنى ليس عليها نور العلم؟ ».

وقد اعتمد أقواله واستند إليها كبار العلماء المتأخرين عنه، كالفاضل الرشيد، وشاه سلامة الله، والمولوي حيدر علي. كما أن جماعة رووا كتبه بالأسانيد المتصلة إلى مؤلّفها القاري، كتاج الدين الدّهان، ومحمد عابد السندي

(١٠٨)

رواية عبد الرؤف المناوي

ورواه عبد الرؤف بن تاج العارفين المناوي الشافعي في كتبه ففي

____________________

(١). خلاصة الأثر ٣ / ١٨٥.

(٢). البدر الطالع ١ / ٤٤٥.

٢٥٦

( كنوز الحقائق ): « أنا مدينة العلم وعلي بابها. ط »(١) .

وفي ( فيض القدير ) بشرح حديثٍ: « عن باب مدينة العلم وربان سفينة الفهم، سيّد الحنفاء زين الخلفاء، ذي القلب العقول واللسان السؤل بشهادة الرسول، أمير المؤمنين علي بن أبي طالب القائل فيه المصطفى: من كنت مولاه فعلي مولاه والقائل هو: لو شئت لأوقرت لكم من تفسير الفاتحة سبعين وقراً، والقائل: أنا عبد الله وأخو رسوله والصديق الأكبر لا يقولها بعدي إلّا كاذب »(٢) .

وقال شارحاً حديث مدينة العلم: « فإن المصطفىصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المدينة الجامعة لمعاني الديانات كلّها، ولا بدّ للمدينة من باب، فأخبر أن بابها هو علي كرّم الله وجهه، فمن أخذ طريقه دخل المدينة ومن أخطأه أخطأ طريق الهدى، وقد شهد له بالأعلمية الموافق والمؤالف والمعادي والمخالف، وخرّج الكلاباذي: إن رجلاً سأل معاوية عن مسألة فقال: سل علياً هو أعلم مني، فقال: أريد جوابك فقال: ويحك كرهت رجلاً كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يغره بالعلم غراً، وكان أكابر الصحب يعترفون له بذلك، وكان عمررضي‌الله‌عنه يسأله عما أشكل عليه، جاءه رجل فسأله فقال: ههنا علي فاسأله، فقال: أريد أن أسمع منك يا أمير المؤمنين فقال: قم لا أقم الله رجليك، ومحا اسمه من الديوان، وصح عنه من طرق أنه كان يتعوّذ من قوم ليس هو فيهم، حتى أمسكه عنده ولم يولّه شيئا من البعوث لمشاورته في المشكل. وأخرج الحافظ عبد الملك بن سليمان قال: ذكر لعطاء أكان أحد من الصحب أفقه من علي؟ فقال: لا والله. وقال الحرالي: قد علم الأولون والآخرون أن فهم كتاب الله منحصر إلى علم علي، ومن جهل ذلك فقد ضل عن الباب الذي من ورائه، يرفع الله من القلوب

____________________

(١). كنوز الحقائق - هامش الجامع الصغير ١ / ٨٠.

(٢). فيض القدير في شرح الجامع الصغير ١ / ٥١ - ٥٢.

٢٥٧

الحجاب حتى يتحقق اليقين الذي لا يتغير بكشف الغطاء. إلى هنا كلامه »(١) .

وقد أفتى بحسن الحديث في ( التيسير ) حيث قال بعد شرحه إياه « وهو حسن باعتبار طرقه لا صحيح ولا ضعيف، فضلاً عن كونه موضوعاً، ووهم ابن الجوزي »(٢) .

ترجمته:

ترجم له المحبي ترجمةً حافلةً هذا ملخّصها: « الامام الكبير، الحجة الثبت القدوة، صاحب التصانيف السائرة، وأجل أهل عصره من غير ارتياب، وكان إماماً فاضلاً زاهداً عابداً، قانتاً خاشعاً له، كثير النفع، وكان متقرباً بحسن العمل مثابراً على التسبيح والأذكار، صابراً صادقاً، وقد جمع من العلوم والمعارف على اختلاف أنواعها وتباين أقسامها ما لم يجتمع في أحدٍ ممّن عاصره. ولّي تدريس المدرسة الصالحية فحسده أهل عصره، وكانوا لا يعرفون مزية علمه لانزوائه عنهم، ولما حضر الدّرس فيها ورد عليه من كلّ مذهب فضلاؤه منتقدين عليه، وشرع في إقراء مختصر المزني، ونصب الجدل في المذاهب، وأتى في تقريره بما لم يسمع من غيره، فأذعنوا لفضله وصار أجلاء العلماء يبادرون لحضوره، وأخذ عنه منهم خلق كثير، وتآليفه كثيرة. وبالجملة، فهو أعظم علماء هذا التاريخ آثاراً، ومؤلفاته غالباً متداولة كثيرة النفع، وللناس عليها تهافت زائد ويتغالون في أثمانها، وأشهرها شرحاه على الجامع الصغير، وشرح السيرة المنظومة للعراقي.

وكانت ولادته في سنة ٩٥٢، وتوفي ١٠٣١ »(٣) .

وقد روى كتبه ونقل عنها كبار العلماء كما في ( مقاليد الأسانيد ) و ( الامداد

____________________

(١). فيض القدير ٣ / ٤٦.

(٢). التيسير في شرح الجامع الصغير ١ / ٣٧٧.

(٣). خلاصة الاثر ٢ / ٤١٢ - ٤١٦.

٢٥٨

بمعرفة علوّ الأسناد ) و ( أسانيد أحمد النخلي المكي ) و ( غرة الراشدين ) و ( ازالة الغين ). وقد مدح ( الدهلوي ) كتابه ( فيض القدير ) في ( أصول الحديث ).

(١٠٩)

إثبات الملّا يعقوب البنباني

وقد سلّم الملّا يعقوب البنباني اللّاهوري ثبوت هذا الحديث في ( عقائده ) وان ناقش في مدلوله وسيأتي نص كلامه في محله.

ترجمته:

ترجم له صاحب ( نزهة الخواطر )(١) ووصفه بالشيخ العالم المحدث، أحد الرجال المشهورين في الفقه والحديث والفنون الحكمية، ثم نقل الثناء عليه عن ( الأفق المبين في أحوال المقربين ) و ( مرآة آفتاب نما ) وذكر مؤلفاته وأرخّ وفاته بسنة ١٠٩٨.

وقد نقل ( الدهلوي ) مناقشته في دلالة حديث الثقلين معتمداً عليها في حاشية ( التحفة الاثنا عشرية ). وقد ذكرناها وبيّنا ما فيها في مجلَّد ( حديث الثقلين ).

(١١٠)

إثبات المقري الأندلسي

وقد أثبت أبو العباس أحمد بن محمد المقري الأندلسي حديث مدينة

____________________

(١). نزهة الخواطر ٤ / ٢٨٥.

٢٥٩

العلم، إذ نقل الأبيات المذكورة في الوجه (١٠٤) من قصيدة ابن جابر الأندلسي ثم قال « وهذا ما وقفت عليه من هذه القصيدة الفريدة، وليس بيدي الآن ديوان شعره حتى أكتبها بكمالها، فإنها مناسبة لهذا الباب الذي جعلناه ختماً للكتاب، كما لا يخفى »(١) .

ترجمته:

١ - الشهاب الخفاجي: « العلامة شهاب الدين أحمد بن محمد المقري المغربي المالكي نزيل مصر، فاضل لغر المناقب مشرق، وبدر لعلو همته سار من المغرب للمشرق، وهو رفيق السداد وبيت مجده منتظم الأسباب ثابت الأوتاد، وهو - كما قيل - فيه دمث من غير خفر، ولين جانب من غير خور، ذو رأي يرد اللبن في الضرع والنار في الزند، وله آثار يثنى عليها ثناء النسيم على الند، وأدب امتزج باللطف امتزاج الماء بالخمر، وفيصل حكم رفع به التنازع بين زيد وعمرو، وهو لفقه مالك أكرم سيد مالك، وقد بوّاه الله في الحديث تكرمة بين العلياء والسند، وجدٌّ في إرث المجد بغير كلالة عن أكرم أب وجد »(٢) .

٢ - المحيي: « حافظ المغرب جاحظ البيان، ومن لم ير نظيره في جودة القريحة وصفاء الذهن وقوة البديهة، وكان آية باهرة في علم الكلام والتفسير والحديث، ومعجزاً باهراً في الأدب والمحاضرات، وله المؤلفات الشائعة »(٣) .

٣ - رضي الدين الشامي في ( تنضيد العقود السنية ) بترجمة الشريف المبارك ابن الشريف نامي: « فصل في الحوادث المتعلقة بدولة صاحب الترجمةرحمه‌الله إلى عام وفاته: ففي سنة ثنتين وأربعين بعد الألف توفي العالم العلامة الشيخ أحمد المقري المالكي صاحب التصانيف الجمة والعلوم الكثيرة، ولد بتلمسان وسكن

____________________

(١). نفح الطيب ٤ / ٦٠٣.

(٢). ريحانة الألبا ٢٩٣ - ٢٩٧.

(٣). خلاصة الأثر ١ / ٣٠٢ - ٣١١.

٢٦٠

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362