نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ١١

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار10%

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 362

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 362 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 308101 / تحميل: 6424
الحجم الحجم الحجم
نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ١١

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

(٨٧)

رواية الزبيدي

وهو: محمد مرتضى الحسيني الحنفي المتوفى سنة ١٢٠٥.

رواه من طريق الحاكم والطبراني عن أبي معاوية الضرير عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . لكنّه قال: من أتى العلم فليأت الباب(١) .

ترجمته:

قالالزركلي : « علّامة باللغة والحديث والرجال والأنساب، من كبار المصنفين، أصله من واسط في العراق، ومولده بالهند في بلجرام، ومنشؤه في زبيد باليمن. رحل إلى الحجاز وأقام بمصر، فاشتهر فضله وانهالت عليه الهدايا والتحف، وزاد اعتقاد الناس فيه، وتوفي بالطاعون في مصر » ثم ذكر مؤلفاته(٢) .

(٨٨)

رواية محمد الكزبري

المتوفى سنة ١٢٢١. وقع في طريق رواية الحافظ المغربي(٣) .

____________________

(١). إتحاف السادة المتقين في شرح إحياء علوم الدين: ٦ / ٢٤٤.

(٢). الأعلام: ٧ / ٧٠.

(٣). فتح الملك العلي: ٢٢.

٨١

ترجمته:

ذكره صاحب معجم المؤلفين وقال: محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن زين الدين بن عبد الكريم الصفدي العطار الشهير بالكزبري، محدّث مسند. ولد في ١٣ شعبان، ودرّس الحديث في جامع بني أمية، وتوفي بدمشق من آثاره »(١) .

(٨٩)

رواية الآلوسي

وهو نعمان بن محمود البغدادي المتوفى سنة ١٢٥٢. يرويه حيث يصف مولانا أمير المؤمنينعليه‌السلام بقوله: « هو باب مدينة العلم والنقطة تحت الباء »(٢) .

ترجمته:

قالالزركلي : « نعمان بن محمود بن عبد الله، أبو البركات خير الدين الآلوسي. واعظ فقيه باحث. من أعلام الأسرة الآلوسية في العراق، ولد ونشأ ببغداد، وولي القضاء في بلاد متعددة، منها الحلة، وترك المناصب.

من كتبه: جلاء العينين في محاكمة الأحمدين ابن تيمية وابن حجر »(٣) .

____________________

(١). معجم المؤلفين: ١٠ / ١٥٢.

(٢). جلاء العينين: ٧٠.

(٣). الأعلام: ٧ / ٤٢.

٨٢

(٩٠)

رواية عبد الرحمن الكزبري

المتوفى سنة ١٢٦٢. وقع في طريق رواية الحافظ المغربي(١) .

ترجمته:

ذكره صاحب معجم المؤلفين بقوله:

« عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن الكزبري الدمشقي الشافعي. أبو المحاسن وجيه الدين. عالم محدث. ولد بدمشق وتوفي بمكة حاجاً في ١٩ ذي الحجة. له ثبت »(٢) .

(٩١)

رواية زيني دحلان

وهو: أحمد زيني دحلان الشافعي المتوفى سنة ١٣٠٤. رواه في كتابه ( الفتوحات الاسلامية)(٣) .

____________________

(١). فتح الملك العلي: ٢٢.

(٢). معجم المؤلفين: ٥ / ١٧٧.

(٣). الفتوحات الاسلامية: ٢ / ٥١٠.

٨٣

ترجمته:

هو: أحمد زيني دحلان الشافعي المكي، فقيه محدّث، مؤرّخ مشارك في أنواع العلوم، مفتي الشّافعية بمكة، والمدرّس بها.

له مؤلّفات عديدة. توفي سنة ١٣٠٤(١) .

وللشيخ عثمان الدمياطي - كان حيّاً سنة ١٣٠٠ - كتاب نفحة الرحمن في مناقب السيد أحمد زيني دحلان(٢) .

(٩٢)

رواية الأبياري

وهو الاستاذ عبد الهادي الأبياري المصري المتوفى سنة: ١٣٠٥.

أرسله في كتابه ( جالية الكدر ) عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بقوله: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها ».

ترجمته:

قالالزركلي: « عبد الهادي نجا بن رضوان نجا بن محمد الأبياري المصري. كاتب أديب، له نظم توفي في القاهرة. له نحو أربعين كتاباً »(٣) .

____________________

(١). الأعلام: ١ / ١٣٠، معجم المؤلفين: ٢ / ٢٢٩.

(٢). معجم المؤلفين: ٦ / ٢٧٠.

(٣). الأعلام: ٤ / ٢٧٣.

٨٤

(٩٣)

رواية الولاتي

وهو: محمد بن يحيى بن عمر المتوفى سنة ١٣٢٩. أو ١٣٣٠ وقع في طريق رواية الحافظ المغربي.

ترجمته:

١ - قالالزركلي: « عالم بالحديث، من فقهاء المالكية، شنقيطي الأصل، كان قاضي القضاة بجهة الحوض بصحراء الغرب الكبرى »(١) .

٢ - قالكحالة: « محدّث، فقيه، أصولي، ناظم »(٢) .

(٩٤)

رواية البرزنجي

وهو: احمد بن إسماعيل الشافعي المتوفى سنة ١٣٣٢ رواه في ( مقاصد الطالب ) مرسلاً عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها ».

____________________

(١). الأعلام: ٧ / ١٤٢.

(٢). معجم المؤلفين: ١٢ / ١٠٨.

٨٥

ترجمته:

قالكحالة: « أحمد بن إسماعيل البرزنجي الحسيني الموسوي المدني. عالم مشارك في علوم مختلفة. توفي بالمدينة.

من مؤلفاته: رسالة في مناقب عمر بن الخطاب.

مقاصد الطالب في مناقب علي بن أبي طالب »(١) .

(٩٥)

رواية بهجت أفندي

ورواه الشيخ القاضي محمد بهجة أفندي المتوفى سنة ١٣٥٠ في كتابه ( تاريخ آل محمد: ٥٦).

(٩٦)

رواية النبهاني

وهو: يوسف بن إسماعيل الشافعي المتوفى سنة ١٣٥٠:

رواه في غير واحدٍ من مؤلّفاته، ففي ( الفتح الكبير ): « قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب. عق، عد، طب ك عن ابن عباس »(٢) .

ورواه في ( الشرف المؤبّد )(٣) .

____________________

(١). معجم المؤلفين: ١ / ١٦٤.

(٢). الفتح الكبير: ٢ / ١٧٦ - ١٧٧.

(٣). الشرف المؤبد: ١١١.

٨٦

ترجمته:

قالكحالة: « يوسف بن إسماعيل بن يوسف النبهاني الشافعي أبو المحاسن. أديب شاعر صوفي. من القضاة تولى القضاء في قصبة جنين من أعمال نابلس، ورحل إلى القسطنطينية، وعيّن قاضياً بكوي سنجق من أعمال ولاية الموصل، فرئيساً لمحكمة الجزاء باللاذقية، ثم بالقدس فرئيساً لمحكمة الحقوق ببيروت »(١) .

(٩٧)

رواية محمّد مخلوف المالكي

المتوفى سنة ١٣٦٠ رواه حيث ذكر مولانا أمير المؤمنينعليه‌السلام بقوله: « ويروى من فضائله أنه قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « أنا مدينة العلم وعلي بابها »(٢) .

ترجمته:

قالالزركلي: « محمد بن محمد بن عمر بن علي بن سالم مخلوف، عالم بتراجم المالكية، من المفتين. مولده ووفاته في المنستير بتونس. تعلّم بجامع الزيتونة، ودرّس فيه ثم بالمنستير وولي الإِفتاء بقابس سنة ١٣١٣ فالقضاء بالمنستير ١٣١٩. فوظيفة باش مفتي بها. أي المفتي الأكبر سنة ١٣٥٥ إلى أن توفي.

إشتهر بكتابه: شجرة النور في طبقات المالكية »(٣) .

____________________

(١). معجم المؤلفين: ١٣ / ٢٧٥.

(٢). شجرة النور الزكية: ٢ / ٧١.

(٣). الأعلام: ٧ / ٨٢.

٨٧

(٩٨)

رواية الشنقيطي

محمد حبيب بن عبد الله، المتوفى سنة ١٣٦٣.

رواه في كتابه ( كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب: ٤٨ ).

ترجمته:

قالكحالة: « محمّد حبيب الله بن عبد الله بن أحمد الشنقيطي محدّث اختير مدرّساً في كليّة أصول الدين بجامعة الأزهر، وتوفي بالقاهرة في ٨ صفر، ودفن بمقابر الامام الشافعي ...»(١) .

(٩٩)

رواية أحمد عبد الجواد وعباس أحمد صقر

رويا حديث مدينة العلم في كتاب ( جامع الأحاديث ) حيث جاء فيه: « أنا مدينة العلم وعلي بابها. أبو نعيم في المعرفة. عن علي »(٢) .

____________________

(١). معجم المؤلفين: ٩ / ١٧٦.

(٢). جامع الأحاديث: ٣ / ٢٣٧.

٨٨

(١٠٠)

رواية ابن الصديق المغربي

صاحب كتاب ( فتح الملك العلي بصحّة حديث باب مدينة العلم علي ).

قال في مقدمته: « فإنّ الأحاديث الصحيحة الواردة بفضل أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عديدة متكاثرة وشهيرة متواترة، حتى قال جمع من الحفاظ: إنه لم يرد من الفضائل لأحدٍ من الصحابة بالأسانيد الصحيحة الجياد ما ورد لعلي بن أبي طالب. إلّا أن هناك أحاديث اختلف فيها أنظار الحفاظ، فصحّحها بعضهم وتكلّم فيها آخرون، منها: حديث الطير، وحديث الموالاة، وحديث ردّ الشمس، وحديث باب العلم.

... وأما حديث باب العلم فلم أر من أفرده بالتأليف، ولا وجّه العناية اليه بالتصنيف. فأفردت هذا الجزء لجمع طرقه وترجيح قول من حكم بصحته ».

ثم روى الحديث بقوله: « أنبأنا عشرة قالوا: أنبأنا البرهان السقاء، أنا ثعيلب، أنا الملوي والجوهري قالا: أنا أبو العز محمد بن أحمد العجمي، أنا الشمس البابلي، أنا أحمد بن خليل السبكي، أنا النجم الغيطي، أنا زكريا، أنا محمد بن عبد الرحيم، أنا عبد الوهاب بن علي.

ح - وأنبأنا العفري، أنا البرزنجي، أنا الفلاني، أنا ابن سنه، أنا الوولاتي، أنا ابن أركماش، أنا أحمد بن علي الحافظ، أنا عبد الرحيم بن الحسين الحافظ، أنا الصلاح بن كيكلدي الحافظ.

قالا: أنا محمد بن أحمد بن عثمان الحافظ، أنا اسحاق بن يحيى، أنا الحسن ابن عباس، أنا عبد الواحد بن حمويه، أنا وجيه بن طاهر، أنا الحسن بن أحمد

٨٩

السمرقندي الحافظ، أنا أبو طالب حمزة بن محمد الحافظ، أنا محمد بن أحمد الحافظ، أنا أبو صالح الكرابيسي، أنا صالح بن محمد، أنا أبو الصلت الهروي، أنا أبو معاوية، عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس:

عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد بابها فليأت علياً.

أخرجه الحافظ أبو محمد الحسن بن أحمد السمرقندي في كتابه ( بحر الأسانيد في صحاح المسانيد ) الذي جمع فيه مائة ألف حديث بالأسانيد الصحيحة، وفيه يقول الحافظ أبو سعد ابن السمعاني: لو رتّب وهذّب لم يقع في الإسلام مثله، وهو في ثمانمائة جزء.

قلت: والحديث رواه عن أبي الصلت جماعة منهم:

محمد بن إسماعيل الضراري.

ومحمد بن عبد الرحيم الهروي.

والحسن بن علي المعمري.

ومحمد بن علي الصائغ.

وإسحاق بن حسن بن ميمون الحربي.

والقاسم بن عبد الرحمن الأنباري.

والحسين بن فهم بن عبد الرحمن.

أمّا رواية محمد بن إسماعيل، فأخرجها ابن جرير في تهذيب الآثار قال

وأمّا رواية محمد بن عبد الرحيم، فأخرجها الحاكم في المستدرك على الصحيحين قال

وأمّا رواية الحسن بن علي ومحمد بن الصائغ، فأخرجها الطبراني في المعجم الكبير قال

وأمّا رواية إسحاق بن الحسن الحربي، فأخرجها الخطيب قال

وأمّا رواية القاسم بن عبد الرحمن الأنباري، فأخرجها الخطيب أيضاً قال

٩٠

وأمّا رواية الحسين بن فهم، فأخرجها الحاكم في المستدرك قال

فهذا الحديث بمفرده على شرط الصحيح، كما حكم به يحيى بن معين، والحاكم، وأبو محمد السمرقندي. وبيان ذلك من تسعة مسالك ».

ثم شرع في ذكر المسالك حتى آخر الكتاب حيث ردّ في نهايته على كلام من ناقش في صحة الحديث فراجعه من أوّله إلى آخره، فإنّه من خير ما كتب من هذا الباب

ترجمته:

وأمّا مؤلّفه فإنّ المعلومات عن حاله قليلة جدّاً، ولعلّه لكونه في بلاد المغرب العربي. قالكحالة: « أبو الفيض أحمد بن محمد بن الصديق الحسيني المغربي. محدّث، حافظ، من أهل المغرب الأقصى. توفي سنة ١٣٨٠ »(١) .

____________________

(١). معجم المؤلفين: ١٣ / ٣٦٨.

٩١

٩٢

مع الدهلوي

في سند حديث المدينة

٩٣

٩٤

قوله:

« الحديث الخامس: ما رواه جابر: إنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: أنا مدينة العلم وعلي بابها ».

أقول:

عبارته توهم أنْ لم يرو هذا الحديث من الصّحابة إلّا جابر، وقد علمت - في الفائدة الأولى من الفوائد العشرة المتقدّمة في أوّل الكتاب - رواية كبار الأئمة والحفّاظ حديث مدينة العلم عن جملةٍ من الأصحاب، منهم: سيّدنا أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وسيّدنا الامام الحسنعليه‌السلام ، وسيّدنا الامام الحسينعليه‌السلام ، وعبد الله بن عباس، وجابر بن عبد الله، وعبد الله بن مسعود، وحذيفة ابن اليمان، وعبد الله بن عمر، وأنس بن مالك، وعمرو بن العاص.

بل تقدّم عن الحافظ الزرندي قوله عند ذكر هذا الحديث: « فضيلة اعترف بها الأصحاب وابتهجوا، وسلكوا طريق الوفاق وانتهجوا »

٩٥

ولا يتوهّم أنّ ( الدهلوي ) لعلّه رواه عن جابر من جهة كونه من حديث جابر أشهر منه من حديث غيره من الأصحاب، إذْ لا يخفى على الخبير أنّ الأشهر بين المحدّثين حديث إبن عباس دون غيره من الأصحاب.

كما لا يتوهّم: لعلّ ( الدهلوي ) ذكره من حديث جابر لكون حديثه هو مورد استدلال الإِماميّة دون حديث غيره، لأنّ علماء أهل الحق رووا حديث مدينة العلم عن جابر وغيره من الأصحاب، محتجّين به في الكتب الكلامية، كما لا يخفى من راجع ( المناقب لابن شهرآشوب ) و ( العمدة لابن بطريق ) و ( غاية المرام للبحراني ) وغيرها من الأسفار.

هذا وليت ( الدهلوي ) حيث اقتصر على حديث جابر - ليوهم الناظرين في كتابه أنّه لم يروه أحد من الأصحاب سواه - ذكر حديث جابرٍ بتمامه، ولم يسقط منه الفقر المتعدّدة، وبالرغم من وضوح ذلك ممّا تقدّم نعيد ذكر النصّ الكامل له برواية الحافظ الخطيب البغدادي بسنده عن عبد الرحمن بن بهمان: « قال سمعت جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول يوم الحديبية - وهو آخذ بيد علي - هذا أمير البررة وقاتل الفجرة، منصور من نصره مخذول من خذله، فمدّ بها صوته وقال: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب »(١) .

فهذا ما رواه جابر على حقيقته، وهو حديث يشتمل على كلمات تكشف عن مدى اهتمام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في إثبات خلافة أمير المؤمنينعليه‌السلام وبيان أفضليّته من غيره ولكن لم يرق ( للدهلوي ) ذكر هذه الجمل.

بل الأعجب من ذلك إسقاطه ذيل الحديث، وهو قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « فمن أراد العلم فليأت الباب » مع بلوغه أقصى درجات الشهرة والإِعتبار، وعدم خلوّ لفظ من ألفاظ الحديث - في رواية جابرٍ وغيره - منه

____________________

(١). تاريخ بغداد ٢ / ٣٧٧، ٤ / ٢١٩.

٩٦

وهذه مؤاخذات لا مفرّ ( للدهلوي ) منها، إلّا الإِعتراف بقصور باعه وعدم اطّلاعه على طرق الحديث وأسانيده، غير أنّه تبع الكابلي وقلّده في هذا الموضع كسائر مواضع كتابه، فقد قال الكابلي في ( صواقعه ):

« الخامس - ما رواه جابر: إنّ النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: أنا مدينة العلم وعلي بابها وهو باطل، لأنّ الخبر مطعون فيه، قال يحيى بن معين: لا أصل له، وقال البخاري: إنه منكر وأنّه ليس له وجه صحيح. وقال الترمذي أيضاً: إنّه منكر. وقال الشيخ تقي الدين ابن دقيق العيد: هذا الحديث لم يثبتوه. وقال الشيخ محي الدين النووي، والحافظ شمس الدين الذهبي، والشيخ شمس الدين الجزري: إنه موضوع فلا يجوز الاحتجاج به. ولأنّ من كان باب مدينة العلم لا يلزم أن يكون صاحب الزعامة الكبرى. ولأنّه لا يقاوم الأخبار الصحاح الدالة على خلافة المتقدّمين عليه ».

قوله:

« وهذا الخبر أيضاً مطعون فيه ».

أقول:

على رسلك أيّها الشيخ المهذار، وعلى ضلعك أيّها المتفيهق المتنطّع المكثار، أمالك حياء؟! كيف نصبت نفسك لقدح فضائل وصيّ المختار - عليهما وآلهما الصّلاة والسلام - ورمي مناقبه بالوضع والصّغار؟ لقد تهت في باديةٍ عظيمة الأهوال، وارتقيت مرقباً صعب المنال، وأتعبت نفسك بالمحال والمحال، وبالغت في الخدع والاحتيال

كيف تبطل وترد وتنفي مثل هذا الحديث المشهور الشائع، والخبر

٩٧

المستفيض الذائع، الصحيح سنداً والواضح جدداً، اللّامع مناراً البالغ أنواراً، الذي نقله ورواه وخرّجه جهابذة الأخبار ومنقّدوا الآثار، ونظمه الأعلام الأحبار في الأشعار، وذكروه في الكتب والأسفار على مدى تحوّل الأعصار، وهو من الاشتهار والشّيوع والثقة والاعتبار، وتمسّك الخلف والسلف والإِعتناء بشأنه بمكانٍ عظيم الشأن لا تمسّه يد الإِنكار والتضعيف، ولا تصل إليه غائلة التوهين والتسخيف؟!

ولعمري إنّ الطّاعنين في الحديث الشريف شذاذ لا يعبأ بهم ذو والتحقيق، ومعاندون لا يحتفل بهم أولوا النظر الدقيق، قد أخطأوا وجه الصواب فهم في غلواء العصبيّة متمادون، وفي سورة حميّة الجاهلية عادون

٩٨

ردّ نسبة القدح الى ابن معين

قوله:

« قال يحيى بن معين: لا أصل له ».

أقول:

نسبة القدح في خصوص حديث مدينة العلم وعلي بابها إلى يحيى بن معين مكذوبة، ولا يخفى بطلانها على أهل النّظر والتحقيق، ونحن نوضّح ذلك في وجوه:

١ - إنّه صحّحه في جواب سؤال الأنباري

لقد أفتى يحيى بن معين بصحّة حديث مدينة العلم في جواب سؤال القاسم بن عبد الرحمن الأنباري: « سألت يحيى عن هذا الحديث فقال: هو صحيح. قال الخطيب: أراد إنّه صحيح من حديث أبي معاوية وليس بباطل، إذ

٩٩

قد رواه غير واحدٍ عنه ».

وفي تهذيب الكمال بترجمة أبي الصّلت عبد السلام بن صالح الهروي: « قال القاسم بن عبد الرحمن الأنباري: حدّثنا أبو الصّلت الهروي قال: حدّثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت بابه. قال القاسم: سألت يحيى بن معين عن هذا الحديث فقال: صحيح. قال أبوبكر بن ثابت الحافظ: أراد إنّه صحيح من حديث أبي معاوية وليس بباطل، إذ قد رواه غير واحد عنه »(١) .

وفي تهذيب التهذيب بترجمة أبي الصّلت: « وقال القاسم بن عبد الرحمن الأنباري: سألت يحيى بن معين عن حديثٍ حدّثنا به أبو الصلت عن أبي معاوية، عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعاً: أنا مدينة العلم وعلي بابها. الحديث. فقال: هو صحيح. قال الخطيب: أراد به صحيح عن أبي معاوية، إذ قد رواه غير واحدٍ عنه »(٢) .

وقد ورد تصحيح ابن معين للحديث في كتبٍ أخرى غير ما ذكر، كما مرَّ فيما مضى.

٢ - إنّه أثبته في جواب الدوري

لقد أثبت يحيى بن معين حديث مدينة العلم في جواب سؤال عباس بن محمد الدّوري فقد قال الحاكم النيسابوري بعد إخراج حديث مدينة العلم

____________________

(١). تهذيب الكمال ١٨ / ٧٩.

(٢). تهذيب التهذيب: ٦ / ٣٢٠.

١٠٠

بطريق أبي الصلت الهروي -: « وأبو الصّلت ثقة مأمون، فإنّي سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب في التاريخ يقول: سمعت العباس بن محمد الدوري يقول: سألت يحيى بن معين عن أبي الصّلت الهروي، فقال: ثقة، فقلت: أليس قد حدّث عن أبي معاوية عن الأعمش: أنا مدينة العلم؟ فقال: قد حدّث به محمد ابن جعفر الفيدي وهو ثقة مأمون »(١) .

وقال الخطيب في ( تاريخ بغداد ) - على ما نقل عنه السّيوطي: « قال عباس الدّوري: سمعت يحيى بن معين يوثّق أبا الصّلت عبد السّلام بن صالح فقلت له: إنّه حدّث عن أبي معاوية عن الأعمش: أنا مدينة العلم وعلي بابها! فقال: ما تريدون من هذا المسكين؟ أليس قد حدّث به محمّد بن جعفر الفيدي عن أبي معاوية »(٢) .

وقال عبد الغني المقدسي بترجمة أبي الصّلت: « قال عباس بن محمد: سمعت يحيى بن معين يوثق أبا الصلت، فقيل له: إنه حدّث عن أبي معاوية: أنا مدينة العلم وعلي بابها! فقال: ما تريدون من هذا المسكين؟ أليس قد حدّث به محمد الفيدي عن أبي معاوية؟ »(٣) .

وقال المزي بترجمته: « قال عباس بن محمد الدوري: سمعت يحيى بن معين يوثّق أبا الصّلت عبد السلام بن صالح، فقلت: إنه حدّث عن أبي معاوية عن الأعمش: أنا مدينة العلم وعلي بابها! فقال: ما تريدون من هذا المسكين؟ أليس قد حدّث محمد بن جعفر الفيدي عن أبي معاوية فقال نحوه »(٤) .

وقال ابن حجر: « وقال الدوري: سمعت ابن معين يوثق أبا الصلت وقال

____________________

(١). المستدرك على الصحيحين: ٣ / ١٢٦ - ١٢٧.

(٢). اللآلي المصنوعة: ١ / ٣٣٢.

(٣). الكمال في اسماء الرجال - مخطوط.

(٤). تهذيب الكمال - ١٨ / ٧٩.

١٠١

في حديث أنا مدينة العلم وعلي بابها: قد حدّث به محمد بن جعفر الفيدي عن أبي معاوية »(١) .

وقد استشهد بهذا الكلام العلائي والفيروزآبادي في دفاعهما عن هذا الحديث كما مرّ فيما مضى.

٣ - إنّه أثبته في جواب ابن المحرز

وأثبته يحيى بن معين في جواب سؤال أحمد بن محمد بن القاسم بن المحرز عن أبي الصلت عبد السّلام الهروي، فقد ذكر الخطيب في ( تاريخه ) - على ما نقل عنه السيوطي ما نصّه: « وقال أحمد بن محمد بن القاسم بن المحرز: سألت يحيى ابن معين عن أبي الصلت عبد السلام بن صالح الهروي فقال: ليس ممّن يكذب، فقيل له في حديث أبي معاوية أنا مدينة العلم، فقال: هو من حديث أبي معاوية، أخبرني ابن نمير قال: حدّث به أبو معاوية قديماً، ثمّ كفَّ عنه، وكان أبو الصّلت رجلاً موسراً يطلب هذه الأحاديث ويلزم المشايخ، فكانوا يحدّثونه بها »(٢) .

وفي تهذيب الكمال: « وقال أحمد بن محمد القاسم بن محرز: سألت يحيى ابن معين عن أبي معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس: أنا مدينة العلم وعلي بابها. فقال: هو من حديث أبي معاوية وفي حديث أبي معاوية، أخبرني ابن نمير قال: حدّث به أبو معاوية قديما ثمّ كفّ عنه، وكان ابو الصلت رجلاً موسراً يطلب هذه الأحاديث ويلزم المشايخ، وكانوا يحدّثونه بها »(٣) .

وفي قوت المغتذي عن الحافظ العلائي: « وقال أحمد بن محمّد بن محرز: سألت يحيى بن معين عن أبي الصّلت فقال: ليس ممّن يكذب، فقيل له في حديث

____________________

(١). تهذيب التهذيب: ٦ / ٣٢١.

(٢). اللآلي المصنوعة: ١ / ٣٣٣.

(٣). تهذيب الكمال - ١٨ / ٧٩.

١٠٢

أبي معاوية أنا مدينة العلم، فقال: هو من حديث أبي معاوية، أخبرني ابن نمير قال: حدّث به أبو معاوية قديماً ثم كفَّ عنه، وكان أبو الصّلت رجلاً موسراً يطلب هذه الأحاديث ويلزم المشايخ »(١) .

وتجده كذلك في نقد الصّحيح كما تقدّم، وفي تهذيب التهذيب.

٤ - إنّه أثبته في جواب صالح جزرة

وكذلك أثبت ابن معين هذا الحديث في جواب سؤال صالح بن محمد جزرة عن أبي الصّلت الهروي، قال الحاكم: « سمعت أبا نصر أحمد بن سهل الفقيه القباني إمام عصره ببخارى يقول: سمعت صالح بن محمد بن حبيب الحافظ يقول: وسئل عن أبي الصلت الهروي فقال: دخل يحيى بن معين - ونحن معه - على أبي الصّلت فسلّم عليه، فلما خرج تبعته، فقلت له: ما تقول - رحمك الله - في أبي الصّلت؟ فقال: هو صدوق، فقلت له: إنه يروي حديث الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأتها من بابها فقال: قد روى هذا ذاك الفيدي عن أبي معاوية عن الأعمش، كما رواه أبو الصّلت »(٢) .

وفي اللآلى المصنوعة عن الخطيب البغدادي: « وقال عبد المؤمن بن خلف النسفي: سألت أبا علي صالح بن محمد عن أبي الصلت الهروي فقال: رأيت يحيى بن معين يحسن القول فيه، ورأيته سئل عن الحديث الذي روى عن أبي معاوية: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فقال: رواه أيضاً الفيدي. قلت: ما اسمه؟ قال: محمد بن جعفر »(٣) .

____________________

(١). قوت المغتذي - كتاب المناقب، مناقب علي.

(٢). المستدرك على الصحيحين: ٣ / ١٢٧.

(٣). اللآلي المصنوعة: ١ / ٣٣٢.

١٠٣

وفي قوت المغتذي عن الحافظ العلائي - بعد نقل رواية الدوري السالفة الذكر - « وكذلك روى صالح جزرة أيضاً عن ابن معين »(١) .

وفي نقد الصحيح كذلك: « وكذلك روى صالح بن محمد الحافظ وأحمد ابن محمد بن محرز عن يحيى بن معين أيضاً »(٢) .

أقول:

فظهر أنّ « يحيى بن معين » ممّن يصحّح حديث مدينة العلم ويثبته، وقد علم من الوجوه المذكورة أنه قد سعى - السّعي الجميل - في سبيل إثبات هذا الحديث وردّ الشّبهات عنه، فكيف يجوز نسبة كلمة « لا أصل له » إليه؟

اللهّمّ إلّا أنْ يقال بأنّ هذه الكلمات قد صدرت منه قبل وقوفه على حقيقة أمر الحديث، ثم صرّح بما هو الحق الثابت والحقيقة الراهنة، وهذا هو الذي اختاره المولوي حسن الزمان حيث قال: « تنبيه: من أحسن بيّنة على معنى ختم الأولياء الحديث المشهور الصحيح الذي صحّحه جماعات من الأئمة، منهم أشدّ الناس مقالاً في الرّجال، سند المحدثين ابن معين، كما أسنده عنه ووافقه الخطيب في تاريخه، وقد كان قال أوّلاً: لا أصل له »(٣) .

لكنّ المستفاد من كلام السّخاوي أن هذه الكلمة لم تصدر من ابن معين بالنسبة إلى حديث مدينة العلم في حينٍ من الأحيان، بل إن ذلك - على فرض ثبوته - كان منه بالنسبة إلى حديث: أنا دار الحكمة قال السخاوي: « حديث أنا مدينة العلم وعلي بابها. الحاكم في المناقب من مستدركه، والطبراني في معجمه الكبير، وابو الشيخ ابن حيان في السّنة له، وغيرهم، كلّهم من حديث أبي معاوية

____________________

(١). قوت المغتذي - كتاب المناقب، مناقب علي.

(٢). نقد الصحيح لمجد الدين الفيروزآبادي.

(٣). القول المستحسن: ٤٥٢.

١٠٤

الضرير، عن الأعمش، عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعاً به بزيادة: فمن أراد العلم فليأت الباب.

ورواه الترمذي في المناقب من جامعه، وأبو نعيم في الحلية، وغيرهما، من حديث علي: إنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: أنا دار الحكمة وعلي بابها.

قال الدار قطني في العلل عقيب ثانيهما: إنّه حديث مضطرب غير ثابت، وقال الترمذي: إنه منكر، وكذا قال شيخه البخاري وقال: إنه ليس له وجه صحيح، وقال يحيى بن معين - فيما حكاه الخطيب في تاريخ بغداد - إنه كذب لا أصل له.

وقال الحاكم عقيب أوّلهما: إنّه صحيح الإِسناد »(١) .

أقول:

لكنّ صدوره بالنّسبة إلى هذا الحديث أيضاً مستبعد عندي، لأنّه - كحديث مدينة العلم - حديث صحيح، وقد نصَّ على صحته إبن جرير الطبري، والعلائي، والفيروزآبادي، وغيرهم.

فالعجب من ( الدهلوي ) كيف غفل عن هذا كلّه؟! وكأنّه لم يحفظ من كلمات أعلام طائفته شيئاً، واقتصر على استراق هفوات الكابلي العنيد في صواقعه!!

ولقد بلغ دفاع ابن معين عن حديث مدينة العلم من المتانة والقوّة حدّاً لم يتمكّن أحد من القادحين فيه من الإِتيان بجواب عنه، ومن هنا قال العلائي - فيما نقل عنه السّيوطي في ( قوت المغتذي ) -: « ولم يأتِ كلّ من تكلّم على حديث أنا مدينة العلم بجوابٍ عن هذه الروايات الثابتة عن يحيى بن معين ». وقال ابن حجر المكي في المنح المكيّة نقلاً عن العلائي: « ولم يأت أحد ممن تكلّم في هذا

____________________

(١). المقاصد الحسنة: ٩٧.

١٠٥

الحديث بجوابٍ عن هذه الروايات الصحيحة عن يحيى بن معين ».

ومن شواهد ما ذكره العلائي والفيروزآبادي ما جاء في سير أعلام النبلاء بترجمة أبي الصّلت الهروي، حيث حكى توثيق يحيى بن معين إيّاه وإثباته حديث مدينة العلم بقوله: « وقال عباس: سمعت ابن معين يوثّق أبا الصّلت، فذكر له حديث أنا مدينة العلم فقال: قد حدّث به محمد بن جعفر الفيدي عن أبي معاوية »(١) .

وقد أقرَّ الذّهبي ما رواه عباس الدّوري عن يحيى بن معين، غير أنّه اعترض عليه من ناحيةٍ أخرى، فعقبّه بقوله: « قلت: جبلت القلوب على حبّ من أحسن إليها، وكان هذا بارّاً بيحيى، ونحن نسمع من يحيى دائماً ونحتجّ بقوله في الرجال، ما لم يتبرهن لنا وهن رجلٍ انفرد بتقويته أو قوّة من وهّاه ».

وهذا الكلام يضرّ بمذهب أهل السّنة، بل يمكن القول بأنّه يهدم أساس مذهبهم، إذ لا يخفى علوّ قدر إبن معين وجلالة منزلته في علوم الحديث - ولا سيّما. فن الجرح والتعديل - على من راجع تراجمه في تهذيب التهذيب ١١ / ٢٨٠ وتهذيب الأسماء واللغات ٢ / ١٥٦ ووفيات الأعيان ٦ / ١٣٩ وتذكرة الحفاظ ٢ / ٤٢٩ ومرآة الجنان حوادث: ٢٠٣ وغيرها.

بل ذكر ابن الرّومي - فيما نقل عنه ابن خلكان -: « ما سمعت أحداً قط يقول الحق غير ابن معين، وغيره كان يتحامل بالقول ».

____________________

(١). سير أعلام النبلاء ١١ / ٤٤٦.

١٠٦

ردّ قدح البخاري

قوله:

« وقال البخاري: انه منكر وليس له وجه صحيح ».

أقول:

أوّلاً: صدور هذا الكلام من البخاري بالنّسبة إلى حديثٍ « أنا مدينة العلم » ممنوع، بل إنّه قد تفوّه به بالنّسبة إلى حديث « أنا دار الحكمة » كما علمت بذلك من عبارة السّخاوي المتقدّمة، فذكر ( الدّهلوي ) إيّاه بصدد ردّ حديث « أنا مدينة العلم » باطل.

وثانياً: لو سلّمنا صدوره بالنّسبة إلى حديث « أنا مدينة العلم » فإنه مردود بوجوه:

١ - البخاري مجروح

إنّ البخاري مقدوحٌ ومجروحٌ، حسب إفادات أكابر علماء أهل السّنة،

١٠٧

فلاحظ نبذاً من مثالبه وقوادحه في كتاب ( إستقصاء الإِفحام ) ومجلّد حديث الغدير من هذا الكتاب، فلا وزن لكلامه لدى أهل النظر والتحقيق ولا سيّما في خصوص هذا الحديث العظيم.

٢ - البخاري منحرف

وإن البخاري من أعداء أهل البيتعليهم‌السلام والمنحرفين عن أمير المؤمنين، والشواهد الصحيحة على هذا كثيرة، وهو أمر قد اعترف به أعاظم علمائهم، كما لا يخفى على من طالع كتاب ( استقصاء الافحام ) ومجلّد حديث الولاية من هذا الكتاب، فلا يلتفت إلى طعنه في هذه الفضيلة العظيمة والمنقبة الباهرة الثابتة لسيّدنا أمير المؤمنين عليه الصلاة والسّلام.

٣ - رواية عبد الرّزاق الحديث

ولقد روى عبد الرزاق بن همام الصنعاني حديث مدينة العلم بطريقين صحيحين كما دريت سابقا، وعبد الرزاق - هذا - من كبار مشايخ البخاري، وقد أكثر من الرواية عنه في صحيحه كما لا يخفى على المتتبّع، ومع هذا لا يبقى ريب في سقوط قدح البخاري.

٤ - رواية أحمد

ولقد أخرج أحمد بن حنبل حديث مدينة العلم، وأحمد أحد الأئمّة الأربعة، ومن مشايخ البخاري أيضاً، أخرجه - كما علمت سابقاً - بطرق متعددة، وقد نصّ سبط إبن الجوزي وغيره على أنَّ أحمد متى روى حديثاً وجب المصير إلى روايته، فلا يعبأ حينئذٍ بقدح البخاري أو غيره في هذا الحديث

١٠٨

الشريف.

٥ - رواية ابن معين

وقد رواه يحيى بن معين أيضاً، وهو من أركان ثقات علمائهم، ومن أعاظم مشايخ البخاري كذلك، وقد أثبته وصرّح بصحته مرةً بعد أخرى كما سبق آنفاً، فلا قيمة لقدح البخاري بعد تصحيح إبن معين إيّاه.

٦ - رواية الطبري

ولقد حكم محمد بن جرير الطبري بصحّة حديث « أنا دار الحكمة » في كتابه ( تهذيب الآثار ) كما علمت سابقاً، واختار اتّحاده مع حديث « أنا مدينة العلم ». ومع تصحيح هذا الامام العظيم لا يصغي منصف إلى قدح البخاري في هذا الحديث.

٧ - رواية الحاكم

وأخرج الحاكم النيسابوري حديث « أنا مدينة العلم » في ( المستدرك على الصحيحين ) وصحّحه على شرط الشيخين، وهذا من أوضح الشواهد على أنَّ قدح البخاري ليس إلّا من تعصّبه وعناده مع الحق وأهله، وهو يكفي دليلاً على سقوط هذا القدح.

٨ - رواية الترمذي

وأخرج الترمذي حديث أنا مدينة العلم وعلي بابها في صحيحه، على ما نقل

١٠٩

عنه ابن طلحة الشافعي في ( مطالب السئول ) كما تقدّم، وهذا أيضاً يسقط قدح البخاري فيه عن درجة الاعتبار.

٩ - جزم جماعةٍ من الحفاظ بصحّته

كما جزم وحكم جماعة من أعيان حفّاظ أهل السّنة بصحّة حديث مدينة العلم، غير مبالين بقدح البخاري فيه، ومنهم: سبط إبن الجوزي، وأبو عبد الله الكنجي، وجلال الدين السيوطي، والمتقي الهندي، ومحمد صدر العالم، ومحمد البدخشاني، والأمير الصنعاني، والمولوي حسن زمان.

وإعراض هؤلاء عن قدح البخاري دليل آخر على وهنه

١٠ - تحسين جماعة

وحكم بحسن حديث أنا مدينة العلم جماعة آخرون من الحفاظ والعلماء، وصرّحوا ببطلان قدح القادحين فيه، ومنهم: العلائي، والفيروزآبادي، وابن حجر العسقلاني، والسخاوي، ومحمد بن يوسف الشامي، وابن حجر المكي، ومحمد طاهر الفتني، ومحمد حجازي، وعبد الحق الدهلوي، والعزيزي، والشبراملسي، والزرقاني، والصبّان، والشوكاني، والميرزا حسن علي المحدّث

فقدح البخاري باطل لدى كلّ هؤلاء المحقّقين

١١ - كلام الزركشي

وحكم بدر الدين الزركشي الشّافعي بأنَّ حديث أنا مدينة العلم ينتهي إلى درجة الحسن المحتجّ به، ولا يكون ضعيفاً فضلاً عن كونه موضوعاً، فهو - إذن - يرى بطلان دعوى البخاري كما هو واضح.

١١٠

١٢ - فتوى ابن حجر المكي

وأفتى ابن حجر المكّي في ( فتاواه الحديثية ) بحسن حديث أنا مدينة العلم، بل صرّح بصحته تبعاً للحاكم، ثم اعترض على قدح البخاري وغيره فيه، وهذا نصّ كلامه: « وأمّا حديث أنا مدينة العلم وعلي بابها، فهو حديث حسن، بل قال الحاكم صحيح، وقول البخاري: ليس له وجه صحيح، والترمذي: منكر، وابن معين: كذب - معترض، وإن ذكره ابن الجوزي في الموضوعات وتبعه الذهبي على ذلك ».

١٣ - إعراض جماعة عن قدح البخاري

ولقد نقل جماعة من أعيان علماء أهل السنة كلمة البخاري في حديث أنا مدينة العلم ثم أعرضوا عنها ولم يعبئوا بها، وذهبوا إلى اعتبار الحديث وتحسينه والاحتجاج به، ومنهم: السّيوطي - في ( الدرر المنتثرة ) - والسمهودي، والقاري، والمنّاوي، وثناء الله باني بتي - وهو بيهقي عصره في رأي ( الدهلوي ) -.

فاستناد ( الدّهلوي ) إلى كلام البخاري مع رواية مشايخ البخاري الحديث وتصحيحهم له، وتصحيح جماعةٍ من الحفاظ وتحسين آخرين له، وهكذا إعراض كبار العلماء عن قدح البخاري - عجيب جداً.

١١١

ردُّ نسبة القدح إلى الترمذي

قوله:

« وقال الترمذي: إنّه منكر غريب ».

أقول:

إنّ نسبة القدح في حديث أنا مدينة العلم إلى الترمذي كذب محض لوجوه:

(١) نقل جماعة الحديث عن صحيح الترمذي

١ - ابن طلحة الشافعي

قال ابن طلحة الشافعي في مطالب السئول في حق أمير المؤمنينعليه‌السلام : « ولم يزل بملازمة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يزيده الله تعالى علماً، حتى قال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيما نقله الترمذي في صحيحه بسنده عنه: أنا مدينة العلم وعلي بابها ».

١١٢

٢ - ابن تيميّة

فقد أورده عن صحيح الترمذي واستدل به، ولو كان ثمة قدح من الترمذي لما تمّ استدلاله.

قال ابن تيميّة في منهاجه: « و حديث أنا مدينة العلم أضعف وأوهى ولهذا إنّما يعدّ في الموضوعات وإن رواه الترمذي، وذكره ابن الجوزي وبيّن أنّ سائر طرقه موضوعة ».

ولو كان للترمذي قدح في حديث مدينة العلم لذكره هذا الناصب العنيد، إذ هو بصدد ردّ هذا الحديث، كما هو واضح!!

٣ - إبن روزبهان

لقد اعترف الفضل إبن روزبهان برواية الترمذي هذا الحديث في صحيحه، اعترف به في ردّه على كلام العلّامة الحلّيقدس‌سره ، ولو كان الترمذي قد قال فيه « إنه منكر غريب » لذكر كلامه ألبتّة، وهذا من الظهور بمكان

٤ - الميبدي

ونقل الحسين الميبدي حديث أنا مدينة العلم في ( الفواتح ) عن صحيح الترمذي واحتجّ به لمرامه، كما وقفت فيما سبق على نصّ كلامه،

٥ - محمد بن يوسف الشامي

وتقدّم نصّ كلام محمد بن يوسف الشامي في سيرته حيث قال « روى الترمذي وغيره مرفوعاً: أنا مدينة العلم وعلي بابها، والصواب إنه حديث

١١٣

حسن » ولو كان الترمذي قد قدح فيه لما جاز له السّكوت عن نقل قدحه.

٦ - ابن حجر المكي

وذكر ابن حجر المكي في صواعقه رواية الترمذي هذا الحديث الشريف، ولم ينسب إليه أيّ قدح فيه، ولو كان لذكره قطعاً.

٧ - الميرزا مخدوم

ونقل الميرزا مخدوم حديث مدينة العلم في نواقضه عن الترمذي، وأورده في فضائل أمير المؤمنينعليه‌السلام ، قال: « إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: أنا مدينة العلم وعلي بابها، أخرجه الترمذي ».

ولو كان ما نسب ( الدهلوي ) إلى الترمذي صحيحاً لما أثبت الميرزا مخدوم هذا الحديث في فضائل عليعليه‌السلام ، ولذكر - على الأقل - قدح التّرمذي فيه.

٨ - العيدروس اليمني

وذكر العيدروس اليمني في العقد النّبوي حديث مدينة العلم برواية الترمذي في فضائل سيدنا أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وهذا يدل على عدم صدور القدح فيه من التّرمذي.

٩ - الشيخاني القادري

وكذلك الشيخاني القادري في الصراط السّوي، رواه عن الترمذي وهو بصدد ذكر رواته، فلو كان ثمة قدح منه لذكره أو نوّه به في الأقل.

١١٤

١٠ - عبد الحق الدهلوي

والشيخ عبد الحق الدهلوي ذكر إخراج الترمذي حديث مدينة العلم في رجال المشكاة.

١١ - الشبراملسي

وتقدّم في محلّه قول نور الدين الشبراملسي في تيسير المطالب:

« قوله مدينة العلم: روى الترمذي وغيره مرفوعاً: أنا مدينة العلم وعلي بابها، والصواب إنه حديث حسن كما قاله الحافظ العلائي وابن حجر » وهذا أيضاً يبطل دعوى قدح الترمذي في هذا الحديث الشريف.

١٢ - الكردي

وقال إبراهيم الكردي الكوراني في نبراسه كما سمعت فيما مضى: « وأمّا أنه باب مدينة علمه ففي قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها، رواه البزار والطبراني في الأوسط عن جابر بن عبد الله، والترمذي والحاكم عن علي ». وهذا أيضاً ممّا يدفع نسبة صدور القدح في هذا الحديث عن الترمذي.

١٣ - الزرقاني

وهكذا رواه محمد بن عبد الباقي الزرقاني في شرح المواهب اللدنية وقد مضت عبارته

١١٥

١٤ - الصبّان

وذكر الصبّان المصري في إسعاف الراغبين رواية الترمذي حديث مدينة العلم وهو بصدد إثباته كما دريت في مضى، وهذا دليل آخر على كذب ما نسب إلى الترمذي

١٥ - العجيلي

وتقدم أيضاً قول العجيلي في ذخيرة المآل: « وأخرج الترمذي أنّه قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب، ولهذا كانت الطرق والسلسلات راجعةً إليه ».

فالعجيلي رواه عن الترمذي وهو بصدد إثباته وبيان أعلمية أمير المؤمنينعليه‌السلام من غيره على ضوء الحديث، ولو كان الترمذي قادحاً فيه لما استند إليه، وذلك ظاهر كلّ الظهور.

(٢) تحسين الترمذي الحديث

بل إنَّ الترمذي قد حسّن حديث أنا مدينة العلم وعلي بابها، فضلاً عن روايته له، جاء ذلك في اللّمعات في شرح المشكاة وهذه عبارته - كما سمعت سابقاً - « واعلم أن المشهور من لفظ الحديث في هذا المعنى: أنا مدينة العلم وعلى بابها. وقد تكلّم النقّاد فيه، وأصله من أبي الصّلت عبد السلام وكان شيعيّاً وقد تكلّم فيه، وصحّح هذا الحديث الحاكم وحسّنه الترمذي ».

فهل يبقى شك في كذب دعوى ( الدهلوي )؟!

١١٦

(٣) إعتراض السّيوطي على ابن الجوزي

لقد ذكر السّيوطي إخراج الترمذي حديث مدينة العلم في النكت البديعات على الموضوعات، معترضاً به على قدح ابن الجوزي في الحديث وإيراده إيّاه في الموضوعات، وهذا نصّ كلامه: « حديث - ق ك - أنا مدينة العلم وعلي بابها. أورده من حديث علي وابن عباس وجابر.

قلت: حديث علي أخرجه الترمذي والحاكم، وحديث ابن عباس أخرجه الحاكم والطبراني، وحديث جابر أخرجه الحاكم ».

وقال السّيوطي في اللآلي المصنوعة بعد ذكر قدح ابن الجوزي: « قلت: حديث علي أخرجه الترمذي ».

فكأنّه يقول لابن الجوزي: كيف تورد حديث مدينة العلم من حديث علي في الموضوعات وتقدح فيه وقد أخرجه الترمذي ...؟!

(٤) كلام الشوكاني

وقد نقل الشوكاني في الفوائد المجموعة القدح في هذا الحديث عن بعض المتعنّتين ثمّ قال: « وأجيب عن ذلك بأنَّ محمد بن جعفر البغدادي الفيدي قد وثّقه يحيى بن معين، وأن أبا الصلت الهروي قد وثّقه إبن معين والحاكم، وقد سئل عن هذا الحديث فقال: صحيح، وأخرجه الترمذي عن علي مرفوعاً، وأخرجه الحاكم في المستدرك عن ابن عباس مرفوعاً وقال: صحيح الإِسناد ...».

١١٧

ردُّ قدح ابن الجوزي

قوله:

« وذكره ابن الجوزي في الموضوعات ».

أقول:

احتجاج ( الدهلوي ) بذكر « ابن الجوزي » حديث مدينة العلم في « الموضوعات » غريب جدّاً، وذلك لسقوط ابن الجوزي وكتابه المذكور عن درجة الاعتبار، لدى أكابر العلماء الأعلام، ولنذكر شطراً من كلماتهم في هذا المضمار:

من كلمات العلماء في ابن الجوزي

قال ابن الأثير في حوادث سنة ٥٩٧ من الكامل: - « وفي هذه السّنة في شهر رمضان توفي أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي الحنبلي الواعظ ببغداد، وتصانيفه مشهورة، وكان كثير الوقيعة في الناس، لا سيّما في العلماء المخالفين

١١٨

لمذهبه والموافقين له، وكان مولده سنة ٥١٠ ».

وكذا في الخميس في حوادث السنة المذكورة.

وفي المختصر في أخبار البشر: « وكان كثير الوقيعة في العلماء ».

وفي الكامل بترجمة عبد الكريم السمعاني: « وقد جمع مشيخته فزادت عدّتهم على أربعة آلاف شيخ، وقد ذكره أبو الفرج ابن الجوزي فقطّعه، فمن جملة قوله فيه: إنه كان يأخذ الشيخ ببغداد ويعبر به إلى فوق نهر عيسى فيقول: حدثني فلان بما وراء النهر. وهذا بارد جدا، فإنّ الرجل سافر إلى ما وراء النهر حقّاً، وسمع في عامة بلاده من عامة شيوخه، فأيّ حاجة به إلى هذا التدليس البارد، وإنّما ذنبه عند ابن الجوزي أنه شافعي، وله أسوة بغيره، فإن ابن الجوزي لم يبق على أحدٍ إلّا مكثري الحنابلة »(١) .

وذكره ابن الوردي(٢) .

وقال اليافعي في مرآة الجنان حوادث ٥٩٥ « وفيها أخرج ابن الجوزي من سجن واسط وتلقّاه الناس، وبقي في المطمورة خمس سنين، كذا ذكره الذهبي، ولم يتبيّن لأيّ سببٍ سجن، وكنت قد سمعت فيما مضى أنه حبس بسبب الشيخ عبد القادر بأنّه كان ينكر عليه، وكان بينه وبين أبيه عداوة بسبب الإنكار المذكور، وأخبرني من وقف على كتاب له أنّه ينكر فيه على قطب الأولياء تاج المفاخر الذي خضعت لقدمه رقاب الأكابر الشيخ محي الدين عبد القادر قدس الله روحه ونوّر ضريحه، وإنكار ابن الجوزي عليه وعلى غيره من الشيوخ أهل المعارف والنور من جملة الخذلان وتلبيس الشيطان والغرور، والعجب منه في إنكاره عليهم وبمحاسنهم يطرز كلامه فقد ملأت - والحمد لله - محاسنهم الوجود، فلا مبالاة بذم كلّ مغرور وحسود ».

____________________

(١). الكامل - حوادث: ٥٩٧.

(٢). تتمة المختصر - حوادث: ٥٩٧.

١١٩

وقال الذهبي بترجمة أبان بن يزيد العطّار: « ثم قال ابن عدي: هو حسن الحديث متماسك، يكتب حديثه، وعامّتها مستقيمة، وأرجو أنّه من أهل الصدق.

قلت: بل هو ثقة حجة، ناهيك بأن أحمد بن حنبل ذكره فقال: كان ثبتاً في كلّ المشايخ، وقال ابن معين والنسائي: ثقة. وقد أورده العلامة أبو الفرج ابن الجوزي في الضعفاء ولم يذكر فيه اقوال من وثّقه، وهذا من عيوب كتابه، يسرد الجرح ويسكت عن التوثيق، ولو لا أنّ ابن عدي وابن الجوزي ذكرا أبان بن يزيد لما ذكرته أصلاً »(١) .

وقال الذهبي في تذكرة الحفاظ: « قرأت بخطّ الموقاني أن ابن الجوزي شرب البلاذر فسقطت لحيته فكانت قصيرةً جدّاً، وكان يخضبها بالسواد، وكان كثير الغلط فيما يصنّفه، فإنه كان يفرغ من الكتاب ولا يعتبره. قلت: له وهم كثير في تواليفه، يدخل عليه الداخل من العجلة والتحول إلى مصنف آخر، ومن أن جلّ علمه من كتبٍ وصحف ما مارس فيه أرباب العلم كما ينبغي »(٢) .

وقال ابن حجر بترجمة ثمامة بن الأشرس البصري: « وذكر أبو منصور بن طاهر التميمي في كتاب الفرق بين الفرق، أنّ الواثق لما قتل أحمد بن نصر الخزاعي - وكان ثمامة ممّن سعى في قتله - فاتفق أنه حجّ فقتله ناس من خزاعة بين الصّفا والمروة. وأورد ابن الجوزي هذه القصّة في حوادث سنة ثلاث عشرة، وترجم لثمامة فيمن مات فيها وفيها تناقض، لأن قتل أحمد بن نصر تأخّر بعد ذلك بدهر طويل، فإنه قتل في خلافة الواثق سنة بضع وعشرون، فكيف يقتل قاتله سنة ثلاث عشرة، والصّواب أنه مات في سنة ثلاث عشرة، ودلّت هذه القصة على أن ابن الجوزي حاطب ليل لا ينتقد ما يحدّث به »(٣) .

____________________

(١). ميزان الاعتدال: ١ / ١٦.

(٢). تذكرة الحفاظ: ٤ / ١٣٤٢.

(٣). لسان الميزان: ٢ / ٨٤.

١٢٠

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362