تذكرة الفقهاء الجزء ١٢

تذكرة الفقهاء20%

تذكرة الفقهاء مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: فقه مقارن
ISBN: 964-319-224-5
الصفحات: 381

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧
  • البداية
  • السابق
  • 381 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 127221 / تحميل: 5828
الحجم الحجم الحجم
تذكرة الفقهاء

تذكرة الفقهاء الجزء ١٢

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٣١٩-٢٢٤-٥
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

وقال أبو حنيفة : تصحّ الإقالة ، ويبطل الشرط ، ويجب ردّ الثمن ؛ لأنّ الإقالة تصحّ بغير ذكر بدل ، فإذا ذكره فاسداً ، لم تبطل ، كالنكاح(١) .

ونحن نقول : إنّه أسقط حقّه من المبيع بشرط أن يحصل له العوض الذي شرطه ، فإذا لم يسلم له الذي شرطه ولا بذل له ، لم يزل ملكه عنه ، بخلاف النكاح ، فإنّه يثبت فيه عوض آخر. ولأنّ شرط الزيادة يخرج الإقالة عن موضوعها ، فلم تصحّ ، بخلاف النكاح.

مسالة ٦٣١ : تصحّ الإقالة في بعض المـُسْلَم فيه - وبه قال عطاء وطاوُس وعمرو بن دينار والحكم بن عيينة ، وإليه ذهب أبو حنيفة والشافعي والثوري ، وروي عن عبد الله بن عباس أنّه قال : لا بأس به(٢) - وهو المعروف ؛ لأنّ الإقالة مستحبّة ، وهي من المعروف ، وكلّ معروف جاز في جميع العوض جاز في بعضه ، كالإبراء والإنظار.

وقال مالك وربيعة والليث بن سعد وابن أبي ليلى : لا يجوز ذلك. وكرهه أحمد وإسحاق ، ورواه ابن المنذر عن ابن عمر والحسن وابن سيرين والنخعي ؛ لأنّه إذا أقاله في بعضه فقد صار بيعاً وسَلَفاً ، وقد نهى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله عن البيع والسلف(٣) . [ و ](٤) لأنّه إذا أقاله في بعضه وردّ بعض‌

____________________

(١) تحفة الفقهاء ٢ : ١١١ ، الهداية - للمرغيناني - ٣ : ٥٥ ، الاختيار لتعليل المختار ٢ : ١٦ ، حلية العلماء ٤ : ٣٨٦ ، التهذيب - للبغوي - ٣ : ٤٩٢.

(٢) المغني والشرح الكبير ٤ : ٣٧٢ ، مختصر اختلاف العلماء ٣ : ٢٦ / ١٠٩٦ ، حلية العلماء ٤ : ٣٨٧ ، التهذيب - للبغوي - ٣ : ٤٩٣ ، العزيز شرح الوجيز ٤ : ٢٨٣ ، روضة الطالبين ٣ : ١٥٥ ، بداية المجتهد ٢ : ٢٠٦.

(٣) سنن البيهقي ٥ : ٣٤٨ ، شرح معاني الآثار ٤ : ٤٦.

(٤) زيادة يقتضيها السياق.

١٢١

رأس المال ، يصير في معنى القرض ؛ لأنّه ردّ مثله ، ويصير الباقي بيعاً(١) .

وهو منقوض بالرجوع بأرش العيب ، فإنّه في معنى ما ذكروه.

وكذلك ينتقض باليسير ، فانّ بعضهم كان يسلّم جواز الإقالة في اليسير منه.

على أنّا نمنع من كونه قرضاً. وردّ المثل لا يوجب كونه قرضاً ، وإلّا لزم أن يكون البيع إذا اُقيل منه قرضاً ؛ لوجوب ردّ المثل ، وليس كذلك.

سلّمنا ، لكن نمنع استحالة اجتماعهما في البيع ، لكن منع الاجتماع إنّما يكون إذا كان شرطاً في البيع ، وأمّا لو أسلفه شيئاً وباعه شيئاً ، جاز إذا لم يشترط أحدهما في الآخر عندهم(٢) .

مسالة ٦٣٢ : لو اشترى عبدين وتلف أحدهما ، صحّت الإقالة عندنا‌ ؛ لأنّها فسخ.

ومَنْ قال : إنّها بيع فوجهان في الإقالة في التالف بالترتيب ، إذ القائم تصادفه الإقالة فيستتبع التالف(٣) .

وإذا تقايلا والمبيع في يد المشتري ، نفذ تصرّف البائع فيه ؛ لأنّها فسخ.

ومَنْ جَعَلها بيعاً مَنَع ؛ إذ لا يصحّ التصرّف في المبيع قبل قبضه.

ولو تلف في يده ، انفسخت الإقالة عند مَنْ قال : إنّها بيع ، وبقي البيع كما كان.

____________________

(١) بداية المجتهد ٢ : ٢٠٦ ، المغني والشرح الكبير ٤ : ٣٧٢ ، حلية العلماء ٤ : ٣٨٧ ، التهذيب - للبغوي - ٣ : ٤٩٣ ، مختصر اختلاف العلماء ٣ : ٢٦ / ١٠٩٦.

(٢) لم نعثر عليه في مظانّه.

(٣) العزيز شرح الوجيز ٤ : ٢٨٢ ، روضة الطالبين ٣ : ١٥٤.

١٢٢

ومَنْ قال : إنّها فسخ صحّت الإقالة ، وكان على المشتري الضمان ؛ لأنّه مقبوض على حكم العوض ، كالمأخوذ قرضاً وسوماً. والواجب فيه إن كان متقوّماً أقلّ القيمتين من يوم العقد والقبض.

ولو تعيّب في يده ، فإن كانت بيعا ، تخيّر البائع بين إجازة الإقالة مجّانا ، وبين أن يفسخ ويأخذ الثمن. وإن كانت فسخا ، غرم أرش العيب.

ولو استعمله بعد الإقالة ، فإن جعلناها بيعاً ، فهو كالمبيع يستعمله البائع. وإن جعلناها فسخاً ، فعليه الاُجرة.

ولو عرف البائع بالمبيع عيباً كان قد حدث في يد المشتري قبل الإقالة ، فلا ردّ له إن كانت فسخاً. وإن كانت بيعاً ، فله ردّه(١) .

ويجوز للمشتري حبس المبيع لاسترداد الثمن على القولين. ولا يشترط [ ذكر ](٢) الثمن في الإقالة.

ولو أقاله على أن ينظره بالثمن أو على أن يأخذ الصحاح عوض المكسّرة ، لم يجز.

ويجوز للورثة الإقالة بعد موت المتبايعين.

وتجوز الإقالة في بعض المبيع - كما تقدّم - إذا لم تستلزم الجهالة.

قال الجويني : لو اشترى عبدين وتقايلا في أحدهما ، لم تجز على قول [ إنّها ](٣) بيع ، للجهل بحصّة كلّ واحد منهما(٤) .

وتجوز الإقالة في بعض المسلم فيه ، لكن لو أقاله في البعض ليعجّل‌

____________________

(١) في « س ، ي » والطبعة الحجريّة : « ردّها ». والصحيح ما أثبتناه.

(٢) بدل ما بين المعقوفين في النسخ الخطّيّة والحجريّة : « فك ». والظاهر ما أثبتناه.

(٣) بدل ما بين المعقوفين في النسخ الخطّيّة والحجريّة : « إنّه ». والظاهر ما أثبتناه.

(٤) العزيز شرح الوجيز ٤ : ٢٨٢ - ٢٨٣ ، روضة الطالبين ٣ : ١٥٤ - ١٥٥.

١٢٣

الباقي أو عجّل المـُسْلَم إليه البعض ليقيله في الباقي ، فهي فاسدة.

نعم ، لو قال للمُسْلَم إليه : عجّل لي حقّي ، وأخذ دون ما استحقّه بطيبة من نفسه ، كان جائزاً ؛ لأنّه نوع صلحٍ وتراضٍ ، وهو جائز.

وقال الشافعي : لا يجوز(١) .

مسالة ٦٣٣ : لا تسقط اُجرة الدلّال والوزّان والناقد بعد هذه الأفعال بالإقالة‌ ؛ لأنّ سبب الاستحقاق ثابت ، فلا يبطل بالطارئ.

ولو اختلفا في قيمة التالف من العبدين ، فالقول قول من ينكر الزيادة مع اليمين.

____________________

(١) لم نعثر عليه في مظانّه.

١٢٤

١٢٥

المقصد الثامن : في اللواحق‌

وفيه فصلان :

الأوّل : في أنواع المكاسب.

مسالة ٦٣٤ : طلب الرزق للمحتاج واجب ، وإذا لم يكن له وجه التحصيل إلّا من المعيشة، وجب عليه.

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « ملعون مَنْ ألقى كلّه على الناس »(١) .

وهو أفضل من التخلّي للعبادة.

روى عليّ بن عبد العزيز عن الصادقعليه‌السلام قال : « ما فعل عمر بن مسلم؟ » قال : جعلت فداك أقبل على العبادة وترك التجارة ، فقال : « ويحه أما علم أنّ تارك الطلب لا يستجاب له ، إنّ قوماً من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لمـّا نزلت( وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ) (٢) أغلقوا الأبواب وأقبلوا على العبادة ، وقالوا : قد كفينا ، فبلغ ذلك النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فأرسل إليهم فقال : ما حملكم على ما صنعتم؟ فقالوا : يا رسول الله تكفّل لنا بأرزاقنا فأقبلنا على العبادة ، فقال : إنّه من فعل ذلك لم يستجب له ، عليكم بالطلب »(٣) .

وسأل عمر بن زيد الصادقَعليه‌السلام : رجل قال : لأقعدنّ في بيتي‌

____________________

(١) الكافي ٥ : ٧٢ / ٧ ، التهذيب ٧ : ٣٢٧ / ٩٠٢.

(٢) الطلاق : ٢ و ٣.

(٣) الكافي ٥ : ٨٤ / ٥ ، الفقيه ٣ : ١١٩ - ١٢٠ / ٥٠٩ ، التهذيب ٦ : ٣٢٣ / ٨٨٥.

١٢٦

ولاُصلّينّ ولأصومنّ ولأعبدنّ ربّي عزّ وجلّ ، فأمّا رزقي فسيأتيني ، فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « هذا أحد الثلاثة الذين لا يستجاب لهم »(١) .

وسأل العلاء بن كامل الصادقَعليه‌السلام أن يدعو له الله تعالى أن يرزقه في دعة ، فقال : « لا أدعو لك ، اطلب كما أمرك الله »(٢) .

وسأل الصادقُعليه‌السلام عن رجل ، فقيل : أصابته حاجة ، قال : « فما يصنع اليوم؟ » قيل(٣) : في البيت يعبد ربّه عزّ وجلّ ، قال : « فمن أين قوته؟ » قيل : من عند بعض إخوانه ، فقال الصادقعليه‌السلام : « والله للذي(٤) يقوته أشدّ عبادةً منه »(٥) .

وقال الباقرعليه‌السلام : « مَنْ طلب الدنيا استعفافاً عن الناس وسعياً على أهله وتعطّفاً على جاره لقي الله عزّ وجلّ يوم القيامة ووجهه مثل القمر ليلة البدر »(٦) .

مسالة ٦٣٥ : وفي طلب الرزق ثواب عظيم.

قال الله تعالى :( فَامْشُوا فِي مَناكِبِها وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ ) (٧) .

وقال الباقرعليه‌السلام : « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : العبادة سبعون جزءاً أفضلها طلب الحلال »(٨) .

____________________

(١) الكافي ٥ : ٧٧ / ١ ، التهذيب ٦ : ٣٢٣ / ٨٨٧.

(٢) الكافي ٥ : ٧٨ / ٣ ، التهذيب ٦ : ٣٢٤ / ٨٨٨.

(٣) في « س ، ي » والطبعة الحجريّة : « قال » بدل « قيل ». وما أثبتناه من المصدر.

(٤) في « س ، ي » والطبعة الحجريّة : « بالله الذي ». وما أثبتناه من المصدر.

(٥) الكافي ٥ : ٧٨ / ٤ ، التهذيب ٦ : ٣٢٤ / ٨٨٩.

(٦) الكافي ٥ : ٧٨ / ٥ ، التهذيب ٦ : ٣٢٤ / ٨٩٠.

(٧) المـُلْك : ١٥.

(٨) الكافي ٥ : ٧٨ / ٦ ، التهذيب ٦ : ٣٢٤ / ٨٩١.

١٢٧

وقال الصادقعليه‌السلام : « يا هشام إن رأيت الصفّين قد التقيا فلا تدع طلب الرزق في ذلك اليوم »(١) .

وقال الصادقعليه‌السلام : « إنّ محمّد بن المنكدر كان يقول : ما كنت أرى أنّ عليّ بن الحسينعليهما‌السلام يدع خلفاً أفضل من عليّ بن الحسين حتى رأيت ابنه محمّد بن عليّعليهما‌السلام فأردت أن أعظه فوعظني ، فقال له أصحابه : بأيّ شي‌ء وعظك؟ قال : خرجت إلى بعض نواحي المدينة في ساعة حارّة ، فلقيني أبو جعفر محمّد بن عليّعليهما‌السلام وكان رجلاً بادناً ثقيلاً وهو متّكئ على غلامين أسودين أو موليين ، فقلت في نفسي : سبحان الله شيخ من أشياخ قريش في هذه الساعة على هذه الحال في طلب الدنيا ، أما لأعظنّه ، فدنوت منه فسلّمت عليه ، فردّ عليّ بنهر وهو يتصابّ عرقاً ، فقلت : أصلحك الله شيخ من أشياخ قريش في هذه الساعة على هذه الحال في طلب الدنيا ، أرأيت لو جاء أجلك وأنت على هذه الحال ما كنت تصنع؟ فقالعليه‌السلام : لو جاءني الموت وأنا على هذه الحال جاءني وأنا في طاعة من طاعات الله عزّ وجلّ ، أكف بها نفسي وعيالي عنك وعن الناس ، وإنّما كنت أخاف أن لو جاءني(٢) الموت وأنا على معصية من معاصي الله عزّ وجلّ ، فقلت : صدقت يرحمك الله ، أردت أن أعظك فوعظتني »(٣) .

وأعتق أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ألف مملوك من كدّ يده(٤) .

____________________

(١) الكافي ٥ : ٧٨ / ٧ ، التهذيب ٦ : ٣٢٤ / ٨٩٢.

(٢) في « س ، ي » والطبعة الحجريّة : « جاء » بدل « جاءني ». وما أثبتناه من المصدر.

(٣) الكافي ٥ : ٧٣ - ٧٤ / ١ ، التهذيب ٦ : ٣٢٥ / ٨٩٤.

(٤) الكافي ٥ : ٧٤ / ٤ ، التهذيب ٦ : ٣٢٥ - ٣٢٦ / ٨٩٥.

١٢٨

وقال الصادقعليه‌السلام : « أوحى الله عزّ وجلّ إلى داوُدعليه‌السلام أنّك نِعْم العبد لو لا أنّك تأكل من بيت المال ولا تعمل بيدك شيئاً » قال : « فبكى داوُدعليه‌السلام أربعين صباحاً ، فأوحى الله عزّ وجلّ إلى الحديد أن لِنْ لعبدي داوُد ، فألانَ الله تعالى له الحديدَ ، فكان يعمل كلّ يوم درعاً فيبيعها بألف درهم ، فعمل ثلاثمائة وستّين درعاً ، فباعها بثلاثمائة وستّين ألفاً ، واستغنى عن بيت المال »(١) .

وقال محمّد بن عذافر عن أبيه ، قال : أعطى أبو عبد اللهعليه‌السلام أبي ألفاً وسبعمائة دينار ، فقال له : « اتّجر لي بها » ثمّ قال : « أما إنّه ليس لي رغبة في ربحها وإن كان الربح مرغوباً فيه ، ولكن أحببت أن يراني الله عزّ وجلّ متعرّضاً لفوائده » قال : فربحت فيها مائة دينار ، ثمّ لقيته فقلت : قد ربحت لك فيها مائة دينار ، قال : ففرح أبو عبد اللهعليه‌السلام بذلك فرحاً شديداً ، ثمّ قال : « أثبتها لي في رأس مالي »(٢) .

وقال الصادقعليه‌السلام في تفسير قوله تعالى :( رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً ) (٣) : « رضوان الله والجنّة في الآخرة ، والمعاش وحسن الخلق في الدنيا »(٤) .

وقال رجل للصادقعليه‌السلام : والله إنّا لنطلب الدنيا ونحبّ أن نؤتى بها ، فقال : « تحبّ أن تصنع بها ما ذا؟ » قال : أعود بها على نفسي وعيالي وأصل منها وأتصدّق وأحجّ وأعتمر ، فقال الصادقعليه‌السلام : « ليس هذا طلب الدنيا ،

____________________

(١) التهذيب ٥ : ٣٢٦ / ٨٩٦.

(٢) الكافي ٥ : ٧٦ / ١٢ ، التهذيب ٦ : ٣٢٦ - ٣٢٧ / ٨٩٨.

(٣) البقرة : ٢٠١.

(٤) الكافي ٥ : ٧١ / ٢ ، التهذيب ٦ : ٣٢٧ / ٩٠٠.

١٢٩

هذا طلب الآخرة »(١) .

وقال معاذ بن كثير - صاحب الأكسية - للصادقعليه‌السلام : قد هممت أن أدع السوق وفي يدي شي‌ء ، قال : « إذن يسقط رأيك ، ولا يستعان بك على شي‌ء »(٢) .

مسالة ٦٣٦ : ولا ينبغي الإكثار في ذلك‌ ، بل ينبغي الاقتصار على ما يموّن نفسه وعياله وجيرانه ويتصدّق به.

قال الباقرعليه‌السلام : « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في حجّة الوداع : ألا إنّ الروح الأمين نفث في روعي أنّه لا تموت نفس حتى تستكمل رزقها ، فاتّقوا الله عزّ وجلّ ، وأجملوا في الطلب ، ولا يحملنّكم استبطاء شي‌ء من الرزق أن تطلبوه بشي‌ء من معصية الله ، فإنّ الله تعالى قسّم الأرزاق بين خلقه حلالا ، ولم يقسّمها حراماً ، فمن اتّقى الله عزّ وجلّ وصبر أتاه الله برزقه من حلّه ، ومَنْ هتك حجاب الستر وعجّل فأخذه من غير حلّه قصّ به من رزقه الحلال ، وحوسب عليه يوم القيامة»(٣) .

وقال الصادقعليه‌السلام : « ليكن طلبك المعيشة فوق كسب المضيّع ودون طلب الحريص الراضي بدنياه المطمئنّ إليها ، ولكن أنزل نفسك(٤) من ذلك بمنزلة النصف(٥) المتعفّف ، ترفع نفسك عن منزلة الواهن الضعيف ، وتكتسب ما لا بُدَّ للمؤمن منه ، إنّ الذين أعطوا المال ثمّ لم يشكروا لا مال‌

____________________

(١) الكافي ٥ : ٧٢ / ١٠ بتفاوت يسير فيه ، التهذيب ٦ : ٣٢٧ - ٣٢٨ / ٩٠٣.

(٢) الكافي ٥ : ١٤٩ / ١٠ ، التهذيب ٦ : ٣٢٩ / ٩٠٨.

(٣) الكافي ٥ : ٨٠ / ١ ، التهذيب ٦ : ٣٢١ / ٨٨٠.

(٤) في « س ، ي » والطبعة الحجريّة : « ولكن اترك لنفسك ». وما أثبتناه من المصدر.

(٥) في الكافي و « ي » : « المنصف » بدل « النصف ». والنصف : العدل. القاموس المحيط ٣ : ٢٠٠.

١٣٠

لهم »(١) .

وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « منهومان لا يشبعان : منهوم دنيا ، ومنهوم علم ، فمن اقتصر من الدنيا على ما أحلّ الله له سلم ، ومن تناولها من غير حلّها هلك إلّا أن يتوب ويراجع ، ومَنْ أخذ العلم من أهله وعمل به نجا ، ومَنْ أراد به الدنيا فهي حظّه »(٢) .

وقال الصادقعليه‌السلام : « ما أعطى الله عبدا ثلاثين ألفا وهو يريد به خيرا » وقال : « ما جمع رجل قطّ عشرة آلاف درهم من حلّ(٣) وقد يجمعها لأقوام ، إذا اعطي القوت ورزق العمل ، فقد جمع الله له الدنيا والآخرة »(٤) .

مسالة ٦٣٧ : فقد ثبت من هذا أنّ التكسّب واجب إذا احتاج إليه الإنسان لقوت نفسه وقوت من تجب نفقته عليه ، ولا وجه له سواه ، وأمّا إذا قصد التوسعة على العيال ونفع المحاويج وإعانة من لا تجب عليه نفقته مع حصول قدر الحاجة بغيره ، فإنّه مندوب إليه ، لما تقدّم من الأحاديث.

وأمّا ما يقصد به الزيادة في المال لا غير مع الغناء عنه ، فإنّه مباح. وقد يكون مكروها إذا اشتمل على وجه نهي الشارع عنه نهي تنزيه ، كالصرف ، فإنّه لا يسلم من الربا ، وبيع الأكفان ، فإنّه يتمنّى موت الأحياء ، والرقيق واتّخاذ الذبح والنحر صنعة ، لما في ذلك من سلب الرحمة من القلب ، وقد قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « مَنْ قسا قلبه بعد من رحمة ربّه »(٥) .

____________________

(١) الكافي ٥ : ٨١ / ٨ ، التهذيب ٦ : ٣٢٢ / ٨٨٢.

(٢) الكافي ١ : ٣٦ ، ١ ، التهذيب ٦ : ٣٢٨ ، ٩٠٦.

(٣) في « س ، ي » والطبعة الحجريّة : « عشرة ألف من حلّ ». وما أثبتناه من المصدر.

(٤) التهذيب ٦ : ٣٢٨ ، ٩٠٧.

(٥) وجدنا الحديث من دون « رحمة » في الكافي ٣ : ١٩٩ / ٥ ، والتهذيب ١ : ٣١٩ ، ٩٢٨ عن الإمام الصادقعليه‌السلام .

١٣١

قال إسحاق بن عمّار : دخلت على الصادقعليه‌السلام فخبّرته أنّه ولد لي غلام ، فقال : « ألا سمّيته محمّداً؟ » قال : قد فعلت ، فقال : « لا تضرب محمّداً ولا تشتمه ، جَعَله الله قرّة عين لك في حياتك وخَلَف صدْقٍ من بعدك » قلت : جعلت فداك فأيّ الأعمال(١) أضعه؟ قال : « إذا عدلته [ عن ](٢) خمسة أشياء فضَعْه حيث شئت ، لا تسلّمه صيرفيّاً ، فإنّ الصيرفيّ لا يسلم من الربا ، ولا تسلّمه بيّاع الأكفان ، فإنّ صاحب الأكفان يسرّه الوباء إذا كان ، ولا تسلّمه بيّاع طعام ، فإنّه لا يسلم من الاحتكار ، ولا تسلّمه جزّاراً فإنّ الجزّار تسلب [ منه ](٣) الرحمة ، ولا تسلّمه نخّاساً ، فإنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : شرّ الناس من باع الناس »(٤) .

وقال الكاظمعليه‌السلام : « جاء رجل إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال : يا رسول الله قد علّمت ابني هذا الكتابة ففي أيّ شي‌ء أسلمه؟ فقال : أسلمه - لله أبوك - ولا تسلّمه في خمسة أشياء : لا تسلّمه سبّاء(٥) ولا صائغاً ولا قصّاباً ولا حنّاطاً ولا نخّاساً قال : فقلت : يا رسول الله ما السبّاء؟ فقال : الذي يبيع الأكفان ويتمنّى موت اُمّتي ، وللمولود من اُمّتي أحبّ إليَّ ممّا طلعت عليه الشمس ، وأمّا الصائغ فإنّه يعالج زين اُمّتي ، وأمّا القصّاب فإنّه يذبح حتى تذهب الرحمة من قلبه ، وأمّا الحنّاط فإنّه يحتكر الطعام على اُمّتي ، ولأن يلقى الله العبد سارقاً أحبّ إليَّ من أن يلقاه قد احتكر طعاماً أربعين يوماً ، وأمّا النخّاس فإنّه أتاني جبرئيلعليه‌السلام فقال : يا محمّد إنّ شرّ اُمّتك الذين‌

____________________

(١) في المصدر : « في أيّ الأعمال ».

(٢) ما بين المعقوفين من المصدر.

(٣) ما بين المعقوفين من التهذيب.

(٤) التهذيب ٦ : ٣٦١ - ٣٦٢ / ١٠٣٧ ، الاستبصار ٣ : ٦٢ - ٦٣ / ٢٠٨.

(٥) في النهاية - لابن الأثير - ٢ : ٤٣٠ : « سيّاء » بالياء المثنّاة التحتانيّة.

١٣٢

يبيعون الناس »(١) .

مسالة ٦٣٨ : ويكره اتّخاذ الحياكة والنساجة صنعةً‌ ؛ لما فيهما من الضعة والرذالة.

قال الله تعالى في قصّة نوحعليه‌السلام :( قالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ ) (٢) .

وقال أمير المؤمنينعليه‌السلام للأشعث بن قيس : « حائك بن حائك ، منافق بن كافر »(٣) .

قيل : إنّه كان ينسج الإبراد(٤) .

وقيل : إنّ قومه كانوا كذلك(٥) .

وقال أبو إسماعيل الصيقل الرازي(٦) : دخلت على الصادقعليه‌السلام ومعي ثوبان ، فقال لي : « يا أبا إسماعيل تجيئني من قبلكم أثواب كثيرة وليس يجيئني مثل هذين الثوبين اللّذين تحملهما أنت» فقلت : جعلت فداك تغزلهما اُمّ إسماعيل وأنسجهما أنا ، فقال لي : « حائك؟ » قلت : نعم ، قال : « لا تكن حائكاً » قلت : فما أكون؟ قال : « كُنْ صيقلاً » وكان معي مائتا دينار(٧) فاشتريت بها سيوفاً ومرايا عُتْقاً وقدمت بها الريّ ، وبعتها بربح‌

____________________

(١) الفقيه ٣ : ٩٦ / ٣٦٩ ، التهذيب ٦ : ٣٦٢ / ١٠٣٨ ، الاستبصار ٣ : ٦٣ / ٢٠٩.

(٢) الشعراء : ١١١.

(٣) نهج البلاغة - بشرح محمّد عبده - ١ : ٥١ - ٥٢ / ١٨.

(٤) شرح نهج البلاغة - لابن ميثم البحراني - ١ : ٣٢٤ ، حدائق الحقائق ١ : ٢١٢.

(٥) اُنظر : شرح نهج البلاغة - لابن أبي الحديد - ١ : ٢٩٧.

(٦) في « س ، ي » والطبعة الحجريّة : « المرادي » بدل « الرازي ». وما أثبتناه من المصدر.

(٧) في المصدر : « درهم » بدل « دينار ».

١٣٣

كثير(١) .

مسالة ٦٣٩ : يكره كسب الحجّام مع الشرط.

قال الصادقعليه‌السلام : « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّي أعطيت خالتي غلاما ونهيتها أن تجعله قصّابا أو حجّاماً أو صائغاً »(٢) .

وسأل أبو بصير الباقرَعليه‌السلام عن كسب الحجّام ، فقال : « لا بأس به إذا لم يشارط »(٣) .

إذا ثبت هذا ، فإنّ الاُجرة ليست حراماً ؛ للأصل.

وقال الباقرعليه‌السلام : « احتجم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، حجمه مولى لبني بياضة وأعطاه(٤) ، ولو كان حراماً ، ما أعطاه ، فلمـّا فرغ قال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أين الدم؟ قال : شربته يا رسول الله ، فقال : ما كان ينبغي لك أن تفعل ، وقد جَعَله الله عزّ وجلّ حجاباً لك من النار ، فلا تَعُد»(٥) .

تذنيب : إذا شارط ، كره له الكسب مع الشرط ، ولم يكره الشرط لمن يشارطه.

قال زرارة : سألت الباقرَعليه‌السلام عن كسب الحجّام ، فقال : « مكروه له أن يشارط ، ولا بأس عليك أن تشارطه وتماكسه ، وإنّما يكره له ، ولا بأس(٦) عليك »(٧) .

____________________

(١) الكافي ٥ : ١١٥ / ٦ ، التهذيب ٦ : ٣٦٣ - ٣٦٤ / ١٠٤٢ ، الاستبصار ٣ : ٦٤ / ٢١٣.

(٢) الكافي ٥ : ١١٤ / ٥ ، التهذيب ٦ : ٣٦٣ / ١٠٤١ ، الاستبصار ٣ : ٦٤ / ٢١٢.

(٣) الكافي ٥ : ١١٥ / ١ ، التهذيب ٦ : ٣٥٤ / ١٠٠٨ ، الاستبصار ٣ : ٥٨ / ١٩٠.

(٤) في التهذيب : « وأعطاه الأجر ».

(٥) الكافي ٥ : ١١٦ / ٣ ، الفقيه ٣ : ٩٧ / ٣٧٢ ، التهذيب ٦ : ٣٥٥ / ١٠١٠ ، الاستبصار ٣ : ٥٩ / ١٩٢.

(٦) في « س ، ي » : « فلا بأس ». وما أثبتناه من المصدر.

(٧) الكافي ٥ : ١١٦ / ٤ ، التهذيب ٦ : ٣٥٥ / ١٠١١ ، الاستبصار ٣ : ٥٩ / ١٩٣.

١٣٤

وقال الصادقعليه‌السلام : « إنّ رجلاً سأل رسولَ اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عن كسب الحجّام ، فقال : لك ناضح؟ فقال له : نعم ، فقال : اعلفه إيّاه ولا تأكله »(١) .

وهذا يدلّ على حكمين : الكراهة حيث نهاه عن أكله ، وعلى الإباحة حيث أمره أن(٢) يعلف الناضح به.

وكذا القابلة كسبها مكروه مع الشرط ، ولا معه طلق.

مسالة ٦٤٠ : لا بأس بأجر النائحة بالحقّ‌ ، ويكره مع الشرط ، ويحرم بالباطل.

قال حنان بن سدير : كانت امرأة معنا في الحيّ ولها جارية نائحة فجاءت إلى أبي ، فقالت : يا عمّ أنت تعلم معيشتي من الله وهذه الجارية النائحة ، وقد أحببت أن تسأل أبا عبد اللهعليه‌السلام عن ذلك ، فإن كان حلالاً ، وإلّا بعتها وأكلت من ثمنها حتى يأتي الله عزّ وجلّ بالفرج ، فقال لها أبي : والله إنّي لاُعظّم أبا عبد اللهعليه‌السلام أن أسأله عن هذه المسألة ، قال : فلمـّا قدمنا عليه أخبرته أنا بذلك ، فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « أتشارط؟ » قلت : والله ما أدري أتشارط أم لا ، قال : « قُلْ لها : لا تشارط وتقبل كلّما اُعطيت »(٣) .

وقال الصادقعليه‌السلام : « لا بأس بأجر النائحة التي تنوح على الميّت »(٤) .

مسالة ٦٤١ : يكره اُجرة الضراب ؛ لأنّه في معنى بيع عسيب الفحل. ويكره إنزاء الحمير على الخيل ؛ لأنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله نهى أن ينزى حمار على‌

____________________

(١) التهذيب ٦ : ٣٥٦ / ١٠١٤ ، الاستبصار ٣ : ٦٠ ، ١٩٦.

(٢) في « س ، ي » : « بأن ».

(٣) الكافي ٥ : ١١٧ - ١١٨ / ٣ ، التهذيب ٦ : ٣٥٨ / ١٠٢٦ ، الاستبصار ٣ : ٦٠ - ٦١ / ٢٠٠.

(٤) الفقيه ٣ : ٩٨ / ٣٧٦ ، التهذيب ٦ : ٣٥٩ / ١٠٢٨ ، الاستبصار ٣ : ٦٠ / ١٩٩.

١٣٥

عتيق ، رواه السكوني عن الصادق(١) عليه‌السلام . وفي السند ضعف.

وليس محرَّماً ؛ للأصل.

ولما رواه هشام بن إبراهيم عن الرضاعليه‌السلام ، قال : سألته عن الحمير تنزيها على الرَّمَك(٢) لتنتج البغال أيحلّ ذلك؟ قال : « نعم ، انزها »(٣) .

ولا تنافي بين الروايتين ؛ لأنّ الإمامعليه‌السلام سُئل عن الحلّ ، فأجاب بثبوته ، وقوله : « أنزها » على سبيل الإباحة ، والنهي الوارد عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله إنّما هو على سبيل التنزيه.

مسالة ٦٤٢ : كسب الصبيان ومَنْ لا يجتنب(٤) المحارم مكروه‌ ؛ لعدم تحفّظهم من المحارم ، وعدم الوثوق بإباحة ما حصّلوه.

وكذا تكره الصياغة والقصابة ، وقد تقدّم بيانه في الرواية(٥) .

ويكره ركوب البحر للتجارة ؛ لرواية محمّد بن مسلم عن الباقر والصادقعليهما‌السلام أنّهما كرها ركوب البحر للتجارة(٦) .

ولو حصل الخوف - كما في وقت اضطرابه وتكاثر الأهوية المختلفة - فإنّه يكون حراماً.

قال الباقرعليه‌السلام في ركوب البحر للتجارة : « يغرّر الرجل بدينه »(٧) .

____________________

(١) التهذيب ٦ : ٣٧٧ - ٣٧٨ / ١١٠٥ ، الاستبصار ٣ : ٥٧ / ١٨٤.

(٢) الرَّمكة : البرذونة التي تتّخذ للنسل. والجمع : رَمَك. لسان العرب ١٠ : ٤٣٤ « رمك ».

(٣) التهذيب ٦ : ٣٨٤ / ١١٣٧ ، الإستبصار ٣ : ٥٧ / ١٨٥.

(٤) في « س ، ي » : « لا يتجنّب ».

(٥) وهي حديث الإمام الكاظم ٧ ، المتقدّم في ص ١٣١.

(٦) الكافي ٥ : ٢٥٦ / ١ ، التهذيب ٦ : ٣٨٨ / ١١٥٨.

(٧) الكافي ٥ : ٢٥٧ / ٤ ، التهذيب ٦ : ٣٨٨ / ١١٥٩.

١٣٦

وسأل معلّى بن خنيس الصادقعليه‌السلام : عن الرجل يسافر فيركب البحر ، فقال : « إنّ أبي كان يقول : إنّه يضرّ بدينك هو ذا الناس يصيبون أرزاقهم ومعايشهم »(١) .

مسالة ٦٤٣ : يجوز أخذ الاُجرة على تعليم الحكم والآداب والأشعار‌ ، ويكره على تعليم القرآن ؛ لأنّ أمير المؤمنينعليه‌السلام جاءه رجل فقال : يا أمير المؤمنين والله إنّي لاُحبّك لله ، فقال له : « ولكنّي أبغضك لله » قال : ولم؟ قال : « لأنّك تبغي في الأذان ، وتأخذ على تعليم القرآن أجراً ، وسمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : من أخذ على تعليم القرآن أجراً كان حظّه يوم القيامة»(٢) .

وعن إسحاق بن عمّار عن الكاظمعليه‌السلام ، قال : قلت : إنّ لنا جاراً يكتب وقد سألني أن أسألك عن عمله ، فقال : « مُرْه إذا دفع إليه الغلام أن يقول لأهله : إنّي إنّما اُعلّمه الكتاب والحساب وأتّجر عليه بتعليم القرآن ، حتى يطيب له كسبه »(٣) .

وعن حسان المعلّم قال : سألت الصادقَعليه‌السلام عن التعليم ، فقال : لا تأخذ على التعليم أجراً » قلت : الشعر والرسائل وما أشبه ذلك اُشارط عليه؟ قال : « نعم ، بعد أن يكون الصبيان عندك سواءً في التعليم لا تفضّل بعضهم على بعض »(٤) .

____________________

(١) الكافي ٥ : ٢٥٧ / ٥ ، التهذيب ٦ : ٣٨٨ / ١١٦٠.

(٢) التهذيب ٦ : ٣٧٦ / ١٠٩٩.

(٣) التهذيب ٦ : ٣٦٤ / ١٠٤٤ ، الإستبصار ٣ : ٦٦ / ٢١٧.

(٤) الكافي ٥ : ١٢١ ( باب كسب المعلّم ) الحديث ١ ، التهذيب ٦ : ٣٦٤ / ١٠٤٥ ، الاستبصار ٣ : ٦٥ / ٢١٤.

١٣٧

وسأل الفضلُ بن أبي قرّة الصادقَعليه‌السلام : إنّ هؤلاء يقولون : إنّ كسب المعلّم سحت ، فقال : « كذبوا أعداء الله ، إنّما أرادوا أن لا يعلّموا القرآن ، ولو أنّ المعلّم أعطاه رجل دية ولده كان للمعلّم مباحاً »(١) .

قال الشيخرحمه‌الله : لا تنافي بين هذين الخبرين ؛ لأنّ الخبر الأوّل محمول على أنّه لا يجوز له أن يشارط في تعليم القرآن أجراً معلوماً ، والثاني على أنّه إن اُهدي إليه شي‌ء واُكرم بتحفة ، جاز له أخذه ؛ لرواية جرّاح المدائني عن الصادقعليه‌السلام قال : « المعلّم لا يعلّم بالأجر ، ويقبل الهديّة إذا اُهدي إليه »(٢) .

قال قتيبة الأعشى للصادقعليه‌السلام : إنّي أقرأ القرآن فتهدي إليَّ الهديّة فأقبلها؟ قال : « لا » قال : قلت : إن لم أشارطه؟ قال : « أرأيت لو لم تقرأه أكان يهدى لك؟ » قال : قلت : لا ، قال : « فلا تقبله »(٣) .

وهو محمول على الكراهة ، جمعا بين الأدلّة.

مسالة ٦٤٤ : ويكره خصا الحيوان‌ ؛ لما فيه من الإيلام ، ومعاملة الظالمين ؛ لعدم تحرّزهم عن المحرّمات.

وكذا تكره معاملة السفلة والأدنين والمحارفين ؛ لأنّ أمير المؤمنينعليه‌السلام قال : « شاركوا مَنْ أقبل عليه الرزق فإنّه أجلب للرزق »(٤) .

____________________

(١) الكافي ٥ : ١٢١ ( باب كسب المعلّم ) الحديث ٢ ، الفقيه ٣ : ٩٩ / ٣٨٤ ، التهذيب ٦ : ٣٦٥ / ١٠٤٦ ، الاستبصار ٣ : ٦٥ / ٢١٦.

(٢) التهذيب ٦ : ٣٦٥ ، والحديث رقم ١٠٤٧.

(٣) التهذيب ٦ : ٣٦٥ / ١٠٤٨ ، الاستبصار ٣ : ٦٦ / ٢١٩.

(٤) نهج البلاغة - بشرح محمّد عبده - ٣ : ٢٠٤ / ٢٣٠ بتفاوت في بعض الألفاظ.

١٣٨

و كذا تكره معاملة ذوي العاهات والأكراد ومجالستهم ومناكحتهم ؛ لما روي من أنّهم حيّ من الجنّ(١) .

وكذا تكره معاملة أهل الذمّة.

مسالة ٦٤٥ : من التجارة ما هو حرام‌ ، وهو أقسام :

الأوّل : كلّ نجس لا يقبل التطهير ، سواء كانت نجاسته ذاتيّةً ، كالخمر والنبيذ والفقّاع والميتة والدم وأبوال ما لا يؤكل لحمه وأرواثه والكلب والخنزير وأجزائهما ، أو عرضيّةً ، كالمائعات النجسة التي لا تقبل التطهير ، إلّا الدهن النجس بالعرض لفائدة الاستصباح تحت السماء خاصّةً ، لا تحت الأظلّة ، لأنّ البخار الصاعد بالاشتعال لا بُدّ أن يستصحب شيئا من أجزاء الدهن.

ولو كانت نجاسة الدهن ذاتيّة - كالألية المقطوعة من الميتة أو الحيّة - لم يجز الاستصباح بها تحت السماء أيضا.

والماء النجس يجوز بيعه ؛ لقبوله التطهير.

وأبوال ما يؤكل لحمه وإن كانت طاهرةً إلّا أنّ بيعها حرام ؛ لاستخباثها ، إلّا بول الإبل للاستشفاء بها.

ويجوز بيع كلب الصيد والزرع والماشية والحائط ، وإجارتها واقتناؤها وإن هلكت الماشية ، وتربيتها.

ويحرم اقتناء الأعيان النجسة إلّا لفائدة ، كالكلب والسرجين لتربية الزرع ، والخمر للتخليل.

ويحرم أيضاً اقتناء المؤذيات ، كالحيّات والعقارب والسباع.

____________________

(١) الكافي ٥ : ١٥٨ / ٢ ، الفقيه ٣ : ١٠٠ / ٣٩٠ ، التهذيب ٧ : ١١ / ٤٢.

١٣٩

الثاني : كلّ ما يكون المقصود منه حراماً ، كآلات اللهو ، كالعود ، وآلات القمار ، كالنرد والشطرنج ، وهياكل العبادة ، كالصنم ، وبيع السلاح لأعداء الدين وإن كانوا مسلمين ؛ لما فيه من الإعانة على الظلم ، وإجارة السفن والمساكن للمحرّمات ، وبيع العنب ليعمل خمراً ، والخشب ليعمل صنماً وآلة قمار ، ويكره بيعهما على مَنْ يعمل ذلك من غير شرط ، والتوكيل في بيع الخمر وإن كان الوكيل ذمّيّاً.

وليس للمسلم منع الذمّي المستأجر داره من بيع الخمر فيها سرّاً. ولو آجره لذلك ، حرم.

ولو آجر دابّةً لحمل خمر ، جاز إن كان للتخليل والإراقة ، وإلّا فلا.

ولا بأس ببيع ما يُكنّ من آلة السلاح على أعداء الدين وإن كان وقت الحرب.

الثالث : بيع ما لا ينتفع به ، كالحشرات ، مثل : الفأر والحيّات والخنافس والعقارب والسباع ممّا لا يصلح للصيد ، كالأسد والذئب والرّخَم والحَدَأة والغراب وبيوضها ، والمسوخ البرّيّة ، كالقرد وإن قصد به حفظ المتاع ، والدبّ ، أو بحريّة ، كالجرّي والسلاحف والتمساح.

ولو قيل بجواز [ بيع ](١) السباع كلّها ؛ لفائدة الانتفاع بجلودها ، كان حسناً.

ويجوز بيع الفيل والهرّ ، وما يصلح للصيد ، كالفهد ، وبيع دود القزّ والنحل مع المشاهدة وإمكان التسليم.

وكذا يجوز بيع عامّ الوجود ، كالماء والتراب والحجارة.

____________________

(١) الزيادة يقتضيها السياق.

١٤٠

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

باب

في أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أبعد الناس

من الاثم ويسرع في تقسيم مال اللّه

[صحيح البخاري] في كتاب بدء الخلق ، في باب صفة النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم روى بسنده عن عائشة انها قالت : ما خير رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بين امرين الا اخذ ايسرهما ما لم يكن إثماً ، فان كان إثماً كان أبعد الناس منه ، وما انتقم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم لنفسه الا أن تنتهك حرمة اللّه فينتقم للّه بها.

[مسند الإمام احمد بن حنبل ج ٤ ص ٣٨٤ ] روى بسنده عن عقبة بن الحارث قال : صليت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم العصر فلما سلم قام سريعاً فدخل على بعض نسائه ثم خرج ورأى ما في وجوه القوم من تعاجبهم لسرعته ، قال : ذكرت وأنا في الصلاة تبراً عندنا فكرهت أن يمسي أو يبيت عندنا فامرت بقسمته.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج ٦ ص ١٠٤ ] روى بسنده عن موسى بن جبير عن ابي امامة بن سهل قال : دخلت انا وعروة بن الزبير يوما على عائشة ، فقالت : لو رأيتما نبي اللّه صلّى اللّه عليه و (آله)

١٦١

وسلم ذات يوم في مرض عرضه قالت : وكان له عندي ستة دنانير ، قال موسى أو سبعة ، قالت : فامرني نبي اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم أن افرقها قالت : فشغلني وجع نبي اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم حتى عافاه اللّه قالت : ثم سألني عنها ، فقال : ما فعلت الستة أو السبعة؟ قلت لا واللّه لقد كان شغلني وجعك ، قالت : فدعا بها ثم صفها في كفه فقال : ما ظن نبي اللّه لو لقي اللّه عز وجل وهذه عنده.

[حلية الاولياء ج ٨ ص ١٢٧ ] روى بسنده عن ابن عباس قال : خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ذات يوم وفي يده قطعة من ذهب ، فقال لعبد اللّه بن عمر : ماكان محمد قائلا لربه وهذه عنده؟ فقسمها قبل ان يقوم (الحديث) وسيأتي تمامه ان شاء اللّه تعالى في باب عيش النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وزهده فانتظره.

[أُسد الغابة ج ١ ص ٢٨ ] قال : قالت عائشة : كان عند النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ستة دنانير فاخرج أربعة وبقي دينار ان فامتنع منه النوم فسألته فأخبرها ، فقالت : اذا أصبحت فضعها في مواضعها ، فقال : ومن لي بالصبح؟

[الهيثمي في مجمعه ج ١٠ ص ٢٣٨ ] قال : وعن أم سلمة قالت : دخل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وهو ساهم الوجه فخشيت ذلك من وجع ، فقلت يا رسول اللّه مالك ساهم الوجه؟ فقال : من أجل الدنانير السبعة التي أتينا بها أمس ، أمسينا وهي في خصم الفراش (قال) وفي رواية أتتنا ولم ننفقها (قال) رواه أحمد وأبو يعلى ورجالهما رجال الصحيح.

١٦٢

باب

في مجلس النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

ومشي الملائكة من خلفه

[صحيح أبي داود ج ٣ ص ١٩٠ ] روى بسنده عن عبد اللّه بن سلام قال : كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم اذا جلس يتحدث يكثر أن يرفع طرفه الى السماء.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج ٢ ص ٢١ ] روى بسنده عن ابن عمر انا كنا لنعد لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم في المجلس يقول : رب اغفر لي وتب على انك أنت التواب الغفور مائة مرة (أقول) ورواه ابن ماجة ايضاً في صحيحه عن ابن عمر وقال : أنت التواب الرحيم.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج ٣ ص ٣٣٢ ] روى بسنده عن جابر قال : كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم اذا خرج من بيته مشينا قدامه وتركنا ظهره للملائكة.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج ٣ ص ٣٩٧ ] روى بسنده عن جابر بن عبد اللّه ـ في حديث طويل ـ قال فيه : فلما فرغ ـ يعني النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قام وقام أصحابه فخرجوا بين يديه ، وكان يقول : خلوا ظهري للملائكة.

١٦٣

باب

في فضل الصلاة على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

[سنن الدارمي ج ٢ ص ٣١٧ ] روى بسنده عن ابي طلحة ، قال : جاء النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يوماً وهو يرى البشر في وجهه ، فقيل : يا رسول اللّه انا نرى في وجهك بشرا لم نكن نراه قال : أجل ان ملكا أتاني فقال لي : يا محمد ان ربك يقول لك أما يرضيك أن لا يصلي عليك أحد من امتك الا صليت عليه عشرا ولا يسلم عليك الا سلمت عليه عشرا؟ قال قلت : بلى.

[تاريخ بغداد ج ٨ ص ٤٠ ] روى بسنده عن ابي طلحة ، قال : دخلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) ذات يوم فلم أره قط أشد فرحاً وأطيب نفسا منه يومئذ ، فقلت : يا رسول اللّه بابي أنت وأمي لم أرك قط اشد فرحا ولا أطيب نفسا منك ـ يعني اليوم ـ فقال : يا أبا طلحة وما يمنعني أن لا اكون كذلك؟ وانما فارقني جبريل آنفا فقال : يا محمد ان ربك بعثني اليك وهو يقول انه ليس أحد من امتك يصلي عليك صلاة الا رد اللّه مثل صلاته عليك ، والا كتب له بها عشر حسنات ، وحط عنه بها عشر سيئات ، ورفع له بها عشر درجات ، ولا

١٦٤

يكون لصلاته منتهى دون العرش ، لا تمر بملك إلا وقال : صلوا على قائلها كما صلّى على محمد صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم.

[تاريخ بغداد ج ٨ ص ٣٨١ ] روى بسنده عن انس بن مالك قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : من صلّى عليّ واحدة صلّى اللّه عليه عشر صلوات ، وحط عنه عشر خطيئات.

[تاريخ بغداد ج ٢ ص ٢٥٠ ] روى بسنده عن عبد اللّه عن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم عن جبريل عن ميكائيل عن اسرافيل عن الرفيع عن اللوح المحفوظ عن اللّه تعالى ، أنه أظهر في اللوح أن يخبر الرفيع ، وأن يخبر الرفيع اسرافيل ، وأن يخبر اسرافيل ميكائيل ، وأن يخبر ميكائيل جبريل ، وأن يخبر جبريل محمداً صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم أنه من صلّى عليك في اليوم والليلة مائة مرة صليت عليه الفي صلاة ، ويقضي له الف حاجة أيسرها أن يعتقه من النار.

١٦٥

باب

في صلاة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

[صحيح البخاري] في التهجد بالليل ، في باب قيام النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم روى بسنده عن المغيرة يقول : إن كان النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ليقوم ليصلي حتى ترم قدماه أو ساقاه فيقال له ، فيقول : أفلا أكون عبداً شكوراً.

[صحيح البخاري] في كتاب التفسير ، في باب قوله تعالى :( لِيَغْفِرَ لَكَ اَللّٰهُ ) روى بسنده عن عائشة أن نبي اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه فقالت عائشة : لم تصنع هذا يا رسول اللّه وقد غفر اللّه لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال : أفلا أحب أن أكون عبداً شكوراً (الحديث)

[صحيح البخاري] في التهجد بالليل ، في باب طول القيام ، روى بسنده عن عبد اللّه قال : صليت مع النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ليلة فلم يزل قائما حتى هممت بأمر سوء ، قلنا وما هممت؟ قال : هممت أن أقعد وأذر النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم.

١٦٦

[صحيح البخاري] في التهجد بالليل ، في باب قيام النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بالليل في رمضان وغيره ، روى بسنده عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه سأل عائشة كيف كانت صلاة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم في رمضان؟ فقالت : ما كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره علي أحدى عشرة ركعة ، يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ، ثم يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ، ثم يصلي ثلاثا قالت عائشة : فقلت يا رسول اللّه أتنام قبل أن توتر؟ فقال : يا عائشة ان عيني تنامان ولا ينام قلبي.

[صحيح البخاري] في كتاب الصوم ، في باب هل يخص شيئا من الأيام ، روى بسنده عن علقمة ، قلت لعائشة : هل كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يختص من الأيام شيئا؟ قالت : لا ، كان عمله ديمة وأيكم يطيق ما كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يطيق.

[صحيح الترمذي ج ٢ ص ١٥٢ ] روى بسنده عن يعلى مملك أنه سأل أم سلمة زوج النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم عن قراءة النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وصلاته ، فقالت : ما لكم وصلاته؟ كان يصلي ثم ينام قدر ما صلّى ، ثم يصلي قدر ما نام ، ثم ينام قدر ما صلّى حتى يصبح حتى نعت قراءته فاذا هي قراءة مفسرة حرفاً حرفاً.

[صحيح الترمذي ج ١ ص ٩٠ ] روى بسنده عن عائشة قالت : قام النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بآية من القرآن ليلة.

[صحيح النسائي ج ١ ص ١٤٠ ] روى بسنده عن عاصم بن ضمرة قال : سألت علي بن أبي طالبعليه‌السلام عن صلاة رسول اللّه

١٦٧

صلى اللّه عليه و (آله) وسلم في النهار قبل المكتوبة ، قال : من يطيق ذلك؟

[صحيح النسائي ج ١ ص ١٥٦ ] روى بسنده عن أبي ذر يقول : قام النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم حتى اذا اصبح بآية ، والآية( إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبٰادُكَ ، وإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ اَلْعَزِيزُ اَلْحَكِيمُ ) .

[مسند الامام احمد بن حنبل ج ٥ ص ٤٠٠ ] روى بسنده عن حذيفة قال : اتيت النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم في ليلة من رمضان فقام يصلي فلما كبر ، اللّه أكبر ذو الملكوت والجبروت والكبرياء والعظمة ، ثم قرأ البقرة ، ثم النساء ، ثم آل عمران ، لا يمر بآية تخويف الا وقف عندها ، ثم ركع يقول : سبحان ربي العظيم مثل ما كان قائماً ، ثم رفع رأسه فقال : سمع اللّه لمن حمده ربنا لك الحمد مثل ما كان قائماً ، ثم سجد يقول : سبحان ربي الاعلى مثل ما كان قائماً ، ثم رفع رأسه فقال : رب اغفر لي مثل ما كان قائماً ثم سجد يقول : سبحان ربي الأعلى مثل ما كان قائماً ، ثم رفع رأسه فقام ، فما صلّى الا ركعتين ، حتى جاء بلال فآذنه بالصلاة.

[مسند الامام أحمد بن حنبل ج ٣ ص ١٠١ ] روى بسنده عن انس قال : كان النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يوجز الصلاة ويكملها.

[مسند الامام أحمد بن حنبل ج ٣ ص ١٧٣ ] روى بسنده عن انس بن مالك يقول : كان النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم من اخف الناس صلاة في تمام.

[مسند الامام احمد بن حنبل ج ٣ ص ٢٣٣ ] روى بسنده عن أنس بن مالك يقول : ما صليت خلف امام اخف صلاة من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، ولا اتم ، وان كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ليسمع بكاء الصبي فيخفف مخافة أن تفتتن امه (اقول) : وبهذه الرواية يجمع بين ما دل على طول صلاته صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وبين ما دل على خفتها ففي الجماعة كان صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يخفف ، وفي غيرها كان يطيل.

١٦٨

[مسند الامام احمد بن حنبل ج ٤ ص ٣٠٢ ] روى بسنده عن البراء قال : سمعت النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقرأ في العشاء بالتين والزيتون فما سمعت احداً احسن صوتاً منه.

[كنز العمال ج ١ ص ٢٧٣ ] قال : عن عليعليه‌السلام قال : لما نزل على النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم( يٰا أَيُّهَا اَلْمُزَّمِّلُ قُمِ اَللَّيْلَ إِلاّٰ قَلِيلاً ) قام الليل كله حتى تورمت قدماه ، فجعل يرفع رجلاً ويضع رجلاً ، فهبط عليه جبريل فقال : طه ـ طأ الارض بقدميك يا محمد ـ مٰا أَنْزَلْنٰا عَلَيْكَ اَلْقُرْآنَ لِتَشْقيٰ الحديث (قال) : أخرجه ابن مردويه.

١٦٩

باب

في بكاء النبي في الصلاة وحين يتلى عليه القرآن

[صحيح ابي داود ج ٥ ص ٩١ ] روى بسنده عن مطرف عن ابيه قال : رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يصلي وفي صدره ازيز كأزيز الرحى من البكاء.

[مسند الامام احمد بن حنبل ج ١ ص ٢٧٤ ] روى بسنده عن ابن مسعود ، قال : قرأت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم من سورة النساء فلما بلغت هذه الآية( فَكَيْفَ إِذٰا جِئْنٰا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وجِئْنٰا بِكَ عَلى هٰؤُلاٰءِ شَهِيداً ) قال : ففاضت عيناه.

[مسند الامام احمد بن حنبل ج ١ ص ٣٨٠ ] روى بسنده عن عبد اللّه ، قال : قال النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : اقرأ عليّ ، قال : قلت : أقرأ عليك وعليك انزل (قال) اني احب ان اسمعه من غيري ، فقرأت حتى اذا بلغت( فَكَيْفَ إِذٰا جِئْنٰا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وجِئْنٰا بِكَ عَلى هٰؤُلاٰءِ شَهِيداً ) قال : رأيت عينيه تذرفان دموعاً.

١٧٠

باب

في حمل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اللبنة لبناء المسجد

ونقله التراب يوم الخندق وبيان شيء من شعره

[مسند الامام احمد بن حنبل ج ٢ ص ٣٨١ ] روى بسنده عن أبي هريرة : انهم كانوا يحملون اللبن الى بناء المسجد ورسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم معهم ، قال : فاستقبلت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وهو عارض لبنة على بطنه فظننت انها قد شقت عليه ، قلت : ناولنيها يا رسول اللّه ، قال : خذ غيرها يا ابا هريرة فانه لا عيش الا عيش الآخرة.

[مشكل الاثار ج ٤ ص ٢٩٩ ] روى بسنده عن البراء بن عازب يقول : رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ينقل التراب يوم الخندق حتى وارى التراب شعر صدره وهو يرتجز كلمة عبد اللّه بن رواحة يقول :

اللهم لولا انت ما اهتدينا

ولا تصدقنا ولا صلينا

فانزلن سكينة علينا

وثبت الاقدام ان لاقينا

ان الألي قد بغوا علينا (١)

وان ارادوا فتنه ابينا

__________________

(١) ـ كذا في مشكل الآثار ، ولعل الصحيح (إن الذين) بدل (إن الألى)

١٧١

(قال) رفع بهذا النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم صوته.

[مشكل الآثار ج ٤ ص ٢٩٨ ] روى بسنده عن انس ، قال خرج نبي اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم في غداة باردة والمهاجرون والانصار يحفرون الخندق بايديهم ، فقال :

اللهم ان العيش عيش الآخرة

فاغفر للانصار والمهاجرة(١)

فاجابوه :

نحن الذين بايعوا محمداً

على الجهاد ما بقينا ابداً

[مشكل الآثار ج ٤ ص ٢٩٩ ] روى بسنده عن جندب يقول : كنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم في غزاة فنكئت اصبعه فقال :

هل انت الا اصبع دميت

وفي سبيل اللّه ما لقيت

[سنن البيهقي ج ٧ ص ٤٣ ] روى بسنده عن عائشة قالت : ما جمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بيت شعر قط الا بيتاً واحداً.

تفأل بما تهوى يكن فلقلما

يقال لشيء كان الا تحقق

قالت عائشة : ولم يقل تحققا لئلا يعربه فيصير شعراً (اقول) : تقدم في باب شجاعته قوله صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يوم حنين :

انا النبي لا كذب

انا ابن عبد المطلب

وهو كلام يشبه الشعر.

__________________

(١) كذا في مشكل الآثار وغيره لأنه (ص) لا ينبغي له الشعر.

١٧٢

باب

في توكل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على اللّه

[صحيح مسلم في كتاب الفضائل] في باب توكله على اللّه ، روى بسنده عن جابر بن عبد اللّه ، قال : غزونا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم غزوة قبل نجد فادركنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم في واد كثير العضاه فنزل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم تحت شجرة فعلق سيفه بغصن من اغصانها (قال) وتفرق الناس في الوادي يستظلون بالشجر (قال) : فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : ان رجلاً اتاني وانا نائم فاخذ السيف فاستيقظت وهو قائم على رأسي فلم أشعر إلا والسيف صلتاً في يده فقال : من يمنعك مني؟ قال : قلت : اللّه ، ثم قال في الثانية : من يمنعك مني؟ قال : قلت : اللّه ، فشام السيف ، فها هوذا جالس ، ثم لم يعرض له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم (اللغة) شام السيف : أي أغمده (اقول) وفي رياض الصالحين للنوي في باب الفتن والتوكل (قال) وفي رواية قال جابر : كنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بذات الرقاع ، فاذا اتينا على شجرة ظليلة تركناها لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فجاء رجل من المشركين وسيف رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم معلق بالشجرة فاخترطه وقال : تخافني؟ قال : لا ، قال : فمن يمنعك مني؟ قال : اللّه (ثم قال) : وفي رواية

١٧٣

ابي بكر الإسماعيلي في صحيحه ، فقال : فمن يمنعك مني؟ قال : اللّه فسقط السيف من يده ، فاخذ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم السيف فقال : من يمنعك مني؟ فقال : كن خير آخذ فقال : تشهد ان لا إله الا اللّه واني رسول اللّه ، قال : لا ولكني اعاهدك ان لا اقاتلك ولا اكون مع قوم يقاتلونك ، فخلى سبيله فأتى اصحابه فقال : جئتكم من عند خير الناس.

١٧٤

باب

في مشورة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لاصحابه وهو أعقل الناس

قال اللّه تعالى في الثلث الأخير من آل عمران :( وشٰاوِرْهُمْ فِي اَلْأَمْرِ فَإِذٰا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اَللّٰهِ )

[سنن البيهقي ج ٧ ص ٤٥ ] روى بسنده عن أبي هريرة قال : ما رأيت أحداً اكثر مشاورة لاصحابه من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم

[حلية الاولياء ج ٤ ص ٢٦ ] روى بسنده عن وهب بن منبه قال : قرأت احد وسبعين كتاباً فوجدت في جميعها. إن اللّه عز وجل لم يعط جميع الناس من بدء الدنيا الى انقضائها من العقل في جنب عقل محمد صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم الا كحبة رمل من بين رمال جميع الدنيا وان محمداً صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم أرجح الناس عقلاً وافضلهم (الحديث).

١٧٥

باب

في عيش النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وزهده

[صحيح البخاري] في كتاب البيوع في باب شراء النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بالنسيئة ، روى بسنده عن انس انه مشى الى النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بخبز شعير واهالة سنخة ، ولقد رهن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم درعاً له بالمدينة عند يهودي واخذ منه شعيراً لاهله ولقد سمعته يقول : ما امسى عند آل محمد صاع بر ولا صاع حب ، وان عنده لتسع نسوة (اللغة) : الاهالة ـ بكسر الهمزة ثم الهاء بعدها الألف واللام والهاء ـ كل شيء من الأدهان مما يؤدم به إهالة (وقيل) هو ما أذيب من الألية والشحم (وقيل) الدسم الجامد ، والسنخة ـ بالسين المهملة ثم النون المكسورة بعدها الخاء المعجمة ثم الهاء ـ المتغيرة الريح (نهاية الحديث لابن الاثير الجزري).

[صحيح البخاري] في كتاب الهبة الحديث الثاني : روى بسنده عن عائشة انها قالت لعروة ابن اختها : ان كنا لننظر الى الهلال ثم الهلال ثلاثة اهلة في شهرين وما اوقدت في ابيات رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم نار ، فقلت : يا خالة ما كان يعيشكم؟ قالت : الاسود ان التمر والماء ، الا انه قد كان لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم جيران من الانصار وكانت لهم منائح وكانوا يمنحون رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم من البانهم فيسقينا.

١٧٦

[صحيح البخاري] في الجهاد والسير في باب ما قيل في درع النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم روى بسنده عن عائشة قالت : توفي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ودرعه مرهونة عند يهودي بثلاثين صاعاً من شعير.

[صحيح البخاري] في كتاب الاطعمة الحديث الثاني ، روى بسنده عن أبي هريرة ، قال : ما شبع آل محمد صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم من طعام ثلاثة ايام حتى قبض.

[صحيح البخاري] في كتاب الاطعمة في باب الخبز المرقق ، روى بسنده عن قتادة ، قال : كنا عند انس وعنده خباز له فقال : ما اكل النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم خبزاً مرققاً ، ولا شاة مسموطة حتى لقي اللّه (اللغة) المسموطة المشوية.

[صحيح البخاري] في الباب المتقدم روى بسنده عن قتادة عن انس قال : ما علمت النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم اكل على سكرجة قط ، ولا خبز له مرقق ولا اكل علي خوان (قيل) لقتادة فعلى ما كانوا يأكلون؟ قال : على السفر (اللغة) قال ابن الاثير الجزري في نهاية غريب الحديث : «في الحديث : لا آكل في سكرجة ، هي بضم السين (اي المهملة) والكاف والراء والتشديد : إناء صغير يؤكل فيه الشيء القليل من الادم ، وهي فارسية واكثر ما يوضع فيها الكوامخ ونحوها».

[صحيح البخاري] في كتاب الأطعمة ، في باب ما كان النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم واصحابه يأكلون ، روى بسنده عن ابي حازم قال : سألت سهل بن سعد فقلت : هل اكل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم النقي؟ فقال سهل ما رأى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم النقي من حين ابتعثه اللّه حتى قبضه اللّه ، قال : فقلت : هل كانت لكم في عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم مناخل؟ قال : ما رأى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) منخلاً من حين ابتعثه اللّه حتى قبضه ، قال : قلت : كيف كنتم تأكلون الشعير غير منخول؟ قال : كنا نطحنه وننفخه فيطير ما طار وما بقي ثريناه فاكلناه.

[صحيح البخاري] في الباب المتقدم روى بسنده عن أبي هريرة : انه مر بقوم بين ايديهم شاة مصلية فدعوه فأبى ان يأكل ، قال : خرج رسول اللّه

١٧٧

صلى اللّه عليه و (آله) وسلم من الدنيا ولم يشبع من الخبز الشعير.

[صحيح البخاري] في الرقاق ، في باب فضل الفقر ، روى بسنده عن عائشة ، قالت : ما أكل آل محمد اكلتين في يوم واحد الا احداهما تمر.

[صحيح البخاري] في الباب المتقدم ، روى بسنده عن أبي هريرة قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : اللهم ارزق آل محمد قوتاً.

[صحيح البخاري] في الباب المتقدم ، روى بسنده عن عائشة قالت : كان فراش رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم من ادم وحشوه من ليف.

[صحيح مسلم] في كتاب الزهد ، قبل باب (لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا) روى بسنده عن عائشة زوج النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قالت : لقد مات رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وما شبع من خبز وزيت في يوم واحد مرتين.

[صحيح مسلم] قبل الباب المتقدم ، روى بسنده عن عائشة ، قالت : توفي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وما شبعنا من الاسودين.

[صحيح مسلم] قبل الباب المتقدم ، روى بسنده عن سماك ، قال : سمعت النعمان بن بشير يقول : الستم في طعام وشراب ما شئتم ، لقد رأيت نبيكم صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وما يجد من الدقل ما يملأ به بطنه (اللغة) الدقل بفتح الدال المهملة والقاف المفتوحة ثم اللام : أردأ التمر.

[صحيح مسلم] في كتاب اللباس والزينة ، في باب التواضع في اللباس روى بسنده عن عائشة ، قالت : كانت وسادة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم الذي يتكيء عليها من ادم حشوها ليف.

[صحيح الترمذي ج ٢ ص ٥٧ ] روى بسنده عن ابن عباس : قال قال : كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يبيت الليالي المتتابعة طاوياً وأهله لا يجدون عشاء ، وكان اكثر خبزهم خبز الشعير.

[صحيح الترمذي ج ٢ ص ٥٩ ] روى بسنده عن أبي طلحة ، قال :

١٧٨

شكونا الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم الجوع ورفعنا عن بطوننا عن حجر حجر ، فرفع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم عن حجرين.

[صحيح الترمذي ج ٢ ص ٧٧ ] روى بسنده عن انس ، قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم لقد أخفت في اللّه وما يخاف أحد ولقد أوذيت في اللّه وما يؤذي أحد ، ولقد أتت عليّ ثلاثون من بين يوم وليلة ومالي ولبلال طعام يأكله ذو كبد إلا شيء يواري إبط بلال.

[صحيح الترمذي ج ٢ ص ٦٠ ] روى بسنده عن عبد اللّه ، قال : نام رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم على حصير فقام وقد أثر في جنبه فقلنا يا رسول اللّه لو اتخذنا لك وطاء فقال مالي وما للدنيا ، ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها ، (ثم قال) هذا حديث حسن صحيح.

[صحيح الترمذي ج ٢ ص ٥٦ ] روى بسنده عن أبي أمامة عن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال : عرض عليّ ربي ليجعل لي بطحاء مكة ذهباً قلت : لا يا رب ولكن أشبع يوماً وأجوع يوما ، أو قال ثلاثاً أو نحو هذا فاذا جعت تصرعت اليك وذكرتك ، واذا شبعت شكرتك وحمدتك.

[صحيح الترمذي ج ٢ ص ٥٧ ] روى بسنده عن أنس ، قال : كان النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم لا يدخر شيئاً لغد.

[صحيح ابن ماجة في أبواب الزهد ص ٣١٦ ] روى بسنده عن ابي هريرة قال : أتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يوماً بطعام سخن فأكل فلما فرغ قال : الحمد للّه ما دخل بطني طعام سخن منذ كذا وكذا.

[صحيح ابن ماجة في أبواب الزهد ص ٣١٦ ] روى بسنده عن خالد بن عمير قال : خطبنا عتبة بن غزوان على المنبر فقال : لقد رأيتني

١٧٩

سابع سبعة مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ما لنا طعام نأكله إلا ورق شجر حتى قرحت اشداقنا.

[صحيح ابن ماجة في أبواب الأطعمة ص ٢٤٧ ] روى بسنده عن أم أيمن أنها غربلت دقيقاً فصنعته للنبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم رغيفاً فقال ما هذا؟ قالت طعام نصنعه بأرضنا فأحببت ان اصنع منه لك رغيفاً فقال رديه فيه ثم اعجنيه.

[صحيح ابن ماجة في أبواب الأطعمة ص ٢٤٧ ] روى بسنده عن أنس بن مالك ، قال : لبس رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم الصوف واحتذى المخصوف ، وقال : أكل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بشعاً ، ولبس خشناً ، فقيل للحسن ما البشع؟ قال : غليظ الشعير ما كان يسيغه إلا بجرعة ماء.

[صحيح ابن ماجة في أبواب الزهد ص ٣١٦ ] روى بسنده عن عبد اللّه بن عمر ، قال : مرّ علينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ونحن نعالج خصاً لنا فقال : ما هذا؟ فقلت خص لنا وهي نحن نصلحه فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ما أرى الأمر إلا أعجل من ذلك (اللغة :) الخص : بضم الخاء المعجمة والصاد المهملة المشددة ، هو البيت من قصب أو شجر.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج ٣ ص ٣٠٠ ] روى بسنده عن جابر قال : مكث النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وأصحابه وهم يحفرون الخندق ثلاثاً لم يذوقوا طعاماً ، فقالوا يا رسول اللّه ان هاهنا كدية من الجبل ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم رشوها بالماء فرشوها ثم جاء النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فأخذ المعول ـ أو المسحاة ـ ثم قال : بسم اللّه ، فضرب ثلاثاً فصارت كثيباً يهال ، قال جابر فحانت مني التفاتة فاذا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قد شد على بطنه حجراً.

١٨٠

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381