نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ١٣

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار0%

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 411

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: السيد علي الحسيني الميلاني
تصنيف: الصفحات: 411
المشاهدات: 182035
تحميل: 8461


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15 الجزء 16 الجزء 17 الجزء 18 الجزء 19 الجزء 20
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 411 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 182035 / تحميل: 8461
الحجم الحجم الحجم
نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء 13

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

(٣٧)

رواية أبي غالب ابن بشران النحوي

قال ابن المغازلي: « أخبرنا محمد بن أحمد بن سهل النحوي -رحمه‌الله ، إذناً - أنّ أبا نصر أحمد بن محمّد بن أحمد بن سهل بن مردويه البزّاز - حدّثهم إملاء في صفر سنة أربعمائة - نا أحمد بن عيسى الناقد، نا صالح بن مسمار، نا ابن أبي فديك، نا الحسن بن عبد الله، عن نافع، عن أنس بن مالك، إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قرّب إليه الطير فقال: اللّهم ائتني بأحبّ خلقك يأكل معي من هذا الطير، فجاء علي بن أبي طالب، فأكل معه »(١) .

ترجمته

١ - الذهبي حوادث سنة ٤٦٢: « وأبو غالب بن بشران الواسطي، صاحب اللغة، محمّد بن أحمد بن سهل المعدل الحنفي، ويعرف بابن الخالة، وله اثنتان وثمانون سنة، ولم يكن بالعراق أعلم منه باللغة، روى عن أحمد بهرى وطبقته »(٢) .

٢ - وقال: « العلامة، شيخ الأدب، أبو غالب، محمّد بن أحمد بن سهل ابن بشران، الواسطي، اللغوي، الحنفي، المعدّل، وكان جدّه للاُم هو ابن عم المحدّث أبي الحسين ابن بشران. مولد أبي غالب في سنة ٣٨٠. وسمع من روى عنه

وقال أحمد بن صالح الجيلي: كان أحد شهود واسط، وكان عالماً

____________________

(١). مناقب علي بن أبي طالب: ١٦٧.

(٢). العبر، حوادث ٤٦٢.

٢٤١

بالأدب، روايةً له، ثقةً، بارعاً في النحو، صار شيخ العراق في اللغة في وقته، وانتهت الرحلة إليه في هذا العلم

مات في نصف رجب سنة ٤٦٢.

قلت: شاخ وعمّر »(١)

٣ - عبد القادر القرشي: « أحد الأئمة في اللغة، مولده سنة ٣٨٠، سمع وحدّث وحرّض، روى عنه فضل الله بن محمّد العراقي، قال السمعاني في ذيله: أحد الأئمة اللغوية [ كان ] فاضلاً مكثراً بارعاً شيخ العراق في وقته، مات رحمه ‌الله تعالى سنة ٤٦٢ »(٢) .

٤ - اليافعي: « وفيها الإِمام اللغوي أبو غالب »(٣) .

(٣٨)

رواية ابن عبد البرّ

رواه في سياق فضائل سيّدنا أمير المؤمنينعليه‌السلام حيث قال: « واُهدي للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثلاث طوائر فقال: اللّهم سق أحبّ خلقك إليك يأكل معي، فجاء علي -رضي‌الله‌عنه - فقال: كل يا علي فأنت أحبّ خلق الله إليه »(٤) .

ترجمته

أثنى عليه وبالغ في مدحه، ووصفه بأجلّ الصفات جميع الأعلام

____________________

(١). سير أعلام النبلاء ١٨ / ٢٣٥.

(٢). الجواهر المضية في طبقات الحنفية ٢ / ١١.

(٣). مرآة الجنان، حوادث ٤٦٢.

(٤). بهجة المجالس.

٢٤٢

المترجمين له، في الكتب والتواريخ، راجع منها:

١ - الأنساب القرطبي.

٢ -وفيات الأعيان ٧ / ٦٦.

٣ -تذكرة الحفّاظ ٣ / ١١٢٨.

٤ - المختصر في أخبار البشر ٢ / ١٨٧.

٥ - تتمة المختصر ١ / ٥٦٤.

٦ - مرآة الجنان ٣ / ٨٩.

٧ - دول الإِسلام ١ / ٢٧٣.

٨ - طبقات الحفاظ: ٤٣٢.

وقد أوردنا ترجمته عن هذه وغيرها في مجلّد حديث الولاية.

كتاب بهجة المجالس

وكتابه ( بهجة المجالس وأُنس الجالس ) من الكتب المعتبرة كما نصّ عليه في ( كشف الظنون ) حيث قال: « بهجة المجالس وأُنس الجالس للحافظ أبي عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البرّ النمري القرطبي، المتوفى سنة ٤٦٣، وهو في مجلّدٍ، من الكتب المعتبرة في المحاضرات، مرتب على مائة وأربعة وعشرين باباً »(١) .

(٣٩)

رواية الخطيب البغدادي

لقد روى حديث الطير في ( تاريخه ) بطرقٍ عديدةٍ، قال ابن شهر آشوب:

____________________

(١). كشف الظنون ١ / ٢٥٨.

٢٤٣

« ورواه ابن بطة في الإِبانة من طريقين، والخطيب أبو بكر في تاريخ بغداد، من سبعة طرق »(١) .

أقول: منها:

قوله: « أخبرنا التنوخي، حدّثنا أبو الطيّب ظفران بن الحسن بن الفيرزان النخّاس المعروف بالفأفاء - في سنة ٣٨٤ - حدّثنا أبو هارون موسى بن محمّد ابن هارون الأنصاري، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عاصم الرازي، حدّثنا حفص ابن عمر المهرقاني.

و أخبرنا أبو بكر عبد القاهر بن محمّد بن عترة الموصلي، أخبرنا أبو هارون موسى بن محمّد الأنصاري الزرقي، حدّثنا أحمد - يعني ابن علي الخراز - حدّثنا محمّد بن عاصم الرازي، حدثنا حفص بن عمر المهرقاني:

حدّثنا النجم بن بشير، عن إسماعيل بن سليمان - أخي إسحاق بن سليمان - الرازي، عن عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء عن أنس بن مالك قال:

أُتي النبي -صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - بطائر فقال: اللّهم ائتني بأحبّ خلقك يأكل معي من هذا الطائر، فجاء علي بن أبي طالب فدَقَّ الباب، وذكر الحديث »(٢) .

و قوله: « أخبرنا أبو محمّد عبد الله بن علي بن عياض القاضي - بصور - أخبرنا محمّد بن أحمد بن جميع الغسّاني، حدّثنا محمّد بن مخلد، حدّثني أبو محمّد علي بن الحسن بن إبراهيم بن قتيبة بن جبلة القطّان، حدّثنا سهل بن زنجلة، حدّثنا الصباح - يعني ابن محارب - عن عمر بن عبد الله بن يعلى بن

____________________

(١). مناقب آل أبي طالب ٢ / ٢٨٢.

(٢). تاريخ بغداد ٩ / ٣٦٩.

٢٤٤

مرّة، عن أبيه، عن جدّه وعن أنس بن مالك قالا:

أُهدي إلى رسول الله -صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - طير - ما نراه إلّا حبارى - فقال: اللّهم ابعث إليَّ أحبّ أصحابي إليك يؤاكلني هذا الطير وذكر الحديث »(١) .

و قوله: « أنبأنا الحسن بن أبي بكر، حدّثنا أبو بكر محمّد بن العباس بن نجيح، حدّثنا محمّد بن القاسم النحوي أبو عبد الله، حدّثنا أبو عاصم، عن أبي الهندي عن أنس قال:

أُتي النبي -صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - بطائر فقال: اللّهم آتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي، فجاء علي، فحجبته مرتين، فجاء في الثالثة فأذنت له فقال:

يا علي ما حبسك؟ قال: هذه ثلاث مرّات قد جئتها فحجبني أنس. قال: لِمَ يا أنس؟ قال: سمعت دعوتك يا رسول الله، فأحببت أنْ يكون رجلاً من قومي، فقال النبي -صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - الرجل يحبُّ قومه »(٢) .

و قوله: « قرأت في كتاب عبيد الله بن أحمد النحوي - المعروف بجحجح - سماعه من أحمد بن كامل قال: قال لنا محمّد بن موسى البربري: رأيت شيخاً في المسجد الجامع بالرصافة - سنة ٢٩ - طويلاً أسود يخضّب بالحنّاء فسمعته يقول: سمعت أنس بن مالك يقول: اُهدي للنبيّ -صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - طير فقال: اللّهم ائتني بأحبّ الخلق إليك يأكل معي من هذا الطير » وذكر الحديث.

فسألت عن الشيخ فقيل: هذا دينار خادم أنس بن مالك »(٣) .

قلت: وقد سكت الحافظ الخطيب البغدادي عن التكلّم في سند

____________________

(١). تاريخ بغداد ١١ / ٣٧٦.

(٢). تاريخ بغداد ٣ / ١٧١.

(٣). تاريخ بغداد ٨ / ٣٨٢.

٢٤٥

الحديثين الأول والثاني، وكذلك الآخران غير أنّه ذكر أن « أبا الهندي » و« ديناراً » الراويين عن « أنس » مجهولان.

* ثمّ إنّ الخطيب أخرج هذا الحديث في كتاب ( موضّح أوهام الجمع التفريق ) حيث قال:

« أخبرني أبو الحسن محمّد بن أحمد بن رزقويه قال: حدّثنا عثمان بن أحمد الدقّاق - إملاءً - حدّثنا أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري، حدّثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة أبو سعيد الجشمي، حدّثنا يونس بن أرقم، حدّثنا مسلم بن كيسان الضّبي، عن أنس بن مالك -رضي‌الله‌عنه - قال: اهدي إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أطيار، فقال: اللّهم ائتني بأحبّ خلقك إليك. قال أنس فقلت: اللّهم إنْ شئت جعلته رجلاً من الأنصار، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ما أنت بأوّل رجلٍ أحبّ قومه، فجاء علي، فلمـّا رآه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: اللّهم وإليَّ »(١) .

و قال الخطيب: « أخبرنا الحسن بن محمّد الخلّال، حدّثنا محمّد بن إسحاق القطيعي، حدّثنا أحمد بن نصر بن طالب حدّثنا عبد الملك بن يحيى ابن عبد الله بن بكير، حدّثنا أبي، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن المغيرة، عن أبي الخليل قال: حدّثني أنس بن مالك -رضي‌الله‌عنه - قال: أهدت أُم أيمن لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طيراً فقال: اللّهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير. فدخل علي بن أبي طالبرضي‌الله‌عنه ، فقال: اللّهم وإليَّ.

قال أحمد بن نصر: أبو الخليل هذا اسمه: عائذ بن شريح »(٢) .

* ثمّ إنّ كثيراً من الأعلام أخرجوا هذا الحديث عن الخطيب بهذه

____________________

(١). موضّح أوهام الجمع والتفريق ٢ / ٣٩٨.

(٢). موضّح أوهام الجمع والتفريق ٢ / ٣٠٤.

٢٤٦

الأسانيد:

كالحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق، بترجمة أمير المؤمنينعليه‌السلام ، كالحديث رقم: ٦٢٨، ٦٣٨.

وكالحافظ ابن كثير في تاريخه ٧ / ٣٥١.

وكالحافظ الكنجي في كفاية الطالب: ٥٩.

كما ستعلم رواية الخطيب هذا الحديث من كلام شهاب الدين أحمد الآتي في محلّه، إن شاء الله تعالى.

ترجمته

١ - السمعاني: « والإِمام أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي، الخطيب الحافظ الثابتي البغدادي، صاحب التصانيف في الحديث، منها كتاب تاريخ مدينة السلام بغداد، أشهر من أن يذكر »(١) .

وفيه أيضاً: « كان إمام عصره بلا مدافعة، وحافظ وقته بلا منازعة، صنّف قريباً من مائة مصنّف صارت عمدة لأصحاب الحديث، منها التاريخ الكبير لمدينة السلام بغداد »(٢) .

٢ - السمعاني أيضاً: « والخطيب في درجة القدماء من الحفّاظ والأئمة الكبار: كيحيى بن معين، وعلي بن المديني، وأحمد بن أبي خيثمة، وطبقتهم، وكان علّامة العصر، إكتسى به هذا الشأن غضارة وبهجة ونضارة، وكان مهيباً وقوراً نبيلاً خطيراً، ثقة صدوقاً متبحراً، حجةً فيما يصنّفه ويقوله ويجمعه، حسن النقل والخط، كثير الشكل والضبط، قارياً للحديث فصيحاً، وكان في درجة الكمال والرتبة العليا خلقاً وخُلقاً وهيأةً ومنظراً، إنتهى إليه علم

____________________

(١). الأنساب - الثابتي.

(٢). الأنساب - الخطيب.

٢٤٧

الحديث وحفظه، وختم به الحفّاظرحمهم‌الله »(١) .

٣ - ابن خلكان: « الحافظ أبو بكر صاحب تاريخ بغداد وغيره من المصنّفات المفيدة، كان من الحفّاظ المتقنين والعلماء المتبحّرين، ولو لم يكن له سوى التاريخ لكفاه، فإنّه يدلّ على اطّلاع عظيم، وصنّف قريباً من مائة مصنف، وفضله أشهر من أنْ يوصف وكان قد انتهى إليه علم الحديث وحفظه في وقته »(٢) .

٤ - الذهبي: « الخطيب الإِمام الأوحد صاحب التصانيف وخاتمة الحفّاظ، ولد سنة ٣٩٢ كتب الكثير وتقدم في هذا الشأن وبذّ الأقران وجمع وصنّف وصحّح وعللّ وجرح وعدّل وأوضح، وصار أحفظ أهل عصره على الإِطلاق وكان من كبار الشافعية قال ابن ماكولا: كان أبو بكر آخر الأعيان ممّن شاهدناه معرفةً وحفظاً وإتقاناً وضبطاً لحديث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وتفنّناً في علله وأسانيد، وعلماً بصحيحه وغريبه وفرده ومنكره ومطروحة، ولم يكن للبغداديين بعد أبي الحسن الدار قطني مثله. سألت أبا عبد الله الصوري عن الخطيب وأبي نصر السجزي أيّهما أحفظ؟ ففضّل الخطيب تفضيلاً بيّناً. قال المؤتمن السّاجي: ما أخرجت بغداد بعد الدار قطني أحفظ من أبي بكر الخطيب، وقال أبو علي البرداني: لعلّ الخطيب لم ير مثل نفسه وقال أبو إسحاق الشيرازي الفقيه: أبو بكر الخَطيب يشبه الدار قطني ونظرائه في معرفة الحديث وحفظه، وقال أبو الفتيان الحافظ: كان الخطيب إمام هذه الصنعة، ما رأيت مثله وقال السّلفي: سألت شجاعاً الذهلي عن الخطيب فقال: إمام مصنّف حافظ لم يدرك مثله »(٣) .

____________________

(١). ذيل تاريخ بغداد - مخطوط.

(٢). وفيات الأعيان ١ / ٩٢.

(٣). سير أعلام النبلاء ١٨ / ٢٧٠.

٢٤٨

٥ - الذهبي أيضاً: « الخطيب الحافظ الكبير، الإِمام محدّث الشام والعراق »(١) .

٦ - الذهبي أيضاً حوادث ٤٦٣: « وأبو بكر الخطيب، أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي، البغدادي الحافظ، أحد الأئمة الأعلام وصاحب التواليف المنتشرة في الإِسلام. قال: ولدت سنة ٣٩٢ وتوفي ببغداد في سابع ذي الحجة،رحمه‌الله »(٢) .

٧ - ابن الأثير: في حوادث السنة المذكورة: « وفي هذه السنة في ذي الحجة توفي الخطيب أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت البغدادي، صاحب التاريخ، والمصنّفات الكثيرة ببغداد، وكان إمام الدنيا في زمانه، وممّن حمل جنازته الشيخ أبو إسحاق الشيرازي »(٣) .

٨ - أبو الفداء: « كان إمام الدنيا في زمانه، وممّن حمل جنازته الشيخ أبو إسحاق الشيرازي، وصنّف تاريخ بغداد الذي ينبئ عن اطّلاع عظيم، وكان من الحفاظ المتبحّرين، وكان فقيهاً وغلب عليه الحديث والتاريخ، ومولده في جمادى الاُخرى سنة ٣٩٢. وكان الخطيب المذكور في وقته حافظ المشرق، وأبو عمر يوسف بن عبد البرّ صاحب الاستيعاب حافظ المغرب، وماتا في هذه السنة، ولم يكن للخطيب عقب، وصنّف أكثر من ستين كتاباً، ووقف جميع كتبهرحمه‌الله »(٤) .

وراجع أيضاً إن شئت:

١ - معجم الادباء ٤ / ١٣.

٢ - الوافي بالوفيات ٧ / ١٩٠.

____________________

(١). تذكرة الحفّاظ ٣ / ١١٣٥.

(٢). العبر ٣ / ٢٥٣.

(٣). الكامل ١٠ / ٦٨.

(٤). المختصر في أخبار البشر ٢ / ١٨٧.

٢٤٩

٣ - مرآة الجنان ٣ / ٨٧.

٤ - طبقات السبكي ٤ / ٢٩.

٥ - طبقات الحفاظ: ٤٣٤.

٦ - تتمة المختصر ١ / ٥٦٤.

٧ - النجوم الزاهرة ٥ / ٨٧.

٨ - الخميس ٢ / ٣٥٨.

٩ - طبقات الاسنوي ١ / ٢٠١.

١٠ - البداية والنهاية ١٢ / ١٠١.

(٤٠)

رواية ابن المغازلي

رواه بطرق عديدة وألفاظ مختلفة وهذه نصوص عباراته(١) .

« حدّثنا أبو يحيى زكريّا بن أحمد البلخي قال: حدّثنا محمّد بن إبراهيم الحلواني قال: حدّثنا يوسف بن عدي قال: حدّثنا حماد بن مختار - من أهل الكوفة - عن عبد الملك بن عمير، عن أنس بن مالك قال: اُهدي لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طعام، فوضع بين يديه فقال: اللّهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي، قال: فجاء علي بن أبي طالب فدقّ الباب، قلت: من ذا؟ قال: أنا علي، قال [ قلت - ظ ]: النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على حاجة، فأتى ثلاث مرّات، كلّ ذلك يجيء فأردّه، فضرب الباب برجله فدخل، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ما حبسك؟ قال: جئت ثلاث مرّات، كلّ ذلك يقول [ أنس ] النبي على حاجة، فقال لي: ما حملك على ذلك؟ قال [ قلت. ظ ]

____________________

(١). مناقب علي بن أبي طالب: ١٥٦ - ١٧٥.

٢٥٠

كنت اُحبّ أنْ يكون رجل من قومي ».

« حديث الطائر وطرقه: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفّر بن أحمد العطّار الفقيه الشافعيرحمه‌الله - بقراءتي عليه، فأقرَّ به سنة أربع وثلاثين وأربعمائة - قلت: أخبركم أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن عثمان المزني، الملقّب بابن السقاء الحافظ الواسطي - رحمه ‌الله تعالى - نا أبو الحسن علي بن محمّد بن صدقة الجوهري الواسطي - رحمه ‌الله تعالى، سنة ثلاث وثلاثمائة - نا محمّد بن زكريا بن دويد العبدي، نا حميد الطويل، عن أنس بن مالك قال: اُهدي إلى النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بحمامة مشويّة، فقال: اللّهم ابعث إليَّ أحبّ خلقك إليك وإلى نبيّك يأكل معنا من هذه المائدة، قال: فأتى علي فقال: يا أنس، استأذن لي على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال فقلت: النبيّ عنك مشغول، فرجع ولم يلبث إلاّ قليلا أن رجع فقال: يا أنس، استأذن لي على النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقلت: النبيّ عنك مشغول، فرجع ولم يلبث إلّا قليلاً أنْ رجع فقال: يا أنس، استأذن لي على النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فهممت أنْ أقول مثل قولي الأول والثاني، فسمع النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من داخل الحجرة كلام علي فقال: اُدخل أبا الحسن، ما أبطأ بك عني؟ قال: جئت يا رسول الله [ مرتين ] هذه الثالثة، كلّ ذلك يردّني أنس يقول: النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عنك مشغول، فقال: يا أنس ما حملك على هذا؟ فقال: يا رسول الله سمعت الدعوة فأحببت أنْ يكون رجلاً من قومي، فقال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا أنس كلٌّ يحبُّ قومه.

أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن عبد الوهاب بن طاوان السمسار - بقراءتي عليه، فأقرَّ به سنة تسع وأربعين وأربعمائة - قلت له: حدّثكم القاضي أبو الفرج أحمد بن علي بن جعفر بن محمّد بن المعلّى الحنوطي الحافظ الواسطي، وأخبرنا القاضي أبو علي إسماعيل بن محمّد بن الطيّب الفقيه

٢٥١

العرّاف الواسطي - بقراءتي عليه فأقرّ به - قلت له: أخبركم أبو بكر أحمد بن عبيد بن المفضل بن سهل بن بري الواسطي، وأخبرنا أبو غالب محمّد بن أحمد ابن سهل النحوي - سنة أربع وخمسين وأربعمائة - نا أبو الحسن علي بن الحسن الجاذري الطحّان قالوا: نا محمّد بن عثمان بن سمعان المعدّل الحافظ الواسطي، نا أبو الحسن أسلم بن سهل الرزاز المعروف ببحشل الواسطي، نا وهب بن بقيّة أبو محمّد الواسطي، نا إسحاق بن يوسف الأزرق - وهو واسطي - عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن أنس بن مالك قال: دخلت على محمّد بن الحجاج فقال: يا أبا حمزة حدّثنا عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حديثاً، ليس بينك وبينه فيه أحد، فقلت: تحدّثوا، فإنَّ الحديث شجون يجرّ بعضه بعضاً، فذكر إنسان حديثاً عن علي بن أبي طالب، فقال له محمّد بن الحجاج: عن أبي ترابٍ تحدّثنا؟! دعنا من أبي تراب! فغضب أنس وقال: ألعليّ تقول هذا؟ [ أما والله إذا قلت هذا ] لأحدّثنّك حديثاً فيه سمعت عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ليس بيني وبينه أحد:

أُهدي لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يعاقيب، فأكل منها وفضلت فضلة وشيء من خبز، فلمـّا أصبح أتيته به فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اللّهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر، فجاء رجل فضرب الباب، فرجوت أنْ يكون رجلاً من الأنصار، فإذا بعليّ فقلت [ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على حاجةٍ ] فرجع، ثمّ قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اللّهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير، فجاء رجل فضرب الباب، وإذا به علي، فقلت: أليس إنّما جئت الساعة، فرجع، ثمّ قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اللّهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير، فجاء رجل فضرب الباب، وإذا به علي، فسمعه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إئذن له، فلمـّا رآه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: اللّهم وإليَّ، اللّهم وإليَّ.

٢٥٢

قال أسلم: روى هذا الحديث عن أنس بن مالك:

يوسف بن إبراهيم الواسطي.

وإسماعيل بن سليمان الأزرق.

والزهري.

وإسماعيل السدي.

وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة.

وثمامة بن عبد الله بن أنس.

وسعيد بن زربي.

قال ابن سمعان: سعيد بن زربي إنّما حدّث به عن أنس.

وقد روى جماعة عن أنس منهم:

سعيد بن المسيب.

وعبد الملك بن عمير.

ومسلم الملّائي.

وسليمان بن الحجاج الطائفي.

وابن أبي الرجال المدني.

وأبو الهندي.

وإسماعيل بن عبد الله بن جعفر.

ويغنم بن سالم بن قنبر.

وغيرهم.

قال ابن سمعان: ووهم ابن أسلم في قوله: سعيد بن زربي، لأن سعيد ابن زربي إنّما حدّث به عن ثابت البناني عن أنس.

أخبرنا أبو طالب محمّد بن أحمد بن عثمان قلت له: أخبركم أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان البزّاز البغدادي - إذناً - أن محمّد بن الحسين بن حميد بن الربيع حدّثهم: ناجدي، نا عبد الله بن موسى نا إسماعيل

٢٥٣

ابن أبي المغيرة، عن أنس بن مالك قال: اُهدي لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أطيار، فقسّمها بين نسائه، فأصاب كلّ إمرأة منهنّ ثلاثة، فأصبح عند بعض نسائه طيران، فبعثت بهما إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال: اللّهم ائتني بأحبّ خلقك إليك وإلى رسولك يأكل معي من هذا الطعام، فقلت: اللّهم اجعله رجلاً من الأنصار، فجاء علي، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اُنظر مَنْ على الباب، فنظرت فإذا علي، فقلت له: رسول الله على حاجة، ثمّ جئت فقمت بين يدي رسول الله، فجاء عليّ فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا أنس اُنظر مَنْ على الباب؟ فنظرت فإذا عليّ [ حتّى فعل ذلك ثلاثاً ] ففتحت له فدخل يمشي وأنا خلفه.

فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ما حبسك؟ فقال: هذا آخر ثلاث مرّات يردّني أنس يزعم أنك على حاجة، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ما حملك على ما صنعت؟ قلت يا رسول الله سمعت دعاءك فأحببت أن يكون رجلاً من قومي، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إنَّ الرَّجل قد يحبِّ قومه، إنَّ الرَّجل قد يحبِّ قومه، إنَّ الرَّجل قد يحبُّ قومه.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن عثمان أنَّ أبا الحسين محمّد بن المظفّر بن موسى بن عيسى الحافظ البغداديّ أخبرهم - إذناً - حدَّثنا محمّد بن موسى الحضرميِّ بمصر، حدَّثنا محمّد بن سليمان، حدَّثنا أحمد بن يزيد، حدَّثنا زهير، حدَّثنا عثمان الطويل، عن أنس بن مالك قال: اُهدي للنبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طير كان يعجبه أكله فقال: اللّهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل من هذا الطائر معي، فجاء عليّ فاستأذن على النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقلت: ما عليه إذن - وكنت اُحبّ أن يكون رجلاً من الأنصار - فذهب ثمَّ رجع فقال: استأذن لي عليه: فسمع النبيُّ كلامه فقال: اُدخل يا عليّ، ثمَّ قال: وإليَّ.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن عثمان، أخبرنا أبو عمر محمّد بن العبّاس بن

٢٥٤

حيُّويْه الخزَّاز وأبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان البزّاز البغداديّان - إذناً - أنَّ الحسين بن محمّد حدَّثهم قال: حدَّثنا الحجّاج بن يوسف بن قتيبة الاصفهانيُّ، حدَّثنا بِشر بن الحسين، حدَّثني الزبير بن عديِّ، عن أنس قال: اُهدي إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طير مشويّ، فلمـّا وضع بين يديه قال: اللّهم ائتني بأحبِّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر، قال: فقلت في نفسي: اللّهم اجعله رجلاً من الأنصار، قال: فجاء عليّ فقرع الباب قرعاً خفيفاً فقلت: من هذا؟ فقال: عليّ. فقلت: إنَّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على حاجة، فانصرف.

قال: فرجعت إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فسمعته يقول الثانية: اللّهمَّ ائتني بأحبِّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر، فقلت في نفسي: اللّهمَّ اجعله رجلاً من الأنصار، قال: فجاء عليّ فقرع الباب فقلت: ألم اُخبرك أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على حاجة؟ فانصرف ورجعت إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فسمعته يقول الثالثة: اللّهمَّ ائتني بأحبِّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير، فجاء عليّ فضرب الباب ضرباً شديداً فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إفتح إفتح إفتح! قال: فلمـّا نظر إليه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: اللّهمَّ وإليَّ، اللّهمَّ وإليَّ، اللّهمَّ وإليَّ. قال: فجلس مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأكل معه من الطير.

أخبرنا محمّد بن عليّ إجازة أنّ أبا حفص عمر بن أحمد بن شاهين الواعظ حدَّثهم قال: حدَّثنا محمّد بن الحسين الجواربيُّ، حدَّثنا إبراهيم بن صدقة، حدَّثنا يَغْنَمُ بن سالم، حدَّثنا أنس قال: اُهدي لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طائر وذكر الحديث.

أخبرنا أبو طالب محمّد بن أحمد بن عثمان البغداديُّ - قدم علينا واسطاً، بقراءتي عليه فأقرَّ به - قلت له: أخبركم عمر بن أحمد بن شاهين أبو حفص

٢٥٥

- إذناً - حدَّثنا يحيى بن محمّد بن صاعد، حدَّثنا إبراهيم بن سعيد الجوهريُّ، حدَّثنا حسين بن محمّد، حدَّثنا سليمان بن قَرم، عن محمّد بن شُعيب، عن داود بن عليّ بن عبد الله بن عبّاس، عن أبيه عن جدِّه: ابن عبّاس قال: اُتي النبيَّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بطائر فقال: اللّهمَّ ائتني برجل يحبّه الله ورسوله، فجاء عليّ فقال: اللّهمَّ وإليَّ.

هذا حديث غريب تفرَّد به حسين المروزيٌّ عن سليمان بن قَرم ولم يحدِّث به إلّا إبراهيم بن سعيد.

أخبرنا أبو طالب محمّد بن عليِّ بن الفتح الحربيُّ البغداديُّ - فيما كتب به إليَّ - أنَّ أبا حفص عمر بن أحمد بن شاهين حدَّثهم قال: حدَّثنا نصْر بن القاسم الفرضي حدَّثنا عيسى بن مُساور الجوهريُّ قال: قال لي يَغْنَم بن سالم ابن قنبر - ولقيته سنة تسعين ومائة؛ وقال يغنم بن سالم: لي اثنا عشر ومائة سنة -: قال لي أنس بن مالك: اُهدي إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طير مشويّ فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اللّهمَّ ائتني بأحبِّ خلقك إليك - أو بمن تحبُّه - الشكُّ من عيسى بن مساور الجوهريِّ - فجاء عليّ فرددته ثمَّ جاء فرددته، فدخل في الثالثة أو في الرابعة فقال له النبيٌّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ما حبسك عنّي - أو ما أبطأ بك عنّي - يا عليُّ؟ قال: جئت فردَّني أنس، ثمَّ جئت فردَّني أنس، ثمّ جئت فردّني أنس! قال لي: يا أنس ما حملك على ما صنعت؟ أرجوت أن يكون رجلاً من الأنصار؟ فقلت: نعم، فقال: يا أنس أوفي الأنصار خير من عليّ؟ أو في الأنصار أفضل من عليِّ؟.

أخبرنا أبو القاسم عبد الواحد بن عليِّ بن العبّاس البزاز الواسطيُّ، أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن محمّد بن أحمد بن أسد البزّار، حدَّثنا محمّد بن العبّاس ابن أحمد أبو مقاتل، حدَّثنا العبّاس حدَّثنا أبو عاصم، عن أبي الهنديِّ عن أنس أنَّ النبيَّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اُتي بطير فقال: اللّهمَّ ائتني بأحبِّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير، قال: فجاء عليّ بن أبي طالب فقال: اللّهمَّ

٢٥٦

و إليَّ اللّهمَّ وإليَّ.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن سهل النحويُّرحمه‌الله - إذناً - أنّ أبا نصر أحمد بن محمّد بن سهل بن مردويه البزار حدَّثهم - إملاء في صفر من سنة أربعمائة - قال: حدَّثنا أحمد بن عيسى الناقد، حدَّثنا صالح بن مِسمار، حدَّثنا ابن أبي فُديْك، حدَّثنا الحسن بن عبد الله، عن نافع، عن أنس بن مالك أنَّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قُرِّب إليه طير فقال: اللّهمَّ ائتني بأحبِّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير! قال: فجاء عليٌّ بن أبي طالب فأكل معه.

حدَّثني أبو غالب محمّد بن الحسين بن أبي صالح المقرئ العدل - رحمه ‌الله تعالى - حدَّثنا أبو نصر أحمد بن أحمد بن سهل بن مردويه البزّار، حدَّثنا أبو بكر أحمد بن عيسى الناقد، حدَّثنا إبراهيم بن محمّد بن الهيثم، حدَّثنا عبيد الله ابن عمر القواريريّ، حدَّثنا يونس بن أرْقم، حدَّثنا مسلم بن كيسان، عن أنس بن مالك قال: اُتي النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بأطيار فوضعهنَّ بين يديه فقال: اللّهمَّ ائتني بأحبّ خلقك إليك، فقلت: اللّهمَّ إن شئت جعلته امرءاً من الأنصار، فقال - يعني النبيَّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم -: إنّك لست بأوّل من أحبَّ قومه، فجاء عليّ فضرب الباب فأذنت له، فلمـّا دخل قال: اللّهمَّ وإليَّ.

أخبرنا الحسن بن موسى، أخبرنا هلال بن محمّد بن جعفر بن سعدان أبو الفتح، حدَّثنا إسماعيل بن عليّ بن رزين بن عثمان بن عبد الرَّحمان بن عبد الله بن بديل بن ورقاء الخُزاعيُّ البزّار - بحرَّان - حدَّثنا وهب بن بقيّة عن أبي جعفر السبّاك، عن أنس بن مالك قال: اُهدي لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طائر مشويّ أهدته له امرأة من الأنصار، فدخل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فوضعت ذلك بين يديه فقال: اللّهمَّ أدخل عليَّ أحبَّ خلقك إليك من الأوَّلين والآخرين ليأكل معي من هذا الطائر قال أنس: فقلت في

٢٥٧

نفسي: اللّهمَّ اجعله رجلاً من الأنصار من قومي، فجاء عليّ فطرق الباب فرددته وقلت: رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم متشاغل، ولم يعلم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بذلك، فقال: اللّهمَّ أدخل عليَّ أحبَّ خلقك إليك من الأوَّلين والآخرين يأكل معي من هذا الطائر قلت: اللّهمَّ اجعله رجلاً من قومي الأنصار، فجاء عليّ، فرددته.

فلمـّا جاء الثالثة قال لي رسول الله: قم فافتح الباب لعليّ، فقمت ففتحت الباب فأكل معه، فكانت الدَّعوة له.

أخبرنا أبو الحسن عليّ بن الحسين بن الطيّب الصوفيُّ الواسطيُّ - بقراءتي عليه في المحرَّم سنة خمس وثلاثين وأربعمائة قلت له -: أخبركم أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن جعفر بن محمّد الصفّار قال: حدّثنا قاضي القضاة أبو محمّد عبيد الله بن أحمد بن معروف قال: قرئ على أبي بكر محمّد بن إبراهيم بن نَيْروز الأنماطيِّ - وأنا أسمع - حدَّثكم محمّد بن عمر بن نافع، حدَّثنا عليّ بن الحسن، حدَّثنا خُليد - وهو ابن دَعلجٍ - عن قتادة عن أنس قال: قدّمت إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طيرا مشويّا فسمّى وأكل منه ثمّ قال: اللهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك وإليّ، قال: فأتى عليّ فضرب الباب فقلت: من أنت؟ فقال: أنا عليّ قال: قلت: رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على حاجة، قال: ثمَّ أكل منه لقمة ثمَّ قال مثل قوله الأوَّل، فضرب الباب، فقلت: من أنت، فقال: أنا عليّ قال: قلت: رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على حاجة قال: ثمَّ أكل منه لقمة ثمَّ قال مثل قوله الأوَّل والثاني فضرب الباب فقلت: من أنت؟ فقال عليّ: أنا، قال: قلت: إنَّ رسول الله على حاجة قال: ثمَّ أكل منه لقمة ثمَّ قال مثل قوله الأوَّل والثاني [ والثالث ]، قال فضرب الباب ورفع صوته فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا أنس افتح الباب قال: فدخل فلمـّا رآنا تبسّم ثمَّ قال: الحمد لله الّذي جعلك، أدعو في كلِّ لقمة أن يأتيني الله بأحبِّ الخلق إليه وإليَّ، قال: فكنت أنت، قال:

٢٥٨

فو الّذي بعثك بالحقِّ إنّي لأضرب الباب ثلاث مرّات يردّني أنس، قال: فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا يلام الرجل على حبِّ قومه.

أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن عبد الوهّاب بن طاوان السّمسار - إجازة - أنَّ أبا أحمد عمر بن عبد الله بن أحمد بن عمر بن شوذب المقرئ الواسطيِّ أخبرهم قال: أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الحسين بن سعيد الزَّعفرانيٌّ العدل الواسطيٌّ قال: أخبرنا أبو الأحوص محمّد بن الهيثم حدَّثنا يوسف بن عديِّ قال: حدَّثنا حمّاد بن المختار رجل من أهل الكوفة عن عبد الملك بن عمير عن أنس

وأخبرنا عمر بن عبد الله بن عمر بن شوذب، حدَّثنا محمّد بن الحسن بن زياد - يعني النّقاش - أخبرنا أبو الجارود مسعود بن محمّد - بالرَّملة - حدَّثنا عمران بن هارون، حدَّثنا يَغْنَم حدَّثنا أنس

وأخبرنا عمر بن عبد الله بن عمر بن شوذب، حدَّثنا أحمد بن عيسى، حدَّثنا ابراهيم بن محمّد بن الهيثم، حدَّثنا عبيد الله بن عمر القواريريُّ، حدَّثنا يونس بن أرقم، حدَّثنا مسلم بن كيسان عن أنس

وأخبرنا عمر بن عبد الله قال: حدَّثني عيسى بن محمّد بن أحمد بن جريح - يعني الطوماريَّ - حدَّثنا محمّد بن عبد الله بن سليمان، حدَّثنا حسن بن حمّاد، حدَّثنا مُسهر بن عبد الملك، عن عيسى بن عمر، عن السديِّ

وأخبرنا عمر بن عبد الله، حدَّثنا أحمد بن محمّد بن عبد الله بن زياد، حدَّثنا أحمد بن الحسن، حدَّثنا الحسن بن حمّاد، حدَّثنا مُسهر بن عبد الملك ابن سَلْع الهمْدانيٌّ، عن عيسى بن عمر، عن إسماعيل السدّي

وأخبرنا عمر بن عبد الله، أخبرنا أبيرحمه‌الله ، حدَّثنا أحمد بن عمّار، حدَّثنا قطن بن نسير الذّراع أبو عبّاد، حدّثنا جعفر - وهو ابن سليمان الضبعيّ - حدَّثنا عبد الله بن المثنّى، عن عبد الله بن أنس عن أنس

وأخبرنا [ أبي ] عبد الله بن عمر، حدَّثنا محمّد بن إسحاق السوسيُّ، حدَّثنا

٢٥٩

الحسين بن إسحاق الدَّقيقي، حدَّثنا بشر بن هلال، حدَّثنا جعفر بن سليمان، عن عبد الله بن المثنَّى بن عبد الله، عن عبد الله بن أنس قال: قال: أنس

وأخبرنا عمر بن عبد الله، حدَّثنا محمّد بن عثمان بن سَمْعان المعدل، حدَّثنا أسلم بن سهل، حدَّثنا وهب بن بقيّة، أخبرنا إسحاق بن يوسف الأزرق، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن أنس بن مالك

وأخبرنا عمر بن عبد الله، حدَّثنا إبراهيم بن محمّد، حدَّثنا صالح بن مِسمار، حدَّثنا ابن أبي فُديك، عن الحسن بن عبد الله، عن نافع عن أنس بن مالك

وأخبرنا عمر بن عبد الله، حدَّثنا محمّد بن يونس بن الحسين، حدَّثنا أبو جعفر الحسن بن عليّ بن الوليد الفسويُّ، حدَّثنا إبراهيم بن مهدي المصيِّصيُّ، حدَّثنا عليُّ بن مُسهر، عن مسلم بن أبي عبد الله، عن أنس بن مالك

و أخبرنا عمر بن عبد الله، حدَّثنا محمّد بن الحسن بن زياد، حدّثنا أحمد ابن روح المروزيّ بمروز، حدّثنا العلاء بن عمران، حدَّثنا خالد بن عبيد قال:

قال أنس بن مالك: بينا أنا ذات يوم بباب النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذ جاءه رجل بطبق مغطّى فقال: هل من إذن؟ فقلت: نعم، فوضع الطبق بين يدي رسول الله وعليه طائر مشويُّ فقال: اُحبُّ أن تملأ بطنك من هذا يا رسول الله: قال: غطِّ عليه، ثمّ شال يديه فقال: اللّهمَّ أدخل عليَّ أحبَّ خلقك إليك ينازعني هذا الطعام، قال أنس: فلمـّا سمعت ذلك قلت: اللّهمَّ اجعل هذه الدعوة في رجل من الأنصار، فخرجت أشوف رجلاً من الأنصار.

بينا أنا كذلك إذ دخل عليّ فقال: هل من إذن؟ فقلت: لا، ولم يحملني على ذلك إلّا الحسد، فانصرف فجعلت أنظر يميناً وشمالاً هل من أنصاريّ فلم أجد، ثمَّ عاد عليّ فقال: هل من إذن؟ فقلت: لا، فانصرف! فنظرت يمينا وشمالا ولا أنصاريّ إذ عاد عليّ فقال: هل من إذن؟ إذ نادى النبيُّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أن ائذن له، فدخل، فجعل ينازع النبيَّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ،

٢٦٠