نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ١٣

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار19%

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 411

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 411 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 200131 / تحميل: 10032
الحجم الحجم الحجم
نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ١٣

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

يفكّر بآخرته ، قبل أن يفكر بدنياه.

بعيد النظر عميق الفكر ، يتجاوز الحاضر إلى المستقبل ، ويعمل للأجيال.

كما يعلمنا أنّ :

ـ الصلاة عمود الدين.

ـ جولة الباطل ساعة ، وجولة الحق إلى الساعة.

ـ الرجوع عن الخطأ خير من التمادي في الباطل (مثال الحر بن يزيد)

ـ إذا حمّ القضاء ، وقع البلاء.

ـ المسلم أخو المسلم ، ما لم يقع بينهما السيف.

ـ على الباغي تدور الدوائر (مثال عمر بن سعد).

ـ بشّر القاتل بالقتل ولو بعد حين

(مثال عبيد الله بن زياد ، وكل من شرك في دم الحسينعليه‌السلام ).

ـ من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا ، فهو في سبيل الله.

ـ كل قتيل في جنب الله شهيد.

ـ الشهيد حيّ بقدر ما يمثل من آمال وأمنيات.

ـ الحق يؤخذ ولا يعطى.

ـ وإذا لم يكن من الموت بدّ فمن العجز أن تموت جبانا

ـ المنية ولا الدنية ، والموت ولا العار.

ـ لا سعادة إلا بالشهادة ، ولا خلود إلا بالفداء.

ـ الجهاد باب من أبواب الجنة.

ـ الجنّة تحت ظلال السيوف.

ـ الناس عبيد الدّنيا ، والدين لعق على ألسنتهم.

ـ حبّ الدّنيا رأس كل خطيئة (مثال عمر بن سعد).

٢١

مقدمة في موضوع الموسوعة

لا يخفى ما لحياة سيد الشهداء الإمام الحسينعليه‌السلام من قيمة مميّزة ومنزلة مرموقة ، في التاريخ العربي والإسلامي ، إذ وجّهت الفكر الإنساني وأيقظت الضمير الإسلامي ، للتمسك بالدين الحنيف ، والانقياد لتعاليم السماء.

لذلك كانت سيرة الحسينعليه‌السلام وكلماته أثناء مسيره إلى الشهادة ، النبراس الحيّ لكل مؤمن حرّ ، ولكل شاب مثقّف ، ينهل منها أصول العقائد والأمر بالمعروف ، ومبادئ التحرر والجهاد ، وفنون الأخلاق والهداية ، عدا عما تحتويه من المعلومات الأدبية والشعرية والتاريخية والسياسية والحربية.

وقد انصبّ الاهتمام في هذه (الموسوعة) على الفترة الزمنية من حياة الحسينعليه‌السلام الممتدة من هلاك معاوية في رجب سنة ٦٠ ه‍ وتولي يزيد الحكم ـ حيث قرر الحسينعليه‌السلام القيام بنهضته الشريفة ـ وحتى رجوع سبايا أهل البيتعليهم‌السلام من دمشق إلى المدينة المنورة مع الإمام زين العابدينعليه‌السلام ، في صفر سنة ٦١ ه‍ ، وهي فترة لا تزيد عن ثمانية أشهر من نهاية عمر الإمام الحسينعليه‌السلام التي ختمت بالشهادة ، التي هي أعلى مراقي السعادة.

وقد قسّمت هذه المدة إلى أقسام توافق الأمكنة التي تنقّل فيها الحسينعليه‌السلام ؛ من إقامته في المدينة إلى خروجه إلى مكة ، إلى مسيره واستشهاده ، في كربلاء ، ثم مسير رأسه الشريف والسبايا إلى الكوفة ، ثم إلى دمشق ، ثم رجوع الركب الحسيني إلى المدينة المنورة (أنظر المخطط التالي).

٢٢

(الشكل ـ ١)

المخطط العام لمسير الحسينعليه‌السلام من المدينة إلى مكة إلى العراق

ونهضة مسلم بن عقيل في الكوفة واستشهاده

ثم استشهاد الحسينعليه‌السلام في كربلاء ومسيرة الرؤوس والسبايا

وكان لا بدّ قبل الدخول في صلب الموضوع من إعطاء فكرة سريعة عن الخلفية السابقة لنهضة الحسينعليه‌السلام ، وكيف نقض معاوية صلحه مع الإمام الحسنعليه‌السلام ، ثم عمل على أخذ البيعة لابنه يزيد. كما كان لزوما لإتمام الفائدة إطلاع القارئ على بعض أعمال يزيد بعد كربلاء ، في مدة خلافته الممسوخة ، والتي قصّرها الله إلى ثلاث سنين وثمانية أشهر لا أكثر.

وختمت الموسوعة بمقارنة بين شخصية الحسينعليه‌السلام وشخصية يزيد ، لأظهر أن هذه الأمة الحائرة لم تكن خير أمة أخرجت للناس ، حين ضنّت بالنور المبين المتمثل بالحسينعليه‌السلام ، واستبدلت به رمز الباطل والغواية المبين ، المتمثل بيزيد بن معاوية اللعين ، فكانت عقوبتها العادلة أن تظل متفرقة متخاصمة إلى يوم الدين.

وقد حاولت في هذه الموسوعة المبينة ، استقصاء كل الأحداث والوقائع المتصلة بالحسينعليه‌السلام وأصحابه وأعدائه ، مأخوذة من أشهر كتب التاريخ والمقاتل ، وكتب الأعلام والتراجم ؛ بدءا من أقدم المؤرخين أبي مخنف (لوط بن يحيى) المتوفى سنة ١٥٧ ه‍ ، وحتى نهاية القرن الحادي عشر الهجري ، الموافق لوفاة العلامة المجلسي صاحب (البحار) سنة ١١١١ ه‍.

٢٣

وكان من أكبر أهداف هذه الموسوعة ، عرض الأحداث وفق تسلسلها الزمني وترابطها المرحلي ، فراعيت التسلسل الزمني والتاريخي لهذه الأحداث قدر الإمكان.

هذا وقد نهجت على تقسيم مواد الموسوعة إلى فقرات ، ووضعت لكل فقرة رقما وعنوانا ، متبوعا بين قوسين بذكر الكتاب الّذي نقلت منه ، مقرونا باسم المؤلف ورقم الصفحة والجزء والطبعة. وذكرت في الحاشية المراجع والمصادر التي أخذ منها ذلك الكتاب.

ولم آل جهدا في شرح بعض المفردات الصعبة والعبارات الغامضة حسب مقتضى الحال ، إضافة إلى بعض التعليقات الضرورية والإيضاحات الهامة.

ويجد القارئ في الفصل التالي مقدمة شاملة عن مصادر الكتاب المعتمدة.

والله أسأل أن يوفقنا لما فيه الخير والسداد ، ويلهمنا الهداية والرشاد ، إنه سميع مجيب.

لبيب

٢٤

الباب الأول

مقدّمات

الفصل ١ ـ مقدمة في مصادر الموسوعة

الفصل ٢ ـ أنساب آل أبي طالبعليهم‌السلام وتراجمهم

الفصل ٣ ـ توطئة في أهل البيتعليهم‌السلام وفضائلهم :

ـ من هم أهل البيتعليهم‌السلام ؟

ـ أهل البيتعليهم‌السلام هم الأئمة الاثنا عشر

ـ أهل البيتعليهم‌السلام هم الخمسة أصحاب الكساء

ـ فضائل أهل البيتعليهم‌السلام

ـ محبة أهل البيتعليهم‌السلام ومودتهم

الفصل ٤ ـ الإمام الحسينعليه‌السلام : جملة من مناقبه وفضائله

الفصل ٥ ـ أنباء باستشهاد الإمام الحسينعليه‌السلام قبل وقوعه

الفصل ٦ ـ الحزن والبكاء وإقامة المآتم على الحسينعليه‌السلام

ـ إقامة العزاء على الحسينعليه‌السلام يوم عاشوراء

الفصل ٧ ـ فلسفة النهضة الحسينية وأهدافها

ـ فلسفة الإبتلاء

٢٥
٢٦

الفصل الأول

مقدمة في مصادر الموسوعة

١ ـ جولة في المراجع القديمة

٢ ـ رواة الطبري وأبي مخنف

٣ ـ أهم المراجع والمصادر المعتمدة

٤ ـ التعريف بالكتب السابقة

٥ ـ تلاحم مصادر الشيعة والسنة في روايات مقتل الحسينعليه‌السلام

٦ ـ ترجمة أصحاب المصادر

٧ ـ فهرس عام للمصادر التاريخية التي اعتمدنا عليها

٨ ـ فهرس لمصادر التراجم والأنساب

٩ ـ مصادر تاريخية (درجة ثانية)

١٠ ـ الكتب التاريخية الحديثة والمعاصرة

١١ ـ كتب الجغرافيا والبلدان.

٢٧
٢٨

الفصل الأول :

مقدمة في مصادر الموسوعة

١ ـ جولة في المراجع القديمة

(نقصد بالمراجع : الكتب الأصلية التي أثبت مؤلفوها فيها الروايات والأخبار مباشرة دون الرجوع إلى غيرهم. أما المصادر : فهي الكتب التي ألّفها أصحابها معتمدين على المراجع الأصلية).

ولقد كان من أهداف هذه الموسوعة الأساسية الاعتماد على المراجع الأصلية والمصادر القديمة ، وبيان قيمة هذه المراجع ومدى وثاقة أصحابها ، دون تفريق في ذلك بين كتب السنّة وكتب الشيعة ، لأنها لا تتعارض مع بعضها من جهة ، ولأنها تؤلف وحدة متكاملة حول الموضوع من جهة أخرى. ذلك أن الحسينعليه‌السلام ونهضته المباركة وشهادته في كربلاء ، ليست ملك مذهب معين ولا دين معيّن ؛ فالحسينعليه‌السلام استشهد من أجل الإسلام والإيمان ، ومن أجل الحق أينما كان.

مراجع صدر الإسلام الأول :

خلافا لما يظن البعض ، فقد اهتم أجدادنا بتدوين التاريخ ، وخاصة منذ صدر الإسلام الأول وعصر الخلفاء الأربعة. فهذا هو المؤرخ الكبير أبو مخنف (الكوفي)(١) يخصص كتابا لكل وقعة من المواقع الهامة في صدر الإسلام ، حتّى عدّوا له أكثر من ثلاثين مؤلفا ، منها : (فتوح الشام) ـ

(الرّدة) ـ (فتوح العراق) ـ (وقعة الجمل) ـ (وقعة صفين) ـ (وقعة النهروان) ـ

__________________

(١) أبو مخنف : بكسر الميم ، وخنف الرجل بأنفه يخنف : لوى أنفه من التيه والكبر.

٢٩

(الأزارقة) ـ (الخوارج والمهلب) ـ (مقتل الإمام عليّعليه‌السلام ) ـ (الشورى) ـ (مقتل عثمان) ـ (مصعب بن الزبير والعراق) ـ (ثورة المختار والأخذ بالثار).

وجاء في دائرة المعارف الإسلامية (المترجمة عن الانكليزية) أن أبا مخنف صنّف ٣٢ رسالة في التاريخ ، عن حوادث مختلفة وقعت إبّان القرن الأول للهجرة.

اندثار كتب المراجع القديمة :

وللأسف فإن كل هذه المراجع الثمينة لأبي مخنف قد اندثرت ولم يصل إلينا منها إلا القليل ، ولم يبق لنا منها إلا بعض ما رواه الآخرون في تواريخهم ، مثل الطبري الّذي جاء بعد نحو ١٥٠ عاما من أبي مخنف.

كتاب مقتل الحسينعليه‌السلام لأبي مخنف :

ومن أشهر كتب أبي مخنف «مقتل الحسينعليه‌السلام » الّذي نقل عنه أعظم العلماء المتقدمين واعتمدوا عليه. ولكن للأسف أنه فقد ، ولا توجد منه نسخة اليوم. وأما المقتل الّذي بأيدينا والمنسوب إليه ، فهو ليس له ، بل ولا لأحد من المؤرخين المعتمدين. ومن أراد تصديق ذلك فليقابل بين ما في هذا المقتل وما نقله الطبري وغيره.

يقول الشيخ محمّد السماوي في تقديمه لكتاب مقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي (ج ١ صفحة ه) : فإن المقاتل القديمة المفصّلة ، كمقتل أبي مخنف ، لم يبق منها شيء إلا ما نقله الطبري والجزري وأمثالهما ، في ضمن كتبهم ، فأما أعيانها فلم يبق منها شيء ، لأن (مقتل أبي مخنف) لم يوجد منذ خمسة أو ستة قرون ، وكذلك أمثاله.

وقد أورد بروكلمان في كتابه (تاريخ الأدب العربي) ج ١ ص ٢٥٣ ، أن مخطوطة كتاب مقتل الحسينعليه‌السلام المنسوب لأبي مخنف موجودة في امبروزيانا ، وأنها طبعت في بومباي عام ١٣١١ ه‍.

ويقول العلامة المرحوم آغا بزرك الطهراني في (الذريعة) :

«مقتل الحسينعليه‌السلام لأبي مخنف ، طبع مع المجلد العاشر من البحار في بومباي عام ١٢٨٧ ه‍. ونسبته إليه مشهورة ، لكن الظاهر أن فيه بعض الموضوعات. وقد حقّقه شيخنا النوري في كتابه (اللؤلؤ والمرجان)».

٣٠

وقد أورد سليمان القندوزي في (ينابيع المودة) ج ٢ ص ١٥٨ ، مقتلا منسوبا إلى أبي مخنف ، وهو يشبه إلى حدّ ما المقتل المتداول ، ولكنه يختلف اختلافا بيّنا ، حتّى في الأشعار.

مقتل الحسين لأبي مخنف (المقتبس) من الطبري :

وبما أن أغلب روايات الطبري المتعلقة بمقتل الحسينعليه‌السلام هي من رواية أبي مخنف ، فقد قام أحد علمائنا الأفاضل وهو الحاج ميرزا حسن الغفاري بإنجاز مفيد ، فنخب روايات أبي مخنف التي وردت في تاريخ الطبري ، وجمعها في كتاب سمّاه «مقتل الحسين (المقتبس) من الطبري». وهو من منشورات المكتبة العامة لآية الله المرعشي النجفي ، طبع قم عام ١٣٩٨ ه‍ ، وفيه تعليقات هامة ومفيدة.

مقتل أبي مخنف الصغير والكبير :

ولدى مطالعة كتاب (أسرار الشهادة) للفاضل الدربندي ، تبيّن أنه ينقل عن كتابين باسم (مقتل الحسين لأبي مخنف) ، أحدهما صغير والآخر كبير ، والظاهر أن المتداول بأيدينا هو الصغير ، وقد قابلته مع المقتل المتداول فوجدت بينهما شبها كبيرا ، ولكنهما ليسا متطابقين.

مخطوطة نادرة لمقتل أبي مخنف (في مكتبة الأسد):

هذا وقد لفت نظري وجود مخطوطة لمقتل الحسينعليه‌السلام لأبي مخنف في مكتبة الأسد العامرة بدمشق ، برقم (عامّ ٤٣٠٣).

أولها : «هذا مصرع الحسينعليه‌السلام وما جرى له ولأهل بيته من قتلهم وسفك دمائهم وسبي حريمهم ..». وهذه المخطوطة مصرع كامل قديم لمؤلف مجهول وبدون تاريخ.

النسخة مخرومة الأول ، ومهترئة ، والكلام فيها على شاكلة القصص. ويدخل في مجرى القصة قوله : قال أبو مخنف يقصد لوط بن يحيى الأزدي. والمظنون أن هذه القصة منسوبة لأبي مخنف. وإذا صحّ أن جامعها نسبها إليه ، تبيّن الوضع فيها ، من أن لغتها غير لغة عصره ، ومن بعض أغلاط النحو فيها.

وزيد في آخرها فصل ليس في الكتاب الأصلي ، وهو (شرح زيارة أبي عبد اللهعليه‌السلام في يوم عاشوراء من قرب أو بعد).

٣١

وتقع المخطوطة في ٧١ ورقة ، أصابتها الرطوبة بما لم يؤثّر ، حجم ١٨ ١٤ سم ، ١٥ سطرا ، ٣ سم حاشية. خط تعليق ـ القرن التاسع ، بقايا جلد مطبوع.

الثقات الذين حفظوا لنا التاريخ :

كان محمّد بن جرير الطبري [توفي عام ٣١٠ ه‍] مسلما تقيّا ورعا ، ومن أشهر المؤرخين عند السنة. وكان يحترم أهل البيتعليهم‌السلام ويجلّهم باعتبارهم جزءا لا ينفصل عن الإسلام ، وامتدادا عقائديا لجدّهم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . ومن مظاهر هذا الإجلال أنه لم يكن يذكر أحدا من أهل البيت إلا وقرنه بكلمةعليه‌السلام ، وهي عبارة تسالم على ذكرها الشيعة دون السنة. إذن فالطبري مؤرّخ سنّي موثوق وغير متعصب.

أما أبو مخنف لوط بن يحيى [ت ١٥٧ ه‍] فقد كان مسلما تقيّا ملتزما ، وهو من أشهر المؤرخين عند الشيعة. ويدل على صدقه وتقواه أن رواياته كانت منقولة عن رجال موثوقين رأوا الحوادث بأمّ أعينهم ، وسمعوا الحوار بآذانهم ، وهو بعد ذلك يذكر الرواية كما هي بحرفيتها ، دون أن يدخل رأيه الشخصي ، حتّى لا يحرّفها عن منطوقها الأصلي. إذن فأبو مخنف مؤرّخ شيعي موثوق وغير متعصب.

وكان من التقاء هذين البحرين الكبيرين ، أكبر نعمة حصلنا عليها ، وهي حفظ الروايات التاريخية الإسلامية ، ومنها ما يختص بمعركة كربلاء والإمام الحسينعليه‌السلام . والذي يدل على وثاقة أبي مخنف من طرف غير مباشر ، اعتماد الطبري على رواياته بشكل مطلق ، حتّى أن تاريخ الطبري فيما يتعلق بكربلاء كأنه تاريخ لأبي مخنف. كل ذلك بفضل التقوى والموضوعية وعدم التعصب ، التي امتاز بها أغلب مؤرخينا من سنّة وشيعة ، لأن الكذب والغش مما لا يقرّه أي مذهب من المذاهب.

جناية التعصب المقيت :

هذا التواشج والتلاحم بين الفريقين في حفظ التاريخ وغيره من التراث الإسلامي ، وهو مما يفتخر به كل مسلم ، لم يرق لبعض العلماء والمؤرخين ، من الذين أعماهم التعصب ، فعملوا على التشكيك بكل المؤرخين ، ليتسنى لهم التشكيك بكل التراث. وقد دفعهم هذا التعصب إلى أن يوثّقوا في الرواية كلّ سنيّ ، حتّى ولو كان قاتل الحسين وحارق أستار الكعبة ، في مقابل أن يوهّنوا في رواية أي

٣٢

شخص شيعي مهما كان صادقا وورعا. وهم ينسون أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لم يكن له مذهب ، وإنما كان مسلما فحسب. وكذا الخلفاء الأربعة الذين جاؤوا من بعده ، فقد كان مذهبهم الإسلام ليس إلا.

ومن هذا القبيل ما قرأت في أحد كتب التاريخ المعتبرة وقد فاتني اسمه ، أن الحصين بن نمير أو غيره ، لا يجوز لعنه ، والسبب في ذلك أنه ولد قبل وفاة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بأسبوع ، فاحتراما للصحبة لا يجوز لعنه.

(أقول) : ما ذا بقي من أثر الصحبة لمثل هذا الرجل الّذي اشترك في قتل الحسينعليه‌السلام وضرب الكعبة بالمنجنيق بأمر من يزيد الفاجر ، لا بل ما ذا بقي فيه من الإسلام؟. وكيف نثق به على رواية يرويها ، ونحن لم نثق به على قتل الحسين وأهل البيتعليهم‌السلام وهدم الكعبة وحرقها؟!.

وكيف لا يأسف الإنسان أن يقع في مثل هذا التعصب المقيت حتّى أكابر العلماء ، أمثال ابن كثير [ت ٧٧٤ ه‍] صاحب التفسير الكبير والمؤلفات الشهيرة ، مثل (البداية والنهاية) وغيره. فهو بعد أن وصم الشيعة بأحاديث لم أعثر على ذكرها في أي كتاب من كتبهم ، فإنه حاول الإيقاع بين السنة والشيعة والتشكيك بمؤرخيهم ، حتّى بأبي مخنف.

يقول ابن كثير في (البداية والنهاية) ج ٨ ص ١٨٦ ، في أول حديثه عن مقتل الحسينعليه‌السلام : «صفة مقتلهعليه‌السلام مأخوذ من كلام أئمة هذا الشان ، لا كما يزعمه أهل التشيع من الكذب الصريح والبهتان».

ثم يقول في (البداية والنهاية) ج ٨ ص ٢١٣ ، بعد ذكر تسيير سبايا أهل البيتعليهم‌السلام إلى يزيد : «وهذا يردّ قول الرافضة ، أنهم حملوا على نجائب الإبل سبايا عرايا ، حتّى كذب من زعم منهم أن الإبل البخاتي ، إنما نبتت لها الأسنمة من ذلك اليوم ، لتستر عوراتهم من قبلهن ودبرهن». يقصد بالإبل البخاتي ذات السنامين.

ولا أدري ماذا عنى بالرافضة هنا ، هل الشيعة الإمامية أم غيرهم؟.

إلى أن يقول في (البداية والنهاية) ج ٨ ص ٢١٨ ، علما بأن كل الروايات التي أوردها ابن كثير هي مروية عن الطبري عن أبي مخنف ، يقول :

«وللشيعة والرافضة في صفة مصرع الحسينعليه‌السلام كذب كثير وأخبار باطلة ،

٣٣

وفيما ذكرنا كفاية ، وفي بعض ما أوردناه نظر. ولو لا أن ابن جرير الطبري وغيره من الحفّاظ والأئمة ذكروه ما سقته ، وأكثره من رواية أبي مخنف (لوط بن يحيى) وقد كان شيعيا ، وهو ضعيف الحديث عند الأئمة ، ولكنه إخباري حافظ ، وعنده من هذه الأشياء ما ليس عند غيره ، ولهذا يترامى عليه كثير من المصنفين في هذا الشأن ممن بعده. والله أعلم».

وظاهر تناقضه فيما ذكر ، فإذا كان أبو مخنف ضعيفا عند أئمة السنة ، فلما ذا روى عنه أغلب رواياته ، ولما ذا رووا هم عنه؟ ولما ذا لم يذكر أسباب ضعفه وعدم ثقته ، الله م إلا أن يكون سبب ذلك لكونه شيعيا ، لا سيما أنه ذكر أنه «كان شيعيا «قبل أن يصمه بالضعف ، مما يوحي بالعلاقة بينهما. ومن الغريب أن يكون ميزان الوثاقة عند ابن كثير وغيره مثل هذا الميزان ، علما بأن الشيعي هو بالتعريف كلّ من التزم بمنهج الإمام عليّعليه‌السلام لا يحيد عنه ، ذلك الإمام الّذي نشأ على الإسلام وتربّى على الإسلام وكان ديدنه الإسلام ، وكان صلبا في ذات الله ، لا تأخذه في الله لومة لائم.

٣٤

٢ ـ رواة الطبري وأبي مخنف

بحث قيّم للمؤرخ فلهوزن حول رواة الطبري وأبي مخنف :

كتب المؤرخ الألماني يوليوس فلهوزن عدة كتب حول صدر الإسلام ، منها كتاب (الخوارج والشيعة) وتطرق فيه إلى ذكر وقعة كربلاء ، ومنها كتاب (تاريخ الدولة العربية) وتطرق فيه إلى خلافة الإمام عليّعليه‌السلام وانشقاق معاوية وتأسيس الدولة الأموية. وموضوع هذا الكتاب لا علاقة له بموضوعنا ، إلا أن فلهوزن قد ذكر في مقدمته بحثا قيّما عن الطبري ، وعن الرواة الذين اعتمد عليهم ، نثبته فيما يلي :

الطبري يحفظ لنا تراث أبي مخنف :

قال فلهوزن في (تاريخ الدولة العربية) صفحة (ق) :

إن الروايات القديمة المتعلقة بعصر بني أمية توجد حتّى اليوم على أوثق ما تكون عليه عند الطبري ، لأنها لم تختلط ولم تتناولها يد التوفيق والتنسيق.

والطبري حفظ لنا خصوصا قطعا كبيرة جدا من روايات أبي مخنف ، الراوية المحقق ، فحفظ لنا بذلك أقدم وأحسن ما كتبه ناثر عربي نعرفه.

من هو أبو مخنف؟ : (حوالي ٥٧ ـ ١٥٧ ه‍)

وكان أبو مخنف لوط بن يحيى بن سعيد بن مخنف ، من (أزد) الكوفة. ويدل نسبه الطويل على أنه كان من حيث نسب أبيه ، من أصل نابه. والأغلب أن مخنف بن سليم ـ رئيس الأزد في موقعة صفين ـ كان جدّه.

ونحن لا نعلم متى ولد أبو مخنف ، ولكنه لما قامت ثورة ابن الأشعث في سنة ٨٢ ه‍ كان في سن الرجال(١) .

__________________

(١) يمكن أن نعتبر إعتمادا على كلام فلهوزن هذا ، أن يكون عمر أبي مخنف في هذا التاريخ ٢٥ عاما ، فتكون ولادته سنة ٥٧ ه‍ ، أي قبل وقعة كربلاء بثلاث سنوات. وبناء على هذا الاعتبار يكون عمره نحو مئة عام. وقد ذكر فلهوزن بعد قليل ما يوحي بأن أبا مخنف كان مولودا عندما حدثت موقعة صفين ، وهذا غير صحيح لأن هذه الموقعة حدثت سنة ٣٧ ه‍ ، أي قبل أن يولد بعشرين سنة.

٣٥

وكان أبو مخنف صديقا لمحمد بن السائب الكلبي. ويرجع لهشام الكلبي المؤرخ المشهور [ت ٢٠٦ ه‍] ـ وهو ابن محمّد بن السائب ـ الفضل الأكبر في حفظ كتب أبي مخنف وروايتها وتوريثها للأجيال. والطبري في العادة يذكر روايات أبي مخنف بحسب رواية ابن الكلبي لها. وقد عاش أبو مخنف حتّى شهد سقوط خلافة بني أمية في دمشق. وآخر الروايات المأثورة عنه تتعلق بحوادث سنة ١٣٢ ه‍.

على أن أبا مخنف يذكر في بعض الأحيان رواة آخرين أقدم منه أو معاصرين له ويعتمد على رواياتهم ، مثل عامر الشعبي وأبي المخارق الراسبي ومجالد بن سعيد ومحمد بن السائب الكلبي. أما في الأغلب فإنه لم يأخذ ما رواه عن أقرانه من الرواة المتقدمين ، بل هو جمع رواياته من سماعه لها بنفسه ، ومن السؤال عنها في مختلف مظانّها ، وعند كل من استقاها من مصادرها أو حضرها بنفسه من الناس.وعلى هذا فإن سلسلة الرواة الذين يذكرهم هي دائما قصيرة جدا.

وكل الروايات تذكر في صورة حديث بين الأشخاص الذين كانت تدور حولهم الحوادث ، وكل الروايات وصف لمسرح هذه الحوادث.

(وقد أثبتّ بعد هذا البحث القيّم استقصاء للرواة الذين اعتمد عليهم أبو مخنف والطبري ، لما لذلك من قيمة تاريخية وتوثيقية).

ميزة أبي مخنف أنه يروي أخبارا متنوعة في الموضوع الواحد :

وتابع فلهوزن حديثه قائلا : وأعظم ما صنع أبو مخنف من حيث تقدير قيمة الروايات ، هو أنه جمع طائفة كبيرة من روايات متنوعة ومن أخبار عن الشيء الواحد مختلفة في مصادرها ، بحيث يستطيع الإنسان أن يوازن بينها ويعرف الصحيح المؤكد منها من غيره. وأبو مخنف قد توصّل بذلك إلى أن صارت الأشياء الثانوية تتوارى ، لأنها لا تظهر إلا مرة واحدة ، كما صارت الأشياء الأساسية لا تزال تزداد بروزا ، لأنها تتكرر في جميع الروايات.

أبو مخنف لم يراع الترتيب الزمني للحوادث :

ومع ذلك فإن أبا مخنف لا يتناول برواياته فترة كبيرة من الزمان ، وهو لا يربط بين أجزائها ربطا يراعي الوقائع كما هي ، ويراعي ترتيبها التاريخي ، ويعوزه ترتيب الحوادث ترتيبا مطّردا ، فهو لا يذكر إلا تواريخ متفرقة.

٣٦

ميزة أخرى لأبي مخنف ورواياته :

ومما يتميز به أبو مخنف أن رواياته تبدأ بعصر الفتوحات ، وأنه يخبرنا في الأغلب عن فترة كان هو نفسه يعيش فيها ، وهي تبدأ بوقعة صفين ، ويرجع ذلك إلى أن اهتمامه اقتصر على المكان الّذي كان يعيش هو فيه ، أعني على العراق وعاصمته الكوفة. والموضوعات التي يتناولها بشغف خاص هي ثورات الخوارج والشيعة ، التي كان على رأسها (مثل) حجر بن عدي والحسين بن عليّعليه‌السلام وسليمان بن صرد والمختار الثقفي

أبو مخنف كان موضوعيا رغم أن ميله شيعي :

فأبو مخنف يمثّل الروايات العراقية ، وهواه في جانب أهل العراق على أهل الشام ، وفي جانب عليّعليه‌السلام على بني أمية. ومع ذلك فإن الإنسان لا يلاحظ عند أبي مخنف شيئا من الأغراض يستحق الذكر.

المؤرخون الذين جاؤوا بعده :

وعند الحديث عن الدولة الأموية وأحزاب المعارضة ، لا يقدّم أبو مخنف المادة الغزيرة ، لذلك فإن أصدق مرجع لها هو الروايات المدنية (نسبة إلى المدينة المنوّرة) ، فهي أهم الروايات القديمة ، وهي من حيث أصولها أقدم من الروايات الكوفية. غير أن أصحابها الذين وصلت إلينا عنهم روايات كافية ، أحدث عهدا من أبي مخنف. وأهم حملة هذه الروايات المدنية هم خصوصا : ابن اسحق ، وأبو معشر ، والواقدي [ت ٢٠٧ ه‍]. وهم لم يكونوا يجمعون مادة الروايات من مصادرها الأصلية ، كما فعل الرواة قبلهم ، بل إنما وصلت إليهم الروايات من حفظ رواية العلماء لها. وهؤلاء نظروا فيها ونخلوها ، وكتبوها من جديد ومزجوا بينها ، ولكنهم خصوصا ربطوا بينها ربطا أوسع وأدقّ مما كان قبلهم. وهم في الوقت نفسه رتّبوها ترتيبا زمنيا مطّردا ، بحيث خرج على أيديهم من الروايات المفككة لأخبار الأحداث الكبرى المتفرقة ، تاريخ متصل.

ويمكن أن يعتبر ابن اسحق مؤسس هذا التاريخ ، وهو يتميز ـ هو ومن جاء بعده ـ بكتابة التاريخ في صورة ذكر الأحداث التي وقعت في كل عام ، وهي الصورة التي أصبحت متّبعة.

٣٧

هذا ولم يكن في المدينة ميل لبني أمية ولا لأهل الشام ، فلا يستطيع الإنسان أن ينتظر منهم أكثر من الحكاية الموضوعية.

روايات أهل الشام ضاعت :

ولا شك أنه قد كان هناك عند أهل الشام أيضا ، مأثور من الروايات ، ولكن هذا المأثور ضاع ولم يصل إلينا. ويجد الإنسان آثارا له عند البلاذري [ت ٢٧٩ ه‍] وربما وجدها أيضا عند عوانة الكلبي [ت ١٤٧ ه‍]. ويذكر الطبري في كثير من الأحيان عند روايته لأخبار الشام : وذلك بحسب رواية ابن الكلبي عادة.

أما المدائني [ت ٢٢٥ ه‍] فهو يتبوّأ ما يشبه أن يكون مكانا وسطا بين أبي مخنف وبين مؤرخي المدينة. فهو مؤرخ عالم ، لكنه يسهب في الرواية ، وله اهتمام إقليمي ظاهر فيما يتعلق بالبصرة وخراسان. وتكاد كل الروايات المتعلقة بهما تكون مأخوذة عنه. هذا إلى أنه يمثل وجهة النظر العباسية تماما ، وهو يروي سقوط بني أمية وقيام الأسرة (المباركة) ، رواية تتمشى مع ذلك.

وإنني أكتفي بهذا القدر من الكلام في بيان ما يختص به هؤلاء الرواة الكبار عند الطبري.

(انتهى ما أورده فلهوزن حتّى الصفحة ذ)

الرواة الذين اعتمد عليهم الطبري في رواياته عن مقتل الحسينعليه‌السلام :

إن (محمد بن جرير الطبري) من المؤرخين المتقدمين كما اسلفنا ، إذ كانت مدة حياته بين ٢٢٤ ـ ٣١٠ ه‍ (الموافق ٨٣٩ ـ ٩٢٣ م). ومن الملاحظ أن كل رواياته التي وردت في تاريخه ، والمتعلقة بمقتل الحسينعليه‌السلام كانت منقولة عن ابي مخنف ، الذي توفي سنة ١٥٧ ه‍. وهي منقولة مباشرة عن أبي مخنف باستثناء روايتين رواهما عن (هشام بن محمد الكلبي عن أبي مخنف).

وقد استقصيت كل هذه الروايات وجمعت أسانيدها ، لما لها من الأهمية التاريخية البالغة ، أوردها فيما يلي(١) :

__________________

(١) تاريخ الطبري ـ الجزء السادس ـ نهاية سنة ٦٠ ه‍.

٣٨

(قال هشام بن محمد) حدثني أبو مخنف عن يحيى بن هانئ بن عروة.

(قال هشام بن محمد) حدثني أبو مخنف عن النضر بن صالح بن حبيب بن زهير العبسي عن حسان بن فائد بن بكر العبسي.

(قال أبو مخنف) : حدثني النضر بن صالح بن زهير العبسي.

(قال أبو مخنف) : حدثني الحجاج بن علي عن محمد بن بشير الهمداني.

(قال أبو مخنف) : حدثني يوسف بن يزيد عن عفيف بن زهير بن أبي الأخنس.

(قال أبو مخنف) : حدثني يوسف بن يزيد عن عبد الله بن حازم.

(قال أبو مخنف) : حدثني سليمان بن أبي راشد عن عبد الله بن حازم الكبري.

(قال أبو مخنف) : حدثني سليمان بن أبي راشد عن حميد بن مسلم الأزدي.

(قال أبو مخنف) : حدثني الصقعب بن زهير عن حميد بن مسلم.

(قال أبو مخنف) : حدثني يونس بن أبي إسحاق السبيعي عن عباس الجدلي.

(قال أبو مخنف) : حدثني المجالد بن سعيد الهمداني عن عامر الشعبي.

(قال أبو مخنف) : حدثني قدامة بن سعيد بن زائدة بن قدامة الثقفي.

(قال أبو مخنف) : حدثني جعفر بن حذيفة الطائي.

(قال أبو مخنف) : حدثني سعيد بن مدرك بن عمارة.

(قال أبو مخنف) : حدثني عبد الرحمن بن جندب عن عقبة بن سمعان.

(قال أبو مخنف) : حدثني الحارث بن كعب الوالبي عن عقبة بن سمعان.

(قال أبو مخنف) : حدثني حدثتني دلهم بنت عمرو زوجة زهير بن القين.

(قال أبو مخنف) : حدثني أبو جناب يحيى بن أبي حية الكلبي عن عدى بن حرملة ابن كاهل الأسدي.

(قال أبو مخنف) : حدثني الحارث بن كعب الوالبي عن زين العابدينعليه‌السلام .

(قال أبو مخنف) : حدثني أبو جناب عن هانئ بن ثبيت الحضرمي.

(قال أبو مخنف) : حدثني أبو سعيد عقيصي عن بعض أصحابه.

(قال أبو مخنف) : حدثني هشام بن الوليد عمن شهد ذلك.

(قال أبو مخنف) : حدثني السدي عن رجل من بني فزارة.

٣٩

(قال أبو مخنف) : حدثني الصقعب بن زهير عن عوف بن أبي جحيفة.

(قال أبو مخنف) : حدثني عمر بن خالد عن زيد بن علي بن الحسينعليه‌السلام عن داود بن علي بن عبد الله بن عباس.

(قال أبو مخنف) : حدثني حدثني أبو علي الأنصاري عن بكر بن مصعب المزني.

(قال أبو مخنف) : حدثني لوذان أحد بني عكرمة عن أحد بني عمومته.

(قال أبو مخنف) : حدثني عقبة بن أبي العيزار.

(قال أبو مخنف) : حدثني الحارث بن حصيرة عن عبد الله بن شريك العامري.

(قال أبو مخنف) : حدثني عبد الله بن عاصم الفائشي عن الضحاك بن عبد الله المشرقي.

(قال أبو مخنف) : حدثني فضيل بن خديج الكندي من محمد بن بشر عن عمرو الحضرمي.

(قال أبو مخنف) : حدثني عمرو بن مرة الجملي عن أبي صالح الحنفي عن غلام لعبد الرحمن الأنصاري.

(قال أبو مخنف) : حدثني علي بن حنظلة بن أسعد الشامي عن رجل من قومه.

(قال أبو مخنف) : حدثني حسين أبو جعفر. (قال) حدثني محمد بن قيس.

(قال أبو مخنف) : حدثني سويد بن حية. (قال) حدثني ثابت بن هبيرة.

(قال أبو مخنف) : حدثني جعفر بن محمد بن عليعليه‌السلام .

(قال أبو مخنف) : حدثني عطاء بن السائب عن عبد الجبار بن وائل الحضرمي عن أخيه مسروق بن وائل.

(قال أبو مخنف) : حدثني الحسين بن عقبة المرادي.

(قال أبو مخنف) : حدثني نمر بن وعلة عن أيوب بن مشرح الخيواني.

(قال أبو مخنف) : حدثني زهير بن عبد الرحمن بن زهير الخثعمي.

(قال أبو مخنف) : حدثني الحجاج بن عبد الله بن عمار بن عبد يغوث البارقي.

(قال أبو مخنف) : حدثني جميل بن مرثد من بني معن عن الطرماح بن عدي.

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طيراً مشوياً فقال: اللّهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي منه. فجاء علي فأكل معه.

أخبرتنا - أعلا من هذه أو أتم - أُم المجتبى فاطمة العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر بن المقري، أنبأنا أبو يعلى، أنبأنا أبو هشام، أنبأنا ابن فضيل:

أنبأنا مسلم الملائي، عن أنس [ بن مالك ] قال: أهدت أُم أيمن إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طيراً مشوياً فقال: اللّهم ائتني بمن تحبه يأكل معي من هذا الطير. قال أنس فجاء علي فاستأذن، فسمع النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم صوته فقال: ائذن له. فدخل وهو موضوع بين يديه، فأكل منه، وحمد الله.

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن سعيد، أنبأنا أبو النجم بدر بن عبد الله الشيحي، [ كذا ] أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت، أنبأنا التنوخي، أنبأنا أبو الطيب ظفران بن الحسن بن الفيرزان النخاس المعروف بالفأفاء - سنة أربع وثمانين وثلاث مائة - أنبأنا أبو هارون موسى بن محمّد بن هارون الأنصاري، أنبأنا أحمد بن محمّد بن عاصم الرازي، أنبأنا حفص بن عمر المهرقاني.

حيلولة: قال: وأنبأنا أبو بكر عبد القاهر بن محمّد بن عترة الموصلي، أنبأنا أبو هارون موسى بن محمّد الأنصاري الزرقي، أنبأنا أحمد بن علي الخراز، أنبأنا محمّد بن عاصم الرازي، أنبأنا حفص بن عمر المهرقاني، أنبأنا النجم بن بشير، عن إسماعيل بن سليمان الرازي - أخي إسحاق بن سليمان - عن عبد الملك بن أبي سليمان:

عن عطاء، عن أنس بن مالك، قال: أُتي النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بطائر فقال: اللّهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر. فجاء علي بن أبي طالب فدق الباب. وذكر الحديث.

٣٠١

أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمّد، أنبأنا أبو الحسن الحسن آبادي، أنبأنا أحمد بن محمّد، أنبأنا أبو العباس الكوفي، أنبأنا محمّد ابن سالم بن عبد الرحمن الطحان الأزدي، أنبأنا أحمد بن النضر بن الربيع بن سعد مولى جعفر بن علي، حدثني سليمان بن قرم، عن محمّد بن علي السلمي:

عن أبي حذيفة العقيلي، عن أنس بن مالك، قال: كنت أنا وزيد بن أرقم نتناوب [ باب ] النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأتته أُم أيمن بطير أُهدي له من الليل، فلمـّا أصبح أتته بفضله، فقال: ما هذا؟ قالت: فضل الطير الذي أكلت البارحة. فقال: أما علمت أن كل صباح يأتي برزقه؟ اللّهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير. قال: فقلت: اللّهم اجعله من الأنصار. قال:

فنظرت فإذا علي قد أقبل فقلت له: إنّما دخل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الساعة فوضع ثيابه، فسمعني أكلّمه فقال: من هذا الذي تكلّمه؟ قلت علي. فلمـّا نظر إليه قال: اللّهم أحب خلقك إليك وإليَّ.

و روي عن سفينة عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنبأنا أبو محمّد عبد الله بن عبيد الله بن يحيى، أنبأنا أبو عبد الله المحاملي، أنبأنا عبد الأعلى بن واصل، أنبأنا عون بن سلام، أنبأنا سهل بن شعيب:

عن بريدة بن سفيان، عن سفينة - وكان خادماً لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - قال: أُهدي لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طواير قال: فرفعت أُم أيمن بعضها، فلمـّا أصبحت أتته بها فقال: ما هذا يا أُم أيمن؟ فقالت: هذا بعض ما أُهدي لك أمس. فقال: أوّلم أنهاكِ أن ترفعي لأحدٍ أو لغدٍ طعاماً، إن لكل غد رزقه. ثمّ قال: اللّهم وإليَّ إليَّ.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، وأبو عبد الله الحسين بن ظفر بن

٣٠٢

الحسين الناطقي، قالا: أنبأنا أبو الحسين بن النقور، أنبأنا أبو طاهر المخلص، أنبأنا أبو القاسم البغوي، أنبأنا يونس بن أرقم، أنبأنا مطير:

عن ثابت البجلي، عن سفينة مولى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال: أهدت امرأة من الأنصار إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طائرين بين رغيفين، ولم يكن في البيت غيري وغير أنس، فجاء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فدعا بغدائه، فقلت: يا رسول الله قد أهدت لك امرأة من الأنصار هدية، فقدمت الطائرين إليه، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اللهم ائتني بأحبّ خلقك إليك وإلى رسولك. فجاء علي بن أبي طالب فضرب الباب ضرباً خفيفاً فقلت من هذا؟ قال: أبو الحسن، ثمّ ضرب الباب ورفع صوته، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من هذا؟ قلت: علي بن أبي طالب. قال: افتح له، ففتحت له فأكل معه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من الطيرين حتى فنيا.

و أخبرتنا به أُم المجتبى قالت: قرئ على إبراهيم، أنبأنا ابن المقرئ أنبأنا أبو يعلى، أنبأنا عبيد الله القواريري، أنبأنا يونس بن أرقم، أنبأنا مطير بن أبي خالد:

عن ثابت البجلي، عن سفينة - صاحب دار النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - قال: أهدت امرأة من الأنصار إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طيرين بين رغيفين، وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في المسجد [ و ] لم يكن في البيت غيري وغير أنس بن مالك، فجاء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فدعا بالغذاء فقلت: يا رسول الله قد أهدت لك امرأة هدية، فقدّمت إليه الطيرين فقال: اللّهم ائتني بأحبّ خلقك - أحسبه قال: إليك وإلى رسولك. - قال فجاء علي فضرب الباب ضرباً خفيفاً فقلت من هذا؟ قال أبو الحسن، ثمّ ضرب ورفع صوته فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من هذا؟ قلت: علي. قال: إفتح له. ففتحت [ له الباب ] فأكل مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من الطيرين حتى فنيا ».

٣٠٣

ترجمته

١ - ياقوت: « هو أبو القاسم علي بن الحسن الشّافعي. الحافظ. أحد أئمة الحديث المشهورين، والعلماء المذكورين. ولد في المحرم سنة ٤٩٩. ومات في الحادي عشر من رجب سنة ٥٧١ »(١) .

٢ - ابن خلكان: « الحافظ أبو القاسم الملقب ثقة الدين. كان محدّث الشام في وقته، ومن أعيان الفقهاء الشافعية. غلب عليه الحديث فاشتهر به، وبالغ في طلبه إلى أنْ جمع منه ما لم يتّفق لغيره. ورحل وطوّف وجاب البلاد ولقي المشايخ، وكان رفيق الحافظ أبي سعد عبد الكريم بن السمعاني في الرحلة، وكان حافظاً ديّناً، جمع بين معرفة المتون والأسانيد وكان حسن الكلام على الأحاديث، محظوظا في الجمع والتأليف، صنّف التاريخ الكبير لدمشق في ثمانين مجلدة، أتى فيه بالعجائب، وهو على نسق تاريخ بغداد »(٢) .

٣ - الذهبي: « ابن عساكر - الإِمام الحافظ الكبير، محدّث الشام، فخر الأئمة ثقة الدين قال السمعاني: أبو القاسم، حافظ، ثقة، متقن، ديّن، خيّر، حسن السمت، جمع بين معرفة المتن والإِسناد، كان كثير العلم غزير الفضل صحيح القراءة مثبتاً، رحل وتعب وبالغ في الطلب، وجمع ما لم يجمعه غيره، وأربى على الأقران

قال سعد الخير: ما رأيت في سنن ابن عساكر مثله.

قال القاسم ابن عساكر: سمعت التاج المسعودي يقول: سمعت أبا العلاء الهمداني يقول لرجل استأذنه في الرحلة: إنْ عرفت أحداً أفضل مني

____________________

(١). معجم الأدباء ١٣ / ٧٣.

(٢). وفيات الأعيان ٣ / ٣٠٩.

٣٠٤

حينئذٍ آذن لك أنْ تسافر إليه، إلّا أنْ تسافر إلى ابن عساكر فإنه حافظ كما يجب. حدّثني أبو المواهب بن صصري قال: لـمّا دخلت همدان قال لي الحافظ: أنا أعلم أنّه لا يساجل الحافظ أبا القاسم في شأنه أحد.

سمعت أبا الحسن علي بن محمّد الحافظ سمعت الحافظ أبا محمّد المنذري يقول: سألت شيخنا أبا الحسين علي بن المفضل عن أربعة تعاصروا أيّهم أحفظ؟ فقال: من؟ قلت: الحافظ ابن ناصر وابن عساكر. فقال: ابن عساكر أحفظ. قلت: الحافظ أبو العلاء وابن عساكر. قال: ابن عساكر أحفظ.

قلت: الحافظ أبو طاهر السلفي وابن عساكر. فقال: السلفي شيخنا، السلفي شيخنا.

قلت: يعني أنّه ما أحبّ أن يصرّح بتفضيل ابن عساكر على السلفي فإنّه شيخه. ثمّ أبو موسى أحفظ من السلفي مع أن السلفي من بحور الحديث وعلمائه. وكان شيخنا أبو الحجاج يميل إلى ابن عساكر ويقول: ما رأى حافظاً مثل نفسه.

قال الحافظ عبد القادر: ما رأيت أحفظ من ابن عساكر.

وقال ابن النجار: أبو القاسم إمام المحدثين في وقته، إنتهت إليه الرياسة في الحفظ والإتقان والنقل والمعرفة التامة، وبه ختم هذا الشأن.

فقرأت بخطّ الحافظ معمر بن الفاخر في معجمه: ثنا الحافظ أبو القاسم الدمشقي بمنى - وكان أحفظ مَنْ رأيت من طلبة الحديث والشأن. وكان شيخنا إسماعيل بن محمّد الإِمام يفضّله على جميع من لقيناهم، قدم أصبهان ونزل في داري وما رأيت شاباً أورع ولا أحفظ ولا أتقن منه »(١) .

٤ - اليافعي: « الفقيه، الإِمام، المحدّث البارع، الحافظ المتقن، الضابط ذو العلم الواسع، شيخ الإِسلام ومحدث الشام، ناصر السنّة قامع

____________________

(١). تذكرة الحفّاظ ٤ / ١٣٢٨.

٣٠٥

البدعة، زين الحفّاظ وبحر العلوم الزاخر، ورئيس المحدثين، المقرّ له بالتقدم، العارف الماهر، ثقة الدين أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله ابن عساكر، الذي اشتهر في زمانه بعلوّ شأنه ولم ير مثله في أقرانه، الجامع بين المعقول والمنقول، والمميّز بين الصحيح والمعلول، كان محدّث زمانه ومن أعيان الفقهاء الشافعية »(١) .

٥ - السبكي: « الإِمام الجليل، حافظ الاُمة، أبو القاسم ابن عساكر، هو الشيخ الإِمام ناصر السنّة وخادمها، وهازم جند الشيطان بعساكر اجتهاده وهادمها، إمام أهل الحديث في زمانه، وختام الجهابذة الحفّاظ ولا ينكر أحد منهم مكين مكانه، محطّ رحال الطالبين وموئل ذوي الهمم من الراغبين، الأوحد الذي أجمعت الاُمة عليه، والواصل إلى ما لا تطمح الآمال إليه

ولد في مستهل رجب سنة ٤٩٩، وسمع خلائق، وعدة شيوخه ألف وثلاثمائة شيخ، ومن النساء بضع وثمانون امرأة. وارتحل إلى العراق ومكّة والمدينة، وارتحل إلى بلاد العجم ولـمّا دخل بغداد أُعجب به العراقيون وقالوا: ما رأينا مثله، وكذلك قال مشيخة الخراسانيين.

وقال شيخه أبو الفتح المختار بن عبد الحميد: قدم علينا أبو علي ابن الوزير فقلنا: ما رأينا مثله، ثمّ قدم علينا أبو سعد ابن السمعاني فقلنا: ما رأينا مثله، حتى قدم علينا هذا فلم نر مثله.

وقال فيه الشيخ محي الدين النووي - ومن خطه نقلت - هو حافظ الشام بل هو حافظ الدنيا، الإِمام مطلقاً، الثقة الثبت »(٢) .

٦ - الأسنوي كذلك(٣) .

____________________

(١). مرآة الجنان ٣ / ٣٩٣.

(٢). طبقات الشافعية ٧ / ٢١٥.

(٣). طبقات الشافعية ٢ / ٢١٦.

٣٠٦

٧ - وابن قاضي شهبة (١) .

٨ - السيّوطي: « ابن عساكر، الإِمام الكبير، حافظ الشام، بل حافظ الدنيا، الثقة الثبت الحجة، ثقة الدنيا وكان من كبار الحفّاظ المتقنين، من أهل الدين والخير، غزير العلم، كثير الفضل، جمع بين معرفة المتن والإِسناد، وأملى مجالس متينة »(٢) .

٩ - أبو الفداء: « الحافظ أبو القاسم كان إماماً في الحديث من أعيان الشافعيّة، صنّف تاريخ دمشق في ثمانين مجلدة »(٣) .

١٠ - ابن الوردي: « الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عساكر الدمشقي نور الدين. من أعيان الشافعية والمحدّثين »(٤)

(٤٨)

رواية مجد الدين المبارك ابن الأثير

روى حديث الطير من فضائل الإمامعليه‌السلام حيث قال:

« أنس قال: كان عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طير، فقال: اللّهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي هذا الطائر. فجاء علي فأكل معه.

أخرجه الترمذي و قال رزين: قال أبو عيسى: في هذا الحديث قصة، وفي آخرها: إن أنساً قال لعلي: استغفر لي ولك عني بشارة، ففعل فأخبره بقول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . انتهى »(٥) .

____________________

(١). طبقات الشافعية ١ / ٣٤٥.

(٢). طبقات الحفّاظ: ٤٧٤.

(٣). المختصر في أخبار البشر ٣ / ٥٩.

(٤). تتمة المختصر في أخبار البشر ٢ / ١٣٢.

(٥). جامع الاُصول ٩ / ٤٧١.

٣٠٧

ترجمته

١ - ابن الأثير: « وفيها في سلخ ذي الحجة توفي أخي مجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمّد بن محمّد بن عبد الكريم الكاتب. مولده في أحد الربيعين سنة أربع وأربعين. وكان عالماً في عدة علوم منها: الفقه والاُصولان والنحو والحديث واللغة. وله تصانيف مشهورة في التفسير والحديث والنحو والحساب وغريب الحديث. وله رسائل مدوّنة. وكان كاتباً مفلقاً يضرب به المثل، ذا دين متين، ولزوم طريق مستقيم،رحمه‌الله ورضى عنه، فلقد كان من محاسن الزمان، ولعلّ من يقف على ما ذكرته يتّهمني في قولي، ومن عرفه من أهل عصرنا يعلم إني مقصّر »(١) .

٢ - ابن خلكان نقلاً عن ابن المستوفي: « اشتهر العلماء ذكراً وأكبر النبلاء قدراً، وأحد الفضلاء المشار إليهم، وفرد الأماثل المعتمد في الْأُمور عليهم »(٢) .

٣ - الذهبي ، ووصفه بالعلّامة(٣) .

٤ - أبو الفداء : « وكان عالماً بالفقه والاُصولين والنحو والحديث واللغة. وله تصانيف مشهورة: وكان كاتباً مفلقاً »(٤) .

وهكذا تجد ترجمته والثناء عليه في كتبٍ اُخرى منها:

١ - سير أعلام النبلاء ٢١ / ٤٨٨.

٢ - معجم الادباء ٦ / ٢٣٨.

٣ - العبر ٥ / ١٩.

____________________

(١). الكامل ١٢ / ١٢٠.

(٢). وفيات الأعيان ٤ / ١٤١.

(٣). العبر ٥ / ١٩ دول الإسلام ٢ / ٨٤.

(٤). المختصر في أحوال البشر ٣ / ١١٨.

٣٠٨

٤ - طبقات السبكي ٥ / ١٥٣.

٥ - بغية الوعاة ٢ / ٢٧٤.

٦ - شذرات الذهب ٥ / ٢٢.

(٤٩)

رواية أبي الحسن علي ابن الأثير

روى حديث الطير بترجمة أمير المؤمنينعليه‌السلام بأسانيده عن أنس ابن مالك حيث قال ما نصّه:

« أنبأنا المنصور بن أبي الحسن الفقيه، بإسناده إلى أبي يعلى قال: حدّثنا الحسن بن حمّاد، حدّثنا مسهر بن عبد الملك، حدّثنا عيسى بن عمر، عن السدي، عن أنس بن مالك: إن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان عنده طائر فقال: اللّهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر، فجاء أبو بكر فردّه، فجاء عمر فردّه، فجاء عثمان فردّه. فجاء علي فأذن له. ذكر أبي بكر وعمر وعثمان في هذا الحديث غريب جداً.

وقد روى من غير وجه عن أنس. ورواه غير أنس من الصّحابة.

أنا أبو الفرج الثقفي، أنبأنا الحسن بن عيسى، حدّثنا الحسن بن أحمد - وأنا حاضر أسمع - أنبأنا أحمد بن عبد الله الحافظ، ثنا محمّد بن إسحاق بن إبراهيم الأهوازي، حدّثنا الحسن بن عيسى، ثنا الحسن بن السميدع، ثنا موسى بن أبي أيوب، عن شعيب بن إسحاق، عن أبي حنيفة، عن مسعر، عن حماد، عن إبراهيم عن أنس قال: أُهدي إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طير فقال: اللّهم ائتني بأحبّ خلقك إليك. فجاء علي فأكل معه.

تفرد به شعيب عن أبي حنيفة.

أخبرنا محمّد بن أبي الفتح بن الحسن النقّاش الواسطي، ثنا أبوروح عبد

٣٠٩

المعز بن محمّد بن أبي الفضل البزاز، أنبأنا زاهر بن طاهر الشحامي، أنا أبو سعيد الكنجرودي أخبرنا الحاكم أبو أحمد، أنا عبد الله محمّد بن عمرو بن الحسين الأشعري بحمص، نا محمّد بن مصفى، نا حفص بن عمر المعرّي، نا موسى بن سعد البصري قال: سمعت الحسن يقول: سمعت أنس بن مالك يقول: أُهدي لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طير فقال: اللّهم ائتني برجل يحبّه الله ويحبّه رسوله. قال أنس: فأتى علي فقرع الباب. فقلت: إن رسول الله مشغول - وكنت أحبّ أن يكون رجلاً من الأنصار - ثمّ إن علياً فعل مثل ذلك، ثمّ أتى الثالثة، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا أنس، أدخله فقد عنيته. فلمّا أقبل قال: اللّهم وإليَّ، اللّهم وإليَّ.

وقد رواه عن أنس غير من ذكرنا: حميد الطويل، وأبو الهندي، ويغنم ابن سالم - يغنم بالياء تحتها نقطتان والغين المعجمة والنون وآخره ميم. وهو اسم مفرد. والله أعلم »(١) .

ترجمته

١ - ابن خلكان: « أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمّد بن محمّد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني، المعروف بابن الأثير الجزري، الملقب عزّ الدين كان إماماً في حفظ الحديث ومعرفته وما يتعلّق به، وحافظاً للتواريخ المتقدمة والمتأخرة، وخبيراً بأنساب العرب وأخبارهم وأيامهم و وقائعهم ولـمّا وصلت إلى حلب في أواخر سنة ٦٢٦ كان عزّ الدين المذكور مقيماً بها فاجتمعت به فوجدته رجلاً مكمّلاً في الفضائل وكرم الأخلاق وكثرة التواضع، فلازمت التردّد إليه

وتوفي في شعبان سنة: ٦٣٠ »(٢) .

____________________

(١). أُسد الغابة ٤ / ٣٠.

(٢). وفيات الأعيان ٣ / ٣٤٨.

٣١٠

٢ - الذهبي: « إبن الأثير، الإِمام العلّامة الحافظ فخر العلماء عز الدين أبو الحسن المحدّث اللغوي، صاحب التاريخ. ومعرفة الصحابة وغير ذلك وكان مكمّلاً في الفضائل، علّامة، نسّابَة، أخبارياً، عارفاً بالرجال وأنسابهم ولا سيّما الصحابة، مع الأمانة والتواضع والكرم »(١) .

٣ - اليافعي: « الإِمام الحافظ، إبن الأثير أبو الحسن »(٢) .

٤ - الأسنوي: « فأمّا عز الدين فكان محدّثاً حافظاً، ومؤرخاً »(٣) .

٥ - السيوطي: « إبن الأثير، الإِمام العلّامة الحافظ »(٤) .

وكذا ترجم له في ( المختصر ) و ( العبر ) و ( دول الإِسلام ) و ( روضة المناظر ) في حوادث سنة ٦٣٠.

(٥٠)

رواية محبّ الدّين ابن النّجار

روى حديث الطّير في ( ذيل تاريخ بغداد ) بترجمة « سهل بن عبيد بن سورة الخراساني الإِصبهاني » على ما نقل عنه. حيث قال عن سهل المذكور أنّه:

« حدّث عن إسماعيل بن هارون عن الصعق بن حرب عن مطر الورّاق قال: أُهدي للنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طير يقال له النحام، فأكله واستطابه وقال: اللّهم أدخل إليَّ أحبّ خلقك إليك - وأنس رضي الله تعالى عنه،

____________________

(١). تذكرة الحفّاظ ٤ / ١٣٩٩.

(٢). مرآة الجنان - حوادث ٦٣٠.

(٣). طبقات الشافعية ١ / ٧١.

(٤). طبقات الحفّاظ: ٤٩٥.

٣١١

بالباب - فجاء علي رضي الله تعالى عنه، فقال: يا أنس، إستأذن لي على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . فقال: إنّه على حاجة، فدفع صدره ودخل، فقال رضي الله تعالى عنه: يوشك أن يحال بيننا وبين رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فلمّا رآه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: اللّهم والِ من ولاه ».

وستعلم روايته من عدّةٍ من الكتب أيضاً.

ترجمته

١ - الذهبي: « ابن النجار، الحافظ الإِمام البارع مؤرّخ العصر، مفيد العراق، محبّ الدين أبو عبد الله محمّد بن محمود بن الحسن بن هبة الله بن محاسن بن النجار البغدادي، صاحب التصانيف. ولد سنة ٥٧٨ وكان من أعيان الحفّاظ الثقات، مع الدين والصيانة والفهم وسعة الرّواية واشتملت مشيخته على ثلاثة آلاف شيخ وكان من محاسن الدنيا. توفي في خامس شعبان سنة ٦٤٣ »(١) .

٢ - ابن شاكر: « الحافظ الكبير محبّ الدين ابن النجار البغدادي صاحب التاريخ - وكان إماماً ثقة حجة مقرياً مجوّداً حسن المحاضرة كيّساً متواضعاً »(٢) .

٣ - الصفدي: « وكان إماماً ثقة حجةً »(٣) .

٤ - اليافعي: « الحافظ الكبير وكان ثقة متقناً، واسع الحفظ، تام المعرفة »(٤) .

____________________

(١). تذكرة الحفّاظ ٤ / ١٤٢٨ واُنظر العبر، دول الإِسلام - حوادث ٦٤٣.

(٢). فوات الوفيات ٤ / ٣٦.

(٣). الوافي بالوفيات ٥ / ٩.

(٤). مرآة الجنان. حوادث ٦٤٣.

٣١٢

٥ - الأسنوي: « كان إماماً حافظاً »(١) .

(٥١)

رواية محمّد بن طلحة

رواه في كتابه ( مطالب السؤول ) بقوله:

« وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوماً - وقد أُحضر إليه طير ليأكله - اللّهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي هذا الطير، فجاء علي فأكل معه منه. وكان أنس حاضراً يسمع قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قبل المجئ، فبعد ذلك جاء أنس إلى علي فقال: استغفر لي ولك عندي بشارة. ففعل. فأخبره بقول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم »(٢) .

ترجمته

توجد ترجمة أبي سالم محمّد بن طلحة ومآثره الفاخرة في:

١ - مرآة الجنان ٢ / ١٢٨.

٢ - طبقات الأسنوي ٢ / ٥٠٣.

٣ - طبقات ابن قاضي شهبة ٢ / ٥٣.

٤ - سير أعلام النبلاء ٢٣ / ٢٩٣.

٦ - العبر ٥ / ٢١٣.

وهذه عبارة ابن قاضي شهبة: « محمّد بن طلحة بن محمّد بن الحسن، الشيخ كمال الدين، أبو سالم القرشي العدوي النصيبي مصنّف كتاب

____________________

(١). طبقات الشافعية ٢ / ٥٠٢.

(٢). مطالب السؤول: ٤٢.

٣١٣

العقد الفريد، أحد الصدور والرؤساء المعظميّن ولد سنة ٥٨٢ وتفقّه وشارك في العلوم، وكان فقيهاً بارعاً عارفاً بالمذهب والاُصول والخلاف، ترسّل عن الملوك، وساد وتقدّم، وسمع الحديث، وحدّث في بلاد كثيرة قال السيد عز الدين: أفتى وصنّف، وكان أحد العلماء المشهورين والرؤساء المذكورين توفي في حلب في رجب سنة ٦٥٢ ودفن في المقام ».

وقد اعتمد جماعة من الأعلام على رواياته وكلماته في كتابه ( مطالب السؤول ) ومنهم: الكنجي الشافعي في ( كفاية الطالب ) والبدخشاني في ( مفتاح النجا ) وقد مدح هو نفسه كتابه المذكور في خطبته فراجعه.

(٥٢)

رواية سبط ابن الجوزي

ورواه أبو المظفّر سبط ابن الجوزي حيث قال في ذكر أحاديث فضائل الإِمامعليه‌السلام : « وأمّا السنّة فأخبار. فنبتدئ منها بما ثبت في الصحيح والمشاهير من الآثار

حديث الطائر:

وقد أخرجه: أحمد في الفضائل، والترمذي في السنن.

فأمّا أحمد فأسنده إلى سفينة مولى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - واسمه مهران - قال: أهدت امرأة من الأنصار إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طيراً بين رغيفين، فقدّمته إلى رسول الله - وفي رواية: طيرين بين رغيفين - فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اللّهم. ائتني بأحبّ خلقك إليك. فإذا بالباب يفتح، فدخل علي فأكل معه.

و أمّا الترمذي فقال: ثنا سفيان بن وكيع، عن عبيد الله بن موسى، عن

٣١٤

عيسى بن عمر، عن السدّي، عن أنس بن مالك قال: كان عند النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طير فقال: اللّهم ائتني بأحبّ خلقك يأكل معي من هذا الطائر، فجاء علي فأكل معه. قال الترمذي: السدّي اسمه: إسماعيل بن عبد الرحمن، سمع من أنس بن مالك، ورأى الحسين بن علي، ووثّقه سفيان الثوري وشعبة ويحيى بن سعيد القطان وغيرهم.

قلت: إنّما ذكر الترمذي هذا في تعديل السدّي، لأن جماعة تعصّبوا عليه ليبطلوا هذا الحديث، فعدّله الترمذي.

وقال الحاكم أبو عبد الله النيسابوري: حديث الطائر صحيح، يلزم البخاري ومسلماً إخراجه في صحيحيهما، لأنّه من شرطهما »(١) .

ترجمته

وسبط ابن الجوزي من كبار الحفّاظ المشهورين العلماء الاعلام المعتمدين، فقد ترجم له ووصفه بذلك، واعتمد على رواياته وأقواله مشاهير الأئمة في الكتب المختلفة، وقد أوردنا طرفاً من ذلك في قسم ( حديث النور ) ومنِ مصادر ترجمته الكتب التالية:

١ - وفيات الأعيان ٣ / ١٤٢.

٢ - فوات الوفيات ٤ / ٣٥٦.

٣ - ذيل مرآة الزمان ١ / ٣٩.

٤ - المختصر في أحوال البشر ٣ / ٢٠٦.

٥ - تتمة المختصر في أحوال البشر ٢ / ٢٨٦.

٦ - العبر ٥ / ٢٢٠.

٧ - طبقات المفسرين ٢ / ٢٨٣.

____________________

(١). تذكرة خواص الاُمة: ٣٨ - ٣٩.

٣١٥

٨ - مرآة الجنان ٤ / ١٣٦.

٩ - الجواهر المضيّة في طبقات الحنفيّة ٢ / ٢٣٠.

١٠ - البداية والنهاية ١٣ / ١٩٤.

١١ - النجوم الزاهرة ٧ / ٣٩.

١٢ - النجوم الزاهرة ٧ / ٣٩.

١٣ - سير أعلام النبلاء ٢٣ / ٢٩٦.

هذا، ولا يخفى على أهل العلم أنّ ( الدّهلوي ) أيضاً ممّن يعتمد على سبط ابن الجوزي ويستند إلى روايته، في نفس كتابه ( التحفة ).

(٥٣)

رواية الكنجي الشّافعي

رواه في باب عقده لنقله بأسانيده قائلاً:

« الباب الثالث والثلاثون - في حديث الطائر:

أخبرنا منصور بن محمّد أبو غالب المراتبي بها، أخبرنا أبو الفرج بن أبي الحسين الحافظ، أخبرنا أحمد بن محمّد السدّي، أخبرنا علي بن عمر بن محمّد السكري، أخبرنا أبو الحسن علي بن السراج المصري، حدّثنا أبو محمّد فهد بن سليمان النحاس، حدّثنا أحمد بن يزيد، حدّثنا زهير، حدّثنا عثمان الطويل، عن أنس بن مالك، أهدي إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طائر وكان يعجبه أكله، فقال: ائتني بأحبّ الخلق يأكل معي من هذا الطائر، فجاء علي بن أبي طالب فقال: إستأذن على رسول الله، قال: فقلت ما عليه إذن - وكنت أحب أنْ يكون رجلاً من الأنصار - فذهب، ثمّ رجع فقال: إستأذن لي عليه، فسمع النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كلامه فقال: اُدخل يا علي،

٣١٦

ثمّ قال: اللّهم وإليَّ اللّهم وإليَّ.

أخبرنا الشيخ العلّامة أبو محمّد عبد الله بن أبي الوفا محمّد بن الحسن الباذرائي الحافظ، عن الحافظ أبي محمّد عبد العزيز بن محمود بن الأخضر قال: أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم بن أبي سهل الهروي، أخبرنا أحمد بن عبد الصمد بن أبي الفضل بن أبي حامد، والقاضي أبو عامر محمود ابن القاسم الأزدي، وأبو نصر عبد العزيز بن محمّد بن إبراهيم الترياقي، قالوا: أخبرنا أبو محمّد عبد الجبار بن محمّد بن عبد الله بن أبي الجراح المروزي، أخبرنا أبو العباس محمّد بن أحمد بن محبوب، أخبرنا الحافظ أبو عيسى محمّد ابن عيسى الترمذي، حدّثنا سفيان بن وكيع، حدّثنا عبيد الله بن موسى عن عيسى ابن عمر، عن السدّي، عن أنس بن مالك، قال: كان عند النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طير فقال: اللّهم ائتني بأحبّ الخلق إليك يأكل معي هذا الطائر، فجاء علي فأكل معه.

قلت: هكذا أخرجه الترمذي في جامعه، وهو أحد الصحاح الستّة.

وقد صحّح الترمذي سماع السدّي من أنس، ووثقه أحمد بن حنبل وسفيان الثوري، وشعبة، وعبد الرحمن بن مهدي، ويحيى بن سعيد القطان.

وقال الحاكم النيسابوري: حديث الطائر يلزم البخاري ومسلم إخراجه في صحيحيهما لأن رجاله ثقات.

و أخبرنا إبراهيم بن بركات بن إبراهيم الخشوعي، أخبرنا الحافظ أبو القاسم، أخبرنا أبو القاسم السمرقندي، أخبرنا أبو محمّد أحمد بن علي بن الحسن بن أبي عثمان، وأبو طاهر أحمد بن محمّد بن إبراهيم، قالا: أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن الحسن بن عبد الله، حدّثنا حمزة بن القاسم الهاشمي، حدّثنا محمّد بن الهيثم، حدّثنا يوسف بن عدي، حدّثنا حماد بن المختار عن عبد الملك بن عمير، عن أنس قال: أُهدي لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طائر فوضع بين يديه، فقال: اللّهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي، فجاء

٣١٧

علي فدّق الباب فقلت: من ذا؟ فقال: أنا علي، فقلت: إنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على حاجة، فرجع، ثلاث مرات كل ذلك يجيء، قال: فضرب الباب برجله فدخل، فقال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ما حبسك؟ قال: جئت ثلاث مرات كل ذلك يقول النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على حاجة.

فقال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ما حملك على ذلك؟ قال قلت: كنت أحب أنْ يكون رجلاً من قومي.

قلت: هكذا رواه الحافظ في تاريخه وطرّقه عن جماعة من الصحابة والتابعين.

أخبرنا شيخ الشيوخ أبو البركات عبد الرحمن بن أبي الحسن عبد اللطيف بن إسماعيل بن أبي السعيد الصوفي - قراءة عليه وأنا أسمع ببغداد - أخبرنا أبو الفتح عبيد الله بن عبد الله بن شاتيل، أخبرنا أحمد بن المظفر بن الحسين بن سوسن، أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن شاذان، أخبرنا محمّد ابن العباس بن نجيح، حدّثنا محمّد بن القاسم النحوي، حدّثنا أبو عاصم، عن أبي الهندي، عن أنس، قال: أُتي النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بطائر فقال: اللّهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي، فجاء علي فحجبته مرتين، فجاء في الثالثة فأذنت له، فقال: يا علي ما حبسك؟ قال: هذه ثلاث مرات قد جئتها فحبسني أنس، قال: لِمَ يا أنس؟ قال: سمعت دعوتك يا رسول الله فأحببت أن يكون رجلاً من قومي. فقال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الرجل يحب قومه.

قلت: رزقناه عالياً، ذكره ابن نجيح البزاز في الأوّل من منتقى أبي حفص عمر البصري.

و قد رواه أيضاً سفينة مولى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، كما أخبرتنا الشيخة الصالحة شرف النساء، وابنة الإِمام أبي الحسن أحمد بن عبد الله بن علي الأبنوسي إجازة.

٣١٨

وحدّثني عنها الإِمام الحافظ أبو محمّد الحسين بن الحافظ عبد الله بن الحافظ عبد الغني من لفظه، قالت: أخبرنا والدي أبو الحسن، أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي بن الحسن الدقاق، أخبرنا أبو محمّد بن البيع، أخبرنا أبو عبد الله المحاملي، حدّثنا عبد الأعلى بن واصل، حدّثنا عون بن سلام، حدّثنا سهل بن شعيب، عن بريدة بن سفيان، عن سفينة - وكان خادماً لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - قال: أُهدي لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طوائر. قال: فرفعت له أُم أيمن بعضها فلمـّا أصبح أتته بها، فقال: ما هذا أُم أيمن؟ فقالت: هذا بعض ما أُهدي لك أمس. قال: أوَلم أنهكِ أن ترفعي لأحد أو لغد طعاماً، إن لكلّ غدٍ رزقه ثمّ قال: اللّهم أدخل لي أحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر، فدخل علي فقال: اللّهم وإليَّ.

قلت: رواه المحاملي في الجزء التاسع من أماليه، كما أخرجناه سواه، وفيه دلالة واضحة على أن علياًعليه‌السلام أحبُّ الخلق إلى الله، وأدل الدلالة على ذلك دعاء النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيما دعا به.

وقد وعد الله تعالى من دعاه بالاجابة، حيث قال عزّ وجلّ( اُدْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) فأمر بالدعاء ووعد بالإِجابة، وهو عزّ وجلّ لا يخلف الميعاد. وما كان الله عزّ وجلّ ليخلف وعده رسله ولا يرد دعاء رسوله لأحب الخلق إليه، ومن أقرب الوسائل إلى الله تعالى محبته ومحبة من يحب لحبه، كما أنشدني بعض أهل العلم في معناه:

بالخمسة الغرّ من قريش

وسادس القوم جبرئيل

بحبهم ربِّ فاعف عني

بحسن ظني بك الجميل

العدد الموسوم في هذا البيت أراد بهم أهل البيت أصحاب العباء الذين قال الله تعالى في حقهم:( لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) وهم محمّد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وعلي، وفاطمة، والحسن، والحسين صلوات الله عليهم وسادس القوم جبرئيلعليه‌السلام .

٣١٩

وحديث أنس الذي صدّرته في أوّل الباب أخرجه الحاكم أبو عبد الله الحافظ النيسابوري عن ستة وثمانين رجلاً، كلهم رووه عن أنس، وهذا ترتيبهم على حروف المعجم.

- أ -

إبراهيم بن هدبة أبو هدبة، وإبراهيم بن مهاجر أبو إسحاق البجلي، وإسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وإسماعيل بن عبد الرحمن السدّي، وإسماعيل بن سليمان بن المغيرة الأزرق، وإسماعيل بن وردان، وإسماعيل بن سليمان، وإسماعيل غير منسوب من أهل الكوفة، وإسماعيل بن سليمان التيمي، وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، وأبان بن أبي عياش أبو إسماعيل.

- ب -

بسام الصيرفي الكوفي، وبرذعة بن عبد الرحمن.

- ث -

ثابت بن أسلم البنانيان، وثمامة بن عبد الله بن أنس.

- ج -

جعفر بن سليمان الضبعي.

- ح -

حسن بن أبي الحسن البصري، وحسن بن الحكم البجلي، وحميد بن التيرويه الطويل.

- خ -

خالد بن عبيد أبو عاصم.

- ز -

الزبير بن عدي، وزياد بن محمّد الثقفي، وزياد بن ثروان.

٣٢٠

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411