نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ١٣

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار14%

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 411

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 411 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 193958 / تحميل: 9605
الحجم الحجم الحجم
نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ١٣

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

[ ١٥٤٧ ] ٢ - وفي ( عيون الأخبار ) عن أبيه ومحمّد بن الحسن، عن محمّد بن يحيى، وأحمد بن إدريس، جميعاً عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن بكر بن صالح، عن الجعفري، عن أبي الحسن (عليه‌السلام ) قال: قلّموا أظفاركم يوم الثلاثاء واستحموا يوم الأربعاء، الحديث.

ورواه في ( الفقيه ) مرسلاً(١) .

[ ١٥٤٨ ] ٣ - وفي ( الخصال ): عن محمّد بن الحسن، عن أحمد بن إدريس، عن محمّد بن أحمد، عن محمّد بن عيسى، عن القاسم بن يحيى، عن جدّه الحسن بن راشد، عن محمّد بن مسلم، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: قال أمير المؤمنين (عليه‌السلام ) : ينبغي للرجل أن يتوقّى النورة يوم الأربعاء فإنّه يوم نحس مستمرّ.

[ ١٥٤٩ ] ٤ - محمّد بن علي الفارسي الفتال في ( روضة الواعظين ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : خمس خصال تورث البرص: النورة يوم الجمعة ويوم الأربعاء، والتوضي والاغتسال بالماء الذي تسخنه الشمس، والأكل على الجنابة، وغشيان المرأة في حيضها، والأكل على الشبع.

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك وعلى عدم كراهة النورة يوم الجمعة في أحاديث الجمعة، وأنّ ما تضمّن الكراهة محمول إمّا على النسخ أو التقية(٢) .

__________________

٢ - عيون أخبار الرضا (عليه‌السلام ) ١: ٢٧٩ / ٢٠.

(١) الفقيه ١: ٧٧ / ٣٤٥ ويأتي تمام الحديث عنهما وعن الخصال في الحديث ٧ من الباب ٣٧ من أبواب صلاة الجمعة.

٣ - الخصال: ٣٨٨ / ٧٧، وأورده في الحديث ٣ من الباب ٥ من أبواب آداب السفر.

٤ - روضة الواعظين: ٣٠٨، وأورده عن الخصال في الحديث ٦ من الباب ٣٨ من أبواب صلاة الجمعة.

(٢) يأتي ما يدلّ على ذلك في الباب ٣٨ من أبواب صلاة الجمعة، وفي الحديث ٤ من الباب ٥ من أبواب آداب السفر، وفي الحديث ٥ من الباب ١١ والحديث ١٩ من الباب ١٣ من أبواب ما يكتسب به.

٨١

٤١ - باب استحباب الخضاب للرجل والمرأة وعدم وجوبه، وجواز اقسام الخضاب، واستحباب خضاب المرأة عند ارتفاع الحيض

[ ١٥٥٠ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن ابن محبوب، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: خضب النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ولم يمنع عليّاً إلّا قول رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : تخضب هذه من هذه، وقد خضب الحسين وأبو جعفر (عليهما‌السلام )

[ ١٥٥١ ] ٢ - وعنه، عن أحمد بن محمّد، عن العبّاس بن موسى الورّاق، عن أبي الحسن (عليه‌السلام ) قال: دخل قوم على أبي جعفر (عليه‌السلام ) فرأوه مختضباً بالسواد فسألوه ! فقال: إنّي رجل أُحبّ النساء فأنا أتصنّع لهنّ.

[ ١٥٥٢ ] ٣ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان جميعاً، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي الحسن (عليه‌السلام ) قال: في الخضاب ثلاث خصال: مهيبة في الحرب، ومحبّة إلى النساء، ويزيد في الباه(١) .

[ ١٥٥٣ ] ٤ - وعنه، عن أبيه، وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع جميعاً، عن حنان بن سدير، عن أبيه، قال: دخلت أنا وأبي وجدّي وعمّي حمّاماً بالمدينة فإذا رجل في بيت المسلخ فقال لنا:

__________________

الباب ٤١

فيه ١٠ أحاديث

١ - الكافي ٦: ٤٨١ / ٨.

٢ - الكافي ٦: ٤٨٠ / ٣.

٣ - الكافي ٦: ٤٨١ / ٦.

(١) الباه والباهة: النكاح وقيل: الحظ من النكاح ( لسان العرب ١٣: ٤٧٩ ).

٤ - الكافي ٦: ٤٩٧ / ٨.

٨٢

ممّن القوم ؟ - إلى أن قال: - فلمّا كان(١) في البيت الحارّ صمد(٢) لجدّي، فقال: يا كهل ما يمنعك من الخضاب ؟ فقال له جدّي: أدركت من هو خير منّي ومنك لا يختضب، قال: فغضب لذلك حتّى عرفنا غضبه في الحمّام، قال: ومن ذاك الذي هو خير منّي ؟ فقال: أدركت علي بن أبي طالب (عليه‌السلام ) وهو لا يختضب، قال: فنكس رأسه وتصابّ عرقاً، فقال: صدقت وبررت ثمّ قال: يا كهل إن تختضب فإنّ رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) قد خضب هو خير من علي، وان تترك فلك بعلي سنة، قال: فلمّا خرجنا من الحمّام سألنا عن الرجل فإذا هو علي بن الحسين، ومعه ابنه محمّد بن علي (عليهما‌السلام )

ورواه الصدوق بإسناده عن حنان بن سدير، مثله، إلّا أنّه قال: وإن تترك فلك بعلي أُسوة(٣) .

[ ١٥٥٤ ] ٥ - محمّد بن علي بن الحسين قال: قال أمير المؤمنين (عليه‌السلام ): الخضاب هدي إلى(٤) محمّد (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) وهومن السنّة.

[ ١٥٥٥ ] ٦ - قال: وقال الصادق (عليه‌السلام ): لا بأس بالخضاب كلّه.

[ ١٥٥٦ ] ٧ - وبإسناده عن محمّد بن مسلم أنّه سأل أبا جعفر (عليه‌السلام ) عن الخضاب، فقال: كان رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) يختضب وهذا شعره عندنا.

__________________

(١) في المصدر: كنّا.

(٢) صمده وصمد إليه: قَصَدَهُ ( لسان العرب ٣: ٢٥٨ ).

(٣) الفقيه ١: ٦٦ / ٢٥٢، وأورد صدره في الحديث ٤ من الباب ٩، وذيله في الحديث ٣ من الباب ٢١ من هذه الأبواب.

٥ - الفقيه ١: ٦٩ / ٢٧٤

(٤) إلى: ليس في المصدر.

٦ - الفقيه ١: ٦٩ / ٢٧٥.

٧ - الفقيه ١: ٦٩ / ٢٧٧.

٨٣

[ ١٥٥٧ ] ٨ - وفي ( الخصال ): عن محمّد بن جعفر البندار، عن مسعدة بن أسمع، عن أحمد بن حازم، عن محمّد بن كناسة، عن هشام بن عروة، عن عثمان بن عروة، عن أبيه، عن الزبير بن العوام قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : غيّروا الشيب ولا تشبّهوا(١) باليهود والنصارى.

[ ١٥٥٨ ] ٩ - وعن أبي محمّد عبدالله الشافعي(٢) ، عن محمّد بن جعفر الأشعث، عن محمّد بن إدريس، عن محمّد بن عبدالله الأنصاري، عن محمّد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : غيّروا الشيب، ولا تشبّهوا(٣) باليهود والنصارى.

قال الصدوق: إنّما أوردت هذين الخبرين: أحدهما عن الزبير، والآخر عن أبي هريرة لأنّ أهل النصب ينكرون على الشيعة استعمال الخضاب ولا يقدرون على دفع ما يصحّ عنهما، وفيهما حجّة لنا عليهم(٤) .

[ ١٥٥٩ ] ١٠ - وفي ( العلل ): عن محمّد بن أحمد السناني، عن محمّد بن أبي عبدالله الكوفي، عن محمّد بن أبي بشر، عن الحسين بن الهيثم، عن سليمان بن داود، عن علي بن غراب، عن ثابت بن أبي صفيّة، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة قال: قلت لأمير المؤمنين (عليه‌السلام ) : ما منعك من الخضاب وقد اختضب رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ؟ قال: أنتظر أشقاها أن يخضب لحيتي من دم رأسي بعهد معهود أخبرني به حبيبي رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله )

__________________

٨ - الخصال: ٤٩٧ / ٣.

(١) في المصدر: تتشبّهوا.

٩ - الخصال: ٤٩٨ / ٤.

(٢) كذا وفي المصدر: أبو محمد محمد بن عبدالله الشافعي.

(٣) في المصدر: تتشبّهوا.

(٤) الخصال: ٤٩٨.

١٠ - علل الشرائع: ١٧٣ / ١.

٨٤

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك في السواك(١) ويأتي ما يدلّ عليه هنا(٢) وعلى الحكم الأخير في الحيض(٣) .

٤٢ - باب استحباب الانفاق في الخضاب

[ ١٥٦٠ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن محمّد بن بندار، ومحمّد بن الحسن، عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر، عن محمّد بن عبدالله بن مهران، عن أبيه رفعه قال: قال النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : نفقة درهم في الخضاب أفضل من نفقة درهم في سبيل الله، إنّ فيه أربع عشرة خصلة: يطرد الريح من الأُذنين، ويجلو الغشا عن(٤) البصر، ويلين الخياشيم، ويطيب النكهة، ويشدّ اللثة، ويذهب بالغشيان(٥) ويقل وسوسة الشيطان، وتفرح به الملائكة ويستبشر به المؤمن، ويغيظ به الكافر، وهو زينة، وهو طيب، وبراءة في قبره، ويستحيي منه منكر ونكير.

[ ١٥٦١ ] ٢ - محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن حمّاد بن عمرو وأنس بن محمّد، عن أبيه، عن جعفر بن محمّد، عن آبائه (عليهم‌السلام ) - في وصية النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) لعلي (عليه‌السلام ) - قال: يا علي، درهم في

__________________

(١) تقدّم ما يدلّ عليه في الحديث ٢٣ من الباب ١ من أبواب السواك، وفي الباب ٣٥، ٣٦ من هذه الأبواب.

(٢) يأتي في الأبواب ٤٢ - ٥٢ من هذه الأبواب، وفي الباب ٢٢ من أبواب الجنابة، وفي الباب ٤٣ من أبواب الحيض.

(٣) يأتي في الباب ٤٢ من أبواب الحيض.

الباب ٤٢

فيه حديثان

١ - الكافي ٦: ٤٨٢ / ١٢، ورواه الصدوق في الخصال: ٤٩٧ / ١، وثواب الأعمال: ٣٨ / ٣.

(٤) في نسخة: من، ( منه قدّه ).

(٥) الظاهر: بالغثيان، ( منه قدّه ).

٢ - الفقيه ٤: ٢٦٧ / ٨٢٤.

٨٥

الخضاب أفضل(١) من ألف درهم ينفق في سبيل الله وفيه أربع عشرة خصلة، ثمّ ذكر نحوه، إلّا أنّه قال: ويجلو البصر، وقال: ويذهب بالضنى بدل قوله: ويذهب بالغشيان، ورواه أيضاً مرسلاً(٢) .

ورواه في ( الخصال ) بإسناده الآتي(٣) . عن أنس بن محمّد(٤) .

وروى الذي قبله في ( الخصال )(٥) وفي ( ثواب الأعمال )(٦) : عن أحمد بن محمّد بن يحيى، عن أبيه، عن محمّد بن أحمد، عن إبراهيم بن إسحاق، عن محمّد بن علي البغدادي(٧) الهمداني، عن أبيه، عن عبدالله بن المبارك، عن عبدالله بن زيد رفع الحديث قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) وذكر، مثله.

٤٣ - باب كراهة نصول الخضاب واستحباب اعادته

[ ١٥٦٢ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن احمد بن أبي عبدالله، عن محمّد بن إسماعيل، عن محمّد بن عذافر، عن عمر بن يزيد قال: قال أبو عبدالله: إيّاك ونصول الخضاب فإنّ ذلك بؤس.

[ ١٥٦٣ ] ٢ - محمّد بن محمّد بن النعمان المفيد في ( الإِرشاد ) قال: إن الحسين (عليه‌السلام ) كان يختضب بالحنّاء والكتم(٨) وقتل (عليه‌السلام ) وقد نصل

__________________

(١) في نسخة: خير. ( منه قدّه ).

(٢) الفقيه ١: ٧٠ / ٢٨٥.

(٣) يأتي في الفائدة الأولى من الخاتمة برمز (خ).

(٤) الخصال: ٤٩٧ / ١.

(٥، ٦) تقدم في الحديث ١.

(٧) نسخة الخصال فقط، ( منه قدّه ).

الباب ٤٣

فيه حديثان

١ - الكافي ٦: ٤٨٢ / ١١.

٢ - إرشاد المفيد: ٢٥٢.

(٨) الكتم: نبت يخلط مع الحناء ويصبغ به الشعر، فيكون لونه أسود. وهو نبت ورقه كورق الآس أو أصغر، ينبت في أعالي الجبال ( أنظر لسان العرب ١٢: ٥٠٨ ).

٨٦

الخضاب من عارضيه(١) .

أقول: هذا محمول على الجواز، أو على الضرورة، وعدم تمكّنه من إعادته.

٤٤ - باب استحباب خضاب الشيب وعدم وجوبه وعدم استحبابه لأهل المصيبة

[ ١٥٦٤ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن علي بن الحكم، عن مسكين [ بن ](٢) أبي الحكم، عن رجل، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: جاء رجل الى النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) فنظر إلى الشيب في لحيته، فقال النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : نور، ثمّ قال: من شاب شيبة في الإِسلام كانت له نوراً يوم القيامة، قال: فخضب الرجل بالحنّاء ثمّ جاء إلى النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) فلمّا رأى الخضاب قال: نور وإسلام، فخضب الرجل بالسواد، فقال النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : نور وإسلام وإيمان، ومحبّة إلى نسائكم، ورهبة في قلوب عدوّكم.

[ ١٥٦٥ ] ٢ - محمّد بن الحسين الرضي الموسوي في ( نهج البلاغة ) عن أمير المؤمنين (عليه‌السلام ) أنّه سئل عن قول رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : غيّروا الشيب ولا تشبهوا باليهود، فقال: إنّما قال النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ذلك والدين قُلّ، وأمّا الآن وقد اتّسع نطاقه وضرب بجرانه فامرؤ وما اختار.

__________________

(١) العارض: الخدّ يقال: أخذ الشعر من عارضيه وهما جانبا اللحية ( لسان العرب ٧: ١٨٠ ).

الباب ٤٤

فيه ٣ أحاديث

١ - الكافي ٦: ٤٨٠ / ٢.

(٢) أثبتناه من المصدر.

٢ - نهج البلاغة ٣: ١٥٤ / ١٦.

٨٧

[ ١٥٦٦ ] ٣ - قال: وقيل له: لو غيّرت شيبك يا أمير المؤمنين، فقال: الخضاب زينة ونحن قوم في مصيبة، يريد برسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله )

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(١) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٢) .

٤٥ - باب استحباب خضاب الرأس واللحية

[ ١٥٦٧ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمّار، عن حفص الأعور قال: سألت أبا عبدالله (عليه‌السلام ) عن خضاب الرأس واللحية أمن السنة ؟ فقال: نعم، قلت: إن أمير المؤمنين (عليه‌السلام ) لم يختضب، قال: إنما منعه قول رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : إنّ هذه ستخضب من هذه.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٣) ، ويأتي ما يدلّ عليه إنشاء الله(٤) .

٤٦ - باب استحباب الخضاب بالسواد

[ ١٥٦٨ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضّال، عن الحسن بن الجهم قال: دخلت على أبي الحسن (عليه‌السلام ) وقد اختضب بالسواد فقلت: أراك اختضبت بالسواد، فقال: إنّ في الخضاب أجراً والخضاب والتهيئة ممّا يزيد الله عزّ وجلّ في عفّة النساء، ولقد

__________________

٣ - نهج البلاغة ٣: ٢٦٥ / ٤٧٣.

(١) تقدّم ما يدلّ على ذلك في الباب ٤١ من هذه الأبواب.

(٢) يأتي ما يدلّ عليه في الأبواب الآتية من الخضاب.

الباب ٤٥

فيه حديث واحد

١ - الكافي ٦: ٤٨١ / ٥.

(٣) تقدّم ما يدلّ على ذلك في الباب ٤١ من هذه الأبواب.

(٤) يأتي ما يدلّ عليه في الأبواب التالية.

الباب ٤٦

فيه ٦ أحاديث

١ - الكافي ٦: ٤٨٠ / ١.

٨٨

ترك النساء العفّة بترك أزواجهنَّ لهنّ التهيئة، قال: قلت: بلغنا أنّ الحنّاء يزيد في الشيب، قال: أيّ شيء يزيد في الشيب، الشيب يزيد في كلّ يوم.

ورواه الصدوق بإسناده عن الحسن بن الجهم قال: دخلت على أبي الحسن موسى بن جعفر (عليه‌السلام ) ، وذكر الحديث(١) .

[ ١٥٦٩ ] ٢ - وعنه، عن أحمد بن محمّد، عن سعيد بن جناح، عن أبي خالد الزيدي، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه‌السلام ) قال: دخل قوم على الحسين بن علي (عليه‌السلام ) فرأوه مختضباً بالسواد فسألوه عن ذلك، فمدّ يده إلى لحيته، ثمّ قال: أمر رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) في غزاة غزاها أن يختضبوا بالسواد ليقووا به على المشركين.

[ ١٥٧٠ ] ٣ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه، عن القاسم بن محمّد الجوهري، عن حسين بن عمر بن يزيد، عن أبيه قال: سمعت أبا عبدالله (عليه‌السلام ) يقول: الخضاب بالسواد أُنس للنساء، ومهابة للعدوّ.

محمّد بن علي بن الحسين قال: قال الصادق (عليه‌السلام ) ، وذكر مثله(٢) .

[ ١٥٧١ ] ٤ - قال: وقال (عليه‌السلام ) في قول الله عزّ وجلّ:( وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ ) (٣) قال: منه الخضاب بالسواد.

__________________

(١) الفقيه ١: ٦٩ / ٢٧٦. وجاء في هامش المخطوط ما نصّه: « سيأتي في أحاديث الحنّاء أنّه يزيد في الشيب وكأنّه على وجه المدح، فهذا محمول على إنكار الزيادة المعتد بها وإرادة أنّ الزيادة بسبب مرور الأيام أكثر وأعظم من زيادة الحناء » ( منه قدّه ).

٢ - الكافي ٦: ٤٨١ / ٤.

٣ - الكافي ٦: ٤٨٣ / ٧.

(٢) الفقيه ١: ٧٠ / ٢٨١.

٤ - الفقيه ١: ٧٠ / ٢٨٢.

(٣) الأنفال ٨: ٦٠.

٨٩

[ ١٥٧٢ ] ٥ - وفي ( ثواب الأعمال ) عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن الحسن، عن أبيه، عن ظريف بن ناصح، عن عمرو بن خليفة العبدي، عن المثنّى اليماني قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : أحبّ خضابكم إلى الله الحالك(١) .

[ ١٥٧٣ ] ٦ - وعن محمّد بن علي ماجيلويه، عن عمه محمّد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن منصور بن العبّاس، عن سعيد بن جناح، عن سليمان بن جعفر الجعفري، عن أبي الحسن (عليه‌السلام ) قال: الخضاب بالسواد زينة للنساء ومكبتة(٢) للعدوّ.

أقول: تقدّم ما يدلّ على ذلك(٣) ويأتي ما يدلّ عليه(٤) .

٤٧ - باب استحباب الخضاب بالصفرة والحمرة، واختيار الحمرة على الصفرة، واختيار السواد عليهما

[ ١٥٧٤ ] ١ - محمّد بن علي بن الحسين قال: إنّ رجلاً دخل على رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) وقد صفر لحيته، فقال له رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : ما أحسن هذا ؟ ثمّ دخل عليه بعد هذا وقد أقنى بالحنّاء فتبسّم رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) وقال: هذا أحسن من ذاك، ثمّ دخل عليه بعد ذلك وقد خضب بالسواد، فضحك إليه، وقال هذا أحسن من ذاك وذاك.

__________________

٥ - ثواب الأعمال: ٣٧ / ٢.

(١) الحالك: يقال للأسود الشديد السواد: حالك وقد حلك الشيء: اشتدّ سواده. ( لسان العرب ١٠: ٤١٥ ).

٦ - ثواب الأعمال: ٣٩ / ٥.

(٢) مُكبتة، من الكبت: وهو الخيبة، والذلّ، والغلبة. ( لسان العرب ٢: ٧٦ ).

(٣) تقدّم في الحديث ٢ من الباب ٤١ من هذه الأبواب.

(٤) يأتي في الحديث ٢ من الباب التالي، وفي الحديث ٢ من الباب ٥٢ من هذه الأبواب.

الباب ٤٧

فيه ٣ أحاديث

١ - الفقيه ١: ٧٠ / ٢٨٢.

٩٠

[ ١٥٧٥ ] ٢ - وفي ( المجالس ) عن أبيه، عن الحسين(١) بن أحمد المالكي، عن أبيه، عن علي بن المؤمّل قال: لقيت موسى بن جعفر (عليه‌السلام ) وكان يخضب بالحمرة، فقلت: جعلت فداك ليس هذا من خضاب أهلك، فقال: أجل كنت أختضب بالوسمة فتحرّكت عليَّ أسناني، إنّ الرجل كان إذا أسلم على عهد رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) فعل ذلك، ولقد خضب أمير المؤمنين (عليه‌السلام ) بالصفرة، فبلغ النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ذلك، فقال ( في الخضاب )(٢) إسلام، فخضبه بالحمرة، فبلغ النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ذلك، فقال: إسلام وإيمان، فخضبه بالسواد، فبلغ النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ذلك، فقال: إسلام وإيمان ونور.

[ ١٥٧٦ ] ٣ - وفي ( ثواب الأعمال ): عن محمّد بن الحسن، عن الصفّار، عن إبراهيم بن هاشم، عن محمّد بن علي الأنصاري، عن عيسى بن عبدالله بن محمّد بن عمر بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن جدّه قال: بلغ رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) أنّ قوماً من أصحابه صفروا لحاهم، فقال: هذا خضاب الإِسلام، إنّي لأُحبّ أن أراهم.

قال علي (عليه‌السلام ) فمررت ( عليهم فأخبرتهم )(٣) فأتوه، فلمّا رآهم، قال: هذا خضاب الإِسلام، قال: فلمّا سمعوا ذلك منه رغبوا فأقنوا(٤) فلمّا بلغ ذلك رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) قال: هذا خضاب الإيمان إنّي لأُحبّ أن أراهم.

قال علي (عليه‌السلام ) : فمررت عليهم فأخبرتهم فأتوه، فلمّا رآهم، قال: هذا خضاب الإيمان، فلمّا سمعوا ذلك منه بقوا عليه حتّى ماتوا.

أقول: ويأتي ما يدلّ على الخضاب بالحمرة إن شاء الله تعالى(٥) ، وتقدّم

__________________

٢ - أمالي الصدوق: ٢٥٠ / ٩.

(١) في المصدر: الحسن.

٣ - ثواب الأعمال: ٣٧ / ١.

(٢) في المصدر: بهم وأخبرتهم.

(٣) وفيه: فاقنؤوا.

(٤) يأتي في الباب ٥٠ من هذه الأبواب.

٩١

ما يدل على بعض المقصود(١) ، ويأتي ما يدل عليه(٢) .

٤٨ - باب استحباب الخضاب بالكتم ( * )

[ ١٥٧٧ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حمّاد، عن الحلبي قال: سألت أبا عبدالله (عليه‌السلام ) عن خضاب الشعر فقال: قد خضب النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) والحسين بن علي، وأبو جعفر (عليهم‌السلام ) بالكتم.

[ ١٥٧٨ ] ٢ - محمّد بن علي بن الحسين قال: كان النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) والحسين بن علي، وأبو جعفر محمّد بن علي (عليهم‌السلام ) يختضبون بالكتم وكان علي بن الحسين (عليه‌السلام ) يختضب بالحناء والكتم.

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك(٣) .

٤٩ - باب استحباب الخضاب بالوسمة ( * )

[ ١٥٧٩ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن

__________________

(١) تقدم في الباب ٤١ من هذه الأبواب.

(٢) يأتي في الحديث ١ من الباب ٥٠ والحديث ٢ من الباب ٥٢ من هذه الأبواب.

الباب ٤٨

فيه حديثان

* - ورد في هامش المخطوط ما نصه: قال ابن الأثير الكتم هو نبت يخلط مع الوسمة ويصبغ به الشعر أسود وقيل هو الوسمة، وقال الجوهري الكتم بالتحريك نبت يخلط بالوسمة يختضب به، ( منه قدّه ).

١ - الكافي ٦: ٤٨١ / ٧.

٢ - الفقيه ١: ٦٩ / ٢٧٩ و ٧٠ / ٢٨٠.

(٣) يأتي في الباب ٥١ من هذه الأبواب.

الباب ٤٩

فيه ٧ أحاديث

* - الوسمة بكسر السين: نبات يختضب به. ( لسان العرب ١٢: ٦٣٧ ).

١ - الكافي ٦: ٤٨٢ / ١.

٩٢

علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن أبي بكر الحضرمي قال: كنت مع أبي علقمة، والحارث بن المغيرة، وأبي حسّان عند أبي عبدالله (عليه‌السلام ) وعلقمة مختضب بالحنّاء، والحارث مختضب بالوسمة، وأبو حسان لا يختضب، فقال كل رجل منهم: ما ترى في هذا رحمك الله ؟ وأشار إلى لحيته، فقال أبو عبدالله (عليه‌السلام ) : ما أحسنه ؟ قالوا: أكان أبو جعفر (عليه‌السلام ) مختضباً بالوسمة ؟ قال: نعم، ذلك حين تزوّج الثقفيّة أخذته جواريها فخضّبنه.

[ ١٥٨٠ ] ٢ - وعنه، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب، عن عبدالله بن سنان، قال: سألت أبا عبدالله (عليه‌السلام ) عن الوسمة ؟ فقال: لا بأس بها للشيخ الكبير.

[ ١٥٨١ ] ٣ - وبالإسناد، عن ابن محبوب، عن العلاء بن رزين، عن محمّد بن مسلم، قال: رأيت أبا جعفر (عليه‌السلام ) يمضغ علكاً، فقال: يا محمّد نقضت الوسمة أضراسي فمضغت هذا العلك لأشدّها، قال: وكانت استرخت فشدّها بالذهب.

[ ١٥٨٢ ] ٤ - وعن أبي علي الأشعري، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن ابن فضّال، عن ثعلبة بن ميمون، عن محمّد بن مسلم قال: قال أبو جعفر (عليه‌السلام ) نقضت أضراسي الوسمة.

أقول: هذا يدلّ على ملازمته لها، فيفيد الاستحباب، وليس بصريح في الذم وكذا الذي قبله.

[ ١٥٨٣ ] ٥ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن عدّة من أصحابه، عن علي بن أسباط، عن عمّه يعقوب بن سالم قال: قال أبو عبدالله

__________________

٢ - الكافي ٦: ٤٨٢ / ٢.

٣ - الكافي ٦: ٤٨٢ / ٣، وأورد ذيله في الحديث ١ من الباب ٣١ من أبواب لباس المصلّي.

٤ - الكافي ٦: ٤٨٣ / ٤.

٥ - الكافي ٦: ٤٨٣ / ٥.

٩٣

(عليه‌السلام ) : قتل الحسين (عليه‌السلام ) ، وهو مختضب بالوسمة.

[ ١٥٨٤ ] ٦ - وعنهم، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه، عن يونس، عن أبي بكر الحضرمي قال: سألت أبا عبدالله (عليه‌السلام ) عن الخضاب بالوسمة، فقال: لا بأس قد قتل الحسين (عليه‌السلام ) وهو مختضب بالوسمة.

[ ١٥٨٥ ] ٧ - محمّد بن علي بن الحسين قال: وقد خضب الأئمّة (عليهم‌السلام ) بالوسمة.

٥٠ - باب استحباب الخضاب بالحنّاء

[ ١٥٨٦ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن خالد، عن فضالة بن أيّوب، عن معاوية بن عمّار قال: رأيت أبا جعفر (عليه‌السلام ) يختضب بالحنّاء خضاباً قانياً.

[ ١٥٨٧ ] ٢ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: الحنّاء يزيد في ماء الوجه ويكثر الشيب.

[ ١٥٨٨ ] ٣ - وعنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمّار قال: رأيت أبا جعفر (عليه‌السلام ) ، مخضوباً بالحنّاء.

[ ١٥٨٩ ] ٤ - وعن أبي علي الأشعري، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن

__________________

٦ - الكافي ٦: ٤٨٣ / ٦.

٧ - الفقيه ١: ٧٠ / ٢٨٤.

الباب ٥٠

فيه ٧ أحاديث

١ - الكافي ٦: ٤٨١ / ١٠.

٢ - الكافي ٦: ٤٨٣ / ١.

٣ - الكافي ٦: ٤٨٣ / ٣.

٤ - الكافي ٦: ٤٨٣ / ٢.

٩٤

صفوان، عن العلاء، عن محمّد بن مسلم قال: قال أبو جعفر (عليه‌السلام ): الحنّاء يشعل الشيب.

أقول: ويأتي إن شاء الله ما يدلّ على مدح الشيب فلا بأس بزيادته(١) .

[ ١٥٩٠ ] ٥ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه، عن فضالة بن أيّوب، عن حريز، عن مولى لعلي بن الحسين (عليه‌السلام ) قال: سمعت علي بن الحسين (عليه‌السلام ) يقول: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : اخضبوا بالحنّاء فإنّه يجلو البصر، وينبت الشعر، ويطيب الريح، ويسكن الزوجة.

[ ١٥٩١ ] ٦ - وعنهم، عن أحمد، عن عبدوس بن إبراهيم، رفعه إلى أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: الحنّاء يذهب بالسهك، ويزيد في ماء الوجه، ويطيب النكهة(٢) ، ويحسن الولد.

ورواه الصدوق مرسلاً(٣) ، وكذا الذي قبله.

[ ١٥٩٢ ] ٧ - محمّد بن علي بن الحسين في كتاب ( إكمال الدين ): عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمّد بن صدقة العنبري قال: لما توفّي أبو إبراهيم موسى بن جعفر (عليه‌السلام ) - إلى أن قال: - فدخل عليه سبعون رجلاً من شيعته فنظروا إلى موسى بن جعفر (عليه‌السلام ) وليس به أثر جراحة ولا سمّ ولا خنق، وكان في رجله أثر الحنّاء، الحديث.

__________________

(١) يأتي في الباب ٧٩ من هذه الأبواب.

٥ - الكافي ٦: ٤٨٣ / ٤، ورواه الصدوق في الفقيه ١: ٦٨ / ٢٧٢.

٦ - الكافي ٦: ٤٨٤ / ٥، وأورد نحوه في الحديث ٩ من الباب ٣٥ من هذه الأبواب.

(٢) النكهة: ريح الفم، ( منه قده ) نقلاً عن الصحاح ٦: ٢٢٥٣.

(٣) الفقيه ١: ٦٩ / ٢٧٣.

٧ - إكمال الدين: ٣٩.

٩٥

أقول: وتقدّم ما يدلّ عليه(١) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٢) .

٥١ - باب استحباب الخضاب بالحنّاء والكتم

[ ١٥٩٣ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن أبي العباس محمّد بن جعفر، عن محمّد بن عبد الحميد، عن سيف بن عميرة، عن أبي شيبه الأسدي قال: سألت أبا عبدالله (عليه‌السلام ) ، عن خضاب الشعر، فقال: خضب الحسين وأبو جعفر (عليهما‌السلام ) بالحنّاء والكتم.

[ ١٥٩٤ ] ٢ - عبدالله بن جعفر الحميري في ( قرب الإِسناد ): عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن زياد، عن جعفر بن محمّد (عليه‌السلام ) قال: اختضب الحسين وأبي بالحنّاء والكتم.

[ ١٥٩٥ ] ٢ - محمّد بن محمّد بن النعمان المفيد في ( الإِرشاد ) قال: كان الحسين (عليه‌السلام ) ، يختضب بالحنّاء والكتم، وقتل (عليه‌السلام ) وقد نصل الخضاب من عارضيه.

[ ١٥٩٦ ] ٤ - أحمد بن علي بن العبّاس النجاشي في ( كتاب الرجال ): عن أبي العبّاس أحمد بن علي بن نوح، عن الحسين بن إبراهيم، عن محمّد بن هارون، عن محمّد بن الحسين، وعيسى بن عبدالله، عن محمّد بن سعيد، عن شريك، عن جابر، عن عمرو بن حريث، عن عبيدالله بن الحرّ أنّه سأل الحسين بن علي

__________________

(١) تقدم ما يدلّ على ذلك في الباب ٤٧ من هذه الأبواب، وفي الحديث ١ من الباب ٤٩ من هذه الأبواب.

(٢) يأتي مايدلّ عليه في الباب ٥١ و ٥٢ من هذه الأبواب.

الباب ٥١

فيه ٤ أحاديث

١ - الكافي ٦: ٤٨١ / ٩.

٢ - قرب الإِسناد: ٣٩.

٣ - الإِرشاد: ٢٥٢، وأورده أيضاً في الحديث ٢ من الباب ٤٣ من هذه الأبواب.

٤ - رجال النجاشي: ٩ / ٦.

٩٦

(عليه‌السلام ) عن خضابه، فقال: أما أنّه ليس كما ترون، إنّما هو حنّاء وكتم.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(١) .

٥٢ - باب كراهة ترك المرأة للحليّ وخضاب اليد، وإن كانت مسنّة وإن كانت غير ذات البعل

[ ١٥٩٧ ] ١ - محمّد بن علي بن الحسين قال: قال الصادق (عليه‌السلام ) : لا ينبغي للمرأة أن تعطّل نفسها ولو أن تعلّق في عنقها قلادة، ولا ينبغي لها أن تدع يدها من الخضاب ولو أن تمسحها بالحنّاء مسحاً، وإن كانت مسنّة.

ورواه في ( المجالس ) عن محمّد بن موسى بن المتوكل، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن داود بن سرحان قال: قال أبو عبدالله (عليه‌السلام ) ، وذكر مثله(٢) .

[ ١٥٩٨ ] ٢ - الحسن بن الفضل الطبرسي في ( مكارم الأخلاق ): عن جعفر بن محمّد (عليه‌السلام ) ، قال: رخّص رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) للمرأة أن تخضب رأسها بالسواد، قال: وأمر رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) النساء بالخضاب ذات البعل وغير ذات البعل، أمّا ذات البعل فتزيّن(٣) لزوجها، وأمّا غير ذات البعل فلا تشبه يدها يد الرجال.

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك في لباس المصلّي، وفي أحكام الملابس،

__________________

(١) تقدم في الحديث ٢ من الباب ٤٨ من هذه الأبواب.

الباب ٥٢

فيه حديثان

١ - الفقيه ١: ٧٠ / ٢٨٣.

(٢) أمالي الصدوق: ٣٢٤ / ٦.

٢ - مكارم الأخلاق: ٨٢.

(٣) في المصدر: فتتزين.

٩٧

وفي النكاح وغير ذلك(١) .

٥٣ - باب استحباب الخضاب عند لقاء الأعداء، وعند لقاء النساء

أقول: قد تقدّم ما يدلّ على ذلك في عدّة أحاديث متفرّقة في الأبواب السابقة وفي بعضها ما يدلّ على أن مهابة الأعداء هو العلة في استحباب الخضاب أو الأمر به في أوّل الإسلام، والله أعلم.

٥٤ - باب استحباب الكحل للرجل والمرأة

[ ١٥٩٩ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن ابن فضّال، عن حمّاد بن عيسى، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: الكحل يعذب الفم.

[ ١٦٠٠ ] ٢ - وعنهم، عن أحمد، عن أبيه، عن خلف بن حمّاد، عمّن ذكره، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: الكحل ينبت الشعر، ويحدّ البصر، ويعين على طول السجود.

[ ١٦٠١ ] ٣ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن ابن

__________________

(١) يأتي في:

أ - الباب ٥٨ من أبواب لباس المصلي.

ب - في الباب ٦٣ من أبواب أحكام الملابس.

ج - الباب ٨٥ من أبواب مقدمات النكاح.

الباب ٥٣

تقدم في الأبواب ٤١، ٤٢، ٤٤، ٤٦، ٤٧ من هذه الأبواب.

الباب ٥٤

فيه ٥ أحاديث

١ - الكافي ٦: ٤٩٤ / ٥.

٢ - الكافي ٦: ٤٩٤ / ٦.

٣ - الكافي ٦: ٤٩٤ / ٨.

٩٨

فضّال، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: الكحل يزيد في المباضعة.

[ ١٦٠٢ ] ٤ - وعن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن سنان، عن حمّاد بن عثمان، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: الكحل ينبت الشعر، ويجفف الدمعة، ويعذب الريق، ويجلو البصر.

محمّد بن علي بن الحسين في ( ثواب الأعمال )(١) : عن ( محمّد بن الحسن بن أحمد )(٢) ، عن أبيه، عن محمّد بن أحمد، عن سهل بن زياد مثله.

وفي ( الخصال ): عن محمّد بن الحسن، عن الصفّار، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن سنان، مثله(٣) .

[ ١٦٠٣ ] ٥ - وفي ( ثواب الأعمال ): عن أحمد بن علي، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن عبدالله بن مقاتل، عن أبي الحسن الرضا (عليه‌السلام ) قال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكتحل.

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك(٤) .

٥٥ - باب استحباب الاكتحال بالإِثمد، وخصوصاً بغير مسك

[ ١٦٠٤ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعن

__________________

٤ - الكافي ٦: ٤٩٤ / ١٠.

(١) ثواب الأعمال: ٤١ / ٤.

(٢) كذا في الأصل وفي المصدر: الحسين بن أحمد.

(٣) الخصال: ١٨ / ٦٣.

٥ - ثواب الأعمال: ٤٠ / ٢.

(٤) يأتي في الأبواب ٥٥ - ٥٧ من هذه الأبواب.

الباب ٥٥

فيه ٥ أحاديث

١ - الكافي ٦: ٤٩٣ / ١.

٩٩

محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى جميعاً، عن ابن أبي عمير، عن سليم الفراري(١) ، عن رجل، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: كان رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) يكتحل بالأثمد(٢) إذا آوى إلى فراشه وتراً وتراً.

[ ١٦٠٥ ] ٢ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه، عن عبدالله بن الفضل الهاشمي، عن أبيه وعمّه قالا: قال أبو جعفر (عليه‌السلام ): الاكتحال بالأثمد يطيب النكهة، ويشدّ أشفار العين.

[ ١٦٠٦ ] ٣ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن ابن فضّال، عن علي بن عقبة، عن رجل، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: الأثمد يجلو البصر، وينبت الشعر ( في الجفن )(٣) ، ويذهب بالدمعة.

[ ١٦٠٧ ] ٤ - وعنهم، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أحمد بن المبارك، عن الحسين بن الحسن بن عاصم، عن أبيه، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: من نام على أثمد غير ممسك أمن من الماء الأسود أبداً ما دام ينام عليه.

[ ١٦٠٨ ] ٥ - محمّد بن علي بن الحسين في ( ثواب الأعمال ) عن أبيه، عن سعد، عن يعقوب بن يزيد، عن الحسن بن علي بن فضّال، عن علي بن

__________________

(١) في المصدر: « الفراء ».

(٢) الأثمد: حجر يتخذ منه الكحل وقيل ضرب من الكحل وقيل هو نفس الكحل. ( لسان العرب ٣: ١٠٥ ).

٢ - الكافي ٦: ٤٩٤ / ٤.

٣ - الكافي ٦: ٤٩٤ / ٧.

(٣) ليس في المصدر.

٤ - الكافي ٦: ٤٩٤ / ٩.

٥ - ثواب الأعمال: ٤٠ / ١، ويأتي ما يدلّ على ذلك في الحديث ٤ و ٧ من الباب ٥٧ من هذه الأبواب.

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

كنت مولاه فله طرق جيدة، وقد أفردت ذلك أيضاً »(١) .

وقال الذهبي أيضاً:

« وقال عبيد الله بن موسى وغيره، عن عيسى بن عمر القاري، عن السدّي قال: ثنا أنس بن مالك قال: أُهدي إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أطيار، فقسّمها، وترك طيراً فقال: اللّهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي، فجاء علي، وذكر حديث الطير.

وله طرق كثيرة عن أنس متكلَّم فيها، وبعضها على شرط السنن. من أجودها حديث:

قطن بن نسير - شيخ مسلم - ثنا جعفر بن سليمان، ثنا عبد الله بن المثنى، عن عبد الله بن أنس بن مالك، عن أنس قال: أُهدي إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حجل مشوي فقال: اللّهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي، وذكر الحديث »(٢) .

« وقد جمعت طرق حديث الطير في جزء، وطرق حديث: من كنت مولاه. وهو أصح، وأصح منهما ما أخرجه مسلم عن علي قال: إنّه لعهد النبيّ الْأميّ إليَّ: إنّه لا يحبّك إلّا مؤمن ولا يبغضك إلّا منافق وهذا أشكل الثلاثة، فقد أحبّه قوم لا خلاق لهم، وأبغضه بجهل قوم من النواصب، فالله أعلم »(٣) .

ترجمته

١ - السبكي: « الشيخ الإِمام الحافظ، شمس الدين، أبو عبد الله،

____________________

(١). تذكرة الحفّاظ - بترجمة الحاكم - ٢ / ١٠٣٩.

(٢). تاريخ الإِسلام ٣ / ٦٣٣.

(٣). سير أعلام النبلاء ١٧ / ١٦٩.

٣٤١

الذّهبي التركماني، محدّث العصر وخاتمة الحفّاظ، القائم بأعباء هذه الصناعة وحاصل راية أهل السنّة والجماعة، إمام أهل العصر حفظاً واتقاناً، وفرد الدهر الذي يذعن له أهل العصر، ويقولون لا ننكر أنّك أحفظنا وأتقانا، شيخنا واُستأذنا ومخرجنا، وهو على الخصوص شيخي وسيدي ومعتمدي، توفي ليلة الأثنين ثالث ذي القعدة سنة ٧٤٨ »(١) .

٢ - ابن شاكر: « الشيخ الإِمام العلّامة الحافظ شمس الدين، أبو عبد الله الذهبي، حافظ لا يجارى، ولافظ لا يبارى، أتقن الحديث ورجاله ونظر علله وأحواله، وعرف تراجم الناس وأزال الإِبهام في تواريخهم والألباس، جمع الكثير ونفع الجّم الغفير، وأكثر من التصنيف »(٢) .

٣ - الأسنوي: « حافظ زمانه، صنّف التصانيف الكثيرة المشهورة النافعة »(٣) .

٤ - ابن قاضي شهبة: « الإمام العلّامة، الحافظ، المقري، المؤرّخ شيخ الإِسلام، تخرّج به حفّاظ العصر، وصنّف التصانيف الكثيرة المشهورة، مع الدين المتين والورع والزّهد »(٤) .

٥ - ابن حجر العسقلاني: « مهر في فن الحديث، وجمع فيه المجاميع المفيدة الكثيرة، حتى كان أكثر أهل عصره تصنيفاً، وجمع تاريخ الإِسلام فأربى فيه على من تقدمه، بتحرير أخبار المحدثين خصوصا، ورغب الناس في تواليفه ورحلوا إليه بسببها، وتداولوها قراءةً ونسخاً وسماعاً. قرأت بخط البدر النابلسي في مشيخته: كان علّامة زمانه في الرجال وأحوالهم، حديد الفهم

____________________

(١). الطبقات الوسطى - مخطوط.

(٢). فوات الوفيات ٢ / ١٨٣.

(٣). طبقات الشافعية ١ / ٢٧٣.

(٤). طبقات الشافعية ٢ / ٢٠٨.

٣٤٢

ثاقب الذهن، وشهرته تغني عن الإِطناب فيه »(١) .

٦ - السيوطي: « الذهبي، الإِمام الحافظ، محدّث العصر وخاتمة الحفّاظ، ومؤرخ الإسلام وفرد الدهر، والقائم بأعباء هذه الصناعة، حكي عن شيخ الإسلام أبي الفضل ابن حجر أنّه قال: شربت ماء زمزم لأصل إلى مرتبة الذهبي في الحفظ »(٢) .

٧ - و ( الدهلوي ) في كتابه ( بستان المحدثين ) حيث ذكر كتاب ( صلاح المؤمن ) وصف الذهبي بـ « عمدة محدثي زمانه ».

(٦٠)

رواية الزرندي المدني

و رواه الحافظ جمال الدين محمّد بن يوسف الزرندي المدني الأنصاري: « عن أنسرضي‌الله‌عنه :

أُهدي إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طير يسمّى الحجل، و في رواية ما أراه إلّا حبارى. فقال: اللّهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي، فجاء علي فحجبته رجاء أنْ تكون الدعوة لرجلٍ من قومي، و في رواية قال: قلت: إن شئت يا ربّ جعلته رجلاً من الأنصار، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لست بأوّل مَنْ أحبّ قومه. ثمّ جاء علي الثانية، فحجبته، وجاء علي الثالثة فحجبته. ثمّ جاء علي الرابعة فأذنت له فدخل. فلمـّا رآه النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: اللّهم إني أُحبّه فأحبّه، فأكل معه من ذلك الطير.

و في رواية: إنّه قال: ما حبسك رحمك الله؟ قال: هذا آخر ثلاث مرّات،

____________________

(١). الدرر الكامنة ٤ / ٢٣٦.

(٢). طبقات الحفّاظ: ٥٢١.

٣٤٣

كل ذلك يقول أنس: إنّك مشغول على حاجة. فقال: يا أنس: ما حملك على ذلك؟ قال: سمعت دعوتك فأحببت أن تكون لرجل من قومي. فقال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا يلام الرجل على حبّ قومه.

و روى أنسرضي‌الله‌عنه أيضاً قال: أُهدي لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طير فقال: اللّهم ائتني بأحبّ خلقك إليك - وفي رواية برجل - يحبّه الله ورسوله. قال أنس: فجاء علي فقرع الباب. فقلت: إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مشغول - وكنت أحبّ أنْ يكون رجل من الأنصار - ثمّ أتى علي وقرع الباب فقلت: إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مشغول. ثمّ أتى الثالثة، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أدخله فقد عنيته. فلمـّا دخل قال: اللّهم وإليَّ.

و عنه أيضاً قال: أُهدي لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طير نضيج فأعجبه فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اللّهم ائتني بأحبّ الخلق إليك وإليَّ يأكل معي من هذا الطير. فجاء علي فأكل معه »(١) .

و رواه الزرندي في كتابه الآخر ( معارج الوصول إلى معرفة فضل آل الرسول ) بقوله: « روى أنسرضي‌الله‌عنه قال: أهدي لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طير مشوي نضيج. فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اللهم ائتني بأحبّ الخلق إليك وإليَّ يأكل معي من هذا الطير. فجاء علي فأكل معه »(٢) .

ترجمته

والحافظ الزرندي من أكابر حفّاظ أهل السنّة الثقات، فقد ترجم له الحافظ ابن حجر في ( الدرر الكامنة )(٣) وجاء وصفه بالحفظ ونحوه في ( جواهر

____________________

(١). نظم درر السمطين: ١٠٠.

(٢). معارج الوصول - مخطوط.

(٣). الدرر الكامنة ٤ / ٢٩٥.

٣٤٤

العقدين ) و ( الفصول المهمة ) و ( سبل الهدى والرشاد ) و ( ذخيرة المآل ) وغيرها في كل موضع نقل عنه معتمدين عليه في المواضع المختلفة.

(٦١)

رواية الصّلاح العلائي

وقد سعى الحافظ صلاح الدين العلائي سعياً جميلاً وبذل جهداً مشكوراً في الردّ عمّا قال بعض المعاندين المفترين في هذا المقام قال السّيوطي بشرح الترمذي:

« حدّثنا سفيان بن وكيع، ثنا عُبيد الله بن موسى، عن عيسى بن عمر، عن السدّي، عن أنس بن مالك قال: كان عند النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طير فقال: اللّهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي هذا الطير. فجاء علي، فأكل معه.

هذا أحد الأحاديث التي انتقدها الحافظ السراج القزويني على المصابيح وزعم أنّه موضوع.

وقال الحافظ الصلّاح العلائي: ليس بموضوع، بل له طرق كثيرة غالبها واه، ومنها ما فيه ضعف قريب، وربّما يقوى منها بمثله إلى أن ينتهي إلى درجة الحسن.

والسدّي: إسماعيل، إحتج به مسلم والناس. وعيسى بن عمر هو: الأسدي الكوفي القاري، وثّقه يحيى بن معين وغيره ولم يتكلّم فيه. وعبيد الله ابن موسى مشهور من رجال الصحيحين، وقد تابعه على روايته عن عيسى بن عمر: مسهر بن عبد الملك: أخرجه النسائي في خصائص علي. ومسهر هذا وثقه ابن حبان.

إلى أنْ قال السيوطي عن العلائي - بعد ذكره الحسن بن حمّاد، وطريق

٣٤٥

الحاكم لحديث الطير -: فهذان الطريقان - أي طريق النسائي والحاكم - أمثل ما روي فيه.

وقد ساق ابن الجوزي في العلل المتناهية للحديث طرقاً كثيرةً عن أنس واهية.

وقال الحاكم في المستدرك: رواه عن أنس جماعة أكثر من ثلاثين نفساً، ثمّ صحّت الرواية عن علي وأبي سعيد وسفينة، ولم يذكر طرق أحاديث هؤلاء.

وخرّج أبو بكر ابن مردويه في طرق هذا الحديث جزء.

وقال ابن طاهر الحافظ: كل طرقه باطلة معلولة. وهو غلوّ منه في مقابلة تساهل الحاكم.

والحكم على الحديث بالوضع بعيداً جدّاً، ولذلك لم يذكره أبو الفرج في كتاب الموضوعات»(١) .

ترجمته

١ - الذهبي في شيوخه: « وسمعت من الإِمام المفتي المحدّث صلاح الدين أبي سعيد العلائي وهو عالم ثبت مقدس اليوم »(٢) .

وفي ( المعجم المختص ): « خليل بن كيكلدي. الإمام الحافظ الفقيه البارع المفتي صلاح الدين أبو سعيد العلائي الدمشقي الشّافعي »(٣) .

٢ - الأسنوي: « كان حافظ زمانه، إماماً في الفقه والاُصول وغيرهما. ذكيّاً نظّاراً فصيحاً كريماً ذا رياسة وحشمة. توفي سنة ٧٦٠ »(٤) .

٣ - ابن حجر العسقلاني: « صنّف التصانيف في الفقه والأصول

____________________

(١). قوت المغتذي في شرح الترمذي.

(٢). تذكرة الحفّاظ ٢ / ١٠٥٧.

(٣). المعجم المختص: ٩٢.

(٤). طبقات الشافعية ٢ / ٢٣٩.

٣٤٦

والحديث وكتبه كثيرة جدّاً سائرة مشهورة نافعة متقنة محرّرة، وكان ممتعاً في كل باب فتح، ويحفظ تراجم أهل العصر ومن قبلهم، وكان له ذوق في الأدب ونظم حسن، مع الكرم وطلاقة الوجه، ووصفه بالحفظ شيخه الذهبي.

وقال الحسيني: كان إماماً في الفقه والنحو والأصول، مفنناً في علوم الحديث وفنونه، حتى صار بقية الحفّاظ، عارفاً بالرجال، علامةً في المتون والأسانيد، بقيّة الحفّاظ، ومصنّفاته تنبئ عن إمامته في كلّ فن، ولم يخلّف بعده مثله.

وقال شيخنا في الوفيات: درس وأفتى وجمع بين العلم والدين والكرم والمروة، ولم يخلّف بعده مثله.

وقال الأسنوي في الطبقات: كان حافظ زمانه

وقرأت بخط شيخنا العراقي: توفي حافظ المشرق والمغرب صلاح الدين في ثالث المحرّم »(١) .

٤ - ابن قاضي شهبة: « الإمام البارع المحقق بقيّة الحفّاظ، فاق أهل عصره في الحفظ والإتقان، ذكره الذهبي في معجمه وأثنى عليه، وقال الحسيني وقال الأسنوي وقال السبكي في الطبقات الكبرى: كان حافظاً ثبتاً ثقة »(٢) .

٥ - السيوطي: « العلائي، الشيخ الإمام العلّامة الحافظ الفقيه ذو الفنون صلاح الدين أبو سعيد. وكان إماماً محدثاً حافظاً متقناً جليلاً فقيهاً اُصولياً نحوياً »(٣) .

٦ - مجير الدين العليمي: « شيخ الإِسلام، صلاح الدين، الإِمام البارع

____________________

(١). الدرر الكامنة ٢ / ١٧٩.

(٢). طبقات الشافعية ٢ / ٢٤٢.

(٣). طبقات الحفّاظ: ٥٢٨.

٣٤٧

المحقق، بقية الحفّاظ »(١) .

٧ - الشوكاني . فأورد كلمات الأعلام في الثناء عليه(٢) .

(٦٢)

ردّ السبكي على الحكم بوضع الحديث

وردّ الشيخ عبد الوهّاب السبكي على الحكم على حديث الطير بالوضع بقوله:

« وأمّا الحكم على حديث الطير بالوضع فغير جيد »(٣)

وهذا يكفي لإِبطال وتقبيح هذر ( الدهلوي ) ومن سبقه من الذين سوّلت لهم أنفسهم ردّ فضائل آل الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

ترجمته

١ - الذهبي: « عبد الوهاب ابن شيخ الإِسلام تقي الدين علي، أجاز له الحجار وطائفة، وأسمعه أبوه من جماعة. كتب عني أجزاء ونسخها، وأرجو أن يتميّز في العلم. ثمّ درّس وأفتى »(٤) .

٢ - ابن حجر: « أجاز له ابن الشحنة ويونس الدبوسي وقرأ بنفسه على المزي ولازم الذهبي وتخرج بتقي الدين ابن رافع، وأمعن في طلب الحديث وكتب الأجزاء والطباق، مع ملازمة الاشتغال بالفقه والاُصول والعربية، حتّى مهر وهو شاب، وخرّج له ابن سعد مشيخةً وحدّث بها، وكان جيد البديهة طلق

____________________

(١). الأنس الجليل ٢ / ١٠٦.

(٢). البدر الطالع ١٢ / ٢٤٥.

(٣). طبقات الشافعية - ترجمة الحاكم - ٤ / ١٥٥.

(٤). المعجم المختص: ١٥٢.

٣٤٨

اللسان، أذن له ابن النقيب بالإِفتاء والتدريس، ودرّس في غالب مدارس دمشق، وناب عن أبيه في الحكم، وانتهت إليه رياسة القضاء والمناصب بالشام. مات في سنة ٧٧١ »(١) .

٣ - ابن قاضي شهبة: « إن شمس الدين ابن النقيب أجازه بالإِفتاء والتدريس، ولمـّا مات ابن النقيب كان عمر القاضي تاج الدين ثمانية عشر سنة.

وأفتى ودرّس وحدّث وصنّف واشتغل وحصّل فنوناً من العلم والفقه والأصول، وكان ماهراً فيه، والدين والأدب »(٢) .

(٦٣)

رواية السيّد شهاب الدين أحمد

ورواه السيّد شهاب الدين أحمد صاحب كتاب ( توضيح الدلائل على ترجيح الفضائل ) من غير طريق، واستدلّ به على كون الأميرعليه‌السلام أحبّ الناس إلى الله والنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؛ وهذا نصّ كلامه:

« الباب السّابع، في ترنّم أغاني النبوّة في مغاني الفتوّة بأحبيّته إلى الله تعالى ورسوله، وتنسّمه شقائق أعالي الولاية، بتسنّمه شواهق معالي العناية، بما ظهر أنّه أشد حبّاً لله ورسوله:

عن أنس بن مالكرضي‌الله‌عنه قال: كان عند النبيّ صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم وبارك وسلّم طير، فقال: اللّهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي هذا الطير، فجاء علي بن أبي طالب فأكل معه.

رواه الطبري وقال: خرّجه الترمذي والبغوي في المصابيح في الحسان.

____________________

(١). الدرر الكامنة ٢ / ٢٤٥.

(٢). طبقات الشافعية ٢ / ٢٥٦.

٣٤٩

و أخرجه الحربي. وقال: أُهدي لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طير وكان ممّا يعجبه أكله ثمّ ذكر الحديث.

و خرّجه الإِمام أبو بكر محمّد بن عمر بن بكير النجّار وقال: عن أنس قدّمت لرسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وبارك وسلّم طيراً فسمّى وأكل لقمة وقال: اللّهم ائتني بأحبّ الخلق إليك وإليَّ، فأتى علي رحمة الله تعالى عليه فضرب الباب فقلت: مَنْ أنت؟ فقال: علي، فقلت: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وبارك وسلّم على حاجة قال: ثمّ أكل لقمة وقال صلّى الله عليه وعلى آله وبارك وسلّم مثل الأولى، فضرب عليّ فقلت: من أنت؟ قال: عليّ قلت: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وبارك وسلّم على حاجة ثمّ أكل لقمة وقال صلّى الله عليه وعلى آله وبارك وسلّم مثل ذلك، فضرب عليُّرضي‌الله‌عنه ورفع صوته، فقال رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وبارك وسلّم: يا أنس افتح الباب قال: فدخل عليّ، فلمـّا رآه النبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وبارك وسلّم تبسّم ثمّ قال الحمد [ لله ] الذي جعلك، فإنّي أدعو في كلّ لقمة أنْ يأتيني الله بأحبّ الخلق إليه وإليّ فكنت أنت، قالرضي‌الله‌عنه : والّذي بعثك بالحقّ إنّي لأضرب الباب ثلاث مرّات ويردّني أنس، قال رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وبارك وسلّم: لم رددته؟ قلت: كنت اُحبّ معه رجلاً من الأنصار، فتبسّم رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وبارك وسلّم وقال: ما يلام الرّجل على حبّ قومه.

و عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: أُهدي لرسول الله صلّى الله تعالى عليه وعلى آله وبارك وسلّم طير فقال: اللّهم ائتني بأحبّ الخلق إليك، وفي رواية برجل يحبّه الله ورسوله، قال أنس: فجاء علي فقرع الباب فقلت: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وبارك وسلّم مشغول - وكنت أحبّ أن يكون لرجل من الأنصار - ثمّ أتى عليرضي‌الله‌عنه فقرع الباب فقلت: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وبارك وسلّم مشغول، ثمّ أتى الثالثة

٣٥٠

فقال رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وبارك وسلّم: أدخله فقد عنيته، فلمـّا أنْ أقبل قال صلّى الله تعالى عليه وعلى آله وبارك وسلّم: اللّهم وإليَّ.

و عنه رضي الله تعالى عنه قال: أُهدي لرسول الله صلّى الله تعالى عليه وعلى آله وبارك وسلّم طير نضيج فأعجبه فقال النبيّ صلّى الله تعالى عليه وعلى آله وبارك وسلّم: اللّهم ائتني بأحبّ الخلق إليك وإليَّ يأكل معي من هذا الطّير، فجاء علي رحمة الله تعالى عليه فأكل معه. رواه الزّرندي.

و عنه رضي الله تعالى عنه قال: أُهدي لرسول الله صلّى الله تعالى عليه وعلى آله وبارك وسلّم طائر فوضع بين يديه فقال صلّى الله تعالى عليه وعلى آله وبارك وسلّم: اللّهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي، قال فجاء علي ابن أبي طالب رضي الله تعالى عنه فدقّ الباب فقلت: من هذا؟ قال: أنا علي فقلت: إنّ النبيّ صلّى الله تعالى عليه وعلى آله وبارك وسلّم على حاجة، حتى فعل ذلك ثلاثاً، فجاء الرّابعة فضرب الباب برجله فدخل فقال النبيّ صلّى الله تعالى عليه وعلى آله وبارك وسلّم: ما حبسك؟ قال: جئت ثلاث مرّات كل ذلك يمنعني أنس، فقال النبيّ صلّى الله تعالى عليه وعلى آله وبارك وسلّم: ما حملك على ذلك؟ قلت: كنت اُحبّ أنْ يكون رجلاً من قومي. رواه الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي ».

ترجمته

والمؤلّف هو: شهاب الدين أحمد بن جلال الدين عبد الله بن قطب الدين محمّد بن جلال الدين عبد الله بن قطب الدين محمّد بن معين عبد الله بن هادي ابن محمّد الحسيني الإِيجي الشافعي، من أعلام القرن التاسع.

ترجم له: السّخاوي في الضّوء اللّامع(١) .

____________________

(١). الضوء اللامع لأهل القرن التاسع ١ / ٣٦٧.

٣٥١

وبيت المؤلف بيت فقه وحديث وتصوّف، ينتمون إلى الحسين الأصغر ابن الإِمام زين العابدينعليه‌السلام ، وأصلهم من مكران، وكانوا حكّام البلاد، ثمّ إنّ جدّه الرابع اعتزل الحكم، وآثر العزلة والانقطاع، فهاجر منها إلى بلاد فارس، وتوطّن في ( ايج شبانكاره )، وتوفي أبوه سنة ٨٤٠، وجدّه سنة ٧٨٥، وأبو جدّه سنة ٧٦٣، وجدّ جدّه سنة ٧١٤.

وكان المؤلّف قد ألّف كتاباً في فضائل الخلفاء، ثمّ لمـّا رأى أنّ فضائل عليعليه‌السلام كثيرة، بدا له أنْ يؤلّف في فضائله كتاباً مفرداً، فألّف كتاب ( توضيح الدلائل على ترجيح الفضائل )(١) .

(٦٤)

رواية ملك العلماء الهندي

و رواه ملك العلماء شهاب الدين بن شمس الدين الدولت آبادي الهندي في مواضع عديدة من كتابه ( هداية السعداء ) عن عدة من كتب أهل السنّة، واحتج به على كون أمير المؤمنينعليه‌السلام أحبّ الخلق، كما نصّ على صحته بإسناد النسائي عن أنس بن مالك، وإليك نصّ عبارته:

« بيان: خطاب علي كرّم الله وجهه بأحبّ الخلق، في دستور الحقائق روى الجماعة عن الجماعات: أُهدي إليه طير مشوي فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اللّهم ائتني بأحبّ خلقك يأكل معي هذا الطَّير، فجاء علي فدقّ الباب فقال أنس بن مالك: إنّ النبيّ على حاجة فرجع، ثمّ قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كما قال أوّلاً فجاء علي فدق الباب فقال أنس كما قال فرجع، ثمّ قال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كما قال في الأوليين، فجاء علي

____________________

(١). أهل البيتعليهم‌السلام - في المكتبة العربية، مجلة تراثنا العدد: ٣.

٣٥٢

فدقّ الباب أقوى من الأوّليين، فسمع النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقد قال له أنس إنّه على حاجة: فآذنه النبيّ بالدُخول وقال له: ما أبطأ بك عنّي؟ قال جئت فردّني أنس ثمّ جئت الثّانية والثّالثة فردّني. فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا أنس ما حملك على هذا؟ قال: رجوت أنْ يكون الدّعاء لأحدٍ من الأنصار، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : علي أحبّ الخلق إلى الله فأكل معه.

و في النسائي بإسناد صحيح عن أنس بن مالك لمـّا قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هذا الحديث جاء أبو بكر فردّه، فجاء عمر فردّه، ثمّ جاء علي فأذن له وأكل معه »(١) .

وقال أيضاً: « إعلم أنّ أحاديث فضيلة علي كرّم الله وجهه من الصحاح ولكن احتجاجهم على الخطأ. احتج الشيعة بخبر الطير، وتمام الخبر ذكرناه »(٢) .

كتاب ( هداية السعداء )

وكتاب ( هداية السعداء ) لملك العلماء من محاسن الكتب المعتمدة لدى أهل السنّة، احتج به محمّد محبوب العالم في ( تفسيره )، وقد ذكر ملك العلماء في مقدمته أنّه قد استخرج رواياته من بطون كتبٍ تبلغ الثلاثمائة.

ملك العلماء الهندي

وأمّا مؤلفه ملك العلماء الدولت آبادي الهندي الذي ترجمنا له في مجلّد ( حديث النور ) عن عدةٍ من مصادر التراجم لأهل السنّة، فمن أكابر أهل السنّة ومشاهير محدثيهم في الديار الهنديّة قال الصديق حسن خان القنوجي

____________________

(١). هداية السعداء. الجلوة العاشرة من الهداية التاسعة.

(٢). المصدر. الجلوة السابعة من الهداية الْاُولى.

٣٥٣

بترجمته في ( أبجد العلوم ):

« القاضي شهاب الدين بن شمس الدين بن عمر الزاولي، ولد بدولت آباد دهلي، وتلمذ على القاضي عبد المقتدر ومولانا خواجكي الدهلوي، وهو من تلامذة مولانا معين الدين العمراني، وفاق أقرانه وسبق إخوانه. وكان اُستاذه القاضي يقول في حقه: أتاني من الطلبة من جلده علم ولحمه علم وعظمه علم. توفي سنة ٨٤٩ ».

(٦٥)

رواية ابن حجر العسقلاني

رواه في غير واحدٍ من كتبه:

قال في ( المطالب العالية ): « أنس - قال: أُهدي لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حجل مشوي بخبزةٍ وصبابة، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اللّهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطعام، فقالت عائشة: اللّهم اجعله أبي. وقالت حفصة: اللّهم اجعله أبي. قال أنس: فقلت: اللهم اجعله سعد بن عبادة. قال: فسمعت حركة بالباب، فخرجت، فإذا علي، فقلت: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على حاجة، فانصرف، ثمّ سمعت حركة بالباب، فخرجت، فإذا علي كذلك، فسمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم صوته فقال: انظر من هذا؟ فخرجت، فإذا هو علي، فجئت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأخبرته، فقال: اللّهم وال، اللّهم وال.

أنس - قال: أُهدي لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أطيار، فقسّمها بين نسائه، فأصاب كلّ امرأةٍ به. الحديث.

هذا لفظ البزار.

سفينة صاحب زاد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - قال: أهدت امرأة من

٣٥٤

الأنصار إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طيرين بين رغيفين، وكان في المسجد، ولم يكن في البيت غيري وغير أنس بن مالك، فجاء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فدعا بالغداء، فقلت: يا رسول الله، قد أهدت لك امرأة هديةً، فقدّمت إليه الطيرين فقال: اللّهم ائتني بأحبّ خلقك - أحسبه قال: - إليك وإلى رسولك، قال: فجاء علي فضرب بالباب ضرباً حفيفاً، فقلت: مَنْ هذا؟ قال: أبو الحسن. ثمّ ضرب ورفع صوته، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مَنْ هذا؟ قلت: علي. قال: افتح له، ففتحت، وأكل مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من الطيرين حتى فينا »(١) .

* و قال في ( الأجوبة عن أحاديث المصابيح )، أي: أن السراج القزويني زعم وجود أحاديث موضوعة في ( مصابيح السنّة ) فسئل عن الحافظ ابن حجر العسقلاني، وكان منها حديث الطير، وهذه صورة السؤال:

« الحديث السادس عشر: كان عند النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طير فقال: اللّهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي هذا الطير، فجاء علي فأكل معه.

غريب. قال ابن الجوزي: موضوع. وقال الحاكم: ليس بموضوع ».

فأجاب ابن حجر:

« قلت: أخرجه الترمذي من طريق عيسى بن عمر، عن إسماعيل بن عبد الرحمن السدّي، عن أنس وقال: غريب، لا نعرفه من حديث السدّي إلّا من هذا الوجه.

وقد روي من غيره عن أنس. قال: والسدّي اسمه: إسماعيل بن عبد الرحمن سمع من أنس.

قلت: أخرج له مسلم، ووثّقه جماعة، منهم: شعبة، وسفيان، ويحيى

____________________

(١). المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية ٤ / ٦١ - ٦٣ الأحاديث: ٣٩٦٢ - ٣٩٦٤.

٣٥٥

القطّان.

و أخرجه الحاكم من طريق سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، عن أنس: كنت أخدم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقدّم له فرخ مشوي فقال: اللّهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي هذا الطير، فقلت: اجعله رجلاً من أهلي الأنصار، فجاء علي فقلت: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على حاجة، ثمّ جاء فقلت ذلك، فقال: اللّهم ائتني كذلك. فقلت: ذلك. قال لي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : افتح، فدخل، فقال: ما حبسك يا علي؟ فقال: إن هذه آخر ثلاث كرّات يردّني أنس، فقال: ما حملك على ما صنعت؟ قلت: أحببت أنْ يكون رجلاً من قومي، فقال: إنّ الرجل محب قومه.

و قال الحاكم: رواه عن أنس أكثر من ثلاثين نفساً، ثمّ ذكر له شواهد عن جماعةٍ من الصحابة.

و في الطبراني منها عن: سفينة، وعن ابن عباس وسند كلّ منهما متقارب »(١) .

* وقال الحافظ ابن حجر بترجمة إبراهيم بن ثابت القصّار:

« وقد جمع طرق الطير ابن مردويه والحاكم وجماعة، وأحسن شيء فيها طريق أخرجه النسائي»(٢) .

* وبترجمة إسماعيل بن سليمان:

« إسماعيل بن سليمان الرازي، أخو إسحاق بن سليمان. قال العقيلي: الغالب على حديثه الوهم. حدّثنا جعفر بن أحمد، حدّثنا محمّد بن حميد، حدّثنا إسماعيل بن سليمان، حدّثنا عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطا، عن

____________________

(١). اُنظر آخر مشكاة المصابيح ٣ / ١٧٨٨.

(٢). لسان الميزان ١ / ٤٢.

٣٥٦

عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: إنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يطعن في البيت بمخصرته ويقول: ها إنّ هذا البيت مسئول عن أعمالكم يوم القيامة، ما ذا يخبر عنكم:

وروى: عن عطا، عن أنس: حديث الطير. يروى من غير وجه بأسانيد ليّنة.

وحديث عبد الله بن عمر يروى من قوله.

قلت: والحديث الأول رواه البزار في مسنده، من طريق ليث بن أبي سليم، عن عبد الرحمن بن سابط، عن عبد الله بن عمر.

وحديث الطير قد توبع فيه أيضاً. وتقدّم أيضاً في ترجمة إبراهيم بن ثابت القصّار »(١) .

ترجمته

١ - الشوكاني: « الحافظ الكبير الشهير، الإِمام المتفرد بمعرفة الحديث وعلله في الأزمنة المتأخرة، ارتحل إلى: بلاد الشام، والحجاز، اليمن، ومكّة، وما بين هذه النواحي، وأكثر جدّاً من المسموع والشيوخ، وسمع العالي والنازل، واجتمع له من ذلك ما لم يجتمع لغيره، وأدرك من الشّيوخ جماعة كل واحد رأس في فنه الذي اشتهر به، ثمّ تصدّى لنشر الحديث، وقصر نفسه عليه مطالعةً وإقراءً وتصنيفاً وإفتاءً، وتفرّد بذلك، وشهد له بالحفظ والإِتقان القريب والبعيد والعدو والصديق، حتى صار إطلاق لفظ « الحافظ » عليه كلمة إجماع، ورحل إليه الطّلبة من الأقطار، وطارت مؤلّفاته في حياته، وانتشرت في البلاد، وتكاتب الملوك من قطر إلى قطر في شأنها. مات في أواخر ذي الحجة سنة ٨٥٢ »(٢) .

____________________

(١). لسان الميزان ١ / ٤٠٨.

(٢). البدر الطالع ١ / ٨٧.

٣٥٧

٢ - السيوطي: « ابن حجر - شيخ الإِسلام، وإمام الحفّاظ في زمانه، وحافظ الديار المصريّة، بل حافظ الدنيا مطلقا قاضي القضاة، شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي ولد سنة ٧٧٣، وعانى أوّلاً الأدب، فبلغ فيه الغاية، ثمّ طلب الحديث وتقدّم في جميع فنونه وصنّف التصانيف التي عمّ النفع بها، كشرح البخاري، الذي لم يصنِّف أحدٌ في الأولين ولا في الآخرين مثله توفي في ذي الحجة سنة ٨٥٢ وقد غُلقِ بعده الباب، وختم به هذا الشأن »(١) .

٣ - الصدّيق القنوجي: « الحافظ ابن حجر العسقلاني ترجمه تلميذه السخاوي في كتاب سمّاه الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإِسلام ابن حجر، وترجمهُ البلقيني أيضاً في كتاب وقف عليه في حياته. وقال المعلّم بطرس البستاني في دائرة المعارف: جدّ في الفنون حتى بلغ الغاية، وعكف على الزين العراقي وانتفع به، وأخذ عن الشيوخ، وأذن له في الإِفتاء والتدريس، وشهد له أعيان شيوخه بالحفظ، وزادت تصانيفه التي معظمها في فنون الحديث وفنون الأدب والفقه وغير ذلك على مائة وخمسين تصنيفاً، ورزق فيها السعد والقبول، خصوصاً فتح الباري »(٢) .

وله ترجمة في:

١ - حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة ١ / ٣٦٣.

٢ - ذيل طبقات الحفّاظ: ٣٨٠.

٣ - شذرات الذهب ٧ / ٢٧٠.

٤ - الضوء اللامع ٢ / ٣٦.

____________________

(١). طبقات الحفّاظ: ٥٥٢.

(٢). التاج المكلّل: ٣٢.

٣٥٨

(٦٦)

رواية ابن الصبّاغ المالكي

و رواه نور الدين ابن الصبّاغ المالكي، مصرّحاً بوروده صحيحاً في كتب الحديث، وفي الأخبار الصريحة حيث قال:

« فصل - في محبة الله تعالى ورسوله له. وذلك أنّه صحّ النقل في كتب الأحاديث الصحيحة والأخبار الصريحة عن أنس بن مالك -رضي‌الله‌عنه . قال:

أُهدي إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طير مشوي يسمّى الحجل - و في رواية: ما أراه إلّا الحبارى - فقال: اللّهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير، فجاء علي فحجبته وقلت: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مشغول، رجاء أن تكون الدعوة لرجلٍ من قومي، ثمّ جاء علي ثانية فحجبته، ثمّ جاء الثالثة فقرع الباب فقال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أدخله فقد عنيته، فلمـّا دخل قال له النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما حبسك عنا يرحمك الله؟ قال: هذه آخر ثلاث مرّات وأنس يقول: إنّك مشغول. فقال: يا أنس: ما حملك على ذلك؟ قال: سمعت دعوتك فأحببت أن تكون لرجل من قومي. فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا يلام الرحل على حبّه لقومه. رواه الترمذي »(١) .

ترجمته

ونور الدين علي بن محمّد المعروف بابن الصبّاغ المالكي، المتوفى سنة ٨٥٥، من أعلام المحدثين وكبار فقهاء المالكية:

____________________

(١). الفصول المهمة: ١٩.

٣٥٩

١ - ترجم له السّخاوي، وذكر له كتاب ( الفصول المهمّة ) وأنّ له منه إجازة(١) .

٢ - ذكره عمر بن فهد المكّي فيمن كان بمكّة من الأعلام(٢) .

٣ - وذكر أحمد بن عبد القادر العجيلي الشافعي اختلاف الفقهاء في حكم الخنثى ثمّ قال: « وجدت حكم أمير المؤمنين في كتاب الفصول المهمّة في فضل الأئمة، تصنيف الشيخ الإِمام علي بن محمّد الشهير بابن الصبّاغ من علماء المالكية »(٣) .

وفي هذه العبارة: صحّة نسبة الكتاب إليه، ووصفه بالشيخ الإِمام، والتصريح بكونه من علماء المالكية.

٤ - وذكر عبد الله بن محمّد المطيري كتابه ( الفصول المهمّة ) في مصادر كتابه ( الرياض الزاهرة ).

٥ - ونصّ رشيد الدين الدهلوي على أنّه من كتب أهل السنّة المؤلّفة في فضائل الأئمّة.

٦ - واعتمد عليه ونقل عنه جمع من العلماء المشاهير في مصنفاتهم:

كالسمهودي في ( جواهر العقدين )، والشيخاني القادري في ( الصراط السوي )، ومحمّد محبوب في ( تفسير شاهي ).

(٦٧)

رواية الميبدي اليزدي

ورواه الحسين بن معين الدين الميبدي اليزدي، حيث أورده بشرح ديوان

____________________

(١). الضوء اللّامع ٥ / ٢٨٣.

(٢). إتحاف الورى بأخبار أُم القرى. حوادث ٨٥٥.

(٣). ذخيرة المآل - مخطوط.

٣٦٠

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411