نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ١٤

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار13%

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 460

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 460 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 319498 / تحميل: 7090
الحجم الحجم الحجم
نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ١٤

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

(1) - قوله: في (نفر) النفر بالتحريك، وهم عدة رجال، قيل من ثلاثة إلى عشرة، وقيل إلى سبعة ولا يقال نفر فيما زاد على العشرة. «مجمع البحرين»

207 - وعنه، عن النضر بن سويد، عن عاصم بن حميد، عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر عليه السلام قال:

قضى أمير المؤمنين في وليدة كانت نصرانية فأسلمت وولدت لسيدها، ثم ان سيدها مات وأوصى بها عتاقة السرية على عهد عمر فنكحت نصرانيا ديرانيا، تنصرت فولدت منه ولدين وحبلت بالثالث، قضى فيها أن يعرض عليها الاسلام فعرض عليها الاسلام، فأبت فقال: ما ولدت من ولد نصرانيا، فهم عبيد لأخيهم الذي ولدت لسيدها الأول، وأنا أحبسها حتى تضع ولدها، فإذا ولدت قتلتها. (1)

208 - محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي ابن إبراهيم، عن أبيه، جميعا عن ابن أبي نجران، عن عاصم بن حميد، عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر عليه السلام عن أمير المؤمنين (ع) في رحل أقر على نفسه بحد ولم يسم أي حد هو، قال:

أمر أن يجلد حتى يكون هو الذي ينهى عن نفسه في الحد. (2)

209 - محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وعن علي ابن إبراهيم، عن أبيه، وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى جميعا،

__________________

... تهذيب الأحكام ج 10، ص 129، الحديث 517، باب الحد في السرقة والخيانة والخلسة ونبش القبور والخنق والفساد.

... الفقيه 4، ص 44، الحديث 150، باب حد السرقة.

(1) وسائل الشيعة ج 18، ص 550، كتاب الحدود والتعزيرات الحديث 5 - الباب 4 - أبواب حد المرتد.

... تهذيب الأحكام ج 10، ص 143، الحديث 567، باب حد المرتد والمرتدة.

... الاستبصار ج 4، ص 255، الحديث (968) باب حد المرتد والمرتدة.

(2) وسائل الشيعة ج 18، ص 318، كتاب الحدود والتعزيرات الحديث 1 - الباب 11 أبواب مقدمات الحدود وأحكامها العامة.

... الفروع من الكافي ج 7، ص 219، كتاب الحدود - الحديث 1 - باب ما يجب على من أقر على نفسه بحد ومن لا يجب عليه الحد.

... تهذيب الأحكام ج 10، ص 45، الحديث 160 - باب حدود الزنا.

١٢١

عن ابن محبوب، عن أبي رئاب، عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر عليه السلام قال:

كان لام سلمة زوج النبي (ص) أمة فسرقت من قوم فأتي بها النبي (ص) فكلمته ام سلمة فيها فقال النبي (ص)، يا أم سلمة هذا حد من حدود الله لا يضيع فقطعها رسول الله (ص). (1)

210 - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وعلي ابن ابراهيم، عن أبيه جميعا، عن ابن محبوب، عن علي بن رئاب، عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر عليه السلام قال: الضيف إذا سرق لم يقطع وان أضاف الضيف ضيفا فسرق قطع ضيف الضيف. (2)

211 - وروى محمد بن قيس، عن أبي جعفر (ع): انه قال: في رجل قتل امه قال، إذا كان خطأ قال له نصيبا من ميراثها وإن كان قتلها متعمدا فلا يرث شيئا. (3)

__________________

(1) وسائل الشيعة ج 18، ص 332، كتاب الحدود والتعزيرات الحديث (1) الباب 20 أبواب مقدمات الحدود وأحكامها العامة.

... تهذيب الأحكام ج 10، ص 124، الحديث (497) باب الحد في السرقة والخيانة والخلسة ونبش القبور والخنق والفساد.

(2) الفروع من الكافي ج 7، ص 228، كتاب الحدود الحديث (4) باب الأجير والضيف.

... علل الشرائع ص 535، الحديث (3) الباب 323.

... بحار الأنوار، ج 76، ص 183، الحديث (5) باب السرقة والغلول وحدهما.

(3) الفقيه ج 4، ص (89) الحديث 289 باب الرجل يقتل ابنه أو أباه أو امه.

١٢٢

كتاب القصاص

212 - وباسناده عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر عليه السلام في الرجل يقتل المرأة قال: إن شاء أولياؤها قتلوه وغرموا خمسة آلاف درهم لأولياء المقتول، وشاؤوا أخذوا خمسة الآف درهم من القاتل. (1)

213 - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر عليه السلام قال: لا يقاد مسلم بذمي (1) في القتل ولا في الجراحات، ولكن يؤخذ من المسلم جنايته للذمي على قدر دية الذمي ثمانائة درهم. (2)

__________________

(1) وسائل الشيعة ج 19، ص 61، كتاب القصاص الحديث 11 - الباب 33 - أبواب القصاص في النفس.

... تهذيب الأحكام ج 10، ص 182، الحديث 713، باب القود بين الرجال والنساء والمسلمين والكفار والعبيد والأحرار.

(2) وسائل الشيعة ج 19، ص 80، كتاب القصاص الحديث 5، الباب 47، أبواب القصاص في النفس.

... الفروع من الكافي ج، ص 310، كتاب الديات الحديث 9 - باب المسلم يقتل الذمي أو يجرحه والذي يقتل المسلم أو يجرحه أو يقتص بعضهم بعضا.

١٢٣

(1) - قوله: (لا يقاد مسلم بذمي في القتل) والقود، قتل النفس بالنفس، الجوهري، القود القصاص وأقدت القاتل بالقتيل أي قتلة به وفي الحديث من قتل عمدا فهو قود، القود، القصاص وقتل القاتل بدل القتيل. «لسان العرب»

214 - محمد بن يعقوب، عن علي ابن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن أبي حمزة، عن محمد بن قيس، عن أحدهما عليهما السلام في رجل فقأ عيني رجل وقطع اذنيه ثم قتله و (في تهذيب والفقيه) (قطع أنفه وقطع اذنيه ثم قتله) فقال:

إن كان فرق ذلك اقتص منه ثم يقتل وإن كان ضربه ضربة واحدة ضربت عنقه ولم يقتص منه. (1)

215 - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن بعض أصحابه، عن عاصم بن حميد، عن محمد بن قيس، قال، سمعت أبا جعفر (ع) يقول لو أن رجلا قتل في قرية أو قريبا من قرية ولم توجد بينة على أهل تلك القرية أنه قتل عندهم فليس عليهم (1) شئ. (2)

(1) - قوله: فليس عليهم: لعله محمول على القرية المطروقة مع عدم التهمة.

216 - محمد بن الحسن باسناده عن الحسين بن سعيد، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن عاصم بن حميد، عن محمد بن قيس، قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول:

قضى أمير المؤمنين (ع) في رجل قتل في قرية أو قريبا من قرية أن يغرم أهل

__________________

... تهذيب الأحاك ج 10، ص 188، الحديث (740) باب القود بين الرجال والنساء والمسلمين والكفار والعبيد والأحرار.

(1) وسائل الشيعة ج 19، ص 82، كتاب القصاص الحديث (1) الباب (51) أبواب القصاص في النفس.

... تهذيب الأحكام ج 10، ص 252، الحديث 1(000) باب ديات الأعضاء والجوارح والقصاص فيها.

... الفروع من الكافي ج 7، ص 326، كتاب الديات الحديث (1) باب آخر.

... الفقيه ج 4، ص 97، الحديث 324، فيما يجب فيه الدية ونصف الدية فيما دون النفس.

(2) وسائل الشيعة ج 19، ص (112) كتاب القصاص الحديث (2) الباب (8) أبواب دعوى القتل وما يثبت به.

... الفروع من الكافي ج 7، ص 355، كتاب الديات الحديث (1) باب آخر منه.

١٢٤

تلك القرية إن لم توجد بينة على أهل تلك القرية أنهم ما قتلوه. (1)

217 - محمد بن يعقوب، عن علي ابن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي نجران، عن عاصم بن حميد، عن محمد بن قيس، قال قلت لأبي جعفر عليه السلام أعور (1) فقأ عين صحيح، فقال: تفقأ عينه، قال: قلت: يبقى اعمى؟ قال: الحق أعماه. (2)

(1) - قوله: (اعور فقأ عين صحيح) العور، ذهاب حس إحدى العينين، معنى اعور إحدى العينين، أي فيه بئران فذهب واحدة فذلك معنى قوله اعور وبقيت واحدة: العور جمع عوراء، فقأ عين أي كسرها وقيل قلعها. «لسان العرب»

218 - محمد بن يعقوب، عن علي ابن إبراهيم، عن أبيه، وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد جميعا، عن ابن أبي نجران، عن عاصم بن حميد، عن محمد بن قيس، قال أبو جعفر عليه السلام:

قضى أمير المؤمنين في رجل أعور اصيبت عينه الصحيحة فقئت، ان تفقأ إحدى عيني صاحبه ويعقل له نصف الدية، وإن شاء أخذ دية كاملة، ويعفى عن عين صاحبه. (3)

__________________

(1) وسائل الشيعة ج 19، ص 112، كتاب القصاص الحديث 5، الباب 8 - أبواب القتل وما يثبت به.

... تهذيب الأحكام ج 10، ص 205، الحديث 807، باب القضاء في القتيل الزحام ومن لا يعرف قاتله ومن لادية له.

... الاستبصار ج 4، ص 205، الحديث 1052 - باب المقتول يوجد في قبيلة أو قرية.

(2) وسائل الشيعة ج 19، ص 134، كتاب القصاص الحديث 1 - الباب 15 - أبواب قصاص الطرف.

... الفروع من الكافي ج 7، ص 319، كتاب الديات الحديث 3 - باب 1 ن الجروح قصاص.

... تهذيب الأحكام ج 10، ص 276، الحديث 1(078) باب القصاص.

(3) وسائل الشيعة ج 19، ص 136، كتاب القصاص الحديث 1 - الباب 17 - أبواب قصاص الطرف.

... الفروع من الكافي ج 7، ص 317، كتاب الديات الحديث 1 - باب دية عين الأعمى ويد الاشل ولسان الأخرس وعين الأعور.

... تهذيب الأحكام ج 10، ص 269، الحديث 1057، باب دية عين الأعور ولسان الأخرس واليد الشلاء والعين العمياء وقطع رأس الميت.

١٢٥

كتاب الديات

219 - وعنه، عن أبيه ومحمد بن عيسى، عن يونس، عن عاصم بن حميد، عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قضى أمير المؤمنين عليه السلام في مكاتب قتل، قال: يحسب ما اعتق منه فيؤدى دية (1) الحر، ومارق منه فدية العبد. (1)

(1) - أقول: قوله: (دية الحر) مئتا بعير من مسان الإبل أو مئتا بقرة، أو مئتا حلة ثوبان من برود اليمن، أو ألف دينار أو ألف شاة أو عشرة آلاف درهم، ودية العبد قيمته. «شرائع الاسلام ج 4 ص 254 وص 247»

220 - وعنه، عن أبيه، وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد جميعا، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر عليه السلام في حديث

__________________

(1) وسائل الشيعة ج 19، ص 157، كتاب الديات الحديث 2 - الباب 10 - أبواب ديات النفس.

... الفروع من الكافي ج 7، ص 307، كتاب الديات الحديث (1) باب المكاتب يقتل الحر أو يحرحه والحر يقتل المكاتب أو يجرحه.

... تهذيب الأحكام ج 10، ص 200، الحديث (790) باب القود بين الرجال والنساء والمسلمين والكفار والعبيد والأحرار.

... الاستبصار ج 4، ص 276، الحديث 1048، باب في دية المكاتب.

١٢٦

قال:

دية الذمي (1) ثمانمائة درهم. (1)

أقول: وتقدم ذكر الحديث بتمامه في الرقم (213) كتاب القصاص.

(1) - قوله: (دية الذمي) وفي نهاية الذمة والذمام بمعنى العهد والأمان والضمان والحرمة والحق ...

أهل الذمة سموا بذلك لانهم دخلوا في ضمان المسلمين وعهدهم.

221 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد جميعا، عن ابن أبي نجران، عن عاصم بن حميد، عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قضى أمير المؤمنين (ع) في أربعة شربوا مسكرا فأخذ بعضهم على بعض السلاح فاقتتلوا فقتل اثنان وجرح اثنان، فأمر المجروحين فضرب كل واحد منهما ثمانين جلدة، وقضى بدية المقتولين على المجروحين، وأمران تقاس جراحة المجروحين فترفع من الدية فان مات المجروحان فليس على أحد من أولياء المقتولين شئ. (2)

222 - قال الكليني، وفي رواية محمد بن قيس، عن أبي جعفر عليه السلام قال:

قضى أمير المؤمنين (ع) في أربعة اطلعوا في زيبة الأسد (1) خر أحدهم

__________________

(1) وسائل الشيعة ج 19، ص 160، كتاب الديات الحديث (3) أبواب ديات النفس.

... الفروع من الكافي ج 7، ص 310، الحديث (9) كتاب الديات باب المسلم يقتل الذمي أو يحرحه والذمي يقتل المسلم أو يحرحه أو يقتص بعضهم بعضا.

... تهذيب الأحكام ج 10، ص 188، الحديث (740) باب القود بين الرجال والنساء والمسلمين والكفار والعبيد والاحرار.

... الاستبصار ج 4، ص 270، الحديث 1(022) باب انه لا يقاد مسلم بكافر.

(2) وسائل الشيعة ج 19، ص 172، كتاب الديات الحديث (1) الباب (1) أبواب موجبات الضمان.

... الفروع من الكافي ج 7، ص 284، كتاب الديات الحديث (5) باب الجماعة يجتمعون على قتل واحد.

... تهذيب الأحكام ج 10، ص 240، الحديث 956، باب الاشتراك في الجنايات.

... بحار الأنوار ج 101، ص 386، الحديث (6) باب أقسام الجنايات.

١٢٧

فاستمسك بالثاني واستمسك الثاني بالثالث واستمسك الثالث بالرابع حتى أسقط بعضهم بعضا على الأسد فقتلهم الأسد فقضى بالأول فريسة (2) الأسد، وغرم أهله ثلث الدية لأهل الثاني، وغرم الثاني لأهل الثالث ثلثي الدية، وغرم الثالث لأهل الرابع الدية كاملة. (1)

(1) - قوله: (زبية الاسد) الزبية، أي الرابية التي لا يعلوها الماء، الزبى جمع زبية وهي الرابية لا يعلوها الماء قيل انما اراد الحفرة التي تحفر للأسد ولا تحفر الا في مكان عال من الأرض لئلا يبلغها السيل، الزبية حفرة يستتر فيها الصائد وقال الفراء، سميت زبية الأسد، زبية لارتفاعها عن المسيل وقيل سميت بذلك لأنهم كانوا يحرونها في موضع عال. «لسان العرب»

(2) - قوله: (فريسة الاسد)، الأسد الذي يكسرها فعلية بمعنى مفعولة و (فرسها) (فرسا) من باب ضرب إذا كسرها ثم اطلق (الفرس) على كل قتل و (أبو فراس) كنية الأسد يقال فرس الأسد فريسة يضربها فرسا، وافترسها دق عنقها وأصل الفرس هذا ثم كثر حتى يصير لكل قتل فرسا. «مجمع البحرين» - «المصباح المنير»

223 - محمد بن الحسن باسناده عن الحسين بن سعيد، عن ابن أبي نجران، عن عاصم بن حميد، عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قضى أمير المؤمنين عليه السلام في أربعة أنفس شركاء في أربعة أنفس شركاء في بعير فعقله أحدهم فانطلق البعير يعبث بعقاله فتردى فانكسر، فقال أصحابه للذي عقله: اغرم لنا بعيرنا، قال فقضى بينهم أن يغرموا له حظه من أجل أنه أوثق حظه فذهب حظهم بحظه منه. (2)

__________________

(1) وسائل الشيعة ج 19، ص 176، كتاب الديات الحديث 2 - الباب 4 - أبواب موجبان الضمان.

... تهذيب الأحكام ج 10، ص 239، الحديث 951 - باب الاشتراك في الجنايات.

... الفروع من الكافي ج 7، ص 286، كتاب الديات الحديث 3 - باب الرجل يقتل رجلين أو أكثر.

... الفقيه ج 4، ص 86، الحديث 278، باب حكم الرجل يقتل الرجلين أو أكثر والقوم يجتمعون على قتل رجل.

(2) وسائل الشيعة ج 19، ص 207، كتاب الديات الحديث 1 - الباب 39 - أبواب موجبات الضمان.

... تهذيب الأحكام ج 10، ص 231، الحديث 910 - باب ضمان النفوس وغيرها.

١٢٨

224 - وعنه، عن ابن أبى عمير، عن عاصم، عن محمد بن، قيس، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قضى علي (ع) في عين فرس فقئت ربع ثمنها يوم فقئت العين. (1)

225 - وعنه، عن أبيه، وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد جميعا، عن ابن أبن نجران، عن عاصم بن حميد، عن محمد بن قيس، قال، قال أبو جعفر عليه السلام: قضى أمير المؤمنين (ع) في رجل أعور اصيبت عينه الصحيحه ففقئت أن تفقأ إحدى عيني صاحبه ويعقل له نصف الدية، وإن شاء أخذ دية كاملة ويعفى عن عين صاحبه. (2)

226 - وعنه، عن النضر، عن عاصم بن حميد، عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قضى أمير المؤمنين عليه السلام في رجل اصيبت إحدى عينيه بأن يؤخذ بيضة نعامة فيمشي بها، وتوثق عينه الصحيحة حتى لا يبصرها وينتهي بصره، صم يحسب مابين منتهى بصر عينه التي اصيبت ومنتهى عينه الصحيحة فيؤدى بحساب ذلك. (3)

__________________

(1) وسائل الشيعة ج 19، ص 271، كتاب الديات الحديث 3 - الباب 47 - أبواب ديات الأعضا.

... تهذيب الأحكام ج 10، ص 309، الحديث 1151 باب الجنايات على الحيوان.

... الفقيه ج 4، ص 127 - الحديث 449، في نوادر الديات.

... الفروع من الكافي ج 7، ص 367، كتاب الديات - الحديث 1 - باب فيما يصاب من البهائم وغيرها من الدواب.

(2) وسائل الشيعة ج 19، ص 252، كتاب الديات الحديث 2، الباب 27 - أبواب ديات الأعضاء.

... تهذيب الأحكام ج 10، ص 269 - الحديث 1057 - باب دية الأعور ولسان الأخرس واليد الشلاء والعين العمياء وقطع رأس الميت وابعاضه.

... الفروع من الكافي ج 7، ص 317، كتاب الديات - الحديث 1 - باب دية عين الأعمى ويد الأشل ولسان الأخرس وعين الأعور.

(3) وسائل الشيعة ج 19، ص 283، كتاب الديات الحديث 3 - الباب 8 - أبواب ديات المنافع.

... تهذيب الأحكام ج 10، ص 266، الحديث 1049 - باب ديات الأعضا والجوارح والقصاص فيها.

... الفقيه ج 4، ص 100، الحديث 331 - باب ما يجب فيه الدية ونصف الدية فيما دون النفس.

١٢٩

المتفرقات

227 - ع: عن ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن محمد بن قيس، قال، سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: ان ملكين هبطا من السماء فالتقيا في الهواء فقال، أحدهما لصاحبه، فيما هبطت قال، بعثني الله عز وجل إلى بحرايل (1) أحشر سمكة إلى جبار من الجبابرة اشتهى عليه سمكة في ذلك البحر، فأمرني ان أحشر الى الصياد سمك البحر حتى يأخذها له ليبلغ الله عز وجل غاية مناه في كفره، ففيما بعث أنت قال: بعثني الله عز وجل في أعجب من الذي بعثك فيه، بعثني إلى عبده المؤمن الصائم القائم المعروف دعاؤه وصوته في السماء، لا كفئ (2) قدره التي طبخها لإفطاره ليبلغ الله في المؤمن الغاية في اختبار ايمانه. (1)

(1) - قوله: (الى بحرايل) «ايل» اسم بحر وهو غير معروف في اللغة.

(2) - قوله: (لأكفى) كفاءه كمنعه، كبه وقلبه كأكفاء. «بحار الأنوار ج 67 ص 229»

__________________

(1) بحار الأنوار ج 67، ص 229، كتاب الايمان والكفر الحديث 40 - الباب 12 شدة ابتلاء المؤمن.

١٣٠

228 - لي: (2) - عن أبيه، عن سعد، عن ابن هاشم، عن ابن أبي نجران، عن ابن حميد، عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر عليه السلام قال:

كان أمير المؤمنين (ع) بالكوفة، إذا صلى العشاء الآخرة ينادي الناس ثلاث مرات حتى يسمع أهل المسجد:

أيها الناس تجهزوا رحكم الله فقد نودي فيكم بالرحيل فما التعرج على الدنيا بعد نداء فيها بالرحيل تجهزوا رحكم الله وانتقلوا بأفضل ما بحضرتكم من الزاد وهو التقوى، واعلموا أن طريقكم إلى المعاد وممركم على الصراط والهول الأعظم أمامكم على طريقكم عقبة كؤودة ومنازل مهولة مخوفة، لا بد لكم من الممر عليها والوقوف بها، فاما برحمة من الله فنجاة من هولها وعظم خطرها وفظاعة منظرها وشدة مختبرها، وإما بهلكة ليس بعدها انجبار. (1)

229 - ل: أبي، عن علي، عن أبيه، عن أبي نجران، عن ابن حميد، عن ابن قيس، عن أبي جعفر (ع) قال:

سأل الشامي - الذي بعثه معاوية ليسأل أمير المؤمنين عليه السلام عما سأل عنه ملك الروم، الحسن بن علي عليه السلام كم بين الحق والباطل فقال عليه السلام: أربع أصابع، فما رأيته بعينك فهو الحق وقد تسمع باذنيك باطلا كثيرا. (2)

230 - كا: عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن عيسى، عن يوسف بن عقيل، عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر عليه السلام قال: الجنة محرمة على القتاتين (1) المشائين بالنميمة (2). (3)

أقول: وتقدم ذكر الحديث في الرقم 25 كتاب الحج.

(1) قوله: (على القتاتين)، قتات هو النمام، والقتات هو الذي يكون مع القوم

__________________

(1) بحار الأنوار ج 77، كتاب الروضة ص 391، الحديث 12، الباب 15 - مواعظه وحكمه عليه السلام.

(2) بحار الأنوار ج 75، كتاب العشرة ص 196، الحديث 10 - الباب 62 - التهمة والبهتان وسوء الظن بالأخوان وذم الاعتماد على ما يسمع من أفواه الرجال.

(3) وسائل الشيعة ج 8، ص 617، كتاب الحج الحديث 2 - الباب 164 - أبواب أحكام العشرة.

... بحار الأنوار ج 75، ص 267، الحديث 18 - كتاب العشرة الباب 67 - باب النميمة والسعاية.

١٣١

يتحدثون فينم عليهم وقيل: هو الذي يستمع على القوم فهم لا يعلمون فينم عليهم، والقساس، الذي يسأل عن الأخبار ثم ينمها. «لسان العرب»

(2) - قوله: (بالنميمة)، الرجل الحديث (نما) من يابي قتل وضرب سعى به ليوقع فتنة أو وحشة فالرجل (نم) تسميمة بالمصدر و (نمام) مبالغة والاسم (النميمة) و (النميم) أيضا.

وقيل النمام الذي يكون مع القوم يتحدثون فينم عليهم. «المصباح المنير»

213 - لي: أبي، عن الكميداني، عن ابن عيسى، عن ابن أبي نجران، عن ابن حميد، عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر عليه السلام قال:

أوحى الله تبارك وتعالى إدم آدم عليه السلام، يا آدم إني أجمع لك الخير كله في أربع كلمات: واحدة منهن لي، وواحدة لك، وواحدة فيما بيني وبينك وواحدة فيما بينك وبين الناس.

فاما التي لي فتعبدني فلا تشرك بي شيئا، وأما التي لك فاجازيك بعملك أحوج ما تكون إليه، وأما التي بيني وبينك، فعليك الدعاء وعلي الإجابة وأما التي فيما بينك وبين الناس فترضى للناس ما ترضى لنفسك. (1)

232 - ما: المفيد عن أبي غالب الزراري عن جده محمد بن سليمان عن محمد بن خالد عن ابن حميد عن ابن قيس عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله (ص) إن أسرع الخير ثوابا البر وأسرع الشرع عقابا البغي وكفى بالمرء عيبا أن يبصر من الناس ما يعمى عنه من نفسه وأن يعير الناس بما لا يستطيع

__________________

(1) بحار الأنوار ج 11 ص 257، كتاب النبوة الحديث 1 - باب ما أوحى ان آدم عليه السلام.

... بحار الأنوار ج 75، ص 26، كتاب العشرة الحديث 8 - باب 35 الانصاف والعدل.

... الخصال ج‍ 1 ص 116.

... معاني الأخبار (الصدوق) ص 137، باب معنى الكلمات التي جمع الله عز وجل فيها الخير كله لآدم عليه السلام.

... امالي الصدوق ص 362.

١٣٢

تركه وأن يؤذي جليسه بما لا يعنيه. (1)

233 - روى الثعلبي عن محمد بن قيس قال:

جاء يهودي إلى علي ابن أبي طالب عليه السلام فقال، يا أبا الحسن ما صبرتم بعد نبيكم الا خمسا وعشرين سنة حتى قتل بعضكم بعضا قال:

بلى ولكن ما جف أقدامكم من البحر حتى قلتم، (يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة). (2)

234 - ص: بهذا الاسناد، عن ابن أبي عمير، عن أبي، عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر عليه السلام قال: أوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام، إن من يتقرب إلي بالحسنة، فأحكمه، في الجنة قال: وما تلك الحسنة، قال: يمشي في حاجة مؤمن. (3)

235 - لي: ابن الوليد عن الصفار، عن عبد الله بن الصلت، عن يونس، عن ابن حميد، عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله (ص) خمس لا أدعهن حتى الممات: الأكل على الحضيض مع العبيد وركوبي الحمار مؤكفا، وحلبي العنز بيدي، ولبس الصوف والتسليم على الصبيان لتكون سنة من بعدي. (4)

236 - شي: عن محمد بن قيس، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته

__________________

(1) بحار الأنوار ج 75، ص 47، الحديث 6 - كتاب العشرة الباب 40 - الأغضاء عن عيوب الناس وثواب من مقت نفسه دون الناس.

(2) بحار الأنوار ج 13، ص 176، كتاب النبوة الحديث 4 - باب خروجه عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه.

(3) بحار الأنوار ج 13، ص 356، كتاب النبوة الحديث 56 - الباب 11، مناجات موسى عليه السلام وما أوحى إليه من الحكم والمواعظ.

... بحار الأنوار ج 74، ص 306 - الحديث 56 - كتاب العشرة الباب 20 قضاء حاجة المؤمن.

(4) بحار الأنوار ج 16، ص 215 - الحديث 2 - تاريخ نبينا صلى الله عليه وآله الباب 9 مكارم أخلافه وسيرته وسنته (ص).

... الخصال ج 2، ص 86، وص 87.

333 أمالي الصدوق ص 144.

١٣٣

يقول:

ان يوسف لما حل سراويله (1) رأى مثال يعقوب عاضا على إصبعه وهو يقول له، يوسف قال: فهرب (2) ثم قال أبو عبد الله عليه السلام، لكني والله ما رأيت عورة ابي قط ولا رأى أبي عورة جدي قط ولا رأى جدي عورة أبيه قط قال:

وهو عاض إصبعه فوثب فخرج الماء من إبهام رجله. (1)

(1) - قوله: (سراويله) السروال، السروالة والسرويل ج سراويل وسراويلات، لباس يستر النصف الأسفل من الجسم والكلمة مؤثتة وقد تذكر.

(2) قوله: (فهرب) هرب - هربا وهروبا ومهربا وهربانا: فر / و - في مشيه: أسر. «المنجد»

237 - ل - أبي عن علي عن أبيه عن ابن أبي نجران، عن عاصم بن حميد عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر عليه السلام - قال: بينا أمير المومنين عليه السلام في الرحبة والناس عليه متراكمون، فمن بين مستفت ومن بين مستعد.

إذ قام إليه رجل فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته.

فنظر إليه أمير المومنين عليه السلام بعينيه هاتيك العظيمتين ثم قال: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته من أنت.

فقال: أنا رجل من رعيتك وأهل بلادك.

قال: ما أنت من رعيتي ولا من أهل بلادي ولو سلمت علي يوما واحدا ما خفيت علي.

فقال: الأمان يا أمير المومنين.

فقال أمير المؤمنين عليه السلام: هل أحدثت في مصري هذا حدثا منذ دخلته؟ قال: لا.

__________________

(1) بحار الأنوار ج 12، ص 300، كتاب النبوة الحديث 96 - الباب 9 قصص يعقوب ويوسف عليها السلام.

١٣٤

قال: فعلك من رجال الحرب.

قال: نعم قال: إذا وضعيت الحرب أوزارها فلا بأس.

قال: أنا رجل بعثني إليك معاوية متغفلا لك أسألك عن شئ بعث فيه ابن الأصفر (1).

وقال له: ان كنت أحق بهذا الأمر والخليفة بعد محمد صلى الله عليه وآله فأجبني عما أسألك فانك إذا فعلت ذلك اتبعتك وبعثت اليك بالجائزة فلم يكن عنده جواب وقد أقلقة ذلك فبعثني اليك لأسألك عنها.

فقال أمير المؤمنين عليه السلام: قاتل الله ابن آكلة الأكابد، ما اضله وأعماه ومن معه.

والله لقد أعتق جارية فما أحسن أن يتزوج بها، حكم الله بيني وبين هذه الامة قطعوا رحمي (2) وأضاعوا ايامي (3) ودفعوا حقي وصغروا عظيم منزلتي و أجمعوا على منازعتي علي بالحسن والحسين ومحمد فاحضروا.

فقال: يا شامي هذان ابنا رسول الله وهذا ابني فأسأل أيهم أحببت.

فقال: أسأل ذا الوفرة (4) - يعني الحسن عليه السلام - وكان صبيا.

فقال له الحسن عليه السلام: سلني عما بدا لك.

فقال الشامي: كم بين الحق والباطل، وكم بين المساء والأرض وكم بين المشرق والمغرب وما قوس قزح وما العين تأوي إليها أرواح المشركين وما العين التي تأوي إليها أرواح المؤمنين وما المؤنث وما عشرة أشياء بعضها أشد من بعض.

فقال الحسن بن علي عليهما السلام: بين الحق والباطل أربع أصابع.

فما رأيته بعينك فهو الحق وقد تسمع باذنيك باطلا كثيرا.

قال الشامي: صدقت.

قال: وبين السماء والأرض دعوة المظلوم ومد البصر.

فمن قال لك غير هذا.

فكذبه (1).

قال: صدقت يا ابن رسول الله.

١٣٥

قال: وبين المشرق والمغرب مسيرة يوم للشمس تنظر إليها حين تطلع من مشرقها وحين تغيب في مغربها.

قال الشامي: صدقت، فماقوس وقزح؟ قال: ويحك لا تقل: قوس قزح.

فان قزح اسم شيطان وهو قوس الله وعلامة الخصب وأمان لأهل الأرض من الغرق.

واما العين التي تأوي إليها أرواح المشركين فهي عين يقال لها برهوت واما العين التي تأوى أرواح المؤمنين فهي عين يقال لها سلمى وأما المؤنث فهو الذي لا يدري أذكر هو أو انثى.

فإنه ينتظر به فإن كان ذكرا احتلم وإن كانت انثى حاضت وبدا ثديها وإلاع قيل له: بل على الحائط فإن أصاب بوله الحائط فهو ذكر وان انتكص بوله كما ينتكص بول البعير فهي إمرأة وأما عشرة أشياء بعضها أشد من بعض: فأشد شئ خلقه الله عز وجل الحجر وأشد من الحجر الحديد يقطع به الحجر وأشد من الحديد النار تذيب الحديد وأشد من النار الماء يطفئ النار وأشد من الماء السحاب يحمل الماء.

وأشد من السحاب الريح يحمل السحاب وأشد من الريح الملك الذي يرسلها وأشد من الملك ملك الموت الذي يميت الملك وأشد من ملك الموت، الموت الذي يميت ملك الموت وأشد من الموت أمر الله العالمين الذي يميت الموت.

فقال الشامي: أشهد أنك ابن رسول الله حقا وان عليا أولى بالأمر من معاوية.

ثم كتب هذه الجوابات وذهب بها إلى معاوية - فبعثها معاوية - إلى ابن الأصفر فكتب إليه إبن الأصفر يا معاوية لم تكلمني بغير كلامك وتجيبني بغير جوابك.

اقسم بالمسيح ما هذا جوابك وما هو إلا من معدن النبوة وموضع الرسالة واما انت فلو سألتني درهما ما اعطيتك. (1)

__________________

(1) بحار الأنوار ج 10، ص 129، كتاب الاحتجاج الحديث 1، الباب 9 مناظرات الحسن والحسين صلوات الله عليهما واحتجاجاتهما.

... بحار الأنوار ج 101، ص 356، الحديث 12، باب ميراث الخنث بحار الأنوار ج 101، ص 358.

١٣٦

(1) - قوله: (بعث فيه ابن الأصفر): أي ملك الروم وانما سمي الروم بنو الأصفر لأن أباهم الأول كان أصفر اللون وهو روم بن عيص بن اسحاق بن ابراهيم - كذا ذكره الجزري.

(2) - قوله عليه السلام: (قطعوا رحمي): أي لم يراعوا الرحم التي بيني وبين رسول الله أو بيني وبينهم فالمراد به القريش والأول أظهر.

(3) - قوله عليه السلام: (وأضاعوا أيامي): أي ما صدر مني من الغزوات وغيرها مما أيد الله به الدين ونصر به المسلمين وما أظهر ورسوله من مناقبي، وقال المفسرون في قوله تعالى: وذكرهم بأيام الله - أي نعمه - وسيأتي في بعض الروايات.

(4) - قوله: ذا الوفرة: والوفرة - الشعر المجتمع على الرأس. أو ماسال على الاذنين منه أو ما جاوز شحمة الاذن.

(5) - قوله: (وكان صبيا): أي حدث السن. فإنه عليه السلام كان في زمن خلافة أمير المؤمنين عليه السلام متجاوزا عن الثلاثين. «بحار الأنور - ج 10 ص 131»

(1) - قوله عليه السلام: (فمن قال غير هذا فكذبه) أي لا يعلم أكثر الناس ولا يصلحهم ان يعلموا بغير هذا الوجه فلا ينافي ما ورد من تحديد، في بعض الاخبار لبعض المصالح.

238 - بالاسناد، عن سعد، عن إبراهيم بن هاشم، عن أبي فضال، عن ثعلبة، عن مبارك العطار، عن محمد بن قيس، قال:

قال أبو عبد الله عليه السلام عند قبر أبي عبد الله عليه السلام أربعة آلاف ملك شعث (1) غبر (2) يبكون الى يوم القيامة. (1)

(1) - قوله: (شعث) شعث شعثا وشعوثة، فهو شعث وأشعث وشعثان، وتشعث.

__________________

... بحار الأنوار ج 60، ص 199، الحديث (2) الباب 35 نادر مستدرك الوسائل ج 3، ص 168، الباب 1 أبواب ميراث الخنثى. وما أشبهه - الحديث 3.

(1) بحار الأنوار ج 45، ص 222، الحديث (10) الباب 41، ضجيج الملائكة الى الله تعالى في أمره عليه السلام.

١٣٧

تلبد شعره واغبرها. الشعث أي انتشار وتفرق الأمر يقال لم الله شعثم أي جمع أمرهم. «لسان العرب»

(2) - (غبر) غبر الشئ يغبر غبورا: مكث. وغبر الشئ يغبر اي بقي. الغابر الباقي. والغابر من الليل: ما بقي منه: والجمع أغبار، وقد يكون قوله تعالى إلا عجوزا في الغابرين أي الباقين.

239 - احمد بن محمد بن عيسى في نوادره، عن النضر بن سويد، عن عاصم بن حميد، عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إنه قال في حديث وتقسم للحرة الثلثين من ماله ونفسه وللأمة الثلث من ماله ونفسه. (1)

240 - وفي رواية محمد بن قيس، فأتى أمير المؤمنين عليه السلام موضعا من تلك الملينة فركلها برجله فانبجست عين خرارة فقال: هذه عين مريم. ثم قال: احتفروا هاهنا سبعة (عشر) ذراعا. فاحتفروا فإذا صخرة بيضاء.

فقال: هاهنا وضعت مريم عيسى من عاتقها وصلت هاهنا.

فنصب أمير المؤمنين عليه السلام الصخرة وصلى إليها وأقام هناك أربعة ايام. (2)

241 - كا: علي، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر عليه السلام قال: جائت امرأة من الانصار إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فدخلت عليه وهو في منزل حفصة، والمرأة متلبسة متمشطة، فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله فقالت: يا رسول الله إن المرأد لا تخطب الزوج، وأنا امرأة أيم لازوج لي منذ دهر ولا ولد. فهل لك من حاجة، فان تلك فقد وهبت نفسي لك ان قبلتني.

فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله خيرا، ودعا لها، ثم قال: يا أخت الأنصار جزاكم الله عن رسول الله خيرا. فقد نصرني رجالكم ورغبت في نساؤكم.

__________________

(1) مستدرك الوسائل ج 2، ص 613 - كتاب النكاح الباب 6 - ان الأمة إذا اجتمعت مع الحرة فللحرة ليلتان وللامة ليلة وكذا الذمية مع المسلمين.

(2) بحار الانور ج 102، ص 29 - كتاب المزار - الحديث 7 - الباب 52 فضل مسجد براثا والعمل فيه.

١٣٨

فق الت لها حفصة: ما أقل حياءك وأجراءك وأنهمك للرجال.

فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: كفى عنها يا حفصة. فانها خير منك رغبت في رسول الله فلمتيها وعيبتيها.

ثم قال للمرأة: انصرفي رحمك الله، فقد اوجب الله لك الجنة لرغبتك في وتعرضك لمحبتي وسروري وسيأتيك أمري انشاء الله.

فأنزل الله عز وجل: « وامرأة مؤمنة ان وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين » «سورة الأحزاب - الآية 49»

قال: فاحل الله عز وجل هبة المرأة نفسها لرسول الله صلى الله عليه وآله ولا يحل ذلك لغيره. (1)

242 - حدثني أبي، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر عليه السلام قال: ان حي بن أخطب وأخاه أبا ياسر بن أخطب ونفرا من اليهود من أهل نجران أتوا رسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا له: أليس فيما تذكر فيما انزل اليك آلم؟

قال: بلى.

قالوا: أتاك بها جبرئيل من عند الله؟

قال: نعم.

قالوا لقد بعثت أنبياء قبلك، ما نعلم نبيا منهم أخبر ما مدة ملكه وما أكل أمته غيرك؟

قال عليه السلام: فأقبل حي بن أخطب على أصحابه، فقال لهم الألف واحد واللام ثلاثون والميم أربعون فهذه واحد وسبعون سنة، فعجب ممن يدخل في دينه ومدة ملكه وأكل امته احدى وسبعون سنة.

قال عليه السلام: ثم أقبل على رسول الله صلى الله عليه وآله فقال له: يا محمد

__________________

(1) بحار الأنوار ج 22، ص 211، تاريخ نبينا صلى الله عليه وآله الحديث 39، الباب 22 - أحوال أزواجه وفيه قصة زينب.

١٣٩

هل مع هذا غيره؟ قال: نعم.

قال: هاته.

قال: المص.

قال: أثقل وأطول، الألف واحد واللام ثلاثون والميم أربعون والصاد تسعون فهذه مائة واحدى وستون سنة.

ثم قال لرسول الله صلى الله عليه وآله: هل مع هذا غيره؟

قال: نعم.

قال: هات.

قال: آلرا.

قال: هذا أثقل وأطول، الألف واحد واللام ثلاثون والراء مائتان. فهل مع هذا غيره؟ قال نعم، قال هات، قال: آلمرا قال هذا اثقل وأطول، الألف واحد واللام ثلاثون والميم أربعون والراء مئتان.

ثم قال: فهل مع هذا غيره؟

قال نعم.

قال: لقد التبس علينا أمرك فما ندري ما أعطيت؟ ثم قاموا عنه.

ثم قال أبو ياسر لحي أخيه وما يدريك لعل محمدا قد جمع هذا كله وأكثر منه؟ فقال أبو جعفر عليه السلام: ان هذه الآيات انزلت: «منهن آيات محكمات هن أم الكتاب واخر متشابهات». وهي تجري في وجوه آخر على غير تأول به حي وأبو ياسر وأصحابه. (1)

243 - تفسير علي بن إبراهيم: عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر (ع) قال: سأله عطا ونحن بمكة عن

__________________

(1) تفسير القمي ج 1، ص 223، (الأعراف).

... معاني الأخبار ص 23 - باب معنى الحروف المقطعة في أوائل السور من القرآن الكريم - الحديث 3.

١٤٠

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

الجملة المختصرة الدالّة على المقصود إلى جملة طويلة غير واضحة الدلالة عليه؟!

النكات واللّطائف فيما قاله النبيّ ودعا به

لكنّ دعائهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بقوله: « اللّهم ائتني بأحبّ خلقك إليك » . من جوامع كلمه وسواطع حكمه، فيه لطائف ونكت رفيعة، وهي بمجموعها تدلّ على اهتمام منه بليغ بإظهار علوّ مقام أمير المؤمنينعليه‌السلام في ذلك المقام:

١ - خطابه الباري عزّ وجلّ ونداؤه إيّاه باسم ذاته « الله » الذي هو أحبّ الأسماء إليه.

٢ - قوله: « اللّهم » دون « يا الله » إذ في الأول دلالة على التفخيم والتعظيم ليست هي في الثاني، لاشتماله على شدّتين ليستا في « يا الله ». وهذه النكتة نظير النكتة في اختيار ضم الضمير المجرور في قوله تعالى:( عَلَيْهُ اللهَ ) .

٣ - في « اللّهم » نكتة أُخرى ليست في « يا الله »، هي أنّ الميم عوض حرف النداء، فدلّت الكلمة على النداء لله سبحانه مع الابتداء باسمه العظيم، بخلاف « يا الله ». ومن الواضح أنّ الابتداء باسمه أدخل في التعظيم والتبرّك.

٤ - في أكثر طرق الحديث لفظ « ائتني ». وإنّما اختارصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هذا اللّفظ على « أرسل إليَّ» و « أبعث إليَّ » ونحوهما لما في « الإِتيان » - مع تعديته بالباء - من الدّلالة على مزيد العناية والاحتفال بشأن المأتيّ به، فكأن المرسل مصاحب للمأتيّ به، كما عن المبرّد في معنى: « ذهب فلان بزيد » أنّه يدّل على مصاحبة الفاعل للمفعول به، لأنّ الباء المعديّة عنده بمعنى مع.

٥ - قوله: « إئتني » دون « ائت » ليدلّ على أنّ مطلوبه حضور أحبّ الخلق عنده، لا مطلق إتيان أحبّ الخلق.

٢٢١

٦ - إختياره لفظ « الأحب » على غيره من الألفاظ الدالّة على التفضيل والتّرجيح لأنّ كثرة محبّة الله تعالى لشخصٍ تدلّ على جمعه لجميع صفات الكمال والمجد والعظمة، لأنّ مقام المحبّة أعلى المقامات وأسنى الدرجات.

٧ - « الأحب » هو « الأكثر محبوبية » فأمير المؤمنينعليه‌السلام أشدّ الخلق حباً لله، لأنّ « المحبوبية » فرع « المحبيّة » قال الله تعالى:( إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ ) .

٨ - أضاف لفظة « أحب » إلى « الخلق » ليدلّ بصراحة على أنّ عليا أحبّ خلق الله، ولو لا إرادة الدّلالة الصرّيحة لا كتفي بأن يقول « الأحب » معرفا باللاّم.

٩ - أضاف كلمة « خلق » إلى ضمير الخطاب حيث قال: « خلقك » ليظهر أنّهعليه‌السلام أحبّ جميع الخلق بحيث كان أهلاً لأن يضاف إلى الحقّ جلّ جلاله والمراد من « الخلق » هو « المخلصون » فهو الأحبّ من غير المخلصين بالأولويّة.

١٠ - لفظة « الخلق » اسم جنس. واسم الجنس المضاف يفيد العموم، كما نصّ عليه أكابر العلماء، فالمراد: جميع الخلق المخلصين.

١١ - إتيانه بكلمة « إليك » هو لغرض إفادة الدّلالة الصريحة، وإلّا لكانت مقدرّة أو كانت الدّلالة على أحبيّته إلى الله بالالتزام، لأنّه مع وجود « إليّ » يكون الأحب إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ومن كان أحبّ إليهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فهو أحبّ إلى الله تعالى بالالتزام.

١٢ - أضافصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لفظ « وإلى رسولك » أو « وإليّ » ليصرّح وينصّ على أن عليّاً أحبّ الخلق إليه، وإن كان في قوله « إليك » كفاية، لأنّ « الأحبّ إلى الله » هو « الأحبّ إلى الرسول» قطعاً فهو إذن، « الأحبّ إلى النبيّ » بالدّلالتين.

١٣ - إنّه لم يذكر لـ « أحبّ » متعلَّقاً خاصّاً، ليدل على عموم أحبيّته

٢٢٢

وشمولها لجميع الأنواع والأقسام والأصناف، لأنّ حذف المتعلَّق في مقام البيان دليل العموم

١٤ - قوله « يأكل معي من هذا الطائر » لإثبات أنّ سبب طلبه للأكل معه هو أحبيّته إلى الله ورسوله، وليس أمراً نفسانياً.

١٥ - كلمة « معي » في قوله: يأكل معي من هذا الطائر، لإفادة أنّ علياعليه‌السلام لا يأكل الطائر بانفراد، بل إنّه لمـّا كان الغرض من الطّلب للأكل إظهار شأن علي ومنزلته عند الله ورسوله فإنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سوف يشاركه في الأكل من الطير، ليكشف عن سببيّة مقاماته المعنوية ومراتبه الدينيّة وقربه من الله ورسوله لطلب حضوره والمؤاكلة معه.

٩ - قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « أحبّ الخلق إليك » يكذّب الحمل المذكور

وأيضاً: لو كان المراد هو « الأحبّ في الأكل » لم يكن لقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم « أحبّ الخلق إليك » معنى، لأنّ « الأحبيّة في الأكل » ميل طبعي، وذلك محال في صفة الله تعالى، كما سبق في كلام الغزالي بل هذه الأحبيّة هي الثواب ورفعة المقام والمرتبة. وقال السيّد المرتضى:

« قد قال السائل: هب أنا سلّمنا صحة الخبر، ما أنكرت أنْ لا يفيد ما ادّعيت من فضل أمير المؤمنينعليه‌السلام على المجاعة، وذلك أن معنى فيه: اللّهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي يريد: أحبّ الخلق إلى الله تعالى في الأكل معه، دون أن يكون أراد أحبّ الخلق إليه في نفسه لكثرة أعماله، إذ قد يجوز أن يكون الله تعالى يحبّ أن يأكل مع نبيّه من هو غير أفضل، ويكون ذلك أحبّ إليه للمصلحة.

٢٢٣

فقال الشيخ أيّده الله(١) : هذا الذي اعترضت به ساقط، وذلك أن محبّة الله تعالى ليست ميل الطباع وإنّما هي الثواب، كما أنّ بغضه وغضبه ليستا باهتياج الطباع وإنّما هما العقاب. ولفظ أفعل في أحبّ وأبغض لا يتوجه إلّا ومعناهما من الثواب والعقاب، ولا معنى على هذا الأصل لقول من زعم أنّ أحبّ الخلق إلى الله يأكل مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم توجه إلى محبّة الأكل والمبالغة في ذلك بلفظ أفعل، لأنّه يخرج اللفظ ممّا ذكرناه من الثّواب إلى ميل الطباع، وذلك محال في صفة الله تعالى»(٢) .

١٠ - قوله: « بأحبّ خلقك إليك وأوجههم عندك »

عن ( كتاب الطير ) قال الحافظ أبو بكر ابن مردويه: « نا فهد بن إبراهيم البصري قال: نا محمّد بن زكريا قال: نا العبّاس بن بكّار الضّبي قال: نا عبد الله ابن المثنى الأنصاري، عن عمّه ثمامة بن عبد الله، عن أنس بن مالك:

إن اُمّ سلمة صنعت لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طيراً أو أضباعاً فبعثت به إليه، فلمـّا وُضِعَ بين يديه قال: اللّهم جئني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر، فجاء علي بن أبي طالب فقال له أنس: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على حاجة، واجتهد النبيّ في الدعاء وقال: اللّهم جئني بأحبّ خلقك إليك وأوجههم عندك. فجاء علي، فقال له أنس: إنّ رسول الله على حاجة. قال أنس: فرفع علي يده فوكز على صدري ثمّ دخل. فلمـّا نظر إليه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قام قائماً فضمّه إليه وقال: يا ربّ وإليَّ، يا ربّ وإليَّ. ما أبطأ بك يا علي؟ قال: يا رسول الله، قد جئت ثلاثاً كلّ ذلك يردّني أنس، فرأيت الغضب في وجه رسول الله وقال: يا أنس ما حملك على

____________________

(١). يعني: الشيخ محمّد بن النعمان المفيد البغدادي

(٢). الفصول المختارة: ٦٥.

٢٢٤

ردّه؟ قلت: يا رسول الله، سمعتك تدعو فأحببت أنْ تكون الدّعوة في الأنصار. قال: لست بأوّل رجلٍ أحبَّ قومه، أبى الله - يا أنس - إلّا أن يكون ابن أبي طالب ».

وقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « اللّهم جئني بأحبّ خلقك إليك وأوجههم عندك » يكذّب الحمل والتأويل المذكور، إذ « الأوجه » في هذا المقام بمعنى « الأفضل على الإِطلاق » ومنه يعلم أنّ « الأحبّ » كذلك فقد دلّ الحديث على أنّ أمير المؤمنينعليه‌السلام « أحبّ » و « أوجه » و « أشرف » و « أفضل » جميع « الخلق » عند الله سبحانه - عدا النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - من الأنبياء والملائكة والناس أجمعين

١١ - قوله: « بخير خلقك »

وعن ( كتاب الطير ) للحافظ أبي نعيم الأصفهاني: « نا علي بن حميد الواسطي، نا أسلم بن سهل، نا محمّد بن صالح بن مهران قال: نا عبد الله بن محمّد بن عمارة قال: سمعت من مالك بن أنس، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس قال بعثتني أم سليم إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بطير مشوي ومعه أرغفة من شعير، فأتيته به فوضعته بين يديه فقال: يا أنس اُدع لنا من يأكل معنا هذا الطير، اللّهم ائتنا بخير خلقك، فخرجت فلم يكن همّي إلّا رجلاً من أهلي آتيه فأدعوه، فإذا أنا بعلي بن أبي طالب، فدخلت، فقال: أما وجدت أحداً؟ قلت: لا. قال: اُنظر. فنظرت فلم أجد أحداً إلّا عليّاً. ففعل ذلك ثلاث مرّات. فرجعت فقلت: هذا علي بن أبي طالب. فقال: ائذن له، اللّهم وإليَّ، اللّهم وإليَّ »

٢٢٥

١٢ - قوله: « أدخل عليَّ أحبّ خلقك إليَّ من الأوّلين والآخرين »

وروى ابن المغازلي حديث الطير بإسناده عن أنس بن مالك وفيه: « اللّهم أدخل عليَّ أحبّ خلقك إليَّ من الأوّلين والآخرين يأكل معي من هذا الطائر فجاء علي » وقد تقدّم الحديث بتمامه في موضعه من قسم السّند، لكنّنا نذكر هنا متنه مرةً أُخرى:

« عن أنس بن مالك قال: أُهدي لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طائر مشوي - أهدته له امرأة من الأنصار - فدخل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فوضعت ذلك بين يديه. فقال: اللّهم أدخل عليَّ أحبّ خلقك إليَّ من الأوّلين والآخرين يأكل معي من هذا الطائر. قال أنس: فقلت في نفسي: اللّهم اجعله رجلاً من الأنصار من قومي. فجاء علي، فطرق الباب فرددته وقلت: رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم متشاغل - ولم يعلم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بذلك - فقال: اللهم أدخل علىَّ أحبّ الخلق من الأوّلين والآخرين يأكل معي من هذا الطائر. قلت: اللّهم رجلاً من قومي الأنصار. فجاء علي فرددته. فلمـّا جاء الثّالثة قال لي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : قم يا أنس فافتح الباب لعلي. فقمت ففتحت الباب فأكل معه، فكانت الدعوة له »(١) .

وهل بعد هذه الجملة من مجال لتأويل لفظ « الأحبّ » وتقييده؟ لقد ثبت من هذا الحديث - أيضاً - أنّ أمير المؤمنينعليه‌السلام أحبّ الخلق إلى النبيّ - وإلى الله بالملازمة - من جميع الخلق من الأوّلين والآخرين أي حتى الأنبياء والمرسلين والملائكة المقرّبين.

____________________

(١). مناقب علي بن أبي طالب: ١٦٨.

٢٢٦

١٣ - لو كان الغرض تضاعف لذّة الطعام لجاءت إحدى نسائه

إنّه لو كان المقصود حضور أحبّ الخلق في الأكل مع النبيّ حتى يتضاعف لذّة الطعام، لكان مقتضى استجابة هذا الدعاء حضور إحدى زوجات النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، لوضوح حصول الغرض من الدعاء - وهو الالتذاذ المتضاعف من الطعام - بمؤاكلة الزوجة المحبوبة، وأنّه لا يسدّ مسدّها في هذه الناحية أحد من الأولاد فضلاً عن غيرهم.

لكنّ عدم حضور أحد من نسائه - لا سيّما تلك التي يزعمون أنّها أحبّ نسائه بل النساء عامّةً إليه - وكذا عدم حضور فاطمةعليها‌السلام وهي ابنته لو كان الغرض يحصل بمؤاكلة الأولاد، دليل على أنّ غرضه من الدّعاء شيء آخر، وأنّ المقصود من « الأحبّ » ليس « الأحبّ في الأكل »

لقد استجاب الله عزّ وجلّ دعاء نبيّه وحبيبهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأحضر عنده أحبّ الخلق إليه وأفضل الناس عنده.

١٤ - صنائع أنس دليل بطلان التأويل

ولو كان المراد مجرّد الأحبيّة في الأكل فلماذا كلّ هذا الإِهتمام من أنس ابن مالك لأنّ يختص بذلك قومه من الأنصار؟ ولماذا منع علياًعليه‌السلام مرة بعد أُخرى من الدخول على النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟

إنّ كلّ عاقل يلحظ أخبار قصّة الطير وما كان فيها من أنس من كذبٍ واحتيال وتعلّل، يحصل له اليقين الثابت بأنّ الدخول على النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في تلك الساعة والأكل معه من ذاك الطائر، مرتبة عظيمة ومنزلة رفيعة.

وأيضاً: من الظّاهر جدّاً - بناء على حمل الأحبيّة على الأحبيّة في خصوص الأكل - أنّ الشخص الأحبّ إليه في الأكل ليس إلّا من كان أكثر

٢٢٧

معاشرةً أو أقرب نسباً أو أشدّ أُلفةً من النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ... ومن المعلوم أن الأنصار لم يكونوا حائزين لهذا الشّرف وتلك المرتبة، فكيف يرجو أنس أن يكونوا مصداق دعاء الرسول؟

١٥ - قول أنس: « اللّهم اجعله رجلاً منّا حتى نشرّف به »

وعن ( كتاب الطير ) للحافظ ابن مردويه: « نا محمّد بن الحسين قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عبد الرحمن قال: نا علي بن الحسن السمالي قال: حدّثني محمّد بن الحسن بن الجهم، عن عبد الله بن ميمون، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن أنس قال: أهدي لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طائر فأعجبه، فقال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اللّهم ائتني بأحبّ خلقك إليك وإليَّ يأكل معي من هذا الطير. قال أنس قلت: اللّهم اجعله رجلاً منّا حتّى نشرّف به. قال: فإذا علي. فلمـّا أنْ رأيته حسدته فقلت: النبيّ مشغول، فرجع، قال: فدعا النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الثانية، فأقبل علي كأنّما يضرب بالسيّاط، فقال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : افتح افتح، فدخل، فسمعته يقول: اللّهم وإليَّ، حتى أكل معه من ذلك الطير».

فإذن كانت القضيّة ممّا يتشرف ويعتّز به ولم تكن الأحبيّة في الأكل العارية من كلّ فضيلة والخالية من كلّ شرف كما يزعم النّواصب

ونعم ما أفاد الشيخ المفيد البغدادي - طاب ثراه - حيث قال:

« إنّ الذي يسقط ما اعترض به السائل في تأويل قول النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « اللّهم ائتني بأحبّ خلقك إليك » على المحبّة في الأكل معه، دون محبّته في نفسه بإعظام ثوابه بعد الذي ذكرناه في إسقاطه: أن الرواية جاءت عن أنس بن مالك أنّه قال: لمـّا دعا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يأتيه تعالى بأحبّ الخلق إليه: قلت: اللّهم اجعله رجلاً من الأنصار لتكون

٢٢٨

لي الفضيلة بذلك. فجاء علي فرددته وقلت له إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على شغل، فمضى، ثمّ دعا ثانيةً فقال لي: استأذن لي على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . فقلت له: إنّه على شغل. ثمّ عاد ثالثة فاستأذنت له، ودخل، فقال له النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : قد كنت سألت الله تعالى أن يأتيني بك دفعتين، ولو أبطأت عليَّ الثالثة لأقسمت على الله أن يأتيني بك.

ولو أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سأل الله تعالى أن يأتيه بأحبّ خلقه إليه في نفسه، وأعظمهم ثواباً عنده، وكانت هذه من أجلّ الفضائل، لَما آثر أنس أن يختص بها قومه، ولو لا أنّ أنسا فهم ذلك من معنى كلام النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما دافع أمير المؤمنينعليه‌السلام عن الدخول، ليكون ذلك الفضل لرجل من الأنصار، فيحصل له جزء منه »(١) .

١٦ - قول أنس: « فإذا علي فلمـّا أن رأيته حسدته »

وجاء في الحديث - فيما رواه ابن مردويه -: « قلت اللّهم اجعله رجلاً منّا حتى نشرّف به. قال: فإذا علي، فلمـّا أن رأيته حسدته، فقلت: النبيّ مشغول، فرجع ». و في لفظ خبر ابن المغازلي عنه: « بينا أنا كذلك إذْ دخل علي فقال: هل من إذن؟ فقلت: لا، ولم يحملني على ذلك إلّا الحسد ».

وهذا دليل آخر على أنّ الأحبيّة لم تكن في الأكل فقط بل إنّها كانت أحبيّة جليلة القدر وعظيمة الفخر توجب الأفضليّة التامّة والأكرمية الكاملة

____________________

(١). الفصول المختارة من العيون والمحاسن: ٦٨.

٢٢٩

١٧، ١٨ - قول عائشة وحفصة: « اللّهم اجعله أبي »

وأخرج أبو يعلى حديث الطير بسنده باللفظ التالي:

« ثنا قطن بن نسير، ثنا جعفر بن سليمان الضبّعي، ثنا عبد الله بن مثنّى، نبأ عبد الله بن أنس، عن أنس بن مالك قال: اُهدي لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حجل مشوي، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اللّهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطعام. فقالت عائشة: اللّهم اجعله أبي. وقالت حفصة: اللّهم اجعله أبي. قال أنس: فقلت اللّهم اجعله سعد بن عبادة.

قال أنس: سمعت حركة الباب فسلّم فإذا علي. فقلت: إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على حاجة، فانصرف ثمّ. ثمّ سمعت حركة الباب فسلّم عليّ فسمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم صوته فقال: اُنظر من هذا! فخرجت فإذا علي. فجئت إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأخبرته. فقال: ائذن له، فأذنت له فدخل. فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : وإليَّ وإليَّ »(١) .

فلو كان معنى الحديث « الأحبّ في الأكل » فما هذا الولوع والشغف من عائشة وحفصة؟! وهلّا فهمتا هذا المعنى من الحديث، لا سيّما عائشة التي يزعم المتعصّبون من القوم إرجاع النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الاُمة إليها، لأخذ الدين والأحكام الفقهية منها!! فلا تدعوان لوالديهما اللذين هما - بزعمهما - أعلى مرتبة وأجلّ شأناً، لحضور أمرٍ جزئيّ تافه لا أثر له!!

لكنّ هذه الأحبيّة هي الأحبيّة التامّة العامّة المطلقة، المقتضية للأفضلية التامة المطلقة وهي التي تمنّتها عائشة لأبيها!! وحفصة لأبيها!! وأنس

____________________

(١). تاريخ دمشق ٢ / ١١١ رقم: ٦١٤.

٢٣٠

لسعد أو غيره من الأنصار!!

١٩ - تكرار النبيّ الدعاء واجتهاده فيه

وقد اتّفقت الأخبار على أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كرّر دعائه وطلبه من الله تعالى أنْ يأتيه بأحبّ الخلق إليه بل في بعضها: « واجتهد النبيّ في الدعاء »

وهكذا يكشف عن أن لمطلوبه شأناً عظيماً ومرتبةً عاليةً فاللازم بحكم العقل أن تكون صفة « الأحبيّة » المذكورة في دعائه المتكرّر صفةً جليلةً تكشف عن مقام صاحبها

٢٠ - قيام النبيّ لدى دخول علي وضمّه إليه

وفيما رواه الحافظ ابن مردويه عن أنس: « قال أنس: فرفع علي يده، فوكز على صدري ثمّ دخل، فلمـّا نظر إليه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قام قائماً فضمّه إليه وقال: يا ربّ وإليَّ، يا ربّ وإليَّ، ما أبطأ بك يا علي! ».

وهذه قرائن اُخرى على أنّ هذه « الأحبيّة » شرف عظيم شاء النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إظهاره وإثباته لأمير المؤمنينعليه‌السلام باهتمام بالغ

٢١ - فلمـّا رآه تبسَّم وقال: الحمد لله

وهكذا في رواية النجار وبعض العلماء الكبار عن أنس: « قال: فدخل، فلمـّا رآه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تبسَّم ثمّ قال: الحمد لله الذي جعلك. فإنّي أدعو في كلّ لقمة أن يأتيني أحبّ الخلق إليه وإليّ، فكنت أنت ».

فما كلّ هذا لو كانت « الأحبيّة » في الأكل فقط!!

٢٣١

٢٢ - غضبه على أنس لردّه عليّا ً

وفي رواية ابن مردويه عنه أنّه قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « ما أبطأ بك يا علي؟. قال: يا رسول الله قد جئت ثلاثاً، كلّ ذلك يردّني أنس. قال أنس: فرأيت الغضب في وجه رسول الله وقال: يا أنس ما حملك على ردّه؟ قلت: يا رسول الله، سمعتك تدعو، فأحببت أن تكون الدعوة في الأنصار. قال: لست بأوّل رجل أحبّ قومه. أبى الله يا أنس إلّا أن يكون ابن أبي طالب ».

فلماذا الغضب من النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو على خُلقٍ عظيم؟! ألأمرٍ جزئي لا يعبؤ به؟! ولما ذا ذاك السّرور والاستبشار من حضور أحبّ الخلق إلى الله وإليه؟! ألأمرٍ جزئي لا يعبؤ به؟!

٢٣ - قوله: أبى الله يا أنس إلّا أنْ يكون ابن أبي طالب

من الأدّلة الواضحة والبراهين الساطعة على أنّ هذه الأحبيّة تشريف خاص من الله لعلي بواسطتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ومن دون أن يكون لميله النفساني دخل في ذلك وإلّا لقال: يا أنس أما علمت أنّ علياً أحبُّ الخلق إليَّ في الأكل، لكونه مني بمنزلة ولدي، فلا يكون الدعاء إلّا فيه.

نعم يدل هذا الكلام من النبيّعليه‌السلام أن ذاك المقام كان من الله سبحانه، وأنّه لا ينال إلّا علياًعليه‌السلام فظهر بطلان ما سنذكره من تأويلي ( الدهلوي )

٢٤ - قوله له: علي أحبّ الخلق إلى الله

وفي رواية فخر الدين الهانسوي: « فآذنه النبيّ بالدخول وقال: ما أبطأ بك عنّي؟ قال: جئت فردّني أنس، ثمّ جئت الثانية والثالثة فردّني. فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا أنس ما حملك على هذا؟ قال: رجوت أن يكون

٢٣٢

الدعاء لأحدٍ من الأنصار. فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : عليّ أحبّ الخلق إلى الله. فأكل معه »(١) .

أي: كيف ترجو أن يكون الدعاء لأحد من الأنصار، وعليّ أحبّ الخلق إلى الله؟! وقد دعوت أن يأتيني بأحبّ خلقه إليه فبطل تأويل « الأحبيّة » إلى الأحبيّة في الأكل لأجل تضاعف لذّة الطّعام بل هي الأحبيّة التامة العامّة وبذلك تبطل التأويلات الأخرى كذلك

٢٥ - قوله في جوابه: ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء

وقال محمّد مبين اللكهنوي: « عن أنس بن مالك قال: كنت أخدم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقدّم لرسول الله فرخ مشوي فقال: اللّهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي هذا الطير. قال فقلت: اللّهم اجعله رجلاً من الأنصار. فجاء علي، فقلت: إن رسول الله على حاجة، ثمّ جاء فقال رسول الله: افتح، فدخل. فقال رسول الله: ما حملك على ما صنعت؟ فقلت: يا رسول الله، سمعت دعاءك، فأحببت أن يكون رجلاً من قومي. فقال رسول الله: الرجل قد يحب قومه. وفي بعض الروايات: ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم. وهذا الحديث في المشكاة أيضاً برواية الترمذي »(٢)

أي: ليس لك أنْ ترجو أن يكون الذي دعوت الله أن يأتيني به رجلاً من قومك ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم إنّه لا يكون برجاء هذا وذاك بل ليس للنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أيضاً دخل فيه إنّه بيد الله وفضلُ منه

____________________

(١). دستور الحقائق - مخطوط.

(٢). وسيلة النجاة: ٢٨.

٢٣٣

٢٦ - قوله في جوابه: أوَ في الأنصار خير من علي؟!

قال وليّ الله اللكهنوي: « ووقع في روايةِ الطبراني، وأبي يعلى، والبزار بعد قوله فجاء عليرضي‌الله‌عنه فرددته، ثمّ جاء فرددته، فدخل في الثّالثة أو في الرابعة. فقال له النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ما حبسك عنّي - أو ما أبطأ بك عنّي - يا علي؟ قال: جئت فردّني أنس، ثمّ جئت فردّني أنس. فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا أنس، ما حملك على ما صنعت؟ قال: رجوت أن يكون رجلاً من الأنصار. فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أَوَفي الأنصار خير من عليّ، أو أفضل من علي؟ »(١) .

فإذن، ملاك « الأحبيّة » في حديث الطير هو « الأفضليّة » وأمير المؤمنينعليه‌السلام هو الأفضل من جميع المهاجرين والأنصار فهل تأويلها إلى ما ذكره ( الدهلوي ) إلّا مكابرة ولجاج؟ وهل يجنح إليه ويقبله إلّا من أعمته العصبيّة العمياء، وغلبت على قلبه البغضاء؟

٢٧ - قول أنس لعلي: إن عندي بشارة

وعن كتاب ( المعرفة ) لعبّاد بن يعقوب الرواجني وفي غير واحد من الكتب: « قال أنس: قلت: يا أبا الحسن استغفر لي فإنّ لي إليك ذنباً، وإنّ عندي بشارة. فأخبرته بما كان من دعاء النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . فحمد الله واستغفر لي ورضي عنّي وأذهب ذنبي عنده بشارتي إيّاه ».

ففي هذا الحديث: إنّ أنساً طلب من أمير المؤمنينعليه‌السلام أن يستغفر له ذنبه وهو ردّه إيّاه مرةً بعد مرةً، للحيلولة دون دخولهعليه‌السلام على النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ووعده - في مقابل الاستغفار له - أن يبشّره

____________________

(١). مرآة المؤمنين - مخطوط.

٢٣٤

ببشارةٍ، وهي إخباره بما كان من دعاء النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في تلك الواقعة.

فلو كانت « الأحبيّة » خاصّةً بالأكل معه لم يجعلها بشارة، لأنّ الأحبيّة على تقدير تقييدها بمحض الأكل الذي هو أمر حقير يسير، ممّا لا يصلح للإِعتناء حتّى يهنّأ به وصيّ البشير النذير

٢٨ - حديث الطير من خصائص علي عند سعد بن أبي وقاص

وروى الحافظ أبو نعيم عن سعد بن أبي وقاص قوله: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في علي بن أبي طالب ثلاث خِصَالٍ: لأعطينَّ الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله وحديث الطير. وحديث غدير خم »(١) .

إنّ ( حديث الغدير ) و ( حديث الرّاية ) من أقوى الأدلّة الصريحة في خلافة الأميرعليه‌السلام ، فمقتضى السّياق - بغض النظر عن الوجوه الاُخرى - أن يكون حديث الطير كذلك وكيف يرضى العاقل البصير أن يكون مدلول حديث الطير الواقع في هذا السياق مجرّد الأحبيّة في الأكل لتضاعف لذّة الطعام؟

٢٩ - احتجاج الأمير بحديث الطير في الشورى

وفي حديث الشورى - الذي رواه: ابن عقدة، والحاكم، وابن مردويه، وابن المغازلي، والخطيب الخوارزمي، والكنجي - إنّ الإِمامعليه‌السلام احتجّ على القوم - فيما احتجّ به على أفضليته منهم وأحقيّته بالإِمامة - بحديث الطير -.

فحديث الطير كسائر أحاديث فضائلهعليه‌السلام ممّا يحتجّ به على

____________________

(١). حلية الأولياء - ترجمة ابن أبي ليلى ٤ / ٣٥٦.

٢٣٥

الإِمامة والخلافة عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، لوضوح دلالته على أفضليّته كالأحاديث الأخرى.

ونقول - بقطع النظر عن أدلّة عصمة الأميرعليه‌السلام - إنّه لا يجوّز مسلم تطرّق الغلط في استدلاله، فإن تجويز ذلك في الشناعة بحيث جعله ( الدهلوي ) ووالده شاهداً على حمق قائله وجهله.

وأيضاً: فليس في حديث الشورى مطلقاً ما يدلّ على عدم تسليم القوم ما قاله بل إنّه ظاهر في قبولهم وإنْ أعرضوا عن ترتيب الأثر عليه ظلماً وعدواناً!!

وحينئذٍ، فإنّ جميع التأويلات التي ذكرها المكابرون ساقطة، وهلّا تبعوا أئمتهم في التسليم والقبول!! ولنعم ما قال الشيخ المفيد طاب ثراه:

« وشيء آخر وهو: أنّه لو احتمل معنى آخر لا يقتضي الفضيلة لأمير المؤمنينعليه‌السلام لما احتجّ به أمير المؤمنينعليه‌السلام يوم الدار، ولا جعله شاهده على أنّه أفضل من الجماعة، وذلك أنّه لو لم يكن الأمر على ما وصفناه، وكان محتملا لما ظنّه المخالفون من أنّه سأل ربّه تعالى أن يأتيه بأحبّ الخلق إليه في الأكل معه، لما أمن أمير المؤمنينعليه‌السلام من أن يتعلَّق بذلك بعض خصومه في الحال، أو يشتبه ذلك على إنسان، فلمـّا احتجّ به أمير المؤمنينعليه‌السلام على القوم، واعتمده في البرهان، دلّ على أنّه لم يكن مفهوماً منه إلّا فضلهعليه‌السلام .

وكان إعراض الجماعة أيضاً بتسليم إدّعائه دليلاً على صحة ما ذكرناه، وهذا بعينه يسقط قول من زعم أنّه يجوز مع إطلاق النبيّعليه‌السلام ما يقتضي فضله عند الله تعالى على الكافّة وجود من هو أفضل منه في المستقبل، لأنّه لو جاز ذلك لما عدل القوم عن الاعتماد عليه، ولجعلوه شبهة في منعه ممّا ادّعاه من القطع على نقصانهم عنه في الفضل.

وفي عدول القوم عن ذلك دليل على أنّ القول مفيد بإطلاقه فضله،

٢٣٦

ومؤمن بلوغ أحد منزلته في الثواب بشيء من الأعمال. وهذا بيّن لمن تدبّره »(١) .

٣٠ - حديث الطير من فضائل علي وخصائصه عند عمرو بن العاص

وفي كتاب ( مناقب علي بن أبي طالب ) لموفّق بن أحمد المكّي الخوارزمي: أنّ عمرو بن العاص كتب إلى معاوية كتاباً ذكر فيه مناقب لأمير المؤمنينعليه‌السلام وقد جاء حديث الطير ضمن تلك الفضائل والمناقب التي احتّج بها ابن العاص، لعلّو مقام الإِمام وسمّو مرتبة

وهل من المعقول أن يحتّج به ابن العاص لو كان معناه الأحبّ في الأكل فقط؟

إنّه لو لا دلالته التامّة على فضل الإِمامعليه‌السلام لما شهد به ابن العاص - المعاند له - في مقابل رئيس الفرقة الباغية وهذا أمر يعترف به من كان له أقل بصيرةٍ وإنصَاف

أقول:

فمن هذه الوجوه - ووجوه أُخرى لم نذكرها اختصاراً - لا يبقى أيّ ريب في عموم « الأحبيّة» الواردة في حديث الطير وبطلان تأويلات ( الدّهلوي ) ومن تقدّمة لهذا الحديث الشريف، لأجل صرفه عن الدلالة على أفضليّة أمير المؤمنينعليه‌السلام فخلافته بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

وبالرغم من كفاية تلك الوجوه المتينة في الدلالة على ما ذكرنا، فإنّا نورد فيما يلي نبذة من الأحاديث الدالّة بوضوح على عموم أحبيّة سيدنا أمير المؤمنينعليه‌السلام ، تأكيداً لفساد تخيّلات ( الدهلوي ) وغيره من المسوّلين

____________________

(١). الفصول المختارة من العيون والمحاسن: ٦٩.

٢٣٧

٢٣٨

الأخبار والآثار

في أنّ عليّاً أحبُّ الخلق مطلقا ً

٢٣٩

٢٤٠

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460