نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ١٥

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار11%

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 324

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 324 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 231257 / تحميل: 6135
الحجم الحجم الحجم
نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ١٥

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

قال: إن أبا بكر وعمر ليسا بإمامي هدى، يقتل ولمـّا بلغه أن ابن أبي داود تكلّم في حديث غدير خم عمل كتاب الفضائل وتكلّم على تصحيح الحديث.

قلت: رأيت مجلداً في طرق الحديث لابن جرير فاندهشت له لكثرة تلك الطرق.

قال ابن كامل: توفي ابن جرير سنة ٣١٠ »(١). .

٥ - اليافعي: « الحبر البحر الإِمام، أحد الأعلام، صاحب التفسير الكبير والتاريخ الشهير، والمصنفات العديدة والأوصاف الحميدة، أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري. كان مجتهداً لا يقلّد أحداً. قال إمام الأئمة المعروف بابن خزيمة: ما أعلم على الأرض أعلم من محمّد بن جرير، ولقد ظلمته الحنابلة. وقال الفقيه الإِمام مفتي الأنام أبو حامد الإِسفرائيني: لو سافر رجل إلى الصين حتى يحصّل تفسير محمّد بن جرير لم يكن كثيراً.

قلت: وناهيك بهذا الثناء العظيم والمدح الكريم من هذين الإِمامين الجليلين البارعين النبيلين...

وكان ثقةً في نقله وتاريخه، قيل: تاريخه أصح التواريخ وأثبتها. وذكره الشيخ أبو إسحاق في طبقات الفقهاء في جملة المجتهدين »(٢). .

٦ - السبكي: « الإِمام الجليل، المجتهد المطلق، أبو جعفر الطبري، من أهل طبرستان، أحد أئمة الدنيا علماً وديناً قال الخطيب: كان ابن جرير أحد الأئمة، يحكم بقوله وذكر أن أبا العباس ابن شريح كان يقول: محمد ابن جرير الطبري فقيه العالَم وقال حسنك بن علي النيسابوري: أول ما سألني ابن خزيمة قال: كتبت عن محمّد بن جرير؟ قلت: لا. قال: ولم؟ قلت: لأنّه كان لا يظهر وكانت الحنابلة تمنع من الدخول عليه. فقال: بئسما

__________________

(١). تذكرة الحفّاظ ٢ / ٧١٠.

(٢). مرآة الجنان - حوادث ٣١٠.

١٢١

فعلت، ليتك لم تكتب عن كلّ من كتبت عنهم وسمعت منه!

قلت: لم يكن عدم ظهوره ناشئاً عن أنه منع

قال الفرغاني: كان محمّد بن جرير ممن لا تأخذه في الله لومه لائم، مع عظيم ما يلحقه من الأذى والشناعات من جاهل وحاسد وملحد. فأمّا أهل العلم والدين فغير منكرين، على علمه وزهده في الدنيا ورفضه لها، وقناعته بما كان يرد عليه من حصّة خلّفها أبوه بطبرستان يسيرة

وقال ابن كامل: توفي عشية الأحد ليومين بقيا من شوال سنة ٣١٠ »(١). .

وبمثل ذلك ترجم له غير من ذكرناه، حيث وصفوه بتلك الأوصاف الجليلة، ونقلوا في حقّه كلمات الأعلام ومشاهير الأئمة فلاحظ حوادث سنة ٣١٠ من ( روضة المناظر ) و ( تتمة المختصر ).

وراجع ترجمته في ( طبقات الحفاظ ) و ( طبقات المفسرين ).

وانظر ما ذكره بترجمته شرّاح الحديث، كالمناوي والزرقاني والخفاجي في ( فيض القدير ) و ( شرح المواهب اللدنيّة ) و ( نسيم الرياض )

(٩)

رواية خيثمة بن سليمان

و رواه الحافظ الكبير أبو الحسن خيثمة بن سليمان الأطرابلسي، بترجمة أمير المؤمنينعليه‌السلام ، من كتابه ( فضائل الصحابة ) حيث قال:

« ثنا أحمد، ثنا حازم، أنبأ عبيدة بن موسى، ثنا يوسف بن صهيب » عن دكين، عن وهيب بن حمزة عن بريدة قال: سافرت مع علي من المدينة إلى

__________________

(١). طبقات الشافعية الكبرى ٢ / ١٣٥.

١٢٢

مكة، فرأيت منه جفوةً فقلت: لئن رجعت فلقيت رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - لأنالنَّ منه. قال: فرجعت فلقيت رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم فذكرت عليا فنلت منه. فقال لي رسول الله: لا تقولنَّ لعليّ فإنَّ عليّاً وليّكم بعدي »(١). .

ترجمة خيثمة بن سليمان

١ - السمعاني: « أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة القرشي الأطرابلسي، من الأئمة الثقات، المشهورين بالرحلة والكثرة عن أهل العراق واليمن والحجاز، سمع محمد بن عيسى بن حيان المدائني، وإسحاق بن إبراهيم الدبري، وطبقتهما. روى عنه: أبو عبد الله محمّد بن إسحاق بن مندة الحافظ. وتوفي في حدود سنة ٣٥٠ »(٢). .

٢ - الذهبي: « خيثمة بن سليمان بن حيدرة، الإمام، محدّث الشام، أبو الحسن القرشي الأطرابلسي، أحد الثقات قال الخطيب: خيثمة ثقة، قد جمع فضائل الصحابة »(٣). .

٣ - الذهبي أيضاً: « خيثمة الإِمام الثقة المعمّر، محدّث الشام قال أبو بكر الخطيب: خيثمة ثقة ثقة، قد جمع فضائل الصّحابة »(٤). .

٤ - الزّرقاني: « الإمام الحافظ أبو الحسن القرشي الطرابلسي، أحد الثقات الرّحالة، جمع فضائل الصحابة »(٥). .

__________________

(١). فضائل الصحابة - مخطوط

(٢). الأنساب ١ / ٣٠٣.

(٣). تذكرة الحفاظ ٣ / ٨٥٨.

(٤). سير أعلام النبلاء ١٥ / ٤١٢.

(٥). شرح المواهب اللدنيّة ١ / ٢٤٤.

١٢٣

(١٠)

رواية أبي حاتم ابن حبّان البستي

ورواه أبو حاتم محمّد بن حبّان البستي في ( صحيحه )، فقد رواه عنه الحافظ محبّ الدين الطّبري، والعلّامة إبراهيم بن عبد الله اليمني الوصابي قال الأول:

« عن عمران بن حصين قال: بعث رسول الله فأقبل إليه رسول الله والغضب يعرف في وجهه فقال. ما تريدون من علي؟ ثلاثا، إنّ عليّا منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي »(١) .

خرّجه الترمذي وقال حسن غريب. وأبو حاتم. و خرجه أحمد وقال فيه: فأقبل رسول الله على الرابع وقد تغيّر وجهه فقال: دعوا عليّاً، دعوا علياً، علي منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي»(١). .

وقال الثاني بعد روايته كذلك عن عمران بن حصين:

« أخرجه الترمذي وابن حبّان في صحيحه، وأخرجه الإِمام أحمد في مسنده وقال فيه: فأقبل »(٢). .

أقول: وهذا نصّ روايته في ( صحيحه ):

« أخبرنا أبو يعلى، حدّثنا الحسن بن عمر بن شقيق، حدّثنا جعفر بن سليمان، عن يزيد الرشك، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير، عن عمران بن حصين قال: بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سرية واستعمل عليهم عليّا، قال: فمضى علي في السرية فأصاب جارية، فأنكر ذلك عليه أصحاب رسول

__________________

(١). الرياض النضرة ٣ / ١٢٩.

(٢). أسنى المطالب - مخطوط.

١٢٤

الله صلّى الله عليه وسلّم فقالوا: إذا لقينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أخبرناه بما صنع علي. قال عمران: وكان المسلمون إذا قدموا من سفرٍ بدأوا برسول الله صلّى الله عليه وسلّم فسلّموا عليه ونظروا إليه ثم ينصرفون إلى رحالهم. فلمـّا قدمت السرية سلّموا على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقام أحد الأربعة فقال: يا رسول الله ألم تر أنّ علياً صنع كذا وكذا؟ فأعرض عنه، ثم قام آخر فقال: يا رسول الله ألم تر أنّ علياً صنع كذا وكذا؟ فأعرض عنه، ثم قام آخر فقال: يا رسول الله ألم تر أنّ علياً صنع كذا وكذا؟ فأقبل إليه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم - والغضب يعرف في وجهه - فقال: ما تريدون من علي - ثلاثاً -؟ إنّ علياً منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي»(١). .

فابن حبّان أخرج هذا الحديث وصحّحه.

ترجمة ابن حبّان

وهذه نبذة من كلمات القوم في الثناء عليه باختصار:

١ - ابن ماكولا: « حافظ جليل كثير التصانيف كان من الحفّاظ الأثبات توفي في سنة ٣٥٤ »(٢). .

٢ - السمعاني: « أبو حاتم محمّد بن حبّان بن أحمد بن حبان التميمي البستي، إمام عصره، صنّف تصانيف لم يسبق إلى مثلها سمع منه: أبو عبد الله بن مندة وأبو عبد الله بن البيّع الحافظان، وغيرهما. وذكره الحاكم أبو عبد الله فقال: أبو حاتم البستي القاضي: كان من أوعية العلم في اللغة والفقه والحديث والوعظ، وكان

__________________

(١). الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان: ٣٧٣.

(٢). الإكمال في أسماء الرجال ٢ / ٣١٦.

١٢٥

من عقلاء الرجال، صنف فخرج له من التصنيف في الحديث ما لم يسبق إليه »(١). .

« كان إماماً فاضلاً مكثراً من الحديث والرحلة والشيوخ، عالما بالمتون والأسانيد، أخرج من معاني الحديث ما عجز عنه غيره، ومن تأمّل تصانيفه وطالعها علم أن الرجل كان بحراً في العلوم »(٢). .

٣ - الذهبي: « العلّامة أبو حاتم محمّد بن حبان الحافظ صاحب التصانيف وكان من أوعية العلم في الحديث والفقه واللغة والوعظ وغيره ذلك، حتّى الطب والنجوم والكلام »(٣). .

٤ - اليافعي: « العلّامة الجهبذ الحافظ وصاحب التصانيف. وكان من أوعية العلم »(٤). .

٥ - السبكي: « الحافظ الجليل الإمام صاحب التصانيف قال أبو سعيد الإدريسي: كان على قضاء سمرقند زماناً، وكان من فقهاء الدين وحفّاظ الآثار وقال الحاكم: كان من أوعية العلم في الفقه واللّغة والحديث والوعظ، ومن عقلاء الرجال وقال الخطيب: كان ثقة نبيلاً فهماً. وقال ابن السمعاني: كان أبو حاتم إمام عصره »(٥).

وكذلك تجد الكلمات الأخرى في حقّه، وفيما ذكرناه كفاية.

كلمة بشأن صحيح ابن حبان

وأمّا صحيح ابن حبّان، فقد نصّ على اعتباره غير واحدٍ منهم، قال النووي:

__________________

(١). الأنساب - البستي ٢ / ٢٠٩.

(٢). الأنساب - الحباني ٤ / ٣٩.

(٣). العبر - حوادث: ٣٥٤.

(٤). مرآة الجنان - حوادث: ٣٥٤.

(٥). طبقات الشافعية الكبرى ٢ / ١٤١.

١٢٦

« الصحيح أقسام، أعلاها ما اتّفق عليه البخاري ومسلم، ثمّ ما انفرد به البخاري، ثمّ مسلم، ثمّ ما على شروطهما، ثمّ على شرط البخاري، ثمّ مسلم، ثمّ صحيح غيرهما ».

قال شارحه السّيوطي: « التنبيه الثاني: قد علم ممّا تقدّم أن أصحّ من صنّف في الصحيح ابن خزيمة، ثم ابن حبان، ثم الحاكم، فينبغي أنْ يقال: أصحّها بعد مسلم ما اتّفق عليه الثلاثة، ثم ابن خزيمة وابن حبان والحاكم، ثمّ ابن حبان والحاكم، ثم ابن خزيمة فقط، ثم ابن حبان فقط، ثم الحاكم فقط، إن يكن الحديث على شرط أحد الشيخين. ولم أر من تعرّض لذلك. فليتأمّل »(١) .

فالحمد لله على ثبوت صحة الحديث من صنيع ابن حبّان، مع أنه قد بلغ من التعصّب والإنحراف إلى أن أطال لسان الطعن على الإمام علي بن موسى الرضاعليه‌السلام ، كما في الميزان للذهبي وغيره من مصنفات الأعيان، ولكن مع ذلك التعصّب لم يمكنه أنْ ينبس ببنت شفةٍ في هذا الحديث الشريف بل أدخله في صحيحه

(١١)

رواية الطبراني

ورواه الحافظ الطبراني كما جاء في رواية محمّد صدر عالم حيث قال:

« أخرج ابن أبي شيبة عن عمران بن حصين قال قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم -: علي منّي وأنا من علي وعلي وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي.

وأخرج الطيالسي، والحسن بن سفيان، وأبو نعيم مثله. وأخرجه الترمذي وقال: حسن غريب. و الطبراني والحاكم وصحّحه عنه، قال قال

__________________

(١). تدريب الراوي ١: ١ / ١٢٤.

١٢٧

رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم -: ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ إن علياً منّي وأنا منه وهو ولي كلّ مؤمنٍ بعدي »(١) .

وهذا نص رواية الطبراني:

« حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا العباس بن الوليد الفرضي. ح وحدّثنا معاذ بن المثنى، ثنا مسدّد. ح وحدّثنا بشر بن موسى، والحسن بن المتوكّل البغدادي، ثنا خالد بن يزيد العدني قالوا:

ثنا جعفر بن سليمان، عن يزيد الرّشك، عن مطرف بن عبد الله، عن عمران بن حصين قال:

بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سرية، فاستعمل عليهم عليّاً، فمضى على السرية، فأصاب علي جاريةً فأنكروا عليه، فتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قالوا: إذا لقينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أخبرناه بما صنع. قال عمران: وكان المسلمون إذا قدموا من سفرٍ بدأوا برسول الله صلّى الله عليه وسلّم فسلّموا عليه ثم انصرفوا. فلمـّا قدمت السرية سلّموا على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقام أحد الأربعة فقال:

يا رسول الله، ألم تر أنّ عليّاً صنع كذا وكذا؟ فأعرض عنه.

ثم قام آخر فقال: يا رسول الله، ألم تر أنّ عليّاً صنع كذا وكذا؟ فأعرض عنه.

ثم قام آخر منهم فقال: يا رسول الله، ألم تر أنّ عليّاً صنع كذا وكذا؟ فأعرض عنه.

ثم قام الرابع فقال: يا رسول الله، ألم تر أنّ عليّاً صنع كذا وكذا؟

__________________

(١). معارج العلى في مناقب المرتضى - مخطوط.

١٢٨

فأقبل عليه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم - يعرف الغضب في وجهه - فقال: ما ذا تريدون من علي؟ ثلاث مرّات. إنّ عليّاً منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي »(١) .

وأخرجه في ( المعجم الأوسط ) بأسانيد:

« حدّثنا عبد الوهاب بن رواحة الرامهرمزي قال: حدّثنا أبو كريب قال: حدّثنا حسن بن عطية قال: حدّثنا سعاد بن سليمان، عن عبد الله بن عطاء، عن عبد الله بن بريدة عن علي قال:

بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم علي بن أبي طالب وخالد بن الوليد، كل واحد منهما على وحده، وجمعهما فقال: إذا اجتمعتما فعليكم علي. قال: فأخذا يميناً ويساراً، فدخل علي فأبعد فأصاب سبياً فأخذ جاريةً من السّبي. قال بريدة: وكنت من أشدّ الناس بغضاً لعلي، فأتى رجل خالد بن الوليد فذكر أنّه قد أخذ جاريةً من الخمس فقال: ما هذا؟ ثم جاء آخر، ثم تتابعت الأخبار على ذلك، فدعاني خالد فقال: يا بريدة، قد عرفت الذي صنع، فانطلق بكتابي هذا إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فكتب إليه، فانطلقت بكتابه حتى دخلت على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فأخذ الكتاب بشماله - وكان كما قال الله عزّ وجلّ لا يقرأ ولا يكتب - فقال: وكنت إذا تكلّمت طأطأت رأسي حتى أفرغ من حاجتي، فطأطأت رأسي، فتكلّمت، فوقعت في علي حتى فرغت، ثم رفعت رأسي، فرأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم غضب غضباً لم أره غضب مثله إلّا يوم قريظة والنضير، فنظر إليَّ فقال:

يا بريدة، أحبَّ عليّاً، فإنّما يفعل ما يؤمر به.

قال: فقمت وما من الناس أحد أحبَّ إليَّ منه »(٢). .

__________________

(١). المعجم الكبير ١٨ / ١٢٨.

(٢). المعجم الأوسط ٥ / ٤٢٥ رقم ٤٨٣٩

١٢٩

« حدّثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي قال: حدّثنا عبد الله بن يحيى بن الربيع بن أبي راشد قال: حدّثنا عمرو بن عطية العوفي، عن أبيه عطية قال: حدّثني عبد الله بن بريدة:

أنّ أباه حدّثه: انّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعث علي بن أبي طالب وخالد بن الوليد

فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: مَه يا بريدة.

فرفعت رأسي إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فإذا وجهه متغيّر

قال بريدة: والله لا أبغضه أبداً بعد الذي رأيت من رسول الله »(١). .

« حدّثنا محمّد بن عبد الرحمن بن منصور الحارثي قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا حسين الأشقر قال: حدّثنا زيد بن أبي الحسن قال: حدّثنا أبو عامر العقدي، عن أبي إسحاق، عن ابن بريدة.

عن أبيه قال: بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عليّاً أميراً على اليمن، وبعث خالد بن الوليد على الجبل، فقال: إن اجتمعتما فعلي على الناس، فالتقوا وأصابوا من الغنائم ما لم يصيبوا مثله، وأخذ علي جاريةً من الخمس، فدعا خالد بن الوليد بريدة فقال: اغتنمها فأخبر النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بما صنع. فقدمت المدينة ودخلت المسجد ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم في منزله وناس من أصحابه على بابه. فقالوا: ما الخبر يا بريدة؟ فقلت: خير، فتح الله على المسلمين، فقالوا: ما أقدمك؟ قال: جارية أخذها علي من الخمس، فجئت لأخبر النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قالوا: فأخبره فإنّه يسقطه من عين رسول الله - ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم يسمع الكلام - فخرج مغضباً وقال:

ما بال أقوامٍ ينتقصون علياً، من ينتقص علياً فقد تنقّصني، ومن فارق

__________________

(١). المعجم الأوسط ٦ / ٣٥٣ رقم: ٥٧٥٢.

١٣٠

علياً فقد فارقني. إن علياً منّي وأنا منه، خلق من طينتي، وخلقت من طينة إبراهيم، وأنا أفضل من إبراهيم، ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم.

يا بريدة: أما علمت أنّ لعلي أكثر من الجارية التي أخذ وأنّه وليّكم من بعدي؟!

فقلت: يا رسول الله، بالصحبة، ألا بسطت يدك حتى اُبايعك على الإِسلام جديداً؟

قال: فما فارقته حتى بايعته على الإِسلام »(١) .

من مصادر ترجمة الطبراني

وللطّبراني تراجم حافلة ومناقب باهرة وفضائل فاخرة، فلاحظ:

١ - الأنساب - الطبراني.

٢ - وفيات الأعيان ٢ / ٤٠٧.

٣ - أخبار إصبهان ١ / ٣٣٥.

٤ - تذكرة الحفّاظ ٣ / ٩١٢.

٥ - مرآة الجنان ٢ / ٣٧٢.

٦ - المنتظم ٧ / ٥٤.

٧ - البداية والنهاية ١١ / ٢٧٠.

٨ - طبقات القرّاء ١ / ٣١١.

٩ - طبقات المفسرين ١ / ١٩٨.

١٠ - طبقات الحفّاظ: ٣٧٢.

__________________

(١). المعجم الأوسط ٧ / ٤٩. رقم: ٦٠٨١.

١٣١

(١٢)

رواية الحاكم

ورواه أبو عبد الله الحاكم النيسابوري وصحّحه على شرط مسلم، وهذه عبارته:

« حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن يعقوب الحافظ، حدّثني أبي ومحمّد بن نعيم قالا: ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا جعفر بن سليمان الضبعي، عن يزيد الرشك، عن مطرف، عن عمران بن حصين قال: بعث رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - سرية واستعمل عليهم علي بن أبي طالب، فمضى علي في السرية فأصاب جاريةً، فأنكروا ذلك عليه. فتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - إذا لقينا النبيّ أخبرناه بما صنع علي. قال عمران: وكان المسلمون إذا قدموا من سفرٍ بدأوا برسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - فنظروا إليه وسلّموا عليه ثم يتطّرقون إلى رحالهم، فلمـّا قدمت السرية سلّموا على رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم -. فقام أحد الأربعة فقال:

يا رسول الله، ألم تر أنّ عليّاً صنع كذا وكذا؟ فأعرض عنه.

ثمّ قام الثاني، فقال مثل ذلك، فأعرض عنه.

ثمّ قام الثّالث فقال مثل ذلك فأعرض عنه.

ثمّ قام الرابع، فقال: يا رسول الله، ألم تر أنّ عليّاً صنع كذا وكذا؟

فأقبل عليه رسول الله - والغضب يعرف في وجهه - فقال: ما تريدون من علي؟! إن عليا منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي.

هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه »(١). .

__________________

(١). المستدرك على الصحيحين ٣ / ١١٠.

١٣٢

و قال الحاكم:

« أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي - ببغداد، من أصل كتابه - ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي، ثنا يحيى بن حماد، ثنا أبو عوانة، ثنا أبو بلج، ثنا عمرو بن ميمون قال:

إني لجالسٌ عند ابن عبّاس، إذْ أتاه تسعة رهط فقالوا: يا ابن عباس، إمّا أن تقوم معنا وإمّا أنْ تخلو بنا من بين هؤلاء. قال فقال ابن عباس: بل أنا أقوم معكم - قال: وهو يومئذٍ صحيح قبل أنْ يعمى - قال: فانتدوا فتحدثوا، فلا ندري ما قالوا: قال: فجاء ينفض ثوبه ويقول: اُف وتف، وقعوا في رجلٍ له بضع عشر فضائل ليست لأحدٍ غيره.

وقعوا في رجلٍ قال له النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لأبعثنَّ رجلاً لا يخزيه الله أبداً، يحبُّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله، فاستشرف لها مستشرف، فقال أين علي؟ فقالوا: إنّه في الرّحى يطحن. قال: وما كان أحدهم ليطحن، قال: فجاء وهو أرمد لا يكاد يبصر، قال: فنفث في عينيه، ثم هزّ الراية ثلاثاً فأعطاها إيّاه، فجاء علي بصفيّة بنت حيي.

قال ابن عباس: ثم بعث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلاناً بسورة التوبة، فبعث عليّاً خلفه فأخذها منه وقال: لا يذهب بها إلّا رجل هو منّي وأنا منه.

فقال ابن عباس: وقال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لبني عمّه: أيّكم يواليني في الدنيا والآخرة؟ قال: وعلي جالس معهم، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأقبل على رجل رجل منهم فقال: أيكم يواليني في الدنيا والآخرة، فأبوا، فقال لعلي: أنت وليّي في الدنيا والآخرة.

قال ابن عباس: وكان علي أوّل من آمن من الناس بعد خديجة رضى الله عنها.

قال: وأخذ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثوبه فوضعه على علي

١٣٣

وفاطمة والحسن والحسين وقال:( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) .

قال ابن عباس: وشرى علي نفسه، فلبس ثوب النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثم نام مكانه، قال ابن عباس: وكان المشركون يرمون رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فجاء أبو بكر -رضي‌الله‌عنه - وعلي نائم قال: وأبو بكر يحسب أنّه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: فقال: يا نبيّ الله، فقال له علي: إنّ نبيّ الله قد انطلق إلى نحو بئر ميمون فأدركه. قال: فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار، قال: وجعل عليرضي‌الله‌عنه يُرمى بالحجارة كما كان نبيّ الله وهو يتضوّر وقد لفَّ رأسه في الثوب لا يخرجه حتى أصبح، ثم كشف عن رأسه فقالوا: إنّك للئيم، وكان صاحبك لا يتضوّر ونحن نرميه وأنت تتضوّر، وقد استنكرنا ذلك.

فقال ابن عباس: فخرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في غزوة تبوك وخرج الناس معه، فقال له علي: أخرج معك؟ قال فقال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا. فبكى علي، فقال له: أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه ليس بعدي نبيّ، إنّه لا ينبغي أنْ أذهب إلّا وأنت خليفتي.

قال ابن عباس: وقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أنت وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي ومؤمنة.

قال ابن عباس: وسدّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أبواب المسجد غير باب علي، فكان يدخل المسجد جنباً وهو طريقه لَيس له طريق غيره.

قال ابن عباس: وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من كنت مولاه فإنّ مولاه علي.

قال ابن عباس: وقد أخبرنا الله عزّ وجلّ في القرآن أنّه رضي عن أصحاب الشجرة، فعلم، ما في قلوبهم، فهل أخبرنا أنّه سخط عليهم بعد

١٣٤

ذلك؟

قال ابن عباس: وقال نبيّ اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعمر -رضي‌الله‌عنه - حين قال: ائذن لي فأضرب عنقه قال: وكنت فاعلاً؟ وما يدريك، لعلّ الله قد اطّلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم.

هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه بهذه السّياقة.

وقد حدّثنا السيد الأوحد أبو يعلى حمزة بن محمد الزيدي -رضي‌الله‌عنه - ثنا أبو الحسن علي بن محمّد بن مهرويه القزويني القطّان قال: سمعت أبا حاتم الرازي يقول: كان يعجبهم أنْ يجدوا الفضائل من رواية أحمد بن حنبل،رضي‌الله‌عنه »(١). .

من مصادر ترجمة الحاكم

وإليك قائمةً بمصادر ترجمة الحاكم النيسابوري صاحب المستدرك، لتقف بمراجعتها على جلالته ومنزلته الرفيعة عند أهل السنّة:

١ - الأنساب - البيّع.

٢ - وفيات الأعيان ٤ / ٢٨٠.

٣ - تاريخ بغداد ٥ / ٤٧٣.

٤ - تذكرة الحفّاظ ٣ / ١٠٣٩.

٥ - الوافي بالوفيات ٣ / ٣٢٠.

٦ - البداية والنهاية ١١ / ٣٥٥.

٧ - النجوم الزاهرة ٤ / ٢٣٨.

__________________

(١). المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٣٢ - ١٣٤.

١٣٥

٨ - طبقات السبكي ٤ / ١٥٥.

٩ - طبقات القرّاء ٢ / ١٨٤.

١٠ - طبقات الحفّاظ: ٤٠٩.

١١ - العبر ٣ / ٩١.

١٢ - اللباب ١ / ١٩٨.

وقد أوردنا نبذاً من ذلك في مجلَّد حديث الطّير.

(١٣)

رواية ابن مردويه

ورواه أحمد بن موسى بن مردويه الأصبهاني بتفسير قوله تعالى:( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) . قال المتّقي: « عن علي قال: لـمّا نزلت هذه الآية:( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) دعا ببني عبد المطلب وصنع لهم طعاماً ليس بالكثير فقال: كلوا بسم الله. من جوانبها، فإنّ البركة تنزل من ذروتها، ووضع يده أوّلهم، فأكلوا حتى شبعوا، ثم دعا بقدحٍ فشرب أوّلهم ثم سقاهم فشربوا حتّى رووا. فقال أبو لهب: لقد سحركم. وقال: يا بني عبد المطّلب: إنّي جئتكم بما لم يجيء به أحد قط، أدعوكم إلى شهادة أن لا إله إلّا الله، وإلى الله وإلى كتابه. فنفروا فتفرقوا. ثم دعاهم الثانية على مثلها فقال أبو لهب كما قال المرة الاُولى، فدعاهم ففعلوا مثل ذلك، ثم قال لهم - ومدّ يده - من يبايعني على أنْ يكون أخي وصاحبي ووليّكم بعدي؟ فمددت يدي وقلت: أنا اُبايعك - وأنا يومئذٍ أصغر القوم عظيم البطن - فبايعني على ذلك. قال: وذلك الطعام أنا صنعته. ابن مردويه ».

١٣٦

ترجمة ابن مردويه

وتجد ترجمة ابن مردويه والثناء العظيم عليه في:

١ - تذكرة الحفّاظ ٣ / ١٠٥٠.

٢ - الوافي بالوفيات ٨ / ٢٠١.

٣ - النجوم الزاهرة ٤ / ٢٤٥.

٤ - تاريخ إصبهان ١ / ١٦٨.

٥ - طبقات المفسّرين ١ / ٩٣.

٦ - طبقات الحفّاظ: ٤١٢.

وغيرها، وهذا موجز ما جاء في ( سير أعلام النبلاء ١٧ / ٣٠٨ ):

« ابن مردويه، الحافظ المجود العلاّمة، محدّث أصبهان، قال أبو بكر بن أبي علي: هو أكبر من أنْ ندلّ عليه وعلى فضله، وعلمه وسيره، وأشهر بالكثرة والثقة من أنْ يوصف حديثه، أبقاه الله ومتّعه بمحاسنه. قال أبو موسى وسمعت الإمام إسماعيل يقول: لو كان ابن مردويه خراسانياً كان صيته أكثر من صيت الحاكم.

وكان من فرسان الحديث، فهماً يقظاً متقناً، كثير الحديث جدّاً، ومن نظر في تواليفه عرف محلّه من الحفظ ».

(١٤)

رواية أبي نعيم الأصبهاني

ورواه الحافظ أبو نعيم الاصبهاني في كتابه ( فضائل الصحابة ) على ما ذكر غير واحدٍ. فقد روى الوصابي اليمني: « عن عمران بن حصين - رضي الله

١٣٧

عنه - قال: سمعت رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - يقول: إن عليّاً منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي.

أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده، والحسن بن سفيان في فوائده، وأبو نعيم في فضائل الصحابة »(١). .

وروى محمد صدر عالم: « عن عمران بن حصين قال قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - علي منّي وأنا من علي وعلي وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي.

وأخرج الطيالسي والحسن بن سفيان وأبو نعيم مثله »(٢) .

أقول: وهذا نصّ الرواية فيه بترجمة ( بريدة بن الحصيب ):

« حدّثنا عبد الله بن جعفر، ثنا إسماعيل بن عبد الله، ثنا الفضل بن دكين، ثنا ابن أبي غنية، عن الحكم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن بريدة قال: غزوت مع علي إلى اليمن، فرأيت منه جفوةً، فقدمت على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فذكرت علياً فتنقّصته، فرأيت وجه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يتغيّر وقال: يا بريدة! ألستُ أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قلت: بلى يا رسول الله. قال: من كنت مولاه فعلي مولاه. رواه أبو بكر ابن أبي شيبة عن الفضل، مثله.

حدّثنا أحمد بن جعفر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد، حدّثني أبي، ثنا روح، ثنا علي بن سويد بن منجوف، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه قال: بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى خالد بن الوليد ليقسّم الخمس - وقال روح مرةً: ليقبض الخمس - قال: فأصبح علي ورأسه يقطر. قال فقال خالد لبريدة: ألا ترى ما يصنع هذا؟ قال: فلمّا رجعت إلى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أخبرته بما صنع علي، قال: فكنت أبغض عليّاً قال فقال: يا بريدة، أتبغض

__________________

(١). أسنى المطالب - مخطوط.

(٢). معارج العلى - مخطوط.

١٣٨

عليّاً؟ قال قلت: نعم. قال: فلا تبغضه. وقال روح مرةً: فأحبّه فإن له في الخمس أكثر من ذلك.

حدّثناه القاضي أبو أحمد العسّال، ثنا القاسم بن يحيى بن نصر، ثنا لوين، ثنا أبو معشر البراء، عن علي بن سويد بن منجوف، عن ابن بريدة عن أبيه: إنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بعث عليّاً. فذكر نحوه »(١) .

ورواه في ( حلية الأولياء ):

« حدّثنا سليمان بن أحمد، ثنا معاذ بن المثنى، ثنا مسدّد.

ح وحدّثنا أبو عمرو ابن حمدان، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا بشر بن هلال وعبد السلام بن عمر.

قالوا: حدّثنا جعفر بن سليمان، عن يزيد الرشك، عن مطرف، عن عمران بن حصين قال:

بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سرية، واستعمل عليهم عليّاً - كرّم الله وجهه - فأصاب علي جاريةً، فأنكروا ذلك عليه، فتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - فقالوا: إذا لقينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أخبرناه بما صنع علي. قال عمران: وكان المسلمون إذا قدموا من سفرٍ بدءوا برسول الله صلّى الله عليه وسلّم فسلّموا عليه ثم انصرفوا، فلما قدمت السرية سلّموا على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقام أحد الأربعة فقال:

يا رسول الله، ألم تر أنّ علياً صنع كذا وكذا؟

فأعرض عنه. ثم قام آخر منهم فقال:

يا رسول الله: ألم تر أنّ عليا صنع كذا وكذا؟

فأعرض عنه. حتى قام الرابع فقال:

__________________

(١). معرفة الصحابة ٣ / ١٦٣. ولا يخفى أنّ أبا نعيم قد اختصر الخبر هنا، ولا بدّ أنه أتى به على الوجه الصحيح الكامل بترجمة أمير المؤمنينعليه‌السلام ، ولـمّا يطبع بعدُ.

١٣٩

يا رسول الله، ألم تر أنّ علياً صنع كذا وكذا؟

فأقبل عليه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم - يعرف الغضب في وجهه - فقال: ما تريدون من علي؟ - ثلاث مرّات - ثم قال:

إنّ عليّاً منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي »(١). .

ترجمة أبي نعيم الأصبهاني

وقد ذكرت ترجمة الحافظ أبي نعيم في كافة كتب التراجم والسير والرجال فلاحظ:

وفيات الأعيان ١ / ٩١.

والعبر ٣ / ١٧٠.

ومرآة الجنان ٣ / ٥٢.

والوافي بالوفيات ٧ / ٨١.

وطبقات الشافعية للسبكي ٤ / ١٨، الأسنوي ٢ / ٤٧٤.

وطبقات الحفّاظ: ٤٢٣.

والمنتظم ٨ / ١٠٠.

وتذكرة الحفّاظ: ٣ / ١٠٩٢.

وغيرها من الكتب المشهورة المعتبرة.

وهذه خلاصة ما جاء في طبقات السبكي:

« أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران. الإِمام الجليل الحافظ أبو نعيم الأصبهاني الصوفي الجامع بين الفقه والتصوف، النهاية في الحفظ والضبط وأحد أعلام الدين، جمع الله له بين العلو في الرواية

__________________

(١). حلية الأولياء ٦ / ٢٩٤

١٤٠

والنهاية في الدراية، رحل إليه الحفّاظ من الأقطار.

ولد في رجب سنة ٣٣٦.

قال أبو محمّد ابن السمرقندي: سمعت أبا بكر الخطيب يقول: لم أر أحداً أطلق عليه اسم الحفظ غير رجلين: أبو نعيم الأصفهاني وأبو حازم العبدوي الأعرج.

وقال أحمد بن محمّد بن مردويه: كان أبو نعيم في وقته مرحولا إليه ولم يكن في أفق من الآفاق أسند ولا أحفظ منه، كان حفّاظ الدنيا قد اجتمعوا عنده

وقال حمزة بن العباس العلوي: كان أصحاب الحديث يقولون: بقي أبو نعيم أربع عشرة سنة بلا نظير لا يوجد شرقاً ولا غرباً أعلى اسناداً منه ولا أحفظ

وقال ابن النّجار: هو تاج المحدثين وأحد أعلام الدين.

قلت: ومن كراماته المشهورة

توفي في العشرين من المحرم سنة ٤٣٠ وله ٩٤ سنة »(١). .

(١٥)

رواية البيهقي

ورواه الحافظ أبو بكر البيهقي فقد روى الخطيب الخوارزمي(٢). من طريقه بإسناده عن أحمد بن حنبل: خبر ابن عباس مع النفر الذين تحادثوا معه عن مناقب أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فحدّثهم ببعض منها، وأحدها حديث

__________________

(١). طبقات السبكي ٣ / ٧ - ٩.

(٢). المناقب للخوارزمي: ١٢٥.

١٤١

الولاية وقد تقدم نصّ الخبر بكاملة في رواية أحمد

هذا، و قد أخرج البيهقي الحديث في ( سننه ) عن طريق الحاكم، وهذا نصّ ما جاء فيه:

« أخبرنا محمّد بن عبد الله الحافظ، أنا عبد الله بن الحسين القاضي. بمرو، ثنا الحارث بن أبي اُسامة، ثنا روح بن عبادة، ثنا علي بن سويد بن منجوف، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه قال: بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عليّاً -رضي‌الله‌عنه - إلى خالد بن الوليد -رضي‌الله‌عنه - ليقبض الخمس، فأخذ منه جاريةً، فأصبح ورأسه يقطر. قال خالد لبريدة: ألا ترى ما يصنع هذا؟ قال: وكنت أبغض علياًرضي‌الله‌عنه ، فذكرت ذلك لرسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - فقال: يا بريدة أتبغض علياً؟ قال قلت: نعم. قال: فأحبّه فإنّ له في الخمس أكثر من ذلك »(١) .

فهذا هو الحديث بعينه، لكنْ اُسقط منه جملة: « إنّ عليّاً منّي وأنا منه وهو وليّكم من بعدي » ولا ندري هل التحريف منه أو من النّساخ؟

من مصادر ترجمة البيهقي

والبيهقي أيضاً من كبار الأئمة الحفّاظ، توجد ترجمته والثناء عليه في جميع المصادر، فراجع منها:

الأنساب ٢ / ٣٨١.

وفيات الأعيان ١ / ٧٥.

معجم البلدان ١ / ٥٣٨.

الكامل لابن الأثير ١٠ / ٥٢.

__________________

(١). السنن الكبرى ٦ / ٣٤٢.

١٤٢

المختصر في أخبار البشر ٢ / ١٨٥.

سير أعلام النبلاء ١٨ / ١٦٣.

تذكرة الحفّاظ ٢ / ١١٣٢.

العبر ٣ / ٢٤٢.

طبقات الشّافعيّة ٤ / ٨.

طبقات الحفّاظ: ٤٣٣.

وغيرها من كبار الكتب المؤلّفة في التاريخ والرجال.

(١٦)

رواية الرّاغب الأصفهاني

وأورده أبو القاسم الراغب الأصفهاني في الفصل الذي عقده لفضائل أعيان الصحابة من ( محاضراته ) في فضائل أمير المؤمنينعليه‌السلام ، مرسلاً إيّاه إرسال المسلّمات، حيث قال بعد ذكر الإِمامعليه‌السلام :

« من فضائله: قال له النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم - ألا ترضى أنْ تكون منّي بمنزلة هارون من موسى غير أنّه لا نبيّ بعدي؟ قال: بلى. قال: فأنت كذلك.

وقال: علي منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي »(١). .

ترجمة الرّاغب الأصفهاني

وقد ترجم الحافظ السيوطي له في ( بغية الوعاة ) وسمّاه « المفضّل بن

__________________

(١). محاضرات الأدباء ٤ / ٤٧٧ - المجلد الثاني.

١٤٣

محمد » قال: وكان في أوائل المائة الخامسة. قال: وقد كان في ظنّي أن الراغب معتزلي حتى رأيت بخط الشيخ بدر الدّين الزركشي على ظهر نسخةٍ من القواعد الصغرى لابن عبد السّلام ما نصّه: ذكر الإِمام فخر الدين الرازي في تأسيس التقديس في الاُصول أن أبا القاسم الراغب من أئمة السنّة، وقرنه بالغزّالي(١). .

ثمّ إنّ السيوطي اعتمد على الراغب في مواضع كثيرة من كتابه ( المزهر في اللغة ) معبّراً عنه بـ « الإِمام ».

وهكذا اعتمد عليه ونقل عنه: رشيد الدين الدهلوي، وحيدر علي الفيض آبادي، وغيرهما من علماء الهند، في مؤلفاتهم المختلفة

وقد ذكر كاشف الظنون مؤلَّفاته ( أفانين البلاغة ) و ( التفسير ) و ( المحاضرات ) و ( تفصيل النشأتين ) و ( الذريعة إلى مكارم الشّريعة ) و ( مفردات ألفاظ القرآن ) معبراً عنه في بعض المواضع بـ « الإِمام » مع الإِطراء على مصنَّفاته المذكورة.

(١٧)

رواية الخطيب البغدادي

ورواه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت المعروف بالخطيب البغدادي، ففي ( كنز العمّال ):

« سألت الله - يا علي - فيك خمساً فمنعني واحدةً وأعطاني أربعاً سألت الله أن يجمع اُمتي عليك فأبى. وأعطاني فيك أنّ أوّل من تنشق عنه الأرض يوم القيامة أنا وأنت معي، ومعك لواء الحمد وأنت تحمله بين يديَّ تسبق

__________________

(١). بغية الوعاة ٢ / ٢٩٧.

١٤٤

به الأوّلين والآخرين، وأعطاني أنك ولي المؤمنين بعدي. الخطيب والرافعي عن علي »(١). .

وفي ( مفتاح النجا ): « أخرج الخطيب والرافعي عن علي كرّم الله وجهه قال قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - سألت الله يا علي فيك خمساً »(٢). .

وكذا في ( معارج العلى )(٣). .

وفي ( القول المستحسن ): « وللخطيب والرافعي بسندٍ صحيحٍ عن علي رفعه: سألت الله يا علي فيك خمساً »(٤). .

وهذا نصُّ رواية الخطيب:

« أحمد بن غالب بن الأجلح بن عبد السّلام، أبو العباس. حدّث عن محمّد بن يحيى بن الضريس الفيدي، روى عنه محمّد بن مخلّد.

أخبرنا أبو محمّد عبد الله بن علي بن عياض بن أبي عقيل القاضي - بصور - أخبرنا محمّد بن أحمد بن جميع الغسّاني، أخبرنا أبو عبد الله محمد ابن مخلّد العطار - ببغداد - حدّثنا أحمد بن غالب بن الأجلح بن عبد السلام - أبو العباس - حدّثنا محمّد بن يحيى بن الضريس، حدّثنا عيسى بن عبد الله ابن عمر بن علي بن أبي طالب، حدّثني أبي عبد الله بن عمر، عن أبيه، عن جدّه علي بن أبي طالب قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: سألت الله فيك خمساً، فأعطاني أربعاً ومنعني واحدةً، سألته فأعطاني فيك:

أنك أوّل من تنشق الأرض عنه يوم القيامة.

__________________

(١). كنز العمال ١١ / ٦٢٥ رقم ٣٣٠٤٧.

(٢). مفتاح النجا - مخطوط.

(٣). معارج العلى - مخطوط.

(٤). القول المستحسن في فخر الحسن ٢١٤.

١٤٥

وأنت معي معك لواء الحمد.

وأنت تحمله.

وأعطاني أنك ولي المؤمنين من بعدي »(١). .

ترجمة الخطيب البغدادي

وترجم ابن خلّكان للخطيب البغدادي بقوله:

« الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي بن ثابت البغدادي المعروف بالخطيب، صاحب تاريخ بغداد وغيره من المصنّفات المفيدة. كان من الحفّاظ المتقنين والعلماء المتبحرين، ولو لم يكن له سوى التاريخ لكفاه، فإنّه يدلّ على اطّلاع عظيم، وصنّف قريباً من مائة مصنّف، وفضله أشهر من أن يوصف، وأخذ الفقه عن أبي الحسن المحاملي والقاضي أبي الطيّب الطّبري وغيرهما، وكان فقيهاً فغلب عليه الحديث والتاريخ. ولد في جمادى الآخرة سنة ٣٩٢ يوم الخميس لست بقين من الشهر. وتوفي يوم الإثنين سابع ذي الحجّة سنة ٤٦٣. وقال السمعاني: توفي في شوّال.

وسمعت أن الشّيخ أبا إسحاق الشيرازي -رحمه‌الله - كان من جملة من حمل نعشه، لأنه انتفع به كثيراً، وكان يراجعه في تصانيفه.

والعجب: أنّه كان في وقته حافظ المشرق، وأبو عمر يوسف بن عبد البر صاحب كتاب الاستيعاب حافظ المغرب، وماتا في سنةٍ واحدة »(٢). .

وإنْ شئت المزيد من ترجمته، والوقوف على بعض الكلمات في حقّه، فراجع:

١ - الأنساب ٥ / ١٥١.

__________________

(١). تاريخ بغداد ٤ / ٣٣٩.

(٢). وفيات الأعيان ١ / ٩٢.

١٤٦

٢ - سير أعلام النبلاء ١٨ / ٢٧٠.

٣ - تذكرة الحفّاظ ٣ / ١١٣٥.

٤ - الطّبقات للسّبكي ٤ / ٢٩.

٥ - مرآة الجنان ٣ / ٨٧.

٦ - معجم الأدباء ٤ / ١٣.

٧ - المختصر في أخبار البشر ٢ / ١٨٧.

٨ - الوافي بالوفيات ٧ / ١٩٠.

٩ - المنتظم ٨ / ٢٦٥.

١٠ - الكامل في التاريخ ١٠ / ٦٨.

١١ - العبر ٣ / ٢٥٣.

١٢ - البداية والنهاية ١٢ / ١٠١.

١٣ - طبقات الحفاظ: ٤٣٤.

١٤ - تتمة المختصر ١ / ٥٦٤.

وغير هذه الكتب.

(١٨)

رواية أبي سعيد السجستاني

ورواه أبو سعيد مسعود بن ناصر السجستاني ففي كتاب ( الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف ): « ومن ذلك حديث الولاية رواية أبي سعيد مسعود ابن ناصر السجستاني - وهو من المتفق على ثقته - رواية بريدة هذا الحديث من عدة طرق، وفي بعضها زيادات مهمّات.

من ذلك: أن بريدة قال: إنّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - لـمّا سمع ذمّ علي غضب غضباً لم أره غضب مثله قط، إلّا يوم قريظة والنضير، فنظر

١٤٧

إليَّ وقال: يا بريدة، إن علياً وليّكم بعدي فأحبَّ علياً فإنّما يفعل ما يؤمر به، فقمت وما أحد من الناس أحب منه.

ومن ذلك زيادة اُخرى: قال عبد الله بن عطا: حُدّثت بذلك، أنا حارث ابن سويد بن غفلة فقال: كتمك عبد الله بن بريدة بعض الحديث، إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: أنافقت بعدي يا بريدة؟!

ومن ذلك زيادة أيضاً معناها: إن خالد بن الوليد أمر بريدة فأخذ كتابه يقرأ على رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - ويقع في علي. قال بريدة: فجعلت أقرأ وأذكر علياً، فتغيّر وجه رسول الله، ثم قال صلّى الله عليه وسلّم: يا بريدة ويحك، أما علمت أن عليّاً وليكم بعدي »(١) .

ترجمة أبي سعيد السجستاني

وأبو سعيد هذا من كبار الحفّاظ المتقنين:

١ - السمعاني: « أبو سعيد مسعود بن ناصر بن أبي زيد السجزي الركّاب، كان حافظاً متقناً فاضلاً، رحل إلى خراسان، والجبال، والعراقين، والحجاز، وأكثر من الحديث وجمع الجمع. روى لنا عنه جماعة كثيرة بمرو، ونيسابور، وأصبهان. وتوفي سنة ٤٧٧ »(٢). .

فهو من مشايخ السمعاني.

٢ - الذهبي: « الإِمام المحدّث الرحال الحافظ » وأورد كلمة الدّقاق(٣). .

٣ - الذهبي: « مسعود بن ناصر السجزي أبو سعيد الركاب، الحافظ،

__________________

(١). الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف: ٦٧.

(٢). الأنساب - السجستاني ٧ / ٤٧.

(٣). سير أعلام النبلاء ١٨ / ٥٣٢.

١٤٨

رحل وصنّف وحدّث عن: أبي حسّان المزكّي، وعلي بن بشرى الليثي، وطبقتهما. ورحل إلى بغداد وأصبهان. قال الدقّاق: لم أر أجود إتقاناً، ولا أحسن ضبطاً منه. توفي بنيسابور في جمادى الاُولى»(١) .

٤ - اليافعي: « الحافظ أبو سعيد مسعود بن ناصر السجزي، رحل وصنّف وحدّث عن جماعة. وقال الدقاق: لم أر أجود إتقاناً ولا أحسن ضبطاً منه »(٢) .

ترجمة الدقّاق

ولا بأس بترجمة الدقّاق الذي قال هذه الكلمة بحقّ السجزي عن كتاب ( طبقات الحفاظ ) وهو مختصر ما جاء بترجمته في ( تذكرة الحفاظ ):

« الدقاق، الحافظ المفيد الرحال، أبو عبد الله محمّد بن عبد الواحد بن محمّد الأصبهاني، ولد سنة بضع وثلاثين وأربعمائة، وسمع وأكثر وأملى بسرخس، وكان صالحاً، يقرئ، متعفّفاً، صاحب سنّة واتّباع. قال الحافظ إسماعيل بن محمد: ما أعرف أحداً أحفظ لغرائب الأحاديث وغرائب الأسانيد منه. مات ليلة الجمعة ٦ شوال سنة ٥١٤ »(٣) .

(١٩)

رواية ابن المغازلي

ورواه علي بن محمّد الجلّابي الواسطي المعروف بابن المغازلي حيث

__________________

(١). العِبَر ٢ / ٣٣٧.

(٢). مرآة الجنان: ٣ / ١٢٢.

(٣). تذكرة الحفّاظ ٤ / ١٢٥٥.

١٤٩

قال:

« حدّثنا محمد بن الحسين الزعفراني، ثنا جعفر بن محمّد أبو يحيى، ثنا علي بن الحسين البزار وموسى بن محمّد البجلي قالا: ثنا جعفر بن سليمان، عن يزيد الرشك، عن مطرف بن عبد الله، عن عمران بن حصين: إن رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - قال: ما تريدون من علي؟ إن علياً منّي وهو وليّكم بعدي »(١) .

قال: « كتب إليَّ علي بن الحسين العلويرحمه‌الله يخبرني: أن أبا الحسن أحمد بن محمد بن عمران أخبرهم: نا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، ثنا أبو الربيع الزهراني، ثنا يزيد الرشك، عن مطرف بن عبد الله، عن عمران بن حصين قال قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم -: علي منّي وأنا منه وهو وليُّ كلّ مؤمنٍ بعدي »(٢). .

ترجمة ابن المغازلي والاعتماد عليه

وابن المغازلي، فقيه محدّث ثقة، أثنى عليه علماء أهل السنّة في كتبهم كالسمعاني في ( الأنساب )، والبدخشاني في ( تراجم الحفاظ )، واعتمد عليه آخرون في بحوثهم: كابن حجر في ( الصّواعق )، والسمهودي في ( جواهر العقدين )، وابن باكثير المكّي في ( وسيلة المآل )، والشيخاني القادري في ( الصّراط السوي )، وغيرهم، وقد ذكرنا ذلك كلّه في حديث التشبيه.

__________________

(١). مناقب علي بن أبي طالب: ٢٢٤.

(٢). مناقب علي بن أبي طالب: ٢٢٩.

١٥٠

(٢٠)

رواية شيرويه الديلمي

ورواه الديلمي صاحب ( الفردوس ) في كتابه:

ففي حرف العين: « فصل - عمران بن حصين: علي منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي»(١) .

وفي حرف الياء: « يا بريدة، إن علياً وليكم بعدي فأحبَّ علياً فإنّه يفعل ما يؤمر »(٢) .

ترجمة شيرويه الديلمي

وشيرويه الديلمي حافظ محدّث ثقة:

١ - الرافعي: « شيرويه بن شهردار بن شيرويه بن فنا خسرو الديلمي، أبو شجاع الهمداني الحافظ، من متأخّري أهل الحديث المشهورين الموصوفين بالحفظ. كان قانعاً بما رزقه الله تعالى من ريع أملاكه، سمع وجمع الكثير ورحل، قال أبو سعد السمعاني: وتعب في الجمع، صنف كتاب الفردوس وكتاب طبقات الهمدانيين »(٣). .

٢ - الذهبي: « الديلمي، المحدّث الحافظ مفيد همدان »(٤). .

__________________

(١). فردوس الأخبار ٣ / ٦١.

(٢). فردوس الأخبار ٥ / ٣٩٢.

(٣). التدوين في ذكر علماء قزوين ٣ / ٨٥.

(٤). تذكرة الحفّاظ ٤ / ١٢٥٩.

١٥١

« وكان صلباً في السنّة »(١). .

٣ - الأسنوي: « ذكره ابن الصّلاح فقال: كان محدّثاً واسع الرحلة، حسن الخلق والخلق، ذكيّاً، صلباً في السنّة، قليل الكلام، صنّف تصانيف انتشرت عنه، منها كتاب الفردوس، وتاريخ همدان»(٢). .

التعريف بالفردوس

وكتاب ( فردوس الأخبار ) من الكتب الموصوفة بالاعتبار والممدوحة عند المحدثين الكبار:

أمّا الديلمي فقد وصف كتابه في خطبته بقوله: « أما بعد، فإنّي رأيت أهل زماننا هذا - خاصةً أهل بلدنا - أعرضوا عن الحديث وأسانيده، وجهلوا معرفة الصحيح والسقيم، وتركوا الكتب التي صنّفها الأئمّة قديماً وحديثاً، في الفرائض والسنن والحلال والحرام والآداب والوصية والأمثال والمواعظ، واشتغلوا بالقصص والأحاديث المحذوفة عنها أسانيدها التي لم يعرفها ناقلوا الحديث، ولم تقرأ على أحدٍ من أصحاب الحديث، سيّما الموضوعات التي وضعها القصّاص لينالوا بها القطيعات في المجالس على الطرقات. أثبتُّ في كتابي هذا اثني عشرة آلاف حديث من الأحاديث الصّغار على سبيل الاختصار، من الصحاح والغرائب والأفراد والصحف المروية عن النبيّ لعلي بن موسى الرضا ».

وقال ولده شهردار بن شيرويه في خطبة كتابه ( مسند الفردوس ): « فإنّ والدي الإِمام السعيد أبا شجاع شيرويه - قدّس الله روحه ونوّر ضريحه - حين

__________________

(١). العبر - حوادث: ٥٠٩.

(٢). طبقات الشّافعيّة ٢ / ٢١.

١٥٢

جمع الأحاديث التي سماها كتاب الفردوس إنّما حذف منها أسانيدها تعمّداً منه وقصداً لأسباب عدّة، أوّلها: اقتداءً واتّساءً بمن تقدّمه من أهل العلم والزهد والعبادة. وثانيها: تخفيفاً على الطالبين وتسهيلاً للناظرين فيه والحافظين له. وثالثها: قلّة رغبة جيل هذا الزمن في المسندات والقول في فضيلة الأسناد أكثر من أنْ تتضمّنه أوراق وليس هذا موضعه. ورابعها: أنه خرّجها من مسموعاته وكانرحمه‌الله متحقّقاً متيقّناً أن أكثرها بل عامّتها مسند، وفي مصنفات الحفاظ الثقات ومجموعات الأئمة الأثبات.

فعراها عن الإِسناد اختصاراً كما بيّن عذره في خطبة الكتاب.

وهو كتاب نفيس عزيز الوجود، مفتون به، جامع للغرر والدرر النبويّة والفوائد الجمة والمحاسن الكثيرة، قد طنّت به الآفاق وتنافست في تحفّظه الرفاق، لم يصنَّف في الإِسلام مثله تفصيلاً وتبويباً، ولم يسبق إليه من سلافة الأيام ترصيفاً وترتيباً. كأنّ كلّ فصلٍ من فصوله حقة لئالئ ملئت من الدرر المنظومة واللآلئ المكنونة، أو جونة عطّار فتقت بغارات المسك مشحونة. وكم ضمّنهرحمه‌الله من عجائب الأخبار وغرائب الأحاديث ممّا لا يوجد في كثير من الكتب، فهو في الحقيقة كالفردوس التي وصفها الله سبحانه وتعالى فقال:( وَفِيها ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ ) .

فأمّا اليوم فقد كثرت نسخه في البلاد واشتهرت فيما بين العباد، بحيث لم يبق بلدة من بلاد العراق ولا كورة من أقطار الآفاق إلّا وعلماؤها مثابرون على تحصيله، وأئمتها مكبّون على اشترائه ونسخه، وفضلاؤها مواظبون على قراءته وحفظه، يرتعون في رياض محاسنه ويجتنون من ثمار فوائده، فسار مسير الشمس في كل بلدة، وهبّ هبوب الريح في البر والبحر، يستحسنه الأئمة والحفاظ ويستفيد منه العلماء والوعّاظ، ويستطيبه نحارير الفضلاء، وترتضيه أكياس البلغاء لنفاستها، وتبذل الملوك الرغائب في استكتابه لخزانتها، ولم أسمع أحداً من أهل هذا الزمان عاب هذا الكتاب أو طعن فيه بسبب حذف

١٥٣

الأسناد، بل عدّوا ذلك من أحسن فوائده وأعظم منافعه، لأن تنقية القشر من اللباب من شأن العلماء ذوي الألباب ».

وقال السيّد علي الهمداني في خطبة ( روضة الفردوس ):

« لمـّا طالعت كتاب الفردوس من مصنفات الشيخ الإِمام العلّامة، قدوة المحقّقين، حجة المحدّثين شجاع الملّة والدين، ناصر السنّة، أبو المحامد شيرويه بن شهردار الديلمي الهمداني، أفاض الله على روحه سجال الرحمة الرباني.

وجدت بحراً من بحور الفوائد، وكنزاً من كنوز اللطائف، مشحوناً بحقائق الألفاظ النبوية مخزوناً في حدائق فصوله دقائق الآثار المصطفوية، ومع كثرة فوائده وشمول موائده كاد أنْ تنطفي أنواره وينطمس آثاره، لِما فيه من التطويل والزيادات وقصور الرغبات وانخفاض الطلبات، وإعراض أكثر أهل العصر عن معرفة الكتاب والسنة، واشتغالهم بالعلوم المزخرفة التي تتعلَّق بالخُصومات، وشغفهم بالقصص والحكايات، ولو لا رجلا من أهل هذا العلم في كلّ عصر وزمان بمشيّة ربّ العزّة، يجولون حول حمى السنّة ويذبّون عن جناب قدسه شوائب زيغ أهل البدعة، لقال من شاء ما شاء، فجزى الله أئمة هذا العلم عنّا وعن المسلمين خيراً.

دعتني بواعث خاطري إلى استخراج لبابه واستحضار أبوابه، تسهيلاً لضبط الألفاظ وتيسيراً لدرك الحفاظ، فاستخرجت من قعر هذا البحر أشرف جواهرها، وجنيت من أغصان رياضها أنفس زواهرها، وسميت كتابي هذا: روضة الفردوس ».

وذكره ( كاشف الظنون ) بعنوان « فردوس الأخبار بمأثور الخطاب المخرّج على كتاب الشهاب في الحديث، لأبي شجاع شيرويه بن شهردار بن شيرويه ابن فنا خسرو الهمداني الديلمي المتوفي سنة واقتفى السيوطي أثره في جامعه الصغير، ثم جمع ولده الحافظ شهردار المتوفى سنة ٥٥٨ أسانيد كتاب

١٥٤

الفردوس ورتّبها ترتيباً حسناً في أربع مجلّدات وسمّاه مسند الفردوس »(١). .

وهو من الكتب المرويّة بالأسانيد كما لا يخفى على من راجع كتب الأسانيد مثل ( مقاليد الأسانيد ) لأبي مهدي الثعالبي.

اعتماد ( الدهلوي ) على الديلمي

ومن العجب تكذيب ( الدهلوي ) هذا الحديث الذي رواه الديلمي - وشاركه في روايته كبار الأئمة - مع اعتماده على بعض الخرافات والموضوعات التي انفرد الديلمي بروايتها، مصرّحاً بكونه من مشاهير المحدثين، مضيفاً إلى ذلك كونه معتبراً ومعتمداً لدى الشيعة الإِمامية كذلك!

فقد ذكر ( الدهلوي ) في باب المطاعن بعد حكاية رؤيا: « وروى أبو شجاع الديلمي - وهو من مشاهير المحدثين، والشيعة أيضاً يقولون باعتباره - هذه الرؤيا في كتاب المنتقى عن ابن عباس بالسياق المذكور. ورؤيا الإمام الحسن أيضا مشهورة وصحيحة السند، روى الديلمي في كتاب المنتقى عن حسن بن علي قال: ما كنت لأقاتل بعد رؤيا رأيتها، رأيت رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - واضعاً يده على العرش، ورأيت أبا بكر واضعاً يده على منكب رسول الله، ورأيت عمر واضعاً يده على منكب أبي بكر، ورأيت عثمان واضعاً يده على منكب عمر، ورأيت دماً دونه. فقلت: ما هذا؟ فقالوا: دم عثمان يطلب الله به »(٢). .

ومن الغرائب تكذيب سيف الله الملتاني في رسالته المسمّاة بـ ( تنبيه السفيه ) شيخه ( الدهلوي ) فيما نسبه إلى الشيعة والسنّة من الاعتماد على

__________________

(١). كشف الظنون ٢: ١٢٥٤.

(٢). التحفة الإِثنا عشرية: ٣٢٩.

١٥٥

الديلمي، فنصّ على « أنّ الديلمي غير معتبر عند السنّة فضلاً عن الشيعة ».

فانظر - رحمك الله - إلى هذا التناقض والتكاذب بين الأصل والفرع، والتابع والمتبوع!!

(٢١)

رواية النّطنْزي

ورواه أبو الفتح محمّد بن علي النطنزي في ضمن قصة الغدير:

« عن أبي سعيد الخدري: إنّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - دعا الناس إلى علي في غدير خم، وأمر بما تحت الشجرة من الشوك فقمَّ وذلك يوم الخميس، فدعا عليّاً وأخذ بضبعيه فرفعهما حتى نظر إلى بياض إبطي رسول الله، ثم لم يتفرّقوا حتى نزلت هذه الآية:( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً ) فقال رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم -: الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضا الربّ برسالتي والولاية لعلي بن أبي طالب من بعدي. ثم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللّهم والِ من والاه وَعَادِ من عاداه وانصر من نصره وأخذل من خذله »(١). .

ترجمة النطنزي

وأبو الفتح النطنزي من أكابر العلماء ومن مشايخ السّمعاني صاحب الأنساب:

١ - السمعاني: « أبو الفتح محمّد بن علي بن إبراهيم النطنزي، أفضل

__________________

(١). الخصائص العلويّة - مخطوط.

١٥٦

مَن بخراسان والعراق في اللّغة والأدب والقيام بصنعة الشعر، قدم علينا بمرو سنة إحدى وعشرين وقرأت عليه طرفاً صالحاً من الأدب واستفدت منه واغترفت من بحره، ثم لقيته بهمدان، ثم قدم علينا ببغداد غير مرة في مدة مقامي بها، وما لقيته إلّا وكتبت عنه واقتبست منه. سمع بأصبهان أبا سعد المطرز، وأبا علي الحداد، وغانم بن أبي نصر البرجي، وببغداد أبا القاسم ابن بيّان الرزاز، وأبا علي ابن نبهان الكاتب، وطبقتهم. سمعت منه أجزاء بمرو من الحديث. وكانت ولادته: ٤٨٨ بأصبهان »(١). .

٢ - الصفدي: « كان من بلغاء أهل النظم والنثر، سافر البلاد ولقي الأكابر، وكان كثير المحفوظ محب العلم والسنّة، ومكثر الصدقة والصيام، ونادم الملوك والسلاطين، وكانت له وجاهة عظيمة عندهم، وكان تيّاهاً عليهم متواضعاً لأهل العلم، سمع الحديث الكثير بأصبهان وخراسان وبغداد، ولم يمتّع بالرواية توفي في حدود ٥٠٠، أورد له ابن النّجار قوله »(٢). .

(٢٢)

رواية أبي منصور الديلمي

ورواه أبو منصور شهردار بن شيرويه الديلمي في كتاب ( مسند الفردوس ) الذي مدحه الذهبي وجماعة من الأعلام، وكذا ( الدهلوي ) وغيره رواه عنه الوصابي اليمني ( في أسنى المطالب ) حيث ذكر:

« عن أبي ذرّ الغفاري -رضي‌الله‌عنه - قال قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم -: علي منّي وأنا من علي وعلي وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي، حبّه إيمان

__________________

(١). الأنساب - النطنزي ١٣ / ١٣٧.

(٢). الوافي بالوفيات ٤ / ١٦١.

١٥٧

وبغضه نفاق والنظر إليه رأفة. أخرجه الديلمي في مسند الفردوس ».

« عن بريدة -رضي‌الله‌عنه - قال قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - يا بريدة: إنّ علياً وليّكم بعدي فأحبّ علياً فإنّه يفعل ما يؤمر به. أخرجه الديلمي في مسند الفردوس ».

ترجمة أبي منصور الدّيلمي

وأبو منصور حافظ كبير ومحدّث عظيم:

١ - الذهبي: « شهردار بن الحافظ شيرويه بن شهردار الديلمي، المحدّث أبو منصور، قال ابن السمعاني: كان حافظاً عارفاً بالحديث، فهماً عارفاً بالأدب، ظريفاً، سمع أباه وعبدوس بن عبد الله ومكّي السلّار وطائفة. وأجاز له أبو بكر بن خلف الشيرازي، وعاش خمساً وسبعين سنة »(١). .

٢ - السبكي: « قال ابن السمعاني: كان حافظاً روى عنه ابنه أبو مسلم، وأبو سهل عبد السّلام السرقولي، وطائفة. مات في رجب سنة ٥٠٨ »(٢). .

٣ - الإِسنوي: « كان محدّثاً عارفاً بالأدب ظريفاً، ملازماً لمسجده، خرّج أسانيد لكتاب والده المسمّى بالفردوس ورتّبه ترتيباً حسناً ويسمّى الفردوس الكبير. ولد سنة ٤٨٣ قاله ابن الصلاح ولم يذكر له وفاة »(٣). .

٤ - ابن قاضي شهبة كذلك وأضاف: « وتوفي في رجب سنة ٥٥٨ »(٤). .

٥ - الثعالبي: « قال الذهبي: هو الإمام الحافظ أبو منصور كان

__________________

(١). العبر - حوادث: ٥٥٨.

(٢). طبقات الشّافعيّة ٤ / ٢٢٩ - ٢٣٠.

(٣). طبقات الشّافعيّة للأسنوي ٢ / ٢١.

(٤). طبقات الشّافعيّة لابن قاضي شهبة ١ / ٣١٧.

١٥٨

يجمع أسانيد كتاب الفردوس لوالده ورتّبه ترتيباً عجيباً حسناً، وقد فرغ منه وهذّبه ونقّحه ...»(١) .

٦ - ( الدهلوي ) في ( بستان المحدّثين ) حيث ترجم والده، وذكر عبارة الذهبي المتقدمة عن الثعالبي في وصفه ومدح كتابه

الحازمي من تلامذة أبي منصور الديلمي

ثم إنّ من تلامذة أبي منصور الديلمي: أبو بكر الحازمي، وهذا أيضاً ممّا يدل على علوّ قدر الديلمي وعظمة منزلته، فإنّ الحازمي من أكابر الأئمة الحفّاظ:

قال الذهبي بترجمته: « الحازمي، الإِمام الحافظ البارع النسّابة أبو بكر سمع من أبي الوقت السجزي ومن شهردار بن شيرويه الديلمي وأبي زرعة الدمشقي وكتب الكثير وصنّف وجوّد. قال الدبيثي: قدم بغداد وسكنها وتفقّه بها في مذهب الشافعي، وجالس العلماء وتميّز وفهم، وصار من أحفظ الناس للحديث وأسانيده ورجاله، مع زهد وتعبّد ورياضة وذكره ابن النجار فقال: كان من أئمة الحفاظ العالمين بفقه الحديث ومعانيه ورجاله، وكان ثقة حجةً نبيلاً زاهداً عالماً عابداً ورعاً مات سنة ٥٨٤ »(٢). .

الأسانيد إلى مسند الفردوس

ثم إن كتاب مسند الفردوس من كتب الحديث التي عني بها المحدّثون

__________________

(١). مقاليد الأسانيد.

(٢). تذكرة الحفّاظ ٤ / ١٣٦٣.

١٥٩

بروايتها بالأسانيد:

فالثعالبي يذكر طريقه بقوله: « مسند الفردوس لابن الديلمي: - سمعت عليه ( يعني علي الأجهوري ) بقراءتي القدر المذكور في الفردوس، وأجاز لي سائره، بسنده إلى الحافظ ابن أبي بكر السيوطي، من المسندة آسية بنت جار الله بن صالح الطبري، عن إبراهيم بن محمد بن صديق الدمشقي، عن أبي العباس الحجّار، عن الحافظ محبّ الدين محمّد بن محمود بن النجار، عن مؤلفه إجازة. فذكره »(١). .

والشنواني يذكر طريقه بقوله: « مسند الفردوس، للحافظ أبي منصور شهردار ابن الحافظ أبي شجاع شيرويه الديلمي الهمداني، أرويه بالسند إلى الحافظ ابن حجر العسقلاني، عن أبي إسحاق التنوخي، عن الحجار، عن الحافظ محبّ الدين محمد بن محمود ابن النجار، عن الديلمي »(٢). .

(٢٣)

رواية الخطيب الخوارزمي

ورواه أبو المؤيد الموفق بن أحمد المكي الخوارزمي بطرقٍ متعدّدة

قال: « الفصل الثاني عشر - في بيان تورّطه المهالك في الله تعالى ورسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - وشراء نفسه في ابتغاء مرضاة الله تعالى:

بهذا الإِسناد عن أحمد بن الحسين هذا قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي قال: حدّثنا عبد الله بن أحمد ابن حنبل قال: أخبرني أبي قال: حدّثنا يحيى بن حمّاد قال: حدّثنا أبو عوانة

__________________

(١). مقاليد الأسانيد.

(٢). الدرر السنيّة في الأسانيد الشنوانيّة.

١٦٠

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324