نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ١٥

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار17%

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 324

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 324 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 235117 / تحميل: 6347
الحجم الحجم الحجم
نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ١٥

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

والنهاية في الدراية، رحل إليه الحفّاظ من الأقطار.

ولد في رجب سنة ٣٣٦.

قال أبو محمّد ابن السمرقندي: سمعت أبا بكر الخطيب يقول: لم أر أحداً أطلق عليه اسم الحفظ غير رجلين: أبو نعيم الأصفهاني وأبو حازم العبدوي الأعرج.

وقال أحمد بن محمّد بن مردويه: كان أبو نعيم في وقته مرحولا إليه ولم يكن في أفق من الآفاق أسند ولا أحفظ منه، كان حفّاظ الدنيا قد اجتمعوا عنده

وقال حمزة بن العباس العلوي: كان أصحاب الحديث يقولون: بقي أبو نعيم أربع عشرة سنة بلا نظير لا يوجد شرقاً ولا غرباً أعلى اسناداً منه ولا أحفظ

وقال ابن النّجار: هو تاج المحدثين وأحد أعلام الدين.

قلت: ومن كراماته المشهورة

توفي في العشرين من المحرم سنة ٤٣٠ وله ٩٤ سنة »(١). .

(١٥)

رواية البيهقي

ورواه الحافظ أبو بكر البيهقي فقد روى الخطيب الخوارزمي(٢). من طريقه بإسناده عن أحمد بن حنبل: خبر ابن عباس مع النفر الذين تحادثوا معه عن مناقب أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فحدّثهم ببعض منها، وأحدها حديث

__________________

(١). طبقات السبكي ٣ / ٧ - ٩.

(٢). المناقب للخوارزمي: ١٢٥.

١٤١

الولاية وقد تقدم نصّ الخبر بكاملة في رواية أحمد

هذا، و قد أخرج البيهقي الحديث في ( سننه ) عن طريق الحاكم، وهذا نصّ ما جاء فيه:

« أخبرنا محمّد بن عبد الله الحافظ، أنا عبد الله بن الحسين القاضي. بمرو، ثنا الحارث بن أبي اُسامة، ثنا روح بن عبادة، ثنا علي بن سويد بن منجوف، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه قال: بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عليّاً -رضي‌الله‌عنه - إلى خالد بن الوليد -رضي‌الله‌عنه - ليقبض الخمس، فأخذ منه جاريةً، فأصبح ورأسه يقطر. قال خالد لبريدة: ألا ترى ما يصنع هذا؟ قال: وكنت أبغض علياًرضي‌الله‌عنه ، فذكرت ذلك لرسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - فقال: يا بريدة أتبغض علياً؟ قال قلت: نعم. قال: فأحبّه فإنّ له في الخمس أكثر من ذلك »(١) .

فهذا هو الحديث بعينه، لكنْ اُسقط منه جملة: « إنّ عليّاً منّي وأنا منه وهو وليّكم من بعدي » ولا ندري هل التحريف منه أو من النّساخ؟

من مصادر ترجمة البيهقي

والبيهقي أيضاً من كبار الأئمة الحفّاظ، توجد ترجمته والثناء عليه في جميع المصادر، فراجع منها:

الأنساب ٢ / ٣٨١.

وفيات الأعيان ١ / ٧٥.

معجم البلدان ١ / ٥٣٨.

الكامل لابن الأثير ١٠ / ٥٢.

__________________

(١). السنن الكبرى ٦ / ٣٤٢.

١٤٢

المختصر في أخبار البشر ٢ / ١٨٥.

سير أعلام النبلاء ١٨ / ١٦٣.

تذكرة الحفّاظ ٢ / ١١٣٢.

العبر ٣ / ٢٤٢.

طبقات الشّافعيّة ٤ / ٨.

طبقات الحفّاظ: ٤٣٣.

وغيرها من كبار الكتب المؤلّفة في التاريخ والرجال.

(١٦)

رواية الرّاغب الأصفهاني

وأورده أبو القاسم الراغب الأصفهاني في الفصل الذي عقده لفضائل أعيان الصحابة من ( محاضراته ) في فضائل أمير المؤمنينعليه‌السلام ، مرسلاً إيّاه إرسال المسلّمات، حيث قال بعد ذكر الإِمامعليه‌السلام :

« من فضائله: قال له النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم - ألا ترضى أنْ تكون منّي بمنزلة هارون من موسى غير أنّه لا نبيّ بعدي؟ قال: بلى. قال: فأنت كذلك.

وقال: علي منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي »(١). .

ترجمة الرّاغب الأصفهاني

وقد ترجم الحافظ السيوطي له في ( بغية الوعاة ) وسمّاه « المفضّل بن

__________________

(١). محاضرات الأدباء ٤ / ٤٧٧ - المجلد الثاني.

١٤٣

محمد » قال: وكان في أوائل المائة الخامسة. قال: وقد كان في ظنّي أن الراغب معتزلي حتى رأيت بخط الشيخ بدر الدّين الزركشي على ظهر نسخةٍ من القواعد الصغرى لابن عبد السّلام ما نصّه: ذكر الإِمام فخر الدين الرازي في تأسيس التقديس في الاُصول أن أبا القاسم الراغب من أئمة السنّة، وقرنه بالغزّالي(١). .

ثمّ إنّ السيوطي اعتمد على الراغب في مواضع كثيرة من كتابه ( المزهر في اللغة ) معبّراً عنه بـ « الإِمام ».

وهكذا اعتمد عليه ونقل عنه: رشيد الدين الدهلوي، وحيدر علي الفيض آبادي، وغيرهما من علماء الهند، في مؤلفاتهم المختلفة

وقد ذكر كاشف الظنون مؤلَّفاته ( أفانين البلاغة ) و ( التفسير ) و ( المحاضرات ) و ( تفصيل النشأتين ) و ( الذريعة إلى مكارم الشّريعة ) و ( مفردات ألفاظ القرآن ) معبراً عنه في بعض المواضع بـ « الإِمام » مع الإِطراء على مصنَّفاته المذكورة.

(١٧)

رواية الخطيب البغدادي

ورواه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت المعروف بالخطيب البغدادي، ففي ( كنز العمّال ):

« سألت الله - يا علي - فيك خمساً فمنعني واحدةً وأعطاني أربعاً سألت الله أن يجمع اُمتي عليك فأبى. وأعطاني فيك أنّ أوّل من تنشق عنه الأرض يوم القيامة أنا وأنت معي، ومعك لواء الحمد وأنت تحمله بين يديَّ تسبق

__________________

(١). بغية الوعاة ٢ / ٢٩٧.

١٤٤

به الأوّلين والآخرين، وأعطاني أنك ولي المؤمنين بعدي. الخطيب والرافعي عن علي »(١). .

وفي ( مفتاح النجا ): « أخرج الخطيب والرافعي عن علي كرّم الله وجهه قال قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - سألت الله يا علي فيك خمساً »(٢). .

وكذا في ( معارج العلى )(٣). .

وفي ( القول المستحسن ): « وللخطيب والرافعي بسندٍ صحيحٍ عن علي رفعه: سألت الله يا علي فيك خمساً »(٤). .

وهذا نصُّ رواية الخطيب:

« أحمد بن غالب بن الأجلح بن عبد السّلام، أبو العباس. حدّث عن محمّد بن يحيى بن الضريس الفيدي، روى عنه محمّد بن مخلّد.

أخبرنا أبو محمّد عبد الله بن علي بن عياض بن أبي عقيل القاضي - بصور - أخبرنا محمّد بن أحمد بن جميع الغسّاني، أخبرنا أبو عبد الله محمد ابن مخلّد العطار - ببغداد - حدّثنا أحمد بن غالب بن الأجلح بن عبد السلام - أبو العباس - حدّثنا محمّد بن يحيى بن الضريس، حدّثنا عيسى بن عبد الله ابن عمر بن علي بن أبي طالب، حدّثني أبي عبد الله بن عمر، عن أبيه، عن جدّه علي بن أبي طالب قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: سألت الله فيك خمساً، فأعطاني أربعاً ومنعني واحدةً، سألته فأعطاني فيك:

أنك أوّل من تنشق الأرض عنه يوم القيامة.

__________________

(١). كنز العمال ١١ / ٦٢٥ رقم ٣٣٠٤٧.

(٢). مفتاح النجا - مخطوط.

(٣). معارج العلى - مخطوط.

(٤). القول المستحسن في فخر الحسن ٢١٤.

١٤٥

وأنت معي معك لواء الحمد.

وأنت تحمله.

وأعطاني أنك ولي المؤمنين من بعدي »(١). .

ترجمة الخطيب البغدادي

وترجم ابن خلّكان للخطيب البغدادي بقوله:

« الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي بن ثابت البغدادي المعروف بالخطيب، صاحب تاريخ بغداد وغيره من المصنّفات المفيدة. كان من الحفّاظ المتقنين والعلماء المتبحرين، ولو لم يكن له سوى التاريخ لكفاه، فإنّه يدلّ على اطّلاع عظيم، وصنّف قريباً من مائة مصنّف، وفضله أشهر من أن يوصف، وأخذ الفقه عن أبي الحسن المحاملي والقاضي أبي الطيّب الطّبري وغيرهما، وكان فقيهاً فغلب عليه الحديث والتاريخ. ولد في جمادى الآخرة سنة ٣٩٢ يوم الخميس لست بقين من الشهر. وتوفي يوم الإثنين سابع ذي الحجّة سنة ٤٦٣. وقال السمعاني: توفي في شوّال.

وسمعت أن الشّيخ أبا إسحاق الشيرازي -رحمه‌الله - كان من جملة من حمل نعشه، لأنه انتفع به كثيراً، وكان يراجعه في تصانيفه.

والعجب: أنّه كان في وقته حافظ المشرق، وأبو عمر يوسف بن عبد البر صاحب كتاب الاستيعاب حافظ المغرب، وماتا في سنةٍ واحدة »(٢). .

وإنْ شئت المزيد من ترجمته، والوقوف على بعض الكلمات في حقّه، فراجع:

١ - الأنساب ٥ / ١٥١.

__________________

(١). تاريخ بغداد ٤ / ٣٣٩.

(٢). وفيات الأعيان ١ / ٩٢.

١٤٦

٢ - سير أعلام النبلاء ١٨ / ٢٧٠.

٣ - تذكرة الحفّاظ ٣ / ١١٣٥.

٤ - الطّبقات للسّبكي ٤ / ٢٩.

٥ - مرآة الجنان ٣ / ٨٧.

٦ - معجم الأدباء ٤ / ١٣.

٧ - المختصر في أخبار البشر ٢ / ١٨٧.

٨ - الوافي بالوفيات ٧ / ١٩٠.

٩ - المنتظم ٨ / ٢٦٥.

١٠ - الكامل في التاريخ ١٠ / ٦٨.

١١ - العبر ٣ / ٢٥٣.

١٢ - البداية والنهاية ١٢ / ١٠١.

١٣ - طبقات الحفاظ: ٤٣٤.

١٤ - تتمة المختصر ١ / ٥٦٤.

وغير هذه الكتب.

(١٨)

رواية أبي سعيد السجستاني

ورواه أبو سعيد مسعود بن ناصر السجستاني ففي كتاب ( الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف ): « ومن ذلك حديث الولاية رواية أبي سعيد مسعود ابن ناصر السجستاني - وهو من المتفق على ثقته - رواية بريدة هذا الحديث من عدة طرق، وفي بعضها زيادات مهمّات.

من ذلك: أن بريدة قال: إنّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - لـمّا سمع ذمّ علي غضب غضباً لم أره غضب مثله قط، إلّا يوم قريظة والنضير، فنظر

١٤٧

إليَّ وقال: يا بريدة، إن علياً وليّكم بعدي فأحبَّ علياً فإنّما يفعل ما يؤمر به، فقمت وما أحد من الناس أحب منه.

ومن ذلك زيادة اُخرى: قال عبد الله بن عطا: حُدّثت بذلك، أنا حارث ابن سويد بن غفلة فقال: كتمك عبد الله بن بريدة بعض الحديث، إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: أنافقت بعدي يا بريدة؟!

ومن ذلك زيادة أيضاً معناها: إن خالد بن الوليد أمر بريدة فأخذ كتابه يقرأ على رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - ويقع في علي. قال بريدة: فجعلت أقرأ وأذكر علياً، فتغيّر وجه رسول الله، ثم قال صلّى الله عليه وسلّم: يا بريدة ويحك، أما علمت أن عليّاً وليكم بعدي »(١) .

ترجمة أبي سعيد السجستاني

وأبو سعيد هذا من كبار الحفّاظ المتقنين:

١ - السمعاني: « أبو سعيد مسعود بن ناصر بن أبي زيد السجزي الركّاب، كان حافظاً متقناً فاضلاً، رحل إلى خراسان، والجبال، والعراقين، والحجاز، وأكثر من الحديث وجمع الجمع. روى لنا عنه جماعة كثيرة بمرو، ونيسابور، وأصبهان. وتوفي سنة ٤٧٧ »(٢). .

فهو من مشايخ السمعاني.

٢ - الذهبي: « الإِمام المحدّث الرحال الحافظ » وأورد كلمة الدّقاق(٣). .

٣ - الذهبي: « مسعود بن ناصر السجزي أبو سعيد الركاب، الحافظ،

__________________

(١). الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف: ٦٧.

(٢). الأنساب - السجستاني ٧ / ٤٧.

(٣). سير أعلام النبلاء ١٨ / ٥٣٢.

١٤٨

رحل وصنّف وحدّث عن: أبي حسّان المزكّي، وعلي بن بشرى الليثي، وطبقتهما. ورحل إلى بغداد وأصبهان. قال الدقّاق: لم أر أجود إتقاناً، ولا أحسن ضبطاً منه. توفي بنيسابور في جمادى الاُولى»(١) .

٤ - اليافعي: « الحافظ أبو سعيد مسعود بن ناصر السجزي، رحل وصنّف وحدّث عن جماعة. وقال الدقاق: لم أر أجود إتقاناً ولا أحسن ضبطاً منه »(٢) .

ترجمة الدقّاق

ولا بأس بترجمة الدقّاق الذي قال هذه الكلمة بحقّ السجزي عن كتاب ( طبقات الحفاظ ) وهو مختصر ما جاء بترجمته في ( تذكرة الحفاظ ):

« الدقاق، الحافظ المفيد الرحال، أبو عبد الله محمّد بن عبد الواحد بن محمّد الأصبهاني، ولد سنة بضع وثلاثين وأربعمائة، وسمع وأكثر وأملى بسرخس، وكان صالحاً، يقرئ، متعفّفاً، صاحب سنّة واتّباع. قال الحافظ إسماعيل بن محمد: ما أعرف أحداً أحفظ لغرائب الأحاديث وغرائب الأسانيد منه. مات ليلة الجمعة ٦ شوال سنة ٥١٤ »(٣) .

(١٩)

رواية ابن المغازلي

ورواه علي بن محمّد الجلّابي الواسطي المعروف بابن المغازلي حيث

__________________

(١). العِبَر ٢ / ٣٣٧.

(٢). مرآة الجنان: ٣ / ١٢٢.

(٣). تذكرة الحفّاظ ٤ / ١٢٥٥.

١٤٩

قال:

« حدّثنا محمد بن الحسين الزعفراني، ثنا جعفر بن محمّد أبو يحيى، ثنا علي بن الحسين البزار وموسى بن محمّد البجلي قالا: ثنا جعفر بن سليمان، عن يزيد الرشك، عن مطرف بن عبد الله، عن عمران بن حصين: إن رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - قال: ما تريدون من علي؟ إن علياً منّي وهو وليّكم بعدي »(١) .

قال: « كتب إليَّ علي بن الحسين العلويرحمه‌الله يخبرني: أن أبا الحسن أحمد بن محمد بن عمران أخبرهم: نا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، ثنا أبو الربيع الزهراني، ثنا يزيد الرشك، عن مطرف بن عبد الله، عن عمران بن حصين قال قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم -: علي منّي وأنا منه وهو وليُّ كلّ مؤمنٍ بعدي »(٢). .

ترجمة ابن المغازلي والاعتماد عليه

وابن المغازلي، فقيه محدّث ثقة، أثنى عليه علماء أهل السنّة في كتبهم كالسمعاني في ( الأنساب )، والبدخشاني في ( تراجم الحفاظ )، واعتمد عليه آخرون في بحوثهم: كابن حجر في ( الصّواعق )، والسمهودي في ( جواهر العقدين )، وابن باكثير المكّي في ( وسيلة المآل )، والشيخاني القادري في ( الصّراط السوي )، وغيرهم، وقد ذكرنا ذلك كلّه في حديث التشبيه.

__________________

(١). مناقب علي بن أبي طالب: ٢٢٤.

(٢). مناقب علي بن أبي طالب: ٢٢٩.

١٥٠

(٢٠)

رواية شيرويه الديلمي

ورواه الديلمي صاحب ( الفردوس ) في كتابه:

ففي حرف العين: « فصل - عمران بن حصين: علي منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي»(١) .

وفي حرف الياء: « يا بريدة، إن علياً وليكم بعدي فأحبَّ علياً فإنّه يفعل ما يؤمر »(٢) .

ترجمة شيرويه الديلمي

وشيرويه الديلمي حافظ محدّث ثقة:

١ - الرافعي: « شيرويه بن شهردار بن شيرويه بن فنا خسرو الديلمي، أبو شجاع الهمداني الحافظ، من متأخّري أهل الحديث المشهورين الموصوفين بالحفظ. كان قانعاً بما رزقه الله تعالى من ريع أملاكه، سمع وجمع الكثير ورحل، قال أبو سعد السمعاني: وتعب في الجمع، صنف كتاب الفردوس وكتاب طبقات الهمدانيين »(٣). .

٢ - الذهبي: « الديلمي، المحدّث الحافظ مفيد همدان »(٤). .

__________________

(١). فردوس الأخبار ٣ / ٦١.

(٢). فردوس الأخبار ٥ / ٣٩٢.

(٣). التدوين في ذكر علماء قزوين ٣ / ٨٥.

(٤). تذكرة الحفّاظ ٤ / ١٢٥٩.

١٥١

« وكان صلباً في السنّة »(١). .

٣ - الأسنوي: « ذكره ابن الصّلاح فقال: كان محدّثاً واسع الرحلة، حسن الخلق والخلق، ذكيّاً، صلباً في السنّة، قليل الكلام، صنّف تصانيف انتشرت عنه، منها كتاب الفردوس، وتاريخ همدان»(٢). .

التعريف بالفردوس

وكتاب ( فردوس الأخبار ) من الكتب الموصوفة بالاعتبار والممدوحة عند المحدثين الكبار:

أمّا الديلمي فقد وصف كتابه في خطبته بقوله: « أما بعد، فإنّي رأيت أهل زماننا هذا - خاصةً أهل بلدنا - أعرضوا عن الحديث وأسانيده، وجهلوا معرفة الصحيح والسقيم، وتركوا الكتب التي صنّفها الأئمّة قديماً وحديثاً، في الفرائض والسنن والحلال والحرام والآداب والوصية والأمثال والمواعظ، واشتغلوا بالقصص والأحاديث المحذوفة عنها أسانيدها التي لم يعرفها ناقلوا الحديث، ولم تقرأ على أحدٍ من أصحاب الحديث، سيّما الموضوعات التي وضعها القصّاص لينالوا بها القطيعات في المجالس على الطرقات. أثبتُّ في كتابي هذا اثني عشرة آلاف حديث من الأحاديث الصّغار على سبيل الاختصار، من الصحاح والغرائب والأفراد والصحف المروية عن النبيّ لعلي بن موسى الرضا ».

وقال ولده شهردار بن شيرويه في خطبة كتابه ( مسند الفردوس ): « فإنّ والدي الإِمام السعيد أبا شجاع شيرويه - قدّس الله روحه ونوّر ضريحه - حين

__________________

(١). العبر - حوادث: ٥٠٩.

(٢). طبقات الشّافعيّة ٢ / ٢١.

١٥٢

جمع الأحاديث التي سماها كتاب الفردوس إنّما حذف منها أسانيدها تعمّداً منه وقصداً لأسباب عدّة، أوّلها: اقتداءً واتّساءً بمن تقدّمه من أهل العلم والزهد والعبادة. وثانيها: تخفيفاً على الطالبين وتسهيلاً للناظرين فيه والحافظين له. وثالثها: قلّة رغبة جيل هذا الزمن في المسندات والقول في فضيلة الأسناد أكثر من أنْ تتضمّنه أوراق وليس هذا موضعه. ورابعها: أنه خرّجها من مسموعاته وكانرحمه‌الله متحقّقاً متيقّناً أن أكثرها بل عامّتها مسند، وفي مصنفات الحفاظ الثقات ومجموعات الأئمة الأثبات.

فعراها عن الإِسناد اختصاراً كما بيّن عذره في خطبة الكتاب.

وهو كتاب نفيس عزيز الوجود، مفتون به، جامع للغرر والدرر النبويّة والفوائد الجمة والمحاسن الكثيرة، قد طنّت به الآفاق وتنافست في تحفّظه الرفاق، لم يصنَّف في الإِسلام مثله تفصيلاً وتبويباً، ولم يسبق إليه من سلافة الأيام ترصيفاً وترتيباً. كأنّ كلّ فصلٍ من فصوله حقة لئالئ ملئت من الدرر المنظومة واللآلئ المكنونة، أو جونة عطّار فتقت بغارات المسك مشحونة. وكم ضمّنهرحمه‌الله من عجائب الأخبار وغرائب الأحاديث ممّا لا يوجد في كثير من الكتب، فهو في الحقيقة كالفردوس التي وصفها الله سبحانه وتعالى فقال:( وَفِيها ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ ) .

فأمّا اليوم فقد كثرت نسخه في البلاد واشتهرت فيما بين العباد، بحيث لم يبق بلدة من بلاد العراق ولا كورة من أقطار الآفاق إلّا وعلماؤها مثابرون على تحصيله، وأئمتها مكبّون على اشترائه ونسخه، وفضلاؤها مواظبون على قراءته وحفظه، يرتعون في رياض محاسنه ويجتنون من ثمار فوائده، فسار مسير الشمس في كل بلدة، وهبّ هبوب الريح في البر والبحر، يستحسنه الأئمة والحفاظ ويستفيد منه العلماء والوعّاظ، ويستطيبه نحارير الفضلاء، وترتضيه أكياس البلغاء لنفاستها، وتبذل الملوك الرغائب في استكتابه لخزانتها، ولم أسمع أحداً من أهل هذا الزمان عاب هذا الكتاب أو طعن فيه بسبب حذف

١٥٣

الأسناد، بل عدّوا ذلك من أحسن فوائده وأعظم منافعه، لأن تنقية القشر من اللباب من شأن العلماء ذوي الألباب ».

وقال السيّد علي الهمداني في خطبة ( روضة الفردوس ):

« لمـّا طالعت كتاب الفردوس من مصنفات الشيخ الإِمام العلّامة، قدوة المحقّقين، حجة المحدّثين شجاع الملّة والدين، ناصر السنّة، أبو المحامد شيرويه بن شهردار الديلمي الهمداني، أفاض الله على روحه سجال الرحمة الرباني.

وجدت بحراً من بحور الفوائد، وكنزاً من كنوز اللطائف، مشحوناً بحقائق الألفاظ النبوية مخزوناً في حدائق فصوله دقائق الآثار المصطفوية، ومع كثرة فوائده وشمول موائده كاد أنْ تنطفي أنواره وينطمس آثاره، لِما فيه من التطويل والزيادات وقصور الرغبات وانخفاض الطلبات، وإعراض أكثر أهل العصر عن معرفة الكتاب والسنة، واشتغالهم بالعلوم المزخرفة التي تتعلَّق بالخُصومات، وشغفهم بالقصص والحكايات، ولو لا رجلا من أهل هذا العلم في كلّ عصر وزمان بمشيّة ربّ العزّة، يجولون حول حمى السنّة ويذبّون عن جناب قدسه شوائب زيغ أهل البدعة، لقال من شاء ما شاء، فجزى الله أئمة هذا العلم عنّا وعن المسلمين خيراً.

دعتني بواعث خاطري إلى استخراج لبابه واستحضار أبوابه، تسهيلاً لضبط الألفاظ وتيسيراً لدرك الحفاظ، فاستخرجت من قعر هذا البحر أشرف جواهرها، وجنيت من أغصان رياضها أنفس زواهرها، وسميت كتابي هذا: روضة الفردوس ».

وذكره ( كاشف الظنون ) بعنوان « فردوس الأخبار بمأثور الخطاب المخرّج على كتاب الشهاب في الحديث، لأبي شجاع شيرويه بن شهردار بن شيرويه ابن فنا خسرو الهمداني الديلمي المتوفي سنة واقتفى السيوطي أثره في جامعه الصغير، ثم جمع ولده الحافظ شهردار المتوفى سنة ٥٥٨ أسانيد كتاب

١٥٤

الفردوس ورتّبها ترتيباً حسناً في أربع مجلّدات وسمّاه مسند الفردوس »(١). .

وهو من الكتب المرويّة بالأسانيد كما لا يخفى على من راجع كتب الأسانيد مثل ( مقاليد الأسانيد ) لأبي مهدي الثعالبي.

اعتماد ( الدهلوي ) على الديلمي

ومن العجب تكذيب ( الدهلوي ) هذا الحديث الذي رواه الديلمي - وشاركه في روايته كبار الأئمة - مع اعتماده على بعض الخرافات والموضوعات التي انفرد الديلمي بروايتها، مصرّحاً بكونه من مشاهير المحدثين، مضيفاً إلى ذلك كونه معتبراً ومعتمداً لدى الشيعة الإِمامية كذلك!

فقد ذكر ( الدهلوي ) في باب المطاعن بعد حكاية رؤيا: « وروى أبو شجاع الديلمي - وهو من مشاهير المحدثين، والشيعة أيضاً يقولون باعتباره - هذه الرؤيا في كتاب المنتقى عن ابن عباس بالسياق المذكور. ورؤيا الإمام الحسن أيضا مشهورة وصحيحة السند، روى الديلمي في كتاب المنتقى عن حسن بن علي قال: ما كنت لأقاتل بعد رؤيا رأيتها، رأيت رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - واضعاً يده على العرش، ورأيت أبا بكر واضعاً يده على منكب رسول الله، ورأيت عمر واضعاً يده على منكب أبي بكر، ورأيت عثمان واضعاً يده على منكب عمر، ورأيت دماً دونه. فقلت: ما هذا؟ فقالوا: دم عثمان يطلب الله به »(٢). .

ومن الغرائب تكذيب سيف الله الملتاني في رسالته المسمّاة بـ ( تنبيه السفيه ) شيخه ( الدهلوي ) فيما نسبه إلى الشيعة والسنّة من الاعتماد على

__________________

(١). كشف الظنون ٢: ١٢٥٤.

(٢). التحفة الإِثنا عشرية: ٣٢٩.

١٥٥

الديلمي، فنصّ على « أنّ الديلمي غير معتبر عند السنّة فضلاً عن الشيعة ».

فانظر - رحمك الله - إلى هذا التناقض والتكاذب بين الأصل والفرع، والتابع والمتبوع!!

(٢١)

رواية النّطنْزي

ورواه أبو الفتح محمّد بن علي النطنزي في ضمن قصة الغدير:

« عن أبي سعيد الخدري: إنّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - دعا الناس إلى علي في غدير خم، وأمر بما تحت الشجرة من الشوك فقمَّ وذلك يوم الخميس، فدعا عليّاً وأخذ بضبعيه فرفعهما حتى نظر إلى بياض إبطي رسول الله، ثم لم يتفرّقوا حتى نزلت هذه الآية:( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً ) فقال رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم -: الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضا الربّ برسالتي والولاية لعلي بن أبي طالب من بعدي. ثم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللّهم والِ من والاه وَعَادِ من عاداه وانصر من نصره وأخذل من خذله »(١). .

ترجمة النطنزي

وأبو الفتح النطنزي من أكابر العلماء ومن مشايخ السّمعاني صاحب الأنساب:

١ - السمعاني: « أبو الفتح محمّد بن علي بن إبراهيم النطنزي، أفضل

__________________

(١). الخصائص العلويّة - مخطوط.

١٥٦

مَن بخراسان والعراق في اللّغة والأدب والقيام بصنعة الشعر، قدم علينا بمرو سنة إحدى وعشرين وقرأت عليه طرفاً صالحاً من الأدب واستفدت منه واغترفت من بحره، ثم لقيته بهمدان، ثم قدم علينا ببغداد غير مرة في مدة مقامي بها، وما لقيته إلّا وكتبت عنه واقتبست منه. سمع بأصبهان أبا سعد المطرز، وأبا علي الحداد، وغانم بن أبي نصر البرجي، وببغداد أبا القاسم ابن بيّان الرزاز، وأبا علي ابن نبهان الكاتب، وطبقتهم. سمعت منه أجزاء بمرو من الحديث. وكانت ولادته: ٤٨٨ بأصبهان »(١). .

٢ - الصفدي: « كان من بلغاء أهل النظم والنثر، سافر البلاد ولقي الأكابر، وكان كثير المحفوظ محب العلم والسنّة، ومكثر الصدقة والصيام، ونادم الملوك والسلاطين، وكانت له وجاهة عظيمة عندهم، وكان تيّاهاً عليهم متواضعاً لأهل العلم، سمع الحديث الكثير بأصبهان وخراسان وبغداد، ولم يمتّع بالرواية توفي في حدود ٥٠٠، أورد له ابن النّجار قوله »(٢). .

(٢٢)

رواية أبي منصور الديلمي

ورواه أبو منصور شهردار بن شيرويه الديلمي في كتاب ( مسند الفردوس ) الذي مدحه الذهبي وجماعة من الأعلام، وكذا ( الدهلوي ) وغيره رواه عنه الوصابي اليمني ( في أسنى المطالب ) حيث ذكر:

« عن أبي ذرّ الغفاري -رضي‌الله‌عنه - قال قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم -: علي منّي وأنا من علي وعلي وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي، حبّه إيمان

__________________

(١). الأنساب - النطنزي ١٣ / ١٣٧.

(٢). الوافي بالوفيات ٤ / ١٦١.

١٥٧

وبغضه نفاق والنظر إليه رأفة. أخرجه الديلمي في مسند الفردوس ».

« عن بريدة -رضي‌الله‌عنه - قال قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - يا بريدة: إنّ علياً وليّكم بعدي فأحبّ علياً فإنّه يفعل ما يؤمر به. أخرجه الديلمي في مسند الفردوس ».

ترجمة أبي منصور الدّيلمي

وأبو منصور حافظ كبير ومحدّث عظيم:

١ - الذهبي: « شهردار بن الحافظ شيرويه بن شهردار الديلمي، المحدّث أبو منصور، قال ابن السمعاني: كان حافظاً عارفاً بالحديث، فهماً عارفاً بالأدب، ظريفاً، سمع أباه وعبدوس بن عبد الله ومكّي السلّار وطائفة. وأجاز له أبو بكر بن خلف الشيرازي، وعاش خمساً وسبعين سنة »(١). .

٢ - السبكي: « قال ابن السمعاني: كان حافظاً روى عنه ابنه أبو مسلم، وأبو سهل عبد السّلام السرقولي، وطائفة. مات في رجب سنة ٥٠٨ »(٢). .

٣ - الإِسنوي: « كان محدّثاً عارفاً بالأدب ظريفاً، ملازماً لمسجده، خرّج أسانيد لكتاب والده المسمّى بالفردوس ورتّبه ترتيباً حسناً ويسمّى الفردوس الكبير. ولد سنة ٤٨٣ قاله ابن الصلاح ولم يذكر له وفاة »(٣). .

٤ - ابن قاضي شهبة كذلك وأضاف: « وتوفي في رجب سنة ٥٥٨ »(٤). .

٥ - الثعالبي: « قال الذهبي: هو الإمام الحافظ أبو منصور كان

__________________

(١). العبر - حوادث: ٥٥٨.

(٢). طبقات الشّافعيّة ٤ / ٢٢٩ - ٢٣٠.

(٣). طبقات الشّافعيّة للأسنوي ٢ / ٢١.

(٤). طبقات الشّافعيّة لابن قاضي شهبة ١ / ٣١٧.

١٥٨

يجمع أسانيد كتاب الفردوس لوالده ورتّبه ترتيباً عجيباً حسناً، وقد فرغ منه وهذّبه ونقّحه ...»(١) .

٦ - ( الدهلوي ) في ( بستان المحدّثين ) حيث ترجم والده، وذكر عبارة الذهبي المتقدمة عن الثعالبي في وصفه ومدح كتابه

الحازمي من تلامذة أبي منصور الديلمي

ثم إنّ من تلامذة أبي منصور الديلمي: أبو بكر الحازمي، وهذا أيضاً ممّا يدل على علوّ قدر الديلمي وعظمة منزلته، فإنّ الحازمي من أكابر الأئمة الحفّاظ:

قال الذهبي بترجمته: « الحازمي، الإِمام الحافظ البارع النسّابة أبو بكر سمع من أبي الوقت السجزي ومن شهردار بن شيرويه الديلمي وأبي زرعة الدمشقي وكتب الكثير وصنّف وجوّد. قال الدبيثي: قدم بغداد وسكنها وتفقّه بها في مذهب الشافعي، وجالس العلماء وتميّز وفهم، وصار من أحفظ الناس للحديث وأسانيده ورجاله، مع زهد وتعبّد ورياضة وذكره ابن النجار فقال: كان من أئمة الحفاظ العالمين بفقه الحديث ومعانيه ورجاله، وكان ثقة حجةً نبيلاً زاهداً عالماً عابداً ورعاً مات سنة ٥٨٤ »(٢). .

الأسانيد إلى مسند الفردوس

ثم إن كتاب مسند الفردوس من كتب الحديث التي عني بها المحدّثون

__________________

(١). مقاليد الأسانيد.

(٢). تذكرة الحفّاظ ٤ / ١٣٦٣.

١٥٩

بروايتها بالأسانيد:

فالثعالبي يذكر طريقه بقوله: « مسند الفردوس لابن الديلمي: - سمعت عليه ( يعني علي الأجهوري ) بقراءتي القدر المذكور في الفردوس، وأجاز لي سائره، بسنده إلى الحافظ ابن أبي بكر السيوطي، من المسندة آسية بنت جار الله بن صالح الطبري، عن إبراهيم بن محمد بن صديق الدمشقي، عن أبي العباس الحجّار، عن الحافظ محبّ الدين محمّد بن محمود بن النجار، عن مؤلفه إجازة. فذكره »(١). .

والشنواني يذكر طريقه بقوله: « مسند الفردوس، للحافظ أبي منصور شهردار ابن الحافظ أبي شجاع شيرويه الديلمي الهمداني، أرويه بالسند إلى الحافظ ابن حجر العسقلاني، عن أبي إسحاق التنوخي، عن الحجار، عن الحافظ محبّ الدين محمد بن محمود ابن النجار، عن الديلمي »(٢). .

(٢٣)

رواية الخطيب الخوارزمي

ورواه أبو المؤيد الموفق بن أحمد المكي الخوارزمي بطرقٍ متعدّدة

قال: « الفصل الثاني عشر - في بيان تورّطه المهالك في الله تعالى ورسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - وشراء نفسه في ابتغاء مرضاة الله تعالى:

بهذا الإِسناد عن أحمد بن الحسين هذا قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي قال: حدّثنا عبد الله بن أحمد ابن حنبل قال: أخبرني أبي قال: حدّثنا يحيى بن حمّاد قال: حدّثنا أبو عوانة

__________________

(١). مقاليد الأسانيد.

(٢). الدرر السنيّة في الأسانيد الشنوانيّة.

١٦٠

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

أقول: وتقدم ما يدلّ على ذلك(١) ويأتي ما يدلّ عليه(٢) وتقدّم ما يدلّ على الحكم الأخير في أحكام المساجد(٣) .

١٧ - باب استحباب قراءة شيء من القرآن كل ليلة

[ ٧٧٣٠ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، وسهل بن زياد، وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه جميعاً، عن ابن محبوب، عن جميل بن صالح، عن الفضيل بن يسار، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: ما يمنع التاجر منكم المشغول في سوقه إذا رجع إلى منزله أن لا ينام حتى يقرأ سورة من القرآن فيكتب(٤) له مكان كلّ آية يقرؤها عشر حسنات، وتمحا(٥) عنه عشر سيئات.

ورواه الصدوق في( ثواب الأعمال ): عن علي بن الحسين المكتّب، عن محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن محبوب، مثله (٦) .

[ ٧٧٣١ ] ٢ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن خالد، والحسين بن سعيد جميعاً، عن النضر بن سويد، عن يحيى

____________________

(١) تقدّم في الحديث ١ من الباب ٥ وفي الحديث ١ من الباب ٦٩ من أحكام المساجد.

(٢) يأتي في الحديث ١ من الباب ١٧، وفي الأحاديث ٢ و ٣ من الباب ٢٠، وفي الحديث ٢ من الباب ٢٣ من قراءة القرآن.

(٣) تقدم ما يدل على الحكم الأخير في الحديث ١ من الباب ١٤ من أحكام المساجد.

الباب ١٧

فيه حديثان

١ - الكافي ٢: ٤٤٧/٢، تقدم صدره في الحديث ٢ من الباب ٥ من هذه الأبواب.

(٤) في المصدر: فتكتب.

(٥) وفيه: ويمحا.

(٦) ثواب الأعمال: ١٢٧.

٢ - الكافي ٢: ٤٤٨/٥.

٢٠١

الحلبي، عن محمّد بن مروان، عن سعد بن طريف، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) ، من قرأ عشر آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين، ومن قرأ خمسين آية كتب من الذاكرين، ومن قرأ مائة آية كتب من القانتين، ومن قرأ مائتي آية كتب من الخاشعين ومن قرأ ثلاثمائة آية كتب من الفائزين، ومن قرأ خمسمائة آية كتب من المجتهدين ومن قرأ ألف آية كتب له قنطار [ من تبر ](١) ، القنطار: خمسة عشر ألف(٢) مثقال من ذهب، المثقال: أربعة وعشرون قيراطاً أصغرها مثل جبل أحد، وأكبرها ما بين السماء والأرض.

ورواه الصدوق في( المجالس ): عن محمّد بن الحسن، عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد (٣) .

ورواه في( ثواب الأعمال) و( معاني الأخبار ): عن محمّد بن الحسن، عن الصفّار، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد (٤) .

١٨ - باب استحباب ختم القرآن بمكّة، والإكثار من تلاوته في شهر رمضان

[ ٧٧٣٢ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين،

____________________

(١) أثبتناه من المصدر وفي نسخة في هامش الاصل: من بر.

(٢) في أمالي الصدوق في نسخة: خمسون الف، وفي ثواب الأعمال: خمسة آلاف. هامش المخطوط.

(٣) أمالي الصدوق: ٥٧/٧.

(٤) ثواب الأعمال: ١٢٩ ومعاني الأخبار: ١٤٧/٢، تقدم ما يدل على ذلك في الحديث ١ من الباب ٦٩ من أحكام المساجد، وفي الأحاديث ٥ و ١١ و ١٩ من الباب ١١ من هذه الأبواب.

الباب ١٨

فيه حديثان

١ - الكافي ٢: ٤٤٧/٤، وثواب الأعمال: ١٢٥، وأورده في الحديث ٣ من الباب ٤٥ من أبواب =

٢٠٢

عن نضر بن سعيد(١) ، عن خالد بن ماد القلانسي، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: من ختم القرآن بمكّة من جمعة إلى جمعة أو أقلّ من ذلك أو أكثر، وختمه في يوم الجمعة كتب الله(٢) له من الأجر والحسنات من أوّل جمعة كانت في الدنيا إلى آخر جمعة تكون فيها، وإن ختمه في سائر الأيّام، فكذلك.

[ ٧٧٣٣ ] ٢ - وعن أبي علي الأشعري، عن محمّد بن سالم، عن أحمد بن النضر، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) أنّه قال: لكلّ شيء ربيع، وربيع القران شهر رمضان.

ورواه الصدوق في( المجالس) (٣) و( معاني الأخبار) (٤) : عن محمّد بن موسى بن المتوكل، عن السعد آبادي، عن البرقي، عن محمّد بن سالم، وفي( ثواب الأعمال) (٥) عن أبيه، عن السعد آبادي(٦) ، عن أحمد بن النضر.

وروى الذي قبله في( المجالس) و( ثواب الأعمال ): عن محمّد بن الحسن، عن الصفّار، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن نضر بن شعيب.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٧) ، ويأتي ما يدلّ عليه في الصوم والحجّ(٨) .

____________________

= مقدمات الطواف، وفي أمالي الصدوق لم نعثر عليه وذكر نحوه في الفقيه ٢: ١٤٦/٦٤٤.

(١) في المصدر: النضر بن سويد، وفي ثواب الأعمال: نفر بن شعيب.

(٢) كتب المصنف على اسم الجلالة ( الله ) علامة نسخة.

٢ - الكافي ٢: ٤٦١/١٠، وأورده في الحديث ٢ من الباب ١٧ من أبواب أحكام شهر رمضان.

(٣) أمالي الصدوق: ٥٧/٥.

(٤) معاني الأخبار: ٢٢٨.

(٥) ثواب الأعمال: ١٢٩/١.

(٦) في المصدر زيادة: أحمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن سالم.

(٧) تقدم في الباب ١١ من هذه الأبواب باطلاقه.

(٨) يأتي في الباب ١٧، وفي الحديثين ٨، ٢٠ من الباب ١٨، وفي البابين ٣٣، ٣٤ من أبواب =

٢٠٣

١٩ - باب استحباب القراءة في المصحف وان كان يحفظ القرآن واستحباب النظر في المصحف

[ ٧٧٣٤ و ٧٧٣٥ ] ١ و ٢ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد ابن محمّد، عن يعقوب بن يزيد رفعه إلى أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: من قرأ القرآن في المصحف متِّع ببصره، وخفّف على والديه وإن كانا كافرين.

ورواه الصدوق في( ثواب الأعمال ): عن محمّد بن الحسن، عن الصفّار، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن رجل، عن العوام رفعه، مثله، إلّا أنّه قال: في المصحف نظراً (١) .

وزاد: وبهذا الإسناد رفعه إلى النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) قال: ليس شيء أشدّ على الشيطان من القراءة في المصحف نظراً(٢) .

[ ٧٧٣٦ ] ٣ - وعن علي بن محمّد، عن ابن جمهور، عن محمّد بن عمرو بن مسعدة، عن الحسن بن راشد، عن جدّه، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: قراءة القران في المصحف تخفّف العذاب عن الوالدين ولو كانا كافرين.

[ ٧٧٣٧ ] ٤ - وعنهم، عن سهل بن زياد، عن يحيى بن المبارك، عن عبد الله بن جبلة، عن معاوية بن وهب، عن إسحاق بن عمّار، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: قلت له: جعلت فداك إنّي أحفظ القرآن على

____________________

= احكام شهر رمضان، وفي الحديثين ١، ٧ من الباب ٤٥ من أبواب مقدمات الطواف.

الباب ١٩

فيه ٦ أحاديث

١ و ٢ - الكافي ٢: ٤٤٨/١.

(١) ثواب الأعمال: ١٢٨.

(٢) ثواب الأعمال: ١٢٩/٢.

٣ - الكافي ٢: ٤٤٩/٤.

٤ - الكافي ٢: ٤٤٩/٥.

٢٠٤

ظهر قلبي، فأقرؤه على ظهر قلبي أفضل أو أنظر في المصحف؟ قال: فقال لي: بل اقرأه وانظر في المصحف فهو أفضل، أما علمت أن النظر في المصحف عبادة.

[ ٧٧٣٨ ] ٥ - الحسن بن محمّد الطوسي في( أماليه) عن أبيه، عن جماعة، عن أبي المفضل، عن أبي الليث محمّد بن معاذ، عن أحمد بن المنذر، عن عبد الوهاب بن همّام، عن أبيه همّام بن نافع، عن همّام بن منبّه، عن حجر المدري، عن أبي ذرّ - في حديث - قال: سمعت رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) يقول: النظر إلى علي بن أبي طالب عبادة، والنظر إلى الوالدين برأفة ورحمة عبادة، والنظر في الصحيفة - يعني صحيفة القرآن - عبادة، والنظر إلى الكعبة عبادة.

[ ٧٧٣٩ ] ٦ - محمّد بن علي بن الحسين قال: روي أنّ النظر إلى الكعبة عبادة - إلى أن قال - والنظر إلى المصحف من غير قراءة عبادة، الحديث.

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك(١) .

٢٠ - باب استحباب اتّخاذ المصحف في البيت وأن يعلّق فيه، وكراهة ترك القراءة فيه، وحكم بيعه وشرائه وأخذ الأجرة على كتابته، وتعليمه وتزيينه بالذهب، وكتابته به

[ ٧٧٤٠ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن علي بن الحسين بن الحسن الضرير، عن حماد بن عيسى، عن

____________________

٥ - أمالي الطوسي ٢: ٧٠.

٦ - الفقيه ٢: ١٣٢/٥٥٦، وأورده في الحديث ٧ من الباب ٢٩ من أبواب مقدمات الطواف.

(١) يأتي في الباب ٢٠ من هذه الأبواب.

الباب ٢٥

فيه ٣ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٤٤٩/٢.

٢٠٥

أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: إنّه ليعجبني أن يكون في البيت مصحف يطرد الله عزّ وجلّ به الشياطين.

ورواه الصدوق في( ثواب الأعمال) عن أبيه، عن علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن علي بن الحسين، مثله (١) .

[ ٧٧٤١ ] ٢ - وعنهم، عن سهل بن زياد، عن ابن فضّال، عمّن ذكره، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: ثلاثة يشكون إلى الله عزّ وجلّ: مسجد خراب لا يصلّي فيه أهله، وعالم بين جهّال، ومصحف معلّق قد وقع عليه الغبارلا يقرأ فيه.

ورواه الصدوق في( الخصال) كما مرّ في المساجد (٢) .

[ ٧٧٤٢ ] ٣ - عبد الله بن جعفر في( قرب الإسناد ): عن الحسن بن ظريف، عن الحسين بن علوان، عن جعفر، عن أبيه، أنّه كان يستحبّ أن يعلّق المصحف في البيت يتّقى به من الشياطين قال: ويستحبّ أن لا يترك من القراءة فيه.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٣) ، ويأتي ما يدلّ على بقيّة الأحكام في التجارة(٤) .

____________________

(١) ثواب الأعمال: ١٢٩.

٢ - الكافي ٢: ٤٤٩/٣.

(٢) مرّ في الحديث ١ من الباب ٥ من أبواب المساجد.

٣ - قرب الإسناد: ٤٢.

(٣) تقدّم ما يدل على بعض المقصود في الحديث ٣ من الباب ٣٠ من أبواب الاحتضار، وفي الباب ١٦ من هذه الأبواب.

(٤) يأتي ما يدل على سائر أحكامه في الأبواب ٢٩ و ٣٠ و ٣١ و ٣٢ من ابواب ما يكتسب به.

٢٠٦

٢١ - باب استحباب ترتيل القرآن وكراهة العجلة فيه

[ ٧٧٤٣ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن واصل بن سليمان، عن عبد الله بن سليمان قال: سألت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) عن قول الله عزّ وجلّ: ( وَرَتّلِ القُرآنَ تَرتِيلاً ) (١) ؟ قال: قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : بيّنه تبياناً، ولا تهذّه(٢) هذّ الشعر، ولا تنثره نثر الرمل، ولكن( اقرعوا به) (٣) قلوبكم القاسية، ولا يكن همّ أحدكم آخر السورة.

[ ٧٧٤٤ ] ٢ - وعنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن سليم الفراء، عمن أخبره، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: أعرب القرآن فإنّه عربي.

[ ٧٧٤٥ ] ٣ - وعن حميد ين زياد، عن الحسن بن محمّد الأسدي، عن أحمد بن الحسن الميثمي، عن أبان بن عثمان، عن محمّد بن الفضيل قال: قال أبو عبد الله( عليه‌السلام ) : يكره أن يقرأ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) في نفس وا حد.

[ ٧٧٤٦ ] ٤ - الفضل بن الحسن الطبرسي في( مجمع البيان ): عن أبي بصير، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) في قوله تعالى: ( وَرَتّلِ القُرآنَ

____________________

الباب ٢١

فيه ٥ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٤٤٩/١.

(١) المزّمّل ٧٣: ٤.

(٢) الهذّ: الاسراع في القطع وفي القراءة يقال هذّ القرآن هذاً أي سرده « هامش المخطوط نقلاً عن صحاح اللغة ٢: ٥٧٢ ».

(٣) في المصدر: أفزعوا.

٢ - الكافي ٢: ٤٥٠/٥.

٣ - الكافي ٢: ٤٥١/١٢، أورده في الحديث ١ من الباب ١٩ من أبواب القراءة.

٤ - مجمع البيان ٥: ٣٧٨.

٢٠٧

تَرتِيلاً ) (١) قال: هو أن تتمكث فيه، وتحسن به صوتك.

[ ٧٧٤٧ ] ٥ - وعن أُمّ سلمة أنّها قالت: كان النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) يقطع قراءته آية آية.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(١) ويأتي ما يدل عليه(٢) .

٢٢ - باب استحباب القراءة بالحزن كأنّه يخاطب إنساناً

[ ٧٧٤٨ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عمّن ذكره، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: إنّ القرآن نزل بالحزن فاقرأوه بالحزن.

[ ٧٧٤٩ ] ٢ - وعنه، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن عبد الله بن القاسم، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: إنّ الله عزّ وجلّ أوحى إلى موسى بن عمران( عليه‌السلام ) : إذا وقفت بين يديّ فقف موقف الذليل الفقير، وإذا قرأت التوراة فاسمعنيها بصوت حزين.

[ ٧٧٥٠ ] ٣ - وعنه، عن أبيه، عن القاسم بن محمّد، عن سليمان بن داود

____________________

(١) المزّمّل ٧٣: ٤.

٥ - مجمع البيان ٥: ٣٧٨.

(٢) تقدم في الأبواب ١٨ و ١٩ و ٢٦ من أبواب القراءة وفي الباب ٣، وفي الحديث ١٧ من الباب ١١ من هذه الأبواب.

(٣) يأتي في الباب ٢٧ من هذه الأبواب.

الباب ٢٢

فيه ٣ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٤٤٩/٢.

٢ - الكافي ٢: ٤٥٠/٦.

٣ - الكافي ٢: ٤٤٣/١٩، تقدم صدر الحديث في الحديث ٣ من الباب ١١ من هذه الأبواب، تقدم ما يدل على ذلك في الحديث ٦ من الباب ٣ من هذه الأبواب، ويأتي ما يدل عليه في الباب ٢٥ من هذه الأبواب.

٢٠٨

المنقري، عن حفص قال: ما رأيت أحداً أشدّ خوفاً على نفسه من موسى بن جعفر( عليه‌السلام ) ، ولا أرجى للناس منه، وكانت قراءته حزناً، فاذا قرأ فكأنه يخاطب إنساناً.

٢٣ - باب جواز القراءة سرّاً وجهراً، واختيار السر

[ ٧٧٥١ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب، عن سيف بن عميرة، عن رجل، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: من قرأ( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ‌ ) يجهر بها صوته كان كالشاهر سيفه في سبيل الله، ومن قرأها سرّاً كان كالمتشحّط بدمه في سبيل الله، ومن قرأها عشر مرّات( مرّت له على نحو) (١) ألف ذنب من ذنوبه.

ورواه الصدوق في( ثواب الأعمال) عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمّد، نحوه (٢) .

[ ٧٧٥٢ ] ٢ - محمّد بن إدريس في آخر( السرائر) نقلاً من كتاب محمّد بن علي بن محبوب، عن العبّاس، عن حمّاد بن عيسى، عن معاوية بن عمّار قال: قلت لأبي عبد الله( عليه‌السلام ) : الرجل لا يرى أنّه صنع شيئاً في الدعاء وفي القراءة حتى يرفع صوته، فقال: لا بأس إنّ علي بن الحسين( عليه‌السلام ) كان أحسن الناس صوتاً بالقرآن وكان يرفع صوته حتى يسمعه أهل الدار، وإنّ أبا جعفر( عليه‌السلام ) كان أحسن الناس صوتاً بالقرآن، وكان إذا قام من

____________________

الباب ٢٣

فيه ٣ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٤٥٤/٦.

(١) في نسخة: محو بدل نحو - هامش المخطوط -.

(٢) ثواب الأعمال: ١٥٢.

٢ - مستطرفات السرائر: ٩٧/١٧.

٢٠٩

الليل وقرأ رقع صوته فيمرّ به مارّ الطريق من الساقين(١) وغيرهم فيقومون فيستمعون إلى قراءته.

[ ٧٧٥٣ ] ٣ - محمّد بن الحسن في( المجالس والأخبار) باسناده الآتي (٢) عن أبي ذرّ، عن النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) في وصيّته له قال: يا أبا ذر، أخفض صوتك عند الجنائز، وعند القتال وعند القرآن.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك هنا وفي مقدمة العبادات(٣) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٤) .

٢٤ - باب تحريم الغناء في القرآن، واستحباب تحسين الصوت به بما دون الغناء والتوسّط في رفع الصوت

[ ٧٧٥٤ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن محمّد، عن إبراهيم الأحمر، عن عبد الله بن حمّاد، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : اقرأوا القرآن بألحان العرب وأصواتها، وإيّاكم ولحون أهل الفسق وأهل الكبائر، فانّه سيجيء من بعدي أقوام يرجّعون(٥) القرآن ترجيع الغناء والنوح والرهبانية، لا يجوز تراقيهم،

____________________

(١) في المصدر: السقائين.

٣ - امالي الطوسي ٢: ١٤٦.

(٢) يأتي في الفائدة الثانية من الخاتمة برقم ( ٤٩ ).

(٣) تقدم باطلاقه في الباب ١٧ من مقدمة العبادات، وفي الحديث ٤ من الباب ٢١ وفي الباب ٢٢ من هذه الأبواب.

(٤) يأتي ما يدل عليه في الباب ٢٤ من هذه الأبواب.

الباب ٢٤

فيه ٧ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٤٥٠/٣.

(٥) الترجيع: ترجيعالصوت ترديده في الحلق كقراءة أصحاب الألحان آ آ آ آ وهذا هو المنهي عنه. وأما الترجيع بمعنى تحسين الصوت في القراءة فمأمور به ومنه قوله (عليه‌السلام ) : رجعبالقرآن صوتك فإن الله يحبّ الصوت الحسن . ( مجمع البحرين٤ :٣٣٤ ).

٢١٠

قلوبهم مقلوبة، وقلوب من يعجبه شأنهم.

ورواه الطبرسي في( مجمع البيان) عن حذيفة بن اليمان عن النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) (١) .

ورواه الشيخ بهاء الدين في( الكشكول) مرسلاً (٢) .

[ ٧٧٥٥ ] ٢ - وعن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن الحسن بن شمون، عن علي بن محمّد النوفلي، عن أبي الحسن( عليه‌السلام ) قال: ذكرت الصوت عنده فقال: إنّ علي بن الحسين( عليه‌السلام ) كان يقرأ فربما مرّ به المارّ فصعق من حسن صوته، الحديث.

[ ٧٧٥٦ ] ٣ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن عبد الله بن القاسم، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: قال النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ): لكلّ شيء حلية وحلية القرآن الصوت الحسن.

[ ٧٧٥٧ ] ٤ - وعنهم، عن سهل، عن الحجال، عن علي بن عقبة، عن رجل، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: كان علي بن الحسين( عليه‌السلام ) أحسن الناس صوتاً بالقرآن، وكان السقاءون يمرّون فيقفون ببابه يستمعون(٣) قراءته.

[ ٧٧٥٨ ] ٥ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن

____________________

(١) مجمع البيان ١: ١٦.

(٢) الكشكول للبهائي ٢: ٥.

٢ - الكافي ٢: ٤٥٠/٤.

٣ - الكافي ٢: ٤٥٠/٩.

٤ - الكافي ٢: ٤٥١/١١.

(٣) في المصدر: يسمعون، وذيله: وكان أبو جعفر عليه السلام أحسن الناس صوتاً.

٥ - الكافي ٢: ٤٥١/١٣.

٢١١

علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: قلت لأبي جعفر( عليه‌السلام ) : إذا قرأت القرآن فرفعت صوتي جاءني الشيطان فقال: إنّما ترائي بهذا أهلك والناس، قال: يا أبا محمّد، اقرأ قراءة ما بين القراءتين تسمع أهلك، ورجّع بالقرآن صوتك، فإن الله عزّ وجلّ يحبّ الصوت الحسن يرجّع فيه ترجيعاً.

أقول: هذا محمول على التقيّة لما ذكرنا من معارضة الخاص وهو الحديث الأوّل، والعامّ وهو كثير جدّاً قد تجاوز حدّ التواتر ويأتي في التجارة(١) ، ويمكن الحمل على ما دون الغناء.

[ ٧٧٥٩ ] ٦ - محمّد بن علي بن الحسين في( عيون الأخبار ): عن محمّد بن عمر الجعابي، عن الحسن بن عبد الله التميمي، عن أبيه، عن الرضا( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : حسّنوا القرآن بأصواتكم فإنّ الصوت الحسن يزيد القرآن حسناً.

[ ٧٧٥٨ ] ٧ - وعن محمّد بن أحمد بن الحسين البغدادي، عن علي بن محمّد بن عنبسة(٢) ، عن دارم بن قبيصة، عن الرضا، عن آبائه (عليهم‌السلام ) ، مثله، وزاد: وقرأ: ( يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ ) .

أقول: ما يخفى على منصف أنّ تحسين الصوت لا يستلزم كونه غناء، فلا بدّ من تقييده بما لا يصل إلى حد الغناء لما مضى(٣) ويأتي(٤) .

____________________

(١) يأتي في الباب ٩٩ من أبواب ما يكتسب به.

٦ - عيون أخبار الرضا (عليه‌السلام ) لم نعثر عليه في الطبعة الموجودة عندنا وقد ورد الحديث في البحار ٧٩: ٢٥٥/٤ و ٩٢: ١٩٣/٦ وفي تفسير نور الثقلين ٤: ٣٥٠/٢٣ سنداً ومتناً كما ورد في الحديث رقم - ٧ - من هذا الباب ولم يرد بهذا السند فتأمل.

٧ - عيون أخبار الرضا (عليه‌السلام ) ٢: ٦٩/٣٢٢، وعنه في البحار ٩٢: ١٩٣/٦.

(٢) في المصدر: عيينة وما في المتن هو الصحيح ( راجع معجم رجال الحديث ٧: ٨٦ وتنقيح المقال ٢: ٣٠٣ ومجمع الرجال ٤: ٢١٥ ).

(٣) مضى في الحديث ١ من هذا الباب.

(٤) يأتي في الحديث ٢٢ من الباب ٤٩ من أبواب جهاد النفس، وفي الحديث ٢ من الباب ١٦ =

٢١٢

٢٥ - باب انّه يستحبّ للقارىء والمستمع استشعار الرقّة والخوف دون اظهار الغشية ونحوها

[ ٧٧٦١ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن يعقوب بن إسحاق الضبي، عن أبي عمران الأرمني، عن عبد الله بن الحكم، عن جابر، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: قلت: إنّ قوماً إذا ذكروا شيئاً من القرآن أو حدّثوا به صعق أحدهم حتّى يرى أنّ أحدهم لو قطعت يداه ورجلاه لم يشعر بذلك، فقال: سبحان الله ذاك من الشيطان، ما بهذا نعتوا إنّما هو اللين والرقة والدمعة والوجل.

وعن أبي علي الأشعري، عن محمّد بن حسّان، عن أبي عمران الأرمني، مثله(١) .

ورواه الصدوق في( المجالس ): عن الحسين بن أحمد بن إدريس، عن أبيه، عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن محمّد بن أبي الصهبان، عن أبي عمران الأرمني، مثله، إلّا أنّه قال: ما بهذا أمروا (٢) .

٢٦ - باب ما يجب فيه استماع القرآن والإنصات له

[ ٧٧٦٢ ] ١ - الفضل بن الحسن الطبرسي في( مجمع البيان) قال: قيل: إن

____________________

= وفي الحديث ١٨ من الباب ٩٩ من أبواب ما يكتسب به، وتقدم ما يدل على بعض المقصود في الحديث ٢٤ من الباب ٢١ والحديث ٢ من الباب ٢٣ من هذه الأبواب.

الباب ٢٥

فيه حديث واحد

١ - الكافي ٢: ٤٥١/١.

(١) الكافي ٢: ٤٥١/١ ذيل الحديث.

(٢) امالي الصدوق: ٢١١/٩ مجلس ٤٤، ويأتي ما يدل عليه في الباب ١٤ من أبواب الذكر.

الباب ٢٦

فيه ٦ أحاديث

١ - مجمع البيان ٢: ٥١٥.

٢١٣

الوقت المأمور فيه بالإنصات للقرآن والاستماع له في الصلاة خاصّة خلف الامام الذي يؤتم به إذا سمعت قراءته، وروي ذلك، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) .

[ ٧٧٦٣ ] ٢ - قال: وروي عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) أنّه قال: يجب الإنصات للقرآن في الصلاة وغيرها.

قال الطبرسي وقال الشيخ: وذلك على( سبيل) (١) الاستحباب.

[ ٧٧٦٤ ] ٣ - العياشي في تفسيره باسناده عن أبي كهمس، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: قرأ ابن الكوّا خلف أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) ( لَئِن أَشرَكتَ لَيَحبِطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الخاَسِرِينَ ) (٢) فأنصت له أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) .

[ ٧٧٦٥ ] ٤ - وعن عبد الله بن أبي يعفور(٣) ، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: قلت له: الرجل يقرأ القرآن، أيجب على من سمعه الإنصات له والاستماع؟ قال: نعم، إذا قرأ عندك القرآن وجب عليك الإنصات والاستماع.

[ ٧٧٦٦ ] ٥ - وعن زرارة قال: قال أبو جعفر( عليه‌السلام ) : وإذا قرئ القرآن في الفريضة خلف الإمام فاستمعوا له وانصتوا لعلّكم ترحمون.

____________________

٢ - مجمع البيان ٢: ٥١٥.

(١) في المصدر: وجه.

٣ - تفسيرالعياشي ٢: ٤٤/١٣٣.

(٢) الزمر ٣٩: ٦٥.

٤ - لم نعثرعليه في تفسير العياشي وهو مذكور في مجمع البيان ٢: ٥١٥.

(٣) في مجمع البيان: عبد الله بن يعقوب.

٥ - تفسير العياشي ٢: ٤٤/١٣١.

٢١٤

[ ٧٧٦٧ ] ٦ - وعن زرارة قال: سمعت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) ، يقول: يجب الإنصات للقرآن في الصلاة وغيرها، وإذا قرئ عندك القرآن وجب عليك الإنصات والاستماع.

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك في الجماعة(١) .

٢٧ - باب استحباب ختم القرآن في كلّ شهر مرّة، أو في كلّ سبعة أيام، أو في خمسة، أو في ثلاثة، أو في ليلة مع ترتيله وسؤال الجنّة والاستعاذة من النار عند آيتيهما، وحكم ختم القرآن في شهر رمضان

[ ٧٧٦٨ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حمّاد، عن الحسين بن المختار، عن محمّد بن عبد الله قال: قلت لآبي عبد الله( عليه‌السلام ) : أقرأ القرآن في ليلة؟ قال: لا يعجبني أن تقرأه في أقلّ من شهر.

[ ٧٧٦٩ ] ٢ - وعن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن علي بن النعمان، عن يعقوب بن شعيب، عن حسين بن خالد، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: قلت له: في كم أقرأ القرآن؟ فقال: اقرأه أخماساً، اقرأه أسباعاً، أما إنّ عندي مصحفاً مجزّءاً أربعة عشر جزءاً.

[ ٧٧٧٠ ] ٣ - وعنه، عن أحمد بن محمّد، عن علي بن الحكم، عن علي بن

____________________

٦ - تفسير العياشي ٢: ٤٤/١٣٢.

(١) يأتي ما يدل عليه في الباب ٣١ من أبواب الجماعة.

الباب ٢٧

فيه ٩ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٤٥١/١.

٢ - الكافي ٢: ٤٥٢/٣.

٣ - الكافي ٢: ٤٥٢/٥.

٢١٥

أبي حمزة قال: سأل أبو بصير أبا عبد الله( عليه‌السلام ) ، وأنا حاضر فقال له: جعلت فداك أقرأ القرآن في ليلة؟ فقال: لا، فقال: في ليلتين؟ فقال: لا، حتّى بلغ ستّ ليال فأشار بيده فقال: ها، ثمّ قال: يا با محمّد، إنّ من كان قبلكم من أصحاب محمّد كان يقرأ القرآن في شهر وأقلّ، إنّ القرآن لا يقرأ هذرمة (١) ، ولكن يرتّل ترتيلاً، إذا مررت بآية فيها ذكر النار وقفت عندها وتعوذت بالله من النار، فقال أبو بصير: أقرأ القرآن في رمضان في ليلة؟ فقال: لا، فقال ففي ليلتين؟ فقال: لا فقال: ففي ثلاث؟ فقال: ها، وأومأ بيده نعم شهر رمضان لا يشبهه شيء من الشهور، له حقّ وحرمة، أكثر من الصلاة ما استطعت.

[ ٧٧٧١ ] ٤ - وعن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن بعض أصحابه، عن علي بن أبي حمزة قال: دخلت على أبي عبد الله( عليه‌السلام ) فقال له أبو بصير: جعلت فداك أقرأ القران في شهر رمضان في ليلة؟ فقال: لا، قال: ففي ليلتين؟ فقال: لا، فقال: ففي ثلاث؟ فقال: ها، وأشار بيده، ثمّ قال: يا أبا محمّد، إنّ لرمضان حقّاً وحرمة لا يشبهه شيء من الشهور، وكان أصحاب محمّد( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) يقرأ أحدهم القرآن في شهر أو أقل، إن القرآن لا يقرأ هذرمة(٢) ، ولكن يرتّل ترتيلاً، وإذا مررت بآية فيها ذكر الجنّة فقف عندها وسل الله الجنّة، وإذا مررت بآية فيها ذكر النار فقف عندها وتعوّذ بالله من النار.

[ ٧٧٧٢ ] ٥ - محمّد بن علي بن الحسين في( عيون الأخبار) باسناد تقدّم

____________________

(١) الهذرمة: السرعة في القراءة وقال الجوهري: يقال: هذرم ورده أي هذّه. ( مجمع البحرين ٦: ١٨٦ ).

٤ - الكافي ٢: ٤٥٢/٢.

(٢) الهذرمة: السرعة في الكلام والمشي. ( هامش المخطوط عن النهاية ) راجع النهاية ٥: ٢٥٦.

٥ - عيون أخبار الرضا (عليه‌السلام ) ٢: ١٨٢.

٢١٦

عن رجاء بن أبي الضحّاك(١) ، عن الرضا( عليه‌السلام ) أنّه كان يكثر بالليل في فراشه من تلاوة القرآن فاذا مرّ بآية فيها ذكر جنّة أو نار بكى وسأل الله الجنّة وتعوّذ به من النار.

[ ٧٧٧٣ ] ٦ - وعن الحسين بن أحمد البيهقي، عن محمّد بن يحيى الصولي، عن أبي ذكوان، عن إبراهيم بن العبّاس قال: ما رأيت الرضا( عليه‌السلام ) سئل عن شيء قطّ إلّا علمه ولا رأيت أعلم منه بما كان في الزمان الأوّل إلى وقته وعصره، وكان المأمون يمتحنه بالسؤال عن كلّ شيء فيجيب فيه، وكان كلامه كلّه وجوابه وتمثّله انتزاعات من القرآن، وكان يختمه في كلّ ثلاث، ويقول: لو أردت أن أختمه في أقرب من ثلاث لختمت ولكنّي ما مررت بآية قطّ إلّا فكرت فيها وفي أيّ شيء أُنزلت وفي أيّ وقت، فلذلك صرت أختم في كلّ ثلاثة، الحديث.

[ ٧٧٧٤ ] ٧ - الفضل بن الحسن الطبرسي في( مجمع البيان) عن الصادق( عليه‌السلام ) في قوله تعالى: ( وَالَّذِينَ آتَينَاهُمُ الكِتَابَ يَتلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ ) (٢) قال: حق تلاوته هو الوقوف عند ذكر الجنة والنار، يسأل في الأولى ويستعيذ من الأخرى.

[ ٧٧٧٥ ] ٨ - علي بن موسى بن طاوُس في كتاب( الإقبال ): عن وهب بن حفص، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: سألته الرجل في كم يقرأ القرآن؟ قال: في ست فصاعداً، قلت: في شهر رمضان؟ قال: فى ثلاث فصاعداً.

____________________

(١) تقدم في الحديث ٨ من الباب ٢٠ من أبواب القراءة في الصلاة.

٦ - عيون أخبار الرضا (عليه‌السلام ) ٢: ١٨٠/٤.

٧ - مجمع البيان ١: ١٩٨.

(٢) البقرة ٢: ١٢١.

٨ - اقبال الأعمال: ١١٠.

٢١٧

[ ٧٧٧٦ ] ٩ - وعن جعفر بن قولويه باسناده إلى أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: لا يعجبني أن يقرأ القرآن في أقلّ من شهر.

أقول: وتقدم ما يدلّ على ذلك(١) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٢) .

٢٨ - باب استحباب اهداء ثواب القراءة إلى النبي والأئمة ( عليهم‌السلام ) والى المؤمنين من الأحياء والأموات

[ ٧٧٧٧ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن يحيى بن إبراهيم بن أبي البلاد، عن أبيه، عن علي بن المغيرة، عن أبي الحسن( عليه‌السلام ) قال: قلت له: إنّ أبي سأل جدّك عن ختم القرآن في كلّ ليلة؟ فقال له جدّك: في كلّ ليلة، ققال له: في شهر رمضان، فقال له جدّك: في شهر رمضان، فقال له: أبي: نعم، ما استطعت، فكان أبي يختمه أربعين ختمة، في شهر رمضان، ثمّ ختمته بعد أبي، فربّما زدت وربّما نقصت على قدر فراغي وشغلي ونشاطي وكسلي فاذا كان في يوم الفطر جعلت لرسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) ختمة، ولعلي( عليه‌السلام ) أُخرى، ولفاطمة (عليها‌السلام ) أُخرى ثم للأئمة (عليهم‌السلام ) حتى انتهيت إليك فصيّرت لك واحدة منذ صرت في هذه الحال، فأيّ شيء لي بذلك؟ قال: لك بذلك أن تكون معهم يوم القيامة قلت: الله أكبر فلي بذلك؟ قال: نعم، ثلاث مرّات.

____________________

٩ - إقبال الأعمال: ١١٠.

(١) تقدم في الباب ١٨ من هذه الأبواب وما يدل على الترتيل وغيره في الباب ٢١ من هذه الأبواب وفي الأبواب ١٨ و ١٩ و ٤٦ من أبواب القراءة.

(٢) يأتي في الباب ٢٨ من هذه الأبواب.

الباب ٢٨

فيه حديث واحد

١ - الكافي ٢: ٤٥٢/٤.

٢١٨

ورواه المفيد في( المقنعة) عن إبراهيم بن أبي البلاد (١) .

ورواه ابن طاوُس في كتاب( الإقبال) عن علي بن أبي المغيرة (٢) .

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك في الدفن(٣) .

٢٩ - باب استحباب البكاء أو التبكي عند سماع القرآن

[ ٧٧٧٨ ] ١ - محمّد بن علي بن الحسين في( المجالس ): عن محمّد بن علي ماجيلويه، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن محمّد بن عيسى، عن أبي زكريّا المؤمن، عن سليمان بن خالد، عن الصادق( عليه‌السلام ) قال: إنّ رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) أتى شباباً من الأنصار فقال: إنّي أريد أن أقرأ عليكم فمن بكى فله الجنّة فقرأ آخر الزمر: ( وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً ) - إلى آخر السورة - فبكى القوم جميعاً إلّا شاباً فقال: يا رسول الله، قد تباكيت فما قطرت عيني، قال: إنّي معيد عليكم فمن تباكى فله الجنّة، قال: فأعاد عليهم فبكى القوم وتباكى الفتى فدخلوا الجنّة جميعاً.

وفي( ثواب الأعمال ): عن محمّد بن الحسن، عن الصفّار، عن محمّد بن عيسى بن عبيد، عن المؤمّل بن المستهل، عن سليمان بن خالد، مثله (٤) .

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٥) .

____________________

(١) المقنعة: ٥٠.

(٢) إقبال الأعمال: ١٠٩.

(٣) تقدم في الباب ٣٤ من أبواب الدفن.

الباب ٢٩

فيه حديث واحد

١ - أمالي الصدوق: ٤٣٧/١٠ المجلس ٨١. ١ - الزمر ٣٩: ٧١.

(٤) ثواب الأعمال: ١٩٢.

(٥) تقدم ما يدل على ذلك في الحديث ٣ من الباب ١ من هذه الأبواب.

٢١٩

٣٠ - باب وجوب تعلم اعراب القرآن وجواز القراءة باللحن مع عدم الامكان

[ ٧٧٧٩ ] ١ - محمّد بن علي بن الحسين في( معاني الأخبار ): عن محمّد بن الحسن، عن الصفّار، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن عمرو بن جميع، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه ( عليهم‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : تعلّموا القرآن بعربيّته وإيّاكم والنبر فيه - يعني الهمز - قال الصادق( عليه‌السلام ) : الهمز زيادة في القرآن، إلّا الهمز الأصلي مثل قوله: ( أَلَّا يَسجُدُوا لِلّهِ الَّذِي يَخرُجُ الخَبءَ [ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرضِ ] (١) ) وقوله: ( لَكُم فِيهَا دِفءٌ ) (٢) وقوله: ( [وَإِذ قَتَلتمُ نَفساً ](٣) فادرءتم فيها ) .

[ ٧٧٨٠ ] ٢ - وفي( الخصال) عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمّد، عن البزنطي، عن رجل (٤) ، عن السلمي، عن أبيه، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: تعلّموا العربيّة فانّها كلام الله الذي كلّم به خلقه،( ونطق به للماضين) (٥) ، الحديث.

[ ٧٧٨١ ] ٣ - أحمد بن فهد في( عدّة الداعي) عن أبي جعفر الجواد( عليه

____________________

الباب ٣٠

فيه ٤ أحاديث

١ - معاني الأخبار: ٣٤٤.

(١) أثبتناه من المصدر، والآية في النمل ٢٧: ٢٥.

(٢) ليس في المصدر، والآية في النحل ١٦: ٥.

(٣) أثبتناه من المصدر، والآية في البقرة ٢: ٧٢.

٢ - الخصال: ٢٥٨/١٣٤، تقدم ذيله في الحديث ١ من الباب ٥٠ من أبواب الملابس.

(٤) في المصدر: عن رجل من خزاعة عن أسلمي.

(٥) في المصدر: ونظفوا الماضغين.

٣ - عدّة الداعي: ١٨، أورده أيضاً في الحديث ١ من الباب ١٨ من أبواب الدعاء.

٢٢٠

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324