نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ١٥

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار11%

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 324

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 324 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 235121 / تحميل: 6347
الحجم الحجم الحجم
نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ١٥

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

التّعريف بالصّالحاني

والصّالحاني كثيراً مّا ينقل عنه الشّهاب أحمد ويصفه بالأوصاف الحميدة والألقاب الجليلة، مثل « الإمام العالم الأديب الأريب المحلّى بسجايا المكارم، الملقّب بين الأجلّة الأئمة الأعلام بمحيي السنّة وناصر الحديث ومجدّد الإسلام، العالم الرباني والعارف السبحاني » « الذي سافر ورحل وأدرك المشايخ، وسمع وأسمع وصنّف في كلّ فن، وروى عنه خلق كثير، وصحب بالعراق أبا موسى المديني الإمام ومن في طبقته ».

واعتمد على روايته ونصَّ على تسنّنه العلّامة سلامة الله الهندي في كتابه ( معركة الآراء ).

وله ترجمة في كتاب ( شدّ الأزار ) قال: « الشيخ سعد الدين أبو حامد محمود بن محمّد الصالحاني الأديب، سافر الحجاز وأدرك مشايخ ذاك العهد وصحب في العراق أبا موسى المديني ومن في طبقته، ثم سكن شيراز. وأسمع الحديث وصنّف الكتب في كلّ فن، وروى عنه خلق كثير، وعاش سبعين سنة ما تأذّى أحد منه قط، وكان صاحب فراسة. توفّي في ربيع الأوّل سنة ٦١٢ وقبره عند قبر أبي السائب، رحمة الله عليهم »(١). .

(٢٦)

رواية أبي السعادات ابن الأثير

ورواه أبو السعادات المبارك بن محمّد المعروف بابن الأثير الجزري

__________________

(١). شدّ الأزار في حطّ الأوزار عن زوار المزار: ١٣٩.

١٨١

الشافعي: عن « عمران بن حصين. قال: بعث رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - جيشاً واستعمل عليهم علي بن أبي طالب، فمضى في السرية فأصاب جاريةً، فأنكروا عليه، فتعاقد أربعة من أصحاب النبي - صلّى الله عليه وسلّم - فقالوا: إذا لقينا رسول الله أخبرناه بما صنع علي، وكان المسلمون إذا رجعوا من سفرٍ بدأوا برسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - فسلّموا عليه ثم انصرفوا إلى رحالهم، فلمـّا قدمت السرية سلّموا على رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - فقام أحد الأربعة فقال:

يا رسول الله، ألم تر إلى علي بن أبي طالب صنع كذا وكذا؟ فأعرض عنه رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم -.

ثم قام الثاني فقال مثل مقالته، فأعرض عنه.

ثم قام إليه الثالث فقال مثل مقالته، فأعرض عنه.

ثم قام الرابع فقال مثل ما قالوا.

فأقبل إليهم رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم، والغضب يعرف في وجهه - فقال: ما تريدون من علي! ما تريدون من علي! ما تريدون من علي! إنّ عليّاً منّي وأنا من علي وهو ولي كلّ مؤمن بعدي.

أخرجه الترمذي »(١). .

من مصادر ترجمة ابن الأثير

وهذه طائفة من مصادر ترجمة ابن الأثير صاحب جامع الأصول:

١ - الكامل في التاريخ ١٢ / ١٢٠.

__________________

(١). جامع الاُصول ٨ / ٦٥٢ ٦٥٢ رقم ٦٤٩٢.

١٨٢

٢ - وفيات الأعيان ٤ / ١٤١.

٣ - المختصر في أخبار البشر ٣ / ١١٨.

٤ - العبر في خبر من غبر ٥ / ١٩.

٥ - معجم الأدباء ٦ / ٢٣٨.

٦ - طبقات السبكي ٥ / ١٥٣.

٧ - بغية الوعاة ٢ / ٢٧٤.

وقد ذكرنا ترجمته عن هذه وغيرها في ( حديث الطير ).

(٢٧)

رواية أبي القاسم الرّافعي

ورواه إمام الدين أبو القاسم عبد الكريم بن محمّد الرافعي القزويني، كما في ( كنز العمّال ) و ( مفتاح النجا ) و ( معارج العلى ) و ( القول المستحسن ) قال المتقي الهندي:

« سألت الله - يا علي - فيك خمساً فمنعني واحدةً وأعطاني أربعاً، سألت الله أنْ يجمع عليك اُمّتي فأبى عليّ، وأعطاني فيك أنّ أوّل من تنشق عنه الأرض يوم القيامة أنا وأنت معي، معك لواء الحمد، وأنت تحمله بين يديّ تسبق به الأوّلين والآخرين، وأعطاني فيك أنّك وليّ المؤمنين بعدي.

الخطيب، والرافعي، عن علي »(١). .

وهذا نصُّ رواية الرافعي: « إبراهيم بن محمّد بن عبيد بن جهينة أبو إسحاق الشهرزوري ثنا عبيد الله سعيد بن كفير بن عفير، ثنا إبراهيم بن

__________________

(١). كنز العلماء ١١ / ٦٢٥ رقم ٣٣٠٤٧.

١٨٣

رشيد أبو إسحاق الهاشمي الخراساني، حدّثني يحيى بن عبد الله بن حسين ابن حسن بن علي بن أبي طالب، حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه، عن عليرضي‌الله‌عنه عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال:

سألت الله - يا علي - فيك خمساً، فمنعني واحدة وأعطاني أربعاً، سألت الله أنْ يجمع عليك اُمّتي فأبى عليَّ، وأعطاني فيك: أنّ أوّل من تنشق عنه الأرض يوم القيامة أنا وأنت معي، معي لواء الحمد وأنت تحمله بين يديّ، تسبق به الأوّلين والآخرين. وأعطاني أنّك أخي في الدنيا والآخرة. وأعطاني أن بيتي مقابل بيتك في الجنّة. وأعطاني أنك وليّ المؤمنين بعدي »(١). .

ترجمة الرّافعي

والرافعي إمام، فقيه، محدّث، رجالي توجد ترجمته في:

١ - تهذيب الأسماء واللغات ٢ / ٢٦٤.

٢ - طبقات السّبكي ٨ / ٢٨١.

٣ - النجوم الزاهرة ٦ / ٢٦٦.

٤ - مرآة الجنان ٤ / ٥٦.

٥ - العبر ٥ / ٩٤.

٦ - سير أعلام النبلاء ٢٢ / ٢٥٢ وهذه خلاصة ما قال:

« الرّافعي، شيخ الشّافعيّة، عالم العجم والعرب، إمام الدين، كان من العلماء العاملين، يذكر عنه تعبد ونسك وأحوال وتواضع، إنتهت إليه معرفة المذهب.

__________________

(١). التدوين في ذكر أهل العلم بقزوين ٢ / ١٢٦.

١٨٤

قال ابن الصلاح: أظن أنّي لم أر في بلاد العجم مثله، كان ذا فنون، حسن السيرة جميل الأمر.

وقال أبو عبد الله محمّد بن محمّد الإسفراييني الصفار: هو شيخنا، إمام الدين، ناصر السنّة صدقاً، أبو القاسم، كان أوحد عصره في الأصول والفروع، ومجتهد زمانه، وفريد وقته في تفسير القرآن والمذهب، كان له مجلس للتفسير وتسميع الحديث بجامع قزوين، صنّف كثيراً، وكان زاهداً ورعاً، سمع الكثير.

قال الإمام النواوي: هو من الصالحين المتمكّنين، كانت له كرامات كثيرة ظاهرة.

وقال ابن خلّكان: توفي في ذي القعدة سنة ٦٢٣ ».

وستأتي ترجمته في قسم الدلالة أيضاً.

(٢٨)

رواية أبي الحسن ابن الأثير

ورواه عز الدين أبو الحسن ابن الأثير صاحب اُسد الغابة، بترجمة مولانا أمير المؤمنينعليه‌السلام حيث قال:

« أنبأنا إبراهيم بن محمّد وغير واحد، بإسنادهم إلى أبي عيسى الترمذي، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا جعفر بن سليمان الضّبعي، عن يزيد الرشك، عن مطرف بن عبد الله، عن عمران بن حصين قال: بعث رسول الله فأقبل إليهم رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم، والغضب يعرف في وجهه - فقال:

ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ إنّ

١٨٥

عليّاً منّي وأنا من علي وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي »(١). .

فهو يرويه في سياق فضائل أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وعن مشايخه، بأسانيدهم إلى الترمذي وتلك شواهد على صحّة الحديث وثبوته عنده واعتنائه به

من مصادر ترجمة ابن الأثير

وصاحب ( اُسد الغابة ) من أكابر الحفاظ المعتمدين وتوجد ترجمته في كلمات كبار العلماء، في المصادر المعتمدة مثل:

وفيات الأعيان ٣ / ٣٤٨.

وتذكرة الحفّاظ ٤ / ١٣٩٩.

وطبقات السبكي ٥ / ١٢٧.

وطبقات الحفّاظ ؟؟؟؟؟؟؟.

والعبر ٥ / ١٢٠.

والمختصر ٣ / ١٦١.

وقد أوردنا ترجمته بالتفصيل في حديث الطير.

كلمات في مدح اُسد الغابة

وكتاب ( اُسد الغابة في معرفة الصحابة ) من الكتب المعتمدة المقبولة:

قال ابن قاضي شهبة: « صنّف كتاباً حافلاً في معرفة الصحابة، جمع فيه بين: كتاب ابن مندة، وكتاب أبي نعيم، وكتاب ابن عبد البرّ، وكتاب أبي

__________________

(١). أُسد الغابة ٣ / ٦٠٤.

١٨٦

موسى في ذلك، وزاد وأفاد، وسمّاه أُسد الغابة في معرفة الصحابة »(١). .

وقال ابن الوزير: « وهو أجمع كتابٍ في هذا المعنى »(٢). .

وقال كاشف الظنون: « واستدرك ما فات على من تقدّمه، وبيِّن أوهامهم قاله الذهبي في تجريد أسماء الصحابة، وهو مختصر أُسد الغابة »(٣). .

(٢٩)

رواية أبي الربيع ابن سبع الكلاعي

ورواه أبو الرّبيع سليمان بن موسى الكلاعي البلنسي المعروف بابن سبع، في كتابه ( شفاء الصّدور )(٤). عن بريدة بن الحصيب، كما جاء في ( أسنى المطالب للوصّابي اليمني ) حيث قال:

« وعنه في روايةٍ اُخرى: إن خالد بن الوليد قال: إغتنمها يا بريدة فأخبر النبي - صلّى الله عليه وسلّم - ما صنع. فقدمت ودخلت المسجد ورسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - في منزل، وناس من أصحابه على بابه، فقال: ما الخبر يا بريدة؟ فقلت: خيراً، فتح الله على المسلمين، فقالوا: ما أقدمك؟ فقلت: جارية أخذها علي من الخمس، فجئت لأخبر النبي صلّى الله عليه وسلّم. قالوا: فأخبر النبيّ فإنّه يسقط من عينه، ورسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - يسمع الكلام، فخرج مغضباً فقال:

ما بال القوم ينتقصون علياً؟! من أبغض علياً فقد أبغضني، ومن

__________________

(١). طبقات الشافعية ٢ / ٨١.

(٢). الروض الباسم في الذبّ عن سنّة أبي القاسم.

(٣). كشف الظنون ١ / ٨٢.

(٤). أسنى المطالب - مخطوط.

١٨٧

فارق علياً فقد فارقني، إنّ عليّاً منّي وأنا منه، خُلِق من طينتي وخُلِقتُ من طينة إبراهيم وأنا أفضل من إبراهيم، ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم. يا بريدة، أما علمت: أن لعلي أكثر من الجارية التي أخذ، وأنه وليّكم بعدي؟

أخرجه ابن جرير في تهذيب الآثار، وابن أسبوع الأندلسي في الشفا ».

ترجمة ابن سبع الكلاعي

وأبو الربيع الكلاعي من أكابر الحفاظ الثقات:

١ - الذهبي: « الكلاعي، الإمام العالم، الحافظ البارع، محدّث الأندلس وبليغها أبو الربيع كان إماماً في صناعة الحديث، بصيراً به، حافظاً حافلاً، عارفاً بالجرح والتعديل، ذاكراً للمواليد والوفيات، يتقدّم أهل زمانه في ذلك، وفي حفظ أسماء الرجال خصوصاً من تأخّر زمانه »(١). .

٢ - وقال: « أبو الربيع الكلاعي، سليمان بن سالم البلنسي، الحافظ الكبير، صاحب التصانيف وبقيّة أعلام الأثر بالأندلس »(٢). .

٣ - وقال: « الإمام العلّامة، الحافظ المجود، الأديب البليغ، شيخ الحديث والبلاغة بالأندلس، وكان من كبار أئمة الحديث »(٣). .

٤ - اليافعي: « الحافظ، أبو الربيع الكلاعي، سليمان بن موسى البلنسي، صاحب التصانيف، وبقيّة أعلام الأثر في الأندلس. قال الأبّار:

__________________

(١). تذكرة الحفّاظ ٤ / ١٤١٧.

(٢). العبر ٥ / ١٣٧.

(٣). سير أعلام النبلاء ٢٣ / ١٣٤.

١٨٨

وكان قد فاق وتقدّم على أقرانه، عارفاً بالجرح والتعديل، ذاكراً للمواليد والوفيات، لا نظير له في الاتقان والضّبط »(١). .

٥ - السيوطي: « أبو الربيع، الإمام الحافظ البارع، محدّث الأندلس وبليغها سليمان بن موسى وكان إماماً في صناعة الحديث، بصيراً به، حافظاً عارفاً »(٢). .

٦ - محمّد بن يوسف الشامي: « أو أبا الربيع، فالثقة الثبت سليمان ابن سالم الكلاعي »(٣). .

٧ - المقري: « وكانت وقعة اينجة التي قتل فيها الحافظ أبو الربيع الكلاعي رحمه ‌الله تعالى يوم الخميس لعشر بقين من ذي الحجة سنة ٦٣٤، ولم يزل رحمه ‌الله تعالى متقدّماً أمام الصّفوف زحفاً إلى الكفّار مقبلاً على العدو وكان رحمه ‌الله تعالى حافظاً للحديث، مبرّزاً في نقده، تام المعرفة بطرقه، ضابطاً لأحكام أسانيده، ذاكراً لرجاله »(٤). .

(٣٠)

رواية الضياء المقدسي

ورواه ضياء الدين محمّد بن عبد الواحد المقدسي الحنبلي في كتاب ( المختارة ) كما جاء في ( أسنى المطالب للوصابي ): « عن ابن عباس -رضي‌الله‌عنه - إن رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - قال لبريدة: إن عليّاً

__________________

(١). مرآة الجنان حوادث: ٦٣٤.

(٢). طبقات الحفّاظ: ٥٠٠.

(٣). سبل الهدى والرشاد. مقدمة الكتاب ١ / ٤.

(٤). نفح الطّيب ٦ / ٢٦٣.

١٨٩

وليّكم بعدي فأحبَّ عليّاً فإنّه يفعل ما يؤمر به.

أخرجه الحاكم في المستدرك والضياء في المختارة »(١). .

كتاب المختارة للضياء

ورواية الضياء المقدسي هذا الحديث الشريف في كتابه ( المختارة ) من أقوى الأدلة على صحته وثبوته، ومن أمتن الحجج على ردّ أهل العناد والمكابرة، وقطع ألسنتهم ودحض أباطيلهم ذلك، لأنّ الضياء قد التزم في كتابه هذا بالصحّة، وأذعن بذلك المحقّقون ووافقوه على صحة أخباره، حتّى جعل بعضهم تصحيحه أعلى من تصحيح الحاكم، ورجّح كتابه على المستدرك.

قال كاشف الظنون: « المختارة في الحديث، للحافظ ضياء الدين محمّد بن عبد الواحد المقدسي الحنبلي، المتوفى سنة ٦٤٣. التزم فيه الصحة، فصحّح فيه أحاديث لم يسبق إلى تصحيحها. قال ابن كثير: وهذا الكتاب لم يتم، وكان بعض الحفّاظ من مشايخنا يرجّحه على مستدرك الحاكم. كذا في الشذا الفيّاح »(٢). .

وقال الشيخ حسن زمان في القول المستحسن:

« قال الشيخ الكردي في الاُمم: هي الأحاديث التي يصلح أن يحتجَّ بها، سوى ما في الصحيحين وقالوا: كتابه أحسن من مستدرك الحاكم.

وقال الزركشي في تخريج أحاديث الرّافعي: إن تصحيحه أعلى من

__________________

(١). أسنى المطالب للوصابي - مخطوط.

(٢). كشف الظنون ٢ / ١٦٢٤ - ١٦٢٥.

١٩٠

تصحيح الحاكم، وإنه قريب من تصحيح الترمذي وابن حبان.

ووافقه ابن حجر والسّخاوي.

والسيوطي أشرك صحيحه بالصحيحين في إطلاق اسم الصحّة على جميع ما فيه.

وممّن يعتمده: الحافظ المزّي، والمنذري، وعماد الدين ابن كثير، في كثيرين ».

ترجمة الضّياء المقدسي

وقد أطنب القوم وأطالوا في الثناء على الضياء المقدسي ومدحه وإطرائه:

١ - الذهبي: « الضياء، الإمام العالم الحافظ الحجة، محدّث الشام شيخ السنّة. سمع ما لا يوصف كثرة، وحصّل أُصولاً كثيرةً، ونسخ وصنّف وليّن وجرح وعدّل، وكان المرجوع إليه في هذا الشأن.

قال تلميذه عمر بن الحاجب: شيخنا أبو عبد الله، شيخ وقته ونسيج وحده، علماً وحفظاً، وثقةً وديناً، من العلماء الربانيين، وهو أكبر من أنْ يدل عليه مثلي، كان شديد التحرّي في الرّواية، مجتهداً في العبادات، كثير الذكر، منقطعاً متواضعاً سهل العارية. رأيت جماعةً من المحدّثين ذكروه فأطنبوا في حقّه ومدحوه بالحفظ والزهد. سألت الزّكي البرزالي عنه فقال: ثقة جليل حافظ ديّن.

قال ابن النجار: حافظ متقن حجّة، عالم بالرجال، ورع تقي، ما رأيت مثله في نزاهته وعفّته وحسن طريقته.

١٩١

وقال الشريف ابن النابلسي: ما رأيت مثل شيخنا الضياء »(١). .

٢ - الذهبي أيضاً: « والشيخ الضياء الحافظ أحد الأعلام أفنى عمره في هذا الشأن، مع الدين والورع، والفضيلة التامّة، والثقة والإتقان، إنتفع الناس بتصانيفه والمحدّثون بكتبه، فالله يرحمه ويرضى عنه »(٢). .

٣ - الذهبي أيضاً: « الشيخ الإمام الحافظ، القدوة، المحقّق، المجوّد، بقيّة السّلف حصّل الاُصول الكثيرة، وجرّح وعدّل، وصحّح وعلّل، وقيّد وأهمل، مع الديانة والأمانة، والتقوى والصيانة، والورع والتواضع، والصّدق والإخلاص، وصحّة النقل، ومن تصانيفه المشهورة »(٣). .

ومن مصادر ترجمته:

الوافي بالوفيات ٤ / ٦٥.

والبداية والنهاية ١٣ / ١٦٩.

والنجوم الزّاهرة ٦ / ٣٥٤.

وشذرات الذهب ٥ / ٢٢٤.

وطبقات الحفّاظ ؟؟؟؟؟؟؟.

(٣١)

رواية محمّد بن طلحة

ورواه أبو سالم محمّد بن طلحة القرشي الشافعي، مصححاً إيّاه ومحتجّاً به وهذه عبارته: «إعلم - أظهرك الله بنوره على أسرار التنزيل،

__________________

(١). تذكرة الحفّاظ ٤ / ١٤٠٥.

(٢). العبر ٥ / ١٧٩.

(٣). سير أعلام النبلاء ٢٣ / ١٢٦.

١٩٢

ومنحك بلطفه تبصرة تهديك إلى سواء السبيل -: أنّه لمـّا كان من محامل لفظة المولى الناصر، كان معنى الحديث: من كنت ناصره فعليٌّ ناصره. فيكون النبي قد وصف عليّاً بكونه ناصراً لكلّ من كان النبي ناصره، فإنّه ذكر ذلك بصيغة العموم. وإنّما أثبت النبي - صلّى الله عليه وسلّم - هذه الصفة - وهي صفة الناصرية لعلي - لمـّا أثبتها الله عزّ وجلّ لعلي، فإنّه نقل الإمام أبو إسحاق الثعلبي يرفعه بسنده في تفسيره إلى أسماء بنت عميس قالت:

لمـّا نزل قوله تعالى:( وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ) سمعت رسول الله يقول: صالح المؤمنين علي بن أبي طالب. فلمـّا أخبر الله فيما أنزله على رسوله أنّ ناصره هو الله وجبرئيل وعلي، ثبتت صفة الناصرية لعلي، فأثبته النبي اقتداءً بالقرآن الكريم في إثبات هذه الصفة له.

ثم وصفه بما هو من لوازم ذلك بصريح قوله - فيما رواه الحافظ أبو نعيم في حليته بسنده -: إن عليّاً دخل فقال: مرحباً بسيّد المسلمين وإمام المتّقين. فسيادة المسلمين وإمامة المتّقين لمـّا كانت من صفات نفسه وقد عبّر الله تعالى عن نفس علي بنفسه، وصفه بما هو من صفاتها، فافهم ذلك.

ثم لم يزل يخصّه بعد ذلك بخصائص من صفاته، نظراً إلى ما ذكرنا. حتى روى الحافظ أيضاً في حليته بسنده عن أنس بن مالك قال قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - لأبي برزة - وأنا أسمع -: يا أبا برزة، إنّ الله عهد إليّ في علي بن أبي طالب أنّه راية الهدى ومنار الإيمان، وإمام أوليائي ونور جميع من أطاعني. يا أبا برزة، علي بن أبي طالب أميني غدا في القيامة، وصاحب رايتي في القيامة، وأميني على مفاتيح خزائن رحمة ربّي،

١٩٣

وهو الكلمة التي ألزمتها المتّقين، من أحبّه أحبّني ومن أبغضه أبغضني، فبشّره بذلك.

فإذا وضح لك هذا المستند، ظهرت حكمة تخصيصه عليّاً بكثيرٍ من الصّفات دون غيره، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.

وقد روى الأئمة الثقات: البخاري، ومسلم، والترمذي، في صحاحهم بأسانيدهم، أحاديث اتّفقوا عليها، وزاد بعضهم على بعضٍ بألفاظٍ اُخرى، والجميع صحيح:

فمنها: عن سعد بن أبي وقاص قال: إنّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - خلّف عليّاً في غزوة تبوك على أهله، فقال: يا رسول الله، تخلّفني في النساء والصبيان؟ فقال: أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى غير أنّه لا نبي بعدي. قال ابن المسيّب: أخبرني بهذا عامر بن سعد، عن أبيه. فأحببت أن أشافه سعدا، فلقيته فقلت له: أنت سمعته من رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم؟ فوضع أصبعيه على اُذنيه وقال: نعم، وإلّا استكّتا.

وقال جابر بن عبد اللهرضي‌الله‌عنه : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول لعلي: أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبي بعدي.

وروى مسلم والترمذي بسنديهما: إن معاوية بن أبي سفيان أمر سعد ابن أبي وقاص قال: ما منعك أنْ تسبَّ أبا تراب؟ فقال: أما ما ذكرت ثلاثاً قالهنّ له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فلن أسبّه، لأنْ تكون لي واحدة منهنّ أحبّ إليَّ من حمر النعم:

سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول له - وخلّفه في بعض مغازيه فقال -: أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا

١٩٤

نبي بعدي.

وسمعته يقول يوم خيبر: لأعطينَّ الراية غداً رجلاً يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله. فتطاولنا إليها فقال: ادعوا لي علياً، فاُتي به أرمد، فبصق في عينيه ودفع إليه الراية، ففتح الله عليه.

ولمـّا نزلت هذه الآية:( نَدْعُ أَبْنائَنا وَأَبْنائَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ) دعا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً فقال: اللّهم هؤلاء أهلي.

ونقل الترمذي بسنده عن عمران بن حصين قال: بعث رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - جيشاً، واستعمل عليهم علي بن أبي طالب

فأقبل إليهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم - والغضب يعرف في وجهه - فقال: ما تريدون من علي! إنّ عليّاً منّي وأنا من علي وهو وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي »(١). .

فقد رأيت كيف يذكر ابن طلحة هذا الحديث في معرض الإستدلال والاحتجاج إلى جنب أحاديث أُخرى ويقول: « والجميع صحيح »؟

من مصادر ترجمة ابن طلحة

وابن طلحة يعدّ من كبار فقهاء الشافعية ومحدّثيهم، وقد ذكروه وأثنوا عليه في غير واحد من كتبهم. فراجع منها: مرآة الجنان.

والعبر ٥ / ٢١٣.

وطبقات السبكي ٨ / ٦٣.

__________________

(١). مطالب السؤول في مناقب آل الرسول: ٤٦ - ٤٨.

١٩٥

وطبقات ابن قاضي شهبة ؟؟؟؟؟.

والبداية والنهاية ١٣ / ١٨٦.

والنجوم الزاهرة ٧ / ٣٣.

والوافي بالوفيات ٣ / ١٧٦.

(٣٢)

رواية الكنجي الشّافعي

ورواه أبو عبد الله محمّد بن يوسف الكنجي الشّافعي، بأسانيده في غير موضع من كتابه، حيث قال:

« الباب التاسع عشر: في غضب النبي - صلّى الله عليه وسلّم - لمخالفة حكم علي -رضي‌الله‌عنه -:

أخبرنا أحمد بن شمذويه الصريفيني بها وأحمد بن محمّد بن سيد الأواني بها، قالا: أخبرنا عمر الدينوري، أخبرنا الكروخي، أخبرنا أبو عامر محمود بن القاسم الأزدي وغيره، أخبرنا الجراحي، أخبرنا المحبوبي، أخبرنا أبو عيسى الحافظ، حدّثنا قتيبة بن سعيد، حدّثنا جعفر بن سليمان الضبعي، عن يزيد الرشك، عن مطرف بن عبد الله، عن عمران بن حصين قال: بعث رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - جيشاً، واستعمل عليهم علياً فأقبل عليهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم - والغضب يعرف في وجهه - ثم قال:

ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ إنّ علياً منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمنٍ من بعدي، فلا تخالفوه في حكمه.

رواه أبو عيسى الحافظ كما أخرجناه.

١٩٦

وأخبرتني - كتابةً - عجيبة بنت الحافظ أعلى من هذا السند، غير أنّ أصل سماعي منها لم يحضرني وقت الإملاء.

وأخرجه الإمام أحمد بن حنبل في مناقب عليعليه‌السلام ، عن عبد الرزاق وعفان، عن جعفر بن سليمان، غير أنّ في حديث عبد الرزاق: فأقبل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على الرابع - وقد تغيّر وجهه - فقال: دعوا عليا، دعوا عليّا، دعوا عليا، إن عليّا منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي. الباقي سواء »(١). .

وقال الكنجي: « روى إمام أهل الحديث أحمد بن حنبل في مسنده قصة نوم علي على فراش رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - في حديثٍ طويل. وتابعه الحافظ محدّث الشام في كتابه المسمّى بالأربعين الطوال.

فأمّا حديث الإمام أحمد، فأخبرنا: قاضي القضاة حجة الإسلام أبو الفضل يحيى ابن قاضي القضاة أبي المعالي محمّد بن علي القرشي قال: أخبرنا حنبل بن عبد الله المكّبر، أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن الحصين، أخبرنا أبو علي الحسن بن المذهّب، أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر القطيعي، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدّثنا أبي.

وأمّا الحديث الذي في الأربعين الطوال فأخبرنا به: القاضي العلّامة مفتي الشام، أبو نصر محمّد بن هبة الله ابن قاضي القضاة شرقاً وغرباً أبي نصر محمّد بن هبة الله بن محمّد بن جميل الشيرازي، قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن، أخبرنا الشيخ أبو القاسم هبة الله بن محمّد بن عبد الواحد الشيباني، أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن محمّد التميمي، أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي، حدّثنا عبد الله بن

__________________

(١). كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب: ١١٣.

١٩٧

أحمد بن محمّد بن حنبل، حدّثني أبي.

حدّثنا يحيى بن حماد، ثنا أبو عوانة، حدّثنا أبو بلج، حدّثنا عمرو ابن ميمون قال: إنّي لجالس إلى ابن عباس، إذ أتاه تسعة رهطٍ

هكذا رويته من مسند الإمام أحمد. وهذا حديث بطوله وإن لم يخرج في الصحيحين بهذا السياق لكن أكثر ألفاظه متّفق على صحتها.

ورواه الإمام أبو عبد الرحمن النسائي في خصائص علي، عن محمّد ابن المثنى، عن يحيى بن حماد، بطوله كما أخرجناه سواء »(١). .

ترجمة الكنجي

وأبو عبد الله فخر الدين محمّد بن يوسف الكنجي، إمام، محدّث، فقيه، متكلّم، أديب كما وصفه أرباب التواريخ والتّراجم فلاحظ:

١ - تذكرة الحفّاظ ٤ / ١٤٤١.

٢ - الذيل على الروضتين: ٢٠٨.

٣ - ذيل مرآة الزمان ١ / ٣٦٠.

٤ - البداية والنهاية ١٣ / ٢٢١.

٥ - النجوم الزاهرة ٦ / ٨٠.

٦ - الوافي بالوفيات ٥ / ٢٥٤.

٧ - كشف الظنون ٢٦٣، ١٤٩٧، ١٨٤٤.

غير أنّ القوم نقموا عليه ميله إلى مذهب أهل البيتعليهم‌السلام ، وقد كان هذا هو السّبب المهم في استشهاده في وسط جامع دمشق - حيث

__________________

(١). كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب: ٢٤١ - ٢٤٤.

١٩٨

كان يملي كتابه في مناقب أمير المؤمنينعليه‌السلام - على يد النواصب بصورة شنيعة وقد جاء هذا في جميع تراجمه، نكتفي بكلام واحد، وهو الصفدي:

« الفخر الكنجي - محمّد بن يوسف بن محمّد بن الفخر الكنجي، نزيل دمشق، عُني بالحديث، وسمع ورحل وحصّل. كان إماماً محدّثاً، لكنّه كان يميل إلى الرفض، جمع كتباً في التشيّع، وداخل التتار، فانتدب له من تأذّى منه، فبقر جنبه بالجامع في سنة ٦٥٨. وله شعر يدل على تشيّعه وهو:

وكان علي أرمد العين يبتغي

دواء فلمـّا لم يحسّ مداويا

شفاه رسول الله منه بتفلةٍ

فبورك مرقيّاً وبورك راقيا

وقال سأعطي الراية اليوم فارساً

كميّاً شجاعاً في الحروب محاميا

يحبُّ الإله والإله يحبُّه

به يفتح الله الحصون كما هيا

فخصَّ بها دون البريّة كلّها

علياً وسمّاه الوصيَّ المؤاخيا ».

(٣٣)

رواية محبّ الدين الطبري

ورواه أبو العباس أحمد بن عبد الله الطبري في كتابيه غير مرة:

ففي ( الرياض النضرة ) في مناقب أمير المؤمنين:

« عن عمران بن حصين قال: بعث رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - سرية واستعملها علياً. قال: فمضى على السرية فأصاب جاريةً فأنكروا عليه، وتعاقد أربعة من أصحاب النبي - صلّى الله عليه وسلّم - قالوا: إذا لقينا رسول الله أخبرناه بما صنع علي. قال عمران: وكان المسلمون إذا قدموا من سفرٍ بدأوا برسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - وسلّموا عليه ثم انصرفوا

١٩٩

إلى رحالهم، فلمـّا قدمت السرية سلّموا على رسول الله، فقام أحد الأربعة فقال:

يا رسول الله، ألم تر إنّ عليّاً صنع كذا وكذا، فأعرض عنه.

ثم قام الثاني فقال مثل مقالته، فأعرض عنه.

ثم قام الثالث، فقال مثل مقالته فأعرض عنه.

ثم قام الرابع فقال مثل ما قالوا. فأقبل إليه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم - والغضب يعرف في وجهه - فقال:

ما تريدون من علي - ثلاثاً -؟ إنّ علياً منّي وأنا منه، وإنّه وليّ كلّ مؤمن بعدي.

خرّجه الترمذي - وقال: حسن غريب - وأبو حاتم.

وخرّجه أحمد وقال فيه: فأقبل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على الرابع - وقد تغيّر وجهه - فقال: دعوا علياً، علي منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي »(١). .

وفيه:

« عن بريدة قال: بعث رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - سريةً، وأمّر عليها رجلاً وأنا فيها، فأصبنا سبياً، فكتب الرجل إلى رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - إبعث لنا من يخمّسه. قال: فبعث عليّاً وفي السّبي وصيفة وهي أفضل السّبي. قال: فخمّس وقسّم. قال: فخرج ورأسه يقطر. قلنا: يا أبا الحسن ما هذا؟ قال: ألم تروا إلى الوصيفة التي كانت في السّبي، فإنّي قسّمت وخمّست فصارت في الخمس، ثم صارت في أهل بيت النبي، ثم صارت في آل علي.

فكتب الرجل إلى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم.

__________________

(١). الرياض النضرة في مناقب العشرة: ٣ / ١٢٩.

٢٠٠

فقلت: إبعثني مصدّقاً. قال: فجعلت أقرأ الكتاب وأقول: صدق. فأمسك يدي والكتاب وقال:

تبغض علياً؟!

قلت: نعم.

قال: فلا تبغضه، وإن كنت تحبّه فازدد له حبّاً، فو الّذي نفسي بيده لنصيب آل علي في الخمس أفضل من وصيفة.

قال: فما كان من الناس أحد بعد رسول الله أحبّ إليَّ من علي.

وفي رواية: فلمـّا أتيت النبيّ دفعت الكتاب فقرئ عليه، فرأيت الغضب في وجهه. فقلت: يا رسول الله، هذا مكان العائذ، بعثتني مع رجلٍ وأمرتني أنْ أُطيعه، ففعلت ما أمرت. فقال رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم -: لا تقع في علي فإنّه منّي وأنا منه وهو وليّكم بعدي.

خرّجهما أحمد »(١). .

وفي ( ذخائر العقبى ):

« ذكر أنّه من النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وأنّه وليّ كلّ مؤمنٍ بعده

عن عمران بن حصين عن عمرو بن ميمون قال: إني لجالس عند ابن عباس إذ أتاه »(٢). إلى آخر الحديث بطوله كما تقدّم في رواية أحمد والحاكم وغيرهما فلا نكرّر.

ترجمة المحبّ الطبري

والمحبّ الطبري فقيه، محدّث، كبير، كان شيخ الحرم في عصره،

__________________

(١). الرياض النضرة في مناقب العشرة ٣ / ١٢٩ - ١٣٠.

(٢). ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى: ٨٦.

٢٠١

فلاحظ:

١ - تذكرة الحفّاظ ٤ / ٢٥٥.

٢ - النجوم الزاهرة ٨ / ٧٤.

٣ - مرآة الجنان ٤ / ٢٢٤.

٤ - طبقات السبكي ٥ / ٨.

٥ - شذرات الذهب ٥ / ٤٢٥.

٦ - البداية والنهاية ١٣ / ٣٤٠.

٧ - طبقات الحفاظ: ٥١٤، قال:

« المحبّ الطبري، الإمام المحدّث فقيه الحرم، أبو العبّاس أحمد بن عبد الله بن محمّد بن أبي بكر المكي الشافعي وكان إماماً، زاهداً صالحاً، كبير الشأن. مات في جمادى الآخرة، سنة ٦٩٤».

(٣٤)

رواية صدر الدين الحمويني الجويني

ورواه صدر الدين أبو المجامع إبراهيم بن محمّد الحمويني الجويني، بسنده قائلاً: « أخبرني الشيخ الإمام نجم الدين عثمان بن الموفق الأذكاني - بقراءتي عليه بإسفراين في أواخر شهر جمادى الأخرى سنة ٦٧٥ - بروايته عن والدي شيخ شيوخ الإسلام سلطان الأولياء سعد الحق والدين، قدوة الواصلين والعارفين محمّد بن أبي بكر الحموئي - تغمّده الله بغفرانه، إجازةً - بروايته عن شيخ شيوخ الإسلام نجم الحق والدين أبي الجناب أحمد بن عمر بن محمّد بن عبد الله الصوفي الخيوقي المعروف بكبرى - رضوان الله عليه، إجازة إن لم يكن سماعاً - قال: أنبأنا محمّد بن عمر بن

٢٠٢

علي الطوسي - بقراءتي بنيسابور - قال: أنبأنا أبو العباس أحمد بن أبي الفضل السقّائي، أنبأنا أبو سعيد محمّد بن طلحة الجنابذي قال: حدثنا الإمام أبو بكر أحمد بن محمّد المفتي، نبأ ابن شاهين، نبأ أبو القاسم البغوي، حدثنا أبو الربيع الزهراني، حدثنا جعفر بن سليمان، نبأ يزيد الرشك، عن مطرف بن عبد الله، عن عمران بن حصين:

إن رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - قال: علي منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي»(١). .

من مصادر ترجمة الحمويني

وهذه عدّة من مصادر ترجمة الحمويني:

١ - تذكرة الحفّاظ ٤ / ١٥٠٥.

٢ - المعجم المختص

٣ - طبقات الأسنوي ١ / ٢١٧ قال:

« الصّدر الحموي، صدر الدين، إبراهيم بن سعد الدين محمّد بن المؤيّد، المعروف بالحموي، نسبة إلى مدينة حماة، لأنّ جدّه كان من أبناء ملوكها.

كان المذكور إماماً في علوم الحديث والفقه، كثير الأسفار في طلب العلم، طويل المراجعة، مشهوراً بالولاية هو وأبوه، سكن بقريةٍ من قرى نيسابور، وتوفي بها حوالي السبعمائة ».

__________________

(١). فرائد السمطين في مناقب المصطفى والمرتضى والبتول والسبطين: ١ / ٥٦.

٢٠٣

(٣٥)

كلام شمس الدّين الذهبي

وذكر شمس الدين محمّد بن أحمد الذهبي رواية جعفر بن سليمان، ثم نقل عن ابن عدي تصحيح النسائي الحديث، ولم يتعقّبه بشيء! وهذا نص العبارة:

« جعفر بن سليمان، ثنا يزيد الرشك، عن مطرف، عن عمران بن حصين قال:

بعث رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - سريةً استعمل عليها عليّاً. الحديث. وفيه: ما تريدون من علي؟! علي منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي.

قال ابن عدي: أدخله النسائي في صحاحه »(١). .

وقال الذهبي بترجمة أمير المؤمنينعليه‌السلام في سياق مناقبه:

« وقال جعفر بن سليمان الضبعي: ثنا يزيد الرشك، عن مطرف بن عبد الله، عن عمران بن حصين قال: بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سرية واستعمل عليهم عليّاً، وكان المسلمون إذا قدموا من سفرٍ أو غزوا أتوا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قبل أنْ يأتوا رحالهم، فأخبروه بمسيرهم، فأصاب علي جارية، فتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لنخبرنّه، قال: فقدمت السرية فأتوا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأخبروه بمسيرهم. فقام إليه أحد الأربعة فقال: يا رسول الله، قد أصاب

__________________

(١). ميزان الاعتدال - ترجمة جعفر بن سليمان ١ / ٤١٠.

٢٠٤

علي جاريةً فأعرض عنه. ثم قام الثاني فقال: صنع كذا وكذا، فأعرض عنه. ثم الثالث كذلك، ثم الرابع. فأقبل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عليهم مغضباً فقال:

ما تريدون من علي! علي منّي وأنا منه، وهو وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي.

أخرجه أحمد في المسند، والترمذي وحسّنه، والنسائي »(١). .

فيا للعجب! هذا الذهبي الموسوم بالتحامل والاعتداء على فضائل أهل بيت الأصطفاء، يثبت حتماً وجزماً رواية جعفر هذا الحديث، وابن عدي المفرط في الجرح والإزراء يعترف بأن النّسائي أدخله في الصّحاح بلا امتراء، ولم يتمكّنا من التفوّه بحرف في التعقّب على التصحيح، فضلاً عن التوهين والتضعيف غير النجيح، ومع ذلك تعدّى المخاطب ( الدهلوي ) طور ابن عدي، وذهب عريضاً في خلاف الذهبي، بلا اكتراثٍ من مؤاخذة أرباب النّقد والكمال والجهابذة الأقيال!!

ترجمة الذهبي

والذّهبي من علمائهم المعتمدين في الحديث والتاريخ والرجال، وعلى مصنّفاته في هذه معوّلهم فلاحظ تراجمه في:

١ - البدر الطالع ٢ / ١١٠.

٢ - شذرات الذهب ٦ / ١٥٣.

٣ - طبقات السبكي ٥ / ٢١٦.

٤ - طبقات القرّاء ٢ / ٧١.

__________________

(١). تاريخ الإسلام ٣ / ٦٣٠.

٢٠٥

٥ - الوافي بالوفيات ٢ / ١٦٣.

٦ - النجوم الزاهرة ١٠ / ١٨٢.

٧ - الدرر الكامنة ٤ / ٢٣٦.

٨ - طبقات الحفّاظ: ٥٢١. قال ما ملخّصه:

« الذهبي، الإمام، الحافظ، محدّث العصر وخاتمة الحفّاظ، ومؤرّخ الإسلام، وفرد الدهر، والقائم بأعباء هذه الصناعة، ولد سنة ٦٧٣ وطلب الحديث وله ١٨ سنة، فسمع الكثير، ورحل، وعني بهذا الشأن وتعب فيه، وخدمه، إلى أنْ رسخت فيه قدمه، وتلا بالسبع وأذعن له الناس. وحكي عن شيخ الإسلام أبي الفضل ابن حجر أنّه قال: شربت ماء زمزمٍ لأصل إلى مراتب الذهبي في الحفظ.

والذي أقوله: إن المحدّثين عيال الآن في الرجال وغيرها من فنون الحديث على أربعة: المزي، والذهبي، والعراقي، وابن حجر.

توفي سنة ٧٤٨ ».

(٣٦)

رواية الزّرندي

ورواه محمّد بن يوسف الزرندي في مناقب أمير المؤمنينعليه‌السلام قال:

« عن عمران بن حصين -رضي‌الله‌عنه - إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: علي منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي »(١). .

__________________

(١). نظم درر السمطين في مناقب المصطفى والمرتضى والبتول والسبطين: ٩٨.

٢٠٦

« عن علي -رضي‌الله‌عنه - قال قال لي رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - سألت الله فيك خمساً، فمنعني واحدةً وأعطاني فيك أربعاً، سألته أنْ يجمع عليك اُمّتي فأبى عليَّ. وأعطاني أني أول من تنشقّ عنه الأرض وأنت معي، ولواء الحمد تحمله، تسبقه الأوّلين والآخرين. وأعطاني أنك أخي في الدنيا والآخرة، وأعطاني أن بيتك مقابل بيتي في الجنّة، وأنّك ولي المؤمنين بعدي »(١). .

« روى ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: كنت أنا وعلي نوراً بين يدي الله عزّ وجلّ من قبل أنْ يخلق آدمعليه‌السلام بأربعة عشر ألف عام، فلمـّا خلق الله عزّ وجلّ آدمعليه‌السلام سلك ذلك النور في صلبه، ولم يزل الله عزّ وجلّ ينقله من صلب إلى صلب، حتى أقرّه في صلب عبد المطلب، ثم أخرجه من صلب عبد المطلب فقسّمه قسمين، قسماً في صلب عبد الله وقسماً في صلب أبي طالب.

فعلي منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي »(٢). .

ترجمة الزّرندي

ترجم له الحافظ ابن حجر في أعيان القرن الثامن(٣). .

والشيرازي في تاريخ شيراز وعلمائها(٤). .

وعنهما صاحب معجم المؤلّفين إذ قال: « محمّد بن يوسف بن

__________________

(١). نفس المصدر: ١١٩.

(٢). معارج الوصول إلى معرفة فضل آل الرسول - مخطوط.

(٣). الدرر الكامنة ٤ / ٢٩٥.

(٤). شدّ الاْزار: ٤١١.

٢٠٧

الحسن بن محمّد بن محمود بن الحسن الزرندي، المدني، الأنصاري، الحنفي، شمس الدين، محدّث، مسند، راوية، فقيه، ناظم، حدّث بحرم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالمدينة، وقدم شيراز فدرّس ونشر الحديث، وولي بها القضاء، وتوفي بها. من آثاره: بغية المرتاح إلى طلب الأرباح، مولد النبيّ، نظم درر السمطين في فضائل المصطفى والمرتضى والبتول والسبطين، ومعارج الوصول إلى معرفة آل الرسول » وأرخ وفاته بسنة ٧٤٧(١). .

وكتبه المذكورة أصبحت من مصادر الحديث المعتمدة لدى المتأخّرين عنه.

(٣٧)

رواية الكازروني

ورواه سعد الدين محمّد بن مسعود الكازروني مرسلاً إرسال المسلّم في كلام له في مدح مولانا أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أورده السيّد شهاب الدين أحمد، حيث قال:

« قال الشيخ الإمام الرحلة، الذي لم يزل في عبادة الله تعالى في السّكون والرحلة، سعيد الحق والدين، محمّد بن مسعود بن محمّد الكازروني في كتابه نصاب النقاب، أحسن الله تعالى إليه في المآب:

النافذ في مسالك الصواب وبيانه: أنت مع الحق والحق معك، الآخذ بممالك الثواب وبرهانه: طوبى لمن اتّبعك، المريد الصّادق في طريقة

__________________

(١). معجم المؤلفين ١٢ / ١٢٤.

٢٠٨

مناجاة( فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً ) البريد السابق في حقيقة نجاة: أنا أول من آمن به وصدّقه، الفائز بسعادات: إنّه لأوّل من آمن من أصحابي سلماً وأكثرهم علماً وأعظمهم حلماً، المتماسك في جادة وفاء: أنت الوافي بعهدي، المتمالك في مادّة صفاء: إنّك تبلّغ سؤالاتي من بعدي، الوالي بعلاية: أنت وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي، المشرف بتشريف: من أحبَّ علياً فقد أحبّني، المحمود بلطيفة: من سبّ علياً فقد سبّني، أول أربعة: إنّ الجنة تشتاق إلى أربعة طوبى لمن اتّبعه، القويّ في المعارك حتى كان يقول أصحابه: هو يحفظنا ويقينا، البصير في المدارك حتى قال: لو كشف الغطاء ما ازددت يقيناً، المخصوص بعناية: إنّه حامل رايتي يوم القيامة، المنصوص بهداية: ما بعثته في سرية إلّا وقد رأيت ملكاً أمامه، المشغول بعارفة: أنا قسيم الجنة والنار، المشمول بعاطفة: اللّهم أدر الحق معه حيث دار، المبشَّر ببشارة: لو أحبّه أهل الأرض جميعاً لما خلق الله النار، المعظّم بفضيلة: من كنت مولاه فعلي مولاه، المتفرّع من دوحة( الصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ) المتفرّد بدولة: يا فاطمة بعلكِ ما يقاس به أحد من الناس، المكرم بقربه: علي منّي بمنزلة الرأس، الذي ارتضاه الله تعالى وليّا وكان له لسان صدق عليّاً.

فرضوان الله تعالى عليه وعلى ذريّته الطّيبين أجمعين »(١). .

ترجمة الكازروني

والسعيد الكازروني ذكره العسقلاني في أعيان القرن الثامن فنقل عن

__________________

(١). توضيح الدلائل على تصحيح الفضائل - مخطوط.

٢٠٩

ابن الجزري قوله: « كان سعيد الدين محدّثاً فاضلاً، سمع الكثير، وأجاز له المزي وبنت الكمال وجماعة، وخرّج المسلسل وألّف المولد النبوي فأجاد. ومات في أواخر جمادى الآخرة سنة ٧٥٨»(١). .

وتوجد ترجمته في:

كفاية المتطلّع لتاج الدين الدهان، حيث ذكر الطريق إلى ( شرح المشارق ) للكازروني.

وشدّ الأزار: ٦١ - ٦٤.

ومعجم المؤلفين ١٢ / ٢٠.

(٣٨)

رواية السيّد علي الهمداني

ورواه السيّد علي الهمداني في كتابه ( المودّة في القربى ):

« عن ابن عمر قال: كنّا نصلّي مع النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم - فالتفت إلينا فقال: يا أيّها الناس، هذا وليكم بعدي في الدنيا والآخرة فاحفظوه. يعني علياً »(٢). .

ترجمة السيّد الهمداني

وقد ذكر السيّد علي الهمداني بكلّ تبجيل في كتب مشايخ الصّوفية مثل: ( نفحات الاُنس من حضرات القدس ) لعبد الرحمن الجامي، وفي

__________________

(١). الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة ٤ / ٢٥٦.

(٢). المودة في القربى. راجع ينابيع المودّة: ٣٠٦.

٢١٠

الكتب المؤلَّفة في فقهاء الحنفيّة مثل ( كتائب أعلام الأخيار من فقهاء مذهب النعمان المختار ) للكفوي، وفي كتب الإجازات والأسانيد مثل ( السمط المجيد ) للقشاشي، و ( الإنتباه ) لعبد الرحيم الدهلوي.

(٣٩)

رواية السيّد شهاب الدين أحمد

ورواه السيّد شهاب الدين أحمد عن عددٍ كبير من كبار المحدّثين المخرجين لهذا الحديث الشريف فقال:

« الباب الخامس: في أنّ النبي منه وهو من النبي، رغما لكلّ جاحد غوي وجاهل غبي:

عن عمران بن حصين - رضي الله تعالى عنه -: إن رسول الله - صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله ‌وسلم وبارك وسلّم - قال: إنّ عليّاً منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي.

رواه الطبري وقال: أخرجه أحمد والترمذي وقال: حسن غريب، وأبو حاتم، ورواه الزرندي أيضاً».

« عن عمران بن حصين -رضي‌الله‌عنه - قال: بعث رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - جيشاً واستعمل عليهم علي بن أبي طالب -رضي‌الله‌عنه -، فمضى في السرية فأصاب جاريةً، فأنكروا عليه، فتعاقد أربعة من أصحاب النبيّ فأقبل إليهم رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - والغضب يعرف في وجهه فقال:

ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ إنّ عليّاً منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي.

٢١١

رواه في جامع الاُصول وقال: أخرجه الترمذي. ورواه الطبري من قوله: إنّ علياً منّي وقال: أخرجه أحمد والترمذي وقال: حديث حسن وأبو حاتم ».

« عن بريدة: إنّه كان يبغض عليّاً، فقال له النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم - تبغض علياً؟ قال: نعم! قال صلّى الله عليه وسلّم: لا تبغضه، وإنْ كنت تحبّه فازدد له حبّاً. قال: فما كان أحد من الناس بعد رسول الله أحبّ إليّ من علي. وفي رواية: إنه قال له النبي - صلّى الله عليه وسلّم -: لا تقع في علي فإنّه منّي وأنا منه وهو وليّكم بعدي.

رواه الطبري وقال: أخرجه أحمد.

وعن عباية عن علي - رحمة الله ورضوانه عليه - قال قال النبي - صلّى الله عليه وسلّم -: علي يقضي ديني وينجز موعدي وخير من اُخلّف بعدي من أهلي.

رواه الزرندي ».

« عن عمرو بن ميمون قال: إني لجالس عند ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - إذْ أتاه سبعة رهط فقالوا: يا ابن عباس، إمّا أنْ تقوم معنا وإمّا أنْ تخلونا عن هؤلاء. فقال ابن عباس: بل أقوم معكم، قال: وهو يومئذٍ صحيح البصر قبل أنْ يعمى، قال: فانتدوا فتحدّثوا فلا ندري ما قالوا، فجاء ينفض ثوبه ويقول: اُف تف، إنّ أولئك وقعوا في رجلٍ تفرّد بعشر خصال

رواه الصالحاني بإسناده إلى الحافظ الإمام أبي يعلى الموصلي بإسناده وقال: هذا حديث حسن متين. ورواه الطبري وقال: أخرجه أحمد بتمامه وأبو القاسم في الموافقات، وفي الأربعين الطوال، وأخرج النسائي بعضه »(١). .

__________________

(١). توضيح الدلائل على تصحيح الفضائل. القسم الثاني. الباب الخامس والباب السابع والعشرون.

٢١٢

ترجمة الشّهاب أحمد

وهو: السيّد شهاب الدين أحمد بن جلال الدين عبد الله الحسيني الإيجي الشافعي، من أعلام القرن التّاسع، ذكره الحافظ السخاوي في الضوء اللّامع(١). .

وبيت هذا السيّد بيت فقه وحديث وتصوّف، وأصلهم من مكران، توفي أبوه سنة ٨٤٠.

وكتابه ( توضيح الدلائل ) في فضائل أمير المؤمنينعليه‌السلام جزء من كتابه الكبير في فضائل الخلفاء، وهو لا يزال مخطوطاً.

(٤٠)

رواية ابن حجر العسقلاني

ورواه شهاب الدين ابن حجر العسقلاني في أحاديث منتقاة أوردها بترجمة الإمامعليه‌السلام من (الإصابة ) حيث قال:

« أخرج الترمذي بإسنادٍ قوي عن عمران بن حصين في قصّة قال فيها: قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم -: ما تريدون من علي؟ إنّ عليّاً منّي وأنا من علي وهو وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي ».

« أخرج أحمد والنسائي من طريق عمرو بن ميمون: إني لجالس عند ابن عباس »(٢). .

وقال ابن حجر في ( فتح الباري ) بشرح حديث بريدة الذي بتره البخاري:

__________________

(١). الضوء اللامع لأهل القرن التاسع ١ / ٣٦٧.

(٢). الإصابة في تمييز الصحابة ٢ / ٢٧١.

٢١٣

« وأخرج أحمد أيضاً هذا الحديث من طريق أجلح الكندي، عن عبد الله بن بريدة بطوله، وزاد في آخره: لا تقع في علي، فإنّه منّي وأنا منه وهو وليّكم بعدي.

وأخرجه أحمد أيضاً والنسائي من طريق سعد بن عبيدة، عن عبد الله ابن بريدة مختصراً، وفي آخره: فإذا النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم - قد احمرّ وجهه يقول: من كنت وليّه فعليّ وليه. أخرجه الحاكم من هذا الوجه، وفيه قصّة الجارية نحو رواية عبد الجليل.

وهذه طرق يقوى بعضها ببعض »(١). .

وقال ابن حجر: « بريدة قال: بعثنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في سرية واستعمل علينا عليّاً، فلمـّا جئناه قال: كيف رأيتم صاحبكم؟ قال: فإمّا شكوته وإمّا شكاه غيري، فرفعت رأسي - وكنت رجلاً مكباباً - فإذا النبيّ قد احمرّ وجهه وهو يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه »(٢). .

ولا يخفى أنّ حكم شروح البخاري عند ( الدهلوي ) في كتابه ( بستان المحدثين ) حكم متنها وهو صحيح البخاري الذي قال جمهورهم بكونه أصحّ الكتب بعد القرآن، فيكون ما أورده ابن حجر العسقلاني في ( فتح الباري ) الذي هو أشهر تلك الشروح حديثاً مقطوع الصّدور عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

ترجمة ابن حجر العسقلاني

بن حجر العسقلاني هو « الحافظ » على الإطلاق، و « شيخ الإسلام »

__________________

(١). فتح الباري في شرح البخاري ٨ / ٥٤ كتاب المغازي.

(٢). المطالب العالية ٤ / ٥٩ رقم ٣٦٥٩.

٢١٤

في جميع الآفاق انظر:

١ - الضوء اللامع ٢ / ٣٦.

٢ - ذيل تذكرة الحفّاظ للسيوطي: ٣٨٠.

٣ - حسن المحاضرة ١ / ٣٦٣.

٤ - شذرات الذّهب ٧ / ٢٧٠.

٥ - طبقات الحفّاظ: ٥٥٢ قال ما ملخّصه:

« شيخ الإسلام وإمام الحفّاظ في زمانه، وحافظ الديار المصرية بل حافظ الدنيا مطلقاً، قاضي القضاة ».

وقد ترجمنا له في بعض المجلَّدات بالتّفصيل.

(٤١)

رواية حسين بن المعين الميبدي

ورواه حسين بن معين الدين اليزدي الميبدي في ( الفواتح ) عن الترمذي عن عمران بن حصين ولفظه: « ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ إن عليّاً منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمن ومؤمنة بعدي »(١). .

ترجمة الميبدي

وقد أثنى صاحب ( حبيب السّير ) على القاضي الميبدي ووصفه بأنّه كان من أفاضل علماء العراق بل أعظم علماء تلك الآفاق، وكان قاضي ديار

__________________

(١). الفواتح - شرح ديوان علي. الفاتحة السابعة في فضائله.

٢١٥

يزد، ومن مؤلّفاته شرح ديوان أمير المؤمنين، وفيه علم كثير

كما اعتمد عليه صاحب ( كتائب أعلام الأخيار ) في بعض التراجم والفوائد.

وقد ذكر ( كاشف الظنون ) كتاب ( الفواتح ) قائلاً: « ديوان علي بن أبي طالب -رضي‌الله‌عنه - وقد شرحه حسين بن معين الدين اليزدي المتوفى سنة ٨٧٠ ».

وتوجد ترجمته أيضاً في ( معجم المؤلفين ٤ / ٦٣ ).

(٤٢)

رواية الجلال السّيوطي

ورواه جلال الدين السّيوطي بطرقٍ متعدّدة، منها عن الترمذي والحاكم: « ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ إنّ عليّاً منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي. ت ك عن عمران بن حصين »(١). .

ورواه عن ابن أبي شيبة وأورد تصحيحه له(٢). .

وكذا في ( جمع الجوامع ) حيث نصَّ على صحته(٣). .

ترجمة السّيوطي

وقد ترجمنا للجلال السّيوطي في بعض المجلّدات السابقة، وإليك

__________________

(١). جمع الجوامع: يلاحظ

(٢). القول الجلي في مناقب علي: ٦٠.

(٣). جمع الجوامع: يلاحظ

٢١٦

مصادر ترجمته لتراجع:

١ - البدر الطالع ١ / ٣٢٨.

٢ - الضوء اللامع ٤ / ٦٥.

٣ - النور السافر: ٥٤.

٤ - شذرات الذهب ٨ / ٥١.

٥ - حسن المحاضرة ١ / ١٨٨ وهي ترجمة مفصّلة كتبها السيوطي نفسه.

(٤٣)

رواية القسطلاني

وأورد شهاب الدين القسطلاني حديث الولاية بشرح ما أخرجه البخاري.

« ( قال حدّثني محمّد بن بشّار ) بندار العبدي. ( قال حدّثنا روح بن عبادة ) - بضم العين وتخفيف الموحدة - القيسي أبو محمّد البصري ( قال حدّثنا علي بن سويد بن منجوف ) - بفتح الميم وسكون النون وضم الجيم وبعد الواو الساكنة فاء - السدوسي البصري ( عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه بريدة ) ابن الخصيب - بضم الخاء وفتح الصاد المهملة آخره موحدة مصغّراً - الأسلميرضي‌الله‌عنه أنه ( قال: بعث النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم - إلى خالد ليقبض الخمس ) أي خمس الغنيمة، قال بريدة: ( وكنت أبغض عليّاً )رضي‌الله‌عنه لأنّه رآه أخذ من المغنم جارية ( وقد اغتسل ) فظن انه غنمها ووطئها.

وللإسماعيلي من طرق إلى روح بن عبادة: بعث عليّاً إلى خالد ليقسم

٢١٧

الخمس. وفي رواية له: ليقسم الفيء، فاصطفى علي منه لنفسه مسبيّة أي جاريةً ثم أصبح ورأسه يقطر.

( فقلت لخالد: ألا ترى إلى هذا؟ ) يعني علياً!

( فلمـّا قدمنا على النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم - ذكرت ذلك ) الذي رأيت من علي -رضي‌الله‌عنه - ( له ) عليه الصلاة والسلام ( فقال: يا بريدة أتبغض علياً؟ فقلت: نعم. قال: لا تبغضه).

زاد أحمد من طريق عبد الجليل عن عبد الله بن بريدة عن أبيه: فإنْ كنت تحبّه فازدد له حبّاً.

وله أيضاً من طريق أجلح الكندي عن عبد الله بن بريدة: لا تقع في علي فإنّه منّي وأنا منه وهو وليّكم بعدي.

( فإنّ له في الخمس أكثر من ذلك ).

قال الحافظ أبو ذر: إنّما أبغض عليّاً لأنّه رآه أخذ من المغنم جارية فظنّ أنه غنمها، فلمـّا أعلمه رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - أنّه أخذ أقل من حقه أحبّه. إنتهى. وفي طريق عبد الجليل: قال: فما كان في الناس أحد أحبّ إليَّ من علي.

ولعلّ الجارية كانت بكراً غير بالغ، فأدّى اجتهادهرضي‌الله‌عنه إلى عدم الإستبراء.

وفيه جواز التسريّ على بنت النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم - بخلاف التزويج عليها »(١). .

أقول: فحديث الولاية أورده القسطلاني في شرح البخاري، وشروح البخاري عند ( الدّهلوي ) كما في كتابه ( بستان المحدّثين ) على حدّ

__________________

(١). إرشاد الساري في شرح البخاري ٦ / ٤٢١.

٢١٨

البخاري نفسه في الثبوت وقطعيّة الصدور.

ترجمة القسطلاني

والقسطلاني من أكابر الأئمة الحفّاظ:

١ - الشعراني: « ومنهم شيخنا الإمام المحدّث الشيخ شهاب الدين القسطلاني شارح البخاري -رضي‌الله‌عنه -. كان عالماً صالحاً محدّثاً مقرباً، وكان من أهل الإنصاف، كلّ من ردّ عليه سهواً أو غلطا يزيد في محبّته وتعظيمه وكان من أزهد الناس في الدنيا مات في شهر ربيع الأوّل قريبا من العشرين وتسعمائة، ودفن في المدرسة العينيّة، قريباً من جامع الأزهر »(١). .

٢ - العيدروس اليمني: « العلّامة الحافظ ذكره السخاوي في ضوئه وارتفع شأنه بعد ذلك، فأعطي السّعد في قلمه وكلمه، وصنف التصانيف المقبولة التي سارت بها الركبان في حياته، ومن أجلّها شرحه على صحيح البخاري مزجاً في عشرة أسفار كبار، لعلّه أحسن شروحها وأجمعها وألخصها. ومنها: المواهب اللدنية بالمنح المحمدية، وهو كتاب جليل المقدار عظيم الوقع كثير النفع ليس له نظير في بابه. ويحكى أن الحافظ السيوطي كان يغض منه، ويزعم أنه يأخذ من كتبه ويستمد منها ولا ينسب النقل إليها وحكى الشيخ جار الله ابن فهدرحمه‌الله : أن الشيخرحمه‌الله قصد إزالة ما في خاطر الشيخ الجلال السيوطي، فمشى من القاهرة إلى الروضة - وكان الجلال السيوطي معزلاً عن الناس بالروضة - فوصل صاحب الترجمة إلى باب السيوطي ودقّ الباب، فقال له: من أنت؟

__________________

(١). لواقح الأنوار في طبقات السادة الأخيار - الباب الأوّل من القسم الثالث.

٢١٩

قال: أنا القسطلاني، جئت إليك حافياً كشوف الرأس ليطيب خاطرك عليّ. فقال له: قد طاب خاطري عليك، ولم يفتح له الباب ولم يقابله.

وبالجملة: فإنّه كان إماماً حافظاً متقناً جليل القدر حسن التقرير والتحرير، لطيف الإشارة بليغ العبارة، حسن الجمع والتأليف، لطيف الترتيب والترصيف، كان زينة أهل عصره ونقاوة ذوي دهره، ولا يقدح فيه تحامل معاصريه عليه، فلا زالت الأكابر على هذا في كلّ عصر.رحمه‌الله »(١). .

٣ - ( الدهلوي ) في كتابه ( بستان المحدّثين ) فأورد ما ذكر بترجمته، وذكر ما كان بين القسطلاني والسّيوطي، فقال: بأنّ ما كان يصنعه القسطلاني نوع خيانة وكتمان حق لكنّ ( الدهلوي ) نفسه في نفس كتابه ( بستان المحدّثين ) ينقل المطالب عن الكتب المختلفة بواسطة كتاب ( مقاليد الأسانيد ) من دون أن يذكر الواسطة كما لا يخفى على المحقّق!!

وتوجد ترجمته أيضاً في:

١ - الضوء اللامع ٢ / ١٠٣.

٢ - الكواكب السائرة ١ / ١٢٦.

٣ - شذرات الذهب ٨ / ١٢١.

٤ - البدر الطالع ١ / ١٠٢.

(٤٤)

رواية عبد الوهاب البخاري المفسّر

ورواه الحاج عبد الوهاب بن محمّد رفيع صاحب ( تفسير الأنوري )

__________________

(١). النور السافر عن أخبار القرن العاشر: ١١٣.

٢٢٠

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324