نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ١٥

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار17%

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 324

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 324 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 231374 / تحميل: 6146
الحجم الحجم الحجم
نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ١٥

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال: « ( إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ ) (١) الآية، انّ من يستمع الأذان ويجيب فلا يسمع زفير جهنّم ».

٤١٧٩ / ١١ - ابن ابي جمهور في درر اللآلي: عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال: « إذا سمعتم المؤذّن فقولوا كما يقول، ثم صلّوا عليّ، فمن صلّى علي صلاة صلّى الله عليه بها عشراً، ثم سلوا [ لي ] (١) الوسيلة فانّها منزلة في الجنّة لا تنبغي أن تكون [ إلّا ] (٢) لعبد من عباد الله، وأنا أرجو أن أكون أنا هو فمن سأل لي الوسيلة حلّت له الشفاعة.

وعنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: قال لمّا سمع بلال يؤذّن، وسكت بعد فراغه: « من قال مثل هذا بيقين، دخل الجنّة ».

٤١٨٠ / ١٢ - وعنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: انه إذا قال المؤذن: أشهد أن لا إله إلّا الله، يقول الحاكي: وأنا أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، وأن محمّدا عبده ورسوله، رضيت بالله ربّا، وبالاسلام دينا، وبمحمّد رسولا، وبالائمة الطاهرين عليهم‌السلام ائمّة ثم يقول:

اللهم ربّ هذه الدعوة التامّة، والصلاة القائمة، إئت محمّدا الوسيلة والفضيلة، وابعثه المقام المحمود الذي وعدته، وارزقني شفاعته يوم القيامة.

____________________________

(١) الجمعة ٦٢: ٩.

١١ - درر اللآلي ج ١ ص ١٠.

(١)، (٢) أثبتناه من المصدر.

١٢ - درر اللآلي ج ١ ص ١١٩.

٦١

٣٥ - ( باب استحباب الأذان عند تغول الغول، وفي اذان المولود، وفي اذن من ساء خلقه )

٤١٨١ / ١ - الجعفريات: اخبرنا محمّد، حدثني موسى، حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي عليهم‌السلام قال: « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: من ولد له مولود، فليؤذّن في أُذنه اليمنى بأذان الصلاة، وليقم في اليسرى، فإن ذلك عصمة من الشيطان الرجيم، والافزاغ له ».

٤١٨٢ / ٢ - وبهذا الاسناد: عنه عليه‌السلام قال: « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: إذا تغوّلت بكم الغيلان (١)، فأذّنوا بأذان الصلاة ».

٤١٨٣ / ٣ - دعائم الإسلام: عن علي عليه‌السلام ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال: « من ولد له مولود، فليؤذّن في أُذنه اليمنى، وليقم في اليسرى، فإن ذلك عصمة (١) من الشيطان »، الخبر.

____________________________

الباب - ٣٥

١ - الجعفريات ص ٣٢.

٢ - الجعفريات ص ٤٢.

(١) الغول: جنس من الجن والشياطين، وهم سخرتهم، وفي الحديث: « إذا تغولت بكم الغول فأذَّنوا ». كانت العرب تزعم في الغلوات تتغول غولاً اي تتلوّن تلوناً فتضلهم عن الطريق فتهلكهم.. (مجمع البحرين غول ج ٥ ص ٤٣٨).

٣ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤٧، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ١٦٣ ح ٦٧.

(١) في المصدر: عصمة له.

٦٢

٤١٨٤ / ٤ - وعنه عليه‌السلام أنه قال: « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « إذا تغوّلت بكم (١) الغيلان فأذّنوا بالصلاة ».

٤١٨٥ / ٥ - زيد الزرّاد في أصله: قال: حججنا سنة فلمّا صرنا في خرابات المدينة (١) بين الحيطان، افتقدنا رفيقا لنا من اخواننا فطلبناه فلم نجده، فقال لنا الناس بالمدينة: ان صاحبكم اختطفته الجنّ، فدخلت على أبي عبدالله عليه‌السلام، وأخبرته بحاله، وبقول أهل المدينة.

فقال: « اخرج إلى المكان الذى اختطف، أو قال: افتقد، فقل باعلى صوتك: يا صالح بن علي، إن جعفر بن محمّد عليهما‌السلام، يقول لك: اهكذا عاهدت وعاقدت الجنّ علي بن أبي طالب عليه‌السلام؟ أطلب فلانا حتى تؤديه إلى رفقائه، ثم قال: يا معشر الجنّ عزمت عليكم بما عزم علي بن أبي طالب عليه‌السلام، لما خلّيتم عن صاحبي، وارشدتموه إلى الطريق ».

قال: ففعلت ذلك، فلم البث إذا بصاحبي قد خرج على بعض الخرابات، فقال: ان شخصاً تراءى لي، ما رأيت صورة إلّا وهو أحسن منها فقال: يا فتى اظنّك تتولّى آل محمّد عليهم‌السلام؟ فقلت: نعم، فقال: إن هاهنا رجلاً من آل محمّد عليهم‌السلام، هل لك ان تؤجر وتسلم عليه؟ فقلت: بلى، فادخلني من هذه الحيطان وهو يمشي امامي، فلما أن سار غير بعيد

____________________________

٤ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤٧، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ١٦٣ ح ٦٧.

(١) في المصدر والبحار: لكم.

٥ - كتاب زيد الزرّاد ص ١١ باختلاف.

(١) في المصدر: وفي نسخة: الابنية.

٦٣

نظرت فلم ار شيئا وغشي عليّ فبقيت مغشياً علي لا ادري أين انا من ارض الله حتى كان الآن، فإذا قد اتاني آت، وحملني حتى اخرجني إلى الطريق.

فاخبرت أبا عبدالله عليه‌السلام بذلك، فقال: « ذلك الغوال أو الغول، نوع من الجنّ يغتال الانسان، فإذا رأيت الواحد فلا تسترشده، وإن ارشدكم (٢) فخالفوه (٣)، فإذا رأيته في خراب وقد خرج عليك، أو في فلاة من الأرض، فأذّن في وجهه، وارفع صوتك وقل:

سبحان الذى جعل في السماء نجوما رجوما للشياطين، عزمت عليك يا خبيث، بعزيمة الله التي عزم بها أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام، ورميت بسهم الله المصيب الذي لا يخطي، وجعلت سمع الله على سمعك وبصرك، وذلّلتك بعزّة الله، وقهرت سلطانك بسلطان الله، يا خبيث لا سبيل لك، فإنّك تقهره ان شاء الله، وتصرفه عنك.

فإذا ضللت الطريق، فأذن باعلى صوتك، وقل: يا سيّارة الله، دلّونا على الطريق يرحمكم الله، ارشدونا يرشدكم الله، فإن أصبت والّا فناد: يا عتاة الجنّ، ويا مردة الشياطين، ارشدوني ودلّوني الطريق، وإلّا اشرعت (٤) لكم بسهم الله المصيب ايّاكم عزيمة علي بن أبي طالب عليه‌السلام، يا مردة الشياطين إن استعطتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا، لا تنفذون إلّا بسلطان مبين، الله غالبكم

____________________________

(٢) في المصدر: ونسخة: أرشدك.

(٣) وفيه: وفي نسخة: فخالفه.

(٤) في المصدر: انتزعت، ونسخة: أسرعت.

٦٤

بجنده الغالب، وقاهركم بسلطانه القاهر، ومذلّلكم بعزّة المتين، ( فَإِن تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّـهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ) (٥).

وارفع صوتك بالأذان ترشد، وتصيب الطريق ان شاء الله تعالى ».

٣٦ - ( باب جواز الأذان إلى غير القبلة، واستحباب استقبالها، خصوصاً في التشهد، وكراهة الخروج من المسجد، عند سماع الأذان )

٤١٨٦ / ١ - الصدوق في المقنع: ولا بأس أن تؤذّن وأنت على غير وضوء مستقبل القبلة ومستدبرها - إلى أن قال -: ولكن إذا أقمت، فعلى وضوء، مستقبل القبلة.

٣٧ - ( باب نوادر ما يتعلق بأبواب الأذان والاقامة )

٤١٨٧ / ١ - الشيخ الصدوق في معاني الاخبار والتوحيد: عن أحمد بن محمّد بن عبدالرحمن المروزي، عن محمّد بن جعفر المقري، عن محمّد بن الحسن الموصلي، عن محمّد بن عاصم الطريفي، عن عيّاش بن يزيد بن الحسن، عن أبيه، عن موسى بن جعفر، عن آبائه، عن الحسين بن علي عليهم‌السلام، قال: « كنا جلوسا في

____________________________

(٥) التوبة ٩: ١٢٩.

الباب - ٣٦

١ - المقنع ص ٢٧.

الباب - ٣٧

١ - معاني الاخبار ص ٣٨ ح ١ باختلاف يسير في اللفظ، والتوحيد ص ٢٣٨ ح ١ كذلك.

٦٥

المسجد، إذ صعد المؤذّن المنارة، فقال: الله أكبر الله أكبر، فبكى أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام، وبكينا ببكائه، فلمّا فرغ المؤذن.

قال: أتدرون ما يقول المؤذن؟ قلنا: الله ورسوله ووصيّه اعلم،

فقال: لو تعلمون ما يقول لضحكتم قليلا، ولبكيتم كثيرا، فلقوله، الله أكبر معان كثيرة:

منها: ان قول المؤذن الله أكبر، يقع على قدمه، وازليّته، وابديّته، وعلمه، وقوّته، وقدرته، وحلمه، وكرمه، وجوده، وعطائه، وكبريائه، فإذا قال المؤذن: الله أكبر فإنه يقول: الله الذي له الخلق والأمر، وبمشيته كان الخلق، ومنه كان كلّ شئ للخلق، وإليه يرجع الخلق، وهو الأول قبل كلّ شئ لم يزل، والآخر بعد كلّ شئ لا يزال، والظاهر فوق كلّ شئ لا يدرك، والباطن دون كلّ شئ لا يحدّ، فهو الباقي، وكلّ شئ دونه فان.

والمعنى الثاني: الله أكبر، أي العليم الخبير، علم ما كان، وما يكون قبل أن يكون.

والثالث: الله أكبر: أي القادر على كلّ شئ، يقدر على ما يشاء، القوي لقدرته، المقتدر على خلقه، القوي لذاته، وقدرته قائمة على الاشياء كلّها، إذا قضى امراً فإنّما يقول له: كن، فيكون.

والرابع: الله أكبر على معنى حلمه، وكرمه، يحلم كأنه لا يعلم، ويصفح كأنّه لا يرى، ويستر كأنّه لا يعصى، ولا يعجل بالعقوبة كرما، وصفحا، وحلما.

والوجه الآخر في معنى الله أكبر: أي الجواد، جزيل العطاء، كريم الفعال.

٦٦

والوجه الآخر: الله أكبر فيه نفي كيفيته، كأنه يقول: الله أجل من أن يدرك الواصفون قدر صفته، الذي هو موصوف به، وإنّما يصفه الواصفون على قدرهم لا على قدر عظمته وجلاله، تعالى الله عن أن يدرك الواصفون صفته علوّا كبيرا.

والوجه الآخر: الله أكبر: كأنه يقول: الله أعلى وأجلّ، وهو الغني عن عباده، لا حاجة به إلى اعمالهم.

وأمّا قوله: أشهد أن لا إله إلّا الله، فاعلام بأن الشهادة لا تجوز إلّا بمعرفة من القلب، كأنه يقول: أعلم أنه لا معبود إلّا الله عزّوجلّ، وأن كلّ معبود باطل سوى الله عزّوجلّ واقرّ بلساني بما في قلبي من العلم، بأنه لا إله إلّا الله، وأشهد أنه لا ملجأ من الله عزّوجلّ إلّا إليه، ولا منجى من شرّ كل ذي شر، وفتنة كلّ ذي فتنة إلّا بالله.

وفي المرّة الثانية: أشهد أن لا إله إلّا الله، معناه أشهد أن لا هادي إلّا الله، ولا دليل إلّا الله، وأشهد الله بأني أشهد أن لا إله إلّا الله، وأشهد سكان السموات، وسكان الأرض، وما فيهن من الملائكة والناس أجمعين، وما فيهن من الجبال والاشجار، والدواب، والوحوش، وكلّ رطب ويابس، بأني أشهد أن لا خالق إلّا الله، ولا رازق، ولا معبود، ولا ضارّ، ولا نافع، ولا قابض، ولا باسط، ولا معطي، ولا مانع، ولا دافع، ولا ناصح، ولا كافي، ولا شافي، ولا مقدم، ولا مؤخّر إلّا الله، له الخلق والأمر، وبيده الخير كلّه، تبارك الله رب العالمين.

وأمّا قوله: أشهد أن محمّدا رسول الله، يقول: أُشهد الله على أني أشهد أنه لا إله إلّا هو، وأنّ محمّدا عبده ورسوله، ونبيّه، وصفيّه ونجيبه أرسله إلى كافة الناس اجمعين بالهدى، ودين الحق، ليظهره على

٦٧

الدين كلّه، ولو كره المشركون، وأشهد من في السموات والأرض (١) من النبيّين والمرسلين، والملائكة والناس اجمعين أنّي أشهد أن محمّدا رسول الله سيد الأولين والآخرين.

وفي المرة الثانية: أشهد أن محمّدا رسول الله، يقول: أشهد أن لا حاجة لأحد إلى أحد إلّا إلى الله الواحد القهّار، الغني عن عباده والخلائق اجمعين، وأنه أرسل محمّدا، إلى الناس بشيرا، ونذيراً، وداعياً ألى الله بإذنه وسراجا منيراً، فمن انكره وجحده، ولم يؤمن به أدخله الله عزّوجلّ نار جهنم خالدا مخلّدا، لا ينفك عنها ابدا.

وامّا قوله: حيّ على الصلاة أي هلمّوا إلى خير أعمالكم، ودعوة ربّكم، وسارعوا إلى مغفرة من ربكم، واطفاء ناركم التى اوقدتموها على ظهوركم وفكاك رقابكم التى رهنتموها بذنوبكم ليكفّر الله عنكم سيئاتكم، ويغفر لكم ذنوبكم، ويبدّل سيئاتكم حسنات، فإنه ملك كريم، ذو الفضل العظيم، وقد أذن لنا معاشر المسلمين، بالدخول في خدمته، والتقدم إلى بين يديه.

وفي المرة الثانية: حي على الصلاة أي قوموا إلى مناجاة ربّكم وعرض حاجاتكم على ربّكم، وتوسّلوا إليه بكلامه، وتشفعوا به، وأكثروا الذكر والقنوت، والركوع والسجود، والخضوع والخشوع، وارفعوا إليه حوائجكم، فقد أذن لنا في ذلك.

وأما قوله: حيّ على الفلاح، فإنه يقول: أقبلوا إلى بقاء لا فناء معه، ونجاة لا هلاك معها، وتعالوا إلى حياة لا ممات (٢) معها وإلى نعيم لا نفاد له، وإلى ملك لا زوال عنه، وإلى سرور لا حزن معه،

____________________________

(١) في الطبعة الحجرية: الأرضين، وفي نسخة الأرض.

(٢) في نسخة موت - منه (قدس سره).

٦٨

وإلى أُنس لا وحشة معه، وإلى نور لا ظلمة معه، وإلى سعة لا ضيق معها، وإلى بهجة لا انقطاع لها، وإلى غنى لا فاقة معه، وإلى صحة لا سقم معها، وإلى عزّ لا ذل معه، وإلى قوّة لا ضعف معها، وإلى كرامة يا لها من كرامة، وعجلوا إلى سرور الدنيا والعقبى، ونجاة الآخرة والاولى.

وفي المرة الثانية: حيّ على الفلاح، فإنه يقول: سابقوا إلى ما دعوتكم إليه، وإلى جزيل الكرامة، وعظيم المنّة، وسنّي النعمة، والفوز العظيم، ونعيم الابد، في جوار محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، في مقعد صدق عند مليك مقتدر.

وامّا قوله: الله أكبر الله أكبر، فإنه يقول: الله أعلى وأجلّ من أن يعلم أحد من خلقه، ما عنده من الكرامة لعبد أجابه وأطاعه، وأطاع أمره وعرفه وعرف وعيده، وعبده واشتغل به وبذكره، وأحبّه وأنس به، واطمأنّ إليه ووثق به وخافه ورجاه، واشتاق إليه، ووافقه في حكمه وقضائه، ورضي به.

وفي المرّة الثانية: الله أكبر، فإنه يقول: الله أكبر وأعلى، وأجلّ، من أن يعلم أحد مبلغ كرامته لأوليائه، وعقوبته لاعدائه، ومبلغ عفوه وغفرانه ونعمته، لمن أجابه وأجاب رسوله، ومبلغ عذابه ونكاله، وهوانه، لمن انكره وجحده.

وامّا قوله: لا إله إلّا الله معناه: لله الحجّة البالغة عليهم، بالرسول والرسالة، والبيان والدعوة، وهو اجلّ من ان يكون لأحد منهم عليه حجّة، فمن أجابه فله النور والكرامة، ومن أنكره فإن الله غني عن العالمين، وهو اسرع الحاسبين.

ومعنى قد قامت الصلاة في الاقامة، أي حان وقت الزيارة

٦٩

والمناجاة، وقضاء الحوائج، ودرك المنى، والوصول إلى الله عزّوجلّ، وإلى كرامته، وغفرانه وعفوه ورضوانه ».

قال الصدوق: إنّما ترك الراوي، ذكر حي على خير العمل للتقيّة، وقد روي في خبر آخر أن الصادق عليه‌السلام، سئل عن معنى حيّ على خير العمل، فقال: « خير العمل الولاية ».

وفي خبر آخر: « خير العمل: برّ فاطمة وولدها عليهم‌السلام ».

٤١٨٨ / ٢ - وفي معاني الاخبار: عن علي بن عبدالله الوراق وعلي بن محمّد بن الحسن، عن سعد بن عبدالله، عن العباس بن سعيد الازرق، عن أبي نصر، عن عيسى بن مهران، عن يحيى بن الحسن بن فرات، عن حمّاد بن يعلى، عن علي بن الحزور، عن الاصبغ بن نباته، عن محمّد بن الحنفية، انه ذكر عنده الأذان فقال: لما اسري بالنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ إلى السماء، وتناهى إلى السماء السادسة، نزل ملك من السماء السابعة، لم ينزل قبل ذلك اليوم قطّ، فقال: الله أكبر الله أكبر، فقال الله جلّ جلاله، أنا كذلك، فقال: أشهد أن لا إله إلّا الله فقال الله عزّوجلّ: أنا كذلك، لا إله إلّا أنا، فقال: أشهد أن محمّدا رسول الله، قال الله جلّ جلاله: عبدي، واميني على خلقي، اصطفيته (١) برسالاتي.

ثم قال: حيّ على الصلاة، قال الله جلّ جلاله، فرضتها على عبادي، وجعلتها لي دينا.

____________________________

٢ - معاني الاخبار ص ٤٢ ح ٤.

(١) في المصدر زيادة: على عبادي.

٧٠

ثم قال: حيّ على الفلاح، قال الله جلّ جلاله: افلح من مشى إليها، وواظب عليها ابتغاء وجهي، ثم قال: حيّ على خير العمل، قال الله جلّ جلاله: هي افضل الأعمال، وازكاها عندي، ثم قال: قد قامت الصلاة، فتقدم النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ فامّ أهل السماء، فمن يومئذ تمّ شرف النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌.

٤١٨٩ / ٣ - وفيه عن أبي الحسن بن عمرو بن علي بن عبدالله البصري، عن خلف بن محمّد البلخي، عن أبيه محمّد بن أحمد، عن عياش بن الضحاك، عن مكيّ بن ابراهيم، عن ابن جريح، عن عطا، قال: كنّا عند ابن العباس بالطائف، أنا وأبو العالية، وسعيد بن جبير، وعكرمة، فجاء المؤذّن فقال: الله أكبر الله أكبر، واسم المؤذّن قثم بن عبدالرحمن الثقفي، فقال ابن عباس: اتدرون ما قال المؤذن؟ فسأله أبو العالية، فقال: أخبرنا بتفسيره.

قال ابن عباس: إذا قال المؤذّن: الله أكبر الله أكبر، يقول: يا مشاغيل الأرض، قد وجبت الصلاة، فتفرّغوا لها، وإذا قال: أشهد أن لا إله إلّا الله، يقول: يقوم يوم القيامة، ويشهد لي ما في السموات، وما في الأرض، على أني أخبرتكم في اليوم خمس مرّات، وإذا قال: أشهد أن محمّدا رسول الله، يقول: تقوم القيامة، ومحمّد يشهد لي عليكم، أنّي قد أخبرتكم بذلك، في اليوم خمس مرات، وحجتي عند الله قائمة، فإذا قال: حيّ على الصلاة، يقول: دينا قيما فاقيموه، وإذا قال: حي على الفلاح، يقول: هلمّوا إلى طاعة الله، وخذوا سهمكم من رحمة الله، يعني الجماعة، وإذا قال العبد: الله أكبر الله أكبر، يقول: حرّمت الأعمال، وإذا قال: لا إله إلّا الله،

____________________________

٣ - معاني الاخبار ص ٤١ ح ٢.

٧١

يقول: أمانة سبع سموات، وسبع أرضين، والجبال، والبحار وضعت على أعناقكم، أن شئتم أقبلوا (٢)، وإن شئتم فادبروا.

٤١٩٠ / ٤ - صحيفة الرضا عليه‌السلام: عن آبائه قال: « قال علي بن أبي طالب عليهم‌السلام لمّا بُدئ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ بتعليم الأذان، أتى جبرئيل بالبراق فاستعصت عليه، ثم أتى بدابة يقال لها، برقة فاستعصت فقال لها جبرئيل: اسكني برقة فما ركبك احد أكرم على الله منه، [ فسكنت، ] (١) قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: فركبتها حتى انتهيت إلى الحجاب، الذى يلي الرحمن عزّ [ ربّنا ] (٢) وجلّ، فخرج ملك من وراء الحجاب، فقال: الله أكبر الله أكبر، قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: قلت: يا جبرئيل من هذا الملك؟ قال [ جبرئيل ] (٣): والذى أكرمك بالنبوّة: ما رأيت هذا الملك قبل ساعتي هذه، فقال الملك: الله أكبر، الله أكبر، فنودي من وراء الحجاب: صدق عبدي، أنا أكبر، أنا أكبر.

قال: فقال الملك: أشهد أن لا إله إلّا الله، أشهد أن لا إله إلّا الله، فنودي من وراء الحجاب: صدق عبدي [ أنا الله ] (٤) لا إله إلّا أنا، لا إله إلّا أنا.

قال: فقال الملك: أشهد أن محمّدا رسول الله، أشهد أن محمّدا رسول الله، فنودي من وراء الحجاب: صدق عبدي، أنا أرسلت محمّدا رسولا.

____________________________

(٢) في المصدر: فاقبلوا.

٤ - صحيفة الرضا عليه‌السلام ص ٨٥ ح ١١٥.

(١ - ٤) أثبتناه من المصدر.

٧٢

قال: فقال الملك: حيّ على الصلاة، حيّ على الصلاة، فنودي من وراء الحجاب: صدق عبدي، ودعا إلى عبادتي.

قال: فقال الملك: حيّ على الفلاح، حيّ على الفلاح، فنودي من وراء الحجاب: صدق عبدي، ودعا إلى عبادتي، قد أفلح من واظب عليها، قال: فيومئذ أكمل الله عزّوجلّ لي الشرف، على الأولين والآخرين ».

٤١٩١ / ٥ - البحار، نقلا عن خطّ الشهيد (ره): عن أبي الوليد، عن أبي عبدالله عليه‌السلام، في قوله: قد قامت الصلاة: « وإنّما يعني به، قيام القائم عليه‌السلام ».

ووجدته في مجموعة الشيخ محمّد بن علي الجباعي، منقولاً عنه (ره).

٤١٩٢ / ٦ - عوالي اللآلي: روي في الخبر عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، أنه إذا اذّن المؤذن، ادبر الشيطان وله ضراط.

٤١٩٣ / ٧ - البحار، عن العلل لمحمّد بن علي بن ابراهيم بن هاشم، قال: علّة الأذان، أن تكبّر الله وتعظمه، وتقرّ بتوحيد الله، وبالنبوّة، والرسالة، وتدعو إلى الصلاة، وتحث على الزكاة، ومعنى الأذان الاعلام، لقول الله تعالى: ( وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّـهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ  ) (١) أي اعلام.

____________________________

٥ - البحار ج ٨٤ ص ١٥٥ ح ٥١.

٦ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٤٠٩ ح ٧٥.

٧ - البحار ج ٨٤ ص ١٦٩ ح ٧٣.

(١) التوبة ٩: ٣.

٧٣

وقال أميرالمؤمنين عليه‌السلام: « كنت أنا الآذان في الناس بالحج [ وقوله: ( وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ ) ] (٢) أي اعلمهم وادعهم، فمعنى الله: أنه يخرج الشئ من حدّ العدم ألى حدّ الوجود، ويخترع الاشياء لا من شئ، وكلّ مخلوق دونه يخترع الاشياء من شئ، إلّا الله، فهذا معنى الله، وذلك فرق بينه وبين المحدث، ومعنى أكبر: أي أكبر من أن يوصف في الأول، وأكبر من كلّ شئ لمـّا خلق الشئ.

ومعنى قوله: أشهد أن لا إله إلّا الله: اقرار بالتوحيد، ونفي الانداد وخلعها، وكلّ ما يعبد من دون الله، ومعنى أشهد أن محمّدا رسول الله: اقرار بالرسالة والنبوّة، وتعظيم لرسول الله، وذلك قول الله عزّوجلّ: ( وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ) (٣) أي تذكر معي إذا ذكرت، ومعنى حيّ على الصلاة: أي حثّ على الصلاة، ومعنى حيّ على الفلاح: أي حثّ على الزكاة، وقوله: حيّ على خير العمل: أي حثّ على الولاية، وعلّة أنّها خير العمل، ان الأعمال كلّها بها تقبل.

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلّا الله، محمّد رسول الله، فالقى معاوية من آخر الأذان محمّد رسول الله، فقال: أما يرضى محمّد أن يذكر في أول الأذان حتى يذكر في آخره.

ومعنى الاقامة: هي الاجابة، والوجوب، ومعنى كلماتها، فهي التى ذكرناها في الأذان، ومعنى: قد قامت الصلاة: أي قد وجبت الصلاة، وحانت، واقيمت، وامّا العلّة فيها، فقال الصادق

____________________________

(٢) أثبتناه من البحار، والآية في سورة الحج ٢٢: ٢٧.

(٣) الانشراح ٩٤: ٤.

٧٤

عليه‌السلام: إذا أذّنت وصلّيت، صلّى خلفك صفّ من الملائكة، وإذا اذّنت واقمت، صلّى خلفك صفّان من الملائكة، ولا تجوز ترك الأذان الّا في صلاة الظهر والعصر والعتمة، ويجوز في هذه الثلاث الصلوات اقامة بلا اذان، والأذان افضل، ولا تجعل ذلك عادة، ولا يجوز ترك الأذان والاقامة في صلاة المغرب، وصلاة الفجر، والعلّة في ذلك، انّ هاتين الصلاتين تحضرهما ملائكة الليل، وملائكة النهار ».

٤١٩٤ / ٨ - ابنا بسطام في طب الائمة عليهم‌السلام: عن محمّد بن جعفر البرسي، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن سنان، عن يونس بن ظبيان، عن المفضل بن عمر، عن جعفر بن محمّد الصادق عليه‌السلام، انه دخل عليه رجل من مواليه وقد وعك فقال له: « ما لي اراك متغيّر اللون؟ » فقلت: جعلت فداك وعكت وعكا شديدا منذ شهر، ثم لم تنقلع الحمى عنّي، وقد عالجت نفسي بكل ما وصفه لي المترفقون (١)، فلم انتفع بشئ من ذلك، فقال له الصادق عليه‌السلام: « حلّ ازرار قميصك، وادخل رأسك في قميصك، واذّن واقم واقرأ سورة الحمد سبع مرّات » قال: ففعلت ذلك، فكأنّما نشطت من عقال.

٤١٩٥ / ٩ - الزمخشري في الكشّاف: في قوله تعالى: ( إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ ) (١) عن علي عليه‌السلام: « لو وقعت قطرة في بئر،

____________________________

٨ - طب الائمة ص ٥٢.

(١) - في المصدر: المترفعون.

٩ - تفسير الكشاف ج ١ ص ٣٥٦.

(١) المائدة ٥: ٩٠ ولكن الحديث في ذيل آية: ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ) البقرة ٢: ٢١٩.

٧٥

فبنيت مكانها منارة، لم اؤذّن عليها ».

٤١٩٦ / ١٠ - الشيخ الطبرسي في عدّة السفر وعمدة الحضر قال: روي عن الأئمة عليهم‌السلام انه: يكتب الأذان والاقامة، لرفع وجع الرأس، ويعلق عليه.

٤١٩٧ / ١١ - الديلمي في إرشاد القلوب: عن مسلم المجاشعي، عن حذيفة في حديث طويل، قال: ان ابا بكر اراد أن يصلّي بالناس في مرض النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، بغير اذنه، فلما سمع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ذلك، خرج إلى المسجد متكئا على علي عليه‌السلام، والفضل بن العباس، فتقدم إلى المحراب، وجذب ابا بكر من ورائه (١) فنحّاه من المحراب فصلّى الناس خلف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ وهو جالس، وبلال يسمع الناس التكبير، حتى قضى صلاته، الخبر.

قال في البحار: يدلّ على أنه لا يكره للمؤذن وشبهه، رفع الصوت بالتكبيرات، ليسمع سائر المؤمنين، كما هو الشائع، مع أنه في المجاميع العظيمة، لا يتأتى الامر بدونه (٢). انتهى.

٤١٩٨ / ١٢ - الشيخ الطوسي في المبسوط: فأمّا قول: أشهد أن عليّا أميرالمؤمنين وآل محمّد خير البرية، على ما ورد في شواذ الاخبار، فليس

____________________________

١٠ - عدّة المسافر وعمدة الحضر: مخطوط، ورواه عنه في سفينة البحار ج ١ ص ١٦.

١١ - إرشاد القلوب ص ٣٤٠ باختصار والبحار ج ٨٨ ص ٩٦ ص ٦٥.

(١) في المصدر: من ردائه.

(٢) البحار ج ٨٨ ص ٩٦ ذيل الحديث ٦٥.

١٢ - المبسوط ج ١ ص ٩٩.

٧٦

بمعمول عليه [ في الأذان ] (١) ولو فعله الانسان (لم) (٢) يأثم به، غير أنه ليس من فضيلة الأذان، ولا كمال فصوله.

٤١٩٩ / ١٣ - ابن أبي جمهور الاحسائي في درر اللآلي: عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، انه سمع مؤذنا يطرب، فقال عليه‌السلام: « الأذان سهل سمح، فإن كان اذانك سهلا سمحا، والّا فلا تؤذّن ».

٤٢٠٠ / ١٤ - دعائم الإسلام: ولا بأس (ان يؤذّن) (١) الاعمى إذا سدّد، وقد كان ابن أمّ مكتوم يؤذّن لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ وهو اعمى.

٤٢٠١ / ١٥ - وعن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: ان بلالا كان يؤذنه (١) بالصلاة، بعد الأذان، ليخرج فيصلّي بالناس.

٤٢٠٢ / ١٦ - وعن علي عليه‌السلام انه قال: « ما آسى على شئ، غير انّي وددت أنّي سألت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، الأذان للحسن والحسين عليهما‌السلام ».

____________________________

(١) اثبتناه من المصدر.

(٢) ليس في المصدر.

١٣ - درر اللآلي: ج ١ ص ١١٩.

١٤ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤٧.

(١) في المصدر. بأذن.

١٥ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤٦.

(١) في المصدر: يؤذن.

١٦ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤٤، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ١٥٧ ح ٥٦.

٧٧

قال في البحار (١): وفيه ترغيب عظيم في الأذان، حيث تمنّى ان يسأل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ان يعيّن شبليه للاذان في حياته، أو بعد وفاته، أو الاعمّ.

قلت: وفيه اشارة ايضاً إلى أن الأذان للاعلام، من المستحبّات الكفائية، وانّ المكلّف به متحّد، وان كان المكلّف عاما، وبعد تحقق الفعل من البعض، يرتفع الخطاب لعدم بقاء محلّه أو العينيّة، ولكن يسقط عن الباقي، مع فعل البعض.

ويؤيده ما مرّ (٢) عن الجعفريات عن علي عليه‌السلام، قال: « قلنا: يا رسول الله انك رغّبتنا في الأذان، حتى خفنا ان تضطرب عليه امتك بالسيوف، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: اما انه لن يعدو ضعفاءكم ».

وفي الدعائم، ما يقرب منه (٣).

وعن جعفر بن محمّد، عن آبائه، عن علي عليهم‌السلام، عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ (٤): قال: « ثلاثة (٥) لو تعلم امتي ما فيها (٦)، لضربت عليها بالسهام: الأذان »، الخبر.

فان ظاهر الجميع أنه فعل واحد يقوم به واحد كالامامة،

____________________________

(١) في البحار ج ٨٤ ص ١٥٧ ذيل الحديث ٥٦.

(٢) تقدم في الباب ٢ من ابواب الأذان الحديث ١.

(٣) دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤٤.

(٤) دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤٤.

(٥) في المصدر: ثلاث.

(٦) في المصدر: مالها فيها.

٧٨

والخطابة، قابل للتشاح (٧) والمنازعة فيه، وان كان كلّ من المكلفين قابلا لاقامته، فلو جاز التعدد، لما كان محلا لضرب السهام عليه.

قال في التذكرة (٨): فإن تشاحّ نفسان في الأذان، قال الشيخ رحمه الله: يقرع لقول النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « لو يعلم الناس ما في الأذان والصف الاول، ثم لا (٩) يجدوا الا ان يستهموا عليه لفعلوا » فدلّ على جواز الاستهام، فيه، وهذا القول جيّد، مع فرض التساوي في الصفات المعتبرة في التأذين، وان لم يتساووا قدم من كان أعلى صوتا، وأبلغ في معرفة الوقت، واشدّ محافظة عليه، ومن يرتضيه الجيران، واعفّ عن النظر.

وفي التحرير (١٠): ولو تشاحّ المؤذّنون قدم من اجتمعت فيه الصفات المرجحة، ومع الاتفاق يقرع.

وفي الذكرى (١١): لو تشاحّ العدل والفاسق قدم العدل، ولو تشاحّ العدول، أو الفاسقون، قدم الاعلم بالاوقات لأمن الغلط معه (١٢)، ومنه يعلم تقديم المبصر على المكفوف، ثم الاشد محافظة على الأذان في الوقت، ثم الاندى صوتا، ثم من ترتضيه الجماعة والجيران، ومع

____________________________

(٧) تشاحوا في الامر وعليه: شح بعضهم على بعض وتبادروا إليه حذر فوته، ويقال: هما يتشاحان على أمر إذا تنازعاه، لا يريد كل واحد منهما ان يفوته. (لسان العرب - شحح - ج ٢ ص ٤٩٥).

(٨) التذكرة ج ١ ص ١٠٨.

(٩) في نسخة: لم (منه قدس سره).

(١٠) التحرير ص ٣٥.

(١١) الذكرى ص ١٧٢.

(١٢) في المصدر زيادة: ولتقليد ارباب الاعذار له.

٧٩

التساوي فالقرعة، لقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « لو يعلم الناس » الخبر، ولقولهم عليهم‌السلام: « كل امر مجهول، فيه القرعة »، انتهى.

ويؤيّد ما ذكرناه [ أن ] (١٣) تشريع حكاية الأذان لكلّ أحد، فإنه لو جاز لكلّ مكلّف أن يؤذّن في أوّل الوقت اعلاما، بأن يؤذنوا جميعا، كفعلهم سائر المستحبات من الادعية والاذكار، فلا محل، ولا وقع للحكاية، فإنّه لا داعي للحكاية والاعراض عن الأذان، الذي ورد فيه ما ورد من المثوبات والاجور، مع أنه لا يشترط فيه الطهارة، والقيام، والاستقبال، فكلّ من يتمكن من الحكاية، يقدر على الأذان، الذى هو منها افضل، وكلماته اقلّ، وثوابه اجزل، فهذا الاهتمام بالحكاية يؤذن بعدم جواز التعدد، والّا فهو ترغيب بالمرجوح، في وقت التمكن من الراجح.

ويؤيّده ايضا، ان في عصر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، في الحضر والسفر والغزوات، حتى في فتح مكّة، وقد ناف الاصحاب على عشرة آلاف سوى أهل مكّة، كان المؤذن هو بلال، وكان ابن ام مكتوم يؤذّن في المدينة قبله، احيانا، كما لا يخفى على من راجع السير والاخبار، فلو كان مشروعا لكلّهم، لما رغبوا عن هذه السنّة الاكيدة، مع شدّة اهتمامهم في السنن، ومواظبتهم عليها، خصوصا الظاهرة منها، ولم نعثر على أثر حاك عن أحد من كبارهم، وضعفائهم، وزهّادهم، وعبادهم، انه اشتغل به في اول الوقت مع بلال، أو قبله، أو بعده، وقد مرّ في غير واحد من الاخبار، أنه في يوم فتح مكّة، لم يؤذّن غير بلال.

____________________________

(١٣) اثبتناه ليستقيم سياق الكلام.

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

(٦٤)

رواية محمد سالم الدهلوي

ورواه محمّد سالم بن محمد سلام الله الدهلوي، في الفصل الثالث من رسالته المسمّاة بـ ( اُصول الإِيمان ) عن الترمذي وقد نص في مقدّمة هذه الرسالة على أنّها مستمدة من الكتب المعتبرة، وأن الأحاديث الواردة فيها صحيحة.

ترجمة محمد سالم الدهلوي

وهذا الشيخ حفيد المحدّث الكبير الشيخ عبد الحق الدهلوي، قال في ( نزهة الخواطر ): « الشّيخ الفاضل أبو الخير محمد سالم بن سلامة ابن شيخ الإِسلام الحنفي البخاري الدهلوي، كان من ذريّة الشيخ المحدّث عبد الحق ابن سيف الدين البخاري له مصنفات عديدة، أشهرها: اُصول الإِيمان في حبّ النبيّ وآله من أهل السعادة والإِيقان » ٧ / ٤٤٠ - ٤٤١.

(٦٥)

رواية المولوي وليّ الله اللكهنوي

ورواه المولوي ولي الله بن حبيب الله السّهالي اللكهنوي، في الفصل الثاني من الباب الأول من كتابه ( مرآة المؤمنين في مناقب آل سيّد المرسلين )، وقد عنون الفصل بعنوان: « الفصل الثاني في بيان مناقب سيدنا علي المرتضى

٢٦١

ومآثره القاطعة التي هي نصوص على فضيلته وخلافته ».

رواه عن النّسائي عن ابن عباس عن بريدة، وعنه عن عمران بن حصين، وعنه عن بريدة.

وروى أيضاً حديث عمرو بن ميمون بطوله عن الحاكم والنسائي.

هذا، وقد ذكر في صدر كتابه ما نصه:

« وبعد فهذه أحاديث مشتملة على مناقب أهل البيت النبوية، والعترة الطّاهرة المصطفويّة، من الكتب المعتبرة، من الصّحاح والتواريخ، منبّهاً على أسامي الكتب، معرضاً عن الضعاف المتروكة عند علماء الحديث، مقتصراً على ما تواتر من الأحاديث أو اشتهر، أو من الحسان

ترجمة ولي الله اللكهنوي

وترجم صاحب ( نزهة الخواطر ) الشيخ ولي الله اللكهنوي المتوفى سنة ١٢٧٠ قال: « الشيخ الفاضل العلّامة، أحد الأساتذة المشهورين » ثم ذكر مصنفاته، وعدّ منها: ( مرآة المؤمنين )(١). .

(٦٦)

رواية القندوزي البلخي

ورواه الشيخ سليمان بن إبراهيم القندوزي البلخي بطرقٍ متعددة.

فرواه عن الترمذي عن عمران بن حصين.

وعن ( الإِصابة ) عن وهب بن حمزة قال: « سافرت مع علي بن أبي

__________________

(١). نزهة الخواطر ٧ / ٥٢٧.

٢٦٢

طالب، فرأيت منه بعض ما أكره، فشكوته النبي صلّى الله عليه وسلّم. فقال: لا تقولنَّ هذا لعلي، فإنّه وليّكم بعدي ».

وعن ( المشكاة ) عن عمران بن حصين.

وقال: « قال الحسن بن علي - رضي الله عنهما - في خطبته قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - حين قضى بينه وبين أخيه جعفر ومولاه زيد في ابنة عمّه حمزة: أما أنت - يا علي - فمنّي وأنا منك وأنت وليّ كل مؤمنٍ بعدي ».

وقال: « في كنوز الدقائق للمناوي: علي منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي. لأبي داود الطّيالسي »(١). .

ترجمة القندوزي

وهو: الشيخ سليمان بن إبراهيم المعروف بـ ( خواجه كلان ) الحسيني القندوزي البلخي، ولد سنة ١٢٢٠ وسافر إلى البلاد في طلب العلم، فكان من أعلام الفقهاء الحنفية ومن رجال الطريقة النقشبندية، له مؤلّفات، منها ( ينابيع المودة ) دلّ على سعة اطّلاعه ووفور علمه. وتوفي سنة ١٢٩٤ أو ١٢٩٣ أو ١٢٧٠ على اختلاف الأقوال. وتوجد ترجمته في ( معجم المؤلّفين ) و ( الأعلام ).

(٦٧)

رواية حسن زمان الحيدرآبادي

ورواه المولوي حسن زمان بن محمد بن قاسم التركماني الحيدرآبادي

__________________

(١). ينابيع المودة ١ / ١٦٩، ١٧١، ١٧٢.

٢٦٣

وصحّحه، فإنّه قال بعد ذكر حديث الغدير:

« ثم معنى المولى هنا: الولي والسيّد قطعاً. قال العلّامة الحرالي:

والمولى هو الولي اللازم الولاية، القائم بها الدائم عليها، ذكره الفاضل المنّاوي في شرح الجامع الصغير، في حديث: علي بن أبي طالب مولى من كنت مولاه.

ويدل عليه ما مضى في روايات اُخرى صحيحة: من كنت وليّه فعليٌّ وليّه.

وفي حديث بريدة عند إمامي السنّة أحمد والنسائي في خصائصه وغيرهما: لا تقع يا بريدة في عليّ، فإنّه منّي وأنا منه، وهو وليّكم بعدي، وإنّه منّي وأنا منه، وهو وليّكم بعدي.

وقول ابن حجر الهيتمي -: في سنده الأجلح، وهو وإنْ وثّقه ابن معين لكنّ ضعّفه غيره، على أنّه شيعي، وعلى تقدير الصحة فيحتمل أنّه رواه بالمعنى بحسب عقيدته - ليس بشيء.

فإنّه مع كون الأجلح قد صحّ توثيق جماعة، وضعف تضعيف فرقة له بعلّة تشيّعه، قد ورد مثله في رواياتٍ اُخرى صحيحة أيضاً:

ففي الرياض والإِكتفاء عن عمران بن حصين قال: بعث رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - سرية واستعمل عليها عليّاً أخرجه الترمذي في جامعه وقال: حسن غريب. وأبو حاتم ابن حبان في صحيحه.

قلت: وقال أبو يعلى في مسنده: نا عبيد الله، ثنا جعفر بن سليمان، نا يزيد الرشك، عن مطرف بن عبد الله، عن عمران بن حصين. فذكره به نحوه.

وقال النّسائي في خصائصه: أنا قتيبة بن سعيد، ثنا جعفر. فذكره به.

وقال أحمد: ثنا عبد الرزاق وعفان المعنى. وهذا حديث عبد الرزاق قالا: ثنا جعفر بن سليمان. فذكره به.

وفيه: فأقبل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على الرابع - وقد تغيّر

٢٦٤

وجهه - فقال: دعوا عليّاً، دعوا عليّاً، دعوا عليّاً، إنّ عليّاً منّي وأنا منه، وهو وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي.

وقال الترمذي: أنا قتيبة بن سعيد، ثنا جعفر. فذكره به. قال: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلّا من حديث جعفر بن سليمان.

قلت: هو من زهّاد الشّيعة، ثقة، كثير العلم، إحتج به البخاري في الأدب، ومسلم، والأربعة، وصحّح له التّرمذي، فتحسينه له هذا غريب. وقد حدّث عنه: السفيان الثوري - مع تقدّمه - وابن المبارك، وسيّار بن حاتم، وقتيبة، ومسدّد، ويحيى بن يحيى، وابن مهدي وابن المديني وهما لا يحدّثان إلّا عن ثقة، وعبد الرزاق وقال: رأيته فاضلاً حسن الهدي، وأهل صنعاء، وأهل العراق، وخلقٌ. وقال أحمد: لا بأس به. وقال ابن معين: ثقة، كان يحيى بن سعيد يستضعفه - أي: وهو منه غير مقبول - وقلّده ابن سعد فقال: كان ثقة به ضعف. وكأن استضعاف يحيى لتشيّعه قال ابن حبان في كتاب الثقات:

كان من الثقات المتقنين في الروايات، غير أنّه كان ينتحل الميل إلى أهل البيت، ولم يكن بداعية إلى مذهبه، وليس بين أهل الحديث من أئمتنا خلاف أنّ الصدوق المتقن إذا كان فيه بدعة ولم يكن يدعو إليها أنّ الاحتجاج بأخباره، ولهذه العلّة تركنا حديث جماعةٍ ممّن كانوا ينتحلون البدعة ويدعون إليها وإنْ كانوا ثقات، فاحتججنا بأقوامٍ ثقاتٍ انتحالهم سوء، غير أنهم لم يكونوا يدعون إليها، وانتحال العبد بينه وبين ربّه، إنْ شاء عذّبه وإنْ شاء غفر له، وعلينا قبول الروايات عنهم إذا كانوا ثقات على حسب ما ذكرنا في غير موضع من كتبنا. انتهى.

وقد ذكر قوله في ترجمة عبد الملك. وتقدّم في المقدمة في مرسل الحسن كلام الخطيب في هذا الباب.

وقال ابن عدي: هو حسن الحديث، معروف بالتشيّع وجمع الرقائق، جالس زهّاد البصرة فحفظ عنهم. وقد روى أيضاً في فضل الشيخين، وهو

٢٦٥

عندي ممّن يجب أنْ ينقل حديث. انتهى. وقال الذهبي: كان شيعياً صدوقاً.

ويزيد عابد ثقة، وقال ابن حجر: وهم من ليّنه، احتجّ به الأئمة الستة.

وكذا مطرف.

وقد صرّح الحافظ ابن حجر في الإِصابة بأنّ سنده قوي. وعزي إلى الطيالسي، والنسائي في الكبرى، والحسن بن سفيان في فوائده، وأبي نعيم في فضائل الصحابة، والطبراني، والحاكم في مستدركه.

وفي جمع الجوامع: أخرجه ابن أبي شيبة بسندٍ صحيح، وابن جرير وصحّحه، ولفظهما: علي منّي وأنا من علي وعلي وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي.

وهذه الجملة عند الديلمي في مسند الفردوس عن أبي ذر الغفاري.

وللحاكم في مستدركه والضياء في مختارته عن ابن عباس: إنّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - قال لبريدة: إنّ علياً وليّكم بعدي فأحبَّ عليّاً فإنّه يفعل ما يؤمر به.

وللديلمي عن بريدة مثله.

وقال أبو داود الطيالسي: حدّثنا أبو عوانة، عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، عن ابن عباس: إن رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - قال لعلي: أنت وليّ كلّ مؤمن بعدي. وأخرجه أحمد والنسائي، وعنه الطّحاوي في حديث ابن عباس الطويل في خصائص علي بهذا السند، مصرّحاً بالتحديث في جميعه. وسكت عليه ابن حجر في الإِصابة. قال عمر في الإِستيعاب: هذا إسناد لا مطعن فيه لأحدٍ، لصحته وثقة نقلته.

وكأنّه لم يعبأ بتشديد البخاري في قوله وحده في أبي بلج: فيه نظر. وكذا لم يقبله منه من عاصره ومن تأخّر عنه من النقدة المتشدّدة، منهم أبو حاتم قال: صالح الحديث، لا بأس به. ووثّقه النسائي وابن سعد وابن حبان - كما عزي له - واحتجّ به في صحيحه، والدارقطني والحاكم. وألزما مسلماً إخراج حديثه، واحتجّ به الأربعة. وقال الحاكم: واحتجّ به مسلم، ولعلّه في نسخة الصحيح

٢٦٦

من روايته، وهو بَلَديُّ مسلم، فهو أعلم بكتابه.

وسبقهم إلى توثيقه من المتقدّمين: ابن معين، وحدّث عنه إمام النقدة شعبة، وإبراهيم بن المختار، وحاتم بن أبي صغيرة، وحصين بن نمير، وزائدة ابن قدامة، وزهير بن معاوية، والثوري، وسويد بن عبد العزيز، وشعيب بن صفوان، وأبو حمزة السكّري، وأبو عوانة، وهشيم، وغيرهم.

وعن وهب بن حمزة قال: قدم بريدة من اليمن، وكان خرج مع علي بن أبي طالب، فرأى منه جفوة، فأخذ يذكر عليّاً وينتقص من حقّه، فبلغ ذلك رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - فقال له: لا تقل هذا، فهو أولى الناس بكم بعدي يعني علياً.

أخرجه الطّبراني في الكبير، وذكره المناوي بتغيير يسير وقال: قال الهيثمي: فيه ذكرين ذكره أبو حاتم ولم يضعّفه أحد وبقية رجاله وثّقوا.

وعن بريدة - في روايةٍ اُخرى - إن عليّاً منّي وأنا منه، خُلِقَ من طينتي وخُلِقْتُ من طينة إبراهيم، وأنا أفضل من إبراهيم، ذرية بعضها من بعض، والله سميع عليم. يا بريدة، أما علمت أن لعليٍ أكثر من الجارية التي أخذ، وأنه وليّكم بعدي.

أخرجه ابن جرير في تهذيب الآثار، وهو صحيح عنده. قال الخطيب: لم أر سواه في معناه.

أورده واعتمده جماعة من الأئمة من آخرهم: السّبكي والسيوطي، وقد أخرجه ابن اُسبوع الأندلسي في الشفاء. كذا في الاكتفاء.

وقد وردت هذه اللّفظة في أحاديث جماعة من الصّحابة بطرقٍ كثيرةٍ ضعيفة، يتقوّى مجموعها، لكن لا حاجة إليها بعد هذه الروايات الثابتات. وممّن جزم بورودها من جهابذة المتأخّرين: الحافظ ابن حجر في الإِصابة، والحافظ الفاسي في العقد الثمين. في آخرين.

فقيلة صاحب القرة: - إنّ زيادة « وهو وليّكم بعدي ونحوها » موضوعه،

٢٦٧

ومن تغييرات الشّيعة - شيء عجاب عند أولي الألباب، مع ذكره لها قبل خمسين ورقة في أجوبة الطوسي، من حديث الترمذي المذكور، وقد صرّح الترمذي بحسنه وهو صحيح على شرطه. وكتابه من كتب كان مؤلّفوها - كما قال صاحب القرة في الحجة - معروفين بالوثوق والعدالة والحفظ والتبحّر في فنون الحديث، ولم يرضوا في كتبهم هذه بالتساهل فيما اشترطوا على أنفسهم، فتلقّاها من بَعدِهم بالقبول. إلى آخر ما قال. نسأل الله العافية »(١). .

ترجمة حسن زمان

وهذا الشيخ معاصر للسيّد صاحب العبقات، وقد وصفه السيّد بـ « الجهبذ المبجّل في عصره وأوانه، حسن الزمان، نادرة دهره وحسنة زمانه ».

__________________

(١). القول المستحسن في فخر الحسن: ٢١٤.

٢٦٨

وثاقة الأجلح

وردُّ القدح فيه بسبب تشيّعه

٢٦٩

٢٧٠

قوله

لأنّ في سنده الأجلح وهو شيعي متّهم في روايته.

أقول

هذا الكلام مخدوش بوجوه عديدة، ومنقوض بنقوض سديدة:

١ - توثيق يحيى بن معين

لقد وثّقه إمام المنقّدين يحيى بن معين، قال المزّي: « قال عباس الدوري عن يحيى بن معين: ثقة»(١). وقال ابن حجر: « قال ابن معين: صالح وقال مرةً: ثقة. وقال مرة: ليس به بأس »(٢). .

ترجمة يحيى بن معين

ولنذكر بعض الكلمات في مناقب يحيى بن معين ومحامده، لئلّا يرتاب في سقوط التشكيك في وثاقة الأجلح بعد توثيق يحيى بن معين له:

__________________

(١). تهذيب الكمال بترجمة الأجلح ٣١ / ٥٤٩.

(٢). تهذيب التهذيب - ترجمة الأجلح ١ / ١٦٦.

٢٧١

قالالسمعاني: « أبو زكريا يحيى بن معين بن عون بن زياد بن بسطام المريّ، مرّة غطفان، من أهل بغداد. كان إماماً ربّانيّاً عالماً حافظاً ثبتاً متقناً، مرجوعاً إليه في الجرح والتعديل

روى عنه من رفقائه: أحمد بن حنبل، وأبو خيثمة، ومحمد بن إسحاق الصنعاني، ومحمد بن إسماعيل البخاري، وأبو داود السجستاني، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وغيرهم.

وانتهى علم العلماء إليه، حتى قال أحمد بن حنبل: هاهنا رجل خلقه الله لهذا الشأن، يظهر كذب الكذابين. يعني: يحيى بن معين. وقال علي بن المديني: لا نعلم أحداً من لدن آدم كتب من الحديث ما كتب يحيى بن معين. قال أبو حاتم الرّازي: إذا رأيت البغدادي يحبّ أحمد بن حنبل فاعلم أنّه صاحب سنّة. وإذا رأيته يبغض يحيى بن معين فاعلم أنه كذّاب.

وكانت ولادته في خلافة أبي جعفر سنة ١٥٨ في آخرها ومات لسبع ليال بقين من ذي القعدة سنة ٢٣٣ »(١). .

وقد فصّلنا الكلام في ترجمة يحيى بن معين في مجلّد ( حديث مدينة العلم ).

٢ - توثيق أحمد بن حنبل

وقال أحمد بن حنبل في توثيق الأجلح: « ما أقرب الأجلح من فطر بن الخليفة » روى ذلك: المزّي، وابن حجر العسقلاني. بترجمة الأجلح، عن عبد الله بن أحمد، عن أبيه(٢). .

ولا ريب في أنّ « فطر بن خليفة » ثقة عند أحمد بن حنبل قال

__________________

(١). الأنساب - المري ١٢ / ٢١٦ - ٢١٧.

(٢). تهذيب الكمال ٢ / ٢٧٧ تهذيب التهذيب ١ / ١٦٦.

٢٧٢

الذّهبي:

« فطر بن خليفة المخزومي، مولاهم، الحناط، عن: أبي الطفيل، وعطاء الشيبي، ومولاه عمرو بن حريث الصحابي، وعن مجاهد، والشعبي، وخلق. وعنه: القطّان، ويحيى بن آدم، وقبيصة. وخلق. له نحو ستّين حديثاً، وهو شيعي جلد صدوق، وثّقه أحمد وابن معين. مات سنة ١٥٣»(١). .

وقال ابن حجر: « قال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه: ثقة صالح الحديث »(٢). .

فيكون الأجلح ثقة عند أحمد بن حنبل.

٣ - توثيق الفلّاس

وهو عند عمرو بن علي الفلاس مستقيم الحديث، صدوق، فقد ذكر ابن حجر العسقلاني بترجمته: « وقال عمرو بن علي: مات سنة ١٤٥ أوّل السنة، وهو رجل من بجيلة، مستقيم الحديث، صدوق. قلت: ليس هو من بجيلة »(٣). .

ترجمة الفلاس

والفلّاس من أكابر أئمّة المسلمين الأعلام، وهذه نبذة من كلماتهم بترجمته:

١ - السمعاني: « أبو حفص عمرو بن علي بن بحر بن الكُنَيز السقّاء الفلّاس

__________________

(١). الكاشف ٢ / ٣٣٢ ترجمة فطر.

(٢). تهذيب التهذيب ٨ / ٢٧١ ترجمة فطر.

(٣). تهذيب التهذيب ١ / ١٦٦.

٢٧٣

- ذكرته في الفاء - كان أحد أئمّة المسلمين، من أهل البصرة، قدم أصبهان سنة ستّ عشرة وأربع وعشرين، وست وثلاثين ومائتين، وحدّث بها. روى عنه: عفان بن مسلم، وسئل أبو زرعة الرازي عنه فقال: ذاك من فرسان الحديث. وقال حجّاج بن الشاعر: لا يبالي أن يأخذ من عمرو بن علي من حفظه أو من كتابه. وكان أبو مسعود الرازي يقول: لا أعلم أحداً قدم هاهنا أتقن من أبي حفص »(١). .

٢ - الذهبي: « الحافظ الإِمام الثبت، أبو حفص، الباهلي البصري الصيرفي، الفلّاس، أحد الأعلام. مولده بعد الستين ومائة. سمع: يزيد زريع، وعبد العزيز بن عبد الصمد العمّي، وسفيان بن عيينة، ومعتمر بن سليمان، وطبقتهم، فأكثر وأتقن، وجوّد وأحسن.

حدّث عنه: الستّة، والنسائي أيضاً بواسطة، وعفّان وهو من شيوخه، وأبو زرعة، ومحمد بن جرير، وابن صاعد، والمحاملي، وأبو روق الهزاني، واُممٌ سواهم.

قال النسائي: ثقة حافظ صاحب حديث. وقال أبو حاتم: كان أوثق من علي بن المديني. وقال عبّاس العنبري: ما تعلّمت الحديث إلّا منه. وقال حجّاج بن شاعر: عمرو بن علي لا يبالي أحدّث من حفظه أو من كتابه. وقال أبو زرعة: ذاك من فرسان الحديث، لم نر بالبصرة أحفظ منه ومن ابن المديني والشاذكوني.

قال الفلّاس: حضرت مجلس حمّاد بن زيد وأنا صبيّ وضيء، فأخذ رجل بخدّي ففررت فلم أعد.

وقال ابن اشكاب: ما رأيت مثل الفلاس، وكان يحسن كلّ شيء.

وعنه قال: ما كنت فلّاساً قط »(٢). .

__________________

(١). الأنساب ٧٠ / ٩٠.

(٢). تذكرة الحفاظ ٢ / ٤٨٧.

٢٧٤

وترجم له في ( سير أعلام النبلاء ) فوصفه بـ « الحافظ الإِمام المجوّد الناقد » ثم أورد الكلمات في حقّه(١). .

وكذا في ( العبر ) بعد أنْ وصفه بـ « الحافظ أحد الأعلام »(٢). .

٣ - وكذا ترجم له كلّ من اليافعي(٣). وابن حجر(٤). والسّيوطي(٥). .

٤ - توثيق العجلي

ووثّقه أحمد بن عبد الله العجلي، فقد ذكر المزّي: « قال أحمد بن عبد الله العجلي: كوفي ثقة»(٦). . وقال ابن حجر: « قال العجلي: كوفي ثقة »(٧). وقال السّيوطي بعد تكلّم ابن الجوزي في الأجلح: « قلت: روى له الأربعة، ووثّقه ابن معين والعجلي »(٨). .

ترجمة العجلي

والعجلي أيضاً من كبار الأئمّة الحفّاظ، المرجوع إليهم في الجرح والتعديل:

١ - السمعاني: « أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن صالح بن مسلم

__________________

(١). سير أعلام النبلاء ١١ / ٤٧٠.

(٢). العبر - حوادث ٢٤٩.

(٣). مرآة الجنان - حوادث ٢٤٩.

(٤). تقريب التهذيب ٢ / ٧٥.

(٥). طبقات الحفّاظ: ٢١٤.

(٦). تهذيب الكمال ٢ / ١٧٧.

(٧). تهذيب التهذيب ١ / ١٦٦.

(٨). اللآلي المصنوعة ١ / ٣٢٢.

٢٧٥

العجلي، كوفي الأصل، نشأ ببغداد، وسمع بها وبالكوفة والبصرة وكان حافظاً ديّناً صالحاً، إنتقل إلى بلاد المغرب فسكن اطرابلس، وانتشر حديثه هناك. روى عنه ابنه أبو مسلم صالح، وذكر أنه سمع منه في سنة ٢٥٧. وكان يشبّه بأحمد بن حنبل، وكان خروجه إلى المغرب أيّام محنة أحمد بن حنبل. وكانت ولادته بالكوفة سنة ١٨٢. ومات في سنة ٢٦١ وقبره بأعلى الساحل باطرابلس، وقبر ابنه صالح إلى جنبه »(١). .

٢ - الذّهبي: « العجلي، الإِمام الحافظ القدوة حدّث عنه ولده صالح بمصنّفه في الجرح والتعديل، وهو كتاب مفيد يدلّ على سعة حفظه. ذكره عباس الدوري فقال: كنا نعدّه مثل أحمد ويحيى بن معين »(٢). .

وكذا في ( العبر ) وذكر كلمة الدوري(٣). .

وفي ( سير أعلام النبلاء ) وصفه: « الإِمام الحافظ الناقد الأوحد الزاهد » وذكر كتابه في الجرح والتعديل ومدحه، ثم ذكر بعض الكلمات في حق العجلي والثناء عليه من الأكابر(٤). .

٥ - توثيق الفسوي

ووثّقه يعقوب بن سفيان الفسوي بصراحة وإنْ ناقض نفسه فليّن حديثه قال ابن حجر: « قال يعقوب بن سفيان: ثقةٌ حديثه ليّن »(٥). .

__________________

(١). الأنساب - الاطرابلسي ١ / ٣٠٤.

(٢). تذكرة الحفّاظ ٢ / ٥٦٠ / ٥٨٢.

(٣). العبر - حوادث ٢٦١.

(٤). سير أعلام النبلاء ١٢ / ٥٠٥.

(٥). تهذيب التهذيب ١ / ١٦٦ ترجمة الأجلح.

٢٧٦

ترجمة الفسوي

والفسوي من أكابر الأئمة المعتمدين لدى القوم:

١ - السمعاني: « الفسوي. بفتح الفاء والسين، وهذه النّسبة إلى فسا، وهي بلدة من بلاد فارس، خرج منها جماعة من العلماء والرحالين، منهم: أبو يوسف يعقوب بن سفيان بن جوان الفسوي الفارسي. كان من الأئمة الكبار، ممّن جمع ورحل من الشرق إلى الغرب، وصنّف وأكثر، مع الورع والنسك والصّلابة في السنّة.

رحل إلى: العراق، والحجاز، والشام، والجزائر، وديار مصر. وكتب عن عبيد الله بن موسى. روى عنه: أبو محمد ابن درستويه النحوي.

مات في رجب الثالث والعشرون منه، من سنة ٢٧٧ »(١). .

٢ - الذهبي: « الفسوي الحافظ الإِمام الحجة عنه: الترمذي، والنسائي، وابن خزيمة، وأبو عوانة، وابن أبي حاتم، ومحمد بن حمزة بن عمار، وعبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي، وآخرون. وبقي في الرحلة ثلاثين سنة.

قال أبو زرعة الدمشقي: قدم علينا من نبلاء الرّجال يعقوب بن سفيان، يعجز أهل العراق أن يروا مثله

وقيل: كان يتكلّم في عثمان -رضي‌الله‌عنه - ولم يصح »(٢). .

وفي ( العبر ): « الإِمام يعقوب بن سفيان الحافظ، أحد أركان الحديث، وصاحب المشيخة والتاريخ »(٣). .

__________________

(١). الأنساب - الفسوي ٩ / ٣٠٥.

(٢). تذكرة الحفّاظ ٢ / ٥٨٢.

(٣). العبر - حوادث ٢٧٧.

٢٧٧

وفي ( سير أعلام النبلاء ): « الفسوي الإِمام الحافظ الحجة الرحال، محدّث إقليم فارس ...»(١). .

٦ - توثيق ابن عدي

ووصفه ابن عدي صاحب ( الكامل ) الكتاب الشهير في الجرح والتعديل، بالصدّق، والاستقامة في الحديث، وأضاف أنّه لم ير له حديثاً منكرا مطلقاً فقد قال المزي بترجمة الأجلح:

« قال أحمد بن عدي: له أحاديث صالحة، يوري عنه الكوفيّون وغيرهم، فلم أجد له حديثاً منكراً متجاوزاً للحد لا إسناداً ولا متناً، إلّا أنّه يعدّ في شيعة الكوفة وهو عندي مستقيم الحديث»(٢). .

وقال ابن حجر: « قال ابن عدي: له أحاديث صالحة، ويروي عنه الكوفيّون وغيرهم، ولم أر له حديثاً منكراً مجاوزاً للحد لا إسناداً ولا متناً، إلّا أنّه يعدّ في شيعة الكوفة، وهو عندي مستقيم الحديث صدوق. وقال شريك عن الأجلح: إنّه ما سبّ أبا بكر وعمر أحد إلّا مات قتلاً أو فقراً»(٣). .

ترجمة ابن عدي

وابن عدي من أئمّة أهل الجرح والتعديل المرجوع إليهم عندهم:

١ - الذهبي: « ابن عدي، الإِمام الحافظ الكبير، أبو أحمد عبد الله بن عدي بن عبد الله بن محمد بن مبارك الجرجاني، ويعرف أيضاً بابن القطّان، صاحب كتاب الكامل في الجرح والتعديل، كان أحد الأعلام

__________________

(١). سير أعلام النبلاء ١٣ / ١٨٠.

(٢). تهذيب الكمال ٢ / ٢٧٨.

(٣). تهذيب التهذيب ١ / ١٦٦.

٢٧٨

عنه: أبو العباس ابن عقدة شيخه، وأبو سعد الماليني، والحسن بن رامين، ومحمد بن عبد الله بن عبد كويه، وحمزة بن يوسف السهمي، وأبو الحسين أحمد بن العالي، وآخرون.

وهو المصنّف في الكلام على الرجال، عارف بالعلل.

قال أبو القاسم ابن عساكر: كان ثقة على لحنٍ فيه.

قال حمزة السهمي: سألت الدار قطني أنْ يصنّف كتاباً في الضعفاء.

فقال: أليس عندك كتاب ابن عدي؟ فقلت: بلى. فقال: فيه كفاية لا يزاد عليه.

قلت: قد صنّف ابن عدي على أبواب مختصر المزني كتاباً سمّاه الإِنتصار.

قال حمزة السهمي: كان حافظاً متقنا لم يكن في زمانه أحد مثله، تفرّد برواية أحاديث، وبه منها لا بنيه عدي وأبي زرعة، وتفرّدا بها عنه.

قال الخليلي: كان عديم النظير حفظا وجلالة، سألت عبد الله بن محمد الحافظ أيهما أحفظ؟ ابن عدي؟ ابن عدي أو ابن قانع فقال: زر قميص ابن عدي أحفظ من عبد الباقي ابن قانع.

قال الخليلي: وسمعت أحمد بن أبي مسلم الحافظ يقول: لم أر أحدا مثل أحمد الحاكم، وقد قال لي كان حفظ هؤلاء تكلّفا وحفظ ابن عدي طبعا. زاد معجمه على ألف شيخ.

قال حمزة بن يوسف: توفي أبو أحمد في جمادى الآخرة سنة خمس وستين، وصلّى عليه الإِمام أبو بكر الإِسماعيلي »(١). .

٢ - ابن الأثير: « فيها توفي أبو أحمد ابن عدي الجرجاني، في جمادى

__________________

(١). تذكرة الحفّاظ ٣ / ٩٤٠.

٢٧٩

الآخرة، وهو إمام مشهور »(١). .

٣ - اليافعي: « فيها الحافظ الكبير أبو أحمد، عبد الله بن محمد القطّان الجرجاني، مصنف الكامل في الجرح »(٢). .

٤ - السيوطي: « ابن عدي، الإِمام الحافظ الكبير صاحب الكامل في الجرح والتعديل، أحد الأعلام »(٣). .

٥ - المناوي: « هو أبو أحمد عبد الله الجرجاني، أحد الحفّاظ الأعيان الذين طافوا البلاد وهجروا الوساد وواصلوا السهاد وقطعوا المعتاد، طالبين للعلم، روى عن الجمحي وغيره. وعنه: أبو حامد الإسفرايني، وأبو سعيد الماليني. قال البيهقي: حافظ متقن لم يكن في زمنه مثله. وقال ابن عساكر: ثقة على لحنٍ فيه. مات سنة ٣٦٥ عن ثمان وثمانين.

وفي كتاب الكامل، الّذي ألّفه في معرفة الضعفاء، وهو أصل من الاُصول المعوّل عليها والمرجوع إليها، طابق اسمه معناه، ووافق لفظه فحواه، من عينه انتجع المنتجعون، وبشهادته حكم الحاكمون، وإلى ما قاله رجع المتقدّمون والمتأخّرون »(٤). .

٧ - تصحيح الحاكم حديثه وتأكيده ذلك

وقال الحاكم:

« حدّثنا أحمد بن إسحاق الفقيه، أنبأ أبو المثنى، ثنا مسدّد، ثنا يحيى القطان، عن الأجلح، عن الشعبي، عن عبد الله بن الخليل، عن زيد بن أرقم قال: كنت

__________________

(١). الكامل في التاريخ - حوادث سنة ٣٥٥.

(٢). مرآة الجنان - حوادث سنة ٣٥٥.

(٣). طبقات الحفّاظ: ٣٨٠.

(٤). فيض القدير - شرح الجامع الصغير - بيان رموز الكتاب ١ / ٢٩.

٢٨٠

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324