نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ١٥

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار11%

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 324

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 324 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 238396 / تحميل: 6456
الحجم الحجم الحجم
نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ١٥

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

سند حديث التشبيه

٢١ - ٢٩١

٢١

٢٢

أقول:

لقد كان الأحرى ( بالدهلوي ) أنْ لا يقلّد ( الكابلي ) في إنكار هذا الحديث الشريف، بل لقد كان ورعه وإنصافه!! يقتضيان أن لا يتّبع هذا السلف الصالح!! في هذه المزعمة الباطلة

أما كان يظنّ ( الدهلوي ) أنّه سيحاسب ويؤاخذ يوماً مّا بما يقول ويكتب؟ وهلّا ردعه الحق عن المكابرة أمام هذا الحديث الشريف والتفوّه بهذه الكلمات الفارغة؟

إنّ صحّة هذا الحديث تتجلّى بأدنى تتّبع ونظر في كتب الحديث، وإنّ هذه الحقيقة الراهنة تتّضح بأقلّ مراجعةٍ لمصادر الأخبار والرّوايات

لقد روى هذا الحديث الشّريف طائفة من الحفّاظ والأئمّة المعتمدين من أهل السنّة، من رجال الصّحاح، وأصحاب المسانيد، ومشاهير العلماء

ونحن نكتفي بذكر جماعةٍ من أعلام رواة هذا الحديث:

٢٣

أسماء أشهر الرواة والمخرجين لحديث التشبيه

١ - أبو بكر عبدالرزاق بن همام بن نافع الحميري مولاهم، الصنعاني، شيخ البخاري وغيره، المتوفى سنة ٢١١.

٢ - أحمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني، أحد أئمتهم الأربعة المتوفى سنة ٢٤١.

٣ - أبو حاتم محمّد بن إدريس الحنظلي الرّازي، المتوفى سنة ٢٧٧.

٤ - أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان المعروف بابن شاهين المحدّث المفسّر، المتوفى سنة ٣٨٥.

٥ - أبو عبدالله عبيدالله بن محمّد بن أحمد العكبري المعروف بابن بطّة المتوفى سنة ٣٨٧.

٦ - أبو عبدالله محمّد بن عبدالله بن حمدويه الضبّي الطهماني المعروف بالحاكم النيسابوري، المتوفى سنة ٤٠٥.

٧ - أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الإصبهاني، المتوفى سنة ٤١٠.

٨ - أبو نعيم أحمد بن عبدالله بن أحمد بن إسحاق بن موسى الإصبهاني المتوفى سنة ٤٣٠.

٩ - أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي بن عبدالله بن موسى البيهقي الخسروجردي، المتوفى سنة ٤٥٨.

١٠ - أبو الحسن علي بن محمّد بن الطيّب الجلّابي المعروف بابن المغازلي المتوفى سنة ٤٨٣.

٢٤

١١ - أبو شجاع شيرويه بن شهردار بن شيرويه الديلمي الهمداني، المتوفى سنة ٥٠٩.

١٢ - أبو محمّد أحمد بن علي العاصمي، صاحب ( زين الفتى في تفسير سورة هل أتى ).

١٣ - أبو الفتح محمّد بن علي بن إبراهيم النطنزي، صاحب ( الخصائص العلوية ).

١٤ - أبو المجد مجدود بن آدم المعروف بالحكيم السنائي، المتوفى سنة ٥٢٥.

١٥ - أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي، المتوفى سنة ٥٥٨.

١٦ - أبو المؤيّد الموفّق بن أحمد بن أبي سعيد المكّي المعروف بأخطب خطباء خوارزم، المتوفى سنة ٥٦٩.

١٧ - أبو الخير رضي الدين أحمد بن إسماعيل الطالقاني القزويني الحاكمي، المتوفى سنة ٥٩٠.

١٨ - الشيخ عمر بن محمّد بن خضر المعروف بالملّا الإربلي، صاحب ( وسيلة المتعبّدين ).

١٩ - نور الدين أبو حامد محمود بن محمّد بن حسين الصالحاني، تلميذ أبي موسى المديني.

٢٠ - كمال الدين أبو سالم محمّد بن طلحة القرشي، صاحب ( مطالب السئول ) المتوفى سنة ٦٥٢.

٢١ - أبو عبدالله محمّد بن يوسف الكنجي الشافعي، صاحب ( كفاية الطالب ) المتوفى سنة ٦٥٨.

٢٥

٢٢ - محبّ الدين أحمد بن عبدالله بن محمّد الطبري الشافعي، صاحب ( الرياض النضرة ) المتوفى سنة ٦٩٤.

٢٣ - السيّد علي بن شهاب الدين الهمداني، صاحب ( المودّة في القربى ) المتوفى سنة ٧٧٦.

٢٤ - نور الدين جعفر بن سالار المعروف بأمير ملّا، خليفة الهمداني.

٢٥ - شهاب الدين أحمد صاحب ( توضيح الدلائل على ترجيح الفضائل ).

٢٦ - شهاب الدين بن شمس الدين بن عمر الزاولي الدولت آبادي المعروف بملك العلماء الهندي، المتوفى سنة ٨٣٩.

٢٧ - نور الدين علي بن محمّد بن الصبّاغ المالكي، صاحب ( الفصول المهمّة ) المتوفى سنة ٨٥٥.

٢٨ - كمال الدين حسين بن معين الدين اليزدي الميبدي، صاحب ( شرح الديوان ) المتوفى سنة ٨٧٠.

٢٩ - عبدالرحمن بن عبدالسلام بن عبدالرحمن الصفوري الشافعي.

٣٠ - إبراهيم بن عبدالله الوصابي اليمني الشّافعي، صاحب ( الإكتفاء في مناقب الخلفاء ).

٣١ - جمال الدين عطاء الله بن فضل الله بن عبدالرحمن الشيرازي المتوفى سنة ١٠٠٠.

٣٢ - أحمد بن الفضل بن محمّد باكثير المكي الشافعي، المتوفى سنة ١٠٤٧.

٣٣ - الميرزا محمّد بن معتمد خان بن رستم الحارثي البدخشي.

٣٤ - محمّد صدر العالم صاحب ( معارج العلى في مناقب المرتضى ).

٢٦

٣٥ - وليّ الله بن عبدالرحيم الدهلوي، والد ( الدهلوي ) المتوفى سنة ١١٧٦.

٣٦ - محمّد بن إسماعيل بن صلاح الأمير اليماني الصنعاني المتوفى سنة ١١٨٢.

٣٧ - أحمد بن عبدالقادر الشافعي العجيلي.

٣٨ - المولوي ولي الله بن حبيب الله اللكهنوي.

أقول:

هؤلاء بعض رواة حديث التشبيه، وسنورد بالترتيب نصوص رواياتهم

بل سيظهر صحّة هذا الحديث من كلام والد ( الدهلوي ) وهو الشيخ ولي الله الدهلوي، وجماعة من شيوخ ( الدهلوي )

كما ستعلم أن طائفةً من رواة هذا الحديث ونقلته هم من العلماء الذين يعتمد عليهم ( الدهلوي ) ويستشهد برواياتهم ويثني عليهم في كتبه

٢٧

(١)

رواية عبدالرزاق

روى عبدالرزاق بن همام الصنعاني حديث التشبيه، بسنده عن أبي هريرة عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقد قال ياقوت الحموي في كتاب ( معجم الأدباء ) بترجمة « محمّد بن أحمد بن عبيدالله الكاتب المعروف بابن المفجّع » ما نصّه:

« وله قصيدة ذات الأشباه، وسمّيت بذات الأشباه لقصده فيما ذكره من الخبر الذي رواه: عبدالرزاق عن معمر عن الزّهري عن سعيد بن المسيّب عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم - وهو في محفلٍ من أصحابه -:

إن تنظروا إلى آدم في علمه، ونوح في همّه، وإبراهيم في خلقه، وموسى في مناجاته، وعيسى في سننه، ومحمّد في هديه وحلمه، فانظروا إلى هذا المقبل. فتطاول الناس، فإذا هو علي بن أبي طالبعليه‌السلام .

فأورد المفجّع ذلك في قصيدته، وفيها مناقب كثيرة، وأوّلها:

أيُّها اللّائمي لحبّي عليّاً

قم ذميماً إلى الجحيم خزيّا

أبخير الأنام عرّضت لا

زلت مذوداً عن الهدى مزويّا

أشبه الأنبياء كهلاً وزولا

وفطيماً وراضعاً وغذياً

كان في علمه كآدم

إذْ عُلّم شرح الأسماء والمكنيّا

وكنوح نجّى من الهلك مَنْ

سيّر في الفلك إذ علا الجوديّا

وجفا في رضا الإله أباه(١)

واجتواه وعَدَّه أجنبيّا

كاعتزال الخليل آزر في الله

وهجرانه أباه مليّا

____________________

(١). هذا على زعم أعداء أهل البيت عليهم الصلاة والسّلام، فلا حجّة فيه علينا.

٢٨

ودعا قومه فآمن لوط

أقرب الناس منه رحماً وريّا

وعليّ لمـّا دعاه أخوه

سبق الحاضرين والبدويّا

وله من أبيه ذي الأيد

إسماعيل شبه ما كان عنّي خفيّا

إنّه عاون الخليل على الكعبة

إذ شاد ركنها المبنيَّا

ولقد عاون الوصي حبيب الله

إذ يغسلان منها الصفيّا

رام حمل النبي كي يقطع

الأصنام من سطحها المثول الحبيّا

فحناه ثقل النبوّة حتّى

كاد ينآد تحته مثنيّا

فارتقى منكب النبي علي

صنوه ما أجلّ المرتقيّا

فأماط الأوثان عن ظاهر الـ

ـكعبة ينفي الرجاس عنها نفيّا

ولو أنّ الوصيّ حاول مسّ

النجم بالكف لم تجده قصيّا

أفهل تعرفون غير علي

وابنه استرحل النبيّ مطيّا »(١)

تراجم رجال السَّنَد

ورجال السّند كلّهم رجال الصّحاح، وناهيك بهم عدالةً واعتباراً وعظمةً وجلالة ولا بأس بذكر بعض الكلمات في حق كلّ واحدٍ منهم بالترتيب:

ترجمة عبدالرزاق

١ - اليافعي: « وفي هذه السنة، توفي الحافظ العلّامة المرتحل إليه من الآفاق، الشيخ الإمام عبدالرزاق بن همام اليمني الصنعاني الحميري، صاحب المصنّفات، عن ست وثمانين سنة.

روى عن معمر، وابن جريج، والأوزاعي، وطبقتهم.

____________________

(١). معجم الأدباء ١٧ / ٢٠٠ - ٢٠٣.

٢٩

ورحل إليه الأئمّة إلى اليمن، قيل: ما رحل الناس إلى أحدٍ بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مثل ما رحل الناس إليه.

روى عنه خلائق من أئمّة الإسلام، منهم الإمام سفيان بن عيينة، والإمام أحمد، ويحيى بن معين، وإسحاق بن راهويه، وعلي بن المديني، ومحمود بن غيلان »(١) .

٢ - السّمعاني: « أبو بكر عبدالرزاق بن همام الصنعاني، قيل: ما رحل الناس إلى أحدٍ بعد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مثل ما رحل إليه »(٢) .

٣ - ابن خلّكان: « أبو بكر عبدالرزاق بن همام بن نافع الصنعاني، مولى حمير، قال أبو سعد ابن السمعاني: قيل ما رحل الناس إلى أحدٍ بعد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مثل ما رحلوا إليه.

يروي عن معمر بن راشد الأزدي مولاهم البصري، والأوزاعي، وابن جريج، وغيرهم.

وروى عنه الأئمّة الإسلام في ذلك العصر، منهم سفيان بن عيينة وهو من شيوخه، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وغيرهم.

وكانت ولادته في سنة ١٢٦.

وتوفي في شوال سنة ٢١١ باليمن. رحمه الله تعالى »(٣) .

٤ - عبدالغني بن سعيد المقدسي (*) عن محمّد بن إسماعيل الفزاري: « بلغنا - ونحن بصنعاء عند عبدالرزاق - أنّ يحيى بن معين وأحمد بن حنبل

____________________

(١). مرآة الجنان: حوادث ٢١١.

(٢). الأنساب - الصنعاني.

(٣). وفيات الأعيان ٣ / ٢١٦.

(*) وصفه الحافظ السّيوطي بالحافظ الإمام محدّث الإسلام. وذكر كتابه الكمال في مصنّفاته المعتمد عليها طبقات الحفّاظ: ٤٨٨.

٣٠

وغيرهما تركوا حديث عبدالرزاق وكرهوه، فدخلنا من ذلك غم شديد، فقلنا: فقد أنفقنا وتعبنا وآخر ذلك سقط حديثه، فلم أزل في غم من ذلك إلى وقت الحج، فخرجت من صنعاء إلى مكة، فوافقت بها يحيى بن معين فقلت: يا أبا زكريا ما الذي بلغنا عنكم في عبدالرزاق؟ فقال: ما هو؟ فقلت: بلغنا أنكم تركتم حديثه ورغبتم عنه. فقال: يا أبا صالح، لو ارتدَّ عن الإسلام عبدالرزاق ما تركنا حديثه ».

قال عبدالغني: « وروينا عن عبدالرزاق أنّه قال: قدمت مكة فمكثت ثلاثة أيّام لا يجيئني أصحاب الحديث، فمضيت وطفت وتعلّقت بأستار الكعبة فقلت: يا رب ما لي أكذّاب، أمدلّس أنا؟ فرجعت إلى البيت فجاؤني

فقال أحمد بن صالح: قلت لأحمد بن حنبل: أرأيت أحداً أحسن حديثاً من عبدالرزاق؟ قال: لا.

وقال أبو زرعة: عبدالرزاق أحد من ثبت حديثه.

قال البخاري: مات سنة ٢١١.

روى له الجماعة »(١) .

٥ - ابن القيسراني المقدسي: « عبد الرزاق بن همام بن نافع، أبو بكر الحميري مولاهم، الصنعاني.

سمع معمراً وابن جريج والثوري وغير واحدٍ عندهما.

روى عنه إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، وإسحاق بن منصور، ومحمود بن غيلان عندهما

أخبرنا أبو القاسم بنيسابور، أنا أبو الحسن الخفاف، انا أبو العباس السرّاج قال: سمعت محمّد بن سهل بن عسكر يقول: سمعت أحمد بن حنبل.

____________________

(١). الكمال في أسماء الرجال - مخطوط.

٣١

يقول:

إذا اختلف الناس في حديث معمر فالقول ما قال عبدالرزاق »(١) .

فعبد الرزاق من رجال الصحيحين.

وقد نصَّ ابن القيسراني في خطبة كتابه الذي جمع فيه ( أسماء رجال الصحيحين ) على أنّ حفاظ الحديث يذهبون إلى أنّ كلّ من أخرج له الشيخان في كتابيهما فحديثه حجّة، وهذه عبارته:

« ثمّ طائفة من حفّاظ الحديث مثل: أبي أحمد ابن عدي، وأبي الحسن الدارقطني، وأبي عبدالله ابن مندة، وأبي عبدالله الحاكم، ثمّ من بعدهم إلى يومنا هذا، لما صح عندهم أن كل من أخرجا حديثه في هذين الكتابين وإنْ تكلّم فيه بعض الناس، يكون حديثه حجةً لروايتهما عنه في الصّحيح ».

أقول:

وبهذا تعرف شأن عبدالرزاق عند ابن عدي والدارقطني وابن مندة والحاكم ومن بعدهم من حفّاظ الحديث

٦ - الخوارزمي: « عبد الرزاق، قال البخاري في تاريخه: عبدالرزاق بن همام بن نافع، أبو بكر مولى حمير، اليماني، سمع معمراً والثوري وابن جريج، مات سنة إحدى عشرة ومائتين. قال البخاري: ما حدّث عن كتابه فهو أصحّ.

يقول أضعف عباد الله: هو من مشاهير المحدّثين وشيوخ أحمد وأمثاله، نحو يحيى بن معين وغيرهما. ويروي عن الإمام أبو حنيفة في هذه المسانيد »(٢) .

____________________

(١). الجمع بين رجال الصحيحين ١ / ٣٢٨.

(٢). جامع مسانيد أبي حنيفة ٢ / ٥١٢.

٣٢

وأمّا من روى عنهم أبو حنيفة في ( مسانيده ) فقد قال الشعراني فيهم:

« وقد منَّ الله تعالى عليَّ بمطالعة مسانيد الإمام أبي حنيفة الثلاثة، من نسخةٍ عليها خطوط الحفّاظ، آخرهم الحافظ الدمياطي، فرأيته لا يروي حديثاً إلّاعن خيار التابعين العدول الثقات، الذين هم من خير القرون، بشهادة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، كالأسود وعلقمة وعطا وعكرمة ومجاهد ومكحول والحسن البصري وأضرابهم رضي الله عنهم أجمعين، فكلّ الرواة الذين بينه وبين رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عدول ثقات، أعلام أخيار، ليس فيهم كذّاب ولا متّهم بكذب.

وناهيك - يا أخي - بعدالة من ارتضاهم الإمام أبو حنيفةرضي‌الله‌عنه لأنْ يأخذ منهم أحكام دينه، مع شدّة تورّعه وتحرّزه وشفقته على الاُمة المحمّدية »(١) .

٧ - ابن تيميّة ، في جواب بعض الأحاديث: « وأصحاب السّير كابن وغيره يذكرون من فضائله ( أي فضائل عليعليه‌السلام ) شيئاً ضعيفاً، ولم يذكروا مثل هذا، ولا رووا ما تقدّم فيه أنّه موضوع باتّفاق أهل النقل، من أئمّة التفسير الذين ينقلونه بالأسانيد المعروفة، كتفسير ابن جريج، وسعيد بن أبي عروبة، وعبد الرزاق، وعبد بن حميد، وأحمد، وإسحاق، وبقي بن مخلد، وابن جرير الطبري، ومحمّد بن أسلم الطوسي، و عبد الرحمن ابن أبي حاتم، وابن المنذر، وغيرهم من العلماء الأكابر السادة الذين لهم في الاُمة لسان صدق، وتفاسيرهم متضمّنة للمنقولات التي يعتمد عليها في التفسير »(٢) .

____________________

(١). الميزان للشعراني: ٤٦.

(٢). منهاج السنة ٧ / ١٧٨.

٣٣

٨ - الذهبي: « أخبار ابن المديني مستقصاة في تاريخ بغداد، وقد بدت منه هفوة ثمّ تاب منها، وهذا أبو عبدالله البخاري وناهيك به قد شحن صحيحه بحديث علي بن المديني وقال: ما استصغرت نفسي بين يدي أحدٍ إلّابين يدي علي بن المديني، ولو ترك حديث علي وصاحبه محمّد وشيخه عبدالرزاق وعثمان بن أبي شيبة وإبراهيم بن سعد لغلّقنا الباب وانقطع الخطاب، ولماتت الآثار واستولت الزنادقة ولخرج الدجّالون، أفمالك عقل يا عقيلي؟! أتدري فيمن تتكلّم؟! وإنّما تبعناك في هذا النمط لنذبَّ عنهم، ولنزيّف ما قيل فيهم، كأنّك لا تدري أنّ كلّ واحدٍ من هؤلاء أوثق منك بطبقات، بل وأوثق من ثقات كثيرين لم توردهم في كتابك، وهذا ممّا لا يرتاب فيه محدّث »(١) .

٩ - الذهبي: « عبدالرزاق بن همام بن نافع، أبو بكر، أحد الأعلام »(٢) .

١٠ - أبو الوفاء الطرابلسي: « وكيف لا يكون ثقة؟! وقد روى له الأئمّة الستّة فضلاً عن الشيخين، ومن روى له الشيخان فقد جاز القنطرة كما قال علي ابن المفضل المقدسي »(٣) .

١١ - ولي الله الدهلوي: قال في بيان أسباب الإختلاف بين أهل الحديث وأصحاب الرأي، وأنّ أهل الحديث اهتمّوا بجمع أحاديث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقط: « بل صحّ عن البخاري أنّه اختصر صحيحه من ستمائة ألف حديث. وعن أبي داود أنّه اختصر سننه من خمسمائة ألف حديث، وجعل أحمد مسنده ميزاناً يعرف به حديث رسول الله صلّى الله عليه

____________________

(١). ميزان الإعتدال ٣ / ١٤٠.

(٢). الكاشف عمّن روي عنه في الصّحاح الستّة ٢ / ١٩٤.

(٣). الكشف الحثيث عمّن رمي بوضع الحديث ترجمة داود بن الحصين: ١٧١.

٣٤

وسلّم، فما وجد فيه ولو بطريقٍ واحدٍ من طرقه فله أصل وإلّا فلا أصل له.

وكان رؤوس هؤلاء: عبدالرحمن بن مهدي، ويحيى القطّان، ويزيد بن هارون، وعبد الرزاق، وأبو بكر بن أبي شيبة، ومسدّد، وهنّاد، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، والفضل بن دكين، وعلي المديني، وأقرانهم.

وهذه الطبقة هي الطراز الأوّل من طبقات المحدّثين، فرجع المحقّقون منهم بعد إحكام فن الرواية ومعرفة مراتب الأحاديث إلى الفقه، فلم يكن عندهم من الرأي أن يجتمع على تقليد رجلٍ ممّن مضى، مع ما يروون من الأحاديث والآثار المناقضة لكلّ مذهبٍ من تلك المذاهب، فأخذوا يتّبعون أحاديث النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وآثار الصّحابة والتابعين والمجتهدين على قواعد أحكموها في نفوسهم »(١) .

١٢ - تصديق الله تعالى عبدالرزاق!

قال السّيوطي: « أخرج الخطيب في تاريخه عن محمّد بن سالم [ سلم ] الخواص الشيخ الصالح،، قال: رأيت يحيى بن أكثم القاضي في النّوم، فقلت له: ما فعل الله بك؟ قال: أوقفني بين يديه، ثمّ قال لي: يا شيخ السّوء، لولا شيبتك لأحرقنك بالنار، [ فأخذني ما يأخذ العبد بين يدي مولاه، فلمـّا أفقت قال لي: يا شيخ السوء. فذكر الثالثة مثل الأوّلين. فلمـّا أفقت ] فقلت: يا رب ما هكذا حدثت عنك. قال: وما حدّثتُ عني؟ - وهو أعلم بذلك -؟ قال: حدّثني عبدالرزاق بن همام [ قال: ] حدّثنا معمر بن راشد، عن ابن شهاب الزهري، عن أنس بن مالك، عن نبيّك، عن جبرئيل عنك يا عظيم أنّك قلت: ما شاب لي عبدفي الإسلام شيبة إلّا استحييت منه أن أعذّبه بالنار. فقال: صدق عبدالرزاق، وصدق معمر، وصدق الزهري، وصدق أنس،

____________________

(١). الإنصاف في بيان سبب الإختلاف: ٤٦.

٣٥

وصدق نبيّي، وصدق جبرئيل، أنا قلت ذلك. إنطلقوا به إلى الجنّة »(١) .

ترجمة معمر بن راشد

وأمّا « معمر بن راشد » البصري شيخ عبدالرزاق بن همام الصنعاني، فهذا موجز ترجمته والثناء عليه في كتب أهل السنّة:

١ - السمعاني: « ومن القدماء أبو عروة معمر بن راشد البصري المهلّبي مولى الأزد، من أهل البصرة، سكن اليمن، وهو معمر بن أبي عمر.

وكان من ثقات العلماء.

يروي عن: الزهري، وقتادة، ويحيى بن أبي كثير، وأبي إسحاق الهمداني، والأعمش.

روى عنه: الثوري، وشعبة، وابن أبي عروبة، وابن عيينة، وابن المبارك، وإسماعيل بن علّية، ومروان الفزاري، ورباح الصنعاني، وهشام بن يوسف، ومحمّد بن ثور، وعبد الرزاق بن همام.

قال ابن جريج: عليكم بهذا الرجل - يعني معمراً - فإنّه لم يبق من أهل زمانه أعلم منه.

وسئل ابن جريج عن شيء من التفسير فأجابني، فقلت: إنّ معمراً قال كذا وكذا، قال: إنّ معمراً شرب من العلم با نفع.

قال معمر: جلست إلى قتادة وأنا ابن أربع عشرة سنة، فما سمعت منه حديثا إلّاكأنه منقش في صدري.

وقال معمر: خرجت مع الصبيان وأنا غلام إلى جنازةِ الحسن، وطلبت العلم سنة مات الحسن.

____________________

(١). اللآلي المصنوعة ١ / ١٣٦ مع اختلافٍ في مواضع أخرى.

٣٦

قال علي بن المديني: نظرت فإذا الإسناد يدور على ستة، فلأهل البصرة: شعبة وسعيد بن أبي عروبة وحماد بن سلمة ومعمر بن راشد ويكنّى أبا عروة مولى حدّان.

ومات باليمن سنة ١٥٤.

قال أبو حاتم الرازي: إنتهى الإسناد إلى ستة نفرٍ أدركهم معمر وكتب عنهم، لا أعلم اجتمع لأحدٍ غير معمر، من الحجاز: الزهري وعمرو بن دينار، ومن الكوفة أبو إسحاق والأعمش، ومن البصرة قتادة، ومن اليمامة يحيى بن أبي كثير.

وقال أحمد بن حنبل: لا تُضمّ أحداً إلى معمر إلّا وجدت معمراً أطلب للعلم منه »(١) .

٢ - النووي: « معمر بن راشد. الإمام المحدّث المشهور، مذكور في مواضع من المختصر وهو صاحب الزهري وشيخ عبدالرزاق

قال ابن معين: معمر أثبت في الزهري من ابن عيينة. وقال: أثبت الناس في الزهري: مالك ومعمر ويونس

قال أحمد بن عبدالله: سكن معمر صنعاء اليمن، وتزوّج بها، رحل إليه سفيان، وسمع منه هناك، وسمع هو من سفيان، ولمـّا دخل معمر صنعاء كرهوا خروجه من عندهم [ فقال رجل: نقيده ] فزوّجوه.

واتّفقوا على توثيقه وجلالته.

روى له البخاري ومسلم »(٢) .

٣ - الذهبي: « معمر بن راشد، الإمام الحجّة، أبو عروة، الأزدي

____________________

(١). الأنساب - المهلّبي.

(٢). تهذيب الأسماء واللّغات ٢ / ١٠٧.

٣٧

مولاهم، البصري، أحد الأعلام، وعالم اليمن، حدّث عن الزهري قال عبدالرزاق: كتبت عن معمر عشرة آلاف حديث. وقال عبدالواحد بن زياد: قلت لمعمر: كيف سمعت من ابن شهاب؟ قال: كنت مملوكاً لقومٍ من طاحية، فبعثوني ببزّ أبيعه، فقدمت المدينة، فنزلت داراً، فرأيت شيخا والناس يعرضون عليه العلم، فعرضت معهم

قال سفيان بن عيينة: قال لي سعيد بن أبي عروبة: روينا عن معمركم فشرفناه وقال عبدالرزاق: بعث معن بن زائدة إلى معمر بذهب فردّه وكتم ذلك »(١) .

٤ - الذهبي: « معمر بن راشد، أبو عروة، الأزدي مولاهم، عالم اليمن. عن الزهري وهمام. وعنه: غندر وابن المبارك وعبد الرزاق »(٢) .

٥ - الخطيب التبريزي: « معمر بن راشد، يكنّى أبا عروة، الأزدي مولاهم، عالم اليمن ...»(٣) .

ترجمة الزّهري

و « ابن شهاب الزهري » شيخ معمر بن راشد المذكور، أحد الأعلام المشاهير عندهم، وإليك بعض الكلمات في حقّه:

١ - ابن حبّان: « محمّد بن مسلم بن عبيدالله بن عبدالله بن شهاب ابن عبدالله بن الحارث بن زهرة بن كلاب، الزهري، القرشي، كنيته أبو بكر، رأى عشرةً من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وكان من أحفظ أهل

____________________

(١). تذكرة الحفاظ ١ / ١٧٨.

(٢). الكاشف ٣ / ١٤٦.

(٣). الإكمال في أسماء الرجال. وهو أسماء رجال المشكاة مطبوع معه ٣ / ٧٦٥.

٣٨

زمانه، وأحسنهم سياقاً لمتون الأخبار، وكان فقيهاً فاضلاً، روى عنه النّاس »(١) .

٢ - السمعاني: « الزهري من تابعي المدينة، رأى عشرةً من أصحاب النّبي صلّى الله عليه وسلّم، وكان من أحفظ أهل زمانه روى عنه الناس.

مات ليلة الثلاثاء لسبع عشرة خلت من شهر رمضان سنة ١٢٤ في ناحية الشام، وقبره ببيداء شعب، مشهور يزار »(٢) .

٣ - الذهبي: « أحد الأعلام. عن أبن عمر وأنس وسهل، وحديثه عن أبي هريرة في الترمذي. وعن رافع بن خديج في النسائي.

وعنه: يونس ومعمر ومالك

قال ابن المديني: له نحو ألفي حديث. وقال أبو داود: أسند أكثر من ألف.

وحديثه ألفان ومائة حديث نصفها مسنده. مات في رمضان سنة ١٢٤ »(٣) .

٤ - اليافعي: « الإمام أبو بكر محمّد بن مسلم بن عبيدالله بن عبدالله ابن شهاب الزهري، أحد الفقهاء والمحدّثين، والأعلام التابعين، حفظ علم الفقهاء السبعة، ورأى عشرة من الصحابة رضي الله عنهم، وسمع من سهل ابن سعد، وأنس بن مالك، وخلائق.

وروى عنه جماعة من الأئمّة، منهم مالك بن أنس، وسفيان الثوري، وسفيان بن عيينة.

قال ابن المديني: له نحو ألفي حديث، وكان قد حفظ علم الفقهاء السبعة. وقال عمر بن عبدالعزيز: لم يبق أعلم بسنةٍ ماضية من الزهري، وكذا

____________________

(١). كتاب الثقات ٥ / ٣٤٩.

(٢). الأنساب للسمعاني - الزهري.

(٣). الكاشف للذهبي ٣ / ٩٦.

٣٩

قال مكحول. وقال الليث: قال ابن شهاب: ما استودعت قلبي علماً فنسيته. وقال غيره من أهل العلم: كان معظّماً وافر الحرمة عند هشام بن عبدالملك، أعطاه مرّة سبعة آلاف دينار، وقال عمرو بن دينار: ما رأيت الدينار والدرهم عند أحدٍ أهون منه عند الزهري، كأنّها عنده بمنزلة البعر »(١) .

٥ - الخطيب التبريزي: « الزهري، منسوب إلى زهرة بن كلاب، ممّن اشتهر بالنسب إليهم. هو: أبو بكر محمّد بن عبدالله بن شهاب، أحد الفقهاء والمحدثين، والعلماء الأعلام من التابعين بالمدينة، المشار إليه في فنون علوم الشريعة، سمع نفراً من الصحابة، روى عنه خلق كثير، منهم قتادة ومالك بن أنس. قال عمر بن عبدالعزيز: لا أعلم أحداً أعلم بسنّةٍ ماضية منه. قيل لمكحول: من أعلم من رأيت؟ قال: ابن شهاب. قيل له:

ثمّ من؟ قال: ابن شهاب. قيل له: ثمّ من؟ قال: ابن شهاب »(٢) .

٦ - ابن حجر: « محمّد بن مسلم الفقيه الحافظ، متفق على جلالته وإتقانه، وهو من رؤوس الطبقة الرّابعة »(٣) .

٧ - السّيوطي: « أحد الأعلام قال الليث: ما رأيت عالماً قط أجمع من ابن شهاب و أكثر علماً منه »(٤) .

ترجمة سعيد بن المسيّب

وأمّا « سعيد بن المسيب » الذي روى عنه الزهري الحديث الشريف، فهو فقيه المدينة المنورة، وإمام أهل السنّة، ومن كبار التّابعين، وإليك بعض

____________________

(١). مرآة الجنان حوادث سنة ١٢٤.

(٢). الإكمال في أسماء رجال المشكاة. مطبوع معها. ٣ / ٦٥٣.

(٣). تقريب التهذيب ٢ / ٢٠٧.

(٤). إسعاف المبطأ برجال الموطأ: ٧، طبع مع تنوير الحوالك.

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

اعتنائه بعلم الأثر وضبطه دون أقرانه لأشياء ما عرفوها. أللّهم إلّا أنْ يتبيَّن غلطه ووهمه في الشيء فيعرف ذلك ثمّ ما كلّ من فيه بدعة أو له هفوة، أو ذنوب، يقدح فيه بما يوهن حديثه، ولا من شرط الثقة أنْ يكون معصوماً من الخطايا والخطأ »(١) .

وقال ابن القيّم: « إنّما يعرف تضعيف قيس عن يحيى، وذكر سبب تضعيفه، فقال أحمد بن سعيد بن أبي مريم: سألت يحيى عن قيس بن الربيع فقال: ضعيف لا يكتب حديثه، كان يحدّث بالحديث عن عبيدة، وهو عنده عن منصور، ومثل هذا لا يوجب ردّ حديث الراوي، لأنّ غاية ذلك أنْ يكون غلط ووهم في ذكر عبيدة بدل منصور، ومن الذي يسلم من هذا من المحدّثين؟»(٢)

وقال ابن حجر: « فصلٌ: قال ابن المبارك: من ذا يسلم من الوهم؟ وقال ابن معين: لست أعجب ممّن يحدّث فيخطئ، إنّما أعجب ممّن يحدّث فيصيب. قلت: وهذا أيضاً ممّا ينبغي أنْ يتوقّف فيه، فإذا جرح الرّجل بكونه أخطأ في الحديث أو وهم أو تفرّد، لا يكون ذلك جرحاً مستقرّاً، ولا يردّ به حديثه، ومثل هذا إذا ضعف الرّجل في سماعه في بعض شيوخه خاصة، فلا ينبغي أنْ يردّ حديثه كلّه لكونه ضعيفاً في ذلك الشيخ »(٣) .

* وفي ( تهذيب التهذيب ): « قال أحمد: أجلح ومجالد متقاربان في الحديث، وقد روى الأجلح غير حديثٍ منكر ».

لكنّ الأجلح من رجال ( مسند أحمد ) وروايته فيه عن رجل دليل على وثاقته عنده، لما ذكر ابن المديني من أن أحمد لم يرو في المسند إلاّ عمّن ثبت عنده صدقه وديانته.

__________________

(١). ميزان الاعتدال ٣ / ١٤٠ - ١٤١. ترجمة علي بن المديني.

(٢). زاد المعاد ١ / ٢٧٩.

(٣). لسان الميزان ١ / ١٧ - ١٨.

٣٠١

وأمّا قوله: « قد روى الأجلح غير حديثِ منكر » فلا يدلّ على قدح، لأنّ العلماء إذا قالوا: « حديث منكر » أرادوا تفرّد راويه الثقة به، قال النووي: « إنهم يطلقون المنكر على انفراد الثقة بحديث، وهذا ليس بمنكرٍ مردود »(١). .

* وفيه: « قال أبو حاتم ليس بالقوي، يكتب حديثه، ولا يحتجُّ به ».

لكنْ أبو حاتم لا يعبأ بكلامه في جرح الرّجال قال الذهبي: « إذا وثّق أبو حاتم رجلا فتمسّك بقوله فإنّه لا يوثّق إلّا رجلاً صحيح الحديث، وإذا ليّن رجلاً أو قال فيه: لا يحتج به، فتوقف، حتى ترى ما قال غيره، فإنْ وثّقه أحد فلا تبنِ على تجريح أبي حاتم، فإنّه متعنّت في الرجال، قد قال في طائفةٍ من رجال الصحاح: ليس بحجة، ليس بقوي »(٢). .

* وفيه: « قال النسائي: ضعيف ليس بذلك، وكان له رأي سوء ».

لكنّ النسائي أخرج عن الأجلح في ( صحيحه ) كما عرفت سابقاً، وهذا دليل على وثاقته كما في ( المرقاة ) و ( مقدّمة فتح الباري ) وغيرهما.

على أنّ للنسائي شرطاً في الرجال أشد من شرط البخاري ومسلم كما قال الزنجاني فتضعيفه ليس سبباً للقدح والجرح

وأمّا « كان له رأي سوء » فإنْ أراد التشيّع فقد عرفت أن لا أساس له، وإنْ أراد شيئاً آخر فلا بدَّ من تقريره حتى يقلع بحذافيره!

* وفيه: « قال الجوزجاني: مفتر ».

ولكنَّ الجوزجاني هو المفتري كما ذكروا بترجمته

قال الذهبي: « إبراهيم بن يعقوب وكان شديد الميل إلى مذهب أهل دمشق في التحامل على علي -رضي‌الله‌عنه -

قد كان النصب مذهباً لأهل دمشق في وقتٍ، كما كان الرفض مذهباً لهم في وقت وهو في دولة بني عبيد، ثم عدم - والحمد لله - النصب وبقي الرفض خفيّاً

__________________

(١). المنهاج ١ / ٣٤.

(٢). سير أعلام النبلاء ١٣ / ٢٦٠ ترجمة أبي حاتم.

٣٠٢

خاملاً »(١) .

وروى عن ابن عدي قوله: « كان يتحامل على علي » وعن الدار قطني: « وفيه انحراف عن علي »(٢) .

وأورد ابن حجر ذلك وأضاف عن الدارقطني: « اجتمع على بابه أصحاب الحديث، فأخرجت جارية له فرّوجة ليذبحها فلم تجد من يذبحها فقال: سبحان الله فرّوجة لا يوجد من يذبحها وعلي يذبح في ضحوة نيفاً وعشرين ألف مسلم! » ثم قال ابن حجر:

« قلت: وكتابه في الضعفاء يوضّح مقالته. ورأيت في نسخةٍ من كتاب ابن حبان: حريزي المذهب - وهو بفتح الحاء المهملة وكسر الراء وبعد الياء زاء - نسبة إلى حريز بن عثمان المعروف بالنصب. وكلام ابن عدي يؤيّد هذا. وقد صحّف ذلك أبو سعد ابن السمعاني في الأنساب فذكر في ترجمة الجريري بفتح الجيم: أن إبراهيم بن يعقوب هذا كان على مذهب محمد بن جرير الطبري. ثم نقل كلام ابن حبان المذكور، وكأنه تصحّف عليه. والواقع أن ابن جرير يصلح أنْ يكون من تلامذة إبراهيم بن سعد لا بالعكس. وقد وجدت رواية ابن جرير عن الجوزجاني في عدّة مواضع من التفسير والتهذيب والتأريخ »(٣). .

وقال ابن حجر أيضاً: « فصل. وممّن ينبغي أنْ يتوقّف في قبول قوله في الجرح: من كان بينه وبين من جرحه عداوة سببها الاختلاف في الإِعتقاد، فإنَّ الحاذق إذا تأمّل ثلب أبي إسحاق الجوزجاني لأهل الكوفة رأى العجب، وذلك لشدة إنحرافه في النصب وشهرة أهلها بالتشيع، فتراه لا يتوقف في جرح من ذكره منهم بلسان ذلق وعبارة طلق، حتّى أنه أخذ يليّن مثل الأعمش وأبي نعيم وعبيد الله بن موسى، وهم أساطين الحديث وأركان الرواية. فهذا إذا عارضه مثله

__________________

(١). ميزان الاعتدال ١ / ٧٦.

(٢). تذكرة الحفّاظ ٢ / ٥٤٩.

(٣). تهذيب التهذيب ١ / ١٥٩.

٣٠٣

أو أكبر منه فوثّق رجلاً ضعّفه هو قبل التوثيق »(١). .

* وفيه: « وقال أبو داود: ضعيف. وقال مرةً: زكريا أرفع منه بمائة درجة ».

لكن الأجلح من رجال الصحيح أبي داود، فكلامه فيه مردود بروايته عنه.

* وفيه: « وقال ابن سعد: كان ضعيفاً جدّاً ».(٢)

أقول: يا للعجب! كيف يركن من تحلّى بالإِنصاف إلى تضعيف ابن سعد، مع أنّ تنطّعه وتعنّته قد بلغ إلى غاية مردية يستعيذ منها كلّ من اعتزى إلى الإِسلام والإِيمان، فإنه خذله الله تكلّم في الإِمام جعفر الصادق بما لا يتفوّه به إلّا معاند مارق، ولا ينبس به إلّا منابذ منافق! فبالغ في اللجاج والإِعوجاج حيث أسقط عنهعليه‌السلام التمسّك والإِحتجاج

قال ابن حجر بترجمة الصّادقعليه‌السلام : « قال ابن سعد: كان كثير الحديث ولا يحتج به ويستضعف! سئل مرةً: سمعت هذه الأحاديث من أبيك؟ فقال: نعم. وسئل مرةً فقال: إنّما وجدتها في كتبه »(٣) .

* وفيه: « وقال العقيلي: روى عن الشعبي أحاديث مضطربة لا يتابع عليها ».

لكنك عرفت من كلماتهم أن الاضطراب في الحديث غير قادح، ولا يسلم منه أحد من المحدثين!

على أنّ العقيلي ممّن يتّجرء على القدح في الأكابر، فقد ذكر علي بن المديني في ( كتاب الضعفاء ) قال الذهبي: « فبئس ما صنع »! ثم خاطبه بقوله:

« فما لك عقل يا عقيلي! أتدري فيمن تتكلّم؟ وأنا أشتهي أنْ تعرّفني من الثقة الثبت الذي ما غلط » إلى آخر ما سمعت

ومن طامّاته الموبقة وجساراته الفاحشة: ذكره الإِمام موسى بن جعفر

__________________

(١). لسان الميزان ١ / ١٦.

(٢). طبقات ابن سعد ٦ / ٣٥٠.

(٣). تهذيب التهذيب ٢ / ٨٩. ترجمة الصادقعليه‌السلام .

٣٠٤

عليهما‌السلام في كتابه المذكور قال الذهبي: « موسى بن جعفر بن محمد ابن علي العلوي الملقب بالكاظم، عن أبيه. قال ابن أبي حاتم: صدوق إمام. وقال أبوه أبو حاتم: ثقة إمام.

قلت: روى عنه بنوه: علي الرضا، وإبراهيم، وإسماعيل، وحسين. وأخواه: علي ومحمد.

وإنّما أوردته لأنّ العقيلي ذكره في كتابه وقال: حديثه غير محفوظ - يعني في الإِيمان - قال: الحمل فيه على أبي الصّلت الهروي.

قلت: فإذا كان الحمل فيه على أبي الصّلت فما ذنب موسى حتى تذكره؟ »(١) .

أقول:

وإذا كان الحال كذلك، فلما ذا ذكره الذهبي في كتابه المعدّ لذكر المجروحين، وهو يتحاشى من ذكر الصحابة الذي قدح فيهم البخاري وابن عدي وأمثالهما، بل لا يوردهم ولو بمحض النقل والحكاية، ولو مع تعقيبه بالردّ والإِنكار، لمجرّد كونهم صحابة؟! بل لا يورد أئمة السنيّة في الفروع لمجرّد جلالة شأنهم وعظمتهم في النّفوس!!

* وفيه: « وقال ابن حِبّان: كان لا يدري ما يقول، جعل أبا سفيان أبا الزبير.

لكنّ غاية هذا هو الخطأ والسّهو، وقد عرفت أنّه لم يسلم منه أحد من المحدّثين

ثم ابن حِبّان هو الذي قال عن مولانا الإِمام الرضاعليه‌السلام : « يروي عن أبيه عجائب، يهمّ ويخطئ »(٢) ! فإذا كان الرّجل في هذا الحدّ من النصْب والعدوان والمجازفة والخسران، لم يكن قوله في الأجلح: « لا يدري » جارحاً وقادحاً قطعاً

__________________

(١). ميزان الاعتدال ٤ / ٢٠١.

(٢). ميزان الاعتدال ٣ / ١٥٨.

٣٠٥

وجوه في ردّ قدح الأجلح مستفادة من كلمات العلماء

وإذا عرفت وثاقة الأجلح وبطلان القدح فيه، فإنّ هناك كلمات للعلماء في الموارد المختلفة يستفاد منها وجوه اُخرى في ردّ القدح في الأجلح:

الجرح المجمل غير مقبول مطلقا ً

قال أبو الخطاب عمر بن حسن المعروف بابن دحية الأندلسي:

« والشريف عبد الله بن محمد بن عقيل، ترك أحاديثه بعض العلماء. قال الحافظ أبو عيسى الترمذي في باب ما جاء أنّ مفتاح الصّلاة الطهور: وعبد الله ابن محمد بن عقيل هو صدوق، وقد تكلّم فيه بعض أهل العلم من قبل حفظه، قال: وسمعت محمد بن إسماعيل يقول: كان أحمد بن حنبل وإسحاق والحميدي يحتجّون بحديث عبد الله بن عقيل

وكذلك وثّقه جماعة وقبلوا حديثه

ولا يقبل التجريح من أحدٍ مطلقاً حتى يثبت ذلك عليه ويبين الكذب في الأحاديث المنسوبة إليه »(١). .

وقال السّيوطي في شرح النواوي:

« يقبل التعديل من غير ذكر سببه، على الصحيح المشهور ولا يقبل الجرح إلّا مبيّن السّبب قال ابن الصّلاح: وهذا ظاهر مقرّر في الفقه واُصوله. وذكر الخطيب: أنه مذهب الأئمّة من حفّاظ الحديث كالشيخين وغيرهما ذهبوا إلى أن الجرح لا يثبت إلّا إذا فسّر سببه

ومقابل الصحيح أقوال

__________________

(١). شرح أسماء النبي - شرح « إمام النبيين »: ٦٩.

٣٠٦

واختار شيخ الإِسلام تفصيلاً حسناً: فإنْ كان من جرح مجملاً قد وثّقه أحد من أئمّة هذا الشأن، لم يقبل الجرح فيه من أحدٍ كائناً من كان إلّا مفسّراً، لأنّه قد ثبت له رتبة الثقة، فلا يزحزح عنها إلّا بأمرٍ جلّي، فإنَّ أئمّة هذا الشأن لا يوثّقون إلّا من اعتبروا حاله في دينه ثمّ في حديثه وتفقّدوه كما ينبغي، وهم أيقظ الناس، لا ينقض حكم أحدهم إلّا بأمرٍ صريح »(١) .

أقول: وعلى أساس تفصيل ابن حجر العسقلاني لا يصغى إلى قدح من قدح في الأجلح بعد توثيق يحيى بن معين والعجلي والفسوي وغيرهم، ورواية أرباب الصحاح عنه في صحاحهم، لأنّ القادحين منهم من لم يذكر السبب، ومنهم من ذكر سبباً غير جارحٍ لا يلتفت إليه، كدعوى الخطأ ونحوه.

التعديل مقدم على الجرح عند جمهور العلماء

وقال الشيخ عبد الوهّاب الشعراني - في كلامٍ له في الدفاع عن مذهب أبي حنيفة -:

« وإنّما قدّم جمهورهم التعديل على الجرح وقالوا: الأصل العدالة والجرح طارٍ، لئلّا يذهب غالب أحاديث الشريعة، كما قالوا أيضاً: إنّ إحسان النظر بجميع الرواة المستورين أولى، وكما قالوا: إنّ مجرَّد الكلام في شخصٍ لا يسقط مرتبته، فلابدَّ من الفحص عن حاله.

وقد خرّج الشيخان لخلقٍ كثير عمّن تكلّم النّاس فيهم، إيثاراً لإِثبات الأدلّة الشّرعية على نفيها، ليحوز الناس فضل العمل بها، فكان في ذلك فضل كثير للاُمة أفضل من تجريحهم

فقد بان لك أنه ليس لنا ترك حديث كلّ من تكلّم الناس فيه بمجرّد الكلام، فربما يكون قد توبع عليه وظهرت شواهده، وكان له أصل، وإنّما لنا

__________________

(١). تدريب الراوي ١ / ٢٥٨.

٣٠٧

ترك ما انفرد به، وخالف فيه الثقات، ولم يظهر له شواهد.

ولو أننا فتحنا باب الترك لحديث كلّ راو تكلّم بعض الناس فيه لذهب معظم أحكام الشريعة كما مر، وإذا أدّى الأمر إلى مثل ذلك فالواجب على جميع أتباع المجتهدين إحسان الظن برواةِ جميع أدلّة المذاهب المخالفة لمذهبهم، فإنّ جميع ما رووه لم يخرج عن مرتبي الشريعة اللتين هما التخفيف والتشديد »(١) .

لفظة « كذّاب » أيضاً تحتاج إلى تفسير

ولابن الوزير الصّنعاني(٢). كلام يشتمل على فوائد منها: إنّ الجرح الذي لم يفسّر لا يقدّم على التعديل، بل إنّما يوجب الرّيبة في غير المشاهير بالعدالة والثقة ثم قال: « ومن لطيف علم هذا الباب أنْ يعلم: أنَّ لفظة « كذّاب » قد يطلقها كثير من المتعنتّين في الجرح على من يهمّ ويخطئ في حديثه، وإنْ لم يتبيَّن أنّه يتعمّد ذلك، ولا يبين أن خطأه أكثر من صوابه ولا مثله. ومن طالع كتب التجريح والتعديل عرف ما ذكرته. وهذا يدل على أنّ هذا اللفظ من جملة الألفاظ المطلقة التي لم يفسّر سببها، ولهذا أطلقه كثير من الثقات على جماعةٍ من الرفعاء من أهل الصّدق والأمانة. فاحذر أنْ تغتَّر بذلك في حق من قيل فيه من الثقات الرفعاء، فالكذب في الحقيقة اللّغوية مطلق على الوهم والعمد معاً، ويحتاج إلى التّفسير إلّا أنْ يدل على التعمّد قرينة »(٣) .

__________________

(١). الميزان - فصل في تضعيف قول من قال أن أدلة مذهب الإِمام أبي حنيفة ضعيفة غالباً.

(٢). محمد بن إبراهيم، المتوفى سنة ٨٤٠، محدّث، أديب، متكلّم له ترجمة في: الضوء اللامع ٦ / ٢٧٢، البدر الطالع ٢ / ٨١ وغيرهما.

(٣). الروض الباسم في الذب عن سنّة أبي القاسم - النوع الثاني ممّا قدح به على البخاري ومسلم.

٣٠٨

لا يقبل الجرح فيمن علم عدالته بالتواتر أو كانت أشهر من عدالة الجارح

وله كلام آخر اشتمل على فوائد في الباب كقوله:

« أنْ يكون عدالة الرّاوي معلومة بالتواتر مثل: مالك، والشافعي، ومسلم، والبخاري، وسائر الأئمة الحفّاظ، فإنّه لا يقبل جرحهم بما يعلم نزاهتهم عنه. ولو كان ذلك مقبولاً لكان الزنادقة يجدون السبيل إلى إبطال جميع السنن المأثورة، بأنْ يتعبّد بعضهم ويظهر الصّلاح حتى يبلغ إلى حدٍّ يجب في ظاهر الشرع قبوله، ثم يجرح الصّحابة - رضي الله عنهم - فيرمي عمار بن ياسر بإدمان شرب المسكر، وسلمان الفارسي بالسّرقة لما فوق النصاب، وأبا ذر بقطع الصلاة ».

« إنْ كانت عدالة الراوي أرجح من عدالة الجارح أو أشهر من عدالة الجارح لم يقبل الجرح، لأنّا إنما نقبل الجرح من الثقة لرجحان صدقه على كذبه، ولأجل حمله على السلامة، وفي هذه الصورة كذبه أرجح من صدقه، وفي حمله على السلامة إسائة الظن بمن هو خير منه وأوثق وأعدل وأصلح ».

فنقول: إنّ الأجلح في طبقة مالك بن أنس كما في ( تقريب التهذيب )، فليس شأنه بأقلّ ممّن جرحه، بل هو مقدّم عليهم في العدالة، للقوادح المذكورة لهم في تراجمهم، فهو أوثق وأعدل منهم، وعدالته أشهر من عدالتهم وعليه، فلا يقبل تكلّمهم فيه.

قوله:

فلا يجوز الاحتجاج بحديثه.

٣٠٩

أقول:

قد عرفت أنّ الأجلح من رجال ( مسند أحمد ) و ( صحيح الترمذي ) و ( صحيح النسائي ) و ( صحيح أبي داود ) و ( صحيح ابن ماجة ) فهو عند هؤلاء ممّن يحتج بحديثه

على أنّه لو كان ضعيفاً فلا يقتضي ضعفه بطلان هذا الحديث الشريف لدى مهرة الحديث ونقدة الأخبار لكن ( الدهلوي ) يجهل أو يتجاهل قال السبكي في ( طبقاته ):

« وإذا ضعّف الرجل في السّند ضعّف الحديث من أجله ولم يكن في ذلك دلالة على بطلانه، بل قد يصح من اُخرى، وقد يكون هذا الضعيف صادقاً وأميناً في هذه الرواية، فلا يدلّ مجرّد تضعيفه على بطلان ما جاء به ».

وهذه قاعدة مقرّرة عندهم يطبّقونها في كتبهم في معرفة الأحاديث:

قال المنّاوي بشرح حديث: « آدم في السماء »: « إسناده ضعيف لكن المتن صحيح، فإنّه قطعة من حديث الإِسراء الذي أخرجه الشيخان عن أنس لكن فيه خلف في الترتيب »(١). .

فتراه يحكم على حديث ضعيف سنداً بالصحّة متناً لكونه قطعة من حديث صحيح، مع وجود الخلف في الترتيب فإذا صُحّح هذا الحديث فلا ريب في صحّة حديث الولاية، ونّ ضعّف سنده بالأجلح - لو سلّم - لا يضرّ بغيره المنصوص على صحّته، ولا يوجب بطلان الحديث من أصله.

وقال المنّاوي بشرح حديث « آكل الرّبا »: « وفيه الحارث الأعور، قال الهيثمي بعد عزوه لأبي يعلى وأحمد والطبراني: وفيه الحارث الأعور ضعيف وقد وثق. وعزاه المنذري لابن خزيمة وابن حبان وأحمد ثم قال: رواه

__________________

(١). فيض القدير ١ / ٤٩.

٣١٠

كلّهم عن الحارث الأعور عن ابن مسعود، إلّا ابن خزيمة فعن مسروق عن ابن مسعود، واسناد ابن خزيمة صحيح. إنتهى. فأهمل المصنف الطريق الصحيح وذكر الضعيف ورمز لصحّته فانعكس عليه. والحاصل أنّه روي بإسنادين أحدهما صحيح والآخر ضعيف، فالمتن صحيح »(١). .

وقال ابن الوزير بعد كلامٍ نقله عن النووي: « وفيه ما يدلّ على أنّه لا يعترض على حفّاظ الحديث إذا رووا حديثاً عن بعض الضعفاء وادّعوا صحته، حتى يعلم أنّه لا جابر لذلك الضعف من الشواهد والمتابعات، ومعرفة هذا عزيزة لا يحصل إلّا للأئمّة الحفّاظ أهل الدراية التامّة بهذا الشأن » ثم ذكر موارد لذلك، حيث حكم بعض العلماء على بعض الأحاديث بالضعف، وحكم آخرون على صحة تلك الأحاديث لكونها واردةً في طرقٍ اُخرى معتبرة، أولها شواهد ومتابعات تدل على صحّتها.

قبول المراسيل مذهب مالك والشافعي وغيرهما وعموم التابعين

وذكر ابن الوزير في كلامٍ له حول المراسيل، فعزى قبولها إلى: « مذهب مالك والمعتزلة والزيديّة، ونصّ عليه منهم أبو طالب في كتاب المجرى، والمنصور في كتاب صفوة الأخيار. وروى أبو عمر ابن عبد البرّ في أوّل كتاب التمهيد عن العلّامة محمد بن جرير الطبري إجماع التّابعين على ذلك. ومذهب الشّافعية قبول المراسيل على تفصيلٍ مذكور في كتب علوم الحديث والاُصول، وهو المختار على تفصيل فيه، وهو قبول ما انجبر ضعفه » ثم استدل لذلك بوجوه(٢) .

فإذا كان المرسل مقبولاً فمسند الأجلح مقبول بالأولوية القطعيّة

__________________

(١). فيض القدير ١ / ٥٥.

(٢). الروض الباسم - النوع الثاني ممّا قدح به على البخاري ومسلم.

٣١١

كلام ( الدهلوي ) حول الأجلح

وقد سلك ( الدهلوي ) تبعاً للكابلي طريقاً آخر في القدح في الأجلح كي يتمكن بزعمه من ردّ حديث الولاية، فقال في باب المكايد من كتابه:

« ملازمة بعض الخدّاعين منهم ثقات المحدّثين، واظهاره البراءة من مذهبه والطعن في أسلافه، وذكر مفاسد ذاك المذهب، وإظهاره التوبة والتقوى والديانة وحسن السيرة، وشدة الرغبة في أخذ الحديث عن الثقات، لينخدع بذلك الطلبة وعلماء أهل السنّة فيوثّقونه ويعدّلونه، ويحصل لهم الاطمينان التام بصدقه وعفافه، ثم يدسّ في مرويات الثقات بعض الموضوعات المؤيّدة لمذهبه، أو يحرّف بعض الكلمات لإِغواء الناس.

وهذا من أعظم كيودهم.

منهم الأجلح، فإنّه رجل قام بهذه المكيدة حتى وثّقه يحيى بن معين، وهو أوثق علماء أهل السنّة في باب الجرح والتّعديل، فلم يقف على حقيقة أمره لفرط تقيته، فظنّ كونه من الصّادقين التائبين.

ولكنْ انكشف لغيره من أهل السنّة كون الرجل خدّاعاً واحترزوا عمّا انفرد به من الرّوايات، ومن ذلك ما رواه عن بريدة مرفوعاً: إنّ عليّاً وليّكم بعدي »(١) .

هذا كلامه الّذي أورده تعبيراً عمّا صنعه في عالم الخيال! فجعله من مكايد أهل الحق الشيعة الإِماميّة!

لقد كان عليه - وهو يريد إلزام الشيعة - أنْ يثبت من كتبهم كون الأجلح من الشّيعة الإِمامية، ثم إثبات ملازمته محدّثي أهل السنّة وأخذه الأخبار منهم، وطعنه في مذهب الشّيعة أمام أهل السنّة، ثم يثبت بعد ذلك كلّه كون الحديث

__________________

(١). التحفة الاثنا عشريّة: ٥٦.

٣١٢

الشّريف - عند أهل الحق - من متفرّدات الأجلح أو موضوعاته أو محرّفاته فما لم يثبت هذه الاُمور لم يمكنه إلزام أهل الحق الشيعة

وجوه الجواب عنه

وبعد، فإنّ ما ذكره مخدوش بوجوه:

أحدها: إنّه إنّه ليس في شيء من كتب الرجال أثر مما زعمه من كون الأجلح شيعيّاً قد تبرأ في الظاهر من مذهبه ولازم بعض المحدّثين الثقات بل قد عرفت سابقاً من إفادات العلماء الأعلام أن الأجلح كان يقول: « سمعنا أنّه ما سبّ أبا بكر وعمر أحد إلّا مات أو افتقر » غاية ما هناك نسبة التشيّع إليه، لكنك عرفت أنّ التشيع - في اصطلاح الرّجاليّين - لا ينافي التسنّن، ولذا كان أكابر أهل السنّة شيعة سلّمنا، لكن أين تظاهره بالتبرّي عن التشيّع؟

والثاني: إن انخداع يحيى بن معين به دعوى لا دليل عليها أبداً.

والثالث: إنّ يحيى بن معين موصوف عندهم الصّفات الجليلة الباهرة والمدائح العظيمة الفاخرة، وإنّ احتجاج أهل الحق بتوثيقه الأجلح تام حسب قواعد المناظرة وآداب البحث، فمحاولة إسقاط توثيقه إيّاه عن الاعتبار والسّعي وراء تخطئته خروج على تلك القواعد والآداب، ولو كان ذلك مقبولاً لكان سبيلاً لأهل الكتاب بأنْ يخطّئوا علمائهم في كلّ موردٍ استدل أهل الإِسلام بأقوالهم إلزاماً لهم!

والرّابع: إنّ معارضة توثيق يحيى بن معين - الذي اعترف ( الدهلوي ) بكونه أوثق علماء أهل السنّة في الجرح والتعديل - بتضعيف غيره مردودة، لأنّ الأوثق لا يعارض بغير الأوثق.

والخامس: إنّه ليس الموثّق للأجلح يحيى بن معين فقط، فقد وثّقه جمع من كبار أساطين أهل السنّة غيره، ومنهم من اعترف ( الدهلوي ) أيضاً بتوثيقه

٣١٣

وهو العجلي.

والسّادس: إنّ جماعةً من كبار أئمتهم: كالثوري، ويحيى القطّان، وابن المبارك، وابن نمير، وأمثالهم، يروون عن الأجلح كما لا يخفى على من راجع تراجمه فكيف خفي على كلّ أولئك حال الأجلح وانخدعوا واعتمدوا عليه وأخذوا منه؟ إنّ هذا شيء يدّعيه ( الدهلوي ) لغرض إبطال حديث الولاية!!

والسابع: لقد ذكر ( الدهلوي ) في مواضع عديدة من كتابه ( التحفة ) وخاصةً في باب المكائد منه: إنّ العالم بالسرائر ليس إلّا الله سبحانه، وأنّه ليس لأحدٍ أنْ يدّعي العلم بما في القلوب وما تخفي الصّدور فكيف بلغ المتأخّرون عن يحيى بن معين رتبة الاُلوهيّة وتمكّنوا من الاطلاع على حال الأجلح؟ وما كان ذنب يحيى وأمثاله فلم يبلغوا تلك المرتبة؟

والثامن: دعوى تفرّد الأجلح بحديث الولاية كاذبة فإنّ للحديث طرقاً عديدةً في كتب أهل السنة، نصّ كبار أئمتهم على صحتها واعتبارها، كما رأيت فما أتعب ( الدهلوي ) نفسه فيه من القدح في الأجلح وإسقاط توثيق ابن معين عن الاعتبار - مع كونه أوثق العلماء في الجرح والتعديل - لا ينفعه.

والتاسع: لقد روى ولي الله الدهلوي، والد ( الدهلوي ) حديث الولاية عن عمران بن حصين وابن عباس بطريقين لا وجود للأجلح في شيءٍ منهما.

وأيضاً: فقد ذكر ولي الله هذا الحديث في ضمن مآثر أمير المؤمنينعليه‌السلام ومناقبه، فهو عنده من الأخبار المعتبرة وليس من مجعولات شيعيّ خدّاع، وإلّا لما أورده في تلك الأخبار.

فثبت - والحمد لله - كذب ( الدهلوي ) من كلام والده الذي وصفه بكون آيةً من الآيات الإِلهية ومعجزةً من المعاجز النبويّة!!

والعاشر: أنّه لو جاز أن يكون في الرّواة هكذا شخص، بأن يكون من أهل مذهبٍ آخر فيتظاهر بالتوبة منه ثم بالتقوى والصّلاح، ويلازم أئمة الحديث

٣١٤

ويصاحبهم حيث يثقوا به، فيتمكن من دسّ الموضوعات والأباطيل المؤيّدة لمذهبه في أحاديث الأئمة الثقات إذا جاز هذا وفتح هذا الباب جاز أن يقال بأنّ جميع الرّواة الموثقين وكبار الأئمة الأساطين من أهل السنّة - كأرباب الصّحاح وأئمة المذاهب الأربعة وغيرهم - كانوا في الباطن يهود ونصارى وملاحدة، فجاءوا وتظاهروا بالإسلام ودسّوا أنفسهم في صفوف المسلمين، وجعلوا يتبرّؤن في الظاهر من أديانهم ومذاهبهم كي يثق بهم المسلمون، ثم دسّوا في أخبار المسلمين أساطيرهم ورواياتهم الموضوعات والأكاذيب المؤيّدة لمذاهبهم فيكون ( الدهلوي ) بما ذكره حول الأجلح مصداقاً للمثل القائل: بنى قصراً وهدم مصراً!!

٣١٥

الفهرس

اهداء: ٥

وأحَدُ ألفاظه: ٧

التحريف في لفظ الحديث ١٠

تأويلاتٌ وتمحّلات ١١

نكاتٌ في الحديث ١٣

كلمة السيّد صاحب العبقات ١٥

كلامُ الدّهلوي ١٦

مقدّمة في بيان شناعة إنكار فضائل أمير المؤمنين عليه‌السلام ١٧

كلام لأبي جعفر الإِسكافي ١٨

ترجمة أبي جعفر الإسكافي ٢٢

كلامٌ للسيّد حيدر الآملي ٢٣

من رسائل أبي بكر الخوارزمي ٢٨

صورة ما جاء في آخر الطبعة المصريّة ٣٧

ترجمة أبي بكر الخوارزمي ٣٨

كلام للسيد علي بن معصوم المدني ٣٩

سند حديث الولاية ٤٩

أسماء جماعة من رواة الحديث ٥١

(١) رواية أبي داود الطيالسي ترجمة أبي داود الطيالسي ٥٥

تنصيص ابن عبد البرّ على صحة هذا السند ٥٦

ترجمة ابن عبد البرّ ٥٧

تنصيص المزي على صحة هذه السند ترجمة الحافظ المزي ٥٩

٣١٦

الكلمات في وثاقة رجال سند الطيالسي ١ - أبو عوانة ٦٣

٢ - أبو بلج ٦٤

موجز تراجم الموثّقين لأبي بلج ٦٦

٣ - عمرو بن ميمون ٦٨

إخراج أبي داود في مسنده دليل الثبوت ٦٩

تقديم ابن حزم مسند الطيالسي على موطأ مالك ترجمة ابن حزم ٧٠

مسند الطيالسي في كتب الأسانيد ٧١

عبارة ابن عبد البر كاملة ٧٢

اعتبار كتاب الإِستيعاب ٧٤

(٢) رواية ابن أبي شيبة ٧٦

ترجمة أبي بكر ابن أبي شيبة ٧٧

نقل السيوطي تصحيحه وموافقته له حكم السيوطي بصحة الحديث ٨٠

حكم المتّقي بصحة الحديث حكم البدخشي بصحة الحديث حكم القاضي ثناء الله بصحّة الحديث ٨١

الحديث في المصنّف بألفاظ عديدة ٨٢

(٣) رواية أحمد بن حنبل ٨٣

الكلمات في وثاقة رجال سند أحمد ١ - عبد الرزاق بن همام ٨٤

٢ - عفّان بن مسلم ٨٥

٣ - جعفر بن سليمان ٨٦

٤ - يزيد الرّشك ٥ - المطرف بن عبد الله ٨٧

الكلمات في وثاقة سنده الثاني ١ - عبد الله بن نمير ٨٩

٢ - أجلح بن عبد الله ٣ - عبد الله بن بريدة ٩٠

كلمات في وثاقة سنده الثالث ٩٢

١ - يحيى بن حماد ٢ - أبو عوانة ٣ - أبو بلج ٤ - عمرو بن ميمون الوجوه الدالة على أنّ مجرد إخراج أحمد دليل الاعتبار عندهم ٩٣

٣١٧

ذكر عبارة السبكي المشتملة على الوجوه المذكورة ٩٥

ترجمة السبكي ٩٧

ترجمة أبي موسى المديني ٩٨

كلام ابن عساكر في مدح المسند ٩٩

كلام ابن الجوزي في مدح المسند ١٠٠

اعتماد أبناء روزبهان وتيمية وحجر على ابن الجوزي ١٠١

ثناء ابن خلكان على ابن الجوزي ١٠٢

ثناء الذهبي على ابن الجوزي ثناء السيوطي على ابن الجوزي ١٠٣

كلام ابن الوزير في مدح المسند ١٠٤

كلام أبي مهدي المغربي في مدح المسند كلام عبد الحق الدهلوي في مدح المسند ١٠٥

كلام ولي الله الدهلوي في مدح المسند كلام ( الدهلوي ) في مدح المسند ١٠٦

(٤) رواية الترمذي ١٠٧

وثاقة رجال الإِسناد ١ - الترمذي ١٠٨

٢ - قتيبة بن سعيد ٣ - جعفر بن سليمان ٤ - يزيد الرشك ١٠٩

٥ - مطرف بن عبد الله (٥) رواية النسائي وثاقة رجال السند ١١٠

ترجمة النسائي ١١١

اعتبار كتاب الخصائص ١١٢

(٦) رواية الحسن بن سفيان النسوي ترجمة الحسن بن سفيان ١١٣

(٧) رواية أبي يعلى الموصلي ١١٤

وثاقة رجال الإسناد ١ - عبيد الله القواريري ١١٥

٢ - جعفر بن سليمان ٣ - يزيد الرشك ١١٦

٤ - المطرف بن عبد الله ترجمة أبي يعلى ١١٧

(٨) رواية ابن جرير الطبري وتصحيحه ١١٨

ترجمة الطبري ١١٩

(٩) رواية خيثمة بن سليمان ١٢٢

٣١٨

ترجمة خيثمة بن سليمان ١٢٣

(١٠) رواية أبي حاتم ابن حبّان البستي ١٢٤

ترجمة ابن حبّان ١٢٥

كلمة بشأن صحيح ابن حبان ١٢٦

(١١) رواية الطبراني ١٢٧

من مصادر ترجمة الطبراني ١٣١

(١٢) رواية الحاكم ١٣٢

من مصادر ترجمة الحاكم ١٣٥

(١٣) رواية ابن مردويه ١٣٦

ترجمة ابن مردويه (١٤) رواية أبي نعيم الأصبهاني ١٣٧

ترجمة أبي نعيم الأصبهاني ١٤٠

(١٥) رواية البيهقي ١٤١

من مصادر ترجمة البيهقي ١٤٢

(١٦) رواية الرّاغب الأصفهاني ترجمة الرّاغب الأصفهاني ١٤٣

(١٧) رواية الخطيب البغدادي ١٤٤

ترجمة الخطيب البغدادي ١٤٦

(١٨) رواية أبي سعيد السجستاني ١٤٧

ترجمة أبي سعيد السجستاني ١٤٨

ترجمة الدقّاق (١٩) رواية ابن المغازلي ١٤٩

ترجمة ابن المغازلي والاعتماد عليه ١٥٠

(٢٠) رواية شيرويه الديلمي ترجمة شيرويه الديلمي ١٥١

التعريف بالفردوس ١٥٢

اعتماد ( الدهلوي ) على الديلمي ١٥٥

(٢١) رواية النّطنْزي ترجمة النطنزي ١٥٦

(٢٢) رواية أبي منصور الديلمي ١٥٧

٣١٩

ترجمة أبي منصور الدّيلمي ١٥٨

الحازمي من تلامذة أبي منصور الديلمي الأسانيد إلى مسند الفردوس ١٥٩

(٢٣) رواية الخطيب الخوارزمي ١٦٠

من مصادر ترجمة الخوارزمي (٢٤) رواية ابن عساكر ١٦٣

ترجمة ابن عساكر ١٧٩

(٢٥) رواية الصالحاني ١٨٠

التّعريف بالصّالحاني (٢٦) رواية أبي السعادات ابن الأثير ١٨١

من مصادر ترجمة ابن الأثير ١٨٢

(٢٧) رواية أبي القاسم الرّافعي ١٨٣

ترجمة الرّافعي ١٨٤

(٢٨) رواية أبي الحسن ابن الأثير ١٨٥

من مصادر ترجمة ابن الأثير كلمات في مدح اُسد الغابة ١٨٦

(٢٩) رواية أبي الربيع ابن سبع الكلاعي ١٨٧

ترجمة ابن سبع الكلاعي ١٨٨

(٣٠) رواية الضياء المقدسي ١٨٩

كتاب المختارة للضياء ١٩٠

ترجمة الضّياء المقدسي ١٩١

(٣١) رواية محمّد بن طلحة ١٩٢

من مصادر ترجمة ابن طلحة ١٩٥

(٣٢) رواية الكنجي الشّافعي ١٩٦

ترجمة الكنجي ١٩٨

(٣٣) رواية محبّ الدين الطبري ١٩٩

ترجمة المحبّ الطبري ٢٠١

(٣٤) رواية صدر الدين الحمويني الجويني ٢٠٢

من مصادر ترجمة الحمويني ٢٠٣

٣٢٠

321

322

323

324