نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ١٦

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار15%

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 398

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 398 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 229520 / تحميل: 8629
الحجم الحجم الحجم
نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ١٦

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إنّ الدعاء في الرخاء يستخرج الحوائج في البلاء.

[ ٨٦٦٣ ] ٣ - وعنهم، عن أحمد، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : من سرّه أن يستجاب له في الشدّة فليكثر الدعاء في الرخاء.

[ ٨٦٦٤ ] ٤ - وعنهم، عن أحمد، عن أبيه، عن عبدالله بن يحيى، عن رجل، عن عبد الحميد بن عوّاض(١) ، عن محمّد بن مسلم، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: كان جدّي يقول: تقدّموا في الدعاء، فإنّ العبد إذا كان دعّاءً فنزل به البلاء فدعا قيل: صوت معروف، وإذا لم يكن دعّاءً فنزل به البلاء فدعا قيل: أين كنت قبل اليوم؟

[ ٨٦٦٥ ] ٥ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسى، عن ابن سنان، عن عنبسة(٢) ، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: من تخوّف(٣) بلاء يصيبه فتقدّم فيه بالدعاء لم يره الله ذلك البلاء أبداً.

[ ٨٦٦٦ ] ٦ - وعن الحسين بن محمّد، عن المعلّى بن محمّد، عن الوشّاء، عمّن حدّثه، عن أبي الحسن الأوّل( عليه‌السلام ) ،( عن أبيه) (٤) قال:

____________________

٣ - الكافي ٢: ٣٤٣ / ٤.

٤ - الكافي ٢: ٣٤٣ / ٥.

(١) في المصدر: عبد الحميد بن غوّاص الطائي.

٥ - الكافي ٢: ٣٤٢ / ٢.

(٢) في هامش المخطوط عن نسخة: عيينة، عتيبة.

(٣) في المصدر زيادة: [ من ].

٦ - الكافي ٢: ٣٤٣ / ٦.

(٤) ليس في المصدر.

٤١

كان علي بن الحسين( عليه‌السلام ) يقول: الدعاء بعدما ينزل البلاء لا ينتفع به.

أقول: المراد: لا ينتفع به بعد نزول البلاء كما ينتفع به قبله، لأنّه قبل أنفع منه بعد، أو المراد: لا ينتفع به في زوال ما قد وقع وإن كان ينفع في قطع استمراره وزواله في المستقبل، لما يأتي(١) .

[ ٨٦٦٧ ] ٧ - عبدالله بن جعفر في( قربّ الاسناد ): عن الحسن بن ظريف، عن الحسين بن علوان، عن أبي عبدالله(٢) ( عليه‌السلام ) - في حديث - قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : ادفعوا أبواب البلاء بالدعاء.

[ ٨٦٦٨ ] ٨ - محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن الحسن بن موسى الخشّاب، عن غياث بن كلوب، عن إسحاق بن عمّار، عن الصادق( عليه‌السلام ) ، عن آبائه، عن علي( عليه‌السلام ) ، أنّه كان يقول: ما من أحد أُبتلي وإن عظمت بلواه أحقّ بالدعاء من المعافي الذي لا يأمن البلاء.

ورواه في( المجالس) عن أبيه، عن سعد، عن الحسن بن موسى الخشّاب، مثله (٣) .

[ ٨٦٦٩ ] ٩ - وبإسناده عن أحمد بن إسحاق، عن عبدالله بن ميمون، عن الصادق، عن أبيه (عليهما‌السلام ) قال: قال الفضل بن العبّاس: قال لي رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده

____________________

(١) يأتي في الباب ١٠ و ١١ من هذه الأبواب.

٧ - قربّ الاسناد: ٥٥ قطعة من حديث، أورد قطعة منه في الحديث ١٤ من الباب ١ من أبواب ما تجب فيه الزكاة، وقطعة في الحديث ١٨ من الباب ١ من أبواب الصدقة.

(٢) في المصدر: عن جعفر، عن أبيه.

٨ - الفقيه ٤: ٢٨٥ / ٨٥٣.

(٣) أمالي الصدوق: ٢١٨ / ٥.

٩ - الفقيه ٤: ٢٩٦ / ٨٩٦، وأورد صدره في الحديث ٤ من الباب ٢٥ من أبواب جهاد النفس.

٤٢

أمامك، تَعرّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدّة، الحديث.

[ ٨٦٧٠ ] ١٠ - الحسين بن بسطام وأخوه عبدالله في كتاب( طب الأئمة ): عن محمّد بن خلف، عن الوشاء، عبدالله بن سنان، عن أخيه محمّد بن سنان قال: قال جعفر بن محمّد( عليه‌السلام ) : ما من أحد تخوّف البلاء فتقدّم فيه بالدعاء إلّا صرف الله عنه ذلك البلاء، أما علمت أنّ أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : يا علي، إنّ الدعاء يردّ البلاء وقد أبرم إبراماً.

[ ٨٦٧١ ] ١١ - محمّد بن محمّد المفيد في( الإرشاد) (١) : عن الحسين بن زيد، عن عمّه عمر بن علي، عن أبيه علي بن الحسين( عليه‌السلام ) ، أنّه كان يقول: لم أر مثل التقدّم في الدعاء، فإنّ العبد ليس تحضره الاجابة في كلّ ساعة.

[ ٨٦٧٢ ] ١٢ - محمّد بن الحسين الرضي الموسوي في( نهج البلاغة) عن أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) قال: ما المبتلى الذي قد اشتد به البلاء بأحوج إلى الدعاء من المعافى الذي لا يأمن البلاء.

[ ٨٦٧٣ ] ١٣ - أحمد بن فهد في( عدّة الداعي ): عن أبي ذر قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، فاذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله.

____________________

١٠ - طب الائمة: ١٥.

١١ - الارشاد للمفيد: ٢٥٩.

(١) السند في المصدر هكذا: أبو محمّد الحسن بن محمّد، عن جده عن داود بن القاسم، عن الحسين بن زيد، عن عمه عمر بن علي، عن أبيه علي بن الحسين ( عليهما‌السلام )

١٢ - نهج البلاغة ٣: ٢٢٦ / ٣٠٢.

١٣ - عدّة الداعي: ١٢١.

٤٣

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(١) ، ويأتي ما يدلّ عليه، إن شاء الله(٢) .

١٠ - باب استحباب الدعاء عند نزول البلاء والكربّ وبعده، وكراهة تركه (* )

[ ٨٦٧٤ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن ابن محبوب، عن أبي ولّاد قال: قال أبوالحسن موسى (عليه‌السلام ) : ما من بلاء ينزل على عبد مؤمن فيلهمه الله عزّ وجلّ الدعاء إلّا كان كشف ذلك البلاء وشيكاً(٣) ، وما من بلاء ينزل على عبد مؤمن فيمسك عن الدعاء إلّا كان ذلك البلاء طويلاً، فاذا نزل البلاء فعليكم بالدعاء والتضرّع إلى الله عزّ وجلّ.

[ ٨٦٧٥ ] ٢ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم قال: قال أبو عبدالله (عليه‌السلام ) : هل تعرفون طول البلاء من قصره؟ قلنا: لا، قال: إذا أُلهم احدكم الدعاء عند البلاء فاعلموا أنّ البلاء قصير.

[ ٨٦٧٦ ] ٣ - الحسن بن محمّد الطوسي في( الأمالي )، عن أبيه، عن المفيد، عن الحسن ابن حمزة العلوي، عن أحمد بن عبدالله، عن جدّه أحمد بن أبي

____________________

(١) تقدم في الابواب السابقة من هذه الابواب.

(٢) يأتي في الابواب اللاحقة من هذه الابواب.

الباب ١٠

وفيه ٣ أحاديث

* في هامش الاصل هنا « كتب ذلك في مزينون ».

١ - الكافي ٢: ٣٤٢ / ٢.

(٣) الوشيك: القريب.( مجمع البحرين - وشك - ٥: ٢٩٧ ).

٢ - الكافي ٢: ٣٤٢ / ١.

٣ - أمالي الطوسي ١: ٢٠٧.

٤٤

عبدالله البرقي، عن الحسن بن علي بن فضّال، عن الحسن بن الجهم، عن أبي اليقظان، عن عبدالله بن الوليد الوصّافي، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: ثلاث لا يضرّ معهنّ شيء: الدعاء عند الكربّات، والاستغفار عند الذنب، والشكر عند النعمة.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(١) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٢) .

١١ - باب استحباب الدعاء عند نزول المرض والسقم

[ ٨٦٧٧ ] ١ - محمّد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أسباط بن سالم، عن علاء بن كامل قال: قال لي أبو عبدالله (عليه‌السلام ) : عليك بالدعاء فإنّه شفاء من كلّ داء.

[ ٨٦٧٨ ] ٢ - وعنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن الحسين بن نعيم، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: اشتكى بعض ولده فقال: يا بنيّ، قل: اللهمّ اشفني بشفائك، وداوني بدوائك، وعافني من بلائك، فإني عبدك وابن عبدك.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٣) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٤) .

____________________

(١) تقدّم في الابواب ٦ و ٧ و ٨ من هذه الابواب.

(٢) يأتي في الابواب ١١ و ٢١ وغيرهما من هذه الابواب.

الباب ١١

وفيه حديثان

١ - الكافي ٢: ٤١١ / ١.

٢ - الكافي ٢: ٤١١ / ٣.

(٣) تقدم في الحديث ٢ من الباب ٥ من أبواب سجدتي الشكر، وفي الابواب ٢ و ٤ و ١٠ من هذه الابواب.

(٤) يأتي في الحديث ٧ من الباب ٢٠ من هذه الابواب، والباب ٣٠ من أبواب بقية الصلوات المندوبة.

٤٥

١٢ - باب استحباب رفع اليدين بالدعاء

[ ٨٦٧٩ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب، عن أبي أيّوب، عن محمّد بن مسلم قال: سألت أبا جعفر( عليه‌السلام ) عن قول الله عزّ وجلّ:( فَمَا استَكَانُوا لِربّهِم وَمَا يَتَضَرَّعُونَ ) (١) قال: الاستكانة هي الخضوع، والتضرع رفع اليدين والتضرع(٢) بهما.

وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي أيّوب، عن محمّد بن مسلم، مثله(٣) .

[ ٨٦٨٠ ] ٢ - محمّد بن علي بن الحسين في( معاني الأخبار ): عن المظفّر بن جعفر العلوي، عن جعفر بن محمّد بن مسعود، عن أبيه، عن محمّد بن نصير، عن أحمد بن محمّد عن الحسين ابن سعيد، عن ابن أبي عمير، عن أبي أيّوب، عن محمّد بن مسلم، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) في قوله عزّ وجلّ :( فَمَا استَكَانُوا لِربّهِم وَمَا يَتَضَرَّعُونَ ) (٤) قال: التضرّع رفع اليدين.

[ ٨٦٨١ ] ٣ - أحمد بن فهد في( عدّة الداعي) قال: إن رسول الله ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) كان يرفع يديه إذا ابتهل(٥) ودعا كما يستطعم المسكين.

____________

الباب ١٢

وفيه ٦ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٣٤٩ / ٦.

(١) المؤمنون ٢٣: ٧٦.

(٢) ضرع الرجل ضراعة خضع وذل، وتضرع الى الله.

ابتهل - الصحاح للجوهري -( هامش المخطوط ).

(٣) الكافي ٢: ٣٤٨ / ٢.

٢ - معاني الاخبار: ٣٦٩.

(٤) المؤمنون ٢٣: ٧٦.

٣ - عدّة الداعي: ١٨٢.

(٥) الابتهال: التضرع - الصحاح للجوهري ٤: ١٦٤٣ - هامش المخطوط -.

٤٦

ورواه الشيخ في( المجالس والأخبار ): عن جماعة، عن أبي المفضّل، عن إبراهيم بن حفص العسكري، عن عبدالله بن الهيثم، عن الحسين بن علوان الكلبي عن عمرو بن خالد، عن محمّد وزيد ابني علي، عن أبيهما، عن أبيه الحسين( عليه‌السلام ) ، مثله(١) .

[ ٨٦٨٢ ] ٤ - قال: وفيما أوحى الله إلى موسى: ألق كفّيك ذلّاً بين يدي كفعل العبد المستصرخ إلى سيده، فاذا فعلت ذلك رحمت وأنا أكرم القادرين(٢) .

[ ٨٦٨٣ ] ٥ - محمّد بن علي بن الحسين في( التوحيد ): عن علي بن أحمد الدقاق، عن أبي القاسم العلوي، عن محمّد بن إسماعيل البرمكي، عن الحسين بن الحسن، عن إبراهيم بن هاشم، عن العباس بن عمرو، عن هشام بن الحكم، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) - في حديث - أنّ زنديقاً سأله فقال: ما الفرق بين أن ترفعوا أيديكم إلى السماء وبين أن تخفضوها نحو الأرض؟ قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : ذلك في علمه وإحاطته وقدرته سواء، ولكنّه عزّ وجلّ أمر أولياءه وعباده برفع أيديهم إلى السماء نحو العرش لأنّه جعله معدن الرزق، فثبّتنا ما ثبّته القرآن والأخبار عن الرسول (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) حين قال: ارفعوا أيديكم إلى الله عزّ وجلّ.

[ ٨٦٨٤ ] ٦ - أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي في( الاحتجاج ): عن صفوان، عن الرضا( عليه‌السلام ) - في حديث - أنّ أبا قرّة قال له: ما بالكم إذا دعوتم رفعتم أيديكم إلى السماء؟! قال أبو الحسن (عليه‌السلام ) : إن الله استعبد خلقه بضروب من العبادة - إلى أن قال - واستعبد خلقه عند الدعاء

____________________

(١) أمالي الشيخ الطوسي ٢: ١٩٨.

٤ - عدّة الداعي: ١٨٢.

(٢) في المصدر: وأنا أكرم الاكرمين وأقدر القادرين.

٥ - التوحيد: ٢٤٨.

٦ - الاحتجاج: ٤٠٧.

٤٧

والطلب والتضرّع ببسط الأيدي ورفعها إلى السماء لحال الاستكانة وعلامة العبوديّة والتذلّل له.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(١) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٢) .

١٣ - باب ما يستحبّ للداعي من وظائف اليدين عند دعاء الرغبة والرهبة والتضرّع والتبتّل والابتهال والاستعاذة والبصبصة وطلب الرزق والمسألة

[ ٨٦٨٥ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن فضّالة، عن العلاء، عن محمّد بن مسلم قال: سمعت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) يقول: مرّ بي رجل وأنا أدعو في صلاتي بيساري، فقال: يا عبدالله بيمينك، فقلت يا عبدالله، إن لله تبارك وتعالى حقّاً على هذه كحقّه على هذه، وقال: الرغبة: تبسط يديك وتظهر باطنهما، والرهبة(٣) : تظهر ظهرهما، والتضرعّ: تحرّك السبابة اليمنى يميناً وشمالاً، والتبتّل: تحرّك السبّابة اليسرى ترفعها في السماء رسلاً(٤) وتضعها، والابتهال: تبسط يدك وذراعك إلى السماء، والابتهال حين ترى أسباب البكاء.

[ ٨٦٨٦ ] ٢ - وعنهم، عن أحمد، عن إسماعيل بن مهران، عن سيف بن

____________________

(١) تقدّم في الباب ١١ و ١٢ من أبواب القنوت، وفي الحديث ٤ من الباب ٢٩ من أبواب التعقيب، وفي الحديث ١١ من الباب ٩ من أبواب تكبيرة الاحرام.

(٢) يأتي في الباب ١٣ و ١٤ من هذه الابواب، وفي الحديث ١ و ٨ من الباب ٢٠ من أبواب أحكام شهر رمضان.

الباب ١٣

وفيه ٩ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٣٤٨ / ٤، أورد صدره في الحديث ٢ من الباب ١١ من أبواب القنوت.

(٣) في المصدر زيادة: بسط يديك و.

(٤) الرسل، بالكسر: الرفق - الصحاح للجوهري ٤: ١٧٠٨( هامش المخطوط ).

٢ - الكافي ٢: ٣٤٧ / ١.

٤٨

عميرة، عن أبي إسحاق، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: الرغبة أن تستقبل ببطن كفيك إلى السماء، والرهبة أن تجعل ظهر كفّيك إلى السماء، وقوله:( وَتَبَتَّل إِلَيهِ تَبتِيلاً ) (١) قال: الدعاء بأصبع واحدة تشير بها، والتضرّع تشير بأصبعيك وتحرّكهما، والابتهال رفع اليدين وتمدّهما، وذلك عند الدمعة، ثمّ ادع.

[ ٨٦٨٧ ] ٣ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حمّاد، عن حريز، عن محمّد بن مسلم وزرارة قالا: قلنا لأبي عبدالله( عليه‌السلام ) : كيف المسألة إلى الله تبارك وتعالى؟ قال: تبسط كفّيك، قلنا: كيف الاستعاذة؟ قال: تقضي بكفّيك، والتبتّل(٢) : الإِيماء بالإِصبع، والتضرّع: تحريك الإِصبع، والابتهال أن تمدّ يديك جميعاً.

[ ٨٦٨٨ ] ٤ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن خالد والحسين ابن سعيد جميعا، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن أبي خالد، عن مروك بيّاع اللؤلؤ، عمّن ذكره، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) ، قال: ذكر الرغبة وأبرز باطن راحتيه إلى السماء وهكذا الرهبة، وجعل ظهر كفيه إلى السماء وهكذا التضرع، وحرك أصابعه يمينا وشمإلّا وهكذا التبتّل، ويرفع أصابعه مرّة ويضعها مرّة وهكذا الابتهال، ومدّ يده تلقاء وجهه إلى القبلة، ولا تبتهل حتى تجري الدمعة.

[ ٨٦٨٩ ] ٥ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه أو غيره، عن هارون بن خارجة، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله( عليه

____________________

(١) المزّمّل ٧٣: ٨.

٣ - الكافي ٢: ٣٤٩ / ٧.

(٢) التبتل: الانقطاع عن الدنيا الى الله وكذلك التبتيل ومنه قوله تعالى ( وتبتل اليه تبتيلاً ) - الصحاح للجوهري ٤: ١٦٣٠ - هامش المخطوط.

٤ - الكافي ٢: ٣٤٨ / ٣.

٥ - الكافي ٢: ٣٤٨ / ٥.

٤٩

السلام )، قال: سألته عن الدعاء ورفع اليدين؟ فقال: على أربّعة أوجه: أما التعوّذ فتستقبل القبلة بباطن كفّيك، وأما الدعاء في الرزق فتبسط كفيك وتفضي بباطنهما إلى السماء، وأما التبتّل فايماء بأصبعك السبّابة، وأمّا الابتهال فرفع يديك تجاوز بهما رأسك، ودعاء التضرّع أن تحرّك أصبعك السبّابة ممّا يلي وجهك وهو دعاء الخيفة.

[ ٨٦٩٠ ] ٦ - محمّد بن علي بن الحسين في( معاني الأخبار) عن المظفّر بن جعفر العلوي، عن جعفر بن محمّد بن مسعود، عن أبيه، عن جعفر بن أحمد، عن العمركي، عن علي ابن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر( عليه‌السلام ) قال: التبتّل أن تقلّب كفّيك في الدعاء إذا دعوت، والابتهال أن تبسطهما وتقدّمهما، والرغبة أن تستقبل براحتيك السماء وتستقبل بهما وجهك، والرهبة أن( تلقى بكفّيك) (١) فترفعهما إلى الوجه، والتضرع أن تحرك أصبعيك وتشير بهما.

[ ٨٦٩١ ] ٧ - قال: وفي حديث آخر: أنّ البصبصة(٢) أن ترفع سبّابتيك إلى السماء، وتحرّكهما وتدعو.

[ ٨٦٩٢ ] ٨ - محمّد بن الحسن الصفّار في( بصائر الدرجات ): عن إبراهيم بن إسحاق، عن عبدالله بن حمّاد، عن أبي بصير، وداود الرقّي،( عن معاوية بن وهب، وابن سنان) (٣) - في حديث - عن أبي عبدالله( عليه

____________________

٦ - معاني الاخبار: ٣٦٩.

(١) في نسخة: تكفىء، كفيك( هامش المخطوط ). والمصدر.

٧ - معاني الاخبار: ٣٦٩.

(٢) بصبص الكلب بصبصةً حرك ذنبه - الصحاح للجوهري ٣: ١٠٣٠ - هامش المخطوط - وقد كتب المصنف بخطه في الهامش « كتب ذلك في عباس آباد».

٨ - بصائر الدرجات: ٢٣٧ / ٢.

(٣) في المصدر: عن معاوية بن عمّار، ومعاوية بن وهب، عن ابن سنان.

٥٠

السلام) أنّه لـمّا دعا على داود بن علي رفع يديه فوضعهما على منكبيه، ثمّ بسطهما، ثمّ دعا بسبّابته، فقلت له: فرفع اليدين ما هو؟ قال: الابتهال، قلت: فوضع يديك وجمعهما؟ قال: التضرّع، قلت: ورفع الاصبع؟ قال: البصبصة.

[ ٨٦٩٣ ] ٩ - عبدالله بن جعفر في( قربّ الإِسناد ): عن السندي بن محمّد، عن أبن البختري، عن جعفر، عن أبيه(١) أنّه كان يقول: إذا سألت الله فاسأله ببطن كفّيك، وإذا تعوّذت فبظهر كفّيك، وإذا دعوت فباصبعيك.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على بعض المقصود(٢) .

١٤ - باب استحباب مسح الوجه والرأس والصدر باليدين عند الفراغ من الدعاء في غير الفريضة

[ ٨٦٩٤ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمّد الأشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: ما أبرز عبد يده إلى الله العزيز الجبّار إلّا استحيى الله عزّ وجلّ أن يردها صفرا حتى يجعل فيها من فضل رحمته ما يشاء، فاذا دعا أحدكم فلا يرد يده حتى يمسح على وجهه ورأسه.

محمّد بن على بن الحسين قال: قال أبوجعفر (عليه‌السلام ) : ما بسط

____________________

٩ - قرب الإِسناد: ٦٧.

(١) في المصدر زيادة: عن علي.

(٢) تقدم في الحديث ١١ من الباب ٩ من أبواب تكبيرة الاحرام، وفي الابواب ١١، ١٢، ٢٣ من أبواب القنوت وفي الباب ١٢ من هذه الابواب.

الباب ١٤

وفيه حديثان

١ - الكافي ٢: ٣٤٢ / ٢.

٥١

عبد يديه، وذكر مثله، إلّا أنّه قال: فلا يردّ يديه حتى يمسح بهما وجهه ورأسه(١) .

[ ٨٦٩٥ ] ٢ - قال: وفي خبر آخر: على وجهه وصدره.

أقول: وتقدّم في القنوت ما يدلّ على أنّ ذلك مخصوص بغير الدعاء في الفرائض(٢) .

١٥ - باب استحباب حسن النيّة وحسن الظنّ بالإِجابة

[ ٨٦٩٦ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام ابن الحكم، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: لـمّا استسقى رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) وسقي الناس حتى قالوا: إنه الغرق، وقال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) بيده وردها: « اللهمّ حوالينا ولا علينا » قال: فتفرّق السحاب، فقالوا: يا رسول الله، استسقيت لنا فلم نسق ثمّ استسقيت لنا فسقينا؟! قال: إنّي دعوت وليس لي في ذلك نيّة ثمّ دعوت ولي في ذلك نيّة.

[ ٨٧٩٧ ] ٢ - وعنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن سليم الفراء، عمن ذكره، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إذا دعوت فاقبل بقلبك وظن حاجتك بالباب.

____________________

(١) الفقيه ١: ٢١٣ / ٩٥٣.

٢ - الفقيه ١: ٢١٣ / ٩٥٣.

(٢) تقدّم في الباب ٢٣ من أبواب القنوت.

الباب ١٥

وفيه ٥ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٣٤٤ / ٥.

٢ - الكافي ٢: ٣٤٣ / ١ باب اليقين في الدعاء وليس فيه( فأقبل بقلبك) و ٣٤٤ / ٣ باب الاقبال على الدعاء بسند آخر وهو: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن بعض أصحابه، عن سيف بن عميرة، عن سليم

٥٢

[ ٨٦٩٨ ] ٣ - محمّد بن علي بن الحسين في( ثواب الأعمال ): عن محمّد بن الحسن، عن محمّد ابن يحيى، عن محمّد بن أحمد، عن بعض أصحابنا، عن محمّد بن بكر، عن أبي(١) زكريا، عن أبي سيار، عن سورة بن كليب، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : قال الله عزّ وجلّ: من سألني وهو يعلم أني أضر وأنفع استجبت له.

[ ٨٦٩٩ ] ٤ - أحمد بن فهد في( عدّة الداعي) عن رسول الله ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) قال: ادعوا الله وأنتم موقنون بالاجابة.

[ ٨٧٠٠ ] ٥ - قال: وأوحى الله إلى موسى: ما دعوتني ورجوتني فإنّي سامع(١) لك.

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك(٢) .

١٦ - باب استحباب الاقبال بالقلب حالة الدعاء

[ ٨٧٠١ ] ١ - محمّد بن علي بن الحسين باسناده عن حمّاد بن عمرو وأنس بن محمّد، عن أبيه جميعاً، عن جعفر بن محمّد، عن آبائه في - وصيّة النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) لعلي( عليه‌السلام ) - قال: لا يقبل الله دعاء قلب ساه.

[ ٨٧٠٢ ] ٢ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن

____________________

٣ - ثواب الاعمال: ١٨٣ / ١.

(١) كتب المصنف على كلمة( ابي) علامة نسخة.

٤ - عدّة الداعي: ١٣٢.

٥ - عدّة الداعي: ١٣٢.

(٢) في المصدر: سأغفر.

(٣) يأتي في الحديث ٢ و ٥ من الباب ١٦ من هذه الابواب.

الباب ١٦

وفيه ٥ أحاديث

١ - الفقيه ٤: ٢٦٥.

٢ - الكافي ٢: ٣٤٣ / ١.

٥٣

أبي عمير، عن سيف ابن عميرة، عن سليمان بن عمرو قال: سمعت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) يقول: إنّ الله عزّ وجلّ لا يستجيب دعاء بظهر قلب ساه، فاذا دعوت فاقبل بقلبك ثمّ استيقن بالإِجابة.

[ ٨٧٠٣ ] ٣ - وعن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمّد الأشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : لا يقبل الله عزّ وجلّ دعاء قلب لاه.

وكان علي( عليه‌السلام ) يقول: إذا دعا أحدكم للميّت فلا يدعو له وقلبه لاه عنه، ولكن ليجتهد له في الدعاء.

[ ٨٧٠٤ ] ٤ - وعنهم، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن إسماعيل بن مهران، عن سيف بن عميرة، عمّن ذكره، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إنّ الله عزّ وجلّ لا يستجيب دعاء بظهر قلب قاس.

[ ٨٧٠٥ ] ٥ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن بعض أصحابه، عن سيف ابن عميرة، عن سليم الفرّاء، عمّن ذكره، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إذا دعوت فاقبل بقلبك وظنّ حاجتك بالباب.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك في الاقبال بالقلب على الصلاة وغير ذلك(١) .

____________________

٣ - الكافي ٢: ٣٤٤ / ٢.

٤ - الكافي ٢: ٣٤٤ / ٤، أورده في الحديث ٢ من الباب ٢٨ من هذه الابواب.

٥ - الكافي ٢: ٣٤٤ / ٣.

(١) تقدم في الباب ٣ من أبواب أفعال الصلاة، يأتي في الباب ٢٨، وفي الحديث ٢ من الباب ٣٠ من هذه الابواب، وفي الحديث ٨ من الباب ٩ من أبواب مقدمات النكاح.

٥٤

١٧ - باب كراهة العجلة في الدعاء، وتعجيل الانصراف منه، واستعجال الإِجابة

[ ٨٧٠٦ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، وعن علي ابن إبراهيم، عن أبيه جميعاً، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم وحفص بن البختري وغيرهما، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إنّ العبد إذا عجل فقام لحاجته يقول الله عزّ وجلّ: أما يعلم عبدي أنّي أنا الله الذي أقضي الحوائج.

[ ٨٧٠٧ ] ٢ - وعن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حسين بن عطيّة، عن عبد العزيز الطويل عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إنّ العبد إذا دعا لم يزل الله تبارك وتعالى في حاجته ما لم يستعجل.

وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن أبي عمير مثله(١) .

[ ٨٧٠٨ ] ٣ - وعنه، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: لا يزال المؤمن بخير ورجاء رحمة من الله عزّ وجلّ ما لم يستعجل فيقنط ويترك الدعاء، قلت له: كيف يستعجل؟ قال: يقول: قد دعوت منذ كذا وكذا وما أرى الاجابة.

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك(٢) .

____________________

الباب ١٧

وفيه ٣ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٣٤٤ / ٢.

٢ - الكافي ٢: ٣٤٤ / ١.

(١) الكافي ٢: ٣٤٤ / ١.

٣ - الكافي ٢: ٣٥٥ / ٨.

(٢) يأتي في الابواب ١٩، ٢٠، ٢١ من هذه الابواب.

٥٥

١٨ - باب استحباب مراعاة الإِعراب في الدعاء والقراءة المستحبين، وتجنّب اللّحن فيهما

[ ٨٧٠٩ ] ١ - أحمد بن فهد في( عدّة الداعي ): عن أبي جعفر الجواد( عليه‌السلام ) قال: ما استوى رجلان في حسب ودين قطّ إلّا كان أفضلهما عند الله عزّ وجلّ آدبهما، قال: قلت: جعلت فداك، قد عرفت فضله عند الناس في النادي والمجالس، فما فضله عند الله عزّ وجلّ؟ قال: بقراءة القرآن كما أُنزل، ودعائه الله عزّ وجلّ من حيث لا يلحن، وذلك أنّ الدعاء الملحون لا يصعد إلى الله عزّ وجلّ.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك في القراءة(١) .

١٩ - باب تحريم القنوط وإن تأخّرت الإِجابة

[ ٨٧١٠ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: قلت لأبي الحسن (عليه‌السلام ) : جعلت فداك إنّي قد سألت الله حاجة منذ كذا وكذا سنة وقد دخل قلبي من إبطائها شيء؟ فقال: يا أحمد، إياك والشيطان أن يكون له عليك سبيل حتى يقنطك - إلى أن قال - إنّ صاحب النعمة في الدنيا إذا سأل فأُعطي طلب غير الذي سأل وصغرت النعمة في عينه، فلا يشبع من شيء وإذا كثر النعم كان المسلم من ذلك على خطر، للحقوق التي تجب عليه وما يخاف من

____________________

الباب ١٨

وفيه حديث واحد

١ - عدّة الداعي: ١٨.

(١) تقدّم في الباب ٦٧ من أبواب القراءة والباب ٣٠ من أبواب قراءة القرآن.

الباب ١٩

وفيه ٤ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٣٥٤ / ١ أورده في الحديث ١ من الباب ٢١، وأورد قطعة منه في الحديث ١ من الباب ٣٢ من هذه الابواب.

٥٦

الفتنة فيها، أخبرني عنك: لو أنّي قلت لك قولاً كنت تثق به منّي؟ فقلت له: جعلت فداك، إذا لم أثق بقولك فبمن أثق وأنت حجّة الله على خلقه؟! قال: فكن بالله أوثق، فإنّك على موعد من الله عزّ وجلّ، أليس الله يقول:( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعوَةَ الدَّاع إِذَا دَعَانِ ) (١) وقال:( لاَ تَقنُطُوا مِن رَحمَةِ اللهِ ) (٢) ؟! وقال:( وَاللهُ يَعِدُكُم مَغفِرَةً مِنهُ وَفَضلًا ) (٣) ؟! فكن بالله أوثق منك بغيره، ولا تجعلوا في أنفسكم إلّا خيراً فإنّه مغفور لكم.

ورواه الحميري في( قربّ الإِسناد) عن أحمد بن محمّد بن عيسى، مثله (٤) .

[ ٨٧١١ ] ٢ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: كان بين قول الله عزّ وجلّ( قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا ) (٥) وبين أخذ فرعون أربّعين عاماً.

[ ٨٧١٢ ] ٣ - وعنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) يقول: إن المؤمن ليدعو فيؤخّر إجابته إلى يوم الجمعة.

[ ٨٧١٣ ] ٤ - وعنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن سليمان صاحب السابري، عن إسحاق بن عمّار قال: قلت لأبي عبدالله( عليه‌السلام ) : يستجاب للرجل الدعاء ثمّ يؤخر؟ قال: نعم، عشرين سنة.

____________________

(١) البقرة ٢: ١٨٦.

(٢) الزمر ٣٩: ٥٣.

(٣) البقرة ٢: ٢٦٨.

(٤) قربّ الإِسناد: ١٧١ وليس فيه( احمد بن محمّد بن عيسى ).

٢ - الكافي ٢: ٣٥٥ / ٥.

(٥) يونس ١٠: ٨٩.

٣ - الكافي ٢: ٣٥٥ / ٦.

٤ - الكافي ٢: ٣٥٥ / ٤.

٥٧

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(١) ويأتي ما يدلّ عليه وعلى أنّ القنوط من الكبائر(٢) .

٢٠ - باب استحباب الالحاح في الدعاء

[ ٨٧١٤ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن أبي عمير، عن سيف بن عميرة، عن محمّد بن مروان، عن الوليد بن عقبة الهجري قال: سمعت أبا جعفر( عليه‌السلام ) يقول: والله، لا يلحّ عبد مؤمن على الله في حاجته إلّا قضاها له.

[ ٨٧١٥ ] ٢ - وعنه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحجال، عن حسان، عن أبي الصباح، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إن الله عزّ وجلّ كره إلحاح الناس بعضهم على بعض في المسألة وأحب ذلك لنفسه، إن الله عزّ وجلّ يحبّ أن يسأل ويطلب ما عنده.

[ ٨٧١٦ ] ٣ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حسين الأحمسي، عن رجل، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: لا والله، لا يلحّ عبد على الله عزّ وجلّ إلّا استجاب له.

[ ٨٧١٧ ] ٤ - وعن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمّد الأشعري، عن ابن القدّاح، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال

____________________

(١) تقدّم في الحديث ٣ من الباب ١٧ من هذه الابواب.

(٢) ياتي في الحديث ٦ من الباب ٢١ من هذه الابواب.

الباب ٢٠

وفيه ١٢ حديثاً

١ - الكافي ٢: ٣٤٥ / ٣.

٢ - الكافي ٢: ٣٤٥ / ٤.

٣ - الكافي ٢: ٣٤٥ / ٥.

٤ - الكافي ٢: ٣٤٥ / ٦.

٥٨

رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : رحم الله عبداً طلب من الله عزّ وجلّ حاجة فألحّ في الدعاء استجيب له أو لم يستجب، وتلا هذه الآية:( وَأَدعُو ربّي عَسَى إلّا أَكُونَ بِدُعَاءِ ربّي شَقِيّاً ) (١) .

[ ٨٧١٨ ] ٥ - وعنهم، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن محمّد بن علي، عن داود الحذاء، عن محمّد بن صغير عن جده شعيب، عن مفضّل قال: قال أبو عبدالله (عليه‌السلام ) : لو لا إلحاح المؤمنين على الله في طلب الرزق لنقلهم من الحال التي هم فيها إلى( ما هو) (٢) أضيق منها.

وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن إبراهيم الحذّا، عن محمّد بن صغير، نحوه(٣) .

[ ٨٧١٩ ] ٦ - وعنه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن حبيب، عن إسحاق بن عمّار، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) - في حديث - قال: إنّ الله جبل بعض المؤمنين على الايمان فلا يرتدّون أبداً، ومنهم من اعير الايمان عارية، فاذا هو دعا وألحّ في الدعاء مات على الايمان.

[ ٨٧٢٠ ] ٧ - محمّد بن الحسن في( المجالس والأخبار) باسناده الآتي، عن رزيق، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: عليكم بالدعاء والالحاح على الله في الساعة التي لا يخيب الله عزّ وجلّ فيها برّاً ولا فاجراً، قلت: وأيّ ساعة هي؟ قال: هي الساعة التي دعا فيها أيّوب وشكا إلى الله بليّته فكشف الله عزّ وجلّ ما به من ضرّ، ودعا فيها يعقوب فردّ الله عليه يوسف وكشف الله كربّته، ودعا فيها

____________________

(١) مريم ١٩: ٤٨.

٥ - الكافي ٢: ٢٠١ / ٥.

(٢) في المصدر: حال.

(٣) الكافي ٢: ٢٠٣ / ١٦.

٦ - الكافي ٢: ٣٠٧ / ٥.

٧ - أمالي الطوسي ٢: ٣١٠.

٥٩

محمّد (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) فكشف الله عزّ وجلّ كربّته ومكّنه من أكتاف المشركين بعد اليأس، أنا ضامن أن لا يخّيب الله في ذلك الوقت برّاً ولا فاجراً، البرّ يستجاب له في نفسه وغيره، والفاجر يستجاب له في غيره ويصرف الله إجابته إلى وليّ من أوليائه، فاغتنموا الدعاء في ذلك الوقت.

[ ٨٧٢١ ] ٨ - عبدالله بن جعفر في( قربّ الإِسناد ): عن هارون بن مسلم، عن مسعدّة ابن صدقة، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: سل حاجتك وألحّ في الطلب فان الله يحب إلحاح الملحين من عباده المؤمنين.

[ ٨٧٢٢ ] ٩ - أحمد بن فهد في( عدّة الداعي) عن رسول الله ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) قال: إنّ الله عزّ وجلّ يحبّ السائل اللحوح.

[ ٨٧٢٣ ] ١٠ - قال: وقال( عليه‌السلام ) : رحم الله عبداً طلب من الله حاجة فألحّ في الدعاء.

[ ٨٧٢٤ ] ١١ - قال: وفي التوراة أنّ الله يقول: يا موسى، من رجاني(١) ألح في مسألتي.

[ ٨٧٢٥ ] ١٢ - قال: وفي زبور داود يقول الله عزّ وجلّ: يابن آدم، تسألني وأمنعك لعلمي بما ينفعك، ثمّ تلحّ عليّ بالمسألة فأُعطيك ما سألت.

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك(٢) .

____________________

٨ - قربّ الإِسناد: ٥.

٩ - عدّة الداعي: ١٨٩.

١٠ - عدّة الداعي: ١٨٨.

١١ - عدّة الداعي: ١٨٩.

(١) في المصدر: رجا معروفي.

١٢ - عدّة الداعي: ١٩٨.

(٢) يأتي في الباب ٢١ وفي الاحاديث ٤ و ٧ و ١٠ و ٢٢ من الباب ٣٣ من هذه الابواب، تقدم في الباب ٢، وفي الحديث ٧ من الباب ٨، وفي الباب ١٧ و ١٩ من هذه الابواب.

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

ومنعني واحدةً، سألته فأعطاني فيك أنك أول من تنشق الأرض عنه يوم القيامة، وأنت معي معك لواء الحمد وأنت تحمله، وأعطاني أنك وليّ المؤمنين من بعدي ».

وقال: « وروى ابن أبي شيبة - وهو صحيح - عن عمران(١) بن حصين - رضي الله تعالى عنه - قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: علي منّي وأنا منه وعلي ولي كلّ مؤمنٍ بعدي.

وروى الإمام أحمد عن عبدالله بن بريدة [ عن أبيه ] ان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: لا تقع في علي فإنه مني وأنا منه وهو وليّكم بعدي.

وروى الترمذي وقال حسن غريب، والطبراني في الكبير، والحاكم، عن عمران بن حصين: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ إن علياً مني وأنا من علي وعلي وليّ كلّ مؤمن »(٢) .

ترجمته

قال الشعراني ما ملخّصه:

« كان عالماً، صالحاً، متفنّناً في العلم، وألّف السيرة النبوية التي جمعها من ألف كتاب، وأقبل الناس على كتابتها، ومشى فيها على أنموذج لم يسبقه إليه أحد، وكان عزباً لم يتزوَّج قط، وكان حلو المنطق، مهيب المنظر، كثير الصيام

__________________

(١). هذا هو الصحيح. وفي المصدر: عمر.

(٢). سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد ١١ / ٢٩٥، ٢٩٦، ٢٩٧.

١٢١

والقيام، بتُّ عنده الليالي فما كنت أراه ينام إلّا قليلاً، وكان لا يقبل من مال الولاة وأعوانهم شيئاً، ولا يأكل من طعامهم »(١) .

وهكذا تجد الثناء بالجميل عليه في:

١ - خلاصة الأثر ٤ / ٢٣٩

٢ - وريحانة الألباء ١ / ٢٧

٣ - معجم المؤلفين ١٢ / ١٣١.

(٨٤)

رواية عبدالحق الدّهلوي

وهو: عبدالحق سيف الدين بن سعد الله الحنفي المتوفى سنة ١٠٥٢.

رواه في شرحه على المشكاة، حيث رواه الخطيب التبرزي(٢) .

ترجمته

وتوجد ترجمته في الكتب المؤلَّفة بتراجم علماء الهند وغيرها، اُنظر من ذلك مثلاً:

١ - سبحة المرجان بذكر علماء هندوستان: ٥٢.

٢ - أبجد العلوم: ٩٠٠

٣ - نزهة الخواطر ٥ / ٢٠١.

__________________

(١). ذيل طبقات الأخيار. عنه مقدمة سبل الهدى والرشاد ١ / ٣٨.

(٢). أشعة اللمعات في شرح المشكاة ٤ / ٦٦٥.

١٢٢

قال الأخير: « هو الشيخ الإمام، العالم العلّامة، المحدث الفقيه، شيخ الإسلام، وأعلم العلماء الأعلام، وحامل راية العلم والعمل في المشايخ الكرام، أوّل من نشر علم الحديث بأرض الهند، تصنيفاً وتدريساً ».

(٨٥)

رواية العصامي

وهو: عبدالملك بن حسين المكي المتوفى سنة ١١١١.

وقد رواه في عداد فضائل أمير المؤمنينعليه‌السلام ، إذ قال:

« الحديث السادس والثلاثون:

عن البراء بن عازب قال: كنا عند النبي صلّى الله عليه وسلّم في سفرٍ، فنزلنا بغدير خم، فنودي فينا الصلاة جامعة، وكسح لرسول الله تحت شجرة، فصلّى الظهر وأخذ بيد علي وقال: ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى. فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وآل من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله وأدر الحق معه حيث دار ».

زاد أحمد في المناقب « وأحب من أحبه وأبغض من أبغضه ».

ورواه أكثر من ثمانية عشر صحابياً.

ولقي عمر بن الخطاب علي بن أبي طالب بعد ذلك فقال له: هنيئاً لك يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة.

وعن سالم قيل لعمر: إنك تصنع بعلي شيئاً ما نراك تصنعه بأحد من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: انه مولاي.

١٢٣

وعن عمر وقد جاءه أعرابيان يختصمان فقال لعلي: اقض بينهما يا أبا الحسن، فقضى علي بينهما، فقال أحدهما: هذا يقضي بيننا؟ فوثب إليه عمر وأخذ بتلبيبه وقال: ويحك أتدري من هذا؟ هذا مولاي ومولى كل مؤمن، ومن لم يكن مولاه فليس بمؤمن.

وعنه وقد نازعه رجل في مسألة فقال له: بيني وبينك هذا الجالس - وأشار إلى علي بن أبي طالب - فقال الرجل: هذا الأبطن؟ فنهض عمر عن مجلسه وأخذ بتلبيبه ورفعه من الأرض ثم ضرب به الأرض فقال: أتدري من صغّرت؟ مولاي ومولى كل مؤمن أو مسلم.

خرجهن ابن السمان.

قلت: غدير خم موضع بين مكة والمدينة بالجحفة أو هو قريب منها على يمين الذاهب الى المدينة.

الحديث السابع والثلاثون.

عن عمران بن حصين قال: بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سرية واستعمل عليها عليّاً. قال فمضى على السرية فأصاب جارية، فأنكروا عليه، وتعاقد أربعة من أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلّم وقالوا: إذا لقينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أخبرناه بما صنع.

قال عمران بن حصين: وكان المسلمون إذا قدموا من سفر بدءوا برسول الله صلّى الله عليه وسلّم وسلّموا عليه ثم انصرفوا إلى رحالهم.

فلما قدمت السرية سلّموا على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقام أحد الأربعة فقال: يا رسول الله ألم تر أن علياً صنع كذا وكذا. فأعرض عنه. ثم قام

١٢٤

الثاني فقال مثل مقالته، فأعرض عنه. ثم قام الثالث فقال مثل مقالته، فأعرض عنه.

ثم قام الرابع فقال مثل ما قالوا فأقبل إليه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم والغضب يعرف في وجهه فقال:

ماذا تريدون من علي؟ ثلاث مِرَارٍ. ان علياً مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي.

خرجه الترمذي وأبو حاتم وأحمد.

الحديث الثامن والثلاثون.

عن بريدة بن الحصيب قال: بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سرية وأمّر عليها رجلاً وأنا فيها فأصبنا سبياً، فكتب الرجل إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ابعث لنا من يخمّسه. فبعث علياً، وفي السبي وصيفة من أفضل السبي، قال فخمّس وقسّم، قال فخرج ورأسه يقطر، فقلنا يا أبا الحسن ما هذا؟ قال: ألم تروا إلى الوصيفة التي كانت في السبي فإني قسّمت وخمّست فصارت في الخمس، ثم صارت من آل بيت النبي صلّى الله عليه وسلّم، ثم صارت من آل علي ووقعت بها.

فكتب الرجل إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم بذلك.

فقلت للرجل ابعثني مصدقاً فبعثني.

قال بريدة: فجعلت أقرأ الكتاب وأقول صدق، فأمسك النبي صلّى الله عليه وسلّم يدي والكتاب وقال لي: تبغض علياً؟ قلت: نعم. قال: فلا تبغضه، وإن كنت تحبّه فازدد له حباً، فوالذي نفسي بيده لنصيب آل علي في الخمس أفضل من وصيفة.

١٢٥

قال بريدة: فما كان من الناس أحد بعد قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أحب إلي من علي.

وفي رواية: لا تقع في علي فإنه مني وأنا منه وهو وليكم بعدي.

خرجهما الإمام أحمد بن حنبل.

الحديث التاسع والثلاثون.

عن بريدة أيضاً « من كنت وليه فعلي وليه » أخرجه أبو حاتم.

الحديث الأربعون.

عن بريدة أيضا قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: « إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة ونصب الصراط على جسر جهنم ما جازها أحد حتى كانت معه براءة بولاية علي بن أبي طالب ». خرّجه الحاكمي.

الحديث الحادي والأربعون.

عن ابن مسعود قال: أنا رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أخذ بيد علي وقال: « هذا وليي وأنا وليه، واليت من والاه وعاديت من عاداه » أخرجه الحاكمي.

وعن أبي صالح قال: لما حضرت ابن عباس الوفاة قال: اللهمّ إني أتقرب إليك بولاية علي بن أبي طالب.

خرّجه أحمد في المناقب »(١) .

__________________

(١). سمط النجوم العوالي ٢ / ٤٨٤.

١٢٦

ترجمته

وتوجد ترجمة العصامي في:

١ - البدر الطالع ١ / ٤٠٢

٢ - سلك الدرر ٣ / ١٣٩

٣ - معجم المؤلّفين ٦ / ١٨٢

(٨٦)

رواية الجلوتي الواعظ

وهو: الشيخ يعقوب.

رواه حيث قال: « وعن البراء قال صلّى الله عليه وسلّم لعلي: أنت منّي وأنا منك.

وعن عمران بن حصين: إنّ علياً مني وأنا منه وهو وليّ كل مؤمن »(١) .

(٨٧)

رواية الطرابزوني

وهو: الشيخ محمد المدني.

رواه بقوله: « وأخرج الترمذي بإسنادٍ قوي عن عمران بن حصين في قصّة قال فيها: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ما تريدون من علي؟ إنّ

__________________

(٢). المفاتيح شرح المصابيح - مخطوط، عن نسخته الأصلية، فرغ منها سنة ١١٣٩.

١٢٧

عليّاً منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي »(١) .

(٨٨)

رواية المرعي المقدسي

رواه بلفظ: « إنّ علياً منّي وأنا منه وهو ولي كلّ مؤمنٍ بعدي »(٢) .

(٨٩)

رواية الكمشخانوي

وهو: أحمد بن مصطفى النقشبندي الحنفي، المتوفى سنة ١٣١١.

روى حديث: سألت الله يا علي فيك خمساً

عن الخطيب والرافعي، عن علي.

وقد تقدّم لفظه.

(٩٠)

رواية النبهاني

وهو: أبو المحاسن يوسف بن إسماعيل الشافعي، المتوفى سنة ١٣٥٠.

روى حديث الولاية في بعض مؤلَّفاته عن عمران بن حصين(٣) .

__________________

(١). شرح أسماء أهل بدر - مخطوط. فرغ من تأليفه ١١٧٤ نقلاً عن نسخةٍ تاريخا ١١٧٥.

(٢). تلخيص أوصاف المصطفى وذكر من بعده من الخلفا - مخطوط. قال: « لم أذكر في هذا المجموع اللطيف إلّاما كان صحيحاً أو حسناً عند المحدّثين، ولم أذكر فيه من ذلك إلاّما اعتمده العلماء الراسخون ».

(٣). الفتح الكبير ٣ / ٨٨. الشرف المؤيد: ٥٨.

١٢٨

ترجمته

وترجم له صاحب ( معجم المؤلّفين ) مستفيداً من مصادر كثيرة ذكرها، فقال ما ملخّصه:

« أديب، شاعر، صوفي، من القضاة، رحل إلى مصر، فانتسب إلى الأزهر، وتولّى القضاء في قصبة جنين من أعمال نابلس، ورحل إلى القسطنطينية، وعيّن قاضياً كوي سنجق من أعمال ولاية الموصل، فرئيساً لمحكمة الجزاء باللاذقية، ثم بالقدس، فرئيساً لمحكمة الحقوق ببيروت، وسافر إلى المدينة مجاوراً. ونشبت الحرب العامة الاولى، فعاد إلى مسقط رأسه إجزم، وتوفي بها في ٢٩ رمضان» أي من سنة ١٣٥٠. ثم ذكر عدداً من تآليفه الكثيرة(١) .

(٩١)

رواية المباركفوري

وهو: أبو العلى محمّد عبدالرحمان بن عبدالرحيم، المتوفى سنة ١٣٥٣.

رواه في ( شرح الترمذي ) حيث رواه الترمذي عن عمران بن حصين(٢) .

__________________

(١). معجم المؤلفين ١٣ / ٢٧٥.

(٢). تحفة الأحوذي في شرح الترمذي ١٠ / ١٤٥.

١٢٩

(٩٢)

رواية منصور علي ناصف

« عن عمران بن حصين قال: بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم جيشاً، وأمّر عليهم علياً، فمضى في السرية، فأصاب جاريةً، فأنكروا عليه. وتعاقد أربعة من الصحابة على أنْ يخبروا النبي صلّى الله عليه وسلّم إذا رجعوا، وكان المسلمون إذا رجعوا من السفر بدأوا برسول الله فسلّموا عليه ثم انصرفوا إلى رحالهم. فلمـّا قدمت السرية سلّموا على النبي صلّى الله عليه وسلّم، فقام أحد الأربعة فقال: يا رسول الله، ألم تر إلى علي صنع كذا وكذا، فأعرض عنه النبي. ثم قام الثاني فقال مثل مقالته فأعرض عنه. ثم قام الثالث فقال مثلهما، فأعرض عنه، ثم قام الرابع فقال مثل ما قالوا.

فأقبل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم والغضب يعرف في وجهه فقال:

ما تريدون من علي - وكرّرها ثلاثاً -؟ ثم قال: إن علياً منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي».

قال الشيخ منصور بشرحه على هذا الحديث:

« النبي صلّى الله عليه وسلّم أعرض عن شكواهم في علي، لأنه ظهر له أن ما فعله علي ليس منكراً وإلّا لأجابهم. وقوله: « وهو ولي كلّ مؤمن بعدي » هذه من قوله( « النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ » ) أي: وعلي ولي المؤمنين بعدي. وفيها لعلي -رضي‌الله‌عنه - أفخر منقبة»(١) .

__________________

(١). التاج الجامع للأصول ٣ / ٣٣٥.

١٣٠

(٩٣)

رواية الألباني

وهو: الشيخ محمّد ناصر الدين الألباني المعاصر.

قال في التعليق على حديث عمران بن حصين في ( مشكاة المصابيح ) عن الترمذي: « قلت: وسنده صحيح »(١) .

(٩٤)

رواية عباس أحمد صقر - أحمد عبدالجواد

« قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : عليّ منّي وأنا من علي وعليّ وليّ كلّ مؤمن بعدي.

ش - عن عمران بن حصين »(٢) .

__________________

(١). مشكاة المصابيح ٣ / ١٧٢٠.

(٢). جامع الأحاديث ٤ / ٥٦٧.

١٣١

١٣٢

الفصل الثاني

في الأسانيد المعتبرة

لحديث الولاية

١٣٣

١٣٤

وفي هذا الفصل أوردنا عدّةً من الأسانيد الصحيحة لحديث ( الولاية ) في الكتب المعتبرة لأهل السنّة.

إنّها أسانيد صحيحة على ضوء كلمات العلماء الأعلام في الجرح والتعديل وتراجم الرّجال استخرجناها من الكتب التالية:

١ - كتاب السنّة، لابن أبي عاصم، المتوفى سنة ٢٨٧.

٢ - كتاب خصائص أمير المؤمنين، للنسائي، المتوفى سنة ٣٠٣.

٣ - المعجم الكبير.

٤ - المعجم الأوسط وكلاهما لأبي القاسم الطبراني، المتوفى سنة ٣٦٠.

٥ - معرفة الصحابة.

٦ - حلية الأولياء وكلاهما لأبي نعيم الإصبهاني، المتوفى سنة ٤٣٠.

٧ - تاريخ دمشق، لابن عساكر الدمشقي، المتوفى سنة ٥٧١.

٨ - سير أعلام النبلاء، لشمس الدين الذهبي، المتوفى سنة ٧٤٨.

٩ - البداية والنهاية، لابن كثير الدمشقي، المتوفى سنة ٧٧٤.

وبالله التوفيق.

١٣٥

* قال ابن أبي عاصم:

« ثنا عباس بن الوليد النرس وأبو كامل. قالا:

ثنا جعفر بن سليمان، عن يزيد الرشك، عن مطرف، عن عمران بن حصين، قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: علي منّي وأنا منه، وهو وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي ».

أقول:

أمّا ( ابن أبي عاصم ) فهو: أحمد بن عمرو بن الضحّاك بن مخلد الشيباني المتوفّى سنة ٢٨٧، وقد تقدمت ترجمته.

وأمّا ( عباس بن الوليد ) فهو:

من رجال الشيخين والنسائي.

ومن مشايخ: أبي يعلى الموصلي، وعبدالله بن أحمد، وآخرين(١) .

ووصفه الذهبي بـ « الحافظ الإمام الحجة » قال: « وكان متقناً صاحب حديث »(٢) .

وأمّا ( أبو كامل ) فهو: الفضيل بن الحسين الجحدري البصري.

__________________

(١). تهذيب التهذيب ٥ / ١٣٣.

(٢). سير أعلام النبلاء ١١ / ٢٧.

١٣٦

من رجال الشيخين وأبي داود والنسائي(١) .

وأمّا ( جعفر بن سليمان ) فمن فوقه، فمذكورون في الكتاب بالتفصيل.

* * *

__________________

(١). تهذيب التهذيب ٨ / ٢٩٠.

١٣٧

* وقال الحافظ النسائي:

« ثنا واصل بن عبدالأعلى، عن ابن فضيل، عن الأجلح، عن عبدالله بن بريدة، عن أبيه، قال:

بعثنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى اليمن مع خالد بن الوليد، وبعث عليّاً على آخر وقال: إنْ التقيتما فعليٌ على الناس، وإنْ تفرّقتما فكلّ واحدٍ منكما على جنده، فلقينا بني زبيد من أهل اليمن، وظفر المسلمون على المشركين، فقاتلنا المقاتلة وسبينا الذريّة، فاصطفى علي جاريةً لنفسه من السبي، فكتب بذلك خالد بن الوليد إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم، وأمرني أنْ أنال منه.

قال: فدفعت الكتاب إليه، ونلت من علي.

فتغيّر وجه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

فقلت: هذا مكان العائذ. بعثتني مع رجلٍ، وأمرتني بطاعته، فبلَّغت ما اُرسلت به.

فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم [ لي ]:

لا تقعنَّ - يا بريدة - في علي، فإنّ عليّاً منّي وأنا منه، وهو وليّكم بعدي »(١) .

__________________

(١). خصائص علي بن أبي طالب: ٧٥.

١٣٨

أقول:

أمّا ( واصل بن عبدالأعلى ) فهو:

من رجال مسلم والأربعة.

ومن مشايخ: أبي حاتم، وأبي زرعة، ومطيَّن، وأبي يعلى، وآخرين.

قال أبو حاتم: صدوق.

وقال مطيّن والنسائي: ثقة.

قال الحافظ: « ثقة »(١) .

وأمّا ( ابن فضيل ) فهو: محمّد بن فضيل بن غزوان.

من رجال الصحاح الستّة.

قال الحافظ: « صدوق عارف، رمي بالتشيّع »(٢) .

وأمّا (الأجلح ) والبقية، فقد عرفتهم في الكتاب.

* * *

__________________

(١). تقريب التهذيب ٢ / ٣٢٨، تهذيب التهذيب ١١ / ٩٢.

(٢). تقريب التهذيب ٢ / ٢٠٠.

١٣٩

* وقال الحافظ أبو القاسم الطبراني:

« حدثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل، ثنا العباس بن الوليد الفرضي(١) .

ح وحدثنا معاذ بن المثنى، فنا مسدد.

ح وحدثنا بشر بن موسى والحسن بن المتوكّل البغدادي، ثنا خالد بن(٢) يزيد العدني.

قالوا:

ثنا جعفر بن سليمان، عن يزيد الرشك، عن مطرف بن عبدالله، عن عمران بن حصين، قال:

« بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سرية، فاستعمل عليهم عليّاً، فمضى على السرية، فأصاب علي جاريةً، فأنكروا ذلك عليه، فتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قالوا: إذا لقينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أخبرناه بما صنع.

قال عمران: وكان المسلمون إذا قدموا من سفرٍ بدأوا برسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فسلّموا عليه ثم انصرفوا.

فلمـّا قدمت السرية، سلّموا على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. فقام

__________________

(١). كذا، والصحيح: النرسي. وهو من رجال رواية ابن أبي عاصم.

(٢). كذا، والصحيح: خالد بن أبي يزيد القرني، كما ستعلم.

١٤٠

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398