نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ١٦

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار10%

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 398

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 398 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 233436 / تحميل: 8793
الحجم الحجم الحجم
نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ١٦

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

أحد الأربعة فقال:

يا رسول الله: ألم تر أن عليّاً صنع كذا وكذا؟

فأعرض عنه.

ثم قام آخر فقال: يا رسول الله، ألم تر أن عليّاً صنع كذا وكذا؟

فأعرض عنه.

ثم قام آخر منهم، فقال: يا رسول الله، ألم تر أن عليّاً صنع كذا وكذا؟

فأعرض عنه.

ثم قام الرابع فقال: يا رسول الله، ألم تر أن عليّاً صنع كذا وكذا؟

فأقبل عليه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم - يعرف الغضب في وجهه - فقال:

ماذا تريدون من علي؟ - ثلاث مرات - إنّ علياً مني وأنا منه، وهو وليُّ كلّ مؤمن بعدي»(١) .

أقول:

ورجال هذه الأسانيد مذكورون في الكتاب، إلّا رجال الطريق الثالث:

فأمّا ( بشر بن موسى ) فقد قال:

الخطيب: « كان ثقة أميناً عاقلاً ركيناً »(٢) .

الدارقطني: « ثقة ».

وكان أحمد بن حنبل: يكرمه.

__________________

(١). المعجم الكبير ١٨ / ١٢٨.

(٢). تاريخ بغداد ٧ / ٨٦.

١٤١

ووصفه الذهبي بـ « الإمام الحافظ الثقة المعمّر »(١) .

وأمّا ( الحسن بن المتوكّل ) فهو: الحسن بن علي بن المتوكّل البغدادي.

ترجم له الخطيب وقال: « كان ثقة »(٢) .

وأمّا (خالد ) فهو: خالد بن أبي يزيد القرني.

ذكره الخطيب حيث قال: « خالد بن أبي يزيد - وقيل: خالد بن يزيد.

والصواب: ابن أبي يزيد - وهو خالد المزرقي، والقطربلي، والقرني روى عنه: محمّد بن الحسين البرجلاني وبشر بن موسى، والحسن بن علي بن المتوكل، وغيرهم

ولم يكن به بأس »(٣) .

* * *

__________________

(١). سير أعلام النبلاء ١٣ / ٣٥٢.

(٢). تاريخ بغداد ٧ / ٣٦٩.

(٣). تاريخ بغداد ٨ / ٣٠٤.

١٤٢

* وقال الحافظ الطبراني:

« حدثنا عبدالوهاب بن رواحة الرامهرمزي، قال: حدثنا أبو كريب، قال: حد ثنا حسن بن عطيّة، قال حدّثنا سعّاد بن سليمان، عن عبدالله بن عطاء، عن عبدالله بن بريدة عن علي قال:

بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم علي بن أبي طالب وخالد بن الوليد، كلّ واحدٍ منهما وحده، وجمعهما فقال: إذا اجتمعتما فعليكم علي. قال: فأخذا يميناً ويساراً، فدخل علي فأبعد، فأصاب سبياً، فأخذ جاريةً من السبي.

قال بريدة: وكنت من أشدّ الناس بغضاً لعلي.

فأتى رجل خالد بن الوليد، فذكر أنه قد أخذ جاريةً من الخمس، فقال: ما هذا؟ ثم جاء آخر، ثم جاء آخر ثم تتابعت الأخبار على ذلك.

فدعاني خالد فقال: يا بريدة، قد عرفت الذي صنع، فانطلق بكتابي هذا إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. فكتب إليه.

فانطلقت بكتابه. حتى دخلت على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فأخذ الكتاب بشماله - وكان كما قال الله عزّ وجلّ لا يقرأ ولا يكتب - فقال: وكنت إذا تكلّمت طأطأت رأسي حتى أفرغ من حاجتي، فطأطأت رأسي فتكلّمت.

فوقعت في علي حتى فرغت، ثم رفعت رأسي.

فرأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم غضب غضباً لم أره غضب مثله إلّا

١٤٣

يوم قريظة والنضير. فنظر إليَّ فقال:

يا بريدة، أحبَّ عليّاً، فإنما يفعل ما يؤمر به.

قال: فقمت وما من الناس أحد أحبَّ إليَّ منه »(١) .

أقول:

أمّا ( عبدالوهاب بن رواحة ) فهو:

من مشايخ الطبراني. قال السمعاني: « وعبدالوهاب بن رواحة الرامهرمزي، يروي عن أبي كريب محمّد بن العلاء الهمداني الكوفي. روى عنه سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني »(٢) .

وأمّا ( أبو كريب ) فهو: محمّد بن العلاء الهمداني الكوفي.

من رجال الصحاح الستّة.

ومن مشايخ: الذهلي، وأبي زرعة، وأبي حاتم، وعبدالله، وأبي يعلى، ومطيّن، والفريابي، وابن خزيمة، وآخرين.

وأمّا (الحسن بن عطيّة ) وسائر رجال السّند، فتراجمهم موجودة في الكتاب فيما تقدم ويأتي.

* * *

__________________

(١). المعجم الأوسط ٥ / ٤٢٥.

(٢). الأنساب - الرامهرمزي.

١٤٤

* وقال الحافظ أبو نعيم الإصبهاني:

« حدثنا عبدالله بن جعفر، ثنا إسماعيل بن عبدالله، ثنا الفضل بن دكين، ثنا ابن أبي غنيّة، عن الحكم، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عباس، عن بريدة، قال:

غزوت مع علي إلى اليمن، فرأيت منه جفوةً، فقدمت على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فذكرت عليّاً، فتنقّصته، فرأيت وجه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يتغيّر وقال:

يا بريدة، ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟

قلت: بلى يا رسول الله.

قال: من كنت مولاه فعلي مولاه.

رواه أبو بكر بن أبي شيبة، عن الفضل، مثله.

حدثنا أحمد بن جعفر بن مالك، ثنا عبدالله بن أحمد، حدّثني أبي، ثنا روح، ثنا علي بن سويد بن منجوف، عن عبدالله بن بريدة، عن أبيه قال:

بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عليّاً إلى خالد بن الوليد ليقسّم الخمس - وقال روح مرّةً: ليقبض الخمس - قال: فأصبح علي ورأسه يقطر. قال فقال خالد لبريدة:

ألا ترى ما يصنع هذا؟

١٤٥

قال: فلما رجعت إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم أخبرته بما صنع علي. قال: فكنت أبغض علياً.

قال: فقال: يا بريدة، أتبغض عليّاً؟

قال: قلت: نعم.

قال: فلا تبغضه.

وقال: روح مرةً: فأحبّه فإنّ له في الخمس أكثر من ذلك »(١) .

أقول:

ورجال هذا السند إلى « سعيد بن جبير » كلّهم أئمة مشاهير، ترجمنا لهم في الكتاب، و« سعيد » غنيّ عن التعريف.

* * *

__________________

(١). معرفة الصحابة ٣ / ١٦٣.

١٤٦

* وقال الحافظ أبو نعيم الإصبهاني:

« حدّثناه القاضي أبو أحمد العسّال، ثنا القاسم بن يحيى بن نصر(١) ، ثنا لوين، ثنا أبو معشر البراء، عن علي بن سويد بن منجوف، عن ابن بريدة عن أبيه:

إنّ النبي صلّى الله عليه وسلّم بعث عليّاً

فذكر نحوه ».

أقول:

أمّا ( أبو أحمد العسّال ) فقد ترجمنا له.

وأمّا ( أحمد بن القاسم بن نصر ) فقد

قال الذهبي: « أحمد بن القاسم. أخو أبي الليث.

سمع محمّد بن سليمان لويناً و

حدّث عنه: أبو حفص بن شاهين، وأبو حفص الكتاني.

وثّقه الخطيب »(٢) .

وأمّا ( لوين ) فقد ترجمنا له.

__________________

(١). كذا، والصحيح: أحمد بن القاسم بن نصر.

(٢). سير أعلام النبلاء ١٤ / ٤٦٦، وانظر تاريخ الخطيب: ٤ / ٣٥٢.

١٤٧

وأمّا (أبو معشر البراء ) فهو: يوسف بن يزيد.

من رجال مسلم والبخاري.

وروى عنه جماعة من الأكابر.

قال الحافظ ابن حجر: صدوق ربما أخطأ(١) .

وأمّا (علي بن سويد بن منجوف ) فهو:

من رجال البخاري

وروى عنه: شعبة، والقطّان، وحمّاد بن زيد، والنضر بن شميل، وغيرهم قال عبدالله عن أبيه: ما أرى به بأساً.

وقال ابن معين: ثقة.

وقال أبو داود: ثقة.

وقال الدارقطني: ثقة.

وقال النسائي: لا بأس به.

وذكره ابن حبان في الثقات(٢) .

وأما ترجمة (ابن بريدة ) فمذكورة في الكتاب.

* * *

__________________

(١). تهذيب التهذيب ١١ / ٣٧٨ - ٤٥١، تقريب التهذيب ٢ / ٣٨٣.

(٢). تهذيب التهذيب ٧ / ٢٩١.

١٤٨

* وقال الحافظ أبو نعيم:

« حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا معاذ بن المثنى، ثنا مسدد.

ح وحدثنا أبو عمرو ابن حمدان، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا بشر بن هلال وعبدالسلام بن عمرو.

قالوا: ثنا جعفر بن سليمان، عن يزيد الرشك، عن مطرف، عن عمران بن حصين، قال:

بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سرية، واستعمل عليهم علياً - كرّم الله وجهه - فأصاب علي جاريةً، فأنكروا ذلك عليه، فتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قالوا: إذا لقينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أخبرناه بما صنع علي.

قال عمران: وكان المسلمون إذا قدموا من سفرٍ، بدؤا برسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فسلَّموا عليه ثم انصرفوا.

فلمـّا قدمت السرية، سلّموا على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. فقام أحد الأربعة فقال: يا رسول الله، ألم تر أنّ عليّاً صنع كذا وكذا؟ فأعرض عنه.

ثم قام آخر منهم فقال: يا رسول الله. ألم تر أن عليّاً صنع كذا وكذا. فأعرض عنه.

حتى قام الرابع، فقال: يا رسول الله، ألم تر أن عليّاً صنع وكذا وكذا؟

١٤٩

فأقبل عليه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم - يعرف الغضب في وجهه - فقال: ما تريدون من علي؟ - ثلاث مرات.

ثم قال: إنّ علياً منّي وأنا منه، وهو ولي كلّ مؤمن بعدي »(١) .

أقول:

أما (أبو نعيم الاصبهاني ) فغني عن التعريف.

أمّا (سليمان بن أحمد ) فهو: أبو القاسم الطبراني.

وهو غني عن التعريف كذلك.

وأمّا (معاذ بن المثنى ):

قال الخطيب: « سكن بغداد، وحدّث بها عن: محمّد بن كثير العبدي، ومسّدد روى عنه: أحمد بن علي الأبار، ويحيى بن صاعد، ومحمّد بن مخلد، وإسماعيل بن علي الخطبي، وعبدالباقي بن قانع، وأبو بكر الشافعي، وعمر بن مسلم، وجعفر بن الحكم المؤدب، وغيرهم. وكان ثقة.

مات سنة ٢٨٨ »(٢) .

وقال الذهبي: « معاذ بن المثنى، أبو المثنّى: ثقة متقن، عنه: أبو بكر الشافعي، وجعفر المؤدب، والطبراني، وآخرون، عاش ثمانين سنة. توفي سنة ٢٨٨ »(٣) .

__________________

(١). حلية الأولياء ٦ / ٢٩٤.

(٢). تاريخ بغداد ١٣ / ١٣٦.

(٣). سير أعلام النبلاء ١٣ / ٥٢٧.

١٥٠

وأمّا (مسدد ) فهو: مسدّد بن مسرهد البصري:

وهو من رجال: البخاري، وأبي داود، والترمذي، والنسائي:

قال الحافظ: « ثقة حافظ »(١) .

وأمّا (أبو عمرو ابن حمدان ) فهو: مسند خراسان، محمّد بن أحمد الحيري، المتوفى سنة ٣٧٦.

قال الذهبي: « الإمام المحدّث الثقة، النحوي البارع، الزاهد العابد، مسند خراسان، أبو عمرو مناقبه جمّة وتفرّد بالرواية عن طائفة

قال الحاكم: وكان من القرّاء والنحويين، وسماعاته صحيحة، رحل به أبوه، وصحب الزهاد، وأدرك أبا عثمان والمشايخ

وقال الحافظ محمّد بن طاهر المقدسي: كان يتشيّع.

قال الذهبي: تشيّعه خفيف كالحاكم »(٢) .

وأمّا ( الحسن بن سفيان ) فقد:

قال الحاكم: « كان محدّث خراسان في عصره، مقدّماً في الثبت والكثرة والفهم والفقه والأدب.

وقال أبو حاتم ابن حبان: كان ممن رحل وصنف وحدّث، على تيقّظ مع صحة الديانة والصّلابة في السنّة.

وقال ابن أبي حاتم: كتب إليَّ وهو صدوق.

وقال الذهبي: « الإمام الحافظ الثبت »(٣) .

__________________

(١). تقريب التهذيب ٢ / ٢٤٢.

(٢). سير أعلام النبلاء ١٦ / ٣٥٦.

(٣). سير أعلام النبلاء ١٤ / ١٥٧.

١٥١

وأمّا (بشر بن هلال ) فهو:

من رجال: مسلم، والترمذي، والنسائي، وأبي داود، وابن ماجة.

وثّقه ابن حبان، والنسائي، وأبو علي الجياني.

وقال أبو حاتم: صدوق.

ووثّقه الحافظ ابن حجر(١) .

وأمّا (عبدالسلام بن عمرو ).

فلم أعرفه الآن.

وأمّا (جعفر بن سليمان ).

و (يزيد الرشك ).

و (مطرف ).

فقد تقدمت تراجمهم في الكتاب.

وأمّا (عمران بن حصين ).

فهو الصحابي الجليل.

فظهر: صحّة الطريق الأوّل.

وكذا الطريق الثاني، وإنْ كان فيه: « عبدالسلام بن عمرو » ولم أعرفه، - ولعلّ هناك سهواً - لوثاقة « بشر بن هلال » كما هو واضح

هذا، وقد روى الذهبي هذا الخبر بإسناده عن أبي نعيم بالطريق الأوّل، كما سيأتي، ثم قال: « تابعه: قتيبة، وبشر بن هلال، وعفان » فأسقط « عبدالسلام ابن عمرو ».

* * *

__________________

(١). تهذيب التهذيب ١ / ٤٠٤. تقريب التهذيب ١ / ١٠٢.

١٥٢

* وقال الحافظ ابن عساكر:

« أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمّد بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبدالله بن أحمد، حدّثني أبي، نا ابن نمير، نا أجلح الكندي، عن عبدالله بن بريدة، عن أبيه بريدة قال:

بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعثين إلى اليمن، على أحدهما علي ابن أبي طالب، وعلى الآخر خالد بن الوليد، فقال: إذا التقيتم فعلي على الناس، وإنْ افترقتما فكلّ واحدٍ منكما على جنده. قال: فلقينا نبي زبيد من أهل اليمن، فاقتتلنا، فظهر المسلمون على المشركين، فقتلنا المقاتلة وسبينا الذراري، فاصطفى علي امرأةً من السبي لنفسه.

قال بريدة: فكتب معي خالد بن الوليد إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يخبره بذلك.

فلمـّا أتيت النبي صلّى الله عليه وسلّم دفعت الكتاب، فقرئ عليه.

فرأيت الغضب في وجه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

فقلت: يا رسول الله، هذا مكان العائذ. بعثتني مع رجلٍ وأمرتني أنْ أطيعه، فبلّغت ما اُرسلت به.

فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لا تقع في علي، فإنّه منّي وأنا منه،

١٥٣

وهو وليّكم بعدي »(١) .

أقول:

أمّا (أبو القاسم هبة الله بن الحصين )

و (أبو علي ابن المذهب )

فقد ترجمنا لهم.

وكذا (أحمد بن جعفر ) وهو القطيعي.

وترجمة (عبدالله بن أحمد ) فما فوقه، موجودة في الكتاب.

فالسند صحيح بلا كلام.

* * *

__________________

(١). تاريخ دمشق ٤٢ / ١٩٠.

١٥٤

* وقال الحافظ ابن عساكر:

« وأخبرتنا به اُم المجتبى العلويّة قالت: قرىء على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، أنا الحسن بن عمر بن شقيق الجرمي، نا جعفر بن سليمان، عن يزيد الرشك، عن مطرف بن عبدالله بن الشخير، عن عمران بن حصين قال:

بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سرية، فاستعمل عليهم عليّاً، قال: فمضى علي في السرية، فأصاب علي جاريةً، فأنكر ذلك عليه أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قالوا: إذا لقينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أخبرناه بما صنع علي.

قال عمران: وكان المسلمون إذا قدموا من سفرٍ، بدأوا برسول الله صلّى الله عليه وسلّم فسلّموا عليه، ونظروا إليه، ثم ينصرفون إلى رحالهم.

قال: فلما قدمت السرية سلّموا على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

قال: فقام أحد الأربعة فقال:

يا رسول الله، ألم تر أن عليّاً صنع كذا وكذا؟

فأعرض عنه.

ثم قام آخر منهم فقال:

يا رسول الله، ألم تر أن عليّاً صنع كذا وكذا؟

١٥٥

فأعرض عنه.

ثم قام آخر منهم فقال:

يا رسول الله، ألم تر أن عليّاً صنع كذا وكذا؟

فأقبل إليه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم - والغضب يعرف في وجهه - فقال: ما تريدون من علي؟ ما تريدون من عليّ؟ إنّ علياً مني وأنا منه وهو ولي كلّ مؤمن بعدي »(١) .

أقول:

أمّا (اُم المجتبى ) فهي: فاطمة العلوية بنت ناصر الإصبهانية. توفيت سنة ٥٣٣.

وهي شيخة إبن عساكر والسمعاني. قال السمعاني في مشيخته: « امرأة علويّة معمرة، كتبت عنها باصبهان، وماتت في سنة ٥٣٣ ».

وأمّا (إبراهيم بن منصور ) فهو سبط بحرويه، المترجم له في الكتاب.

و (أبو بكر بن المقرىء ) ترجمنا له كذلك.

وسائر الرواة عرفتهم في رواية ( أبي يعلى الموصلي )

* * *

__________________

(١). تاريخ ابن عساكر ٤٢ / ١٩٨ - ١٩٩.

١٥٦

* وقال الحافظ ابن عساكر:

« أخبرنا أبو عبدالله الحسين بن عبدالملك، أنا أبو القاسم إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرىء، نا أبو يعلى، نا أبو خيثمة زهير بن حرب، نا أبو الجواب، نا عمّار بن زريق، عن الأجلح، عن عبدالله بن بريدة، عن أبيه قال:

بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعثين إلى اليمن، على أحدهما علي ابن أبي طالب، وعلى الآخر خالد بن الوليد، فقال: إذا اجتمعتما فعلي على الناس، وإذا افترقتما فكلّ واحدٍ منكما على حدة. قال: فلقينا بني زبيد من اليمن، فقاتلناهم، فظهر المسلمون على الكافرين، فقتلوا المقاتلة وسبوا الذرية، واصطفى علي جاريةً من الفيء، فكتب معي خالد يقع في علي، وأمرني أنْ أنال منه.

قال: فلما أتيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم رأيت الكراهية في وجهه. فقلت: هذا مكان العائذ يا رسول الله، بعثتني مع رجلٍ وأمرتني بطاعته، فبلَّغت ما أرسلني، قال:

يا بريدة، لا تقع في علي، علي مني وأنا منه، وهو وليّكم بعدي ».

أقول:

هذا من الأسانيد الصحيحة لحديث الولاية:

(أبو عبدالله الحسين بن عبدالملك )

و (أبو القاسم إبراهيم بن منصور )

١٥٧

و (أبو بكر المقرىء )

ترجمنا لهم.

وأما (أبو يعلى ) فغني عن التعريف.

وأمّا (زهير بن حرب ) فقد ذكرنا ترجمته.

وأمّا (أبو الجواب ) فهو: الأحوص بن الجواب:

من رجال: مسلم، وأبي داود، والنسائي، والترمذي.

قال أبو حاتم: صدوق.

وقال يحيى بن معين: ثقة.

وكذا قال غيرهما(١) .

وأمّا (عمار بن زريق ) فهو:

من رجال: مسلم، وأبي داود، والنسائي، وابن ماجة.

قال ابن معين وأبو زرعة وابن المديني: ثقة.

وقال أبو حاتم والنسائي والبزار: لا بأس به.

وقال أحمد: كان من الأثبات(٢) .

وأمّا ( الأجلح ) فقد أثبتنا وثاقته بالتفصيل.

وأمّا ( عبدالله بن بريدة ) فهو:

من رجال الصحاح الستة(٣) .

وأما ( بريدة ) فهو: ابن الحصيب الصّحابي.

* * *

__________________

(١). تهذيب الكمال ٢ / ٢٨٩.

(٢). تهذيب التهذيب: ٧ / ٣٥٠.

(٣). تقريب التهذيب: ١ / ٤٠٣.

١٥٨

* وقال الحافظ ابن عساكر:

« أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا عاصم بن الحسن، أنا عبدالواحد ابن محمّد، أنا أبو العباس بن عقدة، أنا أحمد بن يحيى، نا عبدالرحمن - هو ابن شريك - نا أبي، عن الأجلح، عن عبدالله بن بريدة قال:

بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مع علي جيشاً، ومع خالد بن الوليد جيشاً، إلى اليمن، وقال: إن اجتمعتم فعلي على الناس، وإن تفرّقتم فكلّ واحدٍ منكما على حدة. فلقينا القوم، فظهر المسلمون على المشركين، فقتلنا المقاتلة وسبينا الذريّة، وأخذ علي امرأةً من ذلك السبي. قال: فكتب معي خالد بن الوليد - وكنت معه - إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ينال من علي، ويخبره بالذي فعل، وأمرني أنْ أنال منه. فقرأت عليه الكتاب ونلت من علي. فرأيت وجه نبي الله متغيّراً، فقلت: هذا مقام العائذ، بعثتني مع رجلٍ وأمرتني بطاعته، فبلَّغت ما اُرسلت به. فقال:

يا بريدة، لا تقعنَّ في علي، فإنه مني وأنا منه، وهو وليّكم بعدي »(١) .

أقول:

أمّا ( أبو القاسم ابن السمرقندي ) فقد عرفته في الكتاب.

__________________

(١). تاريخ دمشق ٤٢ / ١٩٣.

١٥٩

وأمّا (عاصم بن الحسن ) فكذلك.

وأمّا (عبدالواحد بن محمّد ) فهو « أبو عمر بن مهدي » وقد ترجمنا له أيضاً.

وأمّا (أبو العباس ابن عقدة ) فكذلك.

وأمّا (أحمد بن يحيى ) فهو: أحمد بن يحيى بن زكريا الأودي، أبو جعفر الكوفي الصوفي العابد.

روى عنه: النسائي، والبزّار، وابن عقدة، وابن أبي داود، وابن أبي حاتم، والبخاري في التاريخ، ومطيّن، والحكيم الترمذي، وجماعة.

قال أبو حاتم: ثقة.

ووثقه ابن حبان.

وقال النسائي: لا بأس به.

وقال الحافظ: « ثقة »(١) .

وأمّا ( عبدالرحمن بن شريك ) فقد

قال الحافظ: « صدوق يخطىء »(٢) .

وأمّا ( أبوه ) فهو: شريك بن عبدالله:

من رجال البخاري - في التعاليق - ومسلم والأربعة.

وثّقه يحيى بن معين قائلاً: هو ثقة ثقة.

وقال العجلي: كوفي ثقة وكان حسن الحديث.

__________________

(١). تهذيب الكمال ١ / ٥١٧، تقريب التهذيب ١ / ٢٨.

(٢). تقريب التهذيب ١ / ٤٨٤.

١٦٠

وقال يعقوب بن شريك: صدوق ثقة سيّئ الحفظ جداً.

وقال ابن سعد: كان ثقة مأموناً كثير الحديث وكان يغلط.

وقال أبو داود: ثقة يخطىء.

وذكره ابن حبان في الثقات.

وقال الحافظ: « صدوق يخطىء كثيراً، وكان عادلاً فاضلاً عابساً شديداً على أهل البدع »(١) .

وأمّا ( الأجلح ) فقد عرفته في الكتاب.

و ( عبدالله بن بريدة ) من رجال الصحاح الستّة(٢) .

* * *

__________________

(١). تهذيب التهذيب ٤ / ٢٩٣، تقريب التهذيب ١ / ٣٥١.

(٢). تقريب التهذيب ١ / ٤٠٣.

١٦١

* وقال الحافظ ابن عساكر:

« أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو العباس بن عقدة، نا الحسن بن علي بن عفان، نا حسن - يعني ابن عطية - نا سعّاد، عن عبدالله بن عطاء، عن عبدالله بن بريدة، عن أبيه قال:

بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم علي بن أبي طالب وخالد بن الوليد كلّ واحدٍ منهما وحده، وجمعهما فقال: « إذا اجتمعتما فعليكم عليّ »، قال: فأخذنا يميناً أو يساراً قال: فأخذ عليّ فأبعد فأصاب سبياً، فأخذ جارية من الخمس.

قال بريدة: وكنت من أشدّ الناس بغضاً لعليّ، وقد علم ذلك خالد بن الوليد، فأتى رجل خالداً فأخبره أنه أخذ جارية من الخمس، فقال: ما هذا؟ ثم جاء آخر، ثم أتى آخر، ثم تتابعت الأخبار على ذلك.

فدعاني خالد، فقال: يا بُرَيدة قد عرفت الذي صنع، فانطلق بكتابي هذا إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأخبره، وكتب إليه.

فانطلقت بكتابه حتى دخلت على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فأخذ الكتاب فأمسكه بشماله، وكان كما قال الله عز وجل لا يكتب ولا يقرأ، وكنت رجلاً إذا تكلّمت طأطأت رأسي حتّى أفرغ من حاجتي، فطأطأت رأسي وتكلّمت فوقعت في عليّ، حتى فرغت ثم رفعت رأسي.

١٦٢

فرأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قد غضب غضباً لم أره غضب مثله قط إلّايوم قريظة والنضير، فنظر إليّ فقال:

« يا بريدة إنّ علياً وليّكم بعدي، فأحب علياً فإنّه يفعل مايؤمر ».

قال: فقمت وما أحدٌ من الناس أحبّ إليّ منه.

قال عبدالله بن عطاء: حدَّثْتُ بذلك أبا حرب بن سويد بن غفلة فقال: كتمك عبدالله بن بريدة بعض الحديث: أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال له: « أنافقت بعدي يا بريدة ».

أقول:

أمّا (ابن السمرقندي ).

و (عاصم بن الحسن )

و (أبو عمر ابن مهدي )

و (أبو العباس ابن عقدة )

فتراجمهم موجودة في الكتاب.

وأمّا (الحسن بن علي بن عفّان ) فهو:

من رجال أبي داود، وابن ماجة.

وروى عنه: ابن أبي حاتم وجماعة.

قال ابن أبي حاتم: صدوق.

وقال الدارقطني: ثقة.

وقال الذهبي: « ابن عفان: المحدّث الثقة ».

١٦٣

وقال ابن حجر: « صدوق »(١) .

وأمّا ( الحسن بن عطيّة ) فقد تكلّم فيه بعضهم، لأن أكثر روايته عن أبيه « عطية بن سعد » وهم يتكلَّمون في أبيه بسبب التشيّع. ولكنّ المهمّ - الآن - أنّ روايته هذه ليست عن أبيه ومن هنا:

قال عباس الدوري عن يحيى: لم يكن به بأس.

وهو من رجال أبي داود في صحيحه.

وهو من رجال أحمد في المسند.

وروى عنه: سفيان الثوري، ومحمّد بن إسحاق وجماعة.

وذكره ابن حبان في الثقات(٢) .

وأما (سعّاد ) فهو: سعّاد بن سليمان الجعفي:

من رجال ابن ماجة.

وذكره ابن حبان في الثقات.

وقال ابن حجر: « كوفي صدوق، يخطئ، وكان شيعيّاً »(٣) .

وأمّا (عبدالله بن عطاء ) فهو:

من رجال مسلم والأربعة(٤) .

وروى عنه: سفيان الثوري، وشعبة بن الحجاج، وجمع من الأعاظم.

قال الترمذي: ثقة عند أهل الحديث.

* * *

__________________

(١). سير أعلام النبلاء ١٣ / ٢٤، تقريب التهذيب ١ / ١٦٨.

(٢). راجع: تهذيب الكمال ٦ / ٢١١ وهامشه.

(٣). تهذيب الكمال ١٠ / ٢٣٧، تقريب التهذيب ١ / ٢٨٥.

(٤). تقريب التهذيب ١ / ٤٣٤.

١٦٤

وقال البخاري: ثقة.

وقال الذهبي: صدوق إن شاء الله.

وقال ابن حجر: صدوق يخطىء ويدلّس(١) .

* * *

__________________

(١). تهذيب الكمال ١٥ / ٣١٣ وهامشه.

١٦٥

* وقال الحافظ ابن كثير في سياق روايات الحديث:

« وقال خيثمة بن سليمان، حدثنا أحمد بن حازم، أخبرنا عبيدالله بن موسى، عن يوسف بن صهيب، عن رُكَين، عن وهْب بن حمزة قال:

سافرت مع علي بن أبي طالب من المدينة إلى مكة، فرأيت منه جفوةً، فقلت: لئن رجعت فلقيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم - لأنالنَّ منه. قال: فرجعت فلقيت رسول الله، فذكرت علياً فنلت منه.

قال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لا تقولنَّ هذا لعلي، فإنّ علياً وليّكم بعدي »(١) .

أقول:

ورجال هذا السند كلّهم ثقات:

أمّا ( خيثمة بن سليمان ) فقد قال

السمعاني: « من الأئمّة الثقات »(٢) .

الذهبي: « أحد الثقات »(٣) .

__________________

(١). البداية والنهاية ٧ / ٣٤٦.

(٢). الأنساب ١ / ٣٠٣.

(٣). سير أعلام النبلاء ١٥ / ٤١٢، تذكرة الحافظ ٣ / ١٥٨.

١٦٦

الخطيب: « ثقة ثقة »(١) .

وأمّا (أحمد بن حازم ) فقد

ذكره ابن حبان في ( الثقات ) وقال: « وكان متقناً ».

وقال الذهبي: « الإمام الحافظ الصدوق توفي سنة ٢٧٦ »(٢) .

وأما (عبيدالله بن موسى ) فهو:

من رجال الصحاح الستة(٣) .

وأمّا (يوسف بن صهيب ) فهو:

من رجال أبي داود، والترمذي، والنسائي.

قال الحافظ: « ثقة »(٤) .

وأمّا (ركين ) فهو:

من رجال مسلم والأربعة والبخاري في المتابعات(٥) .

وأما (وهب بن حمزة ) فهو:

من الصحابة.

* وقد ذكره ابن الأثير، وروى الحديث بترجمته، حيث قال:

« وهب بن حمزة.

يعدُّ في أهل الكوفة. روى حديثه يوسف بن صهيب، عن ركين، عن وهب بن حمزة قال: صحبت علياً -رضي‌الله‌عنه - من المدينة إلى مكة، فرأيت

__________________

(١). سير أعلام النبلاء ١٥ / ٤١٣.

(٢). سير أعلام النبلاء ١٣ / ٢٣٩.

(٣). تقريب التهذيب ١ / ٥٣٩.

(٤). تقريب التهذيب ٢ / ٣٨١.

(٥). تقريب التهذيب ١ / ٢٥٢.

١٦٧

منه بعض ما أكره، فقلت: لئن رجعت إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لأشكونّك إليه، فلمـّا قدمت، لقيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقلت: رأيت من علي كذا وكذا.

فقال: لا تقل هذا، فهو أولى الناس بعدي. أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم »(١) .

ولا يخفى: أنّ تغيير اللفظ من « وليّكم بعدي » إلى « أولى الناس بعدي » غير ضائر، بل هو وأوضح دلالةً، لكونه نصّاً في الأولويّة بالناس بعد النبي صلّى الله عليه وسلّم.

* وقد صحّح الحافظ الهيثمي هذه الرواية حيث قال:

« وعن وهب بن حمزة قال: صحبت عليّاً إلى مكة، فرأيت منه بعض ما أكره، فقلت: لئن رجعت لأشكونّك إلى رسول الله فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لا تقل هذا فهو أولى الناس بكم بعدي.

رواه الطبراني، وفيه ركين، ذكره ابن أبي حاتم، ولم يضعّفه أحد، وبقية رجاله وثّقوا »(٢) .

ولا يخفى: أن مجرّد ذكر ابن أبي حاتم الراوي في كتابه ( الجرح والتعديل ) ليس بضائر في وثاقته، وإلّا فقد ذكر أحمد بن حنبل وأمثاله أيضاً.

هذا، ولابدّ من التنبيه على أنّ اللفظ الصحيح لسند هذا الحديث هو ما ذكرناه هنا، لا ما جاء بترجمة « خيثمة بن سليمان » فإنّه غلطٌ من النسخة، وقد ذُكر أن كتابه في ( فضائل الصحابة ) مطبوع، ولكنّا لم نقف عليه حتى الآن.

* * *

__________________

(١). أسد الغابة ٥ / ٤٢٥. ال طبعة الحديثة.

(٢). مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ٩ / ١٠٩.

١٦٨

* وقال الحافظ الذهبي، بترجمة « جعفر بن سليمان »

« أخبرنا إسحاق الصفّار، أخبرنا يوسف الآدمي، أخبرنا أبو المكارم اللّبان، أخبرنا أبو علي الحداد، أخبرنا أبو نعيم، حدثنا سليمان بن أحمد، حدّثنا معاذ بن المثنى، حدثنا مسدد، حدثنا جعفر بن سليمان، عن يزيد الرشك، عن مطرف، عن عمران بن حصين، قال:

بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سريةً، واستعمل عليهم عليّاً، فأصاب جاريةً، فأنكروا عليه، قال: فتعاقد أربعة من الصحابة فقالوا: إذا لقينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أخبرناه - وكان المسلمون إذا قدموا من سفرٍ بدءوا برسول الله، فسلّموا عليه، فلمـّا قدمت السرية، سلّموا على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. فقام أحد الأربعة فقال: يا رسول الله، ألم تر أن عليّاً صنع كذا وكذا؟ فأقبل عليه رسول الله - يعف الغضب في وجهه - فقال:

ما تريدون من علي - ثلاث مرات - إنّ عليّاً مني وأنا منه، وهو ولي كلّ مؤمنٍ بعدي.

تابعه: قتيبة، وبشر بن هلال، وعفان. وهو من أفراد جعفر »(١) .

__________________

(١). سير أعلام النبلاء ٨ / ١٩٩.

١٦٩

أقول:

أمّا ( إسحاق الصفّار ) فقد ترجم له الذهبي نفسه في ( المعجم المختص ) وفي ( معجم الشيوخ ) فذكر ولادته، ومشايخه، وأرّخ وفاته بسنة ٧١٠ قال: « ولي فيه مديح »(١) .

وأمّا ( يوسف الأدمي ) فهو: يوسف بن خليل الدمشقي، المتوفى سنة ٦٤٨:

ابن تغري بردى: « والحافظ شمس الدين يوسف بن خليل الدمشقي الأدمي، بحلب، في جمادى الآخرة، وله ٩٣ سنة »(٢) .

ابن رجب: « المحدّث، الحافظ، ذو الرحلة الواسعة وكان إماماً حافظاً، ثقة، ثبتاً، عالماً، واسع الرواية، جميل السيرة، متسع الرحلة، تفرّد في وقته بأشياء كثيرة عن الأصبهانيين، وخرّج وجمع لنفسه معجماً سئل عنه الحافظ الضياء فقال: حافظ مفيد، صحيح الأصول، سمع وحصّل الكثير، صاحب رحلة وتطواف.

وسئل الصّريفيني عنه فقال: حافظٌ ثقة، عالم بما يقرأ عليه، لا يكاد يفوته اسم رجل »(٣) .

ابن العمّاد: « كان إماماً، حافظاً، ثقةً، نبيلاً، متقناً، واسع الرواية، جميل

__________________

(١). المعجم المختص: ٧١، الترجمة رقم ٨١، معجم شيوخ الذهبي ١ / ١٦٩ الترجمة رقم ١٧٢.

(٢). النجوم الزاهرة ٧ / ٢٢.

(٣). طبقات الحنابلة ٤ / ١٩٧.

١٧٠

السيرة، متسع الرحلة. قال ابن ناصر الدين: كان من الأئمة الحفّاظ المكثرين الرحّالين، بل كان أوحدهم »(١) .

الذهبي: « الإمام، المحدّث، الصادق، الرحّال، النقّال، شيخ المحدّثين، راوية الإسلام سمعت من حديثه شيئاً كثيراً وما سمعت العشر منه، وهو يدخل في شرط الصحيح، لفضيلته وجودة معرفته وقوّة فهمه وإتقان كتبه وصدقه وخيره »(٢) .

السيوطي: « ابن خليل. الحافظ المفيد الرحال، الإمام، مسند الشام محدّث حلب. وكان حافظاً ثقة عالماً بما يقرأ عليه، لا يكاد يفوته اسم رجل، واسع الرواية، متقناً »(٣) .

وأمّا (أبو المكارم اللّبان ) فهو: أحمد بن أبي عيسى محمّد بن محمّد الإصفهاني المتوفى سنة ٥٩٧:

ابن تغري بردى: « وفيها توفي القاضي أبو المكارم أحمد بن محمّد الإصبهاني المعروف بابن اللبان العدل »(٤) .

ابن العماد: « وفيها توفّي: اللّبان القاضي العدل، أبو المكارم، مسند العجم، مكثر عن أبي علي الحداد »(٥) .

الذهبي: « القاضي العالم، مسند إصبهان، أبو المكارم مكثر عن أبي

__________________

(١). شذرات الذهب ٥ / ٢٤٣.

(٢). سير أعلام النبلاء ٢٣ / ١٥١.

(٣). طبقات الحفاظ: ٤٩٩.

(٤). النجوم الزاهرة ٦ / ١٧٩.

(٥). شذرات الذهب ٤ / ٣٢٩.

١٧١

علي الحداد »(١) .

وأمّا ( أبو علي الحداد ) فقد عرفته في الكتاب.

وأمّا ( أبو نعيم ) ومن بعده، فقد عرفتهم في تصحيح سند الحافظ أبي نعيم الإصبهاني.

* * *

__________________

(١). سير أعلام النبلاء ٢١ / ٣٦٢.

١٧٢

الفصل الثالث

في خبر عبدالله بن عباس في المناقب العشر

١٧٣

١٧٤

قد عرفت أنّ ( حديث الولاية ) من أصحّ الأحاديث وأثبتها عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وأنّ أهل السنة يروونه بأسانيدهم الكثيرة عن عدّة من الصحابة، وأشهرهم فيه: بريدة وعمران بن الحصين وابن عباس.

وفي هذا الفصل نبحث عن خصوص حديث ابن عباس، فإنّه حديث معتبر جدّاً، ومهمٌ جدّاً، لاشتماله على مناقب عشر من مناقب أمير المؤمنينعليه‌السلام ، لا يشاركه فيها أحد من غير أهل البيت والعترة الطاهرة ومن ضمنها حديث الولاية.

عقدنا هذا الفصل لذكر روايات جمعٍ من الأكابر لهذا الحديث بأسانيدهم، في الكتب المعروفة المشهورة بين أهل السنَّة، مع التحقيق في أحوال رجال تلك الأسانيد، لإثبات صحّة الكثير بل الغالب منها.

إنها فضائل يصلح كلّ واحدة منها بوحدها للإستدلال على إمامة أمير المؤمنين وخلافته بعد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مباشرةً مضافاً إلى ورود كلّ واحدةٍ منها بأسانيد اُخرى عن ابن عباسٍ وغيره من أعلام الصّحابة.

وقد كان غرضنا من عقد هذا الفصل - إلى جنب ما أشرنا إليه - الردّ على ابن تيميّة، في دعاوى له في كتابه ( منهاج السنّة )، وهي:

١ - دعوى أنّ علياًعليه‌السلام ما اختصَّ بفضيلةٍ.

٢ - دعوى أنّ ابن عباس كان يفضّل أبا بكر وعمر على عليعليه‌السلام .

١٧٥

٣ - دعوى أنّ حديث الولاية غير صحيح.

٤ - دعوى أنّ حديث المناقب العشر عن ابن عباس مرسل غير مسند.

هذا، وفي النيّة وضع كتاب شامل عن هذا الحديث، لكونه أيضاً من أصحّ الأحاديث وأثبتها، وأتمّ الأدلّة وأمتنها، في مسألة الإمامة بعد رسول الله، وبالله التوفيق.

١٧٦

لفظ الحديث كما في مسند أحمد

عن عمرو بن ميمون، قال:

« إني لجالس إلى ابن عباس، إذْ أتاه تسعة رهط، فقالوا:

يا ابن عباس، إمّا أنْ تقوم معنا، وإمّا أن تخلونا هؤلاء.

فقال ابن عباس: بل أقوم معكم.

قال: وهو يومئذ صحيح، قبل أنْ يعمى.

قال: فابتدؤا فتحدّثوا، فلا ندري ما قالوا.

قال: فجاء ينفض ثوبه ويقول: اُف وتف! وقعوا في رجلٍ له عشر وقعوا في رجلٍ:

- قال له رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم -: لأبعثنَّ رجلاً لا يخزيه الله أبداً، يحبّ الله ورسوله. قال: فاستشرف لها من استشرف. قال: أين علي؟ قالوا: هو في الرحل يطحن. قال: وما كان أحدكم ليطحن! قال: فجاء وهو أرمد لا يكاد يبصر. قال: فنفث في عينيه، ثم هزّ الراية ثلاثاً، فأعطاها إيّاه فجاء بصفيّة بنت حيي.

- قال: ثم بعث فلاناً بسورة التوبة، فبعث عليّاً خلفه، فأخذها منه، قال: لا يذهب بها إلّارجل منّي وأنا منه.

- قال: وقال لبني عمّه: أيّكم يواليني في الدنيا والآخرة؟ قال: وعلي جالس، فأبوا، فقال علي: أنا اُواليك في الدنيا والآخرة، قال: أنت ولييّ في

١٧٧

الدنيا والآخرة. قال: فتركه. ثم أقبل على رجلٍ منهم فقال: أيّكم يواليني في الدنيا والآخرة؟ فأبوا، قال: فقال علي: أنا اُواليك في الدنيا والآخرة. فقال: أنت وليّي في الدنيا والآخرة.

- قال: وكان أوّل من أسلم من الناس بعد خديجة.

- قال: وأخذ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ثوبه، فوضعه على علي وفاطمة وحسن وحسين، فقال:( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) (١) .

- قال: وشرى علي نفسه، لبس ثوب النبي صلّى الله عليه وسلّم، ثم نام مكانه، قال: وكان المشركون يرمون رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فجاء أبو بكر وعلي نائم، قال: وأبو بكر يحسب أنه نبي الله، قال: فقال: يا نبي الله. قال: فقال له علي: إنّ نبي الله صلّى الله عليه وسلّم قد انطلق نحو بئر ميمون فأدركه. قال: فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار. قال: وجعل علي يرمى بالحجارة كما كان يرمى نبي الله وهو يتضوّر قد لفّ رأسه في الثوب لا يخرجه حتى أصبح، ثم كشف عن رأسه، فقالوا: إنك للئيم. كان صاحبك نراميه فلا يتضوّر وأنت تتضوّر، وقد استنكرنا ذلك.

- قال: وخرج بالناس في غزوة تبوك، قال: فقال له علي: أخرج معك؟ قال فقال له نبي الله: لا فبكى علي، فقال له: أما ترضى أنْ تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنك لست بنبي، إنّه لا ينبغي أنْ أذهب إلّا وأنت خليفتي.

- قال: وقال له رسول الله: أنت وليي في كلّ مؤمنٍ بعدي.

- وقال: سدّوا أبواب المسجد غير باب علي، فقال: فيدخل المسجد جنباً

١٧٨

وهو طريقه، ليس له طريق غيره.

- قال: وقال: من كنت مولاه فإن مولاه علي.

- قال: وأخبرنا الله عزّ وجلّ في القرآن أنه قد رضي عن أصحاب الشجرة، فعلم ما في قلوبهم. هل حدّثنا أنه سخط عليهم بعدُ؟ قال: وقال نبي الله صلّى الله عليه وسلّم لعمر حين قال: إئذن لي فلأضرب عنقه، قال: أو كنت فاعلاً؟ وما يدريك لعلّ الله قد اطّلع إلى أهل بدرٍ فقال: اعملوا ما شئتم ».

١٧٩

أسماء أشهر رواة الحديث كلّه أو بعضه

وهذه أسماء جمع من أشهر مشاهير الأئمّة الأعلام من أهل السنّة، في القرون المختلفة، الرواة لهذا الحديث، كلّه أو بعضه، بأسانيدهم المنتهية إلى عمرو بن ميمون، عن ابن عباس، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:

١ - شعبة بن الحجاج، المتوفى سنة ١٦٠.

٢ - أبو داود الطيالسي، المتوفى سنة ٢٠٤.

٣ - محمّد بن سعد كاتب الواقدي، المتوفى سنة ٢٣٠.

٤ - أحمد بن حنبل، المتوفى سنة ٢٤١.

٥ - محمد بن عيسى الترمذي، المتوفى سنة ٢٧٩.

٦ - أبو بكر ابن أبي عاصم، المتوفى سنة ٢٨٩.

٧ - أبو بكر البزار، المتوفى سنة ٢٩٢.

٨ - أبو عبدالرحمن النسائي، المتوفى سنة ٣٠٣.

٩ - أبو يعلى الموصلي، المتوفى سنة ٣٠٧.

١٠ - أبو عبدالله المحاملي، المتوفى سنة ٣٣٠.

١١ - أبو القاسم الطبراني، المتوفى سنة ٣٦٠.

١٢ - أبو عبدالله الحاكم النيسابوري، المتوفى سنة ٤٠٥.

١٣ - ابن عبدالبر القرطبي، المتوفى سنة ٤٦٣.

١٨٠

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398