نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ١٦

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار15%

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 398

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 398 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 223755 / تحميل: 8153
الحجم الحجم الحجم
نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ١٦

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

١٤ - الحاكم الحسكاني، من أعلام القرن الخامس.

١٥ - ابن عساكر الدمشقي، المتوفى سنة ٥٧١.

١٦ - ابن الأثير الجزري صاحب اُسد الغابة، المتوفى سنة ٦٣٠.

١٧ - أبو عبدالله الكنجي، المتوفى سنة ٦٥٢.

١٨ - أبو العباس محبّ الدين الطبري المكي، المتوفى سنة ٦٩٤.

١٩ - جمال الدين المزي، المتوفى سنة ٧٤٢.

٢٠ - أبو عبدالله شمس الدين الذهبي، المتوفى سنة ٧٤٨.

٢١ - ابن كثير الدمشقي، المتوفى سنة ٧٧٤.

٢٢ - أبو بكر نور الدين الهيثمي، المتوفى سنة ٨٠٧.

٢٣ - شهاب الدين ابن حجر العسقلاني، المتوفى سنة ٨٥٢.

١٨١

(١)

رواية شعبة

روى شعبة بن الحجاج هذا الحديث عن: أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، جاء ذلك:

في رواية أبي داود الطيالسي(١) .

وفي رواية الترمذي(٢) .

وفي رواية ابن كثير(٣) .

وفي رواية غيرهم.

أقول:

و ( شعبة بن الحجاج ) من رجال الصحاح الستة، ومن كبار الأئمة.

وهذه أوصاف ذكرها له أئمة القوم:

قال يحيى بن معين: شعبة إمام المتّقين.

وقال أبو زيد الأنصاري: هل العلماء إلّا شعبة من شعبة؟

__________________

(١). أنظر البداية والنهاية ٧ / ٣٤٦.

(٢). صحيح الترمذي ٥ / ٥٩٩.

(٣). البداية والنهاية ٧ / ٣٤٣.

١٨٢

وقال يحيى بن سعيد: لا يعدل شعبة عندي أحد.

قال عفان: كان شعبة من العبّاد.

وقال سفيان الثوري لشعبة: أنت أمير المؤمنين في الحديث.

وكان سليمان بن المغيرة يقول: شعبة سيد المحدّثين.

وقال أحمد: كان شعبة اُمّة وحده في هذا الشأن.

توفّي سنة ١٦٠(١) .

(٢)

رواية أبي داود الطيالسي

قال الحافظ ابن كثير:

« وقال أبو داود الطيالسي: عن شعبة، عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس:

إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال لعلي: أنت ولي كلّ مؤمنٍ بعدي ».

أقول:

قد تقدّم الكلام على هذا السند بالتفصيل في الكتاب.

__________________

(١). من مصادر ترجمته: الجرح والتعديل ١ / ١٢٦، حلية الأولياء ٧ / ١٤٤، تاريخ بغداد ٩ / ٢٥٥، تهذيب الأسماء واللغات ١ / ٢٤٤، سير أعلام النبلاء ٧ / ٢٠٢، وفيات الأعيان ٢ / ٤٦٩، تهذيب التهذيب ٤ / ٣٨٨.

١٨٣

(٣)

رواية ابن سعد

وقال ابن سعد في ( طبقاته ) تحت عنوان ( ذكر إسلام علي وصلاته ):

« أخبرنا يحيى بن حماد البصري قال: أخبرنا أبو عوانة، عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، عن ابن عباس، قال:

أول من أسلم من الناس بعد خديجة علي »(١) .

أقول:

وهذا السّند صحيح، كما عرفته في الكتاب.

وأمّا ( ابن سعد ) نفسه، فهذه ترجمته باختصار:

محمّد بن سعد بن منيع، أبو عبدالله البغدادي، كاتب الواقدي.

حدّث عنه: أبو بكر ابن أبي الدنيا، وأحمد بن يحيى البلاذري، وأبو القاسم البغوي، والحسين بن فهم، وغيرهم.

قال أبو حاتم: صدوق.

قال الخطيب: محمّد بن سعد عندنا من أهل العدالة، وحديثه يدل على صدقه.

وقال الذهبي: محمّد بن سعد بن منيع، الحافظ العلاّمة الحجة.

وقال ابن حجر: أحد الحفاظ الكبار الثقات المتحرّين.

توفي سنة ٢٣٠(٢) .

__________________

(١). الطبقات الكبرى ٣ / ٢١.

(٢). تاريخ بغداد ٥ / ٣٢١، سير أعْلام النبلاء ١٠ / ٦٦٤، تهذيب التهذيب ٩ / ١٦١.

١٨٤

(٤)

رواية أحمد بن حنبل

وأخرج أحمد بن حنبل هذا الخبر في ( المسند ) واللفظ المذكور في أوّل الفصل له.

فقد جاء في ( المسند ).

« حدثنا عبدالله، حدثني أبي، ثنا يحيى بن حماد، ثنا أبو عوانة، ثنا أبو بلج، ثنا عمرو بن ميمون، قال: إني لجالس إلى ابن عباس » الحديث بطوله(١) .

وفيه بعد ذلك:

« حدثنا عبدالله، حدّثني أبي، ثنا أبو مالك كثير بن يحيى، قال: ثنا أبو عوانة، عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، عن ابن عباس، نحوه »(٢) .

أقول:

(أبو عوانة ) و (أبو بلج ) و (عمرو بن ميمون ) رجال أعلام موثّقون، وقد ترجمنا لهم في الكتاب، في رواية أبي داود لحديث الولاية، فلا نعيد.

و (يحيى بن حمّاد ) الواسطة بين أحمد وأبي عوانة، ترجمنا له في رواية أحمد.

__________________

(١). مسند أحمد بن حنبل ١ / ٣٣٠.

(٢). مسند أحمد بن حنبل ١ / ٣٣١.

١٨٥

وأمّا (أبو مالك كثير بن يحيى ) الواسطة بينهما في السند الثاني، قال ابن أبي حاتم الرازي:

« كثير بن يحيى بن كثير، أبو مالك البصري، روى عن أبي عوانة، ومطر ابن عبدالرحمن الأعنق، وواهب بن سوار، وسعيد بن عبدالكريم بن سليط.

سمعت أبي يقول ذلك.

قال أبو محمد: روى عنه أبي وأبو زرعة.

نا عبدالرحمن قال: سألت أبي عن كثير بن يحيى بن كثير فقال: محلّه الصدق، وكان يتشيّع.

نا عبدالرحمن قال: سئل أبو زرعة عن كثير بن يحيى، فقال: صدوق »(١) .

أقول:

فالرجل عند « أبي حاتم الرازي » « محلّه الصّدق » وكذا عند « أبي زرعة ».

وقد ذكر الحافظ الذهبي بترجمة أبي حاتم ما نصّه:

« إذا وثّق أبو حاتم رجلاً فتمسّك بقوله، فإنّه لا يوثّق إلّا رجلاً صحيح الحديث، وإذا ليّن رجلاً، أو قال فيه: لا يحتج به. فتوقّف حتى ترى ما قال غيره فيه، فإنْ وثّقه أحد فلا تبن على تجريح أبي حاتم، فإنّه متعنّت في الرجال »(٢) .

وقوله: « كان يتشيّع » غير مضر عندهم كما نصّ الحافظ ابن حجر على

__________________

(١). الجرح والتعديل ٧ / ١٥٨.

(٢). سير أعلام النبلاء ١٣ / ٢٦٠، وكذا قال ابن حجر في مقدمة فتح الباري: ٤٤١.

١٨٦

ذلك، في مواضع، منها بترجمة « خالد بن مخلد القطواني » حيث ذكر قولهم: « كان يتشيع » فقال:

« قلت: أمّا التشيّع، فقد قدّمنا أنّه - إذا كان ثبت الأخذ والأداء - لا يضرّه، سيّما ولم يكن داعية إلى رأيه »(١) .

بل ذكر الحافظ ابن حجر بترجمة « عبّاد بن يعقوب الرواجني » - شيخ البخاري - ما نصّه:

« رافضي مشهور، إلّا أنه كان صدوقاً »(٢) .

أقول:

ولأجل « التشيّع » تكلّم بعضهم في « كثير بن يحيى »، فلذا أورده الذهبي في ( الميزان )، مع أن ابن عدي لم يذكره في ( الكامل ):

« كثير بن يحيى بن كثير صاحب البصري. شيعي. نهى عباس العنبري الناس عن الأخذ عنه. وقال الأزدي: عنده مناكير. ثم ساق له عن أبي عوانة، عن خالد الحذاء، عن عبدالرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه: سمعت عليّاًرضي‌الله‌عنه يقول: ولي أبو بكر وكنت أحق الناس بالخلافة.

قلت: هذا موضوع على أبي عوانة، ولم أعرف من حدّث به عن كثير »(٣) .

وقال ابن حجر في ( لسان الميزان ) بعدما تقدم عن الذهبي:

« وقد روى عنه: عبدالله بن أحمد، وأبو زرعة، وغيرهما. قال أبو حاتم:

__________________

(١). مقدمة فتح الباري: ٣٩٨.

(٢). مقدمة فتح الباري: ٤١٠.

(٣). ميزان الإعتدال ٣ / ٤١٠.

١٨٧

محلّه الصدق وكان يتشيّع. وقال أبو زرعة: صدوق، وذكره ابن حبان في الثقات، فلعلَّ الآفة ممّن بعده »(١) .

أقول:

لكنّ العجب من الذهبي وابن حجر كيف يذكران كلام الأزدي في مقابل كلام الأئمة كأبي حاتم وأبي زرعة وغيرهما، وخاصّةً بعد كلام أبي حاتم وقد ذكرا حاله في الجرح والتعديل كما عرفته؟

بل كيف يذكران كلام الأزدي، وقد نصّ كلاهما على ضعفه وعدم الإعتناء بتجريحاته:

قال الذهبي - بعد نقل تضعيفه لبعض الرجال -: « قلت: هذه مجازفة، ليت الأزدي عرف ضعف نفسه »(٢) .

وقال ابن حجر: « قلت: قدّمت غير مرة: أن الأزدي لا يعتبر تجريحه، لضعفه هو »(٣) .

(٥)

رواية التّرمذي

وأخرج الترمذي في ( صحيحه ) قطعةً من هذا الحديث، إذ رواه بسنده

__________________

(١). لسان الميزان ٤ / ٥٨٠. الطبعة المحققة.

(٢). سير أعلام النبلاء ١٣ / ٣٨٩.

(٣). مقدمة فتح الباري: ٤٣٠.

١٨٨

عن شعبة عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون قال:

« حدّثنا محمّد بن حميد الرازي، حدّثنا إبراهيم بن المختار، عن شعبة، عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، عن ابن عباس:

إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أمر بسدّ الأبواب إلّا باب علي ».

ثم قال الترمذي:

« هذا حديث غريب، لا نعرفه عن شعبة بهذا الإسناد إلّامن هذا الوجه »(١) .

أقول:

(محمد بن حُميد الرازي ) من رجال أبي داود والترمذي وابن ماجة.

وحدّث عنه: أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، ومحمّد بن جرير الطبري، وأبو القاسم البغوي.

ومع ذلك، فقد تكلموا فيه، وربما نسبوه إلى الكذب(٢) !!

و (إبراهيم بن المختار ) التميمي الرازي.

من رجال البخاري في المتابعات، والترمذي، وابن ماجة.

قال ابن حجر: « صدوق ضعيف الحفظ »(٣) .

__________________

(١). صحيح الترمذي ٥ / ٥٩٩.

(٢). ميزان الإعتدال ٣ / ٥٣٠.

(٣). تقريب التهذيب ١ / ٤٣.

١٨٩

(٦)

رواية ابن أبي عاصم

وروى الحافظ أبو بكر ابن أبي عاصم الشيباني المتوفى سنة ٢٨٧ هذا الحديث حيث قال:

« حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا يحيى بن حماد، حدثنا أبو عوانة، عن يحيى بن سليم أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، عن ابن عباس، قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لأبعثنَّ رجلاً يحبّه الله ورسوله لا يخزيه الله أبداً، قال: فاستشرف لها من استشرف قال: فقال: أين علي؟ قال: فدعاه وهو أرمد ما يكاد أنْ يبصر، فنفث في عينيه، ثم هزّ الراية ثلاثاً فدفعها إليه، فجاء بصفيّة بنت حيي.

وبعث أبا بكر بسورة التوبة، فبعث علياً خلفه فأخذها منه، فقال أبو بكر لعلي: الله ورسوله(١) . قال: لا ولكنْ لا يذهب بها إلّارجل هو مني وأنا منه.

وقال النبي صلّى الله عليه وسلّم لبني عمّه: أيّكم يواليني في الدنيا والآخرة؟ فأبوا، فقال عليعليه‌السلام : أنا اواليك في الدنيا والآخرة، فقال: أنت وليي في الدنيا والآخرة.

قال: ودعا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الحسن والحسين وعلياً وفاطمة، ومدّ عليهم ثوباً ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصّتي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً.

__________________

(١). كذا.

١٩٠

قال: وكان أوّل من أسلم من الناس بعد خديجة.

قال: وشرى بنفسه، لبس ثوب النبي صلّى الله عليه وسلّم ونام مكانه، فجعل المشركون يرمونه كما كانوا يرمون رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهم يحسبون أنه نبي اللهعليه‌السلام . قال: فجاء أبو بكر فقال: يا نبي الله. قال فقال علي: إن نبي الله قد ذهب نحو بئر ميمون، فبادر فاتبعه فدخل معه الغار. قال: وكان المشركون يرمون علياً وهو يتضوّر وأنك تتضوّر، استنكرنا في ذلك.

قال: وخرج الناس في غزوة تبوك فقال علي: أخرج معك؟ قال: لا، قال: فبكى، قال: أفلا ترضى أنْ تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنك لست بنبي وأنت خليفتي في كلّ مؤمن من بعدي.

وسدّت أبواب المسجد غير باب علي، فكان يدخل المسجد وهو جنب، وهو طريقه، ليس له طريق غيره.

قال: وقال: من كنت وليّه فعلي وليّه.

قال: قال ابن عباس: قد أخبرنا الله في القرآن أنه قد رضي عن أصحاب الشجرة، فهل حدّثنا بعد أنْ سخط عليهم؟ »(١) .

أقول:

سند هذا الحديث نفس سند النسائي، فلاحظ.

__________________

(١). كتاب السنّة: ٥٨٨ - ٥٨٩ برقم ١٣٥١.

١٩١

(٧)

رواية البزّار

ورواه الحافظ أبو بكر البزار، قال:

« حدثنا محمد بن المثنى، ثنا يحيى بن حماد، ثنا أبو عوانة، عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس:

إن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال

فذكر حديثاً بهذا ثم قال:

وبه قال: من كنت مولاه فعلي مولاه »(١) .

وقال الحافظ الهيثمي:

« وعن ابن عباس: ان النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه.

رواه البزار في أثناء حديث، ورجاله ثقات »(٢) .

أقول:

رجاله ثقات كما قال وهو نفس سند الحافظ النسائي.

__________________

(١). كشف الأستار عن زوائد البزار للحافظ الهيثمي ٣ / ١٨٩.

(٢). مجمع الزوائد ٩ / ١٠٨.

١٩٢

(٨)

رواية النسائي

وأخرج النسائي هذا الحديث في ( خصائص الإمام أمير المؤمنين ) بطوله(١) .

أخرجه عن « محمّد بن المثنى » عن « يحيى بن حمّاد » عن « أبي عوانة » عن « أبي بلج » عن « عمرو بن ميمون ».

أقول:

فكان الواسطة بينه وبين « يحيى بن حمّاد » شيخه: ( محمّد بن المثنّى ) وهو من رجال الصحاح الستة.

وهذه خلاصة ترجمته في ( تهذيب الكمال ):

« محمّد بن المثنى، أبو موسى البصري، الحافظ المعروف بالزمن.

روى عنه: الجماعة، وأبو يعلى، والفريابي، والمحاملي، وابن خراش، والذهلي، وابن صاعد، وأبو حاتم وأبو زرعة الرازيان.

عن حيى بن معين: ثقة.

وعن الذهلي: حجة.

وعن صالح جزرة: صدوق اللهجة.

وعن أبي حاتم: صالح الحديث، صدوق.

__________________

(١). خصائص أمير المؤمنين: ٦١.

١٩٣

وعن ابن خراش: كان من الأثبات.

وذكره ابن حبان في الثقات.

وقال الخطيب: كان صدوقاً، ورعاً، فاضلاً، عاقلاً.

وقال في موضعٍ آخر: كان ثقة ثبتاً، إحتج سائر الأئمة بحديثه »(١) .

(٩)

رواية أبي يعلى

وأخرج أبو يعلى الموصلي، قال:

« أنبأنا يحيى بن عبدالحميد، أنبأنا أبو عوانة، عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، عن ابن عباس، قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لاُعطينّ الراية غداً رجلاً يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله.

فقال: أين علي؟

قالوا: يطحن.

قال: وما كان أحد منهم يرضى أن يطحن؟

فاُتي به. فدفع إليه الراية، فجاء بصفيّة بنت حيي »(٢) .

وأخرجه أيضاً فقال:

« أنبأنا زهير، أنبأنا يحيى بن حماد، أنبأنا أبو عوانة، أنبأنا أبو بلج، عن

__________________

(١). تهذيب الكمال في أسماء الرجال ٢٦ / ٣٥٩.

(٢). رواه عنه بسنده: الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق، كما سيأتي.

١٩٤

عمرو بن ميمون قال:

إني لجالس عند ابن عبّاس، اذْ أتاه سبعة رهط قالوا ».

الحديث بطوله(١) .

وقال الحافظ ابن كثير:

« رواية ابن عباس:

وقال أبو يعلى: حدثنا يحيى بن عبدالحميد، ثنا أبو عوانة، عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، عن ابن عبّاس، قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لاُعطينّ الراية غداً رجلاً يحبّ الله ورسوله، ويحبّه الله ورسوله.

فقال: أين علي؟

قالوا: يطحن.

قال: وما أحد منهم يرضى أن يطحن؟

فاُتي به. فدفع إليه الراية. فجاء بصفيّة بنت حيي بن أخطب »(٢) .

أقول:

فأبو يعلى - يروي هذا الخبر تارةً: عن « يحيى بن عبدالحميد » عن « أبي عوانة » واُخرى: عن « زهير » عن « يحيى بن حمّاد » عن « أبي عوانة »

أمّا ( زهير ) فهو: « زهير بن أبي خيثمة » وقد ترجمنا له في الكتاب.

__________________

(١). رواه عنه بسنده: الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق، كما سيأتي.

(٢). البداية والنهاية ٧ / ٣٣٨.

١٩٥

وكذا (يحيى بن حماد ) وإلى آخر السند.

فالطريق الثاني صحيح بلا كلام.

وأمّا (يحيى بن عبدالحميد ) وهو الحِماني الكوفي، فقد وقع بينهم حوله كلام كثير وخلاف شديد جدّاً(١) .

فمنهم: من تكلَّم فيه بصراحةٍ.

فعن ابن خزيمة: سمعت الذهلي يقول: ذهب كالأمس الذاهب.

وعن الذهلي أيضاً: إضربوا على حديثه بستّة أقلام.

وعن النسائي: ليس بثقة. وقال مرّةً: ضعيف.

وعن علي بن المديني: أدركت ثلاثة يحدّثون بمالا يحفظون: يحيى بن عبدالحميد

وقال محمّد بن عبدالله بن عمار: يحيى الحماني سقط حديثه.

قال الحسين بن إدريس: فقيل لابن عمّار: فما علَّته؟

قال: لم يكن لأهل الكوفة حديث جيّد غريب، ولا لأهل المدينة، ولا لأهل بلدٍ حديث جيّد غريب، إلّا رواه، فهذا يكون هكذا.

ومنهم: من وثّقه بصراحةٍ.

روى عباس عن يحيى بن معين: أبو يحيى الحماني ثقة وابنه ثقة.

وقال أحمد بن زهير عنه: يحيى الحماني ثقة.

وقال أحمد بن زهير عنه: ما كان بالكوفة رجل يحفظ معه، وهؤلاء يحسدونه.

__________________

(١). الكلمات كلّها منقولة عن سير أعلام النبلاء ١٠ / ٥٢٦.

١٩٦

وروى عنه عثمان بن سعيد: صدوق مشهور، ما بالكوفة مثله، ما يقال فيه إلّا من حسد.

وقال عبدالخالق بن منصور عن يحيى بن معين: ثقة.

وقال أحمد بن منصور الرمادي: هو عندي أوثق من أبي بكر بن أبي شيبة، وما يتكلّمون فيه إلّا من الحسد.

ابن صالح المصري: قال البغوي: كنا على باب يحيى الحماني، فجاء يحيى بن معين على بغلته، فسأله أصحاب الحديث أنْ يحدّثهم، فأبى، وقال: جئت مسلّماً على أبي زكريا، فدخل، ثم خرج، فسألوه عنه، فقال: ثقة ابن ثقة.

وكذلك روى توثيقه عن يحيى بن معين: مطيَّن، وأحمد بن أبي يحيى، وعبدالله بن الدورقي وغيرهم، حتى قال محمّد بن أبي هارون الهمذاني: سألته عنه، فقال: ثقة وأبوه ثقة. فقلت: يقولون فيه. قال: يحسدونه، هو - والله الذي لا إله إلّا هو - ثقة.

وقال مطيَّن: سألت محمّد بن عبدالله بن نمير عن يحيى الحماني، فقال: هو ثقة، هو أكبر من هؤلاء كلّهم، فاكتب عنه.

وقال أبو أحمد بن عدي: ليحيى الحماني مسند صالح، ويقال: إنه أول من صنف المسند بالكوفة ولم أر في مسنده وأحاديثه أحاديث مناكير، وأرجو أنه لا بأس به.

ومنهم: من اختلف كلامه فيه.

قال محمّد بن عبدالرحمن السامي الهروي: سئل أحمد بن حنبل عن يحيى الحماني: فسكت فلم يقل شيئاً.

١٩٧

وقال الميموني: ذكر الحماني عند أحمد فقال: ليس بأبي غسّان بأس. ومرةً ذكره، فنفض يده وقال: لا أدري.

وقال مطيّن: سألت أحمد بن حنبل عنه، قلت له: تعرفه؟ لك به علم؟ فقال: كيف لا أعرفه؟ قلت: أكان ثقة؟ قال: أنتم أعرف بمشايخكم.

قال أبو داود: سألت أحمد عنه. فقال: ألم تره؟ قلت: بلى. قال: إنك إذا رأيته عرفته.

وقال عبدالله بن أحمد: قلت لأبي: إن ابني أبي شيبة يقدمون بغداد، فما ترى فيهم؟ فقال: قد جاء ابن الحماني إلى هاهنا، فاجتمع عليه الناس، وكان يكذب جهاراً، ابن أبي شيبة على كلّ حالٍ يصدق

قال البخاري: كان أحمد وعلي يتكلَّمان في يحيى الحماني.

أقول:

لقد وثّق غير واحدٍ من الأئمة ( يحيى بن عبدالحميد الحماني ) وعلى رأسهم يحيى بن معين.

وتكلّم فيه أيضاً جماعة، وعلى رأسهم أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني.

أمّا أحمد، فكلامه في جرح الرجل غير صحيح، فإنّه لمـّا سئل عنه « سكت » أو قال: « أنتم أعرف بمشايخكم » أو قال: « إذا رأيته عرفته ». نعم، جاء في خبر جوابه لسؤال ولده منه عن يحيى: « كان يكذب جهاراً ». لكنّ هذا الخبر لم يصدّقه المحقّقون من القوم، قال الذهبي بعد نقل الكلمات -:

« قلت: لا ريب أنه كان مبرّزاً في الحفظ، كما كان سليمان الشاذكوني،

١٩٨

ولكنه أصون من الشاذكوني، ولم يقل أحد قط: إنه وضع حديثاً، بل ربما كان يتلقَّط أحاديث ويدّعي روايتها، فيرويها على وجه التدليس ويوهم أنه سمعها، وهذا قد دخل فيه طائفة، وهو أخف من افتراء المتون. قال أبو حاتم الرازي: لم أر من المحدّثين من يحفظ ويأتي بالحديث على لفظٍ واحدٍ لا يغيّره، سوى قبيصة وأبي نعيم في حديث الثوري، وسوى يحيى الحماني في حديث شريك، وعلي بن الجعد في حديثه ».

وكذلك نسب رميه بالكذب إلى ابن نمير، ولا أساس لذلك من الصحة. قال ابن عدي: « أخبرنا عبدالله قال قال ابن نمير: الحماني كذاب. فقيل لعبدان: سمعته منه؟ قال: لا » بل روى مطيَّن عن ابن نمير قوله في يحيى: « هو ثقة، هو أكبر من هؤلاء كلّهم، فاكتب عنه ».

وأمّا علي بن المديني، فقد تقدم أن السّبب في تكلّمه فيه أنّه كان يحدّث بمالا يحفظ.

أقول:

لكن الذي يظهر أن السبب الأصلي للتكلّم فيه أمران:

أحدهما: الحسد.

وهذا ما كان يؤكّد عليه يحيى بن معين وغيره، وذلك لأنّه قد ألّف المسند الكبير، وقد ذكر ابن عدي أنّه أوّل من صنف المسند، ووصفه بأنه مسند صالح، وقد ذكر الحماني نفسه هذا السّبب، فقد حكى العقيلي عن علي بن عبدالعزيز: سمعت يحيى الحماني يقول لقومٍ غرباء في مجلسه:

من أين أنت؟ فأخبروه.

١٩٩

فقال: سمعتم ببلدكم أحداً يتكلَّم فيَّ ويقول: إني ضعيف في الحديث؟

لا تسمعوا كلام أهل الكوفة، فإنّهم يحسدونني، لأني أوّل من جمع المسند، وقد تقدّمتهم في غير شيء.

والسبب الآخر هو: التشيّع.

قال أبو داود: سألته عن حديثٍ لعثمان، فقال لي: تحبُّ عثمان؟

وقال أحمد بن محمّد بن صدقة وأبو شيخ، عن زياد بن أيوب دلّويه، سمعت يحيى بن عبدالحميد يقول: مات معاوية على غير ملّة الإسلام. قال أبو شيخ: قال دلّويه: كذب عدوّ الله ».

وكأنّ التشيّع هو السبب الوحيد لإيراده في ( ميزان الإعتدال )، فقد قال الذهبي بعد الكلمات فيه:

« قال ابن عدي: ولم أر في مسنده وأحاديثه أحاديث مناكير، وأرجو أنه لا بأس به ».

فتعقّبه قائلاً: « قلت: إلّا أنّه شيعي بغيض قال زياد بن أيوب: سمعت يحيى الحماني يقول: كان معاوية على غير ملّة الإسلام. قال زياد: كذب عدوّ الله »(١) .

أقول:

لكنّ الحافظ ابن حجر أعرض عمّا فعله الذهبي وقاله في الرجل، فلم يذكره في ( لسان الميزان ) أصلاً

__________________

(١). ميزان الإعتدال: ٤ / ٣٩٢.

٢٠٠

السكوني، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : ثلاث من لم يكن فيه لم يتمّ له عمل: ورع يحجزه عن معاصي الله، وخلق يداري به النّاس، وحلم يردّ به جهل الجاهل.

[ ١٦٠٨٥ ] ٥ - وعنه، عن هارون بن مسلم، عن مسعدّة بن صدقة، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : مداراة النّاس نصف الإيمان، والرفق بهم نصف العيش، ثمّ قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : خالطوا الأَبرار سرّاً، وخالطوا الفجار جهاراً ولا تميلوا عليهم فيظلموكم، فإنّه سيأتي عليكم زمان لا ينجو فيه من ذوي الدين إلّا من ظنوا أنّه أبله، وصبر نفسه على إنّ يقال: أنّه أبله لا عقل له.

[ ١٦٠٨٦ ] ٦ - وعنه، عن بعض أصحابنا ذكره، عن محمّد بن سنان، عن حذيفة بن منصور قال: سمعت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) يقول: إنّ قوماً قلت مداراتهم للناس فالقوا(١) من قريش وأيم الله ما كان بأحسابهم بأس، وإن قوماً من غير قريش حسنت مداراتهم فالحقوا بالبيت الرفيع، ثمّ قال: من كفّ يده عن النّاس فإنّما يكفّ عنهم يداً واحدةً، ويكفّون عنه أيدي كثيرة.

[ ١٦٠٨٧ ] ٧ - محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن ابن أبي عمير، عن إسحاق بن عمّار قال: قال الصادق( عليه‌السلام ) : يا إسحاق، صانع المنافق بلسانك، واخلص ودّك للمؤمن، فإنّ جالسك يهودي فأحسن مجالسته.

____________________

٥ - الكافي ٢: ٩٦ / ٥.

٦ - الكافي ٢: ٩٦ / ٦.

(١) في المصدر: فأنفوا.

٧ - الفقيه ٤: ٢٨٩ / ٨٦٨.

٢٠١

[ ١٦٠٨٨ ] ٨ - وبإسناده عن أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) - في وصيته لمحمّد بن الحنفيّة - قال: وأحسن إلى جميع النّاس كما تحب إنّ يحسن إليك، وارض لهم ما ترضاه لنفسك، واستقبح لهم ما تستقبحه من غيرك، وحسّن مع الناس خلقك حتّى إذا غبت عنهم حنّوا إليك، وإذا مت بكوا عليك، وقالوا: إنّا لله وإنّا إليه راجعون، ولا تكن من الذين يقال عند موته الحمد لله رب العالمين، واعلم أنّ رأس العقل بعد الإِيمان بالله عزّ وجّل مداراة النّاس، ولا خير فيمن لا يعاشر بالمعروف من لا بدّ من معاشرته حتّى يجعل الله إلى الخلاص منه سبيلاً، فإني وجدت جميع ما يتعايش به النّاس وبه يتعاشرون ملء مكيال ثلثاه استحسان، وثلثه تغافل.

[ ١٦٠٨٩ ] ٩ - وفي( الخصال) عن أحمد بن إبراهيم السلمي، عن محمّد بن أحمد الكاتب رفعه، أنّ عليّ بن أبي طالب( عليه‌السلام ) قال لبنيه: يا بني، إياكم ومعاداة الرجال، فإنهم لا يخلون من ضربين: من عاقل يمكر بكم أو جاهل يعجل عليكم، والكلام ذَكَر والجواب أُنثى، فإذا اجتمع الزوجان فلا بدّ من النتاج، ثمّ أنشأ يقول:

سليم العِرض من حَذَرَ الجوابا

وَمَن دارى الرجال فقد أصابا

ومن هابَ الرجالِ تَهيّبوهُ

وَمَن حَقَرَ الرجالِ فَلَن يُهابا

[ ١٦٠٩٠ ] ١٠ - وفي( العلل) عن محمّد بن القاسم الاسترآباديّ، عن

____________________

٨ - الفقيه ٤: ٢٧٧ / ٨٣٠، وأورد قطعة منه في الحديث ١٥ من الباب ١١٩، واُخرى عن نهج البلاغة في الحديث ٢١ من الباب ١١٧ من هذه الأبواب

٩ - الخصال: ٧٢ / ١١١

١٠ - علل الشرائع: ٢٣٠ / ٤.

وتقدّم ما يدلّ على ذلك في الحديث ١ من الباب ٥١ من هذه الأبواب، ويأتي ما يدلّ عليه في الحديث ٣٠ من الباب ٤ من أبواب جهاد النفس.

٢٠٢

عليّ بن محمّد بن سيّار، عن محمّد بن يزيد المنقري، عن سفيإنّ بن عيينة، قال: قلت للزهري: لقيت عليّ بن الحسين ( عليهما‌السلام ) ؟ قال: نعم لقيته وما لقيت أحداً أفضل منه، وما علمت له صديقاً في السّر ولا عدوّاً في العلانية، فقيل له: وكيف ذلك؟ قال: لأَني لم أر أحداً وإنّ كان يحبه إلّا وهو لشدّة معرفته بفضله يحسده، ولا رأيت أحداً وإن كان يبغضه إلّا وهو لشدّة مداراته له يداريه.

١٢٢ - باب وجوب أداء حق المؤمن وجملة من حقوقه الواجبة والمندوبة

[ ١٦٠٩١ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن محبوب، عن جميل، عن مرازم، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: ما عبدالله بشيء أفضل من أداء حقّ المؤمن.

[ ١٦٠٩٢ ] ٢ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن الحكم، عن أبي المغرا، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) : قال: المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يخونه، ويحق على المسلمين الاجتهاد في التواصل والتعاقد (١) على التعاطف، والمواساة لأَهل الحاجة وتعاطف بعضهم على بعض حتّى تكونوا كما أمركم الله عزّ وجّل، رحماء بينكم متراحمين مغتمين لما غاب عنكم من أمرهم على ما مضى عليه معشر الأَنصار على عهد رسول الله ( صلى‌الله‌عليه‌وآله )

____________________

الباب ١٢٢

فيه ٢٥ حديثاً

١ - الكافي ٢: ١٣٦ / ٤.

٢ - الكافي ٢: ١٣٩ / ١٥.

(١) في المصدر: والتعاون.

٢٠٣

[ ١٦٠٩٣ ] ٣ - وعنهم، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن فضالة بن أيّوب، عن عمر بن أبان، عن عيسى بن أبي منصور، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) - في حديث - قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : ستّ خصال من كنّ فيه كان بين يدي الله عزّ وجّل وعن يمين الله، فقال له ابن أبي يعفور: وما هن جعلت فداك؟ قال: يحب المرء المسلم لأَخيه مايحب لأَعزّ أهله، ويكره المرء المسلم لأَخيه ما يكره لأَعزّ أهله، ويناصحه الولاية - إلى إنّ قال: - إذا كان منه بتلك المنزلة بثّه همّه ففرح لفرحه إنّ هو فرح، وحزن لحزنه إنّ هو حزن، وإنّ كان عنده ما يفرج عنه فرّج عنه، وإلّا دعا له - إلى إنّ قال: - قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : إنّ لله خلقاً عن يمين العرش بين يدي الله وجوههم أبيض من الثلج، وأضوأ من الشمس الضاحية، يسأل السائل ما هؤلاء؟ فيقال: هؤلاء الذين تحابّوا في جلال الله.

[ ١٦٠٩٤ ] ٤ - وعنهم، عن سهل بن زياد، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن مثنى الحنّاط، عن الحرث بن مغيرة قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : المسلم أخو المسلم، هو عينه ومرآته ودليله، لا يخونه ولا يخدعه، ولا يظلمه، ولا يكذبه، ولا يغتابه.

[ ١٦٠٩٥ ] ٥ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عليّ بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: من حقّ المؤمن على أخيه المؤمن: إنّ يشبع جوعته، ويواري عورته، ويفرج عنه كربته، ويقضي دينه، فإذا مات خلفه في أهله وولده.

____________________

٣ - ٢: ١٣٨ / ٩.

٤ - الكافي ٢: ١٣٣ / ٥.

٥ - الكافي ٢: ١٣٥ / ١.

٢٠٤

[ ١٦٠٩٦ ] ٦ - وعنه، عن ابن عيسى، عن ابن فضّال والحجال، عن عليّ بن عقبة، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: المؤمن أخو المؤمن عينه ودليله، لا يخونه ولا يظلمه، ولا يغشه ولا يعده عدّة فيخلفه.

[ ١٦٠٩٧ ] ٧ - وبالإِسناد عن عليّ بن الحكم، عن عبدالله بن بكير الهجري، عن المعلى بن خنيس، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قلت له: ما حق المسلم على المسلم؟ قال: له سبع حقوق واجبات، ما منهن حق إلّا وهو عليه واجب إنّ ضيع منها شيئاً خرج من ولاية الله وطاعته، ولم يكن لله فيه نصيب، قلت له: جعلت فداك، وماهي؟ قال: يامعلّى إني عليك شفيق، أخاف أن تضيّع ولا تحفظ وتعلم ولا تعمل، قلت: لا قوة إلّا بالله، قال: أيسر حق منها إنّ تحب له ما تُحبّ لنفسك، وتكره له ما تكره لنفسك، والحقّ الثاني: إنّ تجتنب سخطه، وتتبع مرضاته، وتطيع أمره، والحّق الثالث: إنّ تعينه بنفسك ومالك ولسانك ويدك ورجلك، الحقّ الرابع: إنّ تكون عينه ودليله ومرآته، والحقّ الخامس: إنّ لا تشبع ويجوع، ولا تروى ويظمأ، ولا تلبس ويعرى، والحق السادس: إنّ يكون لك خادم وليس لأخيك خادم، فواجب إنّ تبعث خادمك فتغسل ثيابه، وتصنع طعامه، وتمهد فراشه، والحق السابع: إنّ تبر قسمه، وتجيب دعوته وتعود مريضه، وتشهد جنازته، وإذا علمت إنّ له حاجة تبادره إلى قضائها ولا تلجئه إلى إنّ يسألكها، ولكن تبادره مبادرة، فإذا فعلت ذلك وصلت ولايتك بولايته، وولايته بولايتك.

ورواه الصّدوق في( الخصال) عن أبيه، عن سعد، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن ثعلبة بن ميمون، عن بعض

____________________

٦ - الكافي ٢: ١٣٣ / ٣ و ٨.

٧ - الكافي ٢: ١٣٥ / ٢.

٢٠٥

أصحابنا، عن المعلّى بن خنيس نحوه(١) .

ورواه في كتاب( الإِخوان) بإسناده عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) مثله(٢) .

ورواه الطوسيّ في( مجالسه) عن أبيه، عن أحمد بن محمّد بن الصّلت، عن أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة، عن أحمد بن الحسن، عن الهيثمّ بن محمّد، عن محمّد بن الفيض، عن معلى بن خنيس نحوه (٣) .

[ ١٦٠٩٨ ] ٨ - وعن عليّ بن أبراهيم، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: حق المسلم على المسلم إنّ لا يشبع ويجوع أخوه، ولا يروى ويعطش أخوه، ولا يكتسي ويعرى أخوه، فما أعظم حق المسلم على أخيه المسلم، وقال: أحب لأخيك المسلم ما تحب لنفسك، وإنّ احتجت فسله، وإنّ سألك فأعطه، لا تمله خيراً، ولا يمله لك، كن له ظهراً فأنّه لك ظهر إذا غاب فاحفظه في غيبته، وإذا شهد فزره وأجله وأكرمه فأنّه منك وأنت منه، وإنّ كان عليك عاتبا فلا تفارقه حتّى تسل (٤) سخيمته(٥) وإنّ أصابه خير فاحمد الله، وإنّ ابتلى فاعضده، وإنّ تمحل له فأعنه، وإذا قال الرجل لأَخيه: أُف، انقطع ما بينهما من الولاية، وإذا قال له (٦) : أنت عدوّي كفر أحدهما، فإذا اتهمه

____________________

(١) الخصال: ٣٥٠ / ٢٦.

(٢) مصادقة الإِخوان: ٤٠ / ٤.

(٣) أمالي الطوسيّ ١: ٩٥.

٨ - الكافي ٢: ١٣٦ / ٥، وأورد مثل ذيله في الحديث ١ من الباب ١٦١ من هذه الأبواب.

(٤) في نسخة: تسأل ( هامش المخطوط ).

(٥) في المصدر: سميحته.

(٦) في نسخة: الرجل لأخيه ( هامش المخطوط ).

٢٠٦

انماث الإِيمان في قلبه كما ينماث الملح في الماء الحديث.

[ ١٦٠٩٩ ] ٩ - وعن أبي عليّ الأَشعريّ، عن محمّد بن عبد الجّبار، عن ابن فضّال، عن عليّ بن عقبة، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: للمسلم على المسلم من الحقّ أن يسلّم عليه إذا لقيه، ويعوده إذا مرض، وينصح له إذا غاب، ويسمّته إذا عطس، ويجيبه إذا دعاه، ويتبعه إذا مات.

وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن ابن فضّال مثله (١) .

[ ١٦١٠٠ ] ١٠ - وعن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن منصور بن يونس، عن أبي المأمون الحارثي قال: قلت لأبي عبدالله( عليه‌السلام ) : ما حقّ المؤمن على المؤمن؟ قال: إنّ من حق المؤمن على المؤمن المودة له في صدره، والمواساة له في ماله، والخلف له في أهله، والنصرة له على من ظلمه، وإنّ كان نافلة في المسلمين وكان غائباً أخذ له بنصيبه، وإذا مات الزيارة له إلى قبره، وإنّ لا يظلمه، وإنّ لا يغشّه وأن لا يخونه، وإنّ لا يخذله، وإنّ لا يكذبه، وإنّ لا يقول له: أف، وإذا قال له: أُفّ، فليس بينهما ولاية، وإذا قال له: أنت عدوي فقد كفر أحدهما، واذا اتهمه انماث الإِيمان في قلبه كما ينماث الملح في الماء.

[ ١٦١٠١ ] ١١ - وعنه، عن الحسين بن الحسن، عن محمّد بن ارومه، رفعه عن معلّى بن خنيس قال: سألت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) عن حقّ المؤمن، فقال: سبعون حقّاً لا أُخبرك إلّا بسبعة، فإنّي عليك مشفق أخشى

____________________

٩ - الكافي ٢: ١٣٧ / ٦.

(١) الكافي ٢: ١٣٧ / ذيل الحديث ٦.

١٠ - الكافي ٢: ١٣٧ / ٧.

١١ - الكافي ٢: ١٣٩ / ١٤.

٢٠٧

إنّ لا تحتمل(١) ، قلت: بلى إنّ شاء الله، فقال: لا تشبع ويجوع، ولا تكتسي ويعرى، وتكون دليله وقميصه الذي يلبسه، ولسانه الذي يتكلّم به، وتحبّ له ما تحبّ لنفسك، وإنّ كانت لك جارية بعثتها لتمهد فراشه، وتسعى في حوائجه بالليل والنهار، فإذا فعلت ذلك وصلت ولايتك بولايتنا، وولايتنا بولاية الله.

[ ١٦١٠٢ ] ١٢ - محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) - في وصيّته لمحمّد بن الحنفيّة - قال: لا تضيّعنّ حقّ أخيك اتّكالاً على ما بينك وبينه، فأنّه ليس لك بأخ من أضعت حقّه.

[ ١٦١٠٣ ] ١٣ - وبإسناده عن مسعدّة بن صدقة، عن الصادق( عليه‌السلام ) (٢) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : للمؤمن على المؤمن سبعة حقوق واجبة من الله عزّ وجّل: الإجلال له في غيبته(٣) ، والود له في صدره، والمواساة له في ماله، وإنّ يحرم غيبته، وإنّ يعوده في مرضه وإنّ يشيع جنازته، وإنّ لا يقول فيه بعد موته إلّا خيراً.

وفي( المجالس) عن محمّد بن الحسن، عن الحميريّ، عن هارون بن مسلم، عن مسعدّة بن صدقة مثله (٤) .

وفي( الخصال) عن محمّد بن الحسن، عن الصفار، عن هارون بن مسلم، وعن أبيه، عن الحميريّ مثله (٥) .

____________________

(١) فيه تأخير البيان ( منه. قدّه ).

١٢ - الفقيه ٤: ٢٧٩ / ٨٣٠.

١٣ - الفقيه ٤: ٢٨٤ / ٨٤٦.

(٢) في الأمالي زيادة: عن أبيه، عن آبائه، عن عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام.

(٣) في نسخة: عينه ( هامش المخطوط ).

(٤) أمالي الصدوق: ٣٦ / ٢.

(٥) الخصال: ٣٥١ / ٢٧.

٢٠٨

[ ١٦١٠٤ ] ١٤ - وفي( عيون الأخبار) عن جعفر بن نعيم بن شاذإنّ (١) ، عن أحمد بن إدريس، عن إبراهيم بن هاشم، عن إبراهيم بن العبّاس قال: ما رأيت الرضا( عليه‌السلام ) جفا أحداً بكلمة قط، ولا رأيته قطع على أحد كلامه حتّى يفرغ منه، وما ردّ أحداً عن حاجة يقدر عليها، ولا مد رجله بين يدي جليس له قطّ، ولا اتّكأ بين يدي جليس له قطّ، ولا رأيته شتم أحداً من مواليه ومماليكه قطّ، ولا رأيته تفل قط، ولا رأيته تقهقه في ضحكة قط، بل كان ضحكه التبسم الحديث.

[ ١٦١٠٥ ] ١٥ - وفي كتاب( الإِخوان) عن أبيه، عن سعد، عن محمّد بن عيسى، عن زكريّا المؤمن، عن داود بن حفص قال: كنا عند أبي عبدالله( عليه‌السلام ) إذ عطس فهممنا إنّ نسمته، فقال: إلّا سَمَّتُّم؟ إنّ من حق المؤمن على أخيه أربع خصال: إذا عطس إنّ يسمِّته، وإذا دعا إنّ يجيبه، وإذا مرض إنّ يعوده، وإذا توفّى شيّع جنازته.

[ ١٦١٠٦ ] ١٦ - وبإسناده عن أبإنّ بن تغلب قال: كنت أطوف مع أبي عبدالله( عليه‌السلام ) فعرض لي رجل من أصحابنا كان سالني الذهاب معه في حاجة فأشار إليّ فرآه أبو عبدالله( عليه‌السلام ) فقال: يا أبان إيّاك يريد هذا؟ قلت: نعم، قال هو على مثل ما أنت عليه؟ قلت: نعم، قال: فاذهب إليه واقطع الطواف، قلت: وإنّ كان طواف الفريضة قال: نعم، قال: فذهبت معه ثمّ دخلت عليه بعد فسألته عن حق المؤمن فقال: دعه لا

____________________

١٤ - عيون أخبار الرّضا (عليه‌السلام ) ٢: ١٨٤ / ٧، وأورد قطعة منه في الحديث ٣ من الباب ١٤ من أبواب آداب المائدة.

(١) في المصدر: أبو جعفر بن نعيم بن شاذان.

١٥ - مصادقة الإِخوان: ٣٨ / ١، وأورده عن الكافي باختلاف في الحديث ٥ من الباب ٥٧ من هذه الأبواب.

١٦ - مصادقة الإِخوان: ٣٨ / ٢، باختلاف.

٢٠٩

ترده، فلم أزل أردّ عليه قال: يا أبان تقاسمه شطر مالك، ثمّ نظر إليّ فرأى ما دخلني فقال: يا أبان أما تعلم أنّ الله قد ذكر المؤثرين على انفسهم؟ قلت: بلى، قال: إذا انت قاسمته فلم تؤثره إنما نؤثره إذا انت اعطيته من النصف الآخر.

[ ١٦١٠٧ ] ١٧ - وبإسناده عن ابن أبي عمير، عن مرازم، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) أنّه قال: ما اقبح بالرجل إنّ يعرف اخوه حقّه ولا يعرف حقّ أخيه.

[ ١٦١٠٨ ] ١٨ - وعن حفص بن غياث يرفعه إلى النبيّ( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) قال: المؤمن مرآة أخيه يميط عنه الأَذى.

[ ١٦١٠٩ ] ١٩ - وفي( المجالس) عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن صفوان بن يحيى، عن العيص بن القاسم، عن عبدالله بن مسكان، عن أبى جعفر محمّد بن عليّ الباقر ( عليهما‌السلام ) أنّه قال: أحب أخاك المسلم وأحبّ له ماتحبّ لنفسك، واكره له ماتكره لنفسك إذا احتجت فسله، وإذا سالك فأعطه، ولا تدّخر عنه خيراً فإنّه لا يدخر عنك، كن له ظهراً فإنّه لك ظهر، إنّ غاب فاحفظه في غيبته، وإنّ شهد فزره وأجله وأكرمه، فإنّه منك وأنت منه، وإنّ كان عليك عاتباً فلا تفارقه حتّى تسلّ سخيمته وما في نفسه، فاذا أصابه خير فاحمد الله، وإنّ ابتلى فاعضده وتمحل له.

[ ١٦١١٠ ] ٢٠ - وفي( الخصال) عن أبيه، عن محمّد بن يحيى، عن

____________________

١٧ - مصادقة الإِخوان: ٤٢ / ٥.

١٨ - مصادقة الإِخوان: ٤٢ / ١.

١٩ - أمالي الصدوق: ٢٦٥ / ١٣.

٢٠ - الخصال: ٣٢٨ / ٢٠، وأورد صدره في الحديث ٢٦ من الباب ١ من أبواب مقدمة العبادات.

٢١٠

محمّد بن أحمد، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر، عن يونس بن ظبيان، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) - في حديث - قال: إنّ من حبس حقّ المؤمن أقامه الله خمسمائة عام على رجله حتّى يسيل من عَرَقه أودية، ثمّ ينادي مناد من عند الله جل جلاله: هذا الظالم الذى حبس عن الله حقّه، قال: فيوبّخ أربعين عاماً، ثمّ يؤمر به إلى نار جهنّم.

[ ١٦١١١ ] ٢١ - الحسن بن محمّد الطوسيّ في( الأمالي) عن أبيه، عن جماعة، عن أبي المفضل، عن أحمد بن إسحاق بن البهلول، عن أبيه، عن جدّه، عن أبي شيبة (١) ، عن أبي إسحاق، عن الحرث الهمداني، عن عليّ( عليه‌السلام ) عن النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) قال: إنّ للمسلم على أخيه من المعروف ستّاً: يسلّم عليه إذا لقيه، ويعوده إذا مرض، ويسمّته إذا عطس، ويشهده اذا مات، ويجيبه إذا دعاه، ويحبّ له ما يحبّ لنفسه، ويكره له ما يكره لنفسه.

[ ١٦١١٢ ] ٢٢ - وعن أبيه، عن محمّد بن أحمد بن الصلت(٢) ، عن أحمد بن محمّد بن عقدة(٣) عن محمّد بن مسلم قال: أتاني رجل من أهل الجبل فدخلت معه على أبي عبدالله( عليه‌السلام ) فقال له عند الوداع: أوصني، فقال: أُوصيك بتقوى الله، وبرّ اخيك المسلم، وأحبّ له ماتحبّ لنفسك، واكره له ما تكره لنفسك، وإنّ سألك فاعطه، وإن كفّ عنك فاعرض عليه، لا تملّه خيراً فإنّه لا يملّك، وكن له عضداً فإنّه لك عضد،

____________________

٢١ - أمالي الطوسيّ ٢: ٩٢.

(١) في المصدر: أبي بشر.

٢٢ - أمالي الطوسيّ ١: ٩٤.

(٢) في المصدر: أحمد بن محمّد بن الصلت.

(٣) في المصدر زيادة: عن عاصم بن عمرو.

٢١١

وإن وجد عليك فلا تفارقه حتّى تسلّ(١) سخيمته، وإنّ غاب فاحفظه في غيبته، وإنّ شهد فاكنفه واعضده ووازره واكرمه ولاطفه، فإنّه منك، وانت منه.

[ ١٦١١٣ ] ٢٣ - احمد بن محمّد بن خالد البرقيّ في( المحاسن) عن محمّد بن عيسى، عن خلف بن حمّاد، عن عليّ بن عثمان بن رزين، عمن رواه، عن امير المؤمنين( عليه‌السلام ) قال: ستّ خصال من كنّ فيه كان بين يدي الله وعن يمينه، إنّ الله يحبّ المرء المسلم الذى يحبّ لأَخيه مايحبّ لنفسه، ويكره له ما يكره لنفسه، ويناصحه الولاية، ويعرف فضلي ويطأ عقبي، وينظر عاقبتي.

[ ١٦١١٤ ] ٢٤ - محمّد بن عليّ الكراجكيّ في( كنز الفوائد) عن الحسين بن محمّد بن عليّ الصيرفي (٢) عن محمّد بن عليّ الجعابي، عن القاسم بن محمّد بن جعفر العلوي، عن ابيه، عن آبائه، عن عليّ ( عليهم‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : للمسلم على اخيه ثلاثون حقا لابراءة له منها إلّا بالأداء او العفو: يغفر زلّته، ويرحم عبرته، ويستر عورته، ويقيل عثرته، ويقبل معذرته، ويردّ غيبته، ويديم نصيحته، ويحفظ خلّته، ويرعى ذمّته، ويعود مرضته، ويشهد ميتته، ويجيب دعوته، ويقبل هديّته، ويكافىء صلته، ويشكر نعمته، ويحسن نصرته، ويحفظ حليلته، ويقضي حاجته، ويشفع مسألته، ويسمّت عطسته ويرشد ضالته، ويردّ سلامه، ويطيب كلامه، ويبر إنعامه، ويصدّق أقسامه، ويوالي

____________________

(١) في المصدر: تحلّ.

٢٣ - المحاسن ٩ / ٢٨.

٢٤ - كنز الفوائد: ١٤١.

(٢) السند متصل فإنّه قال في أوّله حدثني الحسين، والكراجكي من تلاميذه المفيد ( منه قدّه ).

٢١٢

وليه( ولا يعاد) (١) ، وينصره ظالما ومظلوماً، فأما نصرته ظالماً فيردّه عن ظلمه، وأمّا نصرته مظلوماً فيعينه على اخذ حقّه، ولا يسلمه، ولا يخذله، ويحبّ له من الخير ما يحبّ لنفسه، ويكره له من الشرّ ما يكره لنفسه، ثمّ قال( عليه‌السلام ) : سمعت رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) يقول: إنّ أحدكم ليدع من حقوق أخيه شيئاً فيطالبه به يوم القيامة فيقضى له وعليه.

[ ١٦١١٥ ] ٢٥ - عبدالله بن جعفر في( قرب الإِسناد) عن هارون بن مسلم، عن مسعدّة بن صدقة، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه عن آبائه ( عليهم‌السلام ) أنّ رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) أمرهم بسبع ونهاهم عن سبع: أمرهم بعيادة المرضى، واتّباع الجنائز، وإبرار القسم، وتسميت العاطس، ونصرة المظلوم، وإفشاء السلام، وإجابة الداعي الحديث.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٢) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٣) .

____________________

(١) في المصدر: ويعادي عدوّه.

٢٥ - قرب الإِسناد: ٣٤، وأورد صدره في الحديث ١٢ من الباب ١٠ من أبواب الاحتضار، وقطعة منه في الحديث ٨ من الباب ٢ من أبواب الدفن، واُخرى في حديث ١١ من الباب ٦٥ من أبواب النجاسات، واُخرى في الحديث ١١ من الباب ١١، واُخرى في الحديث ٩ من الباب ٣٠، واُخرى في الحديث ٥ من الباب ٤٨ من أبواب لباس المصلي.

(٢) تقدم في البابين ٥٧، ٥٨ من هذه الأبواب، وفي الحديث ٢٦ من الباب ١ من أبواب مقدمة العبادات، وفي الحديث ٨ من الباب ٣٠ من أبواب لباس المصلي، وفي الحديث ٦ من الباب ٧ من أبواب ما يجب فيه الزكاة.

(٣) يأتي في البابين ١٢٣، ١٢٤ وغيرهما من هذه الأبواب، وفي الباب ٤٢ من أبواب الطواف، وفي الباب ٣ من أبواب جهاد النفس، وفي الأبواب ٢٥، ٢٦، ٢٧، ٢٨، ٢٩ من أبواب فعل المعروف.

٢١٣

١٢٣ - باب ما يتأكد استحبابه من حق العالم

[ ١٦١١٦ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن محمّد بن عبدالله، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن خالد، عن سليمان بن جعفر الجعفري، عمّن ذكره، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: كان أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) يقول: إنّ من حقّ العالم إنّ لا تكثر عليه السؤال، ولا تأخذ بثوبه، وإذا دخلت عليه وعنده قوم فسلم عليهم جميعاً، وخصّه بالتحيّة (١) ، واجلس بين يديه، ولاتجلس خلفه، ولا تغمز بعينك ولا تشر بيدك، ولا تكثر من القول: قال فلان وقال فلان، خلافاً لقوله، ولا تضجر بطول صحبته، فإنما مثل العالم مثل النخلة تنتظرها متى (٢) يسقط عليك منها شيء، وإنّ العالم أعظم أجراً من الصائم القائم الغازي في سبيل الله.

[ ١٦١١٧ ] ٢ - محمّد بن عليّ بن الحسين في( الخصال) عن الحسن بن محمّد بن سعيد الهاشمي، عن محمّد بن إبراهيم الغطفاني (٣) ، عن عليّ بن الحسن(٤) ، عن جعفر بن محمّد بن هشام، عن عليّ بن محمّد، عن الحسين بن علوان، عن عبدالله بن الحسن، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ( عليه‌السلام ) قال: من حقّ العالم أن لا تكثر عليه السؤال، ولا تسبقه في الجواب، ولا تلح إذا أعرض، ولا تأخذ بثوبه إذا كسل، ولا تشر اليه بيدك، ولا تغمز بعينك ولا تساره في مجلسه، ولا تطلب عوراته، وأن لا

____________________

الباب ١٢٣

فيه حديثان

١ - الكافي ١: ٢٩ / ١.

(١) في المصدر زيادة: دونهم.

(٢) في المصدر: حتّى.

٢ - الخصال: ٥٠٤ / ١.

(٣) في الصدر: محمّد بن إبراهيم القطفاني

(٤) ليس في المصدر.

٢١٤

تقول: قال فلان خلاف قولك، ولا تفشي له سرا، ولا تغتاب عنده أحدا، وإنّ تحفظ له شاهداً وغائباً، وأن تعم القوم بالسلام وتخصه بالتحية، وتجلس بين يديه، وان كانت له حاجة سبقت القوم إلى خدمته، ولا تملّ من طول صحبته، فإنمّا هو مثل النخل فانتظر متى تسقط عليك منه منفعة، والعالم بمنزلة الصائم القائم المجاهد في سبيل الله، وإذا مات العالم انثلم في الإسلام ثلمة لا تسدّ إلى يوم القيامة، وان طالب العلم ليشيّعه سبعون ألف ملك مقرّب في السماء (١) .

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك في جهاد النفس في حديث الحقوق(٢) .

١٢٤ - باب استحباب التراحم والتعاطف والتزاور والالفة

[ ١٦١١٨ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن الحسن بن محبوب، عن شعيب العقرقوفي قال: سمعت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) يقول لأصحابه اتقوا الله وكونوا إخوة بررة متحابين في الله، متواصلين متراحمين، تزاوروا وتلاقوا وتذاكروا أمرنا واحيوه.

[ ١٦١١٩ ] ٢ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عليّ بن الحكم، عن أبي المغرا، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: يحق على المسلمين الاجتهاد في التواصل، والتعاون على التعاطف، والمواساة لأهل الحاجة، وتعاطف بعضهم على بعض، حتّى تكونوا كما

____________________

(١) في المصدر: من مقربي السماء.

(٢) يأتي في الباب ٣ من أبواب جهاد النفس.

الباب ١٢٤

فيه ٦ أحاديث

١ - الكافي ٢: ١٤٠ / ١.

٢ - الكافي ٢: ١٤٠ / ٤.

٢١٥

أمركم الله عزّ وجّل رحماء بينهم متراحمين، مغتمين لما غاب عنهم من أمرهم، على ما مضى عليه معشر الأَنصار على عهد رسول الله ( صلى‌الله‌عليه‌وآله )

[ ١٦١٢٠ ] ٣ - وعنه، عن أحمد، عن محمّد بن سنان، عن كليب الصيداوي عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: تواصلوا وتبارّوا وتراحموا وكونوا إخوة أبراراً(١) كما أمركم الله عز وجل.

[ ١٦١٢١ ] ٤ - وبالإِسناد عن محمّد بن سنان، عن عبدالله بن يحيى الكاهليّ قال: سمعت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) يقول: تواصلوا وتبارّوا وتراحموا وتعاطفوا.

[ ١٦١٢٢ ] ٥ - وعن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن اُذينة، عن زرارة، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) - في حديث - قال: رحم الله امرءا ألف بين وليّين لنا، يا معشر المؤمنين تآلفوا وتعاطفوا.

[ ١٦١٢٣ ] ٦ - الحسن بن محمّد الطوسيّ في( مجالسه) عن أبيه، عن جماعة، عن أبي المفضّل، عن أبي العبّاس، عن أحمد بن يحيى بن زكريا، عن محمّد بن سعيد، عن شريك، عن أبي الحسن، عن الحارث، عن عليّ( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ): إنّ الله عزّ وجّل رحيم يحبّ كلّ رحيم.

أقول: ويأتي ما يدلّ على استحباب التزاور في الزيارات إنّ شاء الله(٢) .

____________________

٣ - الكافي ٢: ١٤٠ / ٢.

(١) في المصدر: بررة.

٤ - الكافي ٢: ١٤٠ / ٣.

٥ - لم نعثر عليه في الكافي المطبوع.

٦ - أمالي الطوسيّ ٢: ١٣٠.

(٢) يأتي في الأبواب ٩٨ و ٩٩ و ١٠٠ من أبواب المزار، وفي الحديث ١ من الباب ١٣٠ وفي =

٢١٦

١٢٥ - باب استحباب قبول العذر

[ ١٦١٢٤ ] ١ - محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن حمّاد بن عمرو وأنس بن محمّد، عن أبيه جميعاً عن جعفر بن محمّد، عن آبائه ( عليهم‌السلام ) - في وصيّة النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) لعليّ( عليه‌السلام ) - قال: يا عليّ من لم يقبل من متنصّل عذراً - صادقاً كان أو كاذبا - لم ينل شفاعتي(١) .

[ ١٦١٢٥ ] ٢ - وبإسناده عن أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) - في وصيته لمحمّد بن الحنفيّة - قال: لا تصرم أخاك على ارتياب، ولا تقطعه دون استعتاب، لعلّ له عذراً وأنت تلوم، إقبل من متنصّل عذراً (٢) - صادقاً كان أو كاذباً(٣) - فتنالك الشفاعة.

[ ١٦١٢٦ ] ٣ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن أبي عبدالله، عن موسى بن عمران، عن عمّه الحسين بن عيسى، عن عليّ بن جعفر، عن

____________________

= الباب ١٣١ من هذه الأبواب.

وتقدّم ما يدلّ على استحباب الزيارة في الحديث ٣ من الباب ١ من أبواب آداب السفر وفي الباب ٩٣ وفي الحديثين ٨ و ١٩ من الباب ١٢٢ من هذه الأبواب.

الباب ١٢٥

فيه ٣ أحاديث

١ - الفقيه ٤: ٢٥٥ / ٨٢١.

(١) هذا لا يدلّ على وجوب القبول ولا على تحريم تركه لإنّ الشفاعة ليست بواجبة، ومنع النفع الذي ليس بمستحق قد يكون سببه ترك المستحب أو فعل المكروه، بل فيه قرينة على إرادة المبالغة، وهو ذكر العذر الكاذب فإنّ قبوله غير واجب قطعا ولا يقبله الله ولا النبي والإمام إلّا نادرا. ( منه. قده ).

٢ - الفقيه ٤: ٢٧٩ / ٨٣٠.

(٢) في المصدر: عذره.

(٣) ليس في المصدر.

٣ - الكافي ٨: ١٥٢ / ١٤١، وأورده بتمامه في الحديث ٣ من الباب ٣ من أبواب فعل المعروف.

٢١٧

أبى الحسن(١) ، عن آبائه - في حديث - أنّ عليّ بن الحسين( عليه‌السلام ) قال لولده: إنّ شتمك رجل عن يمينك ثمّ تحوّل( إليك عن) (٢) يسارك فاعتذر إليك فاقبل عذره.

١٢٦ - باب استحباب التسليم والمصافحة عند الملاقاة ولو على الجنابة ، والاستغفار عند التفرق

[ ١٦١٢٧ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عليّ بن النعمان، عن فضيل بن عثمان، عن أبي عبيدة قال سمعت أبا جعفر( عليه‌السلام ) يقول: إذا التقى المؤمنإن فتصافحا أقبل الله بوجهه عليهما، وتحاتت (٣) الذنوب عن وجوههما حتّى يفترقا.

[ ١٦١٢٨ ] ٢ - وعن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبيدة الحذّاء، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: إنّ المؤمنين إذا التقيا فتصافحا أقبل الله عليهما بوجهه وتساقطت عنهما الذنوب كما يتساقط الورق من الشجر.

[ ١٦١٢٩ ] ٣ - وعنه، عن أبيه، عن حمّاد، عن ربعي، عن زرارة، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: سمعته يقول: في حديث: المؤمن لا يوصف، وإنّ المؤمن ليلقي أخاه فيصافحه فلا يزال الله ينظر إليهما والذنوب

____________________

(١) في المصدر: أبي الحسن موسى (عليه‌السلام )

(٢) في المصدر: إلى.

وتقدم ما يدلّ عليه في الحديث ٢٤ من الباب ١٢٢ من هذه الأبواب.

الباب ١٢٦

فيه ١٨ حديثاً

١ - الكافي ٢: ١٤٦ / ١٧.

(٣) في المصدر: وتتحات.

٢ - الكافي ٢: ١٤٤ / ٤.

٣ - الكافي ٢: ١٤٦ / ١٦.

٢١٨

تتحاتّ عن وجوههما كما يتحاتّ الورق عن الشجر.

وعنه، عن محمّد بن عيسى، عن يونس، عن يحيى الحلبيّ، عن مالك الجهني قال: قال أبو جعفر( عليه‌السلام ) وذكر نحوه(١) .

[ ١٦١٣٠ ] ٤ - وبالإِسناد عن يونس، عن رفاعة قال: سمعته يقول: مصافحة المؤمن أفضل من مصافحة الملائكة.

[ ١٦١٣١ ] ٥ - وعنه، عن أبيه، عن النوفليّ، عن السكوني، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: تصافحوا فإنهّا تذهب بالسخيمة.

[ ١٦١٣٢ ] ٦ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضّال، عن عليّ بن عقبة، عن أبي خالد القماط، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: إنّ المؤمنين إذا التقيا وتصافحا أدخل الله يده(٢) بين أيديهما فصافح أشدّهما حبّاً لصاحبه.

[ ١٦١٣٣ ] ٧ - وبالإِسناد عن عليّ بن عقبة، عن أيّوب، عن السميدع، عن مالك بن أعين الجهنيّ، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: إنّ المؤمنين إذا التقيا فتصافحا أدخل الله يده بين ايديهما، وأقبل بوجهه على أشدهما حبّاً لصاحبه، فاذا أقبل الله بوجهه عليهما تحاتت عنهما الذنوب كما يتحات الورق من الشجر.

____________________

(١) الكافي ٢: ١٤٤ / ٦.

٤ - الكافي ٢: ١٤٧ / ٢١.

٥ - الكافي ٢: ١٤٦ / ١٨.

٦ - الكافي ٢: ١٤٤ / ٢.

(٢) اليد هنا مجاز، وله وجوه متعدّدة كما قالوا في قوله:( يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيدِيهِمْ ) الفتح ٤٨: ١٠ ( منه. قده ).

٧ - الكافي ٢: ١٤٤ / ٣.

٢١٩

[ ١٦١٣٤ ] ٨ – و عنهم، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن بعض أصحابه، عن محمّد بن المثنى، أبيه، عن عثمإنّ بن زيد، عن جابر، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : إذا لقى أحدكم أخاه فليسلّم عليه(١) وليصافحه فإنّ الله عزّ وجّل أكرم بذلك الملائكة فاصنعوا صنع الملائكة.

ورواه الصّدوق في( كتاب الإِخوان) بسنده عن جابر مثله (٢) .

[ ١٦١٣٥ ] ٩ - وعنهم، عن أحمد، عن محمّد بن علي، عن ابن بقاح، عن سيف بن عميرة، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : اذا القيتم فتلاقوا بالتسليم والتصافح، وإذا تفرّقتم فتفرّقوا بالاستغفار.

[ ١٦١٣٦ ] ١٠ - وعنهم، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمّد الأشعريّ، عن ابن قدّاح عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: لقي النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : حذيفة فمد النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) يده وكف حذيفة يده فقال النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : يا حذيفة بسطت يدي إليك فكففت يدك عنّي، فقال حذيفة: يا رسول الله بيدك الرغبة، ولكني كنت جنبا فلم أُحبّ أن تمسّ يدي يدك وأنا جنب، فقال النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : أما تعلم أنّ المسلمين إذا التقيا فتصافحا تحاتَّت ذنوبهما كما يتحاتّ ورق الشجر.

____________________

٨ - الكافي ٢: ١٤٥ / ١٠.

(١) كتب في المخطوط على كلمة ( عليه ) علامة نسخة.

(٢) مصادقة الإِخوان: ٥٨ / ٢.

٩ - الكافي ٢: ١٤٥ / ١١.

١٠ - الكافي ٢: ١٤٦ / ١٩.

٢٢٠

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398