نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ١٦

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار15%

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 398

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 398 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 223101 / تحميل: 8106
الحجم الحجم الحجم
نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ١٦

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

قال : إذا دخل عليك أخوك فاعرض عليه الطعام فإن لم يأكل فاعرض عليه الماء فإن لم يشرب فاعرض عليه الوضوء.

(باب)

(أنس الرجل في منزل أخيه)

١ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من تكرمة الرجل لأخيه أن يقبل تحفته وأن يتحفه بما عنده ولا يتكلف له شيئا وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إني لا أحب المتكلفين.

٢ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل بن دراج ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال المؤمن لا يحتشم من أخيه ولا يدرى أيهما أعجب الذي يكلف أخاه إذا دخل أن يتكلف له أو المتكلف لأخيه.

٣ ـ محمد بن يحيى ، عن محمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، عن صفوان بن يحيى قال جاءني عبد الله بن سنان فقال هل عندك شيء قلت نعم فبعثت ابني فأعطيته درهما يشتري به لحما وبيضا فقال لي أين أرسلت ابنك فأخبرته فقال رده رده عندك زيت قلت نعم قال هاته فإني سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول هلك امرؤ احتقر لأخيه ما يحضره وهلك امرؤ احتقر لأخيه ما قدم إليه.

٤ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن حديد ، عن مرازم بن حكيم

قولهعليه‌السلام : « فأعرض عليه الوضوء » أي ما يغسل به وجهه ويديه أو الطيب.

باب أنس الرجل في منزل أخيه

الحديث الأول : ضعيف على المشهور.

الحديث الثاني : حسن.

وقال في المغرب : يقال : احتشمه ، إذا انقبض منه واستحيا.

الحديث الثالث : صحيح على الظاهر.

الحديث الرابع : ضعيف.

٨١

عمن رفعه إليه قال إن حارثا الأعور أتى أمير المؤمنينعليه‌السلام وقال يا أمير المؤمنين أحب أن تكرمني بأن تأكل عندي فقال له أمير المؤمنينعليه‌السلام على أن لا تتكلف لي شيئا ودخل فأتاه الحارث بكسرة فجعل أمير المؤمنينعليه‌السلام يأكل فقال له الحارث إن معي دراهم وأظهرها فإذا هي في كمه فإن أذنت لي اشتريت لك شيئا غيرها فقال له أمير المؤمنينعليه‌السلام هذه مما في بيتك.

٥ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال يهلك المرء المسلم أن يستقل ما عنده للضيف.

٦ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال إذا أتاك أخوك فأته بما عندك وإذا دعوته فتكلف له.

(باب)

(أكل الرجل في منزل أخيه بغير إذنه)

١ ـ أبو علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن صفوان بن يحيى ، عن عبد الله

قولهعليه‌السلام : « أن لا تتكلف لي شيئا » أي مما ليس في بيتك بقرينة ما سيأتي وروى البرقي في المحاسن بسند آخر هكذا « على شرط أن لا تدخر عني شيئا مما في بيتك ولا تتكلف مما وراء بابك ».

الحديث الخامس : صحيح.

قولهعليه‌السلام : « هلك » بالضم على صيغة المصدر أو بالتحريك على صيغة الفعل والبناء للتعدية ، وفي بعض النسخ « يهلك ».

الحديث السادس : حسن.

باب أكل الرجل في منزل أخيه بغير إذنه

الحديث الأول : صحيح.

٨٢

بن مسكان ، عن محمد الحلبي قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن هذه الآية «لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبائِكُمْ » إلى آخر الآية قلت ما يعني بقوله «أَوْ صَدِيقِكُمْ » قال هو والله الرجل يدخل بيت صديقه فيأكل بغير إذنه.

٢ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبيه ، عن صفوان ، عن موسى بن بكر ، عن زرارة ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله عزوجل «أَوْ ما مَلَكْتُمْ مَفاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ » قال هؤلاء الذين سمى الله عز وجل في هذه الآية تأكل بغير إذنهم من التمر والمأدوم وكذلك تطعم المرأة من منزل زوجها بغير إذنه فأما ما خلا ذلك من الطعام فلا.

٣ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن جميل

وقال في المسالك : قد استثني من تحريم التصرف في مال الغير بغير إذنه الأكل من بيوت من تضمنته الآيات وهي قوله تعالى «وَلا عَلى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَواتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خالاتِكُمْ أَوْ ما مَلَكْتُمْ مَفاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعاً أَوْ أَشْتاتاً »(١) يعني مجتمعين أو منفردين ، والمراد بالآباء ما يشمل الأجداد ، ويحتمل عدم دخولهم ، وكذا القول في الأمهات ، ولا فرق في الأخوة والأخوات بين كونهم للأبوين أو لأحدهما ، وكذا الأعمام والأخوال ، والمراد بما ملكتم مفاتحه بيت العبد ، لأن ما له للسيد أو من له عليه ولاية وقيل الولد لأنه لم يذكر بالصريح ، وملكه مفاتحه مبالغة في أولوية الأب وقيل : ما يجده الإنسان في داره ، ولم يعلم به ، وفي الرواية إنه الرجل يكون له وكيل ، والمرجع في الصديق إلى العرف ، واشترط بعضهم تقييد الجواز بما يخشى فساده وآخرون بالدخول إلى البيت بإذن المذكورين ، وآخرون بأن لا يعلم منه الكراهة ، والأصح عدم الاشتراط الأولين وأما الثالث فحسن.

الحديث الثاني : ضعيف على المشهور.

الحديث الثالث : ضعيف على المشهور.

__________________

(١) سورة النور الآية ـ ٦١.

٨٣

بن دراج ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال للمرأة أن تأكل وأن تتصدق وللصديق أن يأكل في منزل أخيه ويتصدق.

٤ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن خالد ، عن القاسم بن عروة ، عن عبد الله بن بكير ، عن زرارة قال سألت أحدهماعليهما‌السلام عن هذه الآية «لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهاتِكُمْ » الآية قال ليس عليك جناح فيما طعمت أو أكلت مما ملكت مفاتحه ما لم تفسده.

٥ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير عمن ذكره ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله عزوجل «أَوْ ما مَلَكْتُمْ مَفاتِحَهُ » قال الرجل يكون له وكيل يقوم في ماله فيأكل بغير إذنه.

(باب)

١ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم قال دخلنا مع ابن أبي يعفور على أبي عبد اللهعليه‌السلام ونحن جماعة فدعا بالغداء فتغدينا وتغدى معنا وكنت أحدث القوم سنا فجعلت أقصر وأنا آكل فقال لي كل أما علمت أنه تعرف مودة الرجل لأخيه بأكله من طعامه

والتصدق للصديق خلاف مدلول الآية والمشهور ، ولعله محمول على ما إذا علم أو غلب ظنه برضا الصديق.

الحديث الرابع : مجهول.

الحديث الخامس : حسن.

باب

الحديث الأول : حسن.

٨٤

٢ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن عمر بن عبد العزيز ، عن رجل ، عن عبد الرحمن بن الحجاج قال أكلنا مع أبي عبد اللهعليه‌السلام فأوتينا بقصعة من أرز فجعلنا نعذر فقالعليه‌السلام ما صنعتم شيئا إن أشدكم حبا لنا أحسنكم أكلا عندنا قال عبد الرحمن فرفعت كسحة المائدة فأكلت فقال نعم الآن وأنشأ يحدثنا أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أهدي إليه قصعة أرز من ناحية الأنصار فدعا سلمان والمقداد وأبا ذر رضي الله عنهم فجعلوا يعذرون في الأكل فقال ما صنعتم شيئا أشدكم حبا لنا أحسنكم أكلا عندنا فجعلوا يأكلون أكلا جيدا ثم قال أبو عبد اللهعليه‌السلام رحمهم‌الله ورضي الله عنهم وصلى عليهم.

٣ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسن بن محبوب ، عن يونس بن يعقوب ، عن عيسى بن أبي منصور قال أكلت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام فجعل يلقي بين يدي الشواء ثم

الحديث الثاني : ضعيف.

وقال في مصباح اللغة : عذر في الأمر تعذيرا إذا قصر ولم يجتهد.

قوله : « كسحة المائدة » ، في أكثر النسخ كسحة المائدة أي أكلت جيدا حتى أخذت ما يكسح من المائدة أي ما يسقط منها أو ما يكسح في الجفان ، وفي بعض نسخ الكتاب بالشين المعجمة ، أي رفعت جانبا من المائدة بسرعة الأكل ، فإن الكشح ما بين الخاصرة إلى الضلع الخلف ، وفي المحاسن في رواية أخرى عن عبد الرحمن بن الحجاج قال عبد الرحمن : كسحت ما به فأكلت ، وفي بعض نسخ الكتاب كصيحة المائدة ، أي كالعذاب النازل عليها فيكون مفعول « رفعت » محذوفا للتفخيم والتكثير ، وقال الفاضل الأسترآبادي : كسحت البيت كسحا كنسته ، ثم أستعير لتنقية البئر والنهر ، وغيره فقيل : كسحته إذا نقيته ، والكساحة بالضم مثل الكناسة ، وهي ما يكسح ، والظاهر هنا كساحة المائدة.

الحديث الثالث : موثق.

وقال في مصباح اللغة : الشواء بالمد : فعال بمعنى مفعول مثل كتاب بمعنى

٨٥

قال : يا عيسى إنه يقال اعتبر حب الرجل بأكله من طعام أخيه.

٤ ـ علي بن محمد بن بندار ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن عدة من أصحابه ، عن يونس بن يعقوب ، عن عبد الله بن سليمان الصيرفي قال كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام فقدم إلينا طعاما فيه شواء وأشياء بعده ثم جاء بقصعة فيها أرز فأكلت معه فقال كل قلت قد أكلت فقال كل فإنه يعتبر حب الرجل لأخيه بانبساطه في طعامه ثم حاز لي حوزا بإصبعه من القصعة فقال لي لتأكلن ذا بعد ما قد أكلت فأكلته.

٥ ـ أحمد بن أبي عبد الله ، عن إسماعيل بن مهران ، عن سيف بن عميرة ، عن أبي المغراء العجلي قال حدثني عنبسة بن مصعب قال أتينا أبا عبد اللهعليه‌السلام وهو يريد الخروج إلى مكة فأمر بسفرة فوضعت بين أيدينا فقال كلوا فأكلنا فقال أثبتم أثبتم إنه كان يقال اعتبر حب القوم بأكلهم قال فأكلنا وقد ذهبت الحشمة.

٦ ـ الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن الحسن بن علي ، عن يونس ، عن أبي الربيع قال دعا أبو عبد اللهعليه‌السلام بطعام فأتي بهريسة فقال لنا ادنوا فكلوا قال فأقبل القوم يقصرون فقالعليه‌السلام كلوا فإنما يستبين مودة الرجل لأخيه في أكله عنده قال : فأقبلنا نغص أنفسنا كما تغص الإبل.

مكتوب.

الحديث الرابع : مجهول مرسل. و الحوز : الجمع.

الحديث الخامس : ضعيف.

قولهعليه‌السلام : « أثبتم أثبتم » أي أثابكم أو سيثيبكم [ الله ] بكثرة الأكل ، وفي المحاسن « أبيتم أبيتم » أي عن جودة الأكل وهو أظهر.

الحديث السادس : ضعيف على المشهور.

قولهعليه‌السلام : « نغص » قال في النهاية غصصت بالماء أغص غصصا : إذا شرقت به أو وقف في حلقك فلم تكد تسيغه وفي بعض نسخ الكتاب « نعض » بالضاد المعجمة وهو من عض عليه بالنواجذ أي استمسكه وفي بعضها وفي المحاسن : تضفز أنفسنا كما تضفز الإبل بالضاد المعجمة والفاء والزاي وهو أظهر ، وقال في النهاية : يقال : ضفزت البعير : إذا علفته الضفائر ، وهي اللقم الكبار ، الواحدة ضفيزة.

٨٦

(باب)

(آخر في التقدير وأن الطعام لا حساب له)

١ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن ابن فضال ، عن ابن بكير ، عن بعض أصحابنا قال كان أبو عبد اللهعليه‌السلام ربما أطعمنا الفراني والأخبصة ثم يطعم الخبز والزيت فقيل له لو دبرت أمرك حتى تعتدل فقال إنما نتدبر بأمر الله عز وجل فإذا وسع علينا وسعنا وإذا قتر علينا قترنا.

٢ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن ابن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن الحلبي ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال ثلاثة أشياء لا يحاسب عليهن المؤمن طعام يأكله وثوب يلبسه وزوجة صالحة تعاونه ويحصن بها فرجه.

٣ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن عثمان بن عيسى ، عن أبي سعيد ، عن أبي حمزة قال كنا عند أبي عبد اللهعليه‌السلام جماعة فدعا بطعام ما لنا عهد بمثله لذاذة وطيبا وأوتينا بتمر ننظر فيه إلى وجوهنا من صفائه وحسنه فقال رجل لتسألن عن هذا النعيم الذي نعمتم به عند ابن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام إن الله عز وجل أكرم وأجل من أن يطعمكم طعاما فيسوغكموه ثم يسألكم عنه ولكن يسألكم عما أنعم عليكم بمحمد وآل محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله .

باب آخر في التقدير وأن الطعام لا حساب له

الحديث الأول : مرسل موثق.

وقال في القاموس : الفرن بالضم المخبز تخبز فيه الفرني لخبز غليظ مستدير أو خبزة مصعنبة مضمومة الجوانب إلى الوسط ، تشوي ثم تروى سمنا ولبنا وسكرا ، وقال : وصعنب الثريدة جمع وسطها وقور رأسها.

الحديث الثاني : ضعيف على المشهور.

الحديث الثالث : مجهول.

٨٧

٤ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن الحكم ، عن شهاب بن عبد ربه قال : قال أبو عبد اللهعليه‌السلام ليس في الطعام سرف.

٥ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن القاسم بن محمد الجوهري ، عن الحارث بن حريز ، عن سدير الصيرفي ، عن أبي خالد الكابلي قال دخلت على أبي جعفرعليه‌السلام فدعا بالغداء فأكلت معه طعاما ما أكلت طعاما قط أنظف منه ولا.

الحديث الرابع : حسن.

الحديث الخامس : ضعيف.

قوله تعالى : «ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ »(١) قال الطبرسي رحمه(٢) الله : قال مقاتل : يعني كفار مكة كانوا في الدنيا في الخير والنعمة فيسألون يوم القيامة عن شكر ما كانوا فيه ، إذ لم يشكروا رب النعيم ، حيث عبدوا غيره ، وأشركوا به ، ثم يعذبون على ترك الشكر ، وهذا قول الحسن ، قال : لا يسأل عن النعيم إلا أهل النار وقال الأكثرون إن المعنى ثم لتسألن يا معاشر المكلفين عن النعيم ، قال قتادة : إن الله سائل كل ذي نعمة عما أنعم عليه ، وقيل : عن النعيم في المأكل والمشرب وغيرهما من الملاذ عن سعيد بن جبير ، وقيل : عن النعيم الصحة والفراغ عن عكرمة ، ويعضده ما رواه ابن عباس عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : « نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس ، الصحة والفراغ » وقيل : هو الأمن والصحة عن عبد الله بن مسعود ومجاهد وروي ذلك عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام ، وقيل : يسأل عن كل نعيم إلا ما خصه الحديث ، وهو قولهعليه‌السلام : ثلاثة لا يسأل عنها العبد ، خرقة يواري بها عورته أو كسرة يسد بها جوعته ، أو بيت يكنه من الحر والبرد.

وروي أن بعض الصحابة أضاف النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله مع جماعة من أصحابه ، فوجدوا عنده تمرا وماء باردا فأكلوا فلما خرجوا قال : هذا من النعيم الذي تسألون عنه.

وروى العياشي بإسناده في حديث طويل قال سأل أبو حنيفة أبا عبد اللهعليه‌السلام

__________________

(١) سورة التكاثر الآية ـ ٨.

(٢) المجمع ج ١٠ ص ٥٣٤.

٨٨

أطيب فلما فرغنا من الطعام قال يا أبا خالد كيف رأيت طعامك أو قال طعامنا قلت جعلت فداك ما رأيت أطيب منه ولا أنظف قط ولكني ذكرت الآية التي في كتاب الله عز وجل «لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ » قال أبو جعفرعليه‌السلام لا إنما تسألون عما أنتم عليه من الحق.

٦ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن الحكم ، عن شهاب بن عبد ربه قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام اعمل طعاما وتنوق فيه وادع عليه أصحابك.

(باب الولائم)

١ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن بعض أصحابنا قال أولم أبو الحسن موسىعليه‌السلام وليمة على بعض ولده فأطعم أهل المدينة ثلاثة أيام الفالوذجات

عن هذه الآية فقالعليه‌السلام له : ما النعيم عندك يا نعمان؟ قال : القوت من الطعام والماء البارد ، فقال : لئن أوقفك الله بين يديه يوم القيامة حتى يسألك عن كل أكلة أكلتها أو شربة شربتها ليطولن وقوفك بين يديه ، قال : فما النعيم جعلت فداك؟ قال : نحن أهل البيت النعيم الذي أنعم الله بنا على العباد ، وبنا ائتلفوا بعد أن كانوا مختلفين ، وبنا ألف الله بين قلوبهم وجعلهم إخوانا بعد أن كانوا أعداء ، وبنا هداهم الله للإسلام ، وهي النعمة التي لا تنقطع ، والله سائلهم عن حق النعيم الذي أنعم به عليهم ، وهو النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وعترتهعليهم‌السلام .

الحديث السادس : حسن.

باب الولائم

الحديث الأول : مرسل.

قولهعليه‌السلام : « ما أتى الله عز وجل » حاصله أن قولنا وفعلنا كقول الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله وفعله ، وقد أمركم الله تعالى بالتسليم لأمره ، وعدم الاعتراض عليه فيما يقوله ويفعله ، فليس لكم الاعتراض علينا في ذلك ، وأنه تعالى أعطى الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله

٨٩

في الجفان في المساجد والأزقة فعابه بذلك بعض أهل المدينة فبلغه عليه السلام ذلك فقال ما آتى الله عز وجل نبيا من أنبيائه شيئا إلا وقد آتى محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله مثله وزاده ما لم يؤتهم قال لسليمان عليه السلام : «هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ » وقال لمحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله «وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ».

٢ ـ أحمد بن محمد ، عن الهيثم بن أبي مسروق ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنه قال لا تجب الدعوة إلا في أربع العرس والخرس والإياب والإعذار.

٣ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الوليمة في أربع العرس والخرس وهو المولود يعق عنه ويطعم والإعذار وهو ختان الغلام والإياب وهو الرجل يدعو إخوانه إذا آب من غيبته وفي رواية أخرى أو توكير وهو بناء الدار أو غيره.

ما أعطى سليمان وقد قال لسليمان «هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ » أي فأعط «أَوْ أَمْسِكْ » ولا حساب عليك في شيء منها ، فكذا لا حساب علينا في العطاء والمنع ، وأما الآية الأخرى فهو لبيان ما أعطاهعليه‌السلام زائدا على ما أعطى سليمان ، ويحتمل أن يكون الآية الأخيرة مشتملة على الأمرين أي ما أعطاكم من الأموال أو بين لكم من الأحكام فخذوه ، أفتكون مشتملة على ما أعطى سليمانعليه‌السلام وعلى الزائد ، ويؤيد الأول أخبار أخر ، والله يعلم.

الحديث الثاني : حسن كالصحيح.

والعرس يشمل العقد والزفاف ، وفي الأخير أشهر ، وقال في النهاية : الخرسة : ما تطعمه المرأة عند ولادها ، يقال خرست النفساء : أي أطعمتها الخرسة. وأما الخرس بلا هاء فهو الطعام الذي يدعي إليه عند الولادة انتهى ، و الإياب الرجوع من الأسفار سيما سفر الحج ، وفي القاموس : أعذر الغلام ختنه ، كعذر يعذره ، وللقوم : عمل طعام الختان.

الحديث الثالث : ضعيف على المشهور ، وآخره مرسل.

قال في الصحاح : التوكير اتخاذ الوكيرة وهي طعام البناء.

٩٠

٤ ـ الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد بإسناد ذكره ، عن أبي إبراهيمعليه‌السلام قال نهى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عن طعام وليمة يخص بها الأغنياء ويترك الفقراء.

٥ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن معاوية بن عمار قال قال رجل لأبي عبد اللهعليه‌السلام إنا نجد لطعام العرس رائحة ليست برائحة غيره فقال له ما من عرس يكون ينحر فيه جزور أو تذبح بقرة أو شاة إلا بعث الله تبارك وتعالى ملكا معه قيراط من مسك الجنة حتى يديفه في طعامهم فتلك الرائحة التي تشم لذلك.

٦ ـ علي بن محمد بن بندار ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن بعض العراقيين ، عن إبراهيم بن عقبة ، عن جعفر القلانسي ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قلت له إنا نتخذ الطعام ونستجيده ونتنوق فيه ولا نجد له رائحة طعام العرس فقال ذلك لأن طعام العرس فيه تهب رائحة من الجنة لأنه طعام اتخذ للحلال.

(باب)

(أن الرجل إذا دخل بلدة فهو ضيف على من بها من إخوانه)

١ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر بإسناده عمن ذكره ، عن الفضيل بن يسار ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إذا دخل رجل بلدة فهو ضيف على من بها من إخوانه وأهل دينه حتى يرحل عنهم.

الحديث الرابع : ضعيف على المشهور.

الحديث الخامس : حسن.

وقال في النهاية : يقال : دفت الدواء أدوفه : إذا بللته بماء وخلطته ، ويقال فيه داف يديف بالياء ، والواو فيه أكثر « وفي حديث سلمان » إنه دعا في مرضه بمسك ، فقال لامرأته : أديفيه في تور من ماء.

الحديث السادس : مجهول.

باب أن الرجل إذا دخل بلدة فهو ضيف على من بها من إخوانه

الحديث الأول : ضعيف.

٩١

٢ ـ أبو عبد الله الأشعري ، عن السياري ، عن محمد بن عبد الله الكرخي ، عن رجل ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال سمعته يقول قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إذا دخل رجل بلدة فهو ضيف على من بها من أهل دينه حتى يرحل عنهم.

(باب)

(أن الضيافة ثلاثة أيام)

١ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الحسن بن الحسين الفارسي ، عن سليمان بن حفص البصري ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الضيف يلطف ليلتين فإذا كانت ليلة الثالثة فهو من أهل البيت يأكل ما أدرك.

٢ ـ الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن واصل ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الضيافة أول يوم والثاني والثالث وما بعد ذلك فإنها صدقة تصدق بها عليه قال ثم قال صلي الله عليه واله لا ينزل أحدكم على أخيه حتى يوثمه معه قيل يا رسول الله كيف يوثمه قال حتى لا يكون عنده ما ينفق عليه.

الحديث الثاني : ضعيف.

باب أن الضيافة ثلاثة أيام

الحديث الأول : مجهول.

الحديث الثاني : ضعيف على المشهور.

قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « حتى يؤثمه » أي يوقعه في الإثم بارتكاب المحرمات للإنفاق ، فيكون تفسيرهصلى‌الله‌عليه‌وآله تفسيرا باللازم ، فيكون من باب الأفعال من قولهم آثمه أي أوقعه في الإثم ، أو المعنى أنه يثبت له الإثم والجرم ، لعجزه عن الضيافة ، من قولهم إثمه تأثيما ، قال له : أثمت ، ويحتمل أن يكون من الواوي من قولهم وثمه يثمه كسره ودقة ، فالنقل إلى التفعيل للمبالغة.

٩٢

(باب)

(كراهية استخدام الضيف)

١ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن موسى ، عن ذبيان بن حكيم ، عن موسى النميري ، عن ابن أبي يعفور قال رأيت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام ضيفا فقام يوما في بعض الحوائج فنهاه عن ذلك وقام بنفسه إلى تلك الحاجة وقالعليه‌السلام نهى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عن أن يستخدم الضيف.

٢ ـ الحسين بن محمد ، عن السياري ، عن عبيد بن أبي عبد الله البغدادي عمن أخبره قال نزل بأبي الحسن الرضاعليه‌السلام ضيف وكان جالسا عنده يحدثه في بعض الليل فتغير السراج فمد الرجل يده ليصلحه فزبره أبو الحسنعليه‌السلام ثم بادره بنفسه فأصلحه ثم قال له إنا قوم لا نستخدم أضيافنا.

٣ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن موسى ، عن ذبيان بن حكيم ، عن موسى بن أكيل النميري ، عن ميسرة قال قال أبو جعفرعليه‌السلام إن من التضعيف ترك المكافأة ومن الجفاء استخدام الضيف فإذا نزل بكم الضيف فأعينوه وإذا ارتحل فلا تعينوه فإنه من النذالة وزودوه وطيبوا زاده فإنه من السخاء.

باب كراهية استخدام الضيف

الحديث الأول : مجهول.

الحديث الثاني : ضعيف ، و الزبر : المنع

الحديث الثالث : مجهول.

قولهعليه‌السلام : « إن من التضعيف » أي من أسباب أن يعده الناس ضعيفا ، أو عده صاحب الإحسان ضعيفا أو جعل نفسه ضعيفا.

وقال الفيروزآبادي : ضعفه تضعيفا عده ضعيفا. وقال : النذل والنذيل : الخسيس من الناس المحتقر في جميع أحواله.

٩٣

(باب)

(أن الضيف يأتي رزقه معه)

١ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الحسن بن الحسين الفارسي ، عن سليمان بن حفص البصري ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إن الضيف إذا جاء فنزل بالقوم جاء برزقه معه من السماء فإذا أكل غفر الله لهم بنزوله عليهم.

٢ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن سنان ، عن موسى بن بكر ، عن أبي الحسن الأول عليه السلام قال إنما تنزل المعونة على القوم على قدر مئونتهم وإن الضيف لينزل بالقوم فينزل رزقه معه في حجره.

٣ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ما من ضيف حل بقوم إلا ورزقه في حجره.

٤ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن محمد بن قيس ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال ذكر أصحابنا قوما فقلت والله ما أتغدى ولا أتعشى إلا ومعي منهم اثنان أو ثلاثة أو أقل أو أكثر فقالعليه‌السلام فضلهم عليك أكثر من فضلك عليهم قلت جعلت فداك كيف ذا وأنا أطعمهم طعامي وأنفق عليهم من مالي ويخدمهم خادمي فقال إذا دخلوا عليك دخلوا من الله عز وجل بالرزق الكثير وإذا خرجوا خرجوا بالمغفرة لك.

باب أن الضيف يأتي رزقه معه

الحديث الأول : مجهول.

الحديث الثاني : ضعيف على المشهور.

الحديث الثالث : ضعيف على المشهور.

الحديث الرابع : حسن.

٩٤

(باب)

(حق الضيف وإكرامه)

١ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن عمر بن عبد العزيز ، عن إسحاق بن عبد العزيز وجميل وزرارة ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال مما علم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فاطمةعليها‌السلام أن قال لها يا فاطمة «مَنْ كانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ » فليكرم ضيفه.

٢ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن إسحاق بن عبد العزيز ، عن زرارة ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال مما علم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله علياعليه‌السلام قال «مَنْ كانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ » فليكرم ضيفه.

٣ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الحسن بن الحسين الفارسي ، عن سليمان بن حفص ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إن من حق الضيف أن يكرم وأن يعد له الخلال.

(باب)

(الأكل مع الضيف)

١ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن جعفر بن محمد الأشعري ، عن ابن القداح ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إذا أكل مع القوم أول من يضع يده مع القوم وآخر من يرفعها إلى أن يأكل القوم.

باب حق الضيف وإكرامه

الحديث الأول : ضعيف.

الحديث الثاني : مجهول.

الحديث الثالث : مجهول.

باب الأكل مع الضيف

الحديث الأول : ضعيف على المشهور.

٩٥

٢ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضال ، عن ابن القداح ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إذا أكل مع قوم طعاما كان أول من يضع يده وآخر من يرفعها ليأكل القوم.

٣ ـ عنه ، عن أحمد بن محمد ، عن عمر بن عبد العزيز ، عن جميل بن دراج ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال سمعته يقول إن الزائر إذا زار المزور فأكل معه ألقى عنه الحشمة وإذا يأكل معه ينقبض قليلا.

٤ ـ عنه ، عن سليمان بن حفص ، عن علي بن جعفر ، عن أخيه موسىعليه‌السلام أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان إذا أتاه الضيف أكل معه ولم يرفع يده من الخوان حتى يرفع الضيف يده.

(باب)

(أن ابن آدم أجوف لا بد له من الطعام)

١ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن سليمان بن جعفر ، عن هشام بن سالم ، عن زرارة ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال سأله الأبرش الكلبي عن قول الله عزو

الحديث الثاني : موثق.

الحديث الثالث : ضعيف.

الحديث الرابع : صحيح على الظاهر.

باب أن ابن آدم أجوف لا بد له من الطعام

الحديث الأول : حسن.

قوله تعالى : «يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ »(١) قال الطبرسي (ره)(٢) قيل فيه قولان أحدهما أن المعنى تبدل صورة الأرض وهيئتها ، عن ابن عباس فقد روي عنه أنه قال : تبدل آكامها وآجامها وجبالها وأشجارها ، والأرض على حالتها وتبقى أرضا

__________________

(١) سورة إبراهيم الآية : ٤٨.

(٢) المجمع ج ٦ ص ٣٢٤.

٩٦

جل «يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ » قال تبدل خبزة نقية يأكل الناس منها حتى يفرغ من الحساب قال الأبرش فقلت إن الناس يومئذ لفي شغل عن الأكل فقال أبو جعفرعليه‌السلام هم في النار لا يشتغلون عن أكل الضريع وشرب الحميم وهم في العذاب فكيف

بيضاء كالفضة لم يسفك عليها دم ، ولم يعمل عليها خطيئة وتبدل السماوات فيذهب بشمسها وقمرها ونجومها ، وكان ينشد « فما الناس بالناس الذين عهدتهم » ولا الدار بالدار التي كنت أعرف.

والآخر أن المعنى تبدل الأرض وتنشأ أرض غيرها ، والسماوات كذلك تبدل بغيرها ، وتفني هذه عن الجبائي وجماعة من المفسرين وفي تفسير أهل البيتعليهم‌السلام بالإسناد عن زرارة ومحمد بن مسلم وحمران بن أعين عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام قالا : تبدل الأرض خبزة نقية يأكل الناس منها ، حتى يفرغ من الحساب ، قال الله تعالى «وَما جَعَلْناهُمْ جَسَداً لا يَأْكُلُونَ الطَّعامَ »(١) وهو قول سعيد بن جبير ومحمد ابن كعب.

وروى سهل بن سعد الساعدي عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفرا كقرصة النقي ليس فيها معلم لأحد.

وروي عن ابن مسعود أنه قال : تبدل الأرض بنار فتصير الأرض كلها نارا يوم القيامة ، والجنة من ورائها ترى كواكبها وألوانها(٢) ويلجم الناس العرق ، ولم يبلغ الحساب بعده ، وقال كعب : تصير السماوات جنانا ، ويصير مكان البحر النار ، وتبدل الأرض غيرها.

وروي عن أبي أيوب الأنصاري قال أتى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حبر من اليهود فقال : أرأيت إذ يقول الله في كتابه «يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ » فأين الخلق عند ذلك؟ فقال أضياف الله فلن يعجزهم ما لديه ، وقيل : «تُبَدَّلُ الْأَرْضُ » لقوم بأرض الجنة ، ولقوم بأرض النار ، وقال الحسن : يحشرون على الأرض الساهرة ، وهي أرض غير هذه ، وهي أرض الآخرة ، وفيها تكون جهنم ، وتقدير

__________________

(١) سورة الأنبيا : الآية ٨.

(٢) في المجمع : كواعبها وأكوابها ج ٦ ص ٣٢٥.

٩٧

يشتغلون عنه في الحساب؟.

٢ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام ، عن زرارة ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال إن الله عز وجل خلق ابن آدم أجوف.

٣ ـ محمد بن يحيى ، عن علي بن الحسن التيمي ، عن جعفر بن محمد بن حكيم ، عن إبراهيم بن عبد الحميد ، عن الوليد بن صبيح ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال إنما بني الجسد على الخبز.

٤ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن القاسم بن عروة ، عن عبد الله بن بكير ، عن زرارة قال سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن قول الله عزوجل «يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ » قال تبدل خبزة نقية يأكل منها الناس حتى يفرغوا من الحساب فقال له قائل إنهم لفي شغل يومئذ عن الأكل والشرب فقال إن الله عز وجل خلق ابن آدم أجوف ولا بد له من الطعام والشراب أهم أشد شغلا يومئذ أم من في النار فقد استغاثوا والله عز وجل يقول «وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرابُ ».

٥ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير عمن ذكره ، عن أبي عبد الله

الكلام « وتبدل السماوات غير السماوات » إلا أنه حذف لدلالة الظاهر عليه.

الحديث الثاني : حسن.

الحديث الثالث : ضعيف.

الحديث الرابع : مجهول.

قوله تعالى : «وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا »(١) أي من شدة العطش وحر النار ، « والمهل » قيل هو كل شيء أذيب كالنحاس والرصاص والصفر ، وقيل : هو كعكر الزيت إذا قرب إليه سقطت فروة رأسه ، وقيل : هو القيح والدم ، وقيل : هو الذي انتهى حره ، وقيل : إنه ماء أسود يشوي الوجوه أي ينضجها عند دنوة منها ويحرقها.

الحديث الخامس : حسن.

قوله تعالى : «مِنْ خَيْرٍ »(٢) قال الطبرسي (ره) قال ابن عباس : سأل نبي الله

__________________

(١) سورة الكهف الآية ٢٩.

(٢) سورة القصص الآية ٢٤.

٩٨

عليه‌السلام في قول الله عز وجل حكاية عن موسىعليه‌السلام «رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ » فقال سأل الطعام.

٦ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن أبي البختري رفعه قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله اللهم بارك لنا في الخبز ولا تفرق بيننا وبينه فلو لا الخبز ما صمنا ولا صلينا ولا أدينا فرائض ربنا عزوجل.

٧ ـ محمد بن يحيى ، عن محمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان وعلي بن إبراهيم ، عن أبيه جميعا ، عن ابن أبي عمير ، عن إبراهيم بن عبد الحميد ، عن الوليد بن صبيح ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال إنما بني الجسد على الخبز.

(باب)

(الغداء والعشاء)

١ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن محمد بن علي ، عن علي بن أسباط ، عن يعقوب بن سالم ، عن المثنى ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال إن يعقوب عليه السلام كان له مناد ينادي كل غداة من منزله على فرسخ ألا من أراد الغداء فليأت إلى منزل يعقوب وإذا أمسى ينادي ألا من أراد العشاء فليأت إلى منزل يعقوب.

أكلة من خبز يقيم به صلبه ، وقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : والله ما سأله إلا خبزا يأكله ، لأنه يأكل بقلة الأرض ، ولقد كانت خضرة البقل ترى من شفيف صفاق بطنه لهزاله ، وتذييب لحمه قال الأخفش : يقال فقير إليه وفقير له.

الحديث السادس : ضعيف.

الحديث السابع : موثق.

باب الغداء والعشاء

الحديث الأول : ضعيف.

٩٩

٢ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن علي بن الصلت ، عن ابن أخي شهاب بن عبد ربه قال شكوت إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام ما ألقى من الأوجاع والتخم فقال لي تغد وتعش ولا تأكل بينهما شيئا فإن فيه فساد البدن أما سمعت الله عزوجل يقول «لَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وَعَشِيًّا ».

(باب)

(فضل العشاء وكراهية تركه)

١ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن القاسم بن يحيى ، عن جده الحسن بن راشد ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال أمير المؤمنينعليه‌السلام عشاء الأنبياءعليهم‌السلام بعد العتمة فلا تدعوه فإن ترك العشاء خراب البدن.

٢ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن الحكم ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال أصل خراب البدن ترك العشاء.

الحديث الثاني : مجهول.

قوله تعالى : «بُكْرَةً وَعَشِيًّا »(١) قال الطبرسي (ره)(٢) : قال المفسرون : ليس في الجنة شمس ولا قمر ، فيكون لهم بكرة وعشيا ، والمراد أنهم يؤتون رزقهم على ما يعرفونه من مقدار الغداء والعشاء ، وقيل : كانت العرب إذا أصاب أحدهم الغداء والعشاء أعجبت به ، وكانت تكره الوجبة ، وهي الأكلة الواحدة في اليوم ، فأخبر الله تعالى إن لهم في الجنة رزقهم بكرة وعشيا على قدر ذلك الوقت ، وليس ثم ليل وإنما هو ضوء ونور ، عن قتادة وقيل : إنهم يعرفون مقدار الليل بإرخاء الحجب وإغلاق الأبواب ومقدار النهار برفع الحجب وفتح الأبواب.

باب فضل العشاء وكراهية تركه

الحديث الأول : ضعيف.

الحديث الثاني : حسن.

__________________

(١) سورة مريم الآية ٦٢.

(٢) المجمع ج ٦ ص ٥٢١.

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

وقد ذكرنا مراراً قول الحافظ ابن حجر مراراً: بأن التشيّع غير ضائر(١) .

بل لقد ذكر الذهبي بترجمة أبان بن تغلبرحمه‌الله ما نصّه:

« شيعي جلد، لكنه صدوق، فلنا صدقه، وعليه بدعته(٢) .

وتلخص:

صحة كلا طريقي أبي يعلى.

(١٠)

رواية المحاملي

ومن رواة هذا الحديث: القاضي أبو عبدالله الحسين بن إسماعيل بن محمّد الضبيّ المحاملي البغدادي، المتوفى سنة ٣٣٠.

فقد جاء في بعض أسانيد الحافظ ابن عساكر بسنده:

« أنبأنا أبو عبدالله الحسين بن إسماعيل المحاملي، أنبأنا أبو موسى محمّد ابن المثنى، أنبأنا يحيى بن حماد، أنبأنا الوضّاح، أنبأنا يحيى أبو بلج، أنبأنا عمرو بن ميمون قال:

إني لجالس إلى ابن عباس، إذْ أتاه تسعة رهط »(٣) .

أقول:

هذا السّند هو سند النسائي بعينه.

__________________

(١). مقدمة فتح الباي: ٣٩٨.

(٢). ميزان الإعتدال: ١ / ٥.

(٣). ولكني لم أجده في كتاب الأمالي للمحاملي رواية ابن يحيى البيّع.

٢٠١

(١١)

رواية الطبراني

وقال الحافظ أبو القاسم الطبراني، في مسند ابن عباس، تحت عنوان ( عمرو بن ميمون عن ابن عباس ):

« حدثنا إبراهيم بن هاشم البغوي، ثنا كثير بن يحيى، ثنا أبو عوانة، عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون قال:

كنا عند ابن عباس، فجاءه سبعة نفر ».

فأخرج الحديث بكامله(١) .

ثم روى: « حدّثنا أبو شعيب عبدالله بن الحسن الحرّاني، ثنا أبو جعفر النفيلي، ثنا مسكين بن بكير، ثنا شعبة، عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، عن ابن عباس:

إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أمر بالأبواب كلّها فسدّت إلّا باب عليرضي‌الله‌عنه »(٢) .

ورواه في ( المعجم الأوسط ) بنفس السّند الأوّل، لكنْ باختصار:

قال: « حدّثنا إبراهيم، قال: حدّثنا كثير بن يحيى أبو مالك، قال: حدّثنا أبو عوانة، عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، عن ابن عباس، قال:

قال نبي الله صلّى الله عليه وسلّم يوم خيبر، لأبعثنَّ رجلاً لا يخزيه الله، فبعث إلى علي وهو في الرحل يطحن - وما كان أحدكم يطحن - فجاءوا به

__________________

(١). المعجم الكبير ١٢ / ٧٧ رقم ١٢٥٩٣.

(٢). المعجم الكبير ١٢ / ٧٨ رقم ١٢٥٩٤.

٢٠٢

أرمد، فقال: يا نبي الله ما أكاد اُبصر، فنفث في عينيه، وهزّ الراية ثلاث مرار، ثم دفعها إليه، ففتح له، فجاء بصفيّة بنت حيي.

ثم قال لنبي عمّه: أيّكم بتولاّني في الدنيا والآخرة؟ فقال لكلّ رجلٍ منهم: يا فلان، أتتولّاني في الدنيا والآخرة - ثلاثاً -؟ فيقول: لا، حتى مرّ على آخرهم، فقال علي: يا نبي الله، أنا وليّك في الدنيا والآخرة، فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: أنت وليّي في الدنيا والآخرة.

قال: وبعث أبا بكر بسورة التوبة، وبعث علياً على أثره، فقال أبو بكر: يا علي، لعلّ الله ورسوله سخطا عليَّ. فقال علي: لا ولكنْ قال نبي الله صلّى الله عليه وسلّم: لا ينبغي أن يبلّغ عنّي إلّا رجل مني وأنا منه.

قال: ووضع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ثوبه على علي وفاطمة والحسن والحسين ثم قال:( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) (٢) .

وكان أوّل من أسلم بعد خديجة من الناس.

قال: وشرى علي نفسه، لبس ثوب النبي صلّى الله عليه وسلّم ثم نام مكانه، قال: وكان المشركون يرمون رسول الله »(١) .

أقول:

وشيخ الطبراني (إبراهيم بن هاشم البغوي ):

ترجم له الحافظ الخطيب فقال:

« إبراهيم بن هاشم بن الحسين بن هاشم، أبو إسحاق البيّع، المعروف

__________________

(١). المعجم الأوسط ٣ / ٣٨٨ رقم ٢٨٣٦.

٢٠٣

بالبغوي. سمع اُمية بن بسطام، وإبراهيم بن الحجاج السامي، وأبا الربيع الزهراني، وعلي بن الجعد، ومحرز بن عون، ومحمّد بن بكار، وأحمد بن حنبل، وأحمد بن سعيد الدارمي.

روى عنه: أحمد بن سلمان النجاد، وعبدالباقي بن قانع

أخبرني الأزهري قال قال أبو الحسن الدارقطني: إبراهيم بن هاشم البغوي ثقة.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي، قال: مات أبو إسحاق إبراهيم بن هاشم البغوي يوم الخميس سلخ جمادى الآخرة سنة ٢٩٧.

قلت: وكان مولده سنة ٢٠٧ »(١) .

وذكره الحافظ ابن الجوزي فيمن توفي في السنة المذكورة من الأكابر، قال: « وكان ثقة »(٢) .

وبقي الكلام على سند رواية سدّ الأبواب، ففيه:

( أبو شعيب عبدالله بن الحسن الحرّاني ):

قال الدارقطني: ثقة مأمون.

وقال الخطيب: كان مسنداً غير متّهم في روايته.

ووصفه الذهبي: بـ « الشيخ المحدّث المعمَّر المؤدّب، طال عمره، وتفرَّد »

__________________

(١). تاريخ بغداد ٦ / ٢٠٣.

(٢). المنتظم ١٣ / ٩٧.

٢٠٤

فذكر توثيق الدارقطني(١) ، وقال عنه أيضاً: « معمَّر صدوق »(٢) .

وقال ابن حجر « ذكره ابن حبان في الثقات وقال يخطئ ويهم » وقال موسى بن هارون: « السماع من أبي شعيب يفضل على السماع من غيره، لأنه المحدّث ابن المحدّث ابن المحدّث وهو صدوق » وقال مسلمة: « كان ثقة فصيحاً »(٣) .

أقول: وإنما اُورد في ( الميزان ) و ( لسانه ) لأنّه كان يأخذ الدراهم على الحديث، كما صرّح بذلك الذهبي مع التنصيص على أنه كان غير متّهم.

و (أبو جعفر النفيلي ) وهو: عبدالله بن محمّد بن علي بن نفيل.

من رجال البخاري والأربعة.

وروى عنه: أبو زرعة، وأبو حاتم، والذهلي وجماعة.

وثّقه أبو حاتم، والدارقطني، وابن حبان(٤) .

و (مسكين بن بكير ) وهو:

من رجال الصحاح الستة(٥) .

__________________

(١). تاريخ بغداد ٩ / ٤٣٥، سير أعلام النبلاء ١٣ / ٥٣٦.

(٢). ميزان الإعتدال ٢ / ٤٠٦.

(٣). لسان الميزان ٣ / ٢٧١.

(٤). الجرح والتعديل ٥ / ١٥٩، تهذيب التهذيب ٦ / ١٦، تذكرة الحفاظ ٢ / ٤٤٠، سير أعلام النبلاء ١٠ / ٦٣٤.

(٥). تهذيب التهذيب ١٠ / ١٢٠.

٢٠٥

(١٢)

رواية الحاكم النيسابوري

وأخرجه الحاكم أبو عبدالله النيسابوري في ( المستدرك ):

« أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي ببغداد، من أصل كتابه، ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي، ثنا يحيى بن حمّاد، ثنا أبو عوانة، ثنا أبو بلج، ثنا عمرو بن ميمون، قال:

إني لجالس عند ابن عبّاس ».

فرواه بطوله ثم قال: « هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه بهذه السياقة.

وقد حدّثنا السيد الأوحد أبو يعلى حمزة بن محمّد الزيدي -رضي‌الله‌عنه - ثنا أبو الحسن علي بن محمّد بن مهرويه القزويني القطان، قال: سمعت أبا حاتم الرازي يقول: كان يعجبهم أن يجدوا الفضائل من رواية أحمد بن حنبل »(١) .

أقول:

وشيخ الحاكم: (أبو بكر القطيعي ) قد ترجمنا له في الكتاب.

وأخرج الحاكم أيضاً قال:

« حدثنا أبو بكر أحمد بن إسحاق، ثنا زياد بن الخليل التستري، ثنا كثير

__________________

(١). المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٣٢.

٢٠٦

ابن يحيى، ثنا أبو عوانة، عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، عن ابن عباس قال:

شرى علي نفسه ولبس ثوب النبي ».

ثم قال الحاكم: « هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

وقد رواه أبو داود الطيالسي وغيره عن أبي عوانة، بزيادة ألفاظ »(١) .

أقول:

وشيخ الحاكم (أبو بكر أحمد بن إسحاق ) هو النيسابوري، المعروف بالصبغي.

تجد الثناء بالجميل عليه في:

١ - طبقات الشافعية ٣ / ٩.

٢ - الوافي بالوفيات ٦ / ٢٣٩.

٣ - مرآة الجنان ٢ / ٣٣٤.

٤ - النجوم الزاهرة ٣ / ٣١٠.

٥ - سير أعلام النبلاء ١٥ / ٤٨٣.

٦ - شذرات الذهب ٢ / ٣٦١.

وأمّا (زياد بن خليل التستري ) فقد ذكره الخطيب وابن الجوزي والسمعاني والذهبي وقالوا ما موجزه:

« وأبو سهل زياد بن خليل التستري. قدم بغداد وحدّث بها عن إبراهيم بن

__________________

(١). المستدرك على الصحيحين ٣ / ٤.

٢٠٧

المنذر الحزامي و روى عنه: عبدالصمد بن علي الطستي وأبو بكر محمّد بن عبدالله الشافعي

وذكره الدارقطني فقال: لا بأس به.

ومات في طريق المدينة قبل أنْ يدخل مكة في ذي القعدة سنة ٢٩٠. وقيل: ٢٨٦ »(١) .

(١٣)

رواية ابن عبدالبر

وقال الحافظ ابن عبدالبر القرطبي بترجمة أمير المؤمنينعليه‌السلام :

« روي عن سليمان، وأبي ذر، والمقداد، وحذيفة، وخباب، وجابر، وأبي سعيد الخدري، وزيد بن أرقم: أن علي بن أبي طالب أوّل من أسلم، وفضّله هؤلاء على غيره.

قال ابن إسحاق: أول من آمن بالله ورسوله محمّد صلّى الله عليه وسلّم، من الرجال علي بن أبي طالب.

وهو قول ابن شهاب، إلّا أنه قال: من الرجال بعد خديجة.

وهو قول الجميع في خديجة.

حدثنا أحمد بن محمّد، حدثنا أحمد بن الفضل، حدثنا محمّد بن جرير قال قال أحمد بن عبدالله الدقاق: حدثنا مفضل بن صالح، عن سماك بن حرب،

__________________

(١). الأنساب - التستري، تاريخ بغداد ٨ / ٢٨١، تاريخ الإسلام - حوادث ٢٨١ - ٢٩٠ - ص ١٨١، المنتظم ١٢ / ٤٠٧.

٢٠٨

عن عكرمة، عن ابن عباس، قال:

لعلي أربع خصال ليست لأحدٍ غيره: هو أوّل عربي وعجمي صلّى مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وهو الذي كان لؤاؤه معه في كلّ زحف، وهو الذي صبر معه يوم فرّ عنه غيره، وهوالذي غسّله وأدخله في قبره.

وقد مضى في باب أبي بكر الصديقرضي‌الله‌عنه ذكر من قال أن أبا بكر أول من أسلم.

وروي عن سلمان الفارسي أنه قال: أوّل هذه الاُمّة وروداً على نبيّها عليه الصلاة والسلام الحوض أوّلها إسلاماً: علي بن أبي طالب.

وروي هذا الحديث مرفوعاً عن سلمان الفارسي، عن النبي صلّى الله عليه وسلّم انه قال: أوّل هذه الاُمّة وروداً عليّ الحوض أوّلها إسلاماً: علي بن أبي طالب.

ورفعه أولى، لأن مثله لا يدرك بالرأي.

حدثنا أحمد بن قاسم، حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا الحارث بن أبي اُسامة، حدثنا يحيى بن هاشم، حدثنا سفيان الثوري، عن سلمة بن كهيل، عن أبي صادق، عن حنش بن المعتمر، عن عليم الكندي، عن سلمان الفارسي قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أوّلكم وروداً عليَّ الحوض أوّلكم إسلاماً: علي بن أبي طالب.

وروى أبو داود الطيالسي: حدثنا أبو عوانة، عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، عن ابن عباس: إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال لعلي: أنت ولي كلّ مؤمن بعدي.

وبه عن ابن عباس رضي الله عنهما: أنه قال: أوّل من صلّى مع النبي صلّى الله عليه وسلّم بعد خديجة علي بن أبي طالب.

٢٠٩

حدثنا عبدالوارث بن سفيان، قال حدثنا قاسم بن أصبغ، قال حدثنا أحمد بن زهير بن حرب، قال حدثنا الحسن(١) بن حماد، حدثنا أبو عوانة، عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، عن ابن عباس قال:

كان علي أوّل من آمن بالله من الناس بعد خديجة رضي الله عنهما.

قال أبو عمررحمه‌الله : هذا إسناد لا مطعن فيه لأحدٍ، لصحته وثقة نقلته »(٢) .

أقول:

أمّا (عبدالوارث بن سفيان ) فقد:

قال الذهبي: « عبدالوارث بن سفيان بن جبرون. المحدث الثقة العالم الزاهد

توفي سنة ٣٩٥ »(٣) .

وأمّا (قاسم بن أصبغ ) فقد

ذكره الذهبي، ووصفه بـ « الإمام الحافظ العلّامة محدّث الأندلس » قال: « وانتهى إليه علوّ الإسناد بالأندلس، مع الحفظ والإتقان، وبراعة العربية، والتقدم في الفتوى، والحرمة التامة، والجلالة».

قال: « أثنى عليه غير واحد، وتواليف ابن حزم، وابن عبدالبر، وأبي الوليد الباجي، طافحة بروايات قاسم بن أصبغ.

__________________

(١). كذا، والصحيح: يحيى بن حمّاد، وراجع الهامش أيضاً.

(٢). الإستيعاب في معرفة الأصحاب ٣ / ٢٧ - ٢٨.

(٣). سير أعلام النبلاء ١٧ / ٨٤.

٢١٠

مات سنة ٣٤٠ »(١) .

وأمّا (أحمد بن زهير بن حرب ) فهو: ابن أبي خيثمة، وترجمته موجودة في الكتاب.

وأمّا (يحيى بن حمّاد ) ومن فوقه، فقد عرفتهم كذلك.

فالسند صحيح كما ذكر ابن عبدالبر.

(١٤)

رواية الحسكاني

وروى الحاكم الحسكاني حديث عمرو بن ميمون بتفسير قوله تعالى:( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرضاة اللهِ ) ، قال:

« أخبرنا أبو بكر التميمي قال: أخبرنا أبو بكر القباب عبدالله بن محمّد قال: أخبرنا أبو بكر ابن أبي عاصم القاضي، قال: محمّد بن المثنى قال: حدّثنا يحيى بن حماد، قال: حدّثنا أبو عوانة الوضّاح بن عبدالله، عن يحيى بن سليم أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، عن ابن عباس قال:

وكان - يعني عليّاً - أوّل من أسلم من الناس بعد خديجة برسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ولبس ثوبه ونام مكانه، فجعل المشركون يرمونه كما كانوا يرمون رسول الله، وهم يحسبون أنه نبي الله، فجاء أبو بكر وقال: يا نبي الله، فقال علي: إن نبي الله قد ذهب نحو بئر ميمون، وكان المشركون يرمون عليّاً وهو يتضوّر، حتى أصبح فكشف عن رأسه فقالوا: كنا نرمي صاحبك ولا يتضوّر، وأنت تتضوّر، استنكرنا ذلك.

__________________

(١). سير أعلام النبلاء ١٥ / ٤٧٢.

٢١١

- أخبرنا أبو عبدالله الجرجاني قال: أخبرنا أبو طاهر السلمي قال: أخبرنا جدّي أبو بكر قال: حدّثنا علي بن مسلم قال: حدّثنا أبو داود، عن أبي عوانة عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون الأودي، عن ابن عباس:

إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لمـّا انطلق ليلة الغار

- وأخبرنا الحاكم أبو عبدالله قال: حدثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه، قال: أخبرنا زياد بن الخليل التستري، قال: حدّثنا كثير بن يحيى. قال: حدّثنا أبو عوانة، عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، عن ابن عباس قال:

شرى علي نفسه ولبس ثوب النبي صلّى الله عليه وسلّم، ثم نام مكانه.

- اخبرنا الحاكم الوالد، عن أبي حفص بن شاهين قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني قال: حدّثنا أحمد بن عبدالرحمن بن سراج ومحمّد بن أحمد بن الحسين القطواني، قالا: حدثنا عباد بن ثابت قال: حدّثني سليمان بن قرم قال: حدثني عبدالرحمن بن ميمون أبو عبدالله قال: حدّثني أبي عن ابن عباس: إنه سمعه يقول: أنام رسول الله علياً على فراشه »(١) .

أقول:

لقد روى الحاكم الحسكاني هذا الحديث بأسانيد:

فأمّا السند الأوّل ففيه:

(أبو بكر التميمي ) وهو: أحمد بن محمّد بن عبدالله بن الحارث التميمي الأصبهاني،

__________________

(١). شواهد التنزيل ١ / ١٢٤ - ١٢٨.

٢١٢

نزيل نيسابور. ترجم له الحافظ عبدالغافر، فقال ما ملخّصه:

« أحمد بن محمّد بن أحمد بن عبدالله بن الحارث. الإمام أبو بكر التميمي الإصبهاني، المقرئ الأديب، الفقيه، المحدّث، الديّن، الزاهد، الورع، الثقة، الإمام بالحقيقة، فريد عصره في طريقته وعلمه وورعه، لم يعهد مثله. كان عارفاً بالحديث، كثير السماع، صحيح الاصول، توفي بنيسابور سنة ٤٣٠.

حدّث عن أبي محمّد عبدالله بن محمّد بن جعفر بجملةٍ من حديثه ومصنفاته، وعن أبي بكر عبدالله بن محمّد القباب، وأقرانهم.

سمع منه الوالد، وابن أبي زكريا، وابن رامش، وابن الشقاني والطبقة.

قرأت بخط الحسكاني - وكان من المكثرين عنه، المختصّين بالإستفادة منه - أنه قال: توفي أبو الشيخ بإصبهاني سنة ٣٦٩ وهو ابن ٩٧ سنة »(١) .

و (أبو بكر القبّاب ) وهو: من كبار المحدّثين والقرّاء، توجد ترجمته في:

١ - طبقات المفسرين للداوودي ٢ / ٢٥١.

٢ - غاية النهاية في طبقات القراء للجزري ١ / ٤٥٤.

٣ - سير أعلام النبلاء ١٦ / ٢٥٧.

٤ - ذكر أخبار أصبهان ٢ / ٩٠.

٥ - النجوم الزاهرة ٤ / ١٣٩.

٦ - شذرات الذهب ٣ / ٧٢.

٧ - الأنساب - القبّاب.

قال ابن الجزري الحافظ: « إمام وقته، مفسّر مشهور ...، قال الحافظ

__________________

(١). المنتخب من السياق في تاريخ نيسابور ١٠٧.

٢١٣

أبو العلاء: فأمّا أبو بكر القباب، فإنه من أجلّة قرّاء اصبهان، ومن العلماء بتفسير القرآن، كثير الحديث، ثقة نبيل، توفي سنة ٣٧٠. قيل: إنه بلغ المائة ».

و (ابن أبي عاصم ) فمن فوقه، قد عرفتهم في الكتاب.

فالسند صحيح بلا ارتياب.

وكذا السند الثالث، فإنّه عن ( الحاكم صاحب المستدرك ) بسنده المتقدّم قريباً.

(١٥)

رواية ابن عساكر

وقال الحافظ ابن عساكر بترجمة أمير المؤمنينعليه‌السلام من ( تاريخه ):

« وأخبرتنا به اُمّ البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو يعلى، نا يحيى بن عبدالحميد، نا أبو عوانة، عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، عن ابن عباس قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لاُعطينّ الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله.

فقال: أين علي؟

قالوا: يطحن.

قال: وما كان أحد منهم يرضي أن يطحن؟

فاُتي به. فدفع إليه الراية، فجاء بصفيّة بنت حيي.

٢١٤

( قال ابن عساكر ):

هذا مختصر من حديث.

وأخبرنا بتمامه: أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو محمّد بن أبي عثمان وأبو طاهر القصاري.

ح وأخبرنا أبو عبدالله بن القصاري، أنا أبي أبو طاهر قالا أنا أبو القاسم إسماعيل بن الحسين بن هشام، أنا أبو عبدالله الحسين بن إسماعيل المحاملي، أنا أبو موسى محمّد بن المثنى، نا يحيى بن حماد، نا الوضّاح نا يحيى أبو بلج، نا عمرو بن ميمون قال:

إني لجالس إلى ابن عباس، إذ أتاه تسعة رهط ».

فرواه بطوله. ثم قال:

« وأخبرتنا اُم البهاء فاطمة بنت محمّد، قال: أنا إبراهيم بن منصور، انا أبو بكر بن المقرئ، انا أبو يعلى، نا زهير، نا يحيى بن حماد، نا أبو عوانة، نا أبو بلج، عن عمرو بن ميمون قال:

إني لجالس عند ابن عباس، إذ أتاه سبعة رهط ».

فرواه بطوله أيضاً. ثم قال:

« أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد ابن جعفر، نا عبدالله بن محمّد، حدّثني أبي، نا يحيى بن حماد، نا أبو عوانة، نا أبو بلج، نا عمرو ميمون قال:

إني لجالس إلى ابن عباس، إذ أتاه تسعة رهط ».

٢١٥

فرواه بطوله، ثم قال:

« قال: وأنبأنا عبدالله بن أحمد، نا أبو مالك كثير بن يحيى، أنا أبو عوانة، عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، عن ابن عباس، بنحوه »(١) .

أقول:

لقد روى ابن عساكر الحافظ هذا الحديث بأسانيد له، عن طريق أحمد بن حنبل، وأبي يعلى، والمحاملي.

وقد عرفت صحّة روايات هؤلاء في محالّها.

وأمّا مشايخ ابن عساكر:

فإن ( اُمّ البهاء فاطمة بنت محمّد ) هي:

« الشيخة العالمة الواعظة الصالحة المعمّرة، مسندة إصبهان، فطمة بنت محمّد بن أبي سعد أحمد بن الحسن بن علي بن البغدادي الأصبهاني حدّث عنها: السمعاني وابن عساكر قال السّمعاني: شيخة معمّرة مسندة. وقال أبو موسى: توفيت في ٥٣٩ ولها قريب من ٩٤ سنة»(٢) .

و (إبراهيم بن منصور ) هو: سبط بحرويه. وقد تقدمت ترجمته.

وكذا ترجمة (ابن المقرئ ).

وهؤلاء مشايخه في السندين الأول والثالث.

__________________

(١). تاريخ دمشق ٤٢ /.

(٢). سير أعلام النبلاء ٢٠ / ١٤٨.

٢١٦

وفي السند الثاني:

(أبو القاسم ابن السّمرقندي )، وقد ترجمنا له في الكتاب.

و (أبو القاسم إسماعيل بن الحسن بن هشام )، وهو: إسماعيل بن الحسن ابن عبدالله بن الهيثم بن هشام، الصرصري، صاحب المحاملي (١) ، المتوفى سنة ٤٠٣.

قال الحاکم: سألت البرقاني عنه فقال: صدوق.

وسئل عنه - وأنا أسمع - فقال: ثقة(١) .

وقال السمعاني: « شيخ صدوق ثقة، سمع أبا عبدالله الحسين بن إسماعيل المحاملي و وآخر من روى عنه إن شاء الله: أبو طاهر أحمد بن محمّد بن عبدالله القصاري الخوارزمي »(٢) .

أقول:

لم أعثر - فيما بيدي من المصادر - ترجمةً لأبي طاهر هذا، ولا لابنه أبي عبدالله محمّد بن أحمد.

وفي السند الرابع:

(أبو القاسم بن الحصين )

و (أبو علي بن المذهب )

و (أحمد بن جعفر ) وهو القطيعي.

__________________

(١). سير أعلام النبلاء ١٧ / ١٦٢.

(٢). الأنساب - الصرصري.

٢١٧

وهؤلاء ترجمنا لهم في الكتاب، فلا نعيد.

فظهر صحّة رواية ابن عساكر بأغلب أسانيدها.

هذا، وقد رواه في كتاب ( الأربعين الطوال )، وفي كتاب ( الموافقات ) بعين لفظ أحمد في ( المسند ) كما في ( الرياض النضرة ) و ( كفاية الطالب ).

(١٦)

رواية ابن الأثير

وروى عز الدين ابن الأثير بترجمة أمير المؤمنينعليه‌السلام :

« أنبأنا إبراهيم بن محمّد بن مهران الفقيه وغير واحدٍ، بإسنادهم إلى أبي عيسى محمّد بن عيسى الترمذي، عن محمّد بن حميد، عن إبراهيم بن المختار، عن شعبة، عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، عن ابن عباس، قال: أوّل من أسلم علي.

ومثله روى مقسم، عن ابن عباس، واسم أبي بلج: يحيى بن أبي سليم(١) .

أقول:

أمّا ( إبن الأثير ) صاحب ( أسد الغابة ) فغني عن التعريف.

وأمّا (إبراهيم بن محمّد بن مهران ) فقد:

قال ابن الأثير - في حوادث سنة ٥٥٧ -: « وفيها توفي إبراهيم بن محمّد

__________________

(١). اسد الغابة في معرفة الصحابة ٤ / ٨٩.

٢١٨

ابن مهران الفقيه الشافعي، بجزيرة ابن عمر، وكان فاضلاً كثير الورع »(١) .

(١٧)

رواية الكنجي الشافعي

وقال الحافظ أبو عبدالله محمّد بن يوسف القرشي الكنجي:

« وروى إمام أهل الحديث أحمد بن حنبل في مسنده قصة نوم عليعليه‌السلام على فراش رسول الله في حديث طويل، وتابعه الحافظ محدث الشام في كتابه المسمى بالأربعين الطوال.

فأمّا حديث الإمام أحمد:

فأخبرناه قاضي القضاة حجة الإسلام أبو الفضل يحيى بن قاضي القضاة أبي المعالي محمّد بن علي القرشي، قال: أخبرنا حنبل بن عبدالله المكبّر، أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن الحصين، أخبرنا أبو علي الحسن بن المذهب، أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر القطيعي، حدثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل، حدثنا أبي.

وأمّا الحديث الذي في الأربعين الطوال:

فأخبرناه به القاضي العلّامة مفتي الشام أبو نصر محمّد بن هبة الله بن قاضي القضاة شرقاً وغرباً أبي نصر محمد بن هبة الله بن محمّد بن مميل الشيرازي، قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن، أخبرنا الشيخ أبو القاسم هبة الله بن محمّد بن عبدالواحد الشيباني، أخبرنا أبو علي الحسن بن

__________________

(١). الكامل في التاريخ ١١ / ٤٧٧.

٢١٩

علي بن محمّد التيمي، أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي، حدثنا عبدالله بن أحمد بن محمّد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا أبو عوانة، حدثنا أبو بلج، حدثنا عمرو بن ميمون، قال:

إني لجالس إلى ابن عباس، إذ أتاه تسعة رهط فقالوا »(١) .

أقول:

ورجال هذين السندين كلّهم علماء كبار موثقون، وقد ترجمنا لهم في الكتاب، فالسندان صحيحان بلا شبهة وارتياب.

(١٨)

رواية المحبّ الطبري

وقال الحافظ أبو العباس محب الدين الطبري المكي في ( ذخائر العقبى ) ما نصّه:

« ذكر اختصاصه بعشر:

عن عمرو بن ميمون قال: إني لجالس إلى ابن عباس رضي الله عنهما، إذ أتاه سبعة رهط فقالوا: يا ابن عباس » فروى الخبر بطوله، فقال:

« أخرجه بتمامه أحمد، وأبو القاسم الدمشقي في الموافقات وفي الأربعين الطوال، وأخرج النسائي بعضه »(٢) .

__________________

(١). كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب: ٢٤٠ - ٢٤٤.

(٢). ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى: ٨٦ - ٨٨.

٢٢٠

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398