نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ١٧

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار14%

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 418

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 418 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 216986 / تحميل: 8746
الحجم الحجم الحجم
نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ١٧

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

أُعطيت ما لم يعطه أحد من الانبياء ، فقلنا يا رسول اللّه ما هو؟ قال : نصرت بالرعب ، واعطيت مفاتيح الأرض ، وسميت أحمد ، وجعل التراب لي طهوراً ، وجعلت امتي خير الامم.

[مشكل الآثار ج ٢ ص ٢٦٣ ] روى بسنده عن مجاهد المكي عن ابي هريرة ، قال : كنا نحرس رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم في بعض مغازيه ذات ليلة فجئت الى المكان الذي فيه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يكون مضطجعا فلم أجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم في مضجعه فظننت ان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم انما اقامته الصلاة ، فتقلبت ورميت يمينا وشمالا فاذا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قائم في الشجرة يصلي فهويت نحوه فاذا رجل قد أخرجه مثل الذي اخرجني فقمت أنا وهو خلف رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم نصلي بصلاة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فصلى ما شاء اللّه أن يصلي حتى إذا كان بين ظهراني صلاته سجد سجدة ظننت انه قد قبض فيها ، فابتدرناه فجلسنا بين يديه أنا وصاحبي فساءلنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وساءلناه ثم قال : هل انكرتم من صلاتي الليلة شيئا ، فقلنا نعم يا رسول اللّه ، سجدت بين ظهراني صلاتك سجدة حتى ظنننا انك قد قبضت فيها ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : إني أُعطيت فيها خمساً لم يعطها نبي قبلي ، اني بعثت الى الناس كافة أحمرهم وأسودهم ، وكان النبي قبلي يبعث الى أهل بيته أو الى أهل قريته ، ونصرت بالرعب على عدوي مسيرة شهر امامي وشهر خلفي وأحلت لي الغنائم والأخماس ولم تحل لنبي قبلي إنما تؤخذ فتوضع فتنزل عليها النار من السماء بيضاء فتحرقها ، وجعلت لي الارض مسجداً وطهوراً أصلي فيها حيث أدركتني الصلاة ، واعطيت حينئذ دعوة فذخرتها شفاعة لامتي يوم القيامة ، قال مجاهد : قال ابو هريرة : وكان صاحبي ـ وكان أفضل مني ـ نسيت أفضلها أو أخيرها ، قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وانا أرجو أن تنال من امتي من لا يشرك باللّه شيئاً.

٦١

باب

في أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سيد الانبياء وامامهم

وهم يؤمنون به

[مستدرك الصحيحين ج ٢ ص ٥٤٦ ] روى بسنده عن ابي هريرة قال : سيد الانبياء خمسة ومحمد صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم سيد الخمسة نوح وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم.

[كنز العمال ج ٦ ص ١٠٨ ] ولفظه : انا سيد المرسلين اذا بعثوا وسابقهم اذا وردوا ، ومبشرهم اذا يئسوا ، وامامهم اذا سجدوا ، وأقربهم مجلسا اذا اجتمعوا ، أتكلم فيصدقني ، وأشفع فيشفعني ، وأسأل فيعطيني (قال) أخرجه ابن النجار.

[مستدرك الصحيحين ج ٢ ص ٦١٤ ] روى بسنده عن ابن عباس قال : أوحى اللّه الى عيسى : يا عيسى آمن بمحمد ، وامر من أدركه من امتك ان يؤمنوا به ، فلو لا محمد ما خلقت ، ولو لا محمد ما خلقت الجنة والنار ولقد خلقت العرش على الماء فاضطرب فكتبت عليه لا إله إلا اللّه محمد رسول اللّه فسكن.

[مستدرك الصحيحين ج ٢ ص ٦١٧ ] روى بسنده عن انس بن مالك قال : كنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم في سفر فنزلنا منزلاً فاذا

٦٢

رجل في الوادي يقول : اللهم أجعلني من أمة محمد صلّى الله عليه و (آله) وسلم المرحومة المغفورة المثاب لها ، قال : فاشرقت على الوادي فاذا رجل طوله اكثر من ثلاث مائة ذراع فقال لي من أنت؟ قال : قلت أنا أنس بن مالك خادم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، قال : اين هو؟ قلت : هو ذا يسمع كلامك ، قال : فأته واقرأه مني السلام وقل له : أخوك الياس يقرئك السلام ، فاتيت النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فاخبرته فجاء حتى لقيه فعانقه وسلم عليه ثم قعد يتحدثان ، فقال له : يا رسول اللّه اني آكل في كل سنة يوماً وهذا يوم فطري فآكل انا وأنت ، فنزلت عليهما مائدة من السماء عليها خبز وحوت وكرفس فأكلا واطعماني وصلينا العصر ثم ودعه ثم رأيته مرّ على السحاب نحو السماء.

[سنن الدارمي ج ١ ص ١١٥ ] روى بسنده عن جابر ان عمر بن الخطاب اني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بنسخة من التوراة ، فقال : يا رسول اللّه هذه نسخة من التوراة فسكت فجعل يقرأ ووجه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يتغير ، فقال ابو بكر : ثكلتك أمك ما ترى بوجه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقال : اعوذ باللّه من غضب اللّه ومن غضب رسوله ، رضينا باللّه رباً ، وبالإسلام ديناً ، وبمحمد صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم نبياً ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : والذي نفس محمد بيده لو بدا لكم موسى فاتبعتموه وتركتموني لضللتم عن سواء السبيل ، ولو كان حياً وأدرك لا تبعني.

٦٣

بابٌ

في ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اكثر الانبياء تبعا ً

[صحيح مسلم] في كتاب الايمان في باب قول النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : أنا أول الناس يشفع في الجنة ، روى بسنده عن انس بن مالك قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : أنا اكثر الأنبياء تبعاً يوم القيامة ، وأنا أول من يقرع باب الجنة.

[صحيح مسلم] روى في الباب المتقدم بسنده عن أنس ، قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : أنا أول الناس يشفع في الجنة ، وأنا أكثر الأنبياء تبعاً.

[صحيح مسلم] روى في الباب المتقدم بسنده عن انس ، قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : أنا أول شفيع في الجنة لم يصدق نبي من الأنبياء ما صدقت ، وان من الانبياء ما يصدقه من أمته إلا رجل واحد.

٦٤

باب

في أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ختم به النبيون

[صحيح البخاري] في كتاب بدء الخلق ، في باب خاتم النبيين روى بسنده عن أبي هريرة ان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال : ان مثلي ومثل الانبياء من قبلي كمثل رجل بني بيتاً فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زواية فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له ويقولون : هلا وضعت هذه اللبنة ، قال : فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين.

[صحيح مسلم] في كتاب الفضائل في باب ذكر كونه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم خاتم النبيين ، روى بسنده عن جابر عن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال : مثلي ومثل الأنبياء كمثل رجل بني داراً فأتمها وأكملها إلا موضع لبنة فجعل الناس يدخلونها ويتعجبون منها ويقولون : لو لا موضع اللبنة ، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فأنا موضع اللبنة جئت فختمت الأنبياء.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج ٥ ص ٣٩٦ ] روى بسنده عن حذيفة ان نبي اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال : في امتي كذابون ودجالون سبعة وعشرون ، ومنهم اربع نسوة ، وإني خاتم النبيين لا نبي بعدي.

٦٥

باب

في ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يرى من وراء ظهره

ويرى في الظلمة

[صحيح البخاري] في كتاب الصلاة ، في باب عظة الامام الناس في اتمام الصلاة ، روى بسنده عن أبي هريرة ان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، قال : هل ترون قبلتي هاهنا؟ فو اللّه ما يخفى عليّ خشوعكم ولا ركوعكم ، إني لأراكم من وراء ظهري.

[صحيح البخاري] في الباب المتقدم ، روى بسنده عن أنس بن مالك قال : صلّى بنا النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ثم رقي المنبر فقال ـ في الصلاة وفي الركوع ـ اني لأراكم من ورائي كما أراكم.

[صحيح البخاري] في باب تسوية الصفوف ، روى بسنده عن انس قال : أُقيمت الصلاة فأقبل علينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بوجهه فقال : اقيموا صفوفكم وتراصوا فإني أراكم من وراء ظهري.

[صحيح مسلم] في كتاب الصلاة في باب الأمر بتحسين الصلاة ، روى بسنده عن ابي هريرة ، قال : صلّى بنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يوماً ثم انصرف فقال : يا فلان ألا تحسن صلاتك ، ألا ينظر المصلي اذا صلّى

٦٦

كيف يصلي؟ فانما يصلي لنفسه ، وإني واللّه لأبصر من ورائي كما ابصر من بين يدي.

[صحيح مسلم] في باب النهي عن سبق الامام ، بسنده عن انس قال : صلّى بنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ذات يوم فلما قضى الصلاة أقبل علينا بوجهه فقال : ايها الناس اني إمامكم فلا تسبقوني بالركوع ولا بالسجود ولا بالقيام ولا بالانصراف ، فاني أراكم امامي ومن خلفي ، ثم قال : والذي نفس محمد بيده لو رأيتم ما رأيت لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً قالوا وما رأيت يا رسول اللّه؟ قال : رأيت الجنة والنار.

[تاريخ بغداد ج ٤ ص ٢٧٢ ] روى بسنده عن عائشة قالت : كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يرى في الظلمة كما يرى في الضوء.

٦٧

بابٌ

في ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لا يتمثل الشيطان بصورته

[صحيح البخاري] في كتاب العلم في باب إثم من كذب على النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، روى بسنده عن ابي هريرة عن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، قال : تسموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي ، ومن رآني في المنام فقد رآني فان الشيطان لا يتمثل في صورتي ، ومن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار.

[صحيح البخاري] في التعبير في باب من رأى النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم في المنام ، روى بسنده عن أنس ، قال : قال النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم من رآني في المنام فقد رآني فان الشيطان لا يتخيل بي ، ورؤيا المؤمن ستة واربعون جزءً من النبوة.

[صحيح مسلم] في كتاب الرؤيا في باب قول النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم من رآني في المنام فقد رآني ، روى بسنده عن ابي هريرة قال : سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول : من رآني في المنام فسيراني في اليقظة ، أو لكأنما رآني في اليقظة لا يتمثل الشيطان بي.

٦٨

بابٌ

في أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يطعمه ربه ويسقيه

[صحيح البخاري] في كتاب الصوم في باب الوصال ، روى بسنده عن انس عن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال : لا تواصلوا ، قالوا إنك تواصل ، قال : لست كأحد منكم ، إني أطعم وأسقي ، أو أبيت أطعم وأسقى.

[صحيح البخاري] في الباب المتقدم ، روى بسنده عن ابي سعيد انه سمع النبي صلّى اللّه عليه و (آله) يقول : لا تواصلوا فأيكم اذا أراد أن يواصل فليواصل حتى السحر ، قالوا : فإنك تواصل يا رسول اللّه ، قال : إني لست كهيئتكم ، إني أبيت لي مطعم يطعمني وساق يسقيني.

[صحيح البخاري] في باب التنكيل لمن أكثر الوصال ، روى بسنده عن ابي هريرة ، قال : نهى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم عن الوصال في الصوم ، فقال له رجل من المسلمين : انك تواصل يا رسول اللّه قال : وأيكم مثلي إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني ، فلما أبوا أن ينتهوا عن الوصال واصل بهم يوماً ثم يوماً ثم رأوا الهلال ، فقال : لو تأخر لزدتكم كالتنكيل لهم حين أبوا أن ينتهوا.

٦٩

[صحيح البخاري] في الباب المتقدم ، روى بسنده عن أبي هريرة عن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال : إياكم والوصال مرتين ، قيل إنك تواصل ، قال : إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني فأكلفوا من العمل ما تطيقون.

[صحيح البخاري] في كتاب الصيام في باب النهي عن الوصال روى بسنده عن انس ، قال : واصل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم في أول شهر رمضان فواصل ناس من المسلمين ، فبلغه ذلك فقال لو مد لنا الشهر لو اصلنا وصالاً يدع المتعمقون تعمقهم ، إنكم لستم مثلي ، أو قال : إني لست مثلكم إني أظل يطعمني ربي ويسقيني.

٧٠

بابٌ

في اعجاز النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في ماء الوضوء

[صحيح البخاري] في كتاب الأشربة في باب شربة البركة والماء المبارك ، روى بسنده عن جابر بن عبد اللّه ، قال : لقد رأيتني مع النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وقد حضرت العصر وليس معنا ماء غير فضلة فجعل في إناء ، فأتى النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم به ، فأدخل يده فيه وفرج أصابعه ، ثم قال حي على أهل الوضوء البركة من اللّه ، فلقد رأيت الماء يتفجر من بين أصابعه ، فتوضأ الناس وشربوا ، فجعلت لا آلو ما جعلت في بطني منه فعلمت أنه بركة ؛ قلت لجابر : كم كنتم يومئذٍ؟ قال : الفاً وأربعمائة.

[صحيح البخاري] في كتاب بدء الخلق في باب علامات النبوة في الاسلام ، روى بسنده عن جابر بن عبد اللّه (رضي اللّه عنه) قال : عطش الناس يوم الحديبية والنبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بين يديه ركوة ، فتوضأ فجهش الناس نحوه ، فقال : ما لكم؟ قالوا : ليس عندنا ماء نتوضا ولا نشرب إلا ما بين يديك ، فوضع يده في الركوة فجعل الماء يثور بين أصابعه كأمثال العيون ، فشربنا وتوضأنا ، قلت : كم كنتم؟ قال : لو كنا مائة الف لكفانا كنا خمس عشرة مائة (اللغة) الركوة دلو صغير من جلد.

٧١

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج ٣ ص ٣٥٧ ] روى بسنده عن جابر بن عبد اللّه ، قال : سافرنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال : فحضرت الصلاة ، قال : فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم هل في القوم من طهور؟ قال : فجاء رجل بفضلة من أداوة قال فصبه في قدح قال : فتوضأ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، ثم إن القوم اتوا بقية الطهور ، فقالوا : تمسحوا تمسحوا ، قال : فسمعهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقال : على رسلكم ، قال : فضرب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يده في القدح في جوف الماء ، قال : ثم قال أسبغوا الوضوء الطهور ، قال : فقال جابر بن عبد اللّه : والذي أذهب بصري ـ قال وكان ذهب بصره ـ لقد رأيت الماء يخرج من بين أصابع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فلم يرفع يده حتى توضأوا اجمعون ، قال الاسود ـ حسبته قال ـ كنا مائتين وزيادة.

[مسند الامام احمد بن حنبل ج ٣ ص ١٦٩ ] روى بسنده عن ثابت عن انس بن مالك ، قال : قلت حدثنا بشيء شهدته من هذه الأعاجيب لا تحدثنا به عن غيرك ، قال صلّى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم الظهر وقعد على المقاعد التي كان يأتيه عليها جبريل (عليه‌السلام ) قال : فجاء بلال فآذنه بصلاة العصر ، فقال : من كان له أهل بعيد بالمدينة ليقضي حاجته ويصيب من الوضوء ، وبقي ناس من المهاجرين ليس لهم أهلون بالمدينة ، فأتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بقدح أروح في أسفله شيء من ماء ، فوضع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم كفه في القدح فما وسعت كفه فوضع أصابعه هؤلاء الاربع ثم قال ادنوا فتوضأوا ، قال فتوضأوا حتى ما بقي منهم أحد إلا توضأ ، فقلنا يا أبا حمزة كم تراهم كانوا؟ قال ما بين السبعين الى الثمانين (اقول) ولهذا الباب اخبار كثيرة اقتصرنا على ما ذكر حذراً من الاطالة.

٧٢

باب

في اعجاز النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في السقي

[صحيح البخاري] في كتاب بدء الخلق في باب علامات النبوة في الاسلام ، روى بسنده عن البراء ، قال كنا يوم الحديبية اربع عشرة مائة ـ والحديبية بئر ـ فنزحناها حتى لم نترك فيها قطرة ، فجلس النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم على شفير البئر فدعا بماء فمضمض ومج في البئر ، فمكثنا غير بعيد ثم استقينا حتى روينا وروت ، أو صدرت ركائبنا.

[صحيح البخاري] في كتاب بدء الخلق في باب علامات النبوة في الاسلام روى بسنده عن عمران بن حصين انهم كانوا مع النبي صلّى اللّه عليه`و (آله) وسلم في مسير (ثم ساق الحديث) الى أن قال وقد عطشنا عطشاً شديداً فبينما نحن نسير اذا نحن بامرأة سادلة رجليها بين مزادتين فقلنا لها اين الماء؟ فقالت إنه لا ماء ، فقلنا كم بين أهلك وبين الماء؟ قالت يوم وليلة فقلنا انطلقي الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قالت وما رسول اللّه؟ فلم نملكها من أمرها حتى استقبلنا بها النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فحدثته بمثل الذي حدثتنا غير انها حدثته أنها مؤتمة فامر بمزادتيها فمسح في العز لاوين فشربنا عطاشاً أربعين رجلاً حتى روينا فملأنا كل قربة معنا وأداوة غير أنه لم

٧٣

نسق بعيراً وهي تكاد تنض من الملء ، ثم قال : هاتوا ما عندكم ، فجمع لها من الكسر والتمر حتى أتت أهلها ، قالت : لقيت أسحر الناس أو هو نبي كما زعموا ، فهدى اللّه ذلك الصرم بتلك المرأة فأسلمت واسلموا (اللغة) المزادة الراوية ، العزلاوين مثني العزلاء ، وهو مصب الماء من القربة ونحوها ، سميت بذلك لأنها في أحد خصمي القربة لا في وسطها ، ولا هي كفمها الذي منه يستقي فيها. ويقال نضت القربة أو تنض من شدة الملء إذا انشقت ، والصرم بكسر الصاد المهملة وسكون الراء : الجماعة.

[صحيح الترمذي ج ٢ ص ٧٨ ] روى بسنده عن ابي هريرة ، قال : كان أهل الصفة أضياف أهل الإسلام لا يأوون على أهل ولا مال ، واللّه الذي لا إله إلا هو ان كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع وأشد الحجر على بطني من الجوع ، ولقد قعدت يوماً على طريقهم الذي يخرجون فيه فمر بي ابو بكر فسألته عن آية من كتاب اللّه ، ما أسأله إلا ليشبعني ، فمر ولم يفعل ، ثم مربي عمر فسألته عن آية من كتاب اللّه ما أسأله إلا ليشبعني ، فمر ولم يفعل ، ثم مر أبو القاسم صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فتبسم حين رآني ، وقال : أبا هريرة قلت : لبيك يا رسول اللّه ، قال إلحق ومضى فأتبعته ودخل منزله فاستأذنت فاذن لي فوجدت قدحاً من لبن فقال : من أين هذا اللبن لكم؟ قيل : أهداه لنا فلان فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم أبا هريرة؟ قلت : لبيك ، فقال : إلحق أهل الصفة فأدعهم وهم أضياف الإسلام لا يأوون على أهل ومال ، إذا أتته صدقة بعث بها اليهم ولم يتناول منها شيئاً ، وإذا أتته هدية أرسل اليهم ، فاصاب منهم وأشركهم فيها فساءني ذلك وقلت : ما هذا القدح بين أهل الصفة؟ وانا رسوله اليهم فسيأمرني أن أديره عليهم ، فما عسى أن يصيبني منه؟ وقد كنت أوجو أن أصيب منه ما يغنيني ، ولم يكن بد من طاعة اللّه وطاعة رسوله ، فاتيتهم فدعوتهم فلما دخلوا عليه وأخذوا مجالسهم ، فقال : أبا هريرة خذ القدح وأعطهم فاخذت القدح فجعلت أناوله الرجل فيشرب حتى يروي ثم يرده فاناوله الآخر حتى انتهيت به الى رسول اللّه

٧٤

صلى اللّه عليه و (آله) وسلم وقد روى القوم كلهم فاخذ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم القدح فوضعه على يده ثم رفع رأسه فتبسم ، فقال : أبا هريرة إشرب فشربت ، ثم قال : اشرب فلم أزل أشرب ويقول : إشرب حتى قلت : والذي بعثك بالحق ما أجد له مسلكاً ، فأخذ القدح فحمد اللّه وسمي وشرب.

[مسند الامام أحمد بن حنبل ج ٥ ص ٢٩٨ ] روى بسنده عن ابي قتادة ، قال : كنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم في سفر فقال : إنكم إن لا تدركوا الماء غداً تعطشوا ، وانطلق سرعان الناس يريدون الماء ـ ثم ساق الحديث ـ (إلى ان قال) : فركب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فسار وسرنا هنيهة ، ثم نزل ، فقال : أمعكم ماء؟ قال : قلت : نعم معي ميضاة فيها شيء من ماء ، قال : إئت بها فأتيته بها ، فقال : مسوا منها مسوا منها ، فتوضأ القوم وبقيت جرعة ، فقال : ازدهر بها يا أبا قتادة فانه سيكون لها نبأ ، ثم ساق الحديث (الى أن قال) : فلما اشتدت الظهيرة رفع لهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقالوا : يا رسول اللّه هلكنا عطشاً تقطعت الأعناق ، فقال لا أملك عليكم ، ثم قال : يا أبا قتادة إئت بالميضاة فأتيته بها ، فقال : احلل لي غمري ـ يعني قدحه ـ فحللته فاتيته به فجعل يصب فيه ويسقي الناس ، فازدحم الناس عليه ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، أحسنوا الملء فكلكم سيصدر عن ري فشرب القوم حتى لم يبق غيري وغير رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، فصب لي ، فقال : أشرب يا أبا قتادة ، قال قلت : أشرب أنت يا رسول اللّه ، قال : إن ساقي القوم آخرهم ، فشربت وشرب بعدي ، وبقي في الميضاة نحو ما كان فيها ، وهم يومئذٍ ثلاثمائة (الحديث).

[مسند الإمام احمد بن حنبل ج ٥ ص ٢٣٧ ] روى بسنده عن معاذ إنهم خرجوا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم عام تبوك ، ثم ساق الحديث (إلى أن قال) ثم قال : ـ أي النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ـ

٧٥

إنكم ستأتون غداً ان شاء اللّه تعالى عين تبوك ، وإنكم لن تأتوا بها حتى يضحى النهار فمن جاء فلا يمس من مائها شيئاً حتى آتي فجئنا وقد سبقنا اليها رجلان والعين مثل الشراك تنض بشئ من ماء ثم ساق الحديث (إلى ان قال) ثم غرفوا بايديهم من العين قليلاً قليلاً حتى اجتمع في شيء ، ثم غسل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فيه وجهه ويديه ، ثم أعاده فيها فجرت العين بماء كثير فاستسقى الناس ، ثم قال : رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يوشك يا معاذ ـ إن طالت بك حياة ـ أن ترى ماء هاهنا قد ملأ جناناً.

[مسند الامام احمد بن حنبل ج ٣ ص ٣٤٣ ] روى بسنده عن جابر بن عبد اللّه ، قال : شكا أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم اليه العطش ، قال : فدعا بعس فيه شيء من ماء فوضع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فيه يده ، وقال : اسقوا فاستسقى الناس ، قال : فكنت أرى العيون تنبع من بين أصابع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم.

[طبقات ابن سعد ج ١ القسم ١ ص ٩٨ ] روى بسنده عن عمرو ابن سعيد ان ابا طالب قال : كنت بذي المجاز ومعي ابن أخي ـ يعني النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ـ فادركني العطش فشكوت اليه فقلت : يا بن اخي قد عطشت ، وما قلت له ذلك وأنا أري أن عنده شيئا إلا الجزع ، قال : فثنى وركه ثم نزل ، فقال : يا عم أعطشت؟ قال : قلت نعم ، قال : فأهوى بعقبه الى الأرض فإذا بالماء ، فقال : أشرب يا عم ، قال فشربت.

[تاريخ بغداد ج ١٢ ص ٢٨٧ ] روى بسنده عن نافع ، ـ وكانت له صحبة من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ـ قال : كنت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) في سفر كنا زهاء أربعمائة رجل فنزلنا في موضع ليس فيه ماء ، فشق ذلك على أصحابه ، فقالوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم أعلم ، قال : فجاءت شويهة لها قرنان فقامت بين يدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فحلبها فشرب حتى روى وسقى أصحابه حتى رووا ، ثم قال : صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يا نافع املكها الليلة وما

٧٦

اراك تملكها قال فأخذتها فوتدت لها وتداً ثم ربطتها بحبل ثم قمت في بعض الليل فلم أر الشاة ورأيت الحبل مطروحاً ، فجئت الى النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فأخبرته من قبل أن يسألني فقال لي : يا نافع ذهب بها الذي جاء بها.

[الآثار للشيباني] في باب فضل الصوم (ص٥٣ ) روى بسنده عن علي ابن الأقمر ، أن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم كان يظل صائما ويبيت طاويا قائما ثم ينصرف الى شربة من لبن قد وضعت له فيشربها فتكون فطره وسحوره الى مثلها من القابلة ، قال فانصرف الى شربته فوجد بعض اصحابه قد بلغ مجهوده فشربها فطلب له في بيوت أزواجه طعام أو شراب فلم يوجد فطلبوا عند أصحابه فلم يجدوا عندهم شيئاً ، فقال من يطعمني أطعمه اللّه مرتين ، فلم يجدوا شيئاً يطعمونه إياه ، قال فأقبلوا على العنزة فوجدوها كأحفل ما كانت فحلبوا منها مثل شربة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم.

٧٧

باب

في اعجاز النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الاطعام

[صحيح مسلم] في كتاب الضيافة ، في باب استحباب خلط الأزواد اذا قلّت ، روى بسنده عن اياس بن سلمة عن ابيه ، قال : خرجنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم في غزوة فاصابنا جهد حتى هممنا ان ننحر بعض ظهرنا ، فأمر نبي اللّه فجمعنا تزوادنا فبسطنا له نطعاً فاجتمع زاد القوم على النطع ، قال : فتطاولت لأحرزه كم هو فحرزته كربضة العنز ونحن اربع عشرة مائة ، قال : فأكلنا حتى شبعنا جميعاً ثم حشونا جربنا ، فقال نبي اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، فهل من وضوء؟ قال فجاء رجل بأداوة فيها نطفة فافرغها في قدح فتوضأنا كلنا ندغفقه دغفقة اربع عشرة مائة ، قال : ثم جاء بعد ذلك ثمانية ، فقالوا : هل من طهور فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فرغ الوضوء. (اللغة) دغفق الماء إذا دفقه وصبه صبا كثيراً واسعا وفلان في عيش دفق أي واسع.

[صحيح مسلم] في كتاب الأشربة في باب جواز استتباعه غيره الى دار من يثق برضاه ، روى بسنده عن جابر بن عبد اللّه يقول : لما حفر

٧٨

الخندق رأيت برسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم خمصاً فانكفأت الى امرأتي فقلت لها : هل عندك شئ؟ فاني رأيت برسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم خمصاً شديداً فأخرجت لي جراباً فيه صاع من شعير ولنا بهيمة داجن ، قال : فذبحتها وطحنت ففرغت الى فراغي فقطعتها في برمتها ثم وليت الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقالت : لا تفضحني برسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ومن معه ، قال : فجئته فساررته فقلت : يا رسول اللّه إنا قد ذبحنا بهيمة لنا وطحنت صاعا من شعير كان عندنا فتعال أنت ونفر معك. فصاح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وقال يا أهل الخندق إن جابراً قد صنع لكم سواراً فحيهلا بكم ، وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم لا تنزلن برمتكم ولا تخبزن عجينتكم حتى أجيء ، فجئت وجاء رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقدم الناس حتى جئت امرأتي فقالت : بك وبك ، فقلت : قد فعلت الذي قلت لي ، فاخرجت له عجينتنا فبصق فيها وبارك ، ثم عمد الى من برمتنا فبصق فيها وبارك ، ثم قال : ادعي خابزة فلتخبز معك ، واقدحي من برمتكم ولا تنزلوها وهم الف ، فأقسم باللّه لأكلوا حتى تركوه وانحرفوا وان برمتنا لتغط كما هي ، وان عجينتنا لتخبز كما هي (اللغة) البرمة بضم الباء الموحدة : القدر مطلقاً وجمعها برام بكسر الباء الموحدة وهي في الأصل المتخذة من الحجر المعروف بالحجاز واليمن.

[صحيح مسلم] في كتاب النكاح في باب زواج زينب بنت جحش روى بسنده عن انس بن مالك ، قال تزوج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فدخل باهله ، قال : فصنعت أمي أم سليم حيسا فجعلته في تور ، فقالت يا انس اذهب بهذا الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقل بعثت بهذا اليك أهي وهي تقرئك السلام وتقول ان هذا لك منا قليل يا رسول اللّه (ثم قال) : فذهبت بها الى رسول اللّه

٧٩

صلى اللّه عليه و (آله) وسلم فقلت : إن امي تقرئك السلام وتقول : إن هذا لك منا قليل يا رسول اللّه ، فقال : ضعه ثم قال : إذهب فأدع لي فلاناً وفلاناً وفلاناً ومن لقيت وسمى رجالاً ، قال فدعوت من سمى ومن لقيت ، قال : قلت لأنس : عددكم كانوا؟ قال زهاء ثلاثمائة ، وقال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يا أنس هات التور قال : فدخلوا حتى امتلأت الصفة والحجرة ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ليتحلق عشرة عشرة وليأكل كل انسان مما يليه ، قال فأكلوا حتى شبعوا ، قال : فخرجت طائفة ودخل طائفة حتى أكلوا كلهم ، فقال لي : يا أنس أرفع ، قال : فرفعت فما أدري حين وضعت كان أكثر أم حين رفعت (الحديث) ـ (اللغة) التور إناء صغير.

[صحيح مسلم] في كتاب الأشربة في باب اكرام الضيف (روى) بسنده عن عبد الرحمن بن ابي بكر ، قال : كنا مع النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ثلاثين ومائة فقال النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم هل مع أحد منكم طعام؟ فاذا مع رجل صاع من طعام أو نحوه ، ثم جاء رجل مشرك مشعان طويل بغنم يسوقها ، فقال النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم أبيع أم عطية؟ (أو قال) أم هبة؟ قال : لا بل بيع ، فاشترى منه شاة فصنعت وأمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بسوار البطن أن يشوى ، قال : وأيم اللّه ما من الثلاثين ومائة إلا حز له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم حزة حزة من سوار بطنها ، إن كان شاهداً أعطاه ، وإن كان غائباً خبأ له قال : وجعل قصعتين فأكلنا منهما اجمعون وشبعنا وفضل في القصعتين ، فحملته على البعير (أو كما قال).

[صحيح مسلم] في كتاب الأشربة ، في باب جواز استتباعه غيره الى دار من يثق برضاه (روى) بسنده عن أنس بن مالك يقول : قال أبو طلحة لأم سليم : قد سمعت صوت رسول اللّه صلّى اللّه عليه

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

٧ - تكرّر صدور الحديث وعدم اختصاصه بغزوة تبوك

ثم إنّ ( الدّهلوي ) لم يتعب نفسه ليراجع كتب قومه في الحديث فضلاً عن كتب أصحابنا، بل كان دأبه تقليد أسلافه كالكابلي وصاحب ( المرافض ) وأمثالهما نعم لم يتعب نفسه بمراجعة الكتب، لكي يرى أن حديث المنزلة لا اختصاص له بغزوة تبوك، وأنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال لعليعليه‌السلام : « أنت مني بمنزلة هارون من موسى » في مناسبات مختلفة ومواضع متعدّدة

نعم، لو تفحّص قليلاً في كتب الحديث لم يزعم اختصاص الحديث بتبوك، ولم يتفوّه بكونه معهوداً معيّناً:

حديث المنزلة يوم المؤاخاة

إنّ من مواضع ورود حديث المنزلة: يوم المؤاخاة وممّن روى هذا الحديث:

١ - أحمد بن حنبل الشيباني.

٢ - محمد بن حبان البستي.

٣ - سليمان بن أحمد الطبراني.

٤ - أحمد بن علي الخطيب البغدادي.

٥ - الموفق بن أحمد الخوارزمي.

٦ - علي بن الحسن ابن عساكر الدمشقي.

٧ - يوسف بن قزغلي سبط ابن الجوزي.

٨ - أحمد بن عبدالله محبّ الدين الطبري.

٢٨١

٩ - إبراهيم بن عبدالله الوصابي اليمني.

١٠ - محمد بن يوسف الزرندي.

١١ - علي بن محمد ابن الصبّاغ المالكي.

١٢ - عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي.

١٣ - عطاء الله بن فضل الله الشيرازي.

١٤ - شهاب الدين أحمد.

١٥ - علي بن حسام الدين المتقي.

١٦ - محمود بن محمد الشيخاني القادري.

١٧ - ميرزا محمد بن معتمد خان البدخشاني.

١٨ - ولي الله أحمد بن عبد الرحيم الدهلوي.

١٩ - المولوي محمد مبين اللكهنوي.

حديث المنزلة عند ولادة الحسنين

( ومنها ): وقت ولادة الإمام السبط الأكبر الحسن بن عليعليه‌السلام ، وكذا وقت ولادة الإمام الحسين بن عليعليه‌السلام ، حيث هبط جبرئيلعليه‌السلام على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مُهنّئاً ومبلِّغاً عن الله سبحانه حديث المنزلة وممن روى هذا الحديث:

١ - أبو سعيد عبد الملك بن محمد الخركوشي.

٢ - عمر بن محمد بن خضر الملّا الأردبيلي.

٣ - شهاب الدين بن شمس الدين الدولت آبادي.

٤ - شهاب الدين أحمد.

٥ - الحسين بن محمد الديار بكري.

٢٨٢

حديث المنزلة يوم خيبر

( ومنها ): يوم خيبر وممن روى هذا الحديث:

١ - علي بن محمد ابن المغازلي.

٢ - الموفّق بن أحمد الخوارزمي.

٣ - عمر بن محمد بن خضر الملّا الأردبيلي.

٤ - أبو الربيع سليمان بن سالم الكلاعي.

٥ - إبراهيم بن عبدالله الوصابي.

حديث المنزلة عند سدّ الأبواب

( ومنها ): عند سدّ الأبواب إلّاباب أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وممن روى هذا الحديث:

١ - علي بن محمد ابن المغازلي.

٢ - الموفق بن أحمد الخوارزمي.

حديث المنزلة في موضعٍ آخر

( ومنها ): أنّه قالهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مع قوله: « أنت أول المسلمين إسلاماً وأنت أوّل المؤمنين إيماناً » في رواية عمر بن الخطاب. وممن روى هذا الحديث:

١ - الحسن بن بدر.

٢ - أبو عبدالله الحاكم النيسابوري.

٣ - أبو بكر الشيرازي.

٢٨٣

٤ - محب الدين محمد بن محمود ابن النجار.

٥ - أبو شجاع شيرويه بن شهردار الديلمي.

٦ - إسماعيل بن علي المعروف بابن السمّان.

حديث المنزلة في موضع آخر

( ومنها ): أنه قالهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حديث: « يطلع عليكم سيد المسلمين وأمير المؤمنين وخير الوصيين « رواه أحمد بن موسى ابن مردويه.

حديث المنزلة في خبر يرويه سلمان

( ومنها ): إنّه قالهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مخاطباً سلمان، في حديثٍ في وصف أمير المؤمنينعليه‌السلام

رواه العاصمي بسنده عن سلمان

حديث المنزلة في موضع آخر

( ومنها ): إنه قالهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعد حديث: « إن عليّاً لحمه من لحمي ودمه من دمي » وممّن روى هذا الحديث:

١ - أبو نعيم أحمد بن عبدالله الإصفهاني.

٢ - الموفق بن أحمد المكي الخوارزمي.

٣ - شهاب الدين أحمد.

٤ - إبراهيم بن محمّد الحمويني.

٢٨٤

حديث المنزلة في حديث في فضل عقيل وجعفر

( ومنها ): أنه قاله لعلي أمير المؤمنينعليه‌السلام بعد ذكر فضيلة لكلٍ من عقيل وجعفر روى إبراهيم بن عبدالله الوصّابي في ( الإكتفاء ):

« عن عبدالله بن محمد بن عقيل، عن أبيه، عن جدّه عقيل بن أبي طالبرضي‌الله‌عنه قال قال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يا عقيل أحبك لخصلتين لقرابتك ولحبّ أبي طالب إيّاك. وأمّا أنت يا جعفر فإن خلقك يشبه خلقي. وأمّا أنت يا علي مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي. أخرجه أبو بكر جعفر بن محمد المطيري في جزء من حديثه ».

وقال محمد صدر العالم في ( معارج العلى ):

« أخرج ابن عساكر عن عبدالله بن محمد بن عقيل، عن أبيه، عن جده عقيل بن أبي طالب: إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: يا عقيل ».

حديث المنزلة يوم الغدير

( ومنها ): في يوم الغدير قال ابن خلكان بترجمة أبي تميم معد الملقّب بالمستنصر بالله بن الظاهر: « وكانت ولادة المستنصر صبيحة يوم الثلاثاء لثلاث عشرة ليلة بقيت من جمادى الآخرة سنة ٤٢٠. وتوفي ليلة الخميس لاثنتي عشرة ليلة بقيت من ذي الحجة سنة ٤٨٧

قلت: وهذه اللّيلة هي ليلة عيد الغدير، أعني ليلة الثامن عشر من ذي الحجة، وهو غدير خم - بضم الخاء المعجمة وتشديد الميم - ورأيت جماعة كثيرة يسألون عن هذه الليلة متى كانت من ذي الحجة؟ وهذا المكان بين مكة والمدينة، وفيه غدير ماء ويقال إنه غيضة هناك.

٢٨٥

ولمـّا رجع النبي صلّى الله عليه وسلّم من مكة شرفها الله تعالى عام حجة الوداع ووصل إلى هذا المكان، وآخى علي بن أبي طالبرضي‌الله‌عنه قال: علي مني كهارون من موسى، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله.

وللشيعة به تعلّق كبير. وقال الحازمي: هو واد بين مكة والمدينة عند الجحفة، به غدير، عنده خطب النبي صلّى الله عليه وسلّم، وهذا الوادي موصوف بكثرة الوخامة وشدة الحمأ »(١) .

حديث المنزلة في عشرة مواضع

وعلى الجملة، فإنّ حديث المنزلة وارد في مواضع كثيرة غير غزوة تبوك، في أحاديث كبار المحدّثين في الأسفار المعتبرة فما ذكره ( الدهلوي ) من تخصيص هذا الحديث بإرادة العهد، وحمله على الخلافة الجزئية، تقليد أعمى وتعصّب مقيت.

مضافاً إلى أنّ السيد علي الهمداني - وهو من مشايخ ( الدهلوي ) ووالده - يروي عن الإمام جعفر بن محمد الصادقعليه‌السلام ورود هذا الحديث في عشرة مواضع، وهذه عبارة كتابه ( المودة في القربى ):

« عن الصّادقعليه‌السلام ، عن آبائهعليهم‌السلام ، قال النبي صلّى الله عليه وسلّم لعليّ في عشرة مواضع: أنت مني بمنزلة هارون من موسى ».

نفي ابن تيميّة وروده في غير تبوك وأباطيل أخرى

ومن غرائب الاُمور نفي ابن تيميّة ورود هذا الحديث إلّافي غزوة تبوك،

____________________

(١). وفيات الأعيان ٤ / ٣١٨.

٢٨٦

وقوله: « ثم من جهل الرافضة أنهم يتناقضون، فإن هذا الحديث يدل على أنّ النبي صلّى الله عليه وسلّم لم يخاطب عليّاً بهذا الخطاب إلّاذلك اليوم في غزوة تبوك، فلو كان علي قد عرف أنه المستخلَف من بعده كما رووا ذلك فيما تقدم، لكان علي مطمئنّ القلب أنه مثل هارون بعده وفي حياته، ولم يخرج إليه يبكي، ولم يقل أتخلّفني مع النساء والصبيان، ولو كان علي بمنزلة هارون مطلقاً لم يستخلف عليه أحداً، وقد كان يستخلف على المدينة غيره وهو فيها، كما استخلف على المدينة عام خيبر غير علي، وكان علي بها أرمد، حتى لحق بالنبي صلّى الله عليه وسلّم فأعطاه الرّاية حين قدم، وكان قد اعطى الراية رجلاً فقال: لاُعطينّ الرّاية غداً رجلاً يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله »(١) .

أقول:

إنّه ينسب الشيعة إلى الجهل والتناقض، ثم يستدلُّ على ذلك بأن هذا الحديث يدل على أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لم يخاطب عليّاً بهذا الخطاب إلّا ذلك اليوم فما وجه الدلالة لقوله « هذا الحديث يدل » على جهل الإمامية وتناقضهم؟ وأين دلالة هذا الحديث على أنّه لم يخاطب علياً بهذا الخطاب إلّا ذلك اليوم؟

إنها دعاوي واضحة البطلان!!

وكذا استدلاله على نفي علم أمير المؤمنينعليه‌السلام بأنّه المستخلف بعده، وذلك:

أولاً: ليس في شيء من روايات الصحيحين وغيرهما من صحاحهم ذكرٌ من بكاء أمير المؤمنينعليه‌السلام

____________________

(١). منهاج السنة ٧ / ٣٣٦.

٢٨٧

وثانياً: أيّ دلالة للبكاء على عدم اطمينان القلب؟ إنّه - على فرض ثبوته - لم يكن إلّا لمفارقته الرّسول أو تأذّيه من إرجاف المنافقين به

وعجيب أمر ابن تيمية!! فتارة يجعل بكاء الإمام دليلاً على وهن استخلافه!! واُخرى يجعله دليلاً على عدم اطمينانه باستخلافه!!

وبغض النظر عن هذا كله، وعلى فرض تسليم هذا الزّعم الباطل، بأن يكون هذا البكاء المزعوم وقوله: « أتخلّفني » دالاً على عدم استخلافه قبل ذلك وعدم اطمينان قلبه بأنه مثل هارون من بعده، فإنّه لا يثبت انحصار الحديث بيوم تبوك بوجهٍ من الوجوه، لجواز وقوع هذا الخطاب بعد يوم تبوك مرةً أو مرّات.

وأمّا قوله: « ولو كان علي بمنزلة هارون مطلقاً لم يستخلف عليه أحداً ».

فالجواب عنه: إنّهعليه‌السلام بمنزلة هارون على الإطلاق، وأنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لم يستخلف عليه أحداً قطّ. ومتى ثبت بالأدلة القاطعة وكلمات الأئمة الصريحة كونه بمنزلة هارون على الإطلاق، وبطل إرادة العهد بالقطع واليقين، كانت دعوى استخلاف أحد عليه كاذبة، وابن تيمية نفسه معترف بالمنافاة بين الأمرين.

وكأنّ ابن تيمية يريد بدعواه هذه رفع المنقصة عن المشايخ الثلاثة، حيث استخلف النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عليهم غير مرة، فتارةً استخلف عليهم عمرو بن العاص، وأخرى أبا عبيدة، وثالثة اُسامة لكنّ هذه الإستخلافات ثابتة، ولا يرتفع مدلولها - وهو مفضولية المشايخ، وعدم استحقاقهم الخلافة بعد الرسول - بدعوى كاذبة وبهتان عظيم

قوله: « وقد استخلف على المدينة غيره وهو فيها ».

واضح البطلان كذلك، وقائله مفتر كذّاب فقد نصّ كبار أئمة القوم على

٢٨٨

أن أمير المؤمنينعليه‌السلام لم يتخلّف عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في شيء من مشاهده إلّاغزوة تبوك

وقوله: « كما استخلف على المدينة عام خيبر غير علي ».

غير مسلّم والمدّعي مطالَب بالبيّنة والبرهان، وتلك دعوى ما أنزل الله بها من سلطان.

ذكر من روى حديث المنزلة في غير تبوك

ولقد أفرط ابن تيمية في العناد والعدوان، حيث ادّعى في موضعٍ آخر اتفاق أهل العلم على أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لم يقل ذلك في غير تبوك!! فكذّب إمامه أحمد بن حنبل - الذي يدّعي اتّباعه وتقليده له - وجماعة آخرين من كبار الأساطين، وأخرجهم عن زمرة « أهل العلم »!!

نعم لقد روى ورود حديث المنزلة في غير يوم تبوك، عدّة كبيرة من مشاهير المحدثين والعلماء من أهل السنّة، ومنهم:

١ - أحمد بن محمد بن حنبل.

٢ - أبو حاتم محمد بن حبان البستي.

٣ - سليمان بن أحمد الطبراني.

٤ - أبو عبدالله محمد بن عبدالله الحاكم النيسابوري.

٥ - الحسن بن بدر.

٦ - أبو بكر جعفر بن محمد المطيري.

٧ - عبد الملك بن محمد بن إبراهيم الخركوشي.

٨ - أحمد بن موسى بن مردويه الإصبهاني.

٩ - أبو نعيم أحمد بن عبدالله الإصبهاني.

٢٨٩

١٠ - إسماعيل بن علي الرازي المعروف بابن السمّان.

١١ - أبو بكر أحمد بن علي المعروف بالخطيب البغدادي.

١٢ - علي بن محمد الجلابي المعروف بابن المغازلي.

١٣ - أبو شجاع شيرويه بن شهردار الديلمي.

١٤ - أحمد بن محمد العاصمي.

١٥ - الموفق بن أحمد المكي الخوارزمي.

١٦ - عمر بن خضر المعروف بالملّا الأردبيلي.

١٧ - علي بن الحسن المعروف بابن عساكر.

١٨ - أبو الربيع سليمان بن سالم المعروف بابن سبع.

١٩ - محب الدين محمد بن محمود المعروف بابن النجار.

٢٠ - يوسف بن قزغلي سبط ابن الجوزي.

٢١ - شمس الدين أحمد بن محمد المعروف بابن خلكان.

٢٢ - محب الدين أحمد بن عبدالله الطبري.

٢٣ - إبراهيم بن محمد الجويني الحمويني.

٢٤ - محمد بن يوسف الزرندي.

٢٥ - علي بن شهاب الدين الهمداني.

٢٦ - شهاب الدين بن شمس الدين الدولت آبادي.

٢٧ - نور الدين علي بن محمد المعروف بابن الصباغ.

٢٨ - جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي.

٢٩ - جمال الدين عطاء الله بن فضل الله الشيرازي.

٣٠ - الحسين بن محمد الديار بكري.

٣١ - علي بن حسام الدين المتقي.

٢٩٠

٣٢ - إبراهيم بن عبدالله اليمني.

٣٣ - شهاب الدين أحمد.

٣٤ - محمود بن محمد الشيخاني القادري.

٣٥ - ميرزا محمد بن معتمد خان البدخشاني.

٣٦ - محمد صدر العالم.

٣٧ - ولي الله أحمد بن عبد الرحيم الدهلوي.

٣٨ - محمد مبين بن محب الله اللكهنوي.

اعتراف الدهلوي بالمماثلة بين خلافة الأمير وخلافة هارون

قوله:

أي، كما أن هارون كان خليفة موسى في مخرجه إلى الطّور، كذلك الأمير كان خليفة الرسول في مخرجه إلى غزوة تبوك.

١ - فيه رد على الرازي وجماعة

أقول:

أولاً: في هذا الكلام إعتراف بكون هارون خليفةً عن موسىعليه‌السلام ، فهو ردّ على الذين خالفوا الكتاب والسنّة من مشاهير أعيانهم، وأنكروا خلافة هارون عن موسى كالفخر الرازي، والإصفهاني، والتفتازاني، والقوشجي، والهروي، وغيرهم وستأتي كلماتهم عن قريب

بل الأعجب من هذه أنّ ( الدهلوي ) نفسه - بدعواه التنافي بين الرسالة والخلافة كما ستعلم - يبطل خلافة هارونعليه‌السلام

٢٩١

٢ - فيه ردّ على نفسه

وثانياً: في هذا الكلام اعتراف بدلالة الحديث على حصول الخلافة لأمير المؤمنينعليه‌السلام ، مثل الخلافة الحاصلة لهارون وهو مبطل لتمويهاته وخزعبلاته، وما أتعب نفسه بتقريره في نفي عموم المنازل

على أنَّ خلافة أمير المؤمنينعليه‌السلام ثابتة بنص أحاديث عديدة، كحديث « لا ينبغي لي أنْ أذهب إلا وأنت خليفتي » الذي رواه أكابر المحدثين كما ستعلم وكالحديث الذي رواه صاحب ( حبيب السّير ) الذي فيه: « يا أخي إرجع إلى المدينة فإنك خليفتي في أهلي ودار هجرتي وقومي » وهو كذلك نص في الخلافة.

ردّ دعوى تقيّد خلافة الأمير بمدّة غيبة النبي

قوله:

والإستخلاف المقيد بمدة الغيبة غير باقٍ بعد انقضائها، كما أنَّ خلافة هارون لم تدم.

أقول:

على ( الدهلوي ) إثبات هذا التقييد بدليل مقبول لدى العلماء الفحول، وإلّا فالدّعوى المجرّدة عن الدليل والبرهان غير قابلة للإذعان، والإكتفاء بها خروج على قانون المناظرة المقرّر لدى الأعيان

وغير خاف على من ألقى السّمع وهو شهيد: عدم ورود هذا التقييد في شيء من الروايات الناصّة على استخلاف أمير المؤمنينعليه‌السلام .

٢٩٢

ويدل على بطلان هذا التقييد أيضاً: كلام ابن تيميّة والشيخ علي القاري، حيث ادّعيا أنّ أمير المؤمنينعليه‌السلام عزل عن هذه الخلافة، لأنّه لو كانت من أوّل الأمر مقيدةً فهي منقطعة بانقضاء المدة، ولا يصح إطلاق العزل حينئذٍ لا لغةً ولا عرفاً فكلام هذين العَلَمين مبطل لدعوى التقييد.

وأيضاً: خلافة هارونعليه‌السلام مطلقة لا مقيدة بمدّة الغيبة، فكذا خلافة الأميرعليه‌السلام المنزل بمنزلة هارون أمّا دعوى تقيّد خلافة هارون فكذب واضح وافتراء بحت، لأنّ الكلام الإلهي المشتمل على حكاية استخلاف موسى هارون -عليهما‌السلام - مطلق غير مقيّد، والمفسّرون أيضاً لم يقيّدوا إطلاق الآية بقيدٍ، والأخبار الواردة في تفسيرها خالية عن هذا التقييد كما ستعلم فما ذكره ( الدهلوي ) ليس إلّا الكذب والإفتراء على أنبياء اللهعليهم‌السلام !!

فالعجب كيف لا يتحرَّج هذا الرجل من هكذا كذب؟

ألا ترى، أنّ قول موسى لأخيه هارون( اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي ) (١) مطلق غير مقيَّد بزمان غيبة موسى عن بني إسرائيل؟

فكيف يدعي تقييد هذه الخلافة بلا دليل؟ أو يدّعي أنّ موسى عزل هارون عنها كما قاله في باب المطاعن ...؟ وكيف يناقض نفسه في الكتاب الواحد فتارةً يدّعي التقيّد واُخرى العزل...؟

قوله:

« ولا يجوز إطلاق العزل على انقطاع هذا الإستخلاف، لأنه موجب للإهانة ».

____________________

(١). سورة الأعراف: ٧، الآية ١٤٢.

٢٩٣

أقول:

إنّه - وإنْ ادّعى تقيّد اطلاق الإستخلاف - استحيى من دعوى عزل أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فعبّر بانقطاع الإستخلاف، وصرّح بأنّ التعبير بالعزل إهانة

لكن ابن تيمية والقاري - وهما من أساطين علماء القوم - عبّرا بالعزل بلا خجل، بعد وصف خلافته بالجزئية!! فيقول القاري: « إنَّ الخلافة الجزئية في حياته لا تدل على الخلافة الكليّة بعد مماته، لاسيّما وقد عزل عن تلك الخلافة برجوعه »(١) .

إنْ هذا إلّا كذب على الله ورسوله!!

وكأنّه محاولة لشفاء غيظهم من عزل الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أبا بكر عن تبليغ سورة البراءة، فإنّ هذا العزل - الثابت بأحايثهم المتكاثرة - ممّا أحرق قلوب القوم وأقرح جفونهم لكنّها محاولة يائسة

ويقول ابن تيمية بجواب العلّامة الحلّي: « قوله: لأنه لم يعزله عن المدينة. قلنا: هذا باطل، فإنه لمـّا رجع النبي صلّى الله عليه وسلّم انعزل علي بنفس رجوعه، كما كان غيره ينعزل إذا رجع، وقد أرسله بعد هذا إلى اليمن حتى وافاه بالموسم في حجة الوداع، واستخلف على المدينة في حجة الوداع غيره، أفترى النبي صلّى الله عليه وسلّم فيها مقيماً وعلي باليمن وهو خليفة بالمدينة. ولا ريب أنّ كلام هؤلاء كلام جاهل بأحوال النبي صلّى الله عليه وسلّم، كأنّهم ظنّوا أن عليّاً ما زال خليفةً على المدينة حتى مات النبي صلّى الله عليه وسلّم »(٢) .

____________________

(١). المرقاة في شرح المشكاة ٥ / ٥٦٤.

(٢). منهاج السنة ٧ / ٣٥١.

٢٩٤

فظهر من كلام ابن تيمية أيضاً: عدم تقيّد استخلاف أمير المؤمنينعليه‌السلام عنده، وأنه - والقاري - على أنّ انقطاع الإستخلاف المطلق عين العزل، والعزل إهانة بلا ريب ولا يجترء على عزوه إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام إلّا ناصب حنق

فثبت أنّ خلافتهعليه‌السلام - كخلافة هارون - مستمرة غير منقطعة، لأن انقطاعها يستلزم العزل، والعزل إهانة، ولا يجوّز أحد من أهل الإسلام إهانة الأميرعليه‌السلام .

والحاصل: إنّه لا مناص لأهل السنة - بعد تصريح ابن تيميّة والقاري بالعزل كما سمعت - من أحد أمرين، إمّا الإعتراف ببطلان تقييد الإستخلاف، وإمّا إطلاق العزل على انقطاع هذا الإستخلاف غير المقيد، ورفع اليد عن دعوى مخالفة هذا الإطلاق للعرف واللغة وعلى كل حال، يثبت ما تقوله الإمامية من أن دعوى انقطاع خلافة الأميرعليه‌السلام تستلزم الإهانة، وإذ لا يقدم مسلمٌ على تجويزها أبداً فخلافته غير منقطعة، وهو المطلوب.

ردّ أباطيل وأكاذيب لابن تيمية

ثم قال ابن تيميّة - بعد عبارته السابقة -: « ولم يعلموا أنّ علياً بعد ذلك أرسله النبي صلّى الله عليه وسلّم سنة تسع مع أبي بكر لنبذ العهود، وأمّر عليه أبا بكر، ثم بعد رجوعه مع أبي بكر أرسله إلى اليمن كما أرسل معاذاً وأبا موسى، ثم لما حجّ النبي صلّى الله عليه وسلّم حجة الوداع استخلف على المدينة غير علي، ووافاه علي بمكة، ونحر النبي صلّى الله عليه وسلّم مائة بدنة، نحر بيده ثلثيها ونحر علي ثلثها، وهذا كلّه معلوم عند أهل العلم متفق عليه بينهم، وتواترت به الأخبار كأنّك تراه بعينك، ومن لم يكن له عناية بأحوال الرسول صلّى الله عليه

٢٩٥

وسلّم لم يكن له أنْ يتكلَّم في هذه المسائل الاُصولية »(١) .

أقول:

قد استدل ابن تيمية في هذه العبارة على انقطاع خلافة أمير المؤمنينعليه‌السلام بثلاثة أمور أحدها: إنه أرسله النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سنة تسع مع أبي بكر لنبذ العهود، وأمَّر عليه أبا بكر. والثاني: إنه بعد رجوعه مع أبي بكر أرسله إلى اليمن. والثالث: إنه لمـّا حجّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حجة الوداع استخلف على المدينة غير علي.

ثم زعم أن هذا كله معلوم عند أهل العلم، متفق عليه بينهم، وتواترت به الأخبار، كأنّك تراه بعينك

لكنّ تأمير أبي بكر على أمير المؤمنينعليه‌السلام بهتان فاحش، ودعوى تواتر الأخبار بإرسال أمير المؤممنينعليه‌السلام مع أبي بكر من أشنع المختلقات وبإمكان كلّ متتبّع أن يقف على بطلان هذه الدعاوي بالنظر في روايات أهل السنة أنفسهم فضلاً عن روايات الإمامية فإنّ رواياتهم المتكاثرة صريحة في أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أرسل أمير المؤمنينعليه‌السلام بعدما كان قد أرسل أبا بكر، فقوله: أرسله مع أبي بكر كذب محض. ودعوى أنه أمّر عليه أبا بكر يشبه دعوى أمارة مسيلمة على رسول الله معاذ الله من ذلك، أو أمارة فرعون على موسى، أو امارة نمرود على إبراهيم الخليل.

على أن رواياتهم صريحة في أنّ الرسول عزل أبا بكر عن تبليغ براءة، وخصّ علياً لهذا الأمر

وأيضا: رواياتهم صريحة في رجوع أبي بكر - بعد أخذ علي الآيات

____________________

(١). منهاج السنة ٧ /٣٥١.

٢٩٦

منه - إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فعلى من يدّعي رجوع أمير المؤمنينعليه‌السلام مع أبي بكر أنْ يثبت مدّعاه!!

وكيف يدّعي أمارة أبي بكر على أمير المؤمنينعليه‌السلام ، والحال أنّ هذه القضية نفسها تثبت أفضليّتهعليه‌السلام من أبي بكر، حيث أنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عزل أبا بكر عن إبلاغ السورة، وأمر علياً بذلك، حتى أن أبا بكر رجع إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فزعاً وقال « أنزل فيَّ شيء »؟!

وأمّا أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أرسل أمير المؤمنينعليه‌السلام إلى اليمن، فمن البديهي عدم دلالة ذلك على انقطاع خلافته ووجوب طاعته، إذ الغرض من عدم انقطاع خلافتهعليه‌السلام بقاء وجوب طاعته ونفوذ حكمه، وجواز تصرفه في أمور المدينة وأهلها، وهذا المعنى لا يستلزم بقائه في المدينة على الدوام، فلو أرسل السّلطان أحد وزرائه إلى بعض الأطراف لغرضٍ من الأغراض، لم يكن إرساله إبطالاً لوزارته، وكذا جعل شخصٍ ونصبه لحراسة المدينة مدة غياب أمير المؤمنينعليه‌السلام لا يقدح في ثبوت خلافته ونفوذ أحكامه فيها كما هو الحال بالنسبة إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نفسه

وبالجملة، فإنّ ما ذكره ابن تيمية في هذه الفقرة من كلامه لا يخلو، إمّا كذب وإما باطل

ثم قال ابن تيمية:

« والخليفة لا يكون خليفةً إلّامع مغيب المستخلِف أو موته، فالنبي صلّى الله عليه وسلّم إذا كان بالمدينة امتنع أن يكون له خليفة فيها، كما أن سائر من استخلفه النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لما رجع انقضت خلافتهُ وكذلك سائر ولاة الامور إذا استخلف أحدهم على مصره في مغيبه بطل استخلافه ذاك إذا حضر المستخلف، ولهذا لا يصلح أن يقال: إن الله يستخلف أحداً عنه، فإنّه حي قيّوم شهيد مدبّر لعباده منزّه عن الموت والنوم والغيبة، ولهذا لمـّا قالوا لأبي بكر: يا

٢٩٧

خليفة الله، قال: لست خليفة الله بل خليفة رسول الله، وحسبي ذلك.

والله تعالى يوصف بأنه يخلف العبد. قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل. وقال في حديث الدجال: والله خليفتي على كل مسلم. وكل من وصفه الله بالخلافة في القرآن فهو خليفة عن مخلوق كان قبله، كقوله( ثُمَّ جَعَلْناكُمْ خَلائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ ) ( وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ ) ( وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ) وكذلك قوله للملائكة( إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ) أي عن خلقٍ كان في الأرض قبل ذلك، كما ذكره المفسّرون وغيرهم »(١) .

أقول:

لا يخفى على العاقل أن دعوى « أن الخليفة لا يكون خليفة إلّا مع مغيب المستخلف أو موته » عارية عن الدليل والبرهان، ويشهد بذلك أنّ أحداً من العلماء لم يذكر هذا القيد في تعريف الإمامة، وهي ترادف الخلافة.

وقال ولي الله الدهلوي في تعريف الخلافة: « هي الرئاسة العامة في التصدّي لإقامة الدين بإحياء العلوم الدينية وإقامة أركان الإسلام، والقيام بالجهاد وما يتعلّق به من ترتيب الجيوش، والفرض للمقاتلة وإعطائهم من الفيء، والقيام بالقضاء وإقامة الحدود ورفع المظالم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، نيابةً عن النبي صلّى الله عليه وسلّم »(٢) .

ودعوى أنّه « لا يصلح أن يقال إن الله يستخلف أحداً عنه » ممنوعة

____________________

(١). منهاج السنة ٧ / ٣٥٢.

(٢). ازالة الخفا، الفصل الأول من المقصد الأول: مسألة في تعريف الخلافة.

٢٩٨

أيضاً، لتصريح أئمة السنّية بكون داودعليه‌السلام خليفة الله، وأنه قد وصف بهذا في القرآن العظيم كما في كلام ولي الله الدهلوي. فهل ابن تيمية مكذّب للقرآن أو أن الدهلوي مفتر على القرآن؟!

قوله:

« وإنّما يكون صحة الإستثناء دليل العموم إذا كان الإستثناء متّصلاً ».

مجرّد صحة الإستثناء كاف في الدلالة على العموم

أقول:

لقد صرح محققوا علم الأصول، بأنّ صحّة الإستثناء دليل العموم، واعترف به ( الدهلوي ) أيضاً، وكلامهم مطلق لكن ( الدهلوي ) تبع الكابلي المقلِّد للقوشجي والتفتازاني وأمثالهما في زعم قصر الدلالة على العموم على وجود الإستثناء المتّصل

وعلى الجملة، يكفي في الدلالة على العموم مجرّد صحة الإستثناء وهذا واضح جدّاً، وبه تنادي نصوص عباراتهم

قال ابن إمام الكامليّة بعد الإستدلال بقوله تعالى:( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ ) على دلالة الأمر على الوجوب، قال:

« قيل: قوله تعالى( عَنْ أَمْرِهِ ) لا يعم، لأنه مطلق. قلنا: عام، لجواز الإستثناء منه، لأنه يصح أنْ يقال: فليحذر الذين يخالفون عن أمره إلّا مخالفة الأمر الفلاني، والإستثناء معيار العموم»(١) .

تفيد هذه العبارة: أن اللفظ إذا صحّ الإستثناء منه دل على العموم، ولهذا

____________________

(١). شرح منهاج الوصول. المسألة الثانية، من الفصل الثاني، من الباب الثاني - مخطوط.

٢٩٩

دلّ لفظ « أمر » فى الآية على العموم مع عدم وجود استثناء فى الآية أصلاً

وقال العبري - فى مقام إثبات القياس، بعد أن ذكر أن « الإعتبار » فى قوله تعالى:( فَاعْتَبِرُوا يا أُولِي الْأَبْصارِ ) (٢) دالّ على جميع الجزئيات، بقرينة لحوق العموم به وهو جواز الإستثناء منه، وإن الإستثناء دليل العموم - قال:

« قال الخنجى: ولقائل أنْ يمنع هذا الجواب: بأنْ صحّة الإستثناء مشروطة بثبوت كون الأمر بالماهيّة أمراً بجزئياته، وللخصم أنْ يمنع صحة الإستثناء ما لم يثبت أنْ الأمر به أمر بالجزئيّات. والجواب: إن صحة الإستثناء ظاهرة فى هذه الصّورة، إذ لو قال إعتبروا إلّا الإعتبار الفلانى لا يخطَّأ لغةً، وصحّة الإستثناء معيار العموم، لِما ثبت فى باب العموم، ولا حاجةإلى ثبوت كون الأمر بالماهيّة أمراً بالجزئيات، إذ معنى كون صحّة الإستثناء معيار العموم هو أنا إذا تردّدنا فى عموم لفظٍ نعتبر فيه الإستثناء، فإنْ صحَّ منه علمنا عمومه وإلاّ فلا. فالعلم بصحة الإستثناء يكفى فى العلم بالعموم »(١) .

وقال الشيخ عبد الرحمن البنانى بشرح قول السبكى صاحب ( جمع الجوامع ): « ومعيار العموم الإستثناء » وقد تقدّمت عبارته مع شرحها للجلال المحلّى قال:

« إنّ دليل تحقّقه الإستثناء من معناه، كما أشار إليه الشارح بقوله: فكلّ ما صحّ الإستثناء منه وفى العبارة مضاف محذوف، أي: ومعيار العموم صحّة الإستثناء. دلّ عليه قول الشارح: فكلّ ما صحّ ».

وقال البنانى فى التعليق على قول المحلّى: « ولم يصح الإستثناء من الجمع المنكّر إلّا أنْ يخصَّص، فيعم فيما يتخصّص به، نحو قام رجال كانوا فى دارك إلّا زيداً منهم » قال:

____________________

(١). شرح منهاج الوصول. الباب الاول، من الكتاب الرابع، فى القياس - مخطوط.

٣٠٠

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418