نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ١٧

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار9%

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 418

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 418 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 216934 / تحميل: 8739
الحجم الحجم الحجم
نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ١٧

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

هل كانت الخلافة من منازل هارون؟

قال الدهلوي: لا نسلّم!

٣٨١

٣٨٢

الرد على دعوى التنافي بين الخلافة والنبوة

قوله:

الثاني: إنّا لا نسلّم أن من منازل هارون من موسى خلافته عنه بعد الموت، إذ لو بقي هارون بعد موسى لكان رسولاً مستقلاً في التبليغ ولم تنقطع عنه هذه المرتبة آناًمّا، وهي تنافي الخلافة، لأن الخلافة نيابة النبي، وأيّ مناسبة بين الأصالة والنيابة!

أقول:

وكما أوضحنا بطلان الوجه الأول، سنوضّح بطلان هذا الوجه، في الوجوه الآتية، ليقف الكل - لاسيّما أولياؤه وأتباعه - على حقيقة حال هذا الرّجل، من النواحي العلمية والنفسيّة، ومدى اطّلاعه على الحقائق الدينية والتزامه بما جاء في الكتاب والسنّة وكلمات المحققين، من محدّثين ومتكلمين ومفسّرين

فمن الوجوه على بطلان هذه المناقشة:

١ - استلزامها لغويّة حديث المنزلة

إن دعوى التنافي بين الخلافة والنبوة إبطال لما تقدّم منه من حمل حديث المنزلة على المنزلة المعهودة، لأنّ الحمل المذكور كان على أساس ثبوت الخلافة لهارون، وتشبيه الخلافة العلوية بالخلافة الهارونية، أما إذا أنكر أصل

٣٨٣

خلافة هارون عن موسى - بزعم التنافي بينها وبين رسالته لو بقي حيّاً من بعده - سقط الحمل المزعوم، وبسقوطه لا يبقى أيّ معنى لحديث المنزلة.

فهل يلتزم ( الدهلوي ) بلغويّة كلام النبي الذي( ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى ) ؟

٢ - إنها تكذيب صريح لصريح القرآن

إنّ خلافة هارون عن موسى ثابتة بالنص الصريح من كتاب الله سبحانه وتعالى، الكتاب الذي( لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ )

قال الله عزوجل:( وَقالَ مُوسى لِأَخِيهِ هارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ ) (١) .

فموسى يستخلف هارون، و ( الدهلوي ) يقول: « لا نسلّم، لمنافاة الخلافة للنبوة »!!

٣ - إنّها باطلة بإجماع المفسّرين

ولو أنّ مشكّكاً سوّلت له نفسه تحريف هذا النصّ الصريح من القرآن الكريم على استخلاف هارون، بتأويل سخيفٍ وتوجيه غير وجيه، لكان مردوداً باتّفاق المفسّرين على الإستخلاف، وصراحة كلماتهم في ذلك بلا خلاف، وإليك نصوص عبارات بعضهم في تفسير الآية:

* أبو الليث السمرقندي: «( وَقالَ مُوسى لِأَخِيهِ هارُونَ ) يعني: قال له قبل انطلاقه إلى الجبل:( اُخْلُفْنِي فِي قَوْمِي ) يعني: كن خليفتي على قومي( وَأَصْلَحَ ) يعني: مرهم بالصّلاح ويقال: وأصلح بينهم( وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ

____________________

(١). سورة الأعراف: ٧، الآية ١٤٢.

٣٨٤

الْمُفْسِدِينَ ) يعني: ولا تتّبع طريق العاصين ولا ترض به، واتّبع سبيل المطيعين »(١) .

* الثعلبي: «( وَقالَ مُوسى ) عند انطلاقه( لِأَخِيهِ هارُونَ اخْلُفْنِي ) كن خليفتي.( فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ ) وأصلحهم بحملك إيّاهم على طاعة الله وعبادته »(٢) .

* البغوي: «( وَقالَ مُوسى ) عند انطلاقه إلى الجبل للمناجاة( لِأَخِيهِ هارُونَ اخْلُفْنِي ) كن خليفتي( فِي قَوْمِي ) (٣) .

* الزمخشري: «( وَقالَ مُوسى لِأَخِيهِ هارُونَ ) وهارون عطف بيان لأخيه. وقرىء بالضم على النداء:( اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي ) كن خليفتي فيهم( وَأَصْلِحْ وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ ) وكن مصلحاً. أي وأصلح ما يحب أنْ يصلح من اُمور بني إسرائيل، ومن دعاك منهم إلى الفساد فلا تتّبعه ولا تطعه »(٤) .

* الرازي: « وأمّا قوله:( وَقالَ مُوسى لِأَخِيهِ هارُونَ ) (٥) فقوله هارون عطف بيان لأخيه. وقرىء بالضم على النداء.( اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي ) كن خليفتي فيهم( وَأَصْلِحْ ) وكن مصلحاً، أو وأصلح ما يجب أن يصلح من اُمور بني إسرائيل، ومن دعاك منهم إلى الإفساد فلا تتّبعه ولا تطعه.

فإن قيل: إن هارون كان شريك موسىعليه‌السلام في النبوة، فكيف جعلَهُ خليفةً لنفسه، فإن شريك الإنسان أعلى حالاً من خليفته، وردُّ الإنسان من المنصب الأعلى إلى الأدون يكون إهانة.

____________________

(١). تفسير أبي الليث السمرقندي ١ / ٥٦٧.

(٢). الكشف والبيان في تفسير القرآن = تفسير الثعلبي - مخطوط.

(٣). معالم التنزيل ٢ / ٥٣٥.

(٤). الكشاف ٢ / ١١١.

٣٨٥

قلنا: الأمر وإن كان كما ذكرتم إلّا أنه كان موسىعليه‌السلام هو الأصل في تلك النبوة »(١) .

* النيسابوري: « « اخلفني في قومي » كن خليفتي فيهم( وَأَصْلِحْ ) وكن مصلحاً أو أصلح ما يجب أن يصلح من أمور بني اسرائيل. ومن دعاك إلى الإفساد فلا تتّبعه. وإنما جعل خليفةً مع أنّه شريكه في النبوة بدليل:( وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي ) والشريك أعلى حالاً من الخليفة، لأنّ نبوة موسى كانت بالأصالة ونبوة هارون بتبعيتهُ، فكأنّه خليفته ووزيره »(٢) .

* البيضاوي: «( وَقالَ مُوسى لِأَخِيهِ هارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي ) كن خليفتي فيهم( وَأَصْلِحْ ) ما يجب أنْ يصلح من أمورهم. أو كن مصلحاً( وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ ) ولا تتّبع من سلك الإفساد، ولا تطع من دعاك إليه »(٣) .

* النسفي: «( وَقالَ مُوسى لِأَخِيهِ هارُونَ ) هو عطف بيان لأخيه( اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي ) كن خليفتي فيهم( وَأَصْلِحْ ) ما يجب أنْ يصلح من أمور بني إسرائيل »(٤) .

* ابن كثير: « فلمـّا تمّ الميقات، وعزم موسى على الذهاب إلى الطّور، كما قال تعالى:( يا بَنِي إِسْرائِيلَ قَدْ أَنْجَيْناكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَواعَدْناكُمْ جانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ ) الآية. فحينئذٍ استخلف موسى على بنى اسرائيل أخاه هارون ووصّاه بالإصلاح وعدم الإفساد. وهذا تنبيه وتذكير، وإلّا فهارونعليه‌السلام نبيّ شريف كريم على الله، له وجاهة وجلالة. صلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر

____________________

(١). تفسير الرازي ١٤ / ٢٢٧.

(٢). تفسير النيسابوري ٣ / ٣١٤.

(٣). تفيسر البيضاوي ١ / ٣٦٧.

(٤). تفسير النسفي ٢ / ١٢٧ ط هامش الخازن.

٣٨٦

أنبياء الله »(١) .

* أبو السعود: «( وَقالَ مُوسى لِأَخِيهِ هارُونَ ) حين توجّه إلى المناجاة حسبما أمر به( اخْلُفْنِي ) أي كن خليفتي( فِي قَوْمِي ) وراقبهم فيما يأتون وما يذرون »(٢) .

* السيوطي: «( اخْلُفْنِي ) كن خليفتى( فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ ) أمرهم »(٣) .

* الشربيني: « أي: قال له عند ذهابه إلى الجبل للمناجاة%( اخْلُفْنِي ) أي: كن خليفتي( فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ ) أي ما يجب أن يصلح من أمورهم أو كن مصلحاً »(٤) .

٤ - إنّها مردودة بكلمات أرباب السّير والتواريخ

وكلمات أرباب السّير أيضاً تنادي ببطلان دعوى التنافي بين الخلافة والنبوّة، وإليك بعضها:

* الثعلبي: « قال أهل السّير وأصحاب التواريخ: لمـّا أهلك الله فرعون وقومه. قال موسى: إني ذاهب إلى الجبل لميقات ربّي، وآتيكم بكتابٍ فيه بيان ما تأتون وما تذرون، وواعدهم ثلاثين ليلة، واستخلف عليهم أخاه هارون »(١) .

* الكسائي: « فلمـّا عبر موسى البحر، سار في بني إسرائيل يريد الطّور، فإذا هم بقوم قد اتّخذوا أصناماً وهم عاكفون على عبادتها، فقال السفهاء منهم -

____________________

(١). تفسير ابن كثير ٢ / ٢٥٤.

(٢). تفسير أبي السعود ٣ / ٢٦٩.

(٣). تفسير الجلالين.

(٤). السراج المنير = تفسير الخطيب الشربيني ١ / ٥١١.

(٥). عرائس المجالس في قصص الانبياء: ٢٠٨.

٣٨٧

وكانوا قريبي العهد بعبادة الأصنام - يا موسى اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة. قال: إنكم قوم تجهلون. فقال لهم: إنّ هؤلاء متبّر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون. ثم قال: أغير الله أبغيكم إلهاً وهو فضّلكم على العالمين. فاستغفروا الله ممّا قلتم. فسار القوم وفي قلوبهم حبّ الأصنام، حتى قرب من الطّور، فاستخلف أخاه هارون على قومه »(١) .

* ابن الأثير: « فلمـّا أهلك الله فرعون وأنجى بني إسرائيل، قالوا: يا موسى ائتنا بالكتاب الذي وعدتنا، فسأل موسى ربّه ذلك، فأمره أنْ يصوم ثلاثين يوماً ويتطهّر ويطهّر ثيابه، ويأتي إلى الجبل جبل طور سيناء ليكلّمه ويعطيه الكتاب، فصام ثلاثين يوماً أوّلها أول ذي القعدة، وسار إلى الجبل، واستخلف أخاه هارون على بنى إسرائيل »(٢) .

* العيني: « النوع الحادي والثلاثون في قصة السّامري: قال تعالى:( وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسى مِنْ بَعْدِهِ ) الآية. قالوا: لمـّا ذهب موسىعليه‌السلام إلى الجبل لميقات ربّه استخلف على قومه أخاه هارونعليه‌السلام »(٣) .

٥ - إنّها منقوضة بتصريحات المتكلّمين

وعلماء الكلام أيضاً يصرّحون باستخلاف موسى هارون:

* الديار بكري: « وخلّف رسول الله صلّى الله عليه وسلّم علي بن أبي طالب على أهله، وأمره بالإقامة فيهم، فأرجف به المنافقون وقالوا: ما خلّفه إلّا استثقالاً لَهُ وتخضيفاً منه، فلمـّا قالوا ذلك أخذ علي سلاحه ثم خرج، حتى أتى رسول الله

____________________

(١). قصص الانبياء - مخطوط.

(٢). الكامل في التاريخ ١ / ١٨٩.

(٣). عقد الجمان في تاريخ اهل الزمان، فصل قصة موسى، النوع الحادي والثلاثون.

٣٨٨

صلّى الله عليه وسلّم - وهو نازل بالجرف - فقال: يا نبي الله، زعم المنافقون أنّك انما خلّفتني إلاّ أنك استثقلتني وتخفّفت منّي! فقال: كذبوا، ولكني خلّفتك لما تركت ورائي، فارجع وأخلفني في أهلي وأهلك، أفلا ترضى - يا علي - أنْ تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبي بعدي، فرجع عليٌ إلى المدينة، ومضى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لسفره. كذا في الإكتفاء وشرح المواقف.

وقال الشيخ أبو إسحاق الفيروزاني في عقائده: أي حين توجّه إلى ميقات ربه استخلف هارون في قومه »(٢) .

* أبو شكور الكشي في ( التمهيد ): « وهارونعليه‌السلام كان خليفةَ موسى في حياته، ولم يكن بعد وفاته، لأنه مات قبل موسىعليه‌السلام ».

* الشريف الجرجاني: « الجواب: منع صحة الحديث. كما منعه الآمدي، وعند المحدثين: إنه صحيح، وإنْ كان من قبيل الآحاد، أو نقول - على تقدير صحته - لا عموم له في المنازل، بل المراد استخلافه على قومه، كما في قوله:( اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي ) (١) لاستخلافه على المدينة، أي المراد من الحديث: إنّ علياً خليفة منه على المدينة في غزوة تبوك، كما أنّ هارون خليفة لموسى في قومه حال غيبته »(٢) .

* شيخ الإسلام عبد الله اللاهوري المعروف بمخدوم الملك في ( عصمة الأنبياء ): « وما قيل من أنه - هارون - لم يجهد في رفض شملهم ولم يجاهدهم على عملهم، فهو مع الإنكار القلبي واللساني في حال شوكتهم وعدم سماعهم قوله، بل مع خوف قتلهم إيّاه وترقّبه فيهم حكم الله، ورجوع موسى عليه الصلاة والسلام مع استخلافه إيّاه عليهم، ووعده معه موعداً قريباً، وأمره بحسن

____________________

(١). تاريخ الخميس ٢ / ١٢٥.

(٢). شرح المواقف ٨ / ٣٦٢ - ٣٦٣.

٣٨٩

الإستخلاف فيهم، ليس بكبيرة ولا صغيرة، يصح التمسّك لهم بها ».

* ابن تيمية: « فبّين له النبي صلّى الله عليه وسلّم: إني إنّما استخلفتك لأمانتك عندي، وأنّ الإستخلاف ليس بنقص ولا غض، فإن موسى استخلف هارونعليه‌السلام على قومه، فكيف يكون نقصاً وموسى يفعله بهارون ».

قال: « فكان قول النبي صلّى الله عليه وسلّم تبييناً أن جنس الإستخلاف ليس نقصاً ولا غضّاً، إذ لو كان نقصاً أو غضّاً لما فعله موسى بهارون ».

قال: « ولم يكن هذا الإستخلاف كاستخلاف هارون، لأن العسكر كان مع هارون، وإنما ذهب موسى وحده ».

قال: « وكذلك هنا، إنما هو بمنزلة هارون فيما دلّ عليه السياق، وهو استخلافه في مغيبه، كما استخلف موسى هارون ».

قال: « بل قد استخلف على المدينة غير واحد، وأولئك المستخلفون منه بمنزلة هارون من موسى من جنس استخلاف علي »(١) .

* الأعور الواسطي: « ولم يحصل من استخلاف هارون إلّا الفتنة العظيمة والفساد الكبير بعبادة بني إسرائيل العجل »(٢) .

* ابن روزبهان: « إن هارون لم يكن خليفةً بعد موسى، لأنه مات قبل موسىعليه‌السلام ، بل المراد استخلافه بالمدينة حين ذهابه إلى تبوك، كما استخلف موسى هارون عند ذهابه إلى الطور بقوله:( اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي ) (٣) .

* إسحاق الهروي في ( السهام الثاقبة ): « فقالعليه‌السلام - تسليةً لهرضي‌الله‌عنه -: أما ترضى أنْ تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبي

____________________

(١). منهاج السنة ٧ / ٣٢٨ - ٣٣١.

(٢). رسالة الاعور - مخطوط.

(٣). ابطال الباطل - مخطوط. انظر: دلائل الصدق ٢ / ٣٨٩.

٣٩٠

بعدي. يعني: إن موسىعليه‌السلام لـمّا توجه إلى الطور جعل هارونعليه‌السلام خليفة على أهله وقومه، فكذلك أنا، لغاية الإعتماد عليك والوثوق بكَ، أجعلك خليفةً على المدينة وعلى أهل بيتى ».

* ابن حجر المكي: « بل المراد ما دلَّ عليه ظاهر الحديث: إنّ عليّاً خليفة عن النبي صلّى الله عليه وسلّم مدة غيبتهُ بتبوك، كما كان هارون خليفة عن موسى في قومه مدة غيبته للمناجاة ».

قال: « وقوله:( اُخْلُفْنِي فِي قَوْمِي ) لا عموم له حتى يقتضي الخلافة عنه في كلّ زمن حياته وزمن موته، بل المتبادر منه ما مرّ أنّه خليفة مدة غيبته فقط ».

قال: « فقال له: ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى. يعني: حيث استخلفه عند توجّهه إلى الطور، إذ قال له( اُخلفني في قومي وأصلح ) (١) .

٦ - إنّها ساقطة بتصريحات علماء الحديث

وهذه أيضاً عبارات شرّاح الحديث من أعلام المحدثين ومشاهير المحققين منهم:

* قال الخطابي - على ما في المفاتيح(٢) -: « ضرب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم المثل باستخلاف موسى هارونعليه‌السلام على بنى إسرائيل حين خرج، ولم يرد الخلافة بعد الموت، فإنّ المضروب به المثل، وهو هارونعليه‌السلام ، كان موته قبل وفاة موسىعليه‌السلام ، وإنما كان خليفة في حياته في وقتٍ خاص ».

____________________

(١). الصواعق المحرقة: ٧٤ - الشبهة الثانية عشرة.

(٢). المفاتيح في شرح المصابيح - مخطوط.

٣٩١

* قال النووي: « ويؤيّد هذا: إن هارون المشبّه به لم يكن خليفة بعد موسى، بل توفي في حياة موسى قبله بنحو أربعين سنة على ما هو المشهور عند أهل الأخبار والقصص. قالوا: وإنما استخلفه حين ذهب لميقات ربّه للمناجاة »(١) .

* قال القاضي عياض - على ما في المرقاة(٢) -: « وليس فيه دلالة على استخلافه على المدينة في غزوة تبوك، ويؤيد هذا إنّ هارون المشبّه به لم يكن خليفةً بعد موسى، لأنه توفي قبل وفاة موسى بنحو أربعين سنة، وإنّما استخلفه حين ذهب لميقات ربّه للمناجاة ».

* قال التوربشتي: « فقال: كذبوا، إنّما خلّفتك لما تركت ورائى، فارجع فاخلفنى في أهلي وأهلك، أما ترضى - يا علي - أنْ تكون منى بمنزلة هارون من موسى. يأوّل قول الله سبحانه:( وَقالَ مُوسى لِأَخِيهِ هارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي ) »(٣) .

* قال محبّ الدين الطبري: « فالتنظير بينه وبين هارون إنما كان في استخلاف موسى له منضمّاً إلى الاخوة وشدّ الأزر والعضد به ».

قال: « وكان ذلك كلّه حال الحياة، مع قيام موسى فيما استخلفه فيه »(٤) .

قال: « فعلم قطعاً أن المراد به الإستخلاف حال الحياة، لمكان التشبيه، ولم يوجد إلّا في حال الحياة »(٥) .

____________________

(١). المنهاج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج ٥ / ١٧٤.

(٢). المرقاة في شرح المشكاة ٥ / ٥٦٤.

(٣). شرح المصابيح - مخلوط.

(٤). الرياض النضرة ١ / ٢٢٤.

(٥). الرياض النضرة ١ / ٢٢٤.

٣٩٢

قال: « ومنزلة هارون من موسى في الإستخلاف لم تتحقّق إلّا في حال الحياة »(١) .

* قال الطيبي: « ولـمّا كان هارون المشبّه به إنما كان خليفةً في حياة موسى، دلّ ذلك على تخصيص خلافة علي النبي صلّى الله عليه وسلّم بحياته »(٢) .

* قال الكرماني: « ولم يرد به الخلافة بعد الموت، فإنّ المشبه به وهو هارون كانت وفاته قبل وفاة موسى -عليهما‌السلام -، وإنما كان خليفةً في حياته في وقتٍ خاص »(٣) .

* قال ابن حجر العسقلاني بشرح الحديث، بعد ذكر الإستدلال به على خلافة الأمير: « واُجيب: بأنّ هارون لم يكن خليفةَ موسى إلّا في حياته، لا بعد موته »(٤) .

* قال العلقمي: « ويؤيّد هذا أنّ هارون المشبَّه به لم يكن خليفةً بعد موسى، لانه توفي قبل وفاة موسى بنحو أربعين سنة، وإنما استخلفه حين ذهب لميقات ربّه »(٥) .

* قال القاري نقلاً عن القاضي عياض -: « ويؤيّد هذا أن هارون المشبّه به لم يكن خليفةً بعد موسى، لأنه توفي قبل وفاة موسى بنحو أربعين سنة، وإنما استخلفه حين ذهب لميقات ربّه للمناجاة »(٦) .

____________________

(١). الرياض النضرة ١ / ٢٢٥.

(٢). شرح المصابيح - مخطوط.

(٣). الكواكب الدراري ١٣ / ٢٤٥.

(٤). فتح الباري ٧ / ٦٠ باختلاف.

(٥). الكوكب المنير - مخطوط.

(٦). المرقاة في شرح المشكاة.

٣٩٣

* قال الحلبي: « فقال: كذبوا، ولكنى خلّفتك لما تركت ورائى، فارجع فاخلفنى في أهلي وأهلك، أفلا ترضى - يا علي - أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبي بعدي. أي: فإنّ موسىعليه‌السلام حين توجه إلى ميقات ربّه استخلف هارون -عليه‌السلام - في قومه. فرجع علي إلى المدينة »(١) .

هذا، وقد نصّ على استخلاف موسى هارون في حياته والد ( الدهلوي ) في غير موضع من كتابيه ( إزالة الخفا ) و ( قرّة العينين ).

وكذا الكابلي صاحب ( الصواقع ) الذي سرق ( الدهلوي ) مطالبه وانتحلها حيث قال: « ولأنّ الإستخلاف في مدة الغيبة لا يقتضي بقاء الخلافة بعد انقضائها، كما استخلف موسى هارون عند التوجه إلى الطور للمناجاة، ولم يكن خلافته له إلّافي مدة غيبته عن قومه ».

وفوق ذلك كلّه: فإنّ كلمات ( الدهلوي ) نفسه تنقض إنكاره استخلاف موسى هارون من وجوه، منها قوله في ردّ الإستدلال بالحديث: « وهنا قرينة وهي العهد: قوله: أتخلّفني في النساء والصبيان. أي: كما أن هارون كان خليفة موسى في وقت توجّهه إلى الطور، فإنّ الأمير يكون خليفة النبي في وقت توجّهه إلى غزوة تبوك ». ومنها: قوله: « ومعلوم أنّ هارون كان خليفة موسى في حياته عند غيبته ».

وأيضاً: فقد نصّ - في البحث عن المطعن الخامس من مطاعن أبي بكر - على كون هارون نبيّاً مستقلاً في حال حياة موسىعليه‌السلام ولا يخفي أن هذا الكلام يبطل أيضاً ما زعمه من منافاة الرسالة للخلافة فهذا تناقض آخر في كلامه، فليلاحظ.

____________________

(١). انسان العيون ٣ / ١٣١.

٣٩٤

خلافة يوشع عن موسى

ومما يزيد بطلان دعوى المنافاة بين الخلافة والرسالة وضوحاً: ما ثبت من أن يوشع بن نون كان خليفةً لموسى كهارون، مع أنّ يوشع من الأنبياء بلا كلام.

أمّا استخلافه، فقد نصّ عليه:

الكسائي في ( قصص الأنبياء )

والعاصمي في ( زين الفتى )

والتوربشتي في ( المعتمد في المعتقد )

والمحب الطبري في ( الرّياض النضرة ) وغيرهم

قال الطبري: « وإنما كان الخليفة بعده ( موسى ) يوشع بن نون »(١) .

وأمّا أنه كان نبياً، فقد نصّ عليه:

الثعلبي في ( العرائس )

وابن الأثير في ( الكامل )

والقرماني في ( أخبار الدول ).

قال ابن الأثير: « لما توفّى موسى بعث الله يوشع بن نون نبيّاً إلى بني إسرائيل »(٢) .

سقوط إنكار الرّازي خلافة هارون في نهايته

وبما ذكرنا من الوجوه من كتاب الله، وكلمات المفسرين، والمحدّثين،

____________________

(١). الرياض النضرة ١ / ٢٢٥.

(٢). الكامل في التاريخ ١ / ٢٠٠.

٣٩٥

والكلاميّين، والمؤرخين يظهر سقوط مكابرة الرّازي في ( نهاية العقول ) ومن تبعه في هذا المقام وهذه عبارته:

« إنْ سلّمنا دلالة الحديث على العموم. ولكن لا نسلم أنّ من منازل هارون كونه قائماً مقام موسىعليه‌السلام لو عاش بعد وفاته.

قوله: إنه كان خليفةً له حال حياته، فوجب بقاء تلك الحالة بعد موته.

قلنا: لا نسلّم كونه خليفةً له.

أما قوله تعالى:( اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي ) قلنا: لِمَ لا يجوز أنْ يقال: إن ذلك كان على طريق الإستظهار، كما قال:( وَأَصْلِحْ وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ ) . لأن هارون كان شريك موسى في النبوة، فلو لم يستخلفه موسى لكان هو لا محالة يقوم بأمر الاُمة، وهذا لا يكون استخلافاً على التحقيق، لأنّ قيامه بذلك إنما كان لكونه نبيّاً »(١) .

وأيضاً، فإنّ هذا الكلام أبطله الرازي نفسه في ( تفسيره ) حيث فسّر( اُخْلُفْنِي ) بـ « كن خليفتي ». وأبطل توهم منافاة النبوة للخلافة كذلك.

معنى خلافة هارون عند شراح الفصوص

وقال عبد الرحمن بن أحمد الجامي في إثبات خلافة هارونعليه‌السلام :

« فصّ، حكمة إمامية في كلمة هارونية: إعلم أن الإمامة المذكورة في هذا الموضع اسم من أسماء الخلافة، وهي تنقسم إلى إمامة بلا واسطة بينها وبين حضرة الاُلوهيّة، وإلى إمامة ثابتة بالواسطة. والتعبير عن الإمامة الخالية عن الواسطة، مثل قوله تعالى للخليلعليه‌السلام :( إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً ) والإمامة التي بالواسطة مثل استخلاف موسى هارونعليه‌السلام على قومه،

____________________

(١). نهاية العقول - مخلوط.

٣٩٦

حين قال له( اُخْلُفْنِي فِي قَوْمِي ) .

إذا عرفت هذا فنقول: كل رسول بعث بالسيف فهو خليفة من خلفاء الحق، وإنه من اُولى العزم. ولا خلاف في أنّ موسى وهارونعليهما‌السلام بعثا بالسيف، فهما من خلفاء الحق الجامعين بين الرسالة والخلافة، فهارون له الإمامة التي لا واسطة بينه وبين الحق فيها، وله الإمامة بالواسطة من جهة استخلاف أخيه إيّاه على قومه، فجمع بين قسمي الإمامة، فقويت نسبته إليها. فلذلك اُضيف حكمته إليها دون غيرها من الصفات.

واعلم أن هارون لموسىعليه‌السلام حين استخلفه على قومه وذهب لميقات ربّه، بمنزلة نوّاب محمد لمحمد صلّى الله عليه وسلّم بعد انقضاءه عن النشأة العنصرية ذاهباً إلى ربّه »(١) .

وقد اشتمل هذا الكلام على وجوه لإثبات خلافة هارون، وعدم المنافاة بين الخلافة والنبوة، لا تخفى على الناظر الخبير.

ومثله كلام القيصري في ( شرحه على الفصوص ).

خلافة هارون في الرواية عن ابن عباس وغيره

هذا كلّه، مضافاً إلى ما رواه جمع من أئمّة الحديث عن ابن عباس:

قال السيوطي: « أخرج ابن أبى عمر العدني في مسنده، وعبد بن حميد، والنسائي، وأبو يعلى، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، عن سعيد بن جبير قال:

سألت ابن عباس عن قول الله تعالى:( وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً ) فسألته عن الفتون ما هو؟ فقال: استأنف النهار - يا ابن جبير - فإنّ لها حديثاً طويلاً، فلما أصبحت

____________________

(١). نقد النصوص في شرح الفصوص: ١٢٤.

٣٩٧

غدوت على ابن عباس لأتنجّز ما وعدني من حديث الفتون. فقال:

تذاكر فرعون وجلساؤه ما كان الله عزّوجل وعد إبراهيمعليه‌السلام من أنْ يجعل في ذريّته أنبياء وملوكاً فلما جاوز البحر قال أصحاب موسى: إنا لمدركون، إنا نخاف أنْ لا يكون فرعون غرق، ولا نأمن هلاكه، فدعا ربّه، فأخرجه له ببدنه من البحر حتى استيقنوا، ثم مرّوا بعد ذلك على قومٍ يعكفون على أصنام لهم. قالوا: يا موسى اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة. قال: إنكم قوم تجهلون، إن هؤلاء متبرّ ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون. قد رأيتم من العِبَر ما يكفيكم وسمعتم، بهِ فمضى حتّى أنزلهم منزلاً، ثم قال لهم: أطيعوا هارون، فإني قد استخلفته عليكم وإني ذاهب إلى ربي، وأجّلهم ثلاثين يوماً أنْ يرجع إليهم فيها »(١) .

وقال السيوطي: « أخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله:( وَواعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ ) خلف موسى أصحابه واستخلف عليهم هارون »(٢) .

ذكر طائفة ممّن أثبت خلافة هارون

وتلخّص: إن خلافة هارون عن موسى في حال حياته لا ينكرها إلّا معاند مغرور، فقد أثبتها الائمّة الأعلام من السّابقين واللّاحقين - مضافاً إلى الرازي في ( تفسيره ) - ومنهم:

محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني

وعبد بن حميد

____________________

(١). الدر المنثور ٥ / ٥٦٩ و ٥٧٦. والآية في سورة طه: ٤٠.

(٢). الدر المنثور ٣ / ٥٣٥. والآية في سورة الأعراف: ١٤٢.

٣٩٨

وأحمد بن شعيب النسائي

وأبو يعلى الموصلي

وأبو سليمان الخطابي

ومحمد بن جرير الطبري

وأبو بكر ابن المنذر النيسابوري

وابن أبي حاتم الرازي

وأبو الليث الفقيه السمرقندي

وأحمد بن مردويه الإصبهاني

وأبو إسحاق الثعلبي

وأبو الحسن الكسائي

وأبو شكور الكشي الحنفي

وأبو محمد الحسين بن مسعود البغوي

وجار الله الزمخشري

وأبو الفضل عياض اليحصبي

والتوربشتي شارح المصابيح

وعز الدين ابن الأثير الجزري

وأبو زكريا النووي

ونظام الدين الأعرج النيسابوري

والقاضي ناصر الدين البيضاوي

ومحب الدين الطبري المكي

وأبو البركات النسفي

وأحمد بن عبد الحليم بن تيميّة

٣٩٩

وحسن بن محمد الطيّبي

وشمس الدين الخلخالي

وداود بن محمود القيصري

وعماد الدين ابن كثير الدمشقي

ومحمد بن يوسف الكرماني

وشهاب الدين ابن حجر العسقلاني

وبدر الدين العيني

ويوسف بن مخزوم الأعور الواسطي

وفضل الله بن روزبهان

ومظهر الدين الزيداني

وعبد الرحمن بن أحمد الجامي

وجلال الدين السيوطي

وشمس الدين العلقمي

وحسين بن محمد الديار بكري

ومحمد بن أحمد الشربيني

وأحمد بن محمد بن حجر المكي

ونور الدين علي القاري

ومحمد طاهر الفتني

وأبو السعود العمادي

وشيخ الاسلام الأنصاري اللاهوري

ونور الدين الحلبي

وعبد الحق الدهلوي

٤٠٠

وإسحاق الهروي

ومحمد محبوب العالم

وشاه ولي الله الدهلوي

وأبو نصر الكابلي

وسناء الله الپاني پتي

وعبد العزيز ( الدهلوي )

ورشيد الدين الدهلوي.

نظرات في كلمات الرّازي

وبعد أنْ ظهر سقوط ما ذكره الرازي في ( نهاية العقول ) بكلامه في ( التفسير )، وبكلام الأعلام من المتقدمين عليه والمتأخرين عنه، وظَهر أن متابعة بعضهم له فيما قاله ليست إلّا اغتراراً به وتعصّباً منهم فلا بأس بأنْ ننظر في سائر كلماته، إتماماً للحجة على المكابرين، وتوضيحاً للحق للمنصفين، فنقول:

* إنّ ما احتمله من المعنى لقوله تعالى:( اُخْلُفْنِي ) بقوله: « لِمَ لا يجوز أنْ يقال إن ذلك كان على طريق الاستظهار كما قال( وَأَصْلِحْ وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ ) ؟ إمّا غير نافعٍ له، وإمّا غير وارد. وذلك لأنه:

إنْ أراد من « الإستظهار » أنّ خلافة هارون كانت ثابتةً من قبل، وإنما قال موسى لأخيه: « « اخلفني في قومي » تأكيداً وتشييداً لتلك الخلافة الثابتة، فهذا لا ينفعه، ولا يضرّ بمطلوبنا، لأنّ الغرض إثبات أنّ الخلافة عن موسى كانت منزلةً من منازل هارون، وأنّ الآية الكريمة تدل على ذلك، سواء كانت الآية مؤكدة لما كان من قبل أو مؤسّسة ومفيدةً لذلك المعنى ولم يكن من قبل بل كون الآية مؤكدةً أبلغ في الدلالة على المطلوب.

٤٠١

مضافاً، إلى أنّه يضمحلّ به احتمال آخر أبداه ( الدهلوي ) تبعاً لوالده وهو حمل( اُخْلُفْنِي ) على مجرّد مدة غيبة موسى، وأنه برجوعه من الطور تزول خلافة هارون عنه. وجه الإضمحلال: أنّه عندما يكون قوله « اخلفني » مؤكّداً لما سبق وتحقق، فإنّه لا يصلح تقييده بمدة الغيبة.

وإنْ أراد من حمل( اخْلُفْنِي ) على « الإستظهار » نفي دلالة الآية على « الخلافة » مطلقاً. فهذا إنكار لظاهر الآية الكريمة، وتأويل بلا دليل للكلام الإلهي.

وأمّا قياسه قوله:( اخْلُفْنِي ) على قوله:( وَأَصْلِحْ وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ ) فمع الفارق جدّاً، إذ في الأمر بالإصلاح والنهي عن اتّباع سبيل المفسدين حكماً سديدة وفوائد عديدة، من قبيل توبيخ المفسدين وزجر المعاندين وإتمام الحجة على أنّ الرازي نفسه ذكر أنّ المقصود من الأمر بالإصلاح هو التوكيد مثل قول إبراهيمعليه‌السلام :( لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ) .

وكذلك قال النيسابوري، إذ النبيّ لا يكون منه إلاّ الإصلاح وعلى هذا، يكون هذا الأمر بالإصلاح كالأمر بالخلافة في( اخْلُفْنِي ) فكلاهما تأكيد لما هو محقق وثابت.

ثمَّ إذا كانت الآية مؤكّدة، كان معنى ذلك - كما هو واضح - عدم ترتّب فائدة جديدة على الإستخلاف، لكن الرازي يصرّح بعد فاصلٍ قليلٍ بأنّه لو كان هارون متمكّناً من تنفيذ الأحكام قبل الإستخلاف لزم أنْ لا يكون للإستخلاف فائدة، وهذا كلامه:

« قوله: إن هارون لو عاش بعد موسى -عليهما‌السلام - لقام مقامه في كونه مفترض الطّاعة.

قلنا: يجب على الناس طاعته فيما يؤدّيه عن الله، أو فيما يؤدّيه عن

٤٠٢

موسى، أو في تصرفه في إقامة الحدود. الأول مسلّم ولكن ذلك يعيّن كونه نبيّاً، فلا يمكن ثبوته في حق علي -رضي‌الله‌عنه -. وأما الثاني والثالث فممنوع. وتقريره: إن من الجائز أنْ يكون النبي مؤديّاً للأحكام عن الله تعالى، ويكون المتولي لتنفيذ تلك الأحكام غيره. ألا ترى أن من مذهب الإمامية أنّ موسىعليه‌السلام استخلف هارونعليه‌السلام على قومه، ولو كان هارون متمكّناً من تنفيذ الأحكام قبل ذلك الإستخلاف لم يكن للإستخلاف فائدة، فثبت أن هارون قبل الإستخلاف كان مؤديّاً للأحكام عن الله تعالى، وإنْ لم يكن منفذاً لها ».

وهل هذا إلّا تناقض؟!

لكنّ هذا التناقض مأخوذ من قاضي القضاة عبد الجبار، فإنّ السيّد المرتضى ذكر كلامه، ثم نبّه على التناقض الموجود فيه. فهذا كلام القاضي:

« لا نعلم أيضاً أن حالهما إذا كانت في النبوّة متفقةً أن حالهما فيما يقوم به الأئمة أيضاً متّفقة، بل لا يمتنع أنْ يكون لأحدهما من الإختصاص ما ليس للآخر، كما لا يمتنع أنْ لا يدخل في شريعتهما ما يقتضيه الإمامة. وإذا كانت الحال في هذا الباب ممّا يختلف بالشرائع، فإنما يقطع على وجهٍ دون وجه بدلالة سمعيّة، ثم يصحّ الإعتماد على ذلك ».

وهذا كلام السيّد بعده:

« يقال له: ما أشدّ اختلاف كلامك في هذا الباب، وأظهر رجوعك فيه من قولٍ إلى ضدّه وخلافه. لأنك قلت أوّلاً فيما حكيناه عنك: إن هارونعليه‌السلام من حيث كان شريكاً لموسىعليه‌السلام في النبوّة، يلزمه القيام فيهم بما لايقوم به الأئمة، وإنْ لم يستخلفه. ثمّ عقّبت ذلك بأنْ قلت: غير واجب فيمن كان شريكاً لموسىعليه‌السلام في النبوة أنْ يكون إليه ما إلى الأئمة. ثم رجعت عن

٤٠٣

ذلك في فَصلٍ آخر فقلت: إن هارون لو عاش بعد موسى لكان الذي ثبتَ له أن يكون كما كان من قبل، وقد كان من قبل له أنْ يقوم بهذه الاُمور لنبوّته، فجعلت القيام بهذه الاُمور من مقتضى النبوة كما ترى، ثم أكّدت ذلك في فصل آخر حكيناه أيضاً، بأنْ قلت لمن خالفك في أن موسى لو لم يستخلف هارون بعده ما كان يجب له القيام بعده بما يقوم به الأئمة، إن جاز مع كونه شريكاً له في النبوة أن يبقى بعده، ولا يكون له ذلك، ليجوزن وإنْ استخلفه ألّا يكون له ذلك.

ثم ختمت جميع ما تقدم، هذا الكلام الذي هو رجوع عن أكثر ما تقدم، وتصريح بأنّ النبوة لا تقتضي القيام بهذه الاُمور، وأن الفرض على المتأمّل في هذا الموضع هو الشك وترك القطع على أحد الأمرين، فعلى أيّ شيء يحصل من كلامك المختلف؟ وعلى أيّ الأقوال نعوّل؟ وما نظنّ أن الإعتماد والإستقرار إلّا على هذا الفصل المتأخر، فإنه بتأخره كالناسخ والماحي لما قبله، والذي تضمّنه من أنّ النبوة لا توجب بمجرّدها القيام بالامور التي ذكرتها، وإنما يحتاج في ثبوت هذه الاُمور مضافةً إلى النبوّة إلى دليل صحيح، وقد بيّناه فيما تقدّم من كلامنا »(١) .

* ثم قال الرازي بعد كلامه السابق الذي منع فيه خلافة هارون:

« قوله: الخلافة ولاية من جهة القول على سبيل النيابة.

قلنا: ليس يجب أن يكون قد تقدم قول في ذلك، لأنه لا فرق بين خلافة الإنسان لغيره وبين نيابته عنه، يقال: نبت عن فلانٍ وخلفت فلاناً، فيوضع أحدهما موضع الآخر. ومعلوم أنه قد يقال إن الإنسان قد ناب مناب أبيه وقام مقامه في النظر في مصالح أهله ومخلّفيه أحسن قيام، وإنْ لم يفوّض إليه ذلك، إذا فعل أفعال أبيه على سبيل النيابة ».

____________________

(١). الشافي في الامامة ٣ / ٦٤ - ٦٥.

٤٠٤

أقول:

لا يضرّ هذا الكلام بمقصودنا، على أنّ الخلافة ثابتة هنا بالقول وهو( اخْلُفْنِي ) ولا ريب في ثبوتها به كما قال. ومن العجيب قوله بثبوت الخلافة بالقول، وإنكاره للخلافة التي تقدّم فيها القول!!

وأيضاً: فمقتضى هذا الكلام ثبوت الخلافة لهارونعليه‌السلام - بقطع النظر عن( اخْلُفْنِي ) - لأنّهعليه‌السلام قام مقام موسىعليه‌السلام ، وفعل أفعاله مدّة غيبته، فكان خليفةً له وبهذا أيضاً يسقط تأويله لقوله( اخْلُفْنِي ) .

وأيضاً: يتّضح بهذا الكلام بطلان ما زعمه - وتبعه عليه شاه ولي الله، وولده - من منافاة الخلافة للنبوة

* ثم قال الرازي:

« ثم إنْ سلّمنا أن موسىعليه‌السلام استخلف هارون، ولكن في كلّ الأزمنة أو بعضها؟ بيانه: إن قوله( اخْلُفْنِي ) أمر، وهو لا يفيد التكرار بالإتفاق سيّما عند الإمامية الواقفية. وأيضاً: فالقرينة دالّة على أنّ ذلك الإستخلاف ما كان عامّاً لكل الأزمنة، لأن العادة جارية فيمن خرج من الرؤساء، واستخلف على قومه خليفةً أنْ يكون ذلك الإستخلاف مخصوصاً بتلك السفرة فقط. وإذا ثبت أن ذلك الإستخلاف ما كان حاصلاً في كل الأزمنة لم يلزم من عدم ثبوته في سائر الأزمنة تحقق لعزل، لأنّ العزل عن الشيء إنما يكون بعد انعقاد سبب ذلك الشيء، وكما أنّ من ولي النظر في بلدة ولم يولَّ غيرها لا يقال إنه البلد الذي لم يول، فكذلك في الزمان ».

أقول:

إنه وإن لم يدل الأمر على التكرار، لكنّ المتبادر - بحسب العرف

٤٠٥

والعادة - من النص على خلافة شخصٍ خلافته مطلقاً حسبما يتناوله اللّفظ، وإلّا لزم أن لا يكون الخليفة عمّن خرج من الرؤساء خليفةً عنه إلّا في ساعةٍ واحدة مثلاً، وهذا بديهي البطلان حتى عند الرازي حيث قال: يكون ذلك الإستخلاف مخصوصاً بتلك السفرة.

لكن الإختصاص بتلك السفرة أيضاً غير صادق في مثل خلافة هارونعليه‌السلام ، لأنّ خلافته - كما نصَّ عليه الجامي والقيصري - بقوله( اخْلُفْنِي ) كانت سبب قوّة نسبته إلى الإمامة ومن هنا أضيفت حكمته إليها دون غيرها من الصفات، فلو اختصّت خلافته عن موسى بتلك السفرة فقط لزم وقوع القصور والفتور في نسبة الإمامة إليه بعد رجوع موسى، وأنْ تتبدّل القوّة إلى الوهن والضعف، معاذ الله من ذلك فإنه موجب لانحطاط مرتبته ومستتبع للتنفير عنه

* ثم قال الرازي:

« ثم إنْ سلّمنا أنّ الإستخلاف كان ثابتاً في كلّ الأزمنة، فلم قلتم إنّ إزالته منفرّ؟ بيانه: إن العزل إنما يكون منفّراً إذا انحطّ المعزول عن مرتبة ارتفع بها، فأمّا إذا زال عنه ما لم يرتفع فإنه لا يكون ذلك منفّراً. ومعلوم أن هارون كان شريكاً لموسىعليهم‌السلام في أداء الرسالة، وهذا أرفع المنازل، وقد يكره الإنسان أنْ يكون خليفته شريكه في الرياسة، وإذا جاز أنْ يكون ذلك مكروهاً جاز أنْ لا يحصل له بسبب حصوله زيادة ولا نقصان، فلا يكون ذلك منفّراً ».

أقول:

وهذا الكلام في غاية الشناعة والفظاعة، إذْ كيف يحتمل تلك الكراهة وكيف يجوّزها مسلم عاقل؟ ومع هذا كلّه، فقد قطع الرازي نفسه جذور هذه

٤٠٦

الشبهة في ( تفسيره ) وكذا شارحا ( الفصوص ) في تحقيقهما الأنيق في هذا المقام.

ومن الطريف قوله بعد ذلك: « وإذا جاز أنْ يكون ذلك مكروهاً، جاز أنْ لا يحصل له بسبب حصوله زيادة ولا نقصان ». لأنّ الخلافة إن كانت مكروهة لزم النقصان، وإن كانت محبوبة أوجبت حصول زيادة في الشرف، وإن كانت لا مكروهة ولا محبوبة فلا زيادة ولا نقصان.

* والأطرف من هذا قوله في ( الأربعين ) بصراحةٍ بإيجاب خلافتهعليه‌السلام للنقصان. وهذه عبارته:

« الشبهة الثالثة عشر، فجوابها: إن هذا الخبر من باب الآحاد على ما مر تقريره فيما تقدم، سلّمنا صحّته، لكنْ لا نسلّم أن هارونعليه‌السلام كان بحيث لو بقي لكان خليفة لموسىعليه‌السلام .

قوله: لأنه استخلفه فلو عزله كان ذلك إهانة في حق هارون.

قلنا: لا نسلّم، فلم لا يجوز أن يقال: إن ذلك الإستخلاف كان إلى زمانٍ معيّن، فانتهى ذلك الإستخلاف بانتهاء ذلك الزمان.

وبالجملة، فهم مطالبون بإقامة الدليل على لزوم النقصان عند انتهاء هذا الإستخلاف، بل هذا بالعكس أولى، لأنّ من كان شريكاً ألإنسانٍ في منصب ثم يصير نائباً له وخليفةً له، كان ذلك يوجب نقصان حاله، فإذا ازيلت تلك الخلافة زال ذلك النقصان، وعاد ذلك الكمال »(١) .

لكن كلامه في ( التفسير )، وكذا كلام الجامي المتقدّم، كافٍ في سقوط كلامه وبطلان مزاعمه هذه.

وأيضاً: ما ذكره من أن ذلك يوجب نقصان حال هارون، يستلزم أن

____________________

(١). كتاب الاربعين في اصول الدين: ٣٠٠.

٤٠٧

يكون استخلاف النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أمير المؤمنين، المشبّه باستخلاف هارون، موجباً لنقصان حال سيدنا أمير المؤمنينعليه‌السلام ، ولكنّ هذا لا يلتزم به إلّا مجنون محموم أو منافق مرجوم، لاسيّما وأنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال ذاك الكلام تسليةً لمولانا عليعليه‌السلام !!

وبالجملة، فهذا الكلام يستلزم الطعن والإهانة للنبي والإمام بل لله العليّ العظيم

لكن الأشنع والأفظع من هذا الكلام ما تفوّه به بعض الحكماء من أهل السنّة، من أنّ استخلاف هارون سبّب ترك قوم موسى عبادة الله، وعبدوا العجل!! نقله الفقيه أبو الليث السمرقندي بتفسير الآية من ( تفسيره ) وهذا نصّ عبارته:

«( وَقالَ مُوسى لِأَخِيهِ هارُونَ ) . يعني: قال له قبل انطلاقه إلى الجبل:( اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي ) يعني: كن خليفتي على قومي،( وَأَصْلِحْ ) يعني: مرهم بالصلاح، ويقال: وأصلح بينهم.( وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ ) يعني: ولا تتّبع طريق العاصين ولا ترض به، واتّبع سبيل المطيعين.

وقال بعض الحكماء: من ههنا ترك قومه عبادة الله بعده وعبدوا العجل، لأنه سلّمهم إلى هارون ولم يسلّمهم إلى ربهم، ولم يستخلف النبي صلّى الله عليه وسلّم بعده، وسلّم أمر اُمته إلى الله، فاختار الله تعالى لاُمته أفضل الناس بعد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو أبو بكر الصديق، فأصلح بينهم ».

وهل هذا إلّا طعن في أنبياء الله المعصومين؟ بل إهانة لله عزوجل الذي أرسل هكذا أنبياء؟

لكنْ الغرض من هذا الكلام وأمثاله معلوم! إنهم يريدون توجيه ما ذهبوا إليه وافتروه على الرسول، من ترك النص على الخليفة من بعده؟! يريدون توجيه ما زعموه وإنْ استلزم النقص والتوهين على النبيّ وعلى الأنبياء!!

٤٠٨

قوله:

فظهر أن الاستدلال على خلافة حضرة الأمير عن هذا الطريق لا يستقيم.

أقول:

إنْ كان يقصد أن الإستدلال عن طريق عموم المنازل لا يستقيم، وإنما يستقيم من طريق آخر كما هو المتبادر من التقييد، ويؤيّده ما أسلفه من اعترافه السديد بدلالة الحديث على خلافة الإمامعليه‌السلام فالمطلوب حاصل - والحمد لله - والشبهات مندفعة.

٤٠٩

٤١٠

الفهرس

اهداء: ٥

ومن ألفاظه: ٧

كلمة المؤلِّف ٩

كلمة السيّد صاحب عبقات الأنوار ١٣

كلام الدهلوي صاحب التحفة الاثنى عشرية ١٥

سند حديث المنزلة ٢١

أشهر مشاهير رواة حديث المنزلة ٢٣

(١) رواية محمّد بن إسحاق ٢٩

(٢) رواية أبي داود الطيالسي ٣٠

(٣) رواية ابن سعد ٣١

(٤) رواية ابن أبي شيبة ٣٣

(٥) رواية أحمد بن حنبل ٣٤

(٦) رواية البخاري (٧) رواية ابن عرفة ٣٦

(٨) رواية مسلم بن الحجّاج ٣٧

(٩) رواية ابن ماجة ٣٩

(١٠) رواية أبي حاتم ابن حبّان ٣٩

(١١) رواية التّرمذي ٤٠

(١٢) رواية ابن أبي خيثمة (١٣) رواية عبدالله بن أحمد ٤١

(١٤) رواية أبي بكر البزّار (١٥) رواية النسائي ٤٢

(١٦) رواية أبي يعلى ٤٩

(١٧) رواية الطّبري (١٨) رواية أبي الشيخ ٥١

٤١١

(١٩) رواية أبي عوانة (٢٠) رواية الطّبراني ٥٢

(٢١) رواية المخلّص الذّهبي ٥٨

(٢٢) رواية المطيري (٢٣) رواية أبي الليث السمرقندي (٢٤) رواية الحسن بن بدر ٥٩

(٢٥) رواية الحاكم (٢٦) رواية الخركوشي (٢٧) رواية الشيرازي ٦٠

(٢٨) رواية ابن مردويه (٢٩) رواية أبي نعيم (٣٠) رواية ابن السّمان ٦١

(٣١) رواية التّنوخي (٣٢) رواية الخطيب البغدادي ٦٢

(٣٣) رواية ابن عبد البر (٣٤) رواية ابن المغازلي ٦٣

(٣٥) رواية شيرويه الدّيلمي (٣٦) رواية البغوي ٦٥

(٣٧) رواية رزين العبدري (٣٨) رواية العاصمي ٦٦

(٣٩) رواية عمر الملاّ (٤٠) رواية ابن عساكر ٦٩

(٤١) رواية أبي طاهر ابن سلفة (٤٢) رواية الموفق الخوارزمي ١٢٢

(٤٣) رواية الصّالحاني ١٢٤

(٤٤) رواية الفخر الرازي (٤٥) رواية المبارك ابن الأثير ١٢٥

(٤٦) رواية أبي الحسن ابن الأثير (٤٧) رواية أبي الربيع البلنسي (٤٨) رواية ابن النجار ١٢٧

(٤٩) رواية ابن طلحة القرشي ١٢٨

(٥٠) رواية سبط ابن الجوزي ١٢٩

(٥١) رواية الكنجي ١٣٠

(٥٢) رواية النووي (٥٣) رواية المحبّ الطبري ١٣٠

(٥٤) رواية الوصّابي ١٣١

(٥٥) رواية الحمويني (٥٦) رواية ابن سيد الناس (٥٧) رواية ابن قيّم الجوزيّة ١٣٣

(٥٨) رواية اليافعي (٥٩) رواية ابن كثير الدمشقي ١٣٤

(٦٠) رواية علاء الدّولة السمناني (٦١) رواية الخطيب التبريزي ١٣٧

(٦٢) رواية الجمال المزّي ١٣٨

(٦٣) رواية الزّرندي (٦٤) رواية الهمداني ١٣٩

٤١٢

(٦٥) رواية ابن الشّحنة (٦٦) رواية الزين العراقي (٦٧) رواية ملك العلماء ١٤٠

(٦٨) رواية ابن حجر العسقلاني (٦٩) رواية ابن الصبّاغ ١٤١

(٧٠) رواية السّيوطي (٧١) رواية الديار بكري ١٤٢

(٧٢) رواية ابن حجر المكي (٧٣) رواية المتقي ١٤٣

(٧٤) رواية الشهاب أحمد (٧٥) رواية الجمال المحدث (٧٦) رواية المنّاوي (٧٧) رواية العيدروس ١٤٤

(٧٨) رواية ابن باكثير (٧٩) رواية محبوب العالم (٨٠) رواية البدخشاني ١٤٥

(٨١) رواية محمد صدر العالم (٨٢) رواية ولي الله الدهلوي (٨٣) رواية العجيلي (٨٤) رواية الرشيد الدّهلوي ١٤٦

(٨٥) رواية محمد مبين اللكهنوي (٨٦) رواية وليّ الله اللكهنوي (٨٧) رواية زيني دحلان ١٤٧

(٨٨) رواية الشبلنجي ١٤٨

صحّة الحديث وكثرة طرقه وتواتره ١٤٩

إعتراف ابن تيميّة بصحته إعتراف عبد الحق بالإتفاق على صحّته قال الكنجي بقيام الإجماع على صحّته ١٥١

للتنوخي كتاب مفرد في طرقه [ أسماء الصحابة والتابعين الذين روى عنهم التنوخي ] ١٥٢

ترجمة التنوخي ١٥٤

إعتراف ابن عبد البر بكونه من أثبت الأخبار وأصحّها إعتراف المزي بكونه من أثبت الآثار وأصحّها ١٥٥

ذكر الكنجي عدداً من رواته من الصحابة ١٥٦

ذكر ابن كثير كلام ابن عساكر ١٥٧

إعتراف العسقلاني بكثرة طرقه ١٥٨

كلام ابن حجر المكي تواتر هذا الحديث ١٥٩

تواتره عند الحاكم تواتره عند السّيوطي ١٦٠

تواتره عند المتقي تواتره عند محمد صدر العالم ١٦١

٤١٣

تواتره عند ولي الله الدهلوي تواتره عند المولوي مبين ١٦٢

دحض المكابرة في صحّة الحديث أو تواتره ١٦٣

أبو الحسن الآمدي ترجمة الآمدي ١٦٥

عضد الدين الإيجي شمس الدين الإصفهاني ١٦٦

التفتازاني القوشجي الشريف الجرجاني إسحاق الهروي ١٦٧

عبد الكريم الصدّيقي حسام الدين السهارنفوري حاصل كلماتهم أمران: ١ - المنع من صحّته ١٦٨

الجواب عنه ١٦٩

٢ - نفي تواتره وأنّه خبر واحد الجواب عنه ١٧٠

وجوه صحّة الإحتجاج به ولو كان واحداً ١ - تأيّده بأحاديث متواترة ٢ - تواتره عند الشيعة ٣ - تمسّكهم بالآحاد في مختلف الأبحاث ١٧١

٤ - النقض بحديث: الأئمة من قريش ١٧٢

٥ - قطعيّة أحاديث الصّحيحين ١٧٥

وضع حديث المنزلة للشيخين ١٨٣

ذكره ابن الجوزي في الواهيات ١٨٥

قال الذهبي: كذب، منكر ١٨٦

قال ابن حجر: كذب، فرية ١٨٨

نقض كلمات الدهلوي حول الحديث ١٩١

الحديث في الصحيحين عن سعد لا البراء ١٩٣

تحريف لفظ الحديث في الصحيحين ١٩٤

جملة: أتخلفني ليست في جميع روايات الصحيحين ١٩٧

تكذيب الدهلوي نفسه إعترافه بدلالة الحديث على الإمامة ١٩٨

إعتراف الرّشيد الدّهلوي بدلالة الحديث على الإمامة ٢٠٠

الدهلوي: من ينكر دلالته على الإمامة فهو ناصبي ٢٠٢

تحريف الناصبي « هارون » إلى « قارون » ٢٠٣

٤١٤

ذكر بعض من أنكر دلالة الحديث على الإمامة!! ٢٠٥

فضل الله التوربشتي عياض، الطّيبي، القاري ٢٠٦

أبو شكور السالمي ٢٠٨

شمس الدين الخلخالي ٢٠٩

الخطاّبي، الزيداني ٢١٠

أبو زكريا النووي شمس الدين الكرماني ٢١١

ابن حجر العسقلاني شهاب الدين القسطلاني ٢١٢

محب الدّين الطّبري ٢١٣

نور الدين الحلبي ٢١٤

ولي الله الدّهلوي الدهلوي نفسه ٢١٧

السهارنفوري هو الأصل فيما نسبه الدهلوي إلى النواصب ٢١٨

كلام الأعور الواسطي في الجواب عن الحديث ٢٢٠

النظر في كلامه والجواب عنه ٢٢١

في كلامه مطاعن لعلي أمير المؤمنين ٢٢٢

في كلامه تناقضات ٢٢٣

إفتراؤه على هارون ٢٢٥

كلام ابن تيمية في الجواب عن الحديث ٢٢٨

النظر في كلامه والجواب عنه السبب في بكاء أمير المؤمنين عليه‌السلام ٢٣١

السبب في قوله: أتخلّفني ...؟ ٢٣٣

تأييد ابن تيمية إرجاف المنافقين وتناقضاته ٢٣٤

نسبة إلى الصحيحين كاذبة ٢٣٥

العودُ إلى كلمات الدّهلوي ٢٣٦

نسبة إلى أهل السّير كاذبة ٢٣٧

دعوى الإجماع منهم كاذبة ٢٣٨

لم يستخلف النبيّ في تبوك على المدينة غير علي ٢٣٩

٤١٥

جواب ما استدلّ به صاحب المرافض على تخصيص الخلافة ٢٤٦

دعوى الدهلوي تنقيح كلام الشيعة في المقام والجواب عنها ٢٥١

ذكره في الحاشية ثاني وجهي الإستدلال وعجزه عن الجواب ٢٥٤

دلالة الحديث على عموم المنزلة ٢٥٧

صحّة الإستثناء دليل العموم ٢٥٩

إسم الجنس المضاف من صيغ العموم ٢٦٣

الدلالة على العموم ما لم تكن قرينة على العهد ٢٧٢

رّد دعوى الدلالة على الاطلاق حيث لا قرينة على العهد ٢٧٤

ردّ دعوى أنّ « أتخلّفني » قرينة العهد ١ - هذا عين مدّعى النواصب ٢٧٦

٢ - جملة « أتخلفني » غير موجودة في كثير من ألفاظ الحديث ٢٧٧

٣ - هذه الجملة استفهاميّة ولا وجه لجعلها قرينة ٢٧٨

٤ - خصوصية السؤال لا تستلزم خصوصية الجواب ٥ - جواب التفتازاني عن هذه الدعوى ٢٧٩

٦ - ما ذكره ابن تيمية في سبب الحديث ٢٨٠

٧ - تكرّر صدور الحديث وعدم اختصاصه بغزوة تبوك حديث المنزلة يوم المؤاخاة ٢٨١

حديث المنزلة عند ولادة الحسنين ٢٨٢

حديث المنزلة يوم خيبر حديث المنزلة عند سدّ الأبواب حديث المنزلة في موضعٍ آخر ٢٨٣

حديث المنزلة في موضع آخر حديث المنزلة في خبر يرويه سلمان حديث المنزلة في موضع آخر ٢٨٤

حديث المنزلة في حديث في فضل عقيل وجعفر حديث المنزلة يوم الغدير ٢٨٥

حديث المنزلة في عشرة مواضع نفي ابن تيميّة وروده في غير تبوك وأباطيل أخرى ٢٨٦

ذكر من روى حديث المنزلة في غير تبوك ٢٨٩

اعتراف الدهلوي بالمماثلة بين خلافة الأمير وخلافة هارون ١ - فيه رد على الرازي وجماعة ٢٩١

٢ - فيه ردّ على نفسه ردّ دعوى تقيّد خلافة الأمير بمدّة غيبة النبي ٢٩٢

٤١٦

ردّ أباطيل وأكاذيب لابن تيمية ٢٩٥

مجرّد صحة الإستثناء كاف في الدلالة على العموم ٢٩٩

الردّ على دعوى أنّ الإستثناء في هذا الحديث منقطع بين هذه الدعوى ومعيار العموم ٣٠٤

الأصل في هذه الدعوى هو التفتازانى ٣٠٥

لا يجوز الحمل على الإنقطاع إلّاعند تعذّر الإتّصال ٣٠٦

رجوع « إلّا أنّه لا نبي بعدي » إلى الإتصال بوجهين: ١ - الأصل فيه: إلّا النبوّة لأنّه لا نبيّ بعدي ٣١٠

٢ - إنّ « إلّا أنّه لا نبي بعدي » محمول على « إلّا النبوّة » ٣١٤

لا يصح الإستثناء المنقطع في الحديث لعدم شرطه ٣١٧

الحديث بلفظ « إلّا النبوّة » ٣٢٠

تنصيص العلماء على اتّصال الإستثناء فى الحديث ٣٢٤

إتّصال الإستثناء في كلام شرّاح الحديث ٣٢٦

إتّصال الإستثناء في كلام والد الدهلوي وتلميذه ٣٢٨

إتّصال الإستثناء في كلام الكابلي ٣٢٩

ردّ التمسّك بانتفاء الأخوة النّسبيّة لاثبات الانقطاع ٣٣١

رد التمسّك بانتفاء النبوّة لإثبات الإنقطاع ٣٣٤

ردّ التمسّك بانتفاء الأكبريّة والأفصحيّة لإثبات الإنقطاع ١ - على ضوء كلمات العلماء في معنى الحديث ٣٣٧

المراد من المنازل الفضائل النفسانيّة على ضوء ما قاله علماء الأدب في أحكام الإستثناء ٣٣٩

على ضوء حديث: لا تشدّ الرّحال إلّا وما قاله المحدّثون ٣٤٣

٢ - على ضوء قوله تعالى: ( قل لا أجد ) وما قاله المفسرون ٣٤٤

الردّ على ابن حجر في حكم العام المخصوص ٣٤٧

خلاصة وجوه دلالة لفظ المنزلة في الحديث على العموم ٣٥٣

٤١٧

وجوه أخرى في دلالة الحديث على عموم المنزلة ٣٥٩

١ - التشبيه يوجب العموم في المحلّ الذي يحتمله ٣٦١

٢ - كون الشيء بمنزلة الشيء يستلزم ترتب أحكامه عليه ٣٦٣

٣ - دلالة الحديث على العموم باعتراف عبد الحق الدهلوي ٤ - دلالته على العموم باعتراف الفخر الرازي ٣٦٥

٥ - الدلالة على العموم في كلام الدهلوي ٣٦٦

٦ - الدلالة على العموم في كلام ابن روزبهان ٣٦٨

٧ - الدلالات على العموم من كلام المولوي محمد إسماعيل ٣٦٩

٨ - الدلالة على العموم من كلام الخجندي على ضوء الحديث ٣٧٠

٩ - قوله « ص »: ما سألت الله لي شيئاً إلّا سألت لك مثله ٣٧١

١٠ - قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : علي نفسي ١١ - قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم له: انّك لتسمع ما أسمع ٣٧٥

١٢ - قوله « ص »: اللّهم اني أقول كما قال أخي موسى ٣٧٧

هل كانت الخلافة من منازل هارون؟ قال الدهلوي: لا نسلّم! ٣٨١

الرد على دعوى التنافي بين الخلافة والنبوة ١ - استلزامها لغويّة حديث المنزلة ٣٨٣

٢ - إنها تكذيب صريح لصريح القرآن ٣ - إنّها باطلة بإجماع المفسّرين ٣٨٤

٤ - إنّها مردودة بكلمات أرباب السّير والتواريخ ٣٨٧

٥ - إنّها منقوضة بتصريحات المتكلّمين ٣٨٨

٦ - إنّها ساقطة بتصريحات علماء الحديث ٣٩١

خلافة يوشع عن موسى سقوط إنكار الرّازي خلافة هارون في نهايته ٣٩٥

معنى خلافة هارون عند شراح الفصوص ٣٩٦

خلافة هارون في الرواية عن ابن عباس وغيره ٣٩٧

ذكر طائفة ممّن أثبت خلافة هارون ٣٩٨

نظرات في كلمات الرّازي ٤٠١

الفهرس ٤١١

٤١٨