نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ١٧

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار14%

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 418

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 418 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 225847 / تحميل: 9304
الحجم الحجم الحجم
نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ١٧

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

(٢٨)

رواية ابن مردويه

وأمّا رواية أحمد بن موسى بن مردويه، فستأتي كذلك.

(٢٩)

رواية أبي نعيم

ورواه أبو نعيم الإصبهاني بقوله: « حدثنا إبراهيم بن أحمد بن أبي حصين، ثنا محمد بن عبدالله الحضرمي، ثنا يزيد بن مهران، ثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش، عن أبي صالح عن أبي سعيد عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى.

غريب من حديث أبي بكر لم يروه عنه إلّايزيد »(١) .

وقال أبو نعيم: « حدّثنا عبدالله بن جعفر قال: ثنا إسماعيل بن عبدالله قال: ثنا إسماعيل بن أبان قال: ثنا أبو مريم عبد الغفار بن القاسم الأنصاري، عن أبي إسحاق، عن حبشي بن جنادة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لعليرضي‌الله‌عنه : أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبي بعدي.

غريب من حديث أبي إسحاق، تفرّد به إسماعيل بن أبان »(٢) .

(٣٠)

رواية ابن السّمان

وأمّا رواية إسماعيل بن علي المعروف بابن السمان، فستذكر فيما بعد إن شاء الله تعالى.

____________________

(١). حلية الأولياء ٨ / ٣٠٧.

(٢). حلية الأولياء ٤ / ٣٤٥، وانظر ٧ / ١٩٤ - ١٩٧.

٦١

(٣١)

رواية التّنوخي

ورواه أبو القاسم علي بن المحسّن التنوخي في كتابٍ له في جمع طرقه، وسيجيء إنْ شاء الله تعالى فيما بعد ذكره.

(٣٢)

رواية الخطيب البغدادي

ورواه أبو بكر الخطيب البغدادي في ( تاريخه ) حيث قال:

« محمد بن يوسف بن نوح البلخي. أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي أخبرنا أبو المفضل محمد بن عبدالله الشيباني بالكوفة، حدثنا محمد بن يوسف بن نوح البلخي القواذي، حدثنا أبي، حدثنا عيسى بن موسى الغنجاري، عن أبي حمزة محمد بن ميمون عن موسى بن أبي موسى الجهني قال:

قلت لفاطمة بنت علي: حدّثينا حديثاً. قالت: حدثتني أسماء بنت عميس: إن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبي بعدي »(١) .

وقال المتقي: « انما علي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبي بعدي. الخطيب عن عمر »(٢) .

____________________

(١). تاريخ بغداد ١٠ / ٤٣.

(٢). كنز العمال ١١ / ٦٠٧ رقم ٣٢٩٣٤. وفيه: إنّما على بمنزلة

٦٢

(٣٣)

رواية ابن عبد البر

ورواه أبو عمر يوسف بن عبد البرّ القرطبي في كتابه ( الإستيعاب ) وستأتي عبارته.

(٣٤)

رواية ابن المغازلي

ورواه أبو الحسن علي بن محمّد الجلابي المعروف بابن المغازلي الواسطي حيث روى:

بإسناده عن عامر بن سعد عن أبيه: « قال سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول لعلي بن أبي طالب: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبي بعدي. فأحببت أن أشافه بذلك سعداً، فلقيته فذكرت له ما ذكر لي عامر، فقال: نعم سمعته يقول. فقلت: أنت سمعته؟ فأدخل يده في اُذنيه قال: نعم وإلّا فاستكّتا »(١) .

وبإسناده إلى عامر بن سعد عن أبيه عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال لعلي: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبيّ بعدي »(٢) .

وبإسناده إلى سعيد بن المسيب قال: « سألت سعد بن أبي وقاص: هل سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبي بعدي إذ ليس معي نبي، فقلت: أسمعت منه هذا؟ فأدخل إصبعيه

____________________

(١). المناقب للمغازلي: ٢٧ رقم ٤٠.

(٢). المناقب للمغازلي: ٢٨ رقم ٤١.

٦٣

في أذنيه وقال: نعم وإلّا فاستكّتا »(١) .

وبإسناده إلى جابر قال: « غزا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم غزاة فقال لعلي: أخلفني في أهلي. فقال يا رسول الله، يقول الناس: خذل ابن عمّه، فردّدها عليه. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبي بعدي »(٢) .

وبإسناده إلى أنس بن مالك: « إن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبي بعدي »(٣) .

وبإسناده إلى إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه عن النبي صلّى الله عليه وسلّم: « إن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال لعلي هذه المقالة حين استخلفه، ألا ترضى أنْ تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبي بعدي »(٤) .

وبإسناده إلى عمرو بن ميمون عن ابن عباس قال: « خرج الناس في غزاة تبوك فقال علي للنبي صلّى الله عليه وسلّم: أخرج معك؟ فقال: بل أخلفني: ألا ترضى أنْ تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّك لست بنبي؟ »(٥) .

وبإسناده إلى الأعمش: « عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبي بعدي »(٦) .

وبإسناده إلى مصعب بن سعد عن أبيه قال: « قال لي معاوية: أتحبّ علياً؟

____________________

(١). المناقب للمغازلي: ٢٨ رقم ٤٢.

(٢). المناقب للمغازلي: ٢٩ رقم ٤٣.

(٣). المناقب للمغازلي: ٣٠ رقم ٤٤.

(٤). المناقب للمغازلي: ٣٠ رقم ٤٥.

(٥). المناقب للمغازلي: ٣٠ رقم ٤٦.

(٦). المناقب للمغازلي: ٣١ رقم ٤٧.

٦٤

قال: قلت: وكيف لا أحبّه وقد سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبي بعدي »(١) .

وبإسناده إلى سعيد بن المسيب عن سعد بن أبي وقاص: « إنّ النبي صلّى الله عليه وسلّم قال لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبيّ بعدي »(٢) .

وبإسناده إلى عبدالله بن مسعود قال: « قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى وخلّفه في أهله »(٣) .

(٣٥)

رواية شيرويه الدّيلمي

ورواه شيرويه بن شهردار الدّيلمي في كتابه ( فردوس الأخبار ) كما سيجىء فيما بعد.

(٣٦)

رواية البغوي

ورواه الحسين بن مسعود الفراء البغوي: « عن سعد بن أبي وقاص قال قال رسول اللهعليه‌السلام لعلي: أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبي بعدي »(٤) .

____________________

(١). المناقب للمغازلي: ٣١ رقم ٤٨.

(٢). المناقب للمغازلي: ٣٥ رقم ٥٤.

(٣). المناقب للمغازلي: ٣٦ رقم ٥٤.

(٤). مصابيح السنة ٤ / ١٧٠ رقم ٤٧٦٢.

٦٥

(٣٧)

رواية رزين العبدري

ورواه رزين بن معاوية العبدري في ( الجمع بين الصّحاح الستّة ) فقد قال ابن البطريق: « ومن الجمع بين الصحاح الستة لرزين في الجزء الثالث في ثلثه الأخير في باب مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، ومن صحيح أبي داود وهو كتاب السنن وصحيح الترمذي عن أبي سريحة وزيد بن أرقم: إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال لعلي: من كنت مولاه، فعليّ مولاه. وعن سعد: إن رسول الله ( ص ) قال لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبي بعدي. أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبي بعدي(١) .

وقال ابن المسيب: أخبرني بهذا عامر بن سعد عن أبيه، فأحببت أن أشافه به سعداً، فلقيته فقلت: أنت سمعت هذا من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟ فوضع إصبعيه على أُذنيه فقال: نعم وإلّا فاستكّتا »(٢) .

(٣٨)

رواية العاصمي

ورواه أحمد بن محمد بن علي العاصمي بقوله:

« أخبرني شيخي محمد بن أحمدرحمه‌الله قال: أخبرنا علي بن إبراهيم قال: حدثنا محمد بن يزيد قال: حدثنا أحمد بن نصر قال: حدثنا أبو نعيم قال حدثنا فطر عن عبدالله بن شريك العامري قال سمعت عبدالله بن رقيم الكناني قال: قدمنا المدينة فلقينا سعد بن مالك. قال: خرج رسول الله صلّى الله عليه

____________________

(١). العمدة لابن بطريق: ١٣٢ رقم ١٨٥.

(٢). العمدة لابن بطريق: ١٣٢ رقم ١٨٦.

٦٦

وسلّم إلى تبوك وخلّف علياً. فقال له علي: يا رسول الله خرجت وخلّفتني؟ قال: أما ترضى أنْ تكون بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبي بعدي.

وفيما حدّث إبراهيم بن أبي صالح عن جعفر بن عون، عن موسى الجهني قال: أدركت فاطمة بنت علي - وقد أتى لها من السنّ ثمانون سنة - فقلت لها: تحفظين عن أبيك شيئاً؟ قالت: لا ولكن أخبرتني أسماء بنت عميس أنّها سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبي بعدي.

وأخبرني شيخي محمد بن أحمدرحمه‌الله قال: أخبرنا أبو سعيد الرازي الصّوفي قال: أخبرنا أبو أحمد بن منّه قال: أخبرنا أبو جعفر الحضرمي قال حدثنا الحسن بن علي الحلواني قال: حدثنا نصر بن حماد قال: حدثنا شعبة عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيّب قال: سمعت سعد بن أبي وقاص يقول: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: أنت مني بمنزلة هارون من موسى لعلي بن أبي طالب.

وأخبرني شيخي محمد بن أحمدرحمه‌الله قال: أخبرنا أبو سعيد الرازي قال: أخبرنا أبو أحمد بن منّه قال: أخبرنا الحضرمي قال حدثنا يزيد بن مهران قال حدثنا أبو بكر ابن عياش عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد عن النبيعليه‌السلام مثله.

وأخبرني شيخي محمد بن أحمدرحمه‌الله قال: أخبرنا علي بن إبراهيم ابن علي قال: حدثنا أبو عمرو بن مطر قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم التونجاني بهمدان قال حدثنا يونس بن حبيب الأصفهاني قال: حدثنا أبو داود الطيالسي قال أخبرنا شعبة عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن سعد بن أبي وقاص عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: علي مني بمنزلة هارون من موسى.

٦٧

أخبرني شيخي محمد بن أحمدرحمه‌الله قال: أخبرنا علي بن إبراهيم قال حدثنا أبو الطيب الحنّاط قال: حدثنا الحسين بن الفضل قال: حدثنا سليمان بن داود الهاشمي قال حدثنا يوسف بن الماجشون قال أخبرني محمد بن المنكدر عن سعيد بن المسيب عن عامر بن سعد عن أبيه سعد بن أبي وقاص: إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه ليس معي نبي. قال سعيد: فأحببت أنْ أشافه بذلك سعداً، فأتيته فذكرت ذلك له، ولعامر وإنّ عامراً قال نعم سمعت. قلت: أنت سمعت؟ قال: فأدخل إصبعيه أذنيه قال: نعم وإلّا فاستكّتا.

وأخبرنا محمد بن أبي زكريارحمه‌الله قال: أخبرنا أبو بكر العدل قال أخبرنا أبو العباس الدغولي وأبو علي إسماعيل بن محمد الصفار البغدادي قال الدغولي أخبرنا - وقال الصفار حدثنا - أبو قلابة عبد الملك بن محمد بن عبدالله الرقاشي قال: سمعت أبا حفص الصيرفي قال قال عبد الرحمن بن مهدي:

هاتوا عن سعدٍ في هذا الحديث حديثاً صحيحاً.

فجعلت اُحدّثه عن فلان وفلان.

فسكت.

فقلنا: حدثنا محمد بن جعفر ويحيى بن سعيد القطّان قالا: حدثنا شعبة عن الحكم عن مصعب بن سعد أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال لعلي في غزوة تبوك: أما ترضى أنْ تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبي بعدي.

قال: فكأنما ألقمته حجراً.

قال أبو بكر: أخرجاه جميعاً »(١) .

____________________

(١). زين الفتى في تفسير هل أتى - مخطوط.

٦٨

(٣٩)

رواية عمر الملاّ

ورواه عمر بن محمد بن خضر الأردبيلي المعروف بالملّا في كتابه ( وسيلة المتعبدين ) كما ستعرف.

(٤٠)

رواية ابن عساكر

ورواه ابن عساكر الدمشقي في ( تاريخ دمشق ) بأسانيد كثيرة جداً وبألفاظٍ مختلفة، حتى ظنّ غير واحدٍ من الأعلام أنه قد استوعب طرقه

وإليك نصوص رواياته:

« أخبرنا أبو الحسن السُّلَمي، نا عبد العزيز التميمي، أنا علي بن موسى بن الحسين، أنا أبو سليمان بن زبر، نا محمد بن يوسف الهروي، نا محمد بن النعمان بن بشير، نا أحمد بن الحسين بن جعفر الهاشمي اللهبي، حدثني عبد العزيز بن محمد، عن حزام بن عثمان، عن عبد الرحمن ومحمد ابني جابر بن عبدالله، عن أبيهما جابر بن عبدالله الأنصاري قال:

جاءنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ونحن مضطجعون في المسجد وفي يده عسيب رطب فضربنا وقال: « أترقدون في المسجد، إنّه لا يرقد فيه أحدٌ »، فأجفلنا وأجفل معنا علي بن أبي طالب، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: « تعال يا عليّ إنّه يحلّ لك في المسجد ما يحلّ لي، يا علي ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ النبوة، والذي نفسي بيده إنّك لتذودنّ عن حوضي يوم القيامة رجالاً كما يذاد البعير الضالّ عن الماء بعصاً معك من

٦٩

عَوسجِ، كأنّي أنظر إلى مقامك من حوضي ».

أخبرناه عالياً أبو المظفر بن القُشيري، وأبو القاسم الشّحّامي، قالا: أنا محمد بن عبد الرحمن، أنا أبو سعيد محمد بن بشر، نا محمد بن إدريس، نا سويد بن سعيد، نا حفص بن مَيْسَرة، عن حزام بن عثمان، عن ابن جابر - أراه عن جابر - قال: جاء رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ونحن مضطجعون في المسجد، فضربنا بعسيب في يده فقال: « أترقدون في المسجد، إنّه لا يرقد فيه »، فأجفلنا، وأجفل علي، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: « تعالَ يا علي، إنّه يحلّ لك في المسجد ما يحلّ لي، ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلّا النبوة، والذي نفسي بيده إنّك لذوّاد عن حوضي يوم القيامة، تذود كما يذاد البعير الضال عن الماء بعصاً لك من عوسج، كأني أنظر إلى مقامك من حوضي ».

أخبرنا أبو المظفر القُشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان. ح وأخبرتنا ام المجتبى قالت: قُرىء على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرىء.

قالا: أنا أبو يعلى، نا أبو هشام - زاد ابن حمدان: الرفاعي - نا ابن فضيل، عن سالم بن أبي حفصة، عن عطية، عن أبي سعيد - زاد ابن حمدان: الخُدري - أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال لعليّ: « لا يحلّ لأحد أن يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك ».

أخبرنا أبو البركات الزيدي، أنا أبو الفرج الشاهد، أنا أبو الحسين النحوي، أنا محمد بن القاسم المـَخلدي، نا عبّاد بن يعقوب، أنا أبو عبد الرحمن، عن كثير النّوّا، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: « لا يصلح - أو لا يحل - لأحد أن يجنب في المسجد

٧٠

غيري وغيرك يا علي ».

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن البنّا، أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا عبدالله بن سليمان بن الأشعث، نا عبدالله بن محمد بن خلّاد، نا أبو نعيم، نا عبد الملك بن أبي غنيّة، عن أبي الخطاب عمر الهَجَري، عن محدوج، عن جسرة بنت دَجاجة قالت: أخبرتني أم سلمة قالت: خرج النبي صلّى الله عليه وسلّم من بيته حتى انتهى إلى صرح المسجد، فنادى بأعلى صوته: « إنّه لا يحلّ المسجد لجُنُب ولا لحائض إلّالمحمد صلّى الله عليه وسلّم وأزواجه، وعليّ وفاطمة بنت محمد صلّى الله عليه وسلّم [ ألا هل بينت [ لكم الأسماء أن تضلّوا ».

أخبرنا أبو علي بن السبط، وأبو بكر المقرىء، وأبو عبدالله البارع، وأبو غالب عبدالله بن أحمد بن بركة السمسار، قالوا: أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا علي بن عمر بن محمد الحربي، نا جعفر بن أحمد بن محمد بن الصّبّاح، نا أحمد بن عبدة، نا الحسن بن صالح بن الأسود، عن عمّه منصور بن الأسود، عن عمر بن عُمير الهَجري، عن عروة بن فيروز، عن جسرة، عن أمّ سلمة قالت:

خرج النبي صلّى الله عليه وسلّم حتى إذا كان بصحن المسجد - أو قال بصرحة المسجد - نادى: « ألا إنّي لا أحلّ المسجد لجُنب ولا حائض إلّا لمحمد وأزواجه، وعليّ وفاطمة، ألا هل بينت لكم الأسماء أن تضلّوا ».

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا الأمير معتزّ الدولة أبو المكارم حيدرة بن الحسين بن مُفلح، أنا أبو عبدالله الحسين بن عبدالله بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم الأطرابلسي بدمشق، أنا خال أبي الحسين خيثمة بن سليمان بن حيدرة القرشي، نا محمد بن الحسين الحسني، نا مخول بن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه وعمه، عن

٧١

أبيهما، عن(١) أبي رافع أن النبي صلّى الله عليه وسلّم خطب الناس فقال:

« يا أيها الناس إنّ الله أمر موسى وهارون أن يتبوّآ لقومهما بيوتاً، وأمرهما أن لا يبيت في مسجدهما جُنُب ولا يقربوا فيه النساء إلّاهارون وذريته، ولا يحلّ لأحدٍ أن يعرك النساء في مسجدي هذا، ولا يبيت فيه جنب إلّاعلي وذريته ».

أخبرنا أبو العزّ بن كادش، أنا القاضي أبو الطيّب الطّبري، أنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد الحربي، نا محمد بن محمد الباغندي، نا أحمد بن منيع البغوي، نا أبو أحمد الزبيري، نا عبدالله بن حبيب بن أبي ثابت عن حمزة بن عبدالله، عن أبيه، عن سعد بن أبي وقاص قال:

خرج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في غزوة تبوك وخلف علياً، فقال له علي: أتخلفني؟ قال: « أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبي بعدي ».

أخبرنا أبو عبدالله الخلّال، أنا سعيد بن أحمد، أنا أبو الفضل الفامي، أنا أبو العبّاس السّرّاج، نا الفضل بن سهل.

وأخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو المفضل عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد الزهري، نا عبدالله بن إسحاق المدائني، نا أحمد بن مَنيع، قالا: نا أبو أحمد الزبيري، نا عبدالله بن حبيب بن أبي حبيب - وفي حديث الخَلّال: ابن أبي ثابت - عن حمزة بن عبدالله، عن أبيه، عن سعد قال:

لما خرج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في غزوة تبوك خلّف علياً، فقال له: أتخلّفني؟ فقال له: « أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلّا أنه لا نبي بعدي ».

____________________

(١). كذا، والصحيح زيادة « عن ».

٧٢

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي، أنا أبو الحسن بن أبي الحسين، نا أبو بكر يوسف بن القاسم الميانجي، أنا أحمد بن جعفر بن نصر الجمال، نا أحمد بن الصّبّاح بن أبي شُريح.

ح وأخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر، أنا الحسن بن علي.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن الحُصين، أنا أبو علي بن المـُذهب، قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبدالله بن أحمد، حدّثني أبي، قالا: نا أبو أحمد الزبيري، نا عبدالله بن حبيب بن أبي ثابت، عن حمزة بن عبدالله، عن أبيه، عن سعد قال:

لما خرج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في تبوك خلّف علياً، فقال: أتخلفني؟ فقال: « أما - وفي حديث أحمد: في غزوة تبوك خلف علياً فقال له: أتخلفني؟ فقال له: « أما ترضى أنْ تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبي بعدي ».

أخبرنا أبو علي بن السّبط، أنا أبو محمد الجوهري.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن الحُصين، أنا أبو علي الواعظ، قالا: أنا أبو بكر القطيعي، نا عبدالله بن أحمد، حدّثني أبي، نا سفيان، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المـُسيّب، عن سعد.

أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال لعلي: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى » قيل لسفيان: « غير أنه لا نبيّ بعدي »؟ قال: [ قال: ] نعم.

وحدّثني أبي، نا عبد الرّزاق، نا مَعْمَر، عن قتادة، وعلي بن زيد بن جُدعان قالا: نا ابن المسيّب، حدثني ابنٌ لسعد بن أبي وقاص، حدثنا عن أبيه قال: فدخلت على سعد فقلت: حديثاً حدثنيه [ عنك ] حين استخلف رسول الله صلّى الله عليه وسلّم علياً على المدينة، فغضب وقال: من حدّثك به؟ فكرهت أن أخبره أن ابنه حدّثنيه، فيغضب عليه، ثم قال: إن رسول الله صلّى الله عليه

٧٣

وسلّم حين خرج في غزوة تبوك استخلف علياً على المدينة، فقال علي: يا رسول الله ما كنت أحب أن تخرج وجهاً إلّا وأنا معك، فقال: « أو ما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبيّ بعدي ».

هذا الابن الذي لم يسمّ في هذا الحديث هو عامر بن سعد.

أخبرنا أبو السعود بن المـُجلي، نا أبو الحسين بن المهتدي، نا أبو حفص ابن شاهين.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو القاسم التّنوخي، نا القاضي علي بن الحسن الجرّاحي، وأبو عمر محمد بن العبّاس بن حيّوية الخزّاز، قالوا: نا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، نا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، نا حمّاد بن زيد، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيّب، عن عامر ابن سعد عن سعد قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لعلي: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى »، فلقيت سعداً، فقلت: إن عامراً حدّثني عنك، فقال سعد: إنْ لم أكن سمعته من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وإلّا فاستكتا. واللفظ لحديث ابن الحصين، والآخر نحوه.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، نا أبو محمد الجوهري، أنا أبو العبّاس عبدالله بن موسى بن إسحاق، نا محمد بن محمد بن أبي الشوارب، نا حمّاد بن زيد - يعني عن علي بن زيد - عن سعيد بن المسيّب، عن عامر بن سعد، عن سعد بن أبي وقّاص، قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لعلي بن أبي طالب: « أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبيّ بعدي ».

قال سعيد بن المسيّب، فلقيت سعد بن أبي وقّاص، فقلت: إنّ عامراً

٧٤

أخبرني عنك بكذا، فأصغى إلى أذنيه قال: فقال: صكتا إنْ لم أكن سمعته من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر، أنا أبو محمد الجوهري.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن الحُصين، أنا أبو علي بن المـُذهب.

قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبدالله بن أحمد، حدثني أبي، نا محمد بن جعفر، نا شعبة، عن علي بن زيد قال: سمعت سعيد بن المسيّب قال:

قلت لسعيد بن مالك: إنّك إنسان فيك حدة، وأنا أريد أن أسألك فقال: ما هو؟ قال: قلت: حديث علي؟ قال: فقال: إنّ النبي صلّى الله عليه وسلّم قال لعلي: « أما ترضى أن تكون منيّ بمنزلة هارون من موسى » قال: رضيت رضيت، ثم قال: بلى، بلى.

أخبرنا أبو محمد السّيّدي، وأبو القاسم الشّحّامي، قالا: أنا أبو سعد الجَنْزَرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو العبّاس الحسن بن سفيان، نا عبيد الله بن مُعاذ.

ح وأخبرنا أبو المظفّر بن القُشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح وأخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر ابن المقرىء.

قالا: أنا أبو يعلى، أنا عبيد الله بن مُعاذ - زاد ابن المقرىء: العَنبري.

نا أبي، نا شعبة، عن علي بن زيد - زاد أبو يعلى: قال شعبة قبل أن يختلط وقالا: قال: سمعت سعيد بن المسيّب قال: سمعت سعد بن مالك - وفي حديث ابن المقرىء: سعد بن أبي وقاص - يقول:

خلّف النبي صلّى الله عليه وسلّم علياً، فقال: أتخلّفني؟ فقال: « ألا - وقال

٧٥

أبو يعلى: أما - ترضى أن تَكون مني بمنزلة هارون من موسى، غير أنه لا نبيّ بعدي »، قال: رضيتُ، رضيتُ.

أخبرناه أبو عبدالله الفُراوي، وأبو محمد السّيّدي، قالا: أنا أبو عثمان البَحيري، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا الحسن بن سفيان، نا عبيد الله بن مُعاذ بن معاذ العَنبري، نا أبي، نا شعبة، عن علي بن زيد قال: سمعت سعيد بن المسيّب يقول: سمعت سعد بن مالك يقول:

خلّف النبي صلّى الله عليه وسلّم علياً، فقال: أتخلّفني؟ فقال: « ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلّا أنه لا نبي بعدي »، قال: رضيتُ، رضيتُ.

أخبرنا أبو المظفر بن القُشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح وأخبرنا أبو سهل بن سعدويه، وأبو عبدالله الأديب، قالا: أنا إبراهيم ابن منصور، أنا أبو بكر بن المقرىء، قالا: أنا أبو يعلى، أنا أبو خيثمة - وفي حديث ابن المقرىء: نا زهير - نا عفّان، نا حمّاد، عن علي بن زيد، عن سعيد - زاد ابن حمدان: ابن المسيّب - قال: قلت لسعد بن مالك:

إنّي أريد أن أسألك عن حديث، وأنا أهابك أن أسألك عنه، فقال: لا تفعل يا ابن أخي، إذا علمتَ أنّ عندي علماً تسألني عنه فلا تهابني، قلت: - وقال ابن حمدان: قال: قلت: - قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لعلي حين خلّفه بالمدينة في غزوة تبوك - زاد ابن المقرىء: قال سعد: نعم، خلف رسول الله صلّى الله عليه وسلّم علياً بالمدينة في غزوة تبوك، ثم اتفقا فقال: يا رسول الله تخلّفني في الخالفة: النساء - وقال ابن حمدان: في النساء والصبيان؟ - قال: « أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى »؟ قال: بلى يا رسول الله،

٧٦

قال: فأدبر عليّ مسرعاً

وكذا رواه أحمد بن المنكدر.

[ أخبرنا أبو بكر ] محمد بن الحسين، أنا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو القاسم عبيد الله، نا أحمد بن محمد بن سعيد، نا جعفر بن عبدالله المحمدي، حدثني أبي محمد بن عبدالله، حدثني إسحاق بن جعفر بن محمد، حدثني عبدالله بن حسين بن عطاء بن يسار، حدثني محمد بن المنكدر قال: سمعت سعيد بن المسيّب، حدثني عامر بن سعد، عن أبيه، فلقيت سعداً فسألته، فقال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول لعلي: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبي بعدي ».

أخبرناه أبو محمد إسماعيل بن أبي القاسم ابن أبي بكر، أنا عمر بن أحمد بن عمر بن محمد بن مسرور، أنا أبو أحمد التميمي الحسين بن علي، أنا أبو القاسم البغوي، نا عبيد الله بن عمر القواريري، نا يوسف بن عبدالله بن الماجشون، أخبرني محمد بن المنكدر، عن سعيد بن المسيّب، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال:

سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول لعلي: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه ليس بعدي نبي ».

فأحببتُ أن أشافه بذلك سعداً، فلقيته، فسألته عما ذُكر لي فقال: نعم سمعته، قال: قلتُ: أنت سمعته؟ فأدخل إصبعيه في أذنيه وقال: نعم، وإلّا فاستكتا.

أخبرناه أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسين محمد بن عبد الرحمن بن عثمان التميمي، أنا أبو بكر يوسف بن القاسم الميانجي.

ح وأخبرنا أبو محمد السّيّدي، أنا أبو عثمان البَحيري.

٧٧

ح وأخبرنا أبو المظفر بن القُشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي.

قالا: أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح وأخبرنا أبو سهل بن سعدويه، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرىء.

قالوا: أنا أبو يعلى الموصلي، نا سعيد بن مُطرف الباهلي - زاد الميانجي: أبو كثير - نا يوسف بن يعقوب - يعني الماجشون - عن ابن المنكدر، عن سعيد ابن المسيّب، عن عامر بن سعد، عن أبيه سعد أنه قال:

سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول لعلي: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلّا أنه ليس بعدي نبي ».

قال سعيد: فأحببتُ أن أشافه بذلك سعداً، فلقيته، فذكرتُ له ما ذكر لي عامر، فقلت له: - زاد البَحيري: سمعته؟ - وقالوا: فقال: نعم، سمعته، فقلت: أنتَ سمعته؟ فأدخل يديه في أذنيه - وقال البحيري: إصبعيه في أذنيه - ثم قال: نعم وإلّا فاستكتا.

لفظهم قريب.

وروي عن ابن المنكدر عن سعيد عن إبراهيم بن سعد بدلاً عن عامر.

أخبرناه أبو عبدالله الخلّال، أنا سعيد بن أحمد العيّار، أنا أبو الفضل عبيد الله بن محمد الفامي، نا محمد بن إسحاق السرّاج، نا عمر بن محمد بن الحسن الأسدي، نا أبي، نا عبد العزيز بن أبي سلمة، عن محمد بن المنكدر، عن سعيد بن المسيّب، أخبرني إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه.

أنه سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول لعلي: « أما ترضى أن تكون منّي بمكان هارون من موسى إلّا النبوة ».

قال سعيد: فلم أرضَ بقول إبراهيم حتى لقيتُ سعداً، فقلت: أأنت سمعت

٧٨

من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟ فقال: نعم، وإلّا فاصطكتا.

ويُروى عن ابن المنكدر عن ابن المسيّب عن سعدٍ نفسه.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أحمد بن منصور، أنا أبو الفضل الفامي، أنا أبو العبّاس الحسن، نا إبراهيم بن عبدالله بن حاتم الهروي محمد ابن المنكدر عن سعيد بن المسيّب.

أنه سأل سعد بن أبي وقاص [ هل سمعت رسول الله ] صلّى الله عليه وسلّم يقول لعلي: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنه لا نبي بعدي »؟ قال: نعم، ذلك سمعته من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: فأدخل إصبعيه في أذنيه، قال: نعم وإلاّ فاستكتا.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسَلّم، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أحمد بن سليمان، نا حسن بن غياث، نا عن الهروي عن محمد بن المنكدر، عن سعيد بن المسيّب، عن سعد بن أبي وقّاص أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال لعلي: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى ».

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الفضل عمر بن عبيد الله [ بن عمر، وأبو محمد بن أبي عثمان ].

ح وأخبرنا أبو محمد بن طاوس، أنا أبو [ الغنائم بن أبي عثمان [ ] أنبأنا أبو محمد عبدالله ] بن عبيد الله بن يحيى بن زكريا البيع، نا أبو عبدالله المحاملي، نا علي بن مسلم، نا يوسف بن يعقوب الماجشون، أخبرني محمد بن المنكدر، عن سعيد بن المسيّب قال:

سألت سعد بن أبي وقّاص: هل سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول لعلي: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبي بعدي » - أو ليس

٧٩

معي نبي - فقلت: أسمعت هذا، فأدخل إصبعيه في أذنيه، قال: نعم، وإلّا فاستكتا.

وأخبرناه أبو بكر محمد بن الحسين، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أحمد بن محمد بن عبدالله بن أحمد بن القاسم بن جامع الدهان، نا أبو علي محمد بن سعيد بن عبد الرحمن الرقي الحافظ، نا محمد بن يحيى بن كثير الرقي، نا يحيى بن عبد الحميد الحمّاني، نا داود بن كثير الرقي، نا محمد بن المنكدر، عن سعيد بن المسيّب، قال: سمعت سعداً يقول: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: « علي مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبيّ بعدي ».

وهكذا رواه ابن المسيّب قتادة وعليّ بن الحسين، ويحيى بن سعيد، وصفوان بن سُليم المديني.

فأما حديث قتادة:

فأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، وأبو القاسم بن البُسري.

ح وأخبرنا أبو منصور موهوب بن أحمد بن محمد بن الخضر، وأبو الحسين أحمد بن محمد بن الطّيّب، قالا: أنا أبو القاسم بن البُسري.

ح وأخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، أنا عبد العزيز بن علي ابن أحمد بن الحسين، قالوا: أنا أبو طاهر المخَلّص.

ح وأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، وأبو البركات الأنماطي، وأبو عبدالله يحيى بن الحسن، وأبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن محمد بن البخاري، وأبو الدرّ ياقوت بن عبدالله، قالوا: أنا أبو محمد الصّريفيني.

[ ح وأخبرناه أبو العز بن كادش، أنا أبو الحسين محمد بن محمد بن علي الوراق ].

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ) (١) وقال جل ثناؤه:( فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ ) (٢) وقال تبارك وتعالى:( وَمَن يَتَّقِ اللهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا ) (٣) قال: وقال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : إنّ حبّ الشرف والذكر لا يكونان في قلب الخائف الراهب.

[ ٢٠٣٢٧ ] ٩ - محمّد بن علي بن الحسين( عليه‌السلام ) قال: من ألفاظ رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : رأس الحكم مخافة الله عزّ وجلّ.

[ ٢٠٣٢٨ ] ١٠ - وبإسناده عن الحسين بن زيد(٤) ، عن علي بن غراب قال: قال الصادق جعفر بن محمّد( عليه‌السلام ) : من خلا بذنب فراقب الله تعالى فيه واستحيى من الحفظة غفر الله عزّ وجلّ له جميع ذنوبه وإن كانت مثل ذنوب الثقلين.

[ ٢٠٣٢٩ ] ١١ - وفي( معاني الأخبار) عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن علي بن محمّد القاساني، عمّن ذكره، عن عبدالله بن القاسم الجعفي، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: سمعته يقول: الخائف من لم تدع له الرهبة لساناً ينطق به.

[ ٢٠٣٣٠ ] ١٢ - وعن محمّد بن الحسن، عن الصفار، عن أحمد بن

____________________

(١) فاطر ٣٥: ٢٨.

(٢) المائدة ٥: ٤٤.

(٣) الطلاق ٦٥: ٢.

٩ - الفقيه ٤: ٢٧١ / ٨٢٨.

١٠ - الفقيه ٤: ٢٩٤ / ٨٩١.

(٤) في المصدر: الحسين بن يزيد.

١١ - معاني الأخبار: ٢٣٨ / ١.

١٢ - معاني الأخبار: ٣١٤ / ١، وأورد قطعة منه في الحديث ١٣ من الباب ٢٣ من أبواب مقدّمة العبادات، وأخرى في الحديث ٧ من الباب ٥٤ من أبواب الوضوء.

٢٢١

محمّد، عن البرقي، عن هارون بن الجهم، عن المفضل بن صالح، عن سعد الإِسكاف، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) - في حديث - قال: وأمّا المنجيات فخوف الله في السر والعلانية، والقصد في الغنى والفقر، وكلمة العدل في الرضا والسخط.

ورواه البرقي في( المحاسن) بالإِسناد (١) .

[ ٢٠٣٣١ ] ١٣ - وفي( العلل) عن أبيه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن ابن عباس، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إنّ قوما أصابوا ذنوباً فخافوا منها وأشفقوا فجاءهم قوم آخرون فقالوا: ما لكم؟ فقالوا: إنا أصبنا ذنوبا فخفنا منها وأشفقنا، فقالوا لهم: نحن نحملها عنكم. فقال الله تعالى يخافون وتجترئون عليّ؟! فأنزل الله عليهم العذاب.

وفي( عقاب الأعمال) عن أبيه، عن سعد، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن أبي عمير، عن حفص بن البختري قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) وذكر نحوه(٢) .

ورواه البرقى في( المحاسن) عن أبيه، عن ابن أبي عمير مثله (٣) .

[ ٢٠٣٣٢ ] ١٤ - الحسن بن محمّد الطوسي في( مجالسه) عن أبيه، عن محمّد بن محمّد، عن محمّد بن عمر الجعابي، عن أحمد بن محمّد بن سعيد، عن محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم، عن عمّ أبيه الحسين بن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنين ( عليهم‌السلام )

____________________

(١) المحاسن: ٤ / ٤.

١٣ - علل الشرائع: ٥٢٢ / ٥.

(٢) عقاب الأعمال: ٢٨٨ / ١.

(٣) المحاسن: ١١٦ / ١٢٠.

٤ - أمالي الطوسي ١: ٢١١.

٢٢٢

قال: إن المؤمن لا يصبح إلّا خائفاً وإن كان محسناً، ولا يمسي إلّا خائفاً وإن كان محسناً، لأنّه بين أمرين: بين وقت قد مضى لا يدري ما الله صانع به؟ وبين أجل قد اقترب لا يدري ما يصيبه من الهلكات؟ ألا وقولوا خيراً تُعرفوا به، واعملوا به تكونوا من أهله، صلوا أرحامكم وإن قطعوكم، وعودوا بالفضل على من حرمكم، وأدّوا الأمانة إلى من ائتمنكم، وأوفوا بعهد من عاهدتم، وإذا حكمتم فاعدلوا.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(١) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٢) .

١٥ - باب استحباب كثرة البكاء من خشية الله

[ ٢٠٣٣٣ ] ١ - محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن شعيب بن واقد، عن الحسين بن زيد، عن الصادق، عن آبائه، عن النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) - في حديث المناهي - قال: ومن ذرفت عيناه من خشية الله كان له بكلّ قطرة قطرت من دموعه، قصر في الجنة مكلّل بالدر والجوهر، فيه ما لا عين رأت، ولا أُذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.

وفي( عقاب الأعمال) بإسناد تقدّم في عيادة المريض (٣) عن رسول الله

____________________

(١) تقدم في الحديثين ٢، ١٢ من الباب ٤، وفي الحديثين ٢، ٤ من الباب ٧، وفي الحديث ١ من الباب ٩، وفي الباب ١٣ من هذه الأبواب، وفي الحديث ١٣ من الباب ١١ من أبواب آداب الصائم، وفي الحديث ٢ من الباب ١٣٥ من أبواب أحكام العشرة.

(٢) يأتي في الحديث ٥ من الباب ٢٠، وفي الحديث ٤ من الباب ٢٣، وفي الحديث ٢ من الباب ٣٦، وفي الحديث ٢ من الباب ٤٣، وفي الحديث ١٤ من الباب ٦٢، وفي الحديثين ٣، ٦ من الباب ٩٦ من هذه الأبواب، وفي الحديث ٨ من الباب ١٤ من أبواب الأمر بالمعروف.

الباب ١٥

فيه ١٥ حديثاً

١ - الفقيه ٤: ١٠ / ١.

(٣) تقدم في الحديث ٩ من الباب ١٠ من أبواب الاحتضار.

٢٢٣

(صلى‌الله‌عليه‌وآله ) نحوه(١) .

[ ٢٠٣٣٤ ] ٢ - وفي( المجالس) عن محمّد بن موسى بن المتوكل، عن عبدالله بن جعفر الحميري، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب (٢) ، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله الصادق جعفر بن محمّد( عليهما‌السلام ) قال: كان فيما وعظ الله به عيسى بن مريم( عليه‌السلام ) ان قال: يا عيسى أنا ربّك ورب آبائك الأولين - إلى أن قال: - يا عيسى ابن البكر البتول ابك على نفسك بكاء من قد ودع الأهل، قلى الدنيا، وتركها لأهلها وصارت رغبته فيما عند الله.

[ ٢٠٣٣٥ ] ٣ - وفي( العلل) عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمّد، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن أحمد بن الحسن الميثمي، عمّن ذكره، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: كان اسم نوح( عليه‌السلام ) عبدالغفار(٣) ، وإنّما سمي نوحاً لأنّه كان ينوح على نفسه.

[ ٢٠٣٣٦ ] ٤ - وعن محمّد بن الحسن، عن الصفار، عن أحمد بن محمّد، عن ابن أبي نجران، عن سعيد بن جناح، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: اسم نوح عبدالملك، وإنّما سمي نوحاً لأنّه بكى خمسمائة سنة.

[ ٢٠٣٣٧ ] ٥ - وعن أبيه، عن محمّد بن يحيى، عن الحسين بن

____________________

(١) عقاب الأعمال: ٣٤٤.

٢ - أمالي الصدوق: ٤١٦ / ١، وأورد مثله عن عدّة الداعي في الحديث ١٣ من الباب ٢٩ من أبواب الدعاء.

(٢) في المصدر زيادة: عن علي بن أسباط.

٣ - علل الشرائع: ٢٨ / ١.

(٣) فيه دلالة على أن نوحاً عربي. ( منه. قدّه ).

٤ - علل الشرائع: ٢٨ / ٢.

٥ - علل الشرائع: ٢٨ / ٣.

٢٢٤

الحسن بن أبان، عن محمّد بن أُرومة، عمّن ذكره، عن سعيد بن جناح، عن رجل، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: كان اسم نوح عبدالأعلى، وإنّما سمّي نوحاً لأنّه بكىٰ خمسمائة عام.

قال الصدوق: هذه الأخبار متّفقة تثبت له التسمية بالعبودية وهو عبدالغفار والملك والأعلى.

[ ٢٠٣٣٨ ] ٦ - وفي( ثواب الأعمال) عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمّد بن عيسى وإبراهيم بن هاشم والحسن بن علي الكوفي، عن الحسين بن سيف (١) ، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : ليس شيء إلّا وله شيء يعدله إلّا الله فإنّه لا يعدله شيء، ولا إله إلّا الله لا يعدله شيء، ودمعة من خوف الله فإنّه ليس لها مثقال، فإن سالت على وجهه لم يرهقه قتر ولا ذلّة بعدها أبداً.

[ ٢٠٣٣٩ ] ٧ - وعن الحسين بن أحمد بن إدريس، عن أبيه، عن عبدالله بن محمّد بن عيسى، عن أبيه، عن عبدالله بن المغيرة، عن إسماعيل بن أبي زياد، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه( عليهما‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : طوبىٰ لصورة نظر الله إليها تبكي على ذنب من خشية الله لم يطلع على ذلك الذنب غيره.

وعن محمّد بن الحسن، عن الصفار، عن إبراهيم بن هاشم، عن عبدالله بن المغيرة مثله(٢) .

____________________

٦ - ثواب الأعمال: ١٧ / ٦، واورد صدره في الحديث ٥ من الباب ٤٤ من أبواب الذكر.

(١) « الحسن بن سيف » ليس في المصدر.

٧ - ثواب الأعمال: ٢٠٠ / ٢.

(٢) ثواب الأعمال: ٢١١ / ٢.

٢٢٥

[ ٢٠٣٤٠ ] ٨ - وبهذا الإِسناد قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : كلّ عين باكية يوم القيامة إلّا ثلاثة أعين: عين بكت من خشية الله، وعين غضت عن محارم الله، وعين باتت ساهرة في سبيل الله.

[ ٢٠٣٤١ ] ٩ - وعن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن محبوب، عن أبي أيوب، عن الرضا( عليه‌السلام ) (١) قال: كان فيما ناجىٰ الله به موسى( عليه‌السلام ) أنّه ما تقرب إليّ المتقربون بمثل البكاء من خشيتي، وما تعبّد لي المتعبّدون بمثل الورع عن محارمي، ولا تزيّن لي المتزينون بمثل الزهد في الدنيا عمّا يهمّ الغنىٰ عنه، فقال موسى: يا أكرم الأكرمين فما أثبتهم على ذلك؟ فقال: يا موسى أمّا المتقربون لي بالبكاء من خشيتي فهم في الرفيق الأعلى لا يشركهم فيه أحد، وأمّا المتعبّدون لي بالورع عن محارمي فإنّي أُفتش الناس عن أعمالهم ولا أُفتشهم حياء منهم، وأما المتزينون لي(٢) بالزهد في الدنيا فإني أُبيحهم(٣) الجنّة بحذافيرها يتبوؤن منها حيث يشاؤون.

[ ٢٠٣٤٢ ] ١٠ - وفي( عيون الأخبار) عن محمّد بن القاسم المفسر الجرجاني، عن أحمد بن الحسن الحسيني، عن الحسن بن علي العسكري، عن آبائه ( عليهم‌السلام ) قال: قال الصادق( عليه‌السلام ) : إن الرجل ليكون بينه وبين الجنّة أكثر مما بين الثرى إلى العرش لكثرة ذنوبه فما

____________________

٨ - ثواب الأعمال: ٢١١ / ١، وأورده عن الخصال في الحديث ٧ من الباب ٢٩ من أبواب الدعاء، وعن الفقيه في الحديث ٣ من الباب ٥ من أبواب قواطع الصلاة.

٩ - ثواب الأعمال: ٢٠٥ / ١.

(١) في المصدر: عن أبي أيوب، عن الوصافي، عن ابي جعفر ( عليه‌السلام )

(٢) في نسخة: المتقربون إلي ( هامش المخطوط ).

(٣) في نسخة: أمنحهم ( هامش المخطوط ).

١٠ - عيون أخبار الرضا (عليه‌السلام ) ٢: ٣ / ٤.

٢٢٦

هو إلّا أن يبكي من خشية الله عزّ وجلّ ندماً عليها حتى يصير بينه وبينها أقرب من جفنه إلى مقلته.

[ ٢٠٣٤٣ ] ١١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن منصور بن يونس، عن محمّد بن مروان، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: ما من شيء إلّا وله كيل ووزن إلّا الدموع، فإن القطرة تطفىء بحاراً من نار فإذا أغرورقت العين بمائها لم يرهق وجهه قتر ولا ذلّة، فإذا فاضت حرّمها الله على النار، ولو أن باكياً بكىٰ في اُمّة لرحموا.

وعنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن دراج، ودرست، عن محمّد بن مروان مثله(١) .

ورواه الصدوق مرسلاً(٢) .

ورواه في( ثواب الأعمال) عن أبيه عن الحميري، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه علي، عن ابن أبي عمير، عن منصور بن يونس مثله (٣) .

[ ٢٠٣٤٤ ] ١٢ - وعن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن فضال، عن أبي جميلة ومنصور بن يونس، عن محمّد بن مروان، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) نحوه، وزاد في أوّله: ما من عين إلّا وهي باكية يوم القيامة إلّا عيناً بكت من خوف الله، وما أغرورقت عين بمائها من خشية الله عزّ وجلّ إلّا حرّم الله سائر جسده على النار.

[ ٢٠٣٤٥ ] ١٣ - وعنهم، عن سهل، عن عبدالرحمن بن أبي نجران، عن

____________________

١١ - الكافي ٢: ٣٤٩ / ١.

(١) الكافي ٢: ٣٥٠ / ٥.

(٢) الفقيه ١: ٢٠٨ / ٩٤٢.

(٣) ثواب الأعمال: ٢٠٠ / ١.

١٢ - الكافي ٢: ٣٤٩ / ٢.

١٣ - الكافي ٢: ٣٤٩ / ٣، والزهد: ٧٦ / ٢٠٤، وأورد نحوه عن المحاسن في الحديث ٧ من الباب ١١٤ من أبواب العشرة.

٢٢٧

مثنى الحناط، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: ما من قطرة أحب إلى الله عزّ وجلّ من قطرة دموع في سواد الليل مخافة من الله لا يراد بها غيره.

[ ٢٠٣٤٦ ] ١٤ - وعن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن منصور بن يونس، عن صالح بن رزين، ومحمّد بن مروان وغيرهما، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: كلّ عين باكية يوم القيامة إلّا ثلاثة(١) : عين غضّت عن محارم الله، وعين سهرت في طاعة الله، وعين بكت في جوف الليل من خشية الله.

[ ٢٠٣٤٧ ] ١٥ - وعنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن رجل من أصحابه قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : أوحى الله إلى موسى( عليه‌السلام ) أن عبادي لم يتقرّبوا إليّ بشيء أحبّ إليّ من ثلاث خصال، قال موسى: يا رب وما هي؟ قال: يا موسى الزهد في الدنيا، والورع عن معاصي، والبكاء من خشيتي، قال موسى: يا رب فما لمن صنع ذا؟ فأوحى الله إليه يا موسى أمّا الزاهدون في الدنيا ففي الجنّة، وأمّا البكاؤون(٢) من خشيتي ففي الرفيع الأعلى لا يشاركهم فيه احد، وأمّا الورعون عن معاصي فإنّي أُفتش الناس ولا أُفتّشهم.

ورواه الحسين بن سعيد في كتاب( الزهد) عن ابن أبي عمير، نحوه (٣) ، وكذا الذي قبله والذي قبلهما عن فضالة، عن أبان بن عثمان، عن غيلان رفعه عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) .

____________________

١٤ - الكافي ٢: ٣٥٠ / ٤، والزهد: ٧٧ / ٢٠٦.

(١) في نسخة زيادة: أعين ( هامش المخطوط ).

١٥ - الكافي ٢: ٣٥٠ / ٦.

(٢) في نسخة زيادة: في الدنيا ( هامش المخطوط ).

(٣) الزهد: ٧٧ / ٢٠٧.

٢٢٨

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك في الدعاء(١) ، وفي قواطع الصلاة(٢) ، وغير ذلك(٣) .

١٦ - باب وجوب حسن الظن بالله، وتحريم سوء الظنّ به

[ ٢٠٣٤٨ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن أبي الحسن الرضا( عليه‌السلام ) قال: أحسن الظن بالله، فإنّ الله عزّ وجلّ يقول: أنا عند ظنّ عبدي(٤) بي إن خيراً فخيراً وإن شرّاً فشرّاً.

[ ٢٠٣٤٩ ] ٢ - وعن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد(٥) ، عن أحمد بن عمر، عن أبي الحسن الرضا( عليه‌السلام ) - في حديث - قال: فأحسن الظن بالله، فإنّ أبا عبدالله( عليه‌السلام ) كان يقول: من حسن ظنّه بالله كان الله عند ظنه به، ومن رضي بالقليل من الرزق قبل منه اليسير من العمل.

____________________

(١) تقدم في الحديثين ٣، ٦ من الباب ٢٨، وفي الباب ٢٩، وفي الحديث ٢ من الباب ٣٠ من أبواب الدعاء.

(٢) تقدم في الباب ٥ من أبواب قواطع الصلاة.

(٣) تقدم في الحديث ٢ من الباب ٤ من هذه الأبواب، وفي الباب ٢٩ من أبواب قراءة القرآن، وفي الحديث ٣١ من الباب ٤٥ من أبواب وجوب الحج، وفي الحديث ٢١ من الباب ١١٩، وفي الحديث ٦ من الباب ١٢٠ من أبواب العشرة.

ويأتي ما يدل عليه في الحديث ٢ من الباب ٤٨، وفي الحديثين ٥، ٦ من الباب ٥١ من هذه الأبواب.

الباب ١٦

فيه ٩ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٥٨ / ٣.

(٤) في نسخة زيادة: المؤمن ( هامش المخطوط ).

٢ - الكافي ٨: ٣٤٦ / ٥٤٦.

(٥) في المصدر زيادة: عن عبيدالله.

٢٢٩

[ ٢٠٣٥٠ ] ٣ - وعنهم، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب، عن جميل بن صالح، عن بريد بن معاوية، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: وجدنا في كتاب علي( عليه‌السلام ) أنّ رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) قال على منبره: والذي لا إله إلّا هو ما أُعطي مؤمن قط خير الدنيا والآخرة إلّا بحسن ظنه بالله، ورجائه له، وحسن خلقه، والكف عن اغتياب المؤمنين، والذي لا إله إلّا هو لا يعذّب الله مؤمناً بعد التوبة والاستغفار إلّا بسوء ظنه بالله وتقصير من رجائه له، وسوء خلقه، واغتياب المؤمنين، والذي لا إله إلّا هو لا يحسن ظن عبد مؤمن بالله إلّا كان الله عند ظن عبده المؤمن، لأنّ الله كريم بيده الخير يستحيي أن يكون عبده المؤمن قد أحسن به الظنّ ثم يخلف ظنه ورجاءه فأحسنوا بالله الظنّ وارغبوا إليه.

[ ٢٠٣٥١ ] ٤ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن محمّد، عن المنقري، عن سفيان بن عيينة قال: سمعت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) يقول: حسن الظنّ بالله أن لا ترجو إلّا الله، ولا تخاف إلّا ذنبك.

[ ٢٠٣٥٢ ] ٥ - وعن محمّد بن أحمد، عن عبدالله بن الصلت، عن يونس، عن سنان بن طريف قال: سمعت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) يقول: ينبغي للمؤمن أن يخاف الله خوفاً كأنّه مشرف على النار، ويرجوه رجاءً كأنّه من أهل الجنّة، ثمّ قال: إنّ الله تبارك وتعالى عند ظنّ عبده به إن خيراً فخيراً وإن شراً فشراً.

[ ٢٠٣٥٣ ] ٦ - محمّد بن علي بن الحسين بإسناده إلى وصية علي( عليه‌السلام ) لمحمّد بن الحنفية، قال: ولا يغلبنّ عليك سوء الظنّ بالله عزّ وجلّ

____________________

٣ - الكافي ٢: ٥٨ / ٢.

٤ - الكافي ٢: ٥٨ / ٤.

٥ - الكافي ٨: ٣٠٢ / ٤٦٢.

٦ - الفقيه ٤: ٢٧٦ / ٨٣٠.

٢٣٠

فإنّه لن يدع بينك وبين خليلك صلحاً.

[ ٢٠٣٥٤ ] ٧ - وفي( ثواب الأعمال) عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن أبي عمير، عن عبدالرحمن بن الحجاج، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إنّ آخر عبد يؤمر به إلى النار فيلتفت فيقول الله جلّ جلاله: أعجلوه، فإذا أُتي به قال له: عبدي لم التفتّ؟ فيقول: يا ربّ ما كان ظنّي بك هذا فيقول الله جلّ جلاله: عبدي ما كان ظنك بي؟ فيقول: يا ربّ كان ظنّي بك أن تغفر لي خطيئتي وتدخلني جنتك، قال: فيقول الله جلّ جلاله: ملائكتي وعزّتي وجلالي وآلائي وارتفاع مكاني ما ظنّ بي هذا ساعة من حياته خيراً قطّ ولو ظنّ بي ساعة من حياته خيراً ما روعته بالنار، أجيزوا له كذبه وادخلوه الجنة، ثمّ قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : ما ظنّ عبد بالله خيراً إلّا كان له عند ظنّه، وما ظن به سوء إلّا كان الله عند ظنّه به، وذلك قول الله عزّ وجلّ:( وَذَٰلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنَ الخَاسِرِينَ ) (١) .

ورواه البرقي في( المحاسن) عن ابن فضال، عن الحسن بن الجهم، عن بعض أصحابنا، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) نحوه(٢) .

[ ٢٠٣٥٥ ] ٨ - وفي( عيون الأخبار) عن جعفر بن نعيم بن شاذان، عن محمّد بن شاذان، عن الفضل بن شاذان، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن أبي الحسن الرضا( عليه‌السلام ) قال: قال لي: أحسِن الظنّ بالله فإنّ الله عزّ وجلّ يقول: أنا عند ظنّ عبدي بي فلا يظنّ بي إلّا خيراً.

____________________

٧ - ثواب الأعمال: ٢٠٦ / ١.

(١) فصّلت ٤١: ٢٣.

(٢) المحاسن: ٢٥ / ٣.

٨ - عيون أخبار الرضا (عليه‌السلام ) ٢: ١٨ / ٤٤ ( ضمن حديث طويل ).

٢٣١

[ ٢٠٣٥٦ ] ٩ - أحمد بن أبي عبدالله البرقي في( المحاسن) عن ابن محبوب، عن ابن رئاب قال: سمعت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) يقول: يؤتى بعبد يوم القيامة ظالم لنفسه فيقول الله: ألم آمرك بطاعتي؟ ألم أنهك عن معصيتي؟ فيقول: بلى يا رب، ولكن غلبت عليّ شهوتي فإن تعذبني فبذنبي، لم تظلمني، فيأمر الله به إلى النار، فيقول: ما كان هذا ظنّي بك، فيقول: ما كان ظنك بي؟ قال: كان ظني بك أحسن الظن، فيأمر الله به إلى الجنة، فيقول الله تبارك وتعالى: لقد نفعك حسن ظنك بي الساعة.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك في الاحتضار(١) .

١٧ - باب استحباب ذمّ النفس وتأديبها ومقتها

[ ٢٠٣٥٧ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن ابن فضال، عن الحسن بن الجهم قال: سمعت أبا الحسن( عليه‌السلام ) يقول: إنّ رجلاً في بني إسرائيل عبدالله أربعين سنة، ثمّ قرب قرباناً فلم يُقبل منه فقال لنفسه: ما أتيت إلّا منك، وما الذنب إلّا لك، قال: فأوحى الله عزّ وجلّ إليه: ذمّك لنفسك أفضل من عبادتك أربعين سنة.

[ ٢٠٣٥٨ ] ٢ - محمّد بن الحسين الرضي في( نهج البلاغة) عن أمير

____________________

٩ - المحاسن: ٢٥ / ٤.

(١) تقدم في الباب ٣١ من أبواب الاحتضار، وفي الحديث ٨ من الباب ٣٨ من أبواب وجوب الحج.

ويأتي ما يدل عليه في الحديثين ١ و ٢ من الباب ١٠ من أبواب مقدّمات النكاح.

الباب ١٧

فيه ٣ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٥٩ / ٣.

٢ - نهج البلاغة ٣: ٢٣٨ / ٣٥٩.

٢٣٢

المؤمنين( عليه‌السلام ) أنّه قال: يا أسرى الرغبة أقصروا، فإن المعرج(١) على الدنيا ما لا يروعه منها إلّا صريف أنياب(٢) الحدثان أيها الناس تولوا من أنفسكم تأديبها وأعدلوا بها عن ضراوة عاداتها.

[ ٢٠٣٥٩ ] ٣ - محمّد بن علي بن الحسين في( ثواب الأعمال) عن محمّد بن الحسن، عن أحمد بن إدريس، عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن حمزة بن يعلي، عن عبدالله بن الحسن (٣) بإسناده قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : من مقت نفسه دون مقت الناس آمنه الله من فزع يوم القيامة.

وفي( الخصال) عن أبيه، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد، عن حمزة بن يعلى يرفعه بإسناده وذكر مثله (٤) .

١٨ - باب وجوب طاعة الله

[ ٢٠٣٦٠ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن محمّد أخي عرام، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: لا تذهب بكم المذاهب فوالله ما شيعتنا

____________________

(١) التعريج علىٰ الشيء: الإِقامة عليه يقال عرج على المنزل إذا حبس مطيّته عليه وأقام ( الصحاح - عرج - ١: ٣٢٨ ).

(٢) صريف الأنياب: صوتها عند الأكل، أنظر ( الصحاح - صرف - ٤: ١٣٨٥ ).

٣ - ثواب الأعمال: ٢١٦ / ١.

(٣) في المصدر: عبيدالله بن الحسن.

(٤) الخصال: ١٥ / ٥٤.

ويأتي ما يدل عليه في الحديث ٣ من الباب ٨١ من هذه الأبواب.

الباب ١٨

فيه ٨ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٥٩ / ١.

٢٣٣

إلّا من أطاع الله عزّ وجل.

[ ٢٠٣٦١ ] ٢ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضال، عن عاصم بن حميد، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) - في حديث - إنّ رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) قال: إنّه لا يدرك ما عند الله إلّا بطاعته.

[ ٢٠٣٦٢ ] ٣ - وعن أبي علي الأشعري، عن محمّد بن سالم وأحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه، جميعاً، عن أحمد بن النضر، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: قال لي: يا جابر أيكتفي من ينتحل التشيع أن يقول بحبنا أهل البيت فوالله ما شيعتنا إلّا من اتّقى الله وأطاعه، وما كانوا يعرفون يا جابر إلّا بالتواضع والتخشع والأمانة وكثرة ذكر الله والصوم والصلاة، والبرّ بالوالدين، والتعاهد للجيران من الفقراء وأهل المسكنة والغارمين والأيتام، وصدق الحديث وتلاوة القرآن، وكف الألسن عن الناس إلّا من خير وكانوا أُمناء عشائرهم في الأشياء - إلى أن قال: - أحبّ العباد إلى الله عزّ وجلّ أتقاهم وأعملهم بطاعته، يا جابر والله ما نتقرّب إلى الله عز وجلّ: إلّا بالطاعة، وما معنا براءة من النار ولا على الله لأحد من حجة، من كان لله مطيعاً فهو لنا وليّ، ومن كان لله عاصياً فهو لنا عدو، وما تنال ولايتنا إلّا بالعمل والورع.

[ ٢٠٣٦٣ ] ٤ - وعن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمّد بن سماعة، عن بعض أصحابه، عن أبان، عن عمرو بن خالد، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال - في حديث - والله ما معنا من الله براءة، ولا بيننا وبين الله

____________________

٢ - الكافي ٢: ٦٠ / ٢، وأورده في الحديث ٢ من الباب ١٢ من أبواب مقدّمات التجارة.

٣ - الكافي ٢: ٦٠ / ٣.

٤ - الكافي ٢: ٦١ / ٦.

٢٣٤

قرابة، ولا لنا على الله حجة، ولا نتقرب إلى الله إلّا بالطاعة فمن كان منكم مطيعاً لله تنفعه ولايتنا، ومن كان منكم عاصياً لله لم تنفعه ولايتنا، ويحكم لا تغتروا، ويحكم لا تغتروا.

[ ٢٠٣٦٤ ] ٥ - محمّد بن علي بن الحسين في( المجالس) عن الحسين بن أحمد بن إدريس، عن أبيه، عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن وهب بن وهب، عن الصادق، عن آبائه ( عليهم‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ، قال الله جلّ جلاله: يابن آدم أطعني فيما أمرتك، ولا تعلمني ما يصلحك.

[ ٢٠٣٦٥ ] ٦ - وعن محمّد بن الحسن، عن الصفار، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضال، عن مروان بن مسلم، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) عن آبائه (عليهم‌السلام ) عن رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) قال: قال الله عزّ وجلّ: أيّما عبد أطاعني لم أكله إلى غيري، وأيّما عبد عصاني وكلته إلى نفسه، ثمّ لم أُبال في أي وادٍ هلك.

[ ٢٠٣٦٦ ] ٧ - الحسين بن سعيد في( كتاب الزهد) عن النضر بن سويد، عن حسن، عن أبي بصير قال: سألت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) عن قول الله عزّ وجلّ:( اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ ) (١) قال: يطاع فلا يعصىٰ، ويذكر فلا ينسىٰ، ويشكر فلا يكفر.

ورواه الصدوق في( معاني الأخبار) عن محمّد بن الحسن، عن

____________________

٥ - أمالي الصدوق: ٢٦٣ / ٧.

٦ - أمالي الصدوق: ٣٩٥ / ٢.

٧ - الزهد: ١٧ / ٣٧.

(١) آل عمران ٣: ١٠٢.

٢٣٥

الصفار، عن أحمد بن محمّد، عن أبيه، عن النضر، عن أبي الحسين، عن أبي بصير مثله(١) .

[ ٢٠٣٦٧ ] ٨ - محمّد بن الحسين الرضي في( نهج البلاغة) عن أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) أنّه قال: إن الله جعل الطاعة غنيمة الأكياس عند تفريط العجزة.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٢) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٣) .

١٩ - باب وجوب الصبر على طاعة الله والصبر عن معصيته

[ ٢٠٣٦٨ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعن محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان جميعاً، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إذا كان يوم القيامة يقوم عنق من الناس فيأتون باب الجنة فيقال: من أنتم؟ فيقولون: نحن أهل الصبر فيقال لهم: على ما صبرتم؟ فيقولون: كنا نصبر على طاعة الله، ونصبر عن معاصي الله، فيقول الله عزّ وجلّ: صدقوا أدخلوهم الجنة، وهو قول الله عزّ وجلّ:( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ ) (٤) .

[ ٢٠٣٦٩ ] ٢ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن

____________________

(١) معاني الأخبار: ٢٤٠ / ١.

٨ - نهج البلاغة ٣: ٢٣٢ / ٣٣١.

(٢) تقدم في الباب ٣ من هذه الأبواب، وفي الحديث ٩ من الباب ٥ من أبواب الذكر.

(٣) يأتي في الأبواب ١٩، ٢٠، ٢١، ٢٣، ٢٤ من هذه الأبواب.

الباب ١٩

فيه ١٥ حديثاً

١ - الكافي ٢: ٦٠ / ٤.

(٤) الزمر ٣٩: ١٠.

٢ - الكافي ٢: ٧٤ / ١١.

٢٣٦

سنان، عن أبي الجارود، عن الأصبغ قال: قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : الصبر صبران: صبر عند المصيبة حسن جميل، وأحسن من ذلك الصبر عندما حرم الله عليك، والذكر ذكران: ذكر الله عزّ وجلّ عند المصيبة، وأفضل من ذلك ذكر الله عندما حرم الله عليك فيكون حاجزاً.

[ ٢٠٣٧٠ ] ٣ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن إسماعيل بن مهران عن درست، عن عيسى بن بشير، عن أبي حمزة قال قال أبو جعفر( عليه‌السلام ) لما حضرت علي بن الحسين( عليه‌السلام ) الوفاة ضمّني إلى صدره، وقال: يا بني أُوصيك بما أوصاني به أبي حين حضرته الوفاة، وبما ذكر أن أباه أوصاه به: يا بني اصبر على الحق وإن كان مرّاً.

[ ٢٠٣٧١ ] ٤ - وعنهم، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه رفعه، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: الصبر صبران، صبر على البلاء حسن جميل، وأفضل الصبرين الورع عن المحارم.

[ ٢٠٣٧٢ ] ٥ - وعنهم، عن أحمد، عن عثمان بن عيسى، عن بعض أصحابه، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: اصبروا على الدنيا فإنّما هي ساعة فما مضى منه لا تجد له ألماً ولا سروراً، وما لم يجيء فلا تدري ما هو، وإنّما هي ساعتك التي أنت فيها، فاصبر فيها على طاعة الله، واصبر فيها عن معصية الله.

[ ٢٠٣٧٣ ] ٦ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن يحيى بن سليم الطائفي، عن عمرو بن شمر اليماني، يرفع الحديث

____________________

٣ - الكافي ٢: ٧٤ / ١٣.

٤ - الكافي ٢: ٧٤ / ١٤.

٥ - الكافي ٢: ٣٢٨ / ٤.

٦ - الكافي ٢: ٧٥ / ١٥، وأورد قطعة منه في الحديث ١٧ من الباب ٧٦ من أبواب الدفن.

٢٣٧

إلى علي( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : الصبر ثلاثة: صبر عند المصيبة، وصبر عند الطاعة، وصبر عن المعصية فمن صبر على المصيبة حتّى يردّها بحسن عزائها كتب الله له ثلاثمائة درجة ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين السماء والأرض، ومن صبر على الطاعة كتب الله له ستمائة درجة ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين تخوم الأرض إلى منتهى العرش، ومن صبر عن المعصية كتب الله له تسعمائة درجة ما بين درجة إلى الدرجة كما بين تخوم الأرض إلى منتهى العرش.

[ ٢٠٣٧٤ ] ٧ - محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن الحسن بن محبوب، عن سعد بن أبي خلف، عن أبي الحسن موسى بن جعفر( عليه‌السلام ) أنّه قال لبعض ولده: يا بني إيّاك أن يراك الله في معصية نهاك عنها، وإيّاك أن يفقدك الله عند طاعة أمرك بها الحديث.

[ ٢٠٣٧٥ ] ٨ - وبإسناده عن أبي حمزة الثمالي قال: قال لي أبو جعفر( عليه‌السلام ) : لما حضرت أبي الوفاة ضمّني إلى صدره وقال يا بني اصبر على الحق وإن كان مرّاً توفّ أجرك بغير حساب.

[ ٢٠٣٧٦ ] ٩ - محمّد بن الحسين الرضي في( نهج البلاغة) عن أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) أنّه قال: الصبر صبران: صبر على ما تحب، وصبر على ما تكره، ثمّ قال( عليه‌السلام ) إنّ وليّ محمّد من أطاع الله وإن بعدت لحمته، وإنّ عدو محمّد من عصىٰ الله وان قربت قرابته.

[ ٢٠٣٧٧ ] ١٠ - قال: وقال( عليه‌السلام ) : شتان بين عملين: عمل

____________________

٧ - الفقيه ٤: ٢٩٢ / ٨٨٢، وأورد ذيله في الحديث ١ من الباب ٦٦ من هذه الأبواب، وقطعة منه في الحديث ٨ من الباب ٨٣ من أبواب أحكام العشرة، وذيله في الحديث ٥ من الباب ١٨ من أبواب مقدمات التجارة.

٨ - الفقيه ٤: ٢٩٣ / ٨٨٨.

٩ - نهج البلاغة ٣: ١٦٤ / ٥٥ و ٩٦.

١٠ - نهج البلاغة ٣: ١٧٩ / ١٢١.

٢٣٨

تذهب لذّته وتبقى تبعته، وعمل تذهب مؤونته ويبقى أجره.

[ ٢٠٣٧٨ ] ١١ - قال: وقال( عليه‌السلام ) : اتّقوا معاصي الله في الخلوات فإنّ الشاهد هو الحاكم.

[ ٢٠٣٧٩ ] ١٢ - قال: وقال( عليه‌السلام ) : إنّ الله وضع الثواب على طاعته، والعقاب على معصيته ذيادة(١) لعباده من نقمته وحياشة(٢) لهم إلى جنّته.

[ ٢٠٣٨٠ ] ١٣ - قال: وقال( عليه‌السلام ) : احذر أن يراك الله عند معصيته، أو يفقدك عند طاعته فتكون من الخاسرين، فإذا قويت فاقو على طاعة الله، فإذا ضعفت فاضعف عن معصية الله.

[ ٢٠٣٨١ ] ١٤ - محمّد بن إدريس في آخر( السرائر) نقلاً من كتاب( العيون والمحاسن) للمفيد قال: أتى رجل أبا عبدالله( عليه‌السلام ) فقال له: يا بن رسول الله أوصني، فقال: لا يفقدك الله حيث أمرك، ولا يراك حيث نهاك، قال: زدني، قال: لا أجد.

[ ٢٠٣٨٢ ] ١٥ - الحسن بن محمّد الطوسي في( مجالسه) عن أبيه، عن محمّد بن محمّد المفيد، عن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه، عن الصفار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عن

____________________

١١ - نهج البلاغة ٣: ٢٣١ / ٣٢٤.

١٢ - نهج البلاغة ٣: ٢٤١ / ٣٦٨.

(١) الذياد: الطرد ( الصحاح - ذود - ٢: ٤٧١ ).

(٢) حاش الصيد: جمعه ووجهه إلى المكان المقصود، أُنظر ( الصحاح - حوش - ٣: ١٠٠٢ ).

١٣ - نهج البلاغة ٣: ٢٤٦ / ٣٨٣.

١٤ - مستطرفات السرائر: ١٦٤ / ٥.

١٥ - أمالي الطوسي ١: ١٠٠، وأورد قطعة منه في الحديث ١٠ من الباب ١١٢ من أبواب أحكام العشرة، وذيله في الحديث ١٥ من الباب ١٥ من أبواب الأمر بالمعروف.

٢٣٩

صباح الحذاء، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر محمّد بن علي الباقر، عن آبائه (عليهم‌السلام ) ، عن رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) قال: إذا كان يوم القيامة نادى مناد عن الله يقول: اين اهل الصبر؟ قال: فيقوم عنق من الناس فتستقبلهم زمرة من الملائكة، فيقولون لهم: ما كان صبركم هذا الذي صبرتم؟ فيقولون: صبّرنا أنفسنا على طاعة الله وصبّرناها عن معصية الله، قال: فينادي مناد من عند الله: صدق عبادي خلّوا سبيلهم ليدخلوا الجنة بغير حساب.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(١) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٢) .

٢٠ - باب وجوب تقوى الله

[ ٢٠٣٨٣ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن سنان، عن فضيل بن عثمان، عن أبي عبيدة، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: كان أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) يقول: لا يقلّ عمل مع تقوى، وكيف يقلّ ما يتقبّل.

ورواه الطوسي في( مجالسه) عن أبيه، عن المفيد، عن محمّد بن عمر الجعابي، عن أحمد بن محمّد بن عقدة، عن محمّد بن هارون بن عبدالرحمن الحجازي، عن أبيه، عن عيسى بن أبي الورد، عن أحمد بن عبدالعزيز، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) مثله(٣) .

____________________

(١) تقدم في الأحاديث ١، ٩، ١١، ١٤، ٢٤، ٢٨، ٣١ من الباب ٤ من هذه الأبواب، وفي الحديث ٧ من الباب ١ من أبواب ما تجب فيه الزكاة.

(٢) يأتي في البابين ٢٤، ٢٥ من هذه الأبواب.

الباب ٢٠

فيه ٨ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٦١ / ٥.

(٣) أمالي الطوسي ١: ٦٠.

٢٤٠

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418