نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ١٩

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار13%

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 449

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 449 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 210784 / تحميل: 7500
الحجم الحجم الحجم
نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ١٩

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

فقال النبيّ صلّى الله عليه: من سرّه أنْ ينظر إلى آدم في علمه، و [ إلى ] نوح في فهمه، و [ إلى ] إبراهيم في حلمه، فلينظر إلى علي بن أبي طالب.

وأخبرني جدّي أحمد بن المهاجر رحمه ‌الله قال: أخبرنا أبو علي الهروي، عن أبي عروة قال: حدّثنا الحسن بن عرفة العبدي، قال: حدّثنا عمر - يعني أبا حفص الأبّار - عن الحكم بن عبدالملك، عن حارث بن حصيرة عن أبي طادق عن أبي ربيعة بن ناجد عن علي بن أبي طالب قال:

قال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: فيك مثل عيسى بن مريم أبغضته يهود حتّى بهتوا اُمّه، وأحبّته النصارى حتّى أنزلوه بالمنزل الذي ليس به ثم قال علي بن أبي طالب: يهلك فيّ رجلان محب مطر يعرّفني بما ليس فيّ، ومبغض مفتر يحمله شنآني على أنْ يبهتني ».

قال: « فَدلَّت هذه الأخبار على حسن مذهبنا في ذكر المشابه، وعلى أنّا اقتدينا في ذلك بالرّسولعليه‌السلام ، وكفانا ذلك شرفاً وقدوة، إذ جعله الله تعالى للمسلمين وزيراً وأسوة، فلا يظننّ جاهل غبيّ أو ناصب غويّ أنّا ارتكبنا مطايا العدوان، واعتدينا في طريقنا هذا بعد هذا البيان، والله المستعان من شرّ الزمان، وعليه التكلان في مصارع الحدثان ».

وقال: « أخبرنا الحسين بن محمّد البستي قال: حدّثنا عبدالله بن أبي منصور قال: حدّثنا محمّد بن بشر قال: حدّثنا محمّد بن إدريس الحنظلي قال: حدّثنا محمّد بن عبدالله بن المثنى الأنصاري قال: حدّثني حميد، عن أنس قال: كنّا في بعض حجرات مكة فتذاكرنا عليا، فدخل علينا رسول الله فقال:

أيّها الناس! من أراد أنْ ينظر إلى آدم في علمه، وإلى نوح في فهمه، وإلى إبراهيم في حلمه، وإلى موسى في شدّته، وإلى عيسى في زهادته، وإلى محمّد وبهائه، وإلى جبرئيل وأمانته، وإلى الكوكب الدريّ والشمس الضحيّ

١٤١

والقمر المضيّ، فليتطاول ولينظر إلى هذا الرجل، وأشار إلى علي ابن أبي طالب ».

(١٣)

رواية النطنزي

ورواه أبو الفتح النطنزي: « عن أبي الحمراء مولى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: كنّا حول النبيّ، فطلع علي بن أبي طالبرضي‌الله‌عنه ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من سرّه أن ينظر إلى آدم في علمه، وإلى نوح في فهمه، وإلى إبراهيم في خلّته، فلينظر إلى علي بن أبي طالب»(١) .

ترجمة النطنزي

١ - السمعاني: « النطنزي - أبو الفتح محمّد بن علي بن إبراهيم النطنزي، أفضل من بخراسان والعراق في اللغة والأدب، والقيام بصنعة الشعر.

قدم علينا مرو سنة إحدى وعشرين، وقرأت عليه طرفاً صالحاً من الأدب، واستفدت منه واغترفت من بحره، ثمّ لقيته بهمدان، ثمّ قدم علينا بغداد غير مرة من مدة مقامي بها، وما لقيته إلّاوكتبت عنه واقتبست منه. سمع بأصبهان أبا سعد المطرّز، وأبا علي الحداد، وغانم بن أبي نصر البرجي، وببغداد أبا القاسم بن بيان الرزاز، وأبا علي بن نبهان الكاتب، وطبقتهم. سمعت منه أخيراً بمرو الحديث »(٢) .

____________________

(١). الخصائص العلويّة - مخطوط.

(٢). الأنساب - النطنزي.

١٤٢

٢ - الصّفدي: « كان من بلغاء أهل النظم والنثر، سافر البلاد ولقي الأكابر، وكان كثير المحفوظ، محبّ العلم والسنّة، ومكثر الصدقة والصيام، ونادم الملوك والسلاطين، وكانت له وجاهة عظيمة عندهم، وكان تيّاهاً عليهم، متواضعاً لأهل العلم، سمع الحديث الكثير بأصبهان وخراسان وبغداد، ولم يتمتّع بالرواية »(١) .

٣ - ابن النجار: « كان نادرة الفلك، ونابغة الدهر، فاق أهل زمانه في بعض فضائله »(٢) .

(١٤)

رواية السنائي

وقد نظم العارف الشهير أبو المجدود بن آدم الغزنوي، الملقّب بالحكيم السّنائي في ( حديقة الحقيقة ) مضمون هذه المنقبة، ومفاد هذا الحديث الشريف، في بيتين من الشعر، في مدح مولانا أمير المؤمنينعليه‌السلام فقال:

« عالمى بود همچو نوح استاخ

عالمى بود همچو روح فراخ

دل أو عالم معاني بود

لفظ أو آب زندگانى بود »

قال ( الدهلوي ): السنائي من أهل السنّة

ثمّ إنّ ( الحكيم السنائي ) من مشاهير الشعراء العرفاء، وأشعاره الحكمية من الأشعار المتداولة المحفوظة لدى أهل الأدب والمعرفة، وقد ذكره

____________________

(١). الوافي بالوفيات ٤ / ١٦١.

(٢). ذيل تاريخ بغداد. عن كتاب اليقين للسيّد ابن طاوس الحلّي: ٩٥.

١٤٣

عبدالرحمن الجامي في كتابه الذي ألّفه في تراجم مشاهير العرفاء وسمّاه بكتاب ( نفحات الأنس في حضرات القدس ).

ويفيد كلامٌ لمخاطبنا ( الدهلوي ) في كتابه ( التحفة ) أنّ السنائي من كبار شعراء أهل السنّة المقبولين عند علمائهم، فقال في مبحث ( المكائد ) التي ينسبها إلى الشيعة: « المكيدة السادسة والثلاثون: إضافتهم البيت من الشعر أو البيتين إلى شعر أحد كبار شعراء أهل السنّة، يكون صريحاً في التشيّع، وفي مخالفة مذهب أهل السنّة، مع رعاية الوزن والقافية، ثمّ يزعمون وجود ما أضافوه في أصل الشعر، وأنّ أهل السنّة قد أسقطوه لئلّا يتذرّع به الشيعة.

وإنّ أكثر صنيعهم هذا يكون بالنسبة إلى أشعار الشعراء المقبولين الممدوحين عند أهل السنّة، كالشيخ فريد الدين العطّار، والشيخ الأوحدي، وشمس الدين التبريزي، والحكيم السنائي، ومولانا الرومي، والحافظ الشيرازي، والخواجة قطب الدين الدهلوي، وأمثالهم.

ولقد ألحق قدماء الشيعة بأشعار الإمام الشافعي ثلاثة أبيات، فقد قال الشافعي:

يا راكباً قف بالمحصّب من منى

واهتف بساكن خيفها والناهض

سحراً إذا فاض الحجيج إلى منى

فيضاً كملتطم الفرات الفائض

إن كان رفضاً حب آل محمّد

فليشهد الثقلان أنّي رافضي

وهو يقصد بهذه الأبيات الردّ على النواصب الذين كانوا ينسبون كلّ من أحبّ آل محمّد إلى الرفض.

لكن ألحق بها في بعض كتب الشيعة أبيات صريحة في مذهب التشيّع، وهي:

قف ثمَّ ناد فإنّني لمحمّد

ووصيّه وبنيه لست بباغض

١٤٤

أخبرهم أنّي من النفر الذي

بولاء أهل البيت ليس بناقض

وقل ابن إدريس بتقديم الذي

قدّمتموه على علي ما رضي

فهذه مكيدة من مكايدهم، وهي باردة جدّاً، فقد كان هؤلاء الشعراء على مذهب أهل السنّة، ودعوى كونهم من الشيعة من جهة نسبة بيت أو بيتين من الشعر إليهم لا تصدر من أدنى الطلبة»(١) .

(١٥)

رواية شهردار الديلمي

وقد أسند شهردار بن شيرويه الديلمي حديث التشبيه الذي رواه والده في كتاب الفردوس. قال:

« أخبرنا أبي، حدّثنا مكي بن دكين القاضي، حدثنا علي بن محمّد بن يوسف، حدّثنا الفضل الكندي، حدّثنا عبدالله بن محمّد بن الحسن مولى بني هاشم بالكوفة، حدّثنا علي بن الحسين، حدّثنا أحمد بن أبي هاشم النوفلي، حدّثنا عبدالله بن عبيدالله بن موسى، حدّثنا كامل أبو العلاء، عن أبي إسحاق السبيعي، عن أبي داود، عن نفيع، عن أبي الحمراء مولى النبي صلّى الله عليه وسلّم قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من أراد أنْ ينظر إلى آدم في علمه، وإلى موسى في شدّته، وإلى عيسى في زهده، فلينظر إلى هذا المقبل. فأقبل علي »(٢) .

____________________

(١). التحفة الاثنا عشرية: ٤٥.

(٢). مسند الفردوس - مخطوط.

١٤٥

وستعلم روايته من عبارة الخوارزمي الآتية أيضاً.

ترجمة شهردار الديلمي

١ - الذهبي: « شهردار ابن الحافظ شيرويه بن شهردار الديلمي، المحدِّث، أبو منصور. قال ابن السمعاني: كان حافظاً عارفاً بالحديث فهماً عارفاً بالأدب ظريفاً »(١) .

٢ - السبكي: « قال ابن السمعاني: كان حافظاً عارفاً بالحديث فهماً، عارفاً بالأدب، ظريفاً خفيفاً، لازماً مسجده، متّبعاً أثر والده في كتابة الحديث وسماعه وطلبه. رحل إلى أصبهان مع والده ثمّ إلى بغداد »(٢) .

٣ - وذكره ابن قاضي شهبة والأسنوي في ( طبقات الشافعيّة )(٣) .

٤ - وأورد الثعالي في ( مقاليد الأسانيد ) عبارة الذهبي السالفة الذكر.

٥ - وأثنى عليه ( الدهلوي ) في كتاب ( بستان المحدّثين ) منتحلاً كلمات الثعالبي، كما هو دأبه وديدنه في كتابه المذكور.

____________________

(١). العبر في خبر من غبر. حوادث سنة ٥٥٨.

(٢). طبقات الشافعية الكبرى ٧ / ١١٠.

(٣). طبقات الأسدي طبقات الأسنوي ٢ / ٢١.

١٤٦

(١٦)

رواية الخوارزمي

لقد روى الموفق بن أحمد المكي الخوارزمي، الشهير بالخطيب الخوارزمي، حديثاً بالسند الآتي، قال:

« أخبرنا الشيخ الزاهد الحافظ أبو الحسين علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي، فقال: أخبرنا شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي » ثمّ قال:

« وبهذا الإسناد عن أحمد بن الحسين هذا، قال: أخبرنا أبو عبدالله الحافظ في التاريخ: حدّثنا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن سعيد حدّثني محمّد بن مسلم بن وارة قال: حدّثني عبيدالله بن موسى العبسي: حدّثنا أبو عمر الأزدي، عن أبي راشد الحبراني، عن أبي الحمراء قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه، وإلى نوح في فهمه، وإلى يحيى بن زكريّا في زهده، وإلى موسى بن عمران في بطشه، فلينظر إلى علي بن أبي طالب.

قال أحمد بن الحسين البيهقي: لم أكتبه إلّابهذا الإسناد، والله أعلم »(١) .

ترجمة الخوارزمى

١ - العماد الإصفهاني: « خطيب خوارزم، أبو المؤيد الموفق بن أحمد بن محمّد المكي الخوارزمي، من الأفاضل الأكابر، فقهاً وأدباً، والأماثل الأكارم

____________________

(١). مناقب علي بن أبي طالب: ٤٠.

١٤٧

حسباً ونسباً »(١) .

مصادر ترجمة العماد الكاتب

وتوجد ترجمة العماد الأصفهاني الكاتب في:

وفيات الأعيان ٤ / ٢٣٣.

معجم الأدباء ١٩ / ١١.

والعبر في خبر من غبر ٤ / ٢٩٩.

والمختصر في أخبار البشر ٣ / ١٠٥.

ومرآة الجنان ٣ / ٤٩٢.

وطبقات الشافعية الكبرى ٦ / ١٧٨.

وغيرها من كتب التاريخ والتراجم المعتبرة.

٢ - أبو الفتوح المطرزي: فإنّه وصف الخوارزمي في مواضع عديدة من كتاب ( الإيضاح في شرح المقامات ) بأوصافٍ جليلة لدى النقل عنه، مع الإعتماد عليه، وهذه نصوصٌ من ذلك:

قال في الكلام على زهد أويس القرنيرضي‌الله‌عنه :

« فممّا يدلّ على زهده: ما أخبرني به الإمام الأجل العلّامة أبو المؤيد الموفّق بن أحمد المكي قال: أخبرنا الشيخ أبو الغنائم محمّد بن علي النرسي المعدّل، أنا الشريف أبو عبدالله محمّد بن علي بن عبدالرحمن العلوي الحسيني، أنا أحمد بن علي العطّار المقرئ قراءةً، ثنا علي بن أحمد بن عمرو، ثنا محمّد ابن منصور المقرئ، ثنا محمّد بن علي خلف، ثنا حسين الأشقر، ثنا مخلّد بن الحسين، عن رجل، عن أسيد بن عمرو قال:

____________________

(١). خريدة القصر وجريدة العصر - مخطوط.

١٤٨

كان أويس القرني إذا أمسى أخذ قطيفةً فغطّى بها رأسه ورجليه، وتصدّق بفضلها، وينظر إلى قوته فيعزله ويتصدّق بفضله، ويقول:

اللّهمّ من كان أمسى عارياً أو جائعاً ليس له عندي فضل ».

« وممّا يدلّ على كثرة عبادته ما أخبرني به مولاي أيضاً بهذا الإسناد إلى محمّد بن منصور، ثنا عبدالله بن أبي زياد، ثنا سيار، ثنا جعفر بن سليمان، عن إبراهيم بن عيسى السّكري قال:

قال أويس القرني: لأعبدنّ الله في الأرض كما تعبده الملائكة في السماء، فكان إذا استقبل الليل قال: يا نفس، الليلة القيام، فيصفّ قدميه حتّى يصبح، ثمّ يستقبل الليلة الثانية فيقول: يا نفس، الليلة الركوع، فلا يزال راكعاً حتّى يصبح، ثمّ يستقبل الليلة الثالثة فيقول: يا نفس الليلة السجود، فلا يزال ساجدا حتّى يصبح ».

« وأما قوله: وأحد جناحي الدّنيا، فقد أخبرني مولاي الصّدر السعيد الشهيد، صدر الصدور أبو المؤيّد، موفق بن أحمد المكي إجازة، أنا الشيخ أبو الغنائم محمّد بن علي النرسي المعدّل، أنا الشريف أبو عبدالله محمّد بن علي ابن عبدالله العلوي الحسيني، أنا علي بن الفضل الدهقان، أنا محمّد بن زيد الرطّاب قال: قال إبراهيم بن محمّد الثقفي، وسمعنا أهل البصرة افتخروا بما يذكر عن أبي هريرة أنّ الدّنيا مثّلت على صورة طائر فالبصرة ومصر جناحان، فإذا خربا وقع الأمر الخ ».

حدّثنا صدر الأئمّة أخطب خطباء خوارزم، موفق بن أحمد المكي ثمّ الخوارزمي قال: أخبرني السّيّد الإمام المرتضى أبو الفضل الحسيني في كتابه أتى من مدينة الرّي جزاه الله عنّي خيراً أخبرنا السيّد أبو الحسن عليّ بن أبي طالب الحسيني الشيباني بقراءتي عليه، أخبرني الشيخ العالم أبو النجم محمّد

١٤٩

ابن عبدالوهّاب بن عيسى التمّار الرازي، أخبرنا الشيخ العالم أبو سعيد محمّد بن أحمد بن الحسين النيسابوري، أخبرنا محمّد بن عليّ بن جعفر الأديب بقراءتي عليه، حدّثني المعافا بن زكريا أبو الفرج، عن محمّد بن أحمد بن أبي الثلج، عن الحسن بن محمّد بن بهرام، عن يوسف بن موسى القطّان، عن جرير، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عبّاس قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لو أنّ الرّياض أقلام، والبحر مداد، والجنّ حسّاب، والإنس كتّاب، ما أحصوا فضائل عليّ بن أبي طالب ».

« أخبرني مولاي الصّدر العلّامة، قال قال فخر خوارزم: ضرب المزامير مثلاً لحسن صوت داود وحلاوة نغمته الخ ».

سمعت مولاي الصدر الكبير العلاّمة يقول: سمعت فخر خوارزم يقول: لمـّا كان ليلة ولد فيها رسول الله ارتج أيوان كسرى، فسقطت منه أربع عشرة شرفة، وخمدت نار فارس، وغاصت بحيرة ساوة ».

« وقوله أضاعوني وأيَّ فتى أضاعوا.

تضمين، وهو لاُميّة بن أبي الصّلت وتمامه: ليوم كريهة وسداد ثغر.

ويروى أنّه كان لأبي حنيفة جار فاسق يتغنّى كثيراً بهذا البيت، فاتّفق أن خرج ذات ليلة سكران، فأخذه العسس وحبس، فلمـّا سمع ذلك أبو حنيفة نهض إليه مسرعاً من الغد، وتكلّم فيه حتّى أطلق من الحبس، فلمـّا أدخله منزله قال: هل أضعناك؟ فأخذه بيده وتاب ببركات سعيه.

وسمعت هذه الحكاية على مولاي الصّدر في مناقب أبي حنيفة، بإسناده إلى أبي يوسف بلفظٍ قريب ممّا ذكرت ».

٣ - ابن النجّار: « الموفّق بن أحمد المكي، كان خطيب خوارزم، وكان

١٥٠

فقيهاً فاضلاً أديباً شاعراً بليغاً، من تلامذة الزمخشري »(١) .

٤ - محمّد بن محمود الخوارزمي: فإنّه قد ذكر الموفّق الخوارزمي في مواضع من كتابه ( جامع مسانيد أبي حنيفة ) محتجّاً بأقواله، مع وصفه بأوصافٍ جليلةٍ عالية، وإليك موارد من ذلك:

قال - بعد ذكر القول المنسوب إلى الشافعي: الناس عيال على أبي حنيفة:

« وقد نظم هذا المعنى أخطب الخطباء شرقاً وغرباً أبو المؤيد المكي الخوارزمي، على ما أنشدني الصّدر الكبير شرف الدّين أحمد بن موفق المكي الخوارزمي قال: أنشدني الصّدر العلاّمة، أخطب خطباء الشرق والغرب، صدر الأئمّة أبو المؤيد موفق بن أحمد المكّي الخوارزمي لنفسه، في عدّة أبيات له يمدح بها أبا حنيفةرضي‌الله‌عنه .

أئمّة هذه الدنيا جميعاً

بلا ريب عيال أبي حنيفة

« أنشدني الصدر الكبير شرف الدّين أحمد بن مؤيّد بن موفق المكي الخوارزمي قال: أنشدني جدّي البدر العلّامة أخطب خطباء الشرق والغرب، أبو المؤيّد موفق بن أحمد المكي الخوارزميرحمه‌الله لنفسه:

أيا جَبَلي نعمان إنّ حصاكما

لتحصى ولا تحصى فضائل نعمان

جلائل كتب الفقه طالع تجد بها

دقائق نعمان شقائق نعمان »

« وأنشدني الصدر الكبير شرف الدّين أحمد بن المؤيّد المكّي الخوارزمي قال: أنشدني الصدر العلّامة صدر الأئمّة أبو المؤيّد الموفّق بن أحمد المكي لنفسه:

رسول الله قال سراج ديني

وأمّتي الهداة أبو حنيفة

____________________

(١). ذيل تاريخ بغداد، عنه كتاب اليقين لابن طاوس الحلّي: ١٦٦.

١٥١

غدا بعد الصّحابة في الفتاوي

لأحمد في شريعته خليفة

سدى ديباج فتياه اجتهاد

ولحمته من الرّحمن خيفة »

« أنشدني الصّدر الكبير شرف الدّين أحمد بن مؤيّد قال: أنشدني الصدر العلّامة صدر الأئمّة أبو المؤيّد الموفّق بن أحمد المكي الخوارزمي لنفسه:

غدا مذهب النعمان خير المذاهب

كذا القمر الوضّاح خير الكواكب

تفقه في خير القرون مع التقى

فمذهبه لا شك خير المذاهب »

« وقد ذكر خطيب خطباء خوارزم صدر الأئمّة أبو المؤيّد موفّق بن أحمد المكي في مناقب أبي حنيفةرضي‌الله‌عنه سبعمائة وثلاثين رجلاً من مشايخ المسلمين في الآفاق وأقطار الأرضين، ممّن رووا عنه،رضي‌الله‌عنه ».

وأمّا النوع السّادس من مناقبه - أي مناقب أبي حنيفة - وفضائله الّتي تفرد بها: التلمّذ عند أربعة آلاف من شيوخ أئمّة التابعين دون من بعده، أي أبي حنيفة، فالدّليل عليه ما أخبرنا جماعة من ثقات المشايخ، عن الصدر العلّامة أخطب خطباء خوارزم، صدر الأئمّة أبي المؤيد، موفق بن أحمد المكي، عن أبي حفص عمر بن الإمام أبي الحسن علي الزمخشري، عن والدهرحمه‌الله أنّه قال:

وقعت منازعة بين أصحاب الإمام الأعظم أبي حنيفة وأصحاب الإمام المـُعَظَّم الشافعيرضي‌الله‌عنه ، ففضل كلّ طائفة صاحبها ».

« النّوع السّابع من مناقبه - أي مناقب أبي حنيفة - الّتي تفرّد بها، إنّه إتّفق له من الأصحاب ما لم يتّفق لأحد من بعده، فالدليل عليه: ما أخبرني المشايخ الثقات عن صدر الأئمّة أبي المؤيّد موفّق بن أحمد المكي، قال أخبرني الإمام العلّامة ركن الإسلام أبو الفضل عبدالرحمن بن أميرويه، قال: أنا قاضي القضاة أبو بكر عتيق بن داود اليماني في ترجيح مذهب أبي حنيفةرضي‌الله‌عنه على

١٥٢

سائر المذاهب، في كلام طويل فصيح بليغ إلى أنْ قال:

هو إمام الأئمّة، سراج الأمّة، ضخم الدسيعة، السّابق إلى تدوين علم الشريعة، ثمّ أيده الله تعالى بالتوفيق والعصمة، فجمع له من الأصحاب والأئمّة عصمة منه تعالى لهذه الأمة ما لم يجتمع في عصر من الأعصار في الأطراف والأقطار »(١) .

« الباب الأوّل في ذكر شيء من فضائله التي تفرّد بها إجماعاً فنقول - وبالله التوفيق - مناقبه وفضائله كالحصى لا تُعَدّ ولا تُحصى، ولا يمكن أن تستقصى، لكن من فضائله الخاصة التي تفرد بها ولم يشاركه إجماعاً من بعده فيها، يمكن إحصاؤها وضبطها في أنواع عشرة: الأوّل في الأخبار والآثار المرويّة في مدحه دون من بعده، الثاني في أنّه ولد في زمان الصّحابة والقرن الّذي شهد مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم دون من بعده ». « أمّا الأوّل، فقد أخبرني الصدر الكبير شرف الدين أحمد بن مؤيد بن موفق بن أحمد المكي

وقد أنبأني الصّدر الكبير شرف الدّين أحمد بن مؤيّد بن موفق بن أحمد المكي الخوارزمي، عن جدّه صدر الأئمّة أبي المؤيد الموفق بن أحمد المكي، عن عبدالحميد بن أحمد البراتقيني، عن الإمام محمّد بن إسحاق السّراجي الخوارزمي، عن أبي جعفر عمر بن أحمد الكرابيسي، عن أبي الفتح محمّد بن الحسن الناصحي، عن الزاهد أبي محمّد الحسن بن علي بن محمّد، عن أبي سهيل عبدالحميد بن محمّد الصوافي، عن أبيه، عن أبي القاسم يونس بن الطاهر البصري، عن أبي النصر أحمد بن الحسين الأديب، عن أبي سعيد أحمد بن محمّد بن بشر، عن محمّد بن يزيد، عن سعيد بن بشر، عن حماد، عن رجل، عن نافع، عن ابن عمررضي‌الله‌عنه تبارك وتعالى وتقدّس قال:

____________________

(١). جامع مسانيد أبي حنيفة ١ / ٣١.

١٥٣

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يظهر من بعدي رجل يعرف بأبي حنيفة يحيي الله سنّتي على يديه »(١) .

ترجمة الخوارزمي صاحب جامع المسانيد

ومحمّد بن محمود الخوارزمي، صاحب ( جامع مسانيد أبي حنيفة ) من كبار أئمّة الحنفيّة في الفقه والحديث، وهذه جملة من كلماتهم في الثناء عليه:

قال الكفوي: « الشيخ الإمام أبو المؤيّد محمّد بن محمود بن محمّد بن الحسن، الخوارزمي، الخطيب، ولد سنة ٦٠٣، وتفقّه على منشي النظر الأستاذ نجم الملّة والدين طاهر بن محمّد الحفصي، سمع بخوارزم وقد قدم بغداد وسمع بها، وحدّث بدمشق، وولي قضاء خوارزم وخطابتها بعد أخذ التتار لها، ثمّ تركها وقدم بغداد حاجّاً، ثمّ حجّ وجاور ورجع على طريق ديار مصر، وقدم دمشق ثمّ عاد إلى بغداد، ودرس بها، إلى أن مات سنة خمس وخمسين وستمائة »(٢) .

وقال القرشي: « محمّد بن محمود بن حسن الإمام أبو المؤيّد الخوارزمي، الخطيب، مولده سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة، تفقّه على الإمام طاهر بن محمّد الحفصي، سمع بخوارزم، وقدم بغداد وسمع بها، وحدّث بدمشق، وولي قضاء خوارزم وخطابتها بعد أخذ التّاتار لها، ثمّ تركها وقدم بغداد حاجّاً، ثمّ حجّ وجاور ورجع على طريق ديار مصر وقدم دمشق ثمّ عاد إلى بغداد، ودرّس بها، ومات بها سنة خمس وخمسين وستمائة »(٣) .

____________________

(١). جامع مسانيد أبي حنيفة ١ / ١٤ - ١٥.

(٢). كتائب أعلام الأخيار من فقهاء مذهب النعمان المختار - مخلوط.

(٣). الجواهر المضيّة في طبقات الحنفيّة ٣ / ٣٦٥.

١٥٤

وقال الجلبي: « مسند الإمام الأعظم، أبي حنيفة نعمان بن ثابت الكوفي، المتوفى سنة خمسين ومائة، رواه حسن بن زياد اللؤلؤي، ورتّب المسند المذكور الشّيخ قاسم بن قطلوبغا الحنفي، برواية الحارثي على أبواب الفقه، وله عليه الأمالي في مجلّدين، ومختصر المسند المسمّى بالمعتمد، لجمال الدّين محمود بن أحمد القونوي الدمشقي، المتوفى سنة سبعين وسبعمائة، ثمّ شرحه وسمّاه المستند وجمع زوائده أبو المؤيّد محمّد بن محمود الخوارزمي، المتوفى سنة خمس وستين وستمائة، أوّله: الحمد لله الّذي سقانا بطوله من أصفى شرائع الشرايع »(١) .

وقال الدهّان في ( كفاية المتطلّع ): « كتاب جمع المسانيد للإمام الأعظم أبي حنيفة تأليف العلّامة قاضي القضاة أبي المؤيّد، محمّد بن محمود بن محمّد الخوارزمي رحمه ‌الله ، يرويه عن الفقهاء الحنفيين ».

٥ - الصفدي: « كان متمكّناً في العربية، غزير العلم، فقيهاً، فاضلاً، أديباً، شاعراً، قرأ على الزمخشري، وله خطب وشعر ومناقب »(٢) .

من مصادر ترجمة الصفدي

وقد ترجموا للصفدي في الكتب المعتبرة، وأثنوا عليه، فانظر منها:

١ - المعجم المختص للذهبي: ٩١.

٢ - الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة ٢ / ٨٧.

٣ - طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة الأسدي ٦ / ٤.

٦ - عبدالقادر القرشي: « الموفق بن أحمد بن محمّد المكي، خطيب

____________________

(١). كشف الظنون: ١٦٨٠.

(٢). كذا في ( بغية الوعاة ) للسيوطي، وسيأتي.

١٥٥

خوارزم، أستاذ ناصر بن عبدالله صاحب المغرب، أبو المؤيد، مولده في حدود سنة ٤٨٤.

ذكره القفطي في أخبار النحاة.

أديب، فاضل، له معرفة في الفقه والأدب.

روى مصنّفات محمّد بن الحسن، عن عمر بن محمّد بن أحمد النسفي.

ومات رحمه الله تعالى سنة ٥٦٨.

وأخذ علم العربية عن الزمخشري »(١) .

ترجمة عبدالقادر القرشي

وعبد القادر القرشي من كبار علماء القوم:

قال محمود بن سليمان الكفوي: « المولى الفاضل، والنحرير الكامل، عبدالقادر بن محمّد بن نصر الله بن سالم، أبي الوفاء القرشي، كان عالماً فاضِلاً جامعاً للعلوم، له مجموعات وتصانيف وتواريخ ومحاضرات وتواليف.

ولد سنة ست وسبعين وسبعمائة، وأخذ العلوم عن جماعة كثيرة، منهم علاء الدّين التركماني ووالده قاضي القضاة شمس الدّين وفخر الدّين عثمان المارديني التركماني والد علاء الدّين التركماني وهبة الله التركماني وغير ذلك، وسمع وحدّث وأفتى ودرّس، وصنف كتاب العناية في تحرير أحاديث الهداية، والطرق والوسائل في تخريج أحاديث خلاصة الدلائل، ويسميه أيضاً المجموع، وشرح معاني الآثار للطحاوي، وكتاب الدرر المنيفة في الرد على ابن أبي شيبة عن الإمام أبي حنيفة، وكتاب ترتيب تهذيب الأسماء واللغات، وكتاب البستان في فضائل النعمان، وكتاب الجواهر المضية في طبقات

____________________

(١). الجواهر المضية في طبقات الحنفية ٣ / ٥٢٣.

١٥٦

الحنفيّة، ومختصر في علوم الحديث، ومسائل مجموع في الفقه، وقطعة من شرح الخلاصة في مجلّدين، وتفسير آيات وفوائد.

وسمع منه وأخذ المولى الفاضل قاسم بن قطلوبغا صاحب تلخيص التراجم.

مات سنة خمس وسبعين وسبعمائة رحمه الله تعالى »(١) .

وقال السيوطي: « عبد القادر بن محمّد بن محمّد بن نصر الله بن سلام محيي الدين أبو محمّد بن أبي الوفا القرشي، درّس وأفتى، وصنف شرح معاني الآثار وطبقات الحنفية وشرح الخلاصة وتخريج أحاديث الهداية، وغير ذلك.

ولد سنة ست وسبعين وستمائة، ومات في ربيع الأول سنة خمس وسبعين وسبعمائة »(٢) .

وقال الجلبي في ذكر كتابه ( الجواهر المضيّة ):

« طبقات الحنفية، أوّل من صنّف فيه الشيخ عبدالقادر بن محمّد القرشي، المتوفى سنة ٧٧٥، صاحب الجواهر المضيّة في طبقات الحنفيّة، كما قال في خطبته: لم أر أحداً جمع طبقات أصحابنا وهم أمم لا يحصون.

فجمعها بإمداد الشيخ قطب الدين عبدالكريم الحلبي، وأبي العلاء البخاري، وأبي الحسن السبكي، وأبي الحسن علي المارديني، فصار شيئاً كثيراً من التراجم والفوائد الفقهية »(٣) .

____________________

(١). كتائب أعلام الأخيار من فقهاء مذهب النعمان المختار - مخطوط.

(٢). حسن المحاضرة في محاسن مصر والقاهرة ١ / ٤٧١.

(٣). كشف الظنون ١ / ٦١٦.

١٥٧

ترجمة القفطي

والقفطي الّذي ذكر الخطيب الخوارزمي في طبقاته، ترجم له السيوطي قائلاً:

« القفطي الوزير جمال الدّين علي بن يوسف بن إبراهيم الشيباني، وزير حلب، صاحب تاريخ النحاة وتاريخ اليمن وتاريخ مصر وتاريخ بني بويه وتاريخ بني سلجوق، ولد بقفط سنة ثمان وستين وخمسمائة، ومات بحلب سنة ست وأربعين وستمائة »(١) .

وقال السيوطي: « علي بن يوسف بن إبراهيم بن عبدالواحد بن موسى بن أحمد بن محمّد بن إسحاق بن محمّد بن ربيعة بن الحارث، أبو الحسن القفطي، يعرف بالقاضي الأكرم صاحب تاريخ النحاة، قال ياقوت: ولد في ربيع سنة ثمان وستّين وخمسمائة بقفط، وكان جمّ الفضل كثير النبل عظيم القدر، إذا تكلم في فنّ من الفنون كالنحو واللغة والقراءة والفقه والحديث والأصول والمنطق والرّياضية والنجوم والهندسة والتاريخ والجرح والتعديل، قام به أحسن قيام، كان سمح الكفّ طلق الوجه، صنّف الإصلاح للخلل الواقع في الصحاح للجوهري، الضاد والظا، تاريخ النحاة، تاريخ مصر، المحلّى في استيعاب وجوه كلّا »(٢) .

٧ - التقي الفاسي: « الموفق بن أحمد بن محمّد بن محمّد المكي، أبو المؤيد، العلّامة خطيب خوارزم، كان أديباً فصيحاً مفوّهاً، خطب بخوارزم دهراً وأنشأ الخطب وأقرأ النّاس، وتخرّج به جماعة، وتوفّي بخوارزم في صفر

____________________

(١). حسن المحاضرة في محاسن مصر والقاهرة ١ / ٥٥٤.

(٢). بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة: ٣٥٨.

١٥٨

سنة ثمان وستين وخمسمائة، ذكره هكذا الذهبي في تاريخ الإسلام، وذكره الشيخ محيي الدّين عبدالقادر الحنفي في طبقات الحنفيّة وقال: ذكره القفطي في أخبار النحاة، أديب فاضل، له معرفة بالفقه والأدب. وروى مصنّفات محمّد بن الحسن عن عمر بن محمّد بن أحمد، عن النّسفي »(١) .

ترجمة التقي الفاسي

وقد ترجم الحافظ السخاوي للتقي الفاسي بقوله:

« محمّد بن أحمد بن علي بن أبي عبدالله محمّد بن محمّد بن عبدالرحمن ابن محمّد بن أحمد بن علي بن عبدالرحمن بن سعيد بن عبدالملك، التقيّ، أبو عبدالله، وأبو الطيّب وبها اشتهر، ابن الشهاب أبي العبّاس بن أبي الحسن الفاسي المكّيّ المالكي، شيخ الحرم، والماضي أبوه، ويعرف بالتقي الفاسي.

ولد في ربيع الأول سنة خمس وسبعين وسبعمائة بمكة، ونشأ بها وبالمدينة لتحوله إليها مع اُمّه في سنة ثلاث وثمانين وقتاً

وعني بعلم الحديث أتمّ عناية، وكتب الكثير وأفاد وانتفع الناس به، وأخذوا عنه، ودرّس وأفتى، وحدث بالحرمين والقاهرة ودمشق وبلاد اليمن بجملة من مرويّاته ومؤلفاته، سمع منه الأئمّة، وفي الأحياء بمكّة جماعة ممّن أخذ عنه.

قال شيخنا في معجمه: حدّثني من لفظه بأحاديث، وأجاز لأولادي، ولم يخلّف بالحجاز مثله، وقرض له شيخنا غير ما تصنيف، وكان هو يعترف بالتلمذة لشيخنا وتقدّمه على سائر الجماعة، حتّى شيخهما العراقي كما ثبت ذلك في الجواهر، وخرّج له الجمال بن موسى معجماً مات قبل إكماله.

____________________

(١). العقد الثمين في أخبار البلد الأمين ٧ / ٣١٠.

١٥٩

وكان ذايدٍ طولى في الحديث والتاريخ والسّير، واسع الحفظ، واعتنى بأخبار بلده، فأحيى معالمها وأوضح مجاهلها وجدّد مآثر ها وترجم أعيانها، فكتب بها تاريخاً حافلاً سمّاه شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام، في مجلّدين، جمع فيه ما ذكره الأزرقي وزاد عليه ما تجدّد بعده بل وما قبله، واختصره مراراً.

وعمل العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين في أربع مجلّدات، ترجم فيه جماعة من حكّام مكة وولاتها وقضاتها وخطبائها وأئمّتها ومؤذّنيها، وجماعة من العلماء والرّواة من أهلها، وكذا من سكنها سنين أو مات بها، وجماعة لهم مآثر فيها أو في ما أضيف له، رتّبه على المعجم ثمّ اختصره، وكذا ذيّل على سير النبلاء وعلى التقييد لابن نقطة وكتاباً في الآخريات سوّد غالبه، وفي الأذكار والدعوات، وفي المناسك على مذهب الشافعي ومالك، واختصر حياة الحيوان للدميري، وخرّج الأربعين المتباينات والفهرست كِلاهما لنفسه، وكذا خرّج لجماعة من شيوخه »(١) .

وقال السيوطي: « الفاسي الحافظ تقيّ الدين محمّد بن أحمد بن علي بن عبد الرحمن الشريف المكّي، أبو الطيّب، ولد سنة خمس وسبعين وسبعمائة، وأجاز له أبو بكر بن أحمد المحبٍ، وإبراهيم بن السّلار، رحل وبرع وخرّج، وأذن له الشيخ زين الدّين العراقي بإقراء الحديث، ودرّس وأفتى، وصنّف كتباً منها تاريخ مكة، وولي قضاء المالكية بها. مات في شوال سنة ٨٣٢. قال ابن حجر: ولم يخلف في الحجاز مثله »(٢) .

٨ - السيّد شهاب الدين أحمد: « ولم يزل أصحاب العلم والعرفان لا

____________________

(١). الضوء اللامع لأهل القرن التاسع ٧ / ١٨.

(٢). طبقات الحفاظ: ٥٤٩.

١٦٠

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

الأحول، أحد الأعلام وقال يحيى القطان: ما رأيت أثبت من مسعر، وقال أحمد بن حنبل: الثقة مثل شعبة ومسعر، وقال وكيع: شك مسعر كيقين غيره، وعن الحسن بن عمارة قال: إنْ لم يدخل إلّا مثل مسعر فإنّ أهل الجنة لقليل، وقال ابن عيينة: قالوا للأعمش: إن مسعراً شك في حديثه، فقال: شكه كيقين غيره »(١) .

٢ - الذهبي: « كان من العباد القانتين »(٢) .

٣ - ابن حجر: « ثقة ثبت فاضل »(٣) .

٤ - السيوطي: « قال الثوري: كنا إذا اختلفنا في شيء سألنا عنه مسعراً وقال شعبة: كنا نسمّي مسعراً المصحف. مات سنة ١٥٣ »(٤) .

(١٧)

أبو عيسى الحكم بن أبان العدني

المتوفى سنة (١٥٤) أو (١٥٥). أخرج الحاكم « عن محمد بن صالح بن هاني قال: ثنا أحمد بن نصر، وأخبرنا محمد بن علي الشيباني بالكوفة، ثنا أحمد بن حازم الغفاري، وأنبأ محمد بن عبدالله العمري، ثنا محمد بن اسحاق، ثنا محمد بن يحيى وأحمد بن يوسف قالوا: ثنا أبو نعيم، ثنا ابن أبي غنية، عن حكم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس عن بريدة الأسلميرضي‌الله‌عنه قال: غزوت مع علي إلى اليمن فرأيت منه جفوة،

____________________

(١). تذكرة الحفاظ ١ / ١٨٨.

(٢). الكشاف ٣ / ١٣٧.

(٣). تقريب التهذيب ٢ / ٢٤٣.

(٤). طبقات الحفاظ: ٨١.

٢٤١

فقدمت على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فذكرت علياً فتنقّصته، فرأيت وجه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يتغيّر. فقال: يا بريدة ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قلت: بلى يا رسول الله. فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه. وذكر الحديث.

هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه »(١) .

ترجمته

١ - الذهبي: « ثقة صاحب سنة، إذا هدأت العيون وقف في البحر إلى ركبتيه يذكر الله، وكان سيد أهل اليمن، عاش ثمانين سنة. مات سنة ١٥٤ »(٢) .

٢ - ابن حجر العسقلاني: « صدوق عابد، وله أوهام »(٣) .

(١٨)

عبدالله بن شوذب البلخي

المتوفى سنة (١٥٧). روى حديث صوم يوم الغدير بطريق صحيح رجاله كلّهم ثقات، فقد أخرج الحافظ الخطيب « عن عبدالله بن علي بن محمد بن بشران، عن علي بن عمر الدار قطني، عن أبي نصر حبشون الخلال، عن علي بن سعيد الرملي، عن ضمرة بن ربيعة، عن عبدالله بن شوذب، عن مطر الورّاق، عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة قال: من صام يوم ثمان عشر من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهراً، وهو يوم غدير خم، لما أخذ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بيد علي بن أبي طالب فقال: ألست ولي المؤمنين؟

____________________

(١). المستدرك على الصحيحين ٣ / ١١٠.

(٢). الكاشف ١ / ٢٤٤.

(٣). تقريب التهذيب ١ / ١٩٠.

٢٤٢

قالوا: بلى يا رسول الله. قال: من كنت مولاه فعلي مولاه. فقال عمر بن الخطاب: بخ بخ لك يا ابن أبي طالب. أصبحت مولاي ومولى كل مسلم. فأنزل الله:( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) »(١) .

ترجمته

١ - ابن حجر: « صدوق عابد، من السابعة، مات سنة ست أو سبع وخمسين بخ ع »(٢) .

٢ - الذهبي: « وثّقه جماعة، كان إذا رئي ذكرت الملائكة »(٣) .

٣ - الخزرجي، وحكى عن أحمد وابن معين ثقته(٤) .

(١٩)

شعبة بن الحجاج الواسطي

المتوفى سنة (١٦٠). أخرج في ( المسند ) « عن محمد بن جعفر، عن شعبة، عن ميمون أبي عبدالله قال: كنت عند زيد بن أرقم، فجاء رجل من أقصى الفسطاط، فسأله عن ذا، فقال: إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى. قال: من كنت مولاه فعلي مولاه.

قال ميمون: فحدثني بعض القوم أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه »(٥) .

____________________

(١). تاريخ بغداد ٨ / ٢٩٠.

(٢). تقريب التهذيب ١ / ٤٢٣.

(٣). الكاشف ٢ / ٩٦.

(٤). خلاصة التذهيب: ١٧٠.

(٥). مسند أحمد بن حنبل ٤ / ٣٧٢.

٢٤٣

ورواه ابن كثير من طريق غندر، عن شعبة، عن سلمة بن كهيل، عن أبي الطفيل، عن أبي مريم أو زيد بن أرقم(١) .

و أبو نعيم قال: « حدثنا محمد بن المظفر قال: ثنا زيد بن محمد قال: ثنا أحمد بن محمد بن الجهم قال: ثنا رجاء بن الجارود أبو المنذر قال: ثنا سليمان بن محمد المباركي قال: ثنا محمد بن جرير الصنعاني وأثنى عليهْ خيراً قال: ثنا شعبة، عن الحكم، عن ابن أبي ليلى، عن سعد بن أبي وقاص قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في علي بن أبي طالب ثلاث خلال: لأعطينّ الرّاية غداً رجلاً يحبّ الله ورسوله، وحديث الطير، وحديث غدير خم غريب من حديث شعبة والحكم، ما كتبناه إلّا من هذا الوجه »(٢) .

ترجمته

١ - الذهبي بترجمة حافلة، معنوناً إياه بـ « الحجة الحافظ شيخ الاسلام » فنقل كلمات الأعلام في ثقته والثناء عليه(٣) .

٢ - ووصفه في( الكاشف ) بـ « أمير المؤمنين في الحديث »(٤) .

٣ - وقد نقلابن حجر اللقب المذكور عن الثوري، قال: « ثقة حافظ متقن، كان الثوري يقول: هو أمير المؤمنين في الحديث، وهو أول من فتش بالعراق عن الرجال، وذبّ عن السنّة، وكان عابداً »(٥) .

٤ - وقالالسيوطي: « الحافظ العلم، أحد أئمة الاسلام »(٦) .

____________________

(١). تاريخ ابن كثير ٧ / ٣٤٨.

(٢). حلية الأولياء ٤ / ٣٥٦.

(٣). تذكرة الحفاظ ١ / ١٩٣.

(٤). الكاشف ٢ / ١١.

(٥). تقريب التهذيب ١ / ٣٥١.

(٦). طبقات الحفاظ: ٨٣.

٢٤٤

(٢٠)

أبو العلاء كامل بن العلاء التميمي الكوفي

المتوفى حدود سنة (١٦٠) أخرج الحاكم « عن محمد بن علي الشيباني بالكوفة، ثنا أحمد بن حازم الغفاري، ثنا أبو نعيم، ثنا كامل أبو العلاء قال: سمعت حبيب بن أبي ثابت يخبر عن يحيى ابن جعدة عن زيد قال: خرجنا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حتى انتهينا إلى غدير خم، فأمر بدوح فكسح في يوم ما أتى علينا يوم كان أشد حرّاً منه، فحمد الله وأثنى عليه وقال: يا أيها الناس إنه لم يبعث نبي قط إلّا ما عاش نصف ما عاش الذي كان قبله، وإني أوشك أن أدعى فأجيب، وإني تارك فيكم ما لن تضلّوا بعده: كتاب الله عزّ وجل، ثم قام فأخذ بيد عليرضي‌الله‌عنه فقال: يا أيها الناس من أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: من كنت مولاه فعلي مولاه.

هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه »(١) .

ترجمته

١ - صحّحالحاكم حديثه كما رأيت، فهو عنده ثقة.

٢ - وثّقهابن معين ونفى عنه البأس ابن عدي والنسائي كما قال الخزرجي(٢) .

٣ - وقالابن حجر: « صدوق يخطئ. من السابعة. د م ت ق »(٣) .

____________________

(١). المستدرك ٣ / ٥٣٣.

(٢). خلاصة تذهيب الكمال: ٢٧٢.

(٣). تقريب التهذيب ٢ / ١٣١.

٢٤٥

(٢١)

سفيان بن سعيد الثوري

المتوفى سنة (١٦١). أخرج الخطيب: « أخبرنا أبو الفتح محمد بن الحسين العطار قطيط: أخبرنا محمد بن أحمد بن عبد الرحمن المعدّل باصبهان، حدثنا أبوبكر محمد بن عمر التميمي الحافظ، حدثنا الحسن بن علي ابن سهل العاقولي، حدثنا حمدان بن المختار، حدثنا حفص بن عبيدالله بن عمر، عن سفيان الثوري، حدثنا علي بن زيد عن أنس قال: سمعت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه »(١) .

ترجمته

١ - الخطيب البغدادي: « وكان إماماً من أئمة المسلمين، وعلماً من أعلام الدين، مجمعاً على إمامته بحيث يستغنى عن تزكيته، مع الإِتقان والحفظ والمعرفة، والضبط والورع والزهد »(٢) .

٢ - الذهبي: « الإِمام شيخ الاسلام سيد الحفاظ » ثم نقل بعض الكلمات في الثناء عليه فقال: « مناقب هذا الامام في مجلد لابن الجوزي، وقد اختصرته وسقت جملة حسنة من ذلك في تاريخي »(٣) .

٣ - ابن حجر: « ثقة حافظ فقيه، عابد إمام حجة، من رؤس الطبقة السابعة وكان ربما دلّس »(٤) .

____________________

(١). تاريخ بغداد ٧ / ٣٧٧.

(٢). المصدر ٩ / ١٥٢.

(٣). تذكرة الحفاظ ١ / ٢٠٣.

(٤). تقريب التهذيب ١ / ٣١١.

٢٤٦

(٢٢)

جعفر بن زياد الكوفي الأحمر

المتوفى سنة (١٦٥) أو (١٦٧). روى أحمد بن محمد العاصمي في ( زين الفتى ) قال: « أخبرنا عن الشيخ الزاهد جدّي أبو عبدالله أحمد بن المهاجر بن الوليدرضي‌الله‌عنه قال: أخبرنا الشيخ الزاهد أبو علي الهروي الأديب عن عبدالله بن عروة قال حدثنا يوسف بن موسى القطان عن مالك بن إسماعيل قال: حدثنا جعفر بن زياد الأحمر عن يزيد ابن أبي زياد وعن مسلم بن سالم قالا: أخبرنا عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: سمعت علياً كرم الله وجهه ينشد الناس يقول: أنشد كلّ امرئ مسلم سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم غدير خم يقول إلاّ قام، فقام اثنا عشر بدريا فقالوا: أخذ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بيد علي فرفعها ثم قال: أيها الناس: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه »(١) .

ترجمته

١ - قال أبو داود: ثقة شيعي، وقال أبو زرعة: صدوق، ونفى النسائي عنه البأس. كذا قال الخزرجي(٢) .

٢ - ابن حجر العسقلاني: « صدوق يتشيع. من السابعة، مات سنة سبع وستين. د ت س »(٣) .

____________________

(١). زين الفتى في تفسير سورة هل أتى - مخطوط.

(٢). خلاصة تذهيب الكمال: ٥٣.

(٣). تقريب التهذيب ١ / ١٣٠.

٢٤٧

٣ - الذهبي: « صدوق شيعي »(١) .

(٢٣)

مسلم بن سالم النهدي أبو فروة الكوفي

المتوفى في أواسط القرن الثاني. علم روايته لحديث المناشدة بلفظ عبد الرحمن بن أبي ليلى، من السند المتقدّم في رواية جعفر بن زياد عن ( زين الفتى ).

ترجمته

١ - هو من رجال البخاري، ومسلم، وأبي داود، والنسائي، وابن ماجة كما فيالكاشف (٢) .

٢ - وكذا قالابن حجر العسقلاني بعد أن قال: « صدوق من السادسة »(٣) .

(٢٤)

قيس بن الربيع أبو محمد الأسدي الكوفي

المتوفى سنة (١٦٥). روى حديث نزول قوله تعالى:( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً ) في واقعة يوم الغدير، وقد أخرج حديثه أبو نعيم في كتابه ( ما نزل من القرآن في علي )، وأبو سعيد السجستاني في ( كتاب الولاية )، وأبو القاسم الحسكاني في ( شواهد التنزيل )، وأبو الفتح النطنزي في ( الخصائص

____________________

(١). الكاشف ١ / ١٨٥.

(٢). الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة ٣ / ١٤٠.

(٣). تقريب التهذيب ٢ / ٢٤٥.

٢٤٨

العلوية ).

ترجمته

١ - الذهبي: « قيس بن الربيع الحافظ، أبو محمد الأسدي، الكوفي، أحد الأعلام على ضعفٍ فيه كان شعبة يثني عليه، وقال عفان: كان ثقة، وقال يعقوب بن شيبة: هو عند جميع أصحابنا صدوق، وكتابه صالح، وهو رديّ الحفظ »(١) .

٢ - ابن حجر: « صدوق تغيّر لما كبر »(٢) .

٣ - السيوطي في طبقاته، فذكر ثقته عن الثوري وشعبة وعفان وغيرهم، قال: وقال ابن عدي عامة رواياته مستقيمة(٣) .

(٢٥)

حماد بن سلمة أبو سلمة البصري

المتوفى سنة (١٦٧). أخرج في ( المسند ) باسناده عن عفان، عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن عدي بن ثابت، عن البراء بن عازب قال: « كنا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في سفر، فنزلنا بغدير خم، فنودي الصلاة جامعة، وكسح لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تحت شجرة، فصلى الظهر، فأخذ بيد علي فقال: ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى، فأخذ بيد علي فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه. اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.

فلقيه عمر بعد ذلك فقال: هنيئاً لك يا ابن أبي طالب، أصبحت وأمسيت

____________________

(١). تذكرة الحفاظ ١ / ٢٢٦.

(٢). تقريب التهذيب ٢ / ١٢٨.

(٣). طبقات الحفاظ: ٩٦.

٢٤٩

مولى كل مؤمن ومؤمنة »(١) .

ترجمته

١ - الذهبي: « الامام الحافظ، شيخ الاسلام » ثم نقل ثقته عن ابن معين، وعن شهاب بن معمر: كان حماد بن سلمة يعدّ من الأبدال، وعن أحمد ابن حنبل قال: إذا رأيت الرجل ينال من حماد من سلمة فاتّهمه على الاسلام. ثم قال: « مناقب حماد يطول شرحها »(٢) .

٢ - وفي الكاشف: « هو ثقة صدوق، يغلط وليس في قوة مالك. توفي سنة ١٦٧ »(٣) .

٣ - ابن حجر: « ثقة عابد »(٤) .

٤ - وترجمهالسيوطي بذكر كلمات الثناء عليه(٥) .

(٢٦)

عبدالله بن لهيعة أبو عبد الرحمن المصري

المتوفى سنة (١٧٤). قال الحافظ ابن كثير: « وقال المطلب بن زياد، عن عبدالله بن محمد بن عقيل سمع جابر بن عبدالله يقول: كنا بالجحفة بغدير خم، فخرج علينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من خباء أو فسطاط، فأخذ بيد علي فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه.

____________________

(١). مسند أحمد بن حنبل ٤ / ٢٨١.

(٢). تذكرة الحفاظ ١ / ٢٠٢.

(٣). الكاشف ١ / ٢٥١.

(٤). تقريب التهذيب ١ / ١٩٧.

(٥). طبقات الحفاظ: ٨٧.

٢٥٠

قال شيخنا الذهبي: هذا حديث حسن.

وقد رواه ابن لهيعة، عن بكر بن سوادة وغيره، عن أبي سلمة، عن عبد الرحمن عن جابر بنحوه»(١) .

ترجمته

١ - الذهبي: « ابن لهيعة، الامام الكبير قاضي الديار المصرية، وعالمها ومحدّثها قال أحمد بن حنبل: من كان مثل ابن لهيعة بمصر في كثرة حديثه وضبطه وإتقانه؟ »(٢) .

٢ - ابن حجر العسقلاني: « صدوق من السابعة، خلط بعد احتراق كتبه، ورواية ابن المبارك وابن وهب عنه أعدل من غيرهما، وله في مسلم بعض شيء مقرون. مات سنة أربع وسبعين، وقد ناف على الثمانين. م د ت ق »(٣) .

(٢٧)

أبو عوانة الوضاح بن عبدالله اليشكري الواسطي

البزاز المتوفى سنة (١٧٥) أو (١٧٦). أخرج النسائي « عن أحمد بن المثنى قال: حدثنا يحيى بن حماد قال: أخبرنا أبو عوانة، عن سليمان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم قال: لما رجع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من حجة الوداع ونزل غدير خم، أمر بدوحات فقممن، ثم قال: كأني دعيت فأجبت، وإني تارك فيكم الثقلين، أحدهما الأكبر من الآخر: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فانظروا كيف تخلفوني

____________________

(١). تاريخ ابن كثير ٥ / ٢١٣.

(٢). تذكرة الحفاظ ١ / ٢٣٧.

(٣). تقريب التهذيب ١ / ٤٤٤.

٢٥١

فيهما، فإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض. ثم قال: إنّ الله مولاي وأنا ولي كل مؤمن، ثم إنه أخذ بيد عليرضي‌الله‌عنه فقال: من كنت وليه فهذا وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، فقلت لزيد: سمعته من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال: وإنه ما كان في الدوحات أحد إلّا رآه بعينه وسمعه بأذنيه »(١) .

وفي ( المسند ): « عن سفيان، عن أبي عوانة، عن المغيرة، عن أبي عبيد، عن ميمون أبي عبدالله قال: قال زيد بن أرقم وأنا أسمع: نزلنا مع رسول الله بواد يقال له وادي خم »(٢) .

وفي ( المستدرك ): « وحدثنا أبو نصر أحمد بن سهل الفقيه البخاري، ثنا صالح بن محمد الحافظ البغدادي، ثنا خلف بن سالم المخرمي، ثنا يحيى بن حماد، ثنا أبو عوانة، عن سليمان الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي الطفيل عن زيد »(٣) .

ترجمته

١ - الذهبي: « الحافظ أحد الثقات »(٤) .

٢ - ابن حجر: « ثقة ثبت »(٥) .

٣ - السيوطي: « قال عفان: كان صحيح الكتاب، كثير العجم والنقط، ثبتا »(٦) .

٤ - وترجمهالخطيب. فنقل كلمات القوم في حقه(٧) .

____________________

(١). خصائص أمير المؤمنين: ٩٣.

(٢). مسند أحمد بن حنبل ٤ / ٣٧٢.

(٣). المستدرك ٣ / ١٠٩.

(٤). تذكرة الحفاظ ١ / ٢٣٦.

(٥). تقريب التهذيب ٢ / ٣٣١.

(٦). طبقات الحفاظ: ١٠٠.

(٧). تاريخ بغداد ١٣ / ٤٦٠.

٢٥٢

(٢٨)

نوح بن قيس أبو روح الحداني البصري

المتوفى سنه (١٨٣). أخرج حديثه ابن المغازلي حيث قال: « أخبرنا أبو يعلى علي بن عبيدالله بن العلاف البزار إذناً، قال: أخبرنا عبد السلام بن عبد الملك بن حبيب البزار قال: أخبرنا عبدالله بن محمد بن عثمان قال: حدثنا محمد بن بكر بن عبد الرزاق، حدثنا أبو حاتم مغيرة بن محمد المهلبي قال: حدثني مسلم بن إبراهيم، حدثنا نوح بن قيس الحداني، حدثنا الوليد بن صالح عن امرأة زيد بن أرقم قالت:

أقبل نبيّ الله من مكة في حجة الوداع، حتى نزلصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بغدير الجحفة بين مكة والمدينة فأمر بدوحات، فقم ما تحتهنّ من شوك، ثم نادى: الصلاة جامعة فخرجنا إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في يوم شديد الحر، وإنّ منا لمن يضع رداءه على رأسه وبعضه على قدميه من شدة الرمضاء، حتى انتهينا إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فصلى بنا الظهر، ثم انصرف إلينا فقال: الحمد لله نحمده ونستعينه، ونؤمن به ونتوكل عليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيّئات أعمالنا، الذي لا هادي لمن أضل، ولا مضل لمن هدى، وأشهد أن لا إله إلّا الله، وأن محمّداً عبده ورسوله - أما بعد:

أيها الناس فإنه لم يكن لنبي من العمر إلّا نصف من عمر من قبله، وإنّ عيسى بن مريم لبث في قومه أربعين سنة، وإني قد أسرعت في العشرين، ألا وإنّي يوشك أن أفارقكم، ألا وإني مسئول وأنتم مسئولون، فهل بلّغتكم؟ فما ذا أنتم قائلون؟ فقام من كل ناحية من القوم مجيب يقولون: نشهد أنك عبدالله ورسوله، قد بلّغت رسالته، وجاهدت في سبيله، وصدعت بأمره وعبدته حتى أتاك اليقين، جزاك الله عنا خير ما جزى نبيا عن أمته.

فقال: ألستم تشهدون أن لا إله إلّا الله لا شريك له، وأن محمّدا عبده

٢٥٣

ورسوله، وأن الجنة حق وأن النار حق، وتؤمنون بالكتاب كله؟ قالوا: بلى قال: فإني أشهد أن قد صدقتكم وصدقتموني، ألا وإني فرطكم وإنكم تبعي توشكون أن تردوا عليّ الحوض، فأسألكم حين تلقوني عن ثقلي كيف خلفتموني فيهما، قال: فأعيل علينا ما ندري ما الثقلان، حتى قام رجل من المهاجرين وقال: بأبي وأمي أنت يا نبي الله ما الثقلان؟

قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الأكبر منهما كتاب الله تعالى، سبب طرف بيد الله وطرف بأيديكم، فتمسكوا به ولا تضلّوا. والأصغر منهما عترتي، من استقبل قبلتي وأجاب دعوتي، فلا تقتلوهم ولا تقهروهم ولا تقصروا عنهم، فإني قد سألت لهم اللّطيف الخبير فأعطاني، ناصرهما لي ناصر، وخاذلهما لي خاذل، ووليّهما لي وليّ، وعدوهما لي عدو.

ألا وإنها لم تهلك أمة قبلكم حتى تتدين بأهوائها، وتظاهر على نبوّتها، وتقتل من قام بالقسط.

ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب فرفعها ثم قال: من كنت مولاه فهذا مولاه ومن كنت وليّه فهذا وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. قالها ثلاثا. هذا آخر الخطبة »(١) .

ترجمته

١ - الذهبي: « حسن الحديث، وقد وثّق. مات سنة ١٨٣ »(٢) .

٢ - وترجم له صفي الدين الخزرجي ونقل ثقته عن بعض الأئمة الأعلام(٣) .

____________________

(١). المناقب لابن المغازلي ١٦ - ١٨.

(٢). الكاشف ٣ / ٢١١.

(٣). خلاصة تذهيب الكمال: ٣٤٧.

٢٥٤

(٢٩)

المطلب بن زياد بن أبي زهير الكوفي أبو طالب

المتوفى سنة (١٨٥). قال الحافظ الكنجي الشافعي: « أخبرني بذلك عالياً المشايخ، منهم الشريف الخطيب أبو تمام علي بن أبي الفخار بن أبي منصور الهاشمي بكرخ بغداد، وأبو طالب عبد اللطيف بن محمد بن علي بن حمزة القبيطي بنهر معلى، وابراهيم بن عثمان بن يوسف بن أيوب الكاشغري، قالوا جميعاً: أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن سليمان المعروف بنسيب ابن البطّي. وقال الكاشغري أيضاً أخبرنا أبو الحسن علي بن أبي القاسم الطوسي المعروف بابن تاج القراء، قالا: أخبرنا أبو عبدالله مالك بن أحمد بن علي البانياسي، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن الصلت، حدثنا ابراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، حدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا مطلب بن زياد، عن عبدالله بن محمد ابن عقيل، قال:

كنت عند جابر بن عبدالله في بيته، وعلي بن الحسين ومحمد بن الحنفية وأبو جعفر، فدخل رجل من أهل العراق فقال: بالله إلّا ما حدّثتني ما رأيت وما سمعت من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . فقال: كنا بالجحفة بغدير خم، وثمّ ناس كثير من جهينة ومزينة وغفار، فخرج علينا رسول الله من خباء فسطاط، فأشار بيده ثلاثاً، فأخذ بيد علي بن أبي طالب وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه »(١) .

____________________

(١). كفاية الطالب: ٦١.

٢٥٥

ورواه شيخ الاسلام الحمويني(١) وابن كثير الدمشقي وقال: « قال شيخنا الذهبي: هذا حديث حسن »(٢) وقد أسقط ابن كثير شطراً من لفظ الحديث.

ترجمته

١ - الذهبي: « وعنه: أحمد وابن معين ووثقاه »(٣) .

٢ - ابن حجر: « صدوق. ربما وهم، من الثامنة: مات سنة خمس وثمانين. بخ ص ق »(٤) .

(٣٠)

حسّان بن ابراهيم العنزي الكرماني أبو هاشم

المتوفى سنة (١٨٦) أخرج الحاكم: « عن أبي بكر بن إسحاق ودعلج بن أحمد السجزي قالا: أنبأ محمد بن أيوب، ثنا الأزرق بن علي، ثنا حسان بن ابراهيم الكرماني، ثنا محمد بن سلمة ابن كهيل، عن أبيه، عن أبي الطفيل، عن زيد يقول: نزل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بين مكة والمدينة، عند سمرات خمس دوحات عظام، فكنس الناس ما تحت السمرات، ثم راح رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عشية فصلّى، ثم قام خطيبا، فحمد الله وأثنى عليه، وذكّر ووعظ، فقال ما شاء الله أن يقول، ثم قال: أيها الناس إني تارك فيكم أمرين، لن تضلّوا إن اتبعتموهما، وهما كتاب الله وأهل بيتي عترتي. ثم قال: أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ ثلاث مرات. قالوا: نعم. فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من كنت مولاه فعلي

____________________

(١). فرائد السمطين ١ / ٦٢ - ٦٣.

(٢). تاريخ ابن كثير ٥ / ٢١٣.

(٣). الكاشف ٣ / ١٥٠.

(٤). تقريب التهذيب ١ / ٢٥٤.

٢٥٦

مولاه »(١) .

ترجمته

١ - وثّقه أحمد وأبو زرعة وابن معين وابن عدي كما في الخلاصة وهامشها(٢) .

٢ - الذهبي: « خ م د ثقة »(٣) .

٣ - ابن حجر: « صدوق يخطئ »(٤) .

(٣١)

الفضل بن موسى أبو عبدالله المروزي السيناني

المتوفى سنة (١٩٢) أخرج النسائي قال: « أخبرنا الحسين بن حريث المروزي قال: أخبرنا الفضل بن موسى، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن وهب قال قال علي كرّم الله وجهه في الرحبة: أنشد بالله من سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم غدير خم يقول: إن الله ورسوله وليّ المؤمنين، ومن كنت وليه فهذا وليه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره؟ قال: فقال سعيد: قام إلى جنبي ستة، وقال زيد بن يثيع: قام عندي ستة. وقال عمرو ذي مر: أحبّ من أحبه وأبغض من أبغضه »(٥) .

ترجمته

١ - وثّقهابن معين وابو حاتم كما في الخلاصة(٦) .

____________________

(١). المستدرك ٣ / ١٠٩.

(٢). خلاصة التذهيب: ٦٤.

(٣). الكاشف ١ / ٢١٥.

(٤). تقريب التهذيب ١ / ١٦١.

(٥). خصائص أمير المؤمنين: ١٠٣.

(٦). خلاصة التذهيب: ٢٦٣.

٢٥٧

٢ - وقال الذهبي: « ثبت »(١) .

٣ - وقال ابن حجر: « ثقة ثبت. وربما أغرب »(٢) .

(٣٢)

اسماعيل بن علية أبو بشر الأسدي

المتوفى سنة (١٩٣) وهو « ابن أخت حميد الطويل ». أخرج الحافظ الكنجي قائلاً: « أخبرنا يوسف بن خليل الدمشقي بحلب قال: أخبرنا الشريف أبو المعمر محمد بن حيدرة الحسيني الكوفي ببغداد، وأخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون النرسي بالكوفة، أخبرنا أبو المثنى دارم ابن محمد بن زيد النهشلي، حدثنا أبو حكيم محمد بن إبراهيم بن السري التميمي، حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني، حدثنا ابراهيم ابن الوليد بن حماد، أخبرنا أبي، أخبرنا يحيى بن يعلى، عن حرب بن صبيح، عن ابن اخت حميد الطويل، عن ابن جدعان، عن سعيد بن المسيب قال:

قلت لسعد بن أبي وقاص: إني أريد أن أسألك عن شيء وإني أتّقيك. قال: سل عما بدا لك فإنّما أنا عمّك. قال: قلت: مقام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيكم يوم غدير خم. قال: نعم، قام فينا بالظهيرة، فأخذ بيد علي بن أبي طالب فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه. قال: فقال أبوبكر وعمر: أمسيت يا ابن أبي طالب مولى كلّ مؤمن ومؤمنة »(٣) .

ترجمته

١ - الذهبي: « إسماعيل بن عليّة، الحافظ الثبت العلّامة، أبو بشر اسماعيل بن ابراهيم بن مقسم الأسدي. مولاهم البصري، أحد الأعلام

____________________

(١). الكاشف ٢ / ٣٨٤.

(٢). تقريب التهذيب: ٢ / ١١١.

(٣). كفاية الطالب: ٦٢.

٢٥٨

قال أبو داود: ما أحد إلّا وقد أخطأ إلّا ابن علية وبشر بن المفضل. وقال ابن معين: كان ابن علية ثقة ورعاً تقياً، وقال يونس بن بكير: سمعت شعبة يقول: ابن عليّة سيّد المحدثين »(١) .

٢ - الخطيب البغدادي: « وكان إسماعيل يكنى أبا بشر، وكان ثقة ثبتاً في الحديث حجة »(٢) .

٣ - ابن حجر: « ثقة حافظ »(٣) .

٤ - وترجمةالسيوطي فأورد كلمات الثناء عليه(٤) .

(٣٣)

محمد بن ابراهيم أبو عمرو السلمي البصري

المتوفى سنة (١٩٤). أخرج النسائي قال: « أخبرنا قتيبة بن سعيد، عن ابن أبي عدي، عن عوف، عن ميمون أبي عبدالله قال: قال زيد بن أرقم: قام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى نشهد لأنت أولى بكل مؤمن من نفسه. قال: فإني من كنت مولاه فهذا مولاه وأخذ بيد علي »(٥) .

ترجمته

١ - الذهبي: « محمد بن أبي عدي الحافظ الثقة وثّقه أبو حاتم

____________________

(١). تذكرة الحفاظ ١ / ٣٢٢.

(٢). تاريخ بغداد ٦ / ٢٢٩.

(٣). تقريب التهذيب ١ / ٦٥.

(٤). طبقات الحفاظ: ١٣٣.

(٥). خصائص أمير المؤمنين: ٩٥.

٢٥٩

الرازي وغيره »(١) .

٢ - وفي الكاشف: « ثقة »(٢) .

٣ - ابن حجر العسقلاني: « ثقة »(٣) .

(٣٤)

محمد بن خازم أبو معاوية التميمي الضرير

المتوفى سنة (١٩٥). أخرج ابن كثير: « قال الحسن بن عرفة العبدي، ثنا محمد بن خازم أبو معاوية الضرير، عن موسى بن مسلم الشيباني، عن عبد الرحمن بن سابط، عن سعد بن أبي وقاص قال: قدم معاوية في بعض حجّاته، فأتاه سعد بن أبي وقاص فذكروا علياً. فقال سعد: له ثلاث خصال لئن لي واحدة منهنّ أحبّ إليّ من الدنيا وما فيها، سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه. الحديث. ( قال ابن كثير ): لم يخرجوه وإسناده حسن »(٤) .

ترجمته

١ - الخطيب البغدادي: « روى عنه: أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وأبو خيثمة زهير بن حرب » ثم أورد كلمات القوم فيه ووثّقه(٥) .

٢ - الذهبي: « أبو معاوية الحافظ الثبت محدّث الكوفة »(٦) .

____________________

(١). تذكرة الحفاظ ١ / ٣٢٤.

(٢). الكاشف ٣ / ١٦.

(٣). تقريب التهذيب ٢ / ١٤١.

(٤). تاريخ ابن كثير ٧ / ٣٤١.

(٥). تاريخ بغداد ٥ / ٢٤٢.

(٦). تذكرة الحفاظ ١ / ٢٩٤.

٢٦٠

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449