نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ١٩

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار17%

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 449

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 449 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 204400 / تحميل: 6995
الحجم الحجم الحجم
نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ١٩

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

تريدون؟ فعيّنوا، وذكر لهم ما أرادوا، وكذلك فعل في الفقه والخلاف، لم يذكر إلّاما عيّن الجماعة له، فعجبوا لكثرة استحضاره.

قال ابن النجّار: حدّثني شيخنا أبو القاسم الصّوفي قال: صلّى شيخنا القزويني بالناس التّراويح في ليالي شهر رمضان، وكان يحضر عنده خلق كثير، فلمـّا كان ليلة الختم دعا وشرع في تفسير القرآن من أوّله ولم يزل يفسّر سورة حتّى طلع الفجر، فصلّى بالناس صلوة الفجر بوضوء العشاء، وخرج من الغد إلى المدرسة النّظاميّة، وكان نوبته في الجلوس بها، فلما تكلّم في المنبر على عادته وكان في المجلس الأمير قطب الدين قيماز والأعيان، فذكر لهم أنّ الشيخ ليلتئذ فسّر القرآن كله في مجلس واحد، فقال قطب الدّين: الغرامة على الشيخ واجبة، فالتفت الشيخ وقال: إنّ الأمير أوجب علينا شيئاً، فإن كان لا يشق عليكم وفينا به، فقالوا: لا بل نُؤثر ذلك، فشرع وفسّر القرآن من أوّل إلى آخره من غير أن يعيد كلمة ممّا ذكر ليلاً، فأبلس الناس من قوّة حفظه وغزارة علمه.

قال أبو أحمد بن سكينة: لمـّا أظهر ابن الصاحب الرفض ببغداد، جاءني القزويني ليلاً فودّعني وذكر أنّه متوجّه إلى بلاده، فقلت: إنّك هاهنا طيّبٌ تنفع النّاس، فقال: معاذ الله أن اقيم ببلدة يجهر فيها بسبّ أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ خرج من بغداد إلى قزوين، وكان آخر العهد به.

قلت: أقام بقزوين معظّماً محترماً إلى أن توفي بها.

قال الرافعي في الأمالي: كان يعقد المجالس للعامّة ثلاث مرّات في الأسبوع إحداهما صبيحة يوم الجمعة، فتكلّم على عادته يوم الجمعة ثاني عشر المحرّم سنة تسعين وخمسمائة في قوله تعالى( فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ ) وذكر أنّها من أواخر ما نزل، وعدّ الآيات المنزلة آخراً منها( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ) ومنها سورة النصر

١٨١

وقوله تعالى:( وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ ) وذكر أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ما عاش بعد نزول هذه الآية إلّا سبعة أيّام. قال الرّافعي: ولمـّا نزل من المنبر حمّ فمات في الجمعة الاُخرى، ولم يعش بعد ذلك إلّاسبعة أيّام. قال: وذلك من عجيب الإتّفاقات. قال: وكأنّه أُعلم بالحال وأنّه حان وقت الإرتحال. ودفن يوم السّبت قال: ولقد خرجت من الدار بكرة ذلك اليوم على قصد التعزية وأنا في شأنه متفكّر وممّا أصابه منكسر، إذ وقع في خلدي من غير نيّة وفكروريّة:

بكت العلوم بويلها وعويلها

لوفاة أحمدها ابن اسماعيلها

كأنّ أحداً يكلّمني بذلك، ثمّ أضفت إليه أبياتاً بالرويّة ذهبت عنّي، إنتهى والله أعلم »(١) .

٨ - الداودي: « أحمد بن إسماعيل بن يوسف، أبو الخير الطالقاني القزويني الشافعي، رضي الدّين، أحد الأعلام.

قال ابن النجّار: كان رئيس أصحاب الشافعي، وكان إماماً في المذهب والخلاف والأصول والتفسير والوعظ كثير المحفوظ أملى الحديث ووعظ، وسمع الكثير من أبي عبدالله الفراوي، وزاهر الشحّامي، وهبة الله السندي، وأبي الفتح بن البطّي، وتفقّه على ملكداد ومحمّد بن مكّي، ودرّس ببلده وببغداد، وحدّث بالكتب الكبار، وولّي تدريس النظاميّة، وكان كثير العبادة والصّلوة، دائم الذّكر، دائم الصّوم، له في كلّ يوم ختمة، وقال ابن المديني: كان له يد باسطة في النظر واطّلاع على العلوم ومعرفة الحديث، وقال الموفق بن عبداللطيف البغدادي: كان يعمل في اليوم واللّيل ما يعجز المجتهد عن عمله في شهر.

____________________

(١). طبقات الشافعية الكبرى ٦ / ٧.

١٨٢

ولد سنة اثنتي عشرة وخمسمائة، ومات في المحرّم سنة تسعين »(١) .

(١٨)

رواية الملّاء الإربلي

رواه « عن ابن عباس -رضي‌الله‌عنه - قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من أراد أن ينظر إلى إبراهيم في حلمه، وإلى نوحٍ في فهمه، وإلى يوسف في جماله، فلينظر إلى علي بن أبي طالب »(٢) .

وسيأتي كلام الحافظ محبّ الدين الطبري الدال على إخراج الملّا هذا الحديث.

ترجمة الملّاء

واشتهر عمر بن محمّد الملّا بين علماء أهل السنّة ومحدّثيهم بالورع والصلاح، حتّى اقتدى به أكابرهم من السلاطين والعلماء الأعلام:

قال محمّد بن يوسف الشامي في ( سيرته ) ما نصّه: « الباب الثالث عشر، في أقوال العلماء في عمل المولد الشريف واجتماع الناس له، وما يحمد من ذلك وما يذمّ:

قال الحافظ أبو الخير السّخاوي في فتاواه: عمل المولد الشّريف لم ينقل عن أحد من السّلف الصالح في القرون الثّلاثة الفاضلة، وإنّما حدث بعدها، ثمّ

____________________

(١). طبقات المفسّرين ١ / ٣١.

(٢). وسيلة المتعبدين في سيرة سيّد المرسلين ٥ / ١٦٨.

١٨٣

لا زال أهل الإسلام في سائر الأقطار والمدن الكبار يحتفلون في شهر مولده صلّى الله عليه وسلّم، بعمل الولائم البديعة المشتملة على الأمور البهيجة الرفيعة، ويتصدّقون في لياليه بأنواع الصّدقات، ويظهرون السرور ويزيدون في المبرّات، ويعتنون بقراءة مولده الكريم، ويظهر عليهم من بركاته فضل عظيم

وقال الإمام الحافظ أبو محمّد عبدالرّحمن بن إسماعيل المعروف بأبي شامة، في كتابه الباحث على إنكار البدع والحوادث: قال الرّبيع قال الشافعي رحمه الله تعالى : المحدثات من الأمور ضربان، أحدهما: ما أُحدث ممّا يخالف كتاباً أو سنةً أو أثراً وإجماعاً، فهذه البدعة هي الضّلالة، والثّاني: ما أُحدث من الخير لا خلاف فيه لأحدٍ من هذا، فهي محدثة غير مذمومة، قال عمررضي‌الله‌عنه في قيام رمضان: نعمت البدعة هذه، يعني إنّها محدّثة لم تكن، وإذا كانت فليس فيها ردّ لما مضى، فالبدع الحسنة متّفق على جواز فعلها والإستحباب لها ورجاء الثّواب لمن حسنت نيّته فيها، وهي كلّ مبتدع موافق لقواعد الشّرعيّة، غير مخالفٍ لشيء منها، ولا يلزم من فعله محذور شرعي، وذلك نحو بناء المنابر والرّبط والمدارس وخانات السّبيل وغير ذلك، ومن أنواع البرّ الّتي لم تعهد في الصّدر الأوّل، فإنّه موافق لما جاءت به السنّة من اصطناع المعروف والمعاونة على البرّ والتقوى.

ومن أحسن البدع ما ابتدع في زماننا هذا من هذا القبيل، ما كان يفعل بمدينة إربل كلّ عام، في اليوم الموافق ليوم مولد النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم من الصّدقات والمعروف وإظهار الزّينة والسّرور، فإنّ ذلك مع ما فيه من الإحسان إلى الفقراء يشعر بمحبّة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وتعظيمه وإجلاله في قلب فاعله، وشكر الله تعالى على ما منّ به من إيجاد رسوله الّذي هو رحمة

١٨٤

للعالمين صلّى الله عليه وسلّم، وكان أوّل من فعل ذلك بالموصل عمر بن محمّد الملّا أحد الصالحين المشهورين، وبه اقتدى في ذلك صاحب إربل وغيره رحمهم‌ الله تعالى »(١) .

وهذه القضيّة بوحدها تكفي لمعرفة جلالة قدر هذا الرجل وعظم شأنه عند أهل السنّة، إذ كان عمله حجةً عندهم ودليلاً على جوازه بل على رجحانه، وذلك بعد مضيّ قرونٍ - فيها العلماء والصالحون - لم يفعل فيها ذلك وما ذلك إلّا لكثرة اعتقاد القوم بورع هذا الرجل وشدّة وثوقهم بديانته وصلاحه.

اعتبار كتاب وسيلة المتعبّدين

وكتابه ( وسيلة المتعبّدين ) يعدّ عندهم من خيرة الكتب المؤلّفة في سيرة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ذكره ( الدهلوي ) في ( أصول الحديث ) في كتب السّير في سياق سيرة ابن هشام وسيرة ابن إسحاق

وقال الصديق حسن خان القنوجي في كتاب ( الحطّة في ذكر الصحاح الستّة ): « وأمّا أحاديث التواريخ والسير فهي قسمان: قسم يتعلّق بخلق السماء والأرض والحيوانات و قسم يتعلّق بوجود النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه الكرام وآله العظام من بدء الولادة إلى الوفاة، ويسمّى « سيرة ». كسيرة ابن إسحاق وسيرة ابن هشام وسيرة الملّا عمر. والكتب المصنّفة في هذا الباب أيضاً كثيرة جدّاً ».

ولقد نقل عن هذا الكتاب واعتمد عليه سائر العلماء:

قال الكابلي في ( الصواقع ): « ولأنّ نفي وجوب محبة غير علي من

____________________

(١). سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد ١ / ٣٦٢ - ٣٦٥.

١٨٥

الصحابة كذب مفترىً، فقد روى الحافظ أبو طاهر السلفي في مشيخته عن أنس قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: حبّ أبي بكر وشكره واجب على اُمّتي.

وأخرج ابن عساكر عنه نحوه، ومن طريق آخر عن سعد بن سهل الساعدي.

وأخرج الحافظ عمر بن محمّد بن خضر الملّاء في سيرته عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: إن الله فرض عليكم حبّ أبي بكر وعمر وعثمان وعلي كما فرض عليكم الصلاة والزكاة والصوم والحج ».

فهذا نصّ كلام الكابلي.

وتجده بعينه في ( التحفة ) حيث قال هذا في جواب الإستدلال بآية المودّة، فراجعه، لترى كيف ينتحل ( الدهلوي ) كلام الكابلي، في بحوث كتابه(١) .

وقد أكثر من النقل عنه: الحافظ المحبّ الطبري، في كتابه ( الرياض النضرة في مناقب العشرة المبشرة ).

وكذلك السمهودي الحافظ، فإنّه قال:

« عن جابر -رضي‌الله‌عنه - قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لا يحبّنا أهل البيت إلّا مؤمن تقي، ولا يبغضنا إلّامنافق شقي.

أخرجه الملّاء. قاله المحب »(٢) .

وقال السمهودي: « أخرج أبو سعد والملّا في سيرته حديث: استوصوا بأهلي خيراً، فإنّي أُخاصمكم عنهم غداً، ومن أكن خصيمه أخصمه، ومن

____________________

(١). التحفة الإثنا عشرية: ٢٠٥.

(٢). جواهر العقدين ٢ / ٢٤٢.

١٨٦

أخصمه دخل النار. وحديث: من حفظني في أهل بيتي فقد اتّخذ عند الله عهداً. وأخرج الأوّل فقط حديث: أنا وأهل بيتي شجرة في الجنّة وأغصانها في الدنيا، فمن شاء اتّخذ إلى ربّه سبيلاً. وأخرج الملّا حديث: في كلّ خلف من أمّتي عدول من أهل بيتي، ينفون عن هذا الدين تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين، ألا وإنّ أئمّتكم وفدكم إلى الله عزّوجلّ فانظروا من توفدون »(١) .

وقال كاشف الظنون: « وسيلة المتعبّدين، للشيخ الصالح عمر بن محمّد ابن خضر الإربلي، المتوفى سنة وهو الذي كان يعتقده نور الدين الشهيد »(٢) .

ذكر الملك نور الدين الشهيد الذي اعتقد الملّاء

والملك المذكور موصوف عندهم بأحسن الأوصاف:

قال ابن الأثير: « ذكر وفاة نور الدين محمود زنكي -رحمه‌الله - في هذه السنة. توفي نور الدين محمود بن زنكي بن اقسنقر، صاحب الشام وديار الجزيرة ومصر، يوم الأربعاء، حادي عشر شوّال، بعلّة الخوانيق، ودفن بقلعة دمشق، ونقل منها إلى المدرسة التي أنشأها بدمشق عند سوق الخواصين.

ومن عجيب الإتّفاق أنّه ركب ثاني شوّال، وإلى جانبه بعض الأمراء الأخيار، فقال الأمير: سبحان من يعلم هل نجتمع هنا في العامل المـُقْبِل أم لا؟ فقال نور الدّين: لا تقل هكذا، بل سبحان من يعلم هل نجتمع بعد شهر أم لا؟ فمات نور الدينرحمه‌الله بعد أحد عشر يوماً، ومات الأمير قبل الحول، فأخذ كلّ منهما بما قاله

____________________

(١). جواهر العقدين ٢ / ٩١.

(٢). كشف الظنون ٢ / ٢٠١٠.

١٨٧

وكان قد اتّسع ملكه جدّاً، وخطب له بالحرمين الشريفين، وباليمن لمـّا دخلها شمس الدّولة بن أيّوب وملكها، وكان مولده سنة إحدى عشرة وخمسمائة، وطبّق ذكره الأرض بحسن سيرته وعدله.

وقد طالعت سير الملوك المتقدّمين، فلم أر فيها بعد الخلفاء الراشدين وعمر بن عبدالعزيز، أحسن من سيرته، ولا أكثر تحريّاً منه للعدل، وقد أتينا على كثير من ذلك في كتاب الباهر من أخبار دولتهم، ولنذكر هاهنا نبذة لعلّه يقف عليها من له حكم فيقتدي به.

فمن ذلك زهده وعبادته وعلمه، فإنّه كان لا يأكل ولا يلبس ولا يتصرّف إلّا في الّذي يخصّه من ملك كان له، قد اشتراه من سهمه من الغنيمة، ومن الأموال المرصدة لمصالح المسلمين، ولقد شكت إليه زوجته من الضّائقةِ، فأعطاها ثلاث دكاكين في حمص كانت له، يحصل له منها في السّنة نحو العشرين ديناراً، فلمـّا استقلتها قال ليس لي إلّا هذا، وجميع ما بيدي أنا فيه خازن للمسلمين، لا أخونهم فيه ولا أخوض نار جهنّم لأجلك. وكان يصلّي كثيراً باللّيل، وله فيه أوراد حسنة، وكان كما قيل:

جمع الشّجاعة والخشوع لربّه

ما أحسن المحراب في المحراب

وكان عارفاً بالفقه على مذهب أبي حنيفة، ليس عنده فيه تعصّب، وسمع الحديث وأسمعه طلباً للأجر.

وأمّا عدله، فإنّه لم يترك في بلاده على سعتها مكساً ولا عشراً، بل أطلقها جميعها في مصر والشام والجزيرة والموصل، وكان يعظّم الشريعة ويقف عند أحكامها، وأحضره إنسان إلى مجلس الحكم فمضى معه إليه، وأرسل إلى القاضي كمال الدين بن الشهرزوري فقال: قد جئت محاكماً فاسلك معي ما تسلك مع الخصوم، وظهر له الحقّ، فوهبه الخصم الّذي أحضره وقال:

١٨٨

أردت أن أترك له ما يدّعيه، إنّما خفت أن يكون الباعث لي على ذلك الكبر والأنفة من الحضور إلى مجلس الشريعة، فحضرت ثمّ وهبته ما يدّعيه.

وبنى دار العدل في بلاده، وكان يجلس هو والقاضي فيها ينصف المظلوم، ولو أنّه يهودي من الظالم، ولو أنّه ولده أو أكبر أمير عنده

وكان يكرم العلماء وأهل الدّين ويعظّمهم ويقوم إليهم ويجلسهم معه وينبسط معهم ولا يردّ لهم قولاً ويكاتبهم بخطّ يده، وكان وقوراً مهيباً مع تواضعه.

وبالجملة، فحسناته كثيرة ومناقبه غزيرة لا يحتملها هذا الكتاب »(١) .

وقال الذهبي: « السّلطان نور الدّين الملك العادل أبو القاسم محمود بن أتابك زنكي بن أقسنقر، تملّك حلب بعد أبيه، ثمّ أخذ دمشق فملكها عشرين سنة، وكان مولده في شوّال سنة إحدى عشرة وخمسمائة، وكان أجلّ ملوك زمانه وأعدلهم وأدينهم وأكثرهم جهاداً وأسعدهم في دنياه وآخرته، هزم الفرنج غير مرّة وأخافهم وجرّعهم المِدّ.

وفي الجملة، محاسنه أبين من الشمس وأحسن من القمر، وكان أسمر طويلاً، مليحاً تركي اللحية، نقيّ الخدّ، شديد المهابة، حسن التّواضع، طاهر اللّسان، كامل العقل والرّأي، سليماً من التّكبّر، خائفاً من الله، قلّ أن يوجد في الصّلحاء الكبار مثله، فضلاً عن الملوك، ختم الله له بالشهادة ونوّله الحسنى إن شاء الله وزيادة، فمات بالخوانيق في حادي عشر شوّال »(٢) .

____________________

(١). الكامل لابن الأثير - حوادث ٥٦٩.

(٢). العبر في خبر من غبر - حوادث ٥٦٩.

١٨٩

(١٩)

رواية أبي حامد الصالحاني

ورواه أبو حامد محمود الصالحاني كما جاء في ( توضيح الدلائل ):

« عن الحارث الأعور صاحب راية أمير المؤمنين كرّم الله وجهه قال: بلغنا أنّ النبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وبارك وسلّم كان في جمع من الصحابة فقال:

أُريكم آدم في علمه، ونوحاً في فهمه، وإبراهيم في حلمه، فلم يكن بأسرع من أنْ طلع علي كرّم الله تعالى وجهه، فقال أبو بكررضي‌الله‌عنه : يا رسول الله، قست رجلاً بثلاثة من الرسل، بخ بخ لهذا، من هو يا رسول الله؟ فقال النبيّ صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله‌ وبارك وسلّم: يا أبا بكر ألا تعرفه؟ قال: الله تعالى ورسوله أعلم، قال صلّى الله عليه وعلى آله وبارك وسلّم: أبو الحسن علي بن أبي طالب. قال أبو بكررضي‌الله‌عنه : بخ بخ لك يا أبا الحسن.

رواه الصّالحاني. وفي إسناده أبو سليمان الحافظ »(١) .

ذكر الصالحاني

وقد ذكر شاه سلامة الله الهندي في كتابه ( معركة الآراء ) أبا حامد الصالحاني، وأفاد بأنّه من علماء أهل السنّة.

وقد أكثر السيّد شهاب الدين أحمد عن النقل عن الصّالحاني، وذكر رواياته مع وصفه بالصفات الجليلة، فمن ذلك قوله: « قال الإمام العالم الأديب الأريب بسجايا المكارم، الملقّب بين الأجلّة الأئمّة الأعلام بمحيي السنّة

____________________

(١). توضيح الدلائل على تصحيح الفضائل - مخطوط.

١٩٠

وناصر الحديث ومجدّد الإسلام، العالم الرباني والعارف السبحاني، سعد الدين أبو حامد، محمود بن محمّد بن حسين بن يحيى الصالحاني، في عباراته الفائقة وإشاراته الرائقة من كتابه ».

وقال: « قوله تعالى:( وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ ) وبالإسناد المذكور، عن سفيان الثوري، عن زيد بن مرة - وكان مرضياً - قال: كان ابن مسعود رضي الله تعالى عنه يقرأ هذا الحرف: وكفى الله المؤمنين القتال بعلي بن أبي طالب.

وفي رواية الأعمش عن أبي وائل قال: كان عبدالله بن مسعودرضي‌الله‌عنه يقرأ هذه الآية التي في الأحزاب: وكفى الله المؤمنين القتال بعلي بن أبي طالب وكان الله قويّاً عزيزاً.

رواهما الإمام الصّالحاني ».

وقال: « عن محمّد بن علي بن الحسين عن أبيه عن جدّه قال قال رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وبارك وسلّم: كنت أنا وعليّ نوراً بين يدي الله تعالى من قبل أن يخلق الله تعالى آدم بأربعة عشر ألف عام، فلمـّا خلق الله آدم سلك ذلك النّور في صلبه، فلم يزل الله تعالى ينقله من صلب إلى صلب، حتّى أقرّه في صلب عبدالمطّلب، فقسّمه قسمين، قسماً في صلب عبدالله وقسماً في صلب أبي طالب، فعليّ منّي وأنا منه، لحمه لحمي ودمه دمي، ومن أحبّه فبحبّي أحبّه، ومن أبغضه فببغضي أبغضه.

وعن جابر رضي الله تعالى عنه إنّ النّبي صلّى الله عليه وعلى آله وبارك وسلّم كان بعرفات وعليّ كرّم الله وجهه تجاهه، فقال: يا علي اُدن منّي ضع خمسك في خمسي، يا علي خلقت أنا وأنت من شجرة أنا أصلها وأنت فرعها، والحسن والحسين أغصانها، من تعلّق ببعض منها أدخله الله الجنّة.

روى الحديث الأوّل سعد الدّين أبو حامد محمود بن محمّد الّذي سافر

١٩١

ورحل وأدرك المشايخ وسمع وأسمع وصنّف في كلّ فنّ، وروى عنه خلق كثير، وصحب بالعراق أبا موسى المديني الإمام ومن في طبقته، بإسناده إلى الإمام الحافظ أبي بكر بن مردويه، بإسناده مسلسلاً مرفوعاً.

والحديث الثاني إلى الإمام الحافظ الورع أبي نعيم الإصفهاني.

وروى الأوّل أيضاً الإمام شمس الدّين محمّد بن الحسن بن يوسف الأنصاريّ الزرندي المحدّث بالحرم الشريف النّبوي المحمّدي، برواية ابن عبّاس رضي الله تعالى عنهما ».

وقال في أسماء أمير المؤمنين: « ومنها مقيم الحجّة، عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه، عن النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وبارك وسلّم، إنّه لمـّا خلق الله تعالى آدم ونفخ فيه من روحه عطس آدمعليه‌السلام ، فقالعليه‌السلام : الحمد لله ربّ العالمين، فأوحى الله تعالى إليه وبشّره بالمغفرة، وفي هذا الحديث: إنّ الله تعالى قال: يا آدم، إرفع رأسك فانظر، فرفع رأسه، فإذا مكتوب على العرش لا إله إلّا الله محمّد نبيّ الرحمة، عليّ مقيم الحجّة، ومن عرف حقّ علي زكا وطاب، ومن أنكر حقّه لعن وخاب، أقسمت بعزّتي وجلالي أن أُدخل الجنّة من أحبه وإن عصاني، وأقسمت بعزّتي وجلالي أن أُدخل النّار من عصاه وإنْ أطاعني.

رواه محيي السنّة الصالحاني ».

(٢٠)

رواية ابن طلحة الشافعي

ورواه كمال الدين أبو سالم محمّد بن طلحة الشافعي حيث قال:

« من ذلك: ما رواه الإمام البيهقي في كتابه المصنَّف في فضائل الصحابة،

١٩٢

يرفعه بسنده إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال:

من أراد أنْ ينظر إلى آدم في علمه، وإلى نوح في تقواه، وإلى إبراهيم في حلمه، وإلى موسى في هيبته، وإلى عيسى في عبادته، فلينظر إلى علي بن أبي طالب.

فقد أثبت النبي صلّى الله عليه وسلّم لعليرضي‌الله‌عنه بهذا الحديث علماً يشبه علم آدم، وتقوىً تشبه تقوى نوح، وحلماً يشبه حلم إبراهيم، وهيبةً تشبه هيبة موسى، وعبادةً تشبه عبادة عيسى.

في هذا تصريح لعليرضي‌الله‌عنه بعلمه وتقواه وحلمه وهيبته وعبادته، وبعلوّ هذه الصفات إلى أوج شبهها بهؤلاء الأنبياء المرسلين صلوات الله عليهم أجمعين، من الصفات المذكورة والمناقب المعدودة»(١) .

ترجمة ابن طلحة الشافعي

وابن طلحة من كبار علماء القوم الأعلام، وهذه ترجمته:

١ - اليافعي: « الكمال محمّد بن طلحة، النصيبي، المفتي الشافعي وكان رئيساً محتشماً بارعاً في الفقه والخلاف، ولّي الوزارة مرّة ثمّ زهد وجمع نفسه، توفّي بحلب في شهر رجب وقد جاوز السبعين وله دائرة الحروف.

قلت: وابن طلحة المذكور لعلّه الّذي روى السيّد الجليل المقدار الشيخ المشكور عبدالغفّار صاحب الرواية في مدينة قوص، أخبرني الرّضي بن الأصمع قال: طلعت جبل لبنان، فوجدت فقيراً فقال لي: رأيت البارحة في المنام قائلاً يقول:

لله دَرّك يا بن طلحة ماجد

ترك الوزارة عامداً فتسلطنا

____________________

(١). مطالب السئول في مناقب آل الرسول: ٦١.

١٩٣

لا تعجبوا من زاهدٍ في زهده

في درهم لمـّا أصاب المعدنا

قال: فلمـّا أصبحت ذهبت إلى الشيخ ابن طلحة، فوجدت السلطان الملك الأشرف على بابه وهو يطلب الإذن عليه، فقعدت حتّى خرج السّلطان، فدخلت عليه فعرّفته بما قال الفقير، فقال: إنْ صدقت رؤياه فأنا أموت إلى أحد عشرة يوماً، وكان كذلك.

قلت: وقد يتعجّب من تعبيره ذلك بموته وتأجيله بالأيّام المذكورة، والظّاهر - والله أعلم - أنّه أخذ ذلك من حروف بعض كلمات النّظم المذكور، وأظنّها - والله أعلم - قوله: أصاب المعدنا، فإنّها أحد عشر حرفاً، وذلك مناسب من جهة المعنى، فإنّ المعدن الّذي هو الغنى المطلق والملك المحقّق ما يلقونه من السّعادة الكبرى والنّعمة العظمى بعد الموت »(١) .

مصادر ترجمة اليافعي

وتوجد ترجمة اليافعي المتوفى سنة ٧٦٨ في المصادر التالية:

١ - الدرر الكامنة ٢ / ٢٤٧

٢ - طبقات الشافعية الكبرى ٦ / ١٠٣

٣ - النجوم الزاهرة ١١ / ٩٣

٤ - البدر الطالع ١ / ٣٧٨

٢ - الأسنوي: « أبو سالم محمّد بن طلحة بن محمّد القرشيّ النصيبي، الملقّب كمال الدّين، كان إماماً بارعاً في الفقه والخلاف، عارفاً بالأصلين، رئيساً كبيراً معظماً، ترسّل عن الملوك، وأقام بدمشق بالمدرسة الأمينيّة، وأجلسه الملك الناصر صاحب دمشق لوزارته، وكتب تقليده بذلك، وتنصّل

____________________

(١). مرآة الجنان - حوادث ٦٥٢.

١٩٤

منه واعتذر ولم يقبل منه، فباشرها يومين ثمّ ترك أمواله وموجوده وغيّر ملبوسه وذهب فلم يعرف موضعه.

سمع وحدّث، وتوفّي في حلب في السابع والعشرين من رجب سنة اثنتين وستّين وخمسمائة، وقد جاوز السبعين، ذكره في العبر »(١) .

ترجمة الأسنوي

وقال ابن قاضي شهبة بترجمة الأسنوي: « عبد الرحيم بن الحسن بن علي ابن عمر بن عليّ بن إبراهيم، الإمام العلّامة، منقح الألفاظ، محقّق المعاني، ذو التّصانيف المشهورة المفيدة، جمال الدّين، أبو محمّد القرشي الأسنويّ الأمويّ المصري.

ولد بأسنا في رجب سنة أربع وسبعمائة، وقدم القاهرة سنة إحدى وعشرين وسبعمائة، وسمع الحديث واشتغل في أنواع العلوم، وأخذ الفقه عن الزنكلوني والسّنباطي والسبكي وجلال الدّين القزويني والوجيزي وغيرهم، وأخذ النّحو عن أبي حيّان وقرأ عليه التسهيل، قال المذكور في الطبقات: وكنت أبحث على الشّيخ فلان إلى آخر نسبه، ثمّ قال لي لم أُشيّخ أحداً في سنّك وأخذ العلوم العقليّة عن القونوي والتّستري وغيرهما، وانتصب للإقراء والإفادة من سنة سبع وعشرين، ودرس بالأقبغاوية والملكيّة والفارسيّة والفاضليّة، ودرّس التفسير بجامع ابن طولون، وولي وكالة بيت المال ثمّ الحٍسبة ثمّ تركها وعزل من الوكالة، وتصدّى للإشتغال والتصنيف، وصار أحد مشايخ القاهرة المشار إليهم، وشرع في التصنيف بعد الثلاثين.

ذكره تلميذه سراج الدّين بن الملقّن في طبقات الفقهاء وقال: شيخ

____________________

(١). طبقات الشافعية ٢ / ٧٠.

١٩٥

الشافعية ومفتيهم ومصنّفهم ومدرّسهم، ذو الفنون: الأصول والفقه والعربيّة وغير ذلك.

وقال الحافظ وليّ الدّين أبو زرعة في وفياته: اشتغل في العلوم حتّى صار أوحد زمانه وشيخ الشافعيّة في أوانه، وصنّف التصانيف النافعة السّائرة كالمهمّات، وفي ذلك يقول والدي من أبيات:

أبدت مهمّاته إذ ذاك رتبته

إنّ المهمّات فيها يُعرف الرّجل

وتخرّج به خلق كثير، وأكثر علماء الديّار المصريّة طلبته، وكان حسن الشّكل، حسن التصنيف، ليّن الجانب، كثير الإحسان للطّلبة، ملازماً للإفادة والتّصنيف، وأفرد له الوالد ترجمة وحكى عنه فيها كشف ظاهر، توفّي فجأة في جمادى الآخرة سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة، ودفن بتربته بقرب مقابر الصّوفيّة.

ومن تصانيفه: جواهر البحرين في تناقض الخبرين، فرغ منه في سنة خمس وثلاثين، والتنقيح على التّصحيح فرغ منه في سنة سبع وثلاثين، وشرح المنهاج للبيضاوي وهو أحسن شروحه وأنفعها فرغ منه في آخر سنة أربعين، والهداية في أوهام الكفاية فرغ منه سنة ستّ وأربعين، والمهمّات فرغ منها سنة ستّين، والتمهيد فرغ منه سنة ثمان وستّين، وطبقات الفقهاء فرغ منه سنة تسع وستّين، وطراز المحافل في ألغاز المسائل فرغ منه في سنة سبعين. ومن تصانيفه أيضاً: كافي المحتاج في شرح منهاج النووي في ثلاث مجلّدات وصل فيه إلى المساقاة، وهو شرح حسن مفيد منقح أنفع شروح المنهاج، والكوكب الدرّي في تخريج مسائل الفقه على النّحو، وتصحيح التنبيه، والفتاوي الحمويّة. هذه تصانيفه المشهورة.

وله اللّوامع والبوارق والجوامع والفوارق، ومسودّة في الأشباه والنظائر،

١٩٦

وشرح عروض ابن الحاجب، وقطعة من مختصر الشرح الصغير، قيل إنّه وصل فيه إلى البيع، وشرح التنبيه كتب منه نحو مجلّد، وكتاب البحر المحيط كتب منه مُجلّداً »(١) .

وتوجد ترجمة الأسنوي في مصادر مهمّة:

كالدرر الكامنة للحافظ ابن حجر ٢ / ٣٤٥

وحسن المحاضرة للحافظ السيوطي ١ / ٢٤٢

٣ - ابن قاضي شهبة: « محمّد بن طلحة بن محمّد بن الحسن، الشيخ كمال الدين، أبو سالم الطوسي القرشي العدوي النصيبي، صنّف كتاب العقد الفريد، أحد الصّدور والرؤساء المعظّمين، ولد سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة، وتفقّه وشارك في العلوم، وكان فقيهاً بارعاً عارفاً بالمذهب والأصول والخلاف، ترسل عن الملوك وساد وتقدّم، وسمع الحديث، وحدّث ببلاد كثيرة في سنة ثمان وأربعين وستمائة، كتب له التقليد بالوزارة فاعتذر وتنصّل فلم يقبل منه، فتولّاها يومين ثمّ انسلّ خفية، وترك الأموال والموجود، ولبس ثوباً قطنياً وذهب فلم يدر أين ذهب.

وقد نسب إلى الإشتغال بعلم الحروف والأوفاق، وأنّه يستخرج من ذلك أشياء من المغيّبات، وقيل إنّه رجع عنه. قال السيّد عزّ الدين: أفتى وصنّف وكان أحد العلماء المشهورين والرؤساء المذكورين، وتقدّم عند الملوك وترسّل عنهم، ثمّ تزهّد في آخر عمره وترك التقدّم في الدنيا، وأقبل على ما يعنيه، ومضى على سداد وأمر جميل.

توفّي بحلب في رجب سنة ٦٥٢ ودفن بالمقام »(٢) .

____________________

(١). طبقات الشافعية ٣ / ١٣٢.

(٢). طبقات الشافعية ٢ / ١٥٣.

١٩٧

مصادر ترجمة ابن قاضي شهبة

وتوجد ترجمة ابن قاضي شهبة الأسدي المتوفى سنة ٨٥١ قاضي القضاة، صاحب ( طبقات الشافعية ) في المصادر التالية:

١ - الضوء اللامع ١١ / ٢١

٢ - البدر الطالع ١ / ١٦٤

٣ - شذرات الذهب ٧ / ٢٦٩

اعتبار كتاب مطالب السئول

هذا، وقد نقلوا عن كتاب ( مطالب السئول ) واعتمدوا عليه، واصفين مؤلّفه ابن طلحة بالأوصاف الجليلة:

فقد نقل عنه الحافظ الكنجي واصفاً ابن طلحة: « شيخنا حجة الإسلام، شافعي الزمان »(١) .

وقال البدخشاني: « قال الشيخ العالم محمّد بن طلحة الشافعي »(٢) .

وقد أكثر صاحب ( تفسير شاهي ) الّذي هو من التفاسير المشهورة المتداولة بين العلماء في بلاد الهند، من النقل عن ( مطالب السئول ).

____________________

(١). كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب: ٢٣١.

(٢). مفتاح النجا في مناقب آل العبا - مخطوط.

١٩٨

(٢١)

رواية الكنجي الشافعي

ورواه الحافظ الكنجي الشافعي في كتابه ( كفاية الطالب في مناقب علي ابن أبي طالب ) في باب خاصٍّ به حيث قال:

« الباب الثالث والعشرون - في تشبيه النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم علي بن أبي طالب بآدم في علمه، وأنّه شبهه بنوحٍ في حكمته، وشبّهه بإبراهيم خليل الرحمن في حلمه:

أخبرنا أبو الحسن بن المقيّر البغدادي - بدمشق سنة أربع وثلاثين وستمائة - عن المبارك بن الحسن الشهرزوري، أخبرنا أبو القاسم بن البسري، أخبرنا أبو عبدالله العكبري، أخبرنا أبو ذر أحمد بن محمّد الباغندي، حدّثنا أبي، عن مسعر بن يحيى النهدي، حدّثنا شريك، عن أبي إسحاق، عن أبيه، عن ابن عباس قال: بينما رسول الله صلّى الله عليه وسلّم جالس في جماعةٍ من أصحابه، إذ أقبل علي، فلمـّا بصر به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال:

من أراد أنْ ينظر إلى آدم في علمه، وإلى نوح في حكمته، وإلى إبراهيم في حلمه، فلينظر إلى علي بن أبي طالب.

قلت: تشبيهه لعلي بآدم في علمه، لأنّ الله علّم آدم صفة كلّ شيء، ولا حادثة ولا واقعة إلّا وعند علي فيها علم، وله في استنباط معناها فهم.

وشبّهه بنوحٍ في حكمته - وفي رواية: حكمه، وكأنّه أصح - لأنّ عليّاً كان شديداً على الكافرين رؤوفاً بالمؤمنين، كما وصفه الله تعالى في القرآن بقوله:( وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ ) وأخبر الله عزّوجلّ عن جرأة نوح على الكافرين بقوله:( لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً ) وشبّهه في

١٩٩

الحلم بإبراهيم خليل الرحمن، كما وصفه الله عزّوجلّ بقوله:( إِنَّ إِبْراهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ ) .

فكان متخلّقاً بأخلاق الأنبياء، متّصفاً بصفات الأصفياء »(١) .

الكنجي وكتابه

« والكنجي » أبو عبدالله محمّد بن يوسف الشافعي، إمام حافظ كبير، وكتابه المذكور كتاب معتمد مشهور، فقد جاء في كتاب ( الفصول المهمّة في معرفة الأئمّة ) لابن الصبّاغ المالكي: «ومن كتاب كفاية الطالب في مناقب علي ابن أبي طالب، تأليف الإمام الحافظ أبي عبدالله محمّد بن يوسف الكنجي الشّافعي »(٢) .

وذكر الكاتب الحلبي كتاب الكنجي بقوله: « كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب، للشيخ الحافظ أبي عبدالله محمّد بن يوسف بن محمّد الكنجي الشافعي، المتوفى سنة ٦٥٨ »(٣) .

وقد اعتمد على الكتاب المذكور عبدالله بن محمّد المطيري في ( الرياض الزاهرة ).

والكاتب الجلبي الذي وصف الكنجي بما عرفت، من علماء أهل السنّة، توفي سنة ١٠٦٧، وقد اعتمد العلماء على ما ذكره في كتابه ( كشف الظنون ) كالعلامة غلام علي آزاد البلجرامي في ( سبحة المرجان ) والعلّامة حيدر علي الفيض آبادي في ( منتهى الكلام ) وغيرهما.

____________________

(١). كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب: ١٢١.

(٢). الفصول المهمّة في معرفة الأئمّة: ١٢٧.

(٣). كشف الظنون ٢ / ١٤٩٧.

٢٠٠

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم والتزمه فى يده يبكى فقال : يا عائشة إن جبريل أخبرنى إن ابنى حسين مقتول فى أرض الطف ، وإن أمتى ستفتن بعدى ، ثم خرج إلى أصحابه فيهم على عليه السلام وأبو بكر وعمر وحذيفة وعمار وأبو ذر وهو يبكى فقالوا : ما يبكيك يا رسول اللّه؟ فقال : أخبرنى جبريل إن ابنى الحسين يقتل بعدى بأرض الطف وجاءنى بهذه التربة وأخبرنى إن فيها مضجعه ، قال : رواه الطبرانى فى الكبير والأوسط باختصار كثير.

[الهيثمى فى مجمعه أيضا ج ٩ ص ١٨٨ ] قال : وعن زينب بنت جحش إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم كان نائما عندها وحسين عليه السلام يحبو فى البيت فغفلت عنه فحبا حتى أتى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فصعد على بطنه ( إلى أن قال ) قالت : ثم قام يصلى واحتضنه فكان إذا ركع وسجد وضعه وإذا قام حمله ، فلما جلس جعل يدعو ويرفع يديه ويقول ، فلما قضى الصلاة قلت : يا رسول اللّه لقد رأيتك تصنع اليوم شيئا ما رأيتك تصنعه قال : إن جبريل أتانى فأخبرنى إن ابنى يقتل ، قلت : فأرنى تربته إذا فأتانى بتربة حمراء قال : رواه الطبرانى باسنادين.

[الهيثمى فى مجمعه أيضا ج ٩ ص ١٨٩ ] قال : وعن أبى أمامة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم لنسائه : لا تبكوا هذا الصبى ـ يعنى حسينا عليه السلام ـ قال : وكان يوم أم سلمة فنزل جبريل فدخل رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم الداخل وقال لأم سلمة : لا تدعى أحدا أن يدخل عليّ ، فجاء الحسين عليه السلام فلما نظر إلى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فى البيت أراد أن يدخل فأخذته أم سلمة فاحتضنته وجعلت تناغيه وتسكنه فلما اشتد فى البكاء خلت عنه ، فدخل حتى جلس فى حجر النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال جبريل عليه السلام للنبى صلى اللّه عليه وآله وسلم : إن أمتك

٣٤١

ستقتل ابنك هذا ، فقال النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم : يقتلونه وهم مؤمنون بى؟ قال : نعم يقتلونه ، فتناول جبريل تربة فقال : بمكان كذا وكذا ، فخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قد احتضن حسينا عليه السّلام كاسف البال مغموما فظنت أم سلمة أنه غضب من دخول الصبى عليه ، فقالت : يا نبى اللّه جعلت لك الفداء إنك قلت لنا : لا تبكوا هذا الصبى وأمرتنى أن لا أدع أحدا يدخل عليك فجاء فخليت عنه ، فلم يردّ عليها فخرج إلى أصحابه وهم جلوس فقال : إن أمتى يقتلون هذا ، وفى القوم أبو بكر وعمر فقالا : يا نبى اللّه وهم مؤمنون؟ قال : نعم وهذه تربته وأراهم إياها ، قال : رواه الطبرانى ( أقول ) ومعنى أنهم يقتلونه وهم مؤمنون ـ أى وهم مسلمون يشهدون أن لا إله إلا اللّه وأن محمدا رسول اللّه ليسوا فى الظاهر بيهود ولا نصارى.

[الهيثمى فى مجمعه أيضا ج ٩ ص ١٩١ ] قال : وعن ابن عباس قال : كان الحسين عليه السلام جالسا فى حجر النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال جبريل : أتحبه؟ فقال : وكيف لا أحبه وهو ثمرة فؤادى؟ فقال : إن أمتك ستقتله ، ألا أريك من موضع قبره؟ فقبض قبضة فاذا تربة حمراء ، قال : رواه البزار.

٣٤٢

باب

في اخبار علي عليه السّلام عن قتل الحسين عليه السّلام

وعن موضع قتله

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج ١ ص ٨٥ ] روى بسنده عن عبد اللّه ابن نجا عن أبيه إنه سار مع على عليه السلام ـ وكان صاحب مطهرته ـ فلما حاذى نينوى وهو منطلق إلى صفين فنادى على عليه السلام : إصبر أبا عبد اللّه إصبر أبا عبد اللّه بشط الفرات ، قلت : وماذا؟ قال : دخلت على النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ذات يوم وعيناه تفيضان قلت : يا نبى اللّه أغضبك أحد ما شأن عينيك تفيضان؟ قال : بل قام من عندى جبريل فحدثنى إن الحسين يقتل بشط الفرات ، قال : فقال : هل لك إلى أن أشمك من تربته؟ قال : قلت : نعم ، فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها فلم أملك عينى أن فاضتا ( أقول ) ورواه ابن حجر أيضا فى تهذيب التهذيب ( ج ٢ ص ٣ ٤ ٧ ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج ٧ ص ١٠ ٥ ) و قال : أخرجه ابن أبى شيبة وأبو يعلى وسعيد بن منصور ( انتهى ) وذكره الهيتمى أيضا فى مجمعه ( ج ٩ ص ١٨٧ ) وقال : أخرجه البزار والطبرانى ورجاله ثقات.

[أسد الغابة ج ٤ ص ١٦٩ ] فى ترجمة غرفة الأزدى ، قال :

٣٤٣

روى عنه أبو صادق قال : وكان من أصحاب النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ومن أصحاب الصفة ، وهو الذى دعا له النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم أن يبارك له فى صفقته ، قال : دخلنى شك من شأن على عليه السلام فخرجت معه على شاطئ الفرات فعدل عن الطريق ووقف ووقفنا حوله فقال بيده : هذا موضع رواحلهم ومناخ ركابهم ومهراق دمائهم ، بأبى من لا ناصر له فى الأرض ولا فى السماء إلا اللّه ، فلما قتل الحسين عليه السلام خرجت حتى أتيت المكان الذى قتلوه فيه فاذا هو كما قال ما أخطأ شيئا ، قال : فاستغفرت اللّه مما كان منى من الشك وعلمت أن عليا عليه السلام لم يقدم إلا بما عهد اليه فيه.

[كنز العمال ج ٧ ص ١٠٦ ] قال : عن شيبان بن مخرم قال : إنى لمع على عليه السلام إذ أتى كربلاء فقال : يقتل فى هذا الموضع شهداء ليس مثلهم شهداء إلا شهداء بدر ، قال : أخرجه الطبرانى ( أقول ) وذكره الهيثمى أيضا فى مجمعه ( ج ٩ ص ١٩٠ ).

[كنز العمال أيضا ج ٧ ص ١١٠ ] ولفظه : عن على عليه السلام قال : ليقتلن الحسين قتلا ، وإنى لأعرف تربة الأرض التى بها يقتل قريبا من النهرين ، قال : أخرجه ابن أبى شيبة.

[الهيثمى فى مجمعه ج ٩ ص ١٩١ ] قال : وعن أبى خيرة قال : صحبت عليا عليه السلام حتى أتى الكوفة فصعد المنبر فحمد اللّه وأثنى عليه ثم قال : كيف أنتم إذا نزل ذرية نبيكم بين ظهرانيكم؟ قالوا : إذا نبلى فى اللّه فيهم بلاء حسنا ، فقال : والذى نفسى بيده لينزلن بين ظهرانيكم ولتخرجن اليهم فلتقتلنهم ثم أقبل يقول : هم أوردوه بالغرور وغردوا أجيبوا دعاه لا نجاة ولا غدرا قال : رواه الطبرانى.

[الصواعق المحرقة ص ١١٥ ] قال : وروى الملا إن عليا عليه

٣٤٤

السلام مرّ بقبر الحسين عليه السلام ـ يعنى بموضع قبره ـ فقال : هاهنا مناخ ركابهم وهاهنا موضع رحالهم ، وهاهنا مهراق دمائهم ، فتية من آل محمد ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) يقتلون بهذه العرصة ، تبكى عليهم السماء والأرض ( أقول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائره ( ص ٩٧ ) وقال : عن الأصبغ.

٣٤٥

باب

في اخبار كعب عن قتل الحسين عليه السّلام

[تهذيب التهذيب ج ٢ ص ٣٤٧ ] قال : وقال عمار الدهنى : مرّ علىّ عليه السلام على كعب فقال : يقتل من ولد هذا رجل فى عصابة لا يجف عرق خيولهم حتى يردوا على محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم ، فمرّ حسن عليه السلام فقالوا : هذا ، قال : لا ، فمرّ حسين عليه السلام فقالوا : هذا قال : نعم ( أقول ) وذكره الهيتمى أيضا فى مجمعه ( ج ٩ ص ١٩٣ ) باختلاف يسير فى بعض الألفاظ ، وقال : رواه الطبرانى.

٣٤٦

باب

في أمر النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بنصرة الحسين عليه السّلام

[أسد الغابة لابن الأثير ج ١ ص ١٢٣ ] فى ترجمة أنس بن الحارث قال : روى حديثه أشعث بن سحيم عن أبيه عنه إنه سمع النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : إن ابنى هذا يقتل بأرض من أرض العراق فمن أدركه فلينصره ، فقتل مع الحسين عليه السّلام.

[أسد الغابة أيضا ج ١ ص ٣٤٩ ] فى ترجمة الحارث بن نبيه قال : روى أنس بن الحارث بن نبيه عن أبيه الحارث بن نبيه ـ وكان من أصحاب النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم من أهل الصفة ـ قال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم والحسين عليه السلام فى حجره يقول : إن ابنى هذا يقتل فى أرض يقال لها : العراق فمن أدركه فلينصره ، فقتل أنس بن الحارث مع الحسين عليه السلام ( أقول ) وذكره ابن حجر أيضا فى إصابته ( ج ١ ص ٦ ٨ ) فى ترجمة أنس بن الحارث ، وقال : إن ابنى هذا ـ يعنى الحسين ـ يقتل بأرض يقال لها : كربلا فمن شهد ذلك منكم فلينصره ، قال : فخرج أنس بن الحارث إلى كربلا فقتل بها مع الحسين عليه السلام ، وذكره المتقى أيضا فى كنز

٣٤٧

العمال ( ج ٦ ص ٢٢٣ ) وقال : أخرجه البغوى وابن السكن والباوردى وابن مندة وابن عساكر عن أنس بن الحارث بن نبيه ( انتهى ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائره ( ص ١ ٤٦ ) و قال : خرجه الملا فى سيرته.

٣٤٨

باب

إن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم لعن المستحل من عترته ما حرم اللّه

وأخبر أنهم سيلقون من بعده قتلا وتشريدا

[أسد الغابة لابن الأثير ج ٤ ص ١٠٧ ] ذكر حديثا عن عمرو بن شعواء اليافعى قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : سبعة لعنتهم وكل نبى مجاب الدعوة ، الزائد فى كتاب اللّه ، والمكذّب بقدر اللّه ، والمستحل حزمة اللّه ، والمستحل من عترتى ما حرم اللّه ، والتارك لسنتى ، والمستأثر بالفئ ، والمتجبر بسلطانه ليعز من أذل اللّه ويذل من أعز اللّه عز وجل ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج ٨ ص ١٩٢ ) وقال : أخرجه الطبرانى عن عمرو بن شعيب.

[كنز العمال ج ٨ ص ١٩١ ] ولفظه : ستة لعنهم اللّه ولعنتهم وكل نبى مجاب ، الزائد فى كتاب اللّه ، والمكذّب بقدر اللّه ، والراغب عن سنتى إلى بدعة ، والمستحل من عترتى ما حرم اللّه ، والمتسلط على أمتى بالجبروت ليعز من أذل اللّه ويذل من أعز اللّه ، والمرتد أعرابيا بعد هجرته ، قال : أخرجه الدارقطنى ، والخطيب عن على عليه السلام ـ يعنى عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم.

[ميزان الاعتدال المذهبى ج ٢ ص ١١٩ ] ذكر حديثا صرح

٣٤٩

بصحته عن عائشة إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : ستة لعنهم اللّه ولعنتهم وكل نبى مجاب الدعوة ، الزائد فى كتاب اللّه ، والمكذّب بقدر اللّه والمتسلط بالجبروت ليذل من أعز اللّه ، والمستحل لحرم اللّه ، ومن عترتى ما حرم اللّه ، والتارك لسنتى ( أقول ) ورواه الحاكم أيضا فى مستدرك الصحيحين ( ج ١ ص ٣ ٦ وفى ج ٤ ص ٩٠ وفى ج ٢ ص ٥ ٢ ٥ ) عن علىّ بن الحسين عليهما السلام عن أبيه عن جده ، وذكره السيوطى أيضا فى الدر المنثور فى ذيل تفسير قوله تعالى :( وَإِذْ قٰالَ إِبْرٰاهِيمُ رَبِّ اِجْعَلْ هٰذٰا بَلَداً آمِناً ) فى سورة البقرة وقال : أخرجه الأزرقى والطبرانى والبيهقى فى شعب الإيمان ( انتهى ) ورواه غير هؤلاء أيضا من أئمة الحديث.

[الصواعق المحرقة لابن حجر ص ١٤٣ ] قال : وو ورد من سب أهل بيتى فانما يرتد عن اللّه وعن الإسلام ( إلى أن قال ) خمسة ( أو ستة ) لعنتهم وكل نبى مجاب ، الزائد فى كتاب اللّه ، والمكذّب بقدر اللّه ، والمستحل محارم اللّه والمستحل من عترتى ما حرم اللّه ، والتارك للسنة.

[مستدرك الصحيحين ج ٤ ص ٤٦٤ ] روى بسنده عن عبد اللّه بن مسعود قال : أتينا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فخرج الينا مستبشرا يعرف السرور فى وجهه ، فما سألناه عن شئ إلا أخبرناه ، ولا سكتنا إلا ابتدأنا حتى مرت فتية من بنى هاشم فيهم الحسن والحسين عليهما السلام فلما رآهم التزمهم وانهملت عيناه ، فقلنا : يا رسول اللّه ما نزال نرى فى وجهك شيئا نكرهه ، فقال : إنا أهل بيت اختار اللّه لنا الآخرة على الدنيا وإنه سيلقى أهل بيتى من بعدى تطريدا وتشريدا فى البلاد ، الحديث ( أقول ) ورواه ابن ماجة أيضا فى صحيحه فى ( ص ٣٠٩ ) فى باب خروج المهدى ، وسيأتى تمامه إن شاء اللّه تعالى فى الخاتمة ، فى ذيل ما جاء فى المهدى عليه السّلام.

٣٥٠

[مستدرك الصحيحين ج ٤ ص ٤٨٧ ] روى بسنده عن أبى سعيد الخدرى قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : إن أهل بيتى سيلقون من بعدى من أمتى قتلا وتشريدا ، وإن أشد قومنا لنا بغضا بنو أمية وبنو المغيرة وبنو مخزوم ، قال : هذا حديث صحيح الإسناد ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج ٦ ص ٤ ٠ ) وقال : أخرجه نعيم بن حماد فى الفتن.

[كنز العمال ج ٦ ص ٤٦ ] و لفظه : يجئ يوم القيامة المصحف والمسجد والعترة فيقول المصحف يا رب حرقونى ومزقونى ، ويقول المسجد : يا رب خربونى وعطلونى وضيعونى ، وتقول العترة : طردونا وقتلونا وشردونا ، وأجثو بركبتى للخصومة فيقول اللّه : ذلك إلى وأنا أولى بذلك قال : أخرجه الديلمى عن جابر وأحمد بن حنبل والطبرانى وسعيد بن منصور عن أبى أمامة.

[ذخائر العقبى ص ١٧ ] قال : عن عبد اللّه قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : إنا أهل البيت اختار اللّه لنا الآخرة على الدنيا وإن أهل بيتى سيلقون بعدى أثرة وشدة وتطريدا فى البلاد حتى يأتى قوم من هاهنا وأشار بيده نحو المشرق أصحاب رايات سود ( الحديث ) وسيأتى تمامه إن شاء اللّه تعالى فى الخاتمة فى ذيل ما جاء فى المهدى عليه السّلام.

٣٥١

باب

ان اللّه قتل بيحيى سبعين الفا

وبالحسين عليه السّلام ضعفه

[مستدرك الصحيحين ج ٢ ص ٢٩٠ ] روى بسنده عن ابن عباس قال : أوحى اللّه إلى نبيكم إنى قتلت بيحيى بن زكريا سبعين الفا ، وإنى قاتل بابن بنتك سبعين الفا وسبعين الفا ( أقول ) ورواه فى ( ص ٥ ٩٢ ) أيضا وفى ( ج ٣ ص ١٧٨ ) أيضا ، وقال : هذا لفظ حديث الشافعى ، قال : وفى حديث القاضى أبى بكر بن كامل إنى قتلت على دم يحيى بن زكريا وإنى قاتل على دم ابن بنتك ، ثم قال : هذا حديث صحيح الإسناد ( انتهى ) وذكره السيوطى أيضا فى الدر المنثور فى ذيل تفسير قوله تعالى :( وَحَنٰاناً مِنْ لَدُنّٰا وَزَكٰاةً وَكٰانَ تَقِيًّا ) فى سورة مريم ، وقال : أخرجه ابن عساكر عن ابن عباس.

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادى ج ١ ص ١٤١ ] روى بسنده عن ابن عباس قال : أوحى اللّه تعالى إلى محمد ( صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ) إنى قد قتلت بيحيى بن زكريا سبعين الفا وإنى قاتل بابن ابنتك سبعين الفا وسبعين الفا ( أقول ) ورواه ابن حجر أيضا فى تهذيب التهذيب ( ج ٢ ص ٣ ٥ ٣ ).

٣٥٢

[ذخائر العقبى ص ١٥٠ ] قال : عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : إن جبريل أخبرنى إن اللّه عز وجل قتل بدم يحيى بن زكريا سبعين الفا وهو قاتل بدم ولدك الحسين سبعين الفا ، قال : خرجه الملا فى سيرته ( أقول ) والظاهر أن فى الرواية سقطا والصحيح ما تقدم فى رواية المستدرك والخطيب عن ابن عباس سبعين الفا وسبعين الفا.

٣٥٣

باب

في وضع النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم عند أم سلمة تربة الحسين عليه السّلام

وقوله لها : إذا تحولت دما فاعلمي أن ابني قد قتل

[تهذيب التهذيب لابن حجر ج ٢ ص ٣٤٧ ] قال : وعن عمر بن ثابت عن الأعمش عن شقيق عن أم سلمة قالت : كان الحسن والحسين عليهما السلام يلعبان بين يدى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فى بيتى فنزل جبريل فقال : يا محمد إن أمتك تقتل ابنك هذا من بعدك ، وأوما بيده إلى الحسين عليه السلام ، فبكى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وضمه إلى صدره ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : وضعت عندك هذه التربة فشمها رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وقال : ريح كرب وبلاء ، وقال : يا أم سلمة إذا تحولت هذه التربة دما فاعلمى أن ابنى قد قتل فجعلتها أم سلمة فى قارورة ثم جعلت تنظر اليها كل يوم وتقول : إن يوما تحولين دما ليوم عظيم ، قال : وفى الباب عن عائشة وزينب بنت جحش وأم الفضل بنت الحارث وأبى أمامة وأنس بن الحارث وغيرهم ( أقول ) وذكره الهيتمى أيضا فى مجمعه ( ج ٩ ص ١٨٩ ) وقال : رواه الطبرانى.

[ذخائر العقبى ص ١٤٧ ] قال : وعنها ـ يعنى عن أم سلمة ـ

٣٥٤

قالت : رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وهو يمسح رأس الحسين عليه السّلام ويبكى فقلت : ما بكاؤك؟ فقال : إن جبريل أخبرنى إن ابنى هذا يقتل بأرض يقال لها : كربلا ، قالت : ثم ناولنى كفا من تراب أحمر وقال : إن هذا من تربة الأرض التى يقتل بها فمتى صار دما فاعلمى أنه قد قتل ، قالت : أم سلمة فوضعت التراب فى قارورة عندى وكنت أقول : إن يوما يتحول فيه دما ليوم عظيم ، قال : خرجه الملا فى سيرته.

[الصواعق المحرقة لابن حجر ص ١١٥ ] قال : بعد نقل قصة أم سلمة والقارورة ( ما لفظه ) : وفى رواية عنها : فأصبته يوم قتل الحسين عليه السّلام وقد صار دما ( ثم قال ) وفى أخرى ثم قال : يعنى جبريل ـ ألا أريك تربة مقتله؟ فجاء بحصيات فجعلهن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فى قارورة قالت أم سلمة : فلما كانت ليلة قتل الحسين عليه السلام سمعت قائلا يقول :

أيها القاتلون جهلا حسينا

إبشروا بالعذاب والتذليل

قد لعنتم على لسان ابن داود

وموسى وحامل الإنجيل

قالت : فبكيت وفتحت القارورة فاذا الحصيات قد جرت دما.

٣٥٥

باب

في رؤيا أم سلمة عند قتل الحسين عليه السّلام

[صحيح الترمذى ج ٢ ص ٣٠٦ ] فى مناقب الحسن والحسين عليهما السلام ، روى بسنده عن سلمى قالت : دخلت على أم سلمة وهى تبكى ، فقلت ما يبكيك؟ قالت : رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ـ تعنى فى المنام ـ وعلى رأسه ولحيته التراب ، فقلت : ما لك يا رسول اللّه؟ قال : شهدت قتل الحسين آنفا ( أقول ) ورواه الحاكم أيضا فى مستدرك الصحيحين ( ج ٤ ص ١٩ ) فى ذكر أم المؤمنين أم سلمة ، وذكره ابن حجر أيضا فى تهذيب التهذيب ( ج ٢ ص ٣ ٥٦ ) و ذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائر العقبى ( ص ١ ٤ ٨ ) وقال : خرجه البغوى فى الحسان.

٣٥٦

باب

فى رؤيا ابن عباس عند قتل الحسين عليه السّلام

[مستدرك الصحيحين ج ٤ ص ٣٩٧ ] فى كتاب تعبير الرؤيا ، روى بسنده عن عمار بن عمار عن ابن عباس قال : رأيت النبى صلى اللّه عليه وآله وسلّم فيما يرى النائم نصف النهار أشعث وأغبر معه قارورة فيها دم ، فقلت : يا نبى اللّه ما هذا؟ قال : هذا دم الحسين وأصحابه لم أزل التقطه منذ اليوم قال : فأحصى ذلك اليوم فوجدوه قتل قبل ذلك بيوم ، قال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ( أقول ) ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج ١ ص ٢ ٤ ٢ ) وقال : فحفظنا ذلك اليوم فوجدناه قتل ذلك اليوم ، ورواه بطريق آخر أيضا باختلاف يسير ، ورواه الخطيب البغدادى أيضا فى تاريخه ( ج ١ ص ١ ٤ ٢ ) وابن الأثير أيضا فى أسد الغابة ( ج ٢ ص ٢٢ ) وابن عبسبر أيضا فى استيعابه ( ج ١ ص ١ ٤٤ ) فى ترجمة الحسين بن على بن أبى طالب عليهما السلام ، وابن حجر أيضا فى إصابته ( ج ٢ ص ١٧ ) ورواه غير هؤلاء أيضا من أئمة الحديث.

(ثم ) إن فى المقام رؤيا للشعبى لا بأس بذكرها فى خاتمة هذا

٣٥٧

الباب وهى ما ذكره الهيتمى فى مجمعه ( ج ٩ ص ١٩ ٥ ) قال : وعن الشعبى قال : رأيت فى النوم كأن رجالا من السماء نزلوا معهم حراب يتتبعون قتلة الحسين عليه السّلام فما لبث أن نزل المختار فقتلهم ، قال : رواه الطبرانى وإسناده حسن.

٣٥٨

باب

في نوح الجن على الحسين عليه السّلام

[الإصابة لابن حجر ج ٢ ص ١٧ ] قال : وعن عمار عن أم سلمة سمعت الجن تنوح على الحسين بن على عليهما السلام ( أقول ) وذكره فى تهذيب التهذيب أيضا ( ج ٢ ص ٣ ٥٥ ) و ذكره الهيتمى أيضا فى مجمعه ( ج ٩ ص ١٩٩ ) وقال : رواه الطبرانى ورجاله رجال الصحيح ، وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائره ( ص ١ ٥ ٠ ) وقال : خرجه ابن الضحاك.

[الهيثمى فى مجمعه ج ٩ ص ١٩٩ ] قال : وعن ميمونة قالت : سمعت الجن تنوح على الحسين بن على عليهما السلام ، قال : رواه الطبرانى ورجاله رجال الصحيح.

[الهيثمى فى مجمعه أيضا ج ٩ ص ١٩٩ ] قال : وعن أم سلمة قالت : ما سمعت نوح الجن منذ قبض النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم إلا الليلة وما أرى ابنى إلا قبض ـ تعنى الحسين عليه السلام ـ فقالت لجاريتها : أخرجى إسألى فأخبرت إنه قد قتل وإذا جنية تنوح :

ألا يا عين فاحتفلى بجهدى

ومن يبكى على الشهداء بعدى

٣٥٩

على رهط تقودهم المنايا

إلى متجبر فى ملك عبد

قال : رواه الطبرانى ( أقول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائره ( ص ١ ٥ ٠ ) ولم يذكر أبيات الجنية ، وقال : خرجه الملا فى سيرته :

[الهيثمى فى مجمعه أيضا ج ٩ ص ١٩٩ ] قال : وعن أبى جناب الكلبى

قال : حدثنى الجصاصون قالوا : كنا إذا خرجنا إلى الجبانة بالليل عند مقتل الحسين عليه السّلام سمعنا الجن ينوحون عليه ويقولون :

مسح الرسول جبينه

فله بريق فى الخدود

أبواه من عليا قري‍

ش جده خير الجدود

قال : رواه الطبرانى.

[ذخائر العقبى ص ١٥٠ ] قال : عن أم سلمة قالت : لما قتل الحسين عليه السلام ناحت عليه الجن ومطرنا دما ، قال : خرجه ابن السرى.

٣٦٠

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449