نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ١٩

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار13%

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 449

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 449 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 204137 / تحميل: 6983
الحجم الحجم الحجم
نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ١٩

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

تريدون؟ فعيّنوا، وذكر لهم ما أرادوا، وكذلك فعل في الفقه والخلاف، لم يذكر إلّاما عيّن الجماعة له، فعجبوا لكثرة استحضاره.

قال ابن النجّار: حدّثني شيخنا أبو القاسم الصّوفي قال: صلّى شيخنا القزويني بالناس التّراويح في ليالي شهر رمضان، وكان يحضر عنده خلق كثير، فلمـّا كان ليلة الختم دعا وشرع في تفسير القرآن من أوّله ولم يزل يفسّر سورة حتّى طلع الفجر، فصلّى بالناس صلوة الفجر بوضوء العشاء، وخرج من الغد إلى المدرسة النّظاميّة، وكان نوبته في الجلوس بها، فلما تكلّم في المنبر على عادته وكان في المجلس الأمير قطب الدين قيماز والأعيان، فذكر لهم أنّ الشيخ ليلتئذ فسّر القرآن كله في مجلس واحد، فقال قطب الدّين: الغرامة على الشيخ واجبة، فالتفت الشيخ وقال: إنّ الأمير أوجب علينا شيئاً، فإن كان لا يشق عليكم وفينا به، فقالوا: لا بل نُؤثر ذلك، فشرع وفسّر القرآن من أوّل إلى آخره من غير أن يعيد كلمة ممّا ذكر ليلاً، فأبلس الناس من قوّة حفظه وغزارة علمه.

قال أبو أحمد بن سكينة: لمـّا أظهر ابن الصاحب الرفض ببغداد، جاءني القزويني ليلاً فودّعني وذكر أنّه متوجّه إلى بلاده، فقلت: إنّك هاهنا طيّبٌ تنفع النّاس، فقال: معاذ الله أن اقيم ببلدة يجهر فيها بسبّ أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ خرج من بغداد إلى قزوين، وكان آخر العهد به.

قلت: أقام بقزوين معظّماً محترماً إلى أن توفي بها.

قال الرافعي في الأمالي: كان يعقد المجالس للعامّة ثلاث مرّات في الأسبوع إحداهما صبيحة يوم الجمعة، فتكلّم على عادته يوم الجمعة ثاني عشر المحرّم سنة تسعين وخمسمائة في قوله تعالى( فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ ) وذكر أنّها من أواخر ما نزل، وعدّ الآيات المنزلة آخراً منها( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ) ومنها سورة النصر

١٨١

وقوله تعالى:( وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ ) وذكر أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ما عاش بعد نزول هذه الآية إلّا سبعة أيّام. قال الرّافعي: ولمـّا نزل من المنبر حمّ فمات في الجمعة الاُخرى، ولم يعش بعد ذلك إلّاسبعة أيّام. قال: وذلك من عجيب الإتّفاقات. قال: وكأنّه أُعلم بالحال وأنّه حان وقت الإرتحال. ودفن يوم السّبت قال: ولقد خرجت من الدار بكرة ذلك اليوم على قصد التعزية وأنا في شأنه متفكّر وممّا أصابه منكسر، إذ وقع في خلدي من غير نيّة وفكروريّة:

بكت العلوم بويلها وعويلها

لوفاة أحمدها ابن اسماعيلها

كأنّ أحداً يكلّمني بذلك، ثمّ أضفت إليه أبياتاً بالرويّة ذهبت عنّي، إنتهى والله أعلم »(١) .

٨ - الداودي: « أحمد بن إسماعيل بن يوسف، أبو الخير الطالقاني القزويني الشافعي، رضي الدّين، أحد الأعلام.

قال ابن النجّار: كان رئيس أصحاب الشافعي، وكان إماماً في المذهب والخلاف والأصول والتفسير والوعظ كثير المحفوظ أملى الحديث ووعظ، وسمع الكثير من أبي عبدالله الفراوي، وزاهر الشحّامي، وهبة الله السندي، وأبي الفتح بن البطّي، وتفقّه على ملكداد ومحمّد بن مكّي، ودرّس ببلده وببغداد، وحدّث بالكتب الكبار، وولّي تدريس النظاميّة، وكان كثير العبادة والصّلوة، دائم الذّكر، دائم الصّوم، له في كلّ يوم ختمة، وقال ابن المديني: كان له يد باسطة في النظر واطّلاع على العلوم ومعرفة الحديث، وقال الموفق بن عبداللطيف البغدادي: كان يعمل في اليوم واللّيل ما يعجز المجتهد عن عمله في شهر.

____________________

(١). طبقات الشافعية الكبرى ٦ / ٧.

١٨٢

ولد سنة اثنتي عشرة وخمسمائة، ومات في المحرّم سنة تسعين »(١) .

(١٨)

رواية الملّاء الإربلي

رواه « عن ابن عباس -رضي‌الله‌عنه - قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من أراد أن ينظر إلى إبراهيم في حلمه، وإلى نوحٍ في فهمه، وإلى يوسف في جماله، فلينظر إلى علي بن أبي طالب »(٢) .

وسيأتي كلام الحافظ محبّ الدين الطبري الدال على إخراج الملّا هذا الحديث.

ترجمة الملّاء

واشتهر عمر بن محمّد الملّا بين علماء أهل السنّة ومحدّثيهم بالورع والصلاح، حتّى اقتدى به أكابرهم من السلاطين والعلماء الأعلام:

قال محمّد بن يوسف الشامي في ( سيرته ) ما نصّه: « الباب الثالث عشر، في أقوال العلماء في عمل المولد الشريف واجتماع الناس له، وما يحمد من ذلك وما يذمّ:

قال الحافظ أبو الخير السّخاوي في فتاواه: عمل المولد الشّريف لم ينقل عن أحد من السّلف الصالح في القرون الثّلاثة الفاضلة، وإنّما حدث بعدها، ثمّ

____________________

(١). طبقات المفسّرين ١ / ٣١.

(٢). وسيلة المتعبدين في سيرة سيّد المرسلين ٥ / ١٦٨.

١٨٣

لا زال أهل الإسلام في سائر الأقطار والمدن الكبار يحتفلون في شهر مولده صلّى الله عليه وسلّم، بعمل الولائم البديعة المشتملة على الأمور البهيجة الرفيعة، ويتصدّقون في لياليه بأنواع الصّدقات، ويظهرون السرور ويزيدون في المبرّات، ويعتنون بقراءة مولده الكريم، ويظهر عليهم من بركاته فضل عظيم

وقال الإمام الحافظ أبو محمّد عبدالرّحمن بن إسماعيل المعروف بأبي شامة، في كتابه الباحث على إنكار البدع والحوادث: قال الرّبيع قال الشافعي رحمه الله تعالى : المحدثات من الأمور ضربان، أحدهما: ما أُحدث ممّا يخالف كتاباً أو سنةً أو أثراً وإجماعاً، فهذه البدعة هي الضّلالة، والثّاني: ما أُحدث من الخير لا خلاف فيه لأحدٍ من هذا، فهي محدثة غير مذمومة، قال عمررضي‌الله‌عنه في قيام رمضان: نعمت البدعة هذه، يعني إنّها محدّثة لم تكن، وإذا كانت فليس فيها ردّ لما مضى، فالبدع الحسنة متّفق على جواز فعلها والإستحباب لها ورجاء الثّواب لمن حسنت نيّته فيها، وهي كلّ مبتدع موافق لقواعد الشّرعيّة، غير مخالفٍ لشيء منها، ولا يلزم من فعله محذور شرعي، وذلك نحو بناء المنابر والرّبط والمدارس وخانات السّبيل وغير ذلك، ومن أنواع البرّ الّتي لم تعهد في الصّدر الأوّل، فإنّه موافق لما جاءت به السنّة من اصطناع المعروف والمعاونة على البرّ والتقوى.

ومن أحسن البدع ما ابتدع في زماننا هذا من هذا القبيل، ما كان يفعل بمدينة إربل كلّ عام، في اليوم الموافق ليوم مولد النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم من الصّدقات والمعروف وإظهار الزّينة والسّرور، فإنّ ذلك مع ما فيه من الإحسان إلى الفقراء يشعر بمحبّة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وتعظيمه وإجلاله في قلب فاعله، وشكر الله تعالى على ما منّ به من إيجاد رسوله الّذي هو رحمة

١٨٤

للعالمين صلّى الله عليه وسلّم، وكان أوّل من فعل ذلك بالموصل عمر بن محمّد الملّا أحد الصالحين المشهورين، وبه اقتدى في ذلك صاحب إربل وغيره رحمهم‌ الله تعالى »(١) .

وهذه القضيّة بوحدها تكفي لمعرفة جلالة قدر هذا الرجل وعظم شأنه عند أهل السنّة، إذ كان عمله حجةً عندهم ودليلاً على جوازه بل على رجحانه، وذلك بعد مضيّ قرونٍ - فيها العلماء والصالحون - لم يفعل فيها ذلك وما ذلك إلّا لكثرة اعتقاد القوم بورع هذا الرجل وشدّة وثوقهم بديانته وصلاحه.

اعتبار كتاب وسيلة المتعبّدين

وكتابه ( وسيلة المتعبّدين ) يعدّ عندهم من خيرة الكتب المؤلّفة في سيرة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ذكره ( الدهلوي ) في ( أصول الحديث ) في كتب السّير في سياق سيرة ابن هشام وسيرة ابن إسحاق

وقال الصديق حسن خان القنوجي في كتاب ( الحطّة في ذكر الصحاح الستّة ): « وأمّا أحاديث التواريخ والسير فهي قسمان: قسم يتعلّق بخلق السماء والأرض والحيوانات و قسم يتعلّق بوجود النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه الكرام وآله العظام من بدء الولادة إلى الوفاة، ويسمّى « سيرة ». كسيرة ابن إسحاق وسيرة ابن هشام وسيرة الملّا عمر. والكتب المصنّفة في هذا الباب أيضاً كثيرة جدّاً ».

ولقد نقل عن هذا الكتاب واعتمد عليه سائر العلماء:

قال الكابلي في ( الصواقع ): « ولأنّ نفي وجوب محبة غير علي من

____________________

(١). سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد ١ / ٣٦٢ - ٣٦٥.

١٨٥

الصحابة كذب مفترىً، فقد روى الحافظ أبو طاهر السلفي في مشيخته عن أنس قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: حبّ أبي بكر وشكره واجب على اُمّتي.

وأخرج ابن عساكر عنه نحوه، ومن طريق آخر عن سعد بن سهل الساعدي.

وأخرج الحافظ عمر بن محمّد بن خضر الملّاء في سيرته عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: إن الله فرض عليكم حبّ أبي بكر وعمر وعثمان وعلي كما فرض عليكم الصلاة والزكاة والصوم والحج ».

فهذا نصّ كلام الكابلي.

وتجده بعينه في ( التحفة ) حيث قال هذا في جواب الإستدلال بآية المودّة، فراجعه، لترى كيف ينتحل ( الدهلوي ) كلام الكابلي، في بحوث كتابه(١) .

وقد أكثر من النقل عنه: الحافظ المحبّ الطبري، في كتابه ( الرياض النضرة في مناقب العشرة المبشرة ).

وكذلك السمهودي الحافظ، فإنّه قال:

« عن جابر -رضي‌الله‌عنه - قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لا يحبّنا أهل البيت إلّا مؤمن تقي، ولا يبغضنا إلّامنافق شقي.

أخرجه الملّاء. قاله المحب »(٢) .

وقال السمهودي: « أخرج أبو سعد والملّا في سيرته حديث: استوصوا بأهلي خيراً، فإنّي أُخاصمكم عنهم غداً، ومن أكن خصيمه أخصمه، ومن

____________________

(١). التحفة الإثنا عشرية: ٢٠٥.

(٢). جواهر العقدين ٢ / ٢٤٢.

١٨٦

أخصمه دخل النار. وحديث: من حفظني في أهل بيتي فقد اتّخذ عند الله عهداً. وأخرج الأوّل فقط حديث: أنا وأهل بيتي شجرة في الجنّة وأغصانها في الدنيا، فمن شاء اتّخذ إلى ربّه سبيلاً. وأخرج الملّا حديث: في كلّ خلف من أمّتي عدول من أهل بيتي، ينفون عن هذا الدين تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين، ألا وإنّ أئمّتكم وفدكم إلى الله عزّوجلّ فانظروا من توفدون »(١) .

وقال كاشف الظنون: « وسيلة المتعبّدين، للشيخ الصالح عمر بن محمّد ابن خضر الإربلي، المتوفى سنة وهو الذي كان يعتقده نور الدين الشهيد »(٢) .

ذكر الملك نور الدين الشهيد الذي اعتقد الملّاء

والملك المذكور موصوف عندهم بأحسن الأوصاف:

قال ابن الأثير: « ذكر وفاة نور الدين محمود زنكي -رحمه‌الله - في هذه السنة. توفي نور الدين محمود بن زنكي بن اقسنقر، صاحب الشام وديار الجزيرة ومصر، يوم الأربعاء، حادي عشر شوّال، بعلّة الخوانيق، ودفن بقلعة دمشق، ونقل منها إلى المدرسة التي أنشأها بدمشق عند سوق الخواصين.

ومن عجيب الإتّفاق أنّه ركب ثاني شوّال، وإلى جانبه بعض الأمراء الأخيار، فقال الأمير: سبحان من يعلم هل نجتمع هنا في العامل المـُقْبِل أم لا؟ فقال نور الدّين: لا تقل هكذا، بل سبحان من يعلم هل نجتمع بعد شهر أم لا؟ فمات نور الدينرحمه‌الله بعد أحد عشر يوماً، ومات الأمير قبل الحول، فأخذ كلّ منهما بما قاله

____________________

(١). جواهر العقدين ٢ / ٩١.

(٢). كشف الظنون ٢ / ٢٠١٠.

١٨٧

وكان قد اتّسع ملكه جدّاً، وخطب له بالحرمين الشريفين، وباليمن لمـّا دخلها شمس الدّولة بن أيّوب وملكها، وكان مولده سنة إحدى عشرة وخمسمائة، وطبّق ذكره الأرض بحسن سيرته وعدله.

وقد طالعت سير الملوك المتقدّمين، فلم أر فيها بعد الخلفاء الراشدين وعمر بن عبدالعزيز، أحسن من سيرته، ولا أكثر تحريّاً منه للعدل، وقد أتينا على كثير من ذلك في كتاب الباهر من أخبار دولتهم، ولنذكر هاهنا نبذة لعلّه يقف عليها من له حكم فيقتدي به.

فمن ذلك زهده وعبادته وعلمه، فإنّه كان لا يأكل ولا يلبس ولا يتصرّف إلّا في الّذي يخصّه من ملك كان له، قد اشتراه من سهمه من الغنيمة، ومن الأموال المرصدة لمصالح المسلمين، ولقد شكت إليه زوجته من الضّائقةِ، فأعطاها ثلاث دكاكين في حمص كانت له، يحصل له منها في السّنة نحو العشرين ديناراً، فلمـّا استقلتها قال ليس لي إلّا هذا، وجميع ما بيدي أنا فيه خازن للمسلمين، لا أخونهم فيه ولا أخوض نار جهنّم لأجلك. وكان يصلّي كثيراً باللّيل، وله فيه أوراد حسنة، وكان كما قيل:

جمع الشّجاعة والخشوع لربّه

ما أحسن المحراب في المحراب

وكان عارفاً بالفقه على مذهب أبي حنيفة، ليس عنده فيه تعصّب، وسمع الحديث وأسمعه طلباً للأجر.

وأمّا عدله، فإنّه لم يترك في بلاده على سعتها مكساً ولا عشراً، بل أطلقها جميعها في مصر والشام والجزيرة والموصل، وكان يعظّم الشريعة ويقف عند أحكامها، وأحضره إنسان إلى مجلس الحكم فمضى معه إليه، وأرسل إلى القاضي كمال الدين بن الشهرزوري فقال: قد جئت محاكماً فاسلك معي ما تسلك مع الخصوم، وظهر له الحقّ، فوهبه الخصم الّذي أحضره وقال:

١٨٨

أردت أن أترك له ما يدّعيه، إنّما خفت أن يكون الباعث لي على ذلك الكبر والأنفة من الحضور إلى مجلس الشريعة، فحضرت ثمّ وهبته ما يدّعيه.

وبنى دار العدل في بلاده، وكان يجلس هو والقاضي فيها ينصف المظلوم، ولو أنّه يهودي من الظالم، ولو أنّه ولده أو أكبر أمير عنده

وكان يكرم العلماء وأهل الدّين ويعظّمهم ويقوم إليهم ويجلسهم معه وينبسط معهم ولا يردّ لهم قولاً ويكاتبهم بخطّ يده، وكان وقوراً مهيباً مع تواضعه.

وبالجملة، فحسناته كثيرة ومناقبه غزيرة لا يحتملها هذا الكتاب »(١) .

وقال الذهبي: « السّلطان نور الدّين الملك العادل أبو القاسم محمود بن أتابك زنكي بن أقسنقر، تملّك حلب بعد أبيه، ثمّ أخذ دمشق فملكها عشرين سنة، وكان مولده في شوّال سنة إحدى عشرة وخمسمائة، وكان أجلّ ملوك زمانه وأعدلهم وأدينهم وأكثرهم جهاداً وأسعدهم في دنياه وآخرته، هزم الفرنج غير مرّة وأخافهم وجرّعهم المِدّ.

وفي الجملة، محاسنه أبين من الشمس وأحسن من القمر، وكان أسمر طويلاً، مليحاً تركي اللحية، نقيّ الخدّ، شديد المهابة، حسن التّواضع، طاهر اللّسان، كامل العقل والرّأي، سليماً من التّكبّر، خائفاً من الله، قلّ أن يوجد في الصّلحاء الكبار مثله، فضلاً عن الملوك، ختم الله له بالشهادة ونوّله الحسنى إن شاء الله وزيادة، فمات بالخوانيق في حادي عشر شوّال »(٢) .

____________________

(١). الكامل لابن الأثير - حوادث ٥٦٩.

(٢). العبر في خبر من غبر - حوادث ٥٦٩.

١٨٩

(١٩)

رواية أبي حامد الصالحاني

ورواه أبو حامد محمود الصالحاني كما جاء في ( توضيح الدلائل ):

« عن الحارث الأعور صاحب راية أمير المؤمنين كرّم الله وجهه قال: بلغنا أنّ النبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وبارك وسلّم كان في جمع من الصحابة فقال:

أُريكم آدم في علمه، ونوحاً في فهمه، وإبراهيم في حلمه، فلم يكن بأسرع من أنْ طلع علي كرّم الله تعالى وجهه، فقال أبو بكررضي‌الله‌عنه : يا رسول الله، قست رجلاً بثلاثة من الرسل، بخ بخ لهذا، من هو يا رسول الله؟ فقال النبيّ صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله‌ وبارك وسلّم: يا أبا بكر ألا تعرفه؟ قال: الله تعالى ورسوله أعلم، قال صلّى الله عليه وعلى آله وبارك وسلّم: أبو الحسن علي بن أبي طالب. قال أبو بكررضي‌الله‌عنه : بخ بخ لك يا أبا الحسن.

رواه الصّالحاني. وفي إسناده أبو سليمان الحافظ »(١) .

ذكر الصالحاني

وقد ذكر شاه سلامة الله الهندي في كتابه ( معركة الآراء ) أبا حامد الصالحاني، وأفاد بأنّه من علماء أهل السنّة.

وقد أكثر السيّد شهاب الدين أحمد عن النقل عن الصّالحاني، وذكر رواياته مع وصفه بالصفات الجليلة، فمن ذلك قوله: « قال الإمام العالم الأديب الأريب بسجايا المكارم، الملقّب بين الأجلّة الأئمّة الأعلام بمحيي السنّة

____________________

(١). توضيح الدلائل على تصحيح الفضائل - مخطوط.

١٩٠

وناصر الحديث ومجدّد الإسلام، العالم الرباني والعارف السبحاني، سعد الدين أبو حامد، محمود بن محمّد بن حسين بن يحيى الصالحاني، في عباراته الفائقة وإشاراته الرائقة من كتابه ».

وقال: « قوله تعالى:( وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ ) وبالإسناد المذكور، عن سفيان الثوري، عن زيد بن مرة - وكان مرضياً - قال: كان ابن مسعود رضي الله تعالى عنه يقرأ هذا الحرف: وكفى الله المؤمنين القتال بعلي بن أبي طالب.

وفي رواية الأعمش عن أبي وائل قال: كان عبدالله بن مسعودرضي‌الله‌عنه يقرأ هذه الآية التي في الأحزاب: وكفى الله المؤمنين القتال بعلي بن أبي طالب وكان الله قويّاً عزيزاً.

رواهما الإمام الصّالحاني ».

وقال: « عن محمّد بن علي بن الحسين عن أبيه عن جدّه قال قال رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وبارك وسلّم: كنت أنا وعليّ نوراً بين يدي الله تعالى من قبل أن يخلق الله تعالى آدم بأربعة عشر ألف عام، فلمـّا خلق الله آدم سلك ذلك النّور في صلبه، فلم يزل الله تعالى ينقله من صلب إلى صلب، حتّى أقرّه في صلب عبدالمطّلب، فقسّمه قسمين، قسماً في صلب عبدالله وقسماً في صلب أبي طالب، فعليّ منّي وأنا منه، لحمه لحمي ودمه دمي، ومن أحبّه فبحبّي أحبّه، ومن أبغضه فببغضي أبغضه.

وعن جابر رضي الله تعالى عنه إنّ النّبي صلّى الله عليه وعلى آله وبارك وسلّم كان بعرفات وعليّ كرّم الله وجهه تجاهه، فقال: يا علي اُدن منّي ضع خمسك في خمسي، يا علي خلقت أنا وأنت من شجرة أنا أصلها وأنت فرعها، والحسن والحسين أغصانها، من تعلّق ببعض منها أدخله الله الجنّة.

روى الحديث الأوّل سعد الدّين أبو حامد محمود بن محمّد الّذي سافر

١٩١

ورحل وأدرك المشايخ وسمع وأسمع وصنّف في كلّ فنّ، وروى عنه خلق كثير، وصحب بالعراق أبا موسى المديني الإمام ومن في طبقته، بإسناده إلى الإمام الحافظ أبي بكر بن مردويه، بإسناده مسلسلاً مرفوعاً.

والحديث الثاني إلى الإمام الحافظ الورع أبي نعيم الإصفهاني.

وروى الأوّل أيضاً الإمام شمس الدّين محمّد بن الحسن بن يوسف الأنصاريّ الزرندي المحدّث بالحرم الشريف النّبوي المحمّدي، برواية ابن عبّاس رضي الله تعالى عنهما ».

وقال في أسماء أمير المؤمنين: « ومنها مقيم الحجّة، عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه، عن النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وبارك وسلّم، إنّه لمـّا خلق الله تعالى آدم ونفخ فيه من روحه عطس آدمعليه‌السلام ، فقالعليه‌السلام : الحمد لله ربّ العالمين، فأوحى الله تعالى إليه وبشّره بالمغفرة، وفي هذا الحديث: إنّ الله تعالى قال: يا آدم، إرفع رأسك فانظر، فرفع رأسه، فإذا مكتوب على العرش لا إله إلّا الله محمّد نبيّ الرحمة، عليّ مقيم الحجّة، ومن عرف حقّ علي زكا وطاب، ومن أنكر حقّه لعن وخاب، أقسمت بعزّتي وجلالي أن أُدخل الجنّة من أحبه وإن عصاني، وأقسمت بعزّتي وجلالي أن أُدخل النّار من عصاه وإنْ أطاعني.

رواه محيي السنّة الصالحاني ».

(٢٠)

رواية ابن طلحة الشافعي

ورواه كمال الدين أبو سالم محمّد بن طلحة الشافعي حيث قال:

« من ذلك: ما رواه الإمام البيهقي في كتابه المصنَّف في فضائل الصحابة،

١٩٢

يرفعه بسنده إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال:

من أراد أنْ ينظر إلى آدم في علمه، وإلى نوح في تقواه، وإلى إبراهيم في حلمه، وإلى موسى في هيبته، وإلى عيسى في عبادته، فلينظر إلى علي بن أبي طالب.

فقد أثبت النبي صلّى الله عليه وسلّم لعليرضي‌الله‌عنه بهذا الحديث علماً يشبه علم آدم، وتقوىً تشبه تقوى نوح، وحلماً يشبه حلم إبراهيم، وهيبةً تشبه هيبة موسى، وعبادةً تشبه عبادة عيسى.

في هذا تصريح لعليرضي‌الله‌عنه بعلمه وتقواه وحلمه وهيبته وعبادته، وبعلوّ هذه الصفات إلى أوج شبهها بهؤلاء الأنبياء المرسلين صلوات الله عليهم أجمعين، من الصفات المذكورة والمناقب المعدودة»(١) .

ترجمة ابن طلحة الشافعي

وابن طلحة من كبار علماء القوم الأعلام، وهذه ترجمته:

١ - اليافعي: « الكمال محمّد بن طلحة، النصيبي، المفتي الشافعي وكان رئيساً محتشماً بارعاً في الفقه والخلاف، ولّي الوزارة مرّة ثمّ زهد وجمع نفسه، توفّي بحلب في شهر رجب وقد جاوز السبعين وله دائرة الحروف.

قلت: وابن طلحة المذكور لعلّه الّذي روى السيّد الجليل المقدار الشيخ المشكور عبدالغفّار صاحب الرواية في مدينة قوص، أخبرني الرّضي بن الأصمع قال: طلعت جبل لبنان، فوجدت فقيراً فقال لي: رأيت البارحة في المنام قائلاً يقول:

لله دَرّك يا بن طلحة ماجد

ترك الوزارة عامداً فتسلطنا

____________________

(١). مطالب السئول في مناقب آل الرسول: ٦١.

١٩٣

لا تعجبوا من زاهدٍ في زهده

في درهم لمـّا أصاب المعدنا

قال: فلمـّا أصبحت ذهبت إلى الشيخ ابن طلحة، فوجدت السلطان الملك الأشرف على بابه وهو يطلب الإذن عليه، فقعدت حتّى خرج السّلطان، فدخلت عليه فعرّفته بما قال الفقير، فقال: إنْ صدقت رؤياه فأنا أموت إلى أحد عشرة يوماً، وكان كذلك.

قلت: وقد يتعجّب من تعبيره ذلك بموته وتأجيله بالأيّام المذكورة، والظّاهر - والله أعلم - أنّه أخذ ذلك من حروف بعض كلمات النّظم المذكور، وأظنّها - والله أعلم - قوله: أصاب المعدنا، فإنّها أحد عشر حرفاً، وذلك مناسب من جهة المعنى، فإنّ المعدن الّذي هو الغنى المطلق والملك المحقّق ما يلقونه من السّعادة الكبرى والنّعمة العظمى بعد الموت »(١) .

مصادر ترجمة اليافعي

وتوجد ترجمة اليافعي المتوفى سنة ٧٦٨ في المصادر التالية:

١ - الدرر الكامنة ٢ / ٢٤٧

٢ - طبقات الشافعية الكبرى ٦ / ١٠٣

٣ - النجوم الزاهرة ١١ / ٩٣

٤ - البدر الطالع ١ / ٣٧٨

٢ - الأسنوي: « أبو سالم محمّد بن طلحة بن محمّد القرشيّ النصيبي، الملقّب كمال الدّين، كان إماماً بارعاً في الفقه والخلاف، عارفاً بالأصلين، رئيساً كبيراً معظماً، ترسّل عن الملوك، وأقام بدمشق بالمدرسة الأمينيّة، وأجلسه الملك الناصر صاحب دمشق لوزارته، وكتب تقليده بذلك، وتنصّل

____________________

(١). مرآة الجنان - حوادث ٦٥٢.

١٩٤

منه واعتذر ولم يقبل منه، فباشرها يومين ثمّ ترك أمواله وموجوده وغيّر ملبوسه وذهب فلم يعرف موضعه.

سمع وحدّث، وتوفّي في حلب في السابع والعشرين من رجب سنة اثنتين وستّين وخمسمائة، وقد جاوز السبعين، ذكره في العبر »(١) .

ترجمة الأسنوي

وقال ابن قاضي شهبة بترجمة الأسنوي: « عبد الرحيم بن الحسن بن علي ابن عمر بن عليّ بن إبراهيم، الإمام العلّامة، منقح الألفاظ، محقّق المعاني، ذو التّصانيف المشهورة المفيدة، جمال الدّين، أبو محمّد القرشي الأسنويّ الأمويّ المصري.

ولد بأسنا في رجب سنة أربع وسبعمائة، وقدم القاهرة سنة إحدى وعشرين وسبعمائة، وسمع الحديث واشتغل في أنواع العلوم، وأخذ الفقه عن الزنكلوني والسّنباطي والسبكي وجلال الدّين القزويني والوجيزي وغيرهم، وأخذ النّحو عن أبي حيّان وقرأ عليه التسهيل، قال المذكور في الطبقات: وكنت أبحث على الشّيخ فلان إلى آخر نسبه، ثمّ قال لي لم أُشيّخ أحداً في سنّك وأخذ العلوم العقليّة عن القونوي والتّستري وغيرهما، وانتصب للإقراء والإفادة من سنة سبع وعشرين، ودرس بالأقبغاوية والملكيّة والفارسيّة والفاضليّة، ودرّس التفسير بجامع ابن طولون، وولي وكالة بيت المال ثمّ الحٍسبة ثمّ تركها وعزل من الوكالة، وتصدّى للإشتغال والتصنيف، وصار أحد مشايخ القاهرة المشار إليهم، وشرع في التصنيف بعد الثلاثين.

ذكره تلميذه سراج الدّين بن الملقّن في طبقات الفقهاء وقال: شيخ

____________________

(١). طبقات الشافعية ٢ / ٧٠.

١٩٥

الشافعية ومفتيهم ومصنّفهم ومدرّسهم، ذو الفنون: الأصول والفقه والعربيّة وغير ذلك.

وقال الحافظ وليّ الدّين أبو زرعة في وفياته: اشتغل في العلوم حتّى صار أوحد زمانه وشيخ الشافعيّة في أوانه، وصنّف التصانيف النافعة السّائرة كالمهمّات، وفي ذلك يقول والدي من أبيات:

أبدت مهمّاته إذ ذاك رتبته

إنّ المهمّات فيها يُعرف الرّجل

وتخرّج به خلق كثير، وأكثر علماء الديّار المصريّة طلبته، وكان حسن الشّكل، حسن التصنيف، ليّن الجانب، كثير الإحسان للطّلبة، ملازماً للإفادة والتّصنيف، وأفرد له الوالد ترجمة وحكى عنه فيها كشف ظاهر، توفّي فجأة في جمادى الآخرة سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة، ودفن بتربته بقرب مقابر الصّوفيّة.

ومن تصانيفه: جواهر البحرين في تناقض الخبرين، فرغ منه في سنة خمس وثلاثين، والتنقيح على التّصحيح فرغ منه في سنة سبع وثلاثين، وشرح المنهاج للبيضاوي وهو أحسن شروحه وأنفعها فرغ منه في آخر سنة أربعين، والهداية في أوهام الكفاية فرغ منه سنة ستّ وأربعين، والمهمّات فرغ منها سنة ستّين، والتمهيد فرغ منه سنة ثمان وستّين، وطبقات الفقهاء فرغ منه سنة تسع وستّين، وطراز المحافل في ألغاز المسائل فرغ منه في سنة سبعين. ومن تصانيفه أيضاً: كافي المحتاج في شرح منهاج النووي في ثلاث مجلّدات وصل فيه إلى المساقاة، وهو شرح حسن مفيد منقح أنفع شروح المنهاج، والكوكب الدرّي في تخريج مسائل الفقه على النّحو، وتصحيح التنبيه، والفتاوي الحمويّة. هذه تصانيفه المشهورة.

وله اللّوامع والبوارق والجوامع والفوارق، ومسودّة في الأشباه والنظائر،

١٩٦

وشرح عروض ابن الحاجب، وقطعة من مختصر الشرح الصغير، قيل إنّه وصل فيه إلى البيع، وشرح التنبيه كتب منه نحو مجلّد، وكتاب البحر المحيط كتب منه مُجلّداً »(١) .

وتوجد ترجمة الأسنوي في مصادر مهمّة:

كالدرر الكامنة للحافظ ابن حجر ٢ / ٣٤٥

وحسن المحاضرة للحافظ السيوطي ١ / ٢٤٢

٣ - ابن قاضي شهبة: « محمّد بن طلحة بن محمّد بن الحسن، الشيخ كمال الدين، أبو سالم الطوسي القرشي العدوي النصيبي، صنّف كتاب العقد الفريد، أحد الصّدور والرؤساء المعظّمين، ولد سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة، وتفقّه وشارك في العلوم، وكان فقيهاً بارعاً عارفاً بالمذهب والأصول والخلاف، ترسل عن الملوك وساد وتقدّم، وسمع الحديث، وحدّث ببلاد كثيرة في سنة ثمان وأربعين وستمائة، كتب له التقليد بالوزارة فاعتذر وتنصّل فلم يقبل منه، فتولّاها يومين ثمّ انسلّ خفية، وترك الأموال والموجود، ولبس ثوباً قطنياً وذهب فلم يدر أين ذهب.

وقد نسب إلى الإشتغال بعلم الحروف والأوفاق، وأنّه يستخرج من ذلك أشياء من المغيّبات، وقيل إنّه رجع عنه. قال السيّد عزّ الدين: أفتى وصنّف وكان أحد العلماء المشهورين والرؤساء المذكورين، وتقدّم عند الملوك وترسّل عنهم، ثمّ تزهّد في آخر عمره وترك التقدّم في الدنيا، وأقبل على ما يعنيه، ومضى على سداد وأمر جميل.

توفّي بحلب في رجب سنة ٦٥٢ ودفن بالمقام »(٢) .

____________________

(١). طبقات الشافعية ٣ / ١٣٢.

(٢). طبقات الشافعية ٢ / ١٥٣.

١٩٧

مصادر ترجمة ابن قاضي شهبة

وتوجد ترجمة ابن قاضي شهبة الأسدي المتوفى سنة ٨٥١ قاضي القضاة، صاحب ( طبقات الشافعية ) في المصادر التالية:

١ - الضوء اللامع ١١ / ٢١

٢ - البدر الطالع ١ / ١٦٤

٣ - شذرات الذهب ٧ / ٢٦٩

اعتبار كتاب مطالب السئول

هذا، وقد نقلوا عن كتاب ( مطالب السئول ) واعتمدوا عليه، واصفين مؤلّفه ابن طلحة بالأوصاف الجليلة:

فقد نقل عنه الحافظ الكنجي واصفاً ابن طلحة: « شيخنا حجة الإسلام، شافعي الزمان »(١) .

وقال البدخشاني: « قال الشيخ العالم محمّد بن طلحة الشافعي »(٢) .

وقد أكثر صاحب ( تفسير شاهي ) الّذي هو من التفاسير المشهورة المتداولة بين العلماء في بلاد الهند، من النقل عن ( مطالب السئول ).

____________________

(١). كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب: ٢٣١.

(٢). مفتاح النجا في مناقب آل العبا - مخطوط.

١٩٨

(٢١)

رواية الكنجي الشافعي

ورواه الحافظ الكنجي الشافعي في كتابه ( كفاية الطالب في مناقب علي ابن أبي طالب ) في باب خاصٍّ به حيث قال:

« الباب الثالث والعشرون - في تشبيه النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم علي بن أبي طالب بآدم في علمه، وأنّه شبهه بنوحٍ في حكمته، وشبّهه بإبراهيم خليل الرحمن في حلمه:

أخبرنا أبو الحسن بن المقيّر البغدادي - بدمشق سنة أربع وثلاثين وستمائة - عن المبارك بن الحسن الشهرزوري، أخبرنا أبو القاسم بن البسري، أخبرنا أبو عبدالله العكبري، أخبرنا أبو ذر أحمد بن محمّد الباغندي، حدّثنا أبي، عن مسعر بن يحيى النهدي، حدّثنا شريك، عن أبي إسحاق، عن أبيه، عن ابن عباس قال: بينما رسول الله صلّى الله عليه وسلّم جالس في جماعةٍ من أصحابه، إذ أقبل علي، فلمـّا بصر به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال:

من أراد أنْ ينظر إلى آدم في علمه، وإلى نوح في حكمته، وإلى إبراهيم في حلمه، فلينظر إلى علي بن أبي طالب.

قلت: تشبيهه لعلي بآدم في علمه، لأنّ الله علّم آدم صفة كلّ شيء، ولا حادثة ولا واقعة إلّا وعند علي فيها علم، وله في استنباط معناها فهم.

وشبّهه بنوحٍ في حكمته - وفي رواية: حكمه، وكأنّه أصح - لأنّ عليّاً كان شديداً على الكافرين رؤوفاً بالمؤمنين، كما وصفه الله تعالى في القرآن بقوله:( وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ ) وأخبر الله عزّوجلّ عن جرأة نوح على الكافرين بقوله:( لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً ) وشبّهه في

١٩٩

الحلم بإبراهيم خليل الرحمن، كما وصفه الله عزّوجلّ بقوله:( إِنَّ إِبْراهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ ) .

فكان متخلّقاً بأخلاق الأنبياء، متّصفاً بصفات الأصفياء »(١) .

الكنجي وكتابه

« والكنجي » أبو عبدالله محمّد بن يوسف الشافعي، إمام حافظ كبير، وكتابه المذكور كتاب معتمد مشهور، فقد جاء في كتاب ( الفصول المهمّة في معرفة الأئمّة ) لابن الصبّاغ المالكي: «ومن كتاب كفاية الطالب في مناقب علي ابن أبي طالب، تأليف الإمام الحافظ أبي عبدالله محمّد بن يوسف الكنجي الشّافعي »(٢) .

وذكر الكاتب الحلبي كتاب الكنجي بقوله: « كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب، للشيخ الحافظ أبي عبدالله محمّد بن يوسف بن محمّد الكنجي الشافعي، المتوفى سنة ٦٥٨ »(٣) .

وقد اعتمد على الكتاب المذكور عبدالله بن محمّد المطيري في ( الرياض الزاهرة ).

والكاتب الجلبي الذي وصف الكنجي بما عرفت، من علماء أهل السنّة، توفي سنة ١٠٦٧، وقد اعتمد العلماء على ما ذكره في كتابه ( كشف الظنون ) كالعلامة غلام علي آزاد البلجرامي في ( سبحة المرجان ) والعلّامة حيدر علي الفيض آبادي في ( منتهى الكلام ) وغيرهما.

____________________

(١). كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب: ١٢١.

(٢). الفصول المهمّة في معرفة الأئمّة: ١٢٧.

(٣). كشف الظنون ٢ / ١٤٩٧.

٢٠٠

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

الكوفي، نا زيد بن الحسين، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله قال: رأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حجته يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب، فسمعته يقول: أيها الناس انّي تارك فيكم ما ان أخذتم به لن تضلوا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي. وفي الباب عن أبي ذر وابى سعيد وزيد بن أرقم وحذيفة بن أسيد. هذا حديث غريب حسن من هذا الوجه، وزيد بن الحسن قد روى عنه سعيد بن سليمان وغير واحد من اهل العلم ».

كما يظهر من ( نوادر الأصول ) للحكيم الترمذي روايته هذا الحديث الثقلين الشريف.

*(٣٢)*

رواية ابى محمد عبد بن حميد الكسى

روى حديث الثقلين في ( مسنده ) حيث قال: « أخبرنا جعفر بن عون أنا أبو حيان التيمي عن يزيد بن حبّان قال: سمعت زيد بن أرقم يقول: قام فينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال: أمّا بعد: أيّها الناس فإنّما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيبه، وإنّي تارك فيكم الثقلين، أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فتمسّكوا بكتاب الله وخذوا به، فحثّ على كتاب الله ورغّب فيه. ثمّ قال: وأهل بيتي، أذكّركم الله في أهل بيتي - ثلاث مرّات - فقال حصين: يا زيد ومن أهل بيته؟ »(١) .

و قال الحافظ السيوطي: « الحديث السابع: اخرج عبد بن حميد في مسنده عن زيد بن ثابت قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انّي تارك ما ان تمسكتم به لن تضلوا، كتاب الله وعترتي اهل بيتي، وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض »(٢) .

____________________

(١). المنتخب من مسند عبد بن حميد: ٢٦٥.

(٢). احياء الميت بذكر فضائل أهل البيت: ١٢.

٢٨١

وقال نور الدين السمهودي ما نصه: « عن زيد بن ثابت قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انّي تارك فيكم خليفتين، كتاب الله عز وجل حبل ممدود ما بين السماء والأرض أو ما بين السماء الى الأرض وعترتي أهل بيتي، وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. أخرجه احمد في مسنده، وعبد ابن حميد بسند جيد ولفظه: انّي تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا، كتاب الله عز وجل وعترتي اهل بيتي، وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض »(١) .

ومثله قال الشيخاني القادري في [ الصراط السوي ] والميرزا محمد خان البدخشي في [ مفتاح النجا - مخطوط ] في ذكر طرق الحديث.

هذا وقد روى عبد بن حميد هذا الحديث عن زيد بن أرقم أيضا، فقد قال الحافظ السيوطي ما نصه: « أما بعد، الا أيها الناس فإنما انا بشر يوشك أن يأتي رسول ربى فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين، أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور من استمسك به وأخذ به كان على الهدى، ومن أخطأه ضل، فخذوا بكتاب الله تعالى واستمسكوا به، وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي ( حم ) وعبد بن حميد ( م ) عن زيد بن أرقم »(٢) .

وقد ذكر الملا علي المتقى رواية عبد بن حميد لحديث الثقلين هذا في ( كنز العمال ).

ترجمته:

١ - المقدسي : « عبد بن حميد بن نصر، ابو حميد الكسي، وكان اسمه عبد الحميد في الأصل، سمع عثمان بن عمر عند البخاري، وابا عاصم

____________________

(١). جواهر العقدين - مخطوط.

(٢). الجامع الصغير - بشرح المناوى ٢ / ١٧٤ - ١٧٥.

٢٨٢

وعبد الرزاق ويعقوب بن ابراهيم وأبا عامر العقدى وجعفر بن عون ويونس المؤدب وابا نعيم وسعيد بن عامر واحمد بن إسحاق وعمر بن يونس والحسن بن موسى روى عنه مسلم واكثر. وقال البخاري: وقال عبد الحميد [ عبد ابن حميد ] ذكره بغير سماع »(١) .

٢ - السمعاني : « الكسي بكسر الكاف وتشديد السين المهملة، هذه النسبة الى بلدة بما وراء النهر يقال لها كس، غير أن المشهور كش بفتح الكاف والشين المنقوطة، ويعرف بنخشب. والمعروف من هذه البلدة: ابو محمد عبد الحميد بن حميد بن نصر الكسي، وهو المعروف بعبد بن حميد، امام جليل القدر، ممن جمع وصنف وكانت اليه الرحلة من أقطار الأرض، مات في شهر رمضان ٢٤٩ »(٢) .

٣ - الميرزا محمد البدخشانى مثله(٣) .

٤ - عبد الغنى المقدسي : « وروى عنه مسلم فأكثر، وقال البخاري في حنين الجذع، وزاد عبد الحميد عن عثمان بن عمر، قيل انه عبد بن حميد، روى عنه الترمذي »(٤) .

٥ - الذهبي : « عبد بن حميد بن نصر، الامام الحافظ ابو محمد الكسي، مصنف المسند الكبير والتفسير وغير ذلك وكان من الأئمة الثقات، وقع المنتخب من مسنده لنا ولصغار أولادنا بعلو، مات سنة ٢٤٩ »(٥) .

٦ - الذهبي أيضا في ( الكاشف ٢ / ٢٢٢ ) و ( العبر ١ / ٤٥٤ ) بنحو ما مر.

____________________

(١). أسماء رجال الصحيحين ١ / ٣٣٧ - ٣٣٨.

(٢). الأنساب - الكسى.

(٣). تراجم الحفاظ - مخطوط.

(٤). الكمال - مخطوط.

(٥). تذكرة الحفاظ ٢ / ٥٣٤.

٢٨٣

٧ - اليافعي: « عبد الحميد الحافظ، أبو محمد، صاحب المسند والتفسير »(١) .

٨ - ابن حجر العسقلاني: « قال البخاري في دلائل النبوة عقيب حديث ابن عمر: شيخ ثقة، قال عبد الحميد، حدثنا عثمان بن عمر حدثنا معاذ بن العلاء، عن نافع هذا، فقيل انه عبد بن حميد هذا. وقال ابو حاتم بن حبان في الثقات: عبد الحميد بن حميد بن نصر الكشي، وهو الذي يقال له عبد بن حميد، كان ممن جمع وصنف »(٢) .

٩ - ابن حجر أيضا: « ثقة حافظ من الحادية عشرة »(٣) .

١٠ - وترجم لهالجلال السيوطي معبرا عنه ب- ( الحافظ ) ومترجما له بنحو ما مر(٤) .

*(٣٣)*

رواية عباد بن يعقوب الرواجني الأسدي

قال الحافظ الطبراني ما نصه: « حدثنا الحسن بن محمد بن مصعب الاشناني الكوفي، حدثنا عباد بن يعقوب الأسدي، حدثنا عبد الرحمن المسعودي عن كثير النواء، عن عطية العوفي، عن ابى سعيد الخدري قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انّي تارك فيكم الثقلين، أحدهما اكبر من الآخر: كتاب الله عز وجل حبل ممدود من السماء الى الأرض، وعترتي أهل بيتي، وانهما لن يتفرقا [ يفترقا ] حتى يردا علي الحوض. لم يروه عن كثير النواء الا المسعودي »(٥) .

____________________

(١). مرآة الجنان ٢ / ١٥٥.

(٢). تهذيب التهذيب ٦ / ٤٥٥.

(٣). تقريب التهذيب ١ / ٥٢٩.

(٤). طبقات الحفاظ: ٢٣٤.

(٥). المعجم الصغير ١ / ١٣١.

٢٨٤

*(٣٤)*

رواية نصر بن على بن نصر بن على الجهضمي

فقد قال الحكيم الترمذي ما نصه: « حدثنا نصر بن علي، قال حدثنا زيد بن الحسن، قال حدثنا معروف بن خربوذ المكي، عن ابى الطفيل عامر ابن واثلة، عن حذيفة بن أسيد الغفاري، قال: لما صدر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من حجة الوداع خطب فقال: أيها الناس انه قد نبأنى اللطيف الخبير انه لن يعمر نبي إلا مثل نصف عمر الذي يليه من قبل، واني أظن أن يوشك أن أدعى فأجيب، واني فرطكم على الحوض، واني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين، فانظروا كيف تخلفوني فيهما: الثقل الأكبر كتاب الله سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم، فاستمسكوا ولا تضلوا ولا تبدلوا، وعترتي أهل بيتي، فاني قد نبأنى اللطيف الخبير انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض »(١) .

ترجمته:

١ - المقدسي : « نصر بن علي بن نصر بن علي الجهضمي الأزدي البصري يكنى أبا عمرو، والد علي، سمع أباه وعبد الاعلى وأبا احمد الزبيري عندهما وغير واحد، روى عنه البخاري ومسلم. قال ابو العباس السراج: مات سنة ٢٥٠ [ بالبصرة ]، وقال البخاري: في شهر ربيع الاول [ الآخر ] من هذه السنة »(٢) .

٢ - السمعاني : « قاضي البصرة، من العلماء المتقنين، كان ثقة ثبتا حجة »(٣) .

____________________

(١). نوادر الأصول: ٦٨ - ٦٩.

(٢). أسماء رجال الصحيحين ٢ / ٥٣١.

(٣). الأنساب - الجهضمي.

٢٨٥

٣ - الذهبي : « كان أحد الحفاظ والأئمة بالبصرة. قال عبد الله بن احمد: سألت ابى عنه فرضيه وقال ما به بأس. وقال ابو حاتم: هو أحب الي من الفلاس وأوثق وأحفظ. وقال ابن خراش وغيره: ثقة. وقال آخر: كان من نبلاء الناس »(١) .

٤ - الذهبي : « الحافظ العلامة قال احمد: ما به بأس. وقال ابو حاتم: هو أحب الي من الفلاس وأحفظ وأوثق. وقال النسائي: ثقة »(٢) .

٥ - الذهبي أيضا: « الحافظ أحد أوعية العلم »(٣) .

٦ - اليافعي كذلك(٤) .

٧ - السيوطي : « روى عن أبيه وابن عيينة ويزيد بن زريع وخلق، وعنه الأئمة الستة وأبو حاتم وخلق، مات سنة ٢٥٠ »(٥) .

*(٣٥)*

رواية محمد بن المثنى العنزي

بعلم روايته لحديث الثقلين من عبارة ( الخصائص ) للنسائي الآتية.

ترجمته:

١ - المقدسي : « محمد بن المثنى بن عبد قيس ابو موسى العنزي، يعرف بالزمن، من اهل البصرة، سمع ابن عيينة وغندرا وجماعة عندهما. روى عنه البخاري ومسلم واكثرا عنه »(٦) .

____________________

(١). تذهيب التهذيب - مخطوط.

(٢). تذكرة الحفاظ ٢ / ٥١٩.

(٣). العبر ١ / ٤٥٧.

(٤). مرآة الجنان ٢ / ١٥٦.

(٥). طبقات الحفاظ: ٢٢٧.

(٦). أسماء رجال الصحيحين ١ / ٤٥١.

٢٨٦

٢ - السمعاني : « روى عنه البخاري ومسلم وابو داود وابو عيسى والنسائي، كان من الثقات »(١) .

٣ - المزي : « قال محمد بن يحيى النيسابوري: حجة، وقال صالح بن محمد الحافظ: صدوق اللهجة وكان في عقله شيء وكنت أقدمه على بندار. وقال (س): لا بأس به كان يغير في كتابه. وذكره ابن حبان في ( الثقات ) وقال: كان صاحب كتاب لا يقرأ الا من كتابه »(٢) .

٤ - الذهبي : « قال يحيى بن محمد الذهلي: حجة. وقال ابو حاتم: صدوق وقال ابن خراش: كان من الإثبات، وقال الخطيب: كان صدوقا ورعا فاضلا ثقة قدم بغداد وحدث بها »(٣) .

٥ - الذهبي أيضا في [ تذكرة الحفاظ ٢ / ٥١٢ ] و [ العبر ٢ / ٤ ].

٦ - وفي ( الكاشف ) : « ثقة، ورع »(٤) .

٧ - العسقلاني : « ثقة ثبت، من العاشرة »(٥) .

٨ - السيوطي بنحو ما تقدم(٦) .

*(٣٦)*

رواية ابى محمد الدارمي

روى الحديث في ( سننه ) حيث قال:

« حدّثنا جعفر بن عون ثنا أبو حيان عن يزيد بن حيان عن زيد بن أرقم قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوما خطيبا، فحمد الله وأثنى

____________________

(١). الأنساب - العنزي.

(٢). تذهيب الكمال - مخطوط.

(٣). تذهيب التهذيب - مخطوط.

(٤). الكاشف ٣ / ٩٣.

(٥). تقريب التهذيب ٢ / ٢٠٤.

(٦). طبقات الحفاظ: ٢٢٢.

٢٨٧

عليه ثمّ قال: يا أيّها الناس، إنّما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيبه، وإنّي تارك فيكم الثقلين، أوّلهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فتمسّكوا بكتاب الله وخذوا به. فحثّ عليه ورغّب فيه. ثمّ قال: وأهل بيتي، أذكّركم الله في أهل بيتي. ثلاث مرات »(١) .

ولقد قال السخاوي بعد أن أورد حديث الثقلين عن صحيح مسلم: « وفي لفظ: قيل لزيدرضي‌الله‌عنه : من اهل بيته: نساؤه؟ فقال: لا ايم الله ان المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع الى أمها. وفي رواية غيره: الى أبيها وأمها. اهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده.

أخرجه مسلم أيضا وكذا النسائي باللفظ الاول، وأحمد، والدارمي في مسنديهما وابن خزيمة في صحيحه وآخرون كلهم من حديث ابى حيان التيمي يحيى بن سعيد بن حيان عن يزيد بن حيان »(٢) .

ترجمته:

١ - المقدسي : « عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي السمرقندي، يكنى ابا محمد، سمع ابا اليمان الحكم بن نافع، ويحيى بن حسان، ومحمد بن عبد الله الرقاشي ومروان، ومحمدا وأبا المغيرة، وعبد الله بن جعفر الرقى، وحجاج بن منهال، والفريابي، وابا نعيم، وعفان، وأبا علي عبد [ عبيد ] الله الحنفي، وأبا معمر [ و ] عبد الله بن عمر المقري، وأبا الوليد الطيالسي، ومحمد ابن المبارك، ومسلم بن ابراهيم، ومحمد بن كثير، وحبان بن هلال، وموسى ابن خالد ختن الفريابي. روى عنه مسلم »(٣) .

٢ - السمعاني : « احد الرحالين في الحديث، والموصوفين بجمعه

____________________

(١). سنن الدارمي ٢ / ٤٣١.

(٢). استجلاب ارتقاء الغرف - مخطوط.

(٣). اسماء رجال الصحيحين ١ / ٢٧٠.

٢٨٨

وحفظه والإتقان له، مع الثقة والصدق والورع والزهد. واستقضي على سمرقند فأبى فألح عليه السلطان حتى يقلده [ تقلده ] وقضى قضية واحدة ثم استعفى فأعفي، وكان على غاية العقل وفي نهاية الفضل، يضرب به المثل في الديانة والحلم والرزانة والاجتهاد والعبادة والتقلل والزهادة، وصنف ( المسند ) و ( التفسير ) و ( الجامع ) »(١) .

٣ - عبد الغنى المقدسي بنحو ما تقدم(٢) .

٤ - المزي : « وسأل انسان احمد عن أبى المنذر، فقال: لا أعرفه، قد طالت غيبة إخواننا عنا لكن اين أنت عن عبد الله بن عبد الرحمن؟ عليك بذاك السيد، عليك بذاك السيد، عليك بذاك السيد، فقال عثمان بن ابى شيبة: أمره ظاهر من الصبر والحفظ وصيانة النفس عافاه الله.

وقال بندار: حفّاظ الدنيا أربعة: ابو زرعة بالري، ومسلم بن الحجاج بنيسابور، وعبد الله بن عبد الرحمن بسمرقند، ومحمد بن اسماعيل ببخارى.

وقال ابو حاتم بن حبان: كان من الحفاظ المتقنين واهل الورع في الدين، ممن حفظ وجمع وتفقه وصنف وحدث، واظهر السنة في بلده ودعا إليها وذب عن حريمها وقمع من خالفها »(٣) .

٥ - الذهبي : « الدارمي - الامام الحافظ شيخ الإسلام بسمرقند صاحب المسند العالي الذي في طبقته منتخب مسند عبد بن حميد »(٤) .

____________________

(١). الأنساب - الدارمي.

(٢). الكمال - مخطوط.

(٣). تهذيب الكمال - مخطوط.

(٤). تذكرة الحفاظ ٢ / ٥٣٥.

٢٨٩

٦ - الذهبي أيضا: « قال ابو حاتم: هو امام اهل زمانه »(١) .

٧ - في ( العبر ٢ / ٨ ) نحوه.

٨ - اليافعي ( مرآة الجنان ٢ / ١٦١ ).

٩ - ولى الدين الخطيب ( اسماء رجال المشكاة ) بنحو ما تقدم.

١٠ - العسقلاني ( تهذيب التهذيب ٥ / ٢٩٤ ).

١١ - العسقلاني أيضا : « الحافظ صاحب المسند، ثقة فاضل متقن من الحادية عشر »(٢) .

١٢ - السيوطي ( طبقات الحفاظ ) والداودي ( طبقات المفسرين ١ / ٢٣٥ ) الملا على القاري ( المرقاة ١ / ٢٣ ) بنحو ما تقدم.

*(٣٧)*

رواية على بن المنذر الطريقي

تتضح روايته لحديث الثقلين من مراجعة عبارة ( صحيح الترمذي ) في رواية الأعمش المتقدمة، ومن رواية ابن الأثير في ( اسد الغابة ).

ترجمته:

١ - السمعاني ( الأنساب - الطريقي ).

٢ - المزي : « قال ابن ابى حاتم: سمعت منه مع ابى، وهو صدوق ثقة، وسئل ابى عنه فقال: حج خمسا وخمسين حجة ومحله الصدق، وذكره ابن حبان في ( الثقات ) وقال ابن نمير: ثقة صدوق »(٣) .

____________________

(١). الكاشف ١ / ١٠٣.

(٢). تقريب التهذيب ١ / ٤٢٩.

(٣). تهذيب الكمال - مخطوط.

٢٩٠

٣ - الذهبي : « قال (س): شيعى محض، ثقة مات ٢٥٦ )(١) .

٤ - ولى الدين الخطيب ( اسماء رجال المشكاة ) بنحو ما تقدم.

٥ - العسقلاني : « صدوق يتشيع، من العاشرة »(٢) .

٦ - الشيخ عبد الحق الدهلوي ( أسماء رجال المشكاة ) بنحو ما تقدم.

*(٣٨)*

رواية مسلم بن الحجاج القشيري

لقد أورد حديث الثقلين بطرق عديدة، وأسانيد كثيرة، فقال:

« حدثني زهير بن حرب، وشجاع بن مخلد جميعا عن ابن علية، قال زهير: حدثنا اسماعيل بن ابراهيم، حدثني ابو حيان، حدثني يزيد بن حيان، قال: انطلقت انا وحصين بن سبرة وعمر [ و ] بن مسلم الى زيد بن أرقم، فلما جلسنا اليه قال له حصين: لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا، رأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وسمعت حديثه وغزوت معه وصليت خلفه، لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا، حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

قال: يا ابن أخي والله لقد كبرت سنى وقدم عهدي ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فما حدثتكم فاقبلوه [ فاقبلوا ] ومالا فلا تكلفونيه.

ثم قال: قام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوما فينا خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر، ثم قال: اما بعد، الا يا ايها الناس، فإنما انا بشر يوشك ان يأتى رسول ربى فأجيب، وانا تارك فيكم ثقلين، أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا

____________________

(١). الكاشف ٢ / ٢٩٦.

(٢). تقريب التهذيب ٢ / ٤٤.

٢٩١

به، فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال: واهل بيتي، أذكركم الله في اهل بيتي، أذكركم الله في اهل بيتي، أذكركم الله في اهل بيتي. فقال له حصين: ومن اهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من اهل بيته؟ فقال: نساؤه من اهل بيته ولكن اهل بيته من حرم الصدقة بعده. قال: ومن هم؟ قال: هم آل علي، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل عباس. قال: كل هؤلاء حرم الصدقة؟ قال: نعم.

حدثنا ابو بكر بن ابى شيبة، ثنا: محمد بن فضيل ( ح ) وحدثنا إسحاق ابن ابراهيم، أنا جرير، كلاهما عن ابى حيان بهذا الاسناد نحو حديث اسماعيل وزاد في حديث جرير: كتاب الله فيه الهدى والنور من استمسك به وأخذ به كان على الهدى ومن أخطأه ضل.

حدثنا محمد بن بكار بن الريان، ثنا حسان، يعنى ابن ابراهيم، عن سعيد وهو ابن مسروق، عن يزيد بن حيان، عن زيد بن أرقم، قال: دخلنا عليه فقلنا له: لقد رأيت خيرا، لقد صاحبت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وصليت خلفه. وساق الحديث بنحو حديث أبى حيان، غير انه قال: ألا وإنّي تارك فيكم الثقلين [ ثقلين ] أحدهما كتاب الله هو حبل الله من اتبعه كان على الهدى ومن تركه كان على الضلالة. وفيه: فقلنا: من اهل بيته؟ نساؤه؟ قال: لا، [ و ] ايم الله ان المرأة تكون من الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع الى أبيها وقومها. اهل بيته: أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده »(١) .

ترجمته:

١ - ابن خلكان : « أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري، صاحب ( الصحيح ) احد الأئمة الحفاظ واعلام المحدثين، رحل

____________________

(١). صحيح مسلم ٢ / ٢٣٧ - ٢٣٨.

٢٩٢

الى الحجاز والعراق والشام ومصر، وسمع يحيى بن يحيى النيسابوري، واحمد ابن حنبل، وإسحاق ابن راهويه، وعبد الله بن مسلمة القعنبي وغيرهم. وقدم بغداد غير مرة فروى عنه أهلها وآخر قدومه إليها في سنة ٢٥٩. وروى عنه الترمذي، وكان من الثقات.

وقال محمد الماسرخسي: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: صنفت هذا المسند الصحيح من ثلاثمائة ألف حديث مسموعة، وقال الحافظ ابو علي النيسابوري ما تحت أديم السماء أصح من كتاب مسلم في علم الحديث. وقال الخطيب البغدادي كان مسلم يناضل عن البخاري حتى أوحش ما بينه وبين محمد بن يحيى الذهلي بسببه.

وقال ابو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ: لما استوطن البخاري نيسابور اكثر مسلم من الاختلاف اليه فلما وقع بين محمد بن يحيى والبخاري ما وقع في مسألة اللفظ ونادى عليه ومنع الناس من الاختلاف اليه حتى هجر وخرج من نيسابور في تلك المحنة قطعه اكثر الناس غير مسلم فانه لم يتخلف عن زيارته فأنهي الى محمد بن يحيى ان مسلم بن الحجاج على مذهبه قديما وحديثا وانه عوتب على ذلك بالحجاز والعراق ولم يرجع عنه. فلما كان يوم مجلس محمد بن يحيى قال في آخر مجلسه: ألا من قال باللفظ فلا يحل له ان يحضر مجلسنا فأخذ مسلم الرداء فوق عمامته وقام على رءوس الناس وخرج من مجلسه وجمع كل ما كتب منه وبعث به على ظهر حمال الى باب محمد بن يحيى فاستحكمت بذلك الوحشة وتخلف عنه وعن زيارته »(١) .

٢ - الذهبي : « قال ابو عمرو حمدان: سألت ابن عقدة: أيهما احفظ، البخاري او مسلم؟ فقال: كان محمد عالما ومسلم عالما. فأعدت عليه مرارا، فقال: يقع لمحمد الغلط في اهل الشام وذلك لأنه أخذ كتبهم ونظر فيها فربما ذكر الرجل بكنيته ويذكره في موضع آخر يظنهما اثنين. واما مسلم فقل ما

____________________

(١). وفيات الأعيان ٤ / ٢٨٠.

٢٩٣

يوجد له غلط في العلل لأنه كتب المسانيد ولم يكتب المقاطيع ولا المراسيل »(١) .

٣ - وفي ( الكاشف ٣ / ١٤٠ ) و ( العبر ١ / ٢٣ ) كذلك.

٤ - اليافعي . ثم ذكر المقارنة التالية: « وقد اختلف أئمة الحديث المتأخرون في تفضيل الصحيحين، فالأكثرون منهم فضلوا صحيح البخاري على صحيح مسلم وبعضهم فضلوا صحيح مسلم، حتى قال ابو علي النيسابوري ما تحت أديم السماء أصح من كتاب مسلم في علم الحديث. قلت: والمعروف ان كتاب البخاري افقه وكتاب مسلم احسن سياقا للروايات »(٢) .

٥ - ابن الوردي ( تتمة المختصر في اخبار البشر ١ / ٣٢٧ ).

٦ - الملا على القاري ( المرقاة ١ / ١٦ - ١٧ ).

٧ - الشيخ عبد الحق الدهلوي ( اسماء رجال المشكاة ): « احد الأئمة الحفاظ من المتقنين المبرزين وأستاذ علماء الحديث وقدوتهم وعمدتهم، رحل في طلب الحديث الى اقطار العالم وأكنافه وأمصار الإسلام ».

*(٣٩)*

رواية ابن ماجة القزويني

ذكر الكنجي بعد روايته لحديث الثقلين بسنده ما يلي: « أخرجه مسلم في صحيحه كما أخرجناه، ورواه ابو داود وابن ماجة القزويني في كتابيهما »(٣) .

____________________

(١). تذكرة الحفاظ ٢ / ٥٨٨ - ٥٩٠.

(٢). مرآة الجنان ٢ / ١٧٤.

(٣). كفاية الطالب: ٥٣.

٢٩٤

ترجمته:

في ( وفيات الأعيان ٣ / ٤٠٧ ) و ( تهذيب الكمال - مخطوط ) و ( اسماء رجال المشكاة ٣ / ٨٠٤ ) و ( تذكرة الحفاظ ٢ / ٦٣٦ ) و ( سير اعلام النبلاء ١٣ / ٢٧٧ ) و ( العبر في خبر من غير ٢ / ٥١ ) و ( الكاشف ٣ / ١١٠ ) و ( مرآة الجنان ٣ / ١٨٨ ) و ( المختصر في اخبار البشر ٢ / ٥٤ ) و ( تتمة المختصر ١ / ٣٣٢ ) و ( تهذيب التهذيب ٩ / ٥٣٠ ) و ( تقريب التهذيب ٢ / ٢٢٠ ) و ( طبقات الحفاظ ٢٧٨ ) وغيرها من كتب الرجال والسير.

وهنا نكتفي بترجمته عن ابن خلكان، فانه قال: « ابو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجة الربعي بالولاء، القزويني، الحافظ المشهور، مصنف كتاب ( السنن ) في الحديث، كان اماما في الحديث عارفا بعلومه وجميع ما يتعلق به، ارتحل الى العراق والبصرة والكوفة وبغداد ومكة وشام ومصر والري لكتب الحديث، وله تفسير القرآن وتاريخ مليح. وكتابه في الحديث احد الصحاح الستة ».

*(٤٠)*

رواية ابى داود السجستاني

لقد ظهر لك روايته لحديث الثقلين من عبارة الحافظ الكنجي المتقدمة، كما يظهر ذلك ايضا من كلام سبط ابن الجوزي حيث يقول: « وقد أخرجه ابو داود في سننه، والترمذي وعامة المحدثين، وذكره رزين في الجمع بين الصحاح »(١) .

ترجمته:

١ - السمعاني : « أحد أئمة الدنيا فقها وعلما وحفظا ونسكا وورعا

____________________

(١). تذكرة خواص الامة: ٣٢٢.

٢٩٥

واتقانا ممن جمع وصنف وذب عن السنن وقمع من خالفها وانتحل ضدها، توفى بالبصرة في شوال ٢٧٥ »(١) .

٢ - ابن خلكان : « قال ابراهيم الحربي لما صنف ابو داود كتاب السنن: ألين لابي داود الحديث كما ألين لداود الحديد، وكان يقول: كتبت عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خمس مائة ألف حديث انتخبت منها ما ضمنته هذا الكتاب، يعني ( السنن ) جمعت فيه أربعة آلاف وثمان مائة حديث ذكرت الصحيح وما يشبهه ويقاربه. ويكفي الإنسان لدينه من ذلك أربعة أحاديث: أحدها قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( انما الاعمال بالنيات ) والثاني قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ( من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه ) والثالث قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ( لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يرضى لأخيه ما يرضاه لنفسه ) والرابع قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ( الحلال بين والحرام بين، وبين ذلك أمور مشتبهات ) »(٢) .

٣ - المزي في ( تهذيب الكمال ) بنحو ما تقدم.

٤ - الذهبي : « ابو داود الامام الثبت سيد الحفاظ »(٣) .

٥ - وايضا: « ثبت حجة امام عامل، مات في شوال ٢٧٥ »(٤) .

٦ - وفي ( العبر ): « وكان رأسا في الفقه، ذا جلالة وحرمة وصلاح وورع حتى كان يشبه بشيخه الامام احمد بن حنبل »(٥) .

٧ - اليافعي ( مرآة الجنان ٢ / ١٨٩ ).

٨ - السبكى : « وقال احمد بن محمد بن ياسين الهروي في تاريخ هراة: ابو داود كان أحد حفاظ الإسلام لحديث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعلله وسنده، في أعلى درجة النسك والعفاف والصلاح والورع من فرسان

____________________

(١). الأنساب - السجستاني.

(٢). وفيات الأعيان ٢ / ١٣٨.

(٣). تذكرة الحفاظ ٢ / ٥٩١.

(٤). الكاشف ١ / ٣٩٠.

(٥). العبر ٢ / ٥٤.

٢٩٦

الحديث. وقال الحاكم ابو عبد الله: ابو داود امام أهل الحديث في عصره بلا مدافعة. وقال ابو بكر الخلال: ابو داود الامام المقدم في زمانه، لم يسبق الى معرفته بتخريج العلوم وبصره بمواضعه، رجل ورع مقدم.

وقال الخطابي: حدثني عبد الله بن محمد المسكي، حدثني أبو بكر بن جابر خادم أبي داود قال: كنت مع أبي داود ببغداد فصليت المغرب فجاء الأمير أبو أحمد الموفق فدخل، فأقبل عليه ابو داود وقال: ما جاء بالأمير في مثل هذا الوقت؟ فقال: خلال ثلاث. قال: وما هي؟ قال: تنتقل الى البصرة فتتخذها وطنا لترحل إليك طلبة العلم فتعمر بك فإنها قد خربت وانقطع عنها الناس لما جرى عليها من محنة الزنج. قال: هذه واحدة. قال: وتروى لاولادى ( السنن ) فقال: نعم، هات الثالث؟ قال: وتفرد لهم مجلسا فان اولاد الخلفاء لا يقعدون مع العامة. قال: اما هذه فلا سبيل إليها لان الناس في العلم سواء: قال ابن جابر: فكانوا يحضرون ويقعدون وبينهم وبين العامة ستر »(١) .

٩ - القاري : « قال الخطابي شارحه: لم يصنف في علم الدين مثله، وهو أحسن وضعا واكثر فقها من الصحيحين. وقال ابو داود: ما ذكرت فيه حديثا اجمع الناس على تركه. وقال ابن الاعرابي: من عنده القرآن وكتاب أبي داود لم يحتج معهما الى شيء من العلم البتة، وقال الناجي: كتاب الله أصل الإسلام وكتاب ابى داود عيد الإسلام.

ومن ثم صرح حجة الإسلام الغزالي باكتفاء المجتهد به في الأحاديث، وتبعه أئمة الشافعية على ذلك »(٢) .

١٠ - عبد الحق الدهلوي ( اسماء رجال المشكاة ) بنحو ما تقدم.

١١ - الثعالبي : ( مقاليد الأسانيد ) « هو الامام الأوحد الحجة الحافظ

____________________

(١). طبقات الشافعية ٢ / ٢٩٥.

(٢). المرقاة في شرح المشكاة ١ / ٢٢.

٢٩٧

النقاد سليمان بن الأشعث بن إسحاق وكان اليه المنتهى في الحفظ والإتقان وكان في الدرجة العالية من النسك والعفاف والصلاح والورع ».

*(٤١)*

رواية عبد الملك بن محمد بن عبد الله الرقاشي البصري

تظهر روايته لحديث الثقلين من عبارة الحاكم في ( المستدرك ) الآتية.

ترجمته:

١ - السمعاني : « أبو محمد عبد الملك بن محمد بن عبد الله الرقاشي كان يكنى ابا محمد فكني بأبي قلابة، وغلبت عليه. سمع أباه ويزيد بن هارون وعبد الله بن بكر السهيمي، وابا داود الطيالسي، وعبد الصمد بن عبد الوارث، وروح بن عبادة، وبشر بن عمر الزهراني، وأبا عامر العقدي، واشهل بن حاتم، وحجاج بن منهال، والقعنبي، ومعلى بن اسد.

روى عنه محمد بن إسحاق الصغاني، ويحيى بن محمد بن صاعد، والقاضي المحاملي، ومحمد بن مخلد، وأبو أحمد بكر بن محمد بن حمدان الصيرفي المروزي، وابو عمرو بن السماك، وابو بكر احمد بن سلمان النجاد، وابو سهل ابن زياد القطان وجماعة آخرهم: ابو بكر محمد بن عبد الله الشافعي

كان مذكورا بالصلاح والخير وكان سمج الوجه. وقال الدارقطني: هو صدوق كثير الخطأ في الأسانيد والمتون »(١) .

٢ - عبد الغنى المقدسي : « ذكره ابن حبان في الثقات فقال: كان يحفظ اكثر حديثه، ويقال: انه حدث من حفظ ستين ألف حديث. وقال

____________________

(١). الأنساب - الرقاشي.

٢٩٨

ابو داود السجستاني: رجل صدوق أمين مأمون »(١) .

٣ - المزي ( تهذيب الكمال ) بنحو ما مر.

٤ - الذهبي ( تذكرة الحفاظ ٢ / ٥٨٠ ) بمثل ذلك.

٥ - وأيضا في ( العبر ٢ / ٥٦ ).

٦ - وفي ( دول الإسلام حوادث سنة ٢٧٦ ).

٧ - اليافعي ( مرآة الجنان ٢ / ١٩٠ ).

٨ - السيوطي ( طبقات الحفاظ ٢٥٨ ).

*(٤٢)*

رواية ابن أبى العوام التميمي

لقد اثبت روايته لحديث الثقلين ابن المغازلي في ( المناقب ) فليراجع.

ترجمته:

السمعاني: « أبو بكر محمد بن احمد بن ابى العوام بن يزيد بن دينار الرياحي التميمي، من أهل بغداد. سمع يزيد بن هارون، وعبد الوهاب بن عطاء، وقريش بن انس، وابا عامر العقدى، وعبد العزيز بن أبان القرشي وغيرهم.

روى عنه القاضي ابو عبد الله المحاملي، وابو العباس ابن عقدة الكوفي، واسماعيل بن محمد الصفار، ومحمد بن عمرو الرزاز، وابو عمرو بن السماك، واحمد بن سلمان النجاد، واحمد بن عثمان بن يحيى الأدمي، وابو بكر الشافعي، ومحمد بن جعفر بن الهيثم وهو آخر من حدث عنه. وقال ابو الحسن الدارقطني: هو صدوق، ومات في شهر رمضان سنة ٢٧٦ »(٢) .

____________________

(١). الكمال - مخطوط.

(٢). الأنساب - الرياحي.

٢٩٩

*(٤٣)*

رواية محمد بن عيسى الترمذي

لقد أورد حديث الثقلين بالسند الآتي: « حدثنا نصر بن عبد الرحمن الكوفي، ثنا: زيد بن الحسن، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله، قال: رأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حجته يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب فسمعته يقول: يا ايها الناس، اني تركت فيكم ما ان أخذتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي اهل بيتي.

وفي الباب عن أبى ذر، وأبى سعيد، وزيد بن أرقم، وحذيفة بن أسيد. هذا حديث حسن من هذا الوجه، وزيد بن الحسن قد روى عنه سعيد بن سليمان وغير واحد من اهل العلم »(١) .

و قد روى هذا الحديث بسند آخر فقال: « حدثنا علي بن المنذر الكوفي، ثنا: محمد بن فضيل، ثنا: الأعمش، عن عطية، عن ابى سعيد، والأعمش، عن حبيب بن أبى ثابت، عن زيد بن أرقم، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انّي تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الأرض، وعترتي اهل بيتي ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما. هذا حديث حسن غريب »(٢) .

ترجمته:

في كافة معاجم التراجم، وهو احد ارباب الصحاح الستة المعول عليهم في الحديث فهو غني عن الاشارة الى فضله وبيان منزلته عند القوم.

____________________

(١). صحيح الترمذي ٢ / ٢١٩.

(٢). صحيح الترمذي ٢ / ٢٢٠.

٣٠٠

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449