نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ١٩

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار0%

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 449

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: السيد علي الحسيني الميلاني
تصنيف: الصفحات: 449
المشاهدات: 192397
تحميل: 5738


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15 الجزء 16 الجزء 17 الجزء 18 الجزء 19 الجزء 20
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 449 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 192397 / تحميل: 5738
الحجم الحجم الحجم
نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء 19

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

سمع محمّد بن عبدالله الأنصاري، وأبا مسهر، وخلقاً لا يحصون. وكان جارياً في مضمار البخاري وأبي زرعة الرازي »(١) .

٧ - اليافعي بمثل عبارة الذهبي(٢) .

٨ - الذهبي: « في سنة سبع وسبعين ومائتين مات حافظ زمانه أبو حاتم محمّد بن إدريس الحنظلي الرازي، في شعبان، وهو في عشر التسعين. وكان جارياً في مضمار أبي زرعة والبخاري»(٣) .

٩ - الذهبي: « دس، محمّد بن إدريس [ بن المنذر ] أبو حاتم الرازي الحافظ، سمع الأنصاري وعبيدالله بن موسى [ وخلائق ] وعنه دس وولده عبدالرحمن بن أبي حاتم والمحاملي [ وخلق ].

قال موسى بن إسحاق الأنصاري: ما رأيت أحفظ منه.

[ وقال أحمد بن سلمة: ما رأيت بعد ابن راهويه والذهلي أحفظ للحديث ولا أعلم بمعانيه من أبي حاتم ] مات في شعبان سنة ٢٧٧ »(٤) .

١٠ - السبكي: « أبو حاتم الرازي، أحد الأئمّة الأعلام، ولد سنة ١٩٥، سمع عبيدالله بن موسى وأبا نعيم و حدّث عنه من شيوخه: الصفار، ويونس ابن عبدالأعلى، وعبدة بن سليمان المروزي، والربيع بن سليمان المرادي، ومن أقرانه: أبو زرعة الرازي والدمشقي، ومن أصحاب السنن أبو داود والنسائي، وقيل: إنّ البخاري وابن ماجة رويا عنه ولم يثبت ذلك ...»(٥) .

١١ - ابن حجر العسقلاني: « محمّد بن إدريس بن المنذر الحنظلي، أبو

____________________

(١). العبر. حوادث ٢٧٧ - ٢ / ٥٨.

(٢). مرآة الجنان. حوادث ٢٧٧.

(٣). دول الإسلام. حوادث ٢٧٧.

(٤). الکاشف عن أسماء رجال الكتب ستة ٣ / ١٨.

(٥). طبقات الشافعية ٢ / ٢٠٧

٨١

حاتم الرازي، أحد الحفاظ، من الحادية عشر. مات سنة ٢٧٧ »(١) .

١٢ - السيوطي: « أحد الأئمّة الحفاظ قال الخطيب: كان أحد الأئمّة الحفّاظ الأثبات، مشهوراً بالعلم مذكوراً بالفضل، وثّقه النسائي وغيره. وقال ابن يونس: قدم مصر قديماً وكتب بها وكتب عنه. مات بالري سنة خمس وقيل سبع وسبعين مائتين »(٢) .

(٤)

رواية ابن شاهين

وروى حديث التشبيه: أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان المعروف بابن شاهين حيث قال ما نصّه:

« ثنا محمّد بن الحسين بن حميد بن الربيع، ثنا محمّد بن عمران بن حجّاج، ثنا عبيدالله بن موسى، عن أبي راشد - يعني الحبراني - عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري قال:

كنّا حول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فأقبل علي بن أبي طالب، فأدام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم النظر إليه، ثمّ قال: من أراد أنْ ينظر إلى آدم في علمه، وإلى نوح في حكمه، وإلى إبراهيم في حلمه، فلينظر إلى هذا »(٣) .

ترجمة ابن شاهين

١ - ابن الأثير: « في هذه السنة في ذي الحجة، توفي أبو حفص عمر بن

____________________

(١). تقريب التهذيب ٢ / ١٤٣.

(٢). طبقات الحفاظ: ٢٥٥.

(٣). كتاب السنّة - مخطوط.

٨٢

أحمد بن محمّد بن أيّوب المعروف بابن شاهين الواعظ، مولده في صفر سنة ٢٩٧. وكان مكثراً من الحديث، ثقة »(١) .

٢ - اليافعي: « في السنّة المذكورة: الحافظ المفسّر الواعظ صاحب التصانيف أبو حفص ابن شاهين، عمر بن أحمد البغدادي، قال الحسين بن المهتدي بالله: قال ابن شاهين: صنّفت ثلاثمائة وثلاثين مصنّفاً، منها: التفسير الكبير ألف جزء. والمسند ألف وثلاثمائة جزء، والتاريخ مائة وخمسون جزءً.

وقال ابن أبي الفوارس: ابن شاهين ثقة مأمون، جمع وصنّف ما لم يصنّفه أحد »(٢) .

٣ - ابن الجزري: « عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين، أبو حفص البغدادي الواعظ الحافظ المفسّر. ولد سنة ٢٧٧، روى الحروف عن

كان إماماً كبيراً، ثقة مشهوراً، له تواليف في السنّة وغيرهما مفيدة. توفي اليوم الثاني من يوم النحر سنة ٣٨٥ »(٣) .

٤ - الخوارزمي: « عمر بن أحمد بن عثمان بن أحمد أبو حفص الواعظ المعروف بابن شاهين. قال الخطيب في تاريخه: سمع شعيب بن محمّد الذارع، وأبا جندب التزلي، ومحمّد بن محمّد بن المغلّس

روى عنه: العتيقي، والتنوخي، والجوهري، وخلق كثير.

قال: سمعت ابن الساجي القاضي يقول: سمعت من ابن شاهين شيئاً كثيراً، وكان يقول يوماً: حسبت ما اشتريت به الحبر إلى هذا الوقت فكان سبعمائة درهم.

____________________

(١). الكامل لابن الأثير. حوادث سنة ٣٨٥.

(٢). مرآة الجنان. حوادث ٣٨٥.

(٣). طبقات القراء لابن الجزري ١ / ٥٨٨.

٨٣

قال الدراوردي: كنت أشتري الحبر أربعة أرطال بدرهم.

قال: ومكث ابن شاهين بعد ذلك يكتب زماناً ما حدّثنا بشيء.

توفي سنة ٣٨٥ »(١) .

٥ - السيوطي في ( منتهى العقول ): « منتهى الأمم هذه الاُمة المحمّدية، علماؤها كأنبياء بني إسرائيل، وكفى منهم الخلفاء الأربعة، والأئمّة الأربعة الذين اخترعوا العلوم، كاخترام علي علم النحو، والخليل العروض، والشافعي اُصول الفقه، والجرجاني المعاني والبيان.

منتهى الحفظ لابن جرير الطبري في روايته في علم التفسير، كان يحفظ كتاباً حمل ثمانين بعيراً. وحفظ ابن الأنباري في كلّ جمعة الف كراس، وحفظ ثلاثمائة ألف بيت من الشعر استشهاداً للنحو. وكان الشافعي يحفظ من مرةٍ أو نظرة. وابن سينا الحكيم حفظ القرآن في ليلة واحدة، وأبو زرعة كان يحفظ ألف ألف حديث. والكلّ من بعض محفوظ أحمد بن حنبل. والبخاري حفظ عشرة، أي مائة ألف حديث.

منتهى التصانيف في الكثرة لابن شاهين، صنّف ثلاثمائة وثلاثين مصنّفاً، منها: التفسير الف جزء، والمسند ألف وخمسمائة جزء، والتاريخ مائة وخمسون مجلّداً. ومداد التصانيف ألف قنطار وسبعة وعشرون قنطاراً. وهذا من كرامة طيّ الزمان كالمكان من وراثة ليلة الإسراء وليلة القدر ».

٦ - الدياربكري: « الحافظ أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين البغدادي الحافظ المفسّر، صاحب التآليف، ومن كتبه: التفسير ألف جزء، والمسند ألف وثلاثمائة جزء »(٢) .

____________________

(١). رجال مسند أبي حنيفة ٢ / ٥٣٠.

(٢). تاريخ الخميس - حوادث سنة ٣٨٥.

٨٤

٧ - الزرقاني بشرح قول القسطلاني: « وقد روي: إنّ آمنة آمنت به صلّى الله عليه وسلّم بعد موتها، فروى الطبري بسنده عن عائشة أنّ النبي صلّى الله عليه وسلّم نزل الحجون كئيباً حزيناً، فأقام به ما شاء الله عزّوجلّ، ثمّ رجع مسروراً وقال: سألت ربّي فأحيى لي أمّي فآمنت بي، ثمّ رَدّها. ورواه أبو حفص إبن شاهين في كتاب الناسخ والمنسوخ له » قال:

« ورواه - أي حديث عائشة هذا بنحوه - أبو حفص ابن شاهين الحافظ الكبير الإمام المفيد عمر بن أحمد بن عثمان البغدادي، الثقة المأمون ثلاثمائة وثلاثين مصنّفاً، منها التفسير الكبير ألف جزء، والمسند ألف جزء وثلاثمائة جزء. مات في ذي الحجة سنة ٣٨٥ »(١) .

٨ - صدّيق حسن القنوجي في ( الجنّة في الاسوة الحسنة بالسنّة ): « لم يختم الإجتهاد المطلق على الأئمّة الأربعةرحمهم‌الله ، بل وجد بعدهم أيضاً من بلغ رتبة الإجتهاد بالإطلاق عند السيوطي، والرازي، واليافعي، والذهبي، والنسائي، وابن حبان، وابن مصعب، وقتيبة بن سعيد، وقتادة، وابن خلّكان، وابن طرازي، والخطيب، وأبي زرعة، والعراقي، والسبكي، والطبري، وداود الظاهري، وأبي ثور، واللقاني، والمالكي، والشعراني، وعلي الخواص، والشيخ الجيلاني، وابن العربي، والفقيه ابن زياد الشافعي، والإمام محمّد بن علي الشوكاني، وغيرهم من العلماء، كما تدلّ عليه كتبهم.

وإنّك لو جهرت بما في قلبك، ولم تخف في الله لومة لائم، لقلت: إنّ هؤلاء العلماء من أتباع الأئمّة الذين يثبتون مذاهبهم بأنواع من الأقية والإجتهادات كلّهم مجتهدون كالأئمّة الأربعة وأمثالهم.

ويؤيّد ذلك ما قال محمّد بن مالك - فيما نقل عنه الشعراني - إنّه إذا كانت

____________________

(١). شرح المواهب اللدنية ١ / ١٦٦.

٨٥

العلوم منحاً إلهيّة، واختصاصات لدنيّة، فلا يدع أنْ يدّخر الله لبعض المتأخّرين ما لم يطّلع عليه أحد من المتقدمين. انتهى.

ولا شكّ أنّ العلوم والفنون المتداولة كانت ناقصة في ذلك الزمان بالنسبة إلى كمالها اليوم، لاجتماع هذه التأليفات غير المحصورة، والتحقيقات غير المعدودة، التي لم تكن في عهدهم، فلا بدّ أن يكون علم المتأخّر أوسع من علم المتقدم، ويكون الإجتهاد في هذا الزمان أيسر منه في ذلك الزمان، كما صرّح به جماعة من أهل العلم، حتّى ادّعى بعض الأكابر من الحنفيّة أنّ ثلث علمه جميع علم الشافعي.

قال ابن الأميررحمه‌الله : وإنّما لم يدّعوا ذلك لأنّ المطلوب هو الإجتهاد وقد فعلوه، لا دعواه بلسانه فلا حاجة إليه، مع أنّ في ادّعائه اليوم فساداً عظيماً، من حيث أنّ المتعصّبين لا يذرونه ولو كان ملأ قوّته، فلذلك تركه كثير ممّن بلغ رتبة الإجتهاد ولم يعدّوا أنفسهم من المجتهدين، بل انتسبوا إلى الأئمّة، وتزيّوا بزيّ المقلّدين، ولكن من لم يرهب من أن يلقي عليه الدهر دوائره أو يجرّ عليه شراشره جهر به وادّعاه:

فمنهم: أبو ثور. كان إماماً مجتهداً مستقّلاً

ومنهم: محمّد بن إسماعيل البخاري. عدّه الرملي وغيره مجتهداً مستقلاً

ومنهم: داود الظاهري. ذكره اللقاني في شرح الجوهرة من المجتهدين المستقلّين

ومنهم: ابن المنذر الحافظ النيسابوري. كان علّامة مجتهداً لا يقلّد أحداً

ومنهم: الحسن بن سعد الحافظ الكبير. كان علّامة مجتهداً لا يقلّد أحداً

٨٦

ومنهم: عبدالله بن وهب الفهري. كان ثقةً حجة حافظ مجتهداً لا يقلّد أحداً.

ومنهم: بقي بن مخلّد القرطبي صاحب التفسير. كان إماماً علماً قدوة مجتهداً

ومنهم: قاسم بن محمّد بن سيار، مصنّف كتاب الإيضاح في الردّ على المقلّدين

ومنهم: الإمام المفيد الكبير، محدّث العراق، أبو حفص عمر بن أحمد البغدادي الواعظ المعروف بابن شاهين. قال ابن ماكولا وغيره: ثقةٌ مأمون، صنّف ثلاثمائة مصنّف، كان لا يعرف الفقه، وكان إذا ذكر له مذهب يقول: أنا محمّديّ المذهب. مات سنة ٣٨٥.

ومنهم: أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري. قال ابن خلّكان: كان من الأئمّة المجتهدين ».

وإنّما نقلنا هذا الكلام بطوله - مع تلخيصٍ في بعض مواضعه لعدم الحاجة إليها - ليتّضح شأن ابن شاهين، وأنه كان - كالبخاري وأبي ثور والطبري وأمثالهم - من الأئمّة المجتهدين الذين لم يقلِّدوا أحداً من أئمّة المذاهب الأربعة وغيرهم.

٩ - السمعاني: « أبو حفص عمر بن أحمد المعروف بابن شاهين كان ثقة، صدوقاً، مكثراً من الحديث، له رحلة إلى العراقين، والحجاز، سمع أبا القاسم البغوي، وأبا خبيب البرني، وأبا بكر الباغندي، وأبا بكر بن أبي داود، وأبا عبدالله بن عفير، وطبقتهم.

روى عنه: ابنه عبيدالله، وهلال بن محمّد الحفار، وأبو بكر البرقاني، وأبا القاسم الأزهري، وأبو محمّد الخلال، وعبد العزيز الأزجي، وأبو القاسم

٨٧

التنوخي، وأبو محمّد الجوهري

وصنّف ثلاثمائة مصنّف وثلاثين مصنّفاً وكان لحّاناً لا يعرف من الفقه قليلاً ولا كثيراً. ومات في ذي الحجّة سنة ٣٨٥ »(١) .

١٠ - الذهبي: « أبو حفص ابن شاهين الواعظ المفسّر الحافظ صاحب التصانيف، وأحد أوعية العلم، توفي بعد الدارقطني بشهر، وكان أكبر من الدارقطني بتسع سنين قال ابن أبي الفوارس: ابن شاهين ثقة مأمون، جمع وصنف ما لم يصنّفه أحد. وقال محمّد بن عمر الدراوردي:

كان ثقةً لحّاناً، وكان لا يعرف الفقه ويقول: أنا محمّدي المذهب »(٢) .

١١ - السيوطي: « ابن شاهين، الحافظ الإمام المفيد الكبير محدّث العراق قال ابن ماكولا وغيره: ثقة مأمون، صنّف ما لم يصنّفه أحد، إلّا أنّه كان لحّاناً ولا يعرف الفقه. مات في ذي الحجة سنة ٣٨٥ »(٣) .

١٢ - الداودي: « عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين، الإمام الحافظ المفيد الواعظ، محدّث العراق، أبو حفص البغدادي، صاحب الترغيب والتفسير الكبير قال ابن ماكولا وغيره: ثقة مأمون »(٤) .

تنبيه

إنّ ما ذكروه بترجمة ابن شاهين من عدم معرفته للفقه، إنّما المراد به عدم معرفته بفقه أبي حنيفة والشافعي وغيرهما من أئمّة المذاهب، لا عدم معرفته فقه الحديث، فلا عائبة فيه، وكيف يتوهّم عدم معرفته بفقه الحديث وهو

____________________

(١). الأنساب. الشاهيني.

(٢). العبر في خبر من غبر. حوادث ٣٨٥.

(٣). طبقات الحفاظ: ٣٩٢.

(٤). طبقات المفسرين ٢ / ٢.

٨٨

المحدّث الكبير، والمصنف ما لم يصنّفه أحد، وهو صاحب المسند في ألف وثلاثمائة جزء، بل هو صاحب الإجتهاد المطلق كما عرفت من كلام القنوجي.

وأمّا كونه لحّاناً، فليس ذلك طعناً في وثوقه واعتماده وعظمة شأنه، فإنّ اللحن في المحاورات كثير، بل كثيراً ما يتعمّده العلماء، بل ربما استنكروا التكلم على طريقة النحو إذا كان مخالفاً للشائع المتداول على لسان العامة.

قال اليافعي بترجمة الفراء: « قال قطرب: دخل الفرّاء على الرشيد فتكلّم بكلامٍ لحن فيه مرّات. فقال جعفر بن يحيى البرمكي: إنّه قد لحن يا أمير المؤمنين. فقال الرشيد: أتلحن؟ فقال الفراء: يا أمير المؤمنين إن طباع أهل البدو الإعراب، وطباع أهل الحضر اللحن، فإذا تحفّظت لم ألحن، وإذا رجعت إلى الطبع لحنت، فاستحسن الرشيد قوله.

قلت: وأيضاً فإنّ عادة المنتهين في النحو لا يتشدّقون بالمحافظة على إعراب كلّ كلمةٍ عند كلّ أحد، بل قد يتكلّمون بالكلام الملحون تعمّداً على جاري عادة الناس، وإنّما يبالغ في التحرّز والتحفّظ عن اللحن في سائر الأحوال المبتدؤون، إظهاراً لمعرفتهم بالنحو، وكذلك يكثرون البحث والتكلّم بما هم مترسّمون به من بعض فنون العلم، ويضرب لهم في ذلك مثل فيقال: الإناء إذا كان ملآن كان عند حمله ساكناً، وإذا كان ناقصاً اضطرب وتخضخض بما فيه »(١) .

____________________

(١). مرآة الجنان ٢ / ٣٨ حوادث سنة ٢٠٧.

٨٩

(٥)

رواية إبن بَطّة العكبري

قال الحافظ الكنجي الشافعي: « الباب الثالث والعشرون في تشبيه النبيّ صلّى الله عليه وسلّم علي بن أبي طالب بادمعليه‌السلام في علمه، وأنّه مثّله بنوح في حكمته، ومثّله بإبراهيم خليل الرحمن في حلمه:

أخبرنا أبو الحسن بن المقيّر البغدادي بدمشق سنة أربع وثلاثين وستمائة، عن المبارك بن الحسن الشهرزوري، أخبرنا أبو القاسم إبن البسري، أخبرنا أبو عبدالله العكبري، أخبرنا أبوذر أحمد بن الباغندي، حدّثنا أبي، عن مسعر بن يحيى النهدي، حدّثنا شريك، عن ابن إسحاق، عن أبيه، عن ابن عباس قال:

بينما رسول الله صلّى الله عليه وسلّم جالس في جماعةٍ من أصحابه، إذ أقبل علي، فلمّا بصر به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه، وإلى نوح في حكمته، وإلى إبراهيم في حلمه، فلينْظر إلى علي بن أبي طالب »(١) .

ترجمة ابن بطّة

١ - السّمعاني: « أبو عبدالله عبيدالله بن محمّد بن محمّد بن حمدان إبن بطّة العكبري البطّي، من أهل عكبرا، كان إماماً، فاضلاً، عالماً بالحديث وفقهه، أكثر من الحديث، وسمع جماعةً من أهل العراق، وكان من فقهاء الحنابلة، صنّف التصانيف الحسنة المفيدة.

____________________

(١). كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب: ١٢١.

٩٠

حدّث عن أبي القاسم البغوي، وأبي محمّد بن صاعد، وأبي بكر عبدالله ابن زياد النيسابوري، وأبي طالب أحمد بن نصر الحافظ، وأبي ذر ابن الباغندي، وجماعة كثيرة من العراقيين وا لغرباء، وسافر الكثير إلى الشام و البصرة وغيرهما من البلاد.

روى عنه: أبو الفتح محمّد بن أبي الفوارس الحافظ، وأبو علي الحسين بن شهاب العكبري، وعبد العزيز بن علي الأزجي، وإبراهيم بن عمر البرمكي، وجماعة سواهم من أهل بلده والغرباء.

وحكي أنّه لـمّا رجع من الرحلة لزم بيته أربعين سنة، فلم ير يوماً منها في سوقٍ، ولا رئي مفطراً إلّا في يوم الأضحى والفطر، وكان أمّاراً بالمعروف، ولم يبلغه خبر منكر إلّا غيّره.

وتكلّم أبو الحسن الدارقطني في سماعه كتاب السنن لرجاء بن المرجا، فإنّ ابن بطّة كان يرويها عن حفص بن عمر الأردبيلي، وحكى ابن حفص أنّ أباه لم يسمع من رجاء شيئاً، وكان يصغر عن السّماع عنه. وتكلّموا في روايته عن أبي القاسم البغوي المعجم أيضاً.

ومات بعكبرا في المحرّم سنة ٣٨٧. ودفن يوم عاشورا.

قلت: وزرت قبره بعكبرا »(١) .

٢ - السمعاني: « واشتهر بهذه النسبة جماعة، منهم: أبو عبدالله عبيدالله بن محمّد بن محمّد بن حمدان بن بطة العكبري الحنبلي، من أهل عكبرا، صنّف التصانيف، وكان فاضلاً زاهداً »(٢) .

٣ - البدخشاني: « كان إماماً، فاضلاً، عالماً بالحديث وفقهه، أكثر من

____________________

(١). الأنساب. البطّي.

(٢). الأنساب. الحنبلي.

٩١

الحديث، وسمع جماعة من أهل العراق، وكان من فقهاء الحنابلة، صنّف التصانيف الحسنة المفيدة

قلت: ذكره ابن ناصر الدين في طبقات الحفاظ، ولم يذكره الذهبي »(١) .

ابن بطّة من مشايخ شيوخ الدّهلويّ في الإجازة

وذلك لأنّه من مشايخ الشيخ جلال الدين السّيوطي، فإنّه يقول في ( زاد المسير في الفهرست الصغير ) « مختصر الخرَقي - أنبأني به قاضي الحنابلة عزّالدين إبراهيم بن نصر الكناني، وابن خاله الشهاب أحمد بن الجمال عبدالله الحنبلي، والبدر محمّد بن شيخ الإسلام أبي الفضل بن حجر، وأبو بكر ابن علي ابن موسى الحارث المكي، والكمال محمّد بن عبدالرحمن القليوبي. كلّهم عن أبي بكر بن الحسين المراغي، عن أبي العباس الحجّار، عن أحمد بن يعقوب المارستاني، عن أبي المعالي محمّد بن النحاس، عن أبي القاسم علي بن أحمد البسري، عن أبي عبدالله عبيدالله بن محمّد بن حمدان إبن بطة إجازة، أنا المؤلّف سماعاً تصانيف ابن بطة بهذا السند إليه إجازة ».

وإلى « السّيوطي » ينتهي سند المشايخ السّبعة للشيخ « ولي الله الدهلوي »، فإنّه يقول في ( الإرشاد إلى مهمّات الإسناد ): « فصل: قد اتّصل سندي - والحمد لله بسبعةٍ من المشايخ الجلّة الكرام، الأئمّة القادة الأعلام، من المشهورين بالحرمين المحترمين، المجمع على فضلهم من بين الخافقين: الشيخ محمّد بن العلاء البابلي، والشيخ عيسى المغربي الجعفري، والشيخ محمّد بن محمّد بن سليمان الردّاني المغربي، والشيخ إبراهيم بن حسن الكردي المدني، والشيخ حسن بن علي العجيمي المكي، والشيخ أحمد بن

____________________

(١). تراجم الحفاظ - مخطوط. حرف العين.

٩٢

محمّد النخلي المكي، والشيخ عبدالله بن سالم البصري ثمّ المكّي

فصل - سند هؤلاء المشايخ السبعة ينتهي إلى الإمامين الحافظين القدوتين الشهيرين بشيخ الإسلام: زين الدين زكريا، والشيخ جلال الدين السّيوطي ».

و ( الدهلوي ) ينصّ في ( أصول الحديث ) على أنّه قد أخذ علم الحديث وسائر العلوم عن والده ( ولي الله الدهلوي )، وأنّه قد قرأ وسمع عليه عدةً من كتب الحديث، حتّى حصلت له الملكة المعتدّ بها في فهم معاني الحديث ودرك حقائق الأسانيد

(٦)

رواية الحاكم النيسابوري

رواه في ( تاريخ نيسابور ) على ما ذكر الموفق بن أحمد الخوارزمي المكي حيث قال: « أخبرنا الشيخ الزاهد الحافظ أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي [، قال ]: أخبرنا شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ، [ قال ] أخبرنا أحمد بن الحسين البيهقي

وبهذا الإسناد عن أحمد بن الحسين هذا، أخبرنا أبو عبدالله الحافظ في التاريخ، حدّثنا أبو جعفر محمّد بن سعيد، حدّثنا محمّد بن مسلم بن وارة بن موسى العبسي، حدّثنا أبو عمر الأزدي، عن أبي راشد الحبراني، عن أبي الحمراء قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه، وإلى نوح في فهمه، وإلى يحيى بن زكريا في زهده، وإلى موسى ابن عمران في

٩٣

بطشه، فلينظر إلى علي بن أبي طالب. قال أحمد بن الحسين البيهقي: لم أكتبه إلّا بهذا الإسناد. والله أعلم »(١) .

ترجمة الحاكم

١ - ابن خلكان: « أبو عبدالله محمّد بن عبدالله بن محمّد بن حمدويه بن نعيم بن الحكم، الضبّي الطهماني، المعروف بالحاكم النيسابوري، الحافظ المعروف بابن البيّع، إمام أهل الحديث في عصره، والمؤلّف فيه الكتب التي لم يسبق إلى مثلها. كان عالماً عارفاً واسع العلم، تفقّه على أبي سهل محمّد بن سليمان الصعلوكي الفقيه الشافعي، - و قد تقدم ذكره - ، ثمّ انتقل إلى العراق، وقرأ على أبي علي بن أبي هريرة الفقيه ثمّ طلب الحديث وغلب عليه فاشتهر به، وسمعه من جماعةٍ لا يحصون كثرةً، فإنّ معجم شيوخه يقرب من ألفي رجل، حتّى روى عمّن عاش بعده، لسعة روايته وكثرة شيوخه، وصنّف في علومه ما يبلغ ألفاً وخمسمائة جزء وأمّا ما تفرّد بإخراجه فمعرفة علوم الحديث، وتاريخ علماء نيسابور، والمدخل إلى علم الصحيح، والمستدرك على الصحيحين، وما تفرّد به كلّ واحدٍ من الإمامين، وفضائل الإمام الشافعي، وله الرحلة إلى رحلتان، وكانت الرحلة الثانية سنة ٣٦٠، وناظر الحفاظ وذاكر الشيوخ وكتب عنهم أيضاً، وباحث الدارقطني فرضيه. وتقلّد القضاء بنيسابور في سنة ٣٩٥

كانت ولادته في شهر ربيع الأول سنة ٣٢١ بنيسابور، وتوفي بها يوم الثلاثاء ثالث صفر سنة ٤٠٥. وقال الخليلي في كتاب الإرشاد: توفي سنة ٤٠٣. رحمه الله تعالى

____________________

(١). مناقب أمير المؤمنين للخوارزمي: ٤٠.

٩٤

لازمه الدارقطني، وسمع منه أبو بكر القفال الشاشي وأنظارهما »(١) .

٢ - أبو الفداء: « وفيها توفي الحافظ إمام أهل الحديث في عصره، والمؤلف فيه الكتب التي لم يسبق إلى مثلها، سافر في طلب الحديث، وبلغت عدة شيوخه نحو ألفين، وصنّف عدّة مصنّفات »(٢) .

٣ - ابن الوردي: « وفيها توفي الحافظ إمام أهل الحديث في عصره، والمؤلّف فيه ما لم يسبق إليه، سافر في طلب الحديث وبلغت شيوخه ألفين »(٣) .

٥ - عبدالغافر الفارسي: « لم يخلِّف مثله »(٤) .

٦ - الزرقاني: « الحاكم - الإمام الحافظ الكبير محمّد بن عبدالله الضبّي أبو عبدالله النيسابوري، الثقة الثبت المجمع على صدقه ومعرفته بالحديث حقّ معرفته، أكثر الرحلة والسماع، حتّى سمع بنيسابور من نحو ألف شيخ، وفي غيرها أكثر، ولد سنة ٣٢١. ومات بنيسابور سنة ٤٠٥. وتصانيفه نحو خمسمائة، قاله الذهبي، أو ألف قاله عبدالغافر الفارسي، وقال غيرهما: ألف وخمسمائة. وعنه: شربت ماء زمزم وسألت الله أن يرزقني حسن التصنيف »(٥) .

٧ - عبدالحق الدهلوي: « من أهل الفضل والعلم والمعرفة في العلوم المتنوّعة، كان فريد عصره ووحيد وقته، خاصّةً في علوم الحديث، وله فيها

____________________

(١). وفيات الأعيان ٤ / ٢٨٠.

(٢). المختصر في أحوال البشر. حوادث ٤٠٥.

(٣). تتمة المختصر في أحوال البشر حوادث ٤٠٤.

(٤). السياق في تاريخ نيسابور: ٥ - ٦.

(٥). شرح المواهب اللدنية ١ / ٣٢.

٩٥

المصنّفات الكبيرة والغريبة العجيبة »(١) .

٨ - ابن الأثير: « وهذا الشرط الذي ذكرناه قد ذكره الحاكم أبو عبدالله النيسابوري. وقد قال غيره: إنّ هذا الشرط غير مطرد في كتابي البخاري ومسلم، فإنّهما قد أخرجا فيهما أحاديث على غير هذا الشرط.

والظنّ بالحاكم غير هذا، فإنّه كان عالماً بهذا الفن، خبيراً بغوامضه، عارفاً بأسراره، وما قال هذا القول وحكم على الكتابين بهذا الحكم إلّا بعد التفتيش والإختبار والتيقّن لما حكم به عليهما.

ثمّ غاية ما يدّعيه هذا القائل إنّه تتبّع الأحاديث التي في الكتابين، فوجد فيهما أحاديث لم ترد على هذا الشرط الذي ذكره الحاكم، وهذا منتهى ما يمكنه أنْ ينقض به، وليس ذلك ناقضاً، ولا يصلح أن يكون دافعاً لقول الحاكم، فإنّ الحاكم مثبت، وهذا ناف، والمثبت يقدّم على النافي، وكيف يجوز لهُ أن يقضي بانتفاء هذا الحكم بكونه لم يجده، ولعلّ غيره قد وجده، ولم يبلغه وبلغ سواه، وحسن الظنّ بالعلماء أحسن، والتوصل في تصديق أقوالهم أولى »(٢) .

٩ - الفخر الرازي: « وأمّا المتأخرون من المحدّثين، فأكثرهم علماً، وأقواهم قوّةً، وأشدّهم تحقيقاً في علم الحديث لهؤلاء، وهم: أبو الحسن الدارقطني والحاكم أبو عبدالله الحافظ، والشيخ أبو نعيم الإصفهاني، والحافظ أبو بكر البيهقي، والإمام أبو بكر عبدالله بن محمّد بن زكريا الجوزقي صاحب كتاب المتفق، والإمام الخطيب صاحب تاريخ بغداد، والإمام أبو سليمان الخطابي الذي كان بحراً في علم الحديث واللغة، وقيل في وصفه: جعل الحديث لأبي سليمان كما جعل الحديد لأبي سليمان - يعنون داود النبيّ

____________________

(١). رجال المشكاة للشيخ عبدالحق الدهلوي.

(٢). جامع الأصول ١ / ٩٢.

٩٦

صلّى الله عليه وسلّم، حيث قال تعال فيه:( وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ ) .

فهؤلاء العلماء صدور هذا العلم بعد الشيخين، وهم بأسرهم متّفقون على تعظيم الشافعي ...»(١) .

١٠ - النووي: « وما كان من الأسماء وبيان أحوال أصحابها، نقلته من كتب الأئمّة الحافظ الأعلام المشهورين بالإمامة في ذلك، والمعتمدين عند جميع العلماء، كتاريخ البخاري، وابن أبي خيثمة، وخليفة بن خيّاط المعروف بسنان، والطبقات الصغير، والطبقات الكبير لمحمّد بن سعد كاتب الواقدي - وهو ثقة وإن كان شيخه الواقدي ضعيفاً - ومن الجرح والتعديل لابن أبي حاتم، والثقات لأبي حاتم ابن حبان بكسر الحاء، وتاريخ نيسابور للحاكم أبي عبدالله، وتاريخ بغداد للخطيب، وتاريخ همدان، وتاريخ دمشق للحافظ أبي القاسم ابن عساكر، وغيرها من كتب التواريخ الكبار وغيرها »(٢) .

١١ - النّووي بعد نقل أقوال الحاكم وجماعة في وصف البخاري: « فهذه أحرف من عيون مناقبه وصفاته، ودرر شمائله وحالاته، أشرت إليها إشارات لكونها من المعروفات الواضحات، ومناقبه لا تستقصى لخروجها عن أنْ تحصى، وهي منقسمة إلى حفظٍ ودراية واجتهاد في التحصيل، ورواية ونسكٍ وإفادة، وورع وزهادة، وتحقيق وإتقان، وتمكّن وعرفان، وأحوال وكرامات وغيرها من أنواع المكرمات.

ويوضّح ذلك ما أشرت إليه من أقوال أعلام المسلمين، واُولي الفضل والورع والدين، والحفاظ النقّاد المتقنين، الذين لا يجازفون في العبارات، بل

____________________

(١). مناقب الشافعي للرازي - الوجه الثالث من الباب الرابع.

(٢). تهذيب الأسماء واللغات ١ / ٦.

٩٧

يتأمّلونها ويحرزونها ويحافظون على صيانتها أشدّ المحافظات »(١) .

١٢ - النووي: « ذكر مسلم رحمه الله تعالى في أوّل مقدمة صحيحه أنّه يقسّم الأحاديث ثلاثة أقسام. الأوّل: ما رواه الحفاظ المتقنون. والثاني: ما رواه المستورون المتوسّطون في الحفظ والإتقان. والثالث: ما رواه الضعفاء والمتروكون، وأنّه إذا فرغ من القسم الأوّل أتبعه الثاني، وأمّا الثالث فلا يعرّج عليه. فاختلف العلماء في مراده بهذا التقسيم، فقال الإمامان الحافظان أبو عبدالله الحاكم وصاحبه أبو بكر البيهقي رحمهما الله: إنّ القسم الأوّل. قال القاضي عياض: وهذا ممّا قبله الشيوخ والناس من الحاكم أبي عبدالله وتابعوه عليه »(٢) .

١٣ - الخطيب التبريزي: « البيهقي - هو أبو بكر أحمد بن الحسن البيهقي كان أوحد دهره في الحديث والتصانيف ومعرفة الفقه. وهو من كبار أصحاب الحاكم أبي عبدالله. قالوا: سبعة من الحفاظ أحسنوا التصنيف وعظم الإنتفاع بتصانيفهم. أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني ثمّ الحاكم أبو عبدالله النيسابوري »(٣) .

١٤ - السبكي: « فأين أهل عصرنا من حفاظ هذه الشريعة:

أبي بكر الصدّيق، وعمر الفاروق، وعثمان ذي النورين، وعلي المرتضى

ومن طبقة أخرى من التابعين: أويس القرني، وعلقمة بن قيس، والأسود ابن يزيد، ومسروق بن الأجدع، وابن المسيّب، وأبي العالية

____________________

(١). تهذيب الأسماء واللغات - ترجمة البخاري ١ / ٧٦.

(٢). المنهاج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج ١ / ٢٣.

(٣). الإكمال في أسماء الرجال ٣ / ٨٠٦.

٩٨

طبقة أخرى: والأوزاعي، والثوري، ومعمر بن راشد، وشعبة

اُخرى: والشافعي، وعفان بن مسلم، وآدم بن أبي أياس

اُخرى: وأحمد بن محمّد بن حنبل، وأحمد بن إبراهيم الدورقي

اُخرى: محمّد بن يحيى الذهلي، والبخاري، وأبي حاتم الرازي

اُخرى: وأبي داود السجستاني، وصالح جزرة، والترمذي، وابن ماجة

اُخرى: وعبدان، وعبدالله بن أحمد الأهوازي، والحسن بن سفيان

اُخرى: وأبي بكر بن زياد النيسابوري، وأبي حامد أحمد بن محمّد ابن الشرقي

اُخرى: وأبي القاسم الطبراني، وأبي حاتم محمّد بن حبان، وأبي علي ابن السكن

اُخرى: وأبي عبدالله بن مندة، وأبي عبدالله الحسين بن أحمد بن بكير، وأبي عبدالله الحاكم، وعبد الغني بن سعيد الأزدي، وأبي بكر بن مردويه، وأبي عبدالله محمّد بن أحمد غنجار، وأبي بكر البرقاني، وأبي حاتم العبدوي، وحمزة السهمي، وأبي نعيم الإصبهاني.

اُخرى: وأبي عبدالله الصوري، والخطيب، والبيهقي، وابن حزم، وابن عبدالبر، وأبي الوليد الباجي، وأبي صالح المعزول.

اُخرى: وأبي إسحاق الحبّال، وأبي نصر بن ماكولا، وأبي عبدالله الحميدي، وأبي علي الغسّاني، وأبي الفضل محمّد بن طاهر المقدسي، وأبي علي بن سكرة.

اُخرى: وأبي عامر محمّد بن سعدون العبدري، وأبي القاسم التّيمي، وأبي الفضل بن ناصر، وأبي العلاء الهمداني، وأبي طاهر السّلفي، وأبي القاسم

٩٩

ابن عساكر، وأبي سعد السمعاني، وأبي موسى المديني

اُخرى: وأبي بكر بن نقطة، وابن الزيبني، وأبي عبدالله محمّد بن عبدالواحد

اُخرى: عبدالعظيم المنذري، ورشيد الدين العطار، وابن مسدي.

اُخرى: النووي، والدمياطي، وابن الظاهري، وعبيد الأشعري

اُخرى: والقاضي سعد الدين الحارثي، والحافظ أبي الحجاج المزي

اخرى: والحافظ أبي العباس بن المظفر، والحافظ صلاح الدين العلائي.

فهؤلاء مهرة هذا الفن، وقد أغفلنا كثيراً من الأئمّة، وأهملنا عدداً صالحاً من المحدثين، وإنّما ذكرنا من ذكرناه ليتنبّه بهم على من عداهم، ثمّ أفضى الأمر إلى طيّ بساط الأسانيد رأساً، وعدّ الإكثار منها جهالةً وسواساً »(١) .

١٥ - الأسنوي: « وبعد، فإنّ الشافعي - رضي ‌الله‌ عنه وأرضاه ونفعنا به وبسائر أئمّة المسلمين أجمعين - قد حصل له في أصحابه من السعادة أمور لم تتّفق في أصحاب غيره

ومنها: إنّ كبار أئمّة الحديث إمّا من جملة أصحابه الآخذين عنه أو عن أتباعه، كالإمام أحمد، والترمذي، والنسائي، وابن ماجة، وابن المنذر، وابن حبان، وابن خزيمة، والبيهقي، والحاكم، والخطابي، والخطيب، وأبي نعيم »(٢) .

١٦ - البدخشاني: « الحاكم - لقّب به جماعة من أهل الحديث، فمنهم من لقّب به لأجل رياسةٍ دنيوية ومنهم من لقّب به لأجل الرياسة في الحديث، وهما رجلان فاقا أهل عصرهما في معرفة الحديث، أحدهما:

____________________

(١). طبقات الشافعية الكبرى ٤ / ١٥٥.

(٢). طبقات الشافعية - أول الكتاب.

١٠٠