نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ١٩

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار13%

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 449

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 449 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 203638 / تحميل: 6931
الحجم الحجم الحجم
نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ١٩

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

سمع محمّد بن عبدالله الأنصاري، وأبا مسهر، وخلقاً لا يحصون. وكان جارياً في مضمار البخاري وأبي زرعة الرازي »(١) .

٧ - اليافعي بمثل عبارة الذهبي(٢) .

٨ - الذهبي: « في سنة سبع وسبعين ومائتين مات حافظ زمانه أبو حاتم محمّد بن إدريس الحنظلي الرازي، في شعبان، وهو في عشر التسعين. وكان جارياً في مضمار أبي زرعة والبخاري»(٣) .

٩ - الذهبي: « دس، محمّد بن إدريس [ بن المنذر ] أبو حاتم الرازي الحافظ، سمع الأنصاري وعبيدالله بن موسى [ وخلائق ] وعنه دس وولده عبدالرحمن بن أبي حاتم والمحاملي [ وخلق ].

قال موسى بن إسحاق الأنصاري: ما رأيت أحفظ منه.

[ وقال أحمد بن سلمة: ما رأيت بعد ابن راهويه والذهلي أحفظ للحديث ولا أعلم بمعانيه من أبي حاتم ] مات في شعبان سنة ٢٧٧ »(٤) .

١٠ - السبكي: « أبو حاتم الرازي، أحد الأئمّة الأعلام، ولد سنة ١٩٥، سمع عبيدالله بن موسى وأبا نعيم و حدّث عنه من شيوخه: الصفار، ويونس ابن عبدالأعلى، وعبدة بن سليمان المروزي، والربيع بن سليمان المرادي، ومن أقرانه: أبو زرعة الرازي والدمشقي، ومن أصحاب السنن أبو داود والنسائي، وقيل: إنّ البخاري وابن ماجة رويا عنه ولم يثبت ذلك ...»(٥) .

١١ - ابن حجر العسقلاني: « محمّد بن إدريس بن المنذر الحنظلي، أبو

____________________

(١). العبر. حوادث ٢٧٧ - ٢ / ٥٨.

(٢). مرآة الجنان. حوادث ٢٧٧.

(٣). دول الإسلام. حوادث ٢٧٧.

(٤). الکاشف عن أسماء رجال الكتب ستة ٣ / ١٨.

(٥). طبقات الشافعية ٢ / ٢٠٧

٨١

حاتم الرازي، أحد الحفاظ، من الحادية عشر. مات سنة ٢٧٧ »(١) .

١٢ - السيوطي: « أحد الأئمّة الحفاظ قال الخطيب: كان أحد الأئمّة الحفّاظ الأثبات، مشهوراً بالعلم مذكوراً بالفضل، وثّقه النسائي وغيره. وقال ابن يونس: قدم مصر قديماً وكتب بها وكتب عنه. مات بالري سنة خمس وقيل سبع وسبعين مائتين »(٢) .

(٤)

رواية ابن شاهين

وروى حديث التشبيه: أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان المعروف بابن شاهين حيث قال ما نصّه:

« ثنا محمّد بن الحسين بن حميد بن الربيع، ثنا محمّد بن عمران بن حجّاج، ثنا عبيدالله بن موسى، عن أبي راشد - يعني الحبراني - عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري قال:

كنّا حول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فأقبل علي بن أبي طالب، فأدام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم النظر إليه، ثمّ قال: من أراد أنْ ينظر إلى آدم في علمه، وإلى نوح في حكمه، وإلى إبراهيم في حلمه، فلينظر إلى هذا »(٣) .

ترجمة ابن شاهين

١ - ابن الأثير: « في هذه السنة في ذي الحجة، توفي أبو حفص عمر بن

____________________

(١). تقريب التهذيب ٢ / ١٤٣.

(٢). طبقات الحفاظ: ٢٥٥.

(٣). كتاب السنّة - مخطوط.

٨٢

أحمد بن محمّد بن أيّوب المعروف بابن شاهين الواعظ، مولده في صفر سنة ٢٩٧. وكان مكثراً من الحديث، ثقة »(١) .

٢ - اليافعي: « في السنّة المذكورة: الحافظ المفسّر الواعظ صاحب التصانيف أبو حفص ابن شاهين، عمر بن أحمد البغدادي، قال الحسين بن المهتدي بالله: قال ابن شاهين: صنّفت ثلاثمائة وثلاثين مصنّفاً، منها: التفسير الكبير ألف جزء. والمسند ألف وثلاثمائة جزء، والتاريخ مائة وخمسون جزءً.

وقال ابن أبي الفوارس: ابن شاهين ثقة مأمون، جمع وصنّف ما لم يصنّفه أحد »(٢) .

٣ - ابن الجزري: « عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين، أبو حفص البغدادي الواعظ الحافظ المفسّر. ولد سنة ٢٧٧، روى الحروف عن

كان إماماً كبيراً، ثقة مشهوراً، له تواليف في السنّة وغيرهما مفيدة. توفي اليوم الثاني من يوم النحر سنة ٣٨٥ »(٣) .

٤ - الخوارزمي: « عمر بن أحمد بن عثمان بن أحمد أبو حفص الواعظ المعروف بابن شاهين. قال الخطيب في تاريخه: سمع شعيب بن محمّد الذارع، وأبا جندب التزلي، ومحمّد بن محمّد بن المغلّس

روى عنه: العتيقي، والتنوخي، والجوهري، وخلق كثير.

قال: سمعت ابن الساجي القاضي يقول: سمعت من ابن شاهين شيئاً كثيراً، وكان يقول يوماً: حسبت ما اشتريت به الحبر إلى هذا الوقت فكان سبعمائة درهم.

____________________

(١). الكامل لابن الأثير. حوادث سنة ٣٨٥.

(٢). مرآة الجنان. حوادث ٣٨٥.

(٣). طبقات القراء لابن الجزري ١ / ٥٨٨.

٨٣

قال الدراوردي: كنت أشتري الحبر أربعة أرطال بدرهم.

قال: ومكث ابن شاهين بعد ذلك يكتب زماناً ما حدّثنا بشيء.

توفي سنة ٣٨٥ »(١) .

٥ - السيوطي في ( منتهى العقول ): « منتهى الأمم هذه الاُمة المحمّدية، علماؤها كأنبياء بني إسرائيل، وكفى منهم الخلفاء الأربعة، والأئمّة الأربعة الذين اخترعوا العلوم، كاخترام علي علم النحو، والخليل العروض، والشافعي اُصول الفقه، والجرجاني المعاني والبيان.

منتهى الحفظ لابن جرير الطبري في روايته في علم التفسير، كان يحفظ كتاباً حمل ثمانين بعيراً. وحفظ ابن الأنباري في كلّ جمعة الف كراس، وحفظ ثلاثمائة ألف بيت من الشعر استشهاداً للنحو. وكان الشافعي يحفظ من مرةٍ أو نظرة. وابن سينا الحكيم حفظ القرآن في ليلة واحدة، وأبو زرعة كان يحفظ ألف ألف حديث. والكلّ من بعض محفوظ أحمد بن حنبل. والبخاري حفظ عشرة، أي مائة ألف حديث.

منتهى التصانيف في الكثرة لابن شاهين، صنّف ثلاثمائة وثلاثين مصنّفاً، منها: التفسير الف جزء، والمسند ألف وخمسمائة جزء، والتاريخ مائة وخمسون مجلّداً. ومداد التصانيف ألف قنطار وسبعة وعشرون قنطاراً. وهذا من كرامة طيّ الزمان كالمكان من وراثة ليلة الإسراء وليلة القدر ».

٦ - الدياربكري: « الحافظ أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين البغدادي الحافظ المفسّر، صاحب التآليف، ومن كتبه: التفسير ألف جزء، والمسند ألف وثلاثمائة جزء »(٢) .

____________________

(١). رجال مسند أبي حنيفة ٢ / ٥٣٠.

(٢). تاريخ الخميس - حوادث سنة ٣٨٥.

٨٤

٧ - الزرقاني بشرح قول القسطلاني: « وقد روي: إنّ آمنة آمنت به صلّى الله عليه وسلّم بعد موتها، فروى الطبري بسنده عن عائشة أنّ النبي صلّى الله عليه وسلّم نزل الحجون كئيباً حزيناً، فأقام به ما شاء الله عزّوجلّ، ثمّ رجع مسروراً وقال: سألت ربّي فأحيى لي أمّي فآمنت بي، ثمّ رَدّها. ورواه أبو حفص إبن شاهين في كتاب الناسخ والمنسوخ له » قال:

« ورواه - أي حديث عائشة هذا بنحوه - أبو حفص ابن شاهين الحافظ الكبير الإمام المفيد عمر بن أحمد بن عثمان البغدادي، الثقة المأمون ثلاثمائة وثلاثين مصنّفاً، منها التفسير الكبير ألف جزء، والمسند ألف جزء وثلاثمائة جزء. مات في ذي الحجة سنة ٣٨٥ »(١) .

٨ - صدّيق حسن القنوجي في ( الجنّة في الاسوة الحسنة بالسنّة ): « لم يختم الإجتهاد المطلق على الأئمّة الأربعةرحمهم‌الله ، بل وجد بعدهم أيضاً من بلغ رتبة الإجتهاد بالإطلاق عند السيوطي، والرازي، واليافعي، والذهبي، والنسائي، وابن حبان، وابن مصعب، وقتيبة بن سعيد، وقتادة، وابن خلّكان، وابن طرازي، والخطيب، وأبي زرعة، والعراقي، والسبكي، والطبري، وداود الظاهري، وأبي ثور، واللقاني، والمالكي، والشعراني، وعلي الخواص، والشيخ الجيلاني، وابن العربي، والفقيه ابن زياد الشافعي، والإمام محمّد بن علي الشوكاني، وغيرهم من العلماء، كما تدلّ عليه كتبهم.

وإنّك لو جهرت بما في قلبك، ولم تخف في الله لومة لائم، لقلت: إنّ هؤلاء العلماء من أتباع الأئمّة الذين يثبتون مذاهبهم بأنواع من الأقية والإجتهادات كلّهم مجتهدون كالأئمّة الأربعة وأمثالهم.

ويؤيّد ذلك ما قال محمّد بن مالك - فيما نقل عنه الشعراني - إنّه إذا كانت

____________________

(١). شرح المواهب اللدنية ١ / ١٦٦.

٨٥

العلوم منحاً إلهيّة، واختصاصات لدنيّة، فلا يدع أنْ يدّخر الله لبعض المتأخّرين ما لم يطّلع عليه أحد من المتقدمين. انتهى.

ولا شكّ أنّ العلوم والفنون المتداولة كانت ناقصة في ذلك الزمان بالنسبة إلى كمالها اليوم، لاجتماع هذه التأليفات غير المحصورة، والتحقيقات غير المعدودة، التي لم تكن في عهدهم، فلا بدّ أن يكون علم المتأخّر أوسع من علم المتقدم، ويكون الإجتهاد في هذا الزمان أيسر منه في ذلك الزمان، كما صرّح به جماعة من أهل العلم، حتّى ادّعى بعض الأكابر من الحنفيّة أنّ ثلث علمه جميع علم الشافعي.

قال ابن الأميررحمه‌الله : وإنّما لم يدّعوا ذلك لأنّ المطلوب هو الإجتهاد وقد فعلوه، لا دعواه بلسانه فلا حاجة إليه، مع أنّ في ادّعائه اليوم فساداً عظيماً، من حيث أنّ المتعصّبين لا يذرونه ولو كان ملأ قوّته، فلذلك تركه كثير ممّن بلغ رتبة الإجتهاد ولم يعدّوا أنفسهم من المجتهدين، بل انتسبوا إلى الأئمّة، وتزيّوا بزيّ المقلّدين، ولكن من لم يرهب من أن يلقي عليه الدهر دوائره أو يجرّ عليه شراشره جهر به وادّعاه:

فمنهم: أبو ثور. كان إماماً مجتهداً مستقّلاً

ومنهم: محمّد بن إسماعيل البخاري. عدّه الرملي وغيره مجتهداً مستقلاً

ومنهم: داود الظاهري. ذكره اللقاني في شرح الجوهرة من المجتهدين المستقلّين

ومنهم: ابن المنذر الحافظ النيسابوري. كان علّامة مجتهداً لا يقلّد أحداً

ومنهم: الحسن بن سعد الحافظ الكبير. كان علّامة مجتهداً لا يقلّد أحداً

٨٦

ومنهم: عبدالله بن وهب الفهري. كان ثقةً حجة حافظ مجتهداً لا يقلّد أحداً.

ومنهم: بقي بن مخلّد القرطبي صاحب التفسير. كان إماماً علماً قدوة مجتهداً

ومنهم: قاسم بن محمّد بن سيار، مصنّف كتاب الإيضاح في الردّ على المقلّدين

ومنهم: الإمام المفيد الكبير، محدّث العراق، أبو حفص عمر بن أحمد البغدادي الواعظ المعروف بابن شاهين. قال ابن ماكولا وغيره: ثقةٌ مأمون، صنّف ثلاثمائة مصنّف، كان لا يعرف الفقه، وكان إذا ذكر له مذهب يقول: أنا محمّديّ المذهب. مات سنة ٣٨٥.

ومنهم: أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري. قال ابن خلّكان: كان من الأئمّة المجتهدين ».

وإنّما نقلنا هذا الكلام بطوله - مع تلخيصٍ في بعض مواضعه لعدم الحاجة إليها - ليتّضح شأن ابن شاهين، وأنه كان - كالبخاري وأبي ثور والطبري وأمثالهم - من الأئمّة المجتهدين الذين لم يقلِّدوا أحداً من أئمّة المذاهب الأربعة وغيرهم.

٩ - السمعاني: « أبو حفص عمر بن أحمد المعروف بابن شاهين كان ثقة، صدوقاً، مكثراً من الحديث، له رحلة إلى العراقين، والحجاز، سمع أبا القاسم البغوي، وأبا خبيب البرني، وأبا بكر الباغندي، وأبا بكر بن أبي داود، وأبا عبدالله بن عفير، وطبقتهم.

روى عنه: ابنه عبيدالله، وهلال بن محمّد الحفار، وأبو بكر البرقاني، وأبا القاسم الأزهري، وأبو محمّد الخلال، وعبد العزيز الأزجي، وأبو القاسم

٨٧

التنوخي، وأبو محمّد الجوهري

وصنّف ثلاثمائة مصنّف وثلاثين مصنّفاً وكان لحّاناً لا يعرف من الفقه قليلاً ولا كثيراً. ومات في ذي الحجّة سنة ٣٨٥ »(١) .

١٠ - الذهبي: « أبو حفص ابن شاهين الواعظ المفسّر الحافظ صاحب التصانيف، وأحد أوعية العلم، توفي بعد الدارقطني بشهر، وكان أكبر من الدارقطني بتسع سنين قال ابن أبي الفوارس: ابن شاهين ثقة مأمون، جمع وصنف ما لم يصنّفه أحد. وقال محمّد بن عمر الدراوردي:

كان ثقةً لحّاناً، وكان لا يعرف الفقه ويقول: أنا محمّدي المذهب »(٢) .

١١ - السيوطي: « ابن شاهين، الحافظ الإمام المفيد الكبير محدّث العراق قال ابن ماكولا وغيره: ثقة مأمون، صنّف ما لم يصنّفه أحد، إلّا أنّه كان لحّاناً ولا يعرف الفقه. مات في ذي الحجة سنة ٣٨٥ »(٣) .

١٢ - الداودي: « عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين، الإمام الحافظ المفيد الواعظ، محدّث العراق، أبو حفص البغدادي، صاحب الترغيب والتفسير الكبير قال ابن ماكولا وغيره: ثقة مأمون »(٤) .

تنبيه

إنّ ما ذكروه بترجمة ابن شاهين من عدم معرفته للفقه، إنّما المراد به عدم معرفته بفقه أبي حنيفة والشافعي وغيرهما من أئمّة المذاهب، لا عدم معرفته فقه الحديث، فلا عائبة فيه، وكيف يتوهّم عدم معرفته بفقه الحديث وهو

____________________

(١). الأنساب. الشاهيني.

(٢). العبر في خبر من غبر. حوادث ٣٨٥.

(٣). طبقات الحفاظ: ٣٩٢.

(٤). طبقات المفسرين ٢ / ٢.

٨٨

المحدّث الكبير، والمصنف ما لم يصنّفه أحد، وهو صاحب المسند في ألف وثلاثمائة جزء، بل هو صاحب الإجتهاد المطلق كما عرفت من كلام القنوجي.

وأمّا كونه لحّاناً، فليس ذلك طعناً في وثوقه واعتماده وعظمة شأنه، فإنّ اللحن في المحاورات كثير، بل كثيراً ما يتعمّده العلماء، بل ربما استنكروا التكلم على طريقة النحو إذا كان مخالفاً للشائع المتداول على لسان العامة.

قال اليافعي بترجمة الفراء: « قال قطرب: دخل الفرّاء على الرشيد فتكلّم بكلامٍ لحن فيه مرّات. فقال جعفر بن يحيى البرمكي: إنّه قد لحن يا أمير المؤمنين. فقال الرشيد: أتلحن؟ فقال الفراء: يا أمير المؤمنين إن طباع أهل البدو الإعراب، وطباع أهل الحضر اللحن، فإذا تحفّظت لم ألحن، وإذا رجعت إلى الطبع لحنت، فاستحسن الرشيد قوله.

قلت: وأيضاً فإنّ عادة المنتهين في النحو لا يتشدّقون بالمحافظة على إعراب كلّ كلمةٍ عند كلّ أحد، بل قد يتكلّمون بالكلام الملحون تعمّداً على جاري عادة الناس، وإنّما يبالغ في التحرّز والتحفّظ عن اللحن في سائر الأحوال المبتدؤون، إظهاراً لمعرفتهم بالنحو، وكذلك يكثرون البحث والتكلّم بما هم مترسّمون به من بعض فنون العلم، ويضرب لهم في ذلك مثل فيقال: الإناء إذا كان ملآن كان عند حمله ساكناً، وإذا كان ناقصاً اضطرب وتخضخض بما فيه »(١) .

____________________

(١). مرآة الجنان ٢ / ٣٨ حوادث سنة ٢٠٧.

٨٩

(٥)

رواية إبن بَطّة العكبري

قال الحافظ الكنجي الشافعي: « الباب الثالث والعشرون في تشبيه النبيّ صلّى الله عليه وسلّم علي بن أبي طالب بادمعليه‌السلام في علمه، وأنّه مثّله بنوح في حكمته، ومثّله بإبراهيم خليل الرحمن في حلمه:

أخبرنا أبو الحسن بن المقيّر البغدادي بدمشق سنة أربع وثلاثين وستمائة، عن المبارك بن الحسن الشهرزوري، أخبرنا أبو القاسم إبن البسري، أخبرنا أبو عبدالله العكبري، أخبرنا أبوذر أحمد بن الباغندي، حدّثنا أبي، عن مسعر بن يحيى النهدي، حدّثنا شريك، عن ابن إسحاق، عن أبيه، عن ابن عباس قال:

بينما رسول الله صلّى الله عليه وسلّم جالس في جماعةٍ من أصحابه، إذ أقبل علي، فلمّا بصر به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه، وإلى نوح في حكمته، وإلى إبراهيم في حلمه، فلينْظر إلى علي بن أبي طالب »(١) .

ترجمة ابن بطّة

١ - السّمعاني: « أبو عبدالله عبيدالله بن محمّد بن محمّد بن حمدان إبن بطّة العكبري البطّي، من أهل عكبرا، كان إماماً، فاضلاً، عالماً بالحديث وفقهه، أكثر من الحديث، وسمع جماعةً من أهل العراق، وكان من فقهاء الحنابلة، صنّف التصانيف الحسنة المفيدة.

____________________

(١). كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب: ١٢١.

٩٠

حدّث عن أبي القاسم البغوي، وأبي محمّد بن صاعد، وأبي بكر عبدالله ابن زياد النيسابوري، وأبي طالب أحمد بن نصر الحافظ، وأبي ذر ابن الباغندي، وجماعة كثيرة من العراقيين وا لغرباء، وسافر الكثير إلى الشام و البصرة وغيرهما من البلاد.

روى عنه: أبو الفتح محمّد بن أبي الفوارس الحافظ، وأبو علي الحسين بن شهاب العكبري، وعبد العزيز بن علي الأزجي، وإبراهيم بن عمر البرمكي، وجماعة سواهم من أهل بلده والغرباء.

وحكي أنّه لـمّا رجع من الرحلة لزم بيته أربعين سنة، فلم ير يوماً منها في سوقٍ، ولا رئي مفطراً إلّا في يوم الأضحى والفطر، وكان أمّاراً بالمعروف، ولم يبلغه خبر منكر إلّا غيّره.

وتكلّم أبو الحسن الدارقطني في سماعه كتاب السنن لرجاء بن المرجا، فإنّ ابن بطّة كان يرويها عن حفص بن عمر الأردبيلي، وحكى ابن حفص أنّ أباه لم يسمع من رجاء شيئاً، وكان يصغر عن السّماع عنه. وتكلّموا في روايته عن أبي القاسم البغوي المعجم أيضاً.

ومات بعكبرا في المحرّم سنة ٣٨٧. ودفن يوم عاشورا.

قلت: وزرت قبره بعكبرا »(١) .

٢ - السمعاني: « واشتهر بهذه النسبة جماعة، منهم: أبو عبدالله عبيدالله بن محمّد بن محمّد بن حمدان بن بطة العكبري الحنبلي، من أهل عكبرا، صنّف التصانيف، وكان فاضلاً زاهداً »(٢) .

٣ - البدخشاني: « كان إماماً، فاضلاً، عالماً بالحديث وفقهه، أكثر من

____________________

(١). الأنساب. البطّي.

(٢). الأنساب. الحنبلي.

٩١

الحديث، وسمع جماعة من أهل العراق، وكان من فقهاء الحنابلة، صنّف التصانيف الحسنة المفيدة

قلت: ذكره ابن ناصر الدين في طبقات الحفاظ، ولم يذكره الذهبي »(١) .

ابن بطّة من مشايخ شيوخ الدّهلويّ في الإجازة

وذلك لأنّه من مشايخ الشيخ جلال الدين السّيوطي، فإنّه يقول في ( زاد المسير في الفهرست الصغير ) « مختصر الخرَقي - أنبأني به قاضي الحنابلة عزّالدين إبراهيم بن نصر الكناني، وابن خاله الشهاب أحمد بن الجمال عبدالله الحنبلي، والبدر محمّد بن شيخ الإسلام أبي الفضل بن حجر، وأبو بكر ابن علي ابن موسى الحارث المكي، والكمال محمّد بن عبدالرحمن القليوبي. كلّهم عن أبي بكر بن الحسين المراغي، عن أبي العباس الحجّار، عن أحمد بن يعقوب المارستاني، عن أبي المعالي محمّد بن النحاس، عن أبي القاسم علي بن أحمد البسري، عن أبي عبدالله عبيدالله بن محمّد بن حمدان إبن بطة إجازة، أنا المؤلّف سماعاً تصانيف ابن بطة بهذا السند إليه إجازة ».

وإلى « السّيوطي » ينتهي سند المشايخ السّبعة للشيخ « ولي الله الدهلوي »، فإنّه يقول في ( الإرشاد إلى مهمّات الإسناد ): « فصل: قد اتّصل سندي - والحمد لله بسبعةٍ من المشايخ الجلّة الكرام، الأئمّة القادة الأعلام، من المشهورين بالحرمين المحترمين، المجمع على فضلهم من بين الخافقين: الشيخ محمّد بن العلاء البابلي، والشيخ عيسى المغربي الجعفري، والشيخ محمّد بن محمّد بن سليمان الردّاني المغربي، والشيخ إبراهيم بن حسن الكردي المدني، والشيخ حسن بن علي العجيمي المكي، والشيخ أحمد بن

____________________

(١). تراجم الحفاظ - مخطوط. حرف العين.

٩٢

محمّد النخلي المكي، والشيخ عبدالله بن سالم البصري ثمّ المكّي

فصل - سند هؤلاء المشايخ السبعة ينتهي إلى الإمامين الحافظين القدوتين الشهيرين بشيخ الإسلام: زين الدين زكريا، والشيخ جلال الدين السّيوطي ».

و ( الدهلوي ) ينصّ في ( أصول الحديث ) على أنّه قد أخذ علم الحديث وسائر العلوم عن والده ( ولي الله الدهلوي )، وأنّه قد قرأ وسمع عليه عدةً من كتب الحديث، حتّى حصلت له الملكة المعتدّ بها في فهم معاني الحديث ودرك حقائق الأسانيد

(٦)

رواية الحاكم النيسابوري

رواه في ( تاريخ نيسابور ) على ما ذكر الموفق بن أحمد الخوارزمي المكي حيث قال: « أخبرنا الشيخ الزاهد الحافظ أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي [، قال ]: أخبرنا شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ، [ قال ] أخبرنا أحمد بن الحسين البيهقي

وبهذا الإسناد عن أحمد بن الحسين هذا، أخبرنا أبو عبدالله الحافظ في التاريخ، حدّثنا أبو جعفر محمّد بن سعيد، حدّثنا محمّد بن مسلم بن وارة بن موسى العبسي، حدّثنا أبو عمر الأزدي، عن أبي راشد الحبراني، عن أبي الحمراء قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه، وإلى نوح في فهمه، وإلى يحيى بن زكريا في زهده، وإلى موسى ابن عمران في

٩٣

بطشه، فلينظر إلى علي بن أبي طالب. قال أحمد بن الحسين البيهقي: لم أكتبه إلّا بهذا الإسناد. والله أعلم »(١) .

ترجمة الحاكم

١ - ابن خلكان: « أبو عبدالله محمّد بن عبدالله بن محمّد بن حمدويه بن نعيم بن الحكم، الضبّي الطهماني، المعروف بالحاكم النيسابوري، الحافظ المعروف بابن البيّع، إمام أهل الحديث في عصره، والمؤلّف فيه الكتب التي لم يسبق إلى مثلها. كان عالماً عارفاً واسع العلم، تفقّه على أبي سهل محمّد بن سليمان الصعلوكي الفقيه الشافعي، - و قد تقدم ذكره - ، ثمّ انتقل إلى العراق، وقرأ على أبي علي بن أبي هريرة الفقيه ثمّ طلب الحديث وغلب عليه فاشتهر به، وسمعه من جماعةٍ لا يحصون كثرةً، فإنّ معجم شيوخه يقرب من ألفي رجل، حتّى روى عمّن عاش بعده، لسعة روايته وكثرة شيوخه، وصنّف في علومه ما يبلغ ألفاً وخمسمائة جزء وأمّا ما تفرّد بإخراجه فمعرفة علوم الحديث، وتاريخ علماء نيسابور، والمدخل إلى علم الصحيح، والمستدرك على الصحيحين، وما تفرّد به كلّ واحدٍ من الإمامين، وفضائل الإمام الشافعي، وله الرحلة إلى رحلتان، وكانت الرحلة الثانية سنة ٣٦٠، وناظر الحفاظ وذاكر الشيوخ وكتب عنهم أيضاً، وباحث الدارقطني فرضيه. وتقلّد القضاء بنيسابور في سنة ٣٩٥

كانت ولادته في شهر ربيع الأول سنة ٣٢١ بنيسابور، وتوفي بها يوم الثلاثاء ثالث صفر سنة ٤٠٥. وقال الخليلي في كتاب الإرشاد: توفي سنة ٤٠٣. رحمه الله تعالى

____________________

(١). مناقب أمير المؤمنين للخوارزمي: ٤٠.

٩٤

لازمه الدارقطني، وسمع منه أبو بكر القفال الشاشي وأنظارهما »(١) .

٢ - أبو الفداء: « وفيها توفي الحافظ إمام أهل الحديث في عصره، والمؤلف فيه الكتب التي لم يسبق إلى مثلها، سافر في طلب الحديث، وبلغت عدة شيوخه نحو ألفين، وصنّف عدّة مصنّفات »(٢) .

٣ - ابن الوردي: « وفيها توفي الحافظ إمام أهل الحديث في عصره، والمؤلّف فيه ما لم يسبق إليه، سافر في طلب الحديث وبلغت شيوخه ألفين »(٣) .

٥ - عبدالغافر الفارسي: « لم يخلِّف مثله »(٤) .

٦ - الزرقاني: « الحاكم - الإمام الحافظ الكبير محمّد بن عبدالله الضبّي أبو عبدالله النيسابوري، الثقة الثبت المجمع على صدقه ومعرفته بالحديث حقّ معرفته، أكثر الرحلة والسماع، حتّى سمع بنيسابور من نحو ألف شيخ، وفي غيرها أكثر، ولد سنة ٣٢١. ومات بنيسابور سنة ٤٠٥. وتصانيفه نحو خمسمائة، قاله الذهبي، أو ألف قاله عبدالغافر الفارسي، وقال غيرهما: ألف وخمسمائة. وعنه: شربت ماء زمزم وسألت الله أن يرزقني حسن التصنيف »(٥) .

٧ - عبدالحق الدهلوي: « من أهل الفضل والعلم والمعرفة في العلوم المتنوّعة، كان فريد عصره ووحيد وقته، خاصّةً في علوم الحديث، وله فيها

____________________

(١). وفيات الأعيان ٤ / ٢٨٠.

(٢). المختصر في أحوال البشر. حوادث ٤٠٥.

(٣). تتمة المختصر في أحوال البشر حوادث ٤٠٤.

(٤). السياق في تاريخ نيسابور: ٥ - ٦.

(٥). شرح المواهب اللدنية ١ / ٣٢.

٩٥

المصنّفات الكبيرة والغريبة العجيبة »(١) .

٨ - ابن الأثير: « وهذا الشرط الذي ذكرناه قد ذكره الحاكم أبو عبدالله النيسابوري. وقد قال غيره: إنّ هذا الشرط غير مطرد في كتابي البخاري ومسلم، فإنّهما قد أخرجا فيهما أحاديث على غير هذا الشرط.

والظنّ بالحاكم غير هذا، فإنّه كان عالماً بهذا الفن، خبيراً بغوامضه، عارفاً بأسراره، وما قال هذا القول وحكم على الكتابين بهذا الحكم إلّا بعد التفتيش والإختبار والتيقّن لما حكم به عليهما.

ثمّ غاية ما يدّعيه هذا القائل إنّه تتبّع الأحاديث التي في الكتابين، فوجد فيهما أحاديث لم ترد على هذا الشرط الذي ذكره الحاكم، وهذا منتهى ما يمكنه أنْ ينقض به، وليس ذلك ناقضاً، ولا يصلح أن يكون دافعاً لقول الحاكم، فإنّ الحاكم مثبت، وهذا ناف، والمثبت يقدّم على النافي، وكيف يجوز لهُ أن يقضي بانتفاء هذا الحكم بكونه لم يجده، ولعلّ غيره قد وجده، ولم يبلغه وبلغ سواه، وحسن الظنّ بالعلماء أحسن، والتوصل في تصديق أقوالهم أولى »(٢) .

٩ - الفخر الرازي: « وأمّا المتأخرون من المحدّثين، فأكثرهم علماً، وأقواهم قوّةً، وأشدّهم تحقيقاً في علم الحديث لهؤلاء، وهم: أبو الحسن الدارقطني والحاكم أبو عبدالله الحافظ، والشيخ أبو نعيم الإصفهاني، والحافظ أبو بكر البيهقي، والإمام أبو بكر عبدالله بن محمّد بن زكريا الجوزقي صاحب كتاب المتفق، والإمام الخطيب صاحب تاريخ بغداد، والإمام أبو سليمان الخطابي الذي كان بحراً في علم الحديث واللغة، وقيل في وصفه: جعل الحديث لأبي سليمان كما جعل الحديد لأبي سليمان - يعنون داود النبيّ

____________________

(١). رجال المشكاة للشيخ عبدالحق الدهلوي.

(٢). جامع الأصول ١ / ٩٢.

٩٦

صلّى الله عليه وسلّم، حيث قال تعال فيه:( وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ ) .

فهؤلاء العلماء صدور هذا العلم بعد الشيخين، وهم بأسرهم متّفقون على تعظيم الشافعي ...»(١) .

١٠ - النووي: « وما كان من الأسماء وبيان أحوال أصحابها، نقلته من كتب الأئمّة الحافظ الأعلام المشهورين بالإمامة في ذلك، والمعتمدين عند جميع العلماء، كتاريخ البخاري، وابن أبي خيثمة، وخليفة بن خيّاط المعروف بسنان، والطبقات الصغير، والطبقات الكبير لمحمّد بن سعد كاتب الواقدي - وهو ثقة وإن كان شيخه الواقدي ضعيفاً - ومن الجرح والتعديل لابن أبي حاتم، والثقات لأبي حاتم ابن حبان بكسر الحاء، وتاريخ نيسابور للحاكم أبي عبدالله، وتاريخ بغداد للخطيب، وتاريخ همدان، وتاريخ دمشق للحافظ أبي القاسم ابن عساكر، وغيرها من كتب التواريخ الكبار وغيرها »(٢) .

١١ - النّووي بعد نقل أقوال الحاكم وجماعة في وصف البخاري: « فهذه أحرف من عيون مناقبه وصفاته، ودرر شمائله وحالاته، أشرت إليها إشارات لكونها من المعروفات الواضحات، ومناقبه لا تستقصى لخروجها عن أنْ تحصى، وهي منقسمة إلى حفظٍ ودراية واجتهاد في التحصيل، ورواية ونسكٍ وإفادة، وورع وزهادة، وتحقيق وإتقان، وتمكّن وعرفان، وأحوال وكرامات وغيرها من أنواع المكرمات.

ويوضّح ذلك ما أشرت إليه من أقوال أعلام المسلمين، واُولي الفضل والورع والدين، والحفاظ النقّاد المتقنين، الذين لا يجازفون في العبارات، بل

____________________

(١). مناقب الشافعي للرازي - الوجه الثالث من الباب الرابع.

(٢). تهذيب الأسماء واللغات ١ / ٦.

٩٧

يتأمّلونها ويحرزونها ويحافظون على صيانتها أشدّ المحافظات »(١) .

١٢ - النووي: « ذكر مسلم رحمه الله تعالى في أوّل مقدمة صحيحه أنّه يقسّم الأحاديث ثلاثة أقسام. الأوّل: ما رواه الحفاظ المتقنون. والثاني: ما رواه المستورون المتوسّطون في الحفظ والإتقان. والثالث: ما رواه الضعفاء والمتروكون، وأنّه إذا فرغ من القسم الأوّل أتبعه الثاني، وأمّا الثالث فلا يعرّج عليه. فاختلف العلماء في مراده بهذا التقسيم، فقال الإمامان الحافظان أبو عبدالله الحاكم وصاحبه أبو بكر البيهقي رحمهما الله: إنّ القسم الأوّل. قال القاضي عياض: وهذا ممّا قبله الشيوخ والناس من الحاكم أبي عبدالله وتابعوه عليه »(٢) .

١٣ - الخطيب التبريزي: « البيهقي - هو أبو بكر أحمد بن الحسن البيهقي كان أوحد دهره في الحديث والتصانيف ومعرفة الفقه. وهو من كبار أصحاب الحاكم أبي عبدالله. قالوا: سبعة من الحفاظ أحسنوا التصنيف وعظم الإنتفاع بتصانيفهم. أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني ثمّ الحاكم أبو عبدالله النيسابوري »(٣) .

١٤ - السبكي: « فأين أهل عصرنا من حفاظ هذه الشريعة:

أبي بكر الصدّيق، وعمر الفاروق، وعثمان ذي النورين، وعلي المرتضى

ومن طبقة أخرى من التابعين: أويس القرني، وعلقمة بن قيس، والأسود ابن يزيد، ومسروق بن الأجدع، وابن المسيّب، وأبي العالية

____________________

(١). تهذيب الأسماء واللغات - ترجمة البخاري ١ / ٧٦.

(٢). المنهاج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج ١ / ٢٣.

(٣). الإكمال في أسماء الرجال ٣ / ٨٠٦.

٩٨

طبقة أخرى: والأوزاعي، والثوري، ومعمر بن راشد، وشعبة

اُخرى: والشافعي، وعفان بن مسلم، وآدم بن أبي أياس

اُخرى: وأحمد بن محمّد بن حنبل، وأحمد بن إبراهيم الدورقي

اُخرى: محمّد بن يحيى الذهلي، والبخاري، وأبي حاتم الرازي

اُخرى: وأبي داود السجستاني، وصالح جزرة، والترمذي، وابن ماجة

اُخرى: وعبدان، وعبدالله بن أحمد الأهوازي، والحسن بن سفيان

اُخرى: وأبي بكر بن زياد النيسابوري، وأبي حامد أحمد بن محمّد ابن الشرقي

اُخرى: وأبي القاسم الطبراني، وأبي حاتم محمّد بن حبان، وأبي علي ابن السكن

اُخرى: وأبي عبدالله بن مندة، وأبي عبدالله الحسين بن أحمد بن بكير، وأبي عبدالله الحاكم، وعبد الغني بن سعيد الأزدي، وأبي بكر بن مردويه، وأبي عبدالله محمّد بن أحمد غنجار، وأبي بكر البرقاني، وأبي حاتم العبدوي، وحمزة السهمي، وأبي نعيم الإصبهاني.

اُخرى: وأبي عبدالله الصوري، والخطيب، والبيهقي، وابن حزم، وابن عبدالبر، وأبي الوليد الباجي، وأبي صالح المعزول.

اُخرى: وأبي إسحاق الحبّال، وأبي نصر بن ماكولا، وأبي عبدالله الحميدي، وأبي علي الغسّاني، وأبي الفضل محمّد بن طاهر المقدسي، وأبي علي بن سكرة.

اُخرى: وأبي عامر محمّد بن سعدون العبدري، وأبي القاسم التّيمي، وأبي الفضل بن ناصر، وأبي العلاء الهمداني، وأبي طاهر السّلفي، وأبي القاسم

٩٩

ابن عساكر، وأبي سعد السمعاني، وأبي موسى المديني

اُخرى: وأبي بكر بن نقطة، وابن الزيبني، وأبي عبدالله محمّد بن عبدالواحد

اُخرى: عبدالعظيم المنذري، ورشيد الدين العطار، وابن مسدي.

اُخرى: النووي، والدمياطي، وابن الظاهري، وعبيد الأشعري

اُخرى: والقاضي سعد الدين الحارثي، والحافظ أبي الحجاج المزي

اخرى: والحافظ أبي العباس بن المظفر، والحافظ صلاح الدين العلائي.

فهؤلاء مهرة هذا الفن، وقد أغفلنا كثيراً من الأئمّة، وأهملنا عدداً صالحاً من المحدثين، وإنّما ذكرنا من ذكرناه ليتنبّه بهم على من عداهم، ثمّ أفضى الأمر إلى طيّ بساط الأسانيد رأساً، وعدّ الإكثار منها جهالةً وسواساً »(١) .

١٥ - الأسنوي: « وبعد، فإنّ الشافعي - رضي ‌الله‌ عنه وأرضاه ونفعنا به وبسائر أئمّة المسلمين أجمعين - قد حصل له في أصحابه من السعادة أمور لم تتّفق في أصحاب غيره

ومنها: إنّ كبار أئمّة الحديث إمّا من جملة أصحابه الآخذين عنه أو عن أتباعه، كالإمام أحمد، والترمذي، والنسائي، وابن ماجة، وابن المنذر، وابن حبان، وابن خزيمة، والبيهقي، والحاكم، والخطابي، والخطيب، وأبي نعيم »(٢) .

١٦ - البدخشاني: « الحاكم - لقّب به جماعة من أهل الحديث، فمنهم من لقّب به لأجل رياسةٍ دنيوية ومنهم من لقّب به لأجل الرياسة في الحديث، وهما رجلان فاقا أهل عصرهما في معرفة الحديث، أحدهما:

____________________

(١). طبقات الشافعية الكبرى ٤ / ١٥٥.

(٢). طبقات الشافعية - أول الكتاب.

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

بالحمرة، فقلت: جعلت فداك، ليس هذا من خضاب أهلك. فقال: أجل، كنت أخضب بالوسمة فتحرك علي أسناني، إن الرجل كان إذا أسلم على عهد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فعل ذلك، ولقد خضب أميرالمؤمنين عليه السلام بالصفرة، فبلغ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ذلك، فقال: إسلام. فخضبه بالحمرة، فبلغ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ذلك، فقال: إسلام وإيمان. فخضبه بالسواد، فبلغ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ذلك، فقال: إسلام وإيمان ونور(١) .

٤٨٥/١٠ - حدّثنا الحسين بن إبراهيم بن ناتانه رحمه الله، قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن حفص بن البختري، عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام، قال: تقليم الاظافر، وأخذ الشارب من الجمعة إلى الجمعة، أمان من الجذام(٢) .

٤٨٦/١١ - حدّثنا عليّ بن عبدالله الوراق، قال: حدّثنا سعد بن عبدالله، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه علي، عن الحسين بن سعيد، عن الحارث بن محمّد بن النعمان الاحول صاحب الطاق، عن جميل بن صالح، عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام، عن آبائه عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: من أحب أن يكون أكرم الناس فليتق الله، ومن أحب أن يكون أتقى الناس فليتوكل على الله، ومن أحب أن يكون أغنى الناس فليكن بما عند الله عزّوجلّ أوثق منه بما في يده.

ثم قال صلّى الله عليه وآله وسلّم: ألا أنبئكم بشر الناس؟ قالوا: بلى، يا رسول الله. قال: من أبغض الناس وأبغضه الناس.

ثم قال: ألا أنبئكم بشر من هذا؟ قالوا: بلى، يا رسول الله. قال: الذي لا يقيل عثرة، ولا يقبل معذرة، ولا يغفر ذنبا.

ثم قال: ألا أنبئكم بشر من هذا؟ قالوا: بلى، يا رسول الله؟ قال: من لا يؤمن شره،

______________

(١) وسائل الشيعة ١: ٤٠٥/٢.

(٢) الخصال: ٣٩/٢٤، وسائل الشيعة ٥: ٤٩/١٠، بحار الانوار ٧٦: ١١٠/٤.

٣٨١

ولا يرجى خيره، إن عيسى بن مريم عليه السلام قام في بني إسرائيل فقال: يا بني إسرائيل، لا تحدثوا بالحكمة الجهال فتظلموها، ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم، ولا تعينوا الظالم على ظلمه فيبطل فضلكم الامور ثلاثة: أمر تبين لك رشده فاتبعه، وأمر تبين لك غيه فاجتنبه، وأمر اختلف فيه فرده إلى الله عزّوجلّ(١) .

٤٨٧/١٢ - حدّثنا جعفر بن عليّ بن الحسن بن عليّ بن عبدالله بن المغيرة الكوفي رضي الله عنه، قال: حدثني جدي الحسن بن علي، عن جده عبدالله بن المغيرة، عن إسماعيل بن مسلم السكوني، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام، قال: قال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم: أوحى الله عزّوجلّ إلى داود عليه السلام: يا داود، كما لا تضيق الشمس على من جلس فيها، كذلك لا تضيق رحمتي على من دخل فيها، وكما لا تضر الطيرة من لا يتطير منها، كذلك لا ينجو من الفتنة المتطيرون، وكما أن أقرب الناس مني يوم القيامة المتواضعون، كذلك أبعد الناس مني يوم القيامة المتكبرون(٢) .

٤٨٨/١٣ - حدّثنا أبي رحمه الله، قال: حدّثنا سعد بن عبدالله، قال: حدّثنا أحمد ابن الحسين بن سعيد عن محمّد بن جمهور العمي، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن عصام بن حميد، عن محمّد بن مسلم، عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام، قال: من حفظ من شيعتنا أربعين حديثا بعثه الله يوم القيامة عالما فقيها ولم يعذبه(٣) .

٤٨٩/١٤ - حدّثنا أحمد بن الحسن القطان، قال: حدّثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم، قال: حدثني هارون بن إسحاق الهمداني، قال: حدثني عبدة بن سليمان، قال: حدّثنا كامل بن العلاء، قال: حدّثنا حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن عبدالله بن عباس، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لعليّ بن أبي طالب عليه السلام: يا

______________

(١) معاني الاخبار: ١٩٦/٢، بحار الانوار ٧٢: ٢٠٣/١.

(٢) بحار الانوار ١٤: ٣٤/٤.

(٣) بحار الانوار ٢: ١٥٣/١.

٣٨٢

علي، أنت صاحب حوضي، وصاحب لوائي، ومنحز عداتي، وحبيب قلبي، ووارث علمي، وأنت مستودع مواريث الانبياء، وأنت أمين الله في أرضه، وأنت حجة الله على بريته، وأنت ركن الايمان، وأنت مصباح الدجى، وأنت منار الهدى، وأنت العلم المرفوع لاهل الدنيا، من تبعك نجا، ومن تخلف عنك هلك، وأنت الطريق الواضح، وأنت الصراط المستقيم، وأنت قائد الغر المحجلين، وأنت يعسوب المؤمنين، وأنت مولى من أنا مولاه، وأنا مولى كل مؤمن ومؤمنة، لا يحبك إلا طاهر الولادة، ولا يبغضك إلا خبيث الولادة، وما عرج بي ربي عزّوجلّ إلى السماء قط وكلمني ربي إلا قال لي: يا محمّد، اقرأ عليا مني السلام، وعرفه أنه إمام أوليائي، ونور أهل طاعتي، فهنيئا لك - يا علي - على هذه الكرامة(١) .

٤٩٠/١٥ - حدّثنا أبي (رضي الله)، قال: حدّثنا سعد بن عبدالله، قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، قال: حدّثنا عليّ بن أسباط، قال: حدّثنا عليّ بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن الصادق جعفر بن محمّد عليه السلام أنه قال: يا أبا بصير، نحن شجرة العلم، ونحن أهل بيت النبي، وفي دارنا مهبط جبرئيل، ونحن خزان علم الله، ونحن معادن وحي الله، من تبعنا نجا، ومن تخلف عنا هلك، حقا على الله عزّوجلّ(٢) .

٤٩١/١٦ - حدّثنا أبي رضي الله عنه، قال: حدّثنا أحمد بن إدريس، قال: حدّثنا إبراهيم بن هاشم، عن الحسن بن محبوب، قال حدّثنا عليّ بن رئاب، قال: حدّثنا موسى بن بكر، عن أبي الحسن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: لا تستخفوا بفقراء شيعة علي وعترته من بعده، فإن الرجل منهم ليشفع في مثل ربيعة ومضر(٣) .

وصلّى الله على محمّد وآله، وحسبنا الله ونعم الوكيل

______________

(١) بحار الانوار ٣٨: ١٠٠/٢٠.

(٢) بحار الانوار ٢٦: ٢٤٠/١.

(٣) بحار الانوار ٧٢: ٣٥/٢٧.

٣٨٣

[ ٥١ ]

المجلس الحادي والخمسون

مجلس يوم الجمعة

التاسع من شهر ربيع الاول سنة ثمان وستين وثلاثمائة

٤٩٢/١ - حدّثنا الشيخ الجليل أبوجعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى ابن بابويه القمي رضي الله عنه، قال: حدّثنا أبي رحمه الله، قال: حدّثنا سعد بن عبدالله، قال: حدّثنا الهيثم بن أبي مسروق النهدي، قال: حدّثنا الحسن بن محبوب، عن جميل بن صالح، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر عليه السلام أنه سئل عن قول الله عزّوجلّ:( وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ ) : قال: ذاك قول ابن آدم إذا حضره الموت، قال: هل من طبيب، هل من دافع؟ قال:( وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ ) يعني فراق الاهل والاحبة عند ذلك، قال:( وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ ) ، قال: التفت الدنيا بالآخرة، قال:( إِلَىٰ رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ ) (١) إلى رب العالمين يومئذ المصير(٢) .

٤٩٣/٢ - حدّثنا أبي رضي الله عنه، قال: حدّثنا سعد بن عبدالله، قال: حدثني أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر عليه السلام، قال: سمعته يقول: أما إنه ليس من سنة أقل مطرا من سنة، ولكن الله يضعه حيث يشاء، إن الله جل جلاله إذا عمل

______________

(١) القيامة ٧٥: ٢٧ - ٣٠.

(٢) بحار الانوار ٦: ١٥٩/٢٠.

٣٨٤

قوم بالمعاصي صرف عنهم ما كان قدر لهم من المطر في تلك السنة إلى غيرهم وإلى الفيافي والبحار والجبال، وإن الله ليعذب الجعل(١) في جحرها بحبس المطر عن الارض التي هي بمحلتها لخطايا من بحضرتها، وقد جعل الله لها السبيل إلى مسلك سوى محلة أهل المعاصي. قال: ثم قال أبوجعفر عليه السلام: فاعتبروا يا أولى الابصار.

ثم قال: وجدنا في كتاب علي عليه السلام، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: إذا ظهر الزنا كثر موت الفجأة وإذا طفف المكيال أخذهم الله بالسنين والنقص، وإذا منعوا الزكاة منعت الارض بركاتها من الزرع والثمار والمعادن كلها، وإذا جاروا في الاحكام تعاونوا على الظلم والعدوان، وإذا نقضوا العهود سلط الله عليهم عدوهم، وإذا قطعوا الارحام جعلت الاموال في أيدي الاشرار، وإذا لم يأمروا بمعروف ولم ينهوا عن منكر ولم يتبعوا الاخيار من أهل بيتي، سلط الله عليهم شرارهم، فيدعو عند ذلك خيارهم فلا يستجاب لهم(٢) .

٤٩٤/٣ - حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن هشام بن سالم، عن حبيب السجستاني، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام، قال: إن في التوراة مكتوبا: يا موسى، إني خلقتك واصطنعتك وقويتك، وأمرتك بطاعتي، ونهيتك عن معصيتي، فإن أطعتني أعنتك على طاعتي، وإن عصيتني لم أعنك على معصيتي. يا موسى، ولي المنة عليك في طاعتك لي، ولي الحجة عليك في معصيتك لي(٣) .

٤٩٥/٤ - حدّثنا أحمد بن الحسن القطان، قال: حدّثنا أبويزيد محمّد بن يحيى بن خالد(٤) بن يزيد المروزي بالري في شهر ربيع الاول سنة اثنتين وثلاثمائة،

______________

(١) الجعل: حيوان كالخنفساء يكثر في المواضع الندية.

(٢) بحار الانوار ٧٣: ٣٧٢/٥.

(٣) بحار الانوار ١٣: ٣٢٨/٥.

(٤) في نسخة: أبويزيد محمّد بن يحيى بن خلف، انظر سير أعلام النبلاء ١٤: ٥٣٢.

٣٨٥

قال: حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي في سنة ثمان وثلاثين ومائتين وهو المعروف بإسحاق بن راهويه، قال: حدّثنا يحيى بن يحيى، قال: حدّثنا هشام(١) ، عن مجالد، عن الشعبي، عن مسروق، قال: بينا نحن عند عبدالله بن مسعود نعرض مصاحفنا عليه، إذ يقول له فتى شاب: هل عهد إليكم نبيكم كم يكون من بعده خليفة؟ قال: إنك لحدث السن، وإن هذا الشئ ما سألني عنه أحد قبلك، نعم عهد إلينا نبينا صلّى الله عليه وآله وسلّم أنه يكون بعده اثنا عشر خليفة، بعدة نقباء بني إسرائيل(٢) .

٤٩٦/٥ - حدّثنا أبوعلي أحمد بن الحسن بن عليّ بن عبدويه، قال: حدّثنا أبوعبدالله أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن أبي الرجال البغدادي، قال: حدّثنا محمّد بن عبدوس الحراني، قال: حدّثنا عبد الغفار بن الحكم، قال: حدّثنا منصور بن أبي الاسود، عن مطرف، عن الشعبي، عن عمه قيس بن عبد، قال: كنا جلوسا في حلقة فيها عبدالله بن مسعود، فجاء أعرابي، قال: أيكم عبدالله؟ قال عبدالله بن مسعود: أنا عبدالله، قال: هل حدثكم نبيكم صلّى الله عليه وآله وسلّم كم يكون بعده من الخلفاء؟ قال: نعم، اثنا عشر، عدة نقباء بني إسرائيل(٣) .

٤٩٧/٦ - حدّثنا عتاب بن محمّد بن عتاب الوراميني، قال: حدّثنا يحيى بن محمّد بن صاعد، قال: حدّثنا أحمد بن عبد الرحمن بن المفضل ومحمّد بن عبيد الله ابن سوار، قالا: حدّثنا عبد الغفار بن الحكم، قال: حدّثنا منصور بن أبي الاسود، عن مطرف، عن الشعبي.

وحدثنا عتاب بن محمّد، قال: حدّثنا إسحاق بن محمّد الانماطي، عن يوسف

______________

(١) في نسخة: ميثم، والظاهر أن الصحيح: هشيم كما في تهذيب الكمال ٢٧: ٢٢١، و ٣٠: ٢٧٢، وسير أعلام النبلاء ٦: ٢٨٤ ولم نعثر على رواية هشام، عن مجالد.

(٢) عيون أخبار الرضا عليه السلام ١: ٤٨/١٠، الخصال: ٤٦٦/٦، كمال الدين وتمام النعمة: ٢٧٠/١٦، بحار الانوار ٣٦: ٢٢٩/٨.

(٣) كمال الدين وتمام النعمة: ٢٧١/١٧، الخصال: ٤٦٧/٧، عيون أخبار الرضا عليه السلام ١: ٤٨/٩، بحار الانوار ٣٦: ٢٣٠/٩.

٣٨٦

ابن موسى، قال: حدثني جرير، عن أشعث بن سوار عن الشعبي.

وحدثنا عتاب بن محمّد، قال: حدّثنا الحسين بن محمّد الحراني، قال: حدّثنا أيوب بن محمّد الوزان، قال: حدّثنا سعيد بن مسلمة، قال: حدّثنا أشعث بن سوار عن الشعبي، كلهم قالوا عن عمه قيس بن عبد، قال عتاب: وهذا حديث مطرف، قال: كنا جلوسا في المسجد، ومعنا عبدالله بن مسعود فجاء أعرابي، فقال: أفيكم عبدالله؟ قال: نعم، أنا عبدالله، فما حاجتك؟ قال: يا عبدالله، أخبركم نبيكم صلّى الله عليه وآله وسلّم كم يكون من خليفة؟ قال: لقد سألتني عن شئ ما سألني عنه أحد منذ قدمت العراق، نعم، اثنا عشر، عدة نقباء بني إسرائيل.

قال أبوعروبة في حديثه: قال: نعم عدة نقباء بني إسرائيل(١) .

٤٩٨/٧ - وقال جرير، عن أشعث، عن ابن مسعود، عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، قال: الخلفاء بعدي اثنا عشر، كعدة نقباء بني إسرائيل(٢) .

٤٩٩/٨ - حدّثنا أحمد بن الحسن القطان، قال: حدّثنا أبوبكر أحمد بن محمّد ابن عبدة النيسابوري، قال: حدّثنا أبوالقاسم هارون بن إسحاق، قال: حدّثنا عمي إبراهيم بن محمّد، عن زياد بن علاقة وعبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة، قال: كنت مع أبي عند النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، فسمعته يقول: يكون بعدي اثنا عشر أميرا، ثم أخفى صوته، فقلت لابي: ما الذي أخفى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ قال: قال: كلهم من قريش(٣) .

٥٠٠/٩ - حدّثنا عبدالله بن محمّد الصائغ، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى الغضراني، قال: حدّثنا أبوعلي الحسين بن الليث بن بهلول الموصلي(٤) ، قال: حدّثنا غسان بن الربيع، قال: حدّثنا سليم بن عبدالله مولى عامر الشعبي، عن عامر،

______________

(١) و (٢) عيون أخبار الرضا عليه السلام ١: ٤٩/١١، كمال الدين وتمام النعمة: ٢٧١/١٨، بحار الانوار ٣٦: ٢٣٠/١٠.

(٣) عيون أخبار الرضا عليه السلام ١: ٥٠/١٢، كمال الدين وتمام النعمة: ٢٧٢/١٩، بحار الانوار ٣٦: ٢٣٠/١١.

(٤) في تاريخ بغداد ٨: ٨٧، أبوعلي الحسين بن كميت بن البهلول بن عمر الموصلي.

٣٨٧

أنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: لا يزال أمر أمتي ظاهرا حتى يمضي اثنا عشر خليفة، كلهم من قريش(١) .

٥٠١/١٠ - حدّثنا صالح بن عيسى بن أحمد بن محمّد العجلي، قال: حدّثنا محمّد بن محمّد بن علي، قال: حدّثنا محمّد بن الفرج الروياني، قال: حدّثنا عبدالله ابن محمّد العجلي، قال: حدثني عبد العظيم بن عبدالله الحسني، عن أبيه، عن أبان مولى زيد بن علي، عن عاصم بن بهدلة، قال: قال لي شريح القاضي: اشتريت دارا بثمانين دينارا، وكتبت كتاب، وأشهدت عدولا، فبلغ ذلك أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام، فبعث إلي مولاه قنبرا فأتيته، فلما أن دخلت عليه قال: يا شريح، اشتريت دارا، وكتبت كتابا، وأشهدت عدولا، ووزنت مالا؟ قال: قلت: نعم. قال: يا شريح، اتق الله، فإنه سيأتيك من لا ينظر في كتابك ولا يسأل عن بينتك حتى يخرجك من دارك شاخصا، ويسلمك إلى قبرك خالصا، فانظر أن لا تكون اشتريت هذه الدار من غير مالكها، ووزنت مالا من غير حله، فإذن أنت قد خسرت الدارين جميعا الدنيا والآخرة.

ثم قال عليه السلام: يا شريح، فلو كنت عند ما اشتريت هذه الدار أتيتني، فكتبت لك كتاب على هذه النسخة، إذن لم تشترها بدرهمين.

قال: قلت: وما كنت تكتب، يا أميرالمؤمنين؟

قال: كنت أكتب لك هذا الكتاب:

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا ما اشترى عبد ذليل من ميت أزعج بالرحيل، اشترى منه دارا في دار الغرور، من جانب الفانين إلى عسكر الهالكين، وتجمع هذه الدار حدودا أربعة: فالحد الاول منها ينتهي إلى دواعي الآفات، والحد الثاني منها ينتهي إلى دواعي العاهات، والحد الثالث منها ينتهي إلى دواعي المصيبات، والحد الرابع منها ينتهي إلى الهوى

______________

(١) بحار الانوار ٣٦: ٢٣١/١٢.

٣٨٨

المردي والشيطان المغوي، وفيه يشرع باب هذه الدار، اشترى هذا المفتون بالامل من هذا المزعج بالاجل جميع هذه الدار، بالخروج من عز القنوع والدخول في ذل الطلب، فما أدرك هذا المشتري فيما اشترى منه من درك، فعلى مبلي أجسام الملوك، وسالب نفوس الجبابرة مثل كسرى وقيصر وتبع وحمير، ومن جمع المال إلى المال فأكثر، وبنى فشيد، ونجد(١) فزخرف، وأدخر بزعمه للولد، إشخاصهم جميعا إلى موقف العرض لفصل القضاء، وخسر هنا لك المبطلون، شهد على ذلك العقل إذا خرج من أسر الهوى ونظر بعين الزوال لاهل الدنيا، وسمع منادي الزهد ينادي في عرصاتها: ما أبين الحق لذي عينين! إن الرحيل أحد اليومين، تزودوا من صالح الاعمال، وقربوا الآمال بالآجال، فقد دنت الرحلة والزوال(٢) .

٥٠٢/١١ - حدّثنا محمّد بن أحمد بن عليّ بن أسد الاسدي، قال: حدّثنا محمّد بن أبي بكر الواسطي، قال: حدّثنا عبدالله بن يوسف الجارودي، قال: حدّثنا أبوإسحاق الفزاري، عن سفيان الثوري والاعمش، عن عبدالله بن السائب، عن زاذان، عن عبدالله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: إن لله ملائكة سياحين في الارض يبلغوني عن أمتي السلام(٣) .

٥٠٣/١٢ - حدّثنا محمّد بن عليّ بن الفضل الكوفي رضي الله عنه، قال: حدّثنا أبوجعفر محمّد بن عمار القطان، قال: حدثني الحسين بن عليّ بن الحكم الزعفراني، قال: حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم العبدي، قال: حدثني سهل بن زياد الآدمي، عن ابن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي، قال: دخلت مسجد الكوفة، فإذا أنا برجل عند الاسطوانة السابعة قائما يصلي، يحسن ركوعه وسجوده، فجئت لانظر إليه، فسبقني إلى السجود، فسمعته يقول في سجوده: اللهم إن كنت قد عصيتك فقد أطعتك في

______________

(١) نجد البيت: زينه بستور وفرش.

(٢) نهج البلاغة: ٣٦٥، الكتاب ٣، بحار الانوار ٧٧: ٢٧٧/١.

(٣) بحار الانوار ١٠٠: ١٨١/١.

٣٨٩

أحب الاشياء إليك، وهو الايمان بك، منا منك به علي لا منا به مني عليك، ولم أعصك في أبغض الاشياء إليك، لم أدع لك ولدا، ولم أتخذ لك شريكا، منا منك علي لا منا مني عليك، وعصيتك في أشياء على غير مكاثرة مني ولا مكابرة، ولا استكبار عن عبادتك، ولا جحود لربوبيتك، ولكن اتبعت هواي وأزلني الشيطان بعد الحجة والبيان، فإن تعذبني فبذنبي غير ظالم لي، وإن ترحمني فبجودك ورحمتك يا أرحم الراحمين.

ثم انفتل وخرج من باب كندة فتبعته حتى أتى مناخ(١) الكلبيين، فمر بأسود فأمره بشئ لم أفهمه، فقلت: من هذا؟ فقال: هذا عليّ بن الحسين. فقلت: جعلني الله فداك، ما أقدمك هذا الموضع؟ فقال: الذي رأيت(٢) .

٥٠٤/١٣ - حدّثنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم المعاذي، قال: حدّثنا أبوعبدالله محمّد بن عبدالله بن الفرج الشروطي، قال: حدّثنا أبوعبدالله محمّد بن يزيد ابن المهلب، قال: حدّثنا أبوأسامة، قال: حدثني عوف، عن ميمون، قال: أخبرني البراء بن عازب، قال: لما أمر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بحفر الخندق، عرضت له صخرة عظيمة شديدة في عرض الخندق، لا تأخذ فيها المعاول، فجاء رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فلما رآها وضع ثوبه وأخذ المعول، وقال: بسم الله، وضرب ضربة فكسر ثلثها، وقال: الله أكبر، أعطيت مفاتيح الشام، والله إني لابصر قصورها الحمراء الساعة. ثم ضرب الثانية فقال: بسم الله، ففلق ثلثا آخر، فقال: الله أكبر، أعطيت مفاتيح فارس، والله إني لابصر قصر المدائن الابيض. ثم ضرب الثالثة ففلق بقية الحجر، وقال: الله أكبر، أعطيت مفاتيح اليمن، والله إني لابصر أبواب صنعاء ( من )(٣) مكاني هذا(٤) .

٥٠٥/١٤ - حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور رضي الله عنه، قال: حدثني محمّد

______________

(١) المناخ: مبرك الابل.

(٢) بحار الانوار ٨٥: ١٣٩/٢٥، و ٨٦: ١٩٥/٢.

(٣) أثبتناه من الخصال.

(٤) الخصال: ١٦٢/٢١٢، بحار الانوار ٢٠: ٢٤١/٤.

٣٩٠

ابن عبدالله بن جعفر بن جامع الحميري، عن أبيه، قال: حدّثنا أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه محمّد بن خالد، عن خلف بن حماد الاسدي، عن أبي الحسن العبدي، عن الاعمش، عن عباية بن ربعي، عن عبدالله بن عباس، قال: أقبل عليّ بن أبي طالب عليه السلام ذات يوم إلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم باكيا، وهو يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، فقال له رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: مه يا علي. فقال علي عليه السلام: يا رسول الله، ماتت أمي فاطمة بنت أسد. قال: فبكى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، ثم قال: رحم الله أمك يا علي، أما إنها إن كانت لك اما فقد كانت لي أما، خذ عمامتي هذه وخذ ثوبي هذين، فكفنها فيهما، ومر النساء فليحسن غسلها، ولا تخرجها حتى أجئ فألي أمرها.

قال: وأقبل النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم بعد ساعة، وأخرجت فاطمة أم عليّ بن أبي طالب عليه السلام، فصلى عليها النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم صلاة لم يصل على أحد قبلها مثل تلك الصلاة، ثم كبر عليها أربعين تكبيرة، ثم دخل إلى القبر، فتمدد فيه، فلم يسمع له أنين ولا حركة، ثم قال: يا علي ادخل، يا حسن ادخل، فدخلا القبر، فلما فرغ مما احتاج إليه، قال له: يا علي اخرج، يا حسن اخرج، فخرجا، ثم زحف النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم حتى صار عند رأسها، ثم قال: يا فاطمة، أنا محمّد سيد ولد آدم ولا فخر، فإن أتاك منكر ونكير فسألاك: من ربك؟ فقولي: الله ربي، ومحمّد نبيي، والاسلام ديني، والقرآن كتابي، وابني إمامي ووليي. ثم قال: اللهم ثبت فاطمة بالقول الثابت. ثم خرج من قبرها، وحثا عليها حثيات، ثم ضرب بيده اليمنى على اليسرى فنفضهما، ثم قال: والذي نفس محمّد بيده، لقد سمعت فاطمة تصفيق يميني على شمالي.

فقام إليه عمار بن ياسر، فقال: فداك أبي وامي يا رسول الله، لقد صليت عليها صلاة لم تصل على أحد قبلها مثل تلك الصلاة؟ فقال: يا أبا اليقظان، وأهل ذلك هي مني، لقد كان لها من أبي طالب ولد كثير، ولقد كان خيرهم كثيرا، وكان خيرنا قليلا، فكانت تشبعني وتجيعهم، وتكسوني وتعريهم، وتدهنني وتشعثهم.

قال: فلم كبرت عليها أربعين تكبيرة، يا رسول الله؟ قال: نعم يا عمار، التفت عن

٣٩١

يميني فنظرت إلى أربعين صفا من الملائكة فكبرت لكل صف تكبيرة.

قال: فتمددك في القبر ولم يسمع لك أنين ولا حركة؟ قال: إن الناس يحشرون يوم القيامة عراة، فلم أزل أطلب إلى ربي عزّوجلّ أن يبعثها ستيرة، والذي نفس محمّد بيده، ما خرجت من قبرها حتى رأيت مصباحين من نور عند رأسها، ومصباحين من نور عند يديها، ومصباحين من نور عند رجليلها، وملكيها الموكلين بقبرها يستغفران لها إلى أن تقوم الساعة(١) .

٥٠٦/١٥ - حدّثنا أبي رضي الله عنه، قال: حدّثنا عبدالله بن الحسن المؤدب، عن أحمد بن عليّ الاصبهاني، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي، عن قتيبة بن سعيد، عن عمرو بن غزوان، عن أبي مسلم، قال: خرجت مع الحسن البصري وأنس بن مالك حتى أتينا باب ام سلمة (رضي الله عنها)، فقعد أنس على الباب، ودخلت مع الحسن البصري، فسمعت الحسن وهو يقول: السلام عليك يا أماه ورحمة الله وبركاته. فقالت له: وعليك السلام، من أنت يا بني؟ فقال: أنا الحسن البصري. فقالت: فيما جئت، يا حسن؟ فقال لها: جئت لتحدثيني بحديث سمعته من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في عليّ بن أبي طالب عليه السلام. فقالت: ام سلمة: والله لاحدثنك بحديث سمعته اذناي من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وإلا فصمتا، ورأته عيناي وإلا فعميتا، ووعاه قلبي وإلا فطبع الله عليه، وأخرس لساني إن لم أكن سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول لعلي ابن أبي طالب عليه السلام: يا علي، ما من عبد لقي الله يوم يلقاه جاحدا لولايتك إلا لقي الله بعبادة صنم أو وثن.

قال: فسمعت الحسن البصري وهو يقول: الله أكبر، أشهد أن عليا مولاي ومولى المؤمنين، فلما خرج قال له أنس بن مالك: ما لي أراك تكبر؟ قال: سألت أمنا أم سلمة أن تحدثني بحديث سمعته من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في علي عليه السلام،

______________

(١) بحار الانوار ٨١: ٢٥٠/٢٢.

٣٩٢

فقالت لي كذا وكذا، فقلت: الله أكبر، أشهد أن عليا مولاي ومولى كل مؤمن.

قال: فسمعت عند ذلك أنس بن مالك وهو يقول: أشهد على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أنه قال هذه المقالة ثلاث مرات، أو أربع مرات(١) .

وصلّى الله على سيدنا محمّد وآله الطيبين الطاهرين

______________

(١) بحار الانوار ٤٢: ١٤٢/٤.

٣٩٣

[ ٥٢ ]

المجلس الثاني والخمسون

وهو يوم الثلاثاء

الثالث والعشرين من شهر ربيع الاول سنة ثمان وستين وثلاثمائة

٥٠٧/١ - حدّثنا الشيخ الجليل أبوجعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى ابن بابويه القمي رضي الله عنه، قال: حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد الهمداني مولى بني هاشم، قال: حدّثنا جعفر بن عبدالله بن جعفر بن عبدالله بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن أبي طالب، قال: حدّثنا كثير بن عياش القطان، عن أبي الجارود زياد بن المنذر، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر عليه السلام قال: لما ولد عيسى بن مريم عليه السلام كان ابن يوم كأنه ابن شهرين، فلما كان ابن سبعة أشهر أخذت والدته بيده، وجاءت به إلى الكتاب، وأقعدته بين يدي المؤدب، فقال له المؤدب: قل بسم الله الرحمن الرحيم. فقال عيسى عليه السلام: بسم الله الرحمن الرحيم. فقال له المؤدب: قل أبجد. فرفع عيسى عليه السلام رأسه فقال: وهل تدري ما أبجد؟ فعلاه بالدرة ليضربه، فقال: يا مؤدب، لا تضربني، إن كنت تدري وإلا فسلني حتى أفسر لك. فقال: فسر لي.

فقال عيسى عليه السلام: الالف آلاء الله، والباء بهجة الله، والجيم جمال الله، والدال دين الله، هوز الهاء هول جهنم، والواو ويل لاهل النار، والزاي زفير جهنم،

٣٩٤

حطي حطت الخطايا عن المستغفرين، كلمن كلام الله لا مبدل لكلماته، سعفص صاع بصاع والجزاء بالجزاء، قرشت قرشهم فحشرهم. فقال المؤدب: أيتها المرأة، خذي بيد ابنك، فقد علم، ولا حاجة له في المؤدب(١) .

٥٠٨/٢ - حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفار، قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب وأحمد بن الحسن بن عليّ بن فضال، عن عليّ بن أسباط، عن الحسن بن زيد، قال: حدثني محمّد بن سالم، عن الاصبغ بن نباتة، قال: قال أميرالمؤمنين عليه السلام: سأل عثمان بن عفان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فقال: يا رسول الله، ما تفسير أبجد؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: تعلموا تفسير أبجد، فإن فيه الاعاجيب كلها، ويل لعالم جهل تفسيره.

فقيل: يا رسول الله، ما تفسير أبجد؟

قال: أما الالف فآلاء الله حرف من أسمائه، وأما الباء فبهجة الله، وأما الجيم فجنة الله وجلال الله وجماله، وأما الدال فدين الله، وأما هوز فالهاء هاء الهاوية، فويل لمن هوى في النار، وأما الواو فويل لاهل النار، وأما الزاي فزاوية في النار، فنعوذ بالله مما في الزاوية، يعني زوايا جهنم، وأما حطي فالحاء حطوط الخطايا عن المستغفرين في ليلة القدر، وما نزل به جبرئيل مع الملائكة إلى مطلع الفجر، وأما الطاء فطوبى لهم وحسن مآب، وهي شجرة غرسها الله عزّوجلّ، ونفخ فيها من روحه، وإن أغصانها لترى من وراء سور الجنة تنبت بالحلي والحلل، متدلية على أفواههم، وأما الياء فيد الله فوق خلقه، سبحانه وتعالى عما يشركون، وأما كلمن فالكاف كلام الله، لا تبديل لكلمات الله ولن تجد من دونه ملتحدا، وأما اللام فإلمام أهل الجنة بينهم في الزيارة والتحية والسلام، وتلاوم أهل النار فيما بينهم، وأما الميم فملك الله الذي لا يزول،

______________

(١) التوحيد: ٢٣٦/١، معاني الاخبار: ٤٥/١، بحار الانوار ١٤: ٢٨٦/٨.

٣٩٥

ودوام الله الذي لا يفنى، وأما النون فنون والقلم وما يسطرون، فالقلم قلم من نور وكتاب من نور في لوح محفوظ، يشهده المقربون، وكفى بالله شهيدا، وأما سعفص فالصاد صاع بصاع وفص بفص، يعني الجزاء بالجزاء وكما تدين تدان، إن الله لا يريد ظلما للعباد، وأما قرشت، يعني قرشهم فحشرهم ونشرهم إلى يوم القيامة، فقضى بينهم بالحق وهم لا يظلمون(١) .

٥٠٩/٣ - حدّثنا أبي رضي الله عنه، قال: حدّثنا سعد بن عبدالله، قال: حدّثنا أحمد ابن محمّد بن عيسى، قال: حدّثنا القاسم بن يحيى(٢) ، عن جده الحسن بن راشد، عن الصادق جعفر بن محمّد عليه السلام، قال: إذا ظلم الرجل فظل يدعو على صاحبه، قال الله جل جلاله: إن ها هنا آخر يدعو عليك، يزعم أنك ظلمته، فإن شئت أجبتك وأجبت عليك، وإن شئت أخرتكما فيوسعكما عفوي(٣) .

٥١٠/٤ - حدّثنا أبي رضي الله عنه، قال: حدّثنا عليّ بن الحسين السعد آبادي، قال: حدّثنا أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه، عن أحمد بن النضر الخزاز، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن أبي حمزة الثمالي، عن حبيب بن عمرو، قال: دخلت على أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام في مرضه الذي قبض فيه، فحل عن جراحته، فقلت: يا أميرالمؤمنين، ما جرحك هذا بشئ، وما بك من بأس. فقال لي: يا حبيب، أنا والله مفارقكم الساعة.

قال: فبكيت عند ذلك، وبكت أم كلثوم، وكانت قاعدة عنده، فقال لها: ما يبكيك يا بنية؟ فقالت: ذكرت يا أبه أنك تفارقنا الساعة فبكيت.

فقال لها: يا بنية لا تبكين، فوالله لو ترين ما يرى أبوك ما بكيت.

______________

(١) التوحيد: ٢٣٦/٢، معاني الاخبار: ٤٦/٢، الخصال: ٣٣١/٣٠، بحار الانوار ٢: ٣١٧/٢.

(٢) في النسخ: القاسم بن عيسى، وما أثبتناه هو الصحيح، انظر: معجم رجال الحديث ١٤: ٦٤.

(٣) وسائل الشيعة ٤: ١١٧٦/٢.

٣٩٦

قال حبيب: فقلت له: وما الذي ترى يا أميرالمؤمنين؟

فقال: يا حبيب، أرى ملائكة السماوات والنبيين بعضهم في أثر بعض وقوفا إلى أن يتلقوني، وهذا أخي محمّد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم جالس عندي، يقول: أقدم، فإن أمامك خير لك مما أنت فيه.

قال: فما خرجت من عنده حتى توفي عليه السلام، فلما كان من الغد، وأصبح الحسن عليه السلام، قام خطيبا على المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس، في هذه الليلة نزل القرآن، وفي هذه الليلة رفع عيسى بن مريم عليه السلام، وفي هذه الليلة قتل يوشع بن نون، وفي هذه الليلة مات أبي أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام.

والله لا يسبق أبي أحد كان قبله من الاوصياء إلى الجنة، ولا من يكون بعده، وإن كان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ليبعثه في السرية فيقاتل جبرئيل عن يمينه، وميكائيل عن يساره، وما ترك صفراء ولا بيضاء، إلا سبعمائة درهم فضلت من عطائه، كان يجمعها ليشتري بها خادما لاهله(١) .

٥١١/٥ - حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن عليّ بن مهزيار، عن الحسن بن سعيد، عن فضالة بن أيوب، عن عبدالله بن مسكان، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه عليهما السلام، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: ألا أخبركم بمن تحرم عليه النار غدا؟ قالوا: بلى يا رسول الله.

قال: الهين القريب اللين السهل(٢) .

٥١٢/٦ - حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطار رضي الله عنه، قال: حدّثنا أبي،

______________

(١) بحار الانوار ٤٢: ٢٠١/٦.

(٢) بحار الانوار ٧٥: ٥١/٤.

٣٩٧

عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن العيص بن القاسم، قال: قلت للصادق جعفر بن محمّد عليهما السلام: حديث يروى عن أبيك عليه السلام أنه قال: ما شبع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم من خبز بر قط، أهو صحيح؟ فقال: لا، ما أكل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم خبز بر قط، ولا شبع من خبز شعير قط(١) .

٥١٣/٧ - حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضي الله عنه، قال: حدّثنا أبي، عن محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الاشعري، قال: حدّثنا أحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه، عن وهب بن وهب القاضي، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه عليهما السلام، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: قال الله جل جلاله: يا بن آدم، أطعني فيما أمرتك، ولا تعلمني ما يصلحك(٢) .

٥١٤/٨ - وبهذا الاسناد، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: قال الله جل جلاله: يا بن آدم، اذكرني بعد الغداة ساعة وبعد العصر ساعة أكفك ما أهمك(٣) .

٥١٥/٩ - حدّثنا محمّد بن محمّد بن عصام الكليني رحمه الله، قال: حدّثنا محمّد بن يعقوب، قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن معز(٤) ، قال: حدّثنا محمّد بن عليّ ابن عاتكة(٥) ، عن الحسين بن النضر الفهري، عن عمرو الاوزاعي، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر، عن أبيه، عن جده عليهم السلام، قال: قال أميرالمؤمنين عليه السلام في خطبة خطبها بعد موت

______________

(١) بحار الانوار ١٦: ٢١٦/٤، و ٦٦: ٢٧٥/٥.

(٢) بحار الانوار ٧١: ١٣٥/١٢، و ٨٥: ٣١٩/٣.

(٣) ثواب الاعمال: ٤٥، بحار الانوار ٨٥: ٣١٩/٣.

(٤) في نسخة: معن، وفي معجم رجال الحديث ١٦: ٣٣٣، و ١٧: ٢٩: معمر.

(٥) كذا، وفي معجم رجال الحديث ١٦: ٣٣٣، و ١٧: ٢٩: عكاية.

٣٩٨

النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم بتسعة(١) أيام، وذلك حين فرغ من جمع القرآن، فقال: الحمد لله الذي أعجز الاوهام أن تنال إلا وجوده، وحجب العقول عن أن تتخيل ذاته، في امتناعها من الشبه والشكل، بل هو الذي لم يتفاوت في ذاته، ولم يتبعض بتجزئة العدد في كماله، فارق الاشياء لا على اختلاف الاماكن، وتمكن منها لا على الممازجة، وعلمها لا بأداة لا يكون العلم إلا بها، وليس بينه وبين معلومه علم غيره.

إن قيل: كان، فعلى تأويل أزلية الوجود، وإن قيل: لم يزل، فعلى تأويل نفي العدم، فسبحانه وتعالى عن قول من عبد سواه واتخذ إلها غيره علوا كبيرا.

نحمده بالحمد الذي ارتضاه لخلقه، وأوجب قبوله على نفسه، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمّدا عبده ورسوله، شهادتان ترفعان وتضاعفان العمل، خف ميزان ترفعان منه، وثقل ميزان تواضعان فيه، وبهما الفوز بالجنة، والنجاة من النار، والجواز على الصراط، وبالشهادتين تدخلون الجنة، وبالصلاة تنالون الرحمة، فأكثروا من الصلاة على نبيكم وآله:( إِنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) (٢) .

أيها الناس: إنه لا شرف أعلى من الاسلام، ولا كرم أعز من التقوى، ولا معقل أحرز من الورع، ولا شفيع أنجح من التوبة، ولا كنز أنفع من العلم، ولا عز أرفع من الحلم، ولا حسب أبلغ من الادب، ولا نسب أوضع من الغضب، ولا جمال أزين من العقل، ولا سوءة أسوأ من الكذب، ولا حافظ أحفظ من الصمت، ولا لباس أجمل من العافية، ولا غائب أقرب من الموت.

أيها الناس، إنه من مشى على وجه الارض فإنه يصير إلى بطنها، والليل والنهار مسرعان في هدم الاعمار، ولكل ذي رمق قوت، ولكل حبة آكل، وأنت قوت الموت،

______________

(١) في التوحيد: بسبعة.

(٢) الاحزاب ٣٣: ٥٦.

٣٩٩

وإن من عرف الايام لم يغفل عن الاستعداد، لن ينجو من الموت غني بماله، لا فقير لاقلاله.

أيها الناس، من خاف ربه كف ظلمه، ومن لم يرغ في كلامه أظهر هجره، ومن لم يعرف الخير من الشر فهو بمنزلة البهيمة، ما أصغر المصيبة مع عظم الفاقة غدا!

هيهات هيهات، وما تناكرتم إلا لما فيكم من المعاصي والذنوب، فما أقرب الراحة من التعب، والبؤس من النعيم! وما شر بشر بعده الجنة، وما خير بخير بعده النار، وكل نعيم دون الجنة محقور، وكل بلاء دون النار عافية(١) .

٥١٦/١٠ - حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه رحمه الله، قال: حدّثنا عمي محمّد ابن أبي القاسم، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن بكر بن صالح، قال: حدّثنا عبدالله بن إبراهيم الغفاري، عن عبد الرحمن، عن عمه عبد العزيز بن علي، عن سعيد بن المسيب، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: ألا أدلكم على شئ يكفر الله به الخطايا، ويزيد في الحسنات؟ قيل: بلى يا رسول الله.

قال: إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطى إلى هذه المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، وما منكم أحد يخرج من بيته متطهرا فيصلي الصلاة في الجماعة مع المسلمين، ثم يقعد ينتظر الصلاة الاخرى، إلا والملائكة تقول: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه.

فإذا قمتم إلى الصلاة فاعدلوا صفوفكم وأقيموها، وسدوا الفرج، وإذا قال إمامكم: الله أكبر، فقولوا: الله أكبر، وإذا ركع فاركعوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده، فقولوا: اللهم ربنا لك الحمد، إن خير الصفوف صف الرجال المقدم، وشرها المؤخر(٢) .

______________

(١) التوحيد: ٧٢/٢٧، بحار الانوار ٧٧: ٣٨٠/٥.

(٢) بحار الانوار ٨٠: ٣٠١/٢.

٤٠٠

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449