تذكرة الفقهاء الجزء ١٧

تذكرة الفقهاء16%

تذكرة الفقهاء مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: فقه مقارن
ISBN: 978-964-319-530-4
الصفحات: 466

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧
  • البداية
  • السابق
  • 466 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 156763 / تحميل: 5504
الحجم الحجم الحجم
تذكرة الفقهاء

تذكرة الفقهاء الجزء ١٧

مؤلف:
ISBN: ٩٧٨-٩٦٤-٣١٩-٥٣٠-٤
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

٢٣ ـ عن الشيخ الأجلّ الأقدم الثقة الفقيه الأكرم« عماد الدين محمّد بن
أبي القاسم الطبري »
رفع الله مقامه ، وزاد في الخلد إكرامه

٢٤ ـ عن الشيخ الإمام ، غرّة فضلاء الأنام ، شمس علماء الإسلام ، قطب رحى الفضائل ، بدر سماء الأفاضل ، منار الشيعة ، مدار الشريعة ، علّامة الآفاق ، واحد الأزمان ، معلّم الفرق ، مدرّس العلوم ، شيخنا الأقدم« أبي عليّ الحسن » بن الشيخ المعروف بالمفيد الثاني ، أمدّه الله بالفيض السبحاني

٢٥ ـ عن والده الشيخ الإمام ، مدار رحى الإيمان مدى الأيّام ، منقّح علوم الإسلام ، مشيّد مباني الفقه والأُصول والحديث والكلام ، محرّر العقائد السمعيّة ، مهذّب القواعد الفقهيّة ، مرصّص أركان الملّة المحمديّة ، مؤسّس أُصول الطريقة الجعفريّة ، فاتح أبواب التحقيق ، وممهّد سبل التحصيل والتدقيق ، محصّل مذهب الشيعة في الأُصول والفروع ، وجامع مختلف الأخبار في المقروع والمسموع ، كافل أيتام آل محمّدعليهم‌السلام ، والأب الروحاني لكافّة العلماء الأعلام ، معلّم الفضلاء المحقّقين بل إمامهم ، ومربّي الفقهاء المحصّلين بل ملكهم وهمامهم

أمير جيوش التأليف والتصنيف ، والملقي إلى أقلامه أزمّة الدين الحنيف ، بكتبه استفادت الإماميّة إلى يومنا هذا على كثرة فضلائها ، ولرياسته أذعنت على وفور رؤسائها ، فهو معلّمهم الذي لا يعلم ، ومقدّمهم الذي لا يقدّم عليه أحد وإن تقدّم ، حتّى لقّبوه عن آخرهم بشيخ الطائفة ورئيس المذهب ، وليس لأحد غيره ، كائناً من كان أن يدّعي بمثله ، ويلقّب بل غايته التقيّد بالأعصار ، أو التخصيص ببعض الأمصار ، أمّا الإطلاق فهو مالك زمامه ، والمعتقد فوق غاربه وسنامه ، إليه فزع عظمائها ، ومنه أخذ علمائها

واحد نوع الإنسان ، وحامل عرش العلم والإيمان ، والمشار إليه في جميع القنوع بالبنان ، أُستاذ العالمين في العالم ، وشيخ فقهاء بني آدم ، خير الأُمّة وإمامها

٤١

بعد الأئمّة ، شيخنا الأقدم وإمامنا الأعظم« أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي » قدّس الله سرّه القدّوسي ، وشكر الله في الإسلام مساعيه الجميلة ، كما نشر على ألسنة أهل الإيمان مدائحه الجليلة ، إنّه قدّس الله نفسه ، وطهّر رمسه قال في المصباح ما لفظه :

شرح زيارة أبي عبد اللهعليه‌السلام في يوم عاشوراء ، من قرب أو بُعد : روى محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، عن صالح بن عقبة ، عن أبيه ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال :

من زار الحسين بن عليّعليه‌السلام في يوم عاشوراء من المحرّم حتّى يظلّ عنده باكياً ، لقي الله عزّ وجلّ يوم يلقاه بثواب ألفي حِجّة(١) وألفي عمرة ، وألفي غزوة(٢) ، وثواب كلّ غزوة وحِجّة وعمرة كثواب من حجّ واعتمر وغزى مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله والأئمّة الراشدين عليهم السلام(٣)

قال : قلت : جعلت فداك ، فما لمن كان في بعيد البلاد وأقاصيه(٤) ، ولم يمكنه المصير إليه في ذلك اليوم ؟

قال : إذا كان كذلك برز إلى الصحراء أو صعد سطحاً مرتفعاً في داره وأومأ إليه بالسلام واجتهد في الدعاء على قاتله ، وصلّى من بُعد ركعتين ، وليكن ذلك(٥) في صدر النهار قبل أن تزول الشمس(٦) ، ثمّ ليندب الحسينعليه‌السلام وليبكيه ، ويأمر من في

_________________

(١) حجّة بكسر الحاء للمرّة مع أنّ قياسها الفتح على خلاف القياس كما صرّحوا به ، فافهم ( منه )

(٢) ألفي ألف حجّة ، وألفي ألف عمرة ، وألفي ألف غزوة ( كامل الزيارة )

(٣) صلوات الله عليهم ( كامل الزيارة )

(٤) الضمير للبعيد لكن لا إشكال في نسخة كامل الزيارة فإنّ فيه : « وأقاصيها » وفيه أيضاً بعد البلاد في نسخة ( منهرحمه‌الله )

(٥) واجتهد على قاتله بالدعاء ، وصلّى ركعتين ، وليفعل ذلك ( كامل الزيارة )

(٦) قبل الزوال ( كامل الزيارة )

٤٢

داره ممّن لا يتّقيه(١) بالبكاء عليهعليه‌السلام ، ويقيم في داره المصيبة(٢) بإظهار الجزع ، وليعزّ بعضهم بعضاً بمصابهم بالحسينعليه‌السلام ، وأنا الضامن(٣) إذا فعلوا ذلك على الله عزّ وجلّ جميع ذلك

قلت : جعلت فداك ، أنت الضامن ذلك لهم والزعيم(٤) ؟

قال : أنا الضامن(٥) ، وأنا الزعيم لمن فعل ذلك

قلت(٦) : فكيف يعزّي بعضنا بعضاً(٧) ؟

قال : تقولون : « أعظم الله(٨) أُجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام وجعلنا وإيّاكم من الطالبين بثأره مع وليّه الإمام المهدي من آل محمّد صلّی الله عليه وآله » وإن استطعت(٩) أن لا تنشر يومك في حاجة فافعل ؛ فإنّه يوم نحسن لا تقضى فيه

_________________

(١) ويأمر من في داره لا يتّقين ( خ ل )

(٢) مصيبه ( كامل الزيارة )

(٣) فأنا ضامن لهم ( كامل الزيارة )

(٤) والزعيم به ( كامل الزيارة )

(٥) الضامن لهم ( كامل الزيارة )

(٦) قال : قلت ( كامل الزيارة )

(٧) بعضنا بعضهم ( كامل الزيارة )

(٨) عظّم الله ( كامل الزيارة )

نسخ المصباح والبحار وغيره ممّا نقل عنه فيما رأيت ، وكثير من كتب الأدعية كـ « خلاصة الأذكار » و « جمال الصالحين » و « منهاج الفلاح » وغير ذلك من الكتب المعتبرة « أعظم » بصيغة باب الإفعال ، وكان اشتهار « عظّم » بصيغة باب التفعيل متابعه لزاد المعاد وهو عن الكامل ، والأوّل موافق لاستعمال القرآن في قوله تعالى :( وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا ) ( الطلاق : ٥ ) فلعلّ الأولى متابعة لفظه ولفظ رأس الحسينعليه‌السلام في قضيّة نزول الأنبياء عند رأس الحسين في الشام : « السلام على الولد الطيّب ، السلام على الخلق الطيّب ، أعظم الله أجرك وأحسن عزاءك » ( راجع نور الأبصار ، ط مصر ، رواية سليمان الأعمش )

(٩) قال : وإن ( كامل الزيارة )

٤٣

حاجة مؤمن ، وإن قضيت لم يبارك له فيها ، ولم ير فيها رشداً ، ولا يدّخر أحدكم لمنزله فيه شيئاً(١) ؛ فمن ادّخر في ذلك اليوم(٢) لم يبارك له فيما ادّخر(٣) ، ولم يبارك له في أهله ، فإذا فعلوا ذلك(٤) كتب الله لهم(٥) أجر ثواب ألف حِجّة(٦) ، وألف عمرة ، وألف غزوة(٧) كلّها مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكان لهم أجر(٨) ثواب مصيبة كلّ نبيّ ورسول ووصيّ وصدّيق وشهيد مات أو قتل(٩) منذ خلق الله الدنيا إلى أن تقوم الساعة

قال صالح بن عقبة أو سيف بن عميرة : قال علقمة بن محمّد الحضرمي : قلت لأبي جعفرعليه‌السلام : علّمني دعاءاً أدعو به إذا لم أزره من قرب وأومأت من بُعد البلاد ومن داري بالتسليم عليه

قال : فقال لي : يا علقمة ، إذا أنت صلّيت الركعتين بعد أن تومئ إليه بالسلام فقل عند الإيماء من بعد التكبير(١٠) هذا القول فإنّك إذا قلت ذلك فقد دعوت

_________________

(١) ولا تدّخرنّ لمنزلك شيئاً ( كامل الزيارة )

(٢) فإنّه من ادّخر لمنزله شيئاً ( كامل الزيارة )

(٣) يدخر ( كامل الزيارة )

(٤) فمن فعل ( كامل الزيارة )

(٥) له ( كامل الزيارة )

(٦) كذا في النسخ فهو إمّا بالتنوين « وثواب ألف حجّة » بدل عنه فيكون من قبيل التفصيل بعد الإجمال ، أو بلا تنوين فيكون إضافته بيانيّة ( منهرحمه‌الله )

(٧) ألف ألف حجّة وألف ألف عمرة وألف ألف غزوة ( كامل الزيارة )

(٨) وكان له ثواب ( كامل الزيارة )

(٩) الظاهر رجوع الضمير إلى « الشهيد » فيكون قرينة على إرادة الأعم من التحقيق والتنزيل وهو من كتب له أجر الشهيد ويمكن على بُعد إرجاع الضمير إلى الصدّيق ( منه )

(١٠) بعد الإيماء والتكبير ( خ ـ منه )

٤٤

بما يدعو به زوّاره من الملائكة ، وكتب الله لك(١) مأة ألف ألف درجة ، وكنت كمن(٢) استشهد مع الحسينعليه‌السلام حتّى تشاركهم في درجاتهم ثمّ لا تعرف إلّا في الشهداء الذين استشهدوا معه ، وكتب لك ثواب زيارة كلّ نبيّ وكلّ رسول(٣) وزيارة كلّ من زار الحسينعليه‌السلام منذ يوم قتل عليه السلام(٤) وعلى أهل بيته تقول :

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبا عبد الله ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا بن رَسُولِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ أمير المؤمنين ، وَابْنَ سَيِّدِ الْوَصِيِّينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا بن فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا ثارَ اللهِ وَابْنَ ثارِهِ وَالْوِتْرَ الْمَوْتُورَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ الْأَرْواحِ الَّتِي حَلَّتْ بِفِنائِكَ ، عَلَيْكُمْ مِنِّي جَمِيعاً سَلامُ اللهِ أَبَداً مَا بَقِيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ ، يَا أَبا عبد الله لَقَدْ عَظُمَتِ الرَّزِيَّةُ وَجَلَّتْ الْمُصِيبَةُ بِكَ عَلَيْنا وَعَلَىٰ جَمِيعِ أَهْلِ الْإِسْلامِ ، فَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً أَسَّسَتْ أَسَاسَ الظُّلْمِ وَالْجَوْرِ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ، وَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً دَفَعَتْكُمْ عَنْ مَقامِكُمْ وَأَزالَتْكُمْ عَنْ مَراتِبِكُمُ الَّتِي رَتَّبَكُمُ اللهُ فِيها ، وَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً قَتَلَتْكُمْ ، وَلَعَنَ اللهُ الْمُمَهِّدِينَ لَهُمْ بِالتَّمْكِينِ مِنْ قِتالِكُمْ ، بَرِئْتُ إِلَىٰ اللهِ وَإِلَيْكُمْ مِنْهُمْ وَمِنْ أَشْياعِهِمْ وَأَتْباعِهِمْ وَأَوْلِيائِهِمْ ، يَا أَبا عبد الله إِنِّي سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ ، وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ إِلىٰ يَوْمِ الْقِيامَةِ ، وَلَعَنَ اللهُ آلَ زِيادٍ وَآلَ مَرْوانَ ، وَلَعَنَ اللهُ بَنِي أُمَيَّةَ قاطِبَةً ، وَلَعَنَ اللهُ ابْنَ مَرْجانَةَ ، وَلَعَنَ اللهُ عُمَرَ بْنَ سَعْدٍ ، وَلَعَنَ اللهُ شِمْراً ، وَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً أَسْرَجَتْ وَأَلْجَمَتْ وَتَنَقَّبَتْ لِقِتالِكَ ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي لَقَدْ عَظُمَ مُصابِي

_________________

(١) لها ( كامل الزيارة )

(٢) ممّن ( كامل الزيارة )

(٣) ورسول ( كامل الزيارة )

(٤) صلوات الله عليه ( كامل الزيارة )

٤٥

بِكَ ، فَأَسْأَلُ اللهَ الَّذِي أَكْرَمَ مَقامَكَ ( مقٰامِي ) ، وَأَكْرَمَنِي بِكَ ، أَنْ يَرْزُقَنِي طَلَبَ ثارِكَ مَعَ إِمامٍ مَنْصُورٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ اللّٰهُمَّ اجْعَلْنِي عِنْدَكَ وَجِيهاً بِالْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلام فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ ، يَا أَبا عَبْدِ اللهِ إِنِّي أَتَقَرَّبُ إِلَى اللهِ وَإِلىٰ رَسُولِهِ وَإِلىٰ أمير المؤمنين وَإِلىٰ فاطِمَةَ وَإِلَى الْحَسَنِ وَإِلَيْكَ بِمُوَالاتِكَ وَبِالْبَراءَةِ مِمَّنْ قَاتَلَكَ ، وَنَصَبَ لَكَ الْحَرْبَ ، وَبِالْبَراءَةِ مِمَّنْ أَسَّسَ أَسَاسَ الْظُلْمِ وَالْجَوْرِ عَلَيْكُمْ(١) وَأَبْرَأُ إِلَىٰ اللهِ وَإِلىٰ رَسُولِهِ مِمَّنْ أَسَّسَ أَساسَ ذٰلِكَ وَبَنىٰ عَلَيْهِ بُنْيانَهُ ، وَجَرىٰ فِي ظُلْمِهِ وَجَوْرِهِ عَلَيْكُمْ وَعَلَىٰ أَشْياعِكُمْ ، بَرِئْتُ إِلَىٰ اللهِ وَإِلَيْكُمْ مِنْهُمْ ، وَأَتَقَرَّبُ إِلَىٰ اللهِ ثُمَّ إِلَيْكُمْ بِمُوالاتِكُمْ وَمُوالاةِ وَلِيِّكُمْ ، وَبِالْبَراءَةِ مِنْ أَعْدائِكُمْ ، وَالنَّاصِبِينَ لَكُمُ الْحَرْبَ ، وَبِالْبَراءَةِ مِنْ أَشْيَاعِهِمْ وَأَتْبَاعِهِمْ ، إِنِّي سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ ، وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ ، وَوَلِىٌّ لِمَنْ والاكُمْ ، وَعَدُوٌّ لِمَنْ عاداكُمْ ، فَأَسْأَلُ اللهَ الَّذِي أَكْرَمَنِي بِمَعْرِفَتِكُمْ وَمَعْرِفَةِ أَوْلِيَائِكُمْ ، وَرَزَقَنِي(٢) الْبَراءَةَ مِنْ أَعْدائِكُمْ ، أَنْ يَجْعَلَنِي(٣) مَعَكُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ ، وَأَنْ يُثَبِّتَ لِي عِنْدَكُمْ قَدَمَ صِدْقٍ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ ، وَأَسْأَلُهُ أَنْ يُبَلِّغَنِي الْمَقامَ الْمَحْمُودَ الَّذي لَكُمْ عِنْدَ اللهِ ، وَأَنْ يَرْزُقَنِي طَلَبَ ثارِي(٤) مَعَ إِمامِ مَهْدي(٥) ظَاهِرٍ نَاطِقٍ(٦) مِنْكُمْ ، وَأَسْأَلُ اللهَ

_________________

(١) في بعض نسخ مصباح السيّد زيادة « أهل البيت » هنا

(٢) أي يرزقني ( مصباح السيّد )

(٣) وأن يجعلني ( مصباح السيّد )

(٤) ثأركم ( كامل الزيارات ) راجع : شفاء الصدور ١ : ٦٢ هامش الأصل

(٥) هُدى ـ خ ل

(٦) هنا في مصباح السيّد زيادة « بالحقّ »

٤٦

بِحَقِّكُمْ وَبِالشَّأْنِ الَّذِي لَكُمْ عِنْدَهُ أَنْ يُعْطِيَنِي بِمُصابِي بِكُمْ أَفْضَلَ مَا يُعْطِي مُصاباً بِمُصِيبَة ، مُصِيبَةً مَا أَعْظَمَها وَأَعْظَمَ رَزِيَّتَها فِي الْإِسْلامِ وَفِي جَمِيعِ السَّموَاتِ وَالْأَرْضِ اللّٰهُمَّ اجْعَلْنِي فِي مَقَامِي هٰذَا مِمَّنْ تَنالُهُ مِنْكَ صَلَواتٌ وَرَحْمَةٌ وَمَغْفِرَةٌ اللّٰهُمَّ اجْعَلْ مَحْيايَ مَحْيا مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَمَماتِي مَماتَ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ اللّٰهُمَّ إِنَّ هٰذَا يَوْمٌ تَبَرَّكَتْ بِهِ بَنُو أُمَيَّةَ وَابْنُ آكِلَةِ الْأَكْبادِ ، اللَّعِينُ ابْنُ اللَّعِينِ عَلَىٰ لِسانِ(١) نَبِيِّكَ صَلَّی اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ فِي كُلِّ مَوْطِنٍ وَمَوْقِفٍ وَقَفَ فِيهِ نَبِيُّكَ صَلَّی اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ اللّٰهُمَّ الْعَنْ أَبا سُفْيانَ وَمُعَاوِيَةَ وَيَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ عَلَيْهِمْ مِنْكَ اللَّعْنَةُ أَبَدَ الْآبِدِينَ ، وَهٰذَا يَوْمٌ فَرِحَتْ(٢) بِهِ آلُ زِيادٍ وَآلُ مَرْوانَ بِقَتْلِهِمُ الْحُسَيْنَ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِ ، اللّٰـهُمَّ فَضاعِفْ عَلَيْهِمُ اللَّعْنَ مِنْكَ وَالْعَذابَ(٣) اللّٰـهُمَّ إِنِّي أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ فِي هٰذَا الْيَوْمِ ، وَفِي مَوْقِفِي هٰذَا ، وَأَيَّامِ حَيَاتِي بِالْبَرَاءَةِ مِنْهُمْ ، وَاللَّعْنَةِ عَلَيْهِمْ ، وَبِالْمُوَالاةِ لِنَبِيِّكَ وَآلِ نَبِيِّكَ عَلَيْهِمُ السَّلامُ

ثمّ تقول : اللّٰـهُمَّ الْعَنْ أَوَّلَ ظَالِمٍ ظَلَمَ حَقَّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَآخِرَ تَابِعٍ لَهُ عَلَىٰ ذٰلِكَ اللّٰـهُمَّ الْعَنِ الْعِصَابَةَ الَّتِي(٤) جاهَدَتِ الْحُسَيْنَ وَشايَعَتْ وَبايَعَتْ وَتابَعَتْ عَلَىٰ قَتْلِهِ ، اللّٰـهُمَّ الْعَنْهُمْ جَمِيعاًتقول ذلك مأة مرّة

ثمّ تقول : السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبا عبد الله وَعَلَىٰ الْأَرْواحِ الَّتِي حَلَّتْ بِفِنائِكَ ، عَلَيْكَ مِنِّي سَلامُ اللهِ أَبَداً مَا بَقِيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ ، وَلَاٰ جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ

_________________

(١) لسانك ولسان نبيّك ( خ مصباح الشيخ والسيّد والكفعمي )

(٢) فرح ( مصباح السيّد )

(٣) هنا في « خ » زيادة « الأليم »

(٤) « الذين » كذا عن خطّ ابن ادريس وابن السكوني ( منه )

٤٧

الْعَهْدِ مِنِّي لِزِيارَتِكَ ، السَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ ، وَعَلَىٰ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ، وَعَلَىٰ أَوْلادِ الْحُسَيْنِ ، وَعَلَىٰ أَصْحابِ الْحُسَيْنِتقول ذلك مأة مرّة

ثمّ تقول : اللّٰـهُمَّ خُصَّ أَنْتَ أَوَّلَ ظالِمٍ بِاللَّعْنِ مِنِّي ، وَابْدَأْ بِهِ أَوَّلاً ثُمَّ الثَّانِيَ ثُمَّ الثَّالِثَ ثُمَّ الرَّابِعَ اللّٰـهُمَّ الْعَنْ يَزِيدَ بنَ مُعاوِيَة خامِساً ، وَالْعَنْ عبيد الله بْنَ زِيادٍ وَابْنَ مَرْجانَةَ وَعُمَرَ بْنَ سَعْدٍ وَشِمْراً وَآلَ أَبِي سُفْيانَ وَآلَ مَرْوَانَ إِلىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ

ثمّ تسجد وتقول : اللّٰـهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ حَمْدَ الشَّاكِرِينَ لَكَ عَلَىٰ مُصَابِهِمْ(١) ، الْحَمْدُ لِلّٰهِ عَلَىٰ عَظِيمِ رَزِيَّتِي ، اللّٰـهُمَّ ارْزُقْنِي شَفاعَةَ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ يَوْمَ الْوُرُودِ ، وَثَبِّتْ لِي قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَكَ مَعَ الْحُسَيْنِ وَأَصْحابِ الْحُسَيْنِ الَّذِينَ بَذَلُوا مُهَجَهُمْ دُونَ الْحُسَيْنِ

قال علقمة : قال أبو جعفرعليه‌السلام : إن استطعت أن تزوره في كلّ يومٍ بهذه الزيارة فافعل فلك ثواب جميع ذلك(٢)

قال الشيخرضي‌الله‌عنه : وروى محمّد بن خالد الطيالسي ، عن سيف بن عميرة قال : خرجت مع صفوان بن مهران الجمّال وجماعة من أصحابنا إلى الغري بعد ما خرج أبو عبد اللهعليه‌السلام ، فسرنا من الحيرة(٣) إلى المدينة ، فلمّا فرغنا من الزيارة_________________

(١) الحمد لله على مصابهم ( مصباح السيّد )

(٢) مصباح الطوسي : ٥٣٨ ـ ٥٤٢ ، كامل الزيارات : ١٧٤ ـ ١٧٦ ، بحار الأنوار ٩٨ : ٢٩٠ ـ ٢٩٦ ط لبنان ، هامش الأصل

(٣) الحيرة في أخبار الدول : الحيرة ـ بكسر الحاء ـ أربعة مواضع : الأوّل : مدينة كانت بأرض الكوفة على ساحل البحر ، فإنّ بحر فارس في قديم الزمان كان ممتدّاً إلى أرض الكوفة والآن لا أثر للمدينة ولا للبحر ،

٤٨

صرف صفوان وجهه إلى ناحية أبي عبد اللهعليه‌السلام فقال لنا : تزورون الحسينعليه‌السلام من هذا المكان من عند رأس أمير المؤمنينعليه‌السلام من ها هنا ـ وأومأ إليه أبو عبد اللهعليه‌السلام (١) وأنا معه ـ

قال : فدعا صفوان بالزيارة التي رواها علقمة بن محمّد الحضرمي عن أبي جعفرعليه‌السلام وودّع في دبرها أمير المؤمنينعليه‌السلام وأومأ إلى الحسينعليه‌السلام منصرفاً بوجهه نحوه ، وودّع في دبرها وكان فيما دعاه في دبرها(٢) :

« يَا اللهُ يَا اللهُ يَا اللهُ ، يَا مُجِيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّينَ ، يَا کاشِفَ کُرَبِ الْمَکْرُوبِينَ ، ‏ يَا غِياثَ الْمُسْتَغِيثِينَ ، يَا صَرِيخَ الْمُسْتَصْرِخِينَ ، وَيَا مَنْ هُوَ أَقْرَبُ إِلَيَّ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ، وَيَا مَنْ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ ، وَيَا مَنْ هُوَ بِالْمَنْظَرِ الْأَعْلَىٰ وَبِالْأُفُقِ الْمُبِينِ ، وَيَا مَنْ هُوَ الرَّحْمانُ الرَّحِيمُ عَلَىٰ الْعَرْشِ اسْتَوىٰ‏ ، وَيَا مَنْ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ، وَيَا مَنْ لَا تَخْفىٰ عَلَيْهِ خافِيَةٌ ، يَا مَنْ لَاٰ تَشْتَبِهُ عَلَيْهِ الْأَصْواتُ ، وَيَا مَنْ لَاٰ تُغَلِّطُهُ الْحاجاتُ ، وَيَا مَنْ لَاٰ يُبْرِمُهُ إِلْحَاحُ الْمُلِحِّينَ ، يَا مُدْرِكَ کُلِّ فَوْتٍ ، وَيَا جامِعَ کُلِّ شَمْلٍ ، وَيَا بارِئَ النُّفُوسِ بَعْدَ الْمَوْتِ ، يَا مَنْ هُوَ کُلَّ يَوْمٍ فِي شَأْنٍ ، يَا قاضِيَ الْحاجاتِ ،

_________________

ومكان المدينة دجلة ، وكانت المدينة عمرت في زمان عمرو بن عدي فأقامت عامرة خمسمائة سنة وقيل : بنيت في زمن بخت نصّر ينسب إليه النعمان ابن امرئ القيس صاحب الحيرة من ملوك لخم ، بنى بالحيرة قصراً يقال له الخورنق في ستّين سنة ، ما بنى أحد من الملوك مثله ، ينسب إليها كعب بن عدي الحميري ثمّ ذكر المواضع الثلاثة ولا حاجة إلى ذكرها ( منهرحمه‌الله )

(١) « وأومأ إليه » من كلام صفوان والمراد بأبي عبد الله الصادقعليه‌السلام ، فكأنّه استدلّ بفعلهعليه‌السلام على ما ادّعاه وطواه منقولاً على التفصيل الذي ذكرهرضي‌الله‌عنه ( منهرحمه‌الله )

(٢) يمكن رجوع الضمير إلى الزيارة أيضاً ، ويمكن على بُعد رجوعه إلى الإشارة المفهومة من سوق الكلام ( منه )

٤٩

يَا مُنَفِّسَ الْکُرُباتِ ، يَا مُعْطِيَ السُّؤُلاتِ ، يَا وَلِيَّ الرَّغَباتِ ، يَا کافِيَ الْمُهِمَّاتِ ، يَا مَنْ يَکْفِي مِنْ کُلِّ شَيْ‏ءٍ وَلَاٰ يَکْفِي مِنْهُ شَيْءٌ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ، أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ ، وَبِحَقِّ فاطِمَةَ بِنْتِ نَبِيِّكَ ، وَبِحَقِّ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ ، فَإِنِّي بِهِمْ أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ فِي مَقَامِي هٰذَا ، وَبِهِمْ أَتَوَسَّلُ ، وَبِهِمْ أَتَشَفَّعُ إِلَيْكَ ، وَبِحَقِّهِمْ أَسْأَلُكَ وَأُقْسِمُ وَأَعْزِمُ عَلَيْكَ ، وَبِالشَّأْنِ الَّذِي لَهُمْ عِنْدَكَ وَبِالْقَدْرِ الَّذِي لَهُمْ عِنْدَكَ ، وَبِالَّذِي فَضَّلْتَهُمْ عَلَىٰ الْعَالَمِينَ(١) ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي جَعَلْتَهُ عِنْدَهُمْ ، وَبِهِ خَصَصْتَهُمْ دُونَ الْعَالَمِينَ ، حَتَّىٰ فَاقَ فَضْلُهُمْ فَضْلَ الْعَالَمِينَ(٢) أَنْ تُصَلِّيَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَکْشِفَ عَنْ غَمِّي وَهَمِّي وَکَرْبِي ، وَتَکْفِيَنِي الْمُهِمَّ مِنْ أُمُورِي ، وَتَقْضِيَ عَنِّي دَيْنِي(٣) وَتُجِيرَنِي مِنَ الْفَقْرِ ، وَتُجِيرَنِي مِنَ الْفاقَةِ ، وَتُغْنِيَنِي عَنِ الْمَسْأَلَةِ إِلَىٰ الْمَخْلُوقِينَ(٤) ، وَتَکْفِيَنِي هَمَّ مَنْ أَخافُ هَمَّهُ ، وَعُسْرَ مَنْ أَخافُ عُسْرَهُ ، وَحُزُونَةَ مَنْ أَخافُ حُزُونَتَهُ(٥) ، وَمَکْرَ مَنْ أَخافُ مَکْرَهُ ، وَبَغْيَ مَنْ أَخافُ بَغْيَهُ ، وَجَوْرَ مَنْ أَخافُ جَوْرَهُ ، وَسُلْطانَ مَنْ أَخافُ سُلْطانَهُ ، وَکَيْدَ مَنْ أَخافُ کَيْدَهُ ، وَمَقْدُرَةَ مَنْ أَخافُ بَلاءَ مَقْدُرَتَهُ عَلَيَّ(٦) ، وَتَرُدَّ عَنِّي کَيْدَ الْکَيَدَةِ ، وَمَکْرَ الْمَکَرَةِ اللّٰهُمَّ مَنْ أَرادَنِي فَأَرِدْهُ ، وَمَنْ کادَنِي فَکِدْهُ ، وَاصْرِفْ عَنِّي کَيْدَهُ وَمَکْرَهُ وَبَأْسَهُ وَأَمانِيَّهُ

_________________

(١) هنا في « خ ل » زيادة « جميعاً »

(٢) هنا في مصباح السيّد زيادة « أسألك »

(٣) ديوني ( مصباح السيّد )

(٤) للمخلوقين ( مصباح السيّد )

(٥) وحزن من أخاف حزنه ( مصباح السيّد )

(٦) أخاف مقدرته ( مصباح السيّد )

٥٠

وَامْنَعْهُ عَنِّي کَيْفَ شِئْتَ وَأَنَّىٰ شِئْتَ اللّٰهُمَّ اشْغَلْهُ عَنِّي بِفَقْرٍ لَاٰ تَجْبُرُهُ ، وَبَلاءٍ لَاٰ تَسْتُرُهُ ، وَبِفاقَةٍ لَاٰ تَسُدُّها ، وَبِسُقْمٍ لَاٰ تُعافِيهِ ، وَذُلٍّ لَاٰ تُعِزُّهُ ، وَبِمَسْکَنَةٍ لَاٰ تَجْبُرُها اللّٰهُمَّ اضْرِبْ بِالذُّلِّ نَصْبَ عَيْنَيْهِ(١) ، وَأَدْخِلْ عَلَيْهِ الْفَقْرَ فِي مَنْزِلِهِ ، وَالْعِلَّةَ وَالسُّقْمَ فِي بَدَنِهِ حَتَّىٰ تَشْغَلَهُ عَنِّي بِشُغُلٍ شَاغِلٍ لَاٰ فَراغَ لَهُ ، وَأَنْسِهِ ذِکْرِي کَما أَنْسَيْتَهُ ذِکْرَكَ ، وَخُذْ عَنِّي(٢) بِسَمْعِهِ وَبَصَرِهِ وَلِسانِهِ وَيَدِهِ وَرِجْلِهِ وَقَلْبِهِ وَجَمِيعِ جَوَارِحِهِ ، وَأَدْخِلْ عَلَيْهِ فِي جَمِيعِ ذٰلِكَ السُّقْمَ وَلَاٰ تَشْفِهِ حَتَّىٰ تَجْعَلَ ذٰلِكَ لَهُ شُغْلاً شَاغِلاً بِهِ عَنِّي وَعَنْ ذِکْرِي ، وَاکْفِنِي يَا کَافِيَ مَا لَاٰ يَکْفِي سِواكَ ، فَإِنَّكَ الْکافِي لَاٰ کافِيَ سِواكَ ، وَمُفَرِّجٌ(٣) لَاٰ مُفَرِّجَ سِواكَ ، وَمُغِيثٌ(٤) لَاٰ مُغِيثَ سِواكَ ، وَجارٌ لَاٰ جارَ سِواكَ ، خابَ مَنْ کانَ رَجَائُهُ سِواكَ ، وَمُغِيثُهُ سِواكَ ، وَمَفْزَعُهُ إِلىٰ سِواكَ ، وَمَهْرَبُهُ وَمَلْجِئَهُ إِلىٰ غَيْرِكَ ، وَمَنْجَاهُ مِنْ مَخْلُوقٍ غَيْرِكَ ، فَأَنْتَ ثِقَتِي وَرَجائِي وَمَفْزَعِي وَمَهْرَبِي وَمَلْجَئِي وَمَنْجايَ ، فَبِكَ أَسْتَفْتِحُ ، وَبِكَ أَسْتَنْجِحُ ، وَبِمُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ وَأَتَوَسَّلُ وَأَتَشَفَّعُ ، فَأَسْأَلُكَ يَا اللهُ يَا اللهُ يَا اللهُ ، فَلَكَ الْحَمْدُ وَلَكَ الشُّکْرُ وَإِلَيْكَ الْمُشْتَکَىٰ وَأَنْتَ الْمُسْتَعانُ ، فَأَسْأَلُكَ يَا اللهُ يَا اللهُ يَا اللهُ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَکْشِفَ عَنِّي هَمِّي وَکَرْبِي فِي مَقَامِي هٰذَا کَما کَشَفْتَ عَنْ نَبِيِّكَ هَمَّهُ وَغَمَّهُ وَکَرْبَهُ ، وَکَفَيْتَهُ هَوْلَ عَدُوِّهِ ، فَاکْشِفْ عَنِّي کَما کَشَفْتَ

_________________

(١) بين عينيه ( مصباح السيّد )

(٢) اللهمّ خُذ ( مصباح السيّد )

(٣) والمفرّج ( مصباح السيّد )

(٤) المغيب ( مصباح السيّد )

٥١

عَنْهُ ، وَفَرِّجْ عَنِّي کَما فَرَّجْتَ عَنْهُ ، وَاکْفِنِي کَما(١) کَفَيْتَهُ ، وَاصْرِفْ عَنِّي هَوْلَ مَا أَخافُ هَوْلَهُ ، وَمَؤُونَةَ مَا أَخافُ مَؤُونَتَهُ ، وَهَمَّ مَا أَخافُ هَمَّهُ ، بِلا مَؤُونَةٍ عَلَىٰ نَفْسِي مِنْ ذٰلِكَ ، وَاصْرِفْنِي بِقَضاءِ حَوائِجِي ، وَکِفَايَةِ مَا أَهَمَّنِي هَمُّهُ مِنْ أَمْرِ آخِرَتِي وَدُنْيَايَ

يَا أمير المؤمنين وَيَا أَبا عبد الله ، عَلَيْكُما مِنِّي سَلامُ اللهِ أَبَداً مَا(٢) بَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ ، وَلَاٰ جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَتِکُما وَلَاٰ فَرَّقَ اللهُ بَيْنِي وَبَيْنَکُما اللّٰهُمَّ أَحْيِنِي حَيَاةَ مُحَمَّدٍ وَذُرِّيَّتِهِ ، وَأَمِتْنِي مَمَاتَهُمْ ، وَتَوَفَّنِي عَلَىٰ مِلَّتِهِمْ ، وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَتِهِمْ ، وَلَاٰ تُفَرِّقْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ طَرْفَةَ عَيْنٍ أَبَداً فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ ، يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَيَا أَبا عبد الله ، أَتَيْتُکُما زائِراً وَمُتَوَسِّلاً إِلَىٰ اللهِ رَبِّي وَرَبِّکُما ، وَمُتَوَجِّهاً إِلَيْهِ بِکُما فِي حاجَتِي هٰذِهِ فَاشْفَعا لِي فَإِنَّ لَکُما عِنْدَ اللهِ الْمَقامَ الْمَحْمُودَ ، وَالْجاهَ الْوَجِيهَ ، وَالْمَنْزِلَ الرَّفِيعَ وَالْوَسِيلَةَ إِنِّي أَنْقَلِبُ عَنْکُما مُنْتَظِراً لِتَنَجُّزِ الْحاجَةِ وَقَضائِها وَنَجاحِها مِنَ اللهِ بِشَفاعَتِکُما لِي إِلَى اللهِ فِي ذٰلِكَ فَلا أَخِيبُ وَلَاٰ يَکونُ مُنْقَلَبِي مُنْقَلَباً خائِباً خاسِراً ، بَلْ يَکُونُ مُنْقَلَبِي مُنْقَلَباً راجِحاً مُفْلِحاً مُنْجِحاً مُسْتَجاباً بِقَضاءِ جَمِيعِ حَوائِجِي(٣) وَتَشَفَّعا لِي إِلَى اللهِ ، انْقَلَبْتُ عَلَىٰ مَا شاءَ اللهُ وَ(٤) لَاٰ حَوْلَ وَلَاٰ قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ ، مُفَوِّضاً أَمْرِي إِلَى اللهِ ، مُلْجِئاً ظَهْرِي إِلَى اللهِ ، مُتَوَکِّلاً عَلَىٰ اللهِ ، وَأَقُولُ حَسْبِيَ اللهُ وَکَفىٰ ، سَمِعَ اللهُ لِمَنْ دَعا ، لَيْسَ لِي وَراءَ اللهِ وَوَراءَکُمْ يَا سادَتِي

_________________

(١) ما قد ( مصباح السيّد )

(٢) هنا في « خ ل » زيادة : « بقيتُ و »

(٣) الحوائج ( مصباح السيّد )

(٤) ليست كلمة الواو في مصباح السيّد ( هامش الأصل )

٥٢

مُنْتَهى ، مَا شاءَ رَبِّي کانَ وَمَا لَمْ يَشَأْ لَمْ يَکُنْ ، وَلَاٰ حَوْلَ وَلَاٰ قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ أَسْتَوْدِعُکُمَا اللهَ ، وَلَاٰ جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنِّي إِلَيْکُما ، انْصَرَفْتُ يَا سَيِّدِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَيٰا مَوْلايَ أَنْتَ يَا أَبا عبد الله يَا سَيِّدِي وَسَلامِي عَلَيْکُما مُتَّصِلٌ مَا اتَّصَلَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ ، واصِلٌ ذٰلِكَ إِلَيْکُما غَيْرُ مَحْجُوبٍ عَنْکُما سَلامِي إِنْ شَاءَ اللهُ ، وَأَسْأَلُهُ بِحَقِّکُما أَنْ يَشاءَ ذٰلِكَ وَيَفْعَلَ فَإِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ انْقَلَبْتُ يَا سَيِّدَيَّ عَنْکُما تائِباً حامِداً لِلّٰهِ تعٰالىٰ ، شاکِراً راجِياً لِلْإِجابَةِ(١) ، غَيْرَ آيِسٍ وَلَاٰ قَانِطٍ ، آئِباً عائِداً راجِعاً إِلىٰ زِيارَتِکُما ، غَيْرَ راغِبٍ عَنْکُما وَلَاٰ عَنْ زِيارَتِکُما بَلْ راجِعٌ عائِدٌ إِنْ شَاءَ اللهُ ، وَلَاٰ حَوْلَ وَلَاٰ قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ يَا سادَتِي رَغِبْتُ إِلَيْکُما وَإِلىٰ زِيارَتِکُما بَعْدَ أَنْ زَهِدَ فِيکُما وَفِي زِيارَتِکُما أَهْلُ الدُّنْيا ، فَلا خَيَّبَنِيَ اللهُ مِمَّا رَجَوْتُ وَمَا أَمَّلْتُ فِي زِيارَتِکُما إِنَّهُ قَرِيبٌ مُجِيبٌ‏

قال سيف بن عميرة : فسألت صفوان فقلت له : إنّ علقمة بن محمّد لم يأتنا بهذا عن أبي جعفرعليه‌السلام إنّما أتانا بدعاء الزيارة ؟ فقال صفوان : وردت مع سيّدي أبي عبد اللهعليه‌السلام إلى هذا المكان ففعل مثل الذي فعلناه في زيارتنا ، ودعا بهذا الدعاء عند الوداع ، بعد أن صلّى كما صلّينا ، وودّع كما ودّعنا

ثمّ قال لي صفوان : قال لي أبو عبد اللهعليه‌السلام : تعاهد(٢) هذه الزيارة وادع بهذا الدعاء وزُر به ، فإنّي ضامن على الله تعالى لكلّ من زار بهذه الزيارة ودعا بهذا

_________________

(١) الإجابة ( مصباح السيّد )

(٢) في القاموس : تعهّده وتعاهده واعتهده : تفقّده ، ووروده في هذا الحديث دليل فصاحته وما قيل من أنّ تعهّد أفصح لأنّ التفاعل لا يكون إلّا بين اثنين إن تمّ صار الاستعمال غلطاً ولا مساس له بالأفصحيّة لكن هذا الاستعمال كاستعماله في تعاهد النعل في المسجد حجّة عليه ومنه يظهر ما في كلام الروضة في ذلك المبحث على ما فيه من الحرارة التي لا يخفى ، فراجع ( منهقدس‌سره )

٥٣

الدعاء من قرب أو بُعد ، أنّ زيارته مقبولة ، وسعيه مشكور ، وسلامه واصل غير محبوب ، وحاجته مقضيّة من الله بالغاً(١) ما بلغ ، ولا يخيبنّه

يا صفوان ، وجدت هذه الزيارة مضمونة بهذا الضمان عن أبي ، وأبي عن أبيه عليّ بن الحسين مضموناً بهذا الضمان عن الحسين ، والحسين عن أخيه الحسن مضموناً بهذا الضمان ، والحسن عن أبيه أمير المؤمنين مضموناً بهذا الضمان ، وأمير المؤمنين عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مضموناً بهذا الضمان ، ورسول الله عن جبرئيل مضموناً بهذا الضمان ، وقد آلى الله عزّ وجلّ من زار الحسين بهذه الزيارة من قُرب أو بُعد ودعا بهذا الدعاء قبلت منه زيارته وشفعته في مسألته بالغاً ما بلغت ، وأعطيته سؤله ، ثمّ لا ينقلب عنّي خائباً ، وأُقلّبه مسروراً قريراً عينه بقضاء حاجته ، والفوز بالجنّة ، والعتق من النار ، وشفّعته في كلّ من شفّع خلا ناصب لنا أهل البيت ، وآلى الله على نفسه وأشهدنا بما شهد(٢) ملائكة ملكوته على ذلك

ثمّ قال جبرئيل : يا رسول الله ، أرسلني الله إليك سروراً وبرى لك وسروراً وبشرى لعليّ وفاطمة والحسن والحسين وإلى الأئمّة من ولدك إلى يوم القيامة ، فدام يا محمّد سرورك وسرور عليّ وفاطمة والحسن والحسين والأئمّة وشيعتكم إلى يوم البعث

ثمّ قال لي أبو عبد اللهعليه‌السلام : يا صفوان ، إذا حدث لك إلى الله حاجة فزُر بهذه الزيارة حيث كنت وادع بهذا الدعاء وسل ربّ حاجتك تأتك من الله ، والله غير

_________________

(١) كذا في المصباح والبحار ٩٨ : ٣٠٠ ط لبنان ، عنه فإن كانت النسخة كذلك فلعلّ البالغ حال عن الزائر أي بالغاً بحاجته ما بلغت ، وكذا فيما سيأتي ، والله أعلم ( منهقدس‌سره )

(٢) أي بوجه شهد أو « ما » مصدريّة أي بشهادة ملائكة ملكوته ، وعلى بُعد يجوز كون الباء بمعنى « على » مع إمكان غلط النسخة فيكون الصوب حينئذٍ كما أشهدوا على . ( منهقدس‌سره )

٥٤

مخلف وعده رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله بمنّه ، والحمد لله ربّ العالمين(١)

إلى هنا انتهت رواية الشيخ الطوسي قدّس الله رمسه أمّا رواية كامل الزيارة فأرويها بهذا السند السالف عن شيخ الطائفة الأجلّ الأعظم ، أُستاذ من تأخّر وتقدّم ، زعيم الشيعة ومقيم الشريعة ، ومن لا تقوم العبارة بواجب ثنائه ، ولا يحوم القلم حول حومة بيانه وأوانه ، مع أنّ جميع فضائل الشيعة راجعة إليه ، ورقاب علمائهم عن آخرهم خاضعة لديه ، لأنّه رحالهم التي دينهم عليها يدور ، وإليه تجلب من العلم والنظر أعشار الجزور ، المعبّر عنه في التوقيع الوقيع باللقب الرفيع ، يخضع عنده الرفيع ( وهو الأخ السديد والوليّ الرشيد ، والشيخ المفيد ، والناصر للحقّ ، والداعي إليه بكلمة الصدق ، وملهم الحقّ ودليله ) ، وفيه غنى عن بسط الكلام وتطويله ، فإنّ مدح الإمام إمام كلّ مدح ، ومن تصدّى للقول بعده فقد تعرّض للقدح« أبي عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان » رضي الله عنه وأرضاه ، حامل علوم الأئمّةعليهم‌السلام في الأُمّة المحمّديّة ، وناشر ومؤسّس الطريقة الجعفريّة في الشيعة الإماميّة

أروي عن الشيخ الأجلّ الأقدم والثقة الأعظم الأكرم أُستاد المفيد ، وحسبه به من تجليل وتمجيد ، وكلّما يوصف به الناس من فقه وثقة وجميل فهو فوقه كما شهد له به النجاشي والعلّامة أدام الله إكرامهما وإكرامه ، أبي القاسم« جعفر بن محمّد بن قولويه القمّي » رضي الله عنه وأرضاه ، وأحلّه من فردوس الجنان أعلاه ، وهي تختلف اختلافاً يسيراً مع رواية المصباح ، ولابدّ من الإشارة إلى وجود هذا الفارق والتنبيه عليه ، حيث أنّ نقل الرواية بكاملها يوجب العسر والحرج والتطويل والتكرار دونما فائدة ، وقد أشرتُ إلى اختلاف النسخ في الهامش ،

_________________

(١) وشرع المؤلّف بترجمة الزيارة التي مرّت إلى اللغة الفارسيّة ، وقال بعد ذلك :

٥٥

ونرمي في هذا المقام إلى أُمور مهمّة وهي كما يلي :

منها : أنّ صورة السند كما يأتي لاحقاً : حكيم بن داود بن حكيم وغيره ، عن محمّد بن عميرة وصالح بن عقبة معاً ، عن عقبة بن محمّد الحضرمي ومحمّد بن إسماعيل ، عن صالح بن عقبة ، عن مالك الجهني ، عن أبي جعفر الباقرعليه‌السلام

ومنها : أنّ فقرة « ألفي حِجّة وألفي عمرة وألفي غزوة » جائت في عبارته « ألفي ألف » وعلى هذا القياس فإنّ الفقرة الواردة في ذيل الزيارة وفيها « ألف حِجّة » تكون في نسخة الكامل « ألف ألف »

الأمر الثالث : أنّ عبارة علقمة هي كما يلي : « قال صالح بن عقبة الجهني وسيف بن عميرة قال : علقمة بن محمّد الحضرمي : قلت لأبي جعفرعليه‌السلام : علّمني دعاءاً أدعو به في ذلك اليوم إذا أنا زرته من قريب ، ودعاءاً أدعو به إذا لم أزره عن قريب وأومأت إليه من بُعد من سطح داري قال : فقال : يا علقمة ، إذا أنت صلّيت الركعتين بعد أن تومئ إليه بالسلام وقلت عند الإيماء إليه ومن بعد الركعتين هذا القول فإنّك إذا قلت ذلك فقد دعوت بما يدعو به من زاره من الملائكة وكتب لك بها ألف ألف حسنة ، ومحي عنك ألف ألف سيّئة ، ورفع لك مأة ألف ألف درجة » إلى آخر الحديث

ونقل الزيارة بعد هذه العبارة في مواضع تختلف ألفاظها مع ما في المصباح ، ونحن نورد عين عبارته في هذا المقام :

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبا عبد الله ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا بن رَسُولِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يٰا خِيَرَةَ اللهِ وَابْنَ خِيَرَتِهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا بن أمير المؤمنين ، وَابْنَ سَيِّدِ الْوَصِيِّينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا بن فاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا ثارَ اللهِ وَابْنَ ثارِهِ وَالْوِتْرَ الْمَوْتُورَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ الْأَرْواحِ الَّتِي

٥٦

حَلَّتْ بِفِنائِكَ ، عَلَيْكُمْ مِنّا(١) جَمِيعاً(٢) سَلامُ اللهِ أَبَداً مَا بَقِيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ ، يَا أَبا عبد الله لَقَدْ عَظُمَتِ الرَّزِيَّةُ وَجَلَّتْ الْمُصِيبَةُ بِكَ عَلَيْنا وَعَلَىٰ جَمِيعِ أَهْلِ السَّمٰاوٰاتِ ، فَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً أَسَّسَتْ أَسَاسَ الظُّلْمِ وَالْجَوْرِ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ، وَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً دَفَعَتْكُمْ عَنْ مَقامِكُمْ وَأَزالَتْكُمْ عَنْ مَراتِبِكُمُ الَّتِي رَتَّبَكُمُ اللهُ فِيها ، وَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً قَتَلَتْكُمْ ، وَلَعَنَ اللهُ الْمُمَهِّدِينَ لَهُمْ بِالتَّمْكِينِ مِنْ قِتالِكُمْ يَا أَبا عبد الله إِنِّي سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمَكُمْ وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ إِلىٰ يَوْمِ الْقِيامَةِ ، فَلَعَنَ اللهُ آلَ زِيادٍ وَآلَ مَرْوانَ ، وَلَعَنَ اللهُ بَنِي أُمَيَّةَ قاطِبَةً ، وَلَعَنَ اللهُ ابْنَ مَرْجانَةَ ، وَلَعَنَ اللهُ عُمَرَ بْنَ سَعْدٍ ، وَلَعَنَ اللهُ شِمْراً ، وَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً أَسْرَجَتْ وَأَلْجَمَتْ وَتَنَقَّبَتْ وَتَهَيَّأتْ لِقِتالِكَ ، يَا أَبا عبد الله بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي لَقَدْ عَظُمَ مُصابِي بِكَ ، فَأَسْأَلُ اللهَ الَّذِي أَكْرَمَ مَقامَكَ أَنْ يُكْرَمَنِي بِكَ ، ويَرْزُقَنِي طَلَبَ ثارِكَ مَعَ إِمامٍ مَنْصُورٍ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَّیٰ اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ اللّٰهُمَّ اجْعَلْنِي وَجِيهاً بِالْحُسَيْنِ عِنْدَكَ فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ سَيِّدي يَا أَبا عَبْدِ اللهِ إِنِّي أَتَقَرَّبُ إِلَى اللهِ وَإِلىٰ رَسُولِهِ وَإِلىٰ أمير المؤمنين وَإِلىٰ فاطِمَةَ ، وَإِلَى الْحَسَنِ وَإِلَيْكَ بِمُوَالاتِكَ يَا أَبا عبد الله وَبِالْبَراءَةِ مِمَّنْ قَاتَلَكَ ، وَنَصَبَ لَكَ الْحَرْبَ ، وَمِنْ جَميعِ أَعْداءِكَ(٣) وَبِالْبَراءَةِ مِمَّنْ أَسَّسَ الْجَوْرَ وَبَنىٰ عَلَيْهِ بُنْيانَهُ ، وَأجَرىٰ ظُلْمَهُ وَجَوْرَهُ عَلَيْكُمْ وَعَلَىٰ أَشْياعِكُمْ ، بَرِئْتُ إِلَىٰ اللهِ وَإِلَيْكُمْ مِنْهُمْ ، وَأَتَقَرَّبُ إِلَىٰ اللهِ ثُمَّ إِلَيْكُمْ بِمُوالاتِكُمْ وَمُوالاةِ وَلِيِّكُمْ ، وَالْبَراءَةِ مِنْ

_________________

(١) منّي ـ خ ل

(٢) السلام عليكم ـ نسخة

(٣) أعداءكم ـ خ ل

٥٧

أَعْدائِكُمْ ، وَالنَّاصِبِينَ لَكُمُ الْحَرْبَ ، وَالْبَراءَةِ مِنْ أَشْيَاعِهِمْ وَأَتْبَاعِهِمْ ، إِنِّي سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ ، وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ ، موالٍ(١) لِمَنْ والاكُمْ ، معادٍ(٢) لِمَنْ عاداكُمْ ، فَأَسْأَلُ اللهَ الَّذِي أَكْرَمَنِي بِمَعْرِفَتِكُمْ وَمَعْرِفَةِ أَوْلِيَائِكُمْ ، وَرَزَقَنِي(٣) الْبَراءَةَ مِنْ أَعْدائِكُمْ ، أَنْ يَجْعَلَنِي مَعَكُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ ، وَأَسْأَلُهُ أَنْ يُبَلِّغَنِي الْمَقامَ الْمَحْمُودَ لَكُمْ عِنْدَ اللهِ ، وَأَنْ يَرْزُقَنِي طَلَبَ ثارِكم مَعَ إِمامِ مَهْدي ظَاهِرٍ نَاطِقٍ لَكُمْ ، وَأَسْأَلُ اللهَ بِحَقِّكُمْ وَبِالشَّأْنِ الَّذِي لَكُمْ عِنْدَهُ أَنْ يُعْطِيَنِي بِمُصابِي بِكُمْ أَفْضَلَ مَا يُعْطِي مُصاباً بِمُصِيبَة ، أَقُولُ إِنّا لله وَإِنّا إلَيْهِ راجِعُونَ ، يٰا لَهٰا مِنْ مُصِيبَةٍ ، مٰا أَعْظَمَها وَأَعْظَمَ رَزِيَّتَها في الإسْلامِ وَفِي جَمِيعِ السَّمٰاواتِ وَالأَرَضِينَ اللّٰهُمَّ اجْعَلْنِي فِي مَقَامِي هٰذَا مِمَّنْ تَنالُهُ مِنْكَ صَلَواتٌ وَرَحْمَةٌ وَمَغْفِرَةٌ اللّٰهُمَّ اجْعَلْ مَحْيايَ مَحْيا مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَمَماتِي مَماتَ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ اللّٰهُمَّ إِنَّ هٰذَا يَوْمٌ تَنْزِلُ فيهِ اللَّعْنَةَ علیٰ آلِ زيٰادٍ وَآلِ أُمَيَّةٍ وابْنِ آكِلَةِ الْأَكْبادِ ، اللَّعِينُ ابْنُ اللَّعِينِ عَلَىٰ لِسانِ نَبِيِّكَ صَلَّی اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ فِي كُلِّ مَوْطِنٍ وَمَوْقِفٍ وَقَفَ فِيهِ نَبِيُّكَ صَلَّی اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَعَلیٰ يَزِيدِ ابْنِ مُعاوِيَة اللَّعْنَة أَبَدَ الآبِدِينَ اللّٰهُمَّ إِنِّي أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ فِي هٰذَا الْيَوْمِ ، وَفِي مَوْقِفِي هٰذَا ، وَأَيَّامِ حَيَاتِي بِالْبَرَاءَةِ مِنْهُمْ ، وَبِاللَّعْنِ عَلَيْهِمْ ، وَبِالْمُوَالاةِ لِنَبِيِّكَ وَأْهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكَ صَلَّی اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ

ثمّ تقول مأة مرّةٍ : اللّٰـهُمَّ الْعَنْ أَوَّلَ ظَالِمٍ ظَلَمَ حَقَّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَآخِرَ

_________________

(١) وليّ ـ خ ل

(٢) عدوّ ـ خ ل

(٣) أي يرزقني ( مصباح السيّد )

٥٨

تَابِعٍ لَهُ عَلَىٰ ذٰلِكَ اللّٰـهُمَّ الْعَنِ الْعِصَابَةَ الَّتِي جاهَدَتِ(١) الْحُسَيْنَ وَتابَعَتْ أعْدَائَهُ عَلىٰ قَتْلِهِ وَقَتْلِ أَنْصٰارِهِ ، اللّٰـهُمَّ الْعَنْهُمْ جَمِيعاً

ثمّ قل مأة مرّة : السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبا عبد الله وَعَلَىٰ الْأَرْواحِ الَّتِي حَلَّتْ بِفِنائِكَ ، عَلَيْكَ مِنِّي سَلامُ اللهِ أَبَداً مَا بَقِيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ ، وَلَاٰ يَجْعَلَهُ اللهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَتِكُمْ ، السَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ ، وَعَلَىٰ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ، وَعَلَىٰ أَصْحابِ الْحُسَيْنِ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ

ثمّ تقول مأة مرّة : اللّٰـهُمَّ خُصَّ أَنْتَ أَوَّلَ ظالِمٍ ظَلَمَ آلَ نَبِيِّكَ بِاللَّعْنِ ، ثُمَّ الْعَنْ أَعْداءَ آل مُحَمَّدٍ مِنَ الأَوَّلينَ وَالآخِرينَ اللّـهمّ الْعَنْ يَزِيدَ وَأَبٰاهُ ، وَالْعَنْ عُبَيْدِالله بْنِ زيادٍ وَآلَ مَروانَ وَبَني أُمَيَّةَ قَاطِبةً إلىٰ يَوْمِ الْقِيامَةِ

ثمّ تسجد سجدة تقول فيها : اللّٰـهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ حَمْدَ الشَّاكِرِينَ عَلَىٰ مُصَابِهِمْ ، الْحَمْدُ لِلّٰهِ عَلَىٰ عَظِيمِ رَزِيَّتِي فِيهِمْ ، اللّٰـهُمَّ ارْزُقْنِي شَفاعَةَ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ يَوْمَ الْوُرُودِ ، وَثَبِّتْ لِي قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَكَ مَعَ الْحُسَيْنِ وَأَصْحابَهُ الَّذِينَ بَذَلُوا مُهَجَهُمْ دُونَ الْحُسَيْنِ صَلَّی اللهُ عَلَيْهِ

وبعد نقل الزيارة يقول : قال أبو جعفرعليه‌السلام : يا علقمة ، إن استطعت أن تزوره في كلّ يوم بهذه الزيارة من دهرك فافعل فلك ثواب جميع ذلك إن شاء الله

ودلالة هذه العبارة على العموم من خلال لفظ « من دهرك » أقوى من دلالة عبارة المصباح ، وتتمّة الخبر المذكور في المصباح لم يذكره في كامل الزيارة ، ومن هذه الاختلافات التي سقتها إليك بين الروايتين وأثبتُّ بعضها في حاشية الزيارة يظهر لك أنّ عبارة صاحب البحار التي ساقها بعد ذكر زيارة كامل الزيارات وذكره سند

_________________

(١) حاربت ـ خ ل

٥٩

المصباح وقوله بعد ذلك « وساق الحديث نحواً ممّا مرّ »(١) لا تخلو من مسامحة مخلّة بفهم الرواية

وعلى العموم لمّا اطّلعت على متن الحديث الشريف وسنده كما هو حقّه فإنّنا نتكلّم حول هذا الباب في مقصدين : المقصد الأوّل في سند الحديث الشريف ، والكلام يقع في فصلين

_________________

(١) بحار الأنوار ٩٨ : ٢٩٣ ( المترجم )

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466