ابن تيميه الجزء ٢

ابن تيميه12%

ابن تيميه مؤلف:
المحقق: جعفر البياتي
تصنيف: شخصيات إسلامية
الصفحات: 492

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣
  • البداية
  • السابق
  • 492 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 169363 / تحميل: 5909
الحجم الحجم الحجم
ابن تيميه

ابن تيميه الجزء ٢

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

٤٩ - تفسير القرآن العظيم، لابن كثير الدّمشقيّ الحنبليّ، ت ٧٧٤ هـ.

٥٠ - تفسير الثعالبيّ عبد الرحمان أبو زيد، ت ٨٥٧ هـ «جواهر الحسان في تفسير القرآن».

٥١ - التلخيص، لمحمّد بن أحمد بن عثمان الذهبيّ الحنبليّ، ت ٨٤٨ هـ، بذيل المستدرك على الصحيحين للحاكم ٢: ٣٣١.

٥٢ - فتح الباري شرح صحيح البخاريّ، لأحمد بن عليّ بن حجر العسقلانيّ الشافعيّ، ت ٨٥٢ هـ، ٨: ١٠٤، ٤٠٤ - ٤٠٩.

٥٣ - الصواعق المحرقة، لابن حجر العسقلانيّ، ١٩، ٧٣.

٥٤ - الدرّ المنثور في التفسير بالمأثور، لجلال الدين السيوطيّ الشافعيّ، ت ٩١١ هـ.

٥٥ - كنز العمّال، لعليّ المتّقي بن حسام الدين الهنديّ، ت ٩٧٥ هـ، في مواضع كثيرة منها ج ٢: ٣٧٩، ٤١٧، ٤٢٠، ٤٢٢ - ٤٢٤، ٤٣١.

٥٦ - ينابيع المودّة لذي القربى، لسليمان بن إبراهيم القندوزيّ الحنفيّ، ت ١٢٩٤ هـ، ٨٨ - ٨٩.

٢٦١

لفظ الحديث

ذكرنا في صدر البحث بعض ألفاظ الحديث إجمالاً، ويحسن أن نختمه بما ذكر النّسائيّ وغيره، قال:

أخبرنا محمّد بن بشّار «محمّد بن بشّار بندار، بصريّ ثقة كثير الحديث يكنّى أبا بكر - تاريخ الثقات للعجليّ ٤٠١ / ١٤٣٥»، حدّثنا عفّان «عفّان بن مسلم الصفّار، أبو عثمان، بصريّ ثقة ثَبْت، صاحب سنّة - تاريخ الثقات ٣٣٦ / ١١٤٥»، وعبد الصّمد «عبد الصّمد بن عبد الوارث التّميميّ، بصريّ ثقة - تاريخ الثقات ٣٠٣ / ١٠٠٣» قالا: حدّثنا حمّاد بن سلمة «بصريّ، ثقة رجل صالح حسن الحديث - تاريخ الثقات ١٣١ / ٣٣٠»، عن سماك بن حرب، عن أنس، قال: بعث النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله براءة مع أبي بكر، ثم دعاه فقال: «لا ينبغي أن يبلّغ هذا إلاّ رجلٌ من أهلي، فدعا عليّاً فأعطاه إيّاها.(١)

وقال: أخبرنا العبّاس بن محمّد الدّوريّ قال: حدّثنا أبو نوحٍ قُراد، عن يونس بن أبي إسحاق، عن زيد بن يُثَيْعٍ، عن عليّرضي‌الله‌عنه أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بعث ببراءة إلى أهل مكّة مع أبي بكر، ثمّ أتبعه بعليٍّ فقال له: خذ الكتاب فامضِ به إلى أهل مكّة.

قال: فلحقه فأخذ الكتاب منه؛ فانصرف أبوبكر وهو كئيب فقال لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أنَزَل فِيَّ شيء؟ قال لا، إلاّ أنّي أُمرتُ أن، أُبلّغه أنا أو رجلٌ من أهل

____________________

(١) خصائص أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب، للنّسائيّ ٨٢ / ٧٢.

٢٦٢

بيتي».(١)

أخبرنا زكريّا بن يحيى قال: حدّثنا عبد الله بن عمر، قال: حدّثنا أسباط - بن محمّد -، عن فطر - بن خليفة -، عن عبد الله بن شريك، عن عبد الله بن الرقيم، عن سعد قال: بعث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أبا بكر ببراءة، حتّى إذا كان ببعض الطريق أرسل عليّاًرضي‌الله‌عنه ، فأخذها منه، ثمّ سار بها؛ فوجد أبو بكر في نفسه، فقال رسول الله «لا يؤدّي عنّي إلاّ أنا أو رجلٌ منّي».(٢)

فائدة

نستفيد ممّا أوردناه بشأن حديث تبليغ براءة، أمرين: الأوّل: أنّ ابن تيميه قد رمى: الحنابلة والمالكيّة، والحنفيّة، والشافعيّة بالكذب! لما حلّ بساحته، إذ حكَمَه قُضاتُهم بالفسق والنفاق والزندقة...

فبذريعة ردّ الرافضيّ - كذا - كذّب أئمّة هذه المذاهب. ولمّا كان البخاريّ وشيوخه المتقدّمون قد ذكروا الحديث وأنّه من خصائص أميرالمؤمنين عليّعليه‌السلام ، لم يمكنه أن يفصلهم عن حكمه هذا، أي تكذيبهم!

الثاني: أنّه قد أظهر ناصبيّته بشكلٍ جليّ في تكذيبه هذا الحديث، كما هو شأنه في الأحاديث الثابتة من فضائل وخصائص أهل بيت النبوّةعليهم‌السلام .

____________________

(١) نفسه ٨٣ / ٧٣.

(٢) خصائص أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب، للنّسائيّ ٨٣ / ٧٤.

٢٦٣

آية النجوى

قال ابن تيميه: قال الرافضيّ في قوله تعالى:« يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرّسُولَ فَقَدّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً » (١) .

قال أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام : «لم يعمل بهذه الآية غيري، وبي خفّف الله عن هذه الأمّة أمْرَ هذه الآية».

قال ابن تيميه: «والجواب» أن يقال: الأمر بالصدقة لم يكن واجباً على المسلمين حتّى يكونوا عصاةً بتركه، وإنّما اُمر به من أراد النّجوى، واتّفق أنّه لم يُرد النّجوى إذ ذاك إلاّ عليّ؛ فتصدّق لأجل المناجاة...، فمثل هذا العمل ليس من خصائص الأئمّة ولا من خصائص عليّ، ولا يقال أنّ غير عليّ ترك النّجوى بُخلاً بالصدقة.(٢)

جوابنا، وبالله التوفيق:

قوله: إنّما أمر به من أراد النّجوى، فصحيح. وأمّا قوله: واتُّفق أنّه لم يرد النّجوى إذ ذاك إلاّ عليّعليه‌السلام ، فلا دليل عليه، ولو كان موجوداً لَذَكَره، بل وفرّع عليه أموراً في تكذيب من قال بأنّ الآية من خصائص عليّعليه‌السلام سواءً كان من قال بذلك هو: مقاتل بن سليمان، أو عبد الرزّاق الصنعانيّ، أو ابن أبي شيبة، أو

____________________

(١) المجادلة: ١٢.

(٢) منهاج السنّة، لابن تيميه ٣: ٥.

٢٦٤

الطبريّ أو النّسائيّ...

ولقد وجدنا ابن تيميه في ردّه وإنكاره لما نزل في أميرالمؤمنين عليّعليه‌السلام ، حينما يكون الخطاب بلفظ الجمع، يقول: هذا في عموم المؤمنين ولو كان في عليّ لكان بلفظ المفرد.

والخطاب في آية النّجوى جاء بلفظ الجمع، فكيف يوفّق بين هذا وبين تصدّق عليّعليه‌السلام وحده في المناجاة؟!

وإذا عُدم الدليل عنده على ما ذهب إليه، فالدليل عندنا إضافة لما ذكرناه - قائم على أنّ الخطاب للمؤمنين بوجوب التصدّق، فلم يفعله إلاّ عليّ، فالآية خاصّة به.

واختصاص الآية بعليّعليه‌السلام ، أنّ الخطاب موجّه لمن يناجي النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله إذا أرادوا مناجاته إذ كانوا يكثرون مناجاته فيشقّ ذلك عليه، فلمّا نزلت الآية امتنعوا عن المناجاة فيما مضى عليّعليه‌السلام في المناجاة مع تقديم الصدقة طاعةً لله تعالى ورسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فكانت الآية خاصةً به.

والآية بعدها تؤيّد ذلك، قال تعالى:« ءَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا... » .(١)

يقول: أشَقَّ عليكم يا أهل الميسرة أن تقدّموا الصدقة ولم تفعلوا ما اُمرتم به؟! فتاب الله عليكم؛ فنسخت هذه الآية حكم الآية التي قبلها.

____________________

(١) المجادلة: ١٣.

٢٦٥

ولذلك قال أميرالمؤمنين عليّعليه‌السلام : لم يعمل بهذه الآية غيري، وبي خفّف الله عن هذه الاُمّة أمر هذه الآية.

والحكم لمن كان أقرب عهداً من عصر الرسالة، خاصّةً وأنّ ابن تيميه لم يذكر لنا أحداً من المتأخّرين يعتصم به.

ذكر مقاتل بن سليمان(١) في تفسيره، قال: «و ذلك أنّ الأغنياء كانوا يكثرون مناجاة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ويغلبون الفقراء على مجالس النبيّ، وكان النبيّ يكره طول مجالستهم وكثرة نجواهم، فلمّا أمرهم بالصدقة عند المناجاة انتهوا عند ذلك، وقدرت الفقراء على كلام النبيّ ومجالسته، ولم يقدّم أحد من أهل الميسرة صدقةً غير عليّ بن أبي طالبرضي‌الله‌عنه ، قدّم ديناراً وكلّم النبيّ عشر كلمات، فلم يلبثوا إلاّ يسيراً حتّى أنزل الله تعالى:« أَأَشْفَقْتُمْ » يقول أشقّ عليكم« أَن تُقَدّمُوا بَيْنَ يَدَيْ

____________________

(١) ذكرنا ترجمته في الحديث عن آية الولاية «تصدُّق أميرالمؤمنين حال الركوع». ونذكر هنا شيئاً ممّا قيل فيه: عن عبد المجيد من أهل مرو: سألت مقاتل بن حيّان، فقلت: يا أبا بسطام، أنت أعلم أو مقاتل بن سليمان؟ قال: ما وجدت علمَ مقاتل في علم الناس إلاّ كالبحر الأخضر في سائر البحور. تهذيب الكمال ٢٨: ٤٣٦.

وللشافعيّ أقوال في تفسير مقاتل، منها: الناس كلّهم عيالٌ على مقاتل في التفسير. (المصدر نفسه). والشافعيّ أيضاً قال: من أراد أن يتبحَّر في المغازي، فهو عيالٌ على محمّد بن إسحاق، ومن أراد أن يتبحَّر في الشّعر فهو عيال على زهير بن أبي سُلمى، ومن أراد أن يتبحّر في النّحو فهو عيال على الكسائيّ، ومن أراد أن يتبحّر في تفسير القرآن فهو عيال على مقاتل بن سليمان. (المصدر نفسه).

٢٦٦

نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً » يعني أهل الميسرة ولو فعلتم لكان خيراً لكم.(١)

إنّ مقاتل بن سليمان لم يعاصر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فبين وفاة النبيّ ووفاة مقاتل (١٤٠) سنة؛ وابن تيميه كذلك لم يعاصر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله إلاّ أنّ الفاصلة الزمنيّة بين وفاة النبيّ ووفاة ابن تيميه (٧١٨) سنة!

وممّن هم أقرب عهداً بمقاتل، وأبعد عهداً من ابن تيميه:

عبد الرزّاق الصنعانيّ (١٢٦ - ٢١١ هـ)، فبينه وبين ابن تيميه (٦٥٧) سنة.

ذكر عبد الرزّاق بسنده عن ابن عُيُيْنة(٢) ، عن سليمان الأحْول(٣) ، عن مجاهد في قوله تعالى:« فَقَدّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً » ، قال: أمروا أن لا يناجيَ أحدٌ النبيَّ حتّى يتصدّق بين يدي ذلك، فكان أوّل من تصدّق بين يدي ذلك عليّ بن أبي طالب فناجاه، فلم يناجه أحدٌ غيره، ثمّ نزلت الرخصة:« أَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدّمُوا

____________________

(١) تفسير مقاتل بن سليمان ٣: ٣٣٤.

(٢) مضت ترجمته في حديث ردّ الشّمس بما فيه الكفاية، توفّي سفيان بن عينية سنة ١٩٨ هـ.

(٣) سليمان بن أبي مسلم المكّيّ الأحْوَل.

روى عن: مجاهد بن جبر، وسعيد بن جبير، وطاووس بن كيسان، وعطاء بن أبي رباح، وأبي معبد مولى ابن عبّاس، وطارق بن شهاب...

روى عنه: سفيان بن عُيَيْنَة، وشعبة بن الحجّاج...

قال فيه سفيان، أحمد بن حنبل، يحيى بن معين، والجليّ، وأبو حاتم، وأبو داود، والنّسائيّ: ثقة.

الجرح والتعديل للرازيّ ٤ / الترجمة ٦٢٠، وتاريخ الدارميّ، الرقم ٣٦٢، وتاريخ الثقات للعجليّ ٢٠٣ / ٦١٧، وتاريخ أسماء الثقات / الترجمة ٤٥٤، وثقات ابن حبّان ٣: ١٧٦، وابن سعد في طبقاته ٥: ٤٨٣.

٢٦٧

بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ » (١) .(٢)

وأخرج الحبريّ (ت ٢٨٦ هـ) في تفسيره (صفحه ٢٢٠ / الحديث ٦٥) قال: حدّثنا مالك بن إسماعيل، عن عبد السلام، عن ليث، عن مجاهد، قال: قال عليّعليه‌السلام : آيةٌ من القرآن لم يعمل بها أحد قبلي، ولا يعمل بها أحد بعدي: أُنزلتْ آية النجوى فكان عندي دينار، فبعته بعشرة دراهم، فكنت إذا أردت أن أناجي النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله تصدّقت بدرهم حتّى فَنِيَت، ثمّ نَسخَتْها الآية التي بعدها:« فَإِن لّمْ تَجِدُوا... » الآية.

وبنفس السند والمتن ذكره الحسكانيّ الحنفيّ في (شواهد التنزيل ٢: ٣١٣ / الرقم ٩٥٢).

سند الحديث

الحبريّ، الحسين بن الحكم بن مسلم أبو عبد الله القُوشيّ الكوفيّ الوشّاء. روى عن مالك بن إسماعيل - وهو في سند الحديث - وإسماعيل بن أبان الورّاق، وحسن بن حسين العرنيّ...

قال ابن ماكولا، والذهبيّ: توفّي سنة إحدى ثمانين ومائتين. (الإكمال، لابن ماكولا ٣: ٣١، وتاريخ الإسلام للذهبيّ).

مالك بن إسماعيل أبو غسّان النّهديّ الكوفيّ.(١)

____________________

(١) المجادلة: ١٣.

(٢) تفسير عبد الرزّاق الصنعانيّ ٢: ٢٢٥ / ٣١٧٧.

٢٦٨

روى عن: جويرية بن أسماء - ترجمنا له في حديث ردّ الشّمس، ثقة -، وعبد السلام بن حرب - وعنه روى مالك بن إسماعيل الحديث كما ذكر الحبريّ -، وحبّان بن عليّ العَنَزيّ، والحسن بن صالح بن حيّ، وحمّاد بن زيد، وسفيان بن عُيَيْنة، وفضيل بن مرزوق، وزهير بن معاوية، وأبي معشر وأبي إسرائيل الملائيّ... «وكلّ هؤلاء مذكورون في الثّقات، انظرهم في كتب الرجال».

روى عنه: البخاريّ، وأبو بكر أحمد بن أبي خيثمة، وعبّاس الدّوريّ، وأبو حاتم الرازيّ، وأبو زُرْعة الرازيّ، وأبو زرعة الدمشقيّ، ومحمّد بن إسحاق البكّائيّ، وأبو بكر بن أبي شيبة... (والقول فيهم مثل من روى عنهم).

قال أبو حاتم: قال يحيى بن معين: ليس بالكوفة أتقن منه.(٢)

وقال محمّد بن عليّ بن داود البغداديّ: سمعت يحيى بن معَين يقول لأحمد بن حنبل: إن سَرك أن تكتب عن رجلٍ ليس في قلبك منه شيء - أي شكّ - فاكتب عن أبي غسّان.(٣)

وقال عبّاس الدوريّ: قلت ليحيى بن معين: كان أبو غسّان أثبت من أبي نعيم في زهير؟ قال: في زهير وغيره. فراجعته في أبي غسّان وأبي نعيم، فثبت

____________________

(١) طبقات ابن سعد ٦: ٤٠٤، وتاريخ البخاريّ الكبير ٧ / الترجمة ١٣٤٢، العجليّ ٤١٧ / ١٥١٩، تاريخ الدوريّ ٢: ٥٤٣، تاريخ خليفة ٤٧٦، وطبقاته ١٧٢، والجرح والتعديل ٨ / الترجمة ٩٠٥، وثقات ابن شاهين / الترجمة ١٣٢٨، ورجال صحيح مسلم ١٦٦.

(٢) الجرح والتعديل ٨ / الترجمة ٩٠٥.

(٣) تهذيب الكمال ٢٧: ٨٩.

٢٦٩

على أبي غسّان أثبت من أبي نعيم، قال: هو أجود كتاباً وأثبت.(١)

قال ابن سعد: كان أبو غسّان ثقةً صدوقاً متشيّعاً شديد التشيّع.(٢)

وقال العجليّ: ثقة، وكان متعبّداً، وكان صحيح الكتاب.(٣)

وقال محمّد بن عبد الله بن نُمير: أبو غسّان أحبُّ إليَّ من محمّد بن الصّلت، أبو غسّان من أئمّة المحدّثين.(٤)

وقال يعقوب بن شيبة: ثقة صحيح الكتاب، وكان من العابدين.(٥)

وقال: كان ثقةً متثبّتاً.(٦)

وقال النّسائيّ: ثقة.(٧)

مات مالك بن إسماعيل سنة تسع عشرة ومئتين.(٨)

____________________

(١) تاريخ الدّوريّ ٢: ٥٤٣.

(٢) طبقات ابن سعد ٦: ٤٠٤.

(٣) تاريخ الثقات ٧: ٤١٧ / ١٥١٩.

(٤) الجرح والتعديل ٨ / الترجمة ٩٠٥.

(٥) تهذيب الكمال ٢٧: ٩٠.

(٦) نفسه.

(٧) نفسه.

(٨) طبقات ابن سعد ٦: ٤٠٤، وطبقات خليفة ٢٩٤.

٢٧٠

عبد السلام بن حرب(١) :

عبد السلام بن حرب بن سلم النّهديّ الملائيّ الكوفيّ.

روى عن: ليث بن أبي سليم، وسليمان الأعمش، ويحيى بن سعيد الأنصاريّ، وخُصَيف بن عبد الرحمان الجزَريّ...

روى عنه: أبو غسّان مالك بن إسماعيل، ومحمّد بن إسحاق بن يسار (صاحب السيرة) وهو أكبر منه، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن مَعين، وأبو الصّلت عبد السلام بن صالح الهرويّ، وأبو نعيم الفضل بن دكين، وعثمان بن محمّد بن أبي شيبة، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة، وأبو أسامة حمّأد بن أُسامة...

قال أبو حاتم: ثقةٌ صدوقٌ.(٢)

وقال عثمان بن سعيد الدارميّ، عن يحيى بن معين: صدوق.(٣)

قال الترمذيّ: ثقة حافظ.(٤)

مات عبد السلام بن حرب سنة ١٨٧، وقيل غير ذلك.(١)

____________________

(١) طبقات ابن سعد ٦: ٣٨٦، وتاريخ خليفة ٤٥٨، وطبقاته ١٧٠، وتاريخ البخاريّ الكبير ٦ / الترجمة ١٧٢٩، والجرح والتعديل ٦: ٢٤٦، والمعرفة والتاريخ ٣: ٢١٩، وتهذيب الكمال ١٨: ٦٦.

(٢) الجرح والتعديل ٦ / الترجمة ٢٤٦.

(٣) تاريخ الدارميّ ٥٥٠ / الترجمة ٢٥٢.

(٤) سنن الترمذيّ / بعد الحديث ٦٢٢.

٢٧١

ليث بن أبي سُلَيم بن زُنَيم القُرشيّ الكوفيّ، مولى عُتبة بن أبي سُفيان، ويقال: مولى معاوية بن أبي سفيان.(٢)

روى عن: مجاهد بن جَبْر المكّيّ، والمنهال بن عمرو، ونافع مولى ابن عمر، وأبي إسحاق السّبيعيّ، وعِكْرِمة مولى ابن عبّاس، وعطاء بن أبي رباح، وعامر الشّعبيّ، وشهر بن حوشب، وطاووس بن كيسان، وزيد بن أرطاة... وغيرهم ممّن ذكر في الثقات. انظرهم في المصادر.

روى عنه: عبد السلام بن حرب، وسفيان الثّوريّ، وشريك بن عبد الله، وشعبة بن الحجّاج، وزهير بن معاوية، وحفص بن غياث، وإسماعيل بن عُلَيّة، وإسماعيل بن عيّاش، والحسن بن صالح بن حَيّ، وزائدة بن قُدامة، وأبو معاوية محمّد بن خازم الضّرير، ومحمّد بن فضيل بن غزوان، ومعتمر بن سليمان...

عبد الرحمان بن مهديّ: ليث بن أبي سُلَيم، وعطاء بن السائب، ويزيد ابن أبي زياد؛ ليث أحسنهم حالاً عندي.(٣)

عن فضيل بن عياض: كان ليث بن أبي سليم أعلم أهل الكوفة بالمناسك.(٤)

وقال الدار قطنيّ: ليث بن أبي سليم صاحب سنّة، يُخَرَّج حديثُه.(١)

____________________

(١) طبقات ابن سعد ٦: ٣٨٦، وتاريخ خليفة ٤٥٨، وانظر: تهذيب الكمال ١٨: ٦٧.

(٢) طبقات ابن سعد ٦: ٣٤٩، ثقات ابن شاهين ٢٧٥، الجرح والتعديل ٧ / الترجمة ١٠١٤، وسنن الدار قطنيّ ١: ٦٨، ٣٣١ و ٣: ٢٦٩، وتاريخ الدوريّ ٢: ٥٠١، وتاريخ الدارميّ، ترجمة ٥٦٠، ٧٢٠، وتاريخ خليفة ٢٧٤، وطبقاته ١٦٦، وتاريخ البخاريّ الكبير ٧ / الترجمة ١٠٥١...

(٣) الجرح والتعديل ٧ / الترجمة ١٠١٤.

(٤) الجرح والتعديل ٧ / الترجمة ١٠١٤.

٢٧٢

وذكره ابن شاهين، عن عثمان، فقال: ليث بن أبي سليم: ثقة، صدوق، وليس بحجّة.(٢)

قال ابن عديّ: له أحاديث صالحة، وقد روى عنه شعبة والثّوريّ، وغيرهما من ثقات الناس، ومع الضّعف الذي فيه يكتب حديثه.(٣)

استشهد به البخاريّ في «الصحيح»، وروى له مسلم مقروناً بأبي إسحاق الشّيبانيّ، وروى له الباقون.(٤)

مات سنة ثمان وثلاثين ومئة، وفي قول: مات سنة ثلاث وأربعين ومائة.(٥)

مجاهد(٦) : وهو آخر من في سند الحديث الذي رواه عنه ليث. جاء في ترجمته: مجاهد بن جبر المكّيّ.

روى عن: جابر بن عبد الله الأنصاريّ، وعبد الله بن عبّاس، وسعد بن أبي وقّاص، وسعيد بن جبير - وهو من أقرانه -، وعبد الله بن عمر بن الخطّاب، وأبي

____________________

(١) تهذيب الكمال للمزّيّ ٢٤: ٢٨٧.

(٢) تاريخ أسماء الثّقات ٢٧٥ / الرقم ١١٣٥.

(٣) الكامل لابن عديّ ٣: ٢٠.

(٤) تهذيب الكمال للمزّيّ ٢٤: ٢٨٨.

(٥) رجال صحيح مسلم ١٥١.

(٦) طبقات ابن سعد ٥: ٤٦٦، وتاريخ الدوريّ ٢: ٥٤٩، وتاريخ خليفة ٢٥٨، وطبقاته ٤٩١، وتاريخ البخاريّ الكبير ٧ / الترجمة ١٨٠٥، والجرح والتعديل للرازيّ ٨ / الترجمة ١٤٦٩، ورجال صحيح مسلم ١٧١، وجمهرة أنساب العرب ١٤٢، والثّقات لابن حبّان ٣: ٥١ / ٤٨٩٦، وتهذيب الكمال للمزّيّ ٢٧: ٢٢٨ / ٥٧٨٣.

٢٧٣

سعيد الخدريّ، وأبي هريرة، وجويرية أُمّ المؤمنين، وأُمّ سلمة، وعائشة، وأُمّ هاني بنت أبي طالب، وعبد الرحمان بن أبي ليلى، وإبراهيم بن الأشتر النَّخعيّ... وخلق كثير.

وقد وجدناه يروي عن صحابة وتابعين، وأُمّهات المؤمنين.

روى عنه: ليث بن أبي سليم - الذي روى عن مجاهد الحديث -، وسلمة ابن كُهيل، وسعيد بن مسروق الثّوريّ، وسليمان الأعمش، وسليمان الأحول، وطاووس بن كيسان، وعطاء بن أبي رباح، وفطر بن خليفة، ومنصور بن المعتمر، والمنهال بن عمرو، وأبو إسحاق السّبيعيّ، وأبو الزبير المكّيّ...

ذكره ابن سعد في الطبقة الثانية من أهل مكّة، وقال: كان فقيهاً عالماً ثقة كثير الحديث.(١)

وعن أبي الليث الفضل بن ميمون: سمعت مجاهداً يقول: عرضتُ القرآن على ابن عبّاس ثلاثين مرّة.(٢)

وقال عبد السلام بن حرب، عن خُصَيف: كان أعلمهم بالتفسير مجاهد، وبالحجّ عطاء.(٣)

وقال يحيى القطّان: مُرسَلات مجاهد أحبّ إليّ من مرسلات عطاء بكثير.(٤)

____________________

(١) طبقات ابن سعد ٥: ٤٦٦ - ٤٦٧.

(٢) الجرح والتعديل للرازيّ ٨ / الترجمة ١٤٦٩، وانظر ابن سعد.

(٣) الجرح والتعديل للرازي ٨ / الترجمة ١٤٦٩، وتاريخ البخاريّ الكبير ٧ / الترجمة ١٨٠٥.

(٤) نفسه.

٢٧٤

وقال إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين، وأبو زرعة: ثقة.(١)

وقال سفيان الثّوريّ عن سلمة بن كهيل: ما رأيت أحداً أراد بهذا العلم وجهَ الله إلاّ عطاء، وطاووس، ومجاهداً.(٢)

وروي عن مجاهد قال: قال لي ابن عمر: وددتُ أنّ نافعاً - نافع مولى ابن عمر - يحفظ حفظك وأنّ علَيّ دِرهماً زائفاً! قلت: هلاّ كان جيّداً! قال: هكذا كان في نفسي.(٣)

قيل: مات مجاهد بمكّة سنة مائة. وقيل غير ذلك.(٤)

وعن الكلبيّ، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس، في قوله تعالى:« يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرّسُولَ » الآية، قال: نزلت في عليّعليه‌السلام خاصّةً، وكان له دينار فباعه بعشرة دراهم، فكان كلّما ناجاه قدّم درهماً حتّى ناجاه عشرَ مرّاتٍ، ثمّ نُسِخَت، فلم يعمل بها أحدٌ قبله ولا بعده.(٥)

ويردُ الحديث بألفاظٍ أُخرى وطرق عدّة، كلّها تنصّ على عليّعليه‌السلام ، منها: أسباب النزول للواحديّ ٢٧٦، والأوائل للعسكريّ ١٦٧؛ عن أبي أيّوب الأنصاريّ. والدرّ المنثور للسيوطيّ ٦: ١٨٦ عن سلمة بن كهيل عن عبد ابن

____________________

(١) الجرح والتعديل للرازي ٨ / الترجمة ١٤٦٩.

(٢) تهذيب الكمال للمزّيّ ٢٧: ٢٣٣.

(٣) تهذيب الكمال للمزّيّ ٢٢٣: ٢٧.

(٤) طبقات ابن سعد ٥: ٤٦٧، وتاريخ البخاريّ الكبير ٧ ترجمة ١٨٠٥.

(٥) تفسير الحبريّ ٣٦٨ رقم ٩٦.

٢٧٥

حميد. ورواية ابن جرير وعطاء والكلبيّ عن ابن عبّاس، في تفسيره الفخر الرازيّ ٢٩: ٢٧١، وتذكرة الخواصّ لسبط ابن الجوزيّ ٢١. وعن عبدالرحمان بن أبي ليلى في المستدرك على الصحيحين ٢: ٤٨١. وعن ابن عمر في تذكرة الخواصّ ٢٢، وكفاية الطالب الگنجيّ الشافعيّ ١٣٦، والجامع لأحكام القرآن للقرطبيّ ١٧: ٣٠٢، وتفسير البغويّ ٢٨: ٣٤٧.

وعن مجاهد مرفوعاً عن عليّعليه‌السلام ، تفسير الطبريّ ٢٨: ١٤، وأحكام القرآن للجصّاص ٣: ٥٢٦، وتفسير ابن كثير ٤: ٣٢٦، ومناقب عليّ بن أبي طالب لابن المغازليّ ٣٢٦ ؛ كلٌّ عن ليث، عن مجاهد.

وأخرجه النّسائي بالإسناد إلى سفيان بن سعيد في خصائص أميرالمؤمنين عليّعليه‌السلام ٣٩، والذهبيّ عن العقيليّ في ميزان الاعتدال ٣: ١٤٦.

وأخرجه الترمذيّ في الجامع الصحيح ٥: ٨٠ الحديث ٣٣٥٥، وجامع الأُصول لابن الأثير الجزريّ ٢: ٤٥٢.

وذكره ابن أبي شيبة (ت ٢٣٥ هـ) في كتابه (المصنّف ٧: ٥٠٥ / ح ٦٢ و ٦٣)، ثم قال: إنّها في عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام .

وذكره كلّ من: ابن عقدة (ت ٣٣٢ هـ) في المناشدة يوم الشورى ت الفقرة ٧ - وأحمد بن حنبل في المسند ٣: ٣٠٧ / ح ١٧٨٨، والطبرانيّ (ت ٣٦٠ هـ) في المعجم الكبير ١٢: ٨١ / ح ٨٢٦٠٤، والكوفيّ (القرن الرابع الهجريّ) في مناقب أميرالمؤمنينعليه‌السلام ١: ١٣٨ / ح ٦٨ و ٢١٦ / ح ١١١ و ٢١٧ / ح ١١٢ و ١١٣ و ١١٤ ؛ وتفسير الثعلبيّ ٢: ١٤٠، ودلائل النبوّة للبيهقيّ ١: ١٧٠، والمعرفة

٢٧٦

والتاريخ للفسويّ ١: ٤٩٨، ومسند أبي يعلى ١: ٣٢٢، وصحيح ابن حبّان ١٥: ٣٩١، والكامل لابن عديّ ٥: ٢٠٤.

خاتمة البحث

ثبت أنّ تقديم الصدقة حال النجوى لم يعمل به غير عليّعليه‌السلام وبطل قول ابن تيميه: أنّ الصدقة لم تكن واجبة! فقد أوجبها الله تعالى على المسلمين المستطيعين لها، كما أوجب سبحانه الواجبات الأُخرى المشروطة، فامتنع المستطيعون عن أدائها، وأدّاها عليّعليه‌السلام وحده، فصارت من خصائصه في التفويض والطاعة لله تعالى ورسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

بقي قوله: «فِمْثلُ هذا العمل ليس من خصائص الأئمّة».

فهذا صحيح إن كان يعني بهم المسلمين والنبيُّصلى‌الله‌عليه‌وآله بينهم، فهو إمامهم وإليه يرجعون وهم لم يُخصّوا بها من دون المسلمين إلاّ عليّاً على ما ذكرنا، علماً أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله كان ينصّ على إمامته - على ما سنذكر في مواضعه - وما مرّ بنا من حديث الولاية «آية التصدّق حال الرّكوع»، وتنصيب الإمام عليّ وليّاً وإماماً في آخر حجّةٍ «عيد غدير خمّ»، وحديث المنزلة...

ولذا كان عبد الله بن عمر يقول: لعليّ ثلاث لو كانت لي واحدة منهنّ كانت أحبّ اليّ من حُمْر النّعم: تزويجه فاطمة، وإعطاؤه الرّاية يوم خيبر، وآية النجوى، والزهيد قليل. وهنالك قول مشابه لسعد بن أبي وقّاص (تذكرة الخواصّ

٢٧٧

٢٧).

واختيار ابن عمر هذه الفضائل من بين فضائل وخصائص عليّعليه‌السلام هو: المنع لغير عليّ والإيجاب لهعليه‌السلام ، ففاطمةعليها‌السلام هي بضعة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وقد انتهى نسل رسول الله إلاّ فاطمة ومنها كانت ذرّيّته وهي سيّدة نساء العالمين، معصومة بحكم القرآن الكريم، وأبوها سيّد البشر بما فيهم الأنبياء والرسل ؛ فهي أحبّ النساء إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهي أُمّ الحسن والحسينعليهما‌السلام سيّدي شباب أهل الجنّة، ولم يكن الإمام عليّعليه‌السلام دونها في الفضل، فهو ابن عمّ النبيّ وزوج ابنته فاطمة، زوّجه إيّاها بعد أن خطبها أبوبكر وعمر وابن عوف فردّهم! والإمام عليّعليه‌السلام سيّد العرب كما في حديث النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله - نأتي عليه - وهو أبو سيّدي شباب أهل الجنّة، وعصمته وعصمة الحسنين مقرّرة في القرآن. وعليّ أحبّ الرجال إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله .

والقول الذي ذكرناه لم يكن لابن عمر فقط، فقد ذكره أكثر من صحابي. وابن عمر يرى الزواجَ من فاطمة أعظمَ وأحبّ من حُمْر النّعم لا ليكون معصوماً مثل عليّعليه‌السلام ولا إماماً، وإنّما ليقال له صهر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله فيفخر بذلك، ويكون أبا عترته، وأحبّ الرجال إليه.

وذَكَر الراية، وذلك أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أعطى الراية يوم خيبر إلى أبي بكر فرجع منهزماً يجبّن أصحابه ويجبّنونه، ثمّ أرسل عمر بن الخطّاب فكان منه ما كان من أبي بكر، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : «سأعطي الرّاية غداً رجلاً يُحبّ الله ورسوله ويُحبّه اللهُ ورسولهُ، كرّار غير فرّار، يفتح الله عليه».(١)

____________________

(١) مصادره في حديث الراية.

٢٧٨

وكان الإمام عليّعليه‌السلام كما قالصلى‌الله‌عليه‌وآله . وكلّ ما ذكرنا من خصائص عليّعليه‌السلام ؛ فآية النّجوى من خصائصه لم يشركه فيها أحد.

ولا نتعب أنفسنا في سؤال ابن تيميه: لم هذا النضال في دفع هذه الفضيلة وإنكار كونها من خصائص أميرالمؤمنين عليعليه‌السلام ، فلنا وقفات وحوار يطول معه!

آية الأُذُن الواعية

قوله تعالى:« لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ » (١) .

الآية في أميرالمؤمنين عليّعليه‌السلام ، فهو الأُذن الأولى التي سمعت الوحي الكريم، وهو يُشافه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ويتلو عليه القرآن الكريم، فوعاه قلبه وآمن بما جاء به، مع طهارة نفسه وما آتاه الله تعالى من مواهب الحفظ والذكاء والفهم. فهي واحدة من الأدلّة على أعلميّة أميرالمؤمنين عليّعليه‌السلام بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، تلك الفضيلة التي أنكرها ابن تيميه. وقد تحدّثنا فيما مضى عن حديث «أنا مدينة العلم وعليّ بابها»، والذي أنكره ابن تيميه أشدّ الإنكار، وثبتت لنا صحّته.

أنساب الأشراف: أخرج البلاذريّ بسنده عن هشام بن عمّار، عن الوليد ابن مسلم، عن عليّ بن حَوْشب، قال: سمعتُ مكحولاً يقول: قرأ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :« وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ » فقال: «يا عليّ سألتُ اللهَ أن يجعلها أذُنَك».

____________________

(١) الحاقّة: ١٢.

٢٧٩

قال عليّ: فما نسيتُ حديثاً أو شيئاً سمعتُه من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .(١)

سند الحديث

هشام بن عمّار: هشام بن عمّار بن نُصَير بن مَيْسَرة بن أبان السُّلَميّ الدمشقيّ.

روى عن: الوليد بن مسلم ؛ أحد سلسلة الحديث وسنده.

ومالك بن أنس، وسفيان بن عيينة، وعبد العزيز بن أبي حازم المحاربيّ، وبقيّة بن الوليد، وعبد العزيز الدّراورديّ، ومروان بن معاوية الفزاريّ، وصدقة بن خالد...، وخلقٍ كثير.

روى عنه: البخاريّ، وأبو داود، والنّسائيّ، وابن ماجة، والوليد بن مسلم - وهو من شيوخه ؛ وأبو عبيد القاسم بن سلاّم - صاحب كتاب النّسب وغيره ومات قبله، وأبو حاتم محمّد بن إدريس الرازيّ، ومحمّد بن سعد - كاتب الواقديّ ومات قبله، ويعقوب بن سفيان الفَسَويّ، وأبو زُرعة الدمشقيّ، وأبو زرعة الرازيّ، وأحمد بن يحيى بن جابر البلاذريّ الكاتب...

لفتُ نظر: إنّ الذين ذكرناهم فيمن روى عنهم هشم بن عمّار، أو فيمن روى عن هشام، قد وردت تراجمهم في الثّقات. انظرهم في: الجرح والتعديل لابن أبي حاتم، وتاريخ الثّقات للعجليّ، والثّقات لابن حِبّان، وطبقات ابن سعد،

____________________

(١) أنساب الأشراف للبلاذريّ (ت ٢٧٩ هـ) ٢: ٣٦٢.

٢٨٠

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

لأبي عبد اللهعليه‌السلام :( هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ ) قال: نحن الذين نعلم، وعدونا الذين لا يعلمون، وشيعتنا أولوا الألباب.

٢٧ ـ في أمالي شيخ الطائفةقدس‌سره باسناده إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : اعلموا يا عباد الله ان المؤمن من يعمل لثلاث من الثواب، اما لخير فان الله يثيبه بعمله في دنياه، إلى قوله: وقد قال الله تعالى:( يا عِبادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللهِ واسِعَةٌ إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ ) فمن أعطاهم الله في الدنيا لم يحاسبهم به في الآخرة.

٢٨ ـ في مجمع البيان وروى العياشي بالإسناد عن عبد الله بن سنان عن أبي ـ عبد اللهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا نشرت الدواوين ونصبت الموازين لم ينصب لأهل البلاء ميزان، ولم ينشر لهم ديوان، ثم تلا هذه الآية:( إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ ) .

٢٩ ـ في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن إسماعيل عن الفضل ابن شاذان جميعا عن ابن أبي عمير عن هشام بن الحكم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إذا كان يوم القيامة يقوم عنق من الناس فيأتون باب الجنة فيضربونه، فيقال لهم: من أنتم؟ فيقولون: نحن أهل الصبر، فيقال لهم: على ما صبرتم؟ فيقولون: كنا نصبر على طاعة الله ونصبر عن معاصي الله، فيقول اللهعزوجل : صدقوا أدخلوهم الجنة، وهو قول اللهعزوجل :( إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ ) .

٣٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( قُلْ إِنَّ الْخاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ ) يقول: غبنوا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألآ ذلك هو الخسران المبين.

٣١ ـ في مجمع البيان:( وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها وَأَنابُوا إلى اللهِ لَهُمُ الْبُشْرى ) وروى أبو بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه قال: أنتم هم، ومن أطاع جبارا فقد عبده.

٣٢ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن

٤٨١

حماد بن عثمان عن أبي عبيدة الحذاء عن أبي عبد اللهعليه‌السلام (١) حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام بعد ان ذكر فضل الامام والمعترفين به: ثم نسبهم فقال: «الذين آمنوا» يعنى بالإمام( وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) يعنى( الَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها ) والجبت والطاغوت فلان وفلان وفلان، والعبادة طاعة الناس لهم، ثم قال:( أَنِيبُوا إلى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ ) ثم جزاهم فقال:( لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ ) والامام يبشرهم بقيام القائم وبظهوره وبقتل أعدائهم وبالنجاة في الآخرة، والورود على محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله الصادقين على الحوض.

٣٣ ـ بعض أصحابنا رفعه عن هشام بن الحكم قال: قال لي أبو الحسن موسى بن جعفرعليه‌السلام : يا هشام إنّ الله تبارك وتعالى بشر أهل العقل والفهم في كتابه فقال:( فَبَشِّرْ عِبادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولئِكَ الَّذِينَ هَداهُمُ اللهُ وَأُولئِكَ هُمْ أُولُوا الْأَلْبابِ ) .

٣٤ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن منصور بن يونس عن أبي ـ بصير قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : قول الله جل ثناؤه:( الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ) قال: هو الرجل يسمع الحديث فيحدث به كما سمعه لا يزيد فيه ولا ينقص منه.

٣٥ ـ أحمد بن مهرانرحمه‌الله عن عبد العظيم الحسنى عن علي بن أسباط عن علي بن عقبة عن الحكم بن أعين عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ) إلى آخر الآية قال: هم المسلمون لال محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله الذين إذا سمعوا الحديث لم يزيدوا فيه ولم ينقصوا منه، جاؤا به كما سمعوه.

٣٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله:( لكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِها غُرَفٌ ) إلى قوله الميعاد

فانه حدّثني أبي عن الحسن بن محبوب عن محمد بن إسحاق عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: سئل عليّعليه‌السلام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عن تفسير هذه الآية بما ذا

__________________

(١) وفي نسخة «عن أبي جعفرعليه‌السلام ».

٤٨٢

بنيت هذه الغرف يا رسول الله؟ فقال: يا عليُّ تلك غرف بناها الله لأوليائه بالدر والياقوت والزبرجد، سقوفها الذهب، محبوكة(١) بالفضة، لكل غرفة منها الف باب من ذهب، على كل باب منها ملك موكل به وفيها فرش مرفوعة، بعضها فوق بعض من الحرير والديباج بألوان مختلفة، حشوها المسك والعنبر والكافور، وذلك قول الله:( وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ ) فاذا دخل المؤمن إلى منازله في الجنة وضع على رأسه تاج الملك والكرامة، والبس حلل الذهب والفضة والياقوت والدر منظوما في الإكليل تحت التاج، والبس سبعين حلة حرير بألوان مختلفة، منسوجة بالذهب والفضة واللؤلؤ والياقوت الأحمر، وذلك قوله:( يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ ) فاذا جلس المؤمن على سريره اهتز سريره فرحا، فاذا استقرت بولي الله منازله في الجنة استاذن عليه الملك الموكل بجنانه ليهنئه بكرامة الله إياه، فيقول له خدام المؤمن ووصفاؤه(٢) : مكانك فان ولي الله قد اتكى على أريكته وزوجته الحوراء العيناء قد ذهبت إليه فاصبر لولى الله حتى يفرغ من شغله، قال: فتخرج عليه زوجته الحوراء من خيمتها تمشي مقبلة وحولها وصفاؤها وعليها سبعون حلة منسوجة بالياقوت واللؤلؤ والزبرجد قد صبغن بمسك وعنبر، وعلى رأسها تاج الكرامة، وفي رجلها نعلان من ذهب مكللان بالياقوت واللؤلؤ، شراكهما ياقوت أحمر، فاذا دنت من ولي الله وهم يقوم إليها شوقا تقول: يا ولي الله ليس هذا يوم تعب ولا نصب، ولا تقم انا لك وأنت لي فيعتنقان قدر خمسمائة عام من أعوام الدنيا لا يملها ولا تمله، قال: فينظر إلى عنقها فاذا عليها قلادة من قصب ياقوت أحمر، وسطها لوح مكتوب: أنت يا ولي الله حبيبي وانا الحوراء حبيبتك، إليك تتأهب نفسي وإلى تتأهب نفسك، ثم يبعث الله الف ملك يهنونه بالجنة، ويزوجونه الحوراء قال: فينتهون إلى أول باب من جنانه، فيقولون للملك الموكل بأبواب الجنان: استأذن لنا على ولي الله فان الله بعثنا مهنين له، فيقول الملك: حتى أقول للحاجب فيعلم مكانكم، قال: فيدخل الملك إلى الحاجب وبينه

__________________

(١) حبكه: شدة وأحكمه.

(٢) وصفاء جمع الوصيفة: الجارية.

٤٨٣

وبين الحاجب ثلاث جنان حتى ينتهى إلى أول باب، فيقول للحاجب: ان على باب العرصة الف ملك أرسلهم رب العالمين جاؤا يهنون ولي الله وقد سألوا ان يستأذن لهم فيقول الحاجب: انه ليعظم على ان استأذن لأحد على ولي الله وهو مع زوجته، قال: وبين الحاجب وبين ولي الله جنتان، فيدخل الحاجب على القيم فيقول له: ان على باب العرصة الف ملك أرسلهم رب العالمين يهنون ولي الله فأعلموه مكانهم قال: فيعلمونه الخدام مكانهم، قال: فيؤذن لهم فيدخلون على ولي الله وهو في الغرفة ولها الف باب وعلى كل باب من أبوابها ملك موكل به، فاذا اذن للملائكة بالدخول على ولي الله فتح كل ملك بابه الذي وكل به، فيدخل كل ملك من باب من أبواب الغرفة فيبلغونه رسالة الجبار، وذلك قول الله:( وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ ) يعنى من أبواب الغرفة( سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ) وذلك قوله:( وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً ) يعنى بذلك وليّ الله وما هم فيه من الكرامة والنعيم والملك العظيم وانّ الملائكة من رسل الجبار ليستأذنون عليهم فلا يدخلون عليه إلّا بإذن، فذلك الملك العظيم.

وفي روضة الكافي مثله سندا ومتنا إلّا أنّ في الروضة بعد قوله: «ولا تمله» فاذا فتر بعض الفتور من غير ملالة نظر إلى عنقها إلخ.

٣٧ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده إلى أبي سلام العبدي قال: دخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام فقلت له: ما تقول في رجل يؤخر العصر متعمدا؟ قال: يأتى يوم القيامة موترا أهله وماله قال: قلت: جعلت فداك وان كان من أهل الجنة؟ قال: وان كان من أهل الجنة قال: قلت: وما منزله في الجنة؟ قال: موترا أهله وما له يتضيف أهلها ليس له فيها منزل.

٣٨ ـ وباسناده إلى أبي بصير قال: قال لي أبو جعفرعليه‌السلام : قال ان رسول الله قال الموتر أهله وما له من ضيع صلوة العصر، قلت: وما الموتور أهله وماله؟ قال: لا يكون له أهل ولا مال في الجنة.

٣٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقولهعزوجل :( أَفَمَنْ شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ ) قال: نزلت في أمير المؤمنين صلوات الله عليه.

٤٨٤

٤٠ ـ في روضة الواعظين للمفيدرحمه‌الله وروى ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قرأ:( أَفَمَنْ شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ ) فقال: إنّ النور إذا وقع في القلب انفسخ له وانشرح، قالوا: يا رسول الله فهل لذلك علامة يعرف بها؟ قال: التجافي عن دار الغرور، والانابة إلى دار الخلود، والاستعداد للموت قبل نزول الموت.

٤١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقال الصادقعليه‌السلام : والقسوة والرقة من القلب وهو قوله:( فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللهِ ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

في مجمع البيان:( تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ) الآية.

٤٢ ـ روى عن العباس بن عبد المطلب ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: إذا قشعر جلد العبد من خشية الله تحاتت عنه ذنوبه(١) كما يتحات عن الشجرة اليابسة ورقها.

٤٣ ـ في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن جميل بن صالح عن أبي خالد الكابلي عن أبي جعفرعليه‌السلام قال:( ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلاً ) قال: اما الذي فيه شركاء متشاكسون فلان الذي(٢) يجمع المتفرقون ولايته، وهم في ذلك يلعن بعضهم بعضا، ويبرأ بعضهم من بعض، فاما رجل سلم لرجل، فانه الاول حقا وشيعته والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤٤ ـ في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام عن أمير المؤمنينعليهم‌السلام أنّه قال: الأواني مخصوص في القرآن بأسماء احذروا ان تغلبوا عليها فتضلوا في دينكم انا السلم لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول اللهعزوجل :( وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤٥ ـ في مجمع البيان وروى الحاكم أبو القاسم الحسكاني بالإسناد عن عليٍّعليه‌السلام أنّه قال: انا ذلك الرجل السلم لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

__________________

(١) تحات الورق عن الشجر: تناثر.

(٢) كذا في النسخ لكن في المصدر «فلان الاول يجمع المتفرقون اه».

٤٨٥

٤٦ ـ وروى العياشي باسناده عن أبي خالد عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: الرجل المسلم للرجل حقا عليٌّ وشيعته.

٤٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقال علي بن إبراهيمرحمه‌الله : في قولهعزوجل :( ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ ) فانه مثل ضربه اللهعزوجل لأمير المؤمنين صلوات الله عليه، وشركاؤه الذين ظلموه وغصبوا حقه وقوله تعالى: «متشاكسون» أي متباغضون وقولهعزوجل :( وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ ) أمير المؤمنين صلوات الله عليه، سلم لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ثم عزى نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال جل ذكره:( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ ) يعنى أمير المؤمنين صلوات الله عليه ومن غصبه حقه.

٤٨ ـ في عيون الأخبار في باب [آخر في] ما جاء عن الرضاعليه‌السلام من الاخبار المجموعة وباسناده قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لـمّا نزلت هذه الآية( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ) قلت: يا رب أتموت الخلائق كلهم وتبقى الأنبياء؟ فنزلت:( كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنا تُرْجَعُونَ ) .

٤٩ ـ وفي باب ما جاء عن الرضاعليه‌السلام من اخبار هذه المجموعة وباسناده عن علي بن أبي طالبعليه‌السلام : لو راى العبد اجله وسرعته إليه لا بغض الأمل وترك طلب الدنيا.

٥٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم ثم ذكر أيضا أعداء آل محمد ومن كذب على الله وعلى رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله فادعى ما لم يكن له، فقال جل ذكره:( فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جاءَهُ ) يعنى بما جاء به رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من الحق، وولاية أمير المؤمنين صلوات الله عليه ثم ذكر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأمير المؤمنينعليه‌السلام فقال:( وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ ) يعنى أمير المؤمنينعليه‌السلام ( أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ) (١) .

٥١ ـ في مجمع البيان:( وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ ) قيل:( الَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ ) محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله وصدق به علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، وهو المروي عن أئمة الهدى من آل محمدعليهم‌السلام .

__________________

(١) «في كتاب الرجعة لبعض المعاصرين حديث طويل عن أمير المؤمنينعليه‌السلام والذي عنده علم الكتاب ولذي جاء بالصدق وصدق به انا والناس كلهم كافرون غيره وغيره منهرحمه‌الله ».

٤٨٦

٥٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقولهعزوجل ( أَلَيْسَ اللهُ بِكافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ ) يعنى يقولون لك: يا محمد اعفنا من على، ويخوفونك انهم يلحقون بالكفار.

قال عز من قائل:( وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ وَمَنْ يَهْدِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ مُضِلٍ ) .

٥٣ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن إسماعيل عن إسماعيل السراج عن ابن مسكان عن ثابت بن سعيد قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : يا ثابت ما لكم وللناس؟ كفوا عن الناس ولا تدعوا أحدا إلى أمركم فو الله لو ان أهل السماوات والأرضين اجتمعوا على ان يهدوا عبدا يريد الله ضلالته ما استطاعوا على ان يهدوه، ولو ان أهل السماوات وأهل الأرضين اجتمعوا على ان يضلوا عبدا يريد الله هداه ما استطاعوا ان يضلوه، كفوا عن الناس ولا يقول أحد: عمى وأخي وابن عمى وجاري، فان الله إذا أراد بعبد خيرا طيب روحه فلا يسمع معروفا إلّا عرفه، ولا منكرا إلّا أنكره، ثمّ يقذف في قلبه كلمة يجمع بها امره.

٥٤ ـ في إرشاد المفيدرحمه‌الله لـمّا عرض على عبيد الله بن زياد لعنه الله عليّ بن الحسينعليهما‌السلام قال له: من أنت؟ فقال: أنا عليّ بن الحسين، فقال: أليس قد قتل الله عليّ بن الحسين؟ فقال له علىٌّعليه‌السلام : قد كان لي أخ يسمّى عليّا قتله الناس، فقال ابن زياد لعنه الله: بل الله قتله، فقال عليّ بن الحسينعليهما‌السلام :( اللهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها ) فغضب ابن زياد لعنه الله.

٥٥ ـ في تهذيب الأحكام أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن عبد الرحمن ابن أبي عبد الله قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن الرجل يواقع أهله أينام على ذلك؟ قال: إنّ الله يتوفى الأنفس في منامها، ولا يدرى ما يطرقه من البلية، إذا فرغ فليغتسل.

٥٦ ـ في مجمع البيان روى العياشي بالإسناد عن الحسن بن محبوب عن عمرو بن ثابت عن أبي المقدام عن أبيه عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: ما من أحد ينام إلّا عرجت نفسه إلى السماء، وبقيت روحه في بدنه، وصار بينهما سبب كشعاع الشمس، فان اذن الله

٤٨٧

في قبض الأرواح أجابت الروح النفس، وان اذن الله في رد الروح أجابت النفس الروح، وهو قوله سبحانه:( اللهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها ) الآية فمهما رأت في ملكوت السماء والأرض فهو مما يخيله الشيطان ولا تأويل له.

٥٧ ـ في أصول الكافي حديث طويل عن أبي عبد اللهعليه‌السلام يقول فيهعليه‌السلام : لا والله ما مات أبو الدوانيق إلّا أنْ يكون مات موت النوم، يقول ذلك مخاطبا لمن أخبره انه مات.

٥٨ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد رفعه إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إذا اوى أحدكم إلى فراشه فليقل: أللّهمّ انى احتبست نفسي عندك فاحتبسها في محل رضوانك ومغفرتك، فان رددتها إلى بدني فارددها مؤمنة عارفة بحق أوليائك حتى تتوفاها على ذلك.

٥٩ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابه رفعه قال: تقول إذا أردت النوم: أللّهمّ ان أمسكت بنفسي فارحمها وان أرسلتها فاحفظها.

٦٠ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة عن أبي ـ جعفرعليه‌السلام قال إذا قمت بالليل من منامك فقل: الحمد لله الذي رد على روحي لأحمده واعبده.

٦١ ـ في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمرو بن أبي المقدام عن أبي عبد الله عن أبي جعفرعليهما‌السلام قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : والله ما من عبد من شيعتنا ينام إلّا اصعد الله روحه إلى السماء، فيبارك عليها وان كان قد أتى عليها أجلها جعلها في كنوز من رحمته، وفي رياض جنته، وفي ظل عرشه، وان كان أجلها متأخرا بعث بها مع أمنته من الملائكة ليردوها إلى الجسد الذي خرجت منه لتسكن فيه. والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٦٢ ـ في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنينعليه‌السلام أصحابه من الاربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه: لا ينام المسلم وهو جنب، لا ينام إلّا على طهور فان لم يجد الماء فليتيمم بالصعيد، فان روح المؤمن ترفع إلى الله تعالى فيقبلها ويبارك عليها ،

٤٨٨

فان كان أجلها قد حضر جعلها في كنوز رحمته، وان لم يكن أجلها قد حضر بعث بها مع امنائه من ملائكته فيردونها في جسده.

٦٣ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى السكوني عن جعفر بن محمد عن أبيهعليهما‌السلام قال: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله إذا اوى أحدكم إلى فراشه فليمسحه بطرف إزاره فانه لا يدرى ما يحدث عليه، ثم ليقل: أللّهمّ انى أمسكت نفسي في منامي فاغفر لها، وان أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين.

٦٤ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى داود بن القاسم الجعفري عن محمد بن علي الثانيعليه‌السلام قال: اقبل أمير المؤمنينعليه‌السلام ذات يوم ومعه الحسن بن علي وسلمان الفارسي وأمير المؤمنينعليه‌السلام متك على يد سلمانرحمه‌الله ، فدخل المسجد الحرام فجلس، إذ اقبل رجل حسن الهيئة واللباس فسلم عليٌّ أمير المؤمنين فردعليه‌السلام فجلس ثم قال: يا أمير المؤمنين أسئلك عن ثلاث مسائل ان أخبرتني بهن علمت ان القوم ركبوا من أمرك ما اقضى عليهم انهم ليسوا بمأمونين في دنياهم ولا في آخرتهم، وان تكن الاخرى علمت انك وهم شرع سواء، فقال له أمير المؤمنينعليه‌السلام : سلني عما بدا لك، قال: أخبرني عن الرجل إذا نام اين تذهب روحه؟ وعن الرجل كيف يذكر وينسى؟ وعن الولد كيف يشبه الأعمام والأخوال؟ فالتفت أمير المؤمنينعليه‌السلام إلى أبي محمد الحسن بن عليعليهما‌السلام ، فقال: يا أبا محمد أجبه فقال: اما ما سألت عنه عن أمر الإنسان إذا نام اين تذهب روحه فان روحه معلقة بالريح والريح معلقة بالهواء إلى وقت ما يتحرك صاحبها لليقظة، فان اذن اللهعزوجل برد تلك الروح على صاحبها جذبت تلك الروح الريح، وجذبت تلك الريح الهواء فرجعت الروح فأسكنت في بدن صاحبها، وان لم يأذن اللهعزوجل برد تلك الروح على صاحبها جذب الهواء الريح، وجذبت الريح الروح، فلم ترد إلى صاحبها إلى وقت ما يبعث، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٦٥ ـ في كتاب التوحيد حديث طويل عن عليٍّعليه‌السلام يقول فيه وقد سئله رجل عما اشتبه عليه من الآيات: واما قوله:( يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ) وقوله

٤٨٩

( اللهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها ) وقوله:( تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ ) وقوله:( الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ ) وقوله:( الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمْ ) فان الله تبارك وتعالى يدبر الأمر كيف يشاء، ويوكل من خلقه من يشاء بما يشاء اما ملك الموت فان الله يوكله بخاصته ممن يشاء من خلقه، ويوكل رسله من يشاء من خاصته ممن يشاء من خلقه، يدبر الأمر كيف يشاء، وليس كل العلم يستطيع صاحب العلم ان يفسره لكل الناس، لان فيهم القوى والضعيف، ولان منه ما يطاق حمله ومنه ما لا يطاق حمله إلّا أنْ يسهل الله له حمله وأعانه عليه من خاصة أوليائه، وانما يكفيك أنْ تعلم أنّ الله المحيي المميت، وانه يتوفّى الأنفس على يدي من يشاء من خلقه من ملائكته وغيرهم.

٦٦ ـ في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن زرارة قال: حدّثني أبو الخطاب في أحسن ما يكون حالا قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( وَإِذا ذُكِرَ اللهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ ) قال: إذا ذكر الله وحده بطاعة من أمر الله بطاعته من آل محمد( اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ، وَإِذا ذُكِرَ الَّذِينَ ) لم يأمر الله بطاعتهم( إِذا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ) .

٦٧ ـ في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن سليمان بن صالح رفعه عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قال: إنّ حديثكم هذا لتشمئز منه القلوب قلوب الرجال فمن أقر به فزيدوه، ومن أنكره فذروه(١) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٦٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقولهعزوجل :( وَإِذا ذُكِرَ اللهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ) فانها نزلت في فلان وفلان وفلان.

٦٩ ـ في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى محمد بن الفضيل عن الثمالي عن أبي جعفرعليه‌السلام قال لا يعذر أحد يوم القيامة بان يقول يا رب لم اعلم أنّ ولد فاطمة الولاة وفي ولد فاطمة

__________________

(١) وفي نسخة «فردوه».

٤٩٠

انزل الله هذه الآية خاصة:( يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) (١) .

٧٠ ـ في روضة الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه قال لأبي بصير: يا أبا محمد لقد ذكركم الله في كتابه إذ يقول:( يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) والله ما أراد بهذا غيركم، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٧١ ـ في نهج البلاغة عجبت لمن يقنط ومعه الاستغفار.

٧٢ ـ وفيه أيضا: الفقيه كل الفقيه من لم يقنط الناس من رحمة الله، الحديث.

٧٣ ـ في مجمع البيان وعن أمير المؤمنينعليه‌السلام أنّه قال: ما في القرآن آية أوسع من:( يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا ) الآية وقيل: إنّ هذه الآية نزلت في وحشي قاتل حمزة حين أراد ان يسلم وخاف ان لا يقبل توبته، فلما نزلت الآية أسلم، فقيل: يا رسول الله هذه له خاصة أم للمسلمين عامة؟ فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : بل للمسلمين عامة.

٧٤ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد وعلى بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن ابن محبوب عن الهيثم بن واقد الجزري قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: إنّ اللهعزوجل بعث نبيا من أنبيائه إلى قومه، فأوحى إليه ان قل لقومك ان رحمتي سبقت غضبى فلا تقنطوا من رحمتي، فانه لا يتعاظم عندي ذنب أغفره والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٧٥ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الرحمن بن حماد عن بعض أصحابه رفعه قال: صعد أمير المؤمنينعليه‌السلام بالكوفة المنبر فحمد الله واثنى عليه ثم قال: ايها الناس إنّ الذنوب ثلاثة، ثم أمسك فقال له حبة العرني: يا أمير المؤمنين قلت: الذنوب ثلاثة

__________________

(١) «في تفسير علي بن إبراهيم هو الولاة على الناس كافة وفي شيعة ولد فاطمة صلوات الله عليها أنزل اللهعزوجل هذه الاية إلخ. (منه ره)

٤٩١

ثم أمسكت؟ فقال: ما ذكرتها إلّا وانا أريد أنْ أفسرها، ولكن عرض لي بُهر(١) حال بيني وبين الكلام، نعم الذنوب ثلاثة: فذنب مغفور، وذنب غير مغفور، وذنب نرجو لصاحبه ونخاف عليه، قال: يا أمير المؤمنين فبينها لنا، قال: نعم اما الذنوب المغفورة فعبد عاقبه الله على ذنبه في الدنيا، فالله احكم وأكرم من ان يعاقب عبده مرتين، واما الذنب الذي لا يغفر فمظالم العباد بعضهم لبعض، إنّ الله تبارك وتعالى إذا برز لخلقه(٢) اقسم قسما على نفسه فقال: وعزتي وجلالي لا يجوزني ظلم ظالم ولو كف بكف ولو مسحة بكف ولو نطحة ما بين القرناء إلى الجماء(٣) فيقتص للعباد بعضهم من بعض حتى لا يبقى لأحد على أحد مظلمة، ثم يبعثهم للحساب واما الذنب الثالث فذنب ستره الله على خلقه ورزقه التوبة منه، فأصبح خائفا من ذنبه، راجيا لربه فنحن له كما هو لنفسه نرجو له الرحمة ونخاف عليه العذاب.

٧٦ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن أبان بن تغلب قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : إنّ المؤمن ليهول عليه في نومه فيغفر له ذنوبه، وانه ليمتهن(٤) في بدنه فيغفر له ذنوبه.

٧٧ ـ في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى الحسينعليه‌السلام قال: قيل لأمير المؤمنينعليه‌السلام : صف لنا الموت، فقال: على الخبير سقطتم، هو أحد أمور ثلاثة يرد عليها، اما بشارة بنعيم أبدا، واما بشارة بعذاب أبدا، واما تخويف وتهويل وامر مبهم لا يدرى من أي الفريقين هو؟ فأما ولينا المتبع لأمرنا فهو المبشر بنعيم الأبد، واما عدونا المخالف علينا فهو المبشر بعذاب الأبد، واما المبهم امره الذي لا يدرى ما حاله فهو المؤمن

__________________

(١) البهر ـ بضم الباء ـ: تتابع النفس وانقطاعه من الإعياء، وما يعترى الإنسان عند السعي الشديد والعدو من التهيج وتتابع النفس.

(٢) لعله كناية عن ظهور احكامه وثوابه وعقابه وحسابه.

(٣) نطحه: اصابه بقرنه. والجماء: الشاة التي لا قرن لها.

(٤) مهنه ـ كمنعه ـ: خدمه وضربه. وامتهنه: استعمله للمهنة. والمهين: الفقير الضعيف.

٤٩٢