ابن تيميه الجزء ٢

ابن تيميه12%

ابن تيميه مؤلف:
المحقق: جعفر البياتي
تصنيف: شخصيات إسلامية
الصفحات: 492

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣
  • البداية
  • السابق
  • 492 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 169339 / تحميل: 5908
الحجم الحجم الحجم
ابن تيميه

ابن تيميه الجزء ٢

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

لهم: ورب هذه البنية لا يقومن منكم أحد إلا جللته بالسيف. ثم أتى إلى صفاة كانت بالأبطح فضربها ثلاث ضربات حتى قطعها ثلاثة أفهار(١) ثم قال: يا محمد سألتني من أنت؟ ثم أنشأ يقول ويومي بيده إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم:

أنت النبي محمد

قرم أعز مسـود

إلى آخر ما مر في (ص ٣٣٦) ثم قال: يا محمد أيهم الفاعل بك؟ فأشار النبي صلى الله عليه وآله وسلم الى عبد الله بن الزبعرى السهمي الشاعر، فدعاه أبو طالب فوجأ أنفه حتى أدماها. ثم امر بالفرث والدم فأمر على رؤوس الملأ كلهم ثم قال: يا بن أخ أرضيت؟ ثم قال: سألتني من أنت؟ أنت محمد بن عبد الله، ثم نسبه إلى آدم عليه السلام ثم قال: أنت والله أشرفهم حسباً، وأرفعهم منصباً، يا معشر قريش من شاء منكم أن يتحرك فليفعل؛ أنا الذي تعرفوني(٢) .

رواه(٣) السيد ابن معد في الحجة (ص ١٠٦)، وذكر لدة هذه القضية الصفوري في نزهة المجلس (٢ / ١٢٢) وفي طبع (ص ٩١)، وابن حجة الحموي في ثمرات الأوراق بهامش المستطرف (ص ٢ / ٣) نقلاً عن كتاب الأعلام للقرطبي.

١٣ - ذكر ابن فياض في كتابه شرح الأخبار: أن علياً عليه السلام قال في حديث له: إن أبا طالب هجم على وعلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ونحن ساجدان فقال: أفعلتماها؟ ثم خذ بيدي فقال: انظر كيف تنصره وجعل يرغبني في ذلك ويخصني عليه. الحديث.

راجع ضياء العالمين لشيخنا أبي الحسن الشريف الفتوني.

____________

(١) ثلاثة أفهار: ثلاث قطع منها تملأ الكف. (المؤلف)

(٢) راجع ما أسلفناه: ص ٣٥٩، ويأتي في الجزء الثامن في الآيات ما يؤيد هذه القصة. (المؤلف)

(٣) الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب: ص ٣٤٦، نزهة المجالس: ٢ / ٩١، ثمرات الأوراق: ص ٢٨٥.

٨١

١٤ - روي أن أمير المؤمنين عليه السلام قيل له: من كان آخر الأوصياء قبل النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟ فقال: «أبي». ضياء العالمين للفتوني.

١٥ - عن الإمام السجاد زين العابدين علي بن الحسين بن علي عليه السلام أنه سئل عن أبي طالب أكان مؤمناً فقال عليه السلام: «نعم». فقيل له: إن هاهنا قوماً يزعمون أنه كافر. فقال عليه السلام: «واعجباً كل العجب أيطعنون على أبي طالب و على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ وقد نهاه الله تعالى أن يقر مؤمنة مع كافر في غير آية من القرآن، ولا يشك أحد أن فاطمة بنت أسد رضي الله تعالى عنها من المؤمنات السابقات، فإنها لم تزل تحت أبي طالب حتى مات أبو طالب رضي الله عنه».

راجع(١) : ما مر (ص ٣٨٠)، وكتاب الحجة (ص ٢٤)، والدرجات الرفيعة، ضياء العالمين فقال: قيل: إنها متواترة عندنا.

١٦ - عن أبي بصير ليث المرادي قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: سيدي إن الناس يقولون: إن أبا طالب في ضحضاح من نار يغلي منه دماغه. فقال عليه السلام: «كذبوا والله إن إيمان أبي طالب لو وضع في كفة ميزان وإيمان هذا الخلق في كفة ميزان لرجح إيمان أبي طالب على إيمانهم». إلى آخر ما مر (ص ٣٨٠). رواه(٢) السيد في كتاب الحجة (ص ١٨) من طريق شيخ الطائفة عن الصدوق، والسيد الشيرازي في الدرجات الرفيعة، والفتوني في ضياء العالمين.

وروى السيد ابن معد في كتاب الحجة (ص ٢٧) من طريق آخر عن الإمام الباقر عليه السلام إنه قال: مات أبو طالب بن عبد المطلب مسلماً مؤمناً. إلى آخره.

١٧ - عن الإمام الصادق أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام قال: «إن مثل أبي

____________

(١) الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب: ص ١٢٣، الدرجات الرفيعة: ص ٥٠.

(٢) الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب: ص ٨٥، الدرجات الرفيعة: ص ٤٩.

٨٢

طالب مثل أصحاب الكهف أسروا الإيمان وأظهروا الشرك فآتاهم الله أجرهم مرتين».

راجع(١) : الافي لثقة الإسلام الكليني (ص ٢٤٤)، أمالي الصدوق (ص ٣٦٦)، روضة الواعظين (ص ١٢١)، كتاب الحجة (ص ١١٥)، وفي (ص ١٧) ولفظه من طريق الحسين بن أحمد المالكي:

قال عبد الرحمن بن كثير: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ان الناس يزعمون أن أبا طلب في ضحضاح من نار. فقال: «كذبوا، ما بهذا نزل جبريل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم»، قلت: وبما نزل؟ قال: «أتى جبرائيل في بعض ما كان عليه فقال: يا محمد إن ربك يقرئك السلام ويقول لك: إن أصحاب الكهف اسروا الإيمان وأظهروا الشرك فآتاهم الله أجرهم مرتين، وإن أبا طالب أسر الإيمان وأظهر الشرك فآتاه الله أجره مرتين، وما خرج من الدنيا حتى أتته البشارة من الله تعالى بالجنة، ثم قال كيف يصفونه بهذا وقد نزل جبرائيل ليلة مات أبو طالب فقال: يا محمد أخرج من مكة فما لك بها ناصر بعد أبي طالب؟».

وذكره(٢) العلامة المجلسي في البحار (٩ / ٢٤) والسيد في الدرجات الرفيعة، والفتوني في ضياء العالمين، وروى شيخنا أبو الفتوح الرازي هذا الحديث في تفسيره (٤ / ٢١٢).

١٨ - أخرج ثقة الإسلم الكليني في الكافي(٣) (ص ٢٤٤)؛ بالإسناد عن إسحاق بن جعفر عن أبيه عليه السلام قال: قيل له: إنهم يزعمون أن أبا طالب كان كافراً، فقال: «كذبوا، كيف وهو يقول:

____________

(١) أصول الكافي: ١ / ٤٤٨، أمالي الصدوق: ٤٩٢، روضة الواعظين: ١ / ١٣٩، الحجة علىالذاهب إلى تكفير أبي طالب: ص ٣٦٢، ص ٨٣.

(٢) بحار الأنوار: ٣٥ / ٧٢، الدرجات الرفيعة: ص ٤٩ تفسير أبي الفتوح: ٨ / ٤٧٤.

(٣) أصول الكافي: ١ / ٤٤٨.

٨٣

ألم تعلموا أنا وجدنا محمداً

نبياً كموسى خط في أول الكتب

وذكره غير واحد من ائمة الحديث في تآليفهم رضوان الله عليهم أجميعين.

١٩ - أخرج ثقة الإسلام الكليني في أصول الكافي(١) (٢٤٤)، عن الإمام الطادق قال «كيف يكون أبو طالب كافراً وهو يقول:

لقـد علموا أن ابننا لا مكذب

لدينا ولا يعبا بقيــل الأباطل

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه

ثمال اليتامى عصمـة للأرامل

وذكره السيد في البرهان(٢) (٣ / ٧٩٥)، وكذلك غير واحد من أعلام الطائفة أخذاً عن الكليني.

٢٠ - روى شيخنا أبو علي الفتال في روضة الواعظين(٣) (ص ١٢١) عن الإمام الصادق عليه السلام قال: لما حضر أبا طالب رضي الله عنه الوفاة جمع وجوه قريش فوصاهم فقال: يا معشر قريش أنتم صفوة الله من خلقه، وقلب العرب، وأنتم خزنة الله في أرضه وأهل حرمه، فيكم السيد المطاع، الطويل الذراع، وفيكم المقدام الشجاع، الواسع الباع، إعلموا أنكم لم تتركوا للعرب في المفاخر نصيباً إلا حزتموه، ولاشرفاً لا أورثتموه فلكم على الناس بذلك الفضيلة، ولهم به إليكم الوسيلة، والناس لكم حرب إلى آخر مر في (ص ٣٦٦) من مواقف سيدنا أبي طالب المشكورة المروية من طرق أهل السنة، وذكر هذه الوصية شيخنا العلامة المجلسي في البحار(٤) (٩ / ٢٣).

٢١ - حدث شيخنا أبو جعفر الصدوق في إكمال الدين(٥) (ص ١٠٣)، بالإسناد

____________

(١) أصول الكافي: ١ / ٤٤٩.

(٢) تفسير البرهان: ٣ / ٢٣١.

(٣) روضة لواعظين: ١ / ١٣٩.

(٤) بحار الأنوار: ٣٥ / ١٠٦.

(٥) إكمال الدين ١ / ١٧٤.

٨٤

عن محمد بن مروان عن الإمام الصادق عليه السلام «إن أبا طالب أظهر الكفر وأسر الإيمان، فلما حضرته الوفاة أوحى الله عز وجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أخرج منها فليس لك بها ناصر. فهاجر الى المدينة».

وذكره سيدنا الشريف المرتضى في الفصول المختارة(١) (ص ٨٠) فقال: هذا يبرهن عن إيمانه لتحقيقه بنصرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتقوية أمره.

وذيل الحديث رواه السيد الحجة ابن معد في كتابه الحجة(٢) (ص ٣٠) وقال في (ص ١٠٣): لما قبض أبو طالب اتفق المسلمون على أن جبرئيل عليه السلام نزل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقال له: ربك يقرئك السلام ويقول لك: ان قومك قد عولوا على أن يبيتوك وقد مات ناصرك فاخرج عنهم. وأمره بالمهاجرة. فتأمل إضافة الله تعالى أبا طالب رحمه الله إلى النبي علية السلام وشهادته له أنه ناصره، فإن في ذلك لأبي طالب أوفى فخر وأعظم منزلة، وقريش رضيت من أبي طالب بكونه مخالطاً لهم مع ما سمعوا من شعره وتوحيده وتصديقه للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولم يمكنهم قتله والمنابذة له لأن قومه من بني هاشم وإخوانهم من بني المطلب بن عبد مناف وأحلافهم ومواليهم وأتباعهم، كافرهم ومؤمنهم كانوا معه، ولو كان نابذ قومه لكانوا عليه كافة، ولذلك قال أبو لهب لما سمع قريشاً يتحدثون في شأنه ويفيضون في أمره: دعوا عنكم هذا الشيخ فإنه مغرم بابن أخيه، والله لا يقتل محمد حتى يقتل أبو طالب، ولا يقتل أبو طالب حتى تقتل بنو هاشم كافة، ولا تقتل بنو هاشم حتى تقتل بنو عبد مناف، ولا تقتل بنو عبد مناف حتى تقتل أهل البطحاء؛ فأمسكوا عنه وإلا ملنا معه. فخاف القوم أن يفعل فكفوا. فلما بلغت أبا طالب مقالته طمع في نصرته فقال يستعطفه ويرققه:

عجبت لحلم يا بن شيبة حادثٍ

وأحلام أقوامٍ لديك ضعاف

____________

(١) القصول المختارة: ص ٢٢٩.

(٢) الحجة على الذاهب الى تكفير أبي طالب: ص ٨٤ن ص ٣٤١.

٨٥

إلى آخر أبيات ذكرها أبن أبي الحديد في شرحه(١) ( ٣ / ٣٠٧) مع زيادة خمسة أبيات لم يذكرها السيد في الحجة. وذكرها ابن الشجري في حماسته (ص ١٦).

فقال السيد: فلما أبطأ عنه ما أراد منه قال يستعطفه أيضاً:

وإن امراً من قومه ابو معتب

لفي منعة من أن يسام المظالما

أقول لـه وأين منه نصيحتي

أبا معتب(٢) ثبت سوادك قائما

إلى بيات خمسة. وقد ذكرها ابن هشام في سيرته(٣) (١ / ٣٩٤) مع زيادة أربعة بيات، غير ان البيت الأول فيه:

وإن امــراً أبو عتيبة عمه

لفي روضة ما إن يسام المظالما

وذكرها(٤) ابن أبي الحديد في الشرح (٣ / ٣٠٧)؛ وابن كثير في تاريخه (٣ / ٩٣).

٢٢ - عن يونس بن نباتة عن الإمام الصادق عليه السلام قال: «يا يونس ما يقول الناس في أبي طالب؟» قلت: جعلت فداك يقولون: هو في ضحضاح من نار يغلي منها أم رأسه فقال: « كذب أعداء الله، إن أبا طالب من رفقاء النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا».

كنز الفوائد لشيخنا الكراجكي (ص ٨٠)، كتاب الحجة (ص ١٧)، ضياء العالمين.

٢٣ - روى الشريف الحجة ابن معد في كتابه الحجة(٥) (ص ٢٢) من طريق

____________

(١) شرح نهج البلاغة ١٤ / ٥٧ كتاب ٩ الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب: ص ٣٤٢.

(٢) يعني أبا لهب. (الؤلف)

(٣) السيرة النبوية: ٢ / ١٠.

(٤) شرح نهج البلاغة: ١٤ / ٥٧ كتاب ٩، البداية والنهاية: ٣ / ١١٦.

(٥) الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب: ص ١٠٤.

٨٦

شيخنا أبي جعفر الصدوق عن دواد الرقي قال: دخلت على ابي عبد الله عليه السلام ولي على رجل دين وقد خفت تواه(١) فشكوت ذلك إليه فقال عليه السلام: إذا مررت بمكة فطف عن عبد المطلب طوافاً وصل عنه ركعتين، وطف عن أبي طالب طوافا وصل عنه ركعتين وطف عن عبد الله طوافا وصل عنه ركعتين وطف عن آمنة طوافاً وصل عنها ركعتين، وعن فاطمة بنت أسد طوافاً وصل عنها ركعتين. ثم ادع الله عز وجل أن يرد عليك مالك. قال: ففعلت ذلك ثم خرجت من باب الصفا فإذا غريمي واقف يقول: يا داود جئني هناك فاقبض حقك.

وذكره العلامة المجلسي في البحار(٢) (٩ / ٢٤).

٢٤ - أخرج ثقة الإسلام الكليني في الكافي(٣) (ص ٢٤٤)؛ بالإسناد عن الإمام الصادق عليه السلام قال: بينا النبي صلى الله عليه وآله وسلم في السجد الحرام وعليه ثياب له جدد فألقى المشركون عليه سلا(٤) ناقة فملؤوا ثيابه بها فدخله من ذلك ما شاء الله، فذهب إلى أبي طالب فقال له: «يا عم، كيف ترى حسبي فيكم؟» فقال له: وما ذاك يابن أخي؟ فأخبره الخبر، فدعا أبو طالب حمزة وأخذ السيف وقال لحمزة: خذ السلا ثم توجه إلى القوم والنبي صلى الله عليه وآله وسلم معه. فأتى قريشاً وهم حول الكعبة. فلما رأوه عرفوا الشر في وجهة ثم قال لحمزة: أمر السلا على أسبلتهم(٥) ففعل ذلك حى أتى على آخرهم ثم التفت أبو طالب إلى النبي فقال: يا بن أخي هذا حسبك فينا.

وذكره جمع من الأعلام وأئمة الحديث في تآليفهم.

____________

(١) التوى: الخسارة والضياع.

(٢) بحار الأنوار: ٣٥ / ١٢٢.

(٣) أصول الكافي: ١ / ٤٤٩.

(٤) السلا: الجلدة التي يكون فيها الولد.

(٥) وفي بعض النسخ: سبالهم جمع السبلة: مقدمة اللحية وما على الشارب من الشعر. (المؤلف)

٨٧

٢٥ - أخرج أبو الفرج الأصبهاني؛ بإسناده عن الإمام الصادق عليه السلام قال: «كان أمير المؤمنين عليه السلام يعجبه أن يروى شعر أبي طالب عليه السلام وأن يدون وقال: تعلموه وعلموه أولادكم فإنه على دين الله وفيه علم كثير».

كتاب الحجة (ص ٢٥)، بحار الأنوار (٩ / ٢٤)، ضياء العالمين للفتوني(١) .

٢٦ - روى شيخنا الصدوق في أماليه(٢) (ص ٣٠٤)، بالإسناد عن الإمام الصادق عليه السلام قال: «أول جماعة كانت أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يصلي وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب معه، إذ مر أبو طالب به وجعفر معه قال: يا بني صل جناح ابن عمك، فلما أحسه رسول الله تقدمهما، وانصرف ابو طالب مسروراً وهو يقول:

إن علياً وجعفراً ثقتي

عند ملم الزمان والكرب

إلى آخر أبيات مرت صحيفة (٣٥٦) وتأتي في (ص٣٩٧)، والحديث رواه الشيخ أبو الفتوح في تفسيره(٣) (٤ / ٢١١).

٢٧ - أخرج ثقة الإسلام الكليني في الكافي(٤) (ص ٢٤٢)، بإسناده عن درست بن أبي منصور؛ أنه سأل أبا الحسن الأول - الإمام الكاظم - عليه السلام: أكان رسول الله صلى الله عليه وآله سلم محجوجاً بأبي طالب؟ فقال: «لا، ولكنه كان مستودعاً للوصايا فدفعها إليه»، فقال: قلت: فدفع إليه الوصايا على أنه محجوج به؟ فقال: «لو كان محجوجاً به ما دفع إليه الوصية»، قال: قلت: فما كان حال أبي طالب؟ قال: «أقر بالنبي وبما جاء ودفع إليه الوصايا ومات من يومه».

____________

(١) الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب: ص ١٣٠، بحار الأنوار: ٣٥ / ١١٥.

(٢) أمالي الصدوق: ص ٤١٠.

(٣) تفسير أبي الفتوح: ٨ / ٤٧٢.

(٤) أصول الكافي: ١ / ٤٤٥.

٨٨

قال الأميني: هذه مرتبة فوق مرتبة الايمان، فإنها مشفوعة بما سبق عن مولانا أمير المؤمنين عليه السلام تثبت لأبي طالب مرتبة الوصاية والحجية في وقته فضلاً عن بسيط الايمان، وقد بلغ ذلك من الثبوت إلى حد ظن السئل أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان محجوجاً به قبل بعثته، فنفى الإمام عليه السلام ذلك، وأثبت ما ثبت له من الوصاية وأنه كان خاضعاً للابراهيمية الحنيفية، ثم رضخ للمحمدية البيضاء، فسلم الوصايا للصادع بها، وقد سبق إيمانه بالولاية العلوية الناهض بها ولده البار صلوات الله وسلامة عليه.

٢٨ - أخرج شيخنا أبو الفتح الكراجكي(١) (ص ٨٠)؛ بإسناده عن بن بن محمد، قال: كتبت إلى الإمام الرضا علي بن موسي الرضا عليهما السلام: جعلت فداك. إلى آخر ما مر في (ص ٣٨١)(٢) .

وذكره(٣) السيد في كتاب الحجة (ص ١٦)، والسيد الشيرازي في الدرجات الرفيعة، والعلامة المجلسي في بحار الأنوار (ص ٣٣)، وشيخنا الفتوني في ضياء العالمين.

٢٩ - روى شيخنا المفسر الكبير بو الفتوح في تفسيره(٤) (٤ / ٢١١)؛ عن الإمام الرضا سلام الله عليه، وقال: روى عن آبائه بعدة طرق: أن نقش خاتم أبي طالب عليه السلام كان: رضيت بالله رباً، وبابن أخي محمد نبياً، وبابني علي له وصياً.

ورواه(٥) : السيد الشيرازي في الدرجات الرفيعة، والإشكوري في محبوب القلوب.

____________

(١) كنز الفوائد: ١ / ١٨٢.

(٢) مر ذكره هناك باسم أبان بن محمود كما في شرح ابن أبي الحديد، وفي كنز الفوائد: أبان بن محمد.

(٣) الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب: ص ٧٦، الدرجات الرفيعة: ص ٥٠، بحار الأنوار: ٣٥ / ١١٠.

(٤) تفسير أبي الفتوح: ٨ / ٤٧١.

(٥) الدرجات الرفيعة: ص ٦٠، محبوب القلوب: ٢ / ٣١٩.

٨٩

٣٠ - أخرج الشيخ ابو جعفر الصدوق بإسناد له: أن عبد العظيم بن عبد الله العلوي الحسني المدفون بالري كان مريضاً فكتب إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام عرفني يا بن رسول الله عن الخبر المروي أن أبا طالب في ضحضاح من نار يغلي منه دماغه. فكتب إليه الرضا عليه السلام:

«بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد: فإنك إن شككت في إيمان أبي طالب كان مصيرك إلى النار».

كتاب الحجة(١) (ص ١٦)، ضياء العلمين لأبي الحسن الشريف.

٣١ - أخرج شيخنا الفقيه أبو جعفر الصدوق، بالإسناد عن الإمام الحسن بن علي العسكري، عن آبائه عليهم السلام في حديث طويل: «إن الله تبارك وتعالى أوحى إلى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم إني قد أيدتك بشيعتين: شيعة تنصرك سراً، وشيعة تنصرك علانية فأما التي تنصرك سرا فسيدهم وأفضلهم عمك أبو طالب، وأما التي تنصرك علانية فسيدهم وأفضلهم ابنه علي بن أبي طالب. ثم قال: وإن أبا طالب كؤمن آل فرعون يكتم إيمانه».

كتب الحجة(٢) (ص ١١٥): ضياء العالمين لأبي الحسن الشريف.

٣٢ - أخرج شيخنا الصدوق في أماليه(٣) (ص ٣٦٥) من طريق الأعمش عن عبد الله بن عباس عن أبيه قال: قال أبو طالب لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يابن أخي الله أرسلك؟ قال: «نعم». قال: فأرني آية. قال ادع لي تلك الشجرة. فدعاها فأقبلت حتى سجدت بين يديه ثم أنصرفت، فقال أبو طالب: أشهد أنك صادق، يا علي صل جناح ابن عمك.

____________

(١) الحجة علىالذاهب إلى تكفير أبي طالب: ص ٨٢.

(٢) المصدر السابق: ص ٣٦٢.

(٣) أمالي الصدوق: ص ٤٩١.

٩٠

ورواه أبو عي الفتال في روضة الواعظين(١) (ص ١٢١)، ورواه السيد ابن معد في الحجة(٢) (ص ٢٥) ولفظه: قال أبو طالب النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمحضر من قريش ليريهم فضله: يا بن أخي الله أرسلك؟ قال: نعم. قال: إن للأنبياء معجزاً وخرق عادة فأرنا آية قال: «ادع تلك الشجرة وقل لها: يقول لك محمد بن عبد الله: أقبلي بإذن الله». فدعاها فأقبلت حتى سجدت بين يديه ثم أمرها بالانصراف فانصرفت، فقال أبو طالب: أشهد أنك صادق. ثم قال لابنه علي عليه السلام: يا بني الزم ابن عمك.

وذكره غير واحد من أعلام الطائفة.

٣٣ - أخرج أبو جعفر الصدوق قدس الله سره في الأمالي(٣) (ص ٣٦٦) بإسناده عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن عباس أنه سأله رجل فقال له: يا بن عم رسول الله أخبرني عن أبي طالب هل كان مسلماً؟ قال: وكيف لم يكن مسلماً وهو القائل:

وقد علموا أن ابننا لا مكذب

لدينا ولا يعبا بقيل الأ باطل

إن أبا طالب كان مثله كمثل أصحاب الكهف حين أسروا الإيمان وأظهروا الشرك فآتاهم الله أجرهم مرتين.

ورواه السيد ابن معد في الحجة(٤) (ص ٩٤، ١١٥)، وذكره غير واحد من أئمة الحديث.

٣٤ - أخرج شيخنا أبو علي الفتال النيسابوري في روضة الواعظين(٥)

____________

(١) روضة الواعظين: ١ / ١٣٩.

(٢) الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب: ص ١٢٨.

(٣) أمالي الصدوق: ص ٤٩١.

(٤) الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب: ص ٣١٩ - ٣٢٢.

(٥) روضة الواعظين: ١ / ١٤٠.

٩١

(ص ١٢٣) عن ابن عباس قال: مر أبو طالب ومعه جعفر ابنه برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو في المسجد الحرام يصلي صلاة الظهر وعلي عليه السلام عن يمينه، فقال أبو طالب لجعفر: صل جناح ابن عمك، فتقدم جعفر وتأخر علي واصطفا خلف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى قضى الصلاة، وفي ذلك يقول أبو طالب:

إن علياً وجعفـــراً ثقتي

عند ملم الزمــان و النوب(١)

أجعلهمـا عرضة العداء إذا

أترك ميتاً وأنتمي إلى حسبي

لا تخذلا وانصرا ابن عمكما

أخي لأمي من بينهــم وأبي

واللــه لا أخذل النبي ولا

يخذله من بنــي ذو حسب(٢)

وأخرج سيدنا ابن معد في كتاب بالحجة(٣) (ص ٥٩)، بإسناده عن عمران بن الحصين الخزاعي قال: كان والله إسلام جعفر بأمر أبيه، ولذلك: مر أبو طالب ومعه ابنه جعفر برسول الله وهو يصلي وعلي عليه السلام عن يمينه، فقال أبو طالب لجعفر: صل جناح اين عملك فجاء جعفر فصلى مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فلما قضى صلاته قال له النبي صلىالله عليه وآله وسلم: «يا جعفر وصلت جناح ابن عمك، إن الله يعوضك من ذلك جناحين تطير بهما في الجنة». فأنشأ أبو طالب رضوان الله عليه يقول:

إن عليا ً وجعفـــراً ثقتي

عند ملــم الزمان والنوب

لا تخذلا وانصرا ابن عمكما

أخي لأمي مـن بينهم وأبي

إن أبا معتب قــد أسلمنا

ليس أبـو معتب بذي حدب(٤)

والله لا أخذل النبــي ولا

يخذله من بنــي ذو حسب

____________

(١) وفي نسخة: عند احتدام الهموم والكرب. (المؤلف)

(٢) راجع فيما أسلفناه: ص ٣٩٤. (المؤلف)

(٣) الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب: ص ٢٤٩.

(٤) أبو معتب كنية أبي لهب كما مر. ذي حدب: ذي تعطف. (المؤلف)

٩٢

حتى ترون الرؤوس طائحة

منـا ومنكــم هناك بالقضب

نحــن وهذا النبي أسرته

نضرب عنـه الأعداء كالشهب

إن نلتمــوه بكل جمعكم

فنحن فــي الناس ألأم العرب

ورواه شيخنا أبو الفتح الكرجكي(١) بطريق آخر عن أبي ضوء بن صلصال قال: كنت أنصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع أبي طالب قبل إسلامي، فإني يوماً لجالس بالقرب من منزل أبي طالب في شدة القيظ إذ خرج أبو طالب إلي شبيهاً بالملهوف، فقال لي: يا أبي الغضنفر هل رأيت هذين الغلامين؟ يعني النبي وعلياً عليهما السلام فقلت: ما رأيتهما مذ جلست، فقال: قم بنا في الطلب لهما فلست آمن قريشاً أن تكون اغتالتهما، قال: فمضينا حتى خرجنا من أبيات مكة ثم صرنا إلى جبل من جبالها فاسترقيناه إلى قلته، فإذا النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلي عن يمينه وهما قائمان بإزاء عين الشمس يركعان ويسجدان، فقال أبو طالب لجعفر ابنه وكان معنا: صل جناح ابن عمك. فقام إلى جنب علي فأحس بهما النبي صلى الله عليه وآله وسلم فتقدمهما وأقبلوا على أمرهم حتى فرغوا مما كانوا فيه، ثم أقبلوا نحونا فرأيت السرور يتردد في وجه أبي طالب ثم نبعث يقول الابيات.

٣٥ - عن عكرمة عن أبن عباس قال: أخبرني أبي أن أبا طالب رضي الله عنه شهد عند الموت أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. ضياء العالمين.

٣٦ - في تفسير وكيع(٢) من طريق أبي ذر الغفاري؛ أنه قال: والله الذي لا إله إلا هو ما مات أبو طالب رضي الله عنه حتى أسلم بلسان الحبشة، قال لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أتفقه الحبشة؟ قال: يا عم إن الله علمني جميع الكلام. قال: يا محمد اسدن لمصاقا قاطا لاها يعني أشهد مخلصاً لا إله إلا الله، فبكى رسول الله صلى الله علي وآله وسلم وقال: إن الله أقر

____________

(١) كنز الفوائد: ١ / ١٨١.

(٢) هو وكيع بن الجراح الرؤاسي، توفي سنة ١٩٧هـ كان حافظاً للحديث، له عدة تصانيف، منها تفسير القرآن، والمعرفة، والتاريخ.

٩٣

عيني بأبي طالب. ضياء العالمين لشيخنا أبي الحسن الشريف.

أحب سيد الأبطح الشهادة بلغة الحبشة في موقفه هذا بعد ما أكثرها بلغة الضاد وبغيرها، كما فصل القول فيها شيخنا الحجة أبو الحسن الشريف الفتوني المتوفى (١١٣٨) في كتابه القيم الضخم ضياء العالمين، وهو أثمن كتاب ألف في الإمامة.

٣٧ - روى شيخنا أبو الحسن قطب الدين الراوندي في كتابه الخرائج والجرائح(١) عن فاطمة بنت أسد أنها قالت: لما توفي عبد المطلب أخذ أبو طالب النبي صلى الله عليه وأله وسلم عنده لوصية أبيه به، وكنت أخدمه، وكان في بستان دارنا نخلات، وكان أول إدراك الرطب، وكنت كل يوم ألتقط له حفنة من الرطب فما فوقها وكذلك جاريتي، فاتفق يوماً أن نسيت أن التقط له شيئاً ونسيت جارتي أيضاً، وكان محمد نائماً ودخل الصبيان وأخذوا كل ما سقط من الرطب وانصرفوا، فنمت ووضعت الكم على وجهي حياءً من محمد صلى الله علية وآله وسلم إذاانتبه، فانتبه محمد صلى الله عليه وآله وسلم ودخل البستان فلم ير رطبةً على وجه الأرض فأشار إلى نخلة وقال: أيتها الشجرة أنا جائع. فرأيت النخلة قد وضعت أغصانها التي عليها الرطب حتى أكل منها ما أراد ثم ارتفعت إلى موضعها، فتعجبت من ذلك وكان أبو طالب رضي الله عنه غائبا فلما أتى وقرع الباب عدوت إليه حافية وفتحت الباب وحكيت له ما رأيت فقال هو: إنما يكون نبياً وأنت تلدين له وزيراً بعد يأس. فولدت علياً عليه السلام كما قال.

٣٨ - روى شيخنا الفقيه الأكبر ابن بابويه الصدوق في أمامليه(٢) (ص ١٥٨)، بالإسناد عن أبي طالب سلام الله عليه قال: قال عبد المطلب: بينا أنا نائم في الحجر إذ رأيت رؤيا هالتني فأتيت كاهنة قريش وعلي مطرف خز وجمتي تضرب منكبي، فلما نظرت إلي عرفت في وجهي التغير، فاستوت وأنا يومئذ سيد قومي، فقالت: ما شأن

____________

(١) الخرائج والجرائح: ١ / ١٣٨.

(٢) أمالي الصدوق: ص ٢١٦.

٩٤

سيد العرب متغير اللون؟ هل رابه من حدثان الدهر ريب؟ فقلت لها: بلى إني رأيت الليلة وأنا نائم في الحجر كأن شجرة قد نبتت عل ظهري قد نال رأسها السماء وضربت بأعضانها الشرق والغرب، ورأيت نوراً يظهر منها أعظم من نور الشمس سبعين ضعفاً، ورأيت العرب والنجم ساجدة لها، وهي كل يوم تزداد عظماً ونوراً، ورأيت رهطاً من قريش يريدون قطعها فإذا دنوا أخذهم شاب من أحسن الناس وجهاً وأنظفهم ثيابا فيأخذهم شاب من أحسن الناس وجهاً وأنظفهم ثياباً فيأخذهم ويكسر ظهورهم ويقلع أعينهم، فرفعت يدي لأتناول غصناً من أغصانها فصاح بي الشاب وقال: مهلاً ليس لك منها نصيب، فقلت: لمن النصيب والشجرة مني؟ فقال: النصيب لهؤلاء الذين قد تعلقوا بها وسيعود إليها، فانتبهت مذعوراً فزعاً متغير اللون، فرأيت لون الكاهنة قد تغير ثم قالت: لئن صدقت ليخرجن من صلبك ولد يملك الشرق والغرب وينبأ في الناس. فتسرى عني غمي، فانظر أبا طالب لعلك تكون أنت، وكان أبو طالب يحدث بهذا الحديث والنبي صلى الله عليه وآله وسلم قد خرج ويقول: كانت الشجرة والله أب القاسم الأمين.

٣٩ - قال السيد الحجة في كتابه الحجة(١) (ص ٦٨): ذكر الشريف النسابة العلوي العمري المعروف بالموضح، بإسناده: أن أبا طالب لما مات لم تكن نزلت الصلاة على الموتى، فما صلى النبي عليه ولا على خديجة، وإنما اجتازت جنازة أبي طالب والنبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلي وجعفر وحمزة جلوس، فقاموا وشيعوا جنازته واستغفروا له فقال قوم: نحن نستغفر لمو تانا وأقاربنا المشركين أيضاً ظناً منهم أن أبا طالب مات مشركاً لأنه كان يكتم إيمانه، فنفى الله عن أبي طالب الشرك ونزه نبيه صلى الله عليه وآله وسلم والثلاثة المذكورين عليهم السلام عن الخطأ في قوله:( مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَىٰ ) (٢) ، فمن قال بكفر أبي طالب فقد حكم على النبي

____________

(١) الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب: ص ٢٦٨.

(٢) التوبة: ١١٣.

٩٥

بالخطأ والله تعالى قد نزهه عنه في أقواله وأفعاله. إلى آخره.

وأخرج أبو الفرج الأصبهاني؛ بالإسناد عن محمد بن حميد قال: حدثني أبي قال: سئل أبو الجهم بن حذيفة: أصلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم على أبي طالب؟ فقال: وأين الصلاة يومئذ؟ إنما فرضت الصلاة بعد موته، ولقد حزن عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأمر علياً بالقيام بمره وحضر جنازته، وشهد له العباس وأبو بكر بالإيمان وأشهد على صدقهما لأنه كان يكتم إيمانه ولو عاش إلى ظهور الإسلام لأظهر إيمانه.

٤٠ - عن مقاتل: لما رأت قريش يعلو أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم قالوا: لا نرى محمداً يزداد إلا كبراً وإن هو إلا ساحر أو مجنون، فتعاقدوا لئن مات أبو طالب رضي الله عنه ليجمعن كلها عن قتله فبلغ ذلك ابا طالب فجمع بني هاشم واحلافهم من قريش فوصاهم بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وقال: ابن أخي كل ما يقول أخبرنا بذلك آباؤنا وعلماؤنا، وإن محمدا نبي صادق، وأمين ناطق، وأن شأنه أعظم شأن، ومكانه من ربه أعلى مكان، فأجيبوا دعوته واجتمعوا على نصرته، وراموا عدوه من وراء حوضته، فإنه الشرف الباقي لكم طول الدهر، ثم أنشأ يقول:

أوصي بنصر النبي الخير مشهده

علياً أبني وعم الخيـــر عباسا

وحمـزة الأسد المخشي صولته

وجعفراً أن يذودا دونـــه الناسا

وهاشماً كلهــا أوصي بنصرته

أن يأخذوا دون حرب القوم أمراسا(١)

كونوا فداءً لكـم أمي وما ولدت

من دون أحمد عند الروع أتـراسا

بكل أبيض مصقـول ٍ عوارضه

تخاله في سواد الليل مقباســـا(٢)

قال الأميني هذه جملة مما أوقفنا السير عليه من أحاديث رواة الحق والحقيقة وصفحنا عما يربو على الأربعين روماً للاختصار، فأنت ذا أضفت إليها ما أسلفناه مما

____________

(١) أمراس: جمع مرس، وهو الحبل.

(٢) ضياء العالمين لشيخنا الفتوني. (المؤلف)

٩٦

يروى عن آل أبي طالب وذويه، وأشفعتها بما مر من أحاديث مواقف سيد الأباطح، وجمعتها مع ما جاء من الشهادات الصريحة في شعره تربو الأدلة على إيمانه الخالص وإسلامه القويم على مائة دليل، فهل من مساغ لذي مسكة أن يصفح عن هذه كلها؟ وكل واحد منها يحق أن يستند له في إسلام أي أحد، نعم، إن في أبي طالب سراً لا يثبت إيمانه بألف دليل، وإيمان غيره يثبت بقيل مجهول ودعوى مجردة! إقرأ واحكم.

وقد فصل القول في هذه الأدلة جمع من أعلام الطائفة؛ كشيخنا العلامة الحجة المجلسي في بحار لأنوار(١) (٩ / ١٤ - ٣٣)، وشيخنا العلم القدوة أبي الحسن الشريف الفتوني في الجزء الثاني من كتابه القيم الضخم ضياء العالمين - والكتاب موجود عندنا - وهو أحسن ما كتب في الموضوع، كما أن ما ألفه السيد البرزنجي ولخصه السيد أحمد زيني دحلان أحسن ما ألف في الموضوع بقلم أعلام أهل السنة، وأفرد ذلك بالتأليف آخرون منهم:

١ - سعد بن عبد الله أبو القاسم الأشعري القمي: المتوفى (٢٩٩، ٣٠١)، له كتاب فضل أبي طالب وعبد المطلب وعبد الله أبي النبي صلى الله عليه وآله وسلم. رجال النجاشي(٢) (ص ١٢٦).

٢ - أبو علي الكوفي أحمد بن محمد بن عمار: المتوفى (٣٤٦)، له كتاب إيمان أبي طالب كما في فهرست الشيخ (ص ٢٩)، ورجال النجاشي(٣) (ص ٧٠).

٣ - أبو محمد سهل بن أحمد بن عبد الله الديباجي، سمع منه التلعكبري سنة (٣٧٠) له كتاب إيمان أبي طالب، ذكره النجاشي في فهرسته(٤) (ص ١٣٣).

____________

(١) بحار الأنوار: ٣٥ / ٧٤ - ١٣١.

(٢) رجال النجاشي: ص ١٧٧ رقم ٤٦٧.

(٣) المصدر السابق: ص ٩٥ رقم ٢٣٦.

(٤) المصدر السابق: ص ١٨٦ رقم ٤٩٣.

٩٧

٤ - أبو نعيم علي بن حمزة البصري التميمي اللغوي: المتوفى (٣٧٥)، له كتاب إيمان أبي طالب، توجد نسخته عند شيخنا الحجة ميرزا محمد الطهراني(١) في سامراء المشرفة، نقل عنه بعض فصوله الحافظ ابن حجر في الإصابة(٢) في ترجمة أبي طالب واتهم مؤلفه بالرفض.

٥ - أبو سعيد محمد بن أحمد بن الحسين الخزاعي النيسابوري جد المفسر الكبير الشيخ أبي الفتوح الخزاعي لأمه، له كتاب منى الطالب في إيمان أبي طالب. رواه الشيخ منتجب الدين كما في فهرسته(٣) (ص ١٠) عن سبطه الشيخ أبي الفتوح عن ابيه عنه.

٦ - أبو الحسن علي بن بلال بن أبي معاوية المهلبي الأزدي، له كتاب البيان عن خيرة الرحمن في إيمان ابي طالب وآباء النبي صلى الله عليه وآاله وسلم، ذكره له الشيخ في فهرسته (ص ٩٦) والنجاشي(٤) (ص ١٨٨).

٧ - أحمد بن القاسم، له كتاب إيمان أبي طالب، رآه النجاشي كما في فهرسته(٥) (ص ٦٩) بخط الحسين بن عبيد لله الغضائري.

٨ - أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن طرخان الكندي الجرجاني صديق النجاشي: المتوفى (٤٥٠)، ذكر له النجاشي في فهرسته(٦) (ص ٦٣) كتاب إيمان أبي طالب.

____________

(١) توفي قدس الله سره وأبقى له آثاراً ومآثر تذكر مع الأبد وتشكر. (المؤلف)

(٢) الإصابة: ٤ / ١١٥ - ١١٩ رقم ٦٨٥.

(٣) فهرس منتجب الدين: ص ١٥٧.

(٤) رجال النجاشي: ص ٢٦٥ رقم ٦٩٠.

(٥) المصدر السابق: ص ٩٥ رقم ٢٣٤.

(٦) المصدر السابق: ص ٨٧ رقم ٢١٠ وقيه: الجرجراني.

٩٨

٩ - شيخنا الأكبر أبو عبد اللله المفيد محمد بن النعمان: المتوفى (٤١٣) له كتاب إيمان أبي طالب، كما في فهرست النجاشي(١) (ص ٢٨٤).

١٠ - أبو علي شمس الدين السيد فخار بن معد الموسوي: المتوفى (٦٣٠)، له كتاب الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب، قرظه العلامة السيد محمد صادق بحر العلوم بقوله:

بشراك فخار بما أولا

ك الخالق في يوم المحشر

نـزهت بحجتك الغرا

شيخ البطحاء أبا حيــدر

عما نسبوه إليه من الـ

ـكفر المردود دعاة الشر

أنـى وبه قام الإسلام

م فنال بعلياه المفخـــر

قسماً بولاء أبي حسنٍ

لولاه الدين لما أزهــر

فعليه من الله الرضوا

ن وللعـــدا نارٌ تسعر

١١ - سيدنا الحجة أبو الفضائل أحمد بن طاووس الحسيني: المتوفى (٦٧٣)، له كتاب إيمان أبي طالب، ذكره في كتابه بناء المقالة العلوية لنقض الرسالة العثمانية، وهو كتاب في الإمامة ألفه في الرد على رسالة أبي عثمان الجاحظ.

١٢ - السيد الحسين الطباطبائي اليزدي الحائري الشهير بالواعظ: المتوفى (١٣٠٦)، له كتاب بغية الطالب في إيمان أبي طالب، فارسي مطبوع.

١٣ - المفتي الشريف السيد محمد عباس التستري الهندي: المتوفى (١٣٠٦)، له كتاب بغية الطالب في إيمان أبي طالب، أحد شعراء الغدير، تأتي ترجمته في القرن الرابع عشر إ ن شاء الله تعالى.

١٤ - شمس العلماء ميرزا محمد حسين الكركاني، له كتاب مقصد الطالب في

____________

(١) رجال النجاشي: ص ٣٩٩ رقم ١٠٦٧.

٩٩

إيمان آباء النبي وعمه أبي طالب، فارسي طبع في بمبي سنة (١٣١١).

١٥ - الشيخ محمد علي بن ميرزا جعفر علي الفصيح الهندي نزيل مكة المعظمة، له كتاب القول الواجب في إيمان أبي طالب.

١٦ - شيخنا الحجة الحاج ميرزا محسن ابن العلامة الحجة ميرزا محمد التبريزي(١) .

١٧ - السيد محمد علي آل شرف الدين العاملي(٢) ، له كتاب شيخ الأبطح و أبو طالب، طبع في بغداد سنة (١٣٤٩) في (٩٦) صفحة وقد جمع فيه فأوعى، ولم يبق في القوس منزعاً.

١٨ - الشيخ ميرزا نجم الدين ابن شيخنا الحجة ميرزا محمد الطهراني، له كتاب الشهاب الثاقب لرجم مكفر أبي طالب.

١٩ - الشيخ جعفر بن الحاج محمد النقدي المرحوم، له كتاب مواهب الواهب في فضائل أبي طالب، طبع في النجف الأشرف سنة (١٣٤١ في (١٥٤) صفحة، فيه فوائد جمة وطرائف ونوادر.

وقد نظم ذلك كثيرون من أعاظم الشيعة في قريضهم، ومما يسعنا إثباته هاهنا قول السيد أبي محمد عبد الله بن حمزة الحسني الزيدي من قصيدة:

حماه أبونا أبـــــو طالب

وأسلم والناس لــم تسلــــم

وقــــد كــان يكتم إيمانه

وأما الولاء فلــــم يكتــــم

____________

(١) له كتاب إيمان أبي طالب وأحوله وأشعاره. راجع الذريعة الى تصانيف الشيعة: ٢ / ٥١٣ رقم ٢٠١٥.

(٢) انتقل إلى دار البقاء سنة ١٣٧٢ وأبقى لهفةً وجوىً في قلوب أمة كبيرة كانت تعرفه بفضائله وفواضله. (المؤلف)

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

والمباهلة، وحديث الثقلين وغير ذلك، ثمّ ينفي صحّة ذلك كلّه...

قال: قال الرّافضيّ: لمّا نزل قوله:( يَا أَيّهَا الرّسُولُ بَلّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبّكَ وَإِن لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ ) (١) ، خطب النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله الناسُ في غدير خمّ وقال للجمع: يا أيّها الناس ألستُ أولى منكم بأنفسكم؟ قالوا: بلى ؛ قال: من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهم وال من والاه، وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذلْ من خذله، فقال عمر: بخٍ بخٍ، أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمنٍ ومؤمنة ؛ والمراد بالمولى هنا: الأولى بالتصرّف ؛ لتقدّم التقوى منهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، بقوله: ألستُ أولى منكم بأنفسكم».

ابن تيميه، قال «والجواب»: هذا كذب! وقوله( بَلّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبّكَ ) نزل قبل حجّة الوداع بمدّة طويلة، ويوم الغدير إنّما كان ثامن عشر ذي الحجّة بعد رجوعه من الحجّ... وإنّ آخر المائدة نزولاً قوله تعالى: ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلاَمَ دِيناً ) (٢) ، وهذه الآية نزلت بعرفة تاسع ذي الحجّة في حجّة الوداع، والنبيّ واقف بعرفة كما ثبت ذلك في الصّحاح والسُّنن...، فمن قال: إنّ المائدة نزل فيها [ منها ] يوم غدير خُمّ فهو كاذب ولم يذكر في حجّة الوداع ذكر إمامة عليّ، بل ولا ذكر عليّاً في شيء من خطبته... عُلم أنّ إمامة عليّ لم تكن من الدّين الذي أُمِر بتبليغه، ولا حديث المؤاخاة وحديث الثقلين ممّا يذكر في إمامته. والذي رواه مسلم بأنّه بغدير خمّ قال: «إنّي تارك فيكم

____________________

(١) المائدة: ٦٧.

(٢) المائدة: ٣.

٣٤١

الثّقلين: كتاب الله، فذكر كتاب الله وحضّ عليه، ثمّ قال: وعترتي أهل بيتي أذكّركم الله «ثلاثاً»، وهذا ممّا انفرد به مسلم ولم يروه البخاريّ، وقد رواه الترمذيّ وزاد فيه: وإنّهما لم يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض». وقد طعن غير واحد من الحفّاظ في هذه الزيادة... والذين اعتقدوا صحّتها قالوا: إنّما يدلّ على أنّ مجموع العترة الذين هم بنو هاشم لا يتّفقون على ضلالة، وهذا قد قاله طائفة من أهل السنّة... والحديث الذي في مسلم فليس فيه إلاّ الوصيّة باتّباع كتاب الله وهذا أمر قد تقدّمت الوصيّة به في حجّة الوداع قبل ذلك، وهو لم يأمر باتّباع العترة... ؛ لكنّ حديث المؤاخاة قد رواه الترمذيّ، وأحمد في مسنده عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال: «من كنت مولاه فعليّ مولاه»، وأمّا الزيادة وهي قوله: «اللّهمّ وال من والاه، وعاد من عاداه» إلخ، فلا ريب أنّه كذب، وأمّا قوله «أنت أولى بكلّ مؤمن ومؤمنة» كذب أيضاً.

وأمّا قوله: «مَن كنتُ مولاه فعليّ مولاه» فليس في الصّحاح، لكن هو ممّا رواه العلماء وتنازع الناس في صحّته...، ونُقل عن أحمد بن حنبل أنّه حسّنه كما حسّنه الترمذيّ، وقد صنّف أبو العبّاس بن عقدة مصنّفاً في جميع طرقه، وقال ابن حزم: الذي صحّ من فضائل عليّ فهو قول النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي»، وقوله: «لأعطينّ الراية غداً رجلاً يحبّ الله ورسوله، ويحبّه الله ورسوله»، وعهدهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «أنّ عليّاً لا يحبّه إلاّ مؤمن، ولا يبغضه إلاّ منافق»، قال: وأمّا «من كنت مولاه فعليّ مولاه» فلا يصحّ من طرق الثقات. ثمّ خاض طويلاً في معنى المولى في الحديث، من ذلك قال: «...، فمعنى كون الله

٣٤٢

وليّ المؤمنين ومولاهم، وكون الرسول وليّهم ومولاهم، وكون عليّ مولاهم ؛ هي ضدّ المعاداة...، وفي الجملة فرق بين الولي والمولى...»(١) .

وكلامه أطول بكثير ممّا ذكرناه، وما أوردناه إنّما للمفردات التي تضمّنها وما يجب من الردّ:

نقضُ النقض: لقد بدأ ابن تيميه ردّه فقال: هذا كذب! وهذا يعني أنّه كذّب الحديث جملةً وتفصيلاً، فلا حادثة ولا حديث، ولا شيء اسمه «غدير خمّ»!!

والغريب منه: أنّه لم يقل فيه ما عهدناه منه في إنكار الحقائق من قوله مثلاً «وهذا كذب بالإجماع» أو «وهذا كذب عند أهل المعرفة بالحديث»...، فلعلّه ممّا استيقنته نفسه وجحد به ظلماً وعلوّاً.

وبعد قوله: «هذا كذب» ذكر أنّ قوله تعالى:( بَلّغْ. .. ) نزل قبل حجّة الوداع، ويوم الغدير كان ثامن عشر ذي الحجّة، وأنّ آخر المائدة نزلت بعرفة تاسع ذي الحجّة... ؛ والحال: أنّ الآيتين نزلنا يوم الغدير ثامن عشر ذي الحجّة، تتمّم إحداهما الأخرى في المطلب، وسنأتي على تفصيل ذلك ومصادره في محلّه.

ثمّ رتّب على ذلك أثراً: «لم يذكر في حجّة الوداع ذكر إمامة عليّ، بل ولا ذكر عليّاً في شيء من خطبته...».

وهذا هو المطلوب في نضاله وعناده، كما هو شأنه في آية الولاية «التصدّق حال الرّكوع» وحديث الطّير، والمباهلة وغيرها ممّا هو ظاهر في إمامة

____________________

(١) منهاج السنّة ٤: ٨٤ - ٨٧.

٣٤٣

عليّعليه‌السلام ؛ ويدلّك على ذلك أنه أردف كلامه السابق بقوله: ولا حديث المؤاخاة، وحديث الثّقلين ممّا يذكر في إمامته».

وقبل الانتقال إلى مطلب آخر، ننبّه على أمرين: فهو بعد بدأ كلامه بالحكم على حديث الغدير بالكذب، وجدناه يعترف من حيث لا يشعر ولا يريد بواقعة الغدير ويقرّر أنّها كانت يوم الثامن عشر من ذي الحجّة، مع تلاعبه بألفاظ الحديث... والمسألة الأخرى: نفيه لحديث المؤاخاة، ممّا يعني أهميّة الحديث وعلوّ شأن عليّعليه‌السلام ، ولذا نفاه في أكثر من موضع! وقد تكلّمنا حوله بما يكفي.

والذي يهمّنا التوقّف عنده، أنّه في كلامه حول حديث الغدير، وبعد نفيه حديث المؤاخاة، قال: «لكنّ حديث المؤاخاة قد رواه الترمذيّ، وأحمد في مسنده...».

وقد مرّ بنا كلامه في حديث الثقلين - ضمن حديث الغدير - قال: «والذي رواه مسلم بأنّه بغدير خمّ قال: «إنّي تارك فيكم الثّقلين...» الحديث، قال: وهذا ممّا انفرد به مسلم! ولم يروه البخاريّ.

وهذا هو دأبه، يلوذ بالبخاريّ إذا لم يرو ما رواه مسلم ؛ وإذا لم يكن الحديث عند البخاريّ ومسلم، فهي حجّته البالغة لأنّ أصحاب الصحاح - كذا - لم يذكراه، ولا نزيد هنا شيئاً على ما ذكرناه بشأن الصحيحين وذلك في كلامنا على حديث «ردّ الشمس» وذكرنا هناك الكمّ الهائل من الأحاديث التي استدركت عليهما.

ثمّ عاد فقال: وقد رواه الترمذيّ وزاد فيه:...» وعقّب أنّ بعض الحفّاظ

٣٤٤

طعنوا في هذه الزيادة والذين اعتقدوا صحّتها فسّروها في بني هاشم...».

فائدة: الذي نستفيده من كلامه أنّ الترمذيّ وهو من أصحاب الصّحاح قد ذكر حديث الغدير، وذكر فيه ما زعم ابن تيميه أنّه ممّا انفرد به مسلم! ؛ وأمّا تفسيره للعترة ببني هاشم فهو خطأ متعمّد، ففي (النهاية) لابن الأثير (٣: ١٧٧، مادّة عتر): «خَلّفت فيكم الثّقلين كتاب الله وعترتي» عترة الرجل: أخصّ أقاربه، وعترة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : «أهل بيته الأقربون وهم أولادُه وعليّ وأولاده». وتفصيل ذلك في كلامنا حديث الثّقلين، وآية التطهير.

وقوله: «من كنت مولاه فعليّ مولاه» فليس في الصحاح! لكن هو ممّا رواه العلماء، وتنازع النّاس في صحّته».

وجوابه مختصراً: قد ذكره شيوخ البخاريّ، ومسلم ؛ فهل لنا أن نعرض عن هؤلاء ونتمسّك بالبخاريّ؟

ومَن هم العلماء الذين ذكروه؟ إنّهم ابن أبي شيبة صاحب المصنّف، وأصحاب السّنن والتفاسير، وكتب التاريخ المعتبرة؟ من هم الناس الذين تنازعوا في صحّته؟ وفي أيّ قرن طلّ قرنهم؟ هل نترك العلماء وننعق مع الإمّع؟!

وبعد هذه الفقرة قال: «ونُقل عن أحمد بن حنبل أنّه حسّنه، كما حسّنه الترمذيّ». والأوّل إمام أهل السنّة وأحد أصحاب المسانيد، والثاني أحد أصحاب الصّحاح. ثمّ قال: «وقد صنّف أبو العباس بن عقدة مصنّفاً في جميع طرقه»، والعجب منه أن يذكر ابن عقدة في رتبة أولئك من غير تنقيص! وقد ذكره في حديث ردّ الشمس فضعّفه. وختم بالتفريق بين الوليّ والمولى، ومن ثمّ عدم

٣٤٥

ظهور المولى في الإمامة والخلافة! وأنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله لو أراد ذلك لقال: من كنت واليه فعليّ واليه... وأمّا كون المولى بمعنى الوالي، فهذا باطل وإنّما هي تعني النّصرة التي هي ضدّ المعاداة ولعلّ شيخ الإسلام والإمام المطلق(١) لم يتيسّر له شيء من معاجم اللغة يستعين به لمعرفة معنى الوليّ، والمولى؛ ولعلّ ابن تيميه ليس عربيّاً أصالةً،(٢) فقد وجدناه يقول في منهاج سنّته: الرافضيّ حمار وإذا قيل: مَن أحمرُ الناس؟ لقيل الرافضيّ!! وقوله هذا توكيد لما قيل في أصله.

وإلاّ متى كانت الأجناس موضعاً لصيغة المبالغة؟ فلو صح هذا الاستعمال ح جاز لنا أن نقول: فلان حصان مدينته، بل هو أحصن بلاده! وفلان أفيل من رأيت، وهذا أهرر جماعته...!!

ومن كان هذا شأنه في التّمييز واختيار الكلمات في تسمية الناس، فماذا نرجو أن نجده في عَيْبته بشأن العقيدة ومفرداتها، وفرق الإسلام وكلامها؟!

ولي، ومولى:

في النهاية لابن الأثير: «وقد تكرّر ذكر المولى في الحديث، وهو اسم يقع على جماعة كثيرة ؛ فهو الربّ، والمالك، والسيّد والمـُنعِم، والمـُعتِق، والنّاصر،

____________________

(١) هكذا سمّاه أتباعه ويعنون به أنّه استقلّ بأفكاره وفتاواه عن أئمّة المذاهب الأخرى وصار له مذهبه الخاص به. أشرنا إلى هذا في المقدّمة.

(٢) وقد ذكرنا في ترجمته: انّ أبا زهرة قد ذكر في كتابه «ابن تيميه حياته وعصره»، قال: ابن تيميه لم يكن عربيّاً، ولعلّه كان كرديّاً.

وعن أمّه قال: وهي في الغالب ليست عربيّة. (المصدر ١٨ و ١٩).

٣٤٦

والمحبّ، والتّابع، والجار، والحليف، والعقيد، والمـُنعَم عليه...، وأكثرها قد جاءت في الحديث ؛ فيُضاف كلّ واحدٍ إلى ما يقتضيه الحديث الوارد فيه.

وكلّ من وَلِيَ أمراً أو قام به فهو مولاه ووليُّه. ومنه الحديث: «من كنت مولاه فعليّ مولاه» يُحمَل على أكثر الأسماء المذكورة. قال الشافعيّرضي‌الله‌عنه : يعني بذلك ولاء الإسلام، كقوله تعالى:( ذلِكَ بِأَنّ اللّهَ مَوْلَى الّذِينَ آمَنُوا وَأَنّ الْكَافِرِينَ لاَ مَوْلَى‏ لَهُمْ ) (١) .

وقول عمر لعليّ: «أصبحت مولى كلّ مؤمنٍ»، أي وليّ كلّ مؤمن.

وقيل: سبب ذلك أن أسامة قال لعليّ: لستَ مولاي، إنّما مولاي رسول الله ؛ فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : «من كنت مولاه فعليّ مولاه»(٢) .

الرّاغب: الولاية تولّي الأمر. والوليّ والمولى يستعملان في ذلك، كلّ واحد يقال في معنى الفاعل أي المُوالي، وفي معنى المفعول أي المُوالى.(٣)

قال: والمولى يقال للمُعتِقْ والمعُتَقْ والحَليف وابن العمّ والجار، وكلّ من ولي أمر الآخر، فهو وليّه. والموالاةُ بين الشيئين المتابعة.(٤)

سبط ابن الجوزيّ: اتّفق علماء السّير على أنّ قصّة الغدير كانت بعد رجوع النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله من حجّة الوداع في الثامن عشر من ذي الحجّة، جمع الصحابة وكانوا

____________________

(١) محمّد: ١١.

(٢) النهاية: ابن الأثير ٥: ٢٢٨.

(٣) المفردات: الراغب الأصفهاني ٥٤٧.

(٤) نفسه: ٥٤٩

٣٤٧

مائة وعشرين ألفاً، وقال: «مَن كنت مولاه فعليّ مولاه» الحديث، نصّصلى‌الله‌عليه‌وآله على ذلك بصريح العبارة دون التلويح والإرشارة.

فأمّا قوله: «من كنت مولاه» فقال علماء العربيّة: لفظة المولى ترد على وجوه «ثمّ ذكر من معاني المولى تسعة، نفى انطباقها على المطلوب في الحديث» وقال: والعاشر بمعنى الأولى، قال الله تعالى:( فَالْيَوْمَ لاَ يُؤْخَذُ مِنكُمْ فِدْيَةٌ وَلاَ مِنَ الّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النّارُ هِيَ مَوْلكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ) (١) أي أولى بكم. والمراد من الحديث: الطّاعة المحضة المخصوصة، فتعيّن الوجه العاشر وهو الأولى ؛ ومعناه: من كنت أولى به من نفسه، فعليّ أولى به. وقد صرّح بهذا المعنى الحافظ أبو الفرج يحيى ابن سعيد الثقفيّ الأصبهانيّ في كتابه المسمّى مرج البحرين، فإنّه روى هذا الحديث بإسناده إلى مشايخه وقال فيه: فأخذ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بيد عليّعليه‌السلام فقال: «من كنتُ وليّه وأولى به من نفسه فعليّ وليّه»، فعُلم أنّ جميع المعاني راجعة إلى الوجه العاشر، ودلّ عليه أيضاً قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم» وهذا نصّ صريح في إثبات إمامته وقبول طاعته. وكذا قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «وأدِرِ الحقّ معه حيث ما دار، وكيف ما دار» فيه دليل على أنّه ما جرى خلاف بين عليّ وبين أحد من الصحابة، إلاّ والحقّ مع عليّ، وهذا بإجماع الأمّة...(٢) .

وهل يُعقل أن يجمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله جموعَ الحجّاج القافلين من أداء فريضة الحجّ ليعُلمهم أنّ عليّاً نصيرُ مَن كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله نصيرَه؟!

____________________

(١) الحديد: ١٥.

(٢) تذكرة الخواصّ، سبط ابن الجوزيّ: ٣٧ - ٣٩.

٣٤٨

ولِمَ عليّ دون غيره من الصّحابة على جلالتهم، أليسوا أنصاراً لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟

وما معنى قول عمر لعليّ بعد خُطبة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «بخ بخ، أصبحتَ مولى كلّ مؤمن ومؤمنة» ؛ فعليّ كان للمؤمنين كما كانوا له في النّصرة قبل هذا الموقف، فما معنى الصّيرورة الآن؟!

ومع هذا التلاعب بالألفاظ وصرفها عن معانيها التي استُعملت لها في مثل هذا الموقف، فهو توكيد لواقعة الغدير التي أنكرها أوّل كلامه ؛ فما هي حقيقة يوم الغدير؟

غدير خمّ:

كانت آخر حجّة لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله سنة (١٠ هـ) وهي حجّة الوداع إذ لم يلبث بعدها فتوفّي سنة (١١ هـ)، ولما قفل راجعاً وبلغ غدير خمّ يوم الخميس الثامن عشر من ذي الحجّة أنزل الله تعالى عليه:( يَا أَيّهَا الرّسُولُ بَلّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبّكَ وَإِن لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ ) (١) .

وسببها: أنّ الله تعالى أمر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أن ينصب عليّاًعليه‌السلام وليّاً وخليفةً من بعده، فتخوّف رسول الله أن يطعنوا عليه في ذلك فيقولوا: حابى ابن عمّه! وهم ما زالوا حديثي عهدٍ بالإسلام، وقد اعترض بعضهم فطعنوا في إمارة زيد، واعترضوا على حكم الخَمْرة، وكتابة الكتاب يوم وفاتهصلى‌الله‌عليه‌وآله حتّى طردهم من رحمة الله تعالى ؛ فأوحى الله تعالى إليه هذه الآية، وطمأنه أنّ الله سبحانه يعصمه من

____________________

(١) المائدة: ٦٧.

٣٤٩

النّاس، فعندها نادىصلى‌الله‌عليه‌وآله : الصلاة جامعة، وخطب النبيّ خطبة بالغة ذكر فيها أمر الله تعالى بلزوم عليّ وموالاته، بعد أن ناشد الناس إن كان قد بلّغهم رسالة ربّه وأشهدهم إن كانوا يقرّون أنّه رسول الله، وهم في كلّ ذلك يشهدون ويقرّون ؛ فأخذ بيد عليّ ورفعها وقال: «من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهمّ والِ مَن والاه وعادِ من عاداه...».

فأنزل الله عزّ وجلّ:( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلاَمَ دِيناً ) (١) .

فطلب النبيّ من المسلمين أن يُسلّموا على عليّ بالإمارة وكان من قول عمر بن الخطّاب لعليّ: هنيئاً لك يا ابن أبي طالب، أصبحتَ وأمسيتَ مولى كلّ مؤمن ومؤمنة.

شعرُ حسّان يومَ الغدير:

هزّت واقعة الغدير مشاعر حسّان بن ثابت، فاستأذن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فأنشد ما سألت به قريحتُه:

يناديهمُ يومَ الغدير نبيّهُمْ

بخُمٍّ، وأسْمعْ بالرسول مُناديا

يقولُ: فمن مولاكُم ووليّكمْ؟

فقالوا ولم يُبْدوا هناك التّعاميا:

إلهُك مولانا، وأنت وليُّنا

ولم تَرَ منّا في الولاية عاصيا

فقال له: قُمْ يا عليُّ فإنّني

رضيتُك من بعدي إماماً وهاديا

فمن كنتُ مولاه فهذا وليُّهُ

وكن للّذي عادى عليّاً مُعاديا

فيا ربّ انصُرْ ناصريه لنصرهمْ

إمامَ هدىً كالبدر يَجلوا الدَّياجيا

____________________

(١) المائدة: ٣.

٣٥٠

رواة حديث الغدير:

عليّ بن أبي طالب، فاطمة بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الحسن والحسين ابنا عليّ ابن أبي طالب، عمر بن الخطّاب، عبد الله بن عبّاس، الفضل بن عبّاس، أبو أيّوب الأنصاريّ، زيد بن أرقم، أبو سعيد الخُدْريّ، خُزَيمة بن ثابت ذوالشهادتين، عمّار ابن ياسر، البَراء بن عازب الأوسيّ، أنس بن مالك، قيس بن سعد بن عُبادة، أبو ذرّ جُندَب بن جُنادَة الغِفاريّ، أبو رافع مولى رسول الله، أبو بكر بن أبي قحافة، أبيّ بن كعب، أبو هريرة، عبد الرحمان بن ابي ليلى، حذيفة بن اليمان، حبيب بن بُديَل بن ورقاء الخُزاعيّ، عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعيّ، سعد بن أبي وقّاص، عبد الله بن عمر بن الخطّاب، أسماء بنت عميس الخثعميّة، أمّ سلمة زوجة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، عثمان بن عفّان، جابر بن عبد الله الأنصاريّ، جرير بن عبد الله البجليّ، قيس بن ثابت بن شمّاس، أبو الهيثم، مالك بن التّيّهان الخزرجيّ، حُذيفة ابن أسيد الغفاريّ، أبو ليلى الأنصاريّ، زياد بن الحارث الصَدائيّ، أسعد بن زرارة الأنصاريّ الخزرجيّ، أبو عَمْرةَ بن عمرو بن مِحْصَن الأنصاريّ الخزرجيّ، بُريدة ابن الحُصَيب الأسلميّ، حسّان بن ثابت، جُبَير بن مُطعم بن عديّ القرشيّ النوفليّ، عائشة بنت أبي بكر، سلمان الفارسيّ، سهل بن سعد الأنصاريّ الخزرجيّ الساعديّ، طلحة بن عبيد الله التيميّ - قُتل يوم الجمل - حَبّة بن جُوين البَجلي العُرَنيّ، حُبْشيّ بن جُنادة السلوليّ، زيد بن شراحيل الأنصاريّ، سعيد بن زيد القرشيّ العَدَويّ، أبو الطّفيل عامر بن واثلة اللّيثيّ، ثابت بن وديعة الأنصاريّ الخزرجيّ، أمّ هاني بنت أبي طالب، أبو فضالة الأنصاريّ - أستشهد

٣٥١

يوم صفّين - سَمُرة بن جُندب الفَزاريّ، الزبير بن العوّام، عِمران بن حصين الخزاعيّ، عمرو بن مرّة الجهنيّ، عديّ بن حاتم الطائيّ، عبد الله بن مسعود، سَهْل ابن حُنَيف، عمر بن أبي سَلمة المخزوميّ ربيبُ رسول الله، خويلد بن خالد الهُذليّ الشاعر، أبو زينب بن عوف الأنصاريّ، زيد بن ثابت الأنصاريّ، المقداد ابن عمرو الكِنْديّ، مالك بن الحويرث اللّيثيّ، عبيد بن عازب الأنصاريّ الأوسيّ، كعب بن عجزة الأنصاريّ، يعلى بن مرّة بن وَهْب الثقفيّ، عمرو بن الحمق الخزاعيّ، ناجية بن عمرو الخزاعيّ، نعمان بن عجلان الأنصاريّ، عقبة بن عامر الجهنيّ، عبد الرّحمان بن عوف الزُّهْريّ، أبو برزة الأسلميّ، العبّاس بن عبد المطّلب، عبد الله بن ثابت الأنصاريّ، عمرو بن العاص، عبد الله بن ياميل، جُنْدَع بن عمرو بن مازن، عبد الرّحمان بن عبد ربّ الأنصاريّ، عمارة الأنصاريّ الخزرجيّ، عامر بن ليلى بن ضَمْرة، أبو قُدَامة - أو سهل - بن الحارث الشهيد يوم صفّين...

هذه أمّة من الصّحابة من رواة حديث الغدير أقمناها دليلاً على صحّة الحديث.

ولم تنقطع سلسلة رواته، فقد رواها التابعون، وتابعوا التّابعين... وهكذا لم يخلُ قرن من مؤرّخين وأدباء وشعراء أشادوا وأنشدوا القصيد بيوم عيد الغدير الأغرّ.

فمن مشاهير التّابعين:

حبيب بن أبي ثابت الأسديّ، سعيد بن جُبير، سعيد بن المسيب، سَلَمة بن

٣٥٢

كُهيل الحضرميّ، عبد الرّحمان بن أبي ليلى، محمّد الباقر بن عليّ زين العابدين، عبد الله بن شريك العامريّ، الضحّاك بن مزاحم الهلاليّ، سهم بن الحصين الأسديّ، عبد الله بن محمّد بن عقيل الهاشميّ، عديّ بن ثابت الأنصاريّ الخطميّ، عطيّة بن سعد بن جنادة، طاووس بن كَيْسان اليماني الجنديّ، سالم بن عمر بن الخطّاب، زيد بن يُثيع، زِرّ بن حُبيش الأسديّ، عبد الحميد بن المنذر بن الجارود العبديّ، عامر بن سعد بن أبي وقّاص، عبد الله بن زياد الأسديّ، عبد الله ابن أسعد بن زرارة الأنصاريّ، عبد الله بن يعلى بن مرّة الثقفيّ، عمر بن عبد العزيز الخليفة الأمويّ، محمّد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب، عليّ بن زيد بن جدعان البصريّ، مصعب بن سعد بن أبي وقّاص، مهاجر بن مسمار الزّهريّ، ميمون البصريّ مولى عبد الرّحمان بن سمرة، المطّلب بن عبد الله بن حنطب القرشيّ المخزوميّ، نذير الضّبيّ الكوفيّ، الحسن بن الحكم النخعيّ الكوفيّ، فِطر بن خليفة المخزوميّ، يحيى بن جَعدة بن هُبَيرة المخزوميّ، عيسى بن طلحة بن عبيد الله التيميّ، طلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله التيميّ، مِسعَر بن كِدام الهلاليّ الرّواسيّ، مَعمر بن راشد الأزديّ البصريّ، حمّاد بن سَلمة البصريّ، مسلم بن صُبيح الهمْدانيّ الكوفيّ، أبو نُجَيح يَسَار الثّقفيّ، عبدالملك بن مسلم المـُلاّئيّ، يزيد بن أبي زياد الكوفيّ، هاني بن هاني الهمدانيّ الكوفيّ، يزيد بن حيّان التيميّ الكوفيّ، يزيد بن عبد الرّحمان الأوديّ، عمرو بن جَعدة بن هُبَيرة، أبو إسحاق عمرو بن عبد الله السّبيعيّ، عمرو بن ميمون الأوديّ، عبد الرّحمان بن سابط الجُمَحيّ، عبد الله بن عبد الرحمان بن عوف، أصبغ بن نُباتة التميميّ، أبو ليلى

٣٥٣

الكِنْديّ، حُميد الطّويل أبو عبيدة ابن أبي حميد البصريّ، حميد بن عمارة الأنصاريّ، أبو صالح السمّان ذكوان المدنيّ، مولى جُوَيريّة الغطفانيّة، خَيْثمة بن عبد الرّحمان الجُعفيّ، ربيعة الجُرَشيّ، رياح بن الحارث النخعيّ، قَبيصة بن ذُؤَيب، يحيى بن سليم الفزاريّ الواسطيّ، شهر بن حَوْشب، سليمان بن مهران الأعمش.

المصادر:

- وقعة صفّين: نصر بن مزاحم (ت ٢١٢ هـ): ١٨٦.

- المصنّف: ابن أبي شيبة (ت ٢٣٥ هـ): ٧: ٤٩٩، ٤٩٥، ٤٩٦، ٤٩٩، ٥٠٣، ٥٠٤.

- مسند أحمد بن حنبل (ت ٢٤١ هـ): ١: ٨٤ و ١١٩ و ١٥٢ و ٣٣١ ؛ و ٤: ٣٧٠ ؛ و ٥: ٣٤٧ و ٤١٩ ؛ و ٥: ٣٦٦.

- صحيح مسلم بن الحجّاج القُشَيريّ (ت ٢٦١ هـ) ٢: ٣٢٥ و ١٥: ١٧٩. - سُنن ابن ماجة (ت ٢٧٥ هـ): ١: ٢٨.

- سنن الترمذيّ (ت ٢٧٩ هـ) ٢: ٢٩٨، ٥: ٢٩٧.

- تفسير الحبريّ (ت ٢٨٦ هـ): ٢٦٢.

- المعارف: ابن قُتيبة (ت ٢٧٠ هـ): ٢٩١ ؛ والإمامة والسياسة له: ٩٣.

- أنساب الأشراف: البلاذريّ (ت ٢٧٩ هـ): ٢: ١٠٨ - ١١٢.

- تفسير العيّاشيّ (ت القرن الثالث الهجريّ) ١: ٣٣١ - ٣٣٤.

٣٥٤

- خصائص النّسائيّ (ت ٣٠٣ هـ): ٧، وغيرها.

- تفسير الطبريّ (ت ٣١٠ هـ) ٣: ٤٢٨.

- الكُنى والأسماء: محمّد بن أحمد الدّولابيّ (ت ٣١٠ هـ): ١: ٣٤٩ / ١٢٣٥؛ و ٢: ١٧٢ / ١٦٠١.

- المعجم الكبير ٣: ١٣٣؛ ٤: ١٧ و١٦؛ ٥: ١٩٣-١٩٥ والمعجم الصغير ١: ٦٤-٦٥، كلاهما للطّبرانيّ سليمان بن أحمد اللحميّ (ت ٣٦٠ هـ).

- الأغانيّ: أبو الفرج الأصفهانيّ (ت ٣٥٦ هـ): ٧: ٢٦٣ وغيرها.

- العقد الفريد: ابن عبد ربّه الأندلسيّ (ت ٣٢٨ هـ): ٢: ٢٧٥، ٣: ٤٢.

- مروج الذّهب: المسعوديّ (ت ٣٤٦ هـ): ٢: ١١.

- مشكل الآثار: أحمد بن محمّد الحنفيّ (ت ٣٢١ هـ): ٢: ٣٠٧.

- الكشف والبيان - تفسير الثعلبيّ -: أحمد بن محمّد الثعلبيّ (ت ٤٢٧ هـ): ٤: ٩٢.

- المفردات: الراغب الأصفهاني (ت ٤٢٥ هـ): ٥٤٧، ٥٤٩.

- النهاية: ابن الأثير الجزريّ (ت ٦٠٦ هـ) ٥: ٢٢٨.

- محاضرات الأدباء: الرّاغب الأصفهانيّ (ت ٤٢٥ هـ) ٤: ٤٦٣.

- كتاب الولاية: ابن عقدة: ١٥٢ و ١٦٩ و ١٧٣ و ١٧٥...

- تفسير فرات الكوفي (القرن الرابع الهجريّ): ٣٨.

- المستدرك على الصّحيحين: الحاكم النيسابوريّ (ت ٤٠٥ هـ). ٣: ١٠٩، ومواضع منه كثيرة.

٣٥٥

- أسباب النّزول: الواحديّ النيسابوريّ (ت ٤٦٨ هـ): ١٣٥.

- حلية الأولياء: أبو نعيم الأصبهانيّ (ت ٤٣٠ هـ): ٤: ٢٣، ٥: ٣٦٤، ٩: ٦٤.

- تاريخ بغداد: الخطيب البغداديّ (ت ٤٦٢ هـ): ٥: ٤٧٤، ٧: ٣٧٧، ٨: ٢٩٠، ١٢: ٣٤٤، ١٤: ٢٣٦.

- الاستيعاب: ابن عبد البرّ القرطبيّ المالكيّ (ت ٤٦٣ هـ) ٣: ٣٦.

- مناقب الإمام عليّ بن أبي طالب: ابن المغازليّ الشّافعيّ (ت ٤٨٣ هـ): ١٦ - ٢٧.

- الأمالي الخميسيّة: المرشد بالله العلويّ الشجريّ (ت ٤٩٩ هـ): ٥: ١، وغيرها.

- شواهد التنزيل: الحاكم الحسكانيّ الحنفيّ (ت ٤٩٠ هـ): ١: ١٨٧ - ١٩٣، حديث ٢٤٣ - ٢٥٠.

- مصابيح السّنّة: الحسن بن مسعود البغويّ الشّافعيّ (ت ٥١٦ هـ): ٢: ١٩٩، ٤: ١٧٢.

- المناقب: الموفّق بن أحمد الخوارزميّ الحنفيّ (ت ٥٦٨ هـ): ١٥٤ - ١٥٧.

- الشّفا: القاضي عياض اليَحْصُبيّ (ت ٥٤٤ هـ): ٣١.

- مناقب أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام : محمّد بن سليمان الكوفيّ (ت القرن الرابع) ٢: ٤٩٥، ٤٩٧.

- مناقب الإمام عليّ بن أبي طالب: أحمد بن موسى بن مردويه الأصفهانيّ

٣٥٦

(ت ٤١٠ هـ): ٣٤٠ حديث ٥٧٣.

- صفة الصفوة: أبو الفرج ابن الجوزيّ (ت ٥٩٧ هـ): ١: ١٢١.

- التفسير الكبير (مفاتيح الغيب): الفخر الرازيّ: ٣: ٦٣٦.

- معجم الأدباء: ياقوت الحمويّ ١٨: ٦٣٦.

- تذكرة الخواصّ: سبط ابن الجوزيّ الحنبليّ ثمّ الحنفيّ (ت ٦٥٤ هـ): ٣٥ - ٤٠.

- شرح نهج البلاغة: ابن أبي الحديد المعتزليّ ١: ٢٨٩، ٢: ٢٧٣.

- سعد السعود: عليّ بن موسى الحسنيّ الحسينيّ (ت ٦٦٤ هـ): ٦٩ - ٧٣.

- خصائص الوحي المبين: ٢١٠ ؛ والعمدة في عيون صحاح الأخبار: ١٥٢ ؛ كلاهما لابن البِطريق يحيى بن الحسن (ت ٦٠٠ هـ).

- كفاية الطّالب: الگنجيّ الشّافعيّ (٦٥٨ هـ): ٥٦ - ٦٢ هـ.

- الرّياض النّضرة: محبّ الدّين الطبريّ: ٢: ١٦١، وغيرها.

- ذخائر العقبى، له: ٦٧.

- مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعيّ (ت ٥٧١ هـ).

- اختصار ابن منظور (ت ٧١١ هـ): ١٧: ٣٥٢ - ٣٥٩.

- فرائد السّمطين: إبراهيم بن محمّد الجوينيّ الشافعيّ (ت ٧٣٠ هـ) ١: ١٧١.

- تهذيب الكمال في أسماء الرّجال: يوسف المزّيّ الشافعيّ المذهب السّلفيّ العقيدة (ت ٧٤٢ هـ): ٢٠: ٤٨٤، ٢٢: ٣٩٦ ؛ وأجزاءه الأخرى.

٣٥٧

- التلخيص: الذهبيّ الحنبليّ (ت ٧٤٨ هـ) هامش المستدرك على الصحيحين للحاكم ٣: ١٠٩، والموارد الأخرى منه وقد وافقه فيها.

- ميزان الاعتدال: الذهبيّ ١: ١١٥، ٢: ٣٠٣، ٣: ٢٢٤.

- البداية والنّهاية: ابن كثير (ت ٧٧٤ هـ): ٢: ٢٤٦، ٣: ٣٤٠، ٥: ٢٠٩، ٧: ٣٤٧.

- تفسير الرازيّ النيسابوريّ (روض الجنان) ٦: ١٩٤.

- مجمع الزّوائد: عليّ بن أبي بكر الهيتميّ (ت ٨٠٧ هـ) ٩: ١٠٣، ومواطن أخرى.

- أسنى المطالب في مناقب سيّدنا عليّ بن أبي طالب: محمّد بن محمّد الجزريّ الشافعيّ (ت ٨٣٣ هـ) ٤٨ - ٥١.

- تهذيب التهذيب: ابن حجر العسقلانيّ الشافعيّ (ت ٨٥٢ هـ) ١: ٣٩١، ٧: ٣٣٧.

- الإصابة: ابن حجر ٢: ٥٠٩، والصّواعق المحرقة، له: ٢٥ وغيرها.

- مجمع البيان في تفسير القرآن: الفضل بن الحسن الطبرسيّ (ت ٥٤٨ هـ) ٣: ٢٢٣.

- مقتل الحسين: الموفّق بن أحمد الحنفيّ (ت ٥٦٨ هـ): ٤٧.

- الفصول المهمّة: ابن الصبّاغ المالكيّ (ت ٨٥٥ هـ): ٢٥.

- عمدة القاري شرح صحيح البخاريّ: محمود بن أحمد العينيّ (ت ٨٥٥ هـ) ٨: ٥٨٤.

٣٥٨

- مطالب السّؤول: ابن طلحة الشّافعيّ: ١٦، وغيرها.

- كنز العمّال: المتّقي الهنديّ ١١: ٦٠٨ - ٦١٠ ومواضع أخرى.

- تاريخ الإسلام: الذهبيّ الحنبليّ (ت ٧٤٨ هـ) ٣: ٦٢٨.

- كنوز الحقائق: عبد الرؤوف المناويّ الشّافعيّ: ١٤٧.

- تاريخ الخلفاء: جلال الدّين السيوطيّ الشافعيّ (ت ٩١٠ هـ): ١١٤ وغيرها ؛ والدرّ المنثور، له ٢: ٢٥٩، وغيرها.

- السّيرة الحلبيّة: عليّ بن برهان الدّين الحلبيّ ٣: ٣٠٢.

- شرح المواهب اللّدنيّة: الزرقانيّ المالكيّ ٧: ١٣.

- ينابيع المودّة: القندوزيّ الحنفيّ: ٣٠ - ٣٤.

- نور الأبصار: مؤمن بن حسن الشبلنجيّ (القرن الثالث عشر): ١٥٩.

- المناقب الثلاثة: محمّد بن يوسف البلخيّ الشّافعيّ: ١٩ - ٢١.

- أسنى المطالب في مناقب سيّدنا عليّ بن أبي طالب: محمّد بن محمّد ابن محمّد الجزريّ الشّافعيّ (ت ٨٣٣ هـ) ٤٨، ٤٩، ٥٠.

لفظ الحديث:

- ابن أبي شيبة: حدّثنا أبو معاوية(١) ووكيع عن الأعمش عن سعيد بن عبيد،

____________________

(١) هو محمّد بن خازم التميميّ السعديّ، أبو معاوية الضّرير، الكوفيّ. ثقة كثير الحديث. عَمِي وهو صغير. أحفظ الناس لحديث الأعمش، وقد رُميَ بالإرجاء. =

٣٥٩

عن ابن بُرَيدة عن أبيه، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «مَن كنتُ وليِّه، فعليّ وليُّه».(١)

مرّ بنا أنّ المعاني اللّغويّة لكلمة «وليّ» هي نفسها التي في كلمة «مولى».

والحديث الذي أورده ابن أبي شيبة قد جاء بلفظ «وليّ» ممّأ قطع الطريق على ابن تيميه وتأويلاته البعيدة عن القصد في معنى كلمة «مولى» وماذا بعد الحقّ إلاّ الضّلال؟!

- وابن أبي شيبة أيضاً: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا حمّاد بن سَلَمة قال: أخبرنا عليّ بن زيد عن عديّ بن ثابت عن البراء - بن عازب - قال: كنّا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في سفر، قال: فنزلنا بغدير خمّ قال: فنودي الصلاة جامعة، وكُسِحَ لرسول الله تحت شجرة فصلّى الظهر فأخذ بيد عليّ فقال: «ألستم تعلمون أنّي أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟! قالوا: بلى، قال ألستم تعلمون أنّي أولى بكلّ مؤمن من نفسه؟! قالوا: بلى، قال: فأخذ بيد عليّ فقال: اللّهمّ من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهمّ والِ من والاه، وعادِ من عاداه». قال: فلقيه عمر بعد ذلك فقال: هنيئاً

____________________

= حدّث عنه أحمد وإسحاق وابن المديني ويحيى بن معين وأبو خيثمة... وروى عنه من شيوخه الأعمش وابن جريج.

تاريخ البخاري الكبير ٣: ٢ / ٢٤٨، وتاريخ بغداد ٣: ٢٤٢، تاريخ الثقات للعجليّ ٤٠٣ / ١٤٥٠، الطبقات الكبرى ٦: ٣٦٤ / ٢٧٢٠ ؛ وذكر الدوري: قلت ليحيى بن معين: أيّما أعجب إليك في الأعمش: عيسى بن يونس أو حفص بن غياث، أو أبو معاوية؟ فقال أبو معاوية. (تاريخ ابن معين ١: ١٩٨ / ١٢٧١).

توفّي أبو معاوية الضرير سنة خمس وتسعين ومائة.

(١) المصنّف: ابن أبي شيبة (ت ٢٣٥ هـ) ٧: ٢٣٥ هـ) ٧: ٤٩٤، فضائل عليّ، حديث ٢.

٣٦٠

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492