ابن تيميه الجزء ٢

ابن تيميه12%

ابن تيميه مؤلف:
المحقق: جعفر البياتي
تصنيف: شخصيات إسلامية
الصفحات: 492

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣
  • البداية
  • السابق
  • 492 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 169358 / تحميل: 5908
الحجم الحجم الحجم
ابن تيميه

ابن تيميه الجزء ٢

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

وفيما ذكراه نظر ظاهر ، يظهر بملاحظة ما مرّ في الفوائد.

وبالجملة : التوثيق ثابت من العدول ، والقدح غير معلوم ، بل ولا ظاهر ، وغاية ما ثبت الطعن في طريقته ، وهو قدح بالنسبة إلى رؤية بعض القدماء.

وقال جدّيرحمه‌الله (1) : لو جعل هذا ـ أي إخراج أحمد بن محمّد بن عيسى إيّاه ـ قدحا(2) في ابن عيسى كان أظهر ، لكن كان ورعا وتلافى ما وقع منه(3) ، انتهى(4) .

أقول : فيمشكا : يعرف ابن محمّد بن خالد بوقوعه في وسط السند ، ويروي عنه محمّد بن جعفر بن بطّة ، وعليّ بن إبراهيم ـ كما في المنتقى(5) ـ وعليّ بن الحسين السعدآبادي ، وأحمد بن عبد الله ابن بنت(6) البرقي ، وسعد بن عبد الله ، ومحمّد بن الحسن الصفّار ، وعبد الله بن جعفر الحميري(7) .

227 ـ أحمد بن محمّد بن الربيع :

الأقرع الكندي ، له كتاب النوادر.

أحمد بن عبد الواحد ، عن عليّ بن محمّد القرشي ، عن عليّ بن الحسن ، عنه.

__________________

(1)رحمه‌الله ، لم ترد في نسخة « ش ».

(2) في التعليقة والروضة : خطأ.

(3) روضة المتقين : 14 / 42.

(4) تعليقة الوحيد البهبهاني : 43.

(5) منتقى الجمان :.

(6) في المصدر زيادة : إلياس.

(7) هداية المحدثين : 175.

٣٢١

قال أبو الحسين محمّد بن هارونرحمه‌الله : قال أبي : قال أبو عليّ ابن همّام : حدّثنا عبد الله بن العلاء ، قال : كان أحمد بن محمّد بن الربيع عالما بالرجال ،جش (1) .

قلت : في الوجيزة : ممدوح(2) . وهو الظاهر ممّا ذكر.

وفيمشكا : ابن محمّد بن الربيع ، عنه عليّ بن الحسن بن فضّال(3) .

228 ـ أحمد بن محمّد بن زيد الخزاعي :

يكنّى أبا جعفر ، روى عنه حميد أصولا كثيرة ، ومات سنة اثنين وستّين ومائتين ، وصلّى عليه الحسن بن محمّد بن سماعة الصيرفي ، لم(4) .

وفيتعق : ربما يومي هذان الوصفان إلى فساد عقيدته ، فتأمّل(5) .

229 ـ أحمد بن محمّد الزراري :

غير مذكور في الكتابين بهذا العنوان. وهو ابن محمّد بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير ، وسيأتي.

230 ـ أحمد بن محمّد السري :

المعروف بابن أبي دارم ، يكنّى أبا بكر ، كوفي ، روى عنه التلعكبري وسمع منه سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة وما بعدها ، وله منه إجازة ، لم(6) .

أقول : فيمشكا : ابن محمّد السري ، عنه التلعكبري ، كأحمد بن محمّد بن أبي الغريب(7) .

__________________

(1) رجال النجاشي : 79 / 189.

(2) الوجيزة : 153 / 122.

(3) هداية المحدثين : 177.

(4) رجال الشيخ : 440 / 23.

(5) تعليقة الوحيد البهبهاني : 44.

(6) رجال الشيخ : 445 / 42.

(7) هداية المحدثين : 177.

٣٢٢

231 ـ أحمد بن محمّد بن سعيد :

ابن عبد الرحمن بن زياد بن عبيد الله بن زياد بن عجلان ـ مولى عبد الرحمن بن سعيد بن قيس السبيعي الهمداني ـ المعروف بابن عقدة(1) ، أخبرنا بكتبه(2) أحمد بن عبدون ، عن محمّد بن أحمد بن الجنيد.

وأمره في الثقة والجلالة وعظم الحفظ أشهر من أن يذكر ، وكان زيديّا جاروديّا ، وعلى ذلك مات ، وإنّما ذكرناه في جملة أصحابنا لكثرة رواياته عنهم ، وخلطته بهم ، وتصنيفه لهم.

وله كتب كثيرة ، منها : كتاب التاريخ ـ وهو(3) ذكر من روى الحديث من الناس كلّهم العامّة والشيعة وأخبارهم ، خرج منه شي‌ء كثير ، لم(4) يتمّه ـ كتاب من روى عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ومسنده ، كتاب من روى عن الحسن والحسينعليهما‌السلام ، كتاب من روى عن عليّ بن الحسينعليه‌السلام وأخباره ، كتاب من روى عن أبي جعفر محمّد بن عليّعليه‌السلام وأخباره ، كتاب من روى عن زيد بن عليعليه‌السلام ومسنده ، كتاب الرجال ـ وهو كتاب من روى عن جعفر بن محمّدعليه‌السلام ـ. إلى أن قال : أخبرنا بجميع(5) كتبه أبو الحسن أحمد بن محمّد بن موسى الأهوازي ، عنه.

ومات بالكوفة سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة ، ست(6) .

وفيجش : بعد الهمداني : هذا رجل جليل في أصحاب الحديث ،

__________________

(1) في المصدر زيادة : الحافظ.

(2) في المصدر : بنسبه.

(3) في المصدر زيادة : في.

(4) في المصدر : ولم.

(5) في المصدر زيادة : رواياته و.

(6) الفهرست : 28 / 86.

٣٢٣

مشهور بالحفظ ، والحكايات تختلف عنه في الحفظ وعظمه ، وكان كوفيّا زيديّا جاروديّا ، وعلى ذلك مات(1) .

وذكره أصحابنا لاختلاطه بهم ومداخلته إيّاهم ، وعظم محلّه وثقته وأمانته.

ثمّ قال بعد ذكر كتبه : وقد لقيت جماعة ممّن لقيه وسمع منه.

ومات سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة(2) .

وفيصه إلى قوله : بابن عقدة ، وليس فيها : مولى عبد الرحمن ، ثمّ قال : يكنّى أبا العبّاس ، جليل القدر ، عظيم المنزلة ، وكان زيديّا. إلى قوله : وتصنيفه لهم ، روى جميع كتب أصحابنا وصنّف لهم وذكر أصولهم ، وكان حفظة.

قال الشيخ الطوسيرحمه‌الله : سمعت جماعة يحكون عنه أنّه قال : أحفظ مائة وعشرين ألف حديث بأسانيدها ، واذاكر بثلاثمائة(3) ألف حديث.

له كتب ذكرناها في كتابنا الكبير ، منها : كتاب أسماء الرجال الذين رووا عن الصادقعليه‌السلام أربعة آلاف رجل ، وأخرج فيه لكلّ رجل الحديث الذي رواه.

ومات بالكوفة سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة(4) .

وفيلم : جليل القدر ، عظيم المنزلة ، له تصانيف كثيرة ذكرناها في ست. كان زيديّا جاروديّا إلاّ أنّه يروي(5) جميع كتب أصحابنا ، وصنّف لهم‌

__________________

(1) في المصدر : على ذلك حتّى مات.

(2) رجال النجاشي : 94 / 233.

(3) في المصدر : في ثلاثمائة.

(4) الخلاصة : 203 / 13.

(5) في المصدر : روى.

٣٢٤

وذكر أصولهم ، وكان حفظة ، سمعت جماعة. إلى آخر ما نقلهصه . ثمّ قال :

روى عنه التلعكبري من شيوخنا وغيره ، سمعنا من ابن المهتدي(1) ومن أحمد بن محمّد ـ المعروف بابن الصلت ـ رويا عنه. وأجاز لنا ابن الصلت جميع(2) رواياته(3) .

وفيتعق : يأتي ترجمة همدان في الحارث بن عبد الله(4) .

أقول : فيمشكا : ابن عقدة ، عنه أحمد بن موسى الأهوازي ، والتلعكبري ، ومحمّد بن جعفر النحوي ، وأبو الحسن التميمي ، ومحمّد بن جعفر الأديب ولعلّه النحوي ، وابن المهتدي ، وأحمد بن محمّد المعروف بابن الصلت ، ومحمّد بن أحمد بن الجنيد(5) .

232 ـ أحمد بن محمّد بن سليمان :

ابن الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين بن سنسن ، أبو غالب الزراري ، وهم البكريّون. وبذلك كان يعرف(6) ، إلى أن خرج توقيع من أبي محمّد الحسنعليه‌السلام فيه ذكر أبي طاهر الزراري : وأمّا(7) الزراري رعاه الله تعالى(8) . فذكروا أنفسهم بذلك.

وكان شيخ أصحابنا في عصره ، وأستاذهم وثقتهم ، وصنّف كتبا. ثمّ‌

__________________

(1) في المصدر : المهدي.

(2) في المصدر : عنه بجميع.

(3) رجال الشيخ : 441 / 30.

(4) تعليقة الوحيد البهبهاني : 44.

(5) هداية المحدثين : 177.

(6) في المصدر : كانوا يعرفون.

(7) في المصدر : فأما.

(8) تعالى ، لم ترد في المصدر.

٣٢٥

عدّ : كتاب الرسالة إلى ابن ابنه أبي طاهر في ذكر آل أعين ، الشيخ والحسين بن عبيد الله وابن عبدون ، عنه ، بها.

ومات(1) سنة ثمان وستّين وثلاثمائة ، ست(2) .

صه ، إلى قوله : ونقيبهم(3) ، ماترضي‌الله‌عنه سنة ثمان وستّين وثلاثمائة ، وفيها : الرازي ، بدل : الزراري ، في جميع المواضع(4) .

وفيجش : بعد أبو غالب الزراري : وقد جمعت أخبار بني سنسن ، وكان أبو غالب شيخ العصابة في زمنه ووجههم. إلى أن قال : انقرض ولده إلاّ من ابنة ابنه. وكان مولده سنة خمس وثمانين ومائتين(5) .

وفي لم : جليل القدر ، كثير الرواية ، ثقة ، روى عنه التلعكبري(6) .

وفيتعق : سنشير في محمّد بن سليمان إلى أنّه جدّه نسب إليه ، وأنّ أباه : محمّد بن محمّد.

وقوله : فيه ذكر أبي طاهر الزراري ، أبو طاهر هذا : محمّد بن سليمان جدّ أبي غالب ، وتوهّم بعض كونه ابن ابنه محمّد بن عبيد الله ، فلاحظ ترجمة محمّد بن سليمان ولاحظ الطبقة ، وترجمة محمّد بن عبيد الله أيضا.

هذا ، وفي المعراج(7) : إنّ المفهوم من رسالة أبي غالب في ذكر آل‌

__________________

(1) في المصدر زيادة :رضي‌الله‌عنه .

(2) الفهرست : 31 / 94.

(3) في نسخة « ش » : وفقيههم ، ( خ ل ).

(4) الخلاصة : 17 / 22 ، وفي الخلاصة : الزراري في جميع المواضع ، ولم يرد لفظ : الرازي إلاّ أنه في نسخة خطيّة من الخلاصة ورد بلفظ : الرازي.

(5) رجال النجاشي : 83 / 201.

(6) رجال الشيخ : 443 / 34.

(7) في نسخة « ش » : وزاد في المعراج.

٣٢٦

أعين(1) : أنّ نسبتهم إلى زرارة متقدّمة على زمن أبي طاهر ، وأنّ أوّل من نسب إليه : سليمان بن الحسن(2) ، حيث قال : وأوّل من نسب إلى زرارة جدّنا سليمان ، نسبه إليه سيّدنا أبو الحسن عليّ بن محمّد العسكريعليه‌السلام ، وكان إذا ذكره في توقيعاته إلى غيره قال : الزراري ، تورية له(3) وسترا له إلى آخره.

قال : والرسالة عندي بنسخة صحيحة ، وفي آخرها حكاية عن الشيخ الجليل الحسين بن عبيد الله الغضائري ما نصّه : وتوفّي أحمد بن محمّد الزراري الشيخ الصالحرضي‌الله‌عنه في جمادى الأولى سنة ثمان وستّين وثلاثمائة ، وتولّيت جهازه ، وحملته إلى مقابر قريش على صاحبها السلام ، ثمّ إلى الكوفة ، وأنفذت ما أوصى بإنفاذه ، وأعانني على ذلك هلال بن محمّدرضي‌الله‌عنه (4) (5) .

أقول : في نسختي منجش : أحمد بن محمّد بن محمّد بن سليمان ، وكذا في ضح(6) ، والظاهر سقوطه من ست وصه سهوا من النسّاخ لزعم التكرار.

وفيضح : الزراري ، كما فيجش وست ، وغيرهما.

هذا ، ويأتي في جعفر بن محمّد بن مالك تصريحجش بوثاقته(7) .

__________________

(1) في ذكر آل أعين ، لم ترد في المعراج.

(2) في التعليقة والمعراج زيادة : للتوقيعات الواردة.

(3) في المعراج : عنه.

(4) معراج أهل الكمال : 184 ـ 186 ، باختلاف يسير.

(5) تعليقة الوحيد البهبهاني : 44.

(6) إيضاح الاشتباه : 101 / 60 وفيه : أحمد بن محمّد بن سليمان.

(7) رجال النجاشي : 122 / 313.

٣٢٧

وفيمشكا : ابن محمّد بن سليمان الثقة ـ كما صرّح بهجش في جعفر ابن محمّد بن مالك والشيخ في رجاله ـ ، عنه المفيد ، والحسين بن عبيد الله ، وأحمد بن عبدون ، والتلعكبري ، وابن عزور(1) .

233 ـ أحمد بن محمّد بن سيّار :

أبو عبد الله الكاتب ، بصري ، كان من كتّاب آل طاهر في زمن أبي محمّدعليه‌السلام ، ويعرف بالسيّاري. ضعيف الحديث ، فاسد المذهب ، مجفوّ الرواية ، كثير المراسيل ، ست(2) ،جش (3) .

وزادصه : حكى محمّد بن محبوب(4) عنه في كتاب(5) النوادر المصنّف(6) أنّه قال بالتناسخ(7) .

ثمّ زادست : وصنّف كتبا ، أخبرنا بالنوادر خاصّة الحسين بن عبيد الله ، عن أحمد بن محمّد بن يحيى ، عن أبيه ، قال : حدّثنا السيّاري إلاّ بما كان من غلوّ أو تخليط(8) .

وزادجش بعد فاسد المذهب : ذكر ذلك لنا الحسين بن عبيد الله.

وفيكش أيضا ذمّه(9) .

وفيكر : ابن محمّد السيّاري البصري(10) .

__________________

(1) هداية المحدثين : 177.

(2) الفهرست : 23 / 70.

(3) رجال النجاشي : 80 / 192.

(4) في المصدر : محمّد بن علي بن محبوب.

(5) في نسخة « ش » : كتابه.

(6) في المصدر : للمصنّف.

(7) الخلاصة : 203 / 9.

(8) في المصدر : إلاّ بما كان فيه من غلوّ وتخليط.

(9) رجال الكشي : 606 / 1128.

(10) رجال الشيخ : 427 / 3.

٣٢٨

أقول : فيمشكا : ابن محمّد بن سيّار ، عنه محمّد بن يحيى ، وعليّ ابن محمّد الجنابي(1) .

234 ـ أحمد بن محمّد بن الصقر :

الصائغ ، المعدّل ، كما ذكره الصدوق في أماليه مرارا ، وقال : حدّثنا أحمد. إلى آخره(2) .

235 ـ أحمد بن محمّد بن عاصم :

أبو عبد الله ، هو ابن أخي عليّ بن عاصم المحدّث ، ويقال له : العاصمي ، ثقة في الحديث ، سالم الجنبة ، أصله الكوفة ، سكن بغداد ، وروى عن شيوخ الكوفيّين.

وله كتب منها : كتاب النجوم ، أخبرني(3) به الشيخ وابن عبدون ، عن محمّد بن أحمد بن الجنيد أبي علي ، عنه ، ست(4) .

وفي لم : عنه ابن الجنيد وابن داود(5) .

ومر عنجش وصه بعنوان : ابن محمّد بن أحمد بن طلحة.

وفيتعق : في ترجمة الحسن بن الجهم ، عن أبي غالب الزراريرضي‌الله‌عنه : أنّه ابن أخت عليّ بن عاصم ، لقّب بالعاصمي من جهته.

هذا ، ووصفه خالي(6) والمحقّق البحراني(7) بأنّه أستاذ الكليني.

__________________

(1) هداية المحدثين : 177.

(2) أمالي الصدوق : 144 / 5 ، 453 / 5 ، وفيه بدل المعدّل : العدل.

(3) في المصدر : أخبرنا.

(4) الفهرست : 28 / 85.

(5) رجال الشيخ : 454 / 97.

(6) الوجيزة : 155 / 136.

(7) معراج أهل الكمال : 189 / 73 ، وبلغة المحدثين : 329.

٣٢٩

ويأتي في آخر الكتاب أنّ العاصمي من الوكلاء الذين رأوا الصاحبعليه‌السلام ووقفوا على معجزته(1) ، فلعلّه هو ، فتأمّل(2) .

236 ـ أحمد بن محمّد بن عبيد الله :

الأشعري ، ج(3) .

وزادصه : القميّ ، شيخ من أصحابنا ، ثقة ، روى عن أبي الحسن الثالثعليه‌السلام (4) .

وزادجش : وابنه عبيد الله بن أحمد ، روى عنه محمّد بن عليّ بن محبوب.

له كتاب نوادر ، محمّد بن عليّ بن محبوب ، عن عبيد الله بن أحمد ، عن أبيه(5) .

أقول : فيمشكا : ابن محمّد بن عبيد الله الأشعري الثقة ، عنه ابنه عبيد الله(6) .

237 ـ أحمد بن محمّد بن عبيد الله :

ابن الحسن بن عيّاش ـ بالشين المعجمة ـ ابن إبراهيم بن أيّوب الجوهري ، أبو عبد الله ، كان سمع الحديث وأكثر ، واختلّ واضطرب في آخر عمره ،صه (7) ، ست إلاّ الترجمة ، و : واضطرب(8) .

__________________

(1) منهج المقال : 407.

(2) تعليقة الوحيد البهبهاني : 45.

(3) رجال الشيخ : 397 / 7.

(4) الخلاصة : 19 / 39.

(5) رجال النجاشي : 79 / 190.

(6) هداية المحدثين : 177.

(7) الخلاصة : 204 / 15.

(8) الفهرست : 33 / 99.

٣٣٠

وفيجش بعد أبو عبد الله : وامّه سكينة بنت الحسين بن يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن إسحاق بنت أخي القاضي أبي عمر محمّد بن يوسف ، كان سمع. إلى آخر صه.

وزاد : وكان جدّه(1) وأبوه من وجوه أهل بغداد أيّام آل حمّاد(2) .

ونحوه ست ، وزاد : وأمّه سكينة. إلى آخر ما مرّ.

ثمّ ذكرا من كتبه : كتاب مقتضب الأثر في عدد الأئمّة الاثني عشرعليهم‌السلام ، كتاب الاشتمال على معرفة الرجال ومن روى عن إمام(3) ، كتاب ما نزل من القرآن في صاحب الأمرعليه‌السلام .

وزادجش : رأيت هذا الشيخ ، وكان صديقا لي ولوالدي ، وسمعت منه شيئا كثيرا ، ورأيت شيوخنا يضعّفونه ، فلم أر وعنه شيئا وتجنّبته ، وكان من أهل العلم والأدب القوي ، وطيّب الشعر ، وحسن الخطرحمه‌الله وسامحه.

ومات سنة إحدى وأربعمائة(4) .

وفي لم : كثير الرواية ، إلاّ أنّه اختلّ في آخر عمره(5) .

وفيتعق : في الوجيزة : ضعيف ، وفيه مدح(6) (7) .

238 ـ أحمد بن محمّد بن علي :

ابن عمر بن رباح بن قيس بن سالم(8) القلاّء السوّاق ، أبو الحسن ،

__________________

(1) في نسخة « ش » زيادة : وعمه.

(2) رجال النجاشي : 85 / 207.

(3) في الفهرست : ذكر فيه من روى عن كل إمام ، وفي رجال النجاشي : ومن روى عن إمام إمام.

(4) رجال النجاشي : 85 / 207.

(5) رجال الشيخ : 449 / 64.

(6) الوجيزة : 154 / 129.

(7) تعليقة الوحيد البهبهاني : 45.

(8) ابن قيس بن سالم ، لم يرد في رجال النجاشي.

٣٣١

مولى آل سعد بن أبي وقّاص. وهم ثلاثة إخوة : أبو الحسن هذا وهو الأكبر ، وأبو الحسين محمّد وهو الأوسط ، ولم يكن من أهل العلم(1) ، وأبو القاسم علي وهو الأصغر ، وهو أكثرهم حديثا.

وجدّهم عمر بن رباح القلاّء ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن موسىعليهما‌السلام ، ووقف. وكلّ أولاده واقفة. وآخر من بقي منهم أبو عبد الله محمّد بن عليّ بن محمّد بن عليّ بن عمر بن رباح ، وكان(2) شديد العناد في المذهب.

وكان أبو الحسن أحمد بن محمّد ثقة في الحديث ،جش (3) ، ست ـ وزادصه : ولست أرى قبول روايته منفردا ، وليس فيها محمّد بن علي مكرّرا(4) (5) ـ وزاد : أخبرنا بكتبه أحمد بن عبد الواحد(6) قال : حدّثنا عبيد الله بن أحمد بن أبي زيد الأنباري أبو طالب ، عنه(7) .

وفيتعق : في المعراج عن رسالة أبي غالب في ذكر آل أعين : وسمعت من حميد بن زياد وأبي عبد الله بن ثابت وأحمد بن محمّد بن رباح ، وهؤلاء من رجال الواقفة إلاّ أنّهم كانوا فقهاء ، ثقات في حديثهم ، كثيري الرواية(8) .

__________________

(1) في رجال النجاشي : ولم يكن من العلم في شي‌ء.

(2) في رجال النجاشي : كان.

(3) رجال النجاشي : 92 / 229.

(4) في نسخة « ش » : متكرّرا.

(5) الخلاصة : 203 / 12.

(6) في الفهرست : أحمد بن عبدون.

(7) الفهرست : 26 / 82.

(8) تعليقة الوحيد البهبهاني : 45 ، المعراج : 192 / 75 ، رسالة أبي غالب الزراري : 150.

٣٣٢

أقول : ذكره في الحاوي في الموثّقين(1) .

وفي الوجيزة : ثقة غير إمامي(2) .

وفيمشكا : ابن محمّد بن عليّ بن عمر بن رباح ، عنه عبيد الله بن أحمد بن أبي زيد ، وأحمد بن محمّد الرازي(3) .

239 ـ أحمد بن محمّد بن عليّ الكوفي :

يكنّى أبا الحسين ، روى عن الكليني ، أخبرنا عنه عليّ بن الحسين الموسوي المرتضى ، لم(4) .

ومرّ عن د بعنوان : ابن عليّ(5) . إلى آخره.

وفيتعق : فيست : أخبرنا الأجل المرتضى ، عن أبي الحسين أحمد ابن عليّ بن سعيد الكوفي ، عن محمّد بن يعقوب(6) .

قلت : ذكر ذلك في ترجمة الكلينيرحمه‌الله (7) .

ومرّ عنتعق : أحمد بن عليّ بن سعيد الكوفي ، والظاهر اتّحاد الكل.

وفيمشكا : ابن محمّد بن عليّ الكوفي ، روى(8) عنه الكليني(9) .

__________________

(1) حاوي الأقوال : 197 / 1045.

(2) الوجيزة : 153 / 126.

(3) هداية المحدثين : 177 ، وفيه بدل الرازي : الزراري.

(4) رجال الطوسي : 450 / 70 ، وفيه المرتضىرضي‌الله‌عنه .

(5) رجال ابن داود : 41 / 104.

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 38.

(7) الفهرست : 136 / 601.

(8) في نسخة « م » : يروي.

(9) هداية المحدثين : 178 ، وفيه : بروايته عن الكليني.

٣٣٣

240 ـ أحمد بن محمّد بن عمّار :

أبو علي الكوفي ، شيخ من أصحابنا ، ثقة ، جليل ، كثير الحديث والأصول ،صه (1) .

وزادست : له كتب منها : كتاب أخبار آباء النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله وفضائلهم(2) ، وإيمان أبي طالب(3) .

الحسين بن عبيد الله ، عن أبي الحسن محمّد بن أحمد بن داود ، عنه.

وقال الحسين بن عبيد الله : توفّي سنة ستّ وأربعين وثلاثمائة(4) .

وفيجش بعد الكوفي : ثقة جليل من أصحابنا ، ثمّ ذكر كتبه والسند كما مرّ(5) .

ثمّ فيصه تأريخ وفاته كما مرّ ، وقال : روى عنه أبو حاتم(6) الهروي(7) (8) .

والظاهر أنّه سهو من قلم الناسخ.

وفي لم بعد عمّار : كوفيّ ثقة ، روى عنه ابن داود(9) .

أقول : أبو حاتم أو ابن حاتم الهروي غير معروف أصلا ، نعم ابن‌

__________________

(1) الخلاصة : 16 / 18.

(2) في المصدر زيادة : وأيمانهم.

(3) في المصدر زيادة :عليه‌السلام .

(4) الفهرست : 29 / 88.

(5) رجال النجاشي : 95 / 236.

(6) في هامش النسخ الخطية : ابن حاتم.

(7) في المصدر زيادة : القزويني « خ ل ».

(8) الخلاصة : 16 / 18.

(9) رجال الشيخ : 454 / 98.

٣٣٤

حاتم القزويني موجود ، لكن روايته عن أحمد هذا غير معلومة(1) ، نعم في ست بعد هذه الترجمة ترجمة أحمد بن عليّ الفائدي ، وذكر أنّه يروي عنه عليّ بن حاتم القزويني(2) . فلعلّ العلاّمة وقع نظره عليه سهوا ، أو كان مكتوبا في نسخته في الحاشية فظنّهرحمه‌الله تتمّة لابن محمّد.

قال في الحاوي : ويؤيّد ذلك ذكره فيصه لأحمد بن عليّ الفائدي ـ أي عقيب هذا الرجل ـ ولم يذكر أنّه روى عنه ابن حاتم(3) ، انتهى. وهو جيّد.

وفيمشكا : ابن محمّد بن عمّار ، عنه التلعكبري ، ومحمّد بن أحمد ابن داود(4) .

241 ـ أحمد بن محمّد بن عمرو :

ابن أبي نصر ، كما فيجش (5) . مرّ بعنوان ابن محمّد بن أبي نصر.

242 ـ أحمد بن محمّد بن عمران :

ابن موسى ، أبو الحسن المعروف بابن الجندي ، استاذنارحمه‌الله ، ألحقنا بالشيوخ في زمانه ، له كتب ،جش (6) .

صه ، في القسم الأوّل ، إلى : في زمانه ، وزاد قبل استاذنا : قالجش : إنّه ، ثمّ زاد : وليس هذا نصّا في تعديله(7) .

__________________

(1) في هامش النسخ الخطية : مذكورة.

(2) الفهرست : 30 / 89.

(3) حاوي الأقوال : 29 / 85.

(4) هداية المحدثين : 178.

(5) رجال النجاشي : 75 / 180.

(6) رجال النجاشي : 85 / 206.

(7) الخلاصة : 19 / 43.

٣٣٥

وفيلم وست ، إلى قوله : بابن الجنديّ(1) .

وزادست : صنّف كتبا ، منها : كتاب الأنواع ، وهو كتاب كبير حسن ، أخبرنا بجميع رواياته أبو طالب بن عزور(2) ، عنه(3) .

وفيهما : ابن عمر ، بلا ألف ونون ، وبعد موسى : الجرّاح(4) .

وفيتعق : يأتي أيضا عنجش في صالح بن محمّد الصراي : بالألف والنون ، وأنّه شيخه(5) .

وقوله : ليس نصّا في تعديله.

ظاهره أنّه ظاهر فيه ، وهو كذلك. وجش ينقل عنه كثيرا معتمدا عليه ، منه في أحمد بن عامر(6) ، ويأتي في عبد الله ابنه أنّه أجازه(7) .

وبالجملة ، لا شبهة في أنّه شيخ إجازته ، بل من أجلاّئهم(8) .

أقول : في الوجيزة : ممدوح(9) .

وعن كتاب ميزان الاعتدال أيضا : بالألف والنون ، وأنّه شيعي(10) .

إلاّ أنّ في ب : ابن عمر(11) ، وهو في الأكثر يحذو حذو ست ، فتدبّر.

__________________

(1) رجال الشيخ : 456 / 106 ، وزاد : روى عنه ابن عزور.

(2) في المصدر : غرور.

(3) الفهرست : 33 / 98.

(4) في الفهرست : ابن الجرّاح.

(5) رجال النجاشي : 199 / 528 ، ترجمة صالح بن محمّد الصرامي.

(6) رجال النجاشي : 100 / 250.

(7) رجال النجاشي : 229 / 606.

(8) تعليقة الوحيد البهبهاني : 45.

(9) الوجيزة : 154 / 128.

(10) ميزان الاعتدال 1 : 147 / 575.

(11) معالم العلماء : 20 / 89 وفيه : ابن عمرو.

٣٣٦

وفيمشكا : ابن محمّد بن عمر بن موسى المعروف بابن الجندي ، عنه أبو طالب بن عزور(1) .

243 ـ أحمد بن محمّد بن عيسى :

ابن عبد الله بن سعد بن مالك بن الأحوص بن السائب بن مالك بن عامر الأشعري ، من بني ذخران بن عوف بن الجماهر بن الأشعر ، يكنّى أبا جعفر(2) . أوّل من سكن قم من آبائه سعد بن مالك بن الأحوص. إلى أن قال :

وأبو جعفررحمه‌الله شيخ القمّيّين ووجههم وفقيههم ، غير مدافع ، وكان أيضا الرئيس الذي يلقى السلطان(3) . ولقي الرضاعليه‌السلام .

وله كتب. ولقي أبا جعفر الثانيعليه‌السلام وأبا الحسن العسكريعليه‌السلام ،جش (4) ، ست(5) ،صه (6) .

وفي الأخيرين بدل الأشعر : الأشعث ، وشيخ قم ووجهها وفقيهها.

وفيست : ولقي أبا الحسن الرضاعليه‌السلام ، وصنّف كتبا. ولم يذكر الأخيرينعليهما‌السلام (7) .

وزادصه : وكان ثقة ، وفيها : وله كتب ، ذكرناها في الكتاب الكبير.

ثمّ زادست : عدّة من أصحابنا ، منهم : الحسين بن عبيد الله وابن أبي‌

__________________

(1) هداية المحدثين : 178.

(2) في الفهرست والخلاصة زيادة : القمي.

(3) في الخلاصة ورجال النجاشي زيادة : بها.

(4) رجال النجاشي : 81 / 189.

(5) الفهرست : 25 / 75.

(6) الخلاصة : 13 / 2.

(7)عليهما‌السلام أثبتناها من نسخة « م ».

٣٣٧

جيد ، عن أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار ، عن أبيه وسعد ، عنه(1) .

وفيضا : ثقة ، وله كتب(2) .

وفي ج : من أصحاب الرضاعليه‌السلام (3) .

وفي دي : قمّي(4) .

وفيكش : قال نصر بن الصباح : أحمد بن محمّد بن عيسى لا يروي عن ابن محبوب من أجل أنّ أصحابنا يتّهمون ابن محبوب في روايته عن أبي حمزة ، ثمّ مات(5) أحمد بن محمّد فرجع قبل ما مات ، وكان يروي عمّن كان أصغر سنّا منه.

ثمّ قال : وما روى أحمد قط عن ابن المغيرة ولا عن حسن بن خرزاذ(6) .

وعبد الله بن محمّد بن عيسى ـ الملقّب ببنان ـ أخو أحمد بن محمّد بن عيسى(7) .

وفي الإرشاد : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد ، عن محمّد بن يعقوب ، عن الحسن(8) بن محمّد ، عن الخيراني ، عن أبيه أنّه قال : كنت ألزم باب أبي جعفرعليه‌السلام للخدمة الّتي وكّلت بها ، وكان أحمد بن محمّد بن عيسى الأشعري يجي‌ء في السّحر من آخر كلّ ليلة ليتعرّف خبر‌

__________________

(1) الفهرست : 25 / 75.

(2) رجال الشيخ : 366 / 3.

(3) رجال الشيخ : 397 / 6.

(4) رجال الشيخ : 409 / 3 ، وفيه : القمي.

(5) في المصدر : تاب.

(6) في نسخة « م » : خرزاد.

(7) رجال الكشي : 512 / 989.

(8) في المصدر : الحسين.

٣٣٨

علّة أبي جعفرعليه‌السلام ، وكان الرسول الذي يختلف بين أبي جعفر وبين خيران(1) إذا حضر قام أحمد وخلا به.

قال الخيراني : فخرج ذات ليلة وقام أحمد عن المجلس ، وخلا بي الرسول واستدار أحمد فوقف حيث يسمع الكلام ، فقال الرسول : إنّ مولاك يقرأ عليك السلام ، ويقول لك : إنّي ماض ، والأمر صائر إلى ابني علي ، وله عليكم بعدي ما كان لي عليكم بعد أبي.

ثمّ مضى الرسول ورجع أحمد إلى موضعه ، فقال(2) : ما الذي قال لك؟قلت : خيرا ، قال : قد سمعت ما قال ، وأعاد(3) ما سمع ، فقلت له : إنّ الله تعالى يقول :( وَلا تَجَسَّسُوا ) (4) فإذا سمعت فاحفظ الشهادة لكي تحتاج إليها يوما(5) ، وإيّاك أن تظهرها إلى وقتها.

قال : فأصبحت وكتبت نسخة الرسالة في عشر رقاع ، وختمتها ودفعتها إلى عشرة من وجوه أصحابنا ، وقلت : إن حدث بي حدث الموت قبل أن اطالبكم بها فافتحوها واعملوا بما فيها.

فلمّا مضى أبو جعفرعليه‌السلام لم أخرج من منزلي ، حتّى عرفت أنّ رؤساء العصابة قد اجتمعوا عند محمّد بن الفرج يتفاوضون في الأمر. فكتب إليّ محمّد بن الفرج يعلمني اجتماعهم(6) عنده ويقول : لو لا مخافة الشهرة لصرت معهم إليك ، فأحبّ أن تركب إليّ.

__________________

(1) في المصدر : الخيراني.

(2) في المصدر زيادة : لي.

(3) في المصدر زيادة : عليّ.

(4) سورة الحجرات آية : 12.

(5) في المصدر : لعلّنا نحتاج إليها يوما ما.

(6) في المصدر : باجتماعهم.

٣٣٩

فركبت وصرت إليه ، فوجدت القوم مجتمعين عنده ، فتجارينا في الأمر(1) ، فوجدت أكثرهم قد شكّوا ، فقلت لمن عندهم(2) الرقاع ـ وهم حضور ـ : أخرجوا تلك الرقاع ، فأخرجوها ، فقلت لهم : هذا ما أمرت به.

فقال بعضهم : قد كنّا نحبّ أن يكون معك في هذا الأمر آخر ليتأكّد القول.

فقلت لهم : قد أتاكم الله بما تحبّون ، هذا أبو جعفر الأشعري يشهد لي سماع(3) هذه الرسالة ، فاسألوه ، فسأله القوم فتوقّف عن الشهادة ، فدعوته إلى المباهلة ، فخاف منها فقال(4) : قد سمعت ذلك ، وهي مكرمة كنت أحبّ أن تكون لرجل من العرب ، فأمّا مع المباهلة فلا طريق إلى كتمان الشهادة.

فلم يبرح القوم حتّى سلّموا لأبي الحسنعليه‌السلام (5) .

وفيتعق : ذكر هذه الرواية في الكافي في باب الإشارة والنص على أبي الحسن الثالثعليه‌السلام (6) .

لكن في قبول مثلها في شأن مثل هذا الثقة الجليل تأمّل.

وربما كان هذا هو الداعي لعدم توثيقجش له. وفي بعض المواضع ينقل عنه كلاما وربما يظهر منه تكذيبه ، كما في عليّ بن محمّد بن شيرة(7) ، فلاحظ.

__________________

(1) في المصدر : الباب.

(2) في المصدر : عنده.

(3) في المصدر : بسماع.

(4) في المصدر : وقال.

(5) الإرشاد : 2 / 298.

(6) الكافي 1 : 260 / 2 ، باختلاف يسير.

(7) رجال النجاشي : 255 / 669.

٣٤٠

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

لقّبت بالنّابغة لنبوغها بالزّنا، وأنّها كانت من الزواني اللاّاتي يضعن الرّايات على بيوتهنّ ليُعْرَفْن، وقد راودها في طُهرٍ واحد أربعة رجال وقيل ستّة فكان عمرو ثمرة تلك الساعة، فاختصموا فيه ثمّ حكّموا النّابغة فنسبته إلى العاص! و«الوالد للفراش، وللعاهر الحجر!».

«لقي عمرو الحسنَ بن عليّ في الطّواف فقال له - وأسمعه كلاماً - فكان ممّا ردّ الحسن عليه: لتنتهينّ يا ابن أم عمرو... ؛ وإنّي من قريش كأوسط القلادة، يُعرَف حسبي ولا أُدعى لغير أبي، وقد تحاكمَتْ فيك رجال قريش فغلب عليك ألأمُهُم نسباً وأظهرهم، فإيّاك عنّي فإنّك رِجْس، وإنّما نحن بيت الطّهارة، أذهب الله عنّا الرّجس وطهّرنا تطهيراً».(١)

واجتمع الحسن بن عليّ وعمرو بن العاص، فقال الحسن: «قد عَلِمَت قريش بأسرها أنّي منها في عزّ أُرومتها، لم أطبَع على ضعف ولم أعكس على خسف، أُعرَف بشبهي وأدُعى لأبِي... أمَا والله، لو كنتَ تسمو بحسبك وتعمل برأيك ما سلكتَ فجَّ قصد، ولا حللتَ رابيةَ مجد»(٢) .

وحضر مجلسَ معاوية: عبدُ الله بن عبّاس وابن العاص، فأقبل عبد الله ابن جعفر، فتنقّصه ابن العاص، فردّه ابن عبّاس قائلاً: ليس يدّعي لدعيّ، ولا يدني لدنيّ ؛ كمَن اختصم فيه من قريش شرارها، فغلب عليه جزّارها، فأصبح ألأمَها حسبَاً، وأدناها منصباً... وليت شعري بأيّ قِدَمٍ تتعرّض للرجال، وبأيّ حسَبٍ

____________________

(١) المحاسن والمساوئ: البيهقيّ ٤٢٨، المحاسن والأضداد: الجاحظ ٨٥.

(٢) المحاسن والمساوئ: البيهقيّ ٨٧.

٣٨١

تبارز عند النضال، أبنفسك؟! فأنت الوغد الزنيم، أمْ بِمَن تنتمي إليه؟! فأهل السَّفَه والطيش والدناءة في قريش، لا بشرف في الجاهليّة شُهِروا، ولا بقديم في الإسلام ذُكروا...(١) .

وفي ردّه على ابن العاص في مجلس معاوية، قال له الحسن المجتبى: «وأمّا أنت يا ابنَ العاص، فإنّ أمرك مشترك، وضعتك أمّك مجهولاً من عُهر وسفاح فتحاكَمَ فيك أربعة من قريش، فغلب عليك جزّارُها، ألأمُهم حسباً، وأخبثُهم منصباً، ثمّ قام أبوك فقال: أنا شانئ محمّدٍ الأبتر، فأنزل الله فيه ما أنزل...(٢) .

ومن كلام لأمير المؤمنين عليّعليه‌السلام يوم صفّين مع عمرو: يا ابن النابغة! ومتى لم تكن للكافرين وليّاً وللمسلمين عدوّاً، وهل تشبه إلاّ أمّك الّتي وضعت بك!(٣)

وفي حوارٍ جرى بين عمرو بن العاص وشُريح بن هانىءٍ، قال عمرو: إنّ مثلي لا يُكلّم مثلك! فقال شريح: بأيّ أبوَيك ترغب عن كلامي؟ بأبيك الوشيظ(٤) ، أم بأمّك النّابغة؟!(٥)

____________________

(١) المحاسن والمساوئ: البيهقيّ ٩٠.

(٢) شرح نهج البلاغة: ابن أبي الحديد ٦: ٢٩١.

(٣) وقعة صفّين ٥٠٨.

(٤) الوشيظ: الخسيس.

(٥) وقعة صفّين ٥٤٣.

٣٨٢

وعن أنس بن مالك قال: دخلَتْ أروى بنت الحارث بن عبد المطّلب، على معاوية بالموسم، وهي عجوز كبيرة. ثمّ ذكر خبراً طويلاً في تقريعها لمعاوية ومروان وعمرو بن العاص، إذ اعترضها عمرو، فقالت: يا ابن اللّخناء النّابغة(١) : أتكلّمني؟! إربَعْ على ظَلْعِك، واعْنِ بشأن نفسك(٢) ، فو الله ما أنت من قريش في اللُّباب من حَسَبها، ولا كريم منصبها، ولقد ادّعاك ستّةٌ من قريش وكلّهم يزعم أنّه أبوك، ولقد رأيتُ أمّك بمكّة مع كلّ عبدٍ عاهر! فأتَمَّ بهم فإنّك بهم أشبه.(٣)

أحمد بن حنبل: حدّثنا سفيان، حدّثنا أبو عوانة عن المغيرة، عن أبي عبيد عن ميمون أبي عبد الله قال: قال زيد بن أرقم وأنا أسمع: نزلنا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بوادٍ يقال له وادي خمّ، فأمر بالصلاة، فصلاّها بهجير، قال: فخطبنا، وظلّل لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بثوب على شجرة سمرة من الشمس، فقال: ألستم تعلمون - أو لستم تشهدون - أنّي أولى بكلّ مؤمن من نفسه؟! قالوا: بلى، قال: فمن كنت مولاه فإنّ عليّاً مولاه، اللّهم عادِ من عاداه، ووالِ من والاه».(٤)

____________________

(١) اللّخناء: المنتنة الرائحة. وفي العقد الفريد: فقالت له: وأنت يا ابن النّباغة - أي الزانية - تتكلّم، وأمّك أشهر أمرأة تغنّي بمكّة وآخذهنّ لأجرة.

(٢) إربَعْ: أقِم. والظَلْع: العرج. مثل يضرب لمن عيوبه كثيرة وهو منشغل عنها بغيره.

(٣) بلاغات النساء: ابن طيفور ٤٠ - ٤٣، نثر الدرّ: الآبي ٤: ٣٦ - ٣٨. وفي العقد الفريد: ابن عبد ربّه ١: ٣٥٧ - ٣٥٨: «ادّعاك خمسة كلّهم يزعم أنّه أبوك، فسُئلت أمّك عنهم فقالت: كلّهم أتاني، فانظروا أشبَهَهُم به فألحِقوه به، فغلب عليك شَبهُ العاص ابن وائل فلُحِقتَ به».

(٤) مسند أحمد ٥: ٥٠١ / ١٨٨٣٨.

٣٨٣

غانمة تنشر مسبّات الشجرة الملعونة

بلغ غانمة بنت غانم سبّ معاوية وعمرو بن العاص بني هاشم فقالت لأهل مكّة: أيّها النّاس، إنّ بني هاشم أطول الناس باعاً وأمجد الناس أصلاً وأحلم الناس حلماً، وأكثر الناس عطاءً. منّا عبد مناف الذي يقول فيه الشاعر:

كانت قريش بيضةً فتفلّمت

فالمخّ خالصها لعبد مناف

وولده هاشم الذي هَشَم الثّريدَ لقومه، وفيه يقول الشاعر:

هشم الثّريدَ لقومه وأجارَهم

ورجالُ مكّة مسنتُون عجافُ

ثمّ منّا عبد المطّلب الذي سُقِينا به الغيث، وفيه يقول الشاعر:

ونحنُ سِنيَّ المَحلِ قام شفيعُنا

بمكّة يدعو والمياهُ تغورُ

وابنه أبو طالب عظيم قريش، وفيه يقول الشاعر:

آتيتُه مَلِكاً فقام بحاجتي

وترى العُلَيّجَ خائباً مذموماً

ومنّا العبّاس بن عبد المطّلب، أردفه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فأعطاه ماله، وفيه يقول الشاعر:

رَدِيفُ رسولِ الله لم أرَ مثلَهُ

ولا مِثلُهُ حتى القيامةِ يُوجدُ

ومنّا حمزة سيّد الشهداء، وفيه يقول الشاعر:

أبا يَعلى لكَ الأركانُ هُدّت

وأنت الماجدُ البَرُّ الوَصُولُ

ومنّا جعفر ذو الجناحين أحسنُ الناس وأكملهم كمالاً، ليس بغدّار ولا ختّار، بدّله الله جلّ وعزّ بكلّ يدٍ له جناحاً يطير به في الجنّة، وفيه يقول الشاعر:

هاتُوا كجعفرِنا الطيّارِ أو كعليِّنا

أليسا أعزّ الناس عند الخلائق؟!

٣٨٤

ومنّا أبو الحسن عليّ بن أبي طالبرضي‌الله‌عنه ، أفرس بني هاشم وأكرم من احتفى وتنعّل بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومن فضائله ما قَصُر عنكم أنباؤها، وفيه يقول الشاعر:

ومَن يكُ جدُّهُ حقّاً نبيّاً

فإنّ لهُ الفضيلةَ في الأنام

ومنّا الحسين بن عليّ رضوان الله عليه، حمله جبريلعليه‌السلام على عاتقه وكفى بذلك فخراً، وفيه يقول الشاعر:

نفى عنه عيبَ الآدميّين ربُّهُ

ومِن مجدِه مجدُ الحسينِ الـمُطهّرِ

ثمّ قالت: يا معشر قريش! واللهِ ما معاوية بأميرالمؤمنين ولا هو كما يزعم، هو واللهِ شانئ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله . إنّي آتيةٌ معاوية وقائلة له بما يعرق منه جبينُه ويكثر منه عَويلُه. فكتب عامل معاوية إليه بذلك، فلمّا بلغه أنّ غانمة قد قُربتْ منه أمر بدار ضيافةٍ فنُظّفت وألقي فيها فرش، فلمّا قُربتْ من المدينة استقبلها يزيد في حَشَمه ومماليكه، فلمّا دخلت المدينة أتت دار أخيها عمرو بن غانم، فقال لها يزيد: إنّ أبا عبد الرحمان يأمرك أن تصيري إلى دار ضيافته، وكانت لا تعرفه، فقالت: من أنت كلأك الله؟ قال: يزيد بن معاوية. قالت: فلا رعاك الله يا ناقص، لستَ بزائد! فتمعّرلونُ يزيد، فأتى أباه فأخبره، فقال: هي أسنّ قريش وأعظمهم. فلمّا قال يزيد: كم تعدّ لها؟ قال: كانت تعدّ على عهد رسول الله أربعمائة عام وهي من بقيّة الكرام. فلمّا كان من الغد أتاها معاوية فسلّم عليها، فقالت: على المؤمنين السلام وعلى الكافرين الهوان! ثم قالت: من منكم ابن العاص؟ قال عمرو: ها أنا ذا. فقالت: وأنت تسبّ قريشاً وبني هاشم وأنت أهل

٣٨٥

السبّ وفيك السبّ وإليك يعود السبّ يا عمرو! إنّي والله عارفةٌ بعيوبك وعيوب أمّك، وإنّي أذكر لك ذلك عيباً عيباً ؛ وُلِدتَ من أمَةٍ سوداء مجنونةٍ حمقاء تبول من قيام ويعلوها اللّئام، إذا لامَسَها الفحلُ كانت نطفتها أنفذ من نطفته، ركبها في يومٍ واحد أربعون رجلاً، وأمّا أنت فقد رأيتك غاوياً غير راشدٍ، ومفسداً غير صالح، ولقد رأيتَ فحلَ زوجتك على فراشك فما غرت ولا أنكرت.(١)

وأمّا أنت يا معاوية، فما كنت في خير، ولا ربّيت في خير، فما لك ولبني

____________________

(١) قال ابن اسحاق: إنّ عمرو بن العاص وعُمارة بن المغيرة رَكِبا البحر إلى الحبشة، ومع عمرو امرأته، حتّى إذا سارا في البحر أصابا من خمر معهما، فلمّا انتشى عمارة قال لامرأة عمرو: قبّليني، فقال عمرو: قبّلي ابن عمّك! فقبّلته، فألقاها عمارة فجعل يريدها عن نفسها فامتنعت منه، ثمّ إنّ عمراً قعد على منجاف السفينة - أي ذَنَبها الذي تعدل به - يبول، فدفعه عمارة في البحر فلمّا وقع فيه سبَحَ حتّى أخذ بمنجاف السفينة فارتفع على ظهر السفينة. فقال له عمارة: أما والله لو علمت يا عمرو أنّك تحسن السّباحة ما فعلت. فاضطغنها عمرو وعلم أنّه أراد قتله.

فمضيا حتّى قدما أرض الحبشة، فلمّا الهمأنّا لم يلبث عمارة أن دبّ لامرأة النجاشيّ، وكان عمارة رجلاً جميلاً وسيماً... فوشى به عمرو إلى النجاشيّ...، فأمر النجاشي السواحر فجرّدنه من ثيابه، ثمّ أمرهنّ فنفخن في إحليله، ثمّ خلى سبيله فخرج هارباً في الوحش... حتّى مات.

وذكر شعراً لعمرو، يذكر فيه ما صنع به وما أراد من امرأته، منه:

قضى وطراً منها يسيراً فأصبحت

إذا ذكرت أمثاله تملأ الفما

أصبتَ من الأمر الدقيق جليله

وعيشاً إذا لاقيت مَن قد تلوّما

سيرة ابن إسحاق كتاب السّير والمغازي ١٦٧ - ١٦٩، ونسب قريش: مصعب الزبيريّ (ت ٢٣٦ هـ) ٣٢٢، والموفّقيّات: الزبير بن بكّار (ت ٢٥٦ هـ) ٥٩٢، والاشتقاق: ابن دُرَيد (ت ٣٢١ هـ) ١٠٢، وأنساب الأشراف: البلاذريّ ١: ٦٨، والأغانيّ: أبو الفرج الأصبهانيّ (ت ٣٥٦ هـ) ٩: ٥٥ - ٥٨.

٣٨٦

هاشم؟! أنساء بني أميّة كنسائهم؟!(١) ...

____________________

(١) المحاسن والأضداد: الجاحظ ٨٨ - ٩٠، والمحاسن والمساوئ: البيهقيّ ٩٠ - ٩٤.

ولم يكن معاوية بعيداً عن موضع التّهمة كما هو حال عمرو!

وربّما هذا الذي أرادته غانمة في قولها له: (فما كنتَ في خير، ولا رُبِّيب في خير... أنساء بني أميّة كنسائهم؟

والفقره الأخيرة قرينة على ما ذكرناه ؛ فقد ذكروا: أنّ معاوية يعزى إلى أربعة: إلى مسافر ابن أبي عمرو، وإلى عمارة بن الوليد - صاحب القصّة مع عمرو بن العاص - وإلى العبّاس بن عبد المطّلب، وإلى الصّبّاح مغنٍّ أسود كان لعمارة.

قالوا: كان أبو سفيان دميماً قصيراً، فدعت هند الصُّبّاحَ إلى نفسها. وقالوا: إنّ عتبة بن أبي سفيان من الصّبّاح أيضاً، وإنّها كرهت أن تضعه في منزلها، فخرجت إلى أجياد فوضعته هناك. وفي ذلك قال حسّان بن ثابت:

لِمَن الصبيُّ بجانب البَطْ

حاء ملقىً غيرَ ذي سُهدِ

نَجَلت به بيضاء آنسةٌ

من عبد شمسٍ صَلتَةُ الخَدِّ

(ربيع الأبرار: الزمخشريّ ٣: ٥٥١). ونجلت به: ولَدته. صَلْتَهُ الخدّ: خدّها بارز ناعم.

وفي ديوان حسّان: (في التّرب ملقىً غير ذي مهد). وفيه زيادة:

تسعى إلى الصّبّاح مُعوِلَةً

يا هندُ إنّكِ صُلبةُ الحَرْدِ

غَلَبَت على شَبَهِ الغُلام وقد

بانَ السّوادُ لِحالكٍ جعْدِ

(الحالك: الشعر الأسود. الجعد: المجعّد وهي صفة شعر العبيد السّود). وقال لها أيضاً:

لِمَن سواقِطُ صِبيانٍ مُنَبَّذةٍ

باتَت تَفَحَّصُ في بَطْحاءِ أجيادِ

باتَت تمَخّصُ ما كانت قوَابلُها

إلاّ الوحوش وإلاّ جِنّة الوادي

فيهم صبيّ له أمّ لها نسبٌ

في ذروةٍ من ذرى الأحساب أيّادِ

تقول وَهْناً وقد جدّ المخاض بها:

يا ليتني كنتُ أرعى الشّول للغادي

قد غادروه لِحُرّ الوَجه منعفراً

وخالها وأبوها سيّد النادي

(ديوان حسّان: ٩٦ - ٩٧). (تمخَّض: تطلق حال الولادة. =

٣٨٧

هذا هو عمرو في نفسه، وفي أمّه ؛ فماذا في العاص الذي اختارته النّابغة من بين الرجال الذين أتوها، فنسبت عمراً إليه؟ إنّ أوّل مسبّةٍ فيه وأعظمها: أنّه مات كافراً وساء مصيراً( إِنّ الّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفّارٌ أُولئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللّهِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَالنّاسِ أَجْمَعِينَ * خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يُخَفّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنْظَرُونَ ) (١) .

وكان العاص في زمرةٍ أبدت عداوتها للنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقد ذكر ابن اسحاق في إسلام المهاجرين فقال: ثمّ دخل الناس في الإسلام أرسالاً من الرجال والنساء حتّى فشا ذِكر الإسلام وتحدّث به، فلمّا أسلم هؤلاء النفر وفشا أمرهم بمكّة أعظمت ذلك قريش وغضبت له، وظهر فيهم لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله البغي والحسد، وشخص له منهم رجال فبادَوه بالعداوة وطلبوا له الخصومة، منهم العاصي بن

____________________

= القوابل: جمع قابلة وهي المرأة الّتي تشرف على الولادة. الشّول: النياق لها بقيّة لبن).

وكان بين يزيد بن معاوية وبين إسحاق بن طلحة بن عبيد الله بين يدي معاوية، فقال يزيد: يا إسحاق، إنّ خيراً لك أن يدخل بنو حرب كلّهم الجنّة! فقال إسحاق: وأنت والله لخير لك أن يدخل بنو العبّاس كلّهم الجنّة! فأنكر يزيد ولم يدر ما عناه، فلمّا قام إسحاق قال معاوية: أتدري ما عناه إسحاق؟ قال يزيد: لا. قال فكيف تُشاتم رجلاً قبل أنت تعلم ما يقال لك وفيك؟ إنّه عنى ما زعم الناس أنّ أبا العبّاس أبي. وكانت هند اتّهمت به وبغيره، ولذلك لمّا جاءت إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله تُبايعه، فتلا:

( يَا أَيّهَا النّبِيّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى‏ أَن لاَ يُشْرِكْنَ بِاللّهِ شَيْئاً وَلاَ يَسْرِقْنَ وَلاَ يَزْنِينَ... ) (الممتحنة: ١٢).

فلمّا بلغ قوله: (ولا يَزْنِينَ) قالت هند: وهل تزني الحرّة؟!

(١) البقرة: ١٦١ - ١٦٢.

٣٨٨

وائل و...(١) .

زندقة العاصي

وكان العاصي أحد زنادقة قريش، تعلّموا الزندقة من نصارى الحيرة(٢) .

والعاص هو الأبتر:

ابن إسحاق قال: حدّثني يزيد بن رومان قال: كان العاصي بن وائل السّهميّ إذا ذُكر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: دعوه فإنّما هو رجل أبتر لا عقب له، لو قد هلك انقطع ذكره فاسترحتُم منه. فأنزل الله عزّ وجلّ:( إِنّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلّ لِرَبّكَ وَانْحَرْ ) (٣) حتّى قضى السورة، إنّا قد أعطيناك الكوثر ما هو خير لك من الدنيا وما فيها، أو الكوثر العظيم من الأمر،( إِنّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ) (٤) العاصي بن وائل.(١)

____________________

(١) سيرة ابن إسحاق كتاب السير والمغازي ١٤٤.

(٢) المحبّر: ابن حبيب ١٦١.

فنظر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى عمر وتبسم. (محاضرات الأدباء: الرّاغب الأصفهانيّ ١: ٣٥٣).

ومن القرائن على ما ذكروه: ما نجده من مخاطبته: يا ابن هند! وقد قال في عبد الله بن الزبير لمّا بلغه وفاة معاوية: (ما ابن أنثى بأكرم منه) الأغانيّ ١٧: ٢١٢. ونعاه ابن عبّاس فقال: (لله درّ ابن هند) الأغاني ١٧: ٢١٣.

وفي محاورة بين معاوية والدارميّة الحجونيّة، وقد أسمعها معاوية كلاماً أغضبها فقالت: يا هذا والله يضرب المثل لا أنا فاعتذر منها وترضّاها.

بلاغات النساء ١٠٦ - ١٠٧، والعقد الفريد ١: ٣٥٢ - ٣٥٣.

(٣) الكوثر: ١ - ٢.

(٤) الكوثر: ٣.

٣٨٩

قال ابن دريد: وفي العاص بن وائل نزلت:( أَرَأَيْتَ الّذِي يُكَذّبُ بِالدّينِ * فَذالِكَ الّذِي يَدُعّ الْيَتِيمَ * وَلاَ يَحُضّ عَلَى‏ طَعَامِ الْمِسْكِينِ ) (٢) .(٣)

حديث المستهزئين

ابن إسحاق قال: قام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله على أمر الله محتسباً مؤدّياً إلى قومه النصيحة على ما كان فيهم من النائرة(٤) والأذى والاستهزاء ؛ وكان عظماء المستهزئين برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله . خمسة: الأسود بن عبد يغوث بن وهب، والأسود ابن المطّلب بن أسد، والوليد بن المغيرة، والعاصي بن وائل، والحارث بن الطلاطلة أحد بني خزاعة ؛ فكانوا يهزأون برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ويغمزونه، فأتاه جبريلعليه‌السلام فوقف به عند باب الكعبة وهم يطوفون به، فمرّ به الأسود بن عبد يغوث فأشار جبريل إلى بطنه فمات حَبَناً(٥) ، ومرّ به الأسود بن المطّلب فرمى بوجهه بورقةٍ خضراء فعَمِي، ومرّ به الوليد بن المغيرة فأشار إلى جُرح في كعب رجله قد كان أصابه قبل ذلك بيسير، فانتقض به فقتله، ومرّ به الحارث بن الطلاطلة فأشار إلى رأسه فامتخض قيحاً حتّى قتله، ومرّ به العاصي بن وائل

____________________

(١) سيرة ابن إسحاق ٢٧٢.

(٢) الماعون: ١ - ٣.

(٣) الاشتقاق: ابن دريد ١٢٦ - ١٢٧.

(٤) النائرة: الفتنة.

(٥) الحَبَن: داء في البطن يرم كالدمل ويكون له خراج أي قيح.

٣٩٠

فأشار إلى أخمض رجله، فركب إلى الطائف على حمار فربض به على شبرقة(١) فدخلت في أخمص رجله شوكة فقتلته، ففيهم أنزل الله عزّوجلّ:( إِنّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ ) (٢) .(٣)

هذه بعض أخبار العاص بن وائل الذي انتسب إليه عمرو بن النّابغة، وبذا اكتملت صورة بيت عمرو في نفسه وفي أمّه، وفي الرجل الذي صار له أباً من بين عدّة رجال...!

فأين هذا البيت من البيت الشهيد: بيت عمّار في نفسه ووالديه وأخيه؟!

الاحتجاج بحديث الغدير

وأصدق دليل على بطلان ابن تيميه، سواء في إنكاره الحديث أو ما استظهره من معنى الوِلاية، هو الاحتجاج بالحديث في استجلاء المنزلة الخاصّة

____________________

(١) شبرقة: نبات شوكي.

(٢) الحِجر: ٩٥.

(٣) سيرة ابن إسحاق ٢٧٣. وذكره ابن حبيب في كتابه: «المحبرّ ١٥٨، بعنوان: المستهزئون من قريش وماتوا ميتات مختلفات كفّاراً»، وذكره في كتابه الآخر: المنمّق ٣١٠ - ٣١١ بنفس العنوان، وذكر القصّة التي أوردها ابن إسحاق، ثمّ ذكر قصة أخرى قال: فأمّا العاص بن وائل فإنّه خرج في يوم مطير على راحلته ومعه ابنان له، يتنزّه ويتغدّى، فنزل شِعباً من تلك الشّعِاب، فلمّا وضع قدمه على الأرض صاح، فطافوا فلم يروا شيئاً، فانتفخت رجله حتّى صارت مثل عنق البعير، فمات من لدغة الأرض.

٣٩١

لأمير المؤمنين عليّعليه‌السلام . فقد احتجّ به أميرالمؤمنين في أكثر من موضع، ولو لا علمه بالمعنى الخاصّ للحديث لما احتجّ به. كما احتجّ به عِليةُ الصّحابة، فماذا يعني ذلك يا ترى؟

الاحتجاج يوم الشورى

لما طُعن عمر بن الخطّاب، عيّن ستّة من الصّحابة فيهم عليّ، لاختيار خليفة من بينهم ؛ فناشدهم عليّ إنْ كان لواحدٍ منهم أحدُ فضائله الخاصّة به، وفي كلّ واحدة يقولون: «اللّهمّ لا، ومن ذلك: مؤاخاة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله إيّاه، وردّ الشمس له، ونزول آية الولاية فيه (المائدة: ٥٥)، وقد مضى الكلام في كلّ ذلك.

وكان ممّا احتجّ بهعليه‌السلام يومئذ: حديث الولاية يوم الغدير، قال: فأنشدكم بالله، هل فيكم أحدٌ قال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «من كنتُ مولاه فعليّ مولاه، اللّهمّ والِ مَن والاه، وعادِ مَن عاداه، ليبلّغ الشاهدُ منكم الغائبَ» غيري؟ قالوا: اللّهمّ لا.

ولقد احتجّ أميرالمؤمنينعليه‌السلام بهذه المنقبة في أكثر من موضع:

- ابن ابي شيبة، عن شريك عن أبي إسحاق عن سعيد بن وَهْب عن زيد ابن يُثَيْع، قال: بلغ عليّاً أنّ أناساً يقولون فيه، فصعد المنبر فقال: أنشد رجلاً، ولا أنشده إلاّ من أصحاب محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، سمع من النبيّ شيئاً إلاّ قام. فقام ممّا يليه ستّة، وممّا يلي سعيد بن وهب ستّة فقالوا: نشهد أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: «من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه».(١)

____________________

(١) المصنّف: ابن أبي شيبة ٧: ٤٩٦ حديث ١٥ من مناقب عليّ.

٣٩٢

فمَن كان هؤلاء، وعليّعليه‌السلام ينشدهم ما سمعوا من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فيشهدوا أنّهم سمعوا حديث الولاية «من كنت مولاه...»، وقد سمعوا منهصلى‌الله‌عليه‌وآله الكثير في شأن عليّعليه‌السلام وخصائصه؛ إلاّ لأنّهم علموا ما للحديث من دلالة وعلوّ المنزلة والشرف، وتجاهَلَه النّواصب!

- عن يحيى بن سلمة بن كهيل عن حبّة العُرَنيّ عن أبي قُلابة قال: نشد الناس عليّ في الرّحبة، فقال بضعة عشر رجلاً فيهم رجل عليه جبّة عليها أزرار حضرميّة، فشهدوا أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: «من كنت مولاه، فعليّ مولاه»(١) .

- ابن عقدة، بسنده عن فِطْر بن خليفة، وأبي الجارود، وكلاهما عن أبي الطفيل: أنّ عليّاًرضي‌الله‌عنه قام فحَمدِ الله وأثنى عليه، ثمّ قال أنشد الله مَن شهد يومَ غدير خُمّ إلاّ قام، ولا يقوم رجل يقول نبّئتُ أو بلغني، إلاّ رجل سمعت أذُناه ووعاه قلبه. فقام سبعة عشر رجلاً، منهم: خزيمة بن ثابت، وسهل ابن سعد، وعديّ بن حاتم، وعقبة بن عامر، وأبو أيّوب الأنصاريّ، وأبو سعيد الخُدريّ، وأبو شريح الخزاعيّ، وأبو قدامة الأنصاريّ، وأبو يعلى، وأبو الهيثم بن التيّهان، ورجال من قريش.

فقال عليّرضي‌الله‌عنه وعنهم: هاتوا ما سمعتم، فقالوا: نشهد أنّا أقبلنا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من حجّة الوداع حتّى إذا كان الظهر خرج رسول الله فأمر بشجراتٍ فسُوِّين وألقي عليهنّ ثوب، ثمّ نادى بالصّلاة، فخرج فصلّينا، ثمّ قام

____________________

(١) الكنى والأسماء: محمّد بن أحمد الدّولابيّ (ت ٣١٠ هـ) ٢: ١٧٢ / ١٦٠١.

٣٩٣

فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال: «أيّها الناس، ما أنتم قائلون؟» قالوا: قد بلّغت، قال: «اللّهمّ اشهد» ثلاث مرّات، قال: «إنّي أوشك أن أدعى فأجيب وإنّي مسؤول وأنتم مسؤولون». ثمّ قال: «ألا إنّ دماءكم وأموالكم حرام كحُرمة يومكم هذا وحرمة شهركم هذا...»، ثم قال: «أيّها النّاس، إنّي تارك فيكم الثّقلين: كتابَ الله وعترتي أهل بيتي، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض نبّأني بذلك اللطيف الخبير»، وذكر الحديث في قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «من كنت مولاه فعليّ مولاه».

فقال عليّ: صدقتم وأنا على ذلك من الشاهدين.(١)

- وابن عقدة بسنده عن هارون بن المغيرة، عن الجرّاح الكنديّ، عن أبي إسحاق، عن عبد خير قال: حضرنا عليّاًعليه‌السلام أنشد النّاس في الرّحبة فقال: أنشد الله من سمع النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: «من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهمّ وال من والاه وعاد من عاداه»، فقام أثنا عشر رجلاً كلّهم من أهل بدر، منهم زيد بن أرقم، فشهدوا أنّهم سمعوا النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول ذلك لعليّ.

- ومثله رواه ابن عقدة، بسنده عن حسن بن زياد، عن عمر بن سعد البصريّ، عن عمر بن عبد الله بن يعلى بن مرّة، عن أبيه، عن جدّه يعلى - وذكر الحديث -، قال: فلمّا قِدم عليٌّ الكوفة نشد النّاس، فانتشد له بضعة عشر رجلاً

____________________

(١) تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في تفسير الكشّاف للزمخشري: عبد الله بن يوسف الزيلعيّ (ت ٧٦٢ هـ) ٢: ٢٣٩، جواهر العقدين: عليّ بن عبد الله السَّمْهوديّ (ت ٩١١ هـ) ١: ٨٠ - ٨٢ ومناقب الإمام عليّ: ابن المغازليّ ٢٠ / ٢٧.

٣٩٤

فيهم أبو أيّوب صاحب منزل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وناجية بن عمرو الخزاعيّ.(١)

- ابن عقدة بسنده عن عليّ بن الحسن العبديّ، عن الأصبغ بن نباتة، قال: نشد عليّ الناس في الرحبة: من سمع النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله يوم غدير خمّ ما قال إلاّ قام، ولا يقوم إلاّ من سمع رسول الله يقول. فقام بضعة عشر رجلاً، فيهم: أبو أيّوب الأنصاريّ، وأبو عَمرة بن عمرو بن محصن، وأبو زينب، وسهل بن حُنيف، وخزيمة بن ثابت، وعبد الله بن ثابت الأنصاريّ، وحبشيّ بن جنادة السلوليّ، وعبيد بن عازب الأنصاريّ، والنعمان بن عجلان الأنصاريّ، وثابت بن وديعة الأنصاريّ، وأبو فُضالة الأنصاريّ ؛ فقالوا: نشهد أنّا سمعنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: «ألا إنّ الله عزّ وجلّ وليّي وأنا وليّ المؤمنين، ألا فمن كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهمّ وال من والاه وعاد من عاداه، وأحِبَّ من أحبّه، وأبغض من أبغضه، وأعِنْ من أعانه».(٢)

- ابن أبي شيبة: ومن حديث سعد [ بن أبي وقّاص ]: حدّثنا أبو معاوية عن موسى بن مسلم عن عبد الرحمان بن سابط عن سعد قال: قَدِم معاوية في بعض

____________________

(١) جامع المسانيد: ابن كثير ١٢: ١٩١ / ٩٤١٣، مجمع الزوائد ٩: ١٠٤، أسد الغابة ترجمة ناجية بن عمرو، الإصابة ترجمة ناجية / الرقم ٨٦٤٤.

(٢) أسد الغابة ٣: ٣٠٧ - ترجمة عبد الرحمان بن عبد ربّ الأنصاريّ، وعن ابن عقدة ذكره الزيلعيّ في: تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في تفسير الكشّاف ٢: ٢٤٠، ومختصراً في: الإصابة ٤: ٣٢٨، وجامع المسانيد ٨: ٣٥١ / ٦٠٤٠ وقد اختصره ابن كثير وأسقط بعض شهوده!، وخصائص النسائيّ ٩٦، ومجمع الزوائد ٩: ١٠٥، كنز العمّال ٦: ٤٠٣، والبداية والنهاية ٧: ٣٤٧.

٣٩٥

حجّاته فأتاه سعد، فذكروا عليّاً فنال منه معاوية، فغضب سعد فقال: سمعتُ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول له خصالاً لأنْ تكون لي خَصلة منها أحبّ إليّ من الدنيا وما فيها! سمعت رسول الله يقول: «من كنت مولاه فعليّ مولاه»، وسمعت النبيّ يقول: «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي»، وسمعت رسول الله يقول: «لأعطينّ الرّاية رجلاً يحبّ الله ورسوله».(١)

وأصدق دليل ما شهد به الأعداء:

ما كتبه معاوية إلى عمرو بن العاص يستنصره، فكتب إليه عمرو: «وأمّا ما نسبتَ أبا الحسن أخا رسول الله ووصيّه إلى البغي والحسد على عثمان، وسمّيتَ الصّحابة فسقة وزعمت أنّه أشلاهم على قتله، فهذا كذبٌ وغواية. وَيْحك يا معاوية! أما عملتَ أنّ أبا الحسن بذل نفسه بين يدي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وبات على فراشه؟! وهو صاحبُ السّبق إلى الإسلام والهجرة، وقد قال له رسول الله: «هو منّي وأنا منه، وهو منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي»، وقال فيه يوم غدير خُمّ: «من كنت مولاه، فعليّ مولاه، اللّهمّ وال مَن والاه، وعاد مَن عاداه، وانصر مَن نصره واخذل مَن خذله»(٢) .

- احتجاج همدانيّ على ابن العاص:

ولا غرابة أن نجد في صحيفة عمرو السوداء: أنّه يحتجّ على سيّده بحديث الغدير، ولا يقلع عن ممالأته ونصرته، وإذا احتُجّ عليه بالحديث لم ينكره، وزاد

____________________

(١) المصنّف: ابن أبي شيبة ٧: ٤٩٦ / ١٥.

(٢) المناقب: ١٢٤.

٣٩٦

عليه من مناقب عليّعليه‌السلام ، ثمّ عاد فلاذ بالفتنة ومقتل عثمان:

«ذكروا أن رجلاً من همذان يقال له برد، قدم على معاوية، فسمع عمراً يقع في عليّ، فقال له: يا عمرو، إنّ أشياخنا سمعوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: «من كنت مولاه فعليّ مولاه»، فحقٌّ ذلك أم باطل؟ فقال عمرو: حقّ، وأنا أزيدك أنّه ليس أحد من صحابة رسول الله له مناقب مثل مناقب عليّ! ففزع الفتى، فقال عمرو: إنّه أفسدها بأمره في عثمان، فقال برد: هل أمَرَ أو قَتَل؟ قال: لا ولكنّه آوى ومنع. قال: فهل بايعه الناس عليها؟

قال: نعم. قال: فما أخرجك من بيعته؟ قال: اتّهامي إيّاه في عثمان. قال له: وأنت أيضاً اتّهمت. قال صدقتَ فيها خرجتُ إلى فلسطين. فرجع الفتى إلى قومه فقال: إنّا أتينا قوماً أخذنا الحجّة عليهم من أفواههم... عليٌّ على الحقّ فاتّبعوه».(١)

احتجاج المأمون على الفقهاء:

إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل، عن حمّاد بن زيد قال: بعث إليّ يحيى ابن أكثم وإلى عدّة من أصحابي، وهو يومئذ قاضي القضاة، فقال: إنّ أميرالمؤمنين أمرني أن أُحضِر معي غداً مع الفجر أربعين رجلاً كلّهم يَفْقه - أي يفهم - ما يُقال له ويُحسن الجواب، فسَمُّوا من تظنُّونه يصلح لما يطلب أميرالمؤمنين. فسمّينا له عدّة، وذكر هو عدّة، حتّى تمّ العدد الذي أراد... فغدونا عليه قبل طلوع الفجر...

____________________

(١) الإمامة والسياسة: ابن قتيبة الدّينوريّ (ت ٢٧٦ هـ) ١: ١٢٩.

٣٩٧

ثمّ قال: أحببت أن أُنبئكم أنّ أميرالمؤمنين أراد مناظرتكم في مذهبه الذي هو عليه والذي يَدينُ اللهَ به.

قلنا: فليفعل أميرالمؤمنين، وفّقه الله. فقال: إنّ أميرالمؤمنين يَدينُ اللهَ على أنّ عليّ بن أبي طالب خير خلق الله بعد رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأولى الناس بالخلافة له.

قال إسحاق: فقلت: يا أمير المؤمنين، إنّ فينا من لا يعرف ما ذَكَرَ أميرالمؤمنين في عليّ، وقد دعانا أميرالمؤمنين للمناظرة. فقال: يا إسحاق، اختر، إن شئت سألتُك أسألك، وإن شئت أن تسأل فقل. قال إسحاق: فاغتنمتُها منه، فقلت: بل أسألك يا أميرَالمؤمنين. قال سلْ. قلت: من أين قال أميرالمؤمنين إنّ عليّ بن أبي طالب أفضلُ الناس بعد رسول الله وأحقّهم بالخلافة بعده؟ قال: يا إسحاق، خبّرني عن الناس: بِمَ يتفاضلون حتّى يقال فلان أفضلُ من فلان؟ قلت: بالأعمال الصالحة. قال: صدقت، فأخبرني عمّن فَضَل صاحبَه على عهد رسول الله، ثمّ إنّ المفضول عَمِل بعد وفاة رسول الله بأفضل من عمل الفاضل على عهد رسول الله، أيَلْحق به؟ قال: فأطرقتُ، فقال لي: يا إسحاق، لا تقل نعم ؛ فإنّك إن قلت نعم أوجدتُك في دهرنا هذا مَن هو أكثر منه - أي من المفضول - جهاداً وحجّاً وصياماً وصلاةً وصدقة.

فقلت: أجل يا أميرالمؤمنين، لا يلحق المفضولُ على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الفاضلَ أبداً!

قال: يا إسحاق، فانظر ما رواه لك أصحابك ومَن أخذتَ عنهم دينَك وجعلتهم قُدوتك من فضائل عليّ بن أبي طالب، فقِس عليها ما أتوك به من

٣٩٨

فضائل أبي بكر، فإن رأيت فضائل أبي بكر تشاكل فضائل عليّ فقل إنّه أفضل منه ؛ لا والله، ولكن فقِس إلى فضائله ما روي لك من فضائل أبي بكر وعمر، فإن وجدت لهما من الفضائل ما لعليّ وحده فقل إنّهما أفضلُ منه ؛ ولا والله، ولكن قِس إلى فضائله فضائل أبي بكر وعمر وعثمان، فإن وجدتها مثل فضائل عليّ فقل إنّهم أفضل منه ؛ لا والله، ولكن قِس بفضائل العشرة الذين شهد لهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بالجنّة، فإن وجدتها تشاكل فضائله فقل إنّهم أفضل منه.

والمناظرة طويلة احتجّ المأمون بفضائل عليّعليه‌السلام ، وأخبتَ لها إسحاق ومَن معه من الفقهاء، من ذلك: سابقة عليّ إلى الإسلام، وفضله في الجهاد، والآيات النازلة فيه، وشراء عليّ نفسه في مبيته على فراش النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ليلة هجرته الشريفة، وحديث المنزلة، وحديث الطير - وهذا الحديث أنكره ابن تيميه أيّما إنكار، نأتي عليه بعد -، ثمّ احتجّ المأمون عليه بحديث الوِلاية، قال: يا إسحاق، هل تروي حديث الوِلاية؟ قلت: نعم يا أمير المؤمنين. قال: اِروه، ففعلت. فقال: يا اسحاق، أرأيت هذا الحديث هل أوجب على أبي بكر وعمر ما لم يوجب لهما عليه؟ قلت: إنّ الناس ذكروا أنّ الحديث إنّما كان بسبب زيد بن حارثة لشيء جرى بينه وبين عليّ، وأنكر ولاءَ عليّ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «من كنت مولاه فعليٌّ مولاه ؛ اللّهمّ وال من والاه، وعاد من عاداه».

قال: في أيّ موضعٍ قال هذا، أليس بعد مُنصَرفه من حجّة الوداع؟ قلت:

٣٩٩

أجل. قال: فإنّ فتْلَ زيد بن حارثة قبل الغدير(١) ؛ كيف رضيت لنفسك بهذا؟! أخبرني لو رأيتَ ابناً لك قد أتت عليه خمس عشرة سنة يقول: مولاي مولى ابن عميّ، أيّها الناس فاعلموا ذلك ؛ أكنت منكراً ذلك عليه تعريفَه الناس ما لا ينكرون ولا يجهلون؟ فقلت: اللّهمّ نعم، قال يا إسحاق، أفتنزّه ابنك عمّا لا تنزّه عنه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ ويْحَكم! لا تجعلوا فقهاءَكم أربابكم ؛ إنّ الله جلّ ثناؤه قال في كتابه:( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّـهِ ) (٢) ، ولم يُصلّوا لهم ولا صاموا ولا زعموا أنّهم أرباب، ولكن أمَروهم فأطاعوا أمرهم.(٣)

من خلال المناظرة بين المأمون العبّاسيّ، وهو غير رافضيّ! مع الفقهاء، قامت الحجّة على أنّ عليّاًعليه‌السلام أفضل الناس طُرّاً بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛ وهذا أمر رفضه رافضُ الحقّ: ابن تيميه.

وأبطل بالحجّة القاطعة تقدّم المفضول على الفاضل، تلك النظريّة التي تمسّك بها كثيرون لتسويغ ما حصل في تاريخنا الإسلاميّ. وليس من فضيلة أثبتها المأمون من فضائل عليّعليه‌السلام وأخبت لها الفقهاء في محضره، إلاّ وأنكرها ابن تيميه، وسنأتي على كلّ ذلك إن شاء الله تعالى.

ومن تلك الفضائل العلويّة: حديث الوِلاية يوم غدير خمّ وأنّ ذلك كان

____________________

(١) ذلك أنّ زيد بن حارثة قتل يومَ مُؤتة في جمادى الأولى سنة ثمان من الهجرة، ويومُ الغدير هو الثامن عشر من ذي الحجّة السنة العاشرة للهجرة.

(٢) التوبة: ٣١.

(٣) العقد الفريد: ابن عبد ربّه الأندلسيّ (ت ٣٢٨ هـ) ٥: ٣٤٩ - ٣٥٩.

٤٠٠

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492