ارشاد القلوب الجزء ١

ارشاد القلوب15%

ارشاد القلوب مؤلف:
الناشر: دار الأسوة للطباعة والنشر
تصنيف: كتب الأخلاق
ISBN: ( دوره ) ٢ ـ ٤٢ ـ ٨٠٧٣ ـ ٩٦٤
الصفحات: 381

الجزء ١ الجزء ٢
  • البداية
  • السابق
  • 381 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 90278 / تحميل: 20143
الحجم الحجم الحجم
ارشاد القلوب

ارشاد القلوب الجزء ١

مؤلف:
الناشر: دار الأسوة للطباعة والنشر
ISBN: ( دوره ) ٢ ـ ٤٢ ـ ٨٠٧٣ ـ ٩٦٤
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

باطن كفّيه إلى السماء ـ وقال :هكذا الرهبة ـ وجعل ظهرهما إلى السماء ـ وقال :هكذا التضرّع ـ وحرّك إصبعيه السبابتين يميناً وشمالاً ـ وقال :هكذا التبتّل ـ ورفع إصبعيه ووضعهما ـ وقال :هكذا الابتهال ـ ومدّ يديه تلقاء وجهه إلى القبلة ـ وقال :مَن ابتهل منكم فمع الدمعة يجريها على خديه ، وإن لم يبك فليتباك ، ومَن لم يستطع أن يصلّي قائماً فليصلّي قاعداً (١) .

وقال أمير المؤمنينعليه‌السلام :مَن استغفر الله في السحر سبعين مرّة كان من الذين قال الله فيهم : ( والمستغفرين بالأسحار ) (٢) .

وقال :مَن قرأ في ليلة سبعين آية لم يكن من الغافلين .

وقال بعضهم : لئن أبيت نائماً وأصبح نادماً خير من أن أبيت قائماً وأصبح معجباً(٣) .

وقرّب رجل من بني إسرائيل قرباناً فلم يُقبل منه ، فرجع وهو يلوم نفسه ويقول لها : يا نفس هذا منك ومن قبلك أتيت ، فنودي : إنّ مقتك لنفسك خير من عبادة مائة ألف سنة(٤) .

وقال بعض الصالحين : نمت ذات ليلة عن وردي فسمعت هاتفاً يقول : أتنام عن حضرة الرحمن ، وهو يقسم جوائز الرضوان بين الأحبة والخلاّن ، فمَن أراد منّا المزيد فلا ينام ليله الطويل ، ولا يقنع من نفسه لها بالقليل(٥) .

ويستحب أن لا تكون يده تحت ثيابه ، فقد ذكر بعض الصالحين أنّه دعا وإحدى يديه بارزة والأخرى تحت ثيابه ، فرأى في نومه البارزة مملوءة نوراً

____________

(١) الكافي ٢ : ٤٨٠ ح٣ باختلاف .

(٢) آل عمران : ١٧ .

(٣) أورده المصنف في أعلام الدين : ٢٦٤ .

(٤) أورده المصنف في أعلام الدين : ٢٦٤ .

١٨١

والأخرى ليس فيها شيء ، فسأل في نومه عن سبب ذلك ، فقيل له : لو أبرزتها لأُمليت(١) نوراً ، فحلف أن لا يعود إلى ذلك أبداً .

وقال أمير المؤمنينعليه‌السلام :لقارئ القرآن في الصلاة قائماً بكل حرف يقرأه مائة حسنة ، وقاعداً خمسون حسنة (٢) ، ومتطهراً في غير صلاة خمسة وعشرون حسنة ، وعلى غير طهارة عشر حسنات ، أمّا أنا لا أقول المزيد له بالألف عشر ، وباللام عشر ، وبالميم عشر ، وبالراء عشر (٣) .

وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :قال تعالى : مَن أحدث ولم يتوضّأ فقد جفاني ، ومَن توضّأ ولم يصلّ ركعتين فقد جفاني ، ومَن صلّى ركعتين ولم يدعني فقد جفاني ، ومَن أحدث وتوضّأ ودعا ولم أُجبه فقد جفوته ولست بربٍّ جاف (٤) .

وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :اتخذوا المساجد بيوتاً ، وعوّدوا قلوبكم الرقة (٥) ، وأكثروا من التفكّر والبكاء من خشية الله تعالى ، وكونوا في الدنيا أضيافاً ، وأكثروا من الذكر (٦) .

وقال أمير المؤمنينعليه‌السلام :ما فرغ امرء فرغة (٧) إلاّ كانت عليه حسرة يوم القيامة (٨) .

وقال :إنّ امرء ضيّع من عمره ساعة في غير ما خلق له لجدير أن تطول عليه حسرته يوم القيامة (٩) .

____________

(١) في ( ب ) و ( ج ) : لامتلأت .

(٢) في ( ب ) : خمسة وخمسون حسنة .

(٣) الوسائل ٤ : ٨٤٨ ح٣ ، عن عدّة الداعي .

(٤) عنه البحار ٨٠ : ٣٠٨ ح١٨ .

(٥) في ( ج ) : الرأفة .

(٦) البحار ٧٣ : ٨١ ح٤٣ ، عن كنز الكراجكي .

(٧) في ( ج ) : ما فزع امرء فزعة .

(٨) عنه معالم الزلفى : ٢٤٥ .

(٩) عنه معالم الزلفى : ٢٤٥ .

١٨٢

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحّة ، والفراغ (١) .

وأبلغ من هذا الكلام وأفصح قول الله تعالى :( يا أيّها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومَن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون ) (٢) وإن كان مندوباً إليه فإنّه في جنب الذكر خسارة ؛ لأنّ الربح القليل في جنب الكثير خسارة .

وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :ليكن لسان أحدكم رطباً من ذكر ربّه .

وقال الله تعالى :( ولا تطع مَن أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطاً ) (٣) .

وقال سبحانه :( فأعرض عمّن تولّى عن ذكرنا ولم يرد إلاّ الحياة الدنيا * ذلك مبلغهم من العلم ) (٤) . وقد أمرنا بالذكر في كتابه .

____________

(١) مجموعة ورام ١ : ٢٧٩ .

(٢) المنافقون : ٩ .

(٣) الكهف : ٢٨ .

(٤) النجم : ٢٩ـ٣٠ .

١٨٣

الباب الرابع والعشرون : في البكاء من خشية الله

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال :أوحى الله إلى عيسى عليه‌السلام : يا عيسى هب لي من عينيك الدموع ، ومن قلبك الخشوع ، ومن بدنك الخضوع ، وأكحل عينيك بميل الحزن إذا ضحك البطّالون ، وقم على قبور الأموات فنادهم برفيع صوتك لعلّك تأخذ موعظتك منهم ، وقل إنّي لاحق في اللاحقين (١) .

وقال عليعليه‌السلام : البكّاؤون خمسة : آدم ، ويعقوب ، ويوسف ، وفاطمة ، [وعلي بن الحسين] (٢) ، فأمّا آدم فإنّه بكى على الجنّة حتّى صار في خدّيه أمثال الأودية ، وبكى يعقوب على يوسف حتّى ذهب بصره ، وبكى يوسف على يعقوب حتّى تأذّى به أهل السجن فقالوا : إمّا تبكي بالليل وتسكت بالنهار ، أو تسكت بالليل وتبكي بالنهار .

وبكت فاطمةعليها‌السلام على فراق رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حتّى

____________

(١) أمالي الطوسي : ١٢ ح ١٥ مجلس١ ، عنه البحار ١٤ : ٣٢٠ ح ٢٤ .

(٢) في ( ألف ) و ( ب ) : يحيى بن زكريا ، وأثبتنا ما بين المعقوفتين من ( ج ) والخصال .

١٨٤

تأذّى أهل المدينة ، فكانت تخرج إلى البقيع فتبكي فيه ، وبكى علي بن الحسين عليه‌السلام عشرين سنة ، وما رأوه آكلاً ولا شارباً إلاّ وهو يبكي ، فلاموه في ذلك فقال : إنّي لم أذكر مصارع أبي وأهل بيتي إلاّ وخنقتني العبرة (١) .

وقال أمير المؤمنينعليه‌السلام :إنّ لله عباداً كسرت قلوبهم من خشية الله فأسكتهم عن النطق ، وإنّهم لفصحاء ألبّاء نبلاء ، يستبقون إليه بالأعمال الصالحة الزكيّة ، لا يستكثرون له الكثير ، ولا يرضون له القليل ، يرون في أنفسهم أنّهم أشرار وأنّهم لأكياس أبرار (٢) .

وأوحى الله إلى موسىعليه‌السلام :يا موسى ما تزيّن إليّ المتزيّنون بمثل الزهد في الدنيا ، وما تقرّب إليّ المتقرّبون بمثل الورع من خشيتي ، وما تعبّد إليّ المتعبّدون بمثل البكاء من خيفتي .

فقال موسى :يا رب بما تجزيهم على ذلك ؟ فقال : أمّا المتزيّنون بالزهد فإنّي أُبيحهم جنّتي ، وأمّا المتقرّبون بالورع عن محارمي فإنّي أنحلهم (٣) جناناً لا يشركهم فيها غيرهم ، وأمّا البكّاؤون من خيفتي فإنّي أفتّش الناس ولا أفتّشهم حياءً منهم (٤) .

وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :يا علي عليك بالبكاء من خشية الله ، يُبنى لك بكل قطرة ألف بيت في الجنّة (٥) .

وقالعليه‌السلام :لو أنّ باكياً بكى في أُمّة لرحم الله تلك الأمّة لبكائه (٦) .

وقالعليه‌السلام : إذا أحب الله عبداً نصب في قلبه نائحة من الحزن ، فإنّ الله

____________

(١) الخصال : ٢٧٢ ح١٥ ، عنه البحار ٨٢ : ٨٦ ح ٣٣ ، وروضة الواعظين : ٤٥٠ .

(٢) البحار ٦٩ : ٢٨٦ ح ٢١ .

(٣) في ( ب ) و )ج ) : أدخلهم .

(٤) البحار ١٣ : ٣٤٩ ح ٣٧ ، عن ثواب الأعمال باختلاف .

(٥) عدّة الداعي : ١٧١ ، عنه البحار ٩٣ : ٣٣٤ ح ٢٥ .

(٦) البحار ٩٣ : ٣٣١ ح ١٤ ، عن ثواب الأعمال .

١٨٥

تعالى يحب كل قلب حزين ، وإذا أبغض الله عبداً نصب له في قلبه مزماراً من الضحك ، وما يدخل النار مَن بكى من خشية الله حتّى يعود اللبن إلى الضرع ، ولن يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنّم في منخري مؤمن أبداً (١) .

وقالعليه‌السلام :البكاء من خشية الله يطفئ بحاراً من غضب الله .

وقد وبّخ الله تعالى على ترك البكاء عند استماع القرآن عند قوله :( أفمن هذا الحديث تعجبون * وتضحكون ولا تبكون ) (٢) ومدح الذين يبكون عند استماعه بقوله :( وإذا سمعوا ما انزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع ممّا عرفوا من الحق يقولون ربّنا آمنّا فاكتبنا مع الشاهدين ) (٣) .

وقالعليه‌السلام :لكل شيء كيل أو وزن إلاّ البكاء فإنّ الدمعة تطفئ بحاراً من النار (٤) .

وروي أنّ بعض الأنبياء اجتاز بحجر ينبع منه ماء كثير ، فعجب من ذلك ، فسأل الله إنطاقه ، فقال له : لِمَ يخرج منك الماء الكثير مع صغرك ؟ فقال : بكائي من حيث سمعت الله يقول :( ناراً وقودها الناس والحجارة ) (٥) وأخاف أن أكون من تلك الحجارة فسأل الله تعالى أن لا يكون من تلك الحجارة ، فأجابه الله وبشّره النبي بذلك ، ثم تركه ومضى ثم عاد إليه بعد وقت فرآه ينبع كما كان ، فقال : ألم يؤمنك الله ؟ فقال : بلى ، فذلك بكاء الحزن وهذا بكاء السرور(٦) .

وروي أنّ يحيى بن زكرياعليه‌السلام بكى حتّى أثّرت الدموع في خديه ،

____________

(١) عنه مستدرك الوسائل ١١ : ٢٤٥ ح ١٢٨٨٥ .

(٢) المائدة : ٨٣ .

(٣) المائدة : ٨٣ .

(٤) البحار ٩٣ : ٣٣١ ح ١٤ ، عن ثواب الأعمال .

(٥) التحريم : ٦ .

(٦) عنه مستدرك الوسائل ١١ : ٢٤٦ ح ١٢٨٨٦ .

١٨٦

وعملت له أُمّه لباداً على خدّيه تجري عليه الدموع(١) .

وقال الحسينعليه‌السلام :ما دخلت على أبي قط إلاّ وجدته باكياً (٢) .

وقال :إنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بكى حين وصل أبي في قراءته عليه‌السلام : ( فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً ) (٣) .

فانظروا إلى الشاهد كيف يبكي والمشهود عليهم يضحكون ، والله لولا الجهل ما ضحكت سنّ ، فكيف يضحك من يصبح ويمسي ولا يملك نفسه ، ولا يدري ما يحدث عليه من سلب نعمة أو نزول نقمة أو مفاجأة منيّة ، وأمامه يوم يجعل الولدان شيباً ، تشيب الصغار وتسكر الكبار ، وتوضع ذوات الأحمال ، ومقداره في عظم هوله خمسون ألف سنة ، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون .

اللّهمّ أعنّا على هوله ، وارحمنا فيه ، وتغمّدنا برحمتك التي وسعت كل شيء ، ولا تؤيسنا من روحك(٤) ، ولا تحل علينا غضبك ، واحشرنا في زمرة نبيّك محمد وأهل بيته الطاهرين صلواتك عليه وعليهم أجمعين .

وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :ما من مؤمن يخرج من عينيه مثل رأس الذبابة من الدموع فيصيب حرّ وجهه إلاّ حرّمه الله على النار (٥) .

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :لا ترى النار عين بكت من خشية الله ، ولا عين سهرت في طاعة الله ، ولا عين غُضّت عن محارم الله (٦) .

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :ما من قطرة أحب إلى الله من قطرة دمع خرجت من خشية الله ، ومن قطرة دم سفكت في سبيل الله ، وما من عبد بكى من خشية الله

____________

(١) البحار ٩٣ : ٣٣٣ ح ٢٤ نحوه .

(٢) عنه مستدرك الوسائل ١١ : ٢٤٥ ح ١٢٨٨٥ .

(٣) النساء : ٤١ .

(٤) في ( ب ) : رحمتك .

(٥) عنه مستدرك الوسائل ١١ : ٢٤٦ ح ١٢٨٨٧ .

(٦) عنه مستدرك الوسائل ١١ : ٢٤٦ ح ١٢٨٨٨ .

١٨٧

إلاّ سقاه الله من رحيق رحمته ، وأبدله الله ضحكاً وسروراً في جنّته ، ورحم الله مَن حوله ولو كانوا عشرين ألفاً وما اغرورقت عين من خشية الله إلاّ حرم الله جسدها على النار ، وإن أصابت وجهه لم يرهقه قتر ولا ذلّة ، ولو بكى عبد في أمّة لنجّى الله تلك الأمّة ببكائه (١) .

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :مَن بكى من ذنب غفر له (٢) ، ومَن بكى خوف النار أعاذه الله منها ، ومَن بكى شوقاً إلى الجنّة أسكنه الله فيها ، وكتب له الأمان من الفزع الأكبر ، ومَن بكى من خشية الله حشره الله مع النبيين والصدّيقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً (٣) .

وقالعليه‌السلام :البكاء من خشية الله مفتاح الرحمة ، وعلامة القبول ، وباب الإجابة (٤) .

وقالعليه‌السلام :إذا بكى العبد من خشية الله تتحات عنه الذنوب كما يتحاتّ الورق ، فيبقى كيوم ولدته أُمّه (٥) .

____________

(١) عنه مستدرك الوسائل ١١ : ٢٤٦ ح ١٢٨٨٩ .

(٢) في ( ب ) : غفر الله له .

(٣) عنه مستدرك الوسائل ١١ : ٢٤٧ ح ١٢٨٩٠ .

(٤) عنه مستدرك الوسائل ٥ : ٢٠٧ ح ٥٧٠٧ و١٢٨٩١ .

(٥) عنه مستدرك الوسائل ١١ : ٢٤٧ ح ١٢٨٩٢ .

١٨٨

الباب الخامس والعشرون : في الجهاد في سبيل الله

قال الله تعالى :( والذين جاهدوا فينا لنهدينّهم سبلنا ) (١) .

وقال سبحانه :( لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) (٢) .

وقال سبحانه :( إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) (٣) .

وروي عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال :للجنّة باب يقال له باب المجاهدين ، يدخلون منه والملائكة تترحّب بهم ، وأهل الجمع ينظرون إليهم بما

____________

(١) العنكبوت : ٦٩ .

(٢) التوبة : ٨٨ .

(٣) التوبة : ١١١ .

١٨٩

أكرمهم الله ، وأعظم الجهاد جهاد النفس لأنّها أمّارة بالسوء ، راغبة بالشر ، ميّالة إلى الشهوات ، متثاقلة بالخيرات ، كثيرة الآمال ، ناسية الأهوال ، محبّة للرئاسة ، وطالبة للراحة .

قال الله تعالى :( إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاّ مَا رَحِمَ رَبِّي ) (١) .

وقالعليه‌السلام :من أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر ، ومَن أراد صلاح حاله ومجاهدة (٢) نفسه فليجعل دأبه مجاهدة النفس عند كل حال ، لا يخالف فيه كتاب الله وسنة نبيّه وسنن الأئمّة من أهل بيته وآدابهم .

وقال أمير المؤمنينعليه‌السلام :المؤمن لا يصبح ولا يمسي إلاّ ونفسه عنده ظنون ، يعني يتهمها ويزري عليها (٣) .

قيل : إنّ رجلاً في زمان بني إسرائيل نام عن صلاة الليل ، فلمّا انتبه لام نفسه ، فقال : هذا منك وبطريقك وتفريطك حرمت عبادة ربّي ، فأوحى الله إلى موسىعليه‌السلام : قل لعبدي هذا : إنّني قد جعلت لك ثواب مائة سنة بلومك لنفسك .

وينبغي للعاقل مجاهدة نفسه على القيام بحقوق الله وسلوك طريق السلامة ، فإنّ الله تعالى قال :( والذين جاهدوا فينا لنهدينّهم سبلنا ) (٤) ومَن أراد السلامة من الشيطان فليجاهد نفسه ويحاسبها محاسبة الشريك لشريكه ، ولقد أحسن أبو ذر في قوله : ما وهب الله لامرئ(٥) هبة أحسن من أن يلزمه زاجراً من نفسه يأمره وينهاه .

ومن مجاهدة النفس أنّ الإنسان لا يأكل إلاّ عند الحاجة ، ولا ينام إلاّ عند غلبة النوم ، ولا يتكلّم إلاّ عند الضرورة ، وبالجملة يقمعها عن الهوى ، كما قال

____________

(١) يوسف : ٥٣ .

(٢) في ( ج ) : سلامة .

(٣) البحار ٧٣ : ٨٥ ح ٤٨ ، عن عدّة الداعي .

(٤) العنكبوت : ٦٩ .

(٥) في ( ج ) : لعبد .

١٩٠

تعالى :( وأمّا مَن خاف مقام ربّه ونهى النفس عن الهوى * فإنّ الجنّة هي المأوى ) (١) واعلموا أنّ المجاهدة تعقب الراحة .

____________

(١) النازعات : ٤٠ـ٤١ .

١٩١

الباب السادس والعشرون : في مدح الخمول والاعتزال

اعلم أنّ جماع الخير كله وإحرازه في الوحشة من الناس والعزلة عنهم ، فإنّ بالعزلة يتحصل(١) الإخلاص ، وينسد عنه باب الغيبة والنميمة ولغو القول ، وسلامة النظر والسمع لمن لا يجوز ، والوحشة من الناس علامة الأنس بالله ، والعزلة من إمارات الوصلة .

وروى سفيان الثوري قال : قصدت جعفر بن محمدعليهما‌السلام فأذن لي بالدخول ، فوجدته في سرداب ينزل اثنى عشر مرقاة ، فقلت : يا ابن رسول الله أنت في هذا المكان مع حاجة الناس إليك ، فقال :يا سفيان فسد الزمان ، وتنكّر الإخوان ، وتقلبت الأعيان ، فاتخذنا الوحدة سكناً ، أمعك شيء تكتب ؟ قلت : نعم ، فقال : اكتب :

لا تجزعنّ لوحدة وتفرّد

ومن التفرّد في زمانك فازدد

فسد الإخاء فليس ثَمّ إخوّة

إلاّ التملّق باللسان وباليد

____________

(١) في ( ب ) و ( ج ) : يحصل .

١٩٢

وإذا نظرت جميع ما بقلوبهم

أبصرت ثَمّ نقيع سمّ الأسود

[ فإذا فتشت ضميره عن قلبه

وافيت عنه مرارة لا تنفد (١) ] (٢)

والعزلة في الحقيقة اعتزال الأمور الذميمة ، والذي حصل علوم معارفه وعمله ثم اعتزل بني أمره على أساس ثابت ، وينبغي لصاحب العزلة الاشتغال بذكر ربه ، والفكر في صنائعه ، وإلاّ أوقعته خلوته في بليّة وفتنة ، ويكون أيضاً عنده قوّة في العلم تدفع عنه هواجس الشيطان ووساوسه ، ولا شك أنّ خير الدنيا والآخرة في العزلة والتقليل عن علق الدنيا ، وشرّها في الكثرة والاختلاط بالناس ، والخمول رأس كل خير .

وقال بعضهم : رأيت بعض الأئمّةعليهم‌السلام في النوم يقول : الخمول نعمة وكل يأباه ، والترفّع نقمة وكل يترجّاه ، والغنى فتنة وكل يتمنّاه ، والفقر عصمة وكل يتجافاه ، والمرض حطّة للذنوب وكل يتوقّاه ، والمرء لنفسه ما لم يُعرف فإذا عُرف صار لغيره .

وقال أمير المؤمنينعليه‌السلام لكميل بن زياد :تبدل ولا تشهر ، ووار شخصك ولا تذكر ، وتعلّم واعمل ، واسكت تسلم ، تسر الأبرار وتغيظ الفجار ، ولا عليك إذا علمت معالم دينك أن لا تعرف الناس ولا يعرفوك (٣) .

ومن ألزم قلبه الفكر ، ولسانه الذكر ، ملأ الله قلبه إيماناً ورحمة ونوراً وحكمة ، إنّ الفكر والاعتبار يخرجان من قلب المؤمن عجائب المنطق في الحكمة ، وتسمع له أقوال يرضاها العلماء ، وتخشع لها العقلاء ، وتعجب منها الحكماء .

وروي أنّ رجلاً سأل أُمّ أُويس : من أين لابنك هذه الحال العظيمة التي قد

____________

(١) أثبتناه من ( ب ) و ( ج ) ، وجاء المصرع الثاني في ( ب ) : وافيت منه نقيع سم الأسود .

(٢) عنه مستدرك الوسائل ١١ : ٣٩٠ ح ١٣٣٤٤ .

(٣) عنه مستدرك الوسائل ١١ : ٣٩١ ح ١٣٣٤٥ ، ونحوه في البحار ٢ : ٣٧ ح٥١ .

١٩٣

مدحه النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بها مدحاً لم يمدح به أحداً من أصحابه هذا فلم يره(١) ؟ فقالت : إنّه من حيث بلغ اعتزلنا وكان يأخذ في الفكر والاعتبار .

وروي أنّ الله أوحى إلى موسىعليه‌السلام :مَن أحبّ حبيباً آنس به ، ومَن آنس بحبيب صدّق قوله ورضي فعله ، ومَن وثق بحبيب اعتمد عليه ، ومَن اشتاق إلى حبيب جدّ في السير إليه ، يا موسى ذكري للذاكرين ، وزيارتي للمشتاقين ، وجنّتي للمطيعين ، وأنا خاصّة المحبين (٢) (٣) .

وروى كعب الأحبار قال : أوحى الله إلى بعض الأنبياء : إن أردت لقائي غداً في حظيرة القدس فكن في الدنيا غريباً محزوناً مستوحشاً كالطير الوحداني الذي يطير في الأرض المقفرة ، ويأكل من الأشجار المثمرة ، فإذا كان الليل آوى إلى وكره ، ولم يكن مع الطير استيحاشاً من الناس واستيناساً بربّه(٤) .

ومَن اعتصم بالخلوة وآنس بها فقد اعتصم بالله ، ومكابدة العزلة والصبر عليها أيسر من سوء عاقبة مخالطة الناس ، والوحدة طريقة الصدّيقين ، وعلامة الإفلاس القرب من الناس ، ومخالطة الناس فتنة في الدين عظيمة ؛ لأنّ مَن خالط الناس داراهم ، ومَن داراهم راياهم وداهنهم وراقبهم .

ولا يصح مولاة الله ومراقبة الناس ومراياهم ، ومَن أراد أن يسلم له دينه ويستريح بدنه وقلبه فليعتزل الناس ، فإنّ هذا زمان وحشة ، والعاقل الناصح لنفسه مَن اختار الوحدة وآنس بها ، ولست أرى عارفاً يستوحش مع الله ، وألزموا الوحدة ، واستتروا بالجدّ(٥) ، وامحوا أسماءكم من قلوب الناس تسلمون من

____________

(١) في ( ج ) : ولم يره النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

(٢) في ( ج ) : للمحبين .

(٣) عنه البحار ١٤ : ٤٠ ح ٢٣ ، وفيه : أوحى الله إلى داودعليه‌السلام .

(٤) راجع البحار ٧٠ : ١٠٨ ح ١ ، عن أمالي الصدوق نحوه ، وأورده في أعلام الدين : ٢٧٩ .

(٥) في ( ب ) و ( ج ) : بالجدار .

١٩٤

غوائلهم .

ولمّا ذكر أمير المؤمنينعليه‌السلام هذا الزمان وفتنته قال :ذلك زمان لا يسلم فيه إلاّ كل مؤمن نؤمة ، إذا شهد لم يُعرف ، وإذا غاب لم يُفتقد ، أولئك مصابيح الهدى ، وأعلام السرى ، ليسوا بالمساييح ولا المذاييع البذر ، أولئك يفتح الله عليهم أبواب رحمته ، ويسدّ عنهم أبواب نقمته (١) .

تفسير(٢) : المساييح يعني يسيحون في الأرض بالفساد ، والمذاييع : النميمة والكذب ، والبذر : يبذرون الكذب والنميمة كبذر الزرع من كثرته .

وإذا أراد الله أن ينقل العبد من ذلّ المعصية إلى عزّ الطاعة ، ومن فتنة الناس إلى السلامة منهم ، آنسه بالوحدة ، وحبب إليه الخلوة ، وأغناه بالقناعة ، وبصّره عيوب نفسه ، وحجبه عن عيوب الناس ، ومن أُعطي ذلك فقد أُعطي خير الدنيا والآخرة .

____________

(١) نهج البلاغة : الخطبة ١٠٣ ، عنه البحار ٦٩ : ٢٧٣ ح ٥ .

(٢) في ( ج ) : وقال .

١٩٥

الباب السابع والعشرون : في الورع والترغيب فيه

قال الصادقعليه‌السلام :عليكم بالورع والاجتهاد ، وصدق الحديث ، وأداء الأمانة لمَن ائتمنكم ، فلو أنّ قاتل الحسين عليه‌السلام ائتمنني على السيف الذي قتله به لأتمنته (١) إليه .

وقالعليه‌السلام :إنّ أحق الناس بالورع آل محمد وشيعتهم لكي يقتدي الناس بهم ، فإنّهم القدوة لمَن اقتدى ، فاتقوا الله وأطيعوه فإنّه لا ينال ما عند الله إلاّ بالتقوى والورع والاجتهاد ، فإنّ الله تعالى يقول : ( إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم ) (٢) .

وقال :أما والله إنّكم على دين الله ودين ملائكته ، فأعينونا على ذلك بالورع والاجتهاد وكثرة العبادة ، وعليكم بالورع (٣) .

وروي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال :كنت مع أبي حتّى انتهينا إلى القبر

____________

(١) في ( ج ) : لأتيته .

(٢) الحجرات : ١٣ .

(٣) الكافي ٢ : ١٨٧ ح٥ ، عنه البحار ٧٤ : ٢٦٠ ح٥٩ .

١٩٦

والمنبر فإذا أناس من أصحابه ، فوقف عليه‌السلام وقال : والله إنّي لأحبكم وأحب ريحكم وأرواحكم ، فأعينونا على ذلك بورع واجتهاد فإنّكم لن تنالوا ولايتنا إلاّ بالورع والاجتهاد ، ومَن ائتمّ بإمام فليعمل بعمله .

ثم قال : أنتم شرطة الله ، وأنتم شيعة الله ، وأنتم السابقون الأوّلون ، والسابقون في الآخرة إلى الجنّة ، ضمنّا لكم الجنّة بضمان الله عزّ وجل وضمان رسوله ، أنتم الطيبون ونساؤكم الطيبات ، كل مؤمن صدّيق وكل مؤمنة حوراء .

وكم من مرّة قد قال عليعليه‌السلام لقنبر :بشّر وأبشر واستبشر ، فو الله لقد مات رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وإنّه لساخط على جميع أمّته إلاّ الشيعة ، إنّ لكل شيء عروة وإنّ عروة الدين الشيعة ، ألا وإنّ لكل شيء شرفاً وشرف الدين الشيعة ، ألا وإنّ لكل شيء إماماً وإمام الأرض أرض تسكنها الشيعة ، والله لولا ما في الأرض منكم لمادت الأرض بأهلها ، وكل مخالف في الأرض وإن تعبّد واجتهد فمنسوب إلى هذه الآية : ( خاشعة * عاملة ناصبة * تصلى ناراً حامية * تسقى من عين آنية ) (١) .

والله ما دعا مخالف دعوة خير إلاّ كانت إجابة دعوته لكم ، ولا دعا أحد منكم دعوة خير إلاّ كانت له من الله مائة ، ولا [أحد منكم] (٢) سأله مسألة إلاّ كانت له من الله مائة ، ولا عمل أحد منكم حسنة إلاّ لم يحص تضاعفها (٣) .

والله إنّ صائمكم ليرتع في رياض الجنّة ، والله إنّ حاجّكم ومعتمركم لمن خاصّة الله ، وأنتم جميعاً لأهل دعوة الله وأهل إجابته ، ولا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون ، كلّكم في الجنّة فتنافسوا في الدرجات ، فو الله ما أقرب إلى عرش الله من

____________

(١) الغاشية : ٢ ـ ٥ .

(٢) أثبتناه من ( ج ) .

(٣) في ( ج ) : إلاّ له أحسن منها .

١٩٧

شيعتنا ، حبّذا شيعتنا ما أحسن صنيع الله إليهم .

والله لقد قال أمير المؤمنينعليه‌السلام :تخرج شيعتنا من قبورهم مشرقة وجوههم ، قريرة أعينهم ، قد أُعطوا الأمان ، تخاف الناس ولا يخافون ، وتحزن الناس ولا يحزنون ، والله ما سعى أحدكم إلى الصلاة إلاّ وقد اكتنفته الملائكة من خلفه يدعون الله له بالفوز حتّى يفرغ من صلاته ، ألا إنّ لكل شيء جوهراً وجوهر ولد آدم محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ونحن وأنتم (١) .

وأوحى الله إلى موسىعليه‌السلام :ما تقرّب إليّ المتقرّبون بمثل الورع عن محارمي (٢) .

____________

(١) مجموعة ورام ٢ : ٩٠ ، أمالي الطوسي : ٧٢٢ ح٦ مجلس ٤٣ ، عنه البحار ٦٨ : ١٤٦ ح ٩٥ .

(٢) الكافي ٢ : ٨٠ ح٣ ، عنه البحار ٧١ : ٢٠٤ ح٨ .

١٩٨

الباب الثامن والعشرون : في الصمت

قال الرضاعليه‌السلام :من علامات الفقه الحلم والحياء والصمت ، إنّ الصمت باب من أبواب الحكمة ، وإنّه ليكسب المحبّة ويوجب السلامة ، وراحة لكرام الكاتبين ، وإنّه لدليل على كل خير (١) .

وقال أمير المؤمنينعليه‌السلام :لا يزال الرجل المسلم سالماً ما دام ساكتاً ، فإذا تكلّم كتب محسناً أو مسيئاً (٢) .

وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لرجل :ألا أدلّك على أمر يدخلك الله به الجنّة ؟ قال : بلى يا رسول الله ، قال :أنل ممّا أنالك الله ، قال : فإن لم يكن لي ، قال :فانصر المظلوم ، قال : فإن لم أقدر ، قال :قل خيراً تغنم ، واسكت (٣) تسلم (٤) .

وقال رجل للرضاعليه‌السلام : أوصني ، فقال :احفظ لسانك تعز ، ولا تمكّن

____________

(١) قرب الإسناد : ٣٦٩ ح ١٣٢١ ، عنه البحار ٧١ : ٢٧٦ ح٨ ، ونحوه في تحف العقول : ٣٣٢ .

(٢) الاعتقادات للصدوق : ٤٦ ، باب الاعتقاد فيما يكتب على العبد ، عنه البحار ٥ : ٣٢٧ ح٢٢ .

(٣) في ( ج ) : أو اسكت .

(٤) الكافي ٢ : ١١٣ ح ٥ ، عنه البحار ٧١ : ٢٩٦ ح ٦٩ باختلاف .

١٩٩

الشيطان من قيادك فتذلّ (١) .

وقال أمير المؤمنينعليه‌السلام في وصيّته لابنه محمد بن الحنفية :واعلم يا بني أنّ اللسان كلب عقور إن أرسلته عقرك ، وربّ كلمة سلبت نعمة وجلبت نقمة ، فاخزن لسانك كما تخزن ذهبك وورقك (٢) ، ومَن سيّب عذار لسانه ساقه إلى كل كريهة .

وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :هل يكبّ الناس على مناخرهم في النار إلاّ حصائد ألسنتهم ، ومَن أراد السلامة في الدنيا والآخرة قيّد لسانه بلجام الشرع فلا يطلقه إلاّ فيما ينفعه (٣) في الدنيا والآخرة .

وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :مَن صمت نجا (٤) .

وقال عقبة بن عامر : قلت : يا رسول الله فيما النجاة ؟ قال :أملك عليك لسانك ، وليسعك بيتك ، وابك على خطيئتك (٥) .

وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :مَن وقى شر قبقبه ولقلقه وذبذبه فقد وقى الشر كلّه والقبقب البطن ، واللقلق اللسان ، والذبذب الفرج (٦) .

وقال :لا يستقيم إيمان عبد حتّى يستقيم قلبه ، ولا يستقيم قلبه حتّى يستقيم لسانه ؛ لأنّ لسان المؤمن وراء قلبه إذا أراد أن يتكلّم يتدبّر (٧) الكلام ، فإن كان خيراً أبداه وإن كان شرّاً واراه ، والمنافق قلبه وراء لسانه ، يتكلّم بما أتى على لسانه ولا يبالي ما عليه ممّا له ، وإنّ أكثر خطايا ابن آدم من لسانه (٨) .

____________

(١) الكافي ٢ : ١١٣ ح ٤ ، عنه البحار ٧١ : ٢٩٦ ح ٦٨ ، وفيه : لا تمكن الناس .

(٢) إلى هنا في البحار٧١ : ٢٨٧ ح ٤٣ ، عن الاختصاص .

(٣) في ( ب ) : يعينه وينفعه .

(٤) مجموعة ورام ١ : ١٠٤ ، روضة الواعظين : ٤٦٩ .

(٥) مجموعة ورام ١ : ١٠٤ .

(٦) مجموعة ورام ١ : ١٠٥ .

(٧) في ( ب ) : تدبر .

(٨) نهج البلاغة : الخطبة ١٧٦ ، عنه البحار ٧١ : ٢٩٢ ح٦٢ باختلاف قليل .

٢٠٠

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

الرضي، قم.

١٣٤ - مقتل الحسين عليه‌السلام : المنسوب لأبي مخنف، نشر منشورات الشريف الرضي، قم.

١٣٥ - مناقب آل أبي طالب عليه‌السلام : أبو جعفر، رشيد الدين، محمد بن علي بن شهر آشوب السروي المازندراني، ت ٥٨٨هـ، مؤسّسة العلاّمة، قم.

١٣٦ - المنتخب: فخر الدين الطريحي، ت ١٠٨٥هـ، نشر مكتبة أرومية، قم.

١٣٧ - المنتظم في تاريخ الأُمم والملوك: أبو الفرج عبد الرحمان بن علي الجوزي، ت ٥٩٧هـ، دار الكُتب العلمية، بيروت، ١٤١٢هـ.

١٣٨ - المواهب اللدنية بالمنح المحمدية: الشيخ أحمد بن محمد القسطلاني، ت ٩٢٣هـ، دار الكُتب العلمية، بيروت، ١٤١٦هـ.

١٣٩ - موسوعة آل النبي عليه الصلاة والسلام: الدكتورة بنت الشاطي.

١٤٠ - ميزان الاعتدال في نقد الرجال: عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، ت ٧٤٨هـ، مصر.

١٤١ - النسب: أبو عبيد القاسم بن سلام، ت ١٥٤هـ، دار الفكر بيروت، ١٤١٠هـ.

١٤٢ - نسب قريش: مصعب بن عبد الله الزبيري، ت ٢٣٦هـ، طبع مصر، سنة ١٩٥٣هـ، ودار المعارف بيروت.

١٤٣ - وقعة صِفِّين: نصر بن مزاحم المنقري، ت ٢٠٤هـ، نشر مكتبة السيد المرعشي النجفي، قم.

١٤٤ - نظم درر السمطين: جمال الدين الزرندي الحنفي، ت ٧٥٠هـ، نشر مكتبة نينوى الحديثة، طهران.

١٤٥ - نفَس المهموم: الشيخ عباس القمّي، ت ١٣٥٩هـ، منشورات مكتبة بصيرتي، قم، ١٤٠٥هـ.

٢٢١

١٤٦ - نور العين في مشهد الحسين عليه‌السلام : أبو إسحاق الأسواني، نشر مكتبة ومطبعة البابي الحلبي وأولاده، مصر، ١٣٧٤هـ.

١٤٧ - نهر الذهب في تاريخ حلب: كامل البالي الحلبي، الشهير بالغزّي، دار القلم العربي، بيروت.

١٤٨ - وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة: محمد بن الحسين الحرّ العاملي، ت ١١٠٤هـ، تحقيق: مؤسّسة آل البيتعليهم‌السلام لإحياء التراث، قم.

١٤٩ - وفيات الأعيان: أحمد بن محمد بن خلكان، ت ٦٨١هـ، دار صادر، بيروت.

١٥٠ - ينابيع المودّة: سليمان بن إبراهيم القندوزي الحنفي، ت ١٢٩٤هـ، منشورات مكتبة بصيرتي، قم.

٢٢٢

الفهرس

مُقدِّمة مركز الدراسات الإسلاميّة ٥

مُقدِّمة المؤلّف: (الدور التبليغي المتمِّم للنهضة المقدَّسة) ٧

دَور نسوة بني هاشم: ٩

مواصلة الرسالة التبليغية في دمشق: ١٠

الإمام السجّاد ودَوره في كربلاء: ١٢

الإمام السجّاد في مجلس الطاغية ابن زياد: ١٣

الإمام السجاد في الشام: ١٤

وهذا الكتاب ١٦

المقصد الأوّل

الفصل الأول

الفصل الأوّل: تجلّيات الغضب الإلهي لمقتل سيّد الشهداء عليه‌السلام     ١٩

الآيات السماوية: ٢٠

١ - صرخة جبرئيل عليه‌السلام: ٢١

٢ - كسوف الشمس: ٢٢

٣ - اسوداد السماء: ٢٣

٤ - إحمرار السماء: ٢٣

٥ - بكاء السماء: ٢٥

معنى بكاء السماء: ٢٦

إشارة: ٢٧

٦ - إمطار السماء دماً: ٢٩

٧ - وأَمطرت السماء رماداً أيضاً! ٣٠

٨ - بكاء الملائكة وصلاتهم على الإمام الحسين عليه‌السلام: ٣١

٩ - عجيج السماوات والأرض والملائكة لمقتله عليه‌السلام: ٣٢

٢٢٣

الآيات الأرضيّة: ٣٢

إشارة: ٣٥

نَوْحُ الجِنّ: ٣٧

الطيور: ٣٨

تحوُّل الورس رماداً! وامتلاء اللحم ناراً ومرارة! ٤٠

آثار الحُزن في العوسجة المباركة! ٤١

الفصل الثاني

الفصل الثاني: الوقائع المتأخّرة عن قتله عليه‌السلام.... ٤٥

صورٌ من عواقب قتَلتِه وأعدائه عليه‌السلام: ٤٥

مَصير عبيد الله بن زياد لعنه الله: ٤٥

مَصير عمَر بن سعد لعنه الله: ٤٧

مَصير شمر بن ذي الجوشن لعنه الله: ٤٨

مَصير سنان بن أنس لعنه الله: ٤٩

مصير خولِّي بن يزيد الأصبحي لعنه الله: ٥٠

مَصير حكيم بن الطُّفيل السنبسي لعنه الله: ٥٠

مَصير حرملة بن كاهل لعنه الله: ٥٠

مَصير بَجْدل بن سليم لعنه الله: ٥١

مَصير الذين وطأوا جسد الإمام عليه‌السلام بالخيل: ٥١

مَصير عمرو بن صبيح الصيداوي لعنه الله: ٥١

مَصير زيد بن رقاد الجهني لعنه الله: ٥٢

مصير أبجر بن كعب لعنه الله: ٥٢

مَصير أحد سالبي الإمام عليه‌السلام: ٥٣

نَهب المخيَّم الحسيني: ٥٥

محاولة قتل الإمام زين العابدين عليه‌السلام! ٦٠

إشارة: ٦٢

٢٢٤

ثمّ أُحرقت الخيام! ٦٤

جائزة سنان بن أنس: ٦٥

رؤوس الشهداء: ٦٦

الأجساد الطاهرة: ٦٧

الساعات الأخيرة من يوم عاشوراء: ٧٠

الليلة الحادية عشرة: ٧٠

هاتف من الجنّ ينعى الإمام عليه‌السلام ليلة الحادي عشر: ٧١

اليوم الحادي عشر من المحرّم: ٧٣

كيف حمَل ابن سعد بقيّة الركب الحسينيّ إلى الكوفة؟! ٧٣

مرور الركب الحسينيّ على مصارع الشهداء عليه‌السلام: ٧٤

القبائل تتنافس على حَمْل الرؤوس إلى ابن زياد: ٧٦

إشارة: ٧٩

المقصد الثاني

الفصل الأول

الفصل الأول: « الرَّكْب الحسينيّ في الكوفة ». ٨٣

الرأس المقدّس يسبق الركْب إلى الكوفة: ٨٣

منازل الطريق من كربلاء إلى الكوفة ٨٦

بقيّة الركب الحسينيّ: ٨٧

متى دخل الركب الحسينيّ الكوفة؟ ٩٠

إعلان حالة الطوارئ القصوى في الكوفة! ٩١

كيف استقبلت الكوفة بقيّة الركب الحسينيّ؟! ٩٢

مسلم الجصّاص يصف حال الكوفة يومذاك! ٩٤

إشارة: ٩٧

خُطبة بطلة كربلاء عليها‌السلام: ٩٨

خُطبة فاطمة الصُّغرى بنت الحسين عليه‌السلام: ١٠١

خطبة أمّ كلثوم بنت عليّ عليه‌السلام: ١٠٥

٢٢٥

خُطبة الإمام السجّاد عليه‌السلام: ١٠٦

إشارة (١): ١٠٧

الإشارة (٢): ١٠٨

هل كانت لفاطمة عليها‌السلام بنتٌ واحدة أم أكثر؟ ١٠٨

حكاية اختطاف الإمام السجّاد!! ١١١

إشارة: ١١٢

الطواف برأس الإمام عليه‌السلام في سكك الكوفة!! ١١٤

كلام المرحوم السيّد المقرّم حول تكلُّم الرأس: ١١٦

ما هو السرّ في تلاوته هذه الآية من سورة الكهف؟ ١١٧

في مجلس الطاغية ابن زياد: ١١٩

الرأس المقدّس يتلو القرآن عند باب دار الإمارة! ١١٩

وسالت دماً حيطان دار الإمارة! ١١٩

ابن زياد يضرب ثنايا الرأس المقدَّس بالقضيب!! ١١٩

وأنس بن مالك أيضاً! ١٢١

إشارة: ١٢١

وكان للكاهن دَور المستشار هناك أيضاً! ١٢٣

العقيلة زينب في مواجهة ابن زياد! ١٢٤

الإمام السجّاد عليه‌السلام في مواجهة ابن زياد! ١٢٦

الرباب زوج الإمام عليه‌السلام مع رأسه المقدّس: ١٢٨

أمّ كلثوم عليها‌السلام في مواجهة ابن زياد! ١٢٩

إشارات: ١٣٠

١ - الشجاعة العُليا التي يتمتّع بها أهل البيت عليهم‌السلام: ١٣٠

٢ - العرفان والفداء في ذروته عند مولاتنا زينب عليها‌السلام: ١٣٠

٣ - قربان الله وقتيله في كربلاء هو ريحانة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله: ١٣١

٤ - تفنيد المنطق الجبري الذي أشاعه الأُمويُّون: ١٣١

٥ - الطغيان والتشفّي من علائم الطواغيت دائماً: ١٣٣

٢٢٦

وينتفض رجل من بكر بن وائل في وجه ابن زياد! ١٣٤

ابن زياد يستفزّ الصحابي أبا برزة الأسلمي! ١٣٤

الركب الحسينيّ في محبس ابن زياد: ١٣٥

إشارة: ١٣٧

دفن الإمام وبقيّة الشهداء عليهم‌السلام: ١٣٩

ولكن هل يمكن الأخذ بهذا الرأي؟! ١٤١

خبر سليمان بن قتّة: ١٤٩

ابن زياد يطلب مَن يُقَوِّرُ الرأس المقدّس! ١٥١

أوّل رأس حُمل في الإسلام! ١٥٢

انتفاضة عبد الله بن عفيف الأزدي رضي‌الله‌عنه! ١٥٣

ابن زياد يُحاول استعادة الموادعة مع الأزد ١٥٩

ابن زياد يُطالب ابن سعد بكتاب الأمر بقتْل الإمام عليه‌السلام! ١٦١

المختار يتصدّى لابن زياد في المسجد الأعظم! ١٦٢

إشارة: ١٦٥

مقتل ولَدَي مسلم بن عقيل عليهما‌السلام: ١٦٦

المقصد الثاني

الفصل الثاني

الفصل الثاني: « مع الركب الحسينيّ من الكوفة إلى الشام »  ١٧٧

مدّة بقاء الركب الحسينيّ في الكوفة: ١٧٧

كيف حُمل بقيّة أهل البيت عليهم‌السلام إلى يزيد؟! ١٧٩

هل كانت الرؤوس المقدّسة مع الركْب الحسينيّ؟ ١٨٢

منازل الطريق من الكوفة إلى دمشق: ١٨٥

١ - الطريق السلطاني: ١٨٥

٢ - الطريق المستقيم (طريق عرب عقيل): ١٨٦

٢٢٧

جُملة من وقائع الطريق إلى الشام: ١٨٨

١ - خروج يدٍ من الحائط تكتب بمدادٍ من الدم! ١٨٨

٢ - قصّة الراهب مع الرأس المقدّس! ١٩١

٣ - الأنبياء والملائكة يزورون الرأس المقدّس. ١٩٧

٤ - تكريت تستقبل الركب بالفرح!! ١٩٨

المشاهد المقدّسة في منازل الطريق: ١٩٩

١ - مشهد النقطة في الموصل! ١٩٩

٢ - مشهد النقطة في نصيبين: ٢٠٠

٣ - مشهد النقطة في حماة! ٢٠١

٤ - هل هناك مشهد للرأس المقدّس بحمْص؟ ٢٠٢

٥ - مشهد النقطة في حلَب! ٢٠٢

٦ - مشهد السقط في حلَب! ٢٠٣

٧ - مشهد الرأس المقدّس في عسقلان!! ٢٠٥

ولنَعُدِ الآن إلى قنسرين وقصّة راهبها! ٢٠٥

تكلُّم الرأس المقدّس مع الحارث بن وكيدة: ٢٠٦

وعلى مقربة من دمشق! ٢٠٧

اليوم الذي ورد فيه الركب الحسينيّ دمشق: ٢٠٨

فهرس المصادر ٢٠٩

٢٢٨

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381