ارشاد القلوب الجزء ١

ارشاد القلوب15%

ارشاد القلوب مؤلف:
الناشر: دار الأسوة للطباعة والنشر
تصنيف: كتب الأخلاق
ISBN: ( دوره ) ٢ ـ ٤٢ ـ ٨٠٧٣ ـ ٩٦٤
الصفحات: 381

الجزء ١ الجزء ٢
  • البداية
  • السابق
  • 381 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 90098 / تحميل: 20076
الحجم الحجم الحجم
ارشاد القلوب

ارشاد القلوب الجزء ١

مؤلف:
الناشر: دار الأسوة للطباعة والنشر
ISBN: ( دوره ) ٢ ـ ٤٢ ـ ٨٠٧٣ ـ ٩٦٤
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

إرشاد القلوب ( المجلد الأوّل )

تأليف : الحسن بن أبي الحسن محمّد الديلمي

تحقيق : سيد هاشم الميلاني

الناشر : دار الأسوة للطباعة والنشر ( التابعة لمنظّمة الأوقاف والشؤون الخيرية )

المطبعة والتجليد : الأسوة

الطبعة : الثانية

تاريخ النشر : ١٤٢٤ هـ ق

عدد المطبوع : ٢٠٠٠ نسخة

 ( دوره ) ٢ ـ ٤٢ ـ ٨٠٧٣ ـ ٩٦٤ ISBN

( ج ١ ) ٠ ـ ٤٣ ـ ٨٠٧٣ ـ ٩٦٤ ISBN

١

لمحة من حياة المؤلِّف (١)

اسمه واسم أبيه :

اتّفقت المصادر المترجمة له على أنّ اسمه ( الحسن ) ولكنّها اختلفت اختلافاً شديداً في اسم أبيه .

قال صاحب أعيان الشيعة في ترجمته : اقتصر بعضهم في اسم أبيه على أبي الحسن ، وبعض سمّاه محمّداً ولم يذكر أبا الحسن ، وبعض قال : الحسن بن أبي الحسن محمد ، فجعل كنية أبيه أبا الحسن واسمه محمد ، وبعضهم قال : الحسن بن أبي الحسن بن محمد .

وعنونه في الرياض مرّة الحسن بن أبي الحسن محمد ، وأخرى الحسن بن أبي الحسن بن محمد .

وعنونه صاحب أمل الآمل : الحسن بن محمد الديلمي .

____________

(١) أخذنا أكثر هذه الترجمة من مقدّمة كتاب ( أعلام الدين في صفات المؤمنين ) للمؤلّف ، والذي عنى بتحقيقه ونشره مؤسسة آل البيتعليهم‌السلام لإحياء التراث .

٢

قال صاحب الرياض : لعلّه كان في نسخة صاحب الأمل لفظة ( ابن ) بعد أبي الحسن ساقطة ، فظنّ أنّ أبا الحسن كنية والده محمد فأسقط الكنية رأساً ولعلّه سهواً .

وقال : السيد الأمين أيضاً : وفي صدر نسخ إرشاده وكذا في بعض المواضع منه : الحسن بن محمد الديلمي .

أقول : الصواب إنّه الحسن بن أبي الحسن محمد ، وأبو الحسن كنية أبيه واسم أبيه محمد ، أمّا الحسن بن أبي الحسن بن محمد فزيادة ( ابن ) قبل محمد من سهو النسّاخ ، ومثله يقع كثيراً ، فحين يرى الناظر الحسن بن أبي الحسن محمد يسبق إلى ذهنه زيادة ابن قبل محمد .

انتهى ما ذكره السيد الأمين في ج٥/٢٥٠ من أعيان الشيعة .

وعاد في ج٤/٦٢٩ أيضاً قائلاً : الحسن بن أبي الحسن بن محمد الديلمي ، يأتي في ترجمة الحسن بن أبي الحسن محمد الديلمي ، احتمال أن يكون أبو الحسن كنية والده واسمه ، وأن يكون محمد اسم جدّه ، فراجع .

هذا مجمل القول في اختلافهم في اسم أبيه ، والذي نطمئنّ إليه ما جاء في بداية إرشاد القلوب ، حيث يقول ما نصّه : ( يقول العبد الفقير إلى رحمة ربّه ورضوانه أبو محمد الحسن بن أبي الحسن بن محمد الديلمي ، جامع هذه الآيات من الذكر الحكيم ) .

وقال في ص٩٧ من كتاب أعلام الدين في صفات المؤمنين : ( يقول العبد الفقير إلى رحمة الله وعفوه ، الحسن بن عليّ بن محمد بن الديلمي . ) .

وهذا ما يحلّ المشكلة في اسم أبيه ؛ إذ تبيّن من كتاب إرشاد القلوب أنّ كنية أبيه ( أبو الحسن ) ، وتبيّن من كتاب أعلام الدين أنّ اسم أبيه ( عليّ ) وعليّ يكنّى أبا الحسن ، فيكون محمد جدّاً للمؤلّف ، فالمحصل أنّ المؤلف هو : الحسن بن أبي الحسن عليّ بن محمد الديلمي .

٣

القول في طبقته وعصره :

ينقسم العلماء في تحديد طبقة المترجم له إلى قسمين :

الأوّل : يرى أنّه من المتقدّمين على الشيخ المفيد أو من معاصريه ، وهو ما ذهب إليه صاحب الرياض ، ونقله عنه السيد الأمين في الأعيان ، وهذا الرأي غير صحيح كما سيتّضح لك .

الثاني : يرى أنّ المؤلّف كان معاصراً للعلاّمة الحلّي (٧٢٦ هـ) أو الشهيد الأوّل (٧٨٦ هـ) أو متأخّراً عنهما بقليل ، وأنّه معاصر لفخر المحقّقين ابن العلاّمة الحلّي المتوفّي سنة (٧٧١) أي إنّه من أعلام المائة الثامنة ، وهذا ما ذهب إليه السيد الخوانساري في الروضات ، والشيخ آقا بزرك الطهراني في الذريعة .

وممّا يؤيّد هذا الرأي أُمور :

١ ـ إنّ الديلمي نقل في الجزء الأوّل من إرشاد القلوب في الباب الثاني والخمسون والثالث والخمسون عن كتاب ورّام ، فهو متأخّر عن الشيخ ورّام المتوفّي سنة (٦٠٥) قطعاً .

٢ ـ إنّه قال في الجزء الثاني من إرشاد القلوب : ( . فإنّ علماء الشيعة ـ رضوان الله عليهم ـ قد ألّفوا في فضائله [ أي فضائل أمير المؤمنينعليه‌السلام ] والأدلّة على إمامته كتباً كثيرة ، من جملتها كتاب واحد من جملة تصانيف الشيخ الأعظم ، والبحر الخضم ، ينبوع الفضائل والحكم ، جمال الإسلام والمسلمين ، الحسن بن يوسف بن المطهّر الحلّي قدّس الله روحه الزكيّة ، سمّاه كتاب الألفين ، فيه ألف دليل من الكتاب العزيز . ( فيكون إذاً متأخّراً عنه أو معاصراً له لأنّ العلاّمة توفّى سنة (٧٢٦) .

مضافاً إلى أنّه ذكر في الجزء الثاني روايات كثيرة من كتاب المناقب للخوارزمي المتوفّي سنة (٥٦٨) وذكر حكايتين من كتاب تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي المتوفّي سنة (٦٥٤) .

٤

٣ ـ إنّ المترجم له قال في كتاب ( غرر الأخبار ) ما لفظه : ( وفي كتاب العيون والمحاسن للشيخ المفيد . وقال بعد ذكر ما جرى من بني أُمية ، ثمّ من بني العباس على المسلمين بتأثير اختلاف ملوك المسلمين شرقاً وغرباً في ضعف الإسلام وتقوية الكفّار ـ إلى قوله ـ فالكفّار اليوم دون المائة سنة قد أباحوا المسلمين قتلاً ونهباً )(١) .

فيظهر من هذا النص أنّه ألّف كتابه المذكور بعد انقراض دولة بني العباس في سنة (٦٥٦) بما يقرب من مائة سنة ، أي أواسط المائة الثامنة .

وعلى هذا يمكن حصر طبقة المترجم له والفترة التي عاش فيها من ما بعد سنة (٧٢٦) إلى ما قبل سنة (٨٤١) ( بما أنّ ابن فهد الحلّي المتوفّى سنة (٨٤١) روى عنه في كتاب عدّة الداعي ) تقريباً ، وهذا الاحتمال أقرب للواقع .

أقوال العلماء فيه :

١ ـ الشيخ الحرّ العاملي في أمل الآمل ٢/٧٧ : ( كان فاضلاً محدّثاً صالحاً ) .

٢ ـ وقال العلاّمة المجلسي في البحار ١/١٦ ، بعد ذكر مؤلّفاته : ( كلّها للشيخ العارف أبي محمد الحسن بن محمد الديلمي ) .

وفي ١/٣٣ ، بعد ذكر كتابي أعلام الدين وغرر الأخبار : ( وإن كان يظهر من الجميع ونقل الأكابر عنهما جلالة مؤلّفهما ) .

____________

(١) راجع الذريعة ١٦ : ٣٦ .

٥

٣ ـ الميرزا عبد الله أفندي في رياض العلماء ١/٣٣٨ : ( الشيخ العارف أبو محمد الحسن بن أبي الحسن بن محمد الديلمي قدّس الله سرّه ، العالم المحدّث الجليل المعروف بالديلمي ) .

٤ ـ السيد الخوانساري في روضات الجنّات ٢/٢٩١ : ( العالم العارف الوجيه أبو محمد الحسن بن أبي الحسن محمد الديلمي ، الواعظ المعروف الذي هو بكلّ جميل موصوف . وبالجملة فهذا الشيخ من كبراء أصحابنا المحدّثين ) .

٥ ـ السيد محسن الأمين في أعيان الشيعة ٥/٢٥٠ : ( هو عالم عارف عامل محدّث كامل وجيه ، من كبار أصحابنا الفضلاء في الفقه والحديث والعرفان والمغازي والسير ) .

٦ ـ الشيخ عباس القمّي في الكنى والألقاب ٢/٢١٢ : ( أبو محمد الحسن بن أبي الحسن محمد الديلمي الشيخ المحدّث الوجيه النبيه ) .

٧ ـ وقال أيضاً في الفوائد الرضوية ص٩٤ : ( قال صاحب التكملة : الحسن بن أبي الحسن الديلمي صاحب كتاب إرشاد القلوب ، كان هذا الشيخ من أهل القرن السابع ، ومن كبار أصحابنا الفضلاء في الفقه والحديث والعرفان والمغازي والسير . ) .

بعض سلوكه وأحواله :

في تواضعه لله تعالى :

قال في كتاب إرشاد القلوب ، الباب الثاني والثلاثون : ( . كنت في شبيبتي إذا دعوت بالدعاء المقدّم على صلاة الليل ، ووصلت إلى قوله :( اللّهمّ إنّ ذكر الموت وهول المطلع والوقوف بين يديك نغّصني مطعمي ومشربي ، وأغصّني بريقي ، وأقلقني عن وسادي ، ومنعني رقادي ) أخجل حيث لا أجد هذا كلّه في نفسي ،

٦

فاستخرجت له وجهاً يخرجه عن الكذب ، فأضمرت في نفسي أنّي أكاد أن يحصل عندي ذلك .

فلمّا كبرت السن ، وضعفت القوّة ، وقربت سرعة النقلة إلى دار الوحشة والغربة ما بقي يندفع هذا عن الخاطر ، فصرت ربّما أرجو أن لا أُصبح إذا أمسيت ، ولا أُمسي إذا أصبحت ، ولا إذا مددت خطوة أن أتبعها أُخرى ، ولا أن يكون في فمي لقمة أسيغها ، فصرت أقول : ( اللّهمّ إنّ ذكر الموت وهول المطلع والوقوف بين يديك نغّصني مطعمي ومشربي ، وأغصني بريقي ، وأقلقني عن وسادي ، ومنعني رقادي ، ونغّص عليّ سهادي ، وابتزّني راحة فؤادي .

إلهي وسيّدي ومولاي مخافتك أورثتني طول الحزن ، ونحول الجسد ، وألزمتني عظيم الهمّ والغمّ ودوام الكمد ، وأشغلتني عن الأهل والولد والمال والعبيد ، وتركتني مسكيناً غريباً وحيداً ، وإن كنت بفناء الأهل والولد ، ما أحسّ بدمعة ترقأ من آماقي ، وزفير يتردّد بين صدري والتراقي .

سيّدي فبرّد حزني ببرد عفوك ، ونفّس غمّي وهمّي ببسط رحمتك ومغفرتك ، فإنّي لا آمن إلاّ بالخوف منك ، ولا أعزّ إلاّ بالذلّ لك ، ولا أفوز إلاّ بالثقة بك والتوكّل عليك يا أرحم الراحمين وخير الغافرين ) .

في غربته :

قد ابتلى المؤلّف بالغربة والوحشة وضيق ذات اليد ، وهذا ما تنبّأ له والده ، قال المؤلّف في كتاب أعلام الدين ص٣٢٦ بعد ذكر عدّة آيات في الموالاة في الله والمعاداة فيه :

( يقسم بالله جلّ جلاله مملي هذا الكتاب : إنّ أوثق وأنجح ما توخّيته فيما بيني وبين الله عزّ وجلّ بعد المعرفة والولاية هذا المعنى ، ولقد فعل الله تعالى معي به كلّ

٧

خير ، وإن كان أكسبني العداوة من الناس ، فقد ألبسني ثوب الولاية لله تعالى ؛ لأنّ الله تعالى علم منّي مراعاة هذا الأمر صغيراً وكبيراً ، وما عرفني به معرفة صحيحة غير والديرحمه‌الله ، فإنّه قال لي يوماً من الأيام : يا ولدي ، أنت تريد الأشياء بيضاء نقيّة خالية من الغشّ من كلّ الناس ، وهذا أمر ما صحّ منهم لله ، ولا لرسوله ، ولا لأمير المؤمنين ، ولا لأولاده الأئمّةعليهم‌السلام ، فإذاً تعيش فريداً وحيداً غريباً فقيراً ، وكان الأمر كما قال ، ولست بحمد الله بندمان على ما فات حيث كان في ذلك حفاظ جنب الله تعالى ، وكفى به حسيباً ونصيراً ) .

وقال في مدح الحزن في إرشاد القلوب ، الباب الثاني والثلاثون : ( ليس العجب من أن يكون الإنسان حزيناً بل العجب أن يخلو من الحزن ساعة واحدة . ) .

في ذمّه لعلماء السوء :

قالرحمه‌الله في الباب السابع عشر من كتاب إرشاد القلوب في ذمّ علماء السوء : ( . ومثل ذلك مثل رجل كان عطشاناً فرأى جرّة مملوّة فيها ماء ، فأراد أن يشرب منها فقال له رجل : لا تدخل يدك فيها فإنّ فيها أفعى يلسعك وقد ملأها سمّاً ، فامتنع الرجل من ذلك ، ثمّ إنّ المخبر بذلك أخذ يدخل يده فيها ، فقال العطشان : لو كان فيها سمّاً لما أدخل يده .

وكذلك حال الناس مع علماء السوء ، زهدوا الناس في الدنيا ورغبوا هم فيها ، وحسنوا إليهم أفعالهم ، ووعدوهم بالسلامة ، لا بل قالوا لهم : قد رأينا لكم المنامات بعظيم المنازل والقبول . ) .

٨

في شعره :

قال في أعلام الدين :

تخيّر قريناً من فعالك صالحاً

يُعِنْكَ على هول القيامة والقبرِ

ويسعى به نوراً لديك ورحمة

تعمّك يوم الروع في عرصة الحشرِ

وتأتي به يوم التغابن آمناً

أمانك في يمناك من روعة النشرِ

فما يصحب الإنسان من جلّ ماله

سوى صالح الأعمال أو خالص البرِّ

بهذا أتى التنزيل في كلّ سورةٍ

يفصّلها ربّ الخلائق في الذكرِ

وفي سنّة المبعوث للناس رحمةً

سلام عليه بالعشيّ وفي الفجرِ

حديثٌ رواه ابن الحصين خليفة

يحدّثه قيس بن عاصم ذو الوفرِ

قاله بعد ذكر حديث عن خليفة بن الحصين ، وقال أيضاً في إرشاد القلوب :

لا تنسوا الموت في غمٍّ ولا فرح

والأرض ذئب وعزرائيل قصّاب

وقال أيضاً :

صبرت ولم أُطلع هواي على صبري

وأخفيت ما بي منك عن موضع الصبرِ

مخافة أن يشكو ضميري صبابتي

إلى دمعتي سرّاً فيجري ولا أدري

مؤلّفاته :

١ ـ الأربعون حديثاً :

ذكره الشيخ آقا بزرك الطهراني في الذريعة ، قال : ( قال الفاضل المعاصر الشيخ علي أكبر البجنوردي : إنّه كانت عندي نسخة منه وتلفت ، وكان أوّل أحاديثه حديث جنود العقل والجهل ، وثالثها حديث الغدير )(١) .

____________

(١) الذريعة ١ : ٤١٤ .

٩

٢ ـ غرر الأخبار ودرر الآثار في مناقب الأطهار :

ذكر الشيخ آقا بزرك الطهراني في الذريعة ، وقال : ( ينقل عنه المجلسي في أوّل البحار ، وأيضاً ينقل عن الغرر المولى محمد حسين الكوهرودي المعاصر المتوفّي بالكاظمية في (١٣١٤ هـ) في تأليفاته كثيراً ، منها حديث الكساء بالترتيب الموجود في منتخب الطريحي باختلاف يسيرٍ جداً ، بأسانيد عديدة ) .

وقال أيضاً : ( وينقل في الغرر أيضاً عن كتاب ( نزهة السامع ) الملقّب بالمحبوبي جملة من مطاعن معاوية وفضائحه ، وينقل فيه أيضاً عن كتاب ( السقيفة ) رواية أبي صالح السليل أحمد بن عيسى .

وذكره الشيخ عباس القمّي في الكنى والألقاب قائلا : ( وله كتاب غرر الأخبار ودرر الآثار . قيل إنّ حديث الكساء المشهور الذي يعدّ من متفرّدات منتخب الطريحي موجود في غرر هذا الشيخ ) .

٣ ـ أعلام الدين في صفات المؤمنين :

وقد عنى بتحقيقه وطبعه مؤسسة آل البيتعليهم‌السلام لإحياء التراث .

وهو كتاب مهمّ نقل فيه تمام كتاب ( البرهان على ثبوت الإيمان ) لأبي الصلاح الحلبي ، ونقل أيضاً ( الأربعون الودعانيّة ) بكاملها ، وهي أربعون حديثاً رواها ابن ودعان الموصلي .

٤ ـ إرشاد القلوب إلى الصواب المنجي مَن عمل به من أليم العقاب :

وهو هذا الكتاب الذي بين يديك ، ويعدّ من أشهر مؤلّفاته ويعرف بإرشاد الديلمي ، نقل عنه العلاّمة المجلسي في البحار ، وقال عنه : ( وكتاب إرشاد القلوب

١٠

كتاب لطيف مشتمل على أخبار متينة غريبة )(١) .

واعتمده الشيخ الحرّ في موسوعته وسائل الشيعة ، وعنونه في الفائدة الرابعة من خاتمة الكتاب بعد أن قال : ( الفائدة الرابعة : في ذكر الكتب التي نقلت منها أحاديث هذا الكتاب ، وشهد بصحّتها مؤلّفوها وغيرهم ، وقامت القرائن على ثبوتها ، وتواترت عن مؤلّفيها ، أو علمت صحّة نسبتها إليهم ، وقامت بحيث لم يبق فيها شكّ ولا ريب ، كوجودها بخطوط أكابر العلماء ، وتكرّر ذكرها في مصنّفاتهم ، وشهادتهم بنسبتها ، وموافقة مضامينها لروايات الكتب المتواترة ، أو نقلها بخبر واحد محفوف بالقرينة ، وغير ذلك وهي . كتاب الإرشاد للديلمي الحسن بن محمد ) .

وقال عنه الشيخ آقا بزرك الطهراني : ( وهو كتاب جليل قرّظه السيد عليّ صدر الدين المدني المتوفّي سنة (١١٢٠) برباعيّتين ، إحداهما :

إذا ضلّت قلوب عن هداها

فلم تدر العقاب من الثوابِ

فأرشدها جزاك الله خيراً

بإرشاد القلوب إلى الصوابِ

وثانيتهما :

هذا كتاب في معانيه حسن

للديلمي أبي محمد الحسن

أشهى إلى المضني العليل من الشفا

وألذّ للعينين من غمض الوسن (٢)

وذكره إسماعيل باشا في إيضاح المكنون قائلا : ( إرشاد القلوب إلى الصواب المنجي مَن عمل به من أليم العقاب ، للشيخ أبي محمد الحسن بن أبي الحسن بن محمد ، الواعظ الشيعي )(٣) .

____________

(١) البحار ١ : ٣٣ .

(٢) الذريعة ١ : ٥١٧ .

(٣) إيضاح المكنون ٣ : ٦٢ .

١١

وقال السيد الخوانساري في الروضات : ( وله كتب ومصنّفات منها كتاب إرشاد القلوب في مجلّدين ، رأيت منه نسخاً كثيرة ، وينقل عنه صاحب الوسائل والبحار كثيراً ، معتمدين عليه )(١) .

يقع الكتاب في مجلّدين ، المجلّد الأوّل في المواعظ والنصائح ونحوها ، والمجلّد الثاني في فضائل أمير المؤمنينعليه‌السلام .

قال الشيخ الحرّ بعد الثناء على المؤلّف : ( له كتاب إرشاد القلوب مجلّدان )(٢) .

وقد شكّك صاحب الرياض في نسبة المجلّد الثاني من الكتاب للديلمي ، وقال : ( وبالجملة ، المجلّد الثاني من كتاب إرشاده كثيراً ما يشتبه الحال فيه ، بل لا يعلم الأكثر أنّه المجلّد الثاني من ذلك الكتاب )(٣) .

وقال السيد الخوانساري : ( إلاّ أنّ في كون المجلّد الثاني منه المخصوص بأخبار المناقب تصنيفاً له أو جزءاً من الكتاب نظراً بيّناً ، حيث إنّ وضعه كما استفيد لنا من خطبته على خمس وخمسين باباً كلّها في الحكم والمواعظ ، فبتمام المجلّد الأوّل تتصرّم عدّة الأبواب ، مضافاً إلى أنّ في الثاني توجد نقل أبيات في المناقب عن الحافظ رجب البرسي ، مع انّه من علماء المائة التاسعة )(٤) .

وقال السيد الأمين بعد ذكره قول الميرزا الأفندي والسيد الخوانساري : ( ويرشد إليه ما ستعرف من اسمه الدال على أنّه في المواعظ خاصة )(٥) .

ويقوى هذا التشكيك أنّه لا يوجد في الجزء الثاني من الكتاب ما يدلّ على كونه للديلمي ، مع أنّه يذكر في المجلّد الأوّل عدّة مرّات عبارات تؤكّد نسبته إليه ،

____________

(١) روضات الجنّات ٢ : ٢٩١ .

(٢) أمل الآمل ٢ : ٧٧ .

(٣) رياض العلماء ١ : ٣٤٠ .

(٤) روضات الجنّات ٢ : ٢٩١ .

(٥) أعيان الشيعة ٥ : ٢٥٠ .

١٢

مثل عبارة : ( يقول العبد الفقير إلى رحمة الله ورضوانه الحسن بن محمد الديلمي تغمّده الله برحمته ) ، وغيرها ، ولكن لا توجد أيّ عبارة هكذا وعلى هذا السياق العام للكتاب في الجزء الثاني .

وأيضاً فقد ذُكر في الجزء الثاني ـ في النسخة المطبوعة في منشورات الرضي ـ بعد ذكر حديث يرفعه إلى الشيخ المفيد :

( وذكره المجلسيرحمه‌الله في المجلّد التاسع من كتاب بحار الأنوار ، والسيد البحراني في كتاب مدينة المعاجز بتغيير ما ، فمَن أراده فليراجعهما ) .

أقول : إنّ ما ذكره السيد الخوانساري من إيراد أبيات للحافظ رجب البرسي ، فإنّها جاءت في ابتداء الجزء الثاني ومعها عدّة أحاديث ، ثمّ بعد تمامها يبدأ الكتاب هكذا : ( بسم الله الرحيم الرحيم ، رُوي عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال :لأخي عليّ بن أبي طالب فضائل لا تحصى كثرة . ) .

فيحتمل أن تكون هذه الأشعار من زيادة النسّاخ ، مضافاً إلى أنّها لم ترد في النسخة المطبوعة في منشورات الشريف الرضي ، بل ذكر الناشر عدّة أبيات للحافظ البرسي في نهاية الكتاب .

وكذلك الحال بالنسبة إلى قوله : ( وذكره المجلسيرحمه‌الله في المجلّد التاسع من كتاب بحار الأنوار ، والسيد البحراني في كتاب مدينة المعاجز . ) فنحن نجزم بعدم كون هذه الجملة من أصل الكتاب ؛ لعدم ورودها في النسخ التي اعتمدنا عليها في تحقيق الكتاب .

وأمّا بالنسبة إلى قول السيد الأمين بأنّ اسم الكتاب يدلّ على أنّه في المواعظ خاصّة ، فإنّا لا نرى هذه الخاصية ؛ لأنّ اسم الكتاب كما عرفت هو ( إرشاد القلوب إلى الصواب المنجي مَن عمل به من أليم العقاب ) فكما أنّ العمل بالمواعظ منجي فكذلك ذكر أهل البيت وذكر فضائلهم سيّما الإمام أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة

١٣

والسلام ، فإنّهم حجج الله ، وصراطه ، وميزانه ، وأنّ حساب الخلق عليهم ، وإيابهم إليهم وفصل الخطاب عندهم .

وبعد هذا كلّه وبعد اعتراف الشيخ الحرّ بأنّ الكتاب يقع في مجلّدين ، وبعد اعتماد العلاّمة المجلسيرحمه‌الله ، والسيد هاشم البحراني في كتبهما على الجزء الثاني ، وإذعانهما بأنّه للمؤلّف بذكرهما أحاديث كثيرة عنه ؛ لا يبقى لنا مجال للتشكيك في أنّ المجلّد الثاني من كتاب إرشاد القلوب للديلمي أم لغيره ، هذا ما توصّلنا إليه من ظاهر الأمر ، والله أعلم بحقائق الأمور .

١٤

منهج التحقيق

اعتمدنا في تحقيق هذا الكتاب على عدّة نسخ :

١ ـ النسخة المحفوظة في مكتبة الإمام الرضاعليه‌السلام في مشهد المقدّسة برقم (١٤٣٧٢) وهي التي اعتمدت عليها في استنساخ الكتاب لجودة خطّها وقلّة خطأها ، ورمزت لها بـ ( ألف ) ، ولم يرد تاريخ نسخها في آخرها لكن ذكر في فهرس المكتبة الرضويّة أنّها نسخت في القرن التاسع الهجري .

٢ ـ النسخة المحفوظة في مدرسة الشهيد المطهّري في طهران ، تحت رقم (٥٢٨٦) ولم يُعلم تاريخ نسخها لانمحاء الأسطر الأخيرة منها ، ورمزت لها بحرف ( ب ) .

٣ ـ النسخة المحفوظة في مكتبة آية الله العظمى السيد المرعشي النجفي (قدّس سرّه) ، تحت رقم (٥٧٧) ، وجاء في آخرها : ( ولقد وقع الفراغ من استنساخ هذه النسخة الشريفة عصر يوم السبت ثالث عشر شهر محرّم الحرام في سنة (١١٢٧) ) ولم أعتمد عليها كثيراً إلاّ في ما لم أجده في النسختين المتقدّمتين ، فإنّه

١٥

وقع في هاتين النسختين سقط في موضعين من المجلّد الأوّل ، أحدهما : في الباب الرابع عشر ، والثاني : في الباب الثالث والعشرون .

٤ ـ النسخة المطبوعة من قِبل منشورات الشريف الرضي ، ورمزت لها بحرف ( ج ) ، وهي نسخة كثيرة الأخطاء والأغلاط ، وقد حذف الناشر من آخرها ـ للظروف التي كانت آنذاك في بغداد ـ فصلاً كاملاً في ذكر صفات أعداء أمير المؤمنينعليه‌السلام ومثالبهم والبدع التي ابتدعوها .

وممّا يؤيّد أنّ هذا الفصل من أصل الكتاب ، مجيئه أوّلاً في النسخ الخطّية ، وثانياً نَقْلُ العلاّمة المجلسيرحمه‌الله إيّاه في المجلّد الثامن من البحار ونسبته إلى المؤلّف .

٥ ـ راجعنا في بعض الأحيان إلى ما أورده العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار وذكرنا موارد الاختلاف في الهامش .

وإنّي بعد الاستنساخ والمقابلة حاولت ـ حسب وسعي وجهدي ـ في تخريج الأحاديث ، ولكن بقيت أحاديث لم أستطع تخريجها ، أو وجدت ما يشابهها فذكرت المصدر مع الإشارة إلى أنّ هذا ليس نصّ الحديث بقولي : ( نحوه ) أو ( مثله ) أو ( باختلاف ) ، وأرجعت بعضها الآخر إلى البحار ، وهو وإن كان متأخّراً إلاّ أنّي رأيت عدم الإهمال أولى من الإهمال .

وذكر المؤلّف (قدّس سرّه) في الباب الثاني والخمسون ، وكذلك في الباب الثالث والخمسون أحاديث كثيرة من كتاب ورّام بن أبي فراس ، ولكن مع الفحص الشديد ـ بحيث تصفّحت ورقة ورقة من الكتاب ـ لم أعثر على بعض الأحاديث ، ولا يبعد أن يكون هذا الكتاب ناقصاً ، مع كونه جديراً بإعادة الطبع والتحقيق لمَن يتمكّن ذلك ويُوَفَّق .

وفي الختام أسأل الله العليّ الأعلى أن يتقبّل منّا هذا القليل ، وأن ينفع به

١٦

إخواننا المؤمنين ، ويوفّقنا لخدمة هذا الدين المبين ، فهو خير ناصر ومعين ، والحمد لله ربّ العالمين .

 السيد هاشم الميلاني

 قم المقدّسة ـ ذو الحجّة ١٤١٦ هـ ق

١٧

الصفحة الأُولى من نسخة ( أ )

١٨

الصفحة الأخيرة من نسخة ( أ )

١٩

الصفحة الأُولى من نسخة ( ب )

٢٠

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

يفعل يوم دخوله، ويقول كما قال، ويدعو ( ويودع )(١) بما تهيأ من الوداع وينصرف ».

[١١٨٤٧] ٣ - الصدوق في الفقيه: إذا أردت ن تخرج من المدينة فائت موضع رأس النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فسلم عليه، ثم ائت المنبر وصل عنده على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ما استطعت، وداع لنفسك بما أحببت للدين والدنيا، ثم ارجع إلى قبر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله والزق منكبك الأيسر على القبر قريبا من الأسطوانة ( التي دون الأسطوانة )(١) المخلقة عند رأس النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وصل ست ركعات أو ثمان ركعات واقرأ في كلّ ركعة الحمد وسورة واقنت في كلّ ركعتين، فإذا فرغت منها استقبلت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقلت مودعا له: صلى الله عليك، السلام عليك، لا جعله اله آخر تسليمي عليك، اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارة قبر نبيكصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وإن توفيتني قبل ذلك فإني أشهد(٢) أن لا إله إلا أنت، وأن محمدا عبدك ورسولك ».

[١١٨٤٨] ٤ - بعض نسخ الرضوي: « ثم إذا أردت أن تخرج من المدينة تودع قبر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، تفعل مثل ما فعلت في الأول، تسلم وتقول: اللهم لا تجعله آخر العهد مني من زيارة قبر نبيكصلى‌الله‌عليه‌وآله وحرمه فإني أشهد أن لا إله إلا أنت(١) في حياتي إن

__________________

(١) أثبتناه من المصدر.

٣ - الفقيه ج ٢ ص ٣٤٣.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) في المصدر زيادة: في مماتي على ما أشهد في حياتي.

٤ - بعض نسخ الفقه الرضوي، وعنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٣٦.

(١) في المصدر: الله.

٢٠١

توفيتني قبل ذلك، وأن محمدا عبدك ورسولكصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولا تودع القبر إلا وأنت قد اغتسلت أو أنت متوضئ إن لم يمكنك الغسل والغسل أفضل ».

١٢ -( باب وجوب احترام مكة والمدينة والكوفة، واستحبابسكناها والصدقة بها، وكثرة الصلاة فيها، والاتمام سفرا بها)

[١١٨٤٩] ١ - الشيخ الطوسي في أماليه: عن أحمد بن عبدون، عن علي بن محمد بن الزبير، عن علي بن الحسن بن فضال، عن العباس بن عامر، عن أحمد بن رزق الغمشاني، عن عاصم بن عبد الواحد المدني قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: « مكة حرم الله(١) ، والمدينة حرم محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، والكوفة حرم علي بن أبي طالبعليه‌السلام إن علياعليه‌السلام حرم من الكوفة ما حرم إبراهيمعليه‌السلام من مكة، وما حرم محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله من المدينة ».

[١١٨٥٠] ٢ - دعائم الاسلام: روينا عن عليعليه‌السلام أنه خطب، فقال في خطبته: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : المدينة حرم ما بين عير إلى ثور، فمن أحدث فيها حدثا، أو أوى محدثا، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، ولا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا ».

[١١٨٥١] ٣ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال: « من أحدث في المدينة

__________________

الباب ١٢

١ - أمالي الطوسي ج ٢ ص ٢٨٤.

(١) في المصدر: إبراهيم.

٢ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٢٩٥.

٣ - دعائم الاسلام.

٢٠٢

حدثا أو آوى محدثا، فعليه لعنة الله، قيل لأبي عبد اللهعليه‌السلام ما الحدث؟ قال: القتل(١) ».

[١١٨٥٢] ٤ - وعن عليعليه‌السلام أنه قال: « من خرج من المدينة رغبة عنها أبدله الله شرا منها ».

[١١٨٥٣] ٥ - السيد الرضي في الخصائص: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال في مدح الكوفة: « يا كوفة ما أطيبك وأطيب ريحك! »(١) .

[١١٨٥٤] ٦ - وفي نهج البلاغة: عنهعليه‌السلام قال: « كأني بك يا كوفة تمدين مد الأديم(١) العكاظي، تعركين(٢) بالنوازل، وتركبين الزلازل(٣) ، وإني لأعلم أنه ما أراد بك جبار سوءا إلا ابتلاه الله بشاغل، ورماه بقاتل ».

[١١٨٥٥] ٧ - الصدوق في العيون: عن محمد بن عمر بن سالم(١) ، عن

__________________

(١) سقط هذا الحديث من الطبعة الحجرية.

٤ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٢٩٦.

٥ - الخصائص ص ٨٩.

(١) سقط هذا الحديث من الطبعة الحجرية.

٦ - نهج البلاغة ج ١ ص ٩٣ ح ٤٦.

(١) الأديم: هو الجلد المدبوغ ( لسان العرب ج ١٢ ص ٩ ).

(٢) تعركين: عرك البعير جنبه بمرفقه: إذا دلكه فأثر فيه، وكأنه كناية عن التذلل للأعداء وتحمل الأذى من جهتهم ( مجمع البحرين ج ٥ ص ٢٨٢ ).

(٣) في المصدر: بالزلزال.

٧ - عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ج ٢ ص ٢٩١، وعنه في البحار ج ١٠٠ ص ٣٩٢ ح ٢٢.

(١) في المخطوط: أسلم، والصواب أثبتناه من المصدر. راجع معجم رجال الحديث ج ١٧ ص ٦٨.

٢٠٣

الحسن بن عبد الله بن محمد الرازي التميمي، عن أبيه، عن الرضا،، عن آبائهعليهم‌السلام قال: « ذكر عليعليه‌السلام الكوفة فقال: يدفع البلاء عنها كما يدفع عن أخبية(٢) النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

[١١٨٥٦] ٨ - وفي العلل: عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « الكوفة جمجمة العرب، ورمح الله تبارك وتعالى، وكنز الايمان ».

[١١٨٥٧] ٩ - حسن بن محمد بن الحسن القمي المعاصر للصدوق في تاريخ قم: عن عبد الواحد البصري، عن أبي وائل، عن عبد الله الليثي، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك قال: كنت ذات يوم جالسا عند النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله إذ دخل عليه علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، فقال: « ( إلي يا أبا الحسن ثم اعتنقه، وقبل ما بين عينيه، وقال: يا علي إن الله عز اسمه عرض ولايتك على السماوات فسبقت إليها السماء السابعة فزينها بالعرش، ثم سبقت إليها السماء الرابعة فزينها بالبيت المعمور، ثم سبقت إليها السماء الدنيا فزينها بالكواكب، ( ثم عرضها على الأرضين فسبقت إليه مكة فزينها بالكعبة )(١) ، ثم سبقت إليها المدينة فزينها بي ثم سبقت إليها الكوفة فزينها بك » الخبر.

__________________

(٢) أخبية: جمع خباء، وهو ما يعمل من الوبر أو الصوف أو الشعر، ويراد به مسكن الرجل أو داره ( مجمع البحرين ج ١ ص ١١٩ ).

٨ - علل الشرائع ص ٤٦٠.

٩ - تاريخ قم ص ٩٤.

(١) ما بين القوسين ليس في المصدر.

٢٠٤

[١١٨٥٨] ١٠ - وعن محمد بن قتيبة الهمداني والحسن بن علي الكمشارجاني، عن علي بن النعمان، عن أبي الأكراد علي بن ميمون الصائغ(١) : عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « إن الله احتج بالكوفة على سائر البلاد، وبالمؤمنين من أهلها على غيرهم » الخبر.

[١١٨٥٩] ١١ - وعن الحسن بن يوسف، عن خالد بن أبي يزيد(١) ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « إن الله اختار من جميع البلاد كوفة، وقم، وتفليس ».

[١١٨٦٠] ١٢ - وعن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد البرقي، عن سعد بن سعد الأشعري، عن جماعة، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « إذا عمت البلايا فالأمن في الكوفة ونواحيها من السواد » الخبر.

[١١٨٦١] ١٣ - وعن محمد بن سهل بن اليسع، عن أبيه، عن جده، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « إذا فقد الامن من البلاد، وركب الناس على الخيول، واعتزلوا النساء والطيب، فالهرب الهرب قلت،

__________________

١٠ - تاريخ قم ص ٩٥.

(١) في المخطوط: عن أبي الأكراد عن ميمون الصائغ، وما أثبتناه من المصدر ومعاجم الرجال. راجع معجم رجال الحديث ج ١٢ ص ٢٠٨.

١١ - تاريخ قم ص ٩٧.

(١) كذا في المخطوط، وفي المصدر: خالد أبي يزيد، والظاهر أن الصحيح: خالد بن يزيد، حيث عده الشيخ من أصحاب الإمام الصادق عليه‌السلام .

راجع رجال الطوسي ص ١٨٥ و ١٨٩، ومعجم رجال الحديث ج ٧ ص ٣٩.

١٢ - ١٣ تاريخ قم ص ٩٧.

٢٠٥

جعلت: فداك إلى أين؟ قال: إلى الكوفة ونواحيها » الخبر.

[١١٨٦٢] ١٤ - وعن يعقوب بن يزيد، عن أبي الحسن الكرخي، عن سليمان بن صالح قال: كنا ذات يوم عند أبي عبد اللهعليه‌السلام ، فذكر فتن بني عباس وما يصيب الناس منهم، فقلنا: جعلنا فداك فأين المفزع والمفر في ذلك الزمان؟ فقال: « إلى الكوفة وحواليها ».

[١١٨٦٣] ١٥ - وعن جماعة من أهل الري، أنهم دخلوا على أبي عبد اللهعليه‌السلام ، إلى أن قالوا: فقالعليه‌السلام : « إن لله حرما وهو مكة، وإن للرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله حرما وهو المدينة، وإن لأمير المؤمنينعليه‌السلام حرما وهو الكوفة، وإن لنا حرما وهو بلدة قم » الخبر.

[١١٨٦٤] ١٦ - السيد الرضي في المجازات النبوية: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « أمرت بقرية تأكل القرى، تنفي الخبث كما ينفي الكير خبث الحديد ».

[١١٨٦٥] ١٧ - العياشي في تفسيره: عن بدر بن خليل الأسدي، عن رجل من أهل الشام قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : « أول بقعة عبد الله عليها ظهر الكوفة، لما أمر الله الملائكة أن يسجدوا لادم سجدوا على ظهر الكوفة ».

[١١٨٦٦] ١٨ - عوالي اللآلي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال:

__________________

١٤ - ١٥ - تاريخ قم ص ٩٧.

١٦ - المجازات النبوية ص ٣٣٠.

١٧ - تفسير العياشي ج ١ ص ٣٤ ح ١٨.

١٨ - عوالي اللآلي ج ١ ص ١٥٤ ح ١٢٢.

٢٠٦

« اللهم أنك أخرجوني من أحب البقاع إلي، فأسكني أحب البقاع إليك، فأسكنه المدينة ».

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله في حق المدينة(١) : « لا يصبر على لأوائها(٢) وشدتها أحد الا كنت له شفيعا أو شهيدا يوم القيامة ».

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله (٣) : « إن الايمان لنازل على المدينة كما تنزل الحية إلى حجرها ».

[١١٨٦٧] ١٩ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: « اللهم بارك لنا في شامنا، وبارك لنا في يمننا، قالوا: وفي نجدنا، ( فقال: اللهم بارك لنا في شامنا، وبارك لنا في يمننا، قالوا: وفي نجدنا )(١) ، قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : هناك الزلازل والفتن، وبها يطلع قرن الشيطان ».

قال صاحب العوالي في الحاشية: أراد بالشام هنا المدنية، وأراد باليمن مكة.

ومثله قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « إذا جفاك زمنك شامك، شامك أو يمنك يمنك. يعني عليك بالمدينة ومكة. انتهى.

[١١٨٦٨] ٢٠ - وفيه عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال؟: « مكة حرم الله وحرم رسوله، الصلاة فيها بمائة ألف صلاة، والدرهم،

__________________

(١) نفس المصدر ج ١ ص ٤١٨ ح ١٢١.

(٢) اللاواء: ضيق المعيشة، وقيل: القحط ( لسان العرب ج ١٥ ص ٢٣٨ ).

(٣) نفس المصدر ج ١ ص ٤٢٩ ح ١٢٢.

١٩ - عوالي اللآلي ج ١ ص ١٥٤ ح ١٢٢.

(١) ما بين القوسين ليس في المصدر.

٢٠ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٤٢٨ ح ١١٨.

٢٠٧

وروي بعشرة آلاف ».

[١١٨٦٨] ٢١ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: « إن المدينة لتنفي خبثها كما ينفي الكير خبث الحديد ».

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله (١) في مكة: « ما أطيبك من بلد، وأحبك إلي، ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك ».

[١١٨٧٠] ٢٢ - المسعودي في إثبات الوصية: في سياق قصة نوح، عن العالمعليه‌السلام أنه قال: « وعقد نوح في وسط المسجد قبة، فأدخل إليها أهله وولده و، ( المؤمنين )(١) - إلى أن قال - فسميت الكوفة قبة الاسلام بسبب تلك القبة ».

[١١٨٧١] ٢٣ - حسين بن حمدان في كتابه: في حديث المفضل الطويل، عن الصادقعليه‌السلام قال: « حدثني أبي الباقر عن جدي علي بن الحسين يرفعه إلى جدي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: ( طينتنا من المدينة )(١) ، وطينة شيعتنا من الكوفة، وطينة أعدائنا من البصرة » الخبر.

[١١٨٧٢] ٢٤ - وقال الشيخ الطوسي في المصباح: ويستحب أن يقول في السجدة بين الأذان والإقامة: اللهم اجعل قلبي بارا، ( وعملي سارا،

__________________

٢١ - عوالي اللآلي ج ١. ص ٤٢٩ ح ١٢٣.

(١) نفس المصدر. ج ١ ص ١٨٦ ح ٢٦٠.

٢٢ - اثبات الوصية ص ٢٣.

(١) أثبتناه من المصدر.

٢٣ - الهداية ص ١١١ أ.

(١) في المصدر: طينة أبي من مدينة.

٢٤ - مصباح المتهجد ٢٨.

٢٠٨

وعيشي قارا(١) ، ورزقي دارا، واجعل لي عند قبر نبيك محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله مستقرا وقرارا.

١٣ -( باب أن حرم المدينة من عائر إلى وعير، لا يعضد شجره ولا بأس بصيده، إلا ما صيد بين الحرتين)

[١١٨٧٣] ١ - دعائم الاسلام؟: عن عليعليه‌السلام قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : المدينة حرم ما بين عير إلى ثور. الخبر.

[١١٨٧٤] ٢ - وعن جعفر بن محمدعليهما‌السلام أنه قال: « ما بين لابتي المدينة حرم. فقيل له: طيرها كطير مكة؟ قال: « لا ولا يعضد(١) شجرها. قيل له: وما لابتاها؟ قال: « ما أحاطت به الحرة، حرم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، لا يهاج صيدها، ولا يعضد شجرها ».

[١١٨٧٥] ٣ - بعض نسخ الرضوي: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : مكة حرم الله، حرمها إبراهيم، والمدينة حرمي ما بين لابتيها، لا يعضد شجرها، وما بين لابتيها، ما بين ظل عائر إلى ظل وعير، وليس صيدها كصيد مكة، بل يؤكل هذا ولا يؤكل ذاك ».

__________________

(١) ليس في المصدر.

الباب ١٣

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٢٩٥.

٢ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٢٩٦.

(١) العضد: القطع، أي لا يقطع شجرها ( مجمع البحرين ج ٣ ص ١٠٢ ).

٣ - بعض نسخ الفقه الرضويعليه‌السلام ص ٧٥.

٢٠٩

١٤ -( باب استحباب زيارة فاطمةعليه‌السلام ، وموضع قبرها)

[١١٨٧٦] ١ - السيد علي بن طاووس في الاقبال: عن كتاب المسائل وأجوبتها من الأئمةعليهم‌السلام ، فيما سئل عن مولانا علي بن محمد الهاديعليهما‌السلام ما هذا لفظه: أبو الحسن إبراهيم بن محمد الهمداني، قال: كتبت إليه: إن رأيت أن تخبرني عن بيت أمك فاطمةعليها‌السلام ، أهي في طيبة أو كما يقول الناس في البقيع؟ فكتب: « هي مع جدي ( صلوات الله عليه ) » قلت: وهذا النص كاف في أنها مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فنقول:

السلام عليك يا سيدة نساء العالمين، السلام عليك يا والدة الحجج على الناس أجمعين، السلام عليك أيتها المظلومة الممنوعة حقها.

ثم قل: اللهم صل على أمتك، وابنه نبيك، وزوجة وصي نبيكصلى‌الله‌عليه‌وآله ، صلاة تزلفها فوق زلفى عبادك المكرمين، من أهل السماوات وأهل الأرضين.

فقد روي أن من زارها بهذه الزيارة، واستغفر الله غفر الله له وأدخله الجنة.

وذكر ولده في كتاب زوائد الفوائد(١) : أن هذه الزيارة مختصة بيوم وفاتها، وهو الثالث من جمادى الآخرة، وقال: تصلي صلاة الزيارة أو صلاتها وهي ركعتان، تقرأ في كلّ ركعة الحمد مرة وقل هو الله أحد

__________________

الباب ١٤

١ - إقبال الاعمال ص ٦٢٣، وعنه في البحار ج ١٠٠ ص ١٨٩.

(١) زوائد الفوائد: مخطوط.

٢١٠

ستين مرة، وإن لم تستطع فصل ركعتين بالحمد والاخلاص، والحمد وقل يا أيها الكافرون، وإذ سلمت تقول: السلام عليك، وساق الزيارة مع اختلاف يسير.

[١١٨٧٧] ٢ - البحار، معن مصباح الأنوار: عن أمير المؤمنين، عن فاطمةعليها‌السلام قالت: « قال لي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا فاطمة من صلى عليك غفر الله له وألحقه بي حيث كنت من الجنة ».

[١١٨٧٨] ٣ - عبد الله بن جعفر الحميري في قرب الإسناد: عن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: سألت الرضاعليه‌السلام عن فاطمة بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أي مكان دفنت؟ فقال: « سأل رجل جعفرا عن هذه المسألة وعيسى بن موسى حاضر، فقال له عيسى: دفنت في البقيع، فقال الرجل: ما تقلو؟ فقال: قد قال لك، فقلت له: أصلحك الله وما أنا وعيسى بن موسى، أخبرني عن آبائك، فقالعليه‌السلام : دفنت في بيتها ».

١٥ -( باب استحباب النزول بالمعرس لمن مر به واردا من مكة، والصلاة فيه، والاضطجاع به ليلا كان أو نهارا، وعدم استحباب الغسل له)

[١١٨٧٩] ١ - كتاب محمد بن المثنى الحضرمي: عن جعفر بن محمد بن شريح: عن ذريح المحاربي، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال:

__________________

٢ - البحار ج ١٠٠ ص ١٩٤، عن مصباح الأنوار ص ٢٨٦.

٣ - قرب الإسناد ص ١٦١.

الباب ١٥

١ - كتاب محمد بن المثنى الحضرمي ص ٨٥

٢١١

سألته عن معرس رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بذي الحليفة، فقال: « عند المسجد ببطن الوادي، حيث يعرس الناس ».

١٦ -( باب استحباب زيارة أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، وكراهة تركها)

[١١٨٨٠] ١ - الشيخ المفيد في أماليه: عن أبي بكر محمد بن عمر الجعابي، عن أحمد بن محمد بن عقدة، عن الحسن بن علي بن الحسن، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن سنان، عن عبيد الله القصباني، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: « إن ولايتنا ولاية الله عز وجل التي لم يبعث نبي قط إلا بها، إن الله عز اسمه عرض ولايتنا على السماوات والأرض والجبال والأمصار، فلم تقبلها قبول أهل الكوفة، وإن إلى جانبهم لقبرا ما لقيه مكروب إلا نفس الله كربته، وأجاب دعوته، وقلبه إلى أهله مسرورا ».

[١١٨٨١] ٢ - السيد الرضي في الخصائص: عن الصادقعليه‌السلام عن آبائه عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: « من زار علياعليه‌السلام بعد وفاته فله الجنة ».

[١١٨٨٢] ٣ - وعنهعليه‌السلام قال: « إن أبواب السماء لتفتح عند دعاء الزائر لأمير المؤمنينعليه‌السلام ».

[١١٨٨٣] ٤ - وعنهعليه‌السلام قال: « من ترك زيارة أمير المؤمنينعليه‌السلام لم ينظر الله إليه، ألا تزورون من تزوره الملائكة

__________________

١ - أمالي المفيد ص ١٤٢.

٢ - ٣ الخائص ص ٥.

٤ - الخصائص ص ٥.

٢١٢

والنبيونعليهم‌السلام ، إن أمير المؤمنينعليه‌السلام أفضل من كلّ الأئمة، وله مثل ثواب أعمالهم، وعلى قدر أعمالهم فضلوا ».

[١١٨٨٤] ٥ - عماد الدين الطبري في بشارة المصطفى: عن أبي علي ابن شيخ الطائفة، عن أبيه، عن المفيد، عن جعفر بن قولويه، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « ما خلق الله خلقا أكثر من الملائكة، وأنه لينزل كلّ يوم ( وليلة )(١) سبعون ألف ملك فيأتون البيت المعمور فيطوفون به، فإذا هم طافوا به نزلوا فطافوا بالكعبة، فإذا طافوا بها(٢) أتوا قبر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فسلموا عليه، ثم اتوا قبر أمير المؤمنينعليه‌السلام فسلموا عليه ثم أتوا قبر الحسينعليه‌السلام فسلموا عليه، ثم عرجوا وينزل مثلهم أبدا إلى يوم القيامة ».

وقالعليه‌السلام : « من زار أمير المؤمنينعليه‌السلام عارفا بحقه غير متجبر ولا متكبر، كتب الله له أجر مائة ألف شهيد، وغفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وبعث من الآمنين، وهون عليه الحساب، وتستقبله الملائكة، فإذا انصرف شيعوه إلى منزله، فإذا مرض عادوه، وإن مات تبعوه بالاستغفار إلى قبره ».

[١١٨٨٥] ٦ - الشيخ محمد بن المشهدي في مزاره: بإسناده إلى محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن محبوب، عن إسحاق بن

__________________

٥ - بشارة المصطفى ص ١٠٨.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) في المخطوط: به: وما أثبتناه من المصدر.

٦ - مزار المشهدي ص ١٤، وعنه في البحار ج ١٠٠ ص ٢٦٢ ح ١٧

٢١٣

عمار قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: « أتى أعرابي إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: يا رسول الله إن منزلي ناء عن منزلك، وإني أشتاقك وأشتاق إلى زيارتك، وأقدم فلا أجدك وأجد علي بن أبي طالبعليه‌السلام فيؤنسني بحديثه ومواعظه، وأرجع وأنا متأسف على رؤيتك.

فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : من زار علياعليه‌السلام فقد زارني، ومن أحبه فقد أحبني، ومن أبغضه فقد أبغضني، أبلغ قومك هذا عني، ومن أتاه زائرا فقد أتاني وأنا المجازي له يوم القيامة، وجبرئيل، وصالح المؤمنين ».

[١١٨٨٦] ٧ - السيد المرتضى في أجوبة المسائل الميافارقيات: وروي أن من زار أمير المؤمنينعليه‌السلام كانت له الجنة.

١٧ -( باب استحباب عمارة مشهد أمير المؤمنينعليه‌السلام ، ومشاهد الأئمةعليهم‌السلام وتعاهدها، وكثرة زيارتها)

[١١٨٨٧] ١ - السيد عبد الكريم بن طاووس في فرحة الغري: عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن أبي البركات بن(١) إبراهيم الصنعاني، عن الحسين بن رطبة، عن أبي علي ابن شيخ الطائفة، عن أبيه، عن المفيد، عن محمد بن أحمد بن داود، ( عن محمد بن علي بن المفضل،

__________________

٧ - أجوبة المسائل الميافارقيات ص ٥٨.

الباب ١٧

١ - فرحة العزي ص ٧٧.

(١) في المخطوط: عن، وما أثبتناه من المصدر ( راجع رياض العلماء ج ٣ ص ١٧٥ ).

٢١٤

عن الحسين بن محمد بن الفرزدق عن علي )(٢) بن موسى ( بن )(٣) الأحول، عن محمد بن أبي السري، عن عبد الله بن محمد البلوي، عن عمارة بن يزيد، عن أبي عامر التباني واعظ أهل الحجاز قال: اتيت أبا عبد الله جعفر بن محمدعليهما‌السلام وقلت له(٤) : ما لمن زار قبره - يعني أمير المؤمنينعليه‌السلام - وعمر تربته؟ قال: « يا أبا عامر حدثني أبي، عن أبيه عن جده الحسين بن علي، عن عليعليهم‌السلام أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال له: والله لتقتلن بأرض العراق وتدفن بها، قلت: يا رسول الله ما لمن زار قبورنا وعمرها وتعاهدها؟ فقال لي: يا أبا الحسن إن الله تعالى جعل قبرك وقبر ولدك بقاعا من بقاع الجنة، وعرصة من عرصاتها، وأن الله جعل قلوب نجباء من خلقه، وصفوة من عباد تحن إليكم، وتحتمل المذلة والأذى فيعمرون قبوركم، يكثرون زيارتها تقربا منهم إلى الله، ومودة منهم لرسوله، أولئك يا علي المخصوصون بشفاعتي، الواردون حوضي، هم زواري غدا في الجنة، يا علي من عمر قبوركم وتعاهدها فكأنما أعان سليمان بن داود على بناء بيت المقدس، ومن زار قبوركم عدل ذلك ثواب سبعين حجة بعد حجة الاسلام، وخرج من ذنوبه حتى يرجع من زيارتكم كيوم ولدته أمه، فأبشر وبشر أوليائك ومحبيك من النعيم، وقرة العين بما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، ولكن حثالة من الناس يعيرون ( زوار قبوركم )(٥) كما

__________________

(٢) أثبتناه من المصدر، وهو الموافق لما في الوافي ( راجع معجم رجال الحديث ج ١٦ ص ٣٣٦ ).

(٣) أثبتناه من معجم رجال الحديث ج ١٦ ص ٣٣٦.

(٤) في المصدر زيادة: يا ابن رسول الله.

(٥) في المصدر: زواركم.

٢١٥

تعير الزانية بزنائها، أولئك شرار أمتي لا ( أنالهم الله )(٦) شفاعتي، ولا يردون حوضي ».

[١١٨٨٨] ٢ - وعن نصير الدين الطوسي، عن والده، عن القطب الراوندي، عن ذي الفقار بن معبد، عن شيخ الطائفة، عن المفيد، عن محمد بن أحمد بن داود، عن إسحاق بن محمد، عن أحمد بن زكريا بن طهمان، عن الحسن بن عبد الله بن المغيرة، عن علي بن حسان، عن عمه عبد الرحمن عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، مثله.

وبالإسناد عن محمد بن أحمد بن داود، عن محمد بن علي بن الفضل عن أبي أحمد إسحاق بن محمد المقرئ المنصوري، مولى المنصور عن أحمد بن زكريا بن طهمان، مثله.

[١١٨٨٩] ٣ - جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارة: عن عبد الله بن الفضل بن محمد بن هلال، عن سعيد بن محمد، عن محمد بن سلام الكوفي، عن أحمد بن محمد الواسطي، عن عيسى بن أبي شيبة القاضي، عن نوح بن دراج، عن قدامة بن زائدة عن أبيه، عن علي بن الحسينعليهما‌السلام ، عن عمته زينب، عن أم أيمن، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله - في حديث طويل - وفيه: أنه ذكر له جبرئيلعليه‌السلام قصة شهادة أبي عبد اللهعليه‌السلام - إلى أن قال - « ثم يبعث الله قوما من أمتك لا يعرفهم الكفار، ولم يشركوا في تلك الدماء بقول ولا فعل ولا نية، فيوارون أجسامهم، ويقيمون رسما لقبر سيد الشهداء بتلك البطحاء يكون علما

__________________

(٦) في نسخه: نالتهم، ( منه قده ).

٢ - فرحة الغري ص ٧٨.

٣ - كامل الزيارات ص ٢٦٥.

٢١٦

لأهل الحق، وسببا للمؤمنين إلى الفوز » الخبر.

[١١٨٩٠] ٤ - البحار: عن السيد محمد بن أبي طالب قال: قال المفيد بإسناده إلي أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: لما سار أبو عبد اللهعليه‌السلام من المدينة أتته أفواج من مسلمي الجن، إلى أن قالعليه‌السلام : « وإذا أقمت بمكاني فبماذا يبتلى هذا الخلق المتعوس؟ وبماذا يختبرون؟ ومن ذا يكون ساكن حفرتي بكربلا؟ وقد اختارها الله تعالى يوم دحو الأرض، وجعلها معقلا لشيعتنا، ويكون لهم أمانا في الدنيا والآخرة » الخبر.

ورواه(١) الحسين بن حمدان الحضيني في الهداية بإسناده، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، مثله.

١٨ -( باب استحباب زيارة آدم ونوح وإبراهيم مع أمير المؤمنينعليهم‌السلام )

[١١٨٩١] ١ - الشيخ المفيد (ره) في مزاره: عن صفوان قال: سألت الصادقعليه‌السلام : كيف نزور أمير المؤمنينعليه‌السلام ؟ فقال: « يا صفوان، إذا أردت ذلك - وذكر -عليه‌السلام كيفية الزيارة وآدابها، إلى أن قالعليه‌السلام -: ثم عد إلى عند الرأس لزيارة آدمعليه‌السلام ، ونوحعليه‌السلام ، وقل في زيارة آدم:

السلام عليك يا صفي الله، السلام عليك يا حبيب الله، السلام

__________________

٤ - البحار ج ٤٤ ص ٣٣٠.

(١) الهداية ص ٤٤ أ.

الباب ١٨

١ - البحار ج ١٠٠ ص ٢٨٧.

٢١٧

عليك يا نبي الله، السلام عليك يا أمين الله، السلام يا خليفة الله في أرضه، السلام عليك يا أبا البشر، السلام عليك(١) وعلى روحك وبدنك، وعلى الطاهرين من ولدك وذريتك، صلاة لا يحصيها إلا هو، ورحمة الله وبركاته.

وقل في زيارة نوحعليه‌السلام :

السلام عليك يا نبي الله، السلام عليك يا صفي الله، السلام عليك يا ولي الله، السلام عليك يا حبيب الله، السلام عليك يا شيخ المرسلين، السلام عليك يا أمين الله، في أرضه، صلوات الله وسلامه عليك وعلى روحك وبدنك، وعلى الطاهرين من ولدك، ورحمة الله وبركاته.

ثم صل ست ركعات ركعتان منها لزيارة أمير المؤمنينعليه‌السلام - إلى أن قال - وتهدي الأربع ركعات الأخرى إلى آدم ونوحعليهما‌السلام ».

[١١٨٩٢] ٢ - علي بن الحسين المسعودي في إثبات الوصية: وقد روي الناس مما أوصى - أي عليعليه‌السلام - إلى الحسنعليه‌السلام أن يحمل هو وأخوه الحسينعليهما‌السلام مقدم الجنازة، فإذا وقعت الجنازة حفرا في ذلك الموضع فإنهما يجدان خشبتين(١) كان نوحعليه‌السلام حفر هما(٢) له، فيدفناه فيها.

__________________

(١) في نسخة: سلام الله، ( منه قده ).

٢ - أثبات الوصية ص ١٣٢.

(١) في نسخة: خشبة.

(٢) في نسخة: حفرها.

٢١٨

[١١٨٩٣] ٣ - وروي أن الجنازة حملت إلى مسجد السهلة، ووحدت ناقة باركة هناك فحمل عليها وأقاموها وتبعوها، فلما وقفت بالغري وبركت، حفر في ذلك المكان فوجدت الخشبة المحفورة، فدفن فيها حسب ما أوصى، وأن آدم ونوحا وأمير المؤمنينعليهم‌السلام في قبر واحد.

[١١٨٩٤] ٤ - وروي في سياق قصة نوح ما لفظه: فقبض روحه، وتولى سام ابنه غسله ودفنه والصلاة عليه، وقبره في ظاهر الكوفة بالغري مع آدمعليهما‌السلام .

[١١٨٩٥] ٥ - الحسين بن حمدان الحضيني في الهداية: حدثني أحمد بن صالح، عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري، عن أبي جعفر الإمامعليه‌السلام أن الصادقعليه‌السلام قال لشيعته بالكوفة وقد سألوه فضل الغريين، والبقعة التي دفن فيها أمير المؤمنينعليه‌السلام إلى أن قالعليه‌السلام : « وأما البقعة التي فيها أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فإن نوحا لما طافت السفينة في الطوفان حول الحرم بمكة، وقفت في جانب الركن اليماني، وهبط جبرئيل على نوح وقال: إن الله يأمرك أن تنزل ما بين السفينة والركن اليماني، فإذا استقرت قدماك على الأرض فابحث بيدك هناك، فإنك تستخرج تابوت أبيك آدم، فاحمله معك في السفينة، فإذا غاض الماء فادفنه بظهر النجف في الذكوات البيض من أرض الكوفة، فإنها بقعة له ولك ولعلي بن أبي طالب وصي حبيبي محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ففعل

__________________

٣ - إثبات الوصية ص ١٣٢.

٤ - إثبات الوصية ص ٢٣.

٥ - الهداية ص ١١ ب.

٢١٩

نوح ووصى ابنه أن يدفنه في البقعة مع التابوت الذي كان لآدم، فإذا زرتم مشهد أمير المؤمنينعليه‌السلام فزوروه على أنه مشهد آدم ونوح وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( صلوات الله ) عليهم أجمعين.

١٩ -( باب تأكد استحباب زيارة أمير المؤمنينعليه‌السلام يوم الغدير، وكثرة الصدقة فيه)

[١١٨٩٦] ١ - السيد علي بن طاووس في الاقبال: روى عدة من شيوخنا، عن أبي عبد الله محمد بن أحمد الصفواني من كتابه بإسناده إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « إذا كنت في يوم الغدير في مشهد مولانا أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فادن من قبره بعد الصلاة والدعاء، وإن كنت في بعد منه فأوم إليه بعد الصلاة، وهذا الدعاء:

اللهم صل على وليك، وأخي نبيك ووزيره وحبيبه وخليله، وموضع سره وخيرته من أسرته، ووصيه وصفوته وخالصته وأمينه ووليه، وأشرف عترته الذين آمنوا به، وأبي ذريته، وباب حكمته، والناطق بحجته، والداعي إلى شريعته، والماضي على سنته، وخليفته على أمته، سيد المسلمين، وأمير المؤمنين، وقائد الغر المحجلين، أفضل ما صليت على أحد من خلقك وأصفيائك وأوصياء أنبيائك، اللهم إني أشهد أنه قد بلغ عن نبيكصلى‌الله‌عليه‌وآله ما حمل، ورعى ما استحفظ، وحفظ ما استودع، وحلل حلالك، وحرم حرامك، وأقام أحكامك، ودعا إلى سبيلك، ووالى أولياءك، وعادى أعداءك، وجاهد الناكثين عن سبيلك، والقاسطين والمارقين عن أمرك، صابرا محتسبا، مقبلا غير مدبر، لا تأخذه في الله لومة لائم،

__________________

الباب ١٩

١ - الاقبال ص ٤٩٣.

٢٢٠

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381