منهاج السالكين

منهاج السالكين14%

منهاج السالكين مؤلف:
تصنيف: شخصيات إسلامية
الصفحات: 413

منهاج السالكين
  • البداية
  • السابق
  • 413 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 142107 / تحميل: 6713
الحجم الحجم الحجم
منهاج السالكين

منهاج السالكين

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

معروف يمشي على الماء ويطير في الهواء

إنّ عبادة معروف وزهده وعرفانه كلّ ذلك هيّأه أن يتربّع ذروة سنام الكرامات، ويشاطر أولي العزم المعجزات! فموسى عليه‌السلام قد فلق الله تعالى له البحر ليجوزه بمن تبعه من بني إسرائيل، ومعروف يجمع الله له طرفي الماء ليتخطّاها!

قال ابن شيرويه: كنت أجالس معروف الكرخيّ كثيراً، فلمّا كان ذات يوم رأيت وجهه قد خلا، فقلت له: يا أبا محفوظ! بلغني أنّك تمشي على الماء! فقال لي: ما مشيت على الماء، ولكن إذا هممت بالعبور جمع لي طرفاها، فأتخطّاها. (١)

وعن محمّد بن مخلّد قال: قرئ على الحسن بن عبد الوهّاب - وأنا أسمع - قال: سمعت ابي يقول: قالوا إنّ معروفاً الكرخيّ يمشي على الماء، لو قيل لي إنّه يمشي في الهواء لصدّقت. (٢)

معروف يمطر السّماء

بلغت كرامة معروف عند الله تعالى: أن تتغيّر الأنواء بفضل دعائه فيأمر السّماء في الصّيف فتمطر. عن يعقوب ابن أخي معروف، قال: قالوا لمعروف: يا أبا محفوظ، لو سألت الله أن يمطرنا! قال: وكان يوماً صائفاً شديد الحرّ. قال: ارفعوا إذاً ثيابكم. فما استتمّوا رفع ثيابهم حتّى جاء المطر. (٣)

في ضيافة كليم الله

قال أبو جعفر السّقّاء صاحب بشر بن الحارث: رأيت بشراً الحافي ومعروف الكرخيّ وهما جائيان - أي قادمان - فقلت: من أين؟ فقالا: من جنّة الفردوس، زرنا كليم الله

____________________

(١) تاريخ بغداد ٣: ٢٠٦.

(٢) نفس المصدر ١٣: ٢٠٧.

(٣) نفس المصدر.

١٤١

موسى. (١)

كرامات بشر الحافي

بشر الحافي، من طبقة معروف الكرخيّ، وأحمد بن حنبل. (٢) وقد ذكروا لبشر كرامات

____________________

(١) الرّوح / ٤١.

(٢) عاش ثلاثتهم وماتوا في النّصف الأوّل من القرن الثالث الهجريّ، ببغداد. مع جامعة في المشيخة والتلمذة ووحدة الأصول والمبادئ.

وفي ترجمة بشر جاء: هو بشر بن الحارث بن عبد الرّحمن بن عطاء بن هلال بن ماهان، مروزيّ من مرو، موطن ولادة أحمد. وسكن الحافي بغداد، وتوفّي بها سنة ٢٢٧. يعرف بالحافي ويكنّى أبا نصر. سمع شريك، ومالك بن أنس، وإبراهيم بن سعد الزّهريّ، وحمّاد بن زيد. روى عنه أحمد بن حنبل، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، ويحيى بن أكثم القاضي، وإبراهيم بن إسحاق الحربيّ (الطبقات الكبرى لابن سعد ٧: ٣٤٢؛ المعارف لابن قتيبة: ٣٩٢؛ تاريخ الطّبريّ ٩: ١١٨؛ تاريخ بغداد ٧: ٦٧؛ وفيات الأعيان ١: ٣٢؛ تاريخ الإسلام للذهبيّ ١٦: ١٠٥؛ تهذيب الكمال للمزّيّ ٤: ٩٩).

وقيل: كان بشر يلحن ولا يعرف العربيّة (تاريخ الإسلام للذهبيّ ١٦: ١٠٨).

ولم يكن بشر في أوّل أمره حسن السّيرة، فقد ذكروا: كان بشر بن الحارث شاطراً (وجمعه شطّار، وهي جماعة ظهرت وانتشرت ببغداد وغيرها، ويعرفون في مصر الفتوّة كانوا يمارسون إيذاء النّاس والتعدّي عليهم) يجرح بالحديد. وكان سبب توبته أنّه وجد قرطاساً في أتون حمّام فيه: «بسم الله الرّحمن الرّحيم». فعظم ذلك عليه، ورفع طرفه إلى السّماء، وقال: سيّدي، اسمك هاهنا ملقىً! فرفعه من الأرض، وقلع عنه السحاة - أي قشر موضع الاسم - الّتي هو فيها، وأتى عطّاراً، فاشترى بدرهم غالية - أي طيباً - ولطخ تلك السحاة بالغالية، فأدخله شقّ حائط وانصرف إلى زجّاج كان يجالسه، فقال له الزجّاج: والله يا أخي لقد رأيت لك في هذه الليلة رؤيا ما رأيت أحسن منها، ولست أقول لك، حتّى تحدّثني ما فعلت في هذه الأيّام فيما بينك وبين الله تعالى. فقال: ما فعلت شيئاً أعلمه، غير أنّي أجتزت اليوم بأتون حمّام، فذكره. فقال الزجّاج: رأيت كأنّ قائلاً يقول لي في المنام: قل لبشر: ترفع اسماً لنا من الأرض إجلالاً أن يداس! لننوّهنّ باسمك في الدنيا والآخرة (المصادر السابقة).

ولقد كان أحمد يطريه كثيراً، قال محمّد بن المثنّى: قلت لأحمد بن حنبل: ما تقول في هذا الرجل؟ فقال لي: أيّ الرجال؟ فقلت له: بشر، فقال لي: سألتني عن رابع سبعة من الأبدال (تاريخ بغداد ٧: ٧٢).

ويبدو من سيرة أحمد، وبشر أنّهما مولعان بسفيان الثوريّ، قال أحمد: إن كان رجل تأدّب بمذهب رجل - يعني سفيان الثوريّ - ففاقه، لقلت بشر، لو لا ما سبق لسفيان الثوريّ من السنّ والعلم (تاريخ بغداد ٧: ٧٢).

١٤٢

من جنس كرامات معروف، وأحمد، وطبقتهما وكلّها يحوم في دائرة الرؤية - رؤية الله تعالى - وتكليمه سبحانه لهم في اليقظة والمنام، وخرق العادة ممّا يباهي الشّمس وحبسها.

نصف الجنّة لبشر الحافي

قال أبو جعفر السّقّاء: رأيت بشر بن الحارث في النّوم، فقلت: أبا نصر، ما فعل الله بك؟ قال: ألطفني ورحمني، وقال لي: يا بشر! لو سجدت لي في الدّنيا على الجمر، ما أدّيت شكر ما حشوت قلوب عبادي منك. وأباح لي نصف الجنّة فأسرح فيها حيث شئت، ووعدني أن يغفر لمن تبع جنازتي. (١)

لعلّ هذه النّعم والمنازل الرّفيعة لبشر، مقابل العمل الصالح الّذي لم يفعله لا نبيّ ولا وصيّ نبيّ! ذلك حينما رفع الحافي تلك الورقة الّتي وجدها في أتون الحمّام وفيها اسم الله تعالى، فرفع الله ذكره!

رسول الله إلى الحافي

تثبيتاً من الله تعالى لوليّه الحافي، وكيما يطمئنّ قلبه، بعث إليه رسولاً يبلّغه رسالة من لدنه تعالى: عبد الله بن حنبل قال: حدّثني أبو حفص عمر بن أخت بشر بن الحارث، قال: حدّثتني أمّي قالت: جاء رجل إلى الباب فدّقه، فأجابه بشر: من هذا؟ قال: أريد بشراً فخرج إليه، فقال له: حاجتك، عافاك الله! فقال له: أنت بشر؟ فقال: نعم، حاجتك؟ فقال: إنّي رأيت ربّ العزّة تعالى في المنام وهو يقول لي: اذهب إلى بشر، فقل له: يا بشر لو سجدت لي على الجمر ما أدّيت شكري فيما قد بثثت لك في النّاس. فقال له: أنت رأيت هذا؟! فقال: نعم، رأيته ليلتين متواليتين. فقال: لا تخبر به أحداً. (٢)

____________________

(١) الروح / ٤١.

(٢) تاريخ بغداد ٧: ٧٨؛ تهذيب الكمال في أسماء الرجال ٤: ١٠٨؛ المنتظم لأبي الفرج ١١: ١٢٤، ولم يقل عنه موضوع كما قال عن ردّ الشمس لعليّ بدعاء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله .

١٤٣

إنّهم يزعمون أنّ الله تعالى يرى يوم القيامة! فكيف رآه هذا الرّجل، وعلى أيّ صورة تمثّل له - جلّ وعلا عن ذلك -؟ أم أنّ الشّيطان كان من وراء ذلك؟! ولم يجعل الله سبحانه واسطة بينه وبين أوليائه من نظراء الحافي، ألم يكن حريّاً أن يتجلّى للفاضل دون المفضول؟!

الجنّ تنوح على بشر

لقد كان خبر وفاة الحافي صاعقاً! ليس على المؤمنين البشر ممّن سحرتهم شخصيّة بشر وإنّما حلّت المصيبة لذلك بساحة الجنّ. قال أبو حفص ابن أخت بشر بن الحارث: كنت أسمع الجنّ تنوح على خالي في البيت الّذي كان يكون فيه غير مرّة. (١)

حبّ الحافي شفاعة

ولمن فاته أجر تشييع الحافي غدت محبّته شفاعة تغفر معها الذّنوب، وذلك لخطر منزلة الحافي عند الله تعالى! قال القاسم بن منبّه: رأيت بشر بن الحارث في النّوم، فقلت: ما فعل الله بك يا بشر؟ قال: قد غفر لي، وقال لي: يا بشر! قد غفرت لك ولمن تبع جنازتك. فقلت: يا ربّ ولكلّ من أحبّني؟! قال: ولكلّ من أحبّك إلى يوم القيامة. (٢)

عوج بن عنق

كان الحافي قليل الرّواية للغاية في الحديث. قال الخطيب: وكان - الحافي - كثير الحديث، إلاّ أنّه لم ينصب نفسه للرّواية، وكان يكرهها، ودفن كتبه لأجل ذلك، وكلّ ما سمع منه فإنّما هو على سبيل المذاكرة. (٣)

وفي الحلية: قال رجل لبشر: يا أبا نصر! ما تقول لله غداً إذا لقيته وسألك لم لا تحدّث؟

____________________

(١) تاريخ بغداد ٧: ٨٠؛ تهذيب الكمال ٤: ١٠٩.

(٢) نفس المصدر.

(٣) تاريخ بغداد ٧: ٦٧؛ تهذيب الكمال ٤: ١٠٢.

١٤٤

قال: أقول يا ربّ، كانت نفسي تشتهي أن تحدّث، فامتنعت من أن أحدّث ولم أعطها شهوتها. (١)

فقد صرف بشر همّته للزّهد والعبادة ومعرفة ما يقرّبه إلى الله سبحانه، فتحرّز من رواية الحديث، إلاّ أنّه لم يتحرّج من الحديث عن: «عوج بن عنق»! قال جعفر البردانيّ: سمعت بشر بن الحارث يقول: إنّ عوج بن عنق، كان يأتي البحر فيخوضه برجله، ويحتطب السّاج. وكان أوّل من دلّ على السّاج وجلبه. وكان يأخذ من البحر حوتاً بيده، فيشويه في عين الشّمس. (٢)

بيد أنّ بشراً لم يذكر نسب عوج بن عنق، أجنّيّ هو أم من الإنس؟ أعجميّ أم عربيّ؟ من ولد سام أم من ولد حام؟ أين ولد وفي أيّ بلد مات؟ وهل ترك من بعده خلفاً، أم أنّهم بادوا؟!

ولعلّه من قوم عاد. أخرج ابن عساكر عن الزّهريّ أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله سأل ربّه أن يريه رجلاً من قوم عاد، فأراه رجلاً رجلاه في المدينه ورأسه بذي الحليفة! (٣)

أثقال الجرّاح تفزع أهل الجنّة

قال ابن القيّم: لما مات رجاء بن حيوة (٤) رأته امرأة عابدةٌ، فقالت: يا أبا المقدام، إلام

____________________

(١) حلية الأولياء لأبي نعيم ٨: ٣٥٥.

(٢) تاريخ الإسلام للذهبيّ ١٦: ١١٢؛ حلية الأولياء لأبي نعيم ٨: ٣٥١.

(٣) الخصائص الكبرى للسيوطيّ ٢: ١٥٢. وذو الحليفة: موضع بينه وبين المدينة ستّة أميال. وفي كتاب العرائس للثّعلبيّ ص ١٣٦ قال: قال ابن عمر: كان طول عوج بن عنق ثلاثة وعشرين ألف ذراع وثلاثمائة وثلاثة وثلاثون ذراعاً بالذراع الأوّل! وكان عوج يحتجز السّحب، ويشرب منه الماء، ويتناول الحوت من قرار البحر فيشويه بعين الشّمس، يرفعه إليها ثمّ يأكله.

(٤) هو رجاء بن حيوة بن جرول - وقيل: جندل، وخنزل - بن الأحنف بن السّمط بن المرئ القيس الكنديّ يكنّى أبا المقدام. عداده في أهل الشّام، مات سنة ١١٣ هـ. روى عن عبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الرّحمن بن غنم الأشعري، وعبد الملك بن مروان، وعمر بن عبد العزيز، ومعاذ بن جبل، ومعاوية بن أبي سفيان، وورّاد كاتب المغيرة بن شعبة، وأبي الدّرداء. الطبقات الكبرى لابن سعد ٧: ٤٥٤؛ طبقات خليفة بن =

١٤٥

صرتم؟ قال: إلى خير، ولكن فزعنا بعدكم فزعةً ظننّا أنّ القيامة قد قامت. قالت: قلت: وممّ ذلك؟ قال: دخل الجرّاح وأصحابه الجنّة بأثقالهم، حتّى ازدحموا على بابها. (١) جنّة عرضها السماوات والأرض؛ هلاّ جعل بابها مناسباً لها في السّعة كيما يدخلها الجرّاح وفيلقه من غير جلبة؟! وهل خلت الجنّة ممّا تشتهي الأنفس وتلذّ الأعين، حتّى يحمل الجرّاح وأصحابه أثقال دنياهم يستعينوا بها في حياتهم الجديدة؟! ثمّ كيف وصل ذلك الحطام إلى الجنّة - الّتي لم تفتّح أبوابها بعد، وإنّما ما بعد البعث - أتراه قد دفن معهم؟!

ضيغم يزور الله

ومن وحي روحه قال: «لما ماتت رابعة، رأتها امرأة فقالت: ما فعل أبو مالك؛ تعني ضيغماً؟ فقالت: يزور الله تبارك وتعالى متى شاء. (٢)

ضيوف الرّحمن

وقال ابن القيّم: وكان شعبة (٣) بن الحجّاج، ومسعر (٤) بن كدام، حافظين جليلين. قال أبو أحمد البريديّ: فرأيتهما بعد موتهما، فقلت: أبا بسطام، ما فعل الله بك؟ فقال: وفّقك الله

____________________

خيّاط ٥٦٦؛ المعارف ٤٧٢؛ حلية الأولياء ٥: ١٧٠؛ وفيات الأعيان ٢: ٦٠؛ شذرات الذّهب ١: ١٤٥؛ تهذيب التهذيب لابن حجر ٣: ٢٦٥؛ تاريخ الإسلام للذهبيّ ٤: ٢٤٩؛ تهذيب الكمال ٩: ١٥١.

(١) الرّوح: ٣٤.

(٢) نفس المصدر ٣٥.

(٣) شعبة بن الحجّاج بن الورد، أبو بسطام العتكيّ، مولاهم. واسطيّ الأصل بصريّ الدّار. ولد سنة ثلاث وسبعين، ومات سنة ستّين ومائة. قال أحمد بن حنبل: كان شعبة أمّة وحده في هذا الشأن - يعني علم الرّجال - وبصره في الحديث وتثبّته، وتنقيته للرّجال، وكان شاعراً. قال يزيد بن زريع: قدم علينا شعبة البصرة ورأيه رأي سوءٍ خبيث، يعني الترفّض! فما زلنا به حتّى ترك قوله وصار معنا. تاريخ بغداد ٩: ٢٥٥ - ٢٦٦.

(٤) مسعر بن كدام الهلاليّ العامريّ، أبو سلمة الكوفيّ، مات سنة ثلاث وخمسين ومائة. تهذيب الكمال للمزّيّ ٢٧: ٤٦١؛ طبقات ابن سعد ٦: ٣٦٤؛ حلية الأولياء ٧: ٢١٠.وكان السليمانيّ يقول: كان من المرجئة (الميزان للذهبي جـ ٤، رقم ٨٤٧٠).

١٤٦

لحفظ ما أقول:

حباني إلهي في الجنان بقبّة

لها ألف باب من لجين وجوهراً

وقال لي الرّحمن: يا شعبة الّذي

تبحّر في جمع العلوم فأكثرا

تنعّم بقربي، إنّني عنك ذو رضى

وعن عبدي القّوام في اللّيل مسعرا

كفى مسعراً عزّاً بأن سيزورني

وأكشف عن وجهي الكريم لينظرا

وهذا فعالي بالّذين تنسّكوا

ولم يألفوا في سالف الدّهر منكرا (١)

إذا كان شعبة قد نال قصب السّبق هذا لعلمه ولتركه الترفّض فصار من القوم، فما بال مسعر يتنعّم بنفس الحظوة، وهو من المرجئة؟!

ويجد المطالع والباحث في أصول ومعتقدات ومؤلّفات ابن القيّم إصراراً واضحاً على الأخذ بمبدأ التجسيم والتشبيه والرؤية، ولذا أين وجد ضالّته المنشودة في هذا الباب: عند شعبة أو مسعر أو غيرهما، إلاّ وجمعه من غير رويّة!

مناقب إبراهيم (٢) بن أدهم

ذكروا لإبراهيم بن أدهم كرامات ومناقب، كلّ واحدة منها تبزّ رواة ردّ الشّمس ويباريهم في حقل التحدّي! وتصكّ الآذان وتقرع القلوب فتأخذ بمجامعها؛ فأيّها أوقع في النّفوس وأبلغ: رواية الرّوافض أم هذا الحقل اليانع من فواضل ابن أدهم الزّاهي؟!

____________________

(١) الروح: ٤٠.

(٢) إبراهيم بن أدهم بن منصور بن يزيد بن جابر العجليّ، وقيل: التّميميّ، أبو إسحاق البلخيّ. هرب من أبي مسلم الخراسانيّ فجاء إلى الشّام. قال خلف بن تميم: سألت إبراهيم بن أدهم: منذكم قدمت الشّام؟ قال: منذ أربع وعشرين سنة، وما جئت لرباط ولالجهاد. فقلت: لم جئت؟ قال: جئت أشبع من خبز الحلال.

روى عن سفيان الثّوري، وسليمان الأعمش، وشعبة بن الحجّاج، والأوزاعيّ، ومقاتل، ومنصور بن المعتمر، وموسى بن عقبة. وروى عنه: سفيان الثّوريّ، وهو من أقرانه، والأوزاعيّ، وقطن بن صالح الدّمشقيّ. قال في الميزان ٣: ٣٩١: أحد الكذّابين ومات إبراهيم بن أدهم سنة ١٦٢. حلية الأولياء ٧: ٣٦٧؛ معجم البلدان لياقوت ٣: ١٩٦؛ تهذيب الكمال للمزّيّ ٢: ٢٧ - ٣٧؛ والوافي بالوفيات للصّفديّ ٥: ٣١٨.

١٤٧

مائده المسيح

قال عديّ الصيّاد - من أهل جبلة -: سمعت يزيد بن قيس، يحلف بالله أنّه كان ينظر إلى إبراهيم بن أدهم، وهو على شطّ البحر في وقت الإفطار، فيرى مائدة توضع بين يديه لا يدري من وضعها، ثمّ يراه يقوم فينصرف حتّى يدخل جبلة وما معه شيء (١) !

هنيئاً للزهّاد أن تخدمهم ملائكة الرّحمن بموائد الجنان في الدّنيا ولهم في الآخرة مزيد، في حين يظلّ عليّ وآله ثلاثة أيّام سغباً خمص البطون لا يفطرون إلاّ على الماء، فهلاّ نزلت عليهم مائدة ابن أدهم؟!

أبو قبيس في طاعة ابن أدهم

كنّا نقرأ في كتب التاريخ والسّيرة أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقف على جبل أحد، ومعه أبو بكر، وعثمان، فتحرّك الجبل، فقال له النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : اسكن فما عليك إلاّ نبيّ وصدّيق وشهيد، فسكن الجبل. ولم يدر في خلدنا ولا طرأ في خلجات خواطرنا أن يرث أحد من النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله كراماته ومعاجزه، مثلما لم يرثه أحد في تركته، ولأجله كذّبوا بضعته الطّاهرة الزّهراء عليها‌السلام في دعواها بأنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قد وهبها «فدكاً». إلاّ أنّ إبراهيم بن أدهم وأمثاله من المتزهّدين قد آتاهم الله تعالى من الفضل أنّهم ورثة الأنبياء. فالجبل والبحر دائبان في طاعة ابن أدهم.

قال عيسى بن حازم: حدّثني إبراهيم بن أدهم، قال: لو أنّ مؤمناً قال لذاك الجبل زل لزال. قال فتحرّك أبو قبيس، فقال: اسكن، إنّي لم أعنك. قال: فسكن. (٢)

البحر مسخّر لابن أدهم

قال خلف بن تميم: كان إبراهيم بن أدهم في البحر، فعصفت الرّيح واشتدّت، وإبراهيم

____________________

(١) حلية الأولياء ٨: ٣.

(٢) نفس المصدر ٨: ٤.

١٤٨

ملفوف في كسائه، فقال له رجل: يا هذا! ما ترى ما نحن فيه من هذا الهول، وأنت نائم في كسائك؟! قال: فكشف إبراهيم رأسه ثمّ رفع رأسه إلى السّماء، فقال: اللّهمّ قد أريتنا قدرتك فأرنا عفوك. قال: فسكن البحر حتّى صار كالدّهن. (١)

ملك الغاب

قال خلف بن تميم: كنّا مع إبراهيم بن أدهم في سفر له، فأتاه النّاس فقالوا: إنّ الأسد قد وقف على طريقنا. قال: فأتاه، فقال: يا أبا الحارث! إن كنت أمرت فينا بشيء فامض لما أمرت به، وإن لم تكن أمرت فينا بشيء فتنحّ عن طريقنا. قال: فمضى وهو يهمهم. (٢)

إنّ الجبل له أذن واعية، يسمع كلام ابن أدهم فيزول من مكانه ويعود إليه بدعائه! والأسد يفهم كلام هذا الرّجل فيتنحّى بعيداً، والله تعالى يجيب دعائه، فيسكن البحر بعد هيجانه وتهدأ الرّيح من بعد عصف شديد، وتنزل عليه مائدة من السّماء لتكون عيداً له ولمن سلك سبيله. لكن إذا دعا النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله الله تعالى ليحبس الشّمس أو يردّها من بعد مغيب فهذا ممّا لا يعقل، وإن هذا إلاّ اختلاق!

غاية الزهد

ما أكثر قصص انقلاب الأشياء وتحوّلها إلى اُخر، تكريماً لفلان أو فلان، بما يقضي حاجته، وربّما حدثت معجزة في صدق سيرته.

قال عيسى بن حازم: إنّ إبراهيم بن أدهم خرج في غزاة، فحدّثته نفسه أن يقترض من أحد أصحابه، ثمّ ناب إلى الله واعتذر وطلب حاجته منه سبحانه، فإذا أربعمائة دينار، فتناول منها ديناراً فقط. (٣)

____________________

(١) حلية الأولياء ٨: ٥.

(٢) نفس المصدر ٨: ٤.

(٣) نفس المصدر ٨: ٦.

١٤٩

البلّوط يصير رطباً

قال محمّد بن منصور الطّوسيّ: حدّثنا أبو النضر، قال: كان إبراهيم بن أدهم يأخذ الرّطب من شجرة البلّوط. (١)

ومن قبل، أوحى سبحانه إلى مريم عليها‌السلام أن تهزّ جذع النّخلة فتساقط عليها الرّطب جنيّاً، فأكلت مريّاً!

كرامة معلّم الغناء

يبدو أنّ لأصحاب الرذائل منازل وفواضل كما هو للأتقياء والأفاضل! فهذا مثلاً الماجشون (٢) الّذي لا حظّ له من العلم إلاّ أنّه كان معلّماً للغناء، واتّخاذ القيان.

أمّا الكرامة الّتي أثبتوها للماجشون فهي من جنس ذلك الهذيان والغثيان الذي شاع في تلك العهود، ولا تسيغها أذن إلاّ من فم قينة على ضرب طبل وعود!

____________________

(١) حلية الأولياء ٨: ٣.

(٢) أبو يوسف يعقوب بن أبي سلمة، واسم أبي سلمة: دينار، وقيل ميمون. ويلقّب: الماجشون، القرشيّ التّيميّ، مولى آل المنكدر. سمع عبد الله بن عمر بن الخطّاب، وعمر بن عبد العزيز، ومحمّد بن المنكدر، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج، وأبا هريرة. روى عنه ابناه: عبد العزيز، ويوسف، وابن أخيه عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة. مات سنة أربع وستّين ومائة. قال مصعب الزّبيريّ إنّما سمّي الماجشون للونه. وقال البخاريّ: الماجشون بالفارسيّة: المورّد.

قال مصعب: وكان يعلّم الغناء ويتّخذ القيان ظاهراً أمره في ذلك. وكان يجالس عروة بن الزّبير، وعمر بن عبد العزيز في إمرته. وكان الماجشون أوّل من علّم الغناء من أهل المروءة بالمدينة، وكان يكون مع عمر بن عبد العزيز في ولاية عمر على المدينة، وكان يأنس إليه. وكان الماجشون يعين ربيعة على أبي الزّناد، لأنّ أبا الزّناد يعادي ربيعة.

وكان أبو الزناد يقول: مثلي ومثل الماجشون مثل ذئب كان يلحّ على أهل قرية فيأكل صبيانهم، فاجتمعوا له وخرجوا في طلبه، فهرب منهم وانقطع عنهم، إلاّ صاحب فخّار، فإنّه ألحّ في طلبه، فوقف له الذئب، فقال: هؤلاء أعذرهم، فأنت مالي ولك؟! ما كسرت لك فخّارةً قطّ. والماجشون ما كسرت له كبراً (أي طبلاً) ولا بربطاً (أي عوداً للغناء). وفيات الأعيان لابن خلّكان ٦: ٣٧٦؛ تاريخ الإسلام ٥: ١٩؛ سير أعلام النبلاء ٥: ٣٧٠؛ شذرات الذهب ١: ٢٥٩؛ تهذيب التهذيب ١١: ٣٨٩.

١٥٠

«أخرج الحافظ يعقوب بن أبي شيبة بالإسناد عن ابن الماجشون، قال: عرج بروح الماجشون، فوضعناه على سرير الغسل، فدخل غاسل إليه يغسّله فرأى عرقاً في أسفل قدمه يتحرّك، فأقبل علينا وقال: أرى عرقاً يتحرّك ولا أرى أن أعجّل عليه! فاعتللنا على النّاس بالأمر الّذي رأيناه وفي الغدجاء النّاس، وغدا الغاسل عليه فرأى العرق على حاله، فاعتذرنا إلى النّاس فمكث ثلاثاً على حاله والنّاس يتردّدون إليه ليصلّوا عليه، ثمّ استوى جالساً وقال: ايتوني بسويق، فأتي به فشربه فقلنا له: خبّرنا، ما رأيت؟ فقال: نعم عرج بروحي فصعد بي الملك، حتّى أتى سماء الدّنيا، فاستفتح ففتح له، ثمّ عرج هكذا في السّموات حتّى انتهى إلى السّماء السّابعة، فقيل له: من معك؟ قال: الماجشون. فقيل له: لم يأن له بعد، بقي من عمره كذا وكذا سنةً، وكذا وكذا شهراً، وكذا وكذا يوماً، وكذا وكذا ساعة ثمّ هبط فرأيت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأبا بكر عن يمينه، وعمر عن يساره، وعمر بن عبد العزيز بين يديه، فقلت للملك الّذي معي: من هذا؟ قال: عمر بن عبد العزيز. قلت: إنّه لقريب من رسول الله! فقال: إنّه عمل بالحقّ في زمن الجور، وإنّهما عملا بالحقّ في زمن الحقّ». (١)

ليس من إشكال أن ينال الماجشون هذه المنزلة الرفيعة والكرامة العظيمة جزاءً وثواباً للبرّ الّذي كان يقوم به والعمل الصالح الّذي ضرب به القدح المعلّى ألا وهو اقتناء القيان وتعليم أهل المروءة (كذا) الغناء والضرب بالعود والطنبور فلا عدم الشيطان أولياءً!

إلاّ أنّ الإشكال هو: هل إنّ ملك الموت مستقلّ في عمله وحركته، فاشتبه عليه أوان قبض روح الماجشون؟ أم إنّ الاشتباه من الآمر وهو الله؟! تعالى عن ذلك علوّاً كبيراً.

____________________

(١) نفس المصدر، ومرآة الجنان لليافعيّ ١: ٣٥١؛ تهذيب الكمال للمزيّ ٣٢: ٣٣٨، وقال: روى له مسلم، وأبو داود، والتّرمذيّ، والنّسائيّ. وله ترجمة في الكاشف للذهبيّ ٣: رقم ٦٤٩٩؛ الجرح والتعديل ٩ رقم ٨٦٣؛ تاريخ البخاريّ الكبير ٨ رقم ٣٤٤٧؛ طبقات خليفة ٤٦٧ وقال: الماجشون - بضمّ الجيم والشين.

١٥١

جيوش الخليفة تسير على صفحة الماء

تتكرّر أخبار الّذين يمطرون السّماء، وتعبر جيوشهم على صفحة الماء مثل سيرها على أديم الأرض المعبّدة. عن أبي هريرة، وأنس، قالا: «جهّز عمر بن الخطّاب جيشاً واستعمل عليهم العلاء (١) بن الحضرميّ، وكنت في غزاته، فوجدنا القوم قد بدروا بنا فعفّوا آثار الماء - أي درسوا آثار الماء ومحوها - والحرّ شديد، فجهدنا العطش ودوابّنا وذلك يوم الجمعة، فلمّا مالت الشّمس لغروبها صلّى بنا ركعتين، ثمّ مدّيده إلى السّماء، وما نرى في السّماء شيئاً، قال: فو الله ما حطّ يده حتّى بعث الله ريحاً وأنشأ سحاباً، وأفرغت حتّى ملأت الغدر والشّعاب، فشربنا وسقينا ركابنا واستقينا، ثمّ أتينا عدوّنا وقد جاوزوا خليجاً في البحر إلى جزيرة، فوقف على الخليج وقال: يا عليّ يا عظيم يا حليم يا كريم. ثمّ قال: أجيزوا باسم الله. قال: فأجزنان ما يبلّ الماء حوافر دوابّنا...» (٢) .

لا ينبئك مثل خبير، ولكن: لم القسم سواء من أبي هريرة خليفة الحضرميّ في ولاية البحرين، أو أنس وما أدراك ما أنس؟!، وكلاهما ثقة وأيّ ثقة! - وكفى بهما أن تغطّي أحاديثهما صفحة السّيرة والفقه لكثرتها الكاثرة. وإذا كان الحضرميّ مجاب الدّعوة حتّى يركم سحاباً ويمطره! ويخرج البحر عن طوره فتجتازه تلك الجموع بخيلها وجمالها وأحمالها، فلم لا تبتلّ حوافر دوابّهم كما بتلّت أجساد المجاهدين مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بدماء نحورهم وكسرت رباعيّة النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، واستجاب الله تعالى دعاء نبيّه فحقّق له النّصر

____________________

(١) العلاء بن الحضرميّ، من حضرموت؛ واسم الحضرميّ: عبد الله بن عباد، ويقال ابن عماد، وقيل غير ذلك؛ حليف بني أميّة. توفّي والياً على البحرين فاستعمل عمر بعده أبا هريرة.

أخته الصعبة بنت الحضرميّ، تزوّجها أبو سفيان وطلّقها فخلف عليها عبيد الله بن عثمان التيميّ، فولدت له طلحة بن عبيد الله التيميّ، قتله مروان بن الحكم يوم الجمل في عسكر عائشة! وأخو العلاء هو عامر بن الحضرميّ قتل يوم بدر كافراً، وأخوهما عمرو بن الحضرميّ أيضاً قتل مشركاً. الاستيعاب ٣: ١٤٦ - ١٤٧، الإصابة ٢: ٤٩٨؛ المحبّر لابن حبيب ١٢٦؛ طبقات خليفة ٤٢؛ طبقات ابن سعد ٤: ٣٥٩؛ أسد الغابة ٤: ٧٤ - ٧٥؛ سيرة ابن هشام ٢: ٢٧٥، ٣١١، ٣٦٥.

(٢) البداية والنهاية ٦: ١٥٥، وفي الاستيعاب، والإصابة، وأسد الغابة أوجزوا الخبر قالوا: خاض البحر بكلمات قالها ودعا بها. قالوا: وكان مجاب الدّعوة.

١٥٢

ولكن بعد أن صدّق المسلمون الجهاد وقدّموا قرابين الشّهادة؟! اللّهمّ إلاّ أن يكون ابن الحضرميّ أفضل عند الله من نبيّه! فصدّقوا استجابة دعائه على نحو ما تقدّم، ولم يصدّقوا استجابة دعاء النّبيّ في حبس الشّمس!

قصّة أخرى

ورووا مثل ذلك عن سعد بن أبي وقّاص الذي نعتوه كذلك أنّه مجاب الدّعوة. قالوا: أرسل عمر بن الخطّاب جيشاً إلى مدائن كسرى، فلمّا بلغوا شاطئ الدّجلة لم يجدوا سفينةً، فقال سعد بن أبي وقّاص وهو أمير السريّة، وخالد بن الوليد: يا بحر! إنّك تجري بأمر الله، فبحرمة محمّد وعدل عمر إلاّ ما خلّيتنا والعبور. فعبروا هم وخيلهم وجمالهم فلم تبتلّ حوافرها (١) !

قد يكون تخلّف سعد بن ابي وقّاص عن بيعة امير المؤمنين عليّ عليه‌السلام عن اجتهاد منه، والمجتهد يخطئ ويصيب - كذا - وأنّه كان بعيداً عن مجلس النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فلم يكن يسمع منه أحاديثه في منزلة عليّ عليه‌السلام وتفضيله وأنّه الوصيّ والخليفة بعده، ولم يحضر بيعة الغدير ولا سمع بها!. ولكن ما هذه الاثنينيّة: المستشفع: سعد أحد العشرة المبشّرة بالجنّة! وخالد صاحب البوائق وعلى رأسها قتله المسلمين من بني يربوع وفيهم مالكبن نويرة الصحابيّ الجليل، ودخوله بزوجة مالك عنوة في اللّيلة ذاتها! وكان عمر يطالب أبا بكر أن يوقع القصاص فيه فيمتنع اجتهاداً ببسالة خالد؛ وكان عليّ يقول لو أنّ لي سلطاناً لقتلت خالداً.

والمستشفع به: رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وحرمته عند الله سبحانه، وعدل عمر! ولا نعلّق هنا إلاّ نقول: أيجوز جعل النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله المعصوم سيّد ولد آدم مطلقاً، وعمر في كفّتي ميزان متعادلة!

وإذا جاز عندهم هذا، وجاز أن يجيب الله سبحانه بحقّهما دعاء سعد وخالد فيبطل مفعول الماء وطبيعته: وهي غرق من يدخل أعماقه ويبلّل ما يلامسه، فهلاّ استجاب سبحانه دعاء نبيّه في ردّ الشمس ليكون أحد معاجزه وكرامةً لوليّه؛ أم ينغضون رؤوسهم

____________________

(١) نزهة المجالس للصفّوريّ ٢: ١٩١.

١٥٣

عتوّاً واستكباراً!

كرامة أخرى لسعد

أخرج ابن الجوزيّ من طريق لبيبة، قال: دعا سعد فقال: يا ربّ إنّ لي بنين صغاراً فأخّر عنّي الموت حتّى يبلغوا، فأخّر عنه الموت عشرين سنة. (١)

ما أعظمها من كرامة لسعد إذ شبّ ابنه عمر بن سعد وبلغ مبلغ الرّجال ليأتمر بأمر يزيد ابن معاوية فيقود الجيش الذي قتل سبط النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وريحانته الحسين بن عليّ عليهما‌السلام وأهل بيته! ولا ندري هل يتحمّل سعد بعض وزر ابنه عمر هذا غداً يوم الحساب لدعائه المستجاب وما ترتّب عليه من جريمة شنعاء؟!

دلائل النّبوّة عند ابن كثير

ابن كثير أحد الأبناء الّذين زامنوا الفتن العاصفة فتأثّروا بها وأثّروا، وهم ابن حنبل، وابن الجوزيّ، وابن تيميّة، وابن القيّم، وابن كثير، وخاتمة العقد: ابن عبد الوهّاب التميميّ النّجديّ، وكلّهم يصدرون من مذهب واحد في العقيدة وأصول الدّين وفروعه.

أمعن ابن كثير في ذكر الأخبار الغريبة والشاذّة وأقام من بعضها دلائل على نبوّة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله .

روى ابن كثير عن أبي منظور أنّه قال: «لما فتح الله على نبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله خيبر، أصابه من سهمه حمار أسود، فكلّم النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله الحمار فقال له: ما اسمك؟ قال: يزيد بن شهاب، أخرج الله من نسل جدّي ستّين حماراً كلّهم لم يركبهم إلاّ نبيّ، لم يبق من نسل جدّي غيري، ولا من الأنبياء غيرك، وقد كنت أتوقّعك أن تركبني. قد كنت قبلك لرجل يهوديّ، وكنت أعثربه، وكان يجيع بطني ويضرب ظهري. فقال له النّبيّ: سمّيتك يعفور، يا يعفور! قال: لبّيك. قال: أتشتهي الإناث؟

قال: لا. فكان النّبيّ يركبه لحاجته فإذا نزل عنه بعث به إلى باب الرّجل، فيأتي الباب

____________________

(١) صفة الصفوة لابن الجوزيّ ١: ١٤٠.

١٥٤

فيقرعه برأسه، فإذا خرج إليه صاحب الدّار أومأ إليه أن أجب رسول الله. فلمّا قبض النّبيّ جاء إلى بئر كانت لأبي الهيثم بن التّيّهان فتردّى فيها فصارت قبره، جزعاً منه على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله . (١)

ليس العجب في رفضهم ما بلغ التواتر حتّى أصبح حقيقةً مسلّماً بها، إنّما العجب تصديقهم وتناقلهم لمثل هذه الترّهات التافهة، فهل هو قصد متعمّد للانتقاص من مقام النّبوّة وفتح باب لكلّ عدوٍّ وجاهل ينفذان منه لخوض الجدال والتشكيك، أم ران على أفئدة فهم لا يفقهون؟!

كرامة شيبان

وذكر ابن كثير كرامةً لرجل سمّاه شيبان ومن كرامته أنّ الله تعالى استجاب له دعاءه فأحيا له حماره الميّت. «روى إبراهيم الحربيّ - صاحب أحمد بن حنبل - من طريق مجالد عن الشعبيّ، قال: خرج رجل من النّخع يقال له: شيبان، في جيش على حمار له في زمن عمر، فوقع الحمار ميّتاً، فدعاه أصحاب ليحملوه ومتاعه فامتنع، فقام فتوضّأ ثمّ قام

____________________

(١) البداية والنهاية لابن كثير ٦: ١٥٠. ولم أجد له ذكراً في كتب السّيرة المعتبرة مثل سيرة ابن اسحاق. وغاية ما ذكر الطّبريّ في تاريخه ٢: ٤٢٢ - ذكر أسماء بغال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله - قال: وحماره يعفور أهداه له المقوقس، وكذلك في مختصر تاريخ دمشق ٢: ٢٥٥. ولم أجد فيما حضرني من مصادر شيئاً يركن إليه في ترجمة «أبي منظور» فإنّ كتب النّسب المعتمدة القديمة مثل «جمهرة النّسب للكلبيّ» و «طبقات خليفة بن خيّاط» و «المحبّر» لابن حبيب، و «كتاب النّسب» لابن سلام، تسكت عنه تماماً. في حين تذكره بعض المصادر على نحو يؤكّد كذب الرواية. ذكر ابن حجر في الإصابة ٤: ١٨٦، قال: «أبو منظور» غير منسوب جاء ذكره في خبر واه أورده أبو موسى من طريق أبي حذيفة عبد الله بن حبيب الهذليّ، عن أبي عبد الله السلميّ، عن أبي منظور قال: لما فتح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أظنّه - خيبر أصاب حماراً أسود فكلّمه فتكلّم فقال: ما اسمك؟ قال: يزيد ابن شهاب.. فذكر الحديث بطوله وأن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله سمّاه يعفوراً، قال أبو موسى بعد تخريجه: هذا حديث منكر جدّاً إسناداً ومتناً لا أحلّ لأحد أن يرويه عنّي إلاّ مع كلامي عليه، ومثله في أسد الغابة ٦: ٣٠٤. إنّ الحديث ساقط من ناحية السند فكلّ رجاله مجهولون لا ترجمة لهم ولا وجود! وأحسنهم حالاً «أبو منظور» إذ ذكروه ولكنّه غير منسوب وليس له حديث غير هذا! ولم يسلم إلاّ أبو موسى الّذي أورده، ولكنّه ضعّف الحديث ووصفه على ما سمعناه، مع اضطراب متنه. إلاّ أنّ ابن كثير أطلقه وأطال، فلماذا؟!

١٥٥

عند رأسه فقال: اللّهمّ إنّي أسلمت لك طائعاً، وهاجرت في سبيلك مختاراً ابتغاء مرضاتك، وإنّ حماري كان يعينني ويكفيني عن النّاس، فقوّني به ولا تجعل لأحد عليّ منّة غيرك. فنفض الحمار رأسه وقام فشدّ عليه ولحق بأصحابه» (١) .

لا نكذّب ابنكثير ولا غيره ممّن أثبتوا هذه الحادثة، وذلك من خلال الاعتراض على هذا الولع الشديد عند شيبان بحماره، وتعفّفه المفرط عن أن يكون رديف اصحابه وقد خرج معهم غازياً، ولكن مثلما استجاب الله تعالى له دعاءه فأحيا له حماره، فما وجه الغرابة في عودة الشّمس كرامةً لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ؟! أم أنّ شيبان هذا أعظم عند الله منزلةً من نبيّه؟!

كرامة معاوية

عن أبي الفتح القوّاس (٢) «أنّه وجد في كتبه جزءاً له في فضائل معاوية وقد قرضته الفأرة، فدعا الله تعالى على الفأرة الّتي قرضته فسقطت من السّقف، ولم تزل تضطرب حتّى ماتت» (٣) !

لم يثبت عندنا صحّة إسلام معاوية بن أبي سفيان، ولا أبيه أبي سفيان؛ إنّما هو الفتح المبين وتحرير بيت الله الحرام من آسار الوثنيّة والشّرك وتحطيم الأصنام، فتحطّمت بذلك العزّة الوهميّة لطواغيت قريش، وعلى رأسهم أبو سفيان الّذي أخذ له العبّاس بن عبد المطّلب أماناً من النّبيّ، وحتّى اللحظة الحرجة هذه فإنّه أجاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حين سأله: تشهد أنّي رسول الله؟ قال: أمّا هذه فمنها في القلب شيء!

وكان النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا رأى أبا سفيان يقوده ابنه، لعنهما وحذّر ممّا سيكون منهما.

____________________

(١) البداية والنهاية ٦: ١٥٣؛ الإصابة ٢: ١٦٩.

(٢) ترجم له الخطيب البغداديّ في تاريخه، قال: يوسف بن عمر بن مسرور، أبو الفتح القوّاس. سمع البغويّ، وأبابكر بن أبي داود، ومحمّد بن يوسف القاضي وتوفّي سنة ٣٨٥، وحمل إلى قبر أحمد بن حنبل. وكان ثقة صالحاً مأموناً صادقاً زاهداً مستجاب الدّعوة، من الأبدال! قال الدار قطنيّ: كنّا نتبرّك بأبي الفتح القوّاس وهو صبيّ! تاريخ بغداد ١٤: ٣٢٥ - ٣٢٧.

(٣) تاريخ بغداد ١٤: ٣٢٧.

١٥٦

ولم يثبت لمعاوية فضيلة إلاّ دعاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فيه: «لا أشبع الله بطنه»! فكان يأكل ولا يشبع. وكان كريماً بالمال بخيلاً بالطّعام يقعد بطنه على فخذيه وفضيلة اُخرى هي خذلانه لعثمان ثمّ خروجه مطالباً بدمه؛ فكانت وقعة صفّين، وما أدراك ما صفّين؟! ومن فضائله: سنّته في سبّ امير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام وجعل ذلك متمّماً للصّلاة وخطبتها! وقتله الصّالحين مثل حجر بن عديّ الكنديّ وإخوانه ممّا أوجر عليه قلوب أمّهات المسلمين! وتنصيبه ابنه يزيد وليّاً للعهد مع معرفته بحاله. وشتم عليّ عليه‌السلام شتم لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومن ثمّ شتم لله تعالى، كما في أحاديث النّبيّ، ولأنّ عليّاً نفس رسول الله، كما في آية المباهلة وحديث النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله في ذلك ومن أين علم القوّاس أنّ الفأرة هي سبب تلف تلك الأوراق العزيزة؟! وهل هلاك الفأرة كرامة لمعاوية أم للقوّاس؟

معاجز يهوديّ!

عن الأوزاعيّ (١) ، قال: أردت بيت المقدس فرافقت يهوديّاً، فلمّا صرنا إلى طبرية نزل فاستخرج ضفدعاً، فشدّ في عنقه خيطاً فصار خنزيراً! فقال: أذهب فأبيعه من هؤلاء النّصارى، فذهب فباعه وجاء بطعام. فركبنا فما سرنا غير بعيد حتّى جاء القوم في الطّلب، فقال لي: أحسبه صار ضفدعاً في أيديهم! قال: فحانت منّي التفاتة فإذا بدنه ناحية ورأسه ناحية. قال فوقفت فجاء القوم فلمّا نظروا إليه فزعوا من السّلطان ورجعوا عنه. قال تقول لي الرأس: رجعوا؟ قال قلت: نعم، قال فالتأم الرأس إلى البدن وركبنا وركب. قال: فقلت:

____________________

(١) عبد الرّحمن بن عمرو يحمد الشّامي روى عن عطاء، وعكرمة، وابن سيرين، والأعمش، وابن حزم، ومكحول الشاميّ، ونافع مولى ابن عمر، ومحمّد بن مسلم بن شهاب الزّهريّ. روى عنه: سفيان الثّوريّ، وشعبة ابن الحجّاج، وعبد الله بن المبارك، ووكيع، والطّبرانيّ، ويحيى القطّان. ولد سنة ٨٨، وكان مكتبه باليمامة، فلذلك سمع من مشايخ أهل اليمامة، وسكن الشّام ومات سنة ١٥٧. عن عبد الرّحمن بن مهدي: الأئمّة في الحديث أربعة: الأوزاعيّ، ومالك، وسفيان الثّوريّ، وحمّاد بن زيد، طبقات ابن سعد ٧: ٤٨٨؛ تهذيب الكمال ١٧: ٣٠٧؛ طبقات خليفة ٣١٥؛ حلية الأولياء ٦: ١٣٥؛ تاريخ الإسلام للذهبيّ ٦: ٢٢٥؛ وفيات الأعيان ٣: ١٢٧.

١٥٧

لا رافقتك أبداً، اذهب عنّي!» (١) .

هذا هو إمام الحديث: الأوزاعيّ - ولم يكن رافضيّاً - يروي مثل هذه الحكاية!

لعلّ في صحبة الأوزاعيّ لليهوديّ أمراً ليس من شأننا ولا نستطيع استقصاءه؛ فقد يكون لإقامة الدليل له على صحّة الإسلام أو لاتخاذه دليلاً له يوصله إلى بيت المقدس! ولكن ما هذا الّذي ذكره من سلوك صاحبه - اليهوديّ - والذي يرقى إلى معاجز نبيّ الله موسى عليه‌السلام ؟!

معاجز القاسطين

وإذا كان للأولياء من عظيم الشأن عند الله تعالى، فيمطر السماء استجابةً منه سبحانه لدعاء فلان الوليّ، ويجمع ضفتى النهر لوليّه فلان ليعبره من غير عناء... فما بال النّواصب الخوارج لهم من تلكم الرفعة وأعظم؟!

معاجز أبي مسلم (٢) الخولانيّ: جنديّ في عسكر معاوية بن أبي سفيان، ورسوله في حرب صفّين إلى امير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ؛ فلمّا قطعه امير المؤمنين بالحجّة البالغة، خرج وهو يقول: «الآن طاب الضِّراب»!

فهل كرامات هذا الخارجيّ النّاصبيّ القاسط والّتي تبلغ المعجز، من مبالغته في

____________________

(١) تاريخ بغداد ٦: ٢٩٥.

(٢) اسمه عبد الله بن ثوب، ويقال: ابن ثوّاب...، ويقال: ابن عوف، ويقال: ابن مشكم، ويقال: اسمه يعقوب ابن عوف. الاستيعاب ٤: ١٩٢؛ أسد الغابة ٦: ٢٨٨؛ طبقات ابن سعد ٧: ٤٤٨؛ تهذيب الكمال ٣٤: ٢٩٠ - ٢٩٣ أدرك الجاهلية ولم يلق النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ؛ ولقي أبا بكر، فعداده في التّابعين، يعدّ في أهل الشّام. روى عن عمر ابن الخطّاب، ومعاذ بن جبل، ومعاوية بن أبي سفيان، وأبي عبيدة بن الجرّاح، وأبي مسلم الجليليّ معلّم كعب الأحبار؛ تهذيب الكمال ٣٤: ٢٩٠. روى عنه إبراهيم بن أبي عبلة، وشرحبيل بن مسلم الخولانيّ، وعبد الله بن عروة بن الزّبير، وعطاء الخراسانيّ، وعطاء بن أبي رباح، ومكحول الشّاميّ، وأبو العالية الرّياحيّ وأبو عثمان الخولانيّ؛ تهذيب الكمال ٣٤: ٢٩٠ - ٢٩١.

قال: «روى له الجماعة سوى البخاريّ»؛ تهذيب الكمال ٣٤: ٢٩١. مات الخولانيّ أيّام يزيد بن معاوية. له حديث حسّنه التّرمذيّ، وقال صحيح: ٠ قال الله تعالى: المتحابّون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النّبيّون والشّهداء»؛ الترمذي ٢٣٩٠ ولا ندري لم يغبطهم الأنبياء وهم دليل الهداية لهذه المحبّة!

١٥٨

النّصيحة لابن آكلة الأكباد وقتاله أمير المؤمنين عليه‌السلام ؟!

روى إسماعيل بن عيّاش، عن شرحبيل بن مسلم الخولانيّ: إنّ الأسود العنسيّ أخذ أبا مسلم الخولانيّ فألقاه في نار عظيمة فلم تضرّه! فأتى أبو مسلم المدينة فبصر به عمر بن الخطّاب فاعتنقه وبكى، ثمّ ذهب به إلى أبي بكر وأجلسه بينهما، وقال: الحمد لله الّذي لم يمتني حتّى أراني في أمّة محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله من فعل به كما فعل بإبراهيم خليل الله». (١)

إنّ نجاة الخولانيّ من النّار تعطيل لسنّة الله تعالى، إذ من طبيعتها إحراق الأشياء من غير مائز؛ أمّا نجاة إبراهيم النّبيّ عليه‌السلام من نار طاغية زمانه «نمرود»، فإنّما هي كرامة لنبيّ من أولي العزم وتثبيت لنبوّته؛ ولم يكن الخولانيّ نبيّاً تصدّق نبوّته المعجزة، ولم يستقم حاله فتكون هذه الكرامة المعجز توكيداً لحرمة المؤمن!

الخولانيّ يخوض دجلة

وأحاديث القوم في كرامات الرّجال كثيرة، تبدأ على وجه البسيطة وتحلّق في الآفاق البعيدة، وفي الأضداد: في فيح النّار ولهيبها، وعلى سطح الماء ونسيمه، وفيهم من يخوض بدابّته الماء الهادر فتخوضه معه الرّجال، وذلك بفضل كرامته ودعائه. ومنهم من يعبّد لجيشه اللّجب وجه البحر فيحيله طريقاً مهيعاً.! قالوا: «أتى أبو مسلم الخولانيّ يوماً على دجلة، وهي ترمي بالخشب من مدّها، فوقف عليها ثمّ حمد الله وأثنى عليه، وذكر مسير بني إسرائيل في البحر، ثمّ نهر دابّته فخاضت الماء، وتبعه النّاس حتّى قطعوا». (٢)

ولا نعظم على ابن عساكر ذكره هذه الكرامة لأبي مسلم الخولانيّ، وقد ذكر له ما هو أعظم! في خبر: «كان أبو مسلم الخولانيّ بيده سبحة يسبّح بها، فنام والسبحة بيده فاستدارت والتفّت على ذراعه وجعلت تسبّح، وهي تقول: سبحانك يا منبت النبات، ويا دائم الثّبات» (٣) .

____________________

(١) البداية والنهاية ٨: ١٤٦؛ شذرات الذهب ١: ٧٠؛ الاستيعاب ٤: ١٩٤ وقد شكك به!

(٢) تاريخ دمشق لابن عساكر ٧: ٣١٧.

(٣) نفس المصدر ٧: ٣١٨.

١٥٩

لقد ذكروا في معاجز نبيّنا محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله : تسبيح الحصى في كفّه الشريفة. إلاّ أنّ أيادي السّوء امتدّت لتقلب هذه الحقيقة، وتنكر أخرى وتجرّ ثالثةً فتجعل وقوعها وحدوثها كرامة لفئة أو شخص ما؛ عصبيّةً عمياء وربّما لأمر آخر!

وهكذا تعاملوا مع خبر تسبيح الحصى، وليتهم قرنوها بمعجزة النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، إلاّ أنّهم جعلوها خاصّة بهذا الخارجيّ الأمويّ!

ردّ البصر لابن حرب:

«كان سماك بن حرب قد ذهب بصره، فرأى إبراهيم الخليل في المنام فمسح على عينيه، وقال: اذهب إلى الفرات فتنغمس فيه ثلاثاً. ففعل فأبصر». (١)

____________________

(١) الرّوح: ٢٥٨، جاء في ترجمة سماك: سماك بن حرب بن أوس الذّهليّ. مات سنة ثلاث وعشرين ومائة. رأى المغيرة بن شعبة. وروى عن أخيه إبراهيم بن حرب، وأنس بن مالك، والنّعمان بن بشير، والضّحاك ابن قيس، وعبد الله بن الزّبير بن العوّام، ومصعب بن سعد بن أبي وقّاص، والحسن البصريّ، وطارق بن شهاب، وعامر الشّعبيّ. روى عنه سفيان الثّوريّ، وشريك القاضي، وسليمان الأعمش، وشعبة بن الحجّاج، وأبو عوانة، وحمّاد بن سلمة. تاريخ بغداد ٩: ٢١٤؛ الطبقات الكبرى لابن سعد ٦: ٣٢٣؛ أنساب السمعانيّ ٦: ٣٠؛ الكامل في التاريخ ٥: ٢٧٥؛ سير أعلام النبلاء ٥: ٢٤٥؛ تاريخ الإسلام ٥: ٨٤؛ تهذيب التهذيب ٤: ٢٣٢؛ شذرات الذّهب ١: ١٦١؛ تهذيب الكمال ١٢: ١١٥؛ طبقات خليفة ١٦١؛ التاريخ الكبير للبخاريّ ٤ ترجمة ٢٣٨٢، العبر ١: ٢٣٦.

وأخباره مضطربة. عن حمّاد بن سلمة عن سماك، قال: أدركت ثمانين من أصحاب النّبيّ! تاريخ بغداد ٩: ٢١٤. ومثله في: الجرح والتعديل: ٤ ترجمة ١٢٠٣؛ تاريخ البخاريّ، وتهذيب الكمال: ١١٨، وفيه: وكان قد ذهب بصري، فدعوت الله فردّ عليّ بصري.

وقال فيه أحمد بن حنبل: مضطرب الحديث. الجرح والتعديل ٤ ترجمة ١٢٠٣؛ تهذيب الكمال ١٢: ١١٩ وقال عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش: في حديثه لين. تاريخ بغداد ٩: ٢١٦؛ تهذيب الكمال ١٢: ٢١. وقال زكريّا بن عديّ، عن ابن المبارك: سماك ضعيف في الحديث، تهذيب الكمال ١٢: ١٢١. وقال يعقوب بن شيبة: قلت لعليّ بن المدينيّ: رواية سماك عن عكرمة؟ فقال: مضطربة: تهذيب الكمال ١٢: ١٢٠.

وقال صالح بن محمّد البغداديّ: يضعّف. تاريخ بغداد ٩: ٢١٦؛ تهذيب الكمال ١٢: ١٢٠. وقال النّسائيّ: ليس به بأس، وفي حديثه شيء؛ تهذيب الكمال ١٢: ١٢٠.وفي الهامش قال: ونقل مغلطاي وابن حجر عن =

١٦٠

وفيصه في نقل كلامكش خلل لا يخفى عليك.

وما مرّ من كون المراد : هجر عيسى أبا عبد اللهعليه‌السلام ، كذا أيضا عقل في الوافي حيث قال : أي : فهجر عيسى أبا عبد اللهعليه‌السلام وخرج من عنده بسبب سوء خلقه مع أصحاب أبي عبد اللهعليه‌السلام الّذين كان مرازم منهم(1) . إلاّ أنّ في شرح الكافي للمقدّس الصالح : إنّ الظاهر أنّ ضمير(2) المنصوب في قوله : فهجره ، راجع إلى مرازم ، وكان مرازم يقوم بكثير من خدمات أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وإرجاعه إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وقراءة وتكلّم على صيغة التكلّم(3) مع الغير محتمل لكنّه بعيد(4) ، انتهى فتأمّل.

وفيمشكا : ابن أبي منصور الثقة ، عنه الحسن بن محبوب(5) .

2236 ـ عيسى بن أحمد بن عيسى :

ابن المنصور أبو موسى السرّ من رأيي ، روى عن أبي الحسن علي بن محمّدعليه‌السلام ، عنه أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عبيد الله ،جش (6) .

وفيتعق : يأتي في ابن أخيه محمّد بن أحمد بن عبيد الله أنّه من العامّة(7) (8) .

__________________

(1) الوافي 5 : 920 / 3280.

(2) في نسخة « ش » : الضمير.

(3) في المصدر : المتكلّم.

(4) شرح أصول الكافي : 9 / 389.

(5) هداية المحدّثين : 126.

(6) رجال النجاشي : 297 / 806.

(7) عن الغيبة : 127 قال : فمما روي في ذلك من جهة مخالفي الشيعة. إلى أن ذكر رواية أبو موسى عيسى بن المنصور ، الغيبة : 136 / 100.

(8) تعليقة الوحيد البهبهاني : 254 ، وفيها بدل محمّد بن أحمد بن عبيد الله : محمّد بن عبيد الله ابن أحمد.

١٦١

2237 ـ عيسى بن أسامة الكوفي :

روى عنه عبد الله بن المغيرة ،ق (1) .

2238 ـ عيسى بن أعين الجريري :

الأسدي ، مولى ، كوفي ، ثقة ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ،صه (2) .

وزادجش : وروى عن عبيد بن عيسى بن أعين صاحب السبوب ، عنه عبد الله بن جبلة(3) .

وفيست : له كتاب ، أخبرنا به جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن حميد ، عن الحسن بن محمّد بن سماعة ، عنه(4) .

وفيتعق : ويروي عنه صفوان(5) وابن أبي عمير(6) (7) .

أقول : فيمشكا : ابن أعين الجريري الثقة ، عنه عبد الله بن جبلة ، والحسن بن محمّد بن سماعة(8) .

2239 ـ عيسى بن جعفر بن عاصم :

روىكش أنّ أبا الحسنعليه‌السلام دعا له ، وفي الطريق أحمد بن هلال وهو عندي ضعيف ، فهذه الرواية لا توجب تعديلا لكنّها عندي من المرجّحات ،صه (9) .

__________________

(1) رجال الشيخ : 258 / 570.

(2) الخلاصة : 123 / 5.

(3) رجال النجاشي : 296 / 803 ، وفيه بعد السبوب زيادة : وهي الثياب البيض من القزّ.

(4) الفهرست : 117 / 520.

(5) كمال الدين : 650 / 5 و 652 / 15.

(6) الكافي 4 : 465 / 8.

(7) تعليقة الوحيد البهبهاني : 254 ، ولم يرد فيها : وابن أبي عمير.

(8) هداية المحدّثين : 222.

(9) الخلاصة : 121 / 1.

١٦٢

وفيكش : حدّثني محمّد بن قولويه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد ابن هلال ، عن محمّد بن الفرج قال : كتبت إلى أبي الحسنعليه‌السلام أسأله عن أبي علي بن راشد وعن عيسى بن جعفر بن عاصم وابن بند ، فكتب إليّ : ذكرت ابن راشدرحمه‌الله فإنّه عاش سعيدا ومات شهيدا ، ودعا لابن بند والعاصمي.

وابن بند ضرب بالعمود حتّى قتل ، وأبو جعفر(1) ضرب ثلاثمائة سوط ورمي به في دجلة(2) .

وفيتعق : ربما يظهر من العبارة كونه من الوكلاء كأبي علي ، وربما يظهر ذلك من الشيخ في آخر الكتاب ، وذكرنا أنّ الوكالة تومئ إلى الوثاقة ، والرواية المذكورة وإن كانت ضعيفة إلاّ أنّ الظنّ حاصل منها ويترجّح في النفس صدقها ، سيّما مع ملاحظة اعتناء المشايخ بها وذكرها في مقام المدح(3) (4) .

أقول : مرّ في المقدّمة الثانية(5) أنّه ممّن رأى القائمعليه‌السلام ووقف على معجزته من الوكلاء من أهل الكوفة : العاصمي(6) ، فتدبّر.

ويأتي في الألقاب ذكره.

وفي الوجيزة أنّه ممدوح(7) .

__________________

(1) أبو جعفر كنية عيسى بن جعفر بن عاصم كما ذكر ذلك القهبائي في مجمع الرجال : 4 / 299.

(2) رجال الكشّي : 603 / 1122.

(3) انظر الغيبة : 351.

(4) تعليقة الوحيد البهبهاني : 254.

(5) في نسخة « م » : الأولى.

(6) نقلا عن إكمال الدين : 443 / 16.

(7) الوجيزة : 275 / 1375.

١٦٣

2240 ـ عيسى بن جعفر بن علي :

ابن محمّد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسينعليه‌السلام المعروف بأبي الرضا ، سمع منه التلعكبري سنة خمس وعشرين وثلاثمائة وله منه إجازة ، لم(1) .

أقول : فيمشكا : ابن جعفر بن علي بن محمّد ، عنه التلعكبري(2) .

2241 ـ عيسى بن خليد الفرّاء :

الكوفي ، أسند عنه ،ق (3) .

2242 ـ عيسى بن داود النجّار :

كوفي ، من أصحابنا ، قليل الرواية ، روى عن أبي الحسن موسىعليه‌السلام ، له كتاب التفسير ، رواه أحمد بن محمّد بن سعيد عن محمّد بن سالم بن عبد الرحمن عن عيسى ،جش (4) .

أقول : يظهر من ذلك كونه من مصنّفي الإماميّة ، فهو حسن لا محالة ، ولذا في الوجيزة أنّه ممدوح(5) .

وفيمشكا : ابن داود ، عنه محمّد بن سالم بن عبد الرحمن(6) .

2243 ـ عيسى بن راشد :

كوفي ، ثقة ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، يعرف بابن كازر ، له‌

__________________

(1) رجال الشيخ : 480 / 23 ، وفيه بعد ابن الحسينعليه‌السلام : ابن علي بن أبي طالبعليه‌السلام المعروف بابن الرضا.

(2) هداية المحدّثين : 222.

(3) رجال الشيخ : 259 / 581.

(4) رجال النجاشي : 294 / 797.

(5) الوجيزة : 275 / 1377.

(6) هداية المحدّثين : 126.

١٦٤

كتاب يرويه جماعة ، محمّد بن زياد عنه به ،جش (1) .

وذكره د مهملا(2) ، ولم يذكرهصه أصلا ، وربما ضعف التوثيق لذلك ، فتأمّل.

أقول : لا وجه لذلك أصلا بعد توثيق مثل النجاشيقدس‌سره ، واتّفاق نسخه على وجود التوثيق كما في نسختين عندي ، ونقله في الحاوي والنقد(3) ، وفي الوجيزة أيضا ثقة(4) .

وفيمشكا : ابن راشد الثقة ، عنه محمّد بن زياد(5) .

2244 ـ عيسى بن رشد الكوفي :

ق (6) .

أقول : الظاهر أنّه المتقدّم.

2245 ـ عيسى بن روضة :

حاجب المنصور ، كان متكلّما جيّد الكلام ، وله كتاب في الإمامة ،جش (7) .

2246 ـ عيسى بن زيد بن علي :

ابن الحسينعليه‌السلام ، أبو يحيى ، عداده في الكوفيين ، أسند عنه ،ق (8) .

__________________

(1) رجال النجاشي : 295 / 800.

(2) رجال ابن داود : 149 / 1168.

(3) حاوي الأقوال : 121 / 457 ونقد الرجال : 261 / 19.

(4) الوجيزة : 275 / 1378.

(5) هداية المحدّثين : 126.

(6) رجال الشيخ : 258 / 573 ، وفيه : ابن راشد ، وفي مجمع الرجال : 4 / 301 ، كما في المتن.

(7) رجال النجاشي : 294 / 796.

(8) رجال الشيخ : 257 / 553 ، وفيه بعد ابن الحسين : ابن علي بن أبي طالب.

١٦٥

2247 ـ عيسى بن السري :

أبو اليسع الكرخي ، بغدادي ، مولى ، ثقة ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ،صه (1) .

وزادجش : له كتاب ، عنه محمّد بن سلمة بن أرتبيل(2) وفيست : له كتاب ، أخبرنا به جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن حميد ، عن ابن نهيك ، عنه(3) .

أقول : فيمشكا : ابن السري الثقة ، عنه محمّد بن سلمة ، وابن نهيك(4) .

2248 ـ عيسى شلقان :

غير مذكور في الكتابين بهذا العنوان ، وهو ابن أبي منصور.

2249 ـ عيسى بن صبيح :

بفتح الصاد المهملة ، العرزمي ـ بالزاي بعد الراء ـ عربي صليب ، ثقة ، وقد تقدّم ذكره ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ،صه (5) .

ومرّ بعنوان ابن أبي منصور.

أقول : فيمشكا : ابن صبيح العرزمي ، يعرف بما يأتي في النسب(6) .

2250 ـ عيسى بن عبد الله بن سعد :

قال علي بن أحمد العقيقي : إنّه يشبه أباه ، وكان وجها عند أبي عبد الله‌

__________________

(1) الخلاصة : 123 / 4.

(2) رجال النجاشي : 296 / 802.

(3) الفهرست : 117 / 521.

(4) هداية المحدّثين : 126.

(5) الخلاصة : 123 / 6.

(6) هداية المحدّثين : 126.

١٦٦

عليه‌السلام مختصّا به ،صه (1) .

ثمّ فيها أيضا : عيسى بن عبد الله القمّي ، روىكش عن حمدويه بن نصير عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن يونس بن يعقوب أنّ الصادقعليه‌السلام قبّل بين(2) عينيه وقال له : أنت منّا أهل البيت. وهذا الطريق واضح(3) ، انتهى.

وما فيكش سبق في أخيه عمران(4) .

وفيجش : عيسى بن عبد الله بن سعد بن مالك الأشعري ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن8 ، وله مسائل للرضاعليه‌السلام ، محمّد بن الحسن بن أبي خالد عنه(5) ، انتهى.

وما تقدّم من عيسى أبو بكر بن عبد الله بن سعد من نسخة ينبغي أن يكون هذا.

وفيست : عيسى بن عبد الله القمّي له مسائل ، أخبرنا بها ابن أبي جيد ، عن ابن الوليد ، عن الصفّار ، عن العبّاس بن معروف ، عن محمّد بن الحسن بن أبي خالد ، عن عيسى بن عبد الله.

ورواها أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه ، عن جدّه عيسى بن عبد الله(6) .

وفيق : ابن عبد الله القمّي ، روى عنه أبان(7) .

__________________

(1) الخلاصة : 123 / 7.

(2) في نسخة « م » : ما بين.

(3) الخلاصة : 122 / 3.

(4) رجال الكشّي : 333 / 610.

(5) رجال النجاشي : 296 / 805.

(6) الفهرست : 116 / 516.

(7) رجال الشيخ : 258 / 569.

١٦٧

أقول : ربما يتراءى منصه كون عيسى بن عبد الله القمّي غير عيسى ابن عبد الله بن سعد ، وليس كذلك.

وما فيصه : أحمد بن محمّد بن عيسى عن يونس بن يعقوب ، الّذي فيكش كما سبق في عمران ونقله في النقد وفي الحاوي وفي نسختي من الاختيار أيضا بدله أحمد بن محمّد بن أبي نصر(1) ، وقد سبقصه طس(2) ، فلا تغفل.

هذا ، والمستفاد منست كما رأيت أنّه والد محمّد بن عيسى وجدّ أحمد بن محمّد بن عيسى.

وفي الوجيزة : ممدوح(3) .

وفيمشكا : ابن عبد الله بن سعد ، عنه محمّد بن الحسن بن أبي خالد.

والقمّي ، عنه أبان بن عثمان ، وأحمد بن محمّد بن عيسى عن أبيه عنه. وهو جدّه(4) ، انتهى ، فتأمّل.

2251 ـ عيسى بن عمر الأسدي :

الكوفي ، ينزل همدان ، أسند عنه ،ق (5) .

2252 ـ عيسى بن عمر السنائي :

عالم ، زيدي المذهب ، لم(6) .

__________________

(1) رجال الكشّي : 333 / 610 ونقد الرجال : 261 / 29 وحاوي الأقوال : 187 / 938.

(2) التحرير الطاووسي : 429 / 307 و 308.

(3) الوجيزة : 275 / 1382.

(4) هداية المحدّثين : 222.

(5) رجال الشيخ : 257 / 556 ، وفيه : نزل همدان.

(6) رجال الشيخ : 478 / 8.

١٦٨

صه إلاّ أنّه جعله الشيباني(1) .

وفي د أنّ الأوّل(2) ضبط الشيخرحمه‌الله بخطّه(3) .

2253 ـ عيسى بن عيسى الكلابي :

مولى لبني عامر ، وليس بالرواسي ، كوفي ، واقفي(4) ،ضا (5) .

ونحوهصه (6) .

2254 ـ عيسى بن الفرج السلولي :

مولاهم ، كوفي ، أسند عنه ،ق (7) .

2255 ـ عيسى بن لقمان الزهري :

القرشي ، الكوفي ،ق (8) .

أقول : زاد في النقد : أسند عنه(9) . وكذا في الوجيزة(10) . ونسختان عندي منجخ كما نقل الميرزارحمه‌الله ، فراجع.

2256 ـ عيسى بن المستفاد :

أبو موسى البجلي الضرير ، روى عن أبي جعفر الثانيعليه‌السلام ، ولم يكن بذاك ، له كتاب الوصيّة ، رواه شيوخنا. إلى أنّ قال : قال(11) :

__________________

(1) الخلاصة : 242 / 3.

(2) أي السنائي.

(3) رجال ابن داود : 265 / 382.

(4) واقفي ، لم ترد في نسخة « ش ».

(5) رجال الشيخ : 382 / 38. وفي النسخ : عيسى بن علي بن عيسى.

(6) الخلاصة : 242 / 1.

(7) رجال الشيخ : 259 / 585 ، وفيه : السكوني ، السلولي ( خ ل ).

(8) رجال الشيخ : 258 / 578.

(9) نقد الرجال : 262 / 41.

(10) الوجيزة : 275 / 1386.

(11) قال ، لم ترد في نسخة « ش ».

١٦٩

حدّثنا أبو يوسف الوحاظي(1) والأزهر بن بسطام بن رستم والحسن بن يعقوب عنه ،جش (2) .

ونحوهصه إلى قوله : كتاب الوصيّة ، وزاد : وذكر له(3) رواية عن موسى ابن جعفرعليه‌السلام ، وبعد كتاب الوصيّة : لا يثبت سنده وهو في نفسه ضعيف(4) .

وفيست : له كتاب ، رواه عبيد الله بن عبد الله الدهقان عنه(5) .

وفيتعق : نسب بعض إلىجش وضح : المستفاد ، بدون كلمة « ابن » وهي في نسختي منضح موجودة(6) ، ورأيت نقل المصنّف عنجش كذلك ، والظاهر أنّ في نسخة هذا البعض سقطا ، ولو لم يسلّم هذا الظهور فلا أقلّ من الاحتمال ، فلا يحسن الجسارة على الأعاظم(7) ونسبتهم إلى كثرة الأغلاط لمثل هذا(8) .

أقول : فيمشكا : ابن المستفاد ، عنه عبيد الله بن عبد الله الدهقان ، وأبو يوسف الوحاظي ، والأزهر بن بسطام بن رستم ، والحسن بن يعقوب(9) .

2257 ـ عيسى بن مهران المستعطف :

يكنّى أبا موسى ، له عدّة كتب(10) .

__________________

(1) في نسخة « ش » : الرحاظي ، وكذا في المورد الآتي.

(2) رجال النجاشي : 297 / 809.

(3) له ، لم ترد في نسخة « ش ».

(4) الخلاصة : 242 / 4.

(5) الفهرست : 116 / 519.

(6) إيضاح الاشتباه : 234 / 453.

(7) الأعاظم ، لم ترد في نسخة « ش ».

(8) تعليقة الوحيد البهبهاني : 255.

(9) هداية المحدّثين : 126.

(10) في المصدر توجد زيادة.

١٧٠

وكتاب المهدي قرأته على أبي أحمد عبد السلام بن الحسين الأديب قال : قرأته(1) على أبي بكر بن جلين الدوري قال : قرأته ،جش (2) .

وفيست : ابن مهران المعروف بالمستعطف(3) له كتاب الوفاة تصنيفه ، أخبرنا بكتبه ابن عبدون ، عن أبي الحسن منصور بن علي القزّاز بدار القزّ ، عنه(4) .

وفي لم : روى ابن همّام عن أحمد بن محمّد بن موسى النوفلي عنه(5) .

أقول : فيمشكا : ابن مهران ، عنه أحمد بن محمّد بن موسى النوفلي ، ومنصور بن علي القزّاز(6) .

2258 ـ عيسى بن الوليد الهمداني :

كوفي ، ثقة ، د(7) .

وزادجش : له كتاب ، أحمد بن الفضل ، عنه به(8) .

أقول : فيمشكا : ابن الوليد الهمداني الثقة ، عنه أحمد بن الفضل(9) .

__________________

(1) في نسخة « م » : قرأت.

(2) رجال النجاشي : 297 / 809.

(3) في المصدر زيادة : يكنّى أبا موسى.

(4) الفهرست : 116 / 518.

(5) رجال الشيخ : 487 / 64.

(6) هداية المحدّثين : 126.

(7) رجال ابن داود : 150 / 1179. و: د ، لم ترد في نسخة « ش ».

(8) رجال النجاشي : 295 / 801.

(9) هداية المحدّثين : 127.

١٧١

2259 ـ عيص بن القاسم بن ثابت :

ابن عبيد بن مهران البجلي ، كوفي ، عربي ، يكنّى أبا القاسم ، ثقة ، عين ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن8 ، هو وأخوه الربيع ابنا أخت سليمان بن خالد الأقطع ،جش (1) . ونحوهصه (2) .

وفيست : له كتاب ، أخبرنا ابن أبي جيد ، عن ابن الوليد ، عن محمّد ابن الحسن الصفّار والحسن بن متيل ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن ابن أبي عمير وصفوان ، عن العيص(3) .

أقول : فيمشكا : ابن القاسم الثقة ، عنه صفوان ، وابن أبي عمير ، والحكم بن مسكين ، وعبد الله بن المغيرة ، وعبد الرحمن بن أبي نجران على دعوى الشيخ حسن في المنتقى(4) .

2260 ـ عيينة بن ميمون البجلي :

مولاهم القصباني ، كوفي ،ق (5) .

وفيتعق : مضى بعنوان عتيبة(6) (7) .

__________________

(1) رجال النجاشي : 302 / 824 ، ولم يرد فيه : عين ، ووردت في نسخة دار الإضواء منه.

(2) الخلاصة : 131 / 17.

(3) الفهرست : 121 / 546.

(4) هداية المحدّثين : 127.

(5) رجال الشيخ : 262 / 644.

(6) عن الخلاصة : 131 / 20.

(7) تعليقة الوحيد البهبهاني : 255.

١٧٢

باب الغين‌

2261 ـ غالب بن عبيد الله العقيلي :

الجزري ، أسند عنه ،ق (1) .

2262 ـ غالب بن عثمان :

روى عنه الحسن بن علي بن فضّال ،ق (2) .

وفيست : له كتاب ، أخبرنا أبو عبد الله ، عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد.

ورواه عن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن علي بن فضّال ، عنه(3) .

وفيظم : واقفي(4) .

وفيجش : غالب بن عثمان المنقري مولى كوفي سمّال ـ بمعنى كحّال ـ وقيل : إنّه مولى آل أعين ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، ثقة ، له كتاب يرويه جماعة(5) .

وفيصه إلى قوله : ثقة ، وزاد : وكان واقفيّا(6) .

وفيق : غالب بن عثمان المنقري ، مولاهم السمّال الكوفي(7) .

__________________

(1) رجال الشيخ : 269 / 3.

(2) رجال الشيخ : 488 / 1 باب من لم يرو عن الأئمّةعليهما‌السلام .

(3) الفهرست : 123 / 561.

(4) رجال الشيخ : 357 / 1.

(5) رجال النجاشي : 305 / 835.

(6) الخلاصة : 246 / 2.

(7) رجال الشيخ : 269 / 4 ، وفيه : السمّاك ، وفي مجمع الرجال : 5 / 2 نقلا عنه : السمّال.

١٧٣

والجميع واحد.

وفيتعق : ظاهرجش كونه إماميّا ثقة ، ولا يعارضه ما فيظم لما ذكرنا في الفوائد ، ويؤيّده عدم حكمه بالوقف فيق وست ، فتأمّل(1) .

أقول : ظاهرجش وق وست وإن كان عدم الوقف إلاّ أنّ صريحظم ذلك ، ويشكل ترك الثاني للأوّل ، ولذا جزم به فيصه ، وتبعه في الوجيزة(2) ، وقبله الفاضل عبد النبي الجزائري(3) .

وفيمشكا : ابن عثمان الثقة(4) الذي لم يقيد ، عنه الحسن بن علي ابن فضّال.

والمنقري الثقة الواقفي ، يروي عن الصادقعليه‌السلام (5) ، انتهى فتأمّل.

2263 ـ غالب بن عثمان الهمداني :

الشاعر ، كان زيديّا ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ،صه (6) ،جش (7) .

وفيق بعد الهمداني : مات سنةست وستّين ومائة ، وله ثمان وسبعون سنة ، وهو المشاعري ، كوفي ، أسند عنه(8) .

__________________

(1) تعليقة الوحيد البهبهاني : 255.

(2) الوجيزة : 276 / 1392.

(3) حاوي الأقوال : 209 / 1086 ، حيث ذكره في باب الموثّق.

(4) الثقة ، لم ترد في المصدر.

(5) هداية المحدّثين : 223.

(6) الخلاصة : 246 / 3.

(7) رجال النجاشي : 305 / 836.

(8) رجال الشيخ : 269 / 2 ، وفيه : وهو المشاعري الشاعر كوفي أسند عنه يكنّى أبا سلمة.

١٧٤

2264 ـ غرفة الأزدي :

مضى بالمهملة ،تعق (1) .

2265 ـ غسّان البصري :

عنه : صفوان بن يحيى عن ابن مسكان(2) ،تعق (3) .

2266 ـ غورك بن أبي الحصرم :

أبو عبد الله الحصرمي الكوفي ، أسند عنه ،ق (4) .

وفي القاموس : ابن الحصرم روى عن الصادقعليه‌السلام (5) .

2267 ـ غياث بن إبراهيم التميمي :

الأسدي ، بصري ، سكن الكوفة ، ثقة ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وكان بتريّا ،صه (6) .

وفيجش بعد أبي عبد الله : وأبي الحسن8 ، له كتاب مبوّب في الحلال والحرام يرويه جماعة ، إسماعيل بن أبان بن إسحاق الورّاق عنه به(7) .

وفيست : له كتاب ، أخبرنا به جماعة ، عن أحمد بن محمّد بن‌

__________________

(1) تعليقة الوحيد البهبهاني : 256.

(2) الكافي 4 : 582 / 10.

(3) تعليقة الوحيد البهبهاني : 256.

(4) رجال الشيخ : 269 / 12 ، وفيه : الحضرمي.

(5) القاموس المحيط : 4 / 97.

(6) الخلاصة : 245 / 1.

(7) رجال النجاشي : 305 / 833 ، وفيه بدل الأسدي : الأسيدي. والظاهر أنّ الأسيديّ هو الصواب لأنّه نسبة إلى أسيد وهو بطن من تميم يقال له : أسيد بن عمرو بن تميم. انظر الأنساب : 1 / 262.

١٧٥

الحسن ، عن أبيه ، عن الصفّار ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن يحيى الخزّاز ، عنه.

ورواه حميد ، عن الحسن بن علي اللؤلؤي ، عنه.

وله كتاب مقتل أمير المؤمنينعليه‌السلام ، زيدان بن عمر عنه به(1) .

وفيقر : غياث بن إبراهيم بتري(2) .

وفيق : غياث بن إبراهيم أبو محمّد التميمي الأسدي ، أسند عنه ، وروى عن أبي الحسنعليه‌السلام (3) .

وفيلم : غياث بن إبراهيم ، روى محمّد بن يحيى الخزّاز عنه(4) .

وفيتعق : يروي عنه ابن أبي عمير(5) وعبد الله بن المغيرة(6) في الصحيح ، وديدنه في الرواية : عن جعفر عن أبيه عن علي ، أو : عن آبائهعليهما‌السلام ، ونظائرهما ، وهو يشير إلى عدم كونه إماميّا.

وقال الشيخ محمّد عند قولصه : كان بتريّا : الظاهر أنّ الأصل في ذلك ما نقلهكش عن حمدويه عن بعض أشياخه أنّه كان كذلك ، والجارح غير معلوم ، إلاّ أنّ الشيخ صرّح بكونه بتريّا ، ويحتمل أن يكون قول الشيخ أيضا مستندا إلى ما قالهكش ، إلاّ أنّ الجزم به غير معلوم.

ثمّ قال : ولم نقف إلى الآن على ما نقله شيخنا ـ يعني صاحب‌

__________________

(1) الفهرست : 123 / 559 ، وفيه بدل زيدان بن عمر : زيد بن عمر.

(2) رجال الشيخ : 132 / 1.

(3) رجال الشيخ : 270 / 16.

(4) رجال الشيخ : 488 / 2.

(5) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام 1 : 57 / 25.

(6) التهذيب 1 : 425 / 1350.

١٧٦

المدارك ـ عنكش (1) ، وشيخنا أيّده الله ـ يعني المصنّف(2) ـ لم ينقل ذلك عنكش في رجاله ، وفي فوائده على الاستبصار ما يقتضي عدم وقوفه(3) على ذلك ، حيث قال : وروايةكش على ما نقله ـ يعني شيخنارحمه‌الله ـ انتهى.

وفي البلغة : توقّف صاحب المدارك وشيخنا البهائيرحمه‌الله (4) في كونه بتريّا ومالا إلى صحّة رواياته(5) ، انتهى.

وقال جدّي : احتمل بعض الأصحاب أن يكون متعدّدا ويكون الثقة غير البتري(6) ، والظاهر وحدته(7) ، انتهى(8) .

__________________

(1) قال في مدارك الأحكام : 6 / 106 : وليس في هذا السند من يتوقّف في شأنه سوى غياث ابن إبراهيم ، فإنّ النجاشي وثّقه لكن قال العلاّمة : إنّه بتري ، ولا يبعد أن يكون الأصل فيه كلام الكشّي نقلا عن حمدويه عن بعض أشياخه ، وذلك البعض مجهول ، فلا تعويل على قوله.

(2) أي : الميرزاقدس‌سره .

(3) في نسخة « ش » : وقوعه.

(4) قال الشيخ البهائي في الاثني عشريّة الصوميّة في مسألة ابتلاع النخامة الصدريّة والدماغية : لإطلاق موثقة غياث ، بل صحيحته السالمة عن المعارض.

ثمّ قال في الحاشية : هو غياث بن إبراهيم ، ورجال السند فيها إليه ثقات إماميّة ، وهو أيضا ثقة كما قاله النجاشي وغيره ، إلاّ أنّ الكشّي نقل عن بعض أشياخه عن حمدويه أنّه بتري ، ولكنّ هذا البعض مجهول الحال. والعلاّمة في الخلاصة قال : إنّه بتري. وظنّي أنّه أخذ ذلك من كلام الكشّي وقد عرفت حاله ، فلذلك قلنا : بل صحيحته ، لثبوت التوثيق وعدم ثبوت البتريّة. راجع الاثني عشريّة في الصوم : 200 ، المطبوع ضمن مجلة « تراثنا » العدد 11.

(5) بلغة المحدّثين : 392 / 2.

(6) وذلك لظهور اتّحاد من وثقه النجاشي مع من ذكره الشيخ في أصحاب الصادقعليه‌السلام من دون غمر فيه ، لتوصيفها ـ أي الشيخ والنجاشي ـ له بالتميمي الأسدي ، وهذا بخلاف البتري الذي ذكره الشيخ في أصحاب الباقرعليه‌السلام ، إذا لم يثبت كونه تميميّا أسديّا.

(7) في نسخة « م » : وحدتهما.

(8) روضة المتّقين : 14 / 409.

١٧٧

وقال بعض المحقّقين : في ربيع الأبرار للزمخشري(1) وجامع الأصول(2) وشرح الدراية للشهيد الثاني(3) ومجمع البحرين(4) أنّه هو الّذي وضع حديث الطائر للمهدي(5) .

أقول : لم أقف عليه في نسختي من الاختيار ولا في طس ، فلعلّه في الكشّي الأصل.

وعن شه على صه : نقل كش كونه بتريّا بطريق مرسل ، ولا يبعد أن يكون المصنّف أخذ ذلك عنه كما لا يخفى على المتأمّل(6) ، انتهى.

قلت : قد رأيت تصريح الشيخ فيق (7) بكونه كذلك ، على أنّ الرواية المرسلة على ما مرّ نقله عن الشيخ محمّد ونقله الفاضل عبد النبي الجزائريرحمه‌الله أيضا(8) : حمدويه عن بعض أشياخه ، والاعتماد على مثل ذلك غير عزيز ، فقول الشيخ محمّد : والجارح غير معلوم ، لعلّه ليس بمكانه ، إذ لا شكّ في كون بعض أشياخه من العلماء الإماميّة والفقهاء الاثني عشريّة ، ولذا جزم المحقّق في المعتبر على ما نقل عنه في بحث الجماعة بكونه بتريّا(9) ،

__________________

(1) ربيع الأبرار : 3 / 205.

(2) جامع الأصول : 1 / 137.

(3) الرعاية في علم الدراية : 154.

(4) مجمع البحرين : 4 / 406.

(5) تعليقة الوحيد البهبهاني : 256 ، وفي نسخ الكتاب : للمهتدي ، إلاّ أنّ المصادر متّفقة على أنّه المهدي ، وهو ابن المنصور.

(6) لم يرد هذا الكلام في نسختنا من التعليقة.

(7) كذا في النسخ ، والصواب : قر.

(8) حاوي الأقوال : 209 / 1085.

(9) المعتبر : 2 / 422.

١٧٨

وفي الوجيزة بكونه موثّقا(1) ، وذكره في الحاوي في الموثّقين(2) .

وفيمشكا : ابن إبراهيم الموثّق الأسدي التميمي ، عنه أبان بن عثمان ، وإسماعيل بن أبان بن إسحاق الورّاق ، ومحمّد بن يحيى الخزّاز.

( وفي التهذيب : أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن غياث(3) هذا ، والمعهود بواسطة محمّد )(4) .

هذا ، وعنه أيضا زيدان بن عمر ، والحسن بن علي اللؤلؤي. وهو عن الباقر والصادق8 (5) .

2268 ـ غياث بن كلّوب بن فيهس :

له كتاب ،جش (6) .

وزادست : عن إسحاق بن عمّار ، أخبرنا أبو عبد الله ، عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن أبيه ومحمّد بن الحسن ، عن سعد ، عن الحسن بن موسى الخشّاب(7) .

وفي لم : روى عنه الصفّار(8) .

وفيتعق : يشمّ من رواياته رائحة كونه عاميّا ، إذ ديدنه عن جعفر عن‌

__________________

(1) الوجيزة : 277 / 1398.

(2) حاوي الأقوال : 209 / 1085.

(3) التهذيب 5 : 203 / 675 ، وفيه : أحمد بن محمّد بن عيسى عن محمّد بن غياث بن إبراهيم.

(4) ما بين القوسين لم يرد في المصدر.

(5) هداية المحدّثين : 127 ، وفيها : وهو عن الباقر والصادق والكاظمعليهما‌السلام .

(6) رجال النجاشي : 305 / 834. وفي نسخة « م » بدل فيهس : قيس.

(7) الفهرست : 123 / 560 ، وفيه زيادة : عن غياث بن كلوب بن فيهس البجلي عن إسحاق ابن عمّار.

(8) رجال الشيخ : 489 / 3.

١٧٩

أبيه(1) ، وصرّح بذلك في العدّة وأنّه ممّن أجمعت الشيعة على العمل بروايتهم إذا خلت عن المعارض(2) .

وفي الوجيزة : ضعيف ، وقيل : ثقة غير إمامي لقول الشيخ في العدّة : إنّ الطائفة عملت بأخباره(3) (4) .

__________________

(1) أنظر التهذيب 10 : 107 / 415 و 147 / 586 و 226 / 890.

(2) عدّة الأصول : 1 / 380.

(3) الوجيزة : 277 / 1399.

(4) تعليقة الوحيد البهبهاني : 256.

١٨٠

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413