منهاج السالكين

منهاج السالكين14%

منهاج السالكين مؤلف:
تصنيف: شخصيات إسلامية
الصفحات: 413

منهاج السالكين
  • البداية
  • السابق
  • 413 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 142343 / تحميل: 6753
الحجم الحجم الحجم
منهاج السالكين

منهاج السالكين

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

معروف يمشي على الماء ويطير في الهواء

إنّ عبادة معروف وزهده وعرفانه كلّ ذلك هيّأه أن يتربّع ذروة سنام الكرامات، ويشاطر أولي العزم المعجزات! فموسى عليه‌السلام قد فلق الله تعالى له البحر ليجوزه بمن تبعه من بني إسرائيل، ومعروف يجمع الله له طرفي الماء ليتخطّاها!

قال ابن شيرويه: كنت أجالس معروف الكرخيّ كثيراً، فلمّا كان ذات يوم رأيت وجهه قد خلا، فقلت له: يا أبا محفوظ! بلغني أنّك تمشي على الماء! فقال لي: ما مشيت على الماء، ولكن إذا هممت بالعبور جمع لي طرفاها، فأتخطّاها. (١)

وعن محمّد بن مخلّد قال: قرئ على الحسن بن عبد الوهّاب - وأنا أسمع - قال: سمعت ابي يقول: قالوا إنّ معروفاً الكرخيّ يمشي على الماء، لو قيل لي إنّه يمشي في الهواء لصدّقت. (٢)

معروف يمطر السّماء

بلغت كرامة معروف عند الله تعالى: أن تتغيّر الأنواء بفضل دعائه فيأمر السّماء في الصّيف فتمطر. عن يعقوب ابن أخي معروف، قال: قالوا لمعروف: يا أبا محفوظ، لو سألت الله أن يمطرنا! قال: وكان يوماً صائفاً شديد الحرّ. قال: ارفعوا إذاً ثيابكم. فما استتمّوا رفع ثيابهم حتّى جاء المطر. (٣)

في ضيافة كليم الله

قال أبو جعفر السّقّاء صاحب بشر بن الحارث: رأيت بشراً الحافي ومعروف الكرخيّ وهما جائيان - أي قادمان - فقلت: من أين؟ فقالا: من جنّة الفردوس، زرنا كليم الله

____________________

(١) تاريخ بغداد ٣: ٢٠٦.

(٢) نفس المصدر ١٣: ٢٠٧.

(٣) نفس المصدر.

١٤١

موسى. (١)

كرامات بشر الحافي

بشر الحافي، من طبقة معروف الكرخيّ، وأحمد بن حنبل. (٢) وقد ذكروا لبشر كرامات

____________________

(١) الرّوح / ٤١.

(٢) عاش ثلاثتهم وماتوا في النّصف الأوّل من القرن الثالث الهجريّ، ببغداد. مع جامعة في المشيخة والتلمذة ووحدة الأصول والمبادئ.

وفي ترجمة بشر جاء: هو بشر بن الحارث بن عبد الرّحمن بن عطاء بن هلال بن ماهان، مروزيّ من مرو، موطن ولادة أحمد. وسكن الحافي بغداد، وتوفّي بها سنة ٢٢٧. يعرف بالحافي ويكنّى أبا نصر. سمع شريك، ومالك بن أنس، وإبراهيم بن سعد الزّهريّ، وحمّاد بن زيد. روى عنه أحمد بن حنبل، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، ويحيى بن أكثم القاضي، وإبراهيم بن إسحاق الحربيّ (الطبقات الكبرى لابن سعد ٧: ٣٤٢؛ المعارف لابن قتيبة: ٣٩٢؛ تاريخ الطّبريّ ٩: ١١٨؛ تاريخ بغداد ٧: ٦٧؛ وفيات الأعيان ١: ٣٢؛ تاريخ الإسلام للذهبيّ ١٦: ١٠٥؛ تهذيب الكمال للمزّيّ ٤: ٩٩).

وقيل: كان بشر يلحن ولا يعرف العربيّة (تاريخ الإسلام للذهبيّ ١٦: ١٠٨).

ولم يكن بشر في أوّل أمره حسن السّيرة، فقد ذكروا: كان بشر بن الحارث شاطراً (وجمعه شطّار، وهي جماعة ظهرت وانتشرت ببغداد وغيرها، ويعرفون في مصر الفتوّة كانوا يمارسون إيذاء النّاس والتعدّي عليهم) يجرح بالحديد. وكان سبب توبته أنّه وجد قرطاساً في أتون حمّام فيه: «بسم الله الرّحمن الرّحيم». فعظم ذلك عليه، ورفع طرفه إلى السّماء، وقال: سيّدي، اسمك هاهنا ملقىً! فرفعه من الأرض، وقلع عنه السحاة - أي قشر موضع الاسم - الّتي هو فيها، وأتى عطّاراً، فاشترى بدرهم غالية - أي طيباً - ولطخ تلك السحاة بالغالية، فأدخله شقّ حائط وانصرف إلى زجّاج كان يجالسه، فقال له الزجّاج: والله يا أخي لقد رأيت لك في هذه الليلة رؤيا ما رأيت أحسن منها، ولست أقول لك، حتّى تحدّثني ما فعلت في هذه الأيّام فيما بينك وبين الله تعالى. فقال: ما فعلت شيئاً أعلمه، غير أنّي أجتزت اليوم بأتون حمّام، فذكره. فقال الزجّاج: رأيت كأنّ قائلاً يقول لي في المنام: قل لبشر: ترفع اسماً لنا من الأرض إجلالاً أن يداس! لننوّهنّ باسمك في الدنيا والآخرة (المصادر السابقة).

ولقد كان أحمد يطريه كثيراً، قال محمّد بن المثنّى: قلت لأحمد بن حنبل: ما تقول في هذا الرجل؟ فقال لي: أيّ الرجال؟ فقلت له: بشر، فقال لي: سألتني عن رابع سبعة من الأبدال (تاريخ بغداد ٧: ٧٢).

ويبدو من سيرة أحمد، وبشر أنّهما مولعان بسفيان الثوريّ، قال أحمد: إن كان رجل تأدّب بمذهب رجل - يعني سفيان الثوريّ - ففاقه، لقلت بشر، لو لا ما سبق لسفيان الثوريّ من السنّ والعلم (تاريخ بغداد ٧: ٧٢).

١٤٢

من جنس كرامات معروف، وأحمد، وطبقتهما وكلّها يحوم في دائرة الرؤية - رؤية الله تعالى - وتكليمه سبحانه لهم في اليقظة والمنام، وخرق العادة ممّا يباهي الشّمس وحبسها.

نصف الجنّة لبشر الحافي

قال أبو جعفر السّقّاء: رأيت بشر بن الحارث في النّوم، فقلت: أبا نصر، ما فعل الله بك؟ قال: ألطفني ورحمني، وقال لي: يا بشر! لو سجدت لي في الدّنيا على الجمر، ما أدّيت شكر ما حشوت قلوب عبادي منك. وأباح لي نصف الجنّة فأسرح فيها حيث شئت، ووعدني أن يغفر لمن تبع جنازتي. (١)

لعلّ هذه النّعم والمنازل الرّفيعة لبشر، مقابل العمل الصالح الّذي لم يفعله لا نبيّ ولا وصيّ نبيّ! ذلك حينما رفع الحافي تلك الورقة الّتي وجدها في أتون الحمّام وفيها اسم الله تعالى، فرفع الله ذكره!

رسول الله إلى الحافي

تثبيتاً من الله تعالى لوليّه الحافي، وكيما يطمئنّ قلبه، بعث إليه رسولاً يبلّغه رسالة من لدنه تعالى: عبد الله بن حنبل قال: حدّثني أبو حفص عمر بن أخت بشر بن الحارث، قال: حدّثتني أمّي قالت: جاء رجل إلى الباب فدّقه، فأجابه بشر: من هذا؟ قال: أريد بشراً فخرج إليه، فقال له: حاجتك، عافاك الله! فقال له: أنت بشر؟ فقال: نعم، حاجتك؟ فقال: إنّي رأيت ربّ العزّة تعالى في المنام وهو يقول لي: اذهب إلى بشر، فقل له: يا بشر لو سجدت لي على الجمر ما أدّيت شكري فيما قد بثثت لك في النّاس. فقال له: أنت رأيت هذا؟! فقال: نعم، رأيته ليلتين متواليتين. فقال: لا تخبر به أحداً. (٢)

____________________

(١) الروح / ٤١.

(٢) تاريخ بغداد ٧: ٧٨؛ تهذيب الكمال في أسماء الرجال ٤: ١٠٨؛ المنتظم لأبي الفرج ١١: ١٢٤، ولم يقل عنه موضوع كما قال عن ردّ الشمس لعليّ بدعاء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله .

١٤٣

إنّهم يزعمون أنّ الله تعالى يرى يوم القيامة! فكيف رآه هذا الرّجل، وعلى أيّ صورة تمثّل له - جلّ وعلا عن ذلك -؟ أم أنّ الشّيطان كان من وراء ذلك؟! ولم يجعل الله سبحانه واسطة بينه وبين أوليائه من نظراء الحافي، ألم يكن حريّاً أن يتجلّى للفاضل دون المفضول؟!

الجنّ تنوح على بشر

لقد كان خبر وفاة الحافي صاعقاً! ليس على المؤمنين البشر ممّن سحرتهم شخصيّة بشر وإنّما حلّت المصيبة لذلك بساحة الجنّ. قال أبو حفص ابن أخت بشر بن الحارث: كنت أسمع الجنّ تنوح على خالي في البيت الّذي كان يكون فيه غير مرّة. (١)

حبّ الحافي شفاعة

ولمن فاته أجر تشييع الحافي غدت محبّته شفاعة تغفر معها الذّنوب، وذلك لخطر منزلة الحافي عند الله تعالى! قال القاسم بن منبّه: رأيت بشر بن الحارث في النّوم، فقلت: ما فعل الله بك يا بشر؟ قال: قد غفر لي، وقال لي: يا بشر! قد غفرت لك ولمن تبع جنازتك. فقلت: يا ربّ ولكلّ من أحبّني؟! قال: ولكلّ من أحبّك إلى يوم القيامة. (٢)

عوج بن عنق

كان الحافي قليل الرّواية للغاية في الحديث. قال الخطيب: وكان - الحافي - كثير الحديث، إلاّ أنّه لم ينصب نفسه للرّواية، وكان يكرهها، ودفن كتبه لأجل ذلك، وكلّ ما سمع منه فإنّما هو على سبيل المذاكرة. (٣)

وفي الحلية: قال رجل لبشر: يا أبا نصر! ما تقول لله غداً إذا لقيته وسألك لم لا تحدّث؟

____________________

(١) تاريخ بغداد ٧: ٨٠؛ تهذيب الكمال ٤: ١٠٩.

(٢) نفس المصدر.

(٣) تاريخ بغداد ٧: ٦٧؛ تهذيب الكمال ٤: ١٠٢.

١٤٤

قال: أقول يا ربّ، كانت نفسي تشتهي أن تحدّث، فامتنعت من أن أحدّث ولم أعطها شهوتها. (١)

فقد صرف بشر همّته للزّهد والعبادة ومعرفة ما يقرّبه إلى الله سبحانه، فتحرّز من رواية الحديث، إلاّ أنّه لم يتحرّج من الحديث عن: «عوج بن عنق»! قال جعفر البردانيّ: سمعت بشر بن الحارث يقول: إنّ عوج بن عنق، كان يأتي البحر فيخوضه برجله، ويحتطب السّاج. وكان أوّل من دلّ على السّاج وجلبه. وكان يأخذ من البحر حوتاً بيده، فيشويه في عين الشّمس. (٢)

بيد أنّ بشراً لم يذكر نسب عوج بن عنق، أجنّيّ هو أم من الإنس؟ أعجميّ أم عربيّ؟ من ولد سام أم من ولد حام؟ أين ولد وفي أيّ بلد مات؟ وهل ترك من بعده خلفاً، أم أنّهم بادوا؟!

ولعلّه من قوم عاد. أخرج ابن عساكر عن الزّهريّ أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله سأل ربّه أن يريه رجلاً من قوم عاد، فأراه رجلاً رجلاه في المدينه ورأسه بذي الحليفة! (٣)

أثقال الجرّاح تفزع أهل الجنّة

قال ابن القيّم: لما مات رجاء بن حيوة (٤) رأته امرأة عابدةٌ، فقالت: يا أبا المقدام، إلام

____________________

(١) حلية الأولياء لأبي نعيم ٨: ٣٥٥.

(٢) تاريخ الإسلام للذهبيّ ١٦: ١١٢؛ حلية الأولياء لأبي نعيم ٨: ٣٥١.

(٣) الخصائص الكبرى للسيوطيّ ٢: ١٥٢. وذو الحليفة: موضع بينه وبين المدينة ستّة أميال. وفي كتاب العرائس للثّعلبيّ ص ١٣٦ قال: قال ابن عمر: كان طول عوج بن عنق ثلاثة وعشرين ألف ذراع وثلاثمائة وثلاثة وثلاثون ذراعاً بالذراع الأوّل! وكان عوج يحتجز السّحب، ويشرب منه الماء، ويتناول الحوت من قرار البحر فيشويه بعين الشّمس، يرفعه إليها ثمّ يأكله.

(٤) هو رجاء بن حيوة بن جرول - وقيل: جندل، وخنزل - بن الأحنف بن السّمط بن المرئ القيس الكنديّ يكنّى أبا المقدام. عداده في أهل الشّام، مات سنة ١١٣ هـ. روى عن عبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الرّحمن بن غنم الأشعري، وعبد الملك بن مروان، وعمر بن عبد العزيز، ومعاذ بن جبل، ومعاوية بن أبي سفيان، وورّاد كاتب المغيرة بن شعبة، وأبي الدّرداء. الطبقات الكبرى لابن سعد ٧: ٤٥٤؛ طبقات خليفة بن =

١٤٥

صرتم؟ قال: إلى خير، ولكن فزعنا بعدكم فزعةً ظننّا أنّ القيامة قد قامت. قالت: قلت: وممّ ذلك؟ قال: دخل الجرّاح وأصحابه الجنّة بأثقالهم، حتّى ازدحموا على بابها. (١) جنّة عرضها السماوات والأرض؛ هلاّ جعل بابها مناسباً لها في السّعة كيما يدخلها الجرّاح وفيلقه من غير جلبة؟! وهل خلت الجنّة ممّا تشتهي الأنفس وتلذّ الأعين، حتّى يحمل الجرّاح وأصحابه أثقال دنياهم يستعينوا بها في حياتهم الجديدة؟! ثمّ كيف وصل ذلك الحطام إلى الجنّة - الّتي لم تفتّح أبوابها بعد، وإنّما ما بعد البعث - أتراه قد دفن معهم؟!

ضيغم يزور الله

ومن وحي روحه قال: «لما ماتت رابعة، رأتها امرأة فقالت: ما فعل أبو مالك؛ تعني ضيغماً؟ فقالت: يزور الله تبارك وتعالى متى شاء. (٢)

ضيوف الرّحمن

وقال ابن القيّم: وكان شعبة (٣) بن الحجّاج، ومسعر (٤) بن كدام، حافظين جليلين. قال أبو أحمد البريديّ: فرأيتهما بعد موتهما، فقلت: أبا بسطام، ما فعل الله بك؟ فقال: وفّقك الله

____________________

خيّاط ٥٦٦؛ المعارف ٤٧٢؛ حلية الأولياء ٥: ١٧٠؛ وفيات الأعيان ٢: ٦٠؛ شذرات الذّهب ١: ١٤٥؛ تهذيب التهذيب لابن حجر ٣: ٢٦٥؛ تاريخ الإسلام للذهبيّ ٤: ٢٤٩؛ تهذيب الكمال ٩: ١٥١.

(١) الرّوح: ٣٤.

(٢) نفس المصدر ٣٥.

(٣) شعبة بن الحجّاج بن الورد، أبو بسطام العتكيّ، مولاهم. واسطيّ الأصل بصريّ الدّار. ولد سنة ثلاث وسبعين، ومات سنة ستّين ومائة. قال أحمد بن حنبل: كان شعبة أمّة وحده في هذا الشأن - يعني علم الرّجال - وبصره في الحديث وتثبّته، وتنقيته للرّجال، وكان شاعراً. قال يزيد بن زريع: قدم علينا شعبة البصرة ورأيه رأي سوءٍ خبيث، يعني الترفّض! فما زلنا به حتّى ترك قوله وصار معنا. تاريخ بغداد ٩: ٢٥٥ - ٢٦٦.

(٤) مسعر بن كدام الهلاليّ العامريّ، أبو سلمة الكوفيّ، مات سنة ثلاث وخمسين ومائة. تهذيب الكمال للمزّيّ ٢٧: ٤٦١؛ طبقات ابن سعد ٦: ٣٦٤؛ حلية الأولياء ٧: ٢١٠.وكان السليمانيّ يقول: كان من المرجئة (الميزان للذهبي جـ ٤، رقم ٨٤٧٠).

١٤٦

لحفظ ما أقول:

حباني إلهي في الجنان بقبّة

لها ألف باب من لجين وجوهراً

وقال لي الرّحمن: يا شعبة الّذي

تبحّر في جمع العلوم فأكثرا

تنعّم بقربي، إنّني عنك ذو رضى

وعن عبدي القّوام في اللّيل مسعرا

كفى مسعراً عزّاً بأن سيزورني

وأكشف عن وجهي الكريم لينظرا

وهذا فعالي بالّذين تنسّكوا

ولم يألفوا في سالف الدّهر منكرا (١)

إذا كان شعبة قد نال قصب السّبق هذا لعلمه ولتركه الترفّض فصار من القوم، فما بال مسعر يتنعّم بنفس الحظوة، وهو من المرجئة؟!

ويجد المطالع والباحث في أصول ومعتقدات ومؤلّفات ابن القيّم إصراراً واضحاً على الأخذ بمبدأ التجسيم والتشبيه والرؤية، ولذا أين وجد ضالّته المنشودة في هذا الباب: عند شعبة أو مسعر أو غيرهما، إلاّ وجمعه من غير رويّة!

مناقب إبراهيم (٢) بن أدهم

ذكروا لإبراهيم بن أدهم كرامات ومناقب، كلّ واحدة منها تبزّ رواة ردّ الشّمس ويباريهم في حقل التحدّي! وتصكّ الآذان وتقرع القلوب فتأخذ بمجامعها؛ فأيّها أوقع في النّفوس وأبلغ: رواية الرّوافض أم هذا الحقل اليانع من فواضل ابن أدهم الزّاهي؟!

____________________

(١) الروح: ٤٠.

(٢) إبراهيم بن أدهم بن منصور بن يزيد بن جابر العجليّ، وقيل: التّميميّ، أبو إسحاق البلخيّ. هرب من أبي مسلم الخراسانيّ فجاء إلى الشّام. قال خلف بن تميم: سألت إبراهيم بن أدهم: منذكم قدمت الشّام؟ قال: منذ أربع وعشرين سنة، وما جئت لرباط ولالجهاد. فقلت: لم جئت؟ قال: جئت أشبع من خبز الحلال.

روى عن سفيان الثّوري، وسليمان الأعمش، وشعبة بن الحجّاج، والأوزاعيّ، ومقاتل، ومنصور بن المعتمر، وموسى بن عقبة. وروى عنه: سفيان الثّوريّ، وهو من أقرانه، والأوزاعيّ، وقطن بن صالح الدّمشقيّ. قال في الميزان ٣: ٣٩١: أحد الكذّابين ومات إبراهيم بن أدهم سنة ١٦٢. حلية الأولياء ٧: ٣٦٧؛ معجم البلدان لياقوت ٣: ١٩٦؛ تهذيب الكمال للمزّيّ ٢: ٢٧ - ٣٧؛ والوافي بالوفيات للصّفديّ ٥: ٣١٨.

١٤٧

مائده المسيح

قال عديّ الصيّاد - من أهل جبلة -: سمعت يزيد بن قيس، يحلف بالله أنّه كان ينظر إلى إبراهيم بن أدهم، وهو على شطّ البحر في وقت الإفطار، فيرى مائدة توضع بين يديه لا يدري من وضعها، ثمّ يراه يقوم فينصرف حتّى يدخل جبلة وما معه شيء (١) !

هنيئاً للزهّاد أن تخدمهم ملائكة الرّحمن بموائد الجنان في الدّنيا ولهم في الآخرة مزيد، في حين يظلّ عليّ وآله ثلاثة أيّام سغباً خمص البطون لا يفطرون إلاّ على الماء، فهلاّ نزلت عليهم مائدة ابن أدهم؟!

أبو قبيس في طاعة ابن أدهم

كنّا نقرأ في كتب التاريخ والسّيرة أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقف على جبل أحد، ومعه أبو بكر، وعثمان، فتحرّك الجبل، فقال له النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : اسكن فما عليك إلاّ نبيّ وصدّيق وشهيد، فسكن الجبل. ولم يدر في خلدنا ولا طرأ في خلجات خواطرنا أن يرث أحد من النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله كراماته ومعاجزه، مثلما لم يرثه أحد في تركته، ولأجله كذّبوا بضعته الطّاهرة الزّهراء عليها‌السلام في دعواها بأنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قد وهبها «فدكاً». إلاّ أنّ إبراهيم بن أدهم وأمثاله من المتزهّدين قد آتاهم الله تعالى من الفضل أنّهم ورثة الأنبياء. فالجبل والبحر دائبان في طاعة ابن أدهم.

قال عيسى بن حازم: حدّثني إبراهيم بن أدهم، قال: لو أنّ مؤمناً قال لذاك الجبل زل لزال. قال فتحرّك أبو قبيس، فقال: اسكن، إنّي لم أعنك. قال: فسكن. (٢)

البحر مسخّر لابن أدهم

قال خلف بن تميم: كان إبراهيم بن أدهم في البحر، فعصفت الرّيح واشتدّت، وإبراهيم

____________________

(١) حلية الأولياء ٨: ٣.

(٢) نفس المصدر ٨: ٤.

١٤٨

ملفوف في كسائه، فقال له رجل: يا هذا! ما ترى ما نحن فيه من هذا الهول، وأنت نائم في كسائك؟! قال: فكشف إبراهيم رأسه ثمّ رفع رأسه إلى السّماء، فقال: اللّهمّ قد أريتنا قدرتك فأرنا عفوك. قال: فسكن البحر حتّى صار كالدّهن. (١)

ملك الغاب

قال خلف بن تميم: كنّا مع إبراهيم بن أدهم في سفر له، فأتاه النّاس فقالوا: إنّ الأسد قد وقف على طريقنا. قال: فأتاه، فقال: يا أبا الحارث! إن كنت أمرت فينا بشيء فامض لما أمرت به، وإن لم تكن أمرت فينا بشيء فتنحّ عن طريقنا. قال: فمضى وهو يهمهم. (٢)

إنّ الجبل له أذن واعية، يسمع كلام ابن أدهم فيزول من مكانه ويعود إليه بدعائه! والأسد يفهم كلام هذا الرّجل فيتنحّى بعيداً، والله تعالى يجيب دعائه، فيسكن البحر بعد هيجانه وتهدأ الرّيح من بعد عصف شديد، وتنزل عليه مائدة من السّماء لتكون عيداً له ولمن سلك سبيله. لكن إذا دعا النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله الله تعالى ليحبس الشّمس أو يردّها من بعد مغيب فهذا ممّا لا يعقل، وإن هذا إلاّ اختلاق!

غاية الزهد

ما أكثر قصص انقلاب الأشياء وتحوّلها إلى اُخر، تكريماً لفلان أو فلان، بما يقضي حاجته، وربّما حدثت معجزة في صدق سيرته.

قال عيسى بن حازم: إنّ إبراهيم بن أدهم خرج في غزاة، فحدّثته نفسه أن يقترض من أحد أصحابه، ثمّ ناب إلى الله واعتذر وطلب حاجته منه سبحانه، فإذا أربعمائة دينار، فتناول منها ديناراً فقط. (٣)

____________________

(١) حلية الأولياء ٨: ٥.

(٢) نفس المصدر ٨: ٤.

(٣) نفس المصدر ٨: ٦.

١٤٩

البلّوط يصير رطباً

قال محمّد بن منصور الطّوسيّ: حدّثنا أبو النضر، قال: كان إبراهيم بن أدهم يأخذ الرّطب من شجرة البلّوط. (١)

ومن قبل، أوحى سبحانه إلى مريم عليها‌السلام أن تهزّ جذع النّخلة فتساقط عليها الرّطب جنيّاً، فأكلت مريّاً!

كرامة معلّم الغناء

يبدو أنّ لأصحاب الرذائل منازل وفواضل كما هو للأتقياء والأفاضل! فهذا مثلاً الماجشون (٢) الّذي لا حظّ له من العلم إلاّ أنّه كان معلّماً للغناء، واتّخاذ القيان.

أمّا الكرامة الّتي أثبتوها للماجشون فهي من جنس ذلك الهذيان والغثيان الذي شاع في تلك العهود، ولا تسيغها أذن إلاّ من فم قينة على ضرب طبل وعود!

____________________

(١) حلية الأولياء ٨: ٣.

(٢) أبو يوسف يعقوب بن أبي سلمة، واسم أبي سلمة: دينار، وقيل ميمون. ويلقّب: الماجشون، القرشيّ التّيميّ، مولى آل المنكدر. سمع عبد الله بن عمر بن الخطّاب، وعمر بن عبد العزيز، ومحمّد بن المنكدر، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج، وأبا هريرة. روى عنه ابناه: عبد العزيز، ويوسف، وابن أخيه عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة. مات سنة أربع وستّين ومائة. قال مصعب الزّبيريّ إنّما سمّي الماجشون للونه. وقال البخاريّ: الماجشون بالفارسيّة: المورّد.

قال مصعب: وكان يعلّم الغناء ويتّخذ القيان ظاهراً أمره في ذلك. وكان يجالس عروة بن الزّبير، وعمر بن عبد العزيز في إمرته. وكان الماجشون أوّل من علّم الغناء من أهل المروءة بالمدينة، وكان يكون مع عمر بن عبد العزيز في ولاية عمر على المدينة، وكان يأنس إليه. وكان الماجشون يعين ربيعة على أبي الزّناد، لأنّ أبا الزّناد يعادي ربيعة.

وكان أبو الزناد يقول: مثلي ومثل الماجشون مثل ذئب كان يلحّ على أهل قرية فيأكل صبيانهم، فاجتمعوا له وخرجوا في طلبه، فهرب منهم وانقطع عنهم، إلاّ صاحب فخّار، فإنّه ألحّ في طلبه، فوقف له الذئب، فقال: هؤلاء أعذرهم، فأنت مالي ولك؟! ما كسرت لك فخّارةً قطّ. والماجشون ما كسرت له كبراً (أي طبلاً) ولا بربطاً (أي عوداً للغناء). وفيات الأعيان لابن خلّكان ٦: ٣٧٦؛ تاريخ الإسلام ٥: ١٩؛ سير أعلام النبلاء ٥: ٣٧٠؛ شذرات الذهب ١: ٢٥٩؛ تهذيب التهذيب ١١: ٣٨٩.

١٥٠

«أخرج الحافظ يعقوب بن أبي شيبة بالإسناد عن ابن الماجشون، قال: عرج بروح الماجشون، فوضعناه على سرير الغسل، فدخل غاسل إليه يغسّله فرأى عرقاً في أسفل قدمه يتحرّك، فأقبل علينا وقال: أرى عرقاً يتحرّك ولا أرى أن أعجّل عليه! فاعتللنا على النّاس بالأمر الّذي رأيناه وفي الغدجاء النّاس، وغدا الغاسل عليه فرأى العرق على حاله، فاعتذرنا إلى النّاس فمكث ثلاثاً على حاله والنّاس يتردّدون إليه ليصلّوا عليه، ثمّ استوى جالساً وقال: ايتوني بسويق، فأتي به فشربه فقلنا له: خبّرنا، ما رأيت؟ فقال: نعم عرج بروحي فصعد بي الملك، حتّى أتى سماء الدّنيا، فاستفتح ففتح له، ثمّ عرج هكذا في السّموات حتّى انتهى إلى السّماء السّابعة، فقيل له: من معك؟ قال: الماجشون. فقيل له: لم يأن له بعد، بقي من عمره كذا وكذا سنةً، وكذا وكذا شهراً، وكذا وكذا يوماً، وكذا وكذا ساعة ثمّ هبط فرأيت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأبا بكر عن يمينه، وعمر عن يساره، وعمر بن عبد العزيز بين يديه، فقلت للملك الّذي معي: من هذا؟ قال: عمر بن عبد العزيز. قلت: إنّه لقريب من رسول الله! فقال: إنّه عمل بالحقّ في زمن الجور، وإنّهما عملا بالحقّ في زمن الحقّ». (١)

ليس من إشكال أن ينال الماجشون هذه المنزلة الرفيعة والكرامة العظيمة جزاءً وثواباً للبرّ الّذي كان يقوم به والعمل الصالح الّذي ضرب به القدح المعلّى ألا وهو اقتناء القيان وتعليم أهل المروءة (كذا) الغناء والضرب بالعود والطنبور فلا عدم الشيطان أولياءً!

إلاّ أنّ الإشكال هو: هل إنّ ملك الموت مستقلّ في عمله وحركته، فاشتبه عليه أوان قبض روح الماجشون؟ أم إنّ الاشتباه من الآمر وهو الله؟! تعالى عن ذلك علوّاً كبيراً.

____________________

(١) نفس المصدر، ومرآة الجنان لليافعيّ ١: ٣٥١؛ تهذيب الكمال للمزيّ ٣٢: ٣٣٨، وقال: روى له مسلم، وأبو داود، والتّرمذيّ، والنّسائيّ. وله ترجمة في الكاشف للذهبيّ ٣: رقم ٦٤٩٩؛ الجرح والتعديل ٩ رقم ٨٦٣؛ تاريخ البخاريّ الكبير ٨ رقم ٣٤٤٧؛ طبقات خليفة ٤٦٧ وقال: الماجشون - بضمّ الجيم والشين.

١٥١

جيوش الخليفة تسير على صفحة الماء

تتكرّر أخبار الّذين يمطرون السّماء، وتعبر جيوشهم على صفحة الماء مثل سيرها على أديم الأرض المعبّدة. عن أبي هريرة، وأنس، قالا: «جهّز عمر بن الخطّاب جيشاً واستعمل عليهم العلاء (١) بن الحضرميّ، وكنت في غزاته، فوجدنا القوم قد بدروا بنا فعفّوا آثار الماء - أي درسوا آثار الماء ومحوها - والحرّ شديد، فجهدنا العطش ودوابّنا وذلك يوم الجمعة، فلمّا مالت الشّمس لغروبها صلّى بنا ركعتين، ثمّ مدّيده إلى السّماء، وما نرى في السّماء شيئاً، قال: فو الله ما حطّ يده حتّى بعث الله ريحاً وأنشأ سحاباً، وأفرغت حتّى ملأت الغدر والشّعاب، فشربنا وسقينا ركابنا واستقينا، ثمّ أتينا عدوّنا وقد جاوزوا خليجاً في البحر إلى جزيرة، فوقف على الخليج وقال: يا عليّ يا عظيم يا حليم يا كريم. ثمّ قال: أجيزوا باسم الله. قال: فأجزنان ما يبلّ الماء حوافر دوابّنا...» (٢) .

لا ينبئك مثل خبير، ولكن: لم القسم سواء من أبي هريرة خليفة الحضرميّ في ولاية البحرين، أو أنس وما أدراك ما أنس؟!، وكلاهما ثقة وأيّ ثقة! - وكفى بهما أن تغطّي أحاديثهما صفحة السّيرة والفقه لكثرتها الكاثرة. وإذا كان الحضرميّ مجاب الدّعوة حتّى يركم سحاباً ويمطره! ويخرج البحر عن طوره فتجتازه تلك الجموع بخيلها وجمالها وأحمالها، فلم لا تبتلّ حوافر دوابّهم كما بتلّت أجساد المجاهدين مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بدماء نحورهم وكسرت رباعيّة النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، واستجاب الله تعالى دعاء نبيّه فحقّق له النّصر

____________________

(١) العلاء بن الحضرميّ، من حضرموت؛ واسم الحضرميّ: عبد الله بن عباد، ويقال ابن عماد، وقيل غير ذلك؛ حليف بني أميّة. توفّي والياً على البحرين فاستعمل عمر بعده أبا هريرة.

أخته الصعبة بنت الحضرميّ، تزوّجها أبو سفيان وطلّقها فخلف عليها عبيد الله بن عثمان التيميّ، فولدت له طلحة بن عبيد الله التيميّ، قتله مروان بن الحكم يوم الجمل في عسكر عائشة! وأخو العلاء هو عامر بن الحضرميّ قتل يوم بدر كافراً، وأخوهما عمرو بن الحضرميّ أيضاً قتل مشركاً. الاستيعاب ٣: ١٤٦ - ١٤٧، الإصابة ٢: ٤٩٨؛ المحبّر لابن حبيب ١٢٦؛ طبقات خليفة ٤٢؛ طبقات ابن سعد ٤: ٣٥٩؛ أسد الغابة ٤: ٧٤ - ٧٥؛ سيرة ابن هشام ٢: ٢٧٥، ٣١١، ٣٦٥.

(٢) البداية والنهاية ٦: ١٥٥، وفي الاستيعاب، والإصابة، وأسد الغابة أوجزوا الخبر قالوا: خاض البحر بكلمات قالها ودعا بها. قالوا: وكان مجاب الدّعوة.

١٥٢

ولكن بعد أن صدّق المسلمون الجهاد وقدّموا قرابين الشّهادة؟! اللّهمّ إلاّ أن يكون ابن الحضرميّ أفضل عند الله من نبيّه! فصدّقوا استجابة دعائه على نحو ما تقدّم، ولم يصدّقوا استجابة دعاء النّبيّ في حبس الشّمس!

قصّة أخرى

ورووا مثل ذلك عن سعد بن أبي وقّاص الذي نعتوه كذلك أنّه مجاب الدّعوة. قالوا: أرسل عمر بن الخطّاب جيشاً إلى مدائن كسرى، فلمّا بلغوا شاطئ الدّجلة لم يجدوا سفينةً، فقال سعد بن أبي وقّاص وهو أمير السريّة، وخالد بن الوليد: يا بحر! إنّك تجري بأمر الله، فبحرمة محمّد وعدل عمر إلاّ ما خلّيتنا والعبور. فعبروا هم وخيلهم وجمالهم فلم تبتلّ حوافرها (١) !

قد يكون تخلّف سعد بن ابي وقّاص عن بيعة امير المؤمنين عليّ عليه‌السلام عن اجتهاد منه، والمجتهد يخطئ ويصيب - كذا - وأنّه كان بعيداً عن مجلس النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فلم يكن يسمع منه أحاديثه في منزلة عليّ عليه‌السلام وتفضيله وأنّه الوصيّ والخليفة بعده، ولم يحضر بيعة الغدير ولا سمع بها!. ولكن ما هذه الاثنينيّة: المستشفع: سعد أحد العشرة المبشّرة بالجنّة! وخالد صاحب البوائق وعلى رأسها قتله المسلمين من بني يربوع وفيهم مالكبن نويرة الصحابيّ الجليل، ودخوله بزوجة مالك عنوة في اللّيلة ذاتها! وكان عمر يطالب أبا بكر أن يوقع القصاص فيه فيمتنع اجتهاداً ببسالة خالد؛ وكان عليّ يقول لو أنّ لي سلطاناً لقتلت خالداً.

والمستشفع به: رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وحرمته عند الله سبحانه، وعدل عمر! ولا نعلّق هنا إلاّ نقول: أيجوز جعل النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله المعصوم سيّد ولد آدم مطلقاً، وعمر في كفّتي ميزان متعادلة!

وإذا جاز عندهم هذا، وجاز أن يجيب الله سبحانه بحقّهما دعاء سعد وخالد فيبطل مفعول الماء وطبيعته: وهي غرق من يدخل أعماقه ويبلّل ما يلامسه، فهلاّ استجاب سبحانه دعاء نبيّه في ردّ الشمس ليكون أحد معاجزه وكرامةً لوليّه؛ أم ينغضون رؤوسهم

____________________

(١) نزهة المجالس للصفّوريّ ٢: ١٩١.

١٥٣

عتوّاً واستكباراً!

كرامة أخرى لسعد

أخرج ابن الجوزيّ من طريق لبيبة، قال: دعا سعد فقال: يا ربّ إنّ لي بنين صغاراً فأخّر عنّي الموت حتّى يبلغوا، فأخّر عنه الموت عشرين سنة. (١)

ما أعظمها من كرامة لسعد إذ شبّ ابنه عمر بن سعد وبلغ مبلغ الرّجال ليأتمر بأمر يزيد ابن معاوية فيقود الجيش الذي قتل سبط النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وريحانته الحسين بن عليّ عليهما‌السلام وأهل بيته! ولا ندري هل يتحمّل سعد بعض وزر ابنه عمر هذا غداً يوم الحساب لدعائه المستجاب وما ترتّب عليه من جريمة شنعاء؟!

دلائل النّبوّة عند ابن كثير

ابن كثير أحد الأبناء الّذين زامنوا الفتن العاصفة فتأثّروا بها وأثّروا، وهم ابن حنبل، وابن الجوزيّ، وابن تيميّة، وابن القيّم، وابن كثير، وخاتمة العقد: ابن عبد الوهّاب التميميّ النّجديّ، وكلّهم يصدرون من مذهب واحد في العقيدة وأصول الدّين وفروعه.

أمعن ابن كثير في ذكر الأخبار الغريبة والشاذّة وأقام من بعضها دلائل على نبوّة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله .

روى ابن كثير عن أبي منظور أنّه قال: «لما فتح الله على نبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله خيبر، أصابه من سهمه حمار أسود، فكلّم النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله الحمار فقال له: ما اسمك؟ قال: يزيد بن شهاب، أخرج الله من نسل جدّي ستّين حماراً كلّهم لم يركبهم إلاّ نبيّ، لم يبق من نسل جدّي غيري، ولا من الأنبياء غيرك، وقد كنت أتوقّعك أن تركبني. قد كنت قبلك لرجل يهوديّ، وكنت أعثربه، وكان يجيع بطني ويضرب ظهري. فقال له النّبيّ: سمّيتك يعفور، يا يعفور! قال: لبّيك. قال: أتشتهي الإناث؟

قال: لا. فكان النّبيّ يركبه لحاجته فإذا نزل عنه بعث به إلى باب الرّجل، فيأتي الباب

____________________

(١) صفة الصفوة لابن الجوزيّ ١: ١٤٠.

١٥٤

فيقرعه برأسه، فإذا خرج إليه صاحب الدّار أومأ إليه أن أجب رسول الله. فلمّا قبض النّبيّ جاء إلى بئر كانت لأبي الهيثم بن التّيّهان فتردّى فيها فصارت قبره، جزعاً منه على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله . (١)

ليس العجب في رفضهم ما بلغ التواتر حتّى أصبح حقيقةً مسلّماً بها، إنّما العجب تصديقهم وتناقلهم لمثل هذه الترّهات التافهة، فهل هو قصد متعمّد للانتقاص من مقام النّبوّة وفتح باب لكلّ عدوٍّ وجاهل ينفذان منه لخوض الجدال والتشكيك، أم ران على أفئدة فهم لا يفقهون؟!

كرامة شيبان

وذكر ابن كثير كرامةً لرجل سمّاه شيبان ومن كرامته أنّ الله تعالى استجاب له دعاءه فأحيا له حماره الميّت. «روى إبراهيم الحربيّ - صاحب أحمد بن حنبل - من طريق مجالد عن الشعبيّ، قال: خرج رجل من النّخع يقال له: شيبان، في جيش على حمار له في زمن عمر، فوقع الحمار ميّتاً، فدعاه أصحاب ليحملوه ومتاعه فامتنع، فقام فتوضّأ ثمّ قام

____________________

(١) البداية والنهاية لابن كثير ٦: ١٥٠. ولم أجد له ذكراً في كتب السّيرة المعتبرة مثل سيرة ابن اسحاق. وغاية ما ذكر الطّبريّ في تاريخه ٢: ٤٢٢ - ذكر أسماء بغال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله - قال: وحماره يعفور أهداه له المقوقس، وكذلك في مختصر تاريخ دمشق ٢: ٢٥٥. ولم أجد فيما حضرني من مصادر شيئاً يركن إليه في ترجمة «أبي منظور» فإنّ كتب النّسب المعتمدة القديمة مثل «جمهرة النّسب للكلبيّ» و «طبقات خليفة بن خيّاط» و «المحبّر» لابن حبيب، و «كتاب النّسب» لابن سلام، تسكت عنه تماماً. في حين تذكره بعض المصادر على نحو يؤكّد كذب الرواية. ذكر ابن حجر في الإصابة ٤: ١٨٦، قال: «أبو منظور» غير منسوب جاء ذكره في خبر واه أورده أبو موسى من طريق أبي حذيفة عبد الله بن حبيب الهذليّ، عن أبي عبد الله السلميّ، عن أبي منظور قال: لما فتح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أظنّه - خيبر أصاب حماراً أسود فكلّمه فتكلّم فقال: ما اسمك؟ قال: يزيد ابن شهاب.. فذكر الحديث بطوله وأن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله سمّاه يعفوراً، قال أبو موسى بعد تخريجه: هذا حديث منكر جدّاً إسناداً ومتناً لا أحلّ لأحد أن يرويه عنّي إلاّ مع كلامي عليه، ومثله في أسد الغابة ٦: ٣٠٤. إنّ الحديث ساقط من ناحية السند فكلّ رجاله مجهولون لا ترجمة لهم ولا وجود! وأحسنهم حالاً «أبو منظور» إذ ذكروه ولكنّه غير منسوب وليس له حديث غير هذا! ولم يسلم إلاّ أبو موسى الّذي أورده، ولكنّه ضعّف الحديث ووصفه على ما سمعناه، مع اضطراب متنه. إلاّ أنّ ابن كثير أطلقه وأطال، فلماذا؟!

١٥٥

عند رأسه فقال: اللّهمّ إنّي أسلمت لك طائعاً، وهاجرت في سبيلك مختاراً ابتغاء مرضاتك، وإنّ حماري كان يعينني ويكفيني عن النّاس، فقوّني به ولا تجعل لأحد عليّ منّة غيرك. فنفض الحمار رأسه وقام فشدّ عليه ولحق بأصحابه» (١) .

لا نكذّب ابنكثير ولا غيره ممّن أثبتوا هذه الحادثة، وذلك من خلال الاعتراض على هذا الولع الشديد عند شيبان بحماره، وتعفّفه المفرط عن أن يكون رديف اصحابه وقد خرج معهم غازياً، ولكن مثلما استجاب الله تعالى له دعاءه فأحيا له حماره، فما وجه الغرابة في عودة الشّمس كرامةً لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ؟! أم أنّ شيبان هذا أعظم عند الله منزلةً من نبيّه؟!

كرامة معاوية

عن أبي الفتح القوّاس (٢) «أنّه وجد في كتبه جزءاً له في فضائل معاوية وقد قرضته الفأرة، فدعا الله تعالى على الفأرة الّتي قرضته فسقطت من السّقف، ولم تزل تضطرب حتّى ماتت» (٣) !

لم يثبت عندنا صحّة إسلام معاوية بن أبي سفيان، ولا أبيه أبي سفيان؛ إنّما هو الفتح المبين وتحرير بيت الله الحرام من آسار الوثنيّة والشّرك وتحطيم الأصنام، فتحطّمت بذلك العزّة الوهميّة لطواغيت قريش، وعلى رأسهم أبو سفيان الّذي أخذ له العبّاس بن عبد المطّلب أماناً من النّبيّ، وحتّى اللحظة الحرجة هذه فإنّه أجاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حين سأله: تشهد أنّي رسول الله؟ قال: أمّا هذه فمنها في القلب شيء!

وكان النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا رأى أبا سفيان يقوده ابنه، لعنهما وحذّر ممّا سيكون منهما.

____________________

(١) البداية والنهاية ٦: ١٥٣؛ الإصابة ٢: ١٦٩.

(٢) ترجم له الخطيب البغداديّ في تاريخه، قال: يوسف بن عمر بن مسرور، أبو الفتح القوّاس. سمع البغويّ، وأبابكر بن أبي داود، ومحمّد بن يوسف القاضي وتوفّي سنة ٣٨٥، وحمل إلى قبر أحمد بن حنبل. وكان ثقة صالحاً مأموناً صادقاً زاهداً مستجاب الدّعوة، من الأبدال! قال الدار قطنيّ: كنّا نتبرّك بأبي الفتح القوّاس وهو صبيّ! تاريخ بغداد ١٤: ٣٢٥ - ٣٢٧.

(٣) تاريخ بغداد ١٤: ٣٢٧.

١٥٦

ولم يثبت لمعاوية فضيلة إلاّ دعاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فيه: «لا أشبع الله بطنه»! فكان يأكل ولا يشبع. وكان كريماً بالمال بخيلاً بالطّعام يقعد بطنه على فخذيه وفضيلة اُخرى هي خذلانه لعثمان ثمّ خروجه مطالباً بدمه؛ فكانت وقعة صفّين، وما أدراك ما صفّين؟! ومن فضائله: سنّته في سبّ امير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام وجعل ذلك متمّماً للصّلاة وخطبتها! وقتله الصّالحين مثل حجر بن عديّ الكنديّ وإخوانه ممّا أوجر عليه قلوب أمّهات المسلمين! وتنصيبه ابنه يزيد وليّاً للعهد مع معرفته بحاله. وشتم عليّ عليه‌السلام شتم لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومن ثمّ شتم لله تعالى، كما في أحاديث النّبيّ، ولأنّ عليّاً نفس رسول الله، كما في آية المباهلة وحديث النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله في ذلك ومن أين علم القوّاس أنّ الفأرة هي سبب تلف تلك الأوراق العزيزة؟! وهل هلاك الفأرة كرامة لمعاوية أم للقوّاس؟

معاجز يهوديّ!

عن الأوزاعيّ (١) ، قال: أردت بيت المقدس فرافقت يهوديّاً، فلمّا صرنا إلى طبرية نزل فاستخرج ضفدعاً، فشدّ في عنقه خيطاً فصار خنزيراً! فقال: أذهب فأبيعه من هؤلاء النّصارى، فذهب فباعه وجاء بطعام. فركبنا فما سرنا غير بعيد حتّى جاء القوم في الطّلب، فقال لي: أحسبه صار ضفدعاً في أيديهم! قال: فحانت منّي التفاتة فإذا بدنه ناحية ورأسه ناحية. قال فوقفت فجاء القوم فلمّا نظروا إليه فزعوا من السّلطان ورجعوا عنه. قال تقول لي الرأس: رجعوا؟ قال قلت: نعم، قال فالتأم الرأس إلى البدن وركبنا وركب. قال: فقلت:

____________________

(١) عبد الرّحمن بن عمرو يحمد الشّامي روى عن عطاء، وعكرمة، وابن سيرين، والأعمش، وابن حزم، ومكحول الشاميّ، ونافع مولى ابن عمر، ومحمّد بن مسلم بن شهاب الزّهريّ. روى عنه: سفيان الثّوريّ، وشعبة ابن الحجّاج، وعبد الله بن المبارك، ووكيع، والطّبرانيّ، ويحيى القطّان. ولد سنة ٨٨، وكان مكتبه باليمامة، فلذلك سمع من مشايخ أهل اليمامة، وسكن الشّام ومات سنة ١٥٧. عن عبد الرّحمن بن مهدي: الأئمّة في الحديث أربعة: الأوزاعيّ، ومالك، وسفيان الثّوريّ، وحمّاد بن زيد، طبقات ابن سعد ٧: ٤٨٨؛ تهذيب الكمال ١٧: ٣٠٧؛ طبقات خليفة ٣١٥؛ حلية الأولياء ٦: ١٣٥؛ تاريخ الإسلام للذهبيّ ٦: ٢٢٥؛ وفيات الأعيان ٣: ١٢٧.

١٥٧

لا رافقتك أبداً، اذهب عنّي!» (١) .

هذا هو إمام الحديث: الأوزاعيّ - ولم يكن رافضيّاً - يروي مثل هذه الحكاية!

لعلّ في صحبة الأوزاعيّ لليهوديّ أمراً ليس من شأننا ولا نستطيع استقصاءه؛ فقد يكون لإقامة الدليل له على صحّة الإسلام أو لاتخاذه دليلاً له يوصله إلى بيت المقدس! ولكن ما هذا الّذي ذكره من سلوك صاحبه - اليهوديّ - والذي يرقى إلى معاجز نبيّ الله موسى عليه‌السلام ؟!

معاجز القاسطين

وإذا كان للأولياء من عظيم الشأن عند الله تعالى، فيمطر السماء استجابةً منه سبحانه لدعاء فلان الوليّ، ويجمع ضفتى النهر لوليّه فلان ليعبره من غير عناء... فما بال النّواصب الخوارج لهم من تلكم الرفعة وأعظم؟!

معاجز أبي مسلم (٢) الخولانيّ: جنديّ في عسكر معاوية بن أبي سفيان، ورسوله في حرب صفّين إلى امير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ؛ فلمّا قطعه امير المؤمنين بالحجّة البالغة، خرج وهو يقول: «الآن طاب الضِّراب»!

فهل كرامات هذا الخارجيّ النّاصبيّ القاسط والّتي تبلغ المعجز، من مبالغته في

____________________

(١) تاريخ بغداد ٦: ٢٩٥.

(٢) اسمه عبد الله بن ثوب، ويقال: ابن ثوّاب...، ويقال: ابن عوف، ويقال: ابن مشكم، ويقال: اسمه يعقوب ابن عوف. الاستيعاب ٤: ١٩٢؛ أسد الغابة ٦: ٢٨٨؛ طبقات ابن سعد ٧: ٤٤٨؛ تهذيب الكمال ٣٤: ٢٩٠ - ٢٩٣ أدرك الجاهلية ولم يلق النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ؛ ولقي أبا بكر، فعداده في التّابعين، يعدّ في أهل الشّام. روى عن عمر ابن الخطّاب، ومعاذ بن جبل، ومعاوية بن أبي سفيان، وأبي عبيدة بن الجرّاح، وأبي مسلم الجليليّ معلّم كعب الأحبار؛ تهذيب الكمال ٣٤: ٢٩٠. روى عنه إبراهيم بن أبي عبلة، وشرحبيل بن مسلم الخولانيّ، وعبد الله بن عروة بن الزّبير، وعطاء الخراسانيّ، وعطاء بن أبي رباح، ومكحول الشّاميّ، وأبو العالية الرّياحيّ وأبو عثمان الخولانيّ؛ تهذيب الكمال ٣٤: ٢٩٠ - ٢٩١.

قال: «روى له الجماعة سوى البخاريّ»؛ تهذيب الكمال ٣٤: ٢٩١. مات الخولانيّ أيّام يزيد بن معاوية. له حديث حسّنه التّرمذيّ، وقال صحيح: ٠ قال الله تعالى: المتحابّون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النّبيّون والشّهداء»؛ الترمذي ٢٣٩٠ ولا ندري لم يغبطهم الأنبياء وهم دليل الهداية لهذه المحبّة!

١٥٨

النّصيحة لابن آكلة الأكباد وقتاله أمير المؤمنين عليه‌السلام ؟!

روى إسماعيل بن عيّاش، عن شرحبيل بن مسلم الخولانيّ: إنّ الأسود العنسيّ أخذ أبا مسلم الخولانيّ فألقاه في نار عظيمة فلم تضرّه! فأتى أبو مسلم المدينة فبصر به عمر بن الخطّاب فاعتنقه وبكى، ثمّ ذهب به إلى أبي بكر وأجلسه بينهما، وقال: الحمد لله الّذي لم يمتني حتّى أراني في أمّة محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله من فعل به كما فعل بإبراهيم خليل الله». (١)

إنّ نجاة الخولانيّ من النّار تعطيل لسنّة الله تعالى، إذ من طبيعتها إحراق الأشياء من غير مائز؛ أمّا نجاة إبراهيم النّبيّ عليه‌السلام من نار طاغية زمانه «نمرود»، فإنّما هي كرامة لنبيّ من أولي العزم وتثبيت لنبوّته؛ ولم يكن الخولانيّ نبيّاً تصدّق نبوّته المعجزة، ولم يستقم حاله فتكون هذه الكرامة المعجز توكيداً لحرمة المؤمن!

الخولانيّ يخوض دجلة

وأحاديث القوم في كرامات الرّجال كثيرة، تبدأ على وجه البسيطة وتحلّق في الآفاق البعيدة، وفي الأضداد: في فيح النّار ولهيبها، وعلى سطح الماء ونسيمه، وفيهم من يخوض بدابّته الماء الهادر فتخوضه معه الرّجال، وذلك بفضل كرامته ودعائه. ومنهم من يعبّد لجيشه اللّجب وجه البحر فيحيله طريقاً مهيعاً.! قالوا: «أتى أبو مسلم الخولانيّ يوماً على دجلة، وهي ترمي بالخشب من مدّها، فوقف عليها ثمّ حمد الله وأثنى عليه، وذكر مسير بني إسرائيل في البحر، ثمّ نهر دابّته فخاضت الماء، وتبعه النّاس حتّى قطعوا». (٢)

ولا نعظم على ابن عساكر ذكره هذه الكرامة لأبي مسلم الخولانيّ، وقد ذكر له ما هو أعظم! في خبر: «كان أبو مسلم الخولانيّ بيده سبحة يسبّح بها، فنام والسبحة بيده فاستدارت والتفّت على ذراعه وجعلت تسبّح، وهي تقول: سبحانك يا منبت النبات، ويا دائم الثّبات» (٣) .

____________________

(١) البداية والنهاية ٨: ١٤٦؛ شذرات الذهب ١: ٧٠؛ الاستيعاب ٤: ١٩٤ وقد شكك به!

(٢) تاريخ دمشق لابن عساكر ٧: ٣١٧.

(٣) نفس المصدر ٧: ٣١٨.

١٥٩

لقد ذكروا في معاجز نبيّنا محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله : تسبيح الحصى في كفّه الشريفة. إلاّ أنّ أيادي السّوء امتدّت لتقلب هذه الحقيقة، وتنكر أخرى وتجرّ ثالثةً فتجعل وقوعها وحدوثها كرامة لفئة أو شخص ما؛ عصبيّةً عمياء وربّما لأمر آخر!

وهكذا تعاملوا مع خبر تسبيح الحصى، وليتهم قرنوها بمعجزة النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، إلاّ أنّهم جعلوها خاصّة بهذا الخارجيّ الأمويّ!

ردّ البصر لابن حرب:

«كان سماك بن حرب قد ذهب بصره، فرأى إبراهيم الخليل في المنام فمسح على عينيه، وقال: اذهب إلى الفرات فتنغمس فيه ثلاثاً. ففعل فأبصر». (١)

____________________

(١) الرّوح: ٢٥٨، جاء في ترجمة سماك: سماك بن حرب بن أوس الذّهليّ. مات سنة ثلاث وعشرين ومائة. رأى المغيرة بن شعبة. وروى عن أخيه إبراهيم بن حرب، وأنس بن مالك، والنّعمان بن بشير، والضّحاك ابن قيس، وعبد الله بن الزّبير بن العوّام، ومصعب بن سعد بن أبي وقّاص، والحسن البصريّ، وطارق بن شهاب، وعامر الشّعبيّ. روى عنه سفيان الثّوريّ، وشريك القاضي، وسليمان الأعمش، وشعبة بن الحجّاج، وأبو عوانة، وحمّاد بن سلمة. تاريخ بغداد ٩: ٢١٤؛ الطبقات الكبرى لابن سعد ٦: ٣٢٣؛ أنساب السمعانيّ ٦: ٣٠؛ الكامل في التاريخ ٥: ٢٧٥؛ سير أعلام النبلاء ٥: ٢٤٥؛ تاريخ الإسلام ٥: ٨٤؛ تهذيب التهذيب ٤: ٢٣٢؛ شذرات الذّهب ١: ١٦١؛ تهذيب الكمال ١٢: ١١٥؛ طبقات خليفة ١٦١؛ التاريخ الكبير للبخاريّ ٤ ترجمة ٢٣٨٢، العبر ١: ٢٣٦.

وأخباره مضطربة. عن حمّاد بن سلمة عن سماك، قال: أدركت ثمانين من أصحاب النّبيّ! تاريخ بغداد ٩: ٢١٤. ومثله في: الجرح والتعديل: ٤ ترجمة ١٢٠٣؛ تاريخ البخاريّ، وتهذيب الكمال: ١١٨، وفيه: وكان قد ذهب بصري، فدعوت الله فردّ عليّ بصري.

وقال فيه أحمد بن حنبل: مضطرب الحديث. الجرح والتعديل ٤ ترجمة ١٢٠٣؛ تهذيب الكمال ١٢: ١١٩ وقال عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش: في حديثه لين. تاريخ بغداد ٩: ٢١٦؛ تهذيب الكمال ١٢: ٢١. وقال زكريّا بن عديّ، عن ابن المبارك: سماك ضعيف في الحديث، تهذيب الكمال ١٢: ١٢١. وقال يعقوب بن شيبة: قلت لعليّ بن المدينيّ: رواية سماك عن عكرمة؟ فقال: مضطربة: تهذيب الكمال ١٢: ١٢٠.

وقال صالح بن محمّد البغداديّ: يضعّف. تاريخ بغداد ٩: ٢١٦؛ تهذيب الكمال ١٢: ١٢٠. وقال النّسائيّ: ليس به بأس، وفي حديثه شيء؛ تهذيب الكمال ١٢: ١٢٠.وفي الهامش قال: ونقل مغلطاي وابن حجر عن =

١٦٠

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

باب الألقاب‌

اعلم أنّ الميرزارحمه‌الله وكذا الأُستاذ العلاّمة دام علاه أدرجا كثيراً من الألقاب في الأسماء وكذا بعض النساء ، وذكرا بعض ذلك في آخر الكتاب ، وأنا أذكر كلا في موضعه اللائق به وأكتب ما ذكراه في غير بابه بقلم جلي بالسواد.

4095 ـ الآدمي الرازي :

سهل بن زياد(1) ، مجمع(2) .

4096 ـ الآدمي الطبري :

أحمد بن محمّد(3) ، مجمع(4) .

4097 ـ الأبزاري :

عمر بن أبي زياد(5) ، غير مذكور في الكتابين.

4098 ـ الأبلي :

علي بن محمّد بن شيران(6) ، مجمع(7) .

__________________

(1) رجال الشيخ : 401 / 1 و 416 / 4 و 431 / 2 والفهرست : 80 / 340 ورجال النجاشي : 185 / 490 والخلاصة : 228 / 2 ورجال ابن داود : 249 / 229.

(2) مجمع الرجال : 7 / 113.

(3) رجال النجاشي : 96 / 238 والخلاصة : 205 / 20 ورجال ابن داود : 230 / 42.

(4) مجمع الرجال : 7 / 113.

(5) رجال الشيخ : 253 / 483 والفهرست : 116 / 515 ورجال النجاشي : 284 / 755 والخلاصة : 119 / 4 ورجال ابن داود : 144 / 1107.

(6) رجال النجاشي : 269 / 705 والخلاصة : 101 / 57 ورجال ابن داود : 140 / 1076.

(7) مجمع الرجال : 7 / 113.

٣٤١

4099 ـ الأجلح :

يحيى بن عبد الله(1) ، مجمع(2) .

4100 ـ الأحمر :

يعقوب بن سالم(3) ، وعبد الله بن عجلان(4) ، وإبراهيم(5) ، مجمع(6) .

قلت : الأخير مجهول لا ينصرف إليه الإطلاق.

4101 ـ الأحمري :

إبراهيم بن إسحاق روى عنه ظفر بن حمدون(7) .

قلت : في المجمع جعله لقباً لعبد الله بن داهر(8) ، ولقّب إبراهيم بالأحمري النهاوندي(9) (10) . وفي الوجيزة كما هنا(11) .

4102 ـ الأحول :

محمّد بن علي بن النعمان(12) ، غير مذكور في الكتابين.

__________________

(1) رجال الشيخ : 335 / 41.

(2) مجمع الرجال : 7 / 113.

(3) رجال الشيخ : 336 / 54 ورجال النجاشي : 449 / 1212 والخلاصة : 186 / 2 ورجال ابن داود : 206 / 1730.

(4) رجال الكشّي : 242 / 443.

(5) الكافي 2 : 450 / 3.

(6) مجمع الرجال : 7 / 114.

(7) الفهرست : 7 / 9 ورجال النجاشي : 19 / 21.

(8) رجال النجاشي : 228 / 602 والخلاصة : 238 / 29 ورجال ابن داود : 254 / 272.

(9) رجال الشيخ : 451 / 75.

(10) مجمع الرجال : 7 / 114.

(11) الوجيزة : 361 / 2301.

(12) رجال الكشّي : 185 / 324 334 ورجال النجاشي : 325 / 886 والخلاصة : 138 / 11 ورجال ابن داود : 180 / 1463.

٣٤٢

4103 ـ الأرقط :

روى عن الصادقعليه‌السلام (1) ، ويحتمل أنْ يكون هارون بن حكيم(2) ، ومرّ بكر الأرقط أيضاً(3) ،تعق (4) .

قلت : كلاهما مجهولان.

وعن كشف الغمّة : الأرقط محمّد الأكبر المحدّث العالم ابن عبد الله الباهر بن الإمام زين العابدينعليه‌السلام (5) .

وعن إكمال الدين : الأرقط بن عمر عمّ أبي عبد اللهعليه‌السلام (6) ، فتدبّر.

4104 ـ الأسدي :

هو محمّد بن أبي عبد الله جعفر بن محمّد بن عون الأسدي الكوفي(7) ، ويأتي لابنه أبي علي كما نبّه عليه ابن طاوس في ربيع الشيعة(8) ، وربما يأتي لابنه جعفر بن محمّد(9) .

وفيتعق : نبّه عليه أيضاً الصدوق(10) (11) .

__________________

(1) الكافي 5 : 91 / 2 والفقيه 3 : 104 / 426.

(2) التهذيب 1 : 375 / 1156.

(3) عن رجال الشيخ : 160 / 91.

(4) تعليقة الوحيد البهبهاني : 404.

(5) كشف الغمّة : 2 / 245 ، وفيه : محمّد بن عبد الله الأرقط ، فقط.

(6) إكمال الدين 72 ، وفيه : الأرقط ابن عمّ أبي عبد اللهعليه‌السلام ، إلاّ أنّ في البحار 47 : 250 / 19 نقلاً عن الإكمال : الأرقط بن عمر.

(7) رجال الشيخ : 496 / 28 والفهرست : 151 / 655 ورجال النجاشي : 373 / 1020 والخلاصة : 160 / 145 ورجال ابن داود : 168 / 1337.

(8) إعلام الورى : 498.

(9) الخلاصة : 33 / 25 ورجال ابن داود : 65 / 332 ، وفيهما : جعفر بن محمّد بن عون الأسدي ، والظاهر أنّه أبيه لا ابنه.

(10) كمال الدين : 442 / 16.

(11) تعليقة الوحيد البهبهاني : 404.

٣٤٣

قلت : ذكرنا ذلك في المقدّمة الثانية(1) .

4105 ـ الإسكافي :

محمّد بن همّام(2) ، ومحمّد بن أحمد بن الجنيد(3) ، مجمع(4) .

4106 ـ الإسماعيليّة :

هم القائلون بالإمامة إلى الصادقعليه‌السلام ثمّ إلى إسماعيل ابنه ، وببالي أنّهم فرق(5) ،تعق (6) .

4107 ـ الأشاعثة :

في الاختيار : في الأشاعثة محمّد بن الحسن وعثمان بن حامد قالا(7) : حدّثنا محمّد بن يزداد عن الحسن بن موسى الخشّاب عن بعض أصحابنا أنّ رجلين من ولد الأشعث استأذنا على أبي عبد اللهعليه‌السلام فلم يأذن لهما ، فقلت لهعليه‌السلام : إنّ لهما ميلاً ومودّة لكم ، فقال : إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لعن أقواماً فجرى اللعن فيهم وفي أعقابهم إلى يوم القيامة(8) .

4108 ـ الأشل :

سالم بن عبد الرحمن(9) ، مجمع(10) .

__________________

(1) منتهى المقال : 1 / 21.

(2) الفهرست 141 / 611 والخلاصة : 145 / 38 ورجال ابن داود : 185 / 1523.

(3) رجال النجاشي : 385 / 1047 والخلاصة : 145 / 35 ورجال ابن داود : 161 / 1288.

(4) مجمع الرجال : 7 / 115.

(5) الملل والنحل : 1 / 149.

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 410.

(7) في المصدر : محمّد بن الحسن بن عثمان بن حمّاد قال.

(8) رجال الكشّي : 412 / 777.

(9) رجال الشيخ : 209 / 114.

(10) مجمع الرجال : 7 / 115.

٣٤٤

4109 ـ الأصم :

الّذي يروي عن مسمع وعنه محمّد بن الحسن بن شمون(1) هو عبد الله بن عبد الرحمن(2) ، نقد(3) ، عنهتعق (4) .

قلت : مضى أيضاً الربيع الأصم يروي عنه الحسن بن محبوب(5) ، والربيع بن محمّد يروي عنه العبّاس بن عامر القصباني(6) ، ومرّ احتمال اتّحادهما.

4110 ـ الأطروش :

الحسن بن علي بن الحسن(7) ، مجمع(8) .

4111 ـ الأعمش :

سليمان بن مهران(9) ، وقد يطلق على إسماعيل بن عبد الله أيضاً(10) ، نقد(11) ، عنهتعق (12) .

قلت : المعروف المشهور بهذا اللقب هو سليمان ، ولذا لم يذكر في‌

__________________

(1) الكافي 5 : 92 / 8 و 141 / 16.

(2) رجال النجاشي : 217 / 566 والخلاصة : 238 / 2 ورجال ابن داود : 254 / 281.

(3) نقد الرجال : 406.

(4) تعليقة الوحيد البهبهاني : 70 / 292.

(5) الفهرست : 70 / 291.

(6) الفهرست : 70 / 291 ورجال النجاشي : 164 / 433.

(7) رجال النجاشي : 57 / 135 والخلاصة : 215 / 18 ، وفيها : الأطرش ، ورجال ابن داود : 239 / 126.

(8) مجمع الرجال : 7 / 115.

(9) رجال الشيخ : 206 / 72 ورجال ابن داود : 106 / 729.

(10) رجال الشيخ : 147 / 101.

(11) نقد الرجال : 406.

(12) تعليقة الوحيد البهبهاني : 404.

٣٤٥

الوجيزة غيره(1) .

4112 ـ الأفرق :

عمر بن خالد(2) ، نقد(3) ، عنهتعق (4) .

4113 ـ البتريّة :

في الاختيار البترية هم أصحاب كثير النواء والحسن بن صالح بن حي وسالم بن أبي حفصة والحكم بن عيينة(5) وسلمة بن كهبل وأبو المقدام ثابت الحدّاد ، وهم الّذين دعوا إلى ولاية عليعليه‌السلام ثمّ خلطوها بولاية أبي بكر وعمر ويثبتون لهما إمامتهما ويبغضون عثمان وطلحة والزبير وعائشة ، ويرون الخروج مع بطون ولد علي بن أبي طالبعليه‌السلام ويثبتون لكلّ من خرج من ولد علي بن أبي طالبعليه‌السلام عند خروجه الإمامة(6) .

وفيه أيضاً : سعد بن جناح الكشّي ، عن علي بن محمّد بن يزيد القمّي ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة بن أيّوب ، عن الحسين بن عثمان الرواسي ، عن سدير ، ثمّ بعد ما مضى في سلمة بن كهيل هكذا : ونتبرّأ من أعدائهم ، قال : فالتفت إليهم زيد بن عليعليه‌السلام وقال لهم : أتتبرؤن من فاطمة بترتم أمرنا بتركم الله. فيومئذ سمّوا البتريّة(7) .

__________________

(1) الوجيزة : 361 / 2305.

(2) رجال النجاشي : 286 / 764 والخلاصة : 120 / 9.

(3) نقد الرجال : 406.

(4) تعليقة الوحيد البهبهاني : 404.

(5) في المصدر : عتيبة.

(6) رجال الكشّي : 232 / 422.

(7) رجال الكشّي : 236 / 429.

٣٤٦

وفيه بهذا الإسناد عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، عن محمّد بن فضيل ، عن أبي(1) عمرو سعد الجلاّب عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : لو أنّ البتريّة صفّ واحد ما بين المشرق إلى المغرب ما أعزّ الله بهم ديناً(2) .

وفيتعق : البتريّة بضمّ الباء وقيل بكسرها منسوبون إلى كثير النواء لأنّه كان أبتر اليد ، وقيل : إلى المغيرة بن سعيد(3) .

والبتريّة والسليمانية والصالحية من الزيدية يقولون بإمامة الشيخين واختلفوا في غيرهما ، وأمّا الجاروديّة فلا يعتقدون إمامتهما ، وفي بعض الكتب أنّهم لا يعتقدون إمامتهما لكن حيث رضيعليه‌السلام بهما ولم ينازعهما جريا مجرى الأئمّة في وجوب الطاعة(4) .

4114 ـ البجلي :

عبد الرحمن بن الحجّاج(5) ،مشكا (6) .

4115 ـ الراوستاني :

سلمة بن الخطّاب(7) ، مجمع(8) .

__________________

(1) في نسخة « ش » : ابن أبي.

(2) رجال الكشّي : 232 / 422.

(3) القاموس المحيط : 1 / 366 ، وفيه : بالضم تنسب إلى المغيرة بن سعد.

(4) تعليقة الوحيد البهبهاني : 410.

(5) رجال الشيخ : 230 / 126 ورجال النجاشي : 237 / 630 والخلاصة : 113 / 5 ورجال ابن داود : 128 / 949.

(6) هداية المحدّثين : 311.

(7) رجال الشيخ : 8475 والفهرست : 79 / 335 ورجال النجاشي : 498 والخلاصة : 227 / 4 ورجال ابن داود : 248 / 218.

(8) مجمع الرجال : 7 / 117.

٣٤٧

4116 ـ البرقي :

الغالب فيه محمّد بن خالد(1) وربما يأتي لابنه أحمد(2) .

أقول : فيمشكا : البرقي مشترك بين محمّد بن خالد وابنه أحمد ، وكثراً ما يرد أحمد بن محمّد عن البرقي ويراد به محمّد لا أحمد ابنه كما هو مصرّح به في بعض المواضع(3) (4) .

4117 ـ البرمكي :

محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، نقد(5) ، عنهتعق (6) .

4118 ـ البزنطي :

أحمد بن محمّد بن أبي نصر(7) ، ويمكن أن يطلق على القاسم بن الحسين أيضاً(8) ، نقد(9) ، عنهتعق (10) .

__________________

(1) رجال الكشّي : 546 / 1034 ورجال الشيخ : 386 / 4 و 404 / 1 والفهرست : 148 / 637 ورجال النجاشي : 335 / 898 والخلاصة : 139 / 14 ورجال ابن داود : 171 / 1369.

(2) الفهرست : 20 / 65 ورجال النجاشي : 76 / 122 والخلاصة : 14 / 7 ورجال ابن داود : 43 / 122.

(3) التهذيب 7 : 181 / 795 والاستبصار 3 : 123 / 439 وفيهما : أحمد بن محمّد عن البرقي ، وروى الرواية الكليني في الكافي 5 : 133 / 8 ، وفيها : أحمد بن محمّد بن عيسى عن محمّد بن خالد.

(4) هداية المحدّثين : 311.

(5) نقد الرجال : 406 ، وفيه : محمّد بن إسماعيل بن أحمد ، راجع رجال النجاشي : 341 / 915 ، والخلاصة : 154 / 89 ورجال ابن داود : 1313.

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 404.

(7) رجال الشيخ : 344 / 34 و 366 / 2 والفهرست : 19 / 63 ورجال النجاشي : 75 / 180 والخلاصة : 13 / 1 ورجال ابن داود : 42 / 118.

(8) رجال الشيخ : 404 / 1.

(9) نقد الرجال : 406.

(10) تعليقة الوحيد البهبهاني : 404.

٣٤٨

أقول : الثاني مجهول لا يكاد ينصرف إليه الإطلاق ، ولذا لم يذكر في الحاوي والوجيزة والمجمع إلاّ الأوّل(1) .

4119 ـ البزوفري :

هو الحسين بن سفيان ،صه (2) . بل الحسين بن علي بن سفيان(3) .

وفيتعق : في النقد : وقد يطلق على أحمد بن جعفر بن سفيان(4) ، والحسين بن علي بن زكريّا(5) ، وموسى بن إبراهيم يظهر ذلك من آخر باب الجنايات من التهذيب(6) (7) .

أقول : وإنْ صحّ ذلك لكن لا ينصرف الإطلاق إلاّ إلى المشهور المعروف وهو الحسين ، فأمّا الأخيران فمجهولان لا يكاد ينصرف إليهما الإطلاق ، ولذا لم يذكرهما في المجمع(8) ، وفي الوجيزة والحاوي ذكرا الأوّل فقط(9) وهو الأولى.

4120 ـ البزيعيّة :

في تاريخ أبي زيد البلخي : أمّا البزيعيّة فأصحاب بزيع الحائك ، أقروا بنبوته وزعموا أنّهم كلّهم أنبياء ، وزعموا أنّهم لا يموتون ولكنّهم يرفعون ،

__________________

(1) حاوي الأقوال الخاتمة التنبيه الأوّل الوجيزة : 362 / 2307 ، مجمع الرجال : 7 / 118.

(2) الخلاصة : 270 / 16 الفائدة الاولى.

(3) رجال الشيخ : 466 / 27 ورجال النجاشي : 68 / 162 والخلاصة : 5 / 9.

(4) رجال الشيخ : 443 / 35.

(5) الخلاصة : 215 / 16 ورجال ابن داود : 239 / 127.

(6) التهذيب 10 : 310 / 1158.

(7) تعليقة الوحيد البهبهاني : 404 ، نقد الرجال : 406.

(8) مجمع الرجال : 7 / 118 وقد ترك ذكر الأخير فقط.

(9) الوجيزة : 362 / 2308 ، حاوي الأقوال الخاتمة التنبيه الأوّل ، وفيه : الحسين بن سفيان.

٣٤٩

وزعم بزيع أنّه صعد إلى السماء وأنّ الله مسح على رأسه ومجّ في فيه وأنّ الحكمة تثبت في صدره ، انتهى.

وفي أواخرتعق : البزيعيّة(1) فرقة من الخطابيّة يقولون الإمام بعد أبي الخطّاب : بزيع ، وأنّ كلّ مؤمن يوحى إليه ، وأنّ الإنسان إذا بلغ الكمال لا يقال له مات بل رفع إلى الملكوت ، وادّعوا معاينة أمواتهم بكرة وعشيّة ، وكان أبو الخطّاب يزعم أنّ الأئمّة أنبياء ثمّ آلهة والآلهة نور من النبوة ونور من الإمامة ولا يخلو العالم من هذه الأنوار ، وأنّ الصادقعليه‌السلام هو الله وليس المحسوس الّذي يرونه بل أنّه لمّا نزل إلى العالم لبس هذه الصورة الإنسانيّة لئلا ينفر منه ، ثمّ تمادى الكفر به إلى أنْ قال : إنّ الله تعالى انفصل من الصادقعليه‌السلام وحلّ فيه ، وأنّه أكمل من الله ، تعالى الله عمّا يقولون الظالمون علوّاً كبيراً(2) (3) .

4121 ـ البسّامي :

ذكر الصدوق عن محمّد الأسدي أنّه من وكلاء الصاحبعليه‌السلام الّذين رأوه من أهل الري(4) ،تعق (5) .

أقول : الّذي رأيته في نسخ عديدة من إكمال الدين ونقله في المجمع عن ربيع الشيعة عن الصدوقرحمه‌الله (6) (7) ويأتي عنتعق أيضاً‌

__________________

(1) في نسخة « ش » زيادة : هم.

(2) راجع الملل والنحل : 1 / 160 وفرق الشيعة : 42 والفَرق بين الفِرق : 247 / 128.

(3) تعليقة الوحيد البهبهاني : 411.

(4) إكمال الدين : 442 / 16.

(5) تعليقة الوحيد البهبهاني : 404.

(6) إعلام الورى : 499 ، وفيه : البسّامي.

(7) مجمع الرجال : 7 / 192 الفائدة الثالثة.

٣٥٠

الشامي(1) فلاحظ ، لكن في كشف الغمّة البسامي(2) .

4122 ـ البطائني :

علي بن أبي حمزة(3) ، مجمع(4) .

4123 ـ البطل :

عبد الله بن القاسم(5) ، نقد(6) ، عنهتعق (7) .

4124 ـ البقباق :

اسمه الفضل ،صه (8) . ابن عبد الملك أبو العبّاس(9) .

4125 ـ البلالي :

الظاهر محمّد بن علي بن بلال كان من السفراء وتغيّر(10) ، ولنا علي ابن بلال البغدادي أبو محمّد هذا روى عن محمّد بن أحمد بن يحيى‌

__________________

(1) تعليقة الوحيد البهبهاني : 405.

(2) كشف الغمّة : 2 / 533.

(3) رجال الكشّي : 403 / 754 760 ورجال الشيخ : 242 / 312 و 353 / 10 والفهرست : 96 / 418 ورجال النجاشي : 249 / 656 والخلاصة : 231 / 1 ورجال ابن داود : 259 / 325.

(4) مجمع الرجال : 7 / 118.

(5) رجال النجاشي : 226 / 594 والخلاصة : 236 / 9 ورجال ابن داود : 255 / 285.

(6) نقد الرجال : 406.

(7) تعليقة الوحيد البهبهاني : 404.

(8) الخلاصة : 270 / 8 الفائدة الأُولى.

(9) رجال الكشّي : 336 / 615 ورجال الشيخ : 270 / 5 ورجال النجاشي : 308 / 843 والخلاصة : 133 / 6 ورجال ابن داود : 152 / 1202.

(10) رجال الشيخ : 435 / 4 والخلاصة : 142 / 26 و 257 / 64 والغيبة : 353 و 400.

٣٥١

ومحمّد بن أبي قتادة(1) ، وهو ثقة ،ج (2) دي (3) ،كر (4) ، وأبو الطيب بن علي بن بلال أخو محمّد بن علي ،دي (5) ، ولم أظفر له بتوثيق ، بل الظاهر موافقته لأخيه والله العالم ، وعلي بن بلال أبو الحسن المهلبي الأزدي البصري وهو ثقة أيضاً ،لم ، روى عنه المفيد وابن عبدون(6) ، وربما احتمل أحد هؤلاء فيعرف بالقرينة.

أقول : في الحاوي لم يذكر إلاّ الأوّلين(7) . وفي الوجيزة : البلالي ثقة(8) . ولعلّه لانصراف الإطلاق إلى الثقة مع فقد القرائن ، وهو كذلك.

4126 ـ بنان :

عبد الله بن محمّد بن عيسى(9) ، نقد(10) ، عنهتعق (11) .

4127 ـ البوفكي :

العمركي بن علي(12) ، نقد(13) ، عنهتعق (14) .

__________________

(1) رجال النجاشي : 278 / 730 ، ولم ترد فيه الكنية.

(2) رجال الشيخ : 404 / 17 والخلاصة : 93 / 10.

(3) رجال الشيخ : 417 / 6 ورجال النجاشي : 278 / 730.

(4) رجال الشيخ : 432 / 4.

(5) رجال الشيخ : 427 / 12.

(6) رجال الشيخ : 486 / 58 والفهرست : 96 / 412 ورجال النجاشي : 265 / 690 والخلاصة : 101 / 50 ورجال ابن داود : 135 / 1024.

(7) حاوي الأقوال : 169.

(8) الوجيزة : 362 / 2311.

(9) رجال الكشّي : 512 / 989.

(10) نقد الرجال : 406.

(11) تعليقة الوحيد البهبهاني : 404.

(12) رجال النجاشي : 303 / 828 والخلاصة : 131 / 21 ورجال ابن داود : 147 / 1152.

(13) نقد الرجال : 406.

(14) تعليقة الوحيد البهبهاني : 404.

٣٥٢

4128 ـ البوشنجي :

الحسين بن أحمد بن المغيرة(1) ، غير مذكور في الكتابين.

4129 ـ البيانيّة :

في تأريخ أبي زيد البلخي : أمّا البيانيّة فإنّهم أقرّوا بنبوّة بيان وهو رجل من سواد الكوفة تأوّل قول الله عزّ وجلّ :( هذا بَيانٌ لِلنّاسِ ) (2) أنّه هو ، وكان يقول بالتناسخ والرجعة فقتله خالد بن عبد الله القسري ، انتهى(3) . ومرّ في ترجمة بنان أيضاً مع زيادة(4) .

4130 ـ البيهقي :

عبد الله بن حمدويه(5) ، مجمع(6) .

4131 ـ تغلب :

النحوي أحمد بن يحيى(7) ،تعق (8) .

أقول(9) : مرّ ذلك في أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل(10) .

__________________

(1) رجال النجاشي : 68 / 165 والخلاصة : 217 / 11 ورجال ابن داود : 240 / 137.

(2) آل عمران : 138.

(3) راجع الملل والنحل : 136 وفرق الشيعة : 34 والفَرق بين الفِرق : 236 / 123.

(4) عن رجال الكشّي : 290 / 511 و 301 / 541 و 304 / 547.

(5) رجال الكشّي : 451 / 850 و 476 / 903 و 509 / 983 ورجال الشيخ : 432 / 5.

(6) مجمع الرجال : 7 / 119.

(7) تأريخ بغداد 5 : 204 / 2681 وبغية الوعاة 1 : 396 / 787 ووفيات الأعيان 1 : 102 / 43 وفي الجميع : ثعلب.

(8) تعليقة الوحيد البهبهاني : 404.

(9) في نسخة « ش » : قلت.

(10) عن الخلاصة : 16 / 15 ، وفيها : أبي العبّاس ثعلب.

٣٥٣

4132 ـ التلعكبري :

هارون بن موسى(1) .

4133 ـ الثلاّج :

الحسين بن أحمد بن المغيرة ،تعق (2) .

قلت : مرّ ذلك في محمّد بن الحسن بن شمّون(3) .

4134 ـ الثمالي :

ثابت بن دينار(4) ،تعق (5) .

4135 ـ ثوابا :

محمّد(6) ،تعق (7) .

4136 ـ الثوري :

غير مذكور في الكتابين ، وهو من غير قيد سفيان العامّي المشهور(8) ، ومرّ أخوه عمر بن سعيد الثوري(9) ، وسنان بن طريف الثوري(10) .

__________________

(1) رجال الشيخ : 516 / 1 ورجال النجاشي : 439 / 1184 والخلاصة : 180 / 1 ورجال ابن داود : 199 / 1666.

(2) تعليقة الوحيد البهبهاني : 404.

(3) عن رجال النجاشي : 336 / 899.

(4) رجال الشيخ : 84 / 3 و 160 / 2 و 345 / 1 والفهرست : 41 / 137 ورجال النجاشي : 115 / 296 والخلاصة : 29 / 5 ورجال ابن داود : 59 / 277.

(5) تعليقة الوحيد البهبهاني : 404.

(6) رجال النجاشي : 363 / 978 والخلاصة : 159 / 128 ورجال ابن داود 166 / 1327.

(7) تعليقة الوحيد البهبهاني : 404.

(8) رجال الكشّي : 393 / 740 و 741 والخلاصة : 228 / 2 ورجال ابن داود : 248 / 216.

(9) رجال الشيخ : 251 / 452 ، وفيه : ابن أخي سفيان ، والظاهر زيادة ( ابن ) كما نبّه عليه القهبائي في مجمع الرجال : 4 / 261.

(10) رجال الشيخ : 213 / 182.

٣٥٤

4137 ـ الجاروديّة :

مضى ذكرهم مع البتريّة(1) ، ويقال لهم السرحوبية أيضاً ، منسوبة إلى أبي الجارود زياد بن(2) المنذر السحوب ، وهم القائلون بالنصّ على عليعليه‌السلام وكفر الثلاثة وكلّ من أنكرهعليه‌السلام (3) ،تعق (4) .

أقول : في القاموس : الجاروديّة فرقة من الزيديّة نسبت إلى أبي الجارود زياد بن أبي زياد ، انتهى(5) . ومضى في زياد بن المنذر أبي الجارود نسبة الجاروديّة إليه(6) ، فيكون أبو زياد كنية للمنذر أبي زياد.

وفي مجمع البحرين : هم فرقة من الشيعة ينسبون إلى الزيديّة وليسوا منهم ، نسبوا إلى رئيس لهم من أهل خراسان يقال له أبو الجارود زياد بن المنذر. وعن بعض الأفاضل أنّهم فرقتان فرقة زيديّة وهم شيعة وفرقة بتريّة وهم لا يجعلون الإمامة لعليعليه‌السلام بالنصّ ، بل عندهم هي شورى ، ويجوّزون تقديم المفضول على الفاضل ، فلا يدخلون في الشيعة(7) ، انتهى.

4138 ـ الجاموراني :

محمّد بن أحمد أبو عبد الله الرازي(8) .

__________________

(1) عن رجال الكشّي : 232 / 422 و 236 / 429.

(2) زياد بن ، لم ترد في نسخة « م ».

(3) راجع الملل والنحل : 1 / 140 وفرق الشيعة : 21 والفَرق بين الفِرق : 30 / 49.

(4) تعليقة الوحيد البهبهاني : 410.

(5) القاموس المحيط : 1 / 282.

(6) عن رجال الشيخ : 122 / 4 والفهرست : 72 / 303 والخلاصة : 223 / 1 ورجال ابن داود : 246 / 193.

(7) مجمع البحرين : 3 / 24.

(8) الخلاصة : 256 / 59 ورجال ابن داود : 269 / 423.

٣٥٥

4139 ـ الجراذيني :

على ما فيصه (1) ، يأتي في الخراذيني(2) ، وهو غير مذكور في الكتابين.

4140 ـ الجرمي :

علي بن الحسن الطاطري(3) ، ولنا أيضاً إسماعيل بن عبد الرحمن الجرمي(4) .

قلت : لكنّه مجهول لا يكاد ينصرف الإطلاق إليه ، ولذا لم يذكر في الحاوي والوجيزة إلاّ الأوّل(5) .

4141 ـ الجعابي :

ابن الجعابي(6) ،تعق (7) .

قلت : مضى في ابن الجعابي وفي الأسماء ما ينبغي أنْ يلاحظ.

4142 ـ الجعفري :

داود بن القاسم(8) ، وكثيراً ما يطلق على سليمان بن جعفر‌

__________________

(1) الخلاصة : 236 / 19 وهو علي بن العبّاس الجراذيني.

(2) عن إيضاح الاشتباه : 219 / 392.

(3) رجال النجاشي : 254 / 667 والخلاصة : 232 / 4.

(4) رجال الشيخ : 147 / 103.

(5) حاوي الأقوال الخاتمة التنبيه الأوّل ، الوجيزة : 363 / 2317.

(6) فيه أنّه يطلق على عمر بن محمّد بن سالم كما في الفهرست : 114 / 504. وعلى محمّد بن عمر كما في رجال الشيخ : 505 / 79 و 513 / 118 والفهرست : 151 / 651 ورجال النجاشي : 394 / 1055 والخلاصة : 146 / 41 ورجال ابن داود : 81 / 1473.

(7) تعليقة الوحيد البهبهاني : 404.

(8) رجال الشيخ : 401 / 1 و 414 / 1 و 431 / 1 والفهرست : 67 / 276 ورجال النجاشي : 156 / 411 والخلاصة : 68 / 3 ورجال ابن داود : 91 / 593.

٣٥٦

أيضاً(1) ، نقد(2) ، عنهتعق (3) .

4143 ـ الجعفي :

إسماعيل بن جابر(4) ، وإسماعيل بن عبد الرحمن(5) ، نقد(6) ، عنهتعق (7) .

قلت : وجابر بن يزيد(8) ، بل لعلّه الأولى بانصراف الإطلاق إليه ، ويأتي لعبد الله بن محمّد الجعفي(9) أيضاً ، ولآخرين مجاهيل لا ينصرف إليه الإطلاق.

4144 ـ الجلودي :

عبد العزيز بن يحيى(10) ،تعق (11) .

4145 ـ الجوّاني :

حمدويه وإبراهيم قالا : حدّثنا أبو جعفر محمّد بن عيسى قال : كان‌

__________________

(1) رجال الشيخ : 351 / 10 و 377 / 1 والفهرست : 78 / 328 ورجال النجاشي : 182 / 483 والخلاصة : 77 / 3 ورجال ابن داود : 105 / 724.

(2) نقد الرجال : 407.

(3) تعليقة الوحيد البهبهاني : 404.

(4) رجال الكشّي : 199 / 349 و 350 ورجال النجاشي : 32 / 71 والخلاصة : 8 / 2.

(5) رجال الشيخ : 147 / 84 والخلاصة : 8 / 3 ورجال ابن داود : 50 / 188.

(6) لم يرد له ذكر في نسخنا من النقد.

(7) تعليقة الوحيد البهبهاني : 404.

(8) رجال الشيخ : 111 / 6 و 163 / 30 والفهرست : 45 / 157 ورجال النجاشي : 128 / 332 والخلاصة : 35 / 2 ورجال ابن داود : 61 / 290.

(9) رجال الشيخ : 98 / 30 و 127 / 8 ورجال النجاشي : 129 / 332 ترجمة جابر بن يزيد ، والخلاصة : 238 / 30 ورجال ابن داود : 255 / 289.

(10) رجال الشيخ : 487 / 67 والفهرست : 119 / 534 ورجال النجاشي : 240 / 640 والخلاصة : 116 / 2 ورجال ابن داود : 129 / 962.

(11) تعليقة الوحيد البهبهاني : 404.

٣٥٧

الجوّاني خرج مع أبي الحسنعليه‌السلام إلى خراسان وكان من قرابته ،كش (1) .

الجوّاني بفتح الجيم وتشديد الواو والنون بعد الألف(2) ذكر صاحب عمدة الطالب أنّ الجوّاني نسبة محمّد بن عبيد الله الأعرج ابن الحسين بن علي بن الحسينعليه‌السلام ، وذكر أنّه نسبة إلى جوانيّة قرية بالمدينة(3) . وظاهرصه وجش أنّ الجوّاني هو علي بن إبراهيم بن محمّد بن الحسن بن محمّد هذا(4) ، ولعلّه نسبة إلى بلد جدّه ، وإلاّ فقد قال صاحب العمدة : إنّ عليّاً هذا ولد بالمدينة ونشأ بالكوفة ومات بها(5) ، والّذي يظهر بالتتبع أنّ هذا صار نسبة لأولاده ، والله العالم.

وفيتعق : في الكافي في باب النصّ على أبي الحسن الثالثعليه‌السلام أنّ أبا جعفرعليه‌السلام كتب وصيّة إلى ابنه عليعليه‌السلام وشهد الحسين بن محمّد بن عبيد الله(6) بن الحسن بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام وهو الجوّاني على مثل شهادة أحمد بن أبي خالد(7) .

وقال علي بن محمّد الخزّاز في الكفاية في جملة سند : قال حدّثنا أبو محمّد هارون بن موسى قال : حدّثني أبو العبّاس أحمد بن علي بن إبراهيم‌

__________________

(1) رجال الكشّي : 506 / 973.

(2) الخلاصة : 97 / 31 ترجمة علي بن إبراهيم بن محمّد.

(3) عمدة الطالب : 319.

(4) رجال النجاشي : 262 / 687 ، الخلاصة : 97 / 31 ، وذكر أيضاً أيضاً : محمّد بن الحسن بن عبيد الله بن الحسن بن محمّد بن الحسن بن محمّد بن عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام أبو عبد الله الجواني ، راجع رجال النجاشي : 395 / 1058 والخلاصة : 163 / 170.

(5) عمدة الطالب : 320.

(6) في المصدر : الحسن بن محمّد بن عبد الله.

(7) الكافي 1 : 261 / 3.

٣٥٨

العلوي المعروف بالجوّاني عن أبيه علي. إلى آخره(1) .

قلت : وهو الّذي مرّ عنلم (2) ، ويشير هذا وما ذكرناه عن الكافي إلى ما ادّعاه المصنّف من صيرورته نسبة لأولاده(3) .

أقول : ما ادّعاه الميرزارحمه‌الله فهو بتمامه كلامشه في ترجمة علي بن إبراهيم بن محمّد بن الحسن(4) ، فلاحظ.

ولا يخفى أنّ الجوّاني المذكور فيكش هو علي بن إبراهيم المذكور كما يظهر منهصه فيه(5) . والميرزا ذكر الجواني في باب الجيم(6) ، وقال في ترجمة علي : مضى في باب الجيم منكش رواية خروجه مع الرضاعليه‌السلام (7) . والفاضل عبد النبي الجزائريرحمه‌الله ذكره في ترجمة علي(8) .

وفي الاختيار في ترجمة الكميت : علي بن محمّد بن قتيبة قال : حدّثني أبو محمّد الفضل بن شاذان قال : حدّثنا أبو المسيح عبد الله بن مروان الجوّاني قال : كان عندنا رجل من عباد الله الصالحين وكان راوية لشعر الكميت يعني الهاشميات ثمّ ذكر ما معناه أنّه تركه مدّة خمس وعشرين سنة لا يستحل روايته ثمّ عاد فيه ، فقيل له في ذلك فذكر أنّه رأى رؤيا دعته إلى العود فيه ، وهي كأنّ القيامة قد قامت ورفعت إليه صحيفة‌

__________________

(1) كفاية الأثر : 310.

(2) رجال الشيخ : 441 / 28.

(3) تعليقة الوحيد البهبهاني : 404.

(4) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : 47.

(5) الخلاصة : 97 / 31 ، وفيها أنّ العلاّمةرحمه‌الله نقل عبارة الكشّي وهي : خرج مع أبي الحسنعليه‌السلام إلى خراسان.

(6) منهج المقال : 88.

(7) منهج المقال : 223.

(8) حاوي الأقوال : 95 / 337.

٣٥٩

فيها أسماء من يدخل الجنّة من محبّي علي بن أبي طالبعليه‌السلام وفيهم الكميت بن زيد الأسدي(1) .

وحكم في المجمع بأنّ الجوّاني المذكور فيكش هو أبو المسيح عبد الله بن مروان(2) هذا ، وهو كما ترى.

4146 ـ الجولاني :

يزيد بن خليفة(3) ،تعق (4) .

قلت : الّذي مرّ فيه الحلواني فلاحظ ، وعن الكافي الخولاني(5) .

4147 ـ الحافظ :

أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني(6) ،تعق (7) .

4148 ـ الحجّال :

اسمه عبد الله بن محمّد(8) ،صه (9) .

وفيتعق : في النقد : ويحتمل أنْ يطلق على الحسن بن علي القمّي(10) ،

__________________

(1) رجال الكشّي : 208 / 367.

(2) مجمع الرجال : 7 / 121 ، وفيه : الجواني محمّد بن الحسن بن عبد الله وعلي بن إبراهيم ابن محمّد وأحمد ابنه وعبد الله بن مروان وإدريس بن مسلم في طريق رومي بن زرارة.

(3) رجال الشيخ : 338 / 75 ، وفيه : الحلواني ، كما سينبّه عليه المصنّف.

(4) تعليقة الوحيد البهبهاني : 404.

(5) الكافي 3 : 251 / 8.

(6) الخلاصة : 205 / 24 ورجال ابن داود : 228 / 30 ومعالم العلماء : 25 / 123 ووفيات الأعيان 1 : 91 / 33.

(7) تعليقة الوحيد البهبهاني : 404.

(8) رجال الشيخ : 381 / 18 والفهرست : 102 / 438 ورجال النجاشي : 226 / 595 والخلاصة : 105 / 18 ورجال ابن داود : 122 / 896.

(9) الخلاصة : 270 / 12 الفائدة الأُولى.

(10) رجال النجاشي : 49 / 104 والخلاصة : 42 / 28 ورجال ابن داود : 75 / 437.

٣٦٠

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413