منهاج السالكين

منهاج السالكين19%

منهاج السالكين مؤلف:
تصنيف: شخصيات إسلامية
الصفحات: 413

منهاج السالكين
  • البداية
  • السابق
  • 413 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 142302 / تحميل: 6750
الحجم الحجم الحجم
منهاج السالكين

منهاج السالكين

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

أقوال العلماء في الصّراط

بعد أن وقفنا على قول ابن القيّم في معنى «الصّراط» الوارد في سورة «الفاتحة»، واستدلاله به على أنّ الرّافضة هم المعنيّون في السورة بقول الله تعالى: «المغضوب عليهم» و «الضّالين»، ومن ثمّ فهم ليسوا من أهل الصراط المستقيم... فقد حان أن نطّلع على أقوال العلماء في معنى الصّراط، ومن هم أهل صراط الله سبحانه.

الصّراط المستقيم لغةً هو: الطريق الواضح. ومن ذلك قول جرير:

امير المؤمنين على صراطٍ

إذا اعوجّ المواردُ مستقيم

وقد ذكر علماء المسلمين معاني عدّة للصّراط هنا، متقاربه غير متنافرة. أمّا تسمية أشخاص على أنّهم الصراط، فقد وجدنا بعض العلماء يذكر الرواية في ذلك ثمّ يقول: إنّ في ذلك تجوّزاً.

قال الخازن عليّ بن محمّد البغداديّ: ( اهْدِنَا الصّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ) . قال أي أرشدنا، وقيل ثبّتنا. وهذا الدّعاء من المؤمنين مع كونهم على الهداية، بمعنى سؤال التثبيت وطلب مزيد الهداية؛ لأنّ الألطاف والهدايات من الله لا تتناهى. وهذا مذهب أهل السّنّة.

قال ابن عبّاس: هو دين الإسلام، وقيل هو القرآن، وقيل: اهدنا صراط المستحقّين للجنّة. ( صِرَاطَ الّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ) هذا بدل من الأوّل، أي الّذين مننت عليهم بالهداية والتوفيق، وهم الأنبياء والمؤمنون الّذين ذكرهم الله تعالى في قوله: ( فَأُولئِكَ مَعَ الّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِنَ النّبِيّينَ وَالصّدّيقِينَ وَالشّهَدَاءِ وَالصّالِحِينَ ) (١) .

وقال ابن عبّاس: هم قوم موسى وعيسى الّذين لم يغيّروا ولم يبدّلوا. وقيل: هم أصحاب محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله وأهل بيته. «غير المغضوب عليهم» يعني غير صراط الّذين غضبت عليهم، وغضب الله لا يلحق عصاة المؤمنين وإنّما يلحق الكافرين. «ولا الضّالّين» أي وغير الضّالّين عن الهدى. وقيل: غير المغضوب عليهم هم اليهود، والضّالّين هم النّصارى. عن عديّ بن حاتم، عن النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قال: «اليهود مغضوب عليهم والنّصارى ضلاّل»

____________________

(١) النّساء / ٦٩.

١٨١

(أخرجه الترمذيّ)؛ وذلك لأنّ الله تعالى حكم على اليهود بالغضب فقال: ( مَن لَعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ ) [المائدة ٦٠] وحكم على النّصارى بالضَّلال فقال: ( وَلاَ تَتّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلّوا مِن قَبْلُ ) - المائدة ٧٧» (١) .

وقال البغويّ في تفسيره: «اهدنا» أرشدنا. وقال عليّ وأبيّ بن كعب: ثبّتنا، كما يقال للقائم: قم حتّى أعود إليك، أي: دم على ما أنت عليه. و «الصراط المستقيم» قال ابن عبّاس وجابر: هو الإسلام، وهو قول مقاتل. وقال ابن مسعود: هو القرآن. وروي عن عليّ مرفوعاً: الصّراط المستقيم كتاب الله. وقال سعيد بن جبير: طريق الجنّة. وقال سهلبن عبد الله: طريق السّنّة والجماعة. وقال بكر بن عبد الله المزنيّ: طريق رسول الله. وقال أبو العالية: رسول الله، وصاحباه. (٢) وقال الثعالبيّ: الصراط في اللغة: الطريق الواضح.

واختلف المفسّرون في المعنى الّذي استعير له الصراط في هذا الموضع، فقال عليّ بن أبي طالب: الطريق المستقيم هنا القرآن. وقال جابر: هو الإسلام يعني الحنيفيّة. وقال محمّد بن الحنفيّة: هو دين الله الّذي لا يقبل من العباد غيره. وقال أبو العالية: هو رسول الله وصاحباه أبوبكر وعمر، وهذا قويّ في المعنى، إلاّ أنّ تسمية أشخاصهم طريقاً فيه تجوّز.

وهذا الدعاء انّما أمر به المؤمنون وعندهم المعتقدات وعند كلّ واحد بعض الأعمال. فمعنى قوله: «اهدنا» فيما هو حاصل عندهم: التثبيت والدوام، وفيما ليس بحاصل إمّا من جهة الجهل به أو التقصير في المحافظة عليه طلب الإرشاد إليه، فكلّ داعٍ به إنّما يريد الصّراط بكماله في أقواله وأفعاله ومعتقداته.

واختلف في المشار إليهم بأنّه سبحانه أنعم عليهم. وقول ابن عبّاس وجمهور من المفسّرين إنّه صراط النّبيّين والصّدّيقين والشهداء والصالحين. (٣)

وقال ابن كثير: ( اهْدِنَا الصّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ) ، قال: أكمل أحوال السّائل أن يمدح مسؤوله

____________________

(١) تفسير الخازن «لباب التأويل في معاني التنزيل ١: ١٧ - ١٨»، وبهامشه مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفيّ.

(٢) معالم التنزيل للبغويّ الشّافعيّ ١: ٤١.

(٣) تفسير الثعالبيّ الموسوم «جواهر الحسان في تفسير القرآن» ١: ٢٥.

١٨٢

ثمّ يسأل حاجته وحاجة إخوانه المؤمنين؛ لأنّه أنجح للحاجة وأنجح للإجابة، فهنا تقدّم الثّناء، وأعقبه السؤال. والصراط المستقيم: كتاب الله، أو الإسلام ( اهْدِنَا الصّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ) . قال: هم النّبيّون والصّدّيقون والشّهداء والصّالحون، وهو مفسّر لـ ( الصّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ) ، والغضوب عليهم هم اليهود، والضّالّون هم النّصارى. (١)

حبر الأمّة ابن عبّاس: قال في تفسيره: ( اهْدِنَا الصّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ) قال: أرشدنا للدّين القائم الّذي ترضاه، وهو الإسلام، ويقال: ثبّتنا عليه؛ ويقال: هو كتاب الله، يقول: اهدنا إلى حلاله وحرامه وبيان ما فيه.

( صِرَاطَ الّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ) : دين الّذين مننت عليهم بالدّين وهم أصحاب موسى من قبل أن تغيّر عليهم نعم الله، بأن أظلّ عليهم الغمام وأنزل عليهم المنّ والسّلوى في التّيه. ويقال: هم النّبيّون. ( غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ ) : غير دين اليهود الّذين غضبت عليهم وخذلتهم ولم تحفظ قلوبهم حتّى تهوّدوا. ( وَلاَ الضّآلّينَ ) : ولا دين النّصارى الّذين ضلّوا عن الإسلام. (٢)

الكلبيّ: وفي تفسيره، قال ابن جزيّ الكلبيّ: الصراط في اللّغة الطريق الّذي يمشى، ثمّ استعير للطريق الّذي يكون الإنسان عليها من الخير والشّر. ومعنى المستقيم: الّذي لا عوج فيه، فالصّراط المستقيم: الإسلام، وقيل: القرآن، والمعنيان متقاربان؛ لأنّ القرآن يضمن شرائع الإسلام، وكلاهما مرويّ عن النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله . ( الّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ) : قال ابن عبّاس: هم النّبيّون والصّدّيقون والشّهداء والصّالحون. وقيل: الصّحابة؛ وقيل قوم موسى وعيسى قبل أن يغيّروا والأوّل أرجح لعمومه، ولقوله: ( مَعَ الّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِنَ النّبِيّينَ وَالصّدّيقِينَ وَالشّهَدَاءِ وَالصّالِحِينَ ) (٣) .

قال: ( الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ ) : اليهود، و ( الضّآلّينَ ) : النّصارى، قاله ابن عبّاس وابن

____________________

(١) مختصر تفسير ابن كثير ١: ١٠.

(٢) تنوير المقباس من تفسير ابن عبّاس ٢، وتفسير ابن عبّاس بحاشية الدرّ المنثور للسيوطيّ ١: ٤. ولابن عبّاس أقوال في الصّراط وأنّه صراط محمّد وآله، ستجيء لاحقاً.

(٣) النساء / ٦٩.

١٨٣

مسعود وغيرهما، وقد روى ذلك عن النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقيل ذلك عامّ في كلّ مغضوب عليه، وكل ضالّ؛ والأوّل أرجح لأربعة أوجه:

روايته عن النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وجلالة قائله، وذكر ( وَلاَ ) في قوله: ( وَلاَ الضّآلّينَ ) دليل على تغاير الطّائفتين وأنّ الغضب صفة اليهود في مواضع من القرآن: كقوله «فباؤُوا بغضبٍ» (١) والضّلال صفة النّصارى لاختلاف أقوالهم الفاسدة في عيسى بن مريم عليه‌السلام ، ولقول الله ( قَدْ ضَلّوا مِن قَبْلُ وَأَضَلّوا كَثِيراً وَضَلّوا عَن سَوَاءِ السّبِيلِ ) (٢) . (٣)

تفسير الماورديّ: قوله عزّ وجلّ: ( اهْدِنَا الصّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ) إلى آخرها. أمّا قوله: (اهدنا) ففيه تأويلان: أحدهما: معناه أرشدنا ودلّنا.

والثاني: معناه وفّقنا، وهذا قول ابن عبّاس. وأمّا الصّراط ففيه تأويلان، أحدهما: أنّه السبيل المستقيم، ومنه قول جرير:

أمير المؤمنين على صراط = إذا اعوجّ الموارد مستقيم (٤)

والثاني: أنّه الطريق الواضح ومنه قوله تعالى: ( وَلاَ تَقْعُدُوا بِكُلّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ ) (٥) . وهو مشتقّ من مسترط الطّعام، وهو ممرّه في الحلق.

وفي الدّعاء بهذه الهداية، ثلاثة تأويلات، أحدها: أنّهم دعوا باستدامة الهداية، وإن كانوا قد هدوا. والثاني: معناه زدنا هدايةً. والثالث: أنّهم دعوا بها إخلاصاً للرغبة، ورجاءً لثواب الدّعاء.

واختلفوا في المراد بالصّراط المستقيم، على أربعة أقاويل:

أحدها: أنّه كتاب الله تعالى، وهو قول عليّ، وعبد الله؛ ويروى نحوه عن النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله .

والثاني: أنّه الإسلام، وهو قول جابر بن عبد الله، ومحمّد بن الحنفيّة. والثالث: أنّه الطريق الهادي إلى دين الله تعالى، الّذي لاعوج فيه، وهو قول ابن عبّاس.

____________________

(١) البقرة / ٩٠.

(٢) المائدة / ٧٧.

(٣) كتاب التّسهيل لعلوم التنزيل، لمحمّد بن أحمد بن جزيّ الكلبيّ ٣٤.

(٤) ديوان جرير ٥٠٧.

(٥) الأعراف / ٨٦.

١٨٤

والرابع: هو رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأخيار أهل بيته، وأصحابه. وهو قول الحسن البصريّ، وأبي العالية الرّياحيّ. (١)

وفي قوله تعالى: ( الّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ) خمسة أقاويل:

أحدها: أنّهم الملائكة. والثاني: أنّهم الأنبياء. والثالث: أنّهم المؤمنون بالكتب السّالفة. والرابع: أنّهم المسلمون، وهو قول وكيع. والخامس: هم النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومن معه من أصحابه، وهذا قول عبد الرحمن بن زيد. وقرأ عمر بن الخطّاب، وعبد الله بن الزّبير: «صراط من أنعمت عليهم».

وأمّا قوله: ( غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضّآلّينَ ) فقد روى عن عديّ بن حاتم، قال: سألت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، عن المغضوب عليهم فقال: «هم اليهود»، وعن الضّالّين فقال: «هم النّصارى». وهو قول جميع المفسّرين.

والضّلال ضدّ الهدى، وخصّ الله تعالى اليهود بالغضب، لأنّهم أشدّ عداوة. (٢) وقرأ عمر بن الخطّاب غير المغضوب عليهم وغير الضّالّين. (٣)

أبو السعود: وأوجز القول أبو السّعود في مفردات الآيات ومصاديقها، قال: الصراط: الطريق والسبيل. والمستقيم: السويّ؛ والمراد به طريق الحقّ، وهي الملّة الحنيفيّة السمحة المتوسّطة بين الإفراط والتفريط.

( صِرَاطَ الّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ) ، بدل من الأوّل. وفائدته التأكيد والتنصيص على أنّ طريق الذين أنعم الله عليهم وهم المسلمون، هو: العلم في الاستقامة، والمشهود له بالاستواء. وقيل: المراد بهم الأنبياء عليهم‌السلام . ولعلّ الأظهر أنّهم المذكورون فيقوله عزّ وجلّ: ( فَأُولئِكَ مَعَ الّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِنَ النّبِيّينَ وَالصّدّيقِينَ وَالشّهَدَاءِ وَالصّالِحِينَ ) . النساء ٦٩.

____________________

(١) وهذا مخالف لما رووه من اختصاص أبي العالية الشّيخين، وإنّما هو في عموم الصّحابة الأخيار.

(٢) في فتح الباري لابن حجر العسقلانيّ ٨: ١٥٩، قال: قال ابن أبي حاتم: لا أعلم بين المفسّرين في ذلك اختلافاً. قال السّهيليّ: وشاهد ذلك في قوله تعالى في اليهود: ( فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى‏ غَضَبٍ ) وفي النصارى: ( قَدْ ضَلّوا مِن قَبْلُ وَأَضَلّوا كَثِيراً ) . وقد مضى نظير هذا من تفسير الكلبيّ، وتفسير الخازن.

(٣) تفسير الماورديّ البصريّ المتوفّى ٤٥٠ هـ النّكت والعيون ٥٨ - ٦١.

١٨٥

( غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضّآلّينَ ) : مطلق المغضوب عليهم والضّالّين. (١)

وفي مشكل الآثار، أوجز الطحاويّ القول، قال: أي ثبّتنا على الصراط المستقيم. (٢)

الفخر الرّازيّ: توسّع الفخر الرّازيّ في الحديث عن مفاهيم الصّراط المستقيم، والهداية، والنّعمة والغضب، فأشبع الحديث بحثاً وتفصيلاً. قال: قوله تعالى، ( اهْدِنَا الصّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ) وفيه فوائد: (الفائدة الأولى: المراد منه صراط الأوّلين في تحمّل المشاقّ العظيمة من أجل مرضاة الله تعالى، وطلب الهداية للأخلاق الفاضلة.

والثاني: هو أن يهديه الله إلى الصّراط المستقيم الّذي هو الوسط بين طرفي الإفراط والتفريط في كلّ الأخلاق وفي كلّ الأعمال.

الثالث: عرّفنا يا إلهنا ما في كلّ شيء من كيفيّة دلالته على ذاتك وصفاتك ومقدرتك. الرابع: هو أن يكون الإنسان معرضاً عمّا سوى الله، مقبلاً بكلّيّة قلبه وفكره وذكره على الله. مثاله أن يصير بحيث لو أمر بذبح ولده لأطاع، كما فعله إبراهيم عليه‌السلام ، ولو أمر بأن ينقاد ليذبحه غيره لأطاع،كما فعله إسماعيل عليه‌السلام ، ولو أمر أن يرمي نفسه في البحر لأطاع، كما فعله يونس عليه‌السلام ، فالمراد بقوله: ( اهْدِنَا الصّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ) هو الاقتداء بأنبياء الله في الصبر على الشدائد والثبات عند نزول البلاء.

الوجه الخامس: (المستقيم) السّويّ الّذي لاغلظ فيه. والهداية: الخروج من الحيرة إلى طريق الجنّة.

الوجه السادس: قال بعضهم: الصّراط المستقيم الإسلام. وقال بعضهم القرآن.

قال: ( الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ ) هم اليهود. و ( الضّآلّينَ ) هم النّصارى. (٣)

ولأبي جعفر الطوسيّ كلام رائق في معنى الصّراط المستقيم، والمنعم عليه، قال: الصّراط المستقيم هو الدّين الحقّ الّذي أمر الله به، من توحيده، وعدله، وولاية من أوجب

____________________

(١) تفسير أبي السّعود محمّد بن محمّد العماديّ المسمّى إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم ١: ١٧ - ١٩.

(٢) مشكل الآثار للطحاويّ: ٢: ٢٧.

(٣) التفسير الكبير للفخر الرازيّ ١: ٢٥٤ - ٢٦١.

١٨٦

طاعته. وقيل في معنى قوله: ( الصّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ) وجوه: أحدها: إنّه كتاب الله، وروي ذلك عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وعن عليّ عليه‌السلام وابن مسعود.

والثاني: إنّه الإسلام، حكي ذلك عن جابر، وابن عبّاس.

والثالث: إنّه دين الله عزّ وجلّ الّذي لا يقبل من العباد غيره.

والرابع: إنّه النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله والأئمّة القائمون مقامه، صلوات الله عليهم، وهو المرويّ في أخبارنا.

قال: قوله تعالى: ( صِرَاطَ الّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ) . معناه: بيان الصّراط المستقيم، إذ كان كلّ طريق من طرق الحقّ صراطاً مستقيماً. والمعنى: صراط من أنعمت عليهم بطاعتك. (١)

وفي تفسير الشّيبانيّ: قوله تعالى: ( اهْدِنَا الصّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ) «المستقيم» صفة الصّراط. قال الكلبيّ: ( اهْدِنَا ) : أرشدنا إلى الطّريق القائم، وهو الإسلام. وقال مقاتل: ( اهْدِنَا ) إلى دين الإسلام. وقال ابن مسعود: «إهدنا إلى كتاب الله. وقال الضّحّاك: ( اهْدِنَا ) إلى طريق الجنّة.

وروي في أخبارنا، عن أئمّتنا أنّ «الصّراط» طريق النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وطريق الأئمّة الطّاهرين من آله عليهم‌السلام . وروي عن عليّ عليه‌السلام أنّه قال: ثبّتنا على دين الإسلام. وقيل: معنى ( اهْدِنَا ) : ألهمنا وأرشدنا وسدّدنا ووفّقنا.

وقوله تعالى: ( صِرَاطَ الّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ) : ( صِرَاطَ ) بدل من الصّراط الأوّل. قال ابن عبّاس والكلبيّ: اهدنا طريق الّذين مننت عليهم، وهم الأنبياء والأئمّة والملائكة والصّدّيقون والشهداء والصّالحون.

وقوله تعالى: ( غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ ) : اليهود، بإجماع المفسّرين.

وقوله تعالى: ( وَلاَ الضّآلّينَ ) : هم النّصارى، بإجماع المفسّرين؛ لأنّ الله سبحانه أخبر عن اليهود أنّه غضب عليهم ومسخهم قردة وخنازير، وأخبر عن النّصارى، فقال: ( وَضَلّوا عَن سَوَاءِ السّبِيلِ ) [ المائدة ٧٧ ]. والغضب من الله، إرادة الانتقام. والغضب من العباد

____________________

(١) التبيان في تفسير القرآن، محمّد بن الحسن الطّوسيّ «ت. ٤٦٠ هـ): ٤١ - ٤٢.

١٨٧

غليان دم القلب. والضّلال: العدول عن الحقّ. (١)

الطبريّ: وذكر الطبريّ بسند عن الضحاك، عن عبد الله بن عبّاس، قال: قال جبرئيل لمحمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله - قل يا محمّد: اهدنا الصراط المستقيم. يقول ألهمنا الطريق الهادي وهو دين الله الّذي لا عوج له. (٢)

وعن ابن عبّاس أيضاً: اهدنا طريق الّذين مننت عليهم، وهم الأنبياء والأئمّة والملائكة والصّدّيقون والشّهداء والصالحون. (٣)

وذكر أبو الفتوح الرّازيّ نقلاً عن سعيد بن جبير، قال: ( اهْدِنَا الصّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ) أي اهدنا إلى طريق الجنّة. (٤) وعن مقاتل: ( اهْدِنَا ) إلى دين الإسلام. (٥)

ومن طرق عدّة، ذكر هاشم البحرانيّ أقوالاً عن الصحابة وعن أئمّة أهل البيت عليهم‌السلام تنصّ على أنّ الصّراط المستقيم هو عليّ عليه‌السلام (٦) .

النّسفيّ: ( اهْدِنَا ) بيان للمطلوب من المعونة - في قوله: ( إِيّاكَ نَعْبُدُ وَإِيّاكَ نَسْتَعِينُ ) -، كأنّه قيل: كيف أعينكم؟ فقالوا: ( اهْدِنَا الصّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ) ، أي ثبّتنا على المنهاج الواضح، كقولك للقائم: قم حتّى أعود إليك. أي اثبت على ما أنت عليه، أو اهدنا في الاستقبال كما هديتنا في الحال، والمراد به طريق الحقّ وهو ملّة الإسلام. ( صِرَاطَ الّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ) بدل من الصّراط وهو في حكم تكرير العامل، وفائدته التأكيد والإشعار بأنّ الصّراط المستقيم تفسير صراط المسلمين بالاستقامة على أبلغ وجه وآكده، وهم المؤمنون والأنبياء عليهم‌السلام ، أو قوم موسى عليه‌السلام قبل أن يغيّروا.

والمغضوب عليهم هم اليهود، لقوله تعالى: ( مَن لَعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ ) ، والضّالّون هم

____________________

(١) نهج البيان عن كشف معاني القرآن لمحمّد بن الحسن الشّيبانيّ (من أعلام القرن السابع الهجريّ) ٧٦ - ٧٨.

(٢) تفسير الطبريّ ١: ٥٧.

(٣) نفس المصدر ١: ٥٨.

(٤) تفسير أبي الفتوح ١: ٥٢.

(٥) نفس المصدر.

(٦) سيرد ذكر بعضها. وانظر كتابه اللّوامع النّورانيّة ٧ و ٨؛ تفسيره البرهان.

١٨٨

النّصارى لقوله تعالى: ( قَدْ ضَلّوا مِن قَبْلُ ) (١) .

وفي تفسير مقاتل بن سليمان البلخيّ (ت ١٥٠ هـ) ١: ٢٥ - ٢٦:

( اهْدِنَا الصّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ) يعني دين الإسلام، لأنّ غير دين الإسلام ليس بمستقيم، وفي قراءة ابن مسعود: أرشدنا، ( صِرَاطَ الّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ) يعني النبيّين الّذين أنعم الله عليهم بالنبوّة، كقوله سبحانه: ( أُولئِكَ الّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِنَ النّبِيّينَ ) - مريم: ٥٨. ( غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ ) ، يعني دلّنا على دين غير اليهود الّذين غضب الله عليهم، فجعل منهم القردة والخنازير. ( وَلاَ الضّآلّينَ ) يقول: ولا دين المشركين، يعني النّصارى. وفي الجامع لعبد الله بن وهب المصريّ (١٢٥ - ١٩٧ هـ) ١: ٥٤: أخبرني عبد الرحمن بن زيد عن أبيه قال: ( الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ ) اليهود، و ( الضّآلّينَ ) النّصارى.

خلاصة الأقوال في معنى الصّراط

وجدنا كثيراً من العلماء لم يذكروا في تفسير الصّراط المستقيم في سورة الفاتحة أشخاصاً بأعيانهم، فيما ذكر بعض قول أبي العالية في مجموعة أقوال أخرى، مع التحرّز، إذ أردف ذلك بقوله: «إلاّ أنّ تسمية أشخاصهم طريقاً فيه تجوّز» وهذا يعني أنّ من ذكره يرجّح الأقوال الأخرى الّتي ذكرها.

ورواية أبي العالية ساقطة، لما علمنا من اضطراب حاله ونصبه وتوهين العلماء لشأنه، حتّى قالوا: «حديث الرّياحيّ رياح»، فصحّ لذلك أن نقول: إنّ هراء ابن القيّم رياح.

وتلخّصت أقوال العلماء والمفسّرين في معنى الصّراط المستقيم في:

١ - دين الإسلام.

٢ - القرآن، حلاله وحرامه.

٣ - طريق الجنّة.

٤ - صراط الأنبياء والصّدّيقين والشّهداء والصّالحين.

٥ - محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأهل بيته عليهم‌السلام .

____________________

(١) مدارك التنزيل وحقائق التأويل لعبد الله بن أحمد النسفيّ ٨.

١٨٩

أمّا المغضوب عليهم، فهم اليهود بالإجماع. والضّالّون، فهم النّصارى بالإجماع. أو هو: مطلق المغضوب عليهم والضّالّين.

وبعد: كيف حكم ابن القيّم على أمّة واسعة من شيعة عليّ عليه‌السلام بأنّهم هم المعنيّون بالغضب والضّلال؟! فإذا كان الإسلام الصّراط المستقيم، فهل سبق عليّاً في الإسلام أحد؟! وإن كان الصراط المستقيم طريق الجنّة فهل يرشد عليّ عليه‌السلام إلاّ إلى الجنّة؟! ولو كان صراط الصّدّيقين، أفليس عليّ عليه‌السلام أحد الصّدّيقين الصلاثة، كما مر ذكر ذلك، بل هو أفضلهم.

والصّراط المستقيم طريق الصّالحين المجاهدين وسبيل الشّهداء، وهل أبلى في هذا السبيل أحد بعد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، مثل بلاء عليّ حتّى مضى شهيداً. وقد هتف الملك ببسالة عليّ عليه‌السلام :

لا سيف إلاّ ذو الفقار

ولا فتى إلاّ عليّ (١)

وإذا كان الصّراط المستقيم هو النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وأهل بيته عليهم‌السلام ، فعليّ نفس رسول الله الّتي باهل بها وفد نصارى نجران؛ وعليّ وزوجته الزهراء وابناهما الحسنان عليهم‌السلام هم أهل بيت النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله .

ولو كان الصّراط المستقيم غير هذه الوجوه المنيرة، لخرج بهم النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله في هذه المهمّة الخطيرة - المباهلة - إلاّ أنّه صلى‌الله‌عليه‌وآله خرج بعليّ، فكان نفس النّبيّ، وبفاطمة، فكانت نساءه، وبالحسنين؛ فكانا أبناءه، يباهل بهم في تمييز الحقّ من الباطل، ويحتجّ بهم في إثبات نبوّته، ولم يحاججهم بالقرآن، فقاموا مقام المعجزة له صلى‌الله‌عليه‌وآله . فكان حتماً أن يكونوا الصّراط المستقيم، إذ لو بطل ذلك لبطلت معجزته صلى‌الله‌عليه‌وآله يومئذ، ولبطلت المباهلة.

ولو كان غير عليّ وزوجه وابنيه هم الصّراط، لطهّرهم الله تعالى، كما طهّر هذا البيت، ولا يختلف اثنان في أنّ غير عليّ قد أمضى من عمره ردحاً في وثنيّة وشرك، ولأجله لم

____________________

(١) أنكر ابن تيميّة هذه الفضيلة، قال: «كذب مفترى»، علم الحديث ٣: ٥. وقد خرّجه جمع غفير، فانظر: الرّوض الأنف ٢: ١٤٣؛ تاريخ الطبريّ ٢: ١٩٧؛ المناقب للخوارزميّ ١٦٧؛ ميزان الاعتدال ٣: ٣٢٤ ترجمة ٦٦١٣؛ لسان الميزان ٤: ٤٠٦؛ سنن البيهقيّ ٣: ٢٧٦؛ مناقب الإمام عليّ ١٩٧ ح المستدرك على الصحيحين ٢: ٣٨٥؛ ذخائر العقبى ٧٤؛ كفاية الطّالب ٢٧٧؛ مجمع الزوائد ٦: ١١٤؛ الأغاني ١٥: ١٩٢؛ شرح نهج البلاغة ٣: ٣٨٠؛ الرياض النضرة ٢: ١٩٠؛ الفصول المهمّة ٥٥؛ تذكرة الخواصّ ٣٢.

١٩٠

يقولوا: «كرّم الله وجهه» لغير عليّ، أي نزّهه من السجود لغير الله.

عن مينا مولى عبد الرّحمن بن عوف، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أنا دعوة أبي إبراهيم، قلنا: يا رسول الله وكيف صرت دعوة أبيك إبراهيم؟ قال: «أوحى الله عزّ وجلّ إلى إبراهيم: ( إِنّي جَاعِلُكَ لِلنّاسِ إِمَاماً ) [البقرة ١٢٤]، فاستخفّ إبراهيم الفرح، قال ك يا ربّ! ومن ذرّيّتي أئمّة مثلي؟! فأوحى الله إليه: أن يا إبراهيم إنّي لا أعطيك عهداً لا أفي لك به. قال: يا ربّ ما العهد الّذي لا تفي لي به؟ قال: لا أعطيك لظالم من ذرّيّتك، قال إبراهيم عندها: ( وَاجْنُبْنِي وَبَنِيّ أَن نّعْبُدَ الأَصْنَامَ * رَبّ إِنّهُنّ أَضْلَلْنَ كَثيراً مِنَ النّاسِ ) (١) . قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : «فانتهت الدّعوة إليّ وإلى عليّ، لم يسجد أحد منّا لصنم قطّ، فاتّخذني الله نبيّاً واتّخذ عليّاً وصيّاً» (٢) .

وعن الأعمش، عن عباية بن ربعيّ، عن أبي أيّوب الأنصاريّ: إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال لفاطمة عليها‌السلام : «أما علمت أنّ الله اطّلع إلى أهل الأرض فاختار منهم أباك فبعثه نبيّاً، ثمّ اطّلع الثانية فاختار بعلك فأوحى إليّ فأنكحته، واتّخذته وصيّاً؟» (٣) .

إنّ دعوة إبراهيم الخليل عليه‌السلام لم تودع إلاّ اثنين: رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ووصيّه عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام . ولم يكن الّذي اتّخذ عليّاً خليلاً ووصيّاً لرسول الله إلاّ الله تبارك وتعالى، فكيف بك بخليل بين حبيبين: المرسل والرسول، ووصيّ على رسالة التوحيد؟! وأيّ منزلة أعظم من هذه، وهل ثمّة صراط مستقيم إلاّ صراط إبراهيم ومحمّد وعليّ عليهم السّلام؟!

ولا يحضرني ذكر زواج مبارك مثل زواج عليّ من فاطمة عليها‌السلام زوّجه الله تعالى إيّاها وخطبها وعقد عقدة النّكاح جبرائيل عليه‌السلام ، وشهدته الملائكة، واحتفلت به الحور العين فأكرمهنّ الله عزّ وجلّ. وقد خطبها أشراف قريش مثل أبي بكر، وعمر بن الخطّاب وغيرهما، ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يردّهم.

ولا غرو ولا عجب ففاطمة ليست من عرض النّساء؛ فأبوها هو سيّد الرّسل وخاتم

____________________

(١) إبراهيم / ٣٥ - ٣٦.

(٢) مناقب الإمام عليّ لابن المغازليّ ٢٧٦ - ٢٧٧.

(٣) كفاية الطّالب ٢٩٦؛ كنز العمّال ٦: ١٥٣؛ مجمع الزوائد ٨: ٣٥٣.

١٩١

الأنبياء عليهم‌السلام ، وهي أعزّ أبنائه عليه، بل هي بضعته، عن مجاهد، قال: «خرج النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو آخذٌ بيد فاطمة فقال: من عرف هذه فقد عرفها ومن لميعرفها فهي فاطمة بنت محمّد، وهي بضعة منّي، وهي قلبي وهي روحي الّتي بين جنبيّ؛ من آذاها فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله» (١) .

والأحاديث كثيرة في حبّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لفاطمة الزهراء البتول عليها‌السلام ، وفي قرن حبّها بحبّه، وأنّ الله تعالى يغضب لغضبها ويرضى لرضاها (٢) .

وفاطمة شفاعتها توجب الجنّة: عن محمّد بن إسماعيل القرشيّ، عن محمّد بن أيّوب، عن صالح بن عقبة، عن يزيد بن عبد الملك النّوفليّ، عن أبيه، عن جدّه، قال: دخلت على فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: فبدأتني بالسّلام وقالت: قال أبي وهو ذا - أي وقتئذ - حيّ: «من سلّم عليّ وعليك ثلاثة أيّام فله الجنّة». قلت لها: ذا في حياته وحياتك، أو بعد موته وموتك؟ قالت: في حياتنا وبعد وفاتنا (٣) .

وفاطمة عليها‌السلام ، حوريّة في صورة إنسان: عن أسماء بنت عميس، قالت: قال النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله - وقد كنت شهدت فاطمة وقد ولدت بعض ولدها فلم ير لها دم - فقال النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : «يا أسماء، إنّ فاطمة حوريّة في صورة إنسيّة» (٤) .

وفاطمة أمّ الكوثر الطاهر الّذي أعطاه الله تعالى نبيّه الكريم، ونطق الوحي بطهارتها وعصمتها - كما في آية التطهير.

وأمّها: خديجة أمّ المؤمنين، وأحد أركان النّصرة. خديجة السّابقة إلى الإسلام، هي وأبو طالب مؤمن قريش وشيخ البطحاء. عن أنس، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «حسبك من نساء العالمين أربع: مريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون، وخديجة بنت خويلد،

____________________

(١) نور الأبصار للشبلنجيّ ك ٩٦.

(٢) مناقب الإمام عليّ: ٣٥١ - ٣٥٣ حديث (٤٠١ - ٤٠٢)؛ المستدرك على الصحيحين ٣: ١٥٣؛ تهذيب التهذيب ١٢: ٤٤١؛ ذخائر العقبى: ٣٩؛ صحيح الترمذيّ ٢: ٣١٩؛ خصائص النسائيّ: ١٢١؛ كفاية الطّالب: ٣٦٣؛ أسد الغابة ٧: ٢٢٤؛ الإصابة ٤: ٣٧٨.

(٣) مناقب الإمام عليّ لابن المغازليّ: ٣٦٣ حديث ٤٠٩.

(٤) نفس المصدر: ٣٦٩ حديث ٤١٦.

١٩٢

وفاطمة بنت محمّد» (١) . وعن أبي هريرة مثله، وفيه: «حسبكم...» (٢) . وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّه كمل من الرّجال كثير، ولم يكمل من النّساء إلاّ مريم ابنة عمران، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمّد» (٣) .

ولخصالها الحميدة، فإنّ فاطمة عليها‌السلام «سيّدة نساء العالمين» (٤) . وللحنان الغامر الّذي لم يكن يجده عند غيرها، كان صلى‌الله‌عليه‌وآله يتفيّأ عطفها ومودّتها، ويأنس بها، ويسمّيها «أمّ أبيها»، وهذه هي كنيتها (٥) .

حديث الزّواج الميمون

تشوّفت رجال قريش علّها تنال شرف الاقتران بفاطمة عليها‌السلام ، فما أفلحوا. عن ابن عبّاس، قال: كانت فاطمة تذكر لرسول الله، فلا يذكرها أحد إلاّ صدّ عنه، حتّى يئسوا منها. (٦)

وعن سلمان الفارسيّ، وعليّ بن أبي طالب، وأمّ سلمة: لما أدركت فاطمة بنت رسول الله مدرك النّساء، خطبها أكابر قريش، وكان كلّما ذكرها رجل من قريش أعرض رسول الله عنه بوجهه حتّى كان الرّجل منهم يظنّ في نفسه أنّ رسول الله ساخط عليه، أو قد نزل على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فيه وحي من السماء. ولقد خطبها أبو بكر، فقال له رسول الله: يا أبابكر، أمرها إلى ربّها. وخطبها بعد أبي بكر عمر بن الخطّاب، فقال له كمقالته لأبي بكر (٧) .

____________________

(١) مناقب الإمام عليّ لابن المغازليّ: ٣٦٣ حديث ٤٠٩؛ مشكل الآثار ١: ٤٨؛ الاستيعاب ٤: ٣٧٧.

(٢) مسند أحمد بن حنبل ١: ٢٩٣؛ تاريخ بغداد ٧: ١٨٤؛ الترمذيّ ٢: ٣٠١؛ المستدرك على الصحيحين ٢: ٤٩٧؛ مجمع الزوائد ٩: ٢٢٣.

(٣) نور الأبصار: ٩٥.

(٤) جمهرة النّسب ٣٠؛ الاستيعاب ٤: ٣٧٦؛ أسد الغابة ٧: ٢٢٣.

(٥) أسد الغابة ٧: ٢٢٠؛ مناقب الإمام عليّ لابن المغازليّ: ٣٤٠.

(٦) المناقب للخوارزميّ: ٣٣٨؛ كفاية الطّالب: ٣٠٤.

(٧) المناقب للخوارزميّ: ٣٤٣.

١٩٣

وعن حجر بن عنبس (١) ، قال خطب أبو بكر وعمر فاطمة، فقال النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : «هي لك يا عليّ». (٢)

وسعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، عن أنس: أنّ أبا بكر خطب فاطمة إلى النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فلم يردّ إليه جواباً، ثمّ خطبها عمر فلم يردّ إليه جواباً، ثمّ جمعهم فزوّجها عليَّ ابن أبي طالب وقيل: أقبل على أبي بكر وعمر، فقال: إنّ الله عزّ وجلّ أمرني أن أزوّجها من عليّ، ولم يأذن لي في إفشائه إلى هذا الوقت، ولم أكن لاُفشي ما أمر الله عزّ وجلّ به» (٣) .

وعن أنس أيضاً: جاء أبو بكر إلى النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فقعد بين يديه، فقال: يا رسول الله، قد علمت مناصحتي وقدمي في الإسلام وأنيّ وأنّي، قال: وما ذاك؟ قال: تزوّجني فاطمة. قال: فسكت عنه، أو قال: فأعرض عنه. قال: فرجع أبو بكر إلى عمر فقال: هلكت وأهلكت. قال: وما ذاك؟ قال: خطبت فاطمة إلى النّبيّ فأعرض عنّي. قال: مكانك حتّى آتي النّبيّ، فأطلب منه مثل الّذي طلبت. فأتى عمر النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقعد بين يديه فقال: يا رسول الله، قد علمت مناصحتي وقدمي في الإسلام وأنّي وأنّي. قال: وما ذاك؟ قال: تزوّجني فاطمة. قال: فأعرض عنّي. قال: فرجع عمر إلى أبي بكر، فقال: إنّه ينتظر أمر الله فيها، فانطلق بنا إلى عليّ حتّى نأمره يطلب الّذي طلبنا!

قال عليّ: فأتياني وأنا أعالج فسيلاً، فقالا: ألا أتيت ابن عمّك تخطب ابنته؟! قال: فنبّهاني لأمر، فقمت أجرّ ردائي... حتّى أتيت النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فقعدت بين يديه، فقلت: يا رسول الله قد علمت قدمي في الإسلام ومناصحتي وأنّي وأنّي. قال: وما ذاك يا عليّ؟ قال: تزوّجني فاطمة. قال: وما عندك؟ قلت: عندي فرسي ودرعي. قال: أمّا فرسك فلا بدّ لك منها، وأمّا درعك فبعها. فبعتها بأربعمائة وثمانين درهماً، فأتيته بها فوضعتها في حجره،

____________________

(١) في أسد الغابة ١: ٤٦٢: حجر بن العنبس.

(٢) كفاية الطّالب: ٣٠٤؛ فضائل الخمسة ٢: ١٣٠؛ أسد الغابة ١: ٤٦٢؛ وقال: هل لك يا عليّ.

(٣) مناقب الإمام عليّ لابن المغازليّ: ٣٤٦ حديث ٣٩٧.

١٩٤

فقبض منها قبضةً، فقال: يا بلال أبغنا بها طيباً. قال: وأمرهم أن يجهّزوها (١) ... الحديث.

وجعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه عليهم‌السلام : إنّ أبا بكر أتى النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال: يا رسول الله زوّجني فاطمة، فأعرض عنه، فأتاه عمر، فقال: يا رسول الله، زوّجني فاطمة. فأعرض عنه، فأتيا عبد الرّحمن بن عوف، فقالا: أنت أكثر قريش (٢) مالاً! فلو أتيت رسول الله فخطبت فاطمة زادك الله مالاً إلى مالك! وشرفاً إلى شرفك. فأتى النّبيّ فقال: يا رسول الله، زوّجني فاطمة. فأعرض عنه، فأتاهما فقال: قد نزل بي مثل الّذي نزل بكما. فأتيا عليّ بن أبي طالب، وهو يسقي نخلات (٣) ... الحديث. وذكر الدّولابيّ محمّد بن أحمد بن حمّاد الأنصاريّ الرازيّ (٢٢٤ - ٣١٠ هـ) في كتابه الذّرّيّة الطّاهرة، صفحة ٩٣ حديث ٨٣: أبو مريم أبي إسحاق، عن الحارث عن عليّ قال: خطب أبو بكر وعمر إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فأبى رسول الله عليهما.

فقال عمر: أنت لها يا عليّ. فقال: ما لي إلاّ درعي أرهنها، فزوّجه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فاطمة.

ثمّ ذكره في الأحاديث ٨٥ - ٨٧، صفحة ٩٤ - ٩٥، عن مجاهد عن عليّ، وعن عطاء ابن أبي رباح، وعن ابن بريدة عن أبيه.

وفي عيون أخبار الرضا عليه‌السلام للصدوق ١: ١٩٥: «إنّ الله عزّ وجلّ ما تولّى تزويج أحد من خلقه إلاّ تزويج حوّاء من آدم عليه‌السلام ، وزينب بنت جحش من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفاطمة من عليّ عليهما‌السلام .

قريش تحسد عليّاً عليه‌السلام

ما زالت قريش تحسد امير المؤمنين منذ جندل صناديدها ونكّس رايات ضلالها، وما زال عليه‌السلام منصوراً حتّى هتف الوحي بشجاعته. وقريش ترى أنّ امير المؤمنين مخصوص

____________________

(١) مناقب الإمام عليّ لابن المغازليّ: ٣٤٧ - ٣٤٩؛ منتخب كنز العمّال ٥: ٩٩؛ الرّياض النّضرة ٢: ١٨٠؛ مجمع الزّوائد ٩: ٢٠٥؛ ذخائر العقبى: ٢٧.

(٢) وكأنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ! طالب مال! وكان تزويجه لعليّ دحضاً لذلك.

(٣) كنز العمّال ٧: ١١٣؛ مجمع الزّوائد ٩: ٢٠٩؛ كفاية الطّالب: ٣٠٢ - ٣٠٣.

١٩٥

بخلوات لا يشركه بها أحد، يفيض عليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله علوماً ربّانيّة، فكان عليه‌السلام الباب الّذي منه تؤتى مدينة علم النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وما دعى رسول الله لنفسه بشيء إلاّ ودعى لعليّ بمثله، وما زال يعرّف به ويذكره بخير في كلّ مجلس، ويلمّح تارة ويصرّح أخرى بوراثة عليّ له في العلم والتبليغ، وأنّه الخليفة من بعده وهو هارون هذه الأمّة وفاروقها وأمينها وصدّيقها وهو يعسوب المؤمنين: متابعته إيمان، ومفارقته كفر ونفاق. وعليّ إذا خاصم، نزل الوحي مؤيّداً له، وإذا فعل طاعة، نطق الوحي مشيداً بذلك... ولما لم تنل رجال من قريش بغيتها في الحظوة بالزّواج من فاطمة، فقد سعت سعيها:

عن جابر بن عبد الله، قال: لما زوّج النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله عليّاً من فاطمة أتت قريش فقالوا: يا رسول الله! زوّجت فاطمة عليّاً بمهر خسيس! فقال النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : «ما زوّجت فاطمة من عليّ، ولكنّ الله زوّجها عند شجرة طوبى، وحضر تزويجها الملائكة، وأمر الله شجرة طوبى: لتنثرين الدّرّ والياقوت والزّبرجد الأخضر. وابتدر الحور العين يلتقطن، فهنّ يتهادين ويتفاخرن به إلى يوم القيامة، ويقلن: هذا من نثار فاطمة بنت رسول الله». (١)

وعن جابر أيضاً قال: «دخلت أمّ أيمن على النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وهي تبكي، فقال لها النّبيّ: ما يبكيك، لا أبكى الله عينيك؟!

قالت: بكيت يا رسول الله لأنّي دخلت منزل رجل من الأنصار، وقد زوّج ابنته رجلاً من الأنصار، فنثر على رؤوسهم لوزاً وسكّراً، فذكرت تزويجك فاطمة من عليّ ولم تنثر عليها شيئاً. فقال النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تبكي يا أمّ أيمن، فو الّذي بعثني بالكرامة واستخصّني بالرّسالة، ما أنا زوّجته ولكنّ الله تبارك وتعالى زوّجه من فوق عرشه، وما رضيت حتّى رضي عليّ، وما رضي عليّ حتّى رضيتُ، وما رضيتُ حتّى رضيت فاطمة، وما رضيت فاطمة حتّى رضي الله ربّ العالمين» (٢)

لم تكن أمّ أيمن لتحسد عليّاً عليه‌السلام على ما منّ الله تعالى به عليه، فهي أجلّ من ذلك، إلاّ

____________________

(١) مناقب الإمام عليّ، لابن المغازليّ: ٣٤٤ حديث ٣٩٥؛ ترجمة الإمام عليّ من تاريخ دمشق ١: ٢٥٦ حديث ٣٠٠ بلفظ مشابه.

(٢) نفس المصدر: ٣٤١ - ٣٤٢ حديث ٣٩٣ ترجمة الإمام عليّ من تاريخ دمشق ١: ٢٥٥ حديث ٢٩٨.

١٩٦

أنّ حبّها لبضعة النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهي ترى لا يصنع بزواجها بما صنع بزواج من لا يدانيها؛ فأفصحت عن مكنونها وأجابها صلى‌الله‌عليه‌وآله بمباركة الله تعالى وأنّه الّذي زوّج فاطمة فارتضت عليها‌السلام ما ارتضاه سبحانه لها، وبهذا الرّضى الملازم بعضه لبعض كان زواجها أعظم ممّا رأته أمّ أيمن في عرس الأنصاريّة.

مراسم الزّواج المبارك

ومن جوابه صلى‌الله‌عليه‌وآله لأمّ أيمن: «يا امّ أيمن، لما زوّج الله تبارك وتعالى فاطمة من عليّ أمر الملائكة المقرّبين أن يحدقوا بالعرش - وفيهم جبرائيل وميكائيل وإسرافيل - فأحدقوا بالعرش. وأمر الحور العين أن يتزيّنّ، وأمر الجنان أن تزخرف؛ فكان الخاطب الله تبارك وتعالى، والشّهود الملائكة. ثمّ أمر الله شجرة طوبى أن تنثر عليهم، فنثرت اللّؤلؤ الرّطب مع الدّرّ الأخضر، مع الياقوت... فتبادرت الحور العين يلتقطن من الحليّ والحلل، ويقلن: هذا من نثار فاطمة بنت محمّد» (١) .

ومن حديث ابن عبّاس: لما زفّت فاطمة إلى عليّ كان النّبيّ قدّامها، وجبرائيل عن يمينها، وميكائيل عن يسارها، وسبعون ألف ملك خلفها، يسبّحون الله ويقدّسونه حتّى طلع الفجر. (٢)

وعن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «يا فاطمة زوّجتك سيّداً في الدّنيا، وإنّه في الآخرة لمن الصّالحين. لما أراد الله أن أملّكك من عليّ أمر الله جبرائيل عليه‌السلام فقام في السّماء الرّابعة، فصفّ الملائكة صفوفاً، ثمّ خطب عليهم، فزوّجك من عليّ ثمّ أمر الله شجر الجنان، فحملت الحليّ والحلل، ثمّ أمرها فنثرت على الملائكة، فمن أخذ منهم شيئاً أكثر ممّا أخذ غيره افتخر به إلى يوم القيامة» (٣) . قالت أمّ سلمة: فلقد كانت فاطمة تفخر

____________________

(١) مناقب الإمام عليّ لابن المغازليّ: ٣٤٢؛ ترجمة الإمام عليّ من تاريخ دمشق ١: ٢٥٥.

(٢) تاريخ بغداد ٥: ٧.

(٣) المناقب للخوارزميّ: ٣٣٧؛ كفاية الطّالب: ٣٠١؛ تاريخ بغداد ٤: ١٢٩.

١٩٧

على النّساء حيث أوّل من خطب عليها جبرئيل. (١)

أولياء أمر فاطمة

عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة، قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أيّها النّاس، هذا عليّ بن أبي طالب! أنتم تزعمون أنّني أنا زوّجته ابنتي فاطمة،ولقد خطبها إليّ أشراف قريش فلم أجب، كلّ ذلك أتوقّع الخبر من السّماء، حتّى جاء جبرائيل ليلة أربع وعشرين من شهر رمضان، فقال: يا محمّد، العليّ الأعلى يقرأ عليك السّلام، وزوّج فاطمة عليّاً، وأمرني فكنت الخاطب، والله تعالى الوليّ، وأمر شجرة طوبى فحملت الحليّ (٢) ... الحديث.

خطبة النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله :

ثمّ إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله خطب بعد إذ اجتمع المهاجرون والأنصار، فقال: «الحمد لله المحمود بنعمته، المعبود بقدرته، المطاع بسلطانه، المرغوب إليه فيما عنده، المرهوب عذابه، النافذ أمره في أرضه وسمائه، الّذي خلق الخلق بقدرته، وميّزهم بأحكامه، وأعزّهم بدينه، وأكرمهم بنبيّه محمّد. ثمّ إنّ الله جعل المصاهرة نسباً لاحقاً وأمراً مفترضاً وشج بها الأرحام وألزمها الأنام، فقال تبارك اسمه وتعالى جدّه: ( وَهُوَ الّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبّكَ قَدِيراً ) (٣) ، فأمر الله يجري إلى قضائه، وقضاؤه يجري إلى قدره، فلكلّ قضاء قدر، ولكلّ قدر أجل، ولكلّ أجل كتاب ( يَمْحُوا اللّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمّ الْكِتَابِ ) (٤) . ثمّ إنّ الله تعالى أمرني أن أزوّج فاطمة بعليّ، فأشهدكم أنّي قد زوّجته على أربعمائة مثقال فضّة، إن رضي بذلك عليّ». فقال عليّ عليه‌السلام : قد رضيت يا رسول الله. ثمّ إنّ عليّاً مال، فخرّ ساجداً شكرا لله تعالى، وقال: الحمد لله الّذي حبّبني إلى

____________________

(١) حلية الأولياء ٥: ٩٥؛ تاريخ بغداد ٤: ١٢٩؛ كفاية الطّالب: ٣٠١.

(٢) كفاية الطّالب: ٣٠٠.

(٣) الفرقان / ٥٤.

(٤) الرّعد / ٣٩.

١٩٨

خير البريّة محمّد رسول الله. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «بارك الله عليكما، وبارك فيكما، وأسعدكما، وأخرج منكما الكثير الطّيب».

رواه أنس، وقال: فو الله لقد أخرج منهما الكثير الطيّب. (١)

طعام العرس

ثمّ دعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بلالاً، فقال: «يا بلال، إنّي زوّجت ابنتي ابن عمّي، وأنا أحبّ أن يكون من سنّتي الطعام عند النّكاح، فأت الغنم فخذ شاة وخمسة أمداد شعيراً، فاجعل لي قصعة فلعلّي أجمع عليها المهاجرين والأنصار، فإذا فرغت منها فأذنّي بها. ففعل ذلك، وأتاه حين فرغ ووضعها بين يديه، فبرّك عليها ثمّ قال: أدخل النّاس عليّ زفّة زفّة (٢) . فجعل النّاس يزفّون، حتّى إذا فرغوا، برّك عليها، ثمّ قال: يا بلال، احملها إلى أمّهاتك، فقل لهنّ: كلن وأطعمن من غشيكنّ، ففعل ذلك بلال. (٣)

زفاف فاطمة

ولما كان اللّيل، أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بقطيفة فثناها على بغلته الشّهباء، وحمل عليها فاطمة عليها‌السلام ، فكان رسول الله أمامها، وسلمان يقود البغلة، وبلال يسوق البغلة، وجبرائيل عن يمينها، وميكائيل عن يسارها، والملائكة من ورائها يسبّحون الله ويقدّسونه، فكبّر جبرائيل وكبّر ميكائيل وكبّرت الملائكة وكبّر رسول الله، فوقع التكبير على العرائس من تلك اللّيلة. (٤) رواه جابر بن عبد الله.

ثمّ أدخلها صلى‌الله‌عليه‌وآله على عليّ، ودعا بماء فمجّ فيه ونضح منه على فاطمة، وقال: «اللّهمّ إنّي أعيذها بك وذرّيّتها من الشّيطان الرّجيم». ثمّ صبّ منه على عليّ وقال: «اللّهمّ إنّي أعيذه

____________________

(١) المناقب للخوارزميّ: ٣٣٦ - ٣٣٧؛ كفاية الطّالب: ٢٩٨.

(٢) الزفّة: الزمرة.

(٣) المناقب للخوارزميّ: ٣٣٩؛ كفاية الطّالب: ٣٠٥.

(٤) مناقب الإمام علي لابن المغازليّ: ٣٤٤؛ كفاية الطّالب: ٣٠٣؛ المناقب للخوارزميّ: ٣٤٢.

١٩٩

بك وذرّيّته من الشّيطان الرّجيم». ثمّ قال: «ادخل بأهلك بسم الله والبركة» (١) . ودنا منهما، وأمكن عليّاً من كفّها، ثمّ قال: «اللّهمّ إنّهما منّي وأنا منهما، اللّهمّ فكما أذهبت عنّي الرّجس وطهّرتني تطهيراً فطهّرهما». ثمّ أغلق عليهما الباب، وانطلق (٢) .

وفي خبر طويل عن أمّ سلمة إنّ جبرائيل عقد عقدة النّكاح، وأشهد عليه الملائكة، وكتب الشّهادة في حريرة بيضاء، عرضها على النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وختمها بخاتم مسك، ودفعها إلى رضوان خازن الجنان (٣) .

إنّ الناية الربّانيّة لعليّ وهو في بطن أمّه، ثمّ من المهد إلى اللّحد، وانتقاء الباري تعالى عليّاً لفاطمة وفاطمة لعليّ لهو أصدق أمارة على استقامة صراط عليّ، ولأجله لم يكن غيره كفواً لفاطمة.

عليّ وآله صراط الله المستقيم

هدت الأدلّة المنطقيّة إلى أنّ عليّاً وآله عليهم‌السلام ، هم الهداة إلى الحقّ، وأنّ مشايعتهم واجب وصراطهم مستقيم، وتواتر ذلك في كتب السّيرة والتفسير والسّنن.

عن وكيع بن الجرّاح، عن سفيان الثوريّ، عن السّدّيّ، عن أسباط ومجاهد، عن ابن عبّاس، في قوله تعالى: ( اهْدِنَا الصّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ) ، قال: يقول: قولوا معاشر العباد: اهدنا إلى حبّ النّبيّ وأهل بيته. (٤)

مسلم بن حنان (٥) ، عن أبي بريدة، في قول الله تعالى: ( اهْدِنَا الصّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ) ، قال: صراط محمّد وآله. (٦)

____________________

(١) المناقب لابن المغازليّ: ٣٤٩؛ كنز العمّال ٥: ٩٩؛ الرّياض النّضرة ٢: ١٨٠.

(٢) حلية الأولياء ٢: ٧٥؛ كفاية الطّالب: ٣٠٧؛ مجمع الزوائد ٩: ٢٠٧.

(٣) المناقب للخوارزميّ: ٣٤٦ - ٣٤٧.

(٤) شواهد التنزيل، للحسكانيّ الحنفيّ ١: ٧٥ حديث ٧٨؛ اللّوامع النّورانيّة، هاشم البحرانيّ: ٨؛ تفسير البرهان له أيضاً ١: ٥٢، وفي المناقب لابن شهر آشوب ٣: ٢٧١: «أرشدنا إلى حبّ محمّد وأهل بيته».

(٥) يرد في المصادر: حنان، وحيّان - بياء مشدّدة - وحبان، والأظهر حيّان.

(٦) شواهد التنزيل ١: ٧٤ حديث ٨٦؛ مناقب ابن شهر آشوب ٣: ٢٧١ عن تفسير الثعلبيّ؛ وعن كتاب =

٢٠٠

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

وأحمد بن سليمان(1) أيضاً(2) .

قلت : لا ينصرف الإطلاق إلاّ إلى المعروف المشهور وهو عبد الله ، ولذا لم يذكر في الحاوي والوجيزة إلاّ إياه(3) .

وفيمشكا : أحمد بن سليمان قليل الرواية وعبد الله أغلب من الحسن إلاّ مع القرينة(4) .

4149 ـ الحدّاد :

علي بن محمّد بن جعفر(5) ،تعق (6) .

قلت : مضى محمّد الحدّاد أيضاً(7) فلا تغفل.

4150 ـ الحذّاء :

زياد بن عيسى أبو عبيدة(8) ، مجمع(9) .

4151 ـ الحروريّة :

لعنهم الله هم الّذين تبرؤوا من عليعليه‌السلام وشهدوا عليه بالكفر ، نسبة‌

__________________

(1) رجال الشيخ : 456 / 109 والفهرست : 37 / 118 ورجال النجاشي : 100 / 251 ورجال ابن داود : 38 / 78.

(2) تعليقة الوحيد البهبهاني : 404 ، نقد الرجال : 407.

(3) حاوي الأقوال الخاتمة التنبيه الأوّل ، الوجيزة : 363 / 2318.

(4) هداية المحدّثين : 312.

(5) رجال النجاشي : 262 / 686 ورجال ابن داود : 262 / 353 وفي رجال الشيخ : 483 / 40 : علي بن محمّد الحدّاد.

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 404.

(7) عن رجال الشيخ : 305 / 401 ورجال النجاشي : 358 / 960.

(8) رجال الشيخ : 122 / 5 و 198 / 34 ورجال النجاشي : 170 / 449 والخلاصة : 74 / 4 ورجال ابن داود : 99 / 654.

(9) مجمع الرجال : 7 / 122.

٣٦١

إلى حرورا موضع بقرب الكوفة كان أوّل مجتمعهم فيه(1) ،تعق (2) .

4152 ـ الحضيني :

أحمد بن محمّد(3) ، وإسحاق بن إبراهيم(4) ، وإسحاق بن محمّد(5) ، وعبد الله بن محمّد(6) ، ومحمّد بن إبراهيم(7) ، وحمدان بن إبراهيم(8) ،تعق (9) .

قلت : الأوّل والأخير مجهولان لا ينصرف إليهما الإطلاق.

4153 ـ حقيبة :

إسماعيل بن عبد الرحمن(10) ،تعق (11) .

4154 ـ الحلاّل :

أحمد بن عمر(12) ، مجمع(13) .

__________________

(1) راجع الملل والنحل : 106 / 1.

(2) تعليقة الوحيد البهبهاني : 411.

(3) رجال الشيخ : 427 / 2.

(4) رجال الشيخ : 397 / 1 والخلاصة : 11 / 2 ورجال ابن داود : 48 / 159.

(5) رجال الشيخ : 369 / 26.

(6) رجال الشيخ : 381 / 19 و 403 / 4 والفهرست : 101 / 436 إلاّ أنّ في رجال النجاشي : 227 / 597 والخلاصة : 109 / 32 ورجال ابن داود : 122 / 898 : الحصيني ، بالصاد المهملة.

(7) رجال الكشّي : 563 / 1064 ورجال الشيخ : 405 / 4.

(8) رجال الكشّي : 563 / 1064. وفي نسخة « ش » : حمران.

(9) تعليقة الوحيد البهبهاني : 404.

(10) رجال الشيخ : 148 / 106 ورجال ابن داود : 51 / 189.

(11) تعليقة الوحيد البهبهاني : 404.

(12) رجال الشيخ : 368 / 19 و 447 / 51 والفهرست : 35 / 103 ورجال النجاشي : 99 / 248 والخلاصة : 14 / 4.

(13) مجمع الرجال : 7 / 123.

٣٦٢

4155 ـ الحلبي :

يطلق على محمّد بن علي بن أبي شعبة(1) وعلى إخوته : عبيد الله(2) وعمران(3) وعبد الأعلى(4) ، وعلى أبيهم(5) ، وأحمد بن عمر بن أبي شعبة(6) ، وأبيه عمر(7) ، وأحمد بن عمران(8) ، وفي الأوّل ثمّ الثاني أشهر ، كذا في النقد(9) . وفيما رتب بثمّ تأمّل ،تعق (10) .

قلت : هؤلاء كلّهم ثقات إلاّ أحمد بن عمران وعمر بن أبي شعبة فإنّه لا نصّ على توثيقهما إلاّ أنّه يفهم التوثيق من توثيق آل أبي شعبة عموماً كما مضى(11) ؛ ولذا في الوجيزة : الحلبي يطلق على ثقات(12) .

4156 ـ الحلواني :

مضى عنتعق بعنوان الجولاني(13) .

__________________

(1) رجال النجاشي : 325 / 885 والخلاصة : 143 / 30 ورجال ابن داود : 178 / 1452.

(2) رجال الشيخ : 229 / 104 ورجال النجاشي : 230 / 612 والخلاصة : 112 / 2 ورجال ابن داود : 125 / 922.

(3) رجال الشيخ : 256 / 532.

(4) رجال النجاشي : 325 / 885 والخلاصة : 143 / 30 ورجال ابن داود : 178 / 1452.

(5) رجال النجاشي : 230 / 612 والخلاصة : 112 / 2.

(6) رجال النجاشي : 98 / 245 والخلاصة : 20 / 50 ورجال ابن داود : 41 / 105.

(7) رجال الشيخ : 252 / 473.

(8) رجال الشيخ : 107 / 46.

(9) نقد الرجال : 407.

(10) تعليقة الوحيد البهبهاني : 404.

(11) عن رجال النجاشي : 230 / 612 والخلاصة : 112 / 2.

(12) الوجيزة : 363 / 2319.

(13) وهو يزيد بن خليفة ، راجع رجال الشيخ : 338 / 75.

٣٦٣

4157 ـ الحمّاني :

له كتاب المناقب ، أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن حميد ، عن أحمد بن ميثم ، عنه ،ست : (1) .

الحمّاني بكسر الحاء وتشديد الميم(2) يحيى بن عبد الحميد(3) وأبوه(4) ، ويقال لحيازة بن المغلس ، وهو ليس من أصحابنا مع ضعفه عند مخالفينا(5) .

أقول : المعروف بهذا اللقب يحيى المذكور ولذا لم يذكر في المجمع غيره(6) .

4158 ـ حمدان :

مضى في الأسماء. وفيصه : حمدان النهدي والقلانسي كلاهما عبارة عن محمّد بن أحمد(7) .

قلت : ابن خاقان(8) ، وكذا حمدان النقّاش(9) على ما في المجمع(10) ومضى عنتعق (11) .

__________________

(1) الفهرست : 193 / 903.

(2) الأنساب : 4 / 210.

(3) رجال الشيخ : 517 / 5 والفهرست : 177 / 789 ورجال ابن داود : 204 / 1710.

(4) الأنساب : 4 / 210.

(5) تقريب التهذيب 1 : 124 / 29 والكاشف 1 : 123 / 757 وفيهما : جبارة.

(6) مجمع الرجال : 7 / 123.

(7) الخلاصة : 152 / 73.

(8) رجال الكشّي : 530 / 1014 ورجال النجاشي : 341 / 914.

(9) رجال النجاشي : 102 / 254 ترجمة أيّوب بن نوح.

(10) مجمع الرجال : 7 / 123.

(11) تعليقة الوحيد البهبهاني : 125.

٣٦٤

4159 ـ الحمدوني :

محمّد بن بشر(1) ،تعق (2) .

4160 ـ الحميدي :

هو عبد الله بن الزبير الأسدي(3) .

وفيتعق : لقب لمحمّد بن عبد الحميد كما يظهر منكش في محمّد بن مقلاص(4) (5) .

قلت : الّذي في الترجمة المذكورة : حمدويه ومحمّد قالا : حدّثنا الحميدي هو محمّد بن عبد الحميد العطّار الكوفي عن يونس بن يعقوب. إلى آخره. وفي المجمع أيضاً : الحميدي هو محمّد بن عبد الحميد العطّار(6) ، انتهى.

وأمّا ما ذكره الميرزا فلم أعرف له وجهاً ، فلاحظ.

4161 ـ الحميري :

عبد الله بن جعفر(7) .

وفيتعق : في النقد : ومحمّد بن عبد الله بن جعفر(8) ، وإخوته :

__________________

(1) الفهرست : 132 / 596 ورجال النجاشي : 381 / 1036 والخلاصة : 161 / 156 ورجال ابن داود : 166 / 1321.

(2) تعليقة الوحيد البهبهاني : 404.

(3) رجال النجاشي : 220 / 576 ورجال ابن داود : 119 / 863.

(4) رجال الكشّي : 293 / 517.

(5) تعليقة الوحيد البهبهاني : 404.

(6) مجمع الرجال : 7 / 123.

(7) رجال الكشّي : 486 / 923 ورجال الشيخ : 432 / 2 والفهرست : 102 / 439 ورجال النجاشي : 219 / 573 والخلاصة : 106 / 20 ورجال ابن داود : 117 / 845.

(8) رجال الشيخ : 507 / 86 و 513 / 123 والفهرست : 156 / 703 ورجال النجاشي : 354 / 949 والخلاصة : 157 / 113 ورجال ابن داود : 175 / 1419.

٣٦٥

الحسين(1) وجعفر(2) وأحمد(3) ، وأحمد بن علي(4) ، وإسماعيل بن محمّد السيّد(5) ، وفي الأوّل والأخير أشهر(6) (7) .

قلت : وفي المجمع : الحميري محمّد بن عبد الله بن جعفر وأبوه ، وعمّه(8) جعفر بن عبد الله بن جعفر والحسين بن عبد الله بن جعفر وإسماعيل بن محمّد السيّد الشاعر وأحمد بن عبد الله بن جعفر وأحمد بن علي(9) ، انتهى.

وأحمد بن علي مجهول لا ينصرف الإطلاق إليه ، وفي الوجيزة لم يذكر سوى عبد الله بن جعفر وابنه محمّد(10) .

4162 ـ الحنّاط :

سالم(11) ، وهو غير مذكور في الكتابين.

4163 ـ الحواريون :

مضى ذكرهم في أُويس(12) .

__________________

(1) رجال النجاشي : 354 / 949 ترجمة محمّد بن عبد الله بن جعفر ، وفيها ذكر إخوته جعفر والحسين وأحمد.

(2) رجال الشيخ : 411 / 5.

(3) الخلاصة : 19 / 38 ورجال ابن داود : 39 / 88.

(4) رجال الشيخ : 440 / 18.

(5) رجال الشيخ : 148 / 108 والخلاصة : 10 / 22 ورجال ابن داود : 51 / 196.

(6) نقد الرجال : 407.

(7) تعليقة الوحيد البهبهاني : 405.

(8) كذا في النسخ والمصدر ، والظاهر أخوه.

(9) مجمع الرجال : 7 / 123.

(10) الوجيزة : 363 / 2320 ، وفيها : أو ابنه محمّد.

(11) رجال النجاشي : 190 / 508.

(12) عن رجال الكشّي : 9 / 20.

٣٦٦

4164 ـ الخارقي :

أو المخارقي ، إبراهيم بن زياد(1) ، نقد(2) ، عنهتعق (3) .

4165 ـ خال أبي الحسن محمّد :

ابن أحمد بن داود ، سلامة بن محمّد(4) ، مجمع(5) .

4166 ـ خال أبي غالب الزراري :

محمّد بن حفص الرزّاز(6) ، مجمع(7) .

قلت : هو خال والده كما سبق فلا تغفل.

4167 ـ خال أبي يوسف القاضي :

يحيى بن يعقوب(8) ، مجمع(9) .

4168 ـ خال الحسن بن علي بن زياد :

ابن بنت إلياس ، محمّد(10) ورقيم(11) ، مجمع(12) .

__________________

(1) رجال الشيخ : 145 / 56 ، وفيه : الحارثي ، الخارفي ( خ ل ).

(2) لم يرد له ذكر في نسخنا من النقد.

(3) تعليقة الوحيد البهبهاني : 405.

(4) رجال النجاشي : 192 / 514.

(5) مجمع الرجال : 7 / 124.

(6) رسالة أبي غالب الزراري : 146 و 150 ومعراج أهل الكمال : 153 الفائدة الثانية ، وفيهما : محمّد بن جعفر ، وأنّه خال والد أبي غالب ، كما سينبّه عليه المصنّف.

(7) مجمع الرجال : 7 / 124 ، وفيه : محمّد بن جعفر.

(8) رجال الشيخ : 335 / 42.

(9) مجمع الرجال : 7 / 124.

(10) المعروف من أخواله : يعقوب وعمرو ورقيم ، ولم نجد لمحمّد ذِكراً ، رجال النجاشي : 107 / 272 و 168 / 445.

(11) رجال النجاشي : 168 / 445.

(12) مجمع الرجال : 7 / 124.

٣٦٧

قلت : لم أتحقّق الأوّل بعد.

4169 ـ خال الحسين بن حمزة الليثي :

محمّد بن أبي حمزة الثمالي(1) ، مجمع(2) .

4170 ـ خال الحسين بن سعيد :

علي بن يحيى بن الحسن(3) ، وجعفر بن يحيى بن سعد(4) ، مجمع(5) .

قلت : الثاني مجهول.

4171 ـ خال محمّد بن يعقوب الكليني :

علاّن الكليني(6) ، وهو علي بن محمّد بن إبراهيم(7) ، مجمع(8) .

4172 ـ خال المعتصم :

ريّان بن شبيب(9) ، مجمع(10) .

4173 ـ الختلي :

إبراهيم بن محمّد بن العبّاس(11) ، مجمع(12) .

__________________

(1) رجال النجاشي : 54 / 121 ترجمة الحسين بن حمزة الليثي.

(2) مجمع الرجال : 7 / 124.

(3) رجال الشيخ : 387 / 25.

(4) رجال الشيخ : 399 / 2.

(5) مجمع الرجال : 7 / 124.

(6) رجال النجاشي : 377 / 1026 والخلاصة : 145 / 36 ترجمة محمّد بن يعقوب الكليني.

(7) رجال النجاشي : 260 / 682 والخلاصة : 100 / 47 ورجال ابن داود : 140 / 1072.

(8) مجمع الرجال : 7 / 124.

(9) رجال النجاشي : 165 / 436 والخلاصة : 71 / 2 ورجال ابن داود : 95 / 622.

(10) مجمع الرجال : 7 / 124.

(11) رجال الشيخ : 438 / 6 والخلاصة : 7 / 28 ورجال ابن داود : 33 / 33.

(12) مجمع الرجال : 7 / 125.

٣٦٨

4174 ـ ختن آل ميثم التمّار :

أبان بن عمر(1) ، مجمع(2) .

4175 ـ ختن محمّد بن مسلم :

محمّد بن مارد(3) ، مجمع(4) .

4176 ـ الخثعمي :

حبيب بن المعال(5) ، مجمع(6) .

4177 ـ الخديجي الأكبر :

علي بن عبد المنعم والأصغر علي بن عبد الله بن محمّد(7) ، نقد(8) ، عنهتعق (9) .

قلت : مضى ذكر الأوّل والثاني.

4178 ـ الخراذيني :

على ما في ضح : علي بن العبّاس(10) ، وهو غير مذكور في الكتابين.

__________________

(1) رجال الشيخ : 151 / 182 ورجال النجاشي : 14 / 10 والخلاصة : 21 / 2 ورجال ابن داود : 30 / 8.

(2) مجمع الرجال : 7 / 125.

(3) رجال النجاشي : 357 / 958 والخلاصة : 158 / 117 ورجال ابن داود : 182 / 490. وفي نسخة « ش » : ما ورد.

(4) مجمع الرجال : 7 / 125.

(5) رجال الشيخ : 172 / 116 ورجال النجاشي : 141 / 368 والخلاصة : 62 / 4 ورجال ابن داود : 70 / 379.

(6) مجمع الرجال : 7 / 125.

(7) رجال النجاشي : 266 / 692 والخلاصة : 235 / 22 و 23 وذُكر فيهما الخديجي الأكبر والأصغر.

(8) نقد الرجال : 407.

(9) تعليقة الوحيد البهبهاني : 405.

(10) إيضاح الاشتباه : 219 / 392.

٣٦٩

4179 ـ الخراساني :

إبراهيم بن أبي محمود(1) ،مشكا (2) .

4180 ـ الخشّاب :

الحسن بن موسى(3) .

4181 ـ الخضيب الأيادي :

أحمد بن علي الرازي(4) ، مجمع(5) .

4182 ـ الخطابيّة لعنهم الله :

وهم أصحاب أبي الخطّاب لعنه الله ، ومضى لهم ذكر في البزيعيّة(6) ،تعق (7) .

4183 ـ الخطيب بساوه :

محمّد بن أحمد بن محمّد بن الحارث(8) ، مجمع(9) .

__________________

(1) الفهرست : 8 / 15 ورجال النجاشي : 25 / 43 والخلاصة : 3 / 3 ورجال ابن داود : 31 / 13.

(2) هداية المحدّثين : 314.

(3) رجال الشيخ : 430 / 5 و 462 / 3 والفهرست : 49 / 171 ورجال النجاشي : 42 / 85 والخلاصة : 42 / 19 ورجال ابن داود : 78 / 465.

(4) رجال الشيخ : 455 / 101 والفهرست : 30 / 91 ورجال النجاشي : 97 / 240 والخلاصة : 204 / 14 ورجال ابن داود : 228 / 32.

(5) مجمع الرجال : 7 / 125.

(6) راجع الملل والنحل : 159 وفرق الشيعة : 42 والفَرق بين الفِرق : 247 / 128.

(7) تعليقة الوحيد البهبهاني : 411.

(8) رجال الشيخ : 512 / 17 والفهرست : 149 / 645 ورجال النجاشي : 382 / 1038 والخلاصة : 162 / 157 ورجال ابن داود : 164 / 1303.

(9) مجمع الرجال : 7 / 125.

٣٧٠

4184 ـ الخلقاني :

عبد الكريم بن هلال(1) ، نقد(2) ، عنهتعق (3) .

قلت : وكذا في الحاوي(4) ، وزاد في المجمع : القاسم بن محمّد(5) (6) .

4185 ـ الخلنجي :

أحمد بن عبدوس(7) ، مجمع(8) .

4186 ـ الخواتيمي :

الحسين بن علي(9) ، مجمع(10) .

4187 ـ خوراء :

محمّد بن موسى(11) ، نقد(12) ، عنهتعق (13) .

__________________

(1) رجال النجاشي : 246 / 646 والخلاصة : 127 / 2 ورجال ابن داود : 131 / 968 إلاّ أنّ في الخلاصة : ورجال ابن داود : ابن هليل.

(2) نقد الرجال : 407.

(3) تعليقة الوحيد البهبهاني : 405.

(4) حاوي الأقوال الخاتمة التنبيه الأوّل 864.

(5) الفهرست : 128 / 580 ورجال النجاشي : 315 والخلاصة : 1340 / 7 ورجال ابن داود : 154 / 1220.

(6) مجمع الرجال : 7 / 125.

(7) رجال الشيخ : 477 / 52 و 453 / 91 والفهرست : 24 / 74 ورجال النجاشي : 81 / 197 ورجال ابن داود : 39 / 93.

(8) مجمع الرجال : 7 / 125.

(9) رجال الكشّي : 519 / 998.

(10) مجمع الرجال : 7 / 126.

(11) رجال الشيخ : 498 / 48 ورجال النجاشي : 342 / 918 والخلاصة : 155 / 92 ورجال ابن داود : 185 / 1514.

(12) نقد الرجال : 407.

(13) تعليقة الوحيد البهبهاني : 405.

٣٧١

4188 ـ الخيراني :

هو ابن خيران الخادم الثقة ، لم أظفر باسمه ولا بتصريح بتوثيقه.

وفيتعق : في كشف الغمّة عن الطبرسي(1) وكذا المفيد عند ذكر الجوادعليه‌السلام عدّه من ثقات أصحابهعليه‌السلام الراوين النصّ على إمامته(2) ، ومرّ في أحمد بن محمّد بن عيسى ما يشير إلى حاله في الجملة(3) .

أقول : الّذي رأيته في الإرشاد رواية الخيراني عن أبيه النصّ وليس فيه أنّه من ثقات أصحابه وكذا نقل عنه أيضاً في حاشية المجمع(4) ، والّذي في كشف الغمّة عبارة الإرشاد من غير زيادة ونقصان فلاحظ ، ولم يسبق في أحمد بن محمّد بن عيسى إلاّ روايته عن أبيه ، فتأمّل.

4189 ـ الخيواني :

عبد خير(5) ، وعمارة بن زيد(6) ، غير مذكور في الكتابين ، ومضى احتمال الخيراني فيهما أيضاً(7) .

__________________

(1) كشف الغمّة : 2 / 351 وسينبّه المصنّف على ما فيه.

(2) الإرشاد : 2 / 275 وسينبّه المصنّف على ما فيه.

(3) عن الإرشاد : 2 / 298.

(4) مجمع الرجال : 7 / 126.

(5) رجال ابن داود : 127 / 943 والمؤتلف والمختلف : 2 / 754.

(6) رجال النجاشي : 303 / 827 ورجال ابن داود : 263 / 359.

(7) عن رجال الشيخ : 53 / 118 ، وفيه : الخيراني ، الخيواني ( خ ل ) ، ورجال البرقي : 6 والخلاصة : 195 والخلاصة : 245 / 18.

٣٧٢

4190 ـ الدبيلي :

محمّد بن وهبان(1) ، نقد(2) ، عنهتعق (3) .

4191 ـ دحمان :

عبد الرحمن بن أحمد بن نهيك(4) ، نقد(5) ، عنهتعق (6) .

4192 ـ الدعلجي :

عبد الله بن محمّد بن عبد الله(7) ، مجمع(8) .

4193 ـ دندان :

أحمد بن الحسين بن سعيد(9) ، نقد(10) ، عنهتعق (11) .

أقول : زاد في المجمع : وجدّه(12) ، فتأمّل فيه.

__________________

(1) رجال الشيخ : 505 / 77 ورجال النجاشي : 396 / 1060 والخلاصة : 163 / 171 ورجال ابن داود : 185 / 1520.

(2) نقد الرجال : 407.

(3) تعليقة الوحيد البهبهاني : 405.

(4) رجال النجاشي : 236 / 624 ورجال ابن داود : 256 / 298.

(5) نقد الرجال : 408.

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 405.

(7) رجال النجاشي : 230 / 609 والخلاصة : 112 / 53 ورجال ابن داود : 23 / 901. و: ابن عبد الله ، لم ترد في نسخة « ش ».

(8) مجمع الرجال : 7 / 126.

(9) الفهرست : 22 / 67 ورجال النجاشي : 77 / 183 والخلاصة : 202 / 8 ورجال ابن داود : 227 / 21 و 22.

(10) نقد الرجال : 408.

(11) تعليقة الوحيد البهبهاني : 405.

(12) مجمع الرجال : 7 / 126.

٣٧٣

4194 ـ الدوري :

أحمد بن عبد الله بن أحمد بن جلين(1) أبو بكر الورّاق(2) .

وفيتعق : في النقد : وقد يطلق على جعفر بن علي بن سهل أيضاً(3) (4) .

قلت : يوصف الأوّل بالورّاق والثاني بالدقّاق.

4195 ـ الدوريستي :

غير مذكور في الكتابين ، وهو محمّد بن جعفر(5) ، وله أولاد أجلّة أيضاً فلاحظ.

4196 ـ الدهقان :

يقال لمحمّد بن صالح بن محمّد الهمداني(6) ، ولعروة بن يحيى(7) ، ولنا أيضاً إبراهيم الدهقان(8) . وفيصه ما يأتي في الرازي(9) .

وفيتعق : في النقد : قد يطلق على عبيد الله بن عبد الله أيضاً(10) (11) .

__________________

(1) في نسخة « ش » : جلي.

(2) رجال الشيخ : 455 / 105 والفهرست : 32 / 97 ورجال النجاشي : 85 / 205 والخلاصة : 17 / 25 ، وفيها : أبو بكير ، ورجال ابن داود : 38 / 85.

(3) رجال الشيخ : 460 / 21 ورجال ابن داود : 64 / 318.

(4) تعليقة الوحيد البهبهاني : 405 ، نقد الرجال : 408.

(5) كذا في النسخ ، والظاهر أنّ الصواب جعفر بن محمّد ، راجع رجال الشيخ : 459 / 17 ، فهرست منتجب الدين : 37 / 67 ، معالم العلماء : 32 / 173 ، رجال ابن داود : 65 / 331 ، أمل الآمل : 53 / 137 ، طبقات أعلام الشيعة : 43.

(6) رجال الشيخ : 436 / 18 والخلاصة : 143 / 29 ورجال ابن داود : 174 / 1410.

(7) رجال الكشّي : 573 / 1086 والخلاصة : 244 / 9 ورجال ابن داود : 258 / 318.

(8) رجال الشيخ : 411 / 25.

(9) الخلاصة : 190 / 32.

(10) الفهرست : 107 / 468 ورجال النجاشي : 231 / 614 والخلاصة : 245 / 15 ورجال ابن داود : 254 / 279.

(11) نقد الرجال : 408.

٣٧٤

قلت : ومضى إسماعيل بن سهل الدهقان أيضاً(1) (2) .

أقول : ذكر في المجمع ما ذكروه(3) وزاد : محمّد بن علي بن الفضل(4) ، وعلي بن يحيى(5) أخا عروة ، وعلي بن إسماعيل(6) ، وحميد بن زياد(7) (8) .

ولا يخفى أنّ المشهور المعروف به محمّد بن صالح وعروة بن يحيى. وفي الحاوي : الدهقان اسمه عروة بن يحيى ويجي‌ء لغيره(9) .

4197 ـ ديباجة :

محمّد بن جعفر الصادقعليه‌السلام (10) ، نقد(11) ، عنهتعق (12) .

4198 ـ الدياجي :

سهل بن أحمد بن عبد الله(13) ، مجمع(14) .

__________________

(1) رجال النجاشي : 28 / 56 والخلاصة : 200 / 6 ورجال ابن داود : 231 / 56.

(2) تعليقة الوحيد البهبهاني : 405.

(3) في نسخة « ش » : ما ذكر.

(4) رجال الشيخ : 503 / 70 والفهرست : 159 / 707 ورجال ابن داود : 179 / 1460.

(5) رجال الشيخ : 418 / 22.

(6) رجال الشيخ : 478 / 9 والخلاصة : 94 / 19 ورجال ابن داود : 135 / 1021.

(7) رجال النجاشي : 132 / 339 ورجال ابن داود : 243 / 167.

(8) مجمع الرجال : 7 / 127.

(9) حاوي الأقوال الخاتمة التنبيه الأوّل.

(10) رجال الشيخ : 279 / 3 ورجال النجاشي : 367 / 993 ورجال ابن داود : 168 / 1340.

(11) نقد الرجال : 408.

(12) تعليقة الوحيد البهبهاني : 405.

(13) رجال الشيخ : 474 / 3 ورجال النجاشي : 186 / 493 والخلاصة : 81 / 4 ورجال ابن داود : 107 / 743.

(14) مجمع الرجال : 7 / 127.

٣٧٥

4199 ـ الذرّاع :

موسى بن حمّاد(1) ، نقد(2) ، عنهتعق (3) .

4200 ـ ذو الدمعة :

الحسين بن زيد(4) ، نقد(5) ، عنهتعق (6) .

4201 ـ ذو الشهادتين :

خزيمة بن ثابت(7) ، مجمع(8) .

4202 ـ الذهلي :

محمّد بن بندار بن عاصم(9) .

وفيتعق : في النقد : يقال لحميد بن راشد أيضاً(10) (11) .

قلت : وكذا في المجمع لكنّه مجهول لا ينصرف إليه الإطلاق(12) .

4203 ـ الرازي :

والبلالي والمحمودي والدهقان والعمري ، قال أبو عمرو الكشّي :

__________________

(1) رجال النجاشي : 410 / 1092 والخلاصة : 258 / 8 ، وفيها : الزرّاع ، ورجال ابن داود : 281 / 525.

(2) نقد الرجال : 408.

(3) تعليقة الوحيد البهبهاني : 405.

(4) رجال النجاشي : 52 / 115 والخلاصة : 51 / 16.

(5) نقد الرجال : 408.

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 405.

(7) رجال الشيخ : 40 / 2 ورجال ابن داود : 88 / 562.

(8) مجمع الرجال : 7 / 27.

(9) رجال الشيخ : 494 / 19 والفهرست : 140 / 609 ورجال النجاشي : 340 / 912 والخلاصة : 154 / 88 ورجال ابن داود : 166 / 1324.

(10) رجال النجاشي : 133 / 342.

(11) تعليقة الوحيد البهبهاني : 405 ، نقد الرجال : 408.

(12) مجمع الرجال : 7 / 127.

٣٧٦

حكى بعض الثقات بنيشابور وذكر(1) توقيعاً طويلاً يتضمّن العتب على إسحاق بن إسماعيل وذمّ سيرته في أيّام الماضي وأيّامه(2) ، وإقامة إبراهيم بن عبدة والدعاء له ، وأمر ابن عبدة أنْ يَحْمِل ما يُحمَل إليه من حقوقه إلى الرازي ، وفي الكتاب : يا أبا إسحاق اقرأ كتابنا على البلاليرضي‌الله‌عنه فإنّه الثقة المأمون العارف بما يجب عليه ، واقرأه على المحمودي عافاه الله فما أحمدنا لطاعته ، فإذا وردت بغداد فاقرأه على الدهقان وكيلنا وثقتنا والّذي يقبض من موالينا.

وفيه : ولا تخرجنّ من البلد حتّى تلقى العمريرضي‌الله‌عنه برضاي عنه وتسلّم عليه(3) ، وتعرفه ويعرفك فإنّه الطاهر الأمين القريب من موالينا ،صه (4) .

وأمّا إسحاق بن إسماعيل ، فهو النيسابوري(5) .

وأمّا الرازي ، فالظاهر أنّه أحمد بن إسحاق الرازي(6) ؛ أو الأسدي محمّد بن جعفر ، قال الشيخ فيلم : محمّد بن جعفر الأسدي يكنّى أبا الحسين الرازي كان أحد الأبواب(7) . واحتمال الزراري بعيد جدّاً.

أقول : لم يذكررحمه‌الله اسم الدهقان المذكور في هذا التوقيع ، وظاهر كلامه في ترجمة محمّد بن صالح(8) وصريح كلام الأُستاذ العلاّمة دام فضله كما ذكرناه في عروة بن يحيى أنّه محمّد بن صالح ، وصرّح به أيضاً الفاضل عبد النبي الجزائري في الحاوي(9) ؛ ومضى في ترجمة عروة عن النقد أنّه‌

__________________

(1) في نسخة « ش » : ذكر.

(2) وأيّامه ، لم ترد في المصدر.

(3) في نسخة « ش » : إليه.

(4) الخلاصة : 190 / 32 ، وفيها : فإنّه الطاهر الأمين العفيف القريب منّا وإلينا.

(5) رجال الشيخ : 428 / 6 والخلاصة : 11 / 3 ورجال ابن داود : 48 / 160.

(6) رجال الشيخ : 410 / 14 والخلاصة : 14 / 6 ورجال ابن داود : 36 / 58.

(7) رجال الشيخ : 496 / 28.

(8) منهج المقال : 300.

(9) حاوي الأقوال : 169 / 697.

٣٧٧

عروة(1) ، واستبعده الأُستاذ العلاّمة(2) ؛ ولعلّه لعدم صلاحية عروة لذلك لما مضى من فسقه ، وفيه أنّه كان وكيلاً عنهمعليهم‌السلام مأموناً ثمّ ظهرت خيانته كما مرّ ، فلعلّ التوقيع في أيّام وكالته ، ويؤيّده كون عروة بغداديّاً ، وقولهعليه‌السلام : فإذا(3) وردت بغداد فاقرأه على الدهقان ، فتدبّر. واحتمل في المجمع كونه محمَّداً وعروة أيضاً(4) .

هذا وجزم في المجمع والحاوي بأنّ الرازي هو أحمد بن إسحاق(5) ، وهو كذلك.

وأمّا البلالي فجزم في الحاوي بكونه محمّد بن علي بن بلال أبا طاهر البلالي(6) ، وذكره في الأسماء في الضعاف(7) ؛ فيكون حاله حال عروة ، ويأتي الكلام في المحمودي والعمري.

وما مرّ من نقلصه عنكش من قوله : يا أبا إسحاق اقرأ. إلى آخره كذا رأيته فيصه والصواب يا إسحاق من غير كلمة أبي ، كما مرّ في ترجمة إسحاق بن إسماعيل(8) .

4204 ـ الراشدي :

القاسم بن يحيى بن الحسن بن راشد(9) ، مجمع(10) .

__________________

(1) نقد الرجال : 221 / 5.

(2) تعليقة الوحيد البهبهاني : 220.

(3) في نسخة « ش » : إذا.

(4) مجمع الرجال : 7 / 127.

(5) مجمع الرجال : 7 / 127 ، حاوي الأقوال : 169 / 693.

(6) حاوي الأقوال : 169 / 694.

(7) حاوي الأقوال : 327 / 2000.

(8) عن رجال الكشّي : 575 / 1088.

(9) الفهرست : 127 / 575 ورجال النجاشي : 316 / 866 ورجال ابن داود : 267 / 404.

(10) مجمع الرجال : 7 / 127.

٣٧٨

4205 ـ الراوندي :

الشيخ العالم العامل الفقيه قطب الدين أبو الحسن سعيد بن هبة الله ابن(1) الحسن(2) ، نقد(3) ، عنهتعق (4) .

أقول : ذكرته في الأسماء في باب السين.

4206 ـ الرباطي :

علي بن الحسن بن رباط(5) ، نقد(6) ، عنهتعق (7) .

4207 ـ ربيعة الرأي :

العامّي المشهور ، ربيعة بن أبي عبد الرحمن(8) ، غير مذكور في الكتابين.

4208 ـ الرزّاز :

محمّد بن جعفر(9) ، نقد(10) ، عنهتعق (11) .

__________________

(1) ابن ، لم ترد في نسخة « م ».

(2) فهرست منتجب الدين : 87 / 186 ومعالم العلماء : 55 / 368 ، وفيهما بدل أبو الحسن : أبو الحسين.

(3) لم يرد له ذكر في نسخنا من النقد.

(4) تعليقة الوحيد البهبهاني : 405.

(5) الفهرست : 90 / 388 ورجال النجاشي : 251 / 659 والخلاصة : 99 / 39 ورجال ابن داود : 136 / 1030 ، ولم يرد فيهم الرباطي. وجاء في الروايات بعنوان الرباطي في الكافي 5 : 307 / 13 والفقيه 1 : 233 / 1031 والتهذيب 6 : 382 / 1126 وفيها أنّ الراوي عنه هو الحسن بن محبوب ، فالظاهر أنّه علي بن الحسن بن رباط لأنّ الحسن بن محبوب روى عنه كتابه كما في فهرست الشيخ ، فلاحظ.

(6) نقد الرجال : 408.

(7) تعليقة الوحيد البهبهاني : 405.

(8) رجال الشيخ : 89 / 5 و 121 / 6 وتقريب التهذيب 247 / 60.

(9) رجال النجاشي : 424 / 1140 ترجمة ميّاح المدائني ، ورسالة أبي غالب الزراري : 140 و 146 و 150 و 184 ومعراج أهل الكمال : 153 الفائدة الثانية.

(10) نقد الرجال : 408.

(11) تعليقة الوحيد البهبهاني : 405.

٣٧٩

4209 ـ الرضي :

أخو المرتضى ، محمّد بن الحسين(1) ، نقد(2) ، عنهتعق (3) .

4210 ـ الرواسي :

اسمه محمّد بن الحسن بن أبي سارة(4) ،صه (5) .

أقول : زاد في المجمع : وحمّاد(6) والحسين(7) وجعفر(8) بنو عثمان ابن زياد ، وأبوهم(9) ، انتهى(10) .

ولعلّ المعروف به الأوّل ، ولذا لم يذكر في الحاوي أيضاً سواه(11) .

4211 ـ زادية :

صالح بن أبي حمّاد(12) ، مجمع(13) .

أقول : في ضح : زادويه بالواو والياء المثناة التحتانية(14) والّذي‌

__________________

(1) رجال النجاشي : 398 / 1065 والخلاصة : 164 / 176 ورجال ابن داود : 170 / 1360.

(2) نقد الرجال : 303 / 264 ذكره في الأسماء.

(3) تعليقة الوحيد البهبهاني : 405.

(4) رجال الشيخ : 284 / 62 ورجال النجاشي : 324 / 883 والخلاصة : 153 / 78 ورجال ابن داود : 168 / 1344.

(5) الخلاصة : 271 / 35 الفائدة الأُولى.

(6) رجال الكشّي : 372 / 694 والخلاصة : 56 / 3. وذُكر فيهما الإخوة الثلاثة.

(7) الفهرست : 57 / 226.

(8) رجال الشيخ : 161 / 6 والخلاصة : 32 / 11 ورجال ابن داود : 63 / 312.

(9) رجال الشيخ : 260 / 601.

(10) مجمع الرجال : 7 / 128.

(11) حاوي الأقوال الخاتمة التنبيه الأوّل.

(12) رجال النجاشي : 198 / 526 ، وفيه : زاذويه ، والخلاصة : 230 / 2 ، وفيها : زاد به.

(13) مجمع الرجال : 7 / 128 ، وفيه : زاد به.

(14) إيضاح الاشتباه : 202 / 332 ، وفيه : زاذويه.

٣٨٠

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413