منهاج السالكين

منهاج السالكين4%

منهاج السالكين مؤلف:
تصنيف: شخصيات إسلامية
الصفحات: 413

منهاج السالكين
  • البداية
  • السابق
  • 413 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 142262 / تحميل: 6744
الحجم الحجم الحجم
منهاج السالكين

منهاج السالكين

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

وذكر العبديّ (١) الحادثة ضمن قصيدة له تعرب عن ولائه وعقيدته في أهل البيت عليهم‌السلام :

وقد روى عكرمة في خبر

ما شكّ فيه أحد ولا امترى

مرّ ابن عبّاس على قوم وقد

سبّوا عليّاً، فاستراع وبكى

وقال مغتاظاً لهم: أيّكم

سبّ إله الخلق جلّ وعلا؟!

قالوا: معاذ الله! قال: أيّكم

سبّ رسول الله ظلماً واجترا؟!

قالوا: معاذ الله! قال: أيّكم

سبّ عليّاً خير من وطئ الحصا؟!

قالوا: نعم قد كان ذا! فقال: قد

سمعت والله النّبيّ المجتبى

يقول: من سبّ عليّاً سبّني

وسبّتي سبّ الإله، واكتفى

وعن أبي عبد الله الجدليّ، قال: دخلت على أمّ سلمة فقالت: يا أبا عبد الله! أيسبّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فيكم وأنتم أحياء؟! قلت: معاذ الله! قالت: أليس يسبّون عليّاً ومن أحبّه؟! قلت: بلى (٢) .

وعن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن ابن أخي زيد بن أرقم، قال: دخلت على أمّ سلمة زوج النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقالت: ممّن أنت؟ قلت: من أهل الكوفة. قالت: من الذين يسبّ فيهم رسول الله؟! قلت: لا والله يا أمّه، ما سمعت أحداً يسبّ رسول الله. قالت: بلى والله! إنّهم يقولون: فعل الله بليّ ومن يحبّه! وقد كان والله رسول الله يحبّه (٣) .

____________________

(١) في رجال البرقيّ: ٤١ (أصحاب الصادق عليه‌السلام ): سفيان بن مصعب، أبو محمّد، الشّاعر العبديّ، من أهل همدان. وممّا يشير إلى حسن حاله، واستقامة طريقته ما رواه الكشّيّ في رجاله ٢٥٤ بإسناده عن سماعة قال قال الصادق: يا معشر الشّيعة علّموا أولادكم شعر العبديّ فإنّه على دين الله.

(٢) أنساب الأشراف ٢: ١٨٢ حديث ٢١٦؛ كنز العمّال ١٥: ١٢٨. وذكره الطبرانيّ في المعجم الصغير ٢: ٢١، باختلاف يسير في اللفظ، قال: عون عن ابن سلام عن عيسى بن عبد الرّحمن السلميّ عن السدّيّ عن أبي عبد الله الجدليّ، قال: قالت لي أمّ سلمة: أيُسبّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فيكم على رؤوس النّاس؟! فقلت: سبحان الله! وأنّى يسبّ رسول الله؟! فقالت: أليس يسبّ عليّ بن أبي طالب ومن يحبّه؟ فأشهد أنّ رسول الله كان يحبّه.

(٣) ترجمة الإمام عليّ من تاريخ دمشق ٢: ١٧١ حديث ٦٦٤. ونفس المصدر، صفحة ١٧٢ حديث ٦٦٥، بسندٍ آخر أيضاً عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن ابن أخي زيد، مع اختلاف يسير في اللفظ، وفيه: أنتم الّذين تشتمون النّبيّ؟! وقولها أليس يلعنون عليّاً ويلعنون من يحبّه؟!

٢٢١

ويبدو لنا أنّ أمّ سلمة رضي الله عنها، كانت تلقي هذه الأحاديث على مسامع هذا وذاك، محاولةً منها لفضح معاوية وكشف فساد سيرته، وانتصاراً منها لحقّ امير المؤمنين عليه‌السلام . وقد كتبت رضي الله عنها إلى معاوية كتاباً في هذا الشأن، جاء فيه: «إنّكم تلعنون الله ورسوله على منابركم، وذلك أنّكم تلعنون عليّ بن أبي طالب ومن أحبّه، وأنا أشهد أنّ الله أحبّه ورسوله» (١) .

وبسند عن عليّ امير المؤمنين عليه‌السلام ، قال: «حسبي حسب النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وديني دين النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومن نال منّي شيئاً فإنّما يناله من النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله » (٢) .

والسّبّ لا يأتي إلاّ عن بعضٍ متأصّل ومستحكم بالنّفوس، وقد قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعليّ عليه‌السلام : «يا عليّ، لا يبغضك من العرب إلاّ دعيّ، ولا من الأنصار إلاّ يهوديّ، ولا من سائر النّاس إلاّ شقيّ» (٣) .

وعن عمّار بن ياسر قال: سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول لعليّ بن أبي طالب: «يا عليّ، إنّ الله قد زيّنك بزينةٍ لم يتزيّن العباد بزينةٍ أحبّ إليه منها: الزّهد في الدّنيا، فجعلك لا تنال من الدّنيا شيئاً، ولا تنال الدّنيا منك شيئاً. ووهب لك حبّ المساكين، ورضوا بك إماماً، ورضيت بهم أتباعاً، فطوبى لمن أحبّك وصدّق فيك، وويل لمن أبغضك وكذب عليك. فأمّا الذين أحبّوك وصدقوا فيك، فهم جيرانك في دارك، ورفقاؤك في قصرك. وأمّا الّذين أبغضوك وكذبوا عليك، فحقّ على الله أن يوقفهم موقف الكذّابين يوم القيامة» (٤) .

ومن طرق كثيرة، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: «من آذى عليّاً فقد آذاني» (٥) .

____________________

(١) العقد الفريد لابن عبد ربّه ٢: ٣٠١ (ط).

(٢) ترجمة الإمام عليّ من تاريخ دمشق ٣: ٢٩٤ حديث ١٣٢٣؛ أمالي الصدوق: ١٩٧؛ أمالي المفيد: ٦٠ حديث ٣؛ كنز العمّال ١٥: ١٤٦ حديث ٤١٨ باب فضائل عليّ عليه‌السلام .

(٣) المناقب، للخوارزميّ ٣٢٣ حديث ٣٣٠.

(٤) أسد الغابة ٤: ١٠١.

(٥) ترجمة الإمام عليّ من تاريخ دمشق ١: ٤٢٤ - ٤٢٠ (الأحاديث ٤٩٤ - ٤٩٧، ٥٠٠، ٥٠٢)؛ كفاية الطّالب ٦٧٦ باب تخصيص عليّ عليه‌السلام بقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «من آذى عليّاً فقد آذاني»؛ ذخائر العقبى: ٦٥؛ الرّياض النّضرة ٢: ١٦٧؛ المستدرك على الصحيحين ٣: ١٢١؛ أنساب الأشراف ٢: ١٤٦ حديث ١٤٧....

٢٢٢

وعن أبي الأسود، عن عروة: أنّ رجلاً وقع في عليّ بن أبي طالب بمحضر من عمر بن الخطّاب، فقال عمر: تعرف صاحب هذا القبر؟! هو محمّد بن عبد الله بن عبد المطّلب. وعليّ بن أبي طالب بن عبد المطّلب، لا تذكر عليّاً إلاّ بخير، فإنّك إن آذيته آذيت هذا في قبره (١) .

وعن العبّاس بن عبد المطّلب، قال: سمعت عمر بن الخطّاب وهو يقول: كفّوا عن ذكر عليّ بن أبي طالب إلاّ بخير، فإنّي سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: «في عليّ ثلاث خصال وددت لو أنّ لي واحدة منهنّ. كلّ واحدة منهنّ أحبّ إليّ ممّا طلعت عليه الشّمس. وذاك أنّي كنت أنا وأبو بكر وأبو عبيدة بن الجرّاح، ونفر من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، إذ ضرب النّبيّ على كفّ عليّ بن أبي طالب، وقال: «يا عليّ، أنت أوّل المسلمين إسلاماً، وأنت أوّل المؤمنين إيماناً، وأنت منّي بمنزلة هارون من موسى. كذب من زعم أنّه يحبّني وهو يبغضك. يا عليّ، من أحبّك فقد أحبّني، ومن أحبّني أحبّه الله تعالى، ومن أحبّه الله تعالى أدخله الله الجنّة. ومن أبغضك فقد أبغضني ومن أبغضني فقد أبغضه الله تعالى، وأدخله النّار» (٢) .

وبسند عن محمّد بن اللّيث الجوهريّ، قال: حدّثنا محمّد بن الطّفيل، قال: حدّثنا شريك بن عبد الله، قال: كنت عند الأعمش، وهو عليل، فدخل عليه أبو حنيفة، وابن شبرمة، وابن أبي ليلى، فقالوا: يا أبا محمّد، إنّك في آخر أيّام الدّنيا وأوّل أيّام الآخرة، وقد كنت تحدّث في عليّ بن أبي طالب بأحاديث، فتب إلى الله منها! قال: أسندوني، أسندوني، فأسند، فقال: حدّثنا أبو المتوكّل النّاجيّ عن أبي سعيد الخدريّ، قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إذا كان يوم القيامة قال الله تبارك وتعالى لي ولعليّ: ألقيا في النّار من أبغضكما، وأدخلا في الجنّة من أحبّكما، فذلك قوله تعالى: ( أَلْقِيَا فِي جَهَنّمَ كُلّ كَفّارٍ عَنِيدٍ ) . - ق ٢٣، قال: فقال أبو حنيفة للقوم: قوموا لا يجئ بشيء أشدّ من هذا (٣) !

____________________

(١) ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب من تاريخ دمشق ٣: ٢٩٥ حديث ١٣٢٤.

(٢) المناقب الثلاثة لمحمّد بن يوسف البلخيّ الشافعيّ: ١٠٧.

(٣) مسند الكلابيّ، حديث رقم ٣.

٢٢٣

وروى ابن عبد البرّ، قال: قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «من أحبّ عليّاً فقد أحبّني، ومن أبغض عليّاً فقد أبغضني، ومن آذى عليّاً فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله» (١) .

وعن جابر، قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعليّ: «من آذاك فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله (٢) .

ولسعد بن أبي وقّاص جواب أسكت به معاوية، إذ قال له هذا: ما منعك أن تسبّ أباتراب؟ قال: أمّا ما ذكرت فلثلاث قالهنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فلن أسبّه لأن تكون لي واحدة منهنّ أحبّ إليّ من حمر النّعم، سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول لعليّ وقد خلفه في بعض مغازيه - فقال عليّ: يا رسول الله، تخلفني مع النّساء والصّبيان؟! فقال رسول الله: «أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى، إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي؟» وسمعته يقول يوم خيبر: «لأعطينّ الرّاية رجلاً يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله». فتطاولنا لها، فقال: «ادعوا لي عليّاً». فأتى به أرمد، فبصق في عينيه فبرئ، ودفع إليه الرّاية ففتح الله على يديه. ولما نزلت هذه الآية: ( قُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ) . دعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليّاً وفاطمة وحسناً وحسيناً، وقال: «اللّهمّ هؤلاء أهلي» (٣) .

حرب وسلم أهل البيت حرب وسلم رسول الله

لقد سرت بغيضة قوم لعليّ عليه‌السلام وحسدهم إيّاه إلى بضعة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأهل بيته عليهم‌السلام ؛ فمن تمكّنوا من غصب حقّه فعلوه، ومن أمكنهم حربه وقتله عمدوا إليه. وقد أخرج

____________________

(١) الاستيعاب ٣: ٣٧.

(٢) ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب من تاريخ دمشق ١: ٤٢٥ حديث ٥٠١. وفي المسلسلات: ١٧ حديث ٣٠، ذكر ابن الجوزيّ عن عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام أنّه قال: حدّثني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو آخذ بشعره قال: «من آذى شعرة منّي فقد آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله لعنه الله مِلْءَ السماوات ومِلْءَ الأرض، ولا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً».

(٣) سنن الترمذيّ ٥: ٣٠١ - ٣٠٢؛ المناقب الثلاثة للبلخيّ ١٠٧ - ١٠٨؛ مختصر تاريخ دمشق - ابن منظور ١٧: ٣٣٢.

٢٢٤

الطبرانيّ بسند عن السدّيّ، عن صبيح مولى أمّ سلمة، عن زيد بن أرقم: أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قال لعليّ وفاطمة وحسن وحسين عليهم‌السلام : «أنا حرب لمن حاربكم، سلم لمن سالمكم» (١) .

وعن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال: أبصر النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله عليّاً وحسناً وحسيناً، فقال: «أنا حرب لمن حاربكم، وسلم لمن سالمكم» (٢) .

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «الويل لظالمي أهل بيتي، عذابهم مع المنافقين في الدّرك الأسفل من النّار» (٣) .

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّ قاتل الحسين في تابوت من نار، عليه نصف عذاب أهل النّار، وقد شدّ يداه ورجلاه بسلاسل من نار، منكّس في النّار، حتّى يقع في قعر جهنّم، وله ريح يتعوّذ أهل النّار إلى ربّهم عزّ وجلّ من شدّة ريح نتنه، وفيها خالد ذائق العذاب، لا يفتّر عنهم ساعة ويسقى من حميم الويل لهم من عذاب الله عزّ وجلّ» (٤) .

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّ موسى بن عمران سأل ربّه عزّ وجلّ فقال: يا ربّ، إنّ أخي هارون قد مات فاغفر له. فأوحى الله عزّ وجلّ إليه: يا موسى! لو سألتني في الأوّلين والآخرين لأجبتك، ما خلا قاتل الحسين بن عليّ؛ فإنّي أنتقم له من قاتله» (٥) .

ووجه ذلك: أن الحسين عليه‌السلام ريحانة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهو وأخوه الحسن عليهما‌السلام سبطا رسول الله، وهما وأمّهما وأبوهما أهل بيت النّبيّ المطهّرون من أمّة محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله من كلّ رجس، وهم خير البريّة. والحسنان اللّؤلؤ والمرجان بنصّ القرآن، وسيأتي هذا وغيره في

____________________

(١) المعجم الصغير للطبرانيّ ٢: ٣؛ صحيح الترمذيّ ٢: ٣١٩؛ المستدرك على الصحيحين ٣: ١٤٩؛ مسند أحمد بن حنبل ٢: ٤٤٢؛ تاريخ بغداد ٧: ١٣٦؛ ذخائر العقبى: ٢٥؛ الرياض النّضرة ٢: ١٩٩؛ الصواعق المحرقة: ١١٢؛ كنز العمّال ٦: ٢١٦؛ صحيح ابن ماجة: ١٤؛ مجمع الزوائد ٩: ١٦٩.

(٢) مسند أحمد بن حنبل ٢: ٤٤٢؛ تاريخ بغداد ٧: ١٣٦؛ البداية والنهاية ٨: ٢٠٥؛ المستدرك على الصحيحين ٣: ١٤٩؛ مناقب الإمام عليّ لابن المغازليّ: ٦٤؛ كفاية الطالب: ٣٣١؛ ينابيع المودّة ٢٦١.

(٣) مناقب الإمام عليّ لابن المغازليّ ٦٦؛ ينابيع المودّة ٢٦١.

(٤) مناقب الإمام عليّ لابن المغازليّ: ٦٧؛ مقتل الحسين للخوارزميّ ٢: ٨٣؛ ينابيع المودّة: ٢٦١؛ المقاصد الحسنة للسخاويّ: ٣٠٢.

(٥) مناقب الإمام عليّ لابن المغازليّ: ٦٩؛ مقتل الحسين للخوارزميّ ٢: ٨٥.

٢٢٥

الحديث عن أهل البيت في القرآن.

و «الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة» (١) . مرويّ عن عليّ عليه‌السلام ، وأبي سعيد الخدري، وحذيفة بن اليمان، وابن عبّاس... كلّ عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله .

والحسين عليه‌السلام من معجزة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، أعجز النّبيّ به وبأخيه: الحسن، وأمّهما وأبيهما، وفد نصارى نجران يوم المباهلة؛ فالعدوان على واحد منهم عدوان على القرآن عدلهم والصادح بمنزلتهم، وعدوان على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومن ثمّ على الله تعالى. ومن كان كذلك، فالله خصمه: ( مَنْ كَانَ عَدُوّا للّهِ‏ِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنّ اللّهَ عَدُوّ لِلْكَافِرِينَ ) (٢) . وكان في جهنّم خالداً فيها: ( أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنّهُ مَن يُحَادِدِ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنّ لَهُ نَارَ جَهَنّمَ خَالِداً فِيهَا ) (٣) ؟

كفر النّاصبيّ

جرير، عن الأعمش، عن إبراهيم التيميّ، عن أبيه، عن أبي ذرّ الغفاريّ، قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «من ناصب عليّاً الخلافة بعدي فهو كافر، وقد حارب الله ورسوله ومن شكّ في عليٍّ فهو كافر» (٤) . وفي ينابيع المودّة: «من قاتل عليّاً على الخلافة فاقتلوه كائناً من كان» (٥) . وفي كفاية الطّالب: عن سالم، عن جابر، قال: سئل عن عليٍّ، فقال: «ذاك

____________________

(١) مسند أحمد بن حنبل ٣: ٣ و ٦٢؛ أنساب الأشراف للبلاذريّ ٣: ٧؛ مجمع الزوائد ٩: ١٨؛ سنن ابن ماجة ١: ٤٢؛ كتاب معرفة الصّحابة لأبي نعيم: ١٤٤؛ معجم الصّحابة للبغويّ ٢٢: ٤٢؛ فرائد السمطين حديث ٤١٤ و ٤١٥؛ تاريخ بغداد ٢: ١٨٥؛ ١: ١٤٠، ٤: ٢٠٧، ٦: ٣٧١، ٩: ٢٣١ ن ١١: ٢٩٠، ١٢: ٤؛ أسد الغابة ٢: ١٩؛ نور الأبصار: ٢٣١؛ الترمذيّ: حديث ٣٧٦٨؛ الاستيعاب ١: ٣٧٦؛ تهذيب الكمال للمزّيّ ٦: ٢٢٩؛ مستدرك الصحيحين ٣: ٤٢٩؛ تفسير الطبريّ ٢٢: ٦٧؛ المعجم الكبير ٣: ٤٧ - ٤٨؛ صحيح مسلم حديث ٢٤٢٤؛ الإبانة لابن بطّة ٦٢؛ مختصر تاريخ دمشق ٧: ١١٨ - ١١٩؛ سير أعلام النبلاء ٣: ٢٨٢.

(٢) البقرة / ٩٨.

(٣) التوبة / ٦٣.

(٤) مناقب الإمام عليّ لابن المغازليّ: ٤٦.

(٥) نفس المصدر، ١٨١.

٢٢٦

خير البريّة، لا يبغضه إلاّ كافر» (١) .

وعطا، قال: سألت عائشة عن عليّ، فقالت: ذاك خير البشر لا يشكّ فيه إلاّ كافر. (٢)

وسفيان الثوريّ، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر، قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «عليّ خير البشر، فمن امترى فقد كفر» (٣) .

وعن حذيفة قال: سمعت النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: «عليّ خير البشر، من أبى فقد كفر» (٤) .

والأعمش، عن عديّ بن ثابت، عن زرّ، عن عبد الله، عن عليّ، قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «من لم يقل: عليّ خير النّاس، فقد كفر» (٥) .

ابن عبّاس يفحم معاوية

عن ربعيّ بن حراش، قال: استأذن عبد الله بن عبّاس على معاوية، وقد علقت عنده بطون قريش، وسعيد بن  العاص جالس عن يمينه فلمّا رآه معاوية مقبلاً، قال: يا سعيد، والله لألقينّ على ابن عبّاس مسائل يعيا بجوابها. فقال له سعيد: ليس مثل ابن عبّاس يعيا بمسائلك.

فلمّا جلس، قال له معاوية: ما تقول في علي بن أبي طالب؟ قال: رحم الله أبا الحسن، كان والله علم الهدى، وكهف التّقى، ومحلّ الحجى، وطود النّهى، ونور السّرى في ظلم الدّجى (٦) ، داعياً إلى المحجّة العظمى، عالماً بما في الصّحف الأولى، وعالماً بالتأويل

____________________

(١) ينابيع الموده: ٢٤٦؛ تفسير ابن جرير الطّبريّ ٣٠: ١٧١؛ نور الأبصار للشبلنجيّ: ٧٠.

(٢) كفاية الطّالب: ٢٤٦.

(٣) تاريخ بغداد ٧: ٤٢١، وامترى: أي شكّ وارتاب.

(٤) كفاية الطّالب: ٢٤٥؛ كنوز الحقائق: ٩٢؛ الرّياض النّضرة ٢: ٢٢٠.

(٥) تاريخ بغداد ٣: ١٩٢؛ تهذيب التهذيب ٩: ٤١٩. وكان أصحابُ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا أقبل عليّ عليه‌السلام يقولون: قد جاء خير البريّة نعرض له عند حديثنا عمّا نزل في عليّ من القرآن، إن شاء الله.

(٦) العلم: الجبل، والمنارة، وسيّد القوم، وكلّ ما يهتدى به. والحجى: العقل والفطنة. والطود: الجبل العظيم. والنّهى: العقل، سمّي به لأنّه ينهى عن كلّ ما ينافي العقل، فكنّى بذلك عن عصمة عليٍّ عليه‌السلام . السّرى: سيرُ اللّيل مع المشقّة.

٢٢٧

والذّكرى، ومتعلّقاً بأسباب الهدى، وتاركا للجور والأذى، وحائداً عن طرقات الرّدى، وخير من آمن واتّقى، وسيّد من تقمّص (١) وارتدى، وأفضل من حجّ وسعى، وأسمح من عدل وسوّى، وأخطب أهل الدّنيا إلاّ الأنبياء والنّبيّ المصطفى؛ فهل يوازيه موحّد؟! وزوج خير النّساء وأبو السّبطين، لم تر عيني مثله ولا ترى إلى يوم القيامة واللِّقا. من لعنه، فعليه لعنة الله والعباد إلى يوم القيامة (٢) .

الاستدلال بتبليغ براءة

لما كان امير المؤمنين عليه‌السلام ألصق الجميع - بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله - بالقرآن، وإنّما هو القرآن النّاطق، والمتحمّل للقرآن حقّ تحمّله، فلم يكن غير عليٍّ أهلاً للتبليغ عن الله عزّ وجلّ، وعن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فعليّ هو الصّراط المستقيم.

ولقد جرى هذا في عهد رسول الله، فلا بدّ أن يمضي بعده، إذ لم ينسخه قرآن ولا سنّة وما زال الوحي والنّبيّ يقرّران وجوب طاعة عليٍّ وموالاته. وكان من توسّد الحاكميّة بعد النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله يعرفون له هذه المنزلة، فكانوا يرجعون إليه كلّما أشكل عليهم أمر، ولبس عليهم شيء من القرآن.

وكان السّلف الأوّل من الصّحابة كلّما رجعوا إلى أنفسهم، تهيّبوا شخص عليٍّ وتمنّى الواحد منهم أن تكون له خصلة خصيصة من روائع آيات خصال عليّ، فهي عندهم خير من حمر النّعم، وأفضل ممّا طلعت عليه الشّمس وما غربت!

وواحدة من تلكم الخصائص: ائتمان الله عزّ وجلّ عليّاً عليه‌السلام على سورة «براءة» ليبلّغها أهل مكّة، فكانت من الخصائص الّتي استدلّوا بها على خلافة عليّ عليه‌السلام ، وأنّه الصّراط المستقيم.

____________________

(١) تقمّص: لبس القميص. وعلى الاستعارة يقال: تقمّص لباس العزّ وتقمّص الإمارة كما يلبس القميص. فأراد ابن عبّاس منه. يا معاوية! لست ولا غيرك أهلاً لها، إنّما هي لعليّ. وأردف بلعن من لعن عليّاً؛ وهو تعريض بمعاوية الّذي سنّ لعن عليٍّ على المنابر.

(٢) مجمع الزوائد للهيتميّ ٩: ١٥٨.

٢٢٨

عن ابن عبّاس، قال: «بينا أنا مع عمر بن الخطّاب في بعض طرق المدينة، يده في يدي، إذ قال: يا ابن عبّاس، ما أحسب صاحبك إلاّ مظلوماً! فقلت: فردّ عليه ظلامته يا أمير المؤمنين. قال: فانتزع يده من يدي وتقدّمني يهمهم، ثمّ وقف حتّى لحقته، فقال لي: يا ابن عبّاس، ما أحسب القوم إلاّ استصغروا صاحبك. قال: قلت: والله ما استصغره رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حين أرسله وأمره أن يأخذ «براءة» من أبي بكر، فيقرؤها على النّاس، فسكت» (١) .

عيسى بن أزهر، عن عبد الرزّاق بن همام، بسنده إلى ابن عبّاس، قال: مشيت وعمر بن الخطّاب في بعض أزقّة المدينة، فقال لي: يا ابن عبّاس، أظنّ القوم استصغروا صاحبكم إذ لم يولّوه أموركم! فقلت: والله ما استصغره الله إذ اختاره لسورة براءة يقرؤها على أهل مكّة. فقال لي: الصّواب تقول، والله لسمعت رسول الله يقول لعليّ بن أبي طالب: «من أحبّك أحبّني، ومن أحبّني أحبّ الله، ومن أحبّ الله أدخله الجنّة مدلاًّ» (٢) .

وعن نبيط (٣) بن شريط الأشجعيّ، قال: خرجت مع عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ومعنا عبد الله بن عبّاس، فلمّا صرنا إلى بعض حيطان الأنصار، وجدنا عمر جالساً ينكت في الأرض، فقال له عليّ بن أبي طالب: ما الّذي أجلسك وحدك هاهنا؟ فقال: لأمر همّني. قال عليّ: أفتريد أحدنا؟ فقال عمر: إن كان عبد الله. قال: فتخلّف معه عبد الله بن عبّاس، ومضيت مع عليّ. وأبطأ علينا ابن عبّاس، ثمّ لحق بنا، فقال له عليّ عليه‌السلام : ما وراءك؟ قال: يا أبا الحسن! أعجوبة من عجائب عمر أخبرك بها واكتم عليّ. قال: فهلمّ. قال: لما أن ولّيتَ، قال عمر وهو ينظر إلى أثرك: آه آه آه! فقلت: ممّ تأوّه؟ قال: من أجل صاحبك يا ابن عبّاس

____________________

(١) مختصر تاريخ مدينة دمشق، محمّد بن مكرّم المعروف بابن منظور ١٨: ٧، وفي شرح نهج البلاغة للمعتزليّ ١١: ٤٦، والله ما استصغره الله ورسوله حين أمراه أن يأخذ براءة من صاحبك.

(٢) مختصر تاريخ دمشق ٢٠: ٦٨ - ٦٩؛ كنز العمّال ١٣: ١٠٩.

(٣) نبيط بن شريط الأشجعيّ الكوفيّ، أبو سلمة، له صحبة وبقي بعد النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله زماناً. روى عنه ابنه سلمة، ونعيم بن أبي هند. روى له أبو داود، والتّرمذيّ، والنّسائيّ، وابن ماجة قال عنه يحيى بن معين: «ثقة». طبقات ابن سعد ٦: ٢٩؛ طبقات خليفة ٤٧؛ مسند أحمد ٤: ٣٠٥؛ تهذيب الكمال ٢٩: ٣١٦؛ الاستيعاب ٣: ٥٦٤؛ الإصابة ٣: ٥٥١.

٢٢٩

وقد أعطي ما لم يعطه أحد من آل النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ! ولو ثلاث هنّ فيه ما كان لهذا الأمر من أحد سواه! قلت: ما هنّ؟ قال: كثرة دعابته، وبغض قريش له، وصغر سنّه! قال: فما رددت عليه؟ قال: داخلني ما يدخل ابن العمّ لابن عمّه، فقلت: أمّا كثرة دعابته فقد كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يداعب ولا يقول إلاّ حقّاً، وأين أنت حيث كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول ونحن حوله صبيان وكهول وشيوخ وشبّان ويقول للصّبيّ: «سنافاً سنافاً» (١) . وأمّا بغض قريش له، فو الله ما يبالي ببغضهم له بعد أن جاهدهم في الله حين أظهر الله دينه فقصم أقرانها وكسر آلهتها وأثكل نساءها في الله. وأمّا صغر سنّه، فقد علمت أنّ الله تعالى حيث أنزل: «براءة» فوجّه النّبيّ صاحبه ليبلّغ عنه، فأمره الله أن لا يبلّغ عنه إلاّ رجل من أهله فوجّهه به، فهل استصغر الله سنّه؟! قال: فقال عمر لا، يا ابن عبّاس: أمسك عليّ واكتم، فإن سمعتها من غيرك لم أنم بين لابتيها (٢) !

____________________

(١) سنافاً ك سنف سنفاً البعير: شدّه بالسّناف. وأسنف الأمر: أحكمه. والسّنف: الجماعة، والصّنف والمسنفات: المتقدّمات في سيرها. لسان العرب «سنف». وأيّ معنىً أخذنا به، فهو يشير إلى حسن خلق النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأنّ به دعابة!

(٢) فرائد السّمطين لإبراهيم بن محمّد الجوينيّ ١: ٣٣٤ - ٣٣٦ حديث ٢٥٨.

ولابتيها، يعني بهما لابتي المدينة المنوّرة. وفي لسان الميزان ١: ٧٣٤، قال: «إنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله حرّم ما بين لابتي المدينة، وهما حرّتان تكتنفانها. قال ابن الأثير: المدينة بين حرّتين عظيمتين، قال الأصمعيّ: هي الأرض الّتي قد ألبستها حجارة سود، وجمعها لابات».

وفي الحديث، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّ الله حرّم على لساني ما بين لابتيها». تاريخ بغداد ٤: ١١٢. وعن أبي هريرة أيضاً أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال: «إنّ الله حرّم على لساني ما بين لابتي المدينة». تاريخ بغداد ٧: ١٩٦.

والعجب الشّديد وقوع الكلام الآنف من عمر، ولم يقلع عن أن يعيده في أكثر من مناسبة، وحتّى من غير مناسبة! إذ كان يثيره مندفعاً متحمّساً له ومناضلاً، مع ابن عبّاس ومع غير ابن عبّاس، وكأنّ الدّين لا يعرف ولا يعرف به مزحة ولا فكاهة، وليس هو إلاّ الصّرامة والغلظة والدّرّة في كلّ آن وعلى كلّ حال! ولذا: فإنّ عليّاً - وإن لم يكن سواه جديراً بأمر الخلافة، كما صرّح به عمر - مأخوذٌ عليه ما كان فيه من خلق النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، أي الدعابة. وكذلك: فإنّ عليّاً أقلّ في السنّ من بعض القوم! ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قد بعث وفي القوم من هم أسنّ منه. وعيسى بن مريم عليه‌السلام كان نبيّاً وهو لما يزل في المهد! هذا وعمر يقرّر أنّ عليّاً أفضل منه ومن أبي بكر! عن ابن =

٢٣٠

____________________

= عبّاس، قال: «كنت أسير مع عمر بن الخطّاب في ليلةٍ، وعمر على بغل وأنا على فرس، فقرأ آية فيها ذكر عليّ، فقال: أما والله يا بني عبد المطّلب لقد كان عليّ فيكم أولى بهذا الأمر منّي ومن أبي بكر! فقلت في نفسي: لا أقالني الله إن أقلته. فقلت: أنت تقول ذلك، وأنت وصاحبك وثبتما وأفرغتما الأمر منّا دون النّاس؟! فقال: إليكم يا بني عبد المطّلب! أما إنّكم أصحاب عمر بن الخطّاب! فتأخّرت وتقدّم هنيهةً، فقال: سر لا سرت! وقال: أعد عليّ كلامك، فقلت: إنّما ذكرت شيئاً فرددت عليه جوابه ولو سكتّ سكتنا. فقال: إنّا والله ما فعلنا الّذي فعلنا عن عداوة، ولكن استصغرناه وخشينا أن لا يجتمع العرب وقريش لما قد وترها! قال: فأردت أن أقول كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يبعثه فينطح كبشها فلم يستصغره افتستصغره أنت وصاحبك؟! فقال: لا جرم، فكيف ترى؟ والله ما نقطع أمراً دونه ولا نعمل شيئاً حتّى نستأذنه». محاضرات الأدباء للراغب الأصبهانيّ حسين بن محمّد (ت ٤٢٥ هـ) ٤: ٤٦٤.

وفي محاورة بين عمر بن الخطّاب وابن عبّاس، تناول عمر العشرة المبشّرة بالجنّة، فنال منهم ولم يثبت منهم أحداً في صلاحه للخلافة واستقامة صراطه إلاّ عليّاً! لكنّه عاد إلى التعلّل بحداثة السّنّ والدّعابة. في تاريخ اليعقوبيّ ٢: ١٥٨ - ١٥٩: «روي عن ابن عبّاس قال: طرقني عمر بن الخطّاب بعد هدأة اللّيل، فقال: اخرج بنا نحرس نواحي المدينة! فخرج وعلى عنقه درّته؟ حتّى أتى بقيع الغرقد، فاستلقى على ظهره، وجعل يضرب أخمص قدميه بيده وتأوّه صعداً، فقلت له: ما أخرجك إلى هذا الأمر؟ قال: أمر الله يا ابن عبّاس. قال: إن شئت أخبرتك بما في نفسك. قال: غص غوّاص، إن كنت لتقول فتحسن. قال: ذكرت هذا الأمر وإلى من تصيّره. قال: صدقت. قال فقلت له: أين أنت عن عبدالرّحمن بن عوف؟ فقال: ذاك رجل ممسك - أي بخيل محبّ للمال - وهذا الأمر لا يصلح إلاّ لمعطٍ من غير سرف ومانع من غير إقتار. قال: فقلت: سعد بن أبي وقّاص؟ قال: ذاك مؤمن ضعيف. فقلت: طلحة بن عبيد الله؟ قال: ذاك رجل يناول للشّرف - أي السّمعة والشّهرة - والمديح، يعطي ماله حتّى يصل إلى مال غيره وفيه بأو - أي عجب وتفاخر - وكبر. قال: فقلت: فالزّبير بن العوّام، فهو فارس الإسلام؟ قال: ذاك يوم غنسان ويوم شيطان، إن كان ليكادح على المكيلة من بكرة إلى الظّهر حتّى تفوته الصّلاة. قال: فقلت: عثمان بن عفّان؟ قال: إن ولي حمل ابن أبي معيط وبني أميّة على رقاب النّاس، وأعطاهم مال الله، ولئن ولي ليفعلنّ والله، ولئن فعل لتسيرنّ العرب إليه حتّى تقتله في بيته. ثمّ سكت. قال: فقال: أمضها يا ابن عبّاس! أترى صاحبكم لها موضعاً؟! قال: فقلت: وأين يتبعّد من ذلك مع فضله وسابقته وقرابته وعلمه؟ قال: هو والله كما ذكرت، ولو وليهم تحمّلهم على منهج الطريق، فأخذ المحجّة الواضحة، إلاّ أنّ فيه خصالاً: الدعابة في المجلس، واستبداد الرأي ن والتبكيت للنّاس مع حداثة السّنّ! قال: قلت: هلاّ استحدثتم سنّه يوم الخندق إذ خرج عمرو بن عبدودّ، وقد كعم - أي جبن - عنه الأبطال، وتأخّرت عنه الشّيوخ؟! ويوم بدر إذ كان يقطّ الأقران =

٢٣١

____________________

= قطّا؟! ولا سبقتموه بالإسلام. فقال: إليك يا ابن عبّاس! أتريد أن تفعل بي كما فعل أبوك وعليّ بأبي بكر يوم دخلا عليه؟ قال: فكرهت أن أغضبه فسكتّ. فقال: والله يا ابن عبّاس إنّ عليّاً ابن عمّك لأحقّ النّاس بها! ولكنّ قريشاً لا تحتمله. ولئن وليهم ليأخذنّهم بمرّ الحقّ لا يجدون عنده رخصة، ولئن فعل لينكثنّ بيعته ثمّ ليتحاربنّ».

وفي شرح نهج البلاغة ١٢: ٥١، ذكره ابن أبي الحديد المعتزليّ موجزاً مع اختلاف في بعض الألفاظ، قال: قال ابن عبّاس: كنت عند عمر، فتنفّس نفساً ظننت أن أضلاعه قد انفرجت، فقلت: ما أخرج هذا النّفس منك إلاّ همّ شديد! قال: إي والله يا ابن عبّاس، إنّي فكّرت فلم أدر فيمن أجعل هذا الأمر بعدي، ثمّ قال: لعلّك ترى صاحبك لها أهلاً! قلت: وما يمنعه من ذلك مع جهاده وسابقته وقرابته وعلمه؟! قال: صدقت، ولكنّه امرؤ فيه دعابة! قلت: فأين أنت عن طلحة؟ قال: ذو البأو، وبإصبعه المقطوعة؟! قلت: فعبد الرّحمن؟ قال: رجل ضعيف لو صار الأمر إليه لوضع خاتمه في يد امرأته. قلت: فالزّبير؟ قال: شكس لقس - أي سيّىء الخلق - يلاطم في النّقيع في صاع من برّ. قلت: فسعد بن أبي وقّاص؟ قال: صاحب سلاح ومقنب - أي جماعة الخيل - قلت: فعثمان؟ قال: أوّه! ثلاثاً، والله لئن وليها ليحملنّ بني معيط على رقاب النّاس، ثمّ لتنهضنّ إليه العرب. قال: ثمّ أقبل عليّ بعد أن سكت هنيهةً، وقال: أجرؤهم - والله - غن وليها أن يحملهم على كتاب ربّهم وسنّة نبيّهم لصاحبك! أما إن ولي أمرهم حملهم على المحجّة البيضاء والصّراط المستقيم.

ومساجلات ابن عبّاس وعمر كثيرة، وكلّها تنبئ عن طول باع ابن عبّاس في الحوار، وأنّه بحر لا يساجل ولا يبلغ قراره، وطود لا تنال ذروته، إذ هو تلميذ عليّ عليه‌السلام وتابعه. وقد كان عمر يقرّ له بذلك كما أقرّ من قبله لعليٍّ بما له.

في شرح نهج البلاغة للمعتزليّ ١٢: ٥٢ - ٥٤: عن عبد الله بن عمر، قال: كنت عند أبي يوماً، وعنده نفر من النّاس، فجرى ذكر الشّعر، فقال: من أشعر العرب ظ فقالوا: فلان وفلان، فطلع عبد الله بن عبّاس، فسلّم وجلس، فقال عمر: قد جاءكم الخبير! من أشعر النّاس يا عبد الله؟ قال: زهير بن أبي سلمى. قال: فأنشدني ممّا تستجيده له. فقال: إنّه مدح بني سنان، فقال:

لو كان يقعد فوق الشّمس من كرم

قوم بأوّلهم أو مجدهم قعدوا

قوم أبوهم سنان حين تنسبهم

طابوا وطاب من الأولاد ما ولدوا

إنس إذا أمنوا، جنّ إذا فزعوا

مرزءون بهاليل إذا جهدوا

محسّدون على ما كان من نعم

لا ينزع الله منهم ما له حسدوا

فقال عمر: والله لقد أحسن، وما أرى هذا المدح يصلح إلاّ لهذا البيت من هاشم لقرابتهم من رسول الله: فقال ابن عبّاس: وفّقك الله، فلم تزل موفّقاً. فقال يا ابن عبّاس، أتدري ما منع النّاس منكم؟ قال: لا، قال: لكنّي أدري =

٢٣٢

حديث براءة

ومن أمرها: لما نزلت عشر آيات من «براءة» على النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، دعا أبابكر ليقرأها على أهل مكّة، ثمّ دعا عليّاً فقال له: «أدرك أبابكر، فحيثما لقيته فخذ الكتاب منه، فاذهب به

____________________

= قال: ما هو؟ قال: كرهت قريش أن تجتمع لكم النبوّة والخلافة فتجخفوا جخفاً - أي تتكبّروا - فنظرت قريش لنفسها، فاختارت ووفّقت فأصابت! فقال ابن عبّاس: أيميط امير المؤمنين عنّي غضبه فيسمع؟! قال: قل ما تشاء. قال: أمّا قولك: إنّ قريشاً كرهت، فإنّ الله تعالى قال لقوم: ( ذلِكَ بِأَنّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ) [ سورة محمّد ٩ ]. وأمّا قولك: «إنّا كنّا نجخف»، فلو جخفنا بالخلافة جخفنا بالقرابة، ولكنّا قوم أخلاقنا مشتقّة من خلق رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الّذي قال الله تعالى [ فيه ]: ( وَإِنّكَ لَعَلَى‏ خُلُقٍ عَظِيمٍ ) [ سورة القلم ٤ ]، وقال له: ( وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) ، [سورة الشعراء ٢١٥ ]. وأمّا قولك: «فإنّ قريشاً اختارت»، فإنّ الله تعالى يقول: ( وَرَبّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ) [ سورة القصص ٦٨ ]، وقد علمت أنّ الله اختار من خلقه لذلك من اختار، فلو نظرت قريش من حيث نظر الله لها لوفّقت وأصابت قريش.

فقال عمر: على رسلك يا ابن عبّاس، أبت قلوبكم يا بني هاشم إلاّ غشّاً في أمر قريش لا يزول، وحقداً عليها لا يحول! فقال ابن عبّاس: مهلا! لا تنسب هاشماً إلى الغشّ، فإنّ قلوبهم من قلب رسول الله الّذي طهّره الله وزكّاه، وهم أهل البيت الّذي قال الله تعالى لهم: ( إِنّمَا يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهّرَكُمْ تَطْهِيراً ) [ سورة الأحزاب ٣٣ ]. وأمّا قولك: «حقداً» فكيف لا يحقد من غصب شيئه، ويراه في يد غيره؟!

قال عمر: بلغني أنّك لا تزال تقول: أخذ هذا الأمر منك حسداً وظلماً. فقال: أمّا قولك: «حسداً» فقد حسد إبليس آدم فأخرجه من الجنّة، فنحن بنو آدم المحسود. وأمّا قولك: «ظلماً» فأنت تعلم صاحب الحقّ من هو! ثمّ قال: ألم تحتجّ العرب على العجم بحقّ رسول الله، واحتجّت قريش على سائر العرب بحقّ رسول الله؟! فنحن أحقّ برسول الله من سائر قريش. فقال له عمر: قم الآن فارجع إلى منزلك. فقام، فلمّا ولّى هتف به عمر: أيّها المنصرف إنّي - على ما كان منك - لراعٍ حقّك! فالتفت ابن عبّاس فقال: إنّ لي عليك وعلى كلّ المسلمين حقّاً برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فمن حفظه فحقّ نفسه حفظ، ومن أضاعه فحقّ نفسه أضاع ثمّ مضى. فقال عمر لجلسائه: «واها لابن عبّاس! ما رأيته لاحى أحداً قطّ إلاّ خصمه»!

وممّا يجري هذا المجرى ما ذكره الشريف الرضيّ في كتابه «خصائص امير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام صفحة ٤٨، قال: بإسناد مرفوع إلى الأعمش، عن ابن عطيّة، قال: لما خرج عمر بن الخطّاب إلى الشّام، وكان العبّاس بن عبد المطّلب معه يسايره، وكان من يستقبله ينزل فيبدأ بالعبّاس فيسلّم عليه يقدّر النّاس أنّه الخليفة لجماله وبهائه وهيبته، فقال عمر: لعلّك تقدّر أنّك أحقّ بهذا الأمر منّي؟! فقال له العبّاس: أحقّ به منّي ومنك من خلّفناه بالمدينة! فقال عمر: من ذلك؟ قال: من ضربنا بسيفه حتّى قادنا بالإسلام، يعني امير المؤمنين عليه‌السلام .

٢٣٣

إلى أهل مكّة، فاقرأه عليهم». فلحقه بالجحفة، وأخذ الكتاب منه، ورجع أبوبكر فقال: يا رسول الله! نزل فيّ شيء؟ قال: «لا. ولكنّ جبريل جاءني فقال: لن يؤدّي عنك إلاّ أنت أو رجل منك». وفي لفظٍ: «ولكن أمرت أن لا يبلّغها إلاّ أنا أو رجل منّي». و «لا يذهب بها إلاّ رجل هو منّي وأنا منه». و «لا يؤدّي عنّي إلاّ أنا أو عليّ». و «إنّما يؤدّي عنّي أنا أو رجل من أهل بيتي، وإنّ عليّاً رجل من أهل بيتي»... وبألفاظ أخرى لا تبعد عن هذه.

والحديث ينتهي إلى الصّحابة الأوّلين، منهم:

عليّ بن أبي طالب، وأبو بكر، وعبد الله بن عبّاس، وأبو ذرّ الغفاريّ، وأبو سعيد الخدريّ، وجابر بن عبد الله الأنصاريّ، وأبو رافع مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأبو هريرة، وأنس بن مالك، وعبد الله بن عمر، وحبشيّ (١) بن جنادة، وزيد بن يثيع (٢) ، وسعد (٣) بن

____________________

(١) في طبقات خليفةبن خيّاط ١٠٩: « حبشي». وفي أسد الغابة ١: ٤٣٩: «حبشيّ بن جنادة السّلوليّ. يكنّى أبا الجنوب. روى عنه الشعبيّ، وأبو إسحاق السّبيعيّ». وفي تهذيب الكمال للمزّيّ ٥: ٣٤٩: «له صحبة. قال: سمعت رسول الله يقول: (عليّ منّي وأنا من عليّ ولا يؤدّي عنّي إلاّ أنا أو هو).

(٢) في طبقات ابن سعد ٦: ٢٢٢؛ تاريخ البخاريّ الكبير ج ٣ ترجمة ١٣٥٦؛ ميزان الاعتدال ج ٢ ترجمة ٣٠٣٢؛ جامع الترمذيّ ٣: ٢١٣؛ تهذيب التهذيب ٣: ٤٢٧؛ تهذيب الكمال ١٠: ١١٥؛ الجرح والتعديل ج ٣ ترجمة ٢٥٩٨: «زيد بن يثيع، ويقال: ابن أثيع، الهمدانيّ الكوفيّ. روى عن عليّ بن أبي طالب، وحذيفة بن اليمان وأبي بكر، وابي ذرّ الغفاريّ. روى عن أبو إسحاق السّبيعيّ. عن زيد، قال: سألنا عليّاً: بأيّ شيء بعثت؟ قال: بعثت بأربع: لا يدخل الجنّة إلاّ نفس مؤمنة، ولا يطوف بالبيت عريان، ولا يجتمع مسلم ومشرك في الحجّ، ومن كان بينه وبين النّبيّ عهد فعهده إلى مدّته، ومن لم يكن له عهد فهي أربعة أشهر». رواه الترمذيّ في الحجّ، باب سورة التوبة. ولزيد أحاديث أربع أخرى عن عليٍّ، بألفاظ أخرى.

(٣) عن عبد الله بن شريك، عن الحارث بن مالك، قال: أتيت مكّة فلقيت سعد بن أبي وقّاص، فقلت: هل سمعت لعليّ منقبة؟ قال: لقد شهدت له أربعاً لأن تكون لي واحدة منهنّ أحبّ إليّ من الدّنيا أعمّر فيها مثل عمر نوح عليه‌السلام : إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بعث أبا بكر ببراءة إلى مشركي قريش، فسار بها يوما وليلةً، ثمّ قال: لعليّ: إتبع أبا بكر فخذها وبلّغها وردّ عليّ أبا بكر. فرجع أبو بكر فقال: يا رسول الله! أنزل فيّ شيء؟ قال: لا إلاّ خيراً، إلاّ أنّه ليس يبلّغ عنّي إلاّ أنا أو رجل منّي، أو قال: من أهل بيتي» قال سعد: وكنّا...» الحديث. ترجمة الإمام عليّ من تاريخ دمشق ١: ٢٣٤. وعن جابر بن الحرّ النّخعيّ، عن عبد الله بن شريك، عن الحارث بن ثعلبة، قال: سمعت سعد بن أبي وقّاص يقول: لقد كانت لعليّ خصال لأن تكون لي واحدة منها أحبّ إليّ من الدّنيا وما فيها: «...، =

٢٣٤

أبي وقّاص.

وقد روت الحديث أمّة من أئمّة الحديث والحفّاظ، معتنيةً بمتنه وسنده، هذه طائفة منهم: إسماعيل السّدّيّ، المتوفّى سنة ١٢٨ هـ، محمّد بن إسحاق (صاحب السّيرة)، المتوفّى سنة ١٥٢ هـ، محمّد بن عمر الواقديّ (صاحب المغازي والسّير)، المتوفّى سنة ٢٠٧ هـ، عبد الملك بن هشام، المتوفّى سنة ٢١٨ هـ (وهو الّذي انتهت إليه سيرة ابن إسحاق فهذّبها وباتت تعرف باسمه)، محمّد بن سعد الزّهريّ كاتب الواقديّ، المتوفّى سنة ٢٣٠ هـ وله (الطبقات الكبرى)، أبو بكر ابن أبي شيبة العبسيّ، المتوفّى سنة ٢٣٥ هـ، أحمد بن حنبل، المتوفّى سنة ٢٤١ هـ، عبد الله بن عبد الرّحمن الدّارميّ، المتوفّى سنة ٢٥٥ هـ، محمّد بن إسماعيل البخاريّ (صاحب الصّحيح، والتاريخ الكبير)، المتوفّى سنة ٢٥٦ هـ، محمّد بن يزيد القزوينيّ «ابن ماجة»، المتوفّى سنة ٢٧٣ هـ، محمّد بن عيسى الترمذيّ المتوفّى سنة ٢٧٩ هـ، أحمد بن يحيى البلاذريّ، من أعلام القرن الثالث الهجريّ، أحمد بن أبي عاصم المتوفّى سنة ٢٨٧ هـ، الحسين بن الحكم الحبريّ، المتوفّى سنة ٢٨٦ هـ، محمّد بن مسعود العيّاشيّ القرن الثالث الهجريّ، أحمد بن عليّ النّسائيّ، المتوفّى سنة ٣٠٣ هـ، محمّد بن جرير الطّبريّ، المتوفّى سنة ٣١٠ هـ، يعقوب بن إسحاق الأسفرائنيّ (صاحب المسند)، المتوفّى سنة ٣١٦ هـ، ابن حبّان التميميّ، المتوفّى سنة ٣٥٤ هـ، سليمان بن أحمد الطّبرانيّ، المتوفّى سنة ٣٦٠ هـ، الدّار قطنيّ، المتوفّى سنة ٣٨٥ هـ، سليمان بن أحمد الطّبرانيّ، المتوفّى سنة ٣٦٠ هـ، الدّار قطنيّ، المتوفّى سنة ٣٨٥ هـ، فرات بن إبراهيم الكوفيّ، من أعلام القرن الرّابع الهجريّ، الحاكم النّيسابوريّ، المتوفّى سنة ٤٠٥ هـ، ابن مردويه، المتوفّى سنة ٤١٦ هـ أحمد بن محمّد الثّعلبيّ (المفسّر)، المتوفّى سنة ٤٢٦هـ، أبو نعيم الأصبهانيّ، المتوفّى سنة ٤٣٠ هـ، أبو الحسن عليّ بن محمّد الماورديّ، المتوفّى سنة ٤٥٠ هـ، أحمد بن الحسين البيهقيّ، المتوفّى سنة ٤٥٨ هـ، ابن المغازليّ عليّ بن محمّد الشّافعيّ، المتوفّى سنة ٤٨٣ هـ، عبيد الله بن عبد الله الحسكانيّ الحنفيّ، المتوفّى سنة ٤٧١ هـ، نجم الدين النّسفيّ

____________________

= والرّابعة أنّه أرسل أبابكر ببراءة فأرسل عليّاً على أثره، فأخذ منه براءة فقرأها على أهل مكّة، فلأن تكون لي واحدة منهنّ أحبّ إليّ من الدّنيا وما فيها نفس المصدر ٢٣٩.

٢٣٥

الحنفيّ، المتوفّى سنة ٥٣٧ هـ محمود بن عمر الزمخشريّ، المتوفّى سنة ٥٣٧ هـ، محمّد بن أحمد القرطبيّ، المتوفّى سنة ٥٦٧ هـ، أخطب خوارزم الحنفيّ، المتوفّى سنة ٥٦٨ هـ، ابن عساكر الدّمشقيّ الشّافعيّ، المتوفّى سنة ٥٧١ هـ، عبد الرحمن الخثعميّ السّهيليّ، المتوفّى سنة ٥٨١ هـ، فخر الدين الرّازيّ، المتوفّى سنة ٦٠٦ هـ، عليّ بن محمّد الجزريّ، المتوفّى سنة ٦٣٠ هـ، سبط ابن الجوزيّ الحنفيّ، المتوفّى سنة ٦٥٤ هـ، ابن أبي الحديد المعتزليّ، المتوفّى سنة ٦٥٥ هـ، محمّد بن يوسف الگنجي الشّافعيّ، المقتول سنة ٦٥٨ هـ، القاضي البيضاويّ الشّافعيّ، المتوفّى سنة ٦٨٥ هـ، محبّ الدّين أحمد بن عبد الله الطّبريّ الشّافعيّ، المتوفّى سنة ٦٩٤ هـ، محمّد بن مكرّم بن منظور (صاحب مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر)، المتوفّى سنة ٧١١ هـ، إبراهيم بن محمّد الجوينيّ، المتوفّى سنة ٧٣٠ هـ، محمّد بن عبد الواحد الحنفيّ، المتوفّى سنة ٦٨١ هـ، عليّ بن محمّد الخازن، المتوفّى سنة ٧٤١ هـ، محمّد بن أحمد الذّهبيّ، المتوفّى سنة ٧٤٨ هـ، ابن كثير الدّمشقيّ الحنبليّ المتوفّى سنة ٧٧٤ هـ، تقي الدّين المقريزيّ الحنفيّ، المتوفّى سنة ٨٤٥ هـ، ابن حجر العسقلانيّ الشّافعيّ، المتوفّى سنة ٨٥٢ هـ ابن الصّبّاغ المالكيّ، المتوفّى سنة ٨٥٥ هـ، محمّد بن أحمد العينيّ الحنفيّ، المتوفّى سنة ٨٥٥ هـ، جلال الدين السّيوطيّ الشّافعيّ المتوفّى سنة ٩١١ هـ، أحمد ابن محمّد القسطلانيّ الشّافعيّ، المتوفّى سنة ٩٢٣ هـ، ابن حجر الهيتميّ الشّافعيّ، المتوفّى سنة ٩٧٤ هـ، المتّقيّ الهنديّ، المتوفّى سنة ٩٧٥ هـ، محمّد الزرقانيّ المالكيّ، المتوفّى سنة ١١٢٢ هـ، الشوكانيّ، المتوفّى سنة ١٢٥٠ هـ، القندوزيّ الحنفيّ، المتوفّى سنة ١٢٩٣ هـ.

ولو ذكرنا ما وقع لنا من أسماء الرّواة والحفّاظ الّذين عنوا بتبليغ براءة لطال المقام ولعنّينا القارئ الكريم، علماً أنّا قد أبعدنا محدّثي الشّيعة ورواتهم - على جلالتهم - لتكون الحجّة أبلغ على من ركب طريق الجدل العقيم.

مصادر حديث براءة

- كتاب التسهيل لعلوم التنزيل: محمّد بن أحمد بن جزيّ الكلبيّ.

تفسير البغويّ، المسمّى «معالم التنزيل»: الحسين بن مسعود الفرّاء البغويّ الشافعيّ،

٢٣٦

المتوفّى سنة ٥١٦ هـ.

تفسير البيضاويّ، وعليه حاشية محيي الدّين زاده.

تفسير الثعالبيّ، الموسوم بـ «جواهر الحسان في تفسير القرآن»: عبد الرحمن أبو زيد الثعالبيّ، المتوفّى سنة ٨٥٧ هـ.

تفسير الطّبريّ: أبو جعفر محمّد بن جرير الطبريّ، المتوفّى سنة ٣١٠ هـ وبهامشه تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان لنظام الدّين الحسن بن محمّد النّيسابوريّ.

تفسير العيّاشي، الموسوم بـ «التنزيل»: محمّد بن مسعود بن محمّد بن عيّاش السّمرقنديّ، من علماء القرن الثالث الهجريّ.

تفسير القرآن العظيم: أبو الفداء إسماعيل بن كثير، المتوفّى سنة ٧٧٤ هـ.

التفسير الكبير: فخر الدّين الرّازيّ الشّافعيّ، المتوفّى سنة ٦٠٦ هـ.

تفسير الماورديّ، الموسوم بـ «النّكت والعيون» أبو الحسن عليّ بن محمّد الماورديّ البصريّ، المتوفّى سنة ٤٥٠ هـ.

تنوير المقباس في تفسير ابن عبّاس.

الجامع لأحكام القرآن: محمّد بن أحمد القرطبيّ، المتوفّى سنة ٦٧١ هـ.

الدرّ المنثور في التفسير بالمأثور: جلال الدّين السّيوطيّ، المتوفّى سنة ٩١١ هـ.

شواهد التنزيل لقواعد التفضيل: عبيد الله بن عبد الله الحسكانيّ الحنفيّ، المتوفّى سنة ٤٧١ هـ.

قصص الأنبياء المسمّى «عرائس المجالس»: أحمد بن محمّد الثّعلبيّ، المتوفّى سنة ٤٢٦ هـ وبهامشه كتاب روض الرّياحين في حكايات الصّالحين لليافعيّ.

الكشّاف: محمود بن عمر الزمخشريّ، المتوفّى سنة ٥٢٨ هـ.

تفسير الحبريّ: الحسين بن الحكم بن مسلم الحبريّ، المتوفّى سنة ٢٨٦ هـ.

تفسير الكوفيّ: فرات بن إبراهيم الكوفيّ، من أعلام القرن الرّابع الهجريّ.

تفسير الخازن «لباب التأويل في معاني التّنزيل»: عليّ بن محمّد المعروف بالخازن، المتوفّى سنة ٧٢٥ هـ وبهامشه «مدارك التنزيل وحقائق التّأويل» لعبد الله بن محمود

٢٣٧

النّسفيّ، المتوفّى سنة ٧١٠ هـ.

هذه أهمّ التفاسير المشتهرة والذّائعة الصّيت. وأمّا أهمّ كتب التاريخ والتراجم والحديث الّتي رجعنا إليها في حديث براءة، فهي:

- السّيرة النّبويّة: ابن هشام، المتوفّى سنة ٢١٨ هـ، ٤: ١٩٠.

الطبقات الكبرى - محمّد بن سعد، المتوفّى سنة ٢٣٠ هـ، ٢: ١٦٩.

تاريخ الأمم والملوك: محمّد بن جرير الطّبريّ، المتوفّى سنة ٣١٠ هـ، ٢: ٢٨٣.

أنساب الأشراف: أحمد بن يحيى البلاذريّ، من أعلام القرن الثالث الهجريّ، ٢: ١٥٤.

- مختصر تاريخ دمشق: ابن عساكر عليّ بن الحسين الشّافعيّ، المتوفّى سنة ٥٧٣ هـ اختصار محمّد بن مكرّم المعروف بابن منظور، المتوفّى سنة ٧١١ هـ، ١٨: ٥، ٦، ٧.

المختصر في تاريخ البشر: عماد الدّين إسماعيل أبو الفداء، المتوفّى سنة ٧٣٢ هـ، ١: ١٥٠.

البداية والنّهاية: ابن كثير الدّمشقيّ الحنبليّ، المتوفّى سنة ٧٧٤ هـ، ٥: ٣٣، ٣٤، ٣٥.

مسند أحمد بن حنبل، المتوفّى سنة ٢٤١ هـ، ١: ١٥٠، ١٥١، ٧٩، ٣٣١؛ ٣: ٢١٢، ٢٨٣.

سنن الترمذيّ «الجامع الصّحيح»: محمّد بن عيسى الترمذيّ، المتوفّى سنة ٢٧٩ هـ، ٢: ١٧٩، ١٨٠؛ ٤: ٣٣٩، ٣٤٠؛ ٥: ٣٠٠.

صحيح البخاريّ - محمّد بن إسماعيل الجعفيّ البخاريّ، المتوفّى سنة ٢٥٦ هـ، ١: ١٠٣؛ ٦: ٨١.

سنن الدّارميّ: عبد الله بن عبد الرحمن السّمرقنديّ التميميّ الدّارميّ، المتوفّى سنة ٢٥٥ هـ، ٢: ٦٧، ٦٨، ٢٣٧.

السّنن الكبرى: أحمد بن الحسين البيهقيّ، المتوفّى سنة ٤٥٨ هـ، ٩: ٢٢٤.

سنن ابن ماجة: محمّد بن يزيد القزوينيّ، المتوفّى سنة ٢٧٣، ١: ٤٤.

السّنن: أحمد بن عليّ النّسائيّ، المتوفّى سنة ٣٠٣ هـ، ٥: ٢٣٤. وكتاب الخصائص له، ٢٨، ٢٩.

المستدرك على الصّحيحين: الحاكم النّيسابوريّ، ٢: ٣٣١؛ ٣: ٥١، ٥٢.

٢٣٨

التلخيص، بذيل مستدرك الصّحيحين: محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبيّ، المتوفّى سنة ٨٤٨ هـ، ٢: ٣٣١.

فتح الباري شرح صحيح البخاري: أحمد بن عليّ بن حجر العسقلانيّ الشّافعيّ، المتوفّى سنة ٨٥٢ هـ، ٨: ١٠٤، ٤٠٤ - ٤٠٩.

الصواعق المحرقة: ابن حجر العسقلانيّ، ١٩، ٧٣.

ينابيع المودّة: سليمان بن إبراهيم القندوزيّ الحنفيّ، المتوفّى سنة ١٢٩٤ هـ، ٨٨، ٨٩.

مصابيح السّنّة النّبويّة: الحسين بن مسعود البغوي الشّافعيّ، ٢: ٢٧٥.

مناقب الإمام عليّ بن أبي طالب: الفقيه ابن المغازليّ عليّ بن محمّد الشّافعيّ، المتوفّى سنة ٤٨٣ هـ: ١١٦.

المناقب: الموفّق بن أحمد المكّيّ الخوارزميّ الحنفيّ، المتوفّى سنة ٥٦٨ هـ، ١٢٦، ١٦٤، ١٦٥.

تذكرة الخواصّ: سبط ابن الجوزيّ يوسف بن فرغليّ الحنبليّ ثمّ الحنفيّ، المتوفّى سنة ٦٥٤ هـ، ٤٢، ٤٣.

كفاية الطّالب في مناقب عليّ بن أبي طالب: محمّد بن يوسف الگنجيّ الشّافعيّ، المقتول سنة ٦٥٨ هـ، ٢٥٤، ٢٥٥.

الرّياض النضرة: أحمد بن عبد الله الطّبريّ الشّافعيّ، المتوفّى سنة ٦٩٤ هـ، ٢: ٧٤، ١٧٣، ١٧٤.

ذخائر العقبى - له، ٦٩، ٨٧.

فرائد السّمطين: عبد الله بن عليّ الجوينيّ، المتوفّى سنة ٧٣٠ هـ، ١: ٥٨، ٥٩، ٦١.

الرّوض الأنف في تفسير السّيرة النّبوية لابن هشام: عبد الرّحمن بن عبد الله السهيليّ، المتوفّى سنة ٥٨١ هـ، ٢: ٣٢٨.

تهذيب الكمال في أسماء الرّجال: يوسف المزّيّ، المتوفّى سنة ٧٤٢ هـ، ٥: ٣٤٩.

كنز العمّال: عليّ المتّقيّ بن حسام الدّين الهنديّ، المتوفّى سنة ٩٧٥ هـ، في مواضع كثيرة، منها: ٢: ٣٧٩، ٤١٧، ٤٢٠، ٤٢٢ - ٤٢٤، ٤٣١.

٢٣٩

تفسير القرآن العزيز: عبد الرزّاق بن همام الصنعانيّ، المتوفّى ٢١١ هـ ١: ٢٤٠ / ١٠٣٨ و ١٠٣٩ و ١٠٤٠.

المغازي: الواقديّ، المتوفّى ٢٠٧ هـ ٣: ١٠٧٧.

المصنّف: ابن أبي شيبة، المتوفّى ٢٣٥ هـ ٧: ٥٠٦ / ٧٢.

الاستدلال بآية التّطهير

ليس أصدق دليل على استقامة صراط عليّ عليه‌السلام الّذي يجب مشايعته - من طهارته. ليس من المهد إلى اللّحد؛ بل من عالم الذّرّ (١) ، فعالم التكوين (٢) والصّيرورة، ومن المهد (٣) الّذي لم يشركه به أحد إلى خضاب الشّهادة الّتي طال أمدها فاستبطأها ليث وغاها، فكان يرفع صوته بها: ما يحبس أشقاها؟! فإذا وقع الموعود هتف طود التّقى في محرابه: فزت وربّ الكعبة! وعليّ عليه‌السلام لم يخالط جسده ولا سرى في شيء من دمه ما وقع لغيره من الخبائث والحرام. وكان ممّا أنعم الله تعالى به عليه أن جعله في حجر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، يغذّيه مكارم الأخلاق.

نزول آية التّطهير: ( إِنّمَا يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهّرَكُمْ تَطْهِيراً ) (٤) .

قال جميع بن عمير: دخلت مع أمّي على عائشة، فقالت: أخبريني كيف كان حبّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعليّ؟ فقالت عائشة: كان أحبّ النّاس إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، لقد رأيته يوماً أدخله تحت ثوبه وفاطمة وحسناً وحسيناً، فقال: «اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي، اللّهمّ أذهب عنهم الرّجس وطهّرهم تطهيراً». قالت: فذهبت لأدخل رأسي فمنعني، فقلت: يا رسول

____________________

(١) قال سلمان: سمعت حبيبي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: «كنت أنا وعليّ نوراً بين يدي الله مطيعاً، يسبّح الله ذلك النّور ويقدّسه قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام. فلمّا خلق الله آدم ركز ذلك النّور في صلبه، فلم يزل في شيء واحد حتّى افترقنا في صلب عبد المطّلب، فجزء أنا وجزء عليّ». مختصر تاريخ دمشق ١٧: ٣١٨.

(٢) كانت أمّه إذا أرادت أن تسجد لصنم وهو في بطنها منعها من ذلك. (ذكرناه في ص ٢٧).

(٣) ولد عليه‌السلام في الكعبة، وما ولد قبله أحد فيها. المجدي للعمريّ ١١؛ تذكرة الخواصّ ٢٠؛ العمدة لابن البطريق ١٢؛ تاريخ بغداد ٣: ١٠٦؛ مناقب الإمام عليّ لابن المغازليّ ٦ - ٧.

(٤) الأحزاب / ٣٣.

٢٤٠

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413