منهاج السالكين

منهاج السالكين19%

منهاج السالكين مؤلف:
تصنيف: شخصيات إسلامية
الصفحات: 413

منهاج السالكين
  • البداية
  • السابق
  • 413 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 142364 / تحميل: 6754
الحجم الحجم الحجم
منهاج السالكين

منهاج السالكين

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

____________________

= ولقد جرى أكثر من حوار بين عمر بن الخطّاب، وابن عبّاس بشأن الاستخلاف تنقّص عمر في كلّ مرّة من بقي من العشرة المبشّرة بالجنّة وحطّ من مقامهم إلاّ عليّاً فوصفه بأعلى الصفات وأنّه أليق بالخلافة ثمّ عاد مستدركاً بأنّ عليّاً فيه دُعابة «أي مُزاجة» وفي اُخرى أنّه أصغر القوم! وقد أبطل ابن عبّاس تلك المقولات ممّا جعل عمر يرجو ابن عبّاس أن لا يحدّث بما جرى بينهما. وقد ذكرنا كلّ ذلك مفصّلاً في كتابنا هذا فراجع.

ولعلّ السرّ في التشكيك في عمره الشريف يوم أسلم: هو ما جرت عليه عادة العرب من تقديم الشيخ على غيره، وهذا ما وقع في سقيفة بني ساعدة وترجمه عمر بن الخطاب في حديثه مع ابن عبّاس؛ فاستغلّت ذلك الأقلام التي استأجرتها الدّعاية الأُمويّة ومن جاء بعدهم من نواصب للنّيلِ من أمير المؤمنين عليه‌السلام لتسلبه كلّ مكرمة وخصوصيّة ووزّعت ألقابه الشريفة التي نطق بها القرآن الكريم والنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وزّعتها على هذا وذاك، وأنكرت كثيراً منها أو قلّلت من أهمّيّتها وذلك حينما لم تستطع إنكارها وسلبها... وحتّى لو سلّمنا أنّه أسلم صغيراً؛ فإنّما ذلك زيادة في كرامته إذ تربّى في حضن النبيّ، فلم يتلوّث بكدر الجاهليّة كما حصل لغيره، وكرّم الله وجهه من عبادة الأوثان. فالنقيصة فيمَنْ تنقّصه.

وفي السنة الثالثة من الهجرة ولد الحسن بن عليّ بن أبي طالب. الثّقات: ابن حبّان ١: ٨٢)، فكيف يكون عمره سبع أو.. يوم أسلم؟

وعن جعفر بن محمّد عن أبيه قال: بايع رسول الله الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر، وهم صغار، ولم يبايع قطّ صغيرٌ إلاّ هم. (العقد الفريد ٥: ١٣٣). قال ابن حبّان: أوّل مَن آمن برسول الله زوجته خديجة بنت خويلد، ثمّ آمن عليّ بن أبي طالب وصدّقه بما جاء به. (الثّقات ١: ٢٤)

ابن أبي الدنيا: ذكر حديث ابن عفيف الذي ذكره ابن إسحاق مع زيادة واختلاف في بعض الألفاظ، قال: عن ابن أبي يحيى بن عفيف قال: قدمت مكّة في الجاهليّة اُريد شراء بزٍّ وعطر لأهلي، فنزلت على العبّاس، فأنا عنده، وأنا أنظر إلى الكعبة، إذ جاء شابّ فنظر إلى السماء، فتوجّه إلى الكعبة فصلّى، فجاء غلام فقام عن يمينه، ثمّ جاءت امرأة فقامت خلفهما. فقال: يا عبّاس! ما هذا الذي حدث في بلادكم؟ إنّ هذا لأمرٌ عظيم. قال: هذا محمد بن عبد الله بن عبد المطّلب ابن أخي. وهذا الغلام عليّ بن أبي طالب. وهذه خديجة بنت خويلد. قال فصلّوا. قال: إنّ ابن أخي هذا حدّث حديثاً أنّ ربّه ربّ السموات والأرض، ولا والله ما أعلم على ظهر الأرض على دين هؤلاء غير هؤلاء. (كتاب الأشراف: ابن أبي الدنيا ٨٣).

قال أبو عمر بن عبد البرّ القرطبيّ المالكيّ (ت ٤٦٣  هـ): روي عن سلمان، وأبي ذرّ، والمقداد، وخبّاب، وجابر، وأبي سعيد الخدريّ، وزيد بن أرقم رضي الله عنهم أنّ عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه أوّل من أسلم، وفضّله هؤلاء على غيره. (الاستيعاب: ابن عبد البرّ: ٣: ١١١٠؛ ونقله عنه في (تهذيب الكمال ٢٠: ٤٨٠)، =

٢١

____________________

= وكفى بهؤلاء ومن ذكرنا سابقاً شهادة حقّ وصدق في سابقته عليه السلام.

وقال ابن إسحاق: أوّل مَن آمن باللهِ ورسوله محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله من الرجال: عليّ بن أبي طالب - ذكرناه -، وهو قول ابن شِهاب إلاّ أنّه قال: من الرجال بعد خديجة، وهو قول! الجميع في خديجة رضي الله عنها. «تهذيب الكمال ٢٠: ٤٨٠». وابن عبد البرّ عالم زمانه وهو مالكيّ فهو غير متّهم في قوله في عليّ؛ إذ هو ليس برافضيّ!

وروى بإسناده عن عكرمة عن ابن عبّاس، قال: لعليّ أربع خصال ليست لأحدٍ غيره: هو أوّل عربيّ وعجميّ صلّى مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهو الذي لواؤه معه في كلّ زحفٍ، وهو الذي صبر معه حين فرّ عنه غيره، و هو الذي غسله وأدخله قبره. (الاستيعاب، وتهذيب الكمال، عنه ٢٠: ٤٨٠). والمِزّيّ صاحب التهذيب سلفيّ العقيدة معاصر لابن تيميّة والذهبيّ! شافعيّ المذهب، فقولنا فيه مثل قولنا في المالكيّ ابن عبد البرّ.

قال: وروى بإسناده عن أبي عوانة عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عن ابن عبّاس، قال: كان عليّ أوّل من آمن من النّاس بعد خديجة، وقال: هذا إسناد لا مطعن فيه لأحدٍ لصحّته وثقة نقلته. (تهذيب الكمال ٢٠: ٤٨١) وروى بإسناده عن عبد السلام بن صالح عن الدّراورديّ، عن عمر مولى غفرة، قال: سئل محمّد بن كعب القرظيّ عن أوّل من أسلم عليّ أو أبوبكر؟ قال: سبحان الله! أوّلهما إسلاماً عليّ. (تهذيب الكمال ٢٠: ٤٨١). الذهبيّ (ت ٧٤٨  هـ): بسنده عن القرظيّ: أوّل من أسلم عليّ. (تاريخ الإسلام: الذهبيّ ٣: ٦٢٤).

وفي المنتظم لأبي الفرج ابن الجوزيّ ٢: ٣٥٩؛ المستدرك على الصحيحين للحاكم ٣: ١٤٧ / ٤٦٦ ووافقه الذهبيّ في التلخيص؛ السيرة النبويّة لابن كثير ١: ٤٢٩ - ٤٣٢؛ الصواعق المحرقة لابن حجر ٧٢: عليّ أوّل من أسلم. والأحاديث كثيرة ومصادرها جمّة في زواج الصدّيقة الطّاهرة فاطمة عليها‌السلام من الصدّيق الطّاهر عليّ عليه‌السلام ، ويرد فيها سابقته إلى الإسلام: أخرج عبد الرزّاق عن وكيع بن الجرّاح قال: «أخبرني شريك عن أبي إسحاق: أنّ عليّاً لما تزوّج فاطمة قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لها: «لقد زوّجتكه وإنّه لأوّلُ أصحابي سلماً، وأكثرهم علماً، وأعظمهم حلماً». (المصنّف: عبد الرزّاق ٥: ٣٤١ / ٩٨٤٦). ومن خطبة الحسن بن عليّ عليهما‌السلام ، ليلة شهادة أبيه أمير المؤمنين عليّ: «عن جابر، عن أبي الطفيل، وزيد بن وهب، وعبد الله بن نُجي، وعاصم بن ضمرة، عن الحسن بن عليّ، قال: لقد قبض في هذه الليلة رجل لم يسبقه أحد كان قبله، ولم يخلف بعده مثله وهو عليّ بن أبي طالب، حبيب رسول الله وأخوه» (الذّرّيّة الطّاهرة: الدّولابيّ، ١٠٩ - ١١٠ ح ١١٤). وأيضاً الدّولابيّ، بسنده عن جابر، قال: لما قتل عليّ بن أبي طالب قام الحسن خطيباً فقال: لقد قتلتم رجلاً في ليلةٍ نزل فيها القرآن، وفيها رفع عيسى بن مريم، وفيها قتل يوشع فتى موسى؛ والله ما سبقه أحد كان قبله، ولا يدركه أحد يكون بعده» الحديث. (الذّرّيّة الطّاهرة: ١١٥ / ١٢٤). مقاتل بن سليمان الأزديّ (ت ١٥٠  هـ): قوله تعالى: ( وَالسّابِقُونَ الْأَوّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالّذِينَ اتّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدّ لَهُمْ =

٢٢

عبّاس، قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «صلّت الملائكة عليّ وعلى عليّ بن أبي طالب سبع سنين، قالوا: ولم ذلك يا رسول الله؟ قال: لم يكن معي من أسلم من الرّجال غيره، وذلك أنّه لم ترفع شهادة أن لا إله إلاّ الله إلى السماء إلاّ منّي ومن عليّ». (١)

____________________

= جَنّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدَاً ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) - التوبة: ١٠٠.

قال: ( السّابِقُونَ ) إلى الإسلام، ( الْأَوّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ ) الّذين صلّوا إلى القبلتين، عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، وعشر نفر من أهل بدر. (تفسير مقاتل ٢: ٦٨؛ البحر المحيط ٥: ٩٢؛ تفسير الطبريّ ١١: ٧؛ الجامع لأحكام القرآن ٨: ٢٣٥؛ الكشّاف ٢: ٢١٠؛ معاني القرآن للأخفش ٢: ٣٣٦؛ تفسير الفخر الرازيّ ١٦ / ١٧١؛ إعراب القرآن للنحّاس ٢: ٣٧؛ إعراب القرآن للعكبري ٢: ١١). وذكر ابن عساكر من حديث الفضائل العشرة الخاصّة بعليّ عليه‌السلام قال: قال عمرو بن ميمون: إنّي لجالس إلى ابن عبّاس إذ أتاه تسعة رهط، فقالوا: إمّا أن تقوم معنا، وإمّا أن تخلونا يا هؤلاء، قال: بل أقوم معكم، فجاء وهو ينفض ثوبه، وهو يقول: أف تف، يقعون في رجل له عشر، وقعوا في رجل، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «..» ثمّ ذكر تلك المناقب وهي أوّل من أسلم، وتبليغه براءة، وطهارته وحديث الكساء، وشراء النّفس بمبيته على فراش النبيّ، وحديث المنزلة، وسدّ الأبواب في المسجد إلاّ باب عليّ، وحديث الغدير، وحديث العشيرة، وحديث الرّاية، وحديث الموالاة دنياً وآخرةً. (مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر ١٧: ٣٢٨ - ٣٢٩).

قال: وعن أنس، وعن أبي أيوب، قالا: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «لقد صلّت الملائكة عليَّ وعلى عليٍّ سبع سنين، لأنّا كنّا نصلّي ليس معنا أحد يصلّي غيرنا». ثمّ ذكره بلفظ آخر. (مختصر تاريخ دمشق ١٧: ٣٠٦). قال: قال أبو سخيلة: حججت أنا وسلمان، فنزلنا بأبي ذرّ...، ثم ذكر قول أبي ذرّ له، قال: الزم كتاب الله عزّ وجلّ وعليَّ بن أبي طالب، فأشهدُ أني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: «عليّ أوّل من آمن بي، وأوّل من يصافحني يوم القيامة، وهو الصدّيق الأكبر، وهو الفاروق بين الحقّ والباطل». (مختصر تاريخ دمشق ١٧: ٣٠٦ - ٣٠٧).

وعن عبد الرحمن بن عوف: في قوله عزّ وجلّ: ( وَالسّابِقُونَ الْأَوّلُونَ ) ، التوبة ١٠١ - قال: هم عشرة من قريش كان أوّلهم عليّ بن أبي طالب. (مختصر تاريخ دمشق ١٧: ٣٠٧).

(١) شواهد التنزيل ٢: ١٢٥؛ اُسد الغابة ٤: ٩٤ (عن أبي أيوب الأنصاريّ)؛ مناقب الإمام عليّ: ١٤ (عن أنس)؛ المستدرك على الصحيحين ٣: ١٣٦؛ المناقب للخوارزميّ: ٥٣. وفي المنتظم لأبي الفرج ٢: ٣٥٩ بسندٍ عن حبة العوفي - والصحيح: العرني - قال: قال عليّ عليه‌السلام : لا أعرف أنّ عبداً لك من هذه الأُمّة عبدك قبلي غير نبيِّك - ثلاث مرّاتٍ، لقد صلّيت قبل أن يصلّي النّاس سبعاً. وسنن ابن ماجة - المقدّمة -.

وفي مسند أحمد بن حنبل ١: ١٦٠ (ت ٢٤١  هـ)، أيضاً عن حبّة العرني، مثله. وأيضاً سنن ابن ماجة (ت ٢٧٥  هـ)، ١: ٤٤ - المقدّمة، ح ١٢٠: عن عبّاد بن عبد الله قال: قال عليّ: أنا عبد الله وأخو رسول الله، وأنا =

٢٣

وعليّ من بيت لم يشركه أحد ممّن ذكرهم ابن تيميّة بشرف الانتساب إليه؛ فعليّ من البيت الّذي طهّره الله تطهيراً. عن أبي سعيد الخدريّ قال: لما نزل قوله تعالى: ( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصّلاَةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ) (١) ، كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يأتي باب فاطمة وعليّ عليهما‌السلام ، تسعة أشهر، في كلّ صلاة فيقول: الصلاة، يرحمكم الله ( إِنّمَا يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهّرَكُمْ تَطْهِيراً ) (٢) ، (٣) وعليّ باسقٌ على أولئك في أنّه نفس (٤) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ؛ فمن يباهي رسول الله في نفسه؟! وليس لأحد من طيب الأَرُومة ما لعليّ. عن جابر قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أنا وعليّ من شجرة واحدة، والنّاس من أشجار شتّى». (٥)

____________________

= الصدّيق الأكبر. لا يقولها بعدي إلاّ كذّاب. صلّيت  قبل أن يصلّي النّاس لسبع سنين».

ونختم بذكر بعض المصادر الّتي ذكرت أنّ عليّاً أول من أسلم وصلى من غير ذكر المتون والرواة؛ إذ سنذكر ذلك في مواضع اخرى: (شواهد التنزيل: عبيد الله الحاكم الحسكاني الحنفي (ت ٤٩٠  هـ) ٢: ٢٢٠ / ٩٣٦، و ١: ٨٥ و ٢: ١٢٥؛ تفسير فرات (القرن الرابع): ٢؛ تفسير الحبريّ (ت ٢٨٦  هـ) ٢٣٧؛ الأوائل: العسكريّ (ت ٣٨٢): ١٠٧ ح معرفة علوم الحديث للحاكم - صاحب المستدرك على الصحيحين -: ١٠٢. الموفقيات: الزبير بن بكار (ت ٢٥٦  هـ): ٢٩٩، ٢٣٥، ٥٨٠، ٥٩٨؛ الإرشاد: المفيد (ت ٤١٣  هـ): ٢١؛ سنن الترمذي (ت ٢٧٩  هـ): ٥: ٣٠٤ ح، ٣٨١٢ و ٥: ٣٠٥؛ الثقات: ابن حبان (ت ٣٥٤  هـ) ٥: ١٤١؛ أنساب الأشراف للبلاذري (القرن الثالث)،: ٩٢ و ٩٣.. ومواضع أخرى؛ مسند أبي داود (ت ٢٠٤  هـ) ٣٦٠. مسند أحمد ١: ٣٧٣ و ٩٩، ٣: ٤٩٥، ٥: ٤٩٩ و ٤٩٨؛ المحاسن والمساوئ للبيهقيّ: ٤٣؛ وقعة صفّين: نصر بن مزاحم المنقري (ت ٢٠٧  هـ): ١٣٧، ١١٢، ٣٧، ٣٥٥؛ مسند أبي يعلى ١: ٣٤٨ / ٤٤٦؛ معجم الصحابة للبغويّ ٤١٨).

(١) طه / ١٣٢.

(٢) الأحزاب / ٣٣.

(٣) شواهد التنزيل ٢: ٢٩؛ ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب من تاريخ ابن عساكر (حديث ٣٢٠)؛ المناقب للخوارزميّ: ٦٠ (حديث ٢٩)؛ الدر المنثور للسيوطي ٥: ١٩٨.

(٤) انظر الآثار الواردة المتواترة في آية المباهلة.

(٥) المناقب للخوارزمي: ١٤٣، حديث (١٦٥). ومحمّد بن عمر المازنيّ، عن أبي بكر عبّاد بن صهيب، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «الناس من أشجار شتّى وأنا وعليّ من شجرة واحدة، أنا أصلها وعليّ فرعها والحسن والحسين اثمارها، وفي قلب كلّ مؤمن من أغصانها». (مناقب أمير المؤمنين لكوفيّ ١: ٥١٦ / ٣٦٤). وعن عليّ قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «شجرة أنا أصلها وعليّ فرعها، والحسن و =

٢٤

وعن سلمان قال: سمعت حبيبي المصطفى محمّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: «كنت أنا وعليّ نورا بين يدي الله عزّ وجلّ ن فلمّا خلق الله تعالى آدم ركّب ذلك النور في صلبه فلم نزل في شيء واحد، حتى افترقنا في صلب عبد المطلب، فجزء أنا وجزء علي». (١)

ومجاهد، عن ابن عباس ال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «علي مني منزلة رأسي من بدني». (٢)

وعليّ النّظر إلى وجهه عبادة (٣) . عن عائشة قالت: كان أبوبكر يديك النّظر إلى عليّ،

____________________

= الحسين ثمرها، والشيعة ورقها. فهل يخرج من الطيّب إلاّ الطيّب؟ وأنا مدينة العلم، عليّ بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب». (مختصر تاريخ دمشق ١٨: ١٧).

وبسندٍ عن حسين بن حسن عن عامر السراج عن سلام الخثعميّ قال: دخلت على أبي جعفر محمّد بن عليّ فقلت: يا ابن رسول الله، قول الله تعالى: ( أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السّماءِ ) ؟ قال: يا سلام الشجرة محمّد، والفرع عليّ امير المؤمنين، والثمر الحسن والحسين، والغصن فاطمة، وشعب ذلك الغصن الأئمّة من ولد فاطمة، والورق شيعتنا ومحبّونا أهل البيت، فإذا مات من شيعتنا رجل تناثر من الشجرة ورقة، فإذا ولد لمحبّينا مولود اخضر مكان تلك الورقة ورقة. فقلت: يا ابن رسول الله، قول الله تعالى: ( تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبّهَا ) ، ما يعني؟ قال: يعني الأئمّة تفتي شيعتهم في الحلال والحرام في كلّ حجّ وعمرة. (شواهد التنزيل: الحسكاني الحنفي ١: ٣١١، في تفسير الآيتين ٢٤ - ٢٥ في سورة ابراهيم). وبسنده عن عبد الرزّاق قال، حدثني أبي، عن مينا مولى عبد الرحمن بن عوف قال: قال عبد الرحمن يا مينا ألا أحدثك حديثا قبل أن تشاب الأحاديث بالأباطيل؟ سمعت رسول الله يقول: أنا شجرة وفاطمة فرعها وعلي لقاحها، وحسن وحسين ثمرها، ومحبيهم من أمتي أوراقها. ثم قال: هم في جنة عدن، والذي بعثني بالحق. (شواهد التنزيل ١: ٣١٢ / ٤٢٩، وأمالي الطوسي ١٨). وبنفس السند مع اختلاف في اللفظ: «أنا الشجرة...، وشيعنا ورقها، و أصل الشجرة في جنة عدن وسائر ذلك في سائر الجنة». شواهد التنزيل ١: ٣١٢ / ٤٣٠.

(١) المناقب للخوارزمي: ١٤٥، حديث (١٦٩)؛ مناقب الإمام علي لابن المغازلي: ٨٧، فضائل الصحابة لابن حنبل ٢: ٦٦٢.

(٢) المناقب للخوارزمي: ١٤٨، مناقب الإمام علي ك ٩٢.

(٣) المستدرك للحاكم ٣: ١٤١، حلية الأولياء ٥: ٥٨ و ٢: ١٨٢؛ تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ٢: ٥١، ترجمة الإمام علي من تاريخ ابن عساكر - عدة مواضع -؛ مناقب الإمام علي: ١٠٩؛ المناقب للخوارزمي: ٣٦١ - ٣٦٢؛ المستدرك على الصحيحين ٣: ١٥٢ / ٤٦٨٢: يحيى بن عيسى الرملي، عن الأعمش، عن إبراهيم =

٢٥

فقيل له في ذلك، فقال: سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: «النظر إلى علي عبادة». (١)

وعلي مع القرآن، والقرآن مع علي، والحق مع علي، وهو مع الحق، وهو الفاروق بين الحق والباطل، ومفارقته مفارقة لله تعالى ولرسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله . (٢)

وهل الأخ الصاحب في الهجرة والحضر، الفدائي المجاهد مثل الصاحب؟! عن هجرة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى الطائف؛ يعرض نفسه على القبائل بعدما وجد من قريش ما وجد روى أبو الحسن المدائني في ذلك: «أنه كان معه في هجرته هذه علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، وزيد

____________________

= - النخعيّ - عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «النظر إلى وجه علي عبادة». تابعه عمرو بن مرة عن إبراهيم النخعي. وأخرجه عن المسعودي بسنده الثاني عبد الله بن مسعود. (المستدرك عليى الصحينين ٣٧: ١٥٢ / ٤٦٨٣)؛ حلية... ٣٦٢؛ رواه الطبراني في مسند عبد الله بن مسعود ١٠: ٧٦ / ١٠٠٠٦، عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله بن مسعود؛ مجمع الزوائد ٩: ١١٩.

(١) ترجمة الإمام علي تاريخ بغداد المناقب للخوارزمي ومختصر تاريخ دمشق ١٨: ٧. وعن يونس مولى الرشيد قال: مت واقفا على رأس المأمون وعنده يحيى بن أكثم القاضي، فذكروا عليا وفضله، فقال المأمون: سمعت الرشيد يقول: سمعت المهدي يقول: سمعت المنصور يقول: سمعت أبي يقول: سمعت جدي يقول: سمعت ابن عباس يقول: رجع عثمان إلى علي فسأله المصير إليه، فصار إليه، فجعل يحدّ النظر إليه، فقال له علي: ما لك يا عثمان! ما لك تحد النظر إلي؟ قال: سمعت رسول يقول: «النظر إلى علي عبادة».

ومختصر تاريخ دمشق ١٨: ٧: وروي عن عمران بن حصين وعن جابر بن عبد الله وعن أنس بن مالك، وغيرهم أن رسول الله قال: «النظر إلى علي عبادة»  وفي المعجم الكبير للطراني - مسند عمران بن حصين - ١٨: ١٠٩ / ٢٠٧، قال: حدثنا أبو مسلم الكشي حدثنا أبو نجيد عمران بن طليق الضرير، عن أبيه عن جده، قال: رأيت عمران بن حصين يحد النظر غلى علي، فقيل له فقال: سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: «النظر إلى علي عبادة. وهو في الباب ٣٧ من فرائد السمطين ١: ١٨١، واللالي المصنوعة ١: ١٧٧، و ٣٤٥؛ مناقب امير المؤمنين للكوفي ١: ٢٩٣ / ١٦٠ و ٢٩٥ / ١٦٥ وعن عائشة قالت: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «ذكر علي عباده». مختصر تاريخ دمشق ١٨: ٨.

وانظر في الأحاديث السابقة: كفاية الطالب ١٥٨ - ١٦٠؛ ميزان الاعتدال ٤: ٤٠١، ٣: ٤٨٤؛ لسان الميزان ٦: ١٧٨، منتخب كنز العمال ٥: ٣٠، البداية والنهاية ٧: ٣٥٧، تاريخ الخلفاء: ٦٦، ينابيع المودة ٩٠.

(٢) صحيح الترمذي ٥: ٦٣٣، المستدرك للحاكم ٣: ١٢٤، فضائل الصحابة لابن حنبل ٢: ٥٧٠، تاريخ بغداد ١٣: ١٨٦، فرائد السمطين للجويني ١: ١٧٨، الصواعق المحرقة لابن حجر: ٧٥، أنساب الأشراف ٢: ٣٥٠ و ٣٨٣، فرائد السمطين ١: ١٧٨، الاستيعاب ٤: ١٧٠، الاصابة ٤: ١٧١، اسد الغابة ٦: ٢٧٠.

٢٦

ابن حارثة وقد غاب عن مكة اربعين يوما. وأما هجرته صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى بني عامر بن صعصعة وإخوانهم من قيس عيلان، فإنّه لم يكن معه إلا علي عليه‌السلام وحده، وذلك عقيب وفاة أبي طالب أوحي إليه صلى‌الله‌عليه‌وآله : اخرج منها فقد مات ناصرك فخرج إلى بني عامر بن صعصعة، ومعه علي عليه‌السلام وحده فعرض نفسه عليهم وسألهم النصر، وتلا عليهم القرآن فلم يجيبوه، فعادا عليهما السلام إلى مكة. وكانت مدة غيبته في هذه الهجرة عشرة أيام، وهي أول هجرة هاجرها صلى‌الله‌عليه‌وآله بنفسه». (١)

ولم يتخلف اميرالمؤمنين عليه‌السلام عن صحبة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في هجرته إلى المدينة، وإنما بقي في مكة لتأدية ودائع (٢) النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع تاديته دورا ما كان غيره مؤهلا أن يؤديه، وهو دور الفدائي المستعد للموت على أن يسلم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فبات على فراشه ليلة هجرته المباركة، متحملا رمي قريش بالحجارة، حتى إذا دخلوا البيت وكشفوا الغطاء، فإذا هو الشاب الشجاع: علي، فأسقط في أيديهم.

ولقد باهي الله تعالى ملائكته بهذه المكرمة العلوية الشريفة وأنزل بها بيانا، ذلك قوله تعالى: ( وَمِنَ النّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللّهِ ) . (٣) قالوا: لما أراد النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله الهجرة إلىالمدينة خلف علي بن أبي طالب عليه‌السلام بمكة، لقضاء ديونه وأداء الودائع التي كانت عنده، وأمره ليلة خرج غلى الغار - وقد أحاط المشركون بالدّار، أن ينام على فراشه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ففعل ذلك علي عليه‌السلام ، فأوحى الله تعالى إلى جبرئيل ويكائيل: إني آخيت بينكما، وجعلت عمر أحدكما أطول من الآخرة، فأيكما يؤثر صاحبه بالحياة؟ فاختار كلاهما الحياة، فأوحى الله تعالى إليهما: أفلا كنتما مثل علي بن أبي طالب؟! آخيت بينه و بين محمد، فبات على فراشه يفديه بنفسه، ويؤثره بالحياة، اهبطا إلى الأرض فاحفظاه من

____________________

(١) شرح نهج البلاغة للمعتزلي ٤: ١٢٧ - ١٢٨.

(٢) رغم حربهم الكلامية، فقد بقيت قريش وغيرها تسمي النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله «الصادق الامين» فتودع أموالها عنده. قال ابن اسحاق: «أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليا أن يتخلف بعده بمكة حتى يؤدي عنه الودائع التي كانت عنده للناس، وكان رسول الله ليس بمكة أحد عنده شيء يخشى عليه إلا وضعه عنده، لما يعلم من صدقه وأمانته صلى‌الله‌عليه‌وآله السيرة لابن هشام ٢: ١٢٩.

(٣) البقرة: ٢٠٧. وذكرنا في فصل (ما نزل من القرآن في أهل البيت) بيانا فيمن رواه، ومصادر ذلك.

٢٧

عدوه فنزلا، كان جبرئيل عند رأسه، وميكائيل عند رجليه، وجبرئيل ينادي: بخ بخ، من مثلك يا علي بن أبي طالب، يباهي الله تبارك وتعالى بك الملائكة؟! فأنزل الله على رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو متوجه إلى المدينة في شأن عليّ عليه‌السلام : ( وَمِنَ النّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللّهِ ) (١) . فمن الملائكة آخى سبحانه بين الملكين الكريمين، ومن البشر آخى بين محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ؛ ففاق عليّ الملكين في هذه المكرمة والمزية وهي الفداء من أجل أخيه إذ تعلق الملكان بالحياة لكنّه صلى‌الله‌عليه‌وآله شرى نفسه فداء للنبيّ ابتغاء مرضاة الله تعالى؛ وبذا علا عليّ.

ورواه ابن سبع المغربيّ في: «شفاء الصدور»، في بيان شجاعة عليّ عليه‌السلام ، وقال: علماء العرب أجمعوا على أنّ نوم عليّ على فراش رسول الله أفضل من خروجه معه، وذلك أنّه وطّن نفسه على مفاداته لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وآثر حياته على حياته، وأظهر شجاعته بين أقرانه. (٢)

وعليّ عليه‌السلام داخل في كلّ فضيلة يمدح عليها صاحبها، وخارج من كلّ رذيلة يقدح به صاحبها. عن ابن عبّاس، قال: ليس في القرآن ( يَا أيّهَا الّذِينَ آمَنُوا ) إلاّ وعليّ رأسها وأميرها وشريفها. ولقد عاتب الله أصحاب محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله في القرآن وما ذكر عليّاً إلاّ بخير». (٣) وعليّ هو العلامة المائزة بين المؤمن والمنافق عن أمّ سلمة: قالت: قال رسول

____________________

(١) كفاية الطّالب: ٢٣٩؛ عن تفسير الثعلبيّ؛ مرآة الجنان ٣: ٤٦؛ الفصول المهمة: ٣٣؛ تذكرة الخواصّ ك ٤١، وفيه شعر لأمير المؤمنين في الحادثة؛ طبقات ابن سعد ١: ٢٢٧؛ مسند أحمد ١: ٣٣٠ - ٣٣١؛ أنساب الأشراف ٢: ١٠٦؛ خصائص النّسائيّ ٦١ - ٦٢؛ إحياء علوم الدين للغزاليّ ٣: ٢٥٢؛ المعجم الكبير ٣: ١٥١؛ تفسير الطبريّ ٩: ١٤٩؛ تفسير الحبريّ ٤١٠ ح ٩؛ شواهد التنزيل ١: ٩٦؛ تاريخ بغداد ١٣: ١٩١ - ١٩٢؛ أسد الغابة ٤: ٢٥؛ مختصر تاريخ دمشق ١٧: ٣٢٩؛ دلائل النبوّة لأبي نعيم ٦٣ - ٦٥؛ مناقب الخوارزميّ ١٢٦؛ مجمع الزوائد ٩: ١٩ - ٢٠؛ المستدرك على الصحيحين ٣: ٥؛ خصائص امير المؤمنين للشريف الرضيّ ٢٦، مناقب الإمام عليّ لابن المغازليّ الشافعيّ ١٥٥؛ كنز العمّال ٣: ١٥٦؛ سنن ابن ماجة ١: ٤٢؛ الفصول المهمّة لابن الصبّاغ المالكيّ: ٣٣؛ أمالي الطوسيّ ٨٣؛ تفسير أبي الفتوح ٢: ١٥٢؛ تفسير البرهان ١: ٢٠٧؛ غاية المرام ٣٤٦.

(٢) كفاية الطّالب: ٢٤٠.

(٣) حلية الأولياء ١: ٦٤؛ شواهد التنزيل للحسكانيّ الحنفيّ ١: ٢١؛ المناقب للخوارزميّ ١٨٨؛ كفاية =

٢٨

الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «لا يحبّ عليّا منافق، ولا يبغضه مؤمن». (١)

ومن ثمّ فعليّ «لو أنّ الغياض أقلام، والبحر مداد، والجنّ حسّاب، والإنس كتّاب؛ ما أحصوا فضائل عليّ بن أبي طالب» (٢) . رواه مجاهد عن ابن عبّاس عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله .

لقد دلّ عليّ عليه‌السلام بذاته على ذاته، وتنزّه عن ابن تيميّة وأمثاله ولم يفتقر غلى من يثبت ساطع أنواره.

أمّا قوله: «إنّ الرّافضة لا يمكنهم إثبات إيمان عليّ إلاّ إذا صاروا من أهل السّنّة». فشنشنة نعرفها من أخزم! فما لابن تيميّة وأهل السّنّة؟!

إنّما أراد بذلك أمرين: أن يثبت إسلامه بنسبة نفسه إلى المسلمين السّنّة بعد أن تقرّر

____________________

= الطالب: ١٣٩؛ كنز العمّال للمتّقيّ ١٥: ٩٤؛ مجمع الزوائد للهيتميّ ٩: ١١٢ عن الطبرانيّ؛ تفسير الحبريّ: ٢٣٤؛ خصائص الوحي المبين لابن البطريق: ١١٩؛ المعجم الكبير ١١: ٢١٠ / ١١٦٨٧؛ معرفة الصحابة لأبي نعيم ١: ٢٩٨؛ الأمالي الخميسية للمرشد بالله: ١٣٢؛ تفسير فرات: ٣؛ ذخائر العقبى ٨٩؛ فضائل الصحابة لأحمد ٢: ٦٥٤؛ نظم درر السمطين للزرنديّ الحنفيّ ٨٩؛ بحار الأنوار ٣٥: ٣٥٣.

(١) الرياض النضرة ٢: ٢١٤؛ مسند أحمد بن حنبل ١: ٨٤؛ صحيح الترمذيّ ٢: ٣٠١؛ المستدرك على الصحيحين ٣: ١٢٩؛ المحاسن والمساوئ للبيهقيّ ١: ٢٩٠ ح تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزيّ: ١٥؛ حلية الأولياء ٦: ٢٩٤؛ تاريخ بغداد ٢: ٢٥٥؛ كفاية الطالب: ٦٩؛ سنن ابن ماجة، المقدمة ١١٤؛ سنن النسائيّ - في الإيمان - ٨: ١١٧؛ كتاب الولاية لابن عقدة: ١٧٤؛ تفسير فرات: ١١٥؛ تفسير الحبريّ ٣٥٠؛ مناقب الإمام عليّ لابن المغازليّ ١٣٧؛ بشارة المصطفى للطبريّ ٦٤، ٧٦ وغيرها؛ مناقب امير المؤمنين للكوفي ٢: ٣٤٢ / ٩٧٥ و ٩٩٠ و ٩٩١؛ كشف الأستار للبزّار ٣: ١٩٩؛ مجمع الزوائد ٩: ١٣٣؛ كتاب الفضائل لأحمد ١٤٣ / ٢٠٨؛ اللالي المصنوعة ١: ١٨٤؛ المعجم الأوسط ٥: ٨٩ / ٤١٦٣؛ المصنّف: ابن أبي شيبة ٧ / ٥٠٥ / ٦٤ في فضائل علي؛ صحيح مسلم ١: ٨٦ ح ١٣١ - كتاب الإيمان، معجم الصحابة للبغويّ الشافعيّ ٤٢٠؛ الإرشاد للمفيد ٣٩؛ مسند أبي يعلى ١ / ٢٥١: ٢٩١؛ معرفة علوم الحديث للحاكم ١٨٠؛ شرح السنة للبغويّ ١٤: ١١٤ / ٣٩٠٩؛ مسند الحميدي ١: ٣١ ح ٥٨؛ انساب الأشراف ١: ٣٥٠؛ أمالي الطوسيّ ح ٣ من المجلس ٢٨؛ الشفا ٣١ - الصواعق المحرقة ٧٥؛ تاريخ الإسلام للذهبيّ ٣: ٦٣٤؛ الاستيعاب ٣: ٤٦ و ٤٧؛ مختصر تاريخ دمشق ١٨: ١٥؛ فضائل علي لابن مردويه ١١٥ ح ١٣٨. «والمصادر التي ذكرناها تذكر الحديث بألفاظ مختلفة والمعنى واحد، ثمّ إنّ كثيراً منها ذكرته في أكثر من موضع فآثرنا الاختصار».

(٢) المناقب للخوارزميّ: ٣٢؛ فرائد السمطين ١: ١٦.

٢٩

تفسيقه وتكفيره ونفاقه. والآخر إثارة المسلمين السّنّة ضد إخوانهم المسلمين الشّيعة.

وهل يرتضي السّنّيّ لنفسه أن يناصب عليّاً ويوالي معاوية الخارجيّ المنافق الّذي سبّب بخروجه على إمام زمانه حربا لا نظير لها، لما أريق فيها من دماء المسلمين، وهي حرب صفّين. وابنه يزيد الخمر والفهود والقرود، قاتل أهل بيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، يوم الطفّ. ثمذ انعطف على طيبة - المدينة المنوّرة - فأعمل السّيف في رقاب المسلمين وأباحها لجيشه ثلاثة أيّام: قتلا - فلم يسلم الشّيخ والطّفل والرّضيع - ونهبا، وزنى، حتذى حبلت ألف امرأة من غير زوج (١) ، وافتضّ فيها ألف بكر (٢) ! وبعد هتك حرمة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، هتك حرمة الله تعالى؛ إذ دكّ جيشه الكعبة بالمجانيق وحرّقها! (٣) ما هذا الظّنّ بالمسلم السّنيّ الّذي حكم بزندقة ابن تيميّة، وابن القيّم لفساد عقيدتهما في الله تعالى، ورسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله . في حين تجمعه مع الشّيعيّ عقيدة التوحيد وهما ينزّهان الله تعالى من أحاديث رؤية الله عيانا، ويجلاّنه من التجسيم والتحيّز، ممّا لغط به ابن تيميّة وابن القيّم. ويؤمن الشذيعيّ ومثله السّنّيّ بوجوب توقير النّبيّ وتعظيمه وشدّ الرّحال لزيارته والاستشفاع به، وأنّ من الجفاء ترك زيارته لمن حجّ البيت الحرام، ومصدر التشريع عندهما القرآن والسّنّة الثابتة وهما يصليّان الخمس، وقبلتهما واحدة هي الكعبة. ولم يثبت عندهما فضيلة لمعاوية إلاّ قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «لا أَشْبَعَ اللهُ بَطْنَهُ». (٤)

والشّذرات الرائقة الّتي التمسناها من سنا عليّ العلويّ، لم يَجْرِ بها قلم رافضيّ!

إلاّ إذا قلنا: إنّ الوحي رافضيّ!! والصّحابة والتّابعين، والحنفيّ والمالكيّ والشّافعيّ والحنبليّ كلّ أولئك روافض!

____________________

(١) البداية والنهاية لابن كثير ٨: ٢٢١.

(٢) تاريخ الخلفاء للسيوطيّ: ٢٣٣.

(٣) تاريخ الطبريّ ٤: ٣٨٢ - ٣٨٣؛ الإمامة والسّياسة، ابن قتيبة ٢: ٩؛ الكامل في التاريخ، ابن الأثير ٤: ٤٩؛ شذرات الذهب لابن العماد الحنبليّ ١: ٧٢؛ الفتوح لابن أعثم ٥: ٣٠١ - ٣٠٣.

(٤) الاستيعاب ٣: ٤٠١؛ أسد الغابة ٥: ٢١٠؛ وفيات الأعيان ١: ٥٩؛ ترجمة النّسائيّ (صاحب السّنن) وفيه قال: «خرج إلى دمشق فسئل عن معاوية وفضائله فقال: أما يرضى ماوية أن يخرج رأسا برأس، حتّى يفضّل؟! ما أعرف له فضيلة إلاّ: لا أشبع الله بطنك»؛ تذكرة الخواصّ ١٨٢.

٣٠

لقد كذبا - ابن تيميّة، وابن القيّم - إذا نسبا نفسيهما إلى الحنبليّ، وأحمد بن حنبل هو القائل: «ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من الفضائل ما جاء لعليّ بن أبي طالب عليه‌السلام . (١)

أطلنا الوقوف مع إله ابن القيّم الّذي ظلّ عليه عاكفاً؛ فما ابن القيّم إلاّ أصداء ترجيع لابن تيميّة، والحديث عن الثاني هو حديث عن الأوّل، ( وَالّذِي خَبُثَ لاَيَخْرُجُ إِلّا نَكِداً ) . (٢)

وشهد شاهدٌ من أهلها:

عمرو بن العاص (٣) ، وزير معاوية ومستشاره في الملمّات؛ فقد حفظ له سرير الحكم بحيلته في رفع المصاحف يومَ صِفِّين، يقول في قصيدة بعث بها إلى معاوية:

ولما عصيت إمام الهدى

وفي جيشه كلّ مستفحل

أبا البقر البكم أهل الشآم

لأهل التّقى والحجى اُبتلي؟

فقلت: نعم، قم فإنّي أرى

قتال المفضّل بالأفضل

فبي حاربوا سيّد الأوصياء

بقولي: دم طلّ من نعثل! (٤)

وكدت لهم أن أقاموا الرّماح

عليها المصاحف في القسطل

وعَمْرو هو الّذي علّم معاوية، وبُسْر بن أبي أرطاة اتّخاذ عوراتهم مِدرَأً يَقُونَ بها

____________________

(١) تفسير الثعلبيّ: ٧٤؛ شواهد التنزيل ١: ١٨؛ المستدرك على الصحيحين ٣: ١٠٧؛ المناقب للخوارزميّ ٣٤؛ ترجمة الإمام عليّمن تاريخ دمشق لابن عساكر ٣: ٨٣؛ مختصر تاريخ دمشق ١٨: ٣١. وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل كنت بين يدي ابي جالساً ذات يوم فجاءت طائفة من الكرخيّين فذكروا خلافة أبي بكر، وخلافة عمر، وخلافة عثمان، فاكثروا، وذكروا خلافة عليّ بن أبي طالب وزادوا، فأطالوا، فرفع أبي رأسه إليهم فقال: يا هؤلاء، قد أكثرتم في عليّ والخلافة، وعلى أنّ الخلافة لم تُزيّن عليّاً بل علي زيّنها»؛ مختصر تاريخ دمشق ١٨: ٤٤.

(٢) الأعراف: ٥٨.

(٣) هو ابن النّابغة، بغيّ لها راية تؤتى وعمرو - ابنها - يُعزى إلى ستّة! تجد تفاصيله في مكان آخر من البحث.

(٤) طُلّ الدم هُدِر ولم يُثأر له. ونعثل اسم لعثمان سمّته به عائشة.

٣١

أنفسهم من صولة حيدرة.

وعلّمتهم كشف سوءاتهم

لردّ الغضنفرة المقبل

وقد خطب الوزير ملكه يذكّره فضله عليه في توطئة الأمور له مع أنّه ليس أهلا لهذا المقام:

ورقيتك المنبر المشمخرّ

بلا حدّ سيف ولا منصل

ولو لم تكن أنت من أهله

وربّ المقام ولم تكمل!

وعن إقراره بالمنزلة العليا لعليّ عليه‌السلام ، واعترافه بيوم الغدير، وأنّهما - معاوية وابن العاص - حطب جهنّم:

نصرناك من جهلنا يا ابن هند

على النبأ الأعظم الأفضل!

وحيث رفعناك فوق الرؤوس

نزلنا إلى أسفل الأسفل!

وكم قد سمعنا من المصطفى

وصايا مخصّصةً في علي؟!

وفي يوم «خمّ» رقى منبراً

يبلّغ، والرّكب لم يرحل

وفي كفّه كفّه معلنا

ينادي بأمر العزيز العلي:

ألست بكم منكم في النّفوس

بأولى؟ فقالوا: بلى فافعل

فأنحله إمرة المؤمنين

من الله مستخلف المنحل

وقال: فمن كنت مولى له

فهذا له اليوم نعم الولي

فوال مواليه يا ذا الجلا

ل وعاد معادي أخ المرسل

ولا تنقضوا العهد من عترتي

فقاطعهم بي لم يوصل

فبخبخ شيخك لما رأى

عرى عقد حيدر لم تحلل

فقال: وليّكم فاحفظوه

فمدخله فيكم مدخلي

وإنّا وما كان من فعلنا

لفي النّار في الدّرك الأسفل

وما دم عثمان منج لنا

من الله في الموقف المخجل

وإنّ عليّاً غداً خصمنا

ويعتزّ بالله والمرسل

يحاسبنا عن أمور جرت

ونحن عن الحقّ في معزل

٣٢

فما عذرنا يوم كشف الغطا؟!

لك الويل منه غداً، ثمّ لي (١) !

أم سيقولون: ارتدّ ابن العاص فصار رافضيّاً؟!

( كَلّا بَلْ رَانَ عَلَى‏ قُلُوبِهِم مّا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) (٢)

شهادة المغيرة في معاوية

والمغيرة بن شعبة أحد أفراد الهيئة الاستشاريّة لابن هند، يعطيه نصحا فيأخذ مالاً.

حدّث الزّبير (٣) بن بكّار، عن مطرف بن المغيرة بن شعبة، قال: وفدت مع أبي المغيرة على معاوية، وكان أبي يأتيه فيتحدّث ثمّ ينصرف إليّ فيذكر ماوية ويعجب بما يرى منه، غذ جاء ذات ليلة فأمسك عن العشاء ورأيته مغتمّاً. فانتظرته ساعة، وظننت أنّه لشيء حدث فينا وفي علمنا. فقلت: ما لي اراك مغتمّاً منذ الليلة؟ فقال يا بنيّ، جئت من عند أخبث الناس. قلت: وما ذاك؟ قال: قلت له وقد خلوت به: إنّك قد بلغت سنّاً، فلو أظهرت عدلاً وبسطت خيراً، فإنّك قد كبرت! ولو نظرت إلى إخوتك من بني هاشم فوصلت أرحامهم، فو الله ما عنه اليوم شيء تخافه.

فقال: هيهات هيهات!، ملك أخو بني تيم، فعدل وفعل ما فعل. فو الله، ما عدا أن هلك ذكره، إلاّ أن يقول قائل: أبو بكر.

ثم ملك أخو بني عديّ، فاجتهد وشمّر عشر سنين. فو الله، ما عدا أن هلك فهلك ذكره، إلاّ أن يقول قائل: عمر.

ثمّ ملك عثمان، فملك رجل لم يك أحد في مثل نسبه (٤) وفعل ما فعل وعمل به ما عمل فو الله، ما عدا أن هلك فهلك ذكره، وذكر ما فعل به. وأنّ أخا بني هاشم يصاح به في كلّ يوم

____________________

(١) ما ذكرناه من شعر ابن العاص، من قصيدة له تسمّى الجلجليّة؛ كتبها إلى معاوية جوابا له على كتابه إليه يطلب خراج مصر ويعاتبه على امتناعه عنه. وروى جملةً منها ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ٢: ٥٢٢؛ وذكر جلّها الأمينيّ في «الغدير» ٢: ١١٤ - ١١٧.

(٢) المطفّفين / ١٤.

(٣) والزّبير بن بكار من المعاندين لعليّ عليه‌السلام ، فروايته في أثبت.

(٤) وكأنّه بهذا فضّل عثمان على الشّيخين، باعتبار أنّ نسبه مثل نسب معاوية، فكلاهما من أميّة.

٣٣

خمس مرّات: «اشهد أنّ محمّداً رسول الله»، فأيّ عمل يبقى بعد هذا، لا أمّ لك؟! إلاّ دفناً دفناً!! (١)

أم يقولون: صبا المغيرة فصار رافضيّاً، فهو كذّاب يصانع!

( كَذلِكَ يَطْبَعُ اللّهُ عَلَى‏ قُلُوبِ الّذِينَ لاَيَعْلَمُونَ ) (٢) .

إنّه أحد الأدلّة - وهي كثيرة - على زندقة معاوية، فهو يرى في حاكميّة الإسلام ملكا، وكذلك كان يراها أبو سفيان، الذي نسب إليه معاوية فصار يدعى: معاوية بن أبي سفيان، ولم يصحّ إسلامهما على ما سنرى ومعاوية مبتئس أن تكون النبوّة التي سمّاها ملك محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله أوسع من ملك من ذكر، وأنّ ملكه جار شامخ تعلن الشّهادة له خمس مرّات في اليوم. وممّا يفصح عن نظرته الجاهليّة وأنّه ما زال على خطى أبي سفيان في نظرته إلى النّبوّة ومقام النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنزاله النّبيّ بمنزلة غيره، ومضى أبعد من ذلك فانتقص منه حين عرّف به: «وأنّ أخا بني هاشم، من غير ما يستحقّه من الخطاب ممّا أدّب به الوحي المسلمين إذا ذكروه فقالوا: النّبيّ، ورسول الله. مع تعظيمه بصلاة الله وملائكته عليه: «اللّهمّ صلّ على محمّد وآله». وإزاء ذلك عرّف بعثمان: «فملك رجل لم يك أحد في مثل نسبه». ولسنا ننكر نسب عثمان ونعلم أنّه أمويّ، ولكن هل نسب عثمان مثل نسب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ؟! ومتى كان النسب مثل النبوّة في المعيار والموازنة؟! وأيّ صراحة في زندقته من قوله: «دفناً دفناً» أي دفن اسم محمّد! وهذه ورثها يزيد عن أبيه وجدّه إذ تمثّل بشعر الزّنديق ابن الزّبعرى:

لعبت هاشم بالملك فلا

خبرٌ جاء ولا وحيٌ نزل!

وذلك لما وضع بين يديه رأس الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما‌السلام

____________________

(١) كشف اليقين: ٤٧٤ - ٤٧٥؛ كشف الغمّة ٢: ٤٤.

(٢) الرّوم / ٥٩.

٣٤

شهادة معاوية في حق عليّ عليه‌السلام

حدّث الزّبير بن بكار، قال: دخل محقن بن ابي محقن الضبيّ على معاوية فقال: جئتك من عند الأم العرب وأبخل العرب وأعيا العرب وأجبن العرب! قال: ومن هو، يا أخا بني تميم؟ قال: عليّ بن ابي طالب! قال معاوية: اسمعوا يا أهل الشّام، ما يقول أخوكم العراقي! فابتدروه أيّهم ينزل عليه ويكرمه! فلمّا تصدّع النّاس عنه قال: كيف قلت؟ فأعاد عليه. فقال له: ويحك، يا جاهل، كيف يكون ألأم العرب وأبوه أبوطالب، وجدّه عبد المطلب، وامرأته فاطمة بنت رسول الله؟! وأنى يكون أبخل العرب؟! فو الله لوكان له بيتان؛ بيت تبن وبيت تبر (١) ، لأنفد تبره قبل تبنه وأنّى يكون أجبن العرب؟! فو الله ما التقت فتيان قطّ إلاّ كان فارسهم غير مدافع. وأنى يكون أعيا العرب؟! فو الله ما سنّ البلاغة لقريش غيره. ولما (٢) قامت أمّ محقن عنه ألأم وأبخل وأجبن وأعيا لبظر أمّه، فو الله، لو لا ما تعلم لضربت الّذي فيه عيناك. فإيّاك عليك لعنة الله، والعودة إلى مثل ذلك.

قال: والله، أنت أظلم منّي، أيّ شيء قاتلته وهذا محلّه؟!

قال: على خاتمي (٣) هذا، حتّى يجوز به أمري.

قال: فحسبك ذلك عوضا من سخطالله، وأليم عذابه. قال: لا يا ابن محقن، ولكنّي أعرف من الله ما جهلت حيث يقول: ( وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلّ شَيْ‏ءٍ ) ) . (٥)

أم ينغضون رؤوسهم: إنّ معاوية قد ندم على ما كان منه فرجع غلى عليّ، وترفّض؛ فسقطت بذلك عدالته؟! أو يقولون: إنّ رواية الزّبير بن بكّار لا تثبت وإن علم من حاله أنّه من المعاندين لعليّ، وهذا من الأسباب الّتي لأجلها استقضاه المتوكّل العبّاسيّ أشدّ بني

____________________

(١) التبر: الذهب غير المضروب.

(٢) أي أنّ الذي ولدته هذه المرأة وهو محقن بن ابي محقن، أحقّ بهذه النعوت.

(٣) إشارة منه إلى التحكيم وتثبيت ابن العاص له من خلال مهزلة تثبيت الخاتم في إصبعه!

(٤) الأعراف / ١٥٦.

(٥) كشف الغمّة ٢: ٤٧؛ كشف اليقين: ٤٧٥ - ٤٧٦. (وهذه شهادة من أعتى أعداء الإسلام صاحب الفتنة العظيمة الّتي شقّت صفّ المسلمين وأراقت دماءهم يوم صفّين. وهو بعد إنكاره على هذا الّذي جاء إليه متملّقاً بتنقيص عليّ، عاد إلى الدّفع عن نفسه متعلّلا بالآية الشّريفة).

٣٥

العبّاس عداوة لأهل البيت عليهم‌السلام ، ولشيعتهم. وبعد: فمن هو أشدّ النّاس كذباً؟

( إِنّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأُولئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ ) . (١)

حديث ردّ الشّمس لعليّ عليه‌السلام

كذّب ابن القيّم حديث ردّ الشّمس لعليّ عليه‌السلام ، مقتدياً في ذلك بشيخه ابن تيميّة.وقد عمي فجعل ذلك من روايات الشيعة واتّخذ منه دليلا على كذبهم.قال: «وكذلك روايتهم أنّ الشّمس ردّت لعليّ بعد العصر، والنّاس يشاهدونها. قال: ولا يشتهر هذا أعظم الاشتهار، ولا يعرفه إلاّ أسماء بنت عميس». (٢)

من نافلة الكلام أنّ الشّمس وعليّاً عليه‌السلام من موجودات الله تعالى، وبدائع صنعه. ومعلوم أنّ بعض الموجودات أشرف من بعض، وشمس عليّ أشرف وأشرق من هذا الجرم السماويّ - الشّمس - الدائب الحركة في فلك؟ قدّره الخالق تعالى، طائعا من غير اختيار، مجبورا لمشيئة الجبّار: إن شاء فجّره أو أمسك، وإن شاء بعث فيه الحركة أو أسكن.

أمّا سنا عليّ فهو من طهارة مولده وعلوّ شأنه؛ إذ هو وسيّد الكائنات مطلقاً محمّد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من شجرة واحدة، ونفس واحدة، ونور كان بين يدي الرّحمن قبل أن يخلق الشّمس وغيرها، ومن سابقته وحمل الأمانة إيماناً وجهادا وتبليغاً في وقت أشفق منها رجال ونافق آخرون! فما وجه إكبار توقّف الشّمس أو رجوعها لتقرير حقيقة هي شرف وعلوّ منزلة عليّ لتعي ذلك أذن واعية!

( أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ ) (٣)

____________________

(١) النّحل / ١٠٥.

(٢) المنار المنيف: ٥٧، الفصل العاشر (فقرة ٨٣).

وفي هامش المصدر: وكثركلام اللماء فيه بين مثبت له وناف فممّن نفاه: الإمام أحمد، فقال: لا أصل له، وتبعه ابن الجوزيّ في «الموضوعات» والشّيخ ابن تيميّة وأطال في بطلانه في كتابه «منهاج السّنّة» وتابعه من تلامذته الحفّاظ الأئمّة: الذّهبيّ كما في تنزيه الشّريعة، والشّيخ ابن القيّم هنا، وابن كثير في البداية والنّهاية.

(٣) هود / ٢٨.

٣٦

حرمة المؤمن

وإذ سلف الكلام في اثنين من موجودات الله تعالى متماثلين في أمر، مختلفين في أمور، فانّ للحجر الأسود شأناً لم يكن للشّمس. عن ابن عبّاس قال: رأيت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله يسجد على الحجر. (١)

وعن أبي الطّفيل: رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يطوف بالبيت ويستلم الركن بمحجن معه ويقبّل المحجن. (٢)

ولقد قيل في الحجر الأسعد إنّه نزل من الجنّة. عن ابن عبّاس: إنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قال: «الحجر الأسود من الجنّة». (٣) وقد استنّ المسلمون بفعل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فكانوا يقبّلون الحجر الأسود، إلاّ أنّه قد عرض لبعضهم شبهة إذ جهلوا علّة تقبيل هذا الحجر والسجود عليه!

عن عابس بن ربيعة، قال: رايت عمر بن الخطّاب قام عند الحجر وقال: والله إنّي أعلم أنّك حجر لا تضرّ ولا تنفع، ولو لا أنّي رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قبّلك ما قبّلتك. فقال له عليّ: بلى؛ هو يضرّ وينفع، ولو علمت ذلك من كتاب الله لعلمت أنّه كما أقول، قال الله تعالى: ( وَإِذْ أَخَذَ رَبّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرّيّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى‏ أَنْفُسِهِمْ ) (٤) ، فلمّا أقرّوا أنّه الربّ عزّ وجلّ، وأنّهم العبيدُ؛ كتب ميثاقهم في رقّ وألقمه في هذا الحجر، وأنّه يبعث يوم القيامة وله عينان ولسان وشفتان، يشهد لمن وافى بالموافاة، فهو أمين الله في هذا الكتاب. فقال عمر: أعوذ بالله أن أعيش في قوم لست فيهم يا أبا الحسن. (٥)

____________________

(١) السّنن الكبرى للبيهقيّ ٥: ٧٥.

(٢) سنن أبي داود ٢: ١٧٦؛ سنن ابن ماجة ٢: ٩٨٣؛ صحيح مسلم ٢: ٨٩٣؛ البداية والنهاية ٦: ١٢.

(٣) سنن النّسائيّ: ٥ - ٢٢٦؛ الدرّ المنثور ١: ١٣٥.

(٤) الأعراف / ١٧٢.

(٥) شرح نهج البلاغة للمعتزليّ ٣: ١٢٢؛ المستدرك للحاكم ١: ٤٥٧؛ كنز العمّال ٥: ٩٣؛ السيرة الحلبيّة ١: ١٨٨؛ الدرّ المنثور ٣: ١٤٤.

٣٧

الحجر الأسود يمين الله

عن ابن عبّاس، قال: الحجر الأسود يمين الله في الأرض. فمن لم يدرك بيعة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فاستلم الحجر، فقد بايع الله ورسوله. (١)

حرمة الكعبة

أخرج الطبرانيّ في الأوسط عنجابر، قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّ للكعبة لسانا وشفتين، وقد اشتكت فقالت: يا ربّ قلّ عوّادي وقلّ زوّاري. فأوحى الله: أنّي خالق بشراً سجّداً يحنّون إليك كما تحنّ الحمامة إلى بيضها». (٢)

إذا كانت هذه هي حرمة الكعبة ومنزلتها الرفيعة إذ يطوف بها الحجيج القادمون من كلّ صقع، ملبّين: لبّيك اللّهمّ لبّيك... فهم في بيت الله تعالى، وضيافته وتلك هي رفعة الحجر الأسعد، إذ (هو يمين الله في أرضه، يصافح به عباده) (٣) ، يشهد لمن وافى بالموافاة، فإنّ المؤمن أكرم عند الله تعالى من الكعبة. أخرج البيهقيّ عن ابن عبّاس قال: لما نظر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى الكعبة، قال: «مرحباً بكِ من بيت ما أعظمك وأعظم حرمتك، وللمؤمن أعظم عند الله حرمة منك». (٤)

وأخرج ابن أبي شيبة، والأزرقيّ عن مكحول: إنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، لما رأى البيت حين دخل مكّة، رفع يديه وقال: «اللّهمّ زد هذا البيت تشريفاً وتعظيماً وتكريماً ومهابةً، وزد من شرّفه وكرّمه ممّن حجّه واعتمره تشريفاً وتعظيماً وتكريماً وبرّاً». (٥)

والأسّ الذي بني عليه هذا المقام الكريم، هو الدّور الرياديّ الّذي اُنيطت مهمّته إليه

____________________

(١) الدرّ المنثور ١: ١٣٤؛ في الذّريّة الطاهرة للدولابي ١٣١ ح ١٦٠: عن فاطمة بنت حسين، عن أبيها قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «لما أخذ الله ميثاق العباد جعل في الحجر، فمن الوفاء بالبيعة استلام الحجر».

(٢) نفس المصدر.

(٣) نفس المصدر ١: ١٣٤.

(٤) نفس المصدر ١: ١٣٢.

(٥) نفس المصدر ١: ١٣٢.

٣٨

من الباري سبحانه، فهو بفاعليّته هذه على خطى الأنبياء في تبليغ دين الله تعالى، فرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله شاهد على أمّته، وأمّته شاهدة على النّاس ( لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النّاسِ وَيَكُونَ الرّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ) . (١) والآية بيان منه سبحانه لفضل هذه الأمّة على سائر الأمم. ومعنى شهداء على النّاس أي: «لتشهدوا على النّاس بأعمالهم، أو لتكونوا حجّة على النّاس فتبيّنوا لهم الحقّ والدّين، ويكون الرسولُ عليكم شهيداً بما يكون من أعمالكم وحجّة عليكم». (٢)

المُحصّلة

إنّ أشرف البقاع على الأرض هي مكّة المكرّمة، ففيها أوّل بيت وضعه الله تعالى لعبادته ( إِنّ أَوّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنّاسِ لَلّذِي بِبَكّةَ مُبَارَكاً وَهُدىً لِلْعَالَمِينَ ) (٣) .

والكعبة هي قطب الرّحى؛ فقد قيل: إنّ أوّل شيء خلقه الله من الأرض موضع الكعبة. (٤) ولا نعلم جرماً أشرف من الأرض لما سلف. والمؤمن أكرم وأشرف من الكعبة، فرسولُ الله صلى‌الله‌عليه‌وآله سيّد البشر جميعاً لأنّه خاتم الأنبياء الّذي بشّر به من سبق، ورسالته خاتمة الرسالات، والكتاب الّذي جاء به مهيمن على غيره، ولا تصحّ نبوّة ولا شريعة ماضية ما لم يقرّها القرآن الكريم؛ فمحمّد رسولُ الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أولى من جميع المؤمنين بالشّرف الباذخ الّذي لا تطاله الكعبة. والنبيّ هو الّذي حرّر البيت الحرام وطهّر الكعبة من أدران الجاهليّة إذ حطّم الأصنام الّتي نصبتها قريش وغيرها على سطحها؛ فالنّظر إلى وجهه الكريم وتبجيله هو مثلما يكون للكعبة. وكان الّذي باشر عمل ذلك هو عليّ إذ أعلاه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله منكبيه... فذكروا ذلك في منزلة عليّ وفضائله. (٥)

____________________

(١) البقرة / ١٤٣.

(٢) مجمع البيان ١: ٢٢٥.

(٣) آل عمران / ٩٧.

(٤) مختصر مجمع البيان ١: ٢٣٢.

(٥) مسند أحمد بن حنبل ١: ٨٤، ١٥١؛ مناقب الإمام عليّ لابن المغازليّ: ٢٠٢ - ٢٠٣؛ المناقب =

٣٩

وللإمام الشّافعيّ قول منظوم في شرف هذه المكرمة العلويّة العلويّة:

قيل لي: قل لعليّ مدحاً

ذكره يخمد ناراً موصده

قلت: لا أقدم في مدح امرئ

ضلّ ذو اللُّبّ إلى أن عبده

والنبيّ المصطفى قال لنا

ليلة المعراج لما صعده

وضع الله بظهري يده

فأحسّ القلب أن قد برده

وعليّ واضع أقدامه

في محلّ وضع الله يده (١)

النظر إلى وجه عليّ عبادة

والنظر إلى الكعبة يذكّر المؤمن بربِّ الكعبة، فيعقد العزم على السير حثيثاً لملاقاة الله تعالى نقيّاً من أدران الدُّنيا، بعد أن اغتسل وقصّر...، فقد عاهد الله سبحانه على إخلاص الرّبوبيّة والعبوديّة؛ وهذه هي الحكمة من تشريع هذه الفريضة العباديّة؛ ولتحرير النّفس من آسارها، وعليّ أشرف من الكعبة وأوقع أثراً في النّفوس؛ فالنظرُ إليه عبادة (٢) ،

____________________

= للخوارزميّ: ١٢٣؛ المستدرك على الصحيحين ٢: ٣٦٧ و ٣: ٥؛ خصائص أمير المؤمنين للنّسائيّ: ٣١؛ صفة الصفوة لابن الجوزيّ ١: ١١٩؛ تاريخ بغداد ١٣: ٣٠٢؛ كفاية الطّالب: ٢٥٧، وقال: هذا حديث حسن ثاب عند أهل النقل؛ الخصائص الكبرى للسيوطيّ ١: ٢٦٤؛ ذخائر العقبى: ٨٥؛ الرّياض النّضرة ٢: ٢٠٠؛ المواهب اللّدنيّة للقسطلانيّ ١: ٢٠٤؛ ينابيع المودّة: ١٣٩.

واحتفاء المصادر واحتفالها هذا بالحديث كاشف عن حقيقة: أن لم يرتق من النبيّ هذا المرقى إلاّ عليّ وهو واحد من أساليب النبيّ في إعداد عليّ لمنصب الخليفة والوصيّ.

(١) ينابيع المودّة: ١٤٠.

(٢) أورد الگنجيّ الشّافعيّ في كفايته (ص ١٥٨ - ١٦٠) رأياً لطيفاً فيفقه ذلك، ونحن نذكره هنا لما فيه من الفائدة، قال: «وفقهه في أنّ النّظر إلى وجه عليّ عبادة، وقد ورد حديث أيضاً أنّ النظر إلى الكعبة عبادة، وقد رويت أيضاً بسندٍ عندي أنّ النظر إلى المصحف عبادة.

وقد ورد أيضاً أنّ النظر إلى وجه العالم عبادة، وقد ورد أيضاً أنّ النظر إلى وجه الوالدين عبادة.

فنقول: يريد به نظر الشّخص البّارّ بوالديه، الرؤوف بهما ن المحبّ لهما من غير إكراه ولا عبوس، ولا رفع صوت ولا تبرّم ولا تقشّف ولا تأنّف، واللطف لهما عبادة. «والنظر إلى وجه العالم عبادة» بمعرفة الفضل له =

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

3056 ـ موسى بن إسماعيل :

له كتاب جوامع التفسير وله كتاب الوضوء ، روى هذه الكتب محمّد بن الأشعث ،جش (1) .

وفيست : له كتاب الصلاة وكتاب الوضوء ، رواه(2) عنه محمّد بن الأشعث ، وله كتاب جوامع التفسير(3) .

أقول : يظهر ممّا ذكراه كونه من العلماء الإمامية ، فتأمّل.

وفيمشكا : ابن إسماعيل ، عنه محمّد بن الأشعث(4) .

3057 ـ موسى بن أشيم :

قر (5) . وزادصه : بالشين المعجمة والياء المثناة من تحت ، قالكش : حدثني حمدويه عن أيوب بن نوح عن حنان بن سدير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : إنّي لأنفس على أجساد أُصيبت معه يعني أبا الخطّاب النار ، ثمّ ذكر ابن الأشيم قال : كان يأتيني فيدخل عليَّ هو وصاحبه وحفص بن ميمون فيسألوني فأخبرهم بالحق ، ثمّ يخرجون من عندي إلى أبي الخطّاب فيخبرهم بخلاف قولي(6) ، فيأخذون بقوله ويذرون قولي ، انتهى.

وما فيكش تقدم في جعفر بن ميمون(7) .

وفيتعق : في الكافي في باب التفويض عنه قال : كنت عند أبي‌

__________________

(1) رجال النجاشي : 410 / 1091.

(2) في المصدر : رواهما.

(3) الفهرست : 163 / 720.

(4) هداية المحدّثين : 157. وما ورد عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(5) رجال الشيخ : 136 / 16.

(6) الخلاصة : 257 / 2.

(7) رجال الكشّي : 344 / 638.

٣٤١

عبد اللهعليه‌السلام فسأله رجل عن آية فأخبره بها ، فدخل داخل فسأله عن تلك الآية فأخبره بخلاف ما أخبر الأوّل ، فدخلني من ذلك ما شاء الله حتى كاد قلبي يشرح بالسكاكين ، فقلت في نفسي : تركت أبا قتادة بالشام لا يُخطِئ في الواو وشبهه وجئت إلى هذا يُخْطئ هذا الخطأ كلّه ، فبينا أنا كذلك إذ دخل عليه آخر فسأله عن تلك الآية فأخبره بخلاف ما أخبرني وأخبر صاحبي ، فسكنت نفسي وعلمت أن ذلك منه تقيّة. قال : ثمّ التفت إليَّ فقال لي : يا ابن أشيم إنّ الله عزّ وجلّ أوحى(1) إلى سليمان بن داودعليه‌السلام فقال( هذا عَطاؤُنا ) (2) الحديث(3) . ورواه في بصائر الدرجات بسند حسن أيضاً(4) .

فالظاهر رجوعه عن الغلو كما يظهر من أخباره ، ومشايخنارحمهم‌الله نقلوا أخباره على وجه الاستناد والاعتماد ، ومرّ في فارس بن حاتم ما ينبغي أن يلاحظ(5) (6) .

أقول : قولهعليه‌السلام في خبر حنان : « كان يأتيني » ظاهر في عدم الرجوع ، بل ربما يظهر أن قولهعليه‌السلام ذلك بعد موته ، بل لا يبعد أن يكون ظاهر الخبر أنّه ممن أُصيب مع أبي الخطّاب ، فتأمّل.

وما حكاه سلّمه الله عن الكافي إلى الذم أقرب منه إلى المدح ، وربما‌

__________________

(1) في المصدر : فوّض.

(2) ص : 39.

(3) الكافي 1 : 208 / 2.

(4) بصائر الدرجات : 405 / 8 الجزء الثامن.

(5) الّذي مرّ هو التشكيك في نسبة الغلوّ إلى بعض المحدّثين الّذين نقل المشايخ أخبارهم محتجّين بها ومعتقدين لصحّتها ، فلاحظ.

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 347.

٣٤٢

يكون قوله : تركت أبا قتادة بالشام ، ظاهراً في صدور الخبر المذكور في أوائل قدومه ومبدأ أمره ، فتأمّل جدّاً.

3058 ـ موسى بن أكيل :

بالمثنّاة من تحت بعد الكاف ثمّ اللام ، النميري ، كوفي ، ثقة ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ،صه (1) .

وزادجش : له كتاب يرويه جماعة ، ابن رباط عنه به(2) .

وفيست : له كتاب ، أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن حميد ، عن الحسن بن محمّد بن سماعة ، عنه(3) .

أقول : فيمشكا : ابن أكيل النميري الثقة ، عنه ابن رباط ، والحسن بن محمّد بن سماعة(4) .

3059 ـ موسى بن بريد :

أخو القاسم ، له كتاب ، صفوان عنه به ،جش (5) .

وفيست : ابن يزيد كما يأتي(6) ، وصوابه كما هنا.

أقول : ظاهرجش وست كما يأتي من الشيعة ، ورواية صفوان عنه تشير إلى الوثاقة ، فتدبّر.

وفيمشكا : ابن بريد أو يزيد ، عنه صفوان(7) .

__________________

(1) الخلاصة : 166 / 7.

(2) رجال النجاشي : 408 / 1086.

(3) الفهرست : 162 / 714 ، وفيه : موسى بن النميري.

(4) هداية المحدّثين : 153. وما ورد عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(5) رجال النجاشي : 408 / 1084 ، وفيه بعد القاسم زيادة : الكوفي.

(6) الفهرست : 163 / 718.

(7) هداية المحدّثين : 153. وما ورد عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

٣٤٣

3060 ـ موسى بن بكر الواسطي :

ق (1) . وزادظم : أصله كوفي واقفي(2) .

وفيصه : من أصحاب أبي الحسن موسىعليه‌السلام واقفي(3) .

وفيجش : روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن موسىعليهما‌السلام وعن الرجال ، له كتاب يرويه جماعة ، علي بن الحكم عنه به(4) .

وفيست : له كتاب ، أخبرنا ابن أبي جيد ، عن ابن الوليد ، عن الصفّار ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن ابن أبي عمير ، عنه.

ورواه صفوان بن يحيى عنه(5) .

وفيكش : جعفر بن أحمد ، عن خلف بن حمّاد ، عنه أنّ أبا الحسنعليه‌السلام قال : قال أبيعليه‌السلام سَعِدَ امرئ لم يمت حتّى يرى منه خلفاً تقرّ به عينه وقد أراني الله عزّ وجلّ من ابني خلفاً ، وأشار بيده إلى العبد الصالحعليه‌السلام (6) .

حمدويه ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن سنان ، عنه ، ثمّ ذكر أنّ أبا الحسنعليه‌السلام رآه مصفرّاً وأمره بأكل اللحم كباباً ، فأرسل إليه بعد جمعة فإذا الدم قد غلا في وجهه فأرسله في بعض حوائجه إلى الشام(7) .

وفيتعق : روى عنه الأجلّة كابن المغيرة(8) وفضالة(9) وجعفر بن‌

__________________

(1) رجال الشيخ : 307 / 441.

(2) رجال الشيخ : 359 / 9 ، وفيه أيضاً زيادة : له كتاب ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

(3) الخلاصة : 257 / 1.

(4) رجال النجاشي : 407 / 1081.

(5) الفهرست : 162 / 715.

(6) رجال الكشّي : 438 / 825 ، وفيه زيادة : ما تقرّ به عيني.

(7) رجال الكشّي : 438 / 826. كما وذكر حديثاً آخر عنه أنّه كان في خدمة أبي الحسنعليه‌السلام ، 328 / 595.

(8) الكافي 4 : 52 / 11.

(9) الكافي 5 : 94 / 10.

٣٤٤

بشير(1) وصفوان(2) كثيراً.

وفي الكافي في باب ميراث الولد مع الزوج : حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمّد بن سماعة قال : دفع إليّ صفوان كتاباً لموسى بن بكر فقال : هذا سماعي عن موسى بن بكر وقرأته عليه(3) .

وفيه في كتاب الخلع : قال(4) : وكان جعفر بن سماعة يقول : يتبعها الطلاق ويحتجّ برواية موسى بن بكر عن العبد الصالح قال : قال عليعليه‌السلام . الحديث(5) . وفيما ذكر شهادة واضحة على وثاقته وجلالته.

وهو كثير الرواية ، ورواياته مقبولة مفتى بها ، وطس في سند هو فيه طعن على العبيدي وابن سنان ولم يطعن عليه(6) (7) .

أقول : عن المختلف في باب توريث الإمام الملاعنة جميع مال ولدها وصف حديثه بالصحّة(8) .

وفيمشكا : ابن بكر الواقفي ، عنه علي بن الحكم ، وابن أبي عمير ،

__________________

(1) الكافي 6 : 489 / 4.

(2) التهذيب 7 : 324 / 1335.

(3) الكافي 7 : 97 / 3.

(4) أي : الحسن بن محمّد بن سماعة.

(5) الكافي 6 : 141 / 9.

(6) في التحرير الطاوسي : 538 و 544 / 400 ترجمة المفضّل بن عمر طعن في الرواية بأنّ في طريقها موسى بن بكر وهو واقفي.

نعم ذكر في ترجمة عبد الله بن العبّاس ذلك حيث قال : وروى حديثاً يتعلّق به وبأخيه عبيد الله شديداً في الطعن لكن طريقه ضعيف لأنّ من رواته محمّد بن سنان يرويه عن محمّد ابن عيسى العنبري. ( العبيد ) وهو مضعف ، انتهى. التحرير : 316 / 213 ، والرواية مذكورة في رجال الكشّي : 53 / 102 وفي طريقها أيضاً موسى بن بكر الواسطي.

(7) تعليقة الوحيد البهبهاني : 347.

(8) المختلف : 744 كتاب الفرائض وأحكامه ، والتهذيب 9 : 338 / 1217.

٣٤٥

والعلاء بن رزين ، وصفوان بن يحيى ، وخلف بن حمّاد ، ومحمّد بن سنان ، والنضر ، وفضالة. وهو عن زرارة(1) .

3061 ـ موسى بن جعفر البغدادي :

لم (2) . وزادست : له كتاب ، أخبرنا جماعة ، عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن أبيه ومحمّد بن الحسن ، عن أحمد بن إدريس ، عن محمّد بن أحمد بن يحيى ، عنه(3) .

وفيجش : ابن جعفر بن وهب(4) ، ويأتي.

وفيتعق : في رواية محمّد بن أحمد بن يحيى(5) عنه وعدم استثنائه دلالة على عدالته كما مرّ فيه(6) .

أقول : في الوسيط أيضاً : ينبئ ذلك عن حسن حاله(7) ، انتهى. هذا مضافاً إلى أنّ ظاهرست وجش كونه إماميّاً.

وفيمشكا : ابن جعفر البغدادي ، عنه محمّد بن أحمد بن يحيى ، ومحمّد بن علي بن محبوب(8) .

3062 ـ موسى بن جعفر الكمنذاني :

بضمّ الكاف والميم وإسكان النون وفتح الذال المعجمة ، أبو علي ،

__________________

(1) هداية المحدّثين : 153. وما ورد عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(2) رجال الشيخ : 514 / 126.

(3) الفهرست : 162 / 717.

(4) رجال النجاشي : 406 / 1076.

(5) كذا في المصدر ؛ وفي النسخ : في رواية أحمد بن محمّد بن يحيى ، وهو سهو.

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 347.

(7) الوسيط : 256.

(8) هداية المحدّثين : 262. وما ورد عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

٣٤٦

من قرية من قرى قم ، كان مرتفعاً في القول ضعيفاً في الحديث ،صه (1) .

وزادجش : له كتاب نوادر ، أحمد بن محمّد بن يحيى عن أبيه عنه به(2) .

أقول : فيمشكا : ابن جعفر الكمنداني ، عنه أحمد بن محمّد بن يحيى(3) ، انتهى فتأمّل.

3063 ـ موسى بن جعفر بن وهب :

البغدادي ، أبو الحسن ، له كتاب ، محمّد بن أحمد بن أبي قتادة عنه به ، وعمران بن موسى عنه به ،جش (4) .

وتقدّم عنست ولم : ابن جعفر البغدادي(5) .

أقول : فيمشكا : ابن جعفر بن وهب البغدادي ، عنه محمّد بن أحمد بن أبي قتادة ، وعمران بن موسى(6) .

3064 ـ موسى بن الحسن بن عامر :

ابن عمران بن عبد الله بن سعد الأشعري القمّي أبو الحسن ، ثقة عين جليل ،صه (7) .

وزادجش : صنّف ثلاثين كتاباً ، الحميري عن أبيه عنه بكتبه(8) .

أقول : فيمشكا : ابن عامر(9) بن عمران الثقة ، الحميري عن أبيه‌

__________________

(1) الخلاصة : 258 / 5.

(2) رجال النجاشي : 406 / 1077.

(3) هداية المحدّثين : 262. وما ورد عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(4) رجال النجاشي : 406 / 1076.

(5) الفهرست : 162 / 717 ورجال الشيخ : 514 / 126.

(6) هداية المحدّثين : 262. وما ورد عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(7) الخلاصة : 166 / 4.

(8) رجال النجاشي : 406 / 1078.

(9) أي : موسى بن الحسن بن عامر.

٣٤٧

عنه ، وعنه سعد بن عبد الله ، ومحمّد بن يحيى العطّار. وهو عن السندي بن محمّد ، وسليمان الجعفري(1) .

3065 ـ موسى بن الحسن بن محمّد :

ابن العبّاس بن إسماعيل بن أبي سهل بن نوبخت أبو الحسن المعروف بابن كيريا بالمثنّاة من تحت بعد الكاف وبعد الراء كان حسن المعرفة بالنجوم وله فيها كلام كثير ، وكان مفوّهاً عالماً ، وكان مع هذا يتديّن حسن الاعتقاد ،صه (2) .

وزادجش : وله مصنّفات في النجوم ، وكان أبو الحسن بن كبرياء هذا مع حسْن معرفته بعلم النجوم حَسَن العبادة والدين ، وله كتاب الكافي في أحداث الأزمنة ؛ يقال إنّ اسم أبي سهل بن نوبخت طيماوث(3) ، انتهى.

وفي الأوّل أيضاً : كبرياء ، بالموحّدة الساكنة كما صرّح به العلاّمة فيضح (4) ، فتأمّل.

أقول : فيه أيضاً أنّه بفتح الكاف وتشديد الياء أخيراً ، ونوبخت : بضمّ الباء ، فتأمّل(5) .

وفي الوجيزة : ممدوح(6) .

3066 ـ موسى بن حمّاد الطيالسي :

ويقال : الذراع ، ذكره محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب في الواقفة ،

__________________

(1) هداية المحدّثين : 262 ، وفيها : وسليمان الجعفري عنه. وما ورد عن المشتركات لم يرد في نسخة « ش ».

(2) الخلاصة : 166 / 6.

(3) رجال النجاشي : 407 / 1080.

(4) إيضاح الاشتباه : 296 / 688.

(5) إيضاح الاشتباه : 296 / 688.

(6) الوجيزة : 328 / 1946.

٣٤٨

صه (1) .

وفيجش : ذكره ابن نوح وقال : ذكره محمّد. إلى آخره ، ثمّ قال : وقال : هو موسى بن حمّاد الذراع(2) .

3067 ـ موسى بن رنجويه :

ضا (3) . وزادصه : بالنون بعد الراء قبل الجيم ، أبو عمران الأرمني ضعيف(4) .

وزادجش : له كتاب أكثره عن عبد الله بن الحكم ، عنه محمّد بن حسّان(5) .

وفيلم : ابن رنجويه الأرمني يكنّى أبا عمران ، روى عن عبد الله بن الحكم(6) .

أقول : فيضح : زنجويه بالزاي ، والإرمني : بكسر الهمزة(7) .

قلت : المعروف فتحها ، وفي رنجويه الراء كما فيصه وجش وغيرهما.

وفيمشكا : ابن رنجويه ، عنه محمّد بن حسّان ، وهو عن عبد الله بن الحكم(8) .

__________________

(1) الخلاصة : 258 / 8.

(2) رجال النجاشي : 1092.

(3) رجال الشيخ : 390 / 46.

(4) الخلاصة : 258 / 7 ، وفيها : زنجويه ، بالزاي.

(5) رجال النجاشي : 409 / 1088.

(6) رجال الشيخ : 492 / 7 ، وفيه زيادة : روى أحمد بن إدريس عن محمّد بن حسّان عن أبي عمران.

(7) إيضاح الاشتباه : 304 / 722.

(8) هداية المحدّثين : 153. وما ورد عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

٣٤٩

3068 ـ موسى بن سابق :

لم (1) . وزادق : الكوفي(2) .

وزادجش : له كتاب ، الحسن بن علي اللؤلؤي عنه به(3) .

وفيست : له كتاب ، أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل(4) ، عن أبي محمّد الحسن بن علي السعدي اللؤلؤي ، عنه(5) .

أقول : هو عند الشيخ والنجاشي إمامي ، ورواية جماعة كتابه تشير إلى الاعتماد عليه.

وفيمشكا : ابن سابق ، عنه الحسن بن علي اللؤلؤي(6) .

3069 ـ موسى بن سعدان الحنّاط :

ظم (7) . وزادصه : بالحاء المهملة والنون ، الكوفي ، روى عن أبي الحسن موسىعليه‌السلام ، ضعيف ، في مذهبه غلو(8) .

وفيجش : ضعيف في الحديث ، كوفي ، له كتب كثيرة ، منها كتاب الطرائف ، محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب عنه به(9) .

وفيست : له كتاب ، أخبرنا ابن أبي جيد ، عن ابن الوليد ، عن‌

__________________

(1) رجال الشيخ : 514 / 127.

(2) رجال الشيخ : 308 / 451.

(3) رجال النجاشي : 408 / 1075.

(4) عن أبي المفضّل ، لم ترد في نسخة « ش ».

(5) الفهرست : 163 / 722 ، وفيه السعيد ، الشعيري ( خ ل ).

(6) هداية المحدّثين : 153. وما ورد عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(7) رجال الشيخ : 361 / 37 ، وفيه : الخيّاط.

(8) الخلاصة : 257 / 4.

(9) رجال النجاشي : 404 / 1072.

٣٥٠

الصفّار ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عنه(1) .

وفيتعق : إنْ كان هذا أي تضعيف العلاّمة ممّا قالهجش ففيه أنّ ضعف الحديث غير ضعف نفس الرجل(2) ، ونسبة الغلو مرّ ما فيها مراراً ، ومرّ في خالد بن نجيح عنه أيضاً خبر ظاهر في عدمه(3) ، ويظهر من غيره من أخباره الكثيرة الصريحة ؛ نعم ربما يظهر منها أُمور عجيبة وشأن عظيم بالنسبة إليهمعليهم‌السلام ، ولعلّه لذلك ولروايته عمّن رمي بالغلو رمي به. ورواية ابن أبي الخطّاب عنه وكذا نظائره يؤيّد الاعتماد عليه(4) .

أقول : مضافاً إلى ما فيست من ظهور كونه إماميّاً. وما فيصه بأجمعه كلامغض كما ذكره عناية الله(5) .

وفيمشكا : ابن سعدان ، عنه محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب(6) .

3070 ـ موسى السوّاق :

قال نصر بن الصبّاح : موسى السوّاق أصحابه علياوية يقعون في السيّد محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ،صه (7) .

وفيكش : له أصحاب ، وبعد محمّد : رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله (8) .

__________________

(1) الفهرست : 162 / 713.

(2) عبارة العلاّمة عين عبارة ابن الغضائري كما وسينبّه المصنّف عليها.

(3) عن بصائر الدرجات : 261 / 25.

(4) تعليقة الوحيد البهبهاني : 347.

(5) مجمع الرجال : 6 / 156.

(6) هداية المحدّثين : 153 ، وما ورد عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(7) الخلاصة : 257 / 3.

(8) رجال الكشّي : 521 / 1001 ، وفيه : قال نصر بن الصبّاح : موسى السوّاق له أصحاب علياويّة يقعون في السيّد محمّد رسول الله.

٣٥١

أقول : يأتي ذكر العلياويّة إن شاء الله في الألقاب(1) .

3071 ـ موسى بن طلحة القمّي :

قريب الأمر ، ذكر ذلك أبو العبّاس ،صه (2) .

وزادجش : له نوادر ، عنه البرقي(3) .

وفيست : له كتاب ، أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عنه(4) .

أقول : فيمشكا : ابن طلحة ، أحمد بن أبي عبد الله عنه(5) .

3072 ـ موسى بن عامر :

روى عنه الحميري ،لم (6) .

وفيست : له كتاب الحجّ ، أخبرنا جماعة ، عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن الحميري ، عنه(7) .

وفيتعق : الظاهر أنّه ابن الحسن بن عامر(8) .

__________________

(1) وفيه أنّ العلياويّة يقولون إنَّ عليّاًعليه‌السلام رب ، وظهر بالعلويّة الهاشميّة ، وأظهر وليّه وعبده ورسوله بالمحمديّة ، فوافق أصحاب أبي الخطّاب في أربعة أشخاص علي وفاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام ، وأنّ معنى الأشخاص الثلاثة فاطمة والحسن والحسين تلبيس ، والحقيقة شخص علي ، لأنّه أوّل الأشخاص في الإمامة ، وأنكروا شخص محمّد (ص) ، وزعموا أنّ محمّداً عبد وعلي رب ، وأقاموا محمّداً مقام ما أقامت المخمّسة سلمان وجعلوه رسولاً لمحمّد صلوات الله عليه ، فوافقوهم في الإباحات والتعطيل والتناسخ. انظر : رجال الكشّي : 399 / 744.

(2) الخلاصة : 166 / 3.

(3) رجال النجاشي : 405 / 1074.

(4) الفهرست : 163 / 724.

(5) هداية المحدّثين : 153. وما ورد عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(6) رجال الشيخ : 515 / 130.

(7) الفهرست : 164 / 726.

(8) الّذي تقدّم عن رجال النجاشي : 406 / 1078 والخلاصة : 166 / 144.

٣٥٢

هذا ، وفي التهذيب : الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن موسى بن عامر عن العبد الصالح(1) . والظاهر أنّه المذكور(2) .

أقول : فيمشكا : ابن عامر ، عنه الحميري(3) .

3073 ـ موسى بن عبد السلام :

مضى في بكر بن محمّد الأزدي أنّه من بيت جليل بالكوفة(4) ،تعق (5) .

3074 ـ موسى بن عبيدة :

أبو حسّان العجلي الكوفي ، روى عنه صفوان الجمّال ،ق (6) .

3075 ـ موسى بن عمر بن بزيع :

مولى المنصور ، ثقة ، كوفي ، له كتاب ، يحيى بن زكريّا عنه به ،جش (7) .

وفيدي : ابن عمر بن بزيع(8) . وزادج : ثقة(9) .

وفيصه : مولى المنصور ، من أصحاب أبي جعفر الثانيعليه‌السلام ، ثقة ، كوفي(10) .

وفيست : له كتاب النوادر ، أخبرنا جماعة ، عن محمّد بن علي بن‌

__________________

(1) التهذيب 5 : 444 / 1548.

(2) تعليقة الوحيد البهبهاني : 347.

(3) هداية المحدّثين : 153. وما ورد عن الهداية لم يرزق نسخة « ش ».

(4) عن رجال النجاشي : 108 / 273.

(5) تعليقة الوحيد البهبهاني : 347.

(6) رجال الشيخ : 307 / 432.

(7) رجال النجاشي : 409 / 1089.

(8) رجال الشيخ : 423 / 21.

(9) رجال الشيخ : 405 / 11.

(10) الخلاصة : 165 / 2.

٣٥٣

الحسين ، عن أبيه ومحمّد بن الحسن ، عن سعد والحميري ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن عبد الرحمن بن حمّاد ، عنه(1) .

أقول : فيمشكا : ابن عمر بن بزيع الثقة ، عنه يحيى بن زكريّا ، ومحمّد بن أحمد بن يحيى ، وعبد الرحمن بن حمّاد ، ومحمّد بن الحسين ، وإبراهيم بن هاشم.

وفي الكافي : أحمد بن إدريس عن الحسين بن عبد الله عن محمّد بن عبد الله وموسى بن عمر(2) . قال ملاّ محمّد صالح : هو عمر بن بزيع الكوفي(3) (4) .

3076 ـ موسى بن عمر البغدادي :

روى عنه الصدوق في الأمالي والعيون في الصحيح عن محمّد بن أحمد بن يحيى عنه عن ابن سنان(5) ، ولم يستثن ،تعق (6) .

3077 ـ موسى بن عمير :

أبو هارون المكفوف مولى آل جعدة بن هبيرة كوفي ،ق (7) .

وفيتعق : يأتي في الكنى ذمّه(8) (9) .

__________________

(1) الفهرست : 164 / 725.

(2) الكافي 1 : 88 / 2.

(3) شرح أُصول الكافي : 3 / 384.

(4) هداية المحدّثين : 262. والمذكور عن المشتركات لم يرد في نسخة « ش ».

(5) الأمالي : 277 / 19 المجلس الرابع والخمسون ، والخصال : 38 / 19 ومعاني الأخبار : 185 / 2 ، ولم أجده في العيون.

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 348.

(7) رجال الشيخ : 308 / 447.

(8) عن رجال الكشّي : 222 / 398.

(9) لم يرد له ذكر في نسخنا من التعليقة.

٣٥٤

3078 ـ موسى بن عمير الهذلي :

عامّي ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ،صه (1) .

وزادجش : وعن الرجال ، له كتاب ، عنه عبّاد(2) .

وفيتعق : في الكنى فيكش فيه قدح عظيم(3) (4) .

أقول : فيمشكا : ابن عمير الهذلي ، عنه عبّاد(5) .

3079 ـ موسى بن عيسى بن عبيد :

اليقطيني ، أخو محمّد ، في التهذيب في كتاب الطلاق : عن محمّد بن عيسى قال : بعث إليّ أبو الحسن الرضاعليه‌السلام رزم ثياب وغلمان ودنانير(6) وحجّة لي وحجّة لأخي موسى بن عيسى بن عبيد وحجّة ليونس بن عبد الرحمن ، وأمرنا ان نحجّ عنه. الحديث(7) .

وفيه دلالة على عدالتهم جميعاً. ولعلّه ابن يقطين الآتي ،تعق (8) .

3080 ـ موسى بن القاسم بن معاوية :

ابن وهب البجلي أبو عبد الله ، يلقّب المجلي ، من أصحاب الرضاعليه‌السلام ، كوفي ، ثقة ثقة ، جليل ، واضح الحديث حسن الطريقة ،صه (9) .

__________________

(1) الخلاصة : 258 / 6.

(2) رجال النجاشي : 409 / 1087.

(3) الّذي في الكنى هو ذمّ أبي هارون المكفوف نقلاً عن رجال الكشّي : 222 / 398 ولم يرد للهذلي ذكر.

(4) تعليقة الوحيد البهبهاني : 348.

(5) هداية المحدّثين : 150. والمذكور عن المشتركات لم يرد في نسخة « ش ».

(6) ودنانير ، لم ترد في المصدر.

(7) التهذيب 8 : 40 / 121 ، وفيه بدل موسى بن عيسى بن عبيد : موسى بن عبيد.

(8) تعليقة الوحيد البهبهاني : 348.

(9) الخلاصة : 165 / 1.

٣٥٥

وزادجش : له كتب ، أحمد بن محمّد بن عيسى عنه بها ؛ وله مسائل الرجال فيه ثمانية عشر رجلاً ، عبد الله بن محمّد بن عيسى عنه بها(1) .

وفيست : له ثلاثون كتاباً مثل كتب الحسين بن سعيد مستوفاة حسنة وزيادة كتاب الجامع ، أخبرنا جماعة ، عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن محمّد بن الحسن.

وأخبرنا ابن أبي جيد ، عن محمّد بن الحسن الصفّار وسعد بن عبد الله ، عن الفضل بن عامر وأحمد بن محمّد ، عنه(2) .

وفيضا : عربي بجلي كوفي ثقة(3) .

وفيج : من أصحاب الرضاعليه‌السلام (4) .

أقول : فيمشكا : ابن القاسم الثقة الجليل ، عنه أحمد بن محمّد بن عيسى ، وعبد الله بن محمّد بن عيسى ، وأحمد بن أبي عبد الله ، ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، والفضل بن عامر.

وهو عن علي بن جعفر ، وعن صباح الحذّاء كما في الفقيه(5) (6) .

3081 ـ موسى بن محمّد الأشعري :

القمّي المؤدّب ، ساكن شيراز ، ابن بنت سعد بن عبد الله ، ثقة من أصحابنا ،صه (7) .

__________________

(1) رجال النجاشي : 405 / 1073 ، ولم يرد فيه : من أصحاب الرضاعليه‌السلام كوفي.

(2) الفهرست : 162 / 716 ، وفيه زيادة : عن رجاله.

(3) رجال الشيخ : 389 / 36.

(4) رجال الشيخ : 405 / 8.

(5) الفقيه 2 : 177 / 790.

(6) هداية المحدّثين : 153 ، وفيها بعد الثقة الجليل زيادة : البجلي. والمذكور عن المشتركات لم يرد في نسخة « ش ».

(7) الخلاصة : 166 / 5.

٣٥٦

وزادجش : له كتاب الكمال في أبواب الشريعة ، عنه محمّد بن عبد الله(1) .

أقول : فيمشكا : ابن محمّد الأشعري الثقة ، عنه محمّد بن عبد الله(2) .

3082 ـ موسى بن محمّد بن علي الرضاعليه‌السلام :

في الإرشاد رواية تنبئ عن شي‌ء فيه(3) .

3083 ـ موسى بن هلال النخعي :

أسند عنه ، كوفي ،ق (4) .

3084 ـ موسى بن يزيد :

له كتاب ، أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل(5) ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن صفوان بن يحيى ، عنه ،ست (6) .

وتقدّم عنجش أنّه بريد(7) ، وهو الصواب.

أقول : فيمشكا : ابن يزيد ، عنه صفوان. والظاهر أنّه بريد المتقدّم كما قالجش (8) .

__________________

(1) رجال النجاشي : 407 / 1079.

(2) هداية المحدّثين : 263. والمذكور عن المشتركات لم يرد في نسخة « ش ».

(3) الإرشاد : 2 / 307 ، كما ورواها الشيخ الكليني بأدنى اختلاف في الكافي 1 : 420 / 8 بنفس السند ؛ وذكر السيّد الخوئي تعليقاً على الرواية بأنّها ضعيفة بيعقوب بن ياسر فهو مجهول ، ولو صحّت الرواية لدلّت على نهاية خبثه وجرأته على الإمام الهاديعليه‌السلام . ثمّ قال : وموسى بن محمّد هذا هو موسى المبرقع. معجم الرجال : 19 / 75.

(4) رجال الشيخ : 308 / 453.

(5) في نسخة « م » زيادة : عن ابن يقطين.

(6) في نسخة « م » زيادة : عن ابن يقطين.

(7) رجال النجاشي : 408 / 1084.

(8) هداية المحدّثين : 154. والمذكور عن المشتركات لم يرد في نسخة « ش ».

٣٥٧

3085 ـ موسى بن يقطين :

ضا (1) . وفيتعق : يحتمل كونه ابن عيسى المتقدّم(2) .

3086 ـ موفق الخازن ابن شهريار :

كان عالماً جليلاً ،مل (3) .

وهو غير مذكور في الكتابين.

3087 ـ موفّق بن هارون :

ضا (4) . وفيتعق : لعلّه الّذي مرّ في محمّد بن سنان أنّه أخرج أبا جعفرصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو في صدره(5) ، ويظهر منه أنّه من خدّامهعليه‌السلام بل ومن خواصّهعليه‌السلام وأصحاب إسراره(6) .

أقول : في المجمع أنّه عبد أبي الحسن الرضاعليه‌السلام ، وقال : تقدّم في محمّد بن سنان وفي زكريا آدم ، وكتب في الحاشية : يظهر اعتباره كثيراً جدّاً وخدمته وخصوصيّته مع الجوادعليه‌السلام (7) .

3088 ـ المهدي بن الحسن بن أبي الحرب :

المرعشي أبو جعفر ، من أجلاّء هذه الطائفة ومن مشايخ الإجازة ،

__________________

(1) رجال الشيخ : 391 / 57.

(2) تعليقة الوحيد البهبهاني : 348.

(3) أمل الآمل 2 : 327 / 1012.

(4) رجال الشيخ : 392 / 64.

(5) عن رجال الكشّي : 583 / 1093 ، والّذي فيه أنّه أخرج كتاب أبي الحسن الرضاعليه‌السلام وهو في صدره إلى الإمام الجوادعليه‌السلام .

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 349.

(7) مجمع الرجال : 6 / 161 ، وفيه في الحاشية : يظهر اعتباره كثيراً وخدمته وخصوصيته.

٣٥٨

ووصفه في الاحتجاج بالعالم العابد وترضّى عنه(1) ،تعق (2) .

3089 ـ السيّد السند والركن المعتمد مولانا السيد مهدي ابن السيّد مرتضى ابن السيّد محمّد :

الحسني الحسيني الطباطبائي النجفي أطال الله بقاه وأدام علوّه ونعماه ، الإمام الّذي لم تسمح بمثله الأيام ، والهمام الّذي عقمت عن إنتاج شكله الأعوام ، سيّد العلماء الأعلام ومولى فضلاء الإسلام ، علاّمة دهره وزمانه وحيد عصره وأوانه ، إن تكلّم في المعقول قلت هذا الشيخ الرئيس فمن بقراط وأفلاط وأرسطاطاليس ، وإن باحث في المنقول قلت هذا العلاّمة المحقّق لفنون الفروع والأُصول ، وما رأيته يناظر في الكلام أبداً إلاّ قلت هذا والله عَلَمُ الهدى ، وإذا فسّر الكتاب المجيد وأصغيت إليه ذهلت وخلت كأنّه الّذي أنزل الله عليه.

كان ميلاده الشريف في كربلاء المشرّفة ليلة الجمعة في شهر شوّال المكرّم من(4) سنة خمس وخمسين بعد المائة والألف ، وتأريخ ولادته الميمونة : « لنصرة آي الحقّ قد ولد المهدي »(5) .

واشتغل برهة على والده الماجدقدس‌سره وكان عالماً ورعاً تقيّاً صالحاً بارّاً وعلى جماعة من المشايخ منهم شيخنا البحراني ، وانتقل إلى النجف الأشرف وتلمّذ على جماعة من فضلائها ، منهم الشيخ مهدي‌

__________________

(1) الاحتجاج : 1 / 15.

(2) تعليقة الوحيد البهبهاني : 349.

(3) في نسخة « ش » : المهدي.

(4) في نسخة « م » : في.

(5) من قوله : وتأريخ ولادته ، إلى هذا الموضع لم يرد في نسخة « م ». وحسب مجموع حروف هذا المصرع من الشعر تكون ولادته سنة 1154.

٣٥٩

الفتّوني والشيخ محمّد تقي الدورقي وغيرهما ، ثمّ عاد إلى كربلاء المشرّفة واشتغل على الأُستاذ العلاّمة أدام الله أيّامه وأيّامه ، ورجع إلى النجف وأقام بها ، وداره الميمونة الآن محطّ رحال العلماء ومفزغ الجهابذة والفضلاء.

وهو بعد الأُستاذ العلاّمة دام علاهما إمام أئمّة العراق وسيّد الفضلاء على الإطلاق ، إليه يفزع علماؤها ومنه يأخذ عظماؤها ، وهو كعبتها الّتي تطوى إليها المراحل ، وبحرها الموّاج الّذي لا يوجد له ساحل ، مع كرامات باهرة ومآثر وآيات ظاهرة ، وقد شاع وذاع وملأ الأسماع والأصقاع تشييعه الجمّ الغفير والجمع الكثير من اليهود لما رأوا منه البراهين والإعجاز ، وناهيك بما بان له من الآيات يوم كان بالحجاز ، رأى والده الماجدقدس‌سره ليلة ولادته أنّ مولانا الرضا عليه وعلى آبائه وأبنائه أفضل الصلاة والسلام أرسل شمعة مع محمّد بن إسماعيل بن بزيع وأشعلها على سطح دارهم ، فعلا سناها ولم يدرك مداها ، يتحيّر عند رؤيته النظر ويقول لسان حاله : ما هذا بشر.

3090 ـ المهدي مولى عثمان :

من أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام ، بايعه ومحمّد بن أبي بكر جالس فقال : أُبايعك على أنّ الأمر لك وأبرأُ من فلان وفلان ، فبايعه ، وكان محموداً ،صه (1) .

وفيي : كان محموداً ، وهو الّذي بايع أمير المؤمنينعليه‌السلام على البراءَة من الأوّلين(2) .

وفيكش : محمّد بن مسعود قال : حدّثنا علي بن الحسن بن فضّال ،

__________________

(1) الخلاصة : 170 / 4.

(2) رجال الشيخ : 60 / 39.

٣٦٠

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413