منهاج السالكين

منهاج السالكين9%

منهاج السالكين مؤلف:
تصنيف: شخصيات إسلامية
الصفحات: 413

منهاج السالكين
  • البداية
  • السابق
  • 413 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 143269 / تحميل: 6826
الحجم الحجم الحجم
منهاج السالكين

منهاج السالكين

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

وجعها بعد. ثمّ أعطاه الرّاية فنهض بها وجاء خيبر يهرول، حتّى ركزها في أطم من آطامها، فخرج إليه مرحب، فاختلفا ضربتين فبدره عليّ عليه السلام فقتله «ذكرنا القصّة والمصادر سابقاً». إنّ القوم قد كشفهم اليهود ورجعوا يجبّن بعضهم بعضاً حتّى كان الفتح على يد فتى الإسلام وسيفه المسلول: عليّ عليه السلام.

وفي العام الثامن وقعت أمور من قبيل ما كان يوم أحد «فرارهم عن النّبيّ» وسلوك عمر في حضرة النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله على شاكلة سلوك أبي بكر الّذي ذكرناه، وقول الصّحابة للنّبيّ قولاً شبيهاً بما قالته بنو إسرائيل لموسى عليه السلام! ففي هذا العام كانت غزوة حنين؛ حيث اجتمعت هوازن وثقيف، وانضمّت إليهما قبائل أخرى، وتوجّهوا يريدون حرب رسول الله. فلمّا سمع النّبيّ بذلك، بعث إليهم عبد الله بن أبي حدرد الأسلميّ، وأمره أن يدخل في النّاس حتّى يعلم علمهم، ثمّ يأتيه بخبرهم. فانطلق ابن أبي حدرد، فدخل فيهم، فأقام معهم حتّى سمع وعلم ما قد أجمعوا له من حرب رسول الله، ثمّ أقبل حتّى أتى رسول الله فأخبره الخبر، فدعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عمر بن الخطّاب فأخبره الخبر، فقال عمر: كذب ابن أبي حدرد! فقال ابن أبي حدرد: إن كذّبتني فربّما كذّبت الحقّ يا عمر، فقد كذّبت من هو خير منّي. فقال عمر: يا رسول الله، ألا تسمع ما يقول ابن أبي حدرد؟! فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «قد كنت ضالاًّ فهداك الله يا عمر» (١) .

العجب أنّ عمر هنا مثل صاحبه: قدّم بين يدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ! وإذا كان أبوبكر دفع عن نفسه لأنّ عروة قال لرسول الله: لكأنّي بهؤلاء انكشفوا عنك، فإنّ ابن أبي حدرد لم يقل شيئاً قبيحاً في عمر ولا في أصحاب النّبيّ؛ وابن أبي حدرد واحد منهم، وإنما قد امتثل أمر النّبيّ. وليس لعمر دليل على كذب الرّجل وإلاّ لذكره، فهل يجوز له أن يتّهم صحابيّاً وفي حضرة النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، من غير برهان؟! ونفس ما يقال لأبي بكر، يقال لعمر: هل استأذنت النّبيّ في الكلام، أو أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قد طلب منك أن تكلّم ابن أبي حدرد؟ كما إنّ النّبيّ لم يؤيّده، بل إنّه - وعلى العكس - أقرّ كلام ابن أبي حدرد إذ لم يكذّبه، ومن خلال توكيد جوابه لعمر حيث قال له: «لقد كنت ضالاًّ فهداك الله يا عمر».

____________________

(١) السّيرة النّبويّة لابن هشام ٤: ٨٢ - ٨٣؛ تاريخ الطبريّ ٢: ٣٤٦.

٣٦١

ومن المفارقات الّتي حصلت في هذه الغزوة، ما قاله الحارث بن مالك، قال: خرجنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى حنين ونحن حديثو عهد بالجاهليّة، فسرنا معه. وكانت لكفّار قريش ومن سواهم من العرب شجرة عظيمة خضراء يقال لها «ذات أنواط» يأتونها كلّ سنة فيعلّقون أسلحتهم عليها ويذبحون عندها ويعكفون عليها يوماً. قال: فرأينا ونحن نسير مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله سدرة خضراء عظيمة، قال: فتنادينا من جنبات الطريق: يا رسول الله، اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط! فقال رسول الله: «الله أكبر! قلتم، والّذي نفس محمّد بيده، كما قال قوم موسى لموسى: ( اجْعَلْ لَنَا إِلهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ ) (١) ، إنّها السّنن، فتركبنّ سنن من كان قبلكم» (٢) .

عجباً من قوم يرون وثناً بعد مضيّ سنين على إسلامهم، فتطفو رواسب الماضي ويطالبون نبيّهم أن يعود بهم إلى جاهليّتهم! فكيف والحال هذه يواجهون قومهم الذين ما يزالون يعبدون هذه الأوثان وينتصرون لها؟!

عن جابر بن عبد الله قال: لما استقبلنا وادي حنين انحدرنا في واد من أودية تهامة أجوف حطوط (٣) ، إنّما ننحدر فيه انحداراً، قال: وفي عماية (٤) الصّبح، وكان القوم قد سبقونا إلى الوادي، فكمنوا لنا في شعابه وأحنائه (٥) ومضايقه وقد أجمعوا وتهيّأ وأعدّوا، فو الله ما راعنا ونحن منحطّون إلاّ الكتائب قد شدّوا علينا شدّة رجل واحد، وانشمر (٦) النّاس راجعين لا يلوي أحد على أحد. وانحاز رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ذات اليمين، ثمّ قال: اين، أيّها النّاس؟! هلمّوا إليّ، أنا رسول الله، أنا محمّد بن عبد الله. قال: فلا شيء، حملت الإبل بعضها على بعضٍ، فانطلق الناس، إلاّ أنذه بقي مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله نفر من المهاجرين

____________________

(١) الأعراف / ١٣٨.

(٢) السّيرة النّبويّة لابن هشام ٤: ٨٥.

(٣) تهامة: ما انخفض من الأرض، وعكسه النّجد أي المرتفع. وهنا أراد به تهامة الحجاز. وأجوف: أي متّسع. وحطوط: منحدر.

(٤) عماية الصّبح: ظلامه قبل أن يتبيّن.

(٥) الشّعاب: الطّرق الخفيّة. وأحناؤه: جوانبه.

(٦) انشمر الناس: انفضّوا وانهزموا.

٣٦٢

والأنصار وأهل بيته (١) .

وعن أبي قتادة قال: وانهزم المسلمون وانهزمت معهم فإذا بعمر بن الخطّاب في الناس، فقلت له: ما شأن النّاس؟ قال: أمر الله (٢) !

واعجباً! هل أمر الله تعالى بالفرار من الزّحف وخذل نبيّه وإسلامه للعدوّ؟! وإذا كان القول إنّ ما وقع بأمر الله وقضائه فهو تأسيس لمبدأ الجبر في أفعال العباد الّذي يرفضه أهل البيت وشيعتهم. وإنّ عليّاً عليه السلام لم يراجع النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله لا في حنين ولا في غيرها، ولم يقدّم بين يديه ولا رفع صوته صوته ولم يفرّ في زحف، فصراطه الصّراط المستقيم.

ومن ذلك: ما كان منه ومن أبي بكر، ونزول سورة الحجرات اعتراضاً وزجراً عن نافع ابن عمر عن أبي مليكة قال: كاد الخيّران أن يهلكا: أبو بكر وعمر، رفعا أصواتهما حين قدم عليه ركب بني تميم - في العام التاسع، ويدعى عام الوفود - فأشار أحدهما بالأقرع بن حابس، وأشار الآخر برجل آخر، فقال أبو بكر لعمر: ما أردت إلاّ خلافي! قال: ما أردت خلافك! فارتفعت أصواتهما عند النّبيّ صلّى الله عليه «وآله» وسلّم فنزلت: ( يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لاَ تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النّبِيّ وَلاَ تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ ) (٣) .

وأخرج البخاريّ عن عبد الله بن الزّبير قال: قدم ركب من بني تميم على النبيّ صلّى الله عليه (وآله) وسلّم، فقال أبو بكر ك أمّر القعقاع بن معبد بن زرارة فقال عمر: بل أمّر الأقرع بن حابس. قال أبو بكر: ما أردت إلاّ خلافي، قال عمر: ما أردت خلافك! فتماريا حتّى ارتفعت أصواتهما، فنزلت في ذلك: ( يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لاَ تُقَدّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللّهِ وَرسُولِهِ وَاتّقُوا اللّهَ إِنّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) (٤) .

____________________

(١) السّيرة النّبويّة لابن هشام ٤: ٨٥؛ تاريخ الطبريّ ٢: ٣٤٧.

(٢) صحيح البخاريّ ٥: ١٠١.

(٣) الحجرات / ٢. صحيح البخاريّ ٦: ٤٦، ٨: ١٤٥؛ سنن الترمذيّ ٥: ٦٣ رقم ٣٣١٩؛ تفسير ابن كثير ٢: ٥٢٧؛ سنن النّسائيّ ٨: ٢٢٦؛ مسند أحمد ٢: ٦؛ تفسير الطبريّ حديث ٣١٦٧٣؛ أحكام القرآن لابن العربيّ ٤: ١٠٨؛ معالم التنزيل للبغويّ ١٩٩٠؛ مسند أبي يعلى ٦٨١٦؛ أسباب النزول للواحديّ ٢٥٨.

(٤) الحجرات / ١. والخبر في صحيح البخاريّ ٨: ١٤٥ كتاب الاعتصام بالكتاب والسّنّة. وأسباب =

٣٦٣

ويمكن القول: إنّ الآيتين نزلتا في الحادثة، وهما يناسب بعضهما الآخر ويعبّران عن حالة سلبيّة، فالمشاجرة في حضرة النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ورفع الصّوت ممّا يخالف الخلق الحميد لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقد وصفه الباري تعالى بأنّه على خلق عظيم؛ فإنّ مثل هذا السّلوك يؤذيه. وإنّهما قدّما بين يدي الله ورسوله من غير إذنٍ من النّبيّ في الكلام ولم يسألهما صلى‌الله‌عليه‌وآله المشورة فيمن يجعل على وفد تميم أميراً!

ومن ذلك: تخلّف أبي بكر وعمر عن جيش أسامة بن زيد، وهو آخر بعوث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع تسليمهما عليه بالإمرة، ممّا أغضب النّبيّ فخرج عاصباً رأسه لما هو به من الوجع، فخطب النّاس وقال: «ما مقالة بلغتني عن بعضكم في تأمير أسامة؟! ولئن طعنتم في تأميري أسامة لقد طعنتم في تأمير أبيه من قبل، وإنّه لخليق للإمارة، وإن كان أبوه لخليقاً لها» (١) .

ومواقف المخالفة لأوامر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله والاجتهاد قبال قبال النصّ الشرعيّ من الكثرة في حياة الصحابة بحيث لو جمعت لكانت كتاباً مستقلاًّ واسعاً، حيث امتدّت بعد رحلة النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فألغيت أحكام فيها نصوص من كتاب الله تعالى ومارسها النّبيّ، سنذكر بعضها بعد حين.

ومن أعظم ما يذكر هنا أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله أراد وهو يودّع أمّته ويودعها تركته: الثّقلين، كتاب الله تعالى وعترته الطّاهرة، وفي سي منه لتوكيد ما عهده إليهم سابقاً... أراد أن يكتب لهم كتاب هداية وعصمة، إلاّ أنّ البعض اعترضه بشدّة حتّى قال فيه كلمةً لا تنبغي في حقّ مسلم محترم، فكيف بالنّبيّ؟! عن عبد الله بن عبّاس، قال: لما احتضر النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله - قال: وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطّاب - قال: هلمّ أكتب لكم كتاباً لن تضلّوا بعده. فقال

____________________

= النزول للواحديّ ٢٥٧.

(١) السّيرة النبويّة لابن هشام ٤: ٢٩١، ٣٠٠؛ الطبقات الكبرى لابن سعد ٢: ٢٤٨؛ مختصر تاريخ ابن عساكر ٤: ٢٤٨ وذكره سليم بن قيس عن أمير المؤمنين في كتاب السقيفة: ١٣٩؛ صحيح مسلم ح ١٦٣٧ من طريق عبد الرزّاق؛ المصنّف لعبد الرزّاق ٥: ٢٩٨ / ٩٨٢٠؛ تفسير الطبريّ ٣: ١٩٣؛ الكامل في التاريخ ٢: ٣٢٠؛ البداية والنهاية ٥: ٢٠٠.

٣٦٤

عمر: إنّ النّبيّ غلبه الوجع، وعندكم القرآن فحسبنا كتاب الله! واختلف أهل البيت واختصموا، فمنهم من يقول: قرّبوا يكتب لكم رسول الله كتاباً لن تضلّوا بعده. ومنهم من يقول ما قال عمر، فلمّا أكثروا اللّغط والاختلاف عند النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: قوموا عنّي. فكان ابن عبّاس يقول: إنّ الرّزيّة كلّ الرّزيّة ما حال بين رسول الله وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم (١) .

وليس الخبر بهذا اللفظ الّذي هذّبته بعض الأقلام! ولكنّه يكفي وحده - وبهذا اللّفظ - للتدليل على عمق المأساة! إنّ ميّتاً من عرض المجتمع يتنادى ذووه وأصدقاؤه وتقع جلبة ويحملون نعشه إلى مثواه الأخير ظاهرة عليهم آثار الحزن ومظاهر الأسى لفقده وهذا سيّد الخلق طرّاً وخاتم الأنبياء والرّسل يعيش لحظاته الأخيرة مع أصحابه ويريد أن يتمّ نصيحته وهدايته لئلاّ يضلّوا من بعده ولا يتعرّضوا لغضب الله تعالى كما حدث لليهود والنّصارى، وليثبّتهم على الصّراط المستقيم، بيد أنّ البعض قدّم بين يديه وقطع عليه كلامه، - وهذا أمر منهيّ عنه في القرآن الكريم، كما ذكرناه - وخالف سنّته وهو ما يزال حيّاً معهم يمارس وظيفته في التبليغ، فكيف يكون إذن بعد وفاته؟! وقد ردّ عليه واجتهد قبال قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهو نصّ شرعيّ. وكيف كان الرّد؟ كان نابياً بحق النّبيّ، فإنّ تعبيره بـ «غلبه الوجع» يعني أنّ النّبيّ بات لا يملك قواه العقليّة، ويقول ما لا يدري لما به من وجع! ومع تهذيب الخبر والتعديل فيه لا ينجي قائله من طائلة الحساب. وليعلم أنّ «غلبه الوجع» تساوي يهجر الّتي تعني يهذي - والعياذ بالله! كما أن حالة اللّغو والاختلاف واللّغط الناتجة عن هذا التصرّف سوء أدب في حضرة النّبيّ، وقد نهى القرآن عن رفع الأصوات فوق صوت النّبيّ وعن الهجهر له بالسّوء، وإنّ النبيّ يهجر، أو غلبه الوجع ما هو إلاّ جهر بالسّوء!

ثمّ ماذا يعني قول النّبيّ لهم: «قوموا عنّي»؟ إنّه لا يعني إلاّ أنّه ساخط عليهم غير راض عنهم، ورضاه من رضى الله تعالى وسخطه من سخطه!

وثمّه سؤال: لماذا اعترض عمر على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في كتابة الكتاب؟ هل كان يدرك

____________________

(١) صحيح البخاريّ ١: ٣٧، ٥: ١٣٨، ٨: ١٦١؛ الطبقات الكبرى لابن سعد ٢: ٢٤٢.

٣٦٥

ما سيكتبه؟ أهو خير أم شرّ؟ وحاشا للنّبيّ إلاّ أن يقول ويكتب عن وحي.

ورواية ابن عبّاس تؤكّد أنّه قال: أهجر. عن سفيان، عن سليمان بن أبي مسلم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس قال: يوم الخميس وما يوم الخميس! قال: اشتدّ برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وجعه فقال: ائتوني أكتب لكم كتاباً لا تضلّوا بعدي أبداً. فتنازعوا - ولا ينبغي عند نبيّ أن يتنازع - فقالوا: ما شأنه أهجر؟ أستفهموه! فذهبوا يعيدون عليه، فقال: دعوني، فما أنا فيه خير ممّا تدعونني إليه. وأوصى بثلاث، قال: أخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحوٍ ممّا كنت أجيزهم، وسكت عن الثالثة عمداً أو قال: فنسيتها (١) .

نعم، يوم الخميس وما يوم الخميس؟! اشتدّ برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وجعه، واشتدّ بقوم وجدهم إلى أمور، فأساؤوا إلى نبيّهم، فرموه بالمقذع من القول، وذلك قولهم: ما شأنه أهجر؟! ذكر ابن السّكّيت في (باب رفعك الصّوت بالوقيعة في الرّجل والشّتم له، ص ٢٦٤ من: تهذيب الألفاظ) قال: وأهجر يهجر إهجاراً، إذا قال القبيح.

فهل يجوز على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يقول قبيحاً؟! فعند من تجد الأمّة الحسن - إذن - لتتوجّه صوبه فتأخذه منه ولا تضلّ؟ ومتى كان كتاب الهداية والعصمة من الضّلالة هجراً؟!

والرّاوي لم يعيّن صاحب هذا الكلام المستهجن، فقد استعمل لفظ الجماعة «فقالوا»! فنقول هنا - مثل ما قلناه في قول النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله للمسلمين في مسيرهم يوم الحديبيّة: «قولوا نستغفر الله ونتوب إليه» -: لا يمكن على هذا تعيين الصّراط المستقيم في أشخاص بعينهم من الصّحابة، ولكن القرائن في نصوص القرآن والسّنّة أكّدت تعيّن الصّراط المستقيم في رسول الله وأهل بيته عليهم السلام أجمعين.

وهذا اللّون من السّلوك يتعارض مع الآداب الإسلاميّة الّتي نستجليها في آيات القرآن في توقير النّبيّ وتعظيمه، فلا يمكن أن نصدّق. أن سلمان المحمّديّ وأبا ذرّ وعمّاراً وأمّ سلمة وأمّ أيمن والمقداد... ممّن كان للنّبيّ مثل الظلّ لصاحبه قد صدر منهم مع النبيّ مثل هذا الفعل، فكيف يكون الحال لو ذكرنا عليّاً الّذي هو نفس النّبيّ يوم المباهلة، والمعصوم

____________________

(١) تاريخ الطبريّ ٢: ٤٣٦.

٣٦٦

بصريح القرآن - آية التطهير - وغير ذلك من المعايير الّتي تنفي قطعاً أن يكون عليّ داخلاً في جماعة تخاطب النّبيّ بما سلف.

ترى... ماذا تعني كلمة «استفهموه» الواردة في الخبر؟ وماذا يعني أنّ القوم ما زالوا يعيدون سؤالاً ما على النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله حتّى ردعهم؟ أيّ سؤال هو؟ هل هو الوصيّة الثالثة الّتي سكت عنها ابن عبّاس عمداً؟! فلماذا سكت؟! أمّا هذا الاستدراك: «أو قال: فنسيتها» فهو ممّا لا يليق بمن هو دون ابن عبّاس بكثير، فكيف بحبر الأمّة؟!

على أنّ المرويّ عن ابن عبّاس - كما في البخاريّ وطبقات ابن سعد، ذكرناه - ينصّ على أنّ صاحب القول هو عمر بن الخطّاب، وحسب تلك الرّواية وقول عمر فيها: «وعندكم القرآن فحسبنا كتاب الله» يتّضح أنّ النّبي قد أوصى باثنين متلازمين، هما كتاب الله وأهل بيته، وهو ما كان يعيده على مسامعهم في أكثر من مناسبة. وقد ذكر أمير المؤمنين عليه السلام طائفة من مواقف عمر واجتهاداته مقابل النصّ الشرعيّ، فذكر في جملتها موقفه ذلك، قال: علم الله وعلم النّاس أنّه الذي صدّ رسول الله عن الكتف الّذي دعاه به (١) .

وعن عمر بن الخطّاب قال: لما مرض النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ادعوا لي بصحيفة ودواة أكتب كتاباً لا تضلّوا بعده أبداً. فقال: النّسوة من وراء السّتر: ألا تسمعون ما يقول رسول الله؟! فقلت: إنّكنّ صواحباتُ يوسف: إذا مرض رسول الله عصرتنّ أعينكنّ، وإذا صحّ ركبتنّ عنقه! فقال رسول الله: دعوهنّ، فإنهنّ خير منكم (٢) .

حصحص الحقّ وثبت أنّ عمر هو الذي قدّم بين يدي النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله . ومع أنّه لم يذكر، في هذه الرواية، اعتراضه على رسول الله في كتابة الكتاب، إلاّ أنّ قول النّسوة: «ألا تسمعون ما يقول رسول الله؟» بيّن الدلالة على هذا المعنى، وذلك بعد أن صكّ أسماعهنّ لغط الرّجال واختلافهم على أثر الكلام الّذي قاله عمر كما في الرّوايات السّابقة، فزجرتهم النّساء على سوء سلوكهم هذا. ويؤيّد أنّ عمر هو صاحب الاعتراض على النّبيّ، رفع

____________________

(١) كتاب السقيفة لسليم بن قيس: ١٤٠.

(٢) كنز العمّال ٥: ٦٤٤.

٣٦٧

صوته من جديد ليسمع النّسوة مقالته فيهنّ، إذ اللّغط الدائر بين الرّجال ووجود السّتر بينهم وبين النّساء يقتضي مناداتهنّ بصوت عال، وإلاّ لم ردّ عليهنّ دون غيره من الحاضرين؟ وقوله: «إنّكنّ صواحبات يوسف...» فيه تنقيص لهنّ، ومن هنّ؟ إنّهنّ أمّهات المؤمنين، وحاضنة الرّسول، والصّحابيّات المبايعات، وفاطمة المعصومة بنت النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ! ووصف هؤلاء بالنّسوة اللاّتي شغفن (١) بجمال يوسف النّبيّ عليه السلام، أراد بذلك، إنّكنّ ما كرات وأتباع لذّة!

وكلامه لم يتنقّص من النّساء وحسب، وإنّما تطاول به على النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، إذ راح يذكره بصيغة الغائب النّكرة من غير ما ينبغي له من نعت النّبوّة والرّسالة. وعبارته «ركبتنّ عنقه» فيها ما فيها من المعاني السّلبيّة الواضحة، وجواب النّبيّ: «إنّهنّ خير منكم» لهو خير بيان لرزيّة رجال يوم الخميس. ولا يدخل في هذا الباب رجل لم يغيّروا ولم يبدّلوا أوّلهم عليّ عليه السلام، فكان صراطه صراط الله المستقيم.

ولقد جرت أحاديث ومحاورات بين ابن عبّاس وعمر بن الخطّاب - بعد وفاة النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله - أقرّ فيها عمر أنّه الّذي منع النّبيّ من كتابة الكتاب، من ذلك: قال عمر لابن عبّاس: هل بقي في نفس عليّ شيء من أمر الخلافة؟ فقال ابن عبّاس: نعم. قال عمر: ولقد أراد رسول الله في مرضه أن يصرّح باسمه فمنعته من ذلك، إشفاقاً وحيطةً على الإسلام (٢) !

إنّ الله تعالى أعلم بمواطن الحيطة على الإسلام فيوحي بها إلى نبيّه، ومن ذلك التبليغ بإمامة عليّ وخلافته في كلّ موطن، ومنه المهرجان الكبير يوم غديرخمّ، وفي مرضه لما أراد أن يكتب كتاباً فمنعه عمر. ولكن ما الّذي وجده عمر من نقص في عليّ يتخوّف منه على مستقبل الإسلام، وهو الّذي سلّم عليه بالإمارة يوم خمّ؟! فهلاّ عابه يومئذ؟! أم أنّه يعلم أنّ رجالاً يأتمرون في الخفاء على إزواء الخلافة عن عليّ، وكتبوا بذلك عهداً، فتخوّف الفتنة؟! قال أبو حامد الغزاليّ: ولما مات رسول الله قال قبل وفاته بيسير: «ائتوني

____________________

(١) وقصّة ذلك في القرآن الكريم سورة يوسف ٢٣ - ٥٢.

(٢) شرح نهج البلاغة للمعتزليّ ١٢: ٢١.

٣٦٨

بدواة وبياض لأكتب لكم كتاباً لا تختلفوا فيه بعدي». فقال عمر: دعوا الرّجل؛ فإنّه ليهجر! (١)

وفيما ذكرنا ممّا جرى في حياة النّبيّ كفاية لإبطال زعم ابن القيّم بشأن الصّراط المستقيم. أمّا بعد وفاة النّبيّ فأنّ المواقف الاجتهاديّة مقابل النصّ وتعطيل الأحكام الشرعيّة، فحدّث ولا حرج! هذا بعض منها.

عمر يغيّر في الأذان

قال علي عليه السلام: «ثمّ تركه من الأذان «حيّ على خير العمل»، فاتّخذوه سنّة، وتابعوه على ذلك» (٢) .

إبطال حكم التيمّم للمجنب

وقال عليّ عليه السلام: «والعجب لجهله أنّه كتب إلى جميع عمّاله أنّ الجنب إذا لم يجد الماء فليس له أن يصليّ وليس له أن يتيمّم بالصّعيد - وإن لم يجده - حتّى يلقى الله! وقد علم وعلم النّاس أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قد أمر عمّاراً وأمر أبا ذرّ أن يتيمّما من الجنابة ويصلّيا، وشهدا به عنده، وغيرهما، فلم يقبل ذلك ولم يرفع به رأساً» (٣) .

وقد ذكر أصحاب الصّحاح والسّنن والحديث روايات عدّة في الحادثة من ذلك: إنّ رجلاً أتى عمر بن الخطّاب فقال: إنّي أجنبت فلم أجد ماءً؟ فقال: لا تصلّ! فقال عمّار: أما تذكر يا أمير المؤمنين إذ أنا وأنت في سريّة فأجنبنا فلم نجد ماءً، فأمّا أنت فلم تصلّ وأمّا أنا فتمعّكت (٤) في التراب وصلّيت، فقال النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّما يكفيك أن تضرب بيديك الأرض ثمّ تنفخ ثمّ تمسح بهما وجهك وكفّيك»؟! فقال عمر: اتّق الله يا عمّار! قال: إن

____________________

(١) تذكرة الخواصّ: ٦٥.

(٢) كتاب السّقيفة لسليم بن قيس: ١٣٩.

(٣) السقيفة، لسليم بن قيس: ١٣٨.

(٤) تمعّك: أي تمرّغ بالتّراب.

٣٦٩

شئت لم أحدّث به! وله صور أخرى قريبة منه في اللّفظ والمعنى (١) .

ولعلّ الّذي حمل عمر على ذلك هو اجتهاده على عهد النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، إذ لم يصلّ وهو مجنب، فشقّ عليه أن يرجع عنه بعد وفاة النّبيّ! إلاّ أنّ سنّة النّبيّ فيه واضحة ولم يرد ما يرفع الحكم. وورد التيمّم في موردين من القرآن ولم ينسخه: ( وَإِن كُنتُم مَرْضَى‏ أَوْ عَلَى‏ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنكُم مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمّمُوا صَعِيداً طَيّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ ) (٢) وقوله تعالى: ( وَإِن كُنتُمْ جُنُباً فَاطّهّرُوا وَإِن كُنتُم مَرْضَى‏ أَوْ عَلَى‏ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنكُم مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمّمُوا صَعِيداً طَيّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِنْهُ ) (٣)

النهي عن المتعة

شرّع الله تعالى المتعة وأنزل فيها بياناً: ( فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنّ فَآتُوهُنّ أُجُورَهُنّ ) (٤) .

ذكر جمعٌ أنّها في المتعة، أو ما يمكن تسميته بالزواج الموقّت، تجد ذلك في:

١ - مسند أحمد بن حنبل ٥: ٦٠٣ حديث ١٩٤٠٦ عن عمران بن حصين، وحديثه: «نزلت آية المتعة في كتاب الله تبارك وتعالى، وعملنا بها مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فلم تنزل آية تنسخها ولم ينه عنها النّبيّ حتّى مات».

وفي مسند أحمد - مسند أبي سعيد الخدريّ، قال: كنّا نتمتّع بالثّوب حتّى منع عمر.

وأيضاً أحمد، عن عبد بن شقيق - عبد الله بن شقيق العقيليّ، وثّقة أحمد، وابن معين، والعجليّ، وابن حبّان، وأبو حاتم: تاريخ الثّقات للعجليّ ٢٦١ / ٨٢٤، التاريخ الكبير ٣: ١ / ١١٦، الثّقات ٥: ١٠، التهذيب ٥: ٢٥٣، قال: كان عثمان ينهى عن المتعة، وعليّ

____________________

(١) سنن أبي داود ١: ٥٣؛ صحيح مسلم ١: ١١٠؛ سنن ابن ماجة ١: ٢٠٠؛ صحيح البخاريّ ١: ١٢٩ ح سنن النّسائيّ ١: ٥٩، ٦١؛ سنن البيهقيّ ١: ٢٠٩؛ تيسير الوصول ٣: ٩٨؛ عمدة القاري شرح صحيح البخاري ٢: ١٧٢؛ مسند أحمد ٤: ٢٦٥؛ فتح الباري ٢: ١٧٢.

(٢) النّساء / ٤٣.

(٣) المائدة / ٦.

(٤) النساء / ٢٤.

٣٧٠

يأمر بها، فقال عثمان لعليّ كذا وكذا، ثمّ قال عليّ: لقد علمت أنّا قد تمتّعنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال: أجل، ولكنّا كنّا خائفين»! مسند أحمد ١ / ١٥٦ / ٧٥٨.

والعجب كلّه! فعثمان يتمتّع ويخاف، فمن أيّ يخاف؟ هل لعلمه أنّ في القوم من يكره حكم الله تعالى، ولا يظهره ما زال النبيّ بينهم؟ وما وجه الكراهة هذا؟

وعن مروان بن الحكم قال: شهدت عليّاً وعثمان بين مكّة والمدينة، وعثمان ينهى عن المتعة وأن يجمع بينهما، فلمّا رأى ذلك عليّ أهلّ بهما، لبّيك بعمرةٍ وحجّ معاً، فقال عثمان: تراني أنهى النّاس عنه وأنت تفعله! قال: لم أكن أدع سنّة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لقول أحد من النّاس. - مسند أحمد ١ / ٢١٩ / ١١٤٣.

٢ - تفسير الطّبريّ ٥: ٩ عن ابن عبّاس، وأبيّ بن كعب، وسعيد بن جبير، ومجاهد، وغيرهم.

٣ - سنن البيهقيّ ٧: ٢٠٥، عن ابن عبّاس.

٤ - تفسير البغويّ ١: ٤٢٣ وقال: وعن عامّة أهل العلم أنّها منسوخة.

٥ - تفسير الكشّاف للزمخشريّ ١: ٤٩٨ قال: وعن ابن عبّاس هي محكمة، يعني لم تنسخ. روى شعبة عن الحكم - الحكم بن عتيبة الكنديّ، ثقة، ثبت في الحديث، من فقهاء أصحاب إبراهيم النخعيّ، وكان صاحب سنّة واتّباع، روى عنه؛ الأعمش، وشعبة. تاريخ الثّقات ١٢٦ / ٣١٥، تاريخ ابن معين ٢: ١٢٥، الثّقات لابن حبّان ٤: ١٤٤، التاريخ الكبير ١: ٢ / ٢٣٠ - عن هذه الآية: ( فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنّ ) أمنسوخة هي؟ قال: لا. قال الحكم: قال عليّ كرّم الله وجهه: لو لا أنّ عمر نهى عن المتعة ما زنى إلاّ شقيّ.

٦ - أحكام القرآن للجصّاص ٢: ١٧٨ عن عدّة.

٧ - تفسير القرطبيّ المالكيّ ٥: ١٣٠ وفيه: وقال الجمهور: المراد نكاح المتعة الذي كان في صدر الإسلام.

٨ - تفسير الرازيّ ٣: ١٣٠. قال: قال الجمهور: إنّها في المتعة.

٩ - تفسير ابن كثير ١: ٤٧٤ عن جماعة من الصّحابة والتّابعين.

١٠ - تفسير أبي السّعود ٣: ٢٥١.

٣٧١

١١ - تفسير مقاتل بن سليمان ١: ٢٢٤، قال: ثمّ ذكر المتعة فقال: ( فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنّ ) إلى أجل مسمّى....

١٢ - تفسير عبد الرزّاق الصنعانيّ «تفسير القرآن العزيز» ١: ١٥٣ / ٥٥٢، قال: أنبأنا معمر، عن الحسن، في قوله: ( فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنّ ) ، قال: هو النكاح.

ومضى التشريع فعمل به الصّحابة على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأبي بكر وردحاً من عهد عمر، ثمّ حرّمها عمر وهدّد بالعقوبة والرّجم لمن يأتي بها. صحيح مسلم ١: ٣٩٥ - ٣٩٦، ومسند أحمد ٣: ٣٥٦، ٤: ٤٣٦، والموطّأ لمالك ٢: ٥٤٢؛ وسنن البيهقيّ ٧: ٢٠٦ وتفسير الطبريّ ٥: ٩، وتفسير القرطبيّ ٥: ١٣٠ - وفيه: وروى عطاء عن ابن عبّاس قال: ما كانت المتعة إلاّ رحمة من الله تعالى رحم بها عباده، ولو لا نهي عمر عنها ما زنى إلاّ شقيّ - وتفسير الرّازيّ ٣: ٢٠١، والنّهاية لابن الأثير ٢: ٢٤٩، وفتح الباري ٩: ١٤١، وتاريخ الخلفاء للسيوطيّ: ٩٣.

تلك بعض من الاجتهادات قبال النصّ الشّرعيّ، وليس منها شيء في صراط أهل البيت عليهم السلام؛ فهم صراط الله المستقيم الّذي تمسّك به شيعة أهل البيت عليهم السلام.

وحان الآن أن ننظر نظرةً عجلى إلى نشأة الشّيعة، وهل لهذه التسمية أصل في الشّريعة أم هي من ابتداع المبتدعة المتأخّرين؟ أو أنّ الشيعة مثل غيرهم في أحسن الأحوال: أتباع رجال جدّوا في الفقه وعلوم الشريعة فاجتهدوا، فنسب أتباعهم إليهم وتسمّوا بأسمائهم فظهرت بذلك المذاهب والفرق؟

نشأة الشّيعة

ولدت الشّيعة مع ولادة الدّعوة الإسلاميّة المباركة، ولذا جاز لنا القول: إنّ الشّيعة بذرة أنبتها الله تعالى، فهم وأهل البيت توأمان. وأوّل من شايع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله هو عليّ عليه السلام، فما زال النّبيّ يتعهّده وينشأه نشأةً إلهيّة خاصّة، ويقرأ على مسامع القوم ما نزل فيه وأهل بيته، ويصرّح بفضائله والدعوة إلى مولاته، فأخبت لذلك الجيل المخلص، وظهرت طلائع الشّيعة على عهده صلى‌الله‌عليه‌وآله .

٣٧٢

إنّ الإجماع منعقد على أنّ عليّاً عليه السلام لم يداخله شرك ولا كفر - ولو لحظةً واحدة - لينتقل منه إلى إيمان كما وقع لغيره وقد تكلّمنا عليه بما فيه كفاية في فصول سبقت، ولذا قالوا عنه: «كرّم الله وجهه» لهذا المعنى، ولم يقولوا مثله لغيره - وهو أوّل من أسلم وأمضى مع النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله سنين عدّة يصلّيان حتّى دخل في الإسلام غيره، وتكلّمنا عليه. وكان يشهد الوحي ويسمع صوته، وتناولته يد العناية الإلهيّة منذ أول الصّيرورة، فكان سبباً لعصمة أمّه وهو في بطنها من أن تسجد لصنم، ومن رحمها إلى رحم الكعبة إذ ولد فيها وما ولد فيها أحد غيره. ثمّ نقلته يد الرّحمن إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ينهله من خلقه الحميد. وهذه مفردات نحسب أنّنا وفّينا بعض حقّها سابقاً، وذكرناها هنا مجملاً، للتذكير ولأجل أن نقول: فبات عليّ هو المرشّح لخلافة النّبيّ القياديّة والفكريّة، وهو أمر يعسر على شيوخ قريش إذ يرون فتى الإسلام قد تقدّمهم!

حديث الدّار

«لما نزل قوله تعالى ( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) (١) دعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بني عبد المطّلب - وهم يومئذٍ أربعون رجلاً - وصنع لهم طعاماً فلمّا أكلوا وشربوا تكلّم فيهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال: يا بني عبد المطّلب، إنّي والله ما أعلم شابّاً في العرب جاء قومه بأفضل ممّا جئتكم به، إنّي قد جئتكم بخير الدّنيا والآخرة، وقد أمرني الله تعالى أن أدعوكم إليه... فأيّكم يوازرني على هذا الأمر، على أن يكون أخي ووصيّي وخليفتي فيكم؟ فأحجم القوم عنها جميعاً إلاّ عليّاً قال: أنا يا نبيّ الله. ثمّ أعادها ثانيةً وثالثةً، ولم يجبه أحد منهم إلاّ عليّ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ هذا أخي ووصيّي وخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا». فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع (٢) !

____________________

(١) الشعراء / ٢١٤.

(٢) تاريخ الطّبريّ ٢: ٦٣؛ مختصر تاريخ ابن عساكر ١٧: ٣١١. ويرد الحديث بعدّة ألفاظ متقاربة من عدّة طرق في المصدرين السّابقين، وتجدها في: مسند أحمد ١: ١١١؛ الفضائل، له: ٩١؛ تفسير الحبريّ: ٣٤٨؛ الخصائص للنّسائيّ: ٨٦؛ تفسير الطبريّ ١٩: ٧٤؛ شواهد التنزيل ١: ٤٢٠ - ٤٢٤؛ شرح نهج البلاغة للمعتزليّ =

٣٧٣

وهكذا كانت نشأة التشيّع سليمة في رحم الإسلام، وولدت الشّيعة ولادة طبيعيّة في حضن الدّعوة الإسلاميّة في أيّامها الأولى وكان «حديث الدّار» بمثابة إعلان تشريعيّ للتشيّع ونواة للشّيعة ثمّ توالت أحاديث: الثّقلين، وحدث المنزلة، وحديث الغدير، تكريساً لذلك. فهي والحال هذه ليست ابتكار مبتدع ولا مذهباً انفجر بعد غياب النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله .

الشّيعة في السّنّة الشّريفة

إنّ أوّل من نطق بكلمة «الشّيعة» هو رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، أطلقها على من شايع عليّاً عليه السلام، وقرنهم وإيّاه بالفوز، وأنّهم خير البريّة الّذين ذكرهم القرآن الكريم وبشّرهم بخير الآخرة، وسمّاهم تارة: شيعة عليّ، وأخرى حزبه، وغير ذلك من المفردات المرادفة لمعنى الشّيعة. فإذا كان ثمّة إشكال على التسمية؛ فالأولى أن يوجّه ذلك إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذ هو الّذي سمّاهم كذلك.

ولم تكن كلمة (شيعة غريبة على أذهان العرب، ولذا فهموا المقصود منها لما أنزل الله تعالى بها قرآناً: ( وَإِنّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ ) (١) أي أنّ إبراهيم النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله من شيعة نوح النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، بدليل الآيات التي قبلها، إذ هي في صدد الحديث عن نوح. وقوله تعالى في قصّة موسى عليه السلام: ( وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى‏ حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلاَنِ هذَا مِن شِيعَتِهِ وَهذَا مِنْ عَدُوّهِ ) (٢) .

وهذه قبسات من أحاديث النّور ترد فيها لفظة الشّيعة:

عن ابن عبّاس قال: لما نزلت هذه الآية ( إِنّ الّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحَاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ

____________________

= ٣: ٢٥٤؛ الكامل في التاريخ ٢: ٤١؛ تفسير ابن كثير ٣: ٣٥١؛ كنز العمّال ١٥: ١١٥؛ السّيرة الحلبيّة ١: ٢٨٦؛ ينابيع المودّة: ١٠٥؛ علل الشّرائع للصدوق ١: ١٧٠؛ سعد السعود: ١٠٥ - ١٠٦.

(١) الصافّات / ٨٣.

(٢) القصص / ١٥.

٣٧٤

الْبَرِيّةِ ) (١) ، قال: رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعليّ: هو أنت وشيعتك تأتي يوم القيامة أنت وهم راضين مرضيين، ويأتي أعداؤك غضاباً مقمحين» (٢) .

وعن أمير المؤمنين عليّ عليه السلام قال: حدّثني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله - وأنا مسنده إلى صدري - فقال: أي عليّ، ألم تسمع قول الله تعالى: ( إِنّ الّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحَاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيّةِ ) ؟! أنت وشيعتك، وموعدي وموعدكم الحوض إذا جثت الأمم للحساب تدعون غرّاً محجّلين».

وعن مجاهد في قوله تعالى: ( أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيّةِ ) ، قال: هم عليّ وأهل بيته ومحبّوهم. ومحبّتهم عليهم السلام ليست محض عاطفة لأنّهم أهل بيت النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وإنّما هي أيضاً للخصوصيّات الّتي تعرّفنا على بعضها، وهي غير موجودة في غيرهم ومحبّتهم لا يصدّقها إلاّ العمل بسنّتهم، وهذا هو التشيّع الّذي لا يرضون من أحد أن يتسمّى بأنّه شيعيّ إلاّ به، وسنذكر أحاديث في ذلك.

وعن جابر بن عبد الله الأنصاريّ: كنا عند النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فأقبل عليّ بن أبي طالب، فقال النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : «قد أتاكم أخي. ثمّ التفت إلى الكعبة فضربها بيده، ثمّ قال: والّذي نفسي بيده إنّ هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة» (٣) .

وكان سلمان يقول: يا معشر المؤمنين، تعاهدوا ما في قلوبكم لعليّ صلوات الله عليه؛ فإنّي ما كنت عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قطّ، فطلع عليّ، إلاّ ضرب النّبيُّ بين كتفيّ ثمّ قال: «يا سلمان، هذا وحزبه هم المفلحون» (٤) .

والحزب، والشّيعة، والأمّة، جند الرجل وأصحابه الّذين هم على رأيه... يرادف بعضها بعضاً.

____________________

(١) البيّنة / ٧.

(٢) ذكرنا مصادر هذا الحديث وما بعده في فصل «ما نزل في أهل البيت من القرآن».

(٣) خرّجناه ومصادره في فصل «ما نزل من القرآن في أهل البيت».

(٤) تفسير الحبريّ: ٢٣٢؛ تفسير الطبريّ ٣٠: ١٤٦؛ حلية الأولياء ١: ٦٦؛ شواهد التنزيل ١: ٧٠؛ بشارة المصطفى ١٨٧؛ أمالي الصدوق: ٢٩٤؛ مختصر تاريخ دمشق ١٨: ١٤؛ الأمالي الخميسيّة ١: ٣؛ خصائص الوحي المبين ٢١٣.

٣٧٥

عن عليّ عليه السلام قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : (شجرة أنا أصلها، وعليّ فرعها، والحسن والحسين ثمرها، والشّيعة ورقها. فهل يخرج من الطيّب إلاّ الطيّب؟» (١) .

فمن عاب الورق من الشجرة عاب أصلها! والحديث يؤكّد الّذي قلناه من أنّ الشّيعة بذرة أنبتها الله تعالى، فهم وأهل البيت توأمان من أهل واحد لا يعطي إلاّ طيّباً.

عن عليّ قال: قال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

«أنت وشيعتك في الجنّة» (٢) .

وأخرج ابن عساكر بسنده عن القاسم بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عبد الله، عن أبيه عبد الله بن جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أبيه أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب، قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «يا عليّ، إذا كان يوم القيامة يخرج قوم من قبورهم، لباسهم النّور، على نجائب من نور، أزمّتها يواقيت حمر، تزفّهم الملائكة إلى المحشر». فقال عليّ: تبارك الله! ما أكرم هؤلاء على الله! قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «يا عليّ، هم أهل ولايتك وشيعتك ومحبّوك، ويحبّونك بحبّي، ويحبّونني بحبّ الله، هم الفائزون يوم القيامة» (٣) .

وعن عليّ قال: شكوت إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حسد النّاس لي، فقال: «يا عليّ، أما ترضى أنّ أوّل أربعة يدخلون الجنّة: أنا وأنت والحسن والحسين، وأزواجنا عن أيماننا وشمائلنا، وذرارينا خلف أزواجنا، وأشياعنا من ورائنا؟» (٤) .

وعن أمّ سلمة قالت: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أبشر يا عليّ، أنت وأصحابك في الجنّة. أبشر يا عليّ، أنت وشيعتك في الجنّة» (٥) .

وعن أبي سعيد الخدريّ قال: قال: رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّ عن يمين العرش كراسي من

____________________

(١) مختصر تاريخ دمشق ١٨: ١٧.

(٢) نفس المصدر ١٧: ٣٨٤.

(٣) مختصر تاريخ ابن عساكر ١٧: ٣٨٤.

(٤) مختصر تاريخ دمشق ١٧: ٣٨١؛ تفسير الزمخشريّ ٤: ١٧٢؛ كفاية الطّالب ٣٢٦؛ الصواعق المحرقة ٩٦؛ نور الأبصار ١٠٠.

(٥) مختصر تاريخ دمشق ١٧: ٣٨٥.

٣٧٦

نور، عليها أقوام تتلألأ وجوههم نوراً». فقال أبو بكر: أنا منهم يا نبيّ الله؟ قال: «أنت على خير». فقال عمر: يا نبيّ الله أنا منهم؟ فقال مثل ذلك، ولكنّهم قوم تحابّوا من أجلي، وهم هذا وشيعته - وأشار بيده إلى عليّ بن ابي طالب» (١) .

ما أشبه جواب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله للشيخين - إذ سألاه أن يكونا في تلك الطّائفة الّتي نالت أعلى مراتب الرّحمة والكرامة، فأجابهما أنّهما ليسا منها ولكنّهما على خيرٍ - بجوابه لأمّ سلمة أن تكون مع عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، تحت الكساء، فنحّاها النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قائلاً: «إنّك على خير»!

وبسند عن أبي جعفر الباقر عليه السلام في قوله تعالى: ( وَبَشّـرِ الّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحَاتِ ) (٢) الآية. قال عليه السلام: «عليّ والأوصياء من بعده وشيعتهم» (٣) . عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «لما أدخلت الجنّة رأيت فيها شجرة تحمل الحليّ والحلل، أسفلها خيل بلق، وأوسطها حور عين، وفي أعلاها الرّضوان قلت: يا جبرئيل، لمن هذه الشّجرة؟ قال: هذه لابن عمّك أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب؛ إذا أمر الله الخليقة بالدخول إلى الجنّة يؤتى بشيعة عليّ حتّى ينتهى بهم إلى هذه الشّجرة، فيلبسون الحليّ والحلل ويركبون الخيل البلق وينادي منادٍ: هؤلاء شيعة عليّ بن أبي طالب، صبروا في الدّنيا على الأذى، فحبوا (٤) اليوم» (٥) .

عن أنس قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إذا كان يوم القيامة ينادون عليّ بن أبي طالب بسبعة أسماء: يا صدّيق، يا دالّ، يا عابد، يا هادي، يا مهديّ، يا فتى، يا عليّ؛ مرّ أنت وشيعتك إلى الجنّة بغير حساب» (٦) .

____________________

(١) مختصر تاريخ دمشق ١٧: ٣٨٤.

(٢) البقرة / ٢٥.

(٣) تفسير فرات ٤ - ٥.

(٤) حباه: أعطاه، ومنه الحباء أي العطيّة.

(٥) مائة منقبة لابن شاذان: ١٧١ حديث ٩٦، والمناقب للخوارزميّ: ٧٣.

(٦) المناقب للخوارزميّ: ٣١٩؛ مائة منقبة: ١٥٠ حديث ٨٣.

٣٧٧

وبسند عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال: «يدخل من أمّتي الجنّة سبعون ألفاً بغير حساب» (١) . فقال عليّ عليه السلام: من هم يا رسول الله؟ قال: «هم شيعتك (٢) يا عليّ، وأنت إمامهم» (٣) .

وروى جعفر بن محمّد عن آبائه عن عليّ عليه السلام: إنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قال له: «إنّ في السّماء حرساً وهم الملائكة، وفي الأرض حرساً وهم شيعتك يا عليّ» (٤) .

وعن أبي سعيد الخدريّ قال: نظر النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى عليّ عليه السلام، فقال: «هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة» (٥) .

وعن أمّ سلمة: «عليّ وشيعته هم الفائزون يوم القيامة» (٦) .

وبسند عالٍ عن أمير المؤمنين عليّ عليه السلام، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال: «يا عليّ، إنّ شيعتنا يخرجون من قبورهم يوم القيامة - على ما بهم من العيوب والذّنوب - وجوههم كالقمر في ليلة البدر، وقد فرّجت عنهم الشّدائد، وسهّلت لهم الموارد، وأعطوا الأمن والأمان، وارتفعت عنهم الأحزان، يخاف النّاس ولا يخافون، ويحزن النّاس ولا يحزنون، شرك نعالهم تتلألأ نوراً، على نوقٍ بيض لها أجنحة، قد ذلّلت من غير مهانة ونجّبت من غير رياضة، أعناقها من ذهب أحمر، ألين من الحرير؛ لكرامتهم على الله عزّ وجلّ» (٧)

عن أبان بن تغلب، عن فضيل، عن عبد الملك الهمدانيّ، عن زاذان، عن عليّ عليه السلام: «تفترق هذه الأمّة على ثلاث وسبعين فرقة، ثنتان وسبعون في النّار، وواحدة في الجنّة. وهم الّذين قال الله عزّ وجلّ: ( وَمِمّنْ خَلَقْنَا أُمّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ) (٨) ، وهم أنا

____________________

(١) في مناقب الإمام عليّ لابن المغازليّ: «لاحساب عليهم».

(٢) في مناقب الإمام عليّ لابن المغازليّ: «هم من شيعتك».

(٣) المناقب للخوارزميّ: ٣١٩؛ مائة منقبة: ١٥٠ حديث ٨٣؛ مناقب الإمام عليّ لابن المغازليّ: ٢٩٣.

(٤) المناقب للخوارزميّ: ٣٢٨.

(٥) كفاية الطّالب: ٣١٤؛ فضائل الخمسة ٣: ٩٨.

(٦) الفردوس للديلميّ (حديث ٤١٧٢).

(٧) مناقب الإمام عليّ لابن المغازليّ ٢٩٦.

(٨) الأعراف / ١٨١.

٣٧٨

وشيعتي» (١) .

بسند عن عليّ بن أبي طالب عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال: «يا عليّ، إنّ الله قد غفر لك ولأهلك ولشيعتك ومحبّي شيعتك ومحبّي محبّي شيعتك، وأبشر؛ فإنّك الأنزع البطين؛ منزوع من الشّرك، بطين من العلم» (٢) .

عن كثير بن زيد قال: دخل الأعمش على المنصور وهو جالس للمظالم، فلمّا بصر به قال له: يا سليمان تصدّر. فقال: أنا صدر حيث جلست. ثمّ قال: حدّثني الصّادق قال: حدّثني الباقر قال: حدّثني السجّاد قال: حدّثني الشّهيد قال: حدّثني التقيّ - وهو الوصيّ أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهم السلام - قال: حدّثني النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قال: أتاني جبريل عليه السلام فقال: تختّموا بالعقيق فإنّه أوّل حجر شهد لله بالوحدانيّة، ولي بالنّبوّة، ولعليّ بالوصيّة، ولولده بالإمامة، ولشيعته بالجنّة» (٣) .

ونظير الحديث السّابق، عن سلمان الفارسيّ أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قال لعليّ عليه السلام: «يا عليّ، تختمّ باليمين تكن من المقرّبين». قال: يا رسول الله، وما المقرّبون؟ قال: جبرئيل وميكائيل». قال: فبم أتختّم يا رسول الله؟ قال: «بالعقيق الأحمر؛ فإنّه جبل (٤) أقرّ لله بالوحدانيّة، ولي بالنّبوّة، ولك بالوصيّة، ولولدك بالإمامة، ولمحبّيك بالجنّة، ولشيعة ولدك بالفردوس (٥) .

وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مخاطباً ابنته فاطمة عليها السلام: «إذا دعاني ربّ العالمين دعا عليّاً معي، وإذا جثوت جثا عليّ معي، وإذا أجبت أجيب عليّ معي، وإنّه في المقام عوني على مفاتيح الجنّة، قومي يا فاطمة إنّ عليّاً وشيعته هم الفائزون غداً» (٦) .

قال عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه في قول الله تعالى: ( صِرَاطَ الّذِينَ أَنْعَمْتَ

____________________

(١) مناقب الإمام عليّ لابن المغازليّ: ٣٣١.

(٢) نفس المصدر ٢٨١؛ المناقب للخوارزميّ ٢٩٤؛ فرائد السمطين ١: ٣٠٨.

(٣) مناقب الإمام عليّ لابن المغازليّ ٢٨١.

(٤) لعلّه تصحيف، والصحيح: حجر.

(٥) المناقب للخوارزميّ: ٣٢٦.

(٦) مناقب الإمام عليّ لابن المغازليّ: ١٥٢.

٣٧٩

عَلَيْهِمْ ) [ الفاتحة / ٧ ]، قال: النّبيّ ومن معه وعليّ بن أبي طالب وشيعته (١) .

وفي قوله تعالى: ( ذلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتّقِينَ ) . (٢)

عن الهذيل بن حبيب بن أبي صالح، عن أبيه، عن جدّه عن الضحّاك، عن عبد الله بن عبّاس، في قول الله عزّ وجلّ: ( ذلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ ) يعني: لا شكّ فيه أنّه نزل من عند الله تعالى ( هُدىً ) يعني: بياناً ونوراً ( لِلْمُتّقِينَ ) : عليّ بن أبي طالب الذي لم يشرك بالله طرفة عين، اتّقى الشّرك وعبادة الأوثان وأخلص لله العبادة؛ يبعث إلى الجنّة بغير حساب هو وشيعته (٣) .

في قوله تعالى: ( الّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ ) . (٤)

من طريق أبي نعيم، عن حفص بن عاص، عن فضيل بن الزّبير، عن أبي داود، عن أنس ابن مالك قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله - وذكر الآية - أتدري من هم يا ابن أمّ سليم؟ قلت: ومن هم يا رسول الله؟ قال: «نحن وشيعتنا» (٥) .

وفي قوله تعالى: ( ثَوَاباً مِنْ عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثّوَابِ ) (٦) ؛ ( وَمَا عِندَ اللّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ ) (٧) عن صالح بن عبد الرّحمن، عن الأصبغ بن نباتة قال: سمعت عليّاً يقول: أخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بيدي ثمّ قال: يا أخي، قول الله تعالى ( ثَوَاباً مِنْ عِندِ اللّهِ ) أنت الثّواب، وشيعتك الأبرار (٨) .

من خلال ما ذكرناه من الأحاديث الشّريفة وجدنا النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ينسب الشّيعة إلى نفسه الزكيّة لقوله: «نحن وشيعتنا»، وينسبهم تارة أخرى إلى عليّ الّذي هو نفس رسول الله

____________________

(١) شواهد التنزيل ١: ٦٦.

(٢) البقرة / ٢.

(٣) شواهد التنزيل ١: ٦٧.

(٤) الرّعد / ٢٨.

(٥) خصائص الوحي المبين: ١٨٥؛ البرهان ٢: ٢٩١.

(٦) آل عمران / ١٩٥.

(٧) نفس المصدر ١٩٨.

(٨) شواهد التنزيل ١: ١٣٨.

٣٨٠

وكلاهما من شجرة واحدةٍ والنّاس من أشجار شتّى وقد مرّ بنا بحث هذا وغيره ممّا في معناه. ونجده ينسبهم أيضاً إلى ولد عليّ عليهم السلام الّذين قال فيهم رسول الله: «دعوت ربّي أن يجعل ذرّيّتي في صلب عليّ»، ونصبهم منار هداية للأمّة؛ فجاز لنا أن نقول: الشّيعة صراط الله المستقيم، فقد شهدت لهم أحاديث النّبيّ بالجنّة وأنّهم من الشّجرة الطيّبة الّتي أصلها رسول الله - كما ذكرنا آنفاً - ولا يخرج من الطيّب إلاّ الطيّب، ( وَالّذِي خَبُثَ لاَيَخْرُجُ إِلّا نَكِداً ) (1) .

وقد ضرب الله سبحانه بالشجرتين مثلاً، قال عزّ وجلّ: ( ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السّماءِ ) (2) .

عن محمّد بن عليّ الحلبيّ، عن زرارة وحمران، عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام يعني: النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله والأئمّة من بعده هم الأصل الثّابت، والفرع الولاية لمن دخل فيها» (3) .

وعن محمّد بن يزيد قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله: ( وَفَرْعُهَا فِي السّماءِ ) فقال: رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أصلها، وأمير المؤمنين عليه السلام فرعها، والأئمّة من ذرّيّتهما أغصانها، وعلم الأئمّة ثمرها، وشيعتهم ورقها، فهل ترى فيها فضلاً (4) ؟! قلت: لا والله. قال: والله إنّ المؤمن ليموت فتسقط ورقة من تلك الشّجرة، وإنّه ليولد فتورق ورقة فيها. قال: قلت: ( تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلّ حِينٍ ) (5) قال: يعني ما يخرج إلى النّاس من علم الإمام في كلّ حين يسأل عنه (6) .

ومثلما ضرب سبحانه مثلاً لأهل الصّراط المستقيم، مثّل سبحانه لمعانديهم: ( وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثّتْ مِن فَوْقِ الْأَرْضِ مَالَهَا مِن قَرَارٍ ) [ إبراهيم / 26 ].

عن عبد الرّحمن بن سالم الأشلّ، عن أبيه، عن أبي عبد الله عليه السلام - وذكر الآيتين - قال:

____________________

(1) الأعراف / 58.

(2) إبراهيم / 24.

(3) تفسير العيّاشيّ 2: 224؛ البرهان 2: 311.

(4) أي هذا هو تمام الشّجرة الطّيّبة وليس غير ما ذكره منها.

(5) ابراهيم / 25.

(6) تفسير العيّاشيّ 2: 224.

٣٨١

هذا مثل ضربة الله لأهل بيت نبيّه ولمن عاداهم (1) .

ثمّة سؤال

والسؤال - على نحو الإنكار - موجّه إلى النّاصبيّ ابن تيميّة وشقيقه في النّصب ابن القيّم، إذ المسلم - حنبليّاً أم مالكيّاً أم حنفيّاً أم شافعيّاً أم غيره - يعرف حقّ محمّد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وشيعته: عليّ وفاطمة وولدهما عليهم السلام، وسلمان وعمّار وأبي ذرّ وأمّ سلمة وأمّ أيمن وأسماء بنت عميس والمقداد وابن عبّاس والأشتر... هذه الشّجرة المباركة الطيّبة، فكيف سوّلت لكما نفساكما فلم تمسكا زمامهما، فهدرت منكما الشّقاشق بلعن الشّيعة وتسميتهم الرّوافض وأنّهم أخسّ الطّوائف، وفضّلتما المجوس واليهود والخوارج عليهما، وزعمتما أنّهم أهل الغضب والضّلال الّذين ذكرهم القرآن الكريم في سورة الفاتحة؟!

ونقول: نعمت التسمية وما أحلاها! إذ رفضت الشّيعة من يومها الأوّل كلّ باطل، ولم تقبل إلاّ بوحدانيّة الله تعالى وتنزيهه عن صفات النّقص من تجسيم وغيره ممّا حوكمتما عليه، ودخلتما السّجن لأجله ولأجل بقيّة أقوالكما في السّلف الصالح ومنهم عليّ عليه السلام، ولم يكن في هيئة المحكمة رافضيّ! إنّما مالكيّ وحنفيّ وشافعيّ وحنبليّ.

والشّيعة رفضت كلّ طاغوت، ولم تقبل إلاّ حاكميّة الله، فعملت بالنصّ الشرعيّ قرآناً وسنّة. ولعلّكما وجدتما في تاريخ الأديان الإلهيّة السّابقة شيئاً يشابه ما سلكه الشّيعة، فتجاوزتما الحدّ وأنتم تفترون!

ذكر وكيع عن سليمان الأعمش أنّه قال: دخلت على أبي عبد الله جعفر بن محمّد الصّادق عليه السلام وقلت له: جعلت فداك، إنّ النّاس يسمّونا روافض، فما الرّوافض؟ فقال: والله ما هم سمّوكم، الله سمّاكم به في التّوراة والإنجيل على لسان موسى ولسان عيسى، وذلك أنّ سبعين رجلاً من قوم فرعون رفضوا فرعون ودخلوا في دين موسى، فسمّاهم الله الرّافضة، وأوحى إلى موسى أن أثبت لهم هذا الاسم في التوراة حتّى يملكونه على لسان محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله . ففرّقهم الله فرقاً كثيرةً وتشعّبوا شعباً كثيرةً، فرفضوا الخير ورفضتم الشرّ،

____________________

(1) تفسير العياشيّ 2: 224.

٣٨٢

واستقمتم مع أهل بيت نبيّكم صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فذهبتم حيث ذهب نبيّكم واخترتم من اختار الله ورسوله، فأبشروا ثمّ أبشروا فأنتم المرحومون المتقبّل من محسنهم المتجاوز عن مسيئهم، «ومن لم يلق الله بمثل ما لقيتم لم تقبل حسنته ولم يتجاوز عن سيّئته» (1) يا سليمان، هل سررتك؟ فقلت: جعلت فداك زدني فقال: إنّ لله عزّ وجلّ ملائكة يستغفرون لكم حتّى يتساقط ذنوبكم كما يتساقط ورق الشّجر في يوم ريح، وذلك قول الله تبارك وتعالى: ( الّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبّحُونَ بِحَمْدِ رَبّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلّذِينَ آمَنُوا ) (2) وهم شيعتنا والله، يا سليمان هل سررتك؟ فقلت: زدني، جعلت فداك. قال: ما على ملّة إبراهيم إلاّ نحن وشيعتنا وسائر النّاس منها بريء (3) .

( أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقّ أَحَقّ أَن يُتّبَعَ أَمْ مَن لاَ يَهِدّي إِلّا أَن يُهْدَى ) (4) .

( إِنّ فِي ذلِكَ لآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) (5) .

سيماء الشّيعة

ولا يغترّ أحد أن يقول ما زال هذا حال الشّيعة من الكرامة عند الله تعالى فيكفي أن أنتحل التّشيّع وأوالي أهل البيت وأحبّهم! إنّما الشّيعيّ كما ذكرنا سابقاً من خضع للنصّ الشرعيّ فاتّقى الله وأحلّ حلاله وحرّم حرامه.

وللشيعيّ سيماء يعرف بها إذا لو حظت فيه قيل عنه إنّه شيعيّ: قال المدائنيّ: نظر عليّ ابن أبي طالب إلى قوم ببابه، فقال لقنبر: من هؤلاء؟ قال: هؤلاء شيعتك يا أمير المؤمنين. قال: فقال: لا أرى فيهم سيماء الشّيعة!

____________________

(1) أي بمثل ما لقيتم من الاستقامة على الصّراط المستقيم والتّمسّك بولاية أهل البيت، وما لقوا بسبب ذلك من العنت والاضطهاد على أيدي أعداء النّبيّ وآله. والكلام في عدم القبول من غيرهم أي أولئك الّذين عرفوا وجوب التمسّك بالولاية ولم يعملوا بها.

(2) غافر / 7.

(3) تفسير فرات: 139.

(4) يونس / 35.

(5) الشعراء / 8.

٣٨٣

قال: وما سيماء الشّيعة؟

قال: خمص البطون من الطّوى، يبس الشفاه من الظّما، عمش العيون من البكا (1) .

الحسن عن أبيه عليهما السلام قال: «كثيراً ما كنت اسمع أبي يقول: ليس من شيعتنا من لا يتحدّث المخدّرات (2) بورعه في خدورهنّ! وليس من أوليائنا من هو في قرية فيها عشرة آلاف رجل فيهم خلق الله أورع منه» (3) .

ومحمّد بن مسلم، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: «لا تذهب بكم المذاهب فو الله ما شيعتنا إلاّ من أطاع الله عزّ وجلّ» (4) .

وجابر بن عبد الله الأنصاريّ، عن الباقر عليه السلام: قال قال لي: «يا جابر! أيكتفي من ينتحل التّشيّع أن يقول بحبّنا أهل البيت؟! فو الله ما شيعتنا إلاّ من اتّقى الله وأطاعه، وما كانوا يعرفون يا جابر إلاّ بالتواضع والتّخشّع والأمانة وكثرة ذكر الله، والصوم والصّلاة والبرّ بالوالدين والتعهّد للخيرات من الفقراء وأهل المسكنة والغارمين والأيتام وصدق الحديث وتلاوة القرآن وكفّ الألسن عن النّاس إلاّ من خير، وكانوا أمناء عشائرهم في الأشياء». قال جابر: فقلت يا ابن رسول الله! ما نعرف أحداً اليوم بهذه الصّفة! فقال: يا جابر ن لا تذهبنّ بك المذاهب؛ حسب الرّجل أن يقول: أحبّ عليّاً وأتولاّه ثمّ لا يكون مع ذلك فعّالاً؟! فلو قال: إنّي أحبّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ورسول الله خير من عليّ عليه السلام - ثمّ لا يتّبع سيرته ولا يعمل بسنّته ما نفعه حبّه إيّاه شيئاً، فاتّقوا الله واعملوا لما عند الله، ليس بين الله وبين أحد قرابة. أحبّ العباد إلى الله أتقاهم وأعملهم بطاعة الله. يا جابر، والله ما يتقرّب إلى الله عزّ وجلّ إلاّ بالطّاعة، ما معنا براءة من النّار، ولا على الله لأحدٍ من حجّة، ومن كان لله عاصياً فهو لنا عدوّ، ومن كان لله مطيعاً فهو لنا وليّ، ما ينال ولايتنا إلاّ بالعمل والورع» (5) .

____________________

(1) مختصر تاريخ ابن عساكر 18: 66.

(2) المخدّرة: الّتي تلزم بيتها صوناً لعرضها.

(3) مجموعة ورّام 2: 187.

(4) نفس المصدر: 185.

(5) مجموعة ورّام 2: 185 - 186؛ الكافي 2: 75.

٣٨٤

وبلفظ قريب منه: قال الإمام الباقر عليه السلام: «يا جابر، بلّغ شيعتي عنّي السّلام وأعلمهم أنّه لا قرابة بيننا وبين الله عزّ وجلّ، ولا يتقرّب إليه إلاّ بالطّاعة له. يا جابر، من أطاع الله وأحبّنا فهو وليّنا، ومن عصى الله لم ينفعه حبّنا» (1) .

وأيضاً عن الإمام الباقر عليه السلام: «إنّما شيعة عليّ عليه السلام: المتباذلون في ولايتنا، المتحابّون في مودّتنا، المتزاورون لإحياء أمرنا، الّذين إذا غضبوا لم يظلموا وإذا رضوا لم يسرفوا بركة على من جاوروا، سلم لمن خالطوا (2) .

حنان بن سدير، قال قال أبو الصبّاح (3) الكنانيّ لأبي عبد الله الصّادق عليه السلام: ما نلقى من النّاس فيك؟ فقال: أبو عبد الله: وما تلقى من النّاس فيّ؟ فقال: لا يزال يكون بيننا وبين الرّجل الكلام فيقول: جعفريّ خبيث! فقال: يعيّركم النّاس بي؟ فقال له أبو الصبّاح: نعم. فقال عليه السلام: «فما أقلّ والله من يتّبع جعفراً منكم! إنّما أصحابي من اشتدّ ورعه وعمل لخالقه ورجا ثوابه، هؤلاء أصحابي» (4) .

وعن الإمام الحسن العسكريّ عليه السلام قال: «إنّ الرّجل منكم إذا ورع في دينه، وصدق في حديثه، وأدّى الأمانة، وحسن خلقه مع النّاس قيل: هذا شيعيّ، فيسرّني ذلك». (5)

إنّ الأحاديث الشّريفة تفصح عن هويّة الشّيعيّ، فالتقوى الّتي هي معيار التفاضل عند الله تعالى: ( إِنّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللّهِ أَتْقَاكُمْ ) (6) هي المرتكز الّذي شيّد عليه صرح التشيّع ن والخلق الفاضل الّذي مدح الله تعالى به نبيّه الكريم: ( وَإِنّكَ لَعَلَى‏ خُلُقٍ عَظِيمٍ ) (7) هو

____________________

(1) بحار الأنوار 78: 183.

(2) تحف العقول لابن شعبة: 300.

(3) في رجال ابن داود (القسم الأوّل: 19: إبراهيم بن نعيم أبو الصبّاح العبديّ، نزل كنانة فقيل: الكنانيّ. قال له الصادق عليه السلام: «أنت ميزان لا عين فيه»، مات بعد السّبعين والمائة. وذكره البرقيّ في رجاله: 11 و 18 في أصحاب الباقر والصادق عليهما السلام. وفي رجال النجاشيّ: 15: كان أبو عبد الله يسمّيه الميزان لثقته.

(4) مجموعة ورّام 2: 186.

(5) بحار الأنوار 78: 372.

(6) الحجرات / 13.

(7) القلم / 4.

٣٨٥

الإطار الجميل لشخصيّة الشّيعيّ، فمن عدم هذه العناصر لم يكن من شيعة النّبيّ وأهل بيته صلّى الله عليه وعليهم، وإن تسمّى شيعيّاً، وخرج بذلك عن صراط الله المستقيم.

دعاء

اللّهمّ نبتهل إليك وندعوك في صلواتنا المكتوبة والمندوبة وفي آناء اللّيل وأطراف النّهار، ونستشفع إليك بحبيبك ورسولك محمّد وآله الطّيّبين الطّاهرين أن تثبّتنا على صراطك المستقيم الّذي رحمتنا به فهديتنا إليه، وتتمّ لنا نورنا يوم تفضح السّرائر وتقام الموازين بالحقّ، إنّك حميد مجيد، وأنت يا ربّ أرحم الرّاحمين.

كلمة شكر

وإذ وفّقني ربّي لإنجاز هذا المجهود فله الحمد وله الشكر. وأشكر السّادة المحترمين الذين آزروني في عملي هذا أخصّ بالذّكر منهم: حجّة الإسلام الشيخ علي أكبر إلهي الخراسانيّ مدير مجمع البحوث الإسلاميّة ولله الحمد أوّلاً وآخراً والصلاة والسّلام على سادة الورى محمّد وآله الطيّبين الطاهرين.

٣٨٦

المراجع والمصادر

أ

1 - ابن تيميّة، حياته وعصره: محمّد أبو زهرة، دار الفكر العربيّ.

2 - الاتقان في علوم القرآن: السيوطيّ جلال الدين عبد الرّحمان بن أبي بكر (ت 911 هـ). مطبعة حجازي، القاهرة 1360 هـ.

3 - الاحتجاج: الطبرسيّ أحمد بن أبي طالب (القرن السادس الهجريّ)، مؤسّسة الأعلميّ للمطبوعات، بيروت 1983 م.

4 - إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل: القاضي الشهيد نور الله التستريّ. المطبعة الإسلاميّة، طهران.

5 - أحكام القرآن: الجصّاص أحمد بن عليّ الرّازيّ (ت 370). المطبعة البهية، القاهرة 1347 هـ.

6 - إحياء علوم الدّين: الغزاليّ محمّد بن محمّد. مطبعة الحلبيّ، القاهرة 1358 هـ.

7 - إحياء الميت بفضائل أهل البيت: السيوطيّ جلال الدّين عبد الرّحمان الشّافعيّ (ت 910 هـ). الطبعة الثانية 1404 هـ / 1984 م. مؤسّسة الوفاء، بيروت - لبنان.

8 - الإرشاد: المفيد محمّد بن محمّد بن النّعمان (ت 413 هـ). مكتبة بصيرتيّ، قم.

9 - إرشاد العقل السّليم إلى مزايا القرآن الكريم: أبو السعود محمّد بن محمّد العماديّ (ت 951 هـ). دار إحياء التراث العربيّ، بيروت - لبنان.

10 - أسباب النزول، الواحديّ علي بن أحمد النيسابوريّ (ت 468 هـ). مطبعة أمير، قم، 1362 هـ ش.

11 - الاستيعاب في معرفة الأصحاب: ابن عبد البرّ القرطبيّ النمريّ المالكيّ (ت 463 هـ). طبع بهامش الإصابة لابن حجر.

12 - أسد الغابة في معرفة الصّحابة: ابن الأثير عليّ بن محمّد الجزريّ (ت 630 هـ). مطبعة الشعب، مصر 1970 م / 1390 هـ.

13 - أسمى المناقب في تهذيب أسنى المطالب: محمّد بن محمّد الجزريّ الدمشقيّ الشّافعيّ (ت 833 هـ). الطبعة الأولى، 1403 هـ / 1983 م.

14 - إشارة السّبق: الحلبيّ عليّ بن الحسن (القرن السادس الهجريّ). مؤسسة النشر الإسلاميّ،

٣٨٧

قم - ايران، الطبعة الأولى، 1414 هـ.

15 - الاشتقاق: ابن دريد محمّد بن الحسن الأزديّ (ت 321 هـ). منشورات مكتبة المثنّى، بغداد - العراق. الطبعة الثانية، 1399 هـ / 1879 م.

16 - الإصابة في تمييز الصّحابة: ابن حجر أحمد بن عليّ الكنانيّ العسقلانيّ الشّافعيّ (ت 852 هـ). الطبعة الأولى 1328 هـ، دار إحياء التراث العربي، بيروت - لبنان.

17 - إغاثة اللّهفان من مصايد الشّيطان: ابن قيّم الجوزيّة (ت 751). الطبعة الأخيرة 1381 هـ / 1961 م. مطبعة مصطفى الحلبيّ، مصر.

18 - الأغاني: أبو الفرج الإصفهانيّ عليّ بن الحسين (ت 356 هـ). دار إحياء التراث العربيّ.

19 - الإكمال: ابن ماكولا عليّ بن هبة الله البغداديّ (ت 475 هـ). مطبعة دائرة المعارف، حيدر آباد الهند 1383 هـ.

20 - الأمالي: الصّدوق محمّد بن عليّ بن بابويه القمّيّ (ت 381 هـ). المطبعة الحيدريّة، النّجف الأشرف.

21 - الأمالي: المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان العكبريّ البغداديّ (ت 413 هـ). المطبعة الحيدريّة، النجف الأشرف 1381 هـ.

22 - الأمالي: الشّيخ الطوسيّ محمّد بن الحسن (ت 460 هـ). مطبعة النعمان، النجف 1384.

23 - الأمالي الخميسيّة: المرشد بالله يحيى بن الحسين العلويّ الشجريّ (ت 499 هـ). مطبعة الفجّالة، مصر.

24 - الإمامة والسياسة: ابن قتيبة الدّينوريّ عبد الله بن مسلم (ت 270 هـ) مطبعة الفتوح، مصر.

25 - إمتاع الأسماع: المقريزيّ أحمد بن عليّ. القاهرة 1941 م.

26 - الأنساب السّمعانيّ عبد الكريم بن محمّد التميميّ (ت 562 هـ). طبعة حيدر آباد، الهند 1384 هـ.

27 - أنساب الأشراف: البلاذريّ أحمد بن يحيى من أعلام القرن الثالث الهجريّ. الطبعة الأولى 1394 هـ 1974 م. مؤسّسة الأعلميّ، بيروت - لبنان.

28 - الأوائل: أبو هلال العسكريّ الحسن بن عبد الله (ت 382 هـ). دار الأمل، طنجة - المغرب، 1385 هـ.

29 - أوائل المقالات: المفيد محمّد بن محمّد بن النّعمان (ت 413 هـ). 1403 هـ 1983 م. مكتبة التراث الإسلاميّ، بيروت - لبنان.

ب

30 - بحار الأنوار، محمّد باقر المجلسيّ (ت 1110 هـ). الطبعة الثالثة 1403 هـ مؤسسة الوفاء،

٣٨٨

بيروت.

31 - البحر المحيط في تفسير القرآن: محمّد بن يوسف أبو حيان الأندلسيّ (ت 745 هـ). مطبعة السعادة، القاهرة، 1328 هـ.

32 - البداية والنهاية: إسماعيل بن كثير (ت 774 هـ). مطبعة السعادة، القاهرة 1328 هـ.

33 - البدر الطّالع: الشوكانيّ محمّد بن عليّ (ت 1250 هـ). الطبعة الأولى. مطبعة السعادة، القاهرة.

34 - البرهان في تفسير القرآن: هاشم بن سليمان البحرانيّ (ت 1107 هـ). الطبعة الثانية، مطبعة آفتاب، طهران.

35 - بشارة المصطفى لشيعة المرتضى: أبو جعفر الطبريّ محمّد بن أبي القاسم (القرن السادس). الطبعة الثانية، المطبعة الحيدريّة، النجف الأشرف، 1838 هـ.

36 - بصائر الدرجات في فضائل آل محمّد: محمّد بن الحسن بن فرّوخ الصّفّار القمّيّ (ت 290 هـ). مكتبة المرعشيّ النجفيّ، قم - ايران، 1404 هـ.

ت

37 - تاريخ الإسلام: الذّهبيّ محمّد بن أحمد (ت 748 هـ). مطبعة السعادة، مصر، 1368 هـ.

38 - تاريخ الأمم والملوك: الطبريّ أبو جعفر محمّد بن جرير (ت 310 هـ). مطبعة الاستقامة، القاهرة، 1358 هـ / 1939 م.

39 - تاريخ بغداد: الخطيب البغداديّ أحمد بن عليّ (ت 463 هـ). دار الكتاب العربيّ، بيروت.

40 - تاريخ الخلفاء: السيوطيّ جلال الدّين عبد الرحمان الشافعيّ (ت 910 هـ). الطبعة الأولى، 1406 هـ / 1986 م. دار القلم للطباعة والنشر، بيروت - لبنان.

41 - التاريخ الكبير: البخاريّ محمّد بن إسماعيل الجعفيّ. الطبعة الأولى 1361 هـ مطبعة دائرة المعارف العثمانيّة بحيدر آباد الهند.

42 - تاريخ اليعقوبيّ: أحمد بن أبي يعقوب الكاتب العبّاسيّ، دار صادر، بيروت.

43 - تأسيس الشّيعة لعلوم الإسلام: السيّد حسن الصّدر (ت 1354 هـ). شركة النشر والطباعة العراقيّة المحدودة.

44 - التبيان في تفسير القرآن: الطوسيّ محمد بن الحسن (ت 460 هـ). دار إحياء التراث العربيّ، بيروت.

45 - تحف العقول عن آل الرسول: ابن شعبة الحرّانيّ الحسن بن عليّ (القرن الرابع). مؤسّسة النشر الإسلاميّ، قم - إيران. الطبعة الثانية 1363 هـ ش.

46 - تذكرة الخواصّ: سبط ابن الجوزيّ يوسف بن قز أوغلي الحنبليّ ثم الحنفيّ (ت 654 هـ).

٣٨٩

مؤسّسة أهل البيت، بيروت - لبنان، 1401 هـ / 1981 م.

47 - ترجمة الإمام عليّ من تاريخ مدينة دمشق: محمد باقر المحموديّ، الطبعة الثانية، 1398 هـ / 1978 م. مؤسسة المحموديّ، بيروت - لبنان.

48 - التسهيل لعلوم التنزيل: محمّد بن أحمد بن جزيّ الكلبيّ. الطبعة الرابعة، 1403 هـ 1983 م. دار الكتاب العربيّ، بيروت - لبنان.

49 - تفريح الخاطر في ترجمة عبد القادر، مطبعة عيسى البابيّ الحلبيّ، مصر 1339 هـ.

50 - تفسير الحبريّ الحسين بن الحكم (ت 286 هـ). مؤسّسة آل البيت لإحياء التراث، بيروت - لبنان. الطبعة الأولى 1408 هـ / 1987 م.

51 - التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكريّ. تحقيق مؤسّسة الإمام المهديّ، قم 1409 هـ.

52 - تفسير الطبريّ: أبو جعفر محمّد بن جرير الطبريّ (ت 310 هـ). ويدعى: (جامع البيان في تفسير القرآن). المطبعة الميمنيّة، مصر.

53 - تفسير العيّاشيّ: محمد بن مسعود بن عيّاش السّمرقنديّ (القرن الثالث). المكتبة العلميّة الإسلاميّة، طهران - إيران.

54 - تفسير فرات بن إبراهيم الكوفيّ (القرن الرابع). المطبعة الحيدريّة، النجف الأشرف.

55 - تفسير القرآن العظيم: أبو الفداء إسماعيل بن كثير. الطبعة الثانية، 1986 م. دار المعرفة، بيروت - لبنان.

56 - تفسير القمّيّ علي بن إبراهيم (من أعلام القرنين الثالث والرابع). الطبعة الثالثة، 1404 هـ. مؤسّسة دار الكتاب للمطبوعات والنشر، بيروت - لبنان.

57 - التفسير القيّم: ابن قيّم الجوزيّة، لجنة التراث العربيّ، بيروت - لبنان.

58 - التفسير الكبير، ويدعى: (مفاتيح الغيب): الفخر الرّازيّ محمد بن عمر. الطبعة الثالثة، دار إحياء التراث العربيّ، بيروت - لبنان.

59 - تفسير الماورديّ علي بن محمّد البصريّ (ت 450 هـ)، الموسوم: (النّكت والعيون). دار الكتب العلميّة، بيروت - مؤسّسة الكتب الثقافيّة، بيروت. الطبعة الأولى 1412 هـ 1992 م.

60 - التلخيص: الذهبيّ محمّد بن أحمد (ت 748 هـ). طبع في ذيل المستدرك للحاكم.

61 - تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام): أبو الحسين ورّام بن أبي فراس المالكيّ الأشتريّ (ت 605 هـ). دار صعب، بيروت - دار التعارف، بيروت.

62 - تهذيب التهذيب: ابن حجر العسقلانيّ أحمد بن عليّ (ت 852). مطبعة دائرة المعارف العثمانيّة، حيدر آباد الهند، 1325 هـ.

63 - تهذيب الكمال في أسماء الرّجال: أبو الحجّاج يوسف المزّيّ (ت 742 هـ). مؤسّسة الرسالة،

٣٩٠

بيروت - لبنان. الطبعة الرابعة 1406 هـ / 1985 م.

64 - تيسير الوصول إلى جامع الأصول: عبد الرحمان بن عليّ بن الديبع الشيبانيّ. المطبعة السّلفيّة، مصر 1346 هـ.

ث

65 - الثّقات: ابن حبّان علاء الدّين بن بلبان الفارسيّ (ت 739 هـ). الطبعة الأولى، 1407 هـ / 1987 م. دار الكتب العلميّة، بيروت - لبنان.

ج

66 - الجامع لأحكام القرآن: القرطبيّ محمّد بن أحمد الأنصاريّ. دار الكتاب العربيّ.

67 - جامع الأصول من أحاديث الرسول: ابن الأثير مجد الدين مبارك بن محمّد الجزريّ الشافعيّ (ت 606 هـ). الطبعة الأولى، 1368 هـ / 1949 م. مطبعة السّنّة المحمديّة.

68 - الجامع الصغير: السيوطيّ جلال الدّين عبد الرحمان الشافعيّ (ت 910 هـ). الطبعة الرابعة، دار الكتب العلميّة، بيروت - لبنان.

69 - الجرح والتعديل: عبد الرحمان بن أبي حاتم التميميّ الحنظليّ (ت 327 هـ). الطبعة الأولى، 1371 هـ / 1952 م. مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن، الهند.

70 - جمهرة أنساب العرب: ابن حزم الأندلسيّ أحمد بن سعيد الأمويّ الظاهريّ (ت 456 هـ). الطبعة الثالثة، 1971 م. مطبعة المعارف، مصر.

71 - جمهرة خطب العرب: مطبعة البابيّ الحلبيّ، القاهرة، 1352 هـ.

72 - جواهر الحسان في تفسير القرآن: منشورات الأعلميّ للمطبوعات، بيروت.

ح

73 - حلية الأولياء: أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهانيّ (ت 430 هـ). الطبعة الخامسة 1407 هـ / 1987 م. دار الكتاب العربيّ، بيروت.

خ

74 - خصائص أمير المؤمنين عليه السلام: النّسائيّ أحمد بن شعيب (ت 303 هـ). منشورات المطبعة الحيدريّة، النجف، 1369 هـ / 1949 م.

٣٩١

75 - خصائص أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام: الشريف الرضيّ محمّد بن الحسين الموسويّ (ت 406 هـ). الطبعة الثانية 1363 هـ ش. مطبعة أمير، قم.

76 - الخصائص الكبرى: جلال الدّين عبد الرحمان السّيوطيّ الشافعيّ (ت 910 هـ). الطبعة الأولى 1405 هـ / 1985 م. دار الكتب العلميّة: بيروت.

77 - خصائص الوحي المبين: ابن البطريق يحيى بن الحسن (ت 600 هـ). الطبعة الأولى 1406 هـ مطبعة وزارة الإرشاد الإسلاميّ، طهران.

78 - الخصال: الصدوق محمّد بن عليّ بن بابويه القمّيّ (ت 381 هـ). منشورات جماعة المدرّسين في الحوزة العلميّة، قمّ، 1403 هـ.

79 - خلاصة الأقول في معرفة الرّجال: العلاّمة الحلّيّ الحسن بن يوسف (ت 726 هـ). الطبعة الثانية 1381 هـ / 1961 م. المطبعة الحيدريّة، النجف.

د

80 - الدّرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة: ابن حجر العسقلانيّ الشافعيّ أحمد بن عليّ (ت 852 هـ). دار الجيل، بيروت.

81 - الدرّ المنثور في التفسير بالمأثور: السّيوطيّ جلال الدّين عبد الرحمن الشافعيّ (ت 910 هـ). المطبعة الميمنيّة، مصر 1313 هـ.

82 - دلائل النبوّة: أبو نعيم أحمد بن عبد الله الإصفهانيّ (ت 430 هـ). مطبعة دائرة المعارف العثمانيّة، حيدر آباد الهند، 1320 هـ.

83 - دلائل النّبوّة: البيهقيّ أحمد بن الحسين (ت 458 هـ). الطبعة الأولى 1389 هـ / 1969 م. دار النصر - المكتبة السّلفيّة، المدينة المنوّرة.

ذ

84 - ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى: المحبّ الطبريّ أحمد بن عبد الله (ت 694 هـ). مكتبة القدسيّ، القاهرة 1356 هـ.

85 - الذريعة إلى تصانيف الشّيعة: محمّد محسن بن محمّد رضا المعروف. بآقا بزرك الطهرانيّ (ت 1389 هـ). الطبعة الأولى طهران.

ر

86 - الرّجال: ابن داود الحسن بن عليّ الحليّ (ت 707 هـ). جامعة طهران، 1342 هـ.

٣٩٢

87 - رجال البرقيّ: أحمد بن أبي عبد الله (طبع مع رجال ابن داود).

88 - رجال الطّوسيّ: محمد بن الحسن (ت 460 هـ)، ويعرف بالفهرست. المطبعة الحيدريّة، النجف 1937 م.

89 - رجال النجاشيّ أحمد بن عليّ (ت 450 هـ). مكتبة الدّاوريّ: قم.

90 - الرّوح: ابن قيّم الجوزيّة (ت 751 هـ). الطبعة الأولى، دار الكتب العلمية، بيروت 1402 هـ / 1982 م.

91 - الرّوض الأنف في تفسير السّيرة النّبويّة لابن هشام: عبد الرّحمان بن عبد الله السّهيليّ (ت 581 هـ). شركة الطباعة الفنّية ن مصر.

92 - روض الجنان و روح الجنان في تفسير القرآن لأبي الفتوح الرازي حسين بن علي الخزاعي النيسابوري - منتصف القرن السادس الهجريّ. الناشر: مجمع البحوث الإسلاميّة 1371.

93 - روض الرّياحين في مناقب الصّالحين: اليافعيّ عبد الله بن أسعد (ت 768 هـ). طبع بهامش العرائس للثعلبيّ. مطبعة عاطف وولده، مصر.

94 - رياض العلماء: عبد الله أفندي الإصفهانيّ. مطبعة الخيّام، قم 1401 هـ.

س

95 - سعد السّعود: ابن طاووس عليّ بن موسى الحسنيّ الحسينيّ (ت 664 هـ). مطبعة أمير، قم 1363 هـ ش. مكتبة الرّضيّ، قم.

96 - السقيفة: سليم بن قيس الهلاليّ العامريّ (ت 90 هـ). دار الفنون، بيروت، 1400 هـ / 1980 م.

97 - سنن ابن ماجة محمّد بن يزيد القزوينيّ (ت 275 هـ). الطبعة الأولى 1395 هـ / 1975 م. دار إحياء التراث العربيّ، بيروت - لبنان.

98 - سنن الترمذيّ (الجامع الصحيح): محمّد بن عيسى بن سورة الترمذيّ (ت 279 هـ). دار الفكر للطباعة والنشر، بيروت، 1400 هـ / 1980 م.

99 - سنن الدّارميّ: عبد الله بن عبد الرحمان الدارميّ (ت 255 هـ). دار إحياء السّنة النّبويّة.

100 - سنن الدار قطني ك عليّ بن عمر (ت 385 هـ). دار المحاسن، القاهرة 1386 هـ.

101 - السنن الكبرى: البيهقيّ أحمد بن الحسين (ت 458 هـ). دار المعرفة، بيروت.

102 - سنن النّسائيّ أحمد بن علي بن شعيب (ت 303 هـ) بشرح السيوطيّ وحاشية السنديّ. الطبعة الأولى 1393 هـ / 1971 م، دار إحياء التراث العربيّ، بيروت.

103 - سير أعلام النّبلاء: الذهبيّ محمّد بن أحمد (ت 748 هـ). الطبعة الثانية 1402 هـ مؤسّسة الرسالة، بيروت.

٣٩٣

104 - السّيرة الحلبيّة، أو إنسان العيون في سيرة الأمين والمأمون: عليّ بن برهان الدين الحلبيّ منشورات دار إحياء التراث العربيّ، بيروت.

105 - السّيرة النّبويّة: زيني دحلان. طبع بهامش السّيرة الحلبيّة.

106 - السّيرة النّبويّة: عبد الملك بن هشام الحميريّ (ت 218 هـ). مطبعة مصطفى البابيّ الحلبيّ، مصر، 1355 هـ / 1936 م.

ش

107 - الشفا بتعريف حقوق المصطفى: القاضي عياض بن موسى اليحصبيّ. طبعة قديمة.

108 - شذرات الذّهب في أخبار من ذهب: ابن العماد الحنبليّ (ت 1089 هـ). دار إحياء التراث العربيّ، بيروت.

109 - شرح السّنّة: الحسين بن مسعود البغويّ (ت 516 هـ). الطبعة الثانية 1403 هـ / 1983 م. المكتبة الإسلاميّة، بيروت.

110 - شرح فتح القدير: محمّد بن عبد الواحد الحنفيّ (ت 681 هـ). دار إحياء التراث العربيّ.

111 - شرح نهج البلاغة: ابن أبي الحديد المعتزليّ. الطبعة الثانية 1385 هـ / 1965 م. مكتبة المرعشيّ، قم.

112 - الشرف المؤبّد لآل محمّد: يوسف بن إسماعيل النبهانيّ. المطبعة الأدبيّة، بيروت 1309 هـ.

113 - شعر أبي طالب وأخباره والمستدرك عليه: أبو هفّان عبد الله بن أحمد المهزميّ (ت 257 هـ). الطبعة الأولى، 1414 هـ دار الثقافة.

114 - شواهد التنزيل لقواعد التفضيل: عبيد الله بن عبد الله الحاكم الحسكانيّ الحنفيّ (ت 490 هـ). مؤسّسة الأعلميّ، بيروت 1393 هـ.

ص

115 - الصافي في تفسير القرآن: الفيض الكاشانيّ محمّد بن المرتضى (من علماء المائة الحادية عشرة). الطبعة الثالثة 1287. المكتبة الإسلاميّة، طهران.

116 - صبح الأعشى في صناعة الإنشا: القلقشنديّ أحمد بن عليّ (ت 820 هـ). الطبعة الأولى 1407 هـ / 1987 م. دار الكتب العلميّة، بيروت.

117 - صحيح مسلم: مسلم بن الحجّاج القشيريّ (ت 261 هـ). دار إحياء التراث العربيّ، بيروت.

٣٩٤

118 - صفة الصفوة: ابن الجوزي أبو الفرج عبد الرحمان (ت 597 هـ). مطبعة حيدر آباد الدكن، الهند 1312 هـ.

119 - الصّواعق المحرقة: أحمد بن حجر الهيتميّ المكّيّ (ت 974 هـ). طبعة مصر. المطبعة الميمنيّة 1312 هـ وطبعة مصر أيضاً، مكتبة القاهرة. الطبعة الثانية 1385 هـ / 1965 م.

ط

120 - الطّبقات: خليفة بن خيّاط (ت 240 هـ). دار الفكر، بيروت 1414 هـ / 1993 م.

121 - طبقات الشّافعيّة: ابن شهبة أحمد بن محمّد الدمشقيّ (ت 851 هـ). الطبعة الأولى، 1408 هـ / 1987 م. دار الندوة الجديدة، بيروت.

122 - طبقات الشافعيّة الكبرى: عبد الوهّاب بن تقيّ الدّين السّبكيّ. الطبعة الثانية. دار المعرفة، بيروت.

123 - الطّبقات الكبرى: محمّد بن سعد (ت 230 هـ). الطبعة الأولى 1405 هـ / 1985 م. دار بيروت للطباعة والنشر، بيروت.

ع

124 - العبر في خبر من غبر: الذهبيّ محمّد بن أحمد (ت 748 هـ). دار المطبوعات والنشر، الكويت.

125 - العرائس أو قصص الأنبياء: أحمد بن محمّد الثعلبيّ النيسابوريّ (ت 427 هـ). وبهامشه: روض الرياحين لليافعيّ. مطبعة عاطف وولده، مصر.

126 - العقد الفريد: ابن عبد ربّه أحمد بن محمد الأندلسيّ (ت 328 هـ). الطبعة الأولى 1404 هـ / 1983 م. دار الكتب العلميّة، بيروت.

127 - علم الحديث: ابن تيميّة أحمد بن عبد الحليم الحرّانيّ الحنبليّ (ت 728 هـ). الطبعة الثانية 1405 هـ / 1985 م. عالم الكتب، بيروت - لبنان.

128 - العمدة في عيون صحاح الأخبار: ابن البطريق يحيى بن الحسن. طبعة قديمة.

129 - عمدة القاري شرح صحيح البخاري: محمود بن أحمد العينيّ (ت 855 هـ). الطبعة الأولى دار الفكر، بيروت - لبنان.

غ

130 - غاية المرام في حجّة الخصام عن طريق الخاصّ والعامّ: هاشم بن سليمان البحرانيّ (ت

٣٩٥

1107 هـ). طبعة قديمة.

131 - غرائب القرآن ورغائب الفرقان: نظام الدّين الحسن بن محمّد القمّيّ النيسابوريّ. طبع هامش تفسير الطبريّ.

ف

132 - فتح الباري في شرح صحيح البخاري: ابن حجر العسقلانيّ أحمد بن عليّ (ت 852 هـ) مطبعة بولاق، 1300 هـ.

133 - فتح القدير الجامع بين فنّي الرّواية والدّراية من علم التفسير: محمّد بن عليّ الشوكانيّ (ت 1250 هـ). مطبعة الحلبيّ، القاهرة 1349 هـ.

134 - الفتوح: أحمد بن أعثم الكوفيّ 34 هـ دار الندوة، بيروت.

135 - فوح البلدان: البلاذريّ أحمد بن يحيى. ومعه (غوث العباد ببيان الرشاد: مصطفى أبو سيف الحماميّ). دار الكتب العلميّه، بيروت 1398 هـ / 1978 م.

136 - فرائد السّمطين: إبراهيم بن محمّد الجوينيّ (ت 730). الطبعة الأولى 1400 هـ / 1980 م. مؤسّسة المحموديّ.

137 - الفردوس بمأثور الخطاب: الدّيلمي شيرويه بن شهردار الهمدانيّ (ت 509 هـ). الطبعة الأولى 1406 هـ / 1986 م. دار الكتب العلميّة، بيروت - لبنان.

138 - الفصول المهمّة في معرفة أحوال الأئمّة: ابن الصبّاغ عليّ بن محمد المالكيّ (ت 855 هـ). مطبعة العدل، النجف.

139 - الفضائل: أبو الفضل شاذان بن جبرائيل القمّيّ (ت 660 هـ). المطبعة الحيدريّة، النجف، 1381 هـ / 1962 م.

140 - فضائل أمير المؤمنين وأهل البيت من كتاب المسند لأحمد بن حنبل قوام الدّين القمّيّ. مطبعة الحكمة، قم. 1352 هـ ش.

141 - فضائل الخمسة من الصّحاح الستة: مرتضى الحسينيّ الفيروزآباديّ الطبعة الثانية، 1392 هـ دار الكتب الإسلاميّة، طهران.

142 - فضائل الصّحابة: أحمد بن حنبل الشيبانيّ (ت 241 هـ). مؤسّسة الرسالة، بيروت 1403 هـ.

143 - الفهرست: محمد بن إسحاق النديم. طبع إيران.

144 - فهرست أسماء علماء الشّيعة ومصنّفيهم: منتجب الدّين علي بن عبيد الله بن بابويه الرازيّ (من أعلام القرن الخامس). مطبعة الخيام، قم 1404 هـ.

145 - الفوائد: ابن قيّم الجوزيّة (ت 751 هـ). الطبعة الثانية 1406 هـ / 1986 م. دار النفائس،

٣٩٦

بيروت.

146 - الفوائد المجموعة: محمّد بن عليّ الشوكانيّ. مطبعة مصطفى الحلبيّ.

ك

147 - الكامل في الأدب: المبرّد محمّد بن يزيد الأزديّ (ت 286 هـ). المطبعة العامرة، 1286 هـ.

148 - الكامل في التاريخ: ابن الأثير عليّ بن محمّد الجزريّ (ت 630 هـ)، دار صادر، بيروت، 1399 هـ / 1979 م.

149 - الكافي: الكلينيّ محمّد بن يعقوب الرازيّ (ت 329 هـ). المطبعة الحيدريّة، طهران 1379 هـ.

150 - الكشّاف: محمود بن عمر الزمخشريّ (ت 528 هـ). الطبعة الأولى. دار الكتاب العربيّ، بيروت.

151 - كشف الغمّة في معرفة الأئمّة: عليّ بن عيسى الأربلّيّ (من أعلام القرن السابع). مطبعة مهر، قم. نشر أدب الحوزة.

152 - كفاية الطّالب في مناقب عليّ بن أبي طالب: محمّد بن يوسف الگنجيّ الشافعيّ المقتول سنة 658 هـ الطبعة الثالثة، دار إحياء تراث أهل البيت، طهران.

154 - كنز الحفّاظ في تهذيب الألفاظ: ابن السكّيت يعقوب بن إسحاق (قتله المتوكّل العبّاسيّ سنة 243 هـ). الطبعة الثالثة، 1366 هـ مؤسّسة الطبع والنشر للآستانة الرضويّة.

155 - كنز العمّال في سنن الأقوال والأفعال: عليّ المتّقي الهنديّ (ت 975 هـ). مؤسّسة الرسالة، 1409 هـ / 1989 م.

156 - كنوز الحقائق: المناويّ عبد الرؤوف، بهامش الجامع الصغير للسيوطيّ. الطبعة الرابعة، دار الكتب العلمية، بيروت.

ل

157 - لباب التأويل في معاني التنزيل: الخازن علاء الدّين عليّ البغداديّ (ت 725 هـ) وبهامشه تفسير النّسفي عبد الله بن أحمد (ت 710 هـ).

158 - لسان العرب: ابن منظور محمّد بن مكرّم (ت 711 هـ) نشر أدب الحوزة قم، 1405 هـ.

159 - لسان الميزان: ابن حجر العسقلانيّ أحمد بن عليّ (ت 852 هـ). الطبعة الثانية 1390 هـ / 1971 م. مطبعة المعارف، الهند. نشر مؤسسة الأعلميّ، بيروت.

٣٩٧

160 - اللآليء المصنوعة: جلال الدّين عبد الرحمان السيوطيّ (ت 910 هـ). دار المعرفة، بيروت، 1403 هـ / 1983 م.

م

161 - مائة منقبة: ابن شاذان محمّد بن أحمد القميّ (من أعلام القرنين الرابع والخامس). طبعة قديمة.

162 - المجدي في أنساب الطّالبيّين: العمري عليّ بن محمّد العلويّ (ت 459 هـ). الطبعة الأولى، 1409 هـ مطبعة سيّد الشهداء.

163 - مجمع الأمثال. الميدانيّ أحمد بن محمّد النيسابوريّ (ت 518 هـ). الطبعة الثالثة 1393 هـ / 1972 م. دار الفكر / بيروت.

164 - مجمع البيان في تفسير القرآن: الطبرسيّ الفضل بن الحسن (ت 548 هـ). الطبعة الأولى، 1365 هـ مطبعة آرمان، إيران.

165 - مجمع الزّوائد: عليّ بن أبي بكر الهيتميّ (ت 807 هـ). الطبعة الثانية، 1967 م. دار الكتاب العربيّ، بيروت.

166 - المحاسن والمساوئ: البيهقيّ إبراهيم بن محمّد. الطبعة الأولى، 1380 هـ / 1960 م. دار صادر، بيروت.

167 - محاضرات الأدباء: الرّاغب الإصفهانيّ حسين بن محمّد (ت 425 هـ). الطبعة الأولى. مطبعة أمير، قم.

168 - المحبّر: محمّد بن حبيب (ت 245 هـ). دار الآفاق الجديدة، بيروت.

169 - مختصر تاريخ دمشق: ابن منظور محمّد بن مكرّم (ت 711 هـ). الطبعة الأولى، 1404 هـ / 1984 م. دار الفكر، دمشق.

170 - المختصر في أخبار البشر: أبو الفداء عماد الدّين إسماعيل (ت 732 هـ).

171 - مختصر مجمع البيان: محمّد باقر الناصريّ. الطبعة الأولى، 1400 هـ / 1980 م. دار الزهراء، بيروت.

172 - مدارج السّالكين: ابن قيّم الجوزيّة (ت 751 هـ). الطبعة الأولى، دار الكتب العلميّة، بيروت.

173 - مرآة الجنان وعبر اليقظان: اليافعيّ عبد الله بن أسعد (ت 768 هـ). مؤسّسة الأعلميّ، بيروت.

174 - مراصد الاطّلاع: صفيّ الدّين عبد المؤمن البغداديّ (ت 739 هـ). الطبعة الأولى، 1373 هـ / 1954 م. دار المعرفة، بيروت.

175 - المرقاة في شرح المشكاة: عليّ بن سلطان القاري. طبعة مصر، 1309 هـ.

176 - مروج الذّهب: عليّ بن الحسين المسعوديّ (ت 346 هـ). الطبعة الثانية، 1404 هـ / 1984 م.

٣٩٨

دار الهجرة، قم.

177 - المستدرك على الصّحيحين: ابن البيع الحاكم النيسابوريّ محمّد بن عبد الله الضّبّي. (ت 405 هـ)، وبذيله التلخيص للذهبيّ. مكتبة المطبوعات الإسلاميّة، بيروت.

178 - المسند: ابن أخي تبوك الكلابيّ عبد الوهاب بن الحسن (ت 396 هـ)، طبع بذيل مناقب ابن المغازليّ.

179 - مسند أبي يعلى الموصليّ أحمد بن عليّ التميميّ (ت 307 هـ). الطبعة الثانية، 1410 هـ دار المأمون، بيروت - لبنان، دمشق - سوريا.

180 - مسند أحمد بن حنبل الشّيبانيّ (ت 241 هـ) دار الفكر، بيروت.

181 - مسند الطيالسيّ. أبو داود سليمان بن داود الطيالسيّ (ت 204 هـ). مطبعة دائرة المعارف، حيدر آباد - الهند، 1321 هـ.

182 - مشكل الآثار: الطحاويّ أحمد بن محمّد الأزديّ المصريّ الحنفيّ. (ت 321 هـ). الطبعة الأولى، 1333 هـ مطبعة مجلس دائرة المعارف، حيدر آباد الدكن - الهند.

183 - مصابيح السّنّة: البغويّ الحسين بن مسعود الشافعيّ (ت 516 هـ). مطبعة محمّد عليّ صبيح، القاهره.

184 - مطالب السّؤول: كمال الدّين ابن طلحة الشافعيّ. المطبعة الحيدريّة، النجف.

185 - المعارف: ابن قتيبة الدّينوريّ عبد الله بن مسلم (ت 270 هـ). الطبعة الثانية دار المعارف، مصر.

186 - معالم التّنزيل: الفرّاء الحسين بن مسعود البغويّ الشافعيّ (ت 516 هـ). الطبعة الثانية، 1407 هـ / 1987 م. دار المعرفة، بيروت.

187 - معاني القرآن: الفّراء يحيى بن زياد (ت 207 هـ). الطبعة الأولى مطبعة أمير، طهران.

188 - المعتصر من المختصر من مشكل الآثار: لخّصه القاضي أبو المحاسن يوسف بن موسى الحنفيّ من مختصر القاضي أبي الوليد الباجيّ المالكيّ (ت 474 هـ)، من كتاب مشكل الآثار للطحاويّ الحنفيّ.

189 - معجم البلدان: ياقوت الحمويّ (ت 468 هـ). دار صادر ودار بيروت، بيروت، 1376 هـ / 1951 م.

190 - المعجم الصّغير: الطبرانيّ سليمان بن أحمد اللّخميّ (ت 360 هـ). المكتبة السّلفية، المدينة المنوّرة، 1388 هـ / 1968 م.

191 - المعجم الكبير: الطبرانيّ (ت 360 هـ). دار إحياء التراث العربيّ.

192 - المفردات: الرّاغب الأصبهانيّ حسين بن محمّد (ت 425 هـ). الطبعة الأولى، 1416 هـ، المكتبة الحيدريّة.

٣٩٩

193 - مقاتل الطّالبيّين: أبو الفرج عليّ بن الحسين الأصبهانيّ (ت 356 هـ). الطبعة الثانية، 1405 هـ مطبعة أمير، قم.

194 - مقتل الحسين: الخوارزميّ الموفّق بن أحمد المكّي الحنفيّ (ت 568 هـ). مطبعة الزهراء النّجف 1367 هـ.

195 - المناقب: الخوارزميّ الموفّق الحنفيّ (ت 568 هـ). الطبعة الثانية، 1411 هـ مؤسّسة النشر الإسلاميّ، قم.

196 - مناقب آل أبي طالب: ابن شهر آشوب محمّد بن عليّ المازندرانيّ (ت 588 هـ). المطبعة الحيدريّة، النجف.

197 - مناقب الإمام أحمد بن حنبل: أبو الفرج عبد الرحمان بن الجوزيّ (ت 597 هـ). الطبعة الأولى، 1393 هـ / 1973 م. دار الآفاق الجديدة، بيروت.

198 - مناقب الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام: ابن المغازليّ عليّ بن محمّد الشافعيّ (ت 483 هـ). دار الأضواء، بيروت، 1403 هـ / 1983 م.

199 - المناقب الثلاثة: محمّد بن يوسف البلخيّ الشافعيّ. المكتبة اليوسفية، مصر، 1352 هـ.

200 - منتخب كنز العمال، بهامش مسند أحمد. دار الفكر، بيروت.

201 - المنتظم في تاريخ الملوك والأمم: ابن الجوزيّ. حيدر آباد الدكن، الهند، 1359 هـ.

202 - المواهب اللّدنيّة بالمنح المحمّديّة: القسطلانيّ أحمد بن محمّد بن أبي بكر الخطيب. طبع مصر.

203 - ميزان الاعتدال: الذّهبيّ محمد بن أحمد (ت 748 هـ). دار إحياء الكتب العربيّة، القاهرة، 1382 هـ.

ن

204 - النّسب: أبو عبيد القاسم بن سلاّم (ت 224 هـ). الطبعة الأولى، 1410 هـ / 1989 م. دار الفكر، بيروت.

205 - نظم درر السّمطين: جمال الدّين الزّرنديّ الحنفيّ. طبعة قديمة، النّجف.

206 - النّهاية في غريب الحديث والأثر: ابن الأثير مجد الدّين أبو السعادات بن محمّد الجزريّ (ت 606 هـ). الطبعة الثانية، 1399 هـ / 1979 م. دار الفكر، بيروت.

207 - نهج البيان عن كشف معاني القرآن: محمّد بن الحسن الشيبانيّ (القرن السابع). دائرة المعارف الإسلاميّة، طهران. الطبعة الأولى، 1413 هـ / 1992 م.

208 - نهج الحقّ وكشف الصّدق: الحسن بن يوسف الحلّيّ (ت 726 هـ). الطبعة الأولى، 1407 هـ مطبعة الصّدر. نشر: دار الهجرة، قم - إيران.

٤٠٠

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413