منهاج السالكين

منهاج السالكين4%

منهاج السالكين مؤلف:
تصنيف: شخصيات إسلامية
الصفحات: 413

منهاج السالكين
  • البداية
  • السابق
  • 413 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 142373 / تحميل: 6754
الحجم الحجم الحجم
منهاج السالكين

منهاج السالكين

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

قال: فأنشدكم بالله، هل فيكم أحد له زوجة مثل زوجتي فاطمة بنت محمد سيدة نساء أهل الجنة، غيري؟ (١) قالوا: اللّهمّ لا.

____________________

= صحيح البخراي في كتاب الأشربة: ١٣ و...؛ مختصر تاريخ دمشق ١٧: ٣١٠ - ٣١١؛ مناقب الكوفي ١: ٤٢٩ / ٢٩٦ و ٤٣١ / ٢٩٧ و ٤٣٣ / ٢٩٨؛ علل الشرائع للصدوق - الباب ١٣٣ ح ٢.

ابن الجوزيّ: ذكرنا بعض طرق المؤاخاة التي ذكرها أبو الفرج ابن الجوزي، مخبتا ومسلما بصحتها، فيما أنكر حديث رد الشمس وطعن برواته؛ فشايعه ابن تيمية في الثاني وجعله حجة بينه وبين الله ثم انطلق لشن حملته على الشيعة في إنكار فضائل وخصائص علي عليه‌السلام ت وسنوافيك آخر المحاججة بحديث الشمس والكلام على رواته وعدالتهم. ولنا أن نقول هنا وموجزا: أيّ ناصبية أموية خارجية هذه التي التقت في نفس ابن تيمية ليوافق أئمته فيما أنكروه ويخالفهم فيما صدقوه؟!

ونختم كلامنا في المؤاخاة بذكره ما قاله المزي، وهو سلفي معاصر لابن تيمية، وللذهبي؛ درس بعضهم على بعض، إلاّ أن المزيّ نطق ببعض الحقائق التي أنركها ابن تيمية؛ قال: وروى قوله: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى» جماعة من الصحابة، وهو من أثبت الآثار وأصحها، رواه عن النبي: سعد بن أبي وقاص، وابن عباس، وأبو سعيد الخدري، وجابر بن عبد الله، وأم سلمة، وأسماء بنت عميس، وجماعة يطول ذكرهم وروينا من وجوهعن علي أنه كان يقول: أنا عبد الله وأخو رسوله لا يقولها أحد غيري إلاّ كذّاب. وقال أبو عمر - ابن عبد البرّ المالكيّ -: آخى رسول الله بين المهاجرين بمكة، ثم آخى بين المهاجرين والأنصار بالمدينة، وقال كل واحد منها لعلي: أنت أخي في الدنيا والآخرة وآخى بينه وبين نفسه، فلذلك كان هذا القول وما أشبهه من عليّ. (تهذيب الكمال: المزيّ ٢٠: ٤٨٣).

ثمّ كلام أحد المعاصرين وهو الأستاذ عبد الفتاح عبد المقصود قال: ولئن كان أبو بكر من نبي الله، وزيره الصادق، فإن عليّاً كان منه الظل اللاصق، لم ينا عنه ولم يبعد إلا كما أرسله محمد ليكون له على أعدائه عينا أو لرجاله طليعة حتّى في بدء ذلك الوقت الذي أخذ رسول الله يكون فيه ملكه الصغير، ويربط بين المهاجرين والأنصار بالمدينة، لم يفته أن يؤثر بغخائه عليا دون الباقين. آخى بين صحبه الخارجين من ديارهم معه وبين أصحاب البلدة الذين آووا، فتخيّر أن يكون علي أخاه في دين؛ لم يؤاخ أبابكر، ولم يؤاخ عمر، ولم يؤاخ حمزة أسده وأسد الله، ولكنّه اصطفى لهذه الأخوّ المعنويّةبعد أخوّة الدم فتاه الربيب، فآثره على كلّ حبيب بعيد وقريب». الإمام عليّ بن أبي طالب: عبد الفتاح عبد المقصود ٧٣.

(١) في كفاية الطالب: «سيدة نساء الأمّة» ز وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله: «الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنة، وفاطمة سيدة نسائهم، إلا ما كان من مريم بنت عمران». مسند أحمد - مسند أبي سعيد ح ١٠٦١٦. «وهذا تفسير السيادة الّتي أطلقها النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله على عليّ وعلى سبطيه الحسن والحسين =

٦١

قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد له سبطان مثل سبطي الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة (١) ، غيري؟ قالوا: اللّهمّ لا.

____________________

= وفاطمة وبعلها وابناها».

وفي مشكل الآثار للطحاويّ ١: ٣٦ / ٩٨، والذريّة الطّاهرة للدولابي ١٤٧: من حديث فاطمة بنت الحسين: «إنّك سيّدة نساء أهل الجنّة إلاّ ما كان من البتول مريم ابنة عمران». ومن حديث عمران بن حصين - في مرض فاطمة عليها‌السلام وزيارته لهامع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، والحديث طويل وفيه -: قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أي بنيّة أما ترضين أن تكوني سيّدة نساء العالمين». قالت: وأين مريم ابنة عمران؟ فقال: «أي بنيّة، تلك سيدة نساء عالمها وأنت سيدة نساء عالمك. والذي بعثني بالحق لقد زوجتك سيدا في الدنيا وسيدا في الآخرة لا يبغضه إلا منافق».

مشكل الآثار ١: ٣٦ / ١٠١. وفي المستدرك على الصحيحين ٣: ١٧٠ / ٤٧٤٠: عن الشعبي عن مسروق، عن عائشة: أنّ النبيّ قال وهو في مرضه الّذي توفّي فيه:

«يا فاطمة ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين وسيدة نساء هذه الأمة وسيدة نساء المؤمنين»؟. قال الذهبيّ في التلخيص: صحيح. وذكره الطحاوي في مشكل الآثار ١: ٣٥ / ٩٦ بنفس السند - حديث ضحكها وبكائها....

وأنّه صلى‌الله‌عليه‌وآله قال لها: «أما ترضين أن تكوني سيدة نساء هذه الأمة أو سيدة نساء المؤمنين».

ومن مصادر حديث سيادتها عليها‌السلام بألفاظه المتعدّدة وطرقه الكثيرة! المصنّف لابن أبي شيبة ١٢: ١٢٧ ح ١٣٣٢٣؛ بحار الانوار ٤٣: ٥١؛ ذخائر العقبى ٤٣؛ مسند أبي يعلى ٢: ٣٩٥ / ١١٦٩؛ سنن الترمذيّ ٥: ٦٥٦ ذيل ح ٣٧٦٨ - باب مناقب الحسنين -، خصائص النسائيّ ١٢٩؛ الاستيعاب ٤ / ١٨٩٤؛ حلية الأولياء ٥: ٧١؛ أمالي الصدوق / المجلس ٢٦ ح ٧؛ المناقب لابن شهر اشوب ٣: ٣٢٣؛ معرفة الصحابة لأبي نعيم ٢: ٣١٩؛ مناقب امير المؤمنين للكوفي ٢: ١٤ / ٦٨٠ و ٢٠ / ٦٨٦؛ مختصر تاريخ دمشق ١٨: ٢٨؛ مناقب ابن المغازلي ١١٤؛ تاريخ الإسلام للذهبيّ ٣: ٤٦؛ ولفظه: ع عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول: «أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمّد ومريم وآسية».

وفي الرياض النضرة ٢: ٢٠٢: قال النبيّ لعليّ: «أوتيت ثلاثا لم يؤتهنّ واحد ولا أنا؛ أوتيت صهرا مثلي ولم أوت أنا مثلي. وأوتيت زوجة صدّيقة مثل إبنتي ولم أوت مثلها زوجة. وأوتيت الحسن والحسين من صلبك ولم أوت من صلبي مثلهما؛ ولكنّكم منّي وأنا منكم».

كتاب الولاية لابن عقدة ١٧٢ وغيره. وفي تفسير القرآن العبزيز لعبد الرزاق الصنعاين ٠ ت ٢٤٠ هـ) ١: ١٢٨ ح ٤٠٣: عبد الرزاق قال: حدّثنا معمر عن قتادة عن أنس بن مالك أن النبيّ قال: «حسبك من نساء العالمين مريم ابنة عمران وآسية امرأة فرعون وخديجة ابنة خويلد، وفاطمة ابنة محمّد».

(١) في كفاية الطّالب: «سبطي هذه الأمّة، ابني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله . وذكر ابن أبي شيبة (ت ٢٣٥ هـ) في =

٦٢

____________________

= المصنّف ٧: ٥١٢ ح ٤ - من فضائل الحسنين - قال: حدّثنا زيد بن حباب عن غسرائيل عن ميسرة النّهدي عن النّعمان بن عمر وعن زرّ بن حبيش عن حذيفة قال: أتيت النبي فصلّيت معه المغرب ثم قام يصلي حتى صلى العشاء ثم خرج فاتبعته فقال: «ملك عرض لي، استأذن ربه أن يسلم علي ويبشرني أنّ الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنّة». ولاصمدر نفسه حديث ٣: حدثنا وكيع عن سفيان عن يزيد بن أبي زياد عن أبي نعم عن أبي سعيد قال قال النبي: «الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة».

وذكر خليفة بن خيّاط (ت ٢٤٠ هـ) في تاريخه ١٦٢: راى معاوية وهو في طريقه إلى مكّة، الحسين، فقال: مرحبا وأهلا يا ابن بنت رسول الله، سيد شباب أهل الجنّة.

وعن حذيفة بن اليمان عن النبي قال: أتاني جبريل عليه الصلاة والسلام فقال: «إنّ الحسن والحسين سيّدا شباب أهل لجنّة». المستدرك على الحصيحين ٣: ٤٢٩ / ٥٦٢٩؛ مسند أحمد ٥: ٣٩١؛ عن أبي سعيد الخدريّ ح ١٠٦١٦.

وفي الإبانة، لابن بطّة  «الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة» ص ٦٢. وذكر يعقوب بن سفيان الفسويّ؛ بسنده عن أبي سعيد الخدريّ قال قال رسول الله: «الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة إلاّ ابني الخالة عيسى ابن مريم ويحيى بن زكريا». المعرفة والتاريخ ٣: ١٩.

وهذه طائفة من مصادر ذكرت سيادة الحسنين عليهما‌السلام لشباب أهل الجنّة: مختصر تاريخ دمشق ١٨: ٣٨ ح مواضع اخرى، مناقب ابن المغازلي ١١٤؛ المعجم الكبير للطبرانيّ ٣: ٣٢ / ٢٥٨٦ وفيه: (...، الحسن والحسين سبطان من الأسباط»، وهو في مسند أحمد ٤ / ١٧٢ والبخاري في الأدب المفرد (٣٦٤) والتاريخ الكبير، له (٤ / ٢ / ٤١٤ - ٤١٥) والترمذيّ (٣٨٦٤)؛ سنن ابن ماجة (١٤٤)؛ صحيح ابن حبّان (٢٢٤٠)؛ الحاكم ٣: ١٧٧ وبطرقه المتعددة ذكره الطبراني في المعجم الكبير، فقد ذكره عن عمر بن الخطّاب، وعليّ بن أبي طالب، وابي هريرة، وحذيفة بن اليمان، وأبي سعيد الخدريّ، وجابر بن عبد الله الأنصاريّ، ومعاوية بن قرة عن أبيه، واسامة بن زيد. (المعجم الكبير ٣: ٣٥ - ٤٠ ح ٢٥٩٨ - ٢٦١٨)؛ فتح الباري ١٣: ٦٦؛ مجمع الزوائد ٩: ١٧٥ و مواضع اخرى، موارد الظمان للهيثمي: ٥٥١؛ الخصائص للنسائيّ ٢٥٥ - ٢٥٧ وغيره؛ الفضائل لأحمد: ١٣٦٠؛ تهذيب الكمال ٦: ٤٠١ وموارد اُخرى؛ تاريخ بغداد ٤: ٢٠٧ و ١: ١٤٠ و ٢: ١٨٥ و ٦: ٣٧١ و ٩: ٢٣١  و ١٢: ٤؛ معرفة الصحابة - ترجمة الإمام الحسن -؛ حلية الأولياء ٥: ٧١؛ مناقب امير المؤمنين للكوفيّ ٢: ٤٨ ح ٧٠٣ و ٧١٩ و ٢٢٨ و ٧٣٣ و ٧٤٠ و ٧٤١؛ مشكل الآثار للطحاوي ٢ / ٣٩٣ / ١٩٦٧؛ أنساب الأشراف ٣: ٢٦٨؛ تفسير الثعلبيّ ١: ١٤٧؛ معجم الصحابة للبغويّ ٢٢: ٤٢؛ صحيح مسلم حديث ٢٤٢٤؛ تفسير الطبريّ ٢٢: ٦٧؛ سير أعلام النبلاء للذهبيّ ٣: ٢٨٢؛ فرائد السمطين حديث ٤١٤ و ٤١٥؛ اسد الغابة ٢: ١٩؛ =

٦٣

تسمية الحسنين عليهما‌السلام :

وزيادة في فضلهما، ورفعة في منزلتهما، وخصوصيّة من خصائصهما عليهما‌السلام ك فإنّ الله تعالى تولّى تسميتهما؛ عن محمّد بن عليّ قال: لما ولد الحسن سمّاه حمزة، فلمّا ولد الحسين سمّاه بعمّه جعفر. قال: فدعاني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: إنّي امرت أن اغيّر اسم هذين، فقلت: الله ورسوله أعلم، فسمّاها حسنا وحسيناً». (١)

وعبد الرزّاق - الصنعانيّ ت ٢١١ هـ - عن ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عكرمة، قال: لما ولدت فاطمة الحسن بن عليّ جاءت به إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فسمّاه حسناً، فلمّا ولدت حسينا جاءت به إلى رسول الله فقالت: يا رسول الله، هذا أحسن من هذا، تعني حسينا، فشقّ له من اسمه، فسمّاه حسينا. (٢)

وأيضا عبد الرزّاق عن ابن جريج قال: أخبرني جعفر - الصادق - بن محمّد - الباقر - عن أبيه أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله سمّى حسينا يوم سابعه، وإنّه اشتقّ من حسن اسم حسين، وذكر أنّه لم يكن بينهما إلاّ الحمل. (٣)

وفي المعجم الكبير للطبراني ٣: ٩٨ / ٢٧٨٠، بسنده عن عبد الله بن عقيل بن محمّد ابن عليّ رضي الله عنه أنّه سمّى ابنه الأكبر حمزة وسمّى حسيناً جعفراً، باسم عمّه، فمسّاهما رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله باسم: حسناً وحسيناً. (٤)

____________________

= الاستيعاب ١: ٣٧٦؛ نور الأبصار: ٢٣١.

ملاحظة: ليس في الجنّة ما يحمل على الألم والأسى ومن ثمّ ما يفضي غلى الكهولة والشيخوخة. والحسين عليه‌السلام ، في روايات أنّه استشهد وعمره سبع وخمسون سنة، فهو وأخوه سادة أهل الجنّة إلاّ ما كن من أبيهما وجدّهما وأمّهما...، والمصادر ذكرت الحديث مطلقا، إلاّ في بعض منها جاء فيها «وأبوهما خير منهما»، فتأمّل!

(١) مسند أحمد ١ / ٢٥٧ / ١٣٧٤.

(٢) المصنّف: عبد الرزّاق ٤: ٣٣٥ / ٧٩٨١.

(٣) نفس المصدر ٤: ٣٣٥ / ٧٩٧٩.

(٤) المعجم الكبير للطبرانيّ ٣: ٩٨ / ٢٧٨٠.

٦٤

ومثله في: الذّريّة الطّاهرة للدّولابيّ (ت ٣١٠  هـ) ١٢١ / ١٣٦.

ولم يكن في الجاهليّة من يسمّي حسنا، ولا حسينا، ممّا يؤكّد تسمية الله تعالى لهما، فمن التبرّك تسمية الأولاد بهما.

أخرج الدّولابيّ بسنده عن عمران بن سليمان قال: الحسن والحسين اسمان من أسماء أهل الجنّة، لم يكونا في الجاهليّة. (١)

عامر بن واثلة الصحابيّ. شهد مع أمير المؤمنين عليه‌السلام مشاهده كلّها وهو آخر من مات من الصحابة.

أخرج ابن المغازليّ، بسند عن أبي الجارود، وابن طارق عن عامر بن واثلة؛ وعن أبي ساسان، وأبي حمزة عن أبي إسحاق السّبيعيّ عن عامر بن واثلة، قال: كنت مع عليّ عليه‌السلام في البيت يوم الشّورى، فسمعت عليّاً يقول لهم: لأحتجّنّ عليكم بما لا يستطيع عربيّكم ولا عجميّكم يغيّر ذلك. ثمّ قال أنشدكم بالله أيّها النّفر جميعاً! أفيكم أحد وحّد الله قبلي؟ قالوا: اللّهمّ لا. قال: فأنشدكم بالله، هل فيكم أحد له أخ مثل أخي جعفر الطيّار في الجنّة مع الملائكة، غيري؟ قالوا: اللّهمّ لا. قال: فأنشدكم بالله، هل فيكم أحد له عم مثل عمي حمزة أسد الله وأسد رسوله سيد الشهداء، غيري؟ قالوا ك اللهم لا. قال: فأنشدكم بالله، هل فيكم أحد له زوجة مثل زوجتي فاطمة بنت محمد سيّدة نساء (٢) أهل الجنّة، غيري؟ قالوا: اللّهمّ لا. قال: فأنشدكم بالله، هل فيكم أحد له سبطان مثل سبطيّ الحسن والحسين سيّدا شباب (٣) أهل الجنّة، غيري؟ قالوا: اللّهمّ لا. قال: فأنشدكم بالله، هل فيكم أحد ناجى رسول الله عشر مرّات، يقدّم بين يدي نجواه (٤) صدقةً قبلي؟ قالوا: اللّهمّ لا. قال:

____________________

(١) الذّريةّ الطّاهرة ١٠٠ / ٩٢.

(٢) في كفاية الطّالب: «سيّدة نساء الأمّة».

(٣) في كفاية الطالب: سبطي هذه الأمة، ابني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله .

(٤) وذلك أنّه لما نزل قوله تعالى: ( يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرّسُولَ فَقَدّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ) (المجادلة/١٢) أشفق المسلمون منها، ولم يعمل بها إلاّ عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، فكانت خاصّة به عليه‌السلام ومن فضائله في ميزان الطّاعة والتفويض أخرج الحبريّ في تفسيره «ص ٣٢٠ حديث ٦٥» قال: حدّثنا مالك بن =

٦٥

____________________

= إسماعيل، عن عبد السّلام، عن ليث، عن مجاهد، قال: قال عليّ عليه‌السلام : آية من القرآن لم يعمل بها أحد قبلي، ولا يعمل بها أحد بعدي: أنزلت آية النّجوى فكان عندي دينار، فبعته بعشرة دراهم، فكنت إذا أردت أن أناجي النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله تصدّقت بدرهم... حتّى فنيت، ثمّ نسختها الآية الّتي بعدها: ( فَإِن لَمْ تَجِدُوا ... ) الآية (المجادلة: ١٣). وبنفس السند والمتن أخذه عنه الحسكانيّ في شواهد التنزيل ٢: ٣١٣ رقم ٩٥٢.

وعن الكلبيّ، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس، في قوله تعالى: ( يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرّسُولَ ) الآية، قال: نزلت في عليّ عليه‌السلام خاصّةً، وكان له دينار فباعه بعشرة دراهم، فكان كلّما ناجاه قدّم درهما، حتّى ناجاه عشر مرّات، ثمّ نسخت، فلم يعمل بها أحد قبله ولا بعده تفسير الحبريّ: ٣٦٨ رقم ٩٦؛ غاية المرام لهاشم البحرانيّ: ٣٥٠؛ بحار الأنوار للمجلسيّ ٣٥: ٣٨٠، نقلاً عن ابن الجحّام.

ويرد الحديث بألفاظ أخرى وطرق متعدّدة،كلّها تنصّ على عليّ عليه‌السلام . من ذلك: أسباب النزول للواحديّ: ٢٧٦، والأوائل للعسكريّ: ١٦٧؛ عن أبي أيّوب الأنصاريّ، والدرّ المنثور ٦: ١٨٦ عن سلمة بن كهيل عن عبد ابن حميد، ورواية ابن جرير وعطاء والكلبيّ عن ابن عبّاس، في تفسير الفخر الرازيّ ٢٩: ٢٧١؛ تذكرة الخواصّ: ٢١؛ عن عبد الرحمن بن أبي ليلى في المستدرك للحاكم ٢: ٤٨١؛ عن ابن عمر في تذكرة الخواصّ: ٢٢؛ كفاية الطالب: ١٣٦؛ الجامع لاحكام القرآن للقرطبيّ ١٧: ٣٠٢.

وعن مجاهد، مرفوعا عن عليّ عليه‌السلام ، ذكره ابن كثير في تفسيره ٤: ٣٢٦؛ أحكام القرآن للجصّاص ٣: ٥٢٦؛ تفسير الطبري ٢٨: ١٤؛ مناقب الإمام عليّ لابن المغازليّ ص ٣٢٦، عن ليث عن مجاهد. وأخرجه النّسائي بالإسناد إلى سفيان بن سعيد في خصائص أمير المؤمنين: ٣٩؛ الذهبيّ عن العقيليّ في ميزان الاعتدال ٣: ١٤٦. وأخرجه الثعلبيّ كما في العمدة لابن البطريق: ١٥١. وأخرجه الترمذيّ في الجامع الصحيح ٥: ٨٠ حديث (٣٣٥٥). وفتح القدير ٥: ١٨٦ عن عبد الرزّاق وابن أبي حاتم والحاكم. والرياض النضرة ٢: ٢٦٥ و جامع الأصول ٢: ٤٥٢. قال ابن أبي شيبة: إنّها في عليّ بن أبي طالب. (المصنّف: ابن أبي شيبة ٧ / ٥٠٥ / ٦٢ و ٦٣).

وفي تفسير مقاتل بن سليمان (ت ١٥٠  هـ) ٣: ٣٣٤: «ذلك أنّ الأغنياء كانوا يكثرون مناجاة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ويغلبون الفقراء على مجالس النبيّ وكان النبيّ يكره طول مجالستهم وكثرة نجواهم، فلمّا أمرهم بالصدقةعند المناجاة انتهوا عند ذلك، وقدرت الفقراء على كلام النبيّ ومجالسته، ولم يقدّم أحد من أهل الميسرة بصدقة غير عليّ بن أبي طالب رضى الله عنه، قدم ديناراً، وكلّم النبيّ عشر كلمات....

وذكره عبد الرزّاق الصنعانيّ (١٢٦ - ٢١١  هـ) في تفسيره: ٢: ٢٢٥ / ٣١٧٧، عن ابن عيينة، عن سليمان الأحول، عن مجاهد في قوله تعالى: ( فَقَدّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ) ، قال: امروا أن لا يناجي أحد النبيّ حتّى =

٦٦

فأنشدكم الله، هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهمّ وال من والاه وعاد من عاداه. ليبلّغ الشّاهد منكم الغائب» غيري؟ قالوا: اللّهمّ لا. قال: فأنشدكم بالله، هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله «اللّهمّ ائتني بأحبّ الخلق إليك وإليّ وأشدّهم حبّاً لك وحبّاً لي يأكل معي من هذا الطّائر» (١) فأتاه فأكل معه، غيري؟ قالوا:

____________________

= يتصدّق بين يي ذلك، فكان أوّل من تصدّق بين ذلك عليّ بن أبي طالب فناجاه، فلم يناجه أحد غيره. ثمّ نزلت الرخصة: ( ءَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ ) وذكره كلّ من: ابن عقدة (ت ٣٣٢  هـ) في المناشدة يوم الشورى - فقرة ٧.

وأحمد بن حنبل في المسند ٣: ٣٠٧ / ١٧٨٨؛ الطبرانيّ في المعجم الكبير ١٢: ٨١ / ٨٢٦٠٤ و ٣: ٥٦ / ٢٦٧٤؛ الكوفيّ في مناقب أمير المؤمنين ١: ١٣٨ / ٦٨ و ٢١٦ / ١١١ و ٢١٧ / ١١٢ و ١١٣ و ١١٤؛ تفسير الثعلبيّ ٢: ١٤٠؛ دلائل النبوّة للبيهقيّ ١: ١٧٠؛ المعرفة والتاريخ للفسويّ ١: ٤٩٨؛ مسند أبي يعلى ١: ٣٢٢؛ الكامل لابن عديّ ٥: ٢٠٤؛ صحيح ابن حبّان ١٥: ٣٩١.

(١) حفلت كتب الحديث والرّجال بهذا الحديث، ولم يكن طريقة أهل الرّفض! بل الكتب الّتي ليس لابن القيّم ولا غيره رفضها! وهو من الأمارات على استقامة صراط عليّ عليه‌السلام ؛ فقد نهج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله منهجا عمليّا في تربية أمّته ودلالتها على ما لعليّ من المنزلة العلويّة عند الله تعالى، كما في هذا الحديث، وحديث تزويجه من ابنته الزهراء عليها‌السلام ، وحديث الرّاية، وتبليغ براءة....

وكون عليّ أحبّ النّاس مطلقا لله ولرسوله إنما لمعنى، هو أن عليا صراط الله المستقيم. وقد أخرج ابن عساكر حديث الطّير، في تاريخه (من حديث ٦٠٩ إلى حديث ٦٤٢). منها: حديث الطّير من طريق عليّ عليه‌السلام (حديث ٦١٠): «قال عليّ: أهدي لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله طير يقال له الحبارى فوضعت بين يديه - وكان أنس بن مالك - يحجبه.

فرفع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله يده إلى الله، ثمّ قال: اللّهمّ ائتني بأحبّ خلقك يأكل معي من هذا الطّير. فجاء عليّ فاستأذن، فقال له أنس: إنّ رسول الله على حاجة! فرجع، ثمّ دعا رسول الله الثانية فجاء عليّ فاستأذن، فقال أنس: إنّ رسول الله على حاجة! فرجع ثمّ دعا الثالثة فجاء عليّ فأدخله، فلمّا رآه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال: اللّهمّ والي. فأكل معه. قال أنس: أتبعت عليّا لما خرج فقلت: يا أبا حسن استغفر لي؛ فإنّ لي إليك ذنبا وإنّ عندي لك بشارة، فأخبرته بما كان من النبيّ فحمد الله، واستغفر لي...» ورواه ابن كثير في البداية والنهاية ٧: ٣٥٣، وباختلاف يسير في بعض الألفاظ ذكره الگنجيّ في «كفاية الطّالب: ١٥٤»؛ ذخائر العقبى: ٦١؛ الرياض النضرة ٢: ١٦١.

وذكره ابن الأثير في أسد الغابة ٤: ١١١ بنسد عن الحسن البصريّ قال: «سمعت أنس بن مالك يقول: =

٦٧

اللّهمّ لا. قال: فأنشدكم بالله، فيكم أحد قال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «لأعطينّ الرّاية غدا رجلا يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله، لا يرجع حتّى يفتح الله على يديه» إذ رجع غيري

____________________

= أهدي لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله طير، فقال: اللّهمّ ائتني برجل يحبّه الله ورسوله. قال أنس: فأتى عليّ فقرع الباب، فقلت: إنّ رسول الله مشغول، وكنت أحبّ أن يكون رجلا من الأنصار ز ثمّ إن عليّا فعل مثل ذلك، ثم أتى الثالثة، فقال رسول الله: يا أنس! أدخله فقد عنيته. فلمّا أقبل؛ قال: اللهم وال، اللهم وال» قال: وقد رواه عن أنس: حميد الطويل، وأبو الهنديّ، ويغنم بن سالم».

حديث أنس: وتعدّدت الطرق في حديث الطّير عن أنس بن مالك، فمن ذلك ما رواه عبد الله بن المثنى، عن عبد الله بن أنس، عن أنس بن مالك، قال: أهدي لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حجل مشويّ بخبزة وصنابة، فقال رسول الله: «اللّهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي هذا الطّعام». فقالت عائشة: اللّهمّ اجعله أبي. وقالت حفصة: اللّهمّ اجعله أبي: قال أنس: وقلت: اللّهمّ اجعله سعد بن عبادة، قال أنس: فسمعت حركة بالباب، فخرجت فإذا عليّ بالباب، فقلت: غنّ رسول الله على حاجة! فانصرف، ثم سمعت حركة بالباب فخرجت فإذا علي بالباب، فقلت: إنّ رسول الله على حاجة! فانصرف، ثمّ سمعت حركة بالباب فسلّم عليّ فسمع رسول الله صوته فقال: انظر من هذا. فخرجت فغذا هو عليّ، فجئت فأخبرت رسول الله، فقال ائذن له. فدخل عليّ، فقال رسول الله: «اللّهمّ والياللّهمّ والي». (هكذا أخرجه ابن عساكر في الحديث ٦١٤). وأخرجه الذهبيّ في ميزان الاعتدال ١: ٤١٠ بالرقم ١٥٠٥، نقلا عن ابن عديّ، وذلك في ترجمة جعفر بن سليمان الضبعيّ، بالإسناد عن قطن بن نسير - شيخ مسلم - وكذلك في تاريخ الإسلام ٢: ١٩٧ وبهذا السند أخرجه ابن كثير في البداية والنهاية ٧: ٣٥.

وممّن رواه: سعيد بن المسيّب، وعبد الله بن عباس، وجابر بن عبد الله الأنصاري، وقتادة عن أنس، وعثمان الطويل عن أنس....

والمصادر الّتي ذكرته جمّة منها: تذكرة الخواصّ: ٤٤، لسان الميزان ٥: ١٩٩، مجمع الزوائد ٩: ١٢٦، تهذيب التهيب ١: ٣٠٣، المستدرك على الصحيحين ٣: ١٣٠؛ تاريخ بغداد ٣: ٣٦٩، الجامع الصحيح للترمذي ٢: ٢٩٩، مناقب الإمام علي لابن المغازلي، ذكره بطرق أربت على العشرين. وذكره البخاري في التاريخ الكبير ١: ٣٥٨، ابن عقدة في كتاب الولاية - حديث المناشدة، فقرة ١٠ -، وأحمد بن حنبل في المسند ١: ٢١٥ / ١١٢٠، والبلاذري في أنسبا الاشراف ٢: ٣٧٨، أبو يعلى في مسده ٧: ٦٣٦ / ٣٦٢١، أبو نعيم في خلية الأولياء ٦: ٣٣٩، الخطيب البغدادي في: موضح أوهام الجمع والتفريق ٢: ٢٩٨، كما ذكره في تاريخه ٣: ١٧١ و ٣٦٩ و ٨: ٣٨٢ و ١١: ٣٧٦، النسائي في الخصائص: ٥، المحبّ الطبريّ في ذخائر العقبى ٦١، مقتل الخوارزميّ ٤٦، مناقب الخوارزميّ ٦٨، تذكرة الحفاّظ ٣: ١١٢، ذخائر العقبى ٦١، العمدة البن البطريق ١٣٣٠؛ حياة الحيوان اللدميري ٢: ٢٩٧، مصابيح السنة ٤: ١٧٣ / ٤٧٧٠، كنز العمال ١٣: ١٦٧ / ٣٦٥٠.

٦٨

منهزما، غيري؟ (١) قالوا: اللّهمّ لا قال: فأنشدكم بالله، هل فيكم أحد قال فيه رسول

____________________

(١) كانت ذلك يوم خيبر. قال ابن إسحاق في «السيرة ٣: ٣٤٩»: بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أبا بكر برايته - وكانت بيضاء - إلى بعض حصون خيبر، فقاتل، فرجع ولم يك فتح، وقد جهد. ثم بعث الغد عمر بن الخطاب، فقاتل، ثم رجع ولم يك فتح، وقد جهد. فقال رسول الله:

«لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله، يفتح الله على يديه، ليس بفرار. فدعا رسول الله عليا رضوان الله عليه، وهو أرمد، فتفل في عينه، ثم قال: خذ هذه الراية، فامض بها حتى يفتح الله عليك قال سلمة ابن عمرو بن الأكوع:فخرج والله بها يأنح - أي به نفس شديد -، يهرول هرولة، وغنا لخلفه نتبع أثره، حتى ركز رايته في رضم - أي حجارة مجتمعة - تحت الحصن، فاطلع إليه يهودي من رأس الحصن، فقال: من أنت؟ قال: أنا علي بن أبي طالب. فقال اليهودي: علوتم، وما أنزل على موسى! فما رجع حتى فتح الله على يديه.

وعن أبي رافع مولى رسو ل الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال: خرجنا مع علي بن أبي طالب، حين بعثه رسول الله برايته، فلمّا دنامن الحصن خرج إليه أهله فقاتلهم، فضربه رجل من يهود، فطاح ترسه من يده، فتناول علي عليه‌السلام بابا كان عند الحصن، فترس به عن نفسه، فلم يزل في يده وهو يقاتل حتى فتح الله عليه، ثم ألقاه من يده حين فرغ. فلقد رأيتني في نفر سبعة معي أنا ثامنهم، نجهد على أن نقلب ذلك الباب، فما نقلبه». وذكره الطبريّ في تاريخه ٢: ٣٠١، والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ٨: ٥؛ ابن المغازلي في مناقب الإمام علي ص ١٧٦ - ١٨٩، الأحاديث ٢١٣ - ٢٢٤ ن ابن سعد في الطبقات الكبرى ٢: ١١١؛ أحمد بن حنبل في المسند ٤: ٥٢، ابن كثير في البداية والنهاية ٤: ١٨٨، السهيلي في الروض الأنف ٢: ٢٢٩، النسائي في الخصائص: ٧، ابن حجر في تهذيب التهذيب ٧: ٤٨٠ و ٣: ٢٣٧، الهيتمي في مجمع الزوائد ٩: ١٢٤، القلقشندي فيصبح الأعشى ١٠: ١٧٤ وورد في حلية الأولياء ١: ٦٢، كفاية الطالب: ٩٨، عمدة القاري ١٦: ٢١٦، أسد الغابة ٤: ٩٨، تذكرة الخواص: ٣٢، الجامع الصحيح للترمذي ١٣: ١٧١، صحيح مسلم ٧: ١١٩، مسند ابي داود الطيالسي: ٣٢٠، الاستيعاب ٣: ٣٦، المناقب اللخوارزمي: ١٢٥، تهذيب الكمال في أسماء الرجال ٢٠: ٤٨٥، صحيح البخاري - ذكره في المغازي ٥: ٧٦، سنن ابن ماجة ١: ٤٤، المقدمة ح ١١٧، المصنف العبد الرزاق الصنعاني ٢١١ - ١٢٦، المصنّف لابن أبي شيبة ٨ / ٥١٩ / ١ - من أحاديث غزوة خيبر -:

ابن أبي شيبة قال: حدثنا وكيع عن أبي جعفر عن قتادة عن أنس: ( إِنّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً ) - الفتح: ١، قال: خيبر.

وأخرج بسنده عهد ابن أبي ليلى قال: قال علي: ما كنت معنا يا أبا ليلى بخيبر؟ قلت: بلى والله، لقد كنت معكم، قال، فإن رسول الله بعث أبابكر، فسار بالناس فانهزم حتّى رجع اليه، وبعث عمر فانهزم بالناس حتى انتهى إليه فقال رسول الله: «لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله له ليس بفرّارٍ» =

٦٩

الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لبني وليعة: «لتنتهن أولابعثن إليكم رجلا كنفسي، طاعته كطاعتي، ومعصيته كمعصيتي، يغشاكم بالسيف، غيري (١) ؟ قالوا: اللهم لا. قال: فأنشدكم بالله، هل فيكم أحد

____________________

= قال: فأرسل إلي فدعاني فأتيته وأنا أرمد لا أبصر شيئا، فدفع غلي الراية، فقلت: يا رسول الله، كيف وأنا أرمد لا ابصر شيئا، قال: فتفل في عيني، ثمّ قال: «اللّهمّ اكفه الحرّ والبرد، قال: فما آذاني بعد حر ولا برد. «المصنّف: ابن أبي شيبة ٨: ٥٢٢ / ١١».

وذكره بطرق اُخرى برقم ٥٢٠ / ٢ و ٥٢٢ / ٧ و ٥٢٥ / ٢٢ و ٥٢٥ / ٢٣؛ أنساب الأشراف ٢: ٣٤٧؛ الإصابة ٢: ٥٠٨، المغازي للواقدي (ت ٢٠٧ هـ) ٢: ٦٥٤ - ٦٥٧.

هذا، وإن أكثر المصادر التي ذكرناها قد ذكرت حديث الراية في أكثر من مورد ومن طرق مختلفة. وذكر ابن المغازلي، والگنجي، والقاري؛ رواية أبي سعيد الخدري؛ وفيها شعر حسان بن ثابت بالمناسبة:

وكان علي أرمد العين يبتغي

دواء فلمّا لم يحس مداويا

شفاه رسول الله منه بتفلة

فبورك مرقيا وبورك راقيا

وقال: سأعطي الراية اليوم صارما

كميا محبا للرسول مواليا

يحب إلهي والإله يحبه

به يفتح الله الحصو الأوابيا

فأصفى بها دون البرية كلها

عليّا، وسماه الوزير المؤاخيا

(١) عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب، قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لوفد ثقيف حين جاؤوه: «لتسلمن، اوليبعثن الله رجلا مني - أو قال: مثل نفسي - فليضربن أعناقكم، وليسبين ذراريكم، وليأخذن أموالكم». فقال عمر بن الخطاب: فو الله! ما تمنيت الإمارة إلا يومئذ، فجعلت أنصبصدري له رجاء أن يقول: هو هذا!

قال: فالتفت إلى علي بن أبي طالب فأخذ بيده ثم قال: «هو هذا، هو هذا».

أخرجه بهذا اللفظ والإسناد أخطب خوارزم في المناقب: ١٣٦؛ ابن المغازلي في مناقب الإمام علي ٤٢٨؛ البلاذري في أنساب الأشراف ٢: ١٢٤، ابن عبد البر في الاستيعاب ٣: ٤٦، ابن الأثير في أسد الغابة ٤: ١٠٥ من طريق آخر.

وذكره أحمد بن حنبل في فضائل الصحابة ٢: ٥٩٣، حديث رقم ١٠٠٨.

وخرج الحديث أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد الكلابي، المعروف بابن أخي تبوك، المتوفى سنة ٣٩٦ هـ في مصنفه كتاب المسند صفحة ٤٢٨ بنفس السند مع اختلاف يسير، ونفس اللفظ مع زيادة وتقديم في بعض العبارات. فبالاسناد إلى عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر، عن سهيل، عن ابي طاووس، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب، قال:لما قدم وفد ثقيف على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قال: =

٧٠

____________________

= «لَتُسْلِمُنَّ أو لأبعثَنَّ إليكم رَجُلاً منّي - أو كنفسي - فليضربَنَّ أعناقكم، وليأخذَنّ أموالكم، وليسبيَنَّ ذراريكم».

قال عمر: فجعلت أنصب صدري وأقوم على أطراف أصابعي، رجاء أن يقول: هو هذا! فالتفت إلى علي فأخذ بيده، وقال: «هو هذا، هو هذا».

وأخرجه أبو جعفرالطوسي في أماليه ٢: ١١٧، بالاسناد إلى أبي المفضل الشيباني...، عن طلحة بن جبر المكي، عن المطلب بن عبد الله، عن مصعب بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه. كما أخرج البزار في مجمع الزائد ٩: ١٦٣ حديث عبد الرحمن بن عوف ن من طريق طلحة بن جبر.

وفي الخصائص صفحة ٨٩ حديث ٦٧ أخرجه النسائي عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «لينتهين بنو وليعة أو لابعثن عليهم رجلا كنفسي ينفذ فيهم أمري، فيقتل المقاتلة ويسبي الذرية». قال أبو ذر: فما راعني إلا وكف عمر في حجزتي من خلفي، وقال: من يعني؟ قلت: ما إياك يعني ولا صاحبك!! قال فمن يعني؟ قلت: خاصف النعل. قال: وعلي كان يخصف النعل.

وكذلك أخرجه سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص صفحة ٤٥ عن أنس. وفي تاريخ بغداد ١: ١٣٤ للخطيب البغدادي: قال ربعي بن حراش: سمعت عليا يقول وهو بالمدائن: جاء سهيل بن عمرو إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: إنه قد خرج ناس من أرقائنا ليس بهم الدين تعيذا - ولعله معتزا - فأرددهم علينا. فقال له أبوبكر وعمر: صدق يا رسول الله! فقال رسول الله: «لن تنتهوا يا معشر قريش حتى يبعث الله عليكم رجلا قد امتحن الله قلبه بالإيمان، يرب أعناقكم وأنتم مجفلون عنه اجفال النّعم»، فقال أبوبكر: أنا هو يا رسول الله؟ قال: لا. قال عمر: أنا هو يا رسول الله؟ قال: لا، ولكنه خاصف النعل. قال: وفي كف علي نعل يخصفها لرسول الله. تاريخ بغداد ٨: ٤٣٣؛ تاريخ بان عساكر، حديث ٨٦٦ و ٨٦٧ و ٨٦٩؛ كفاية الطالب: ٩٧ وعبارته: وليس بهم فقه في الدين وإنما خرجوا فرارا. قال: «فإنلم يكن لهم فقه في الدين سنفقهم. يا معشر قريش لتنتهن أو ليبعثن الله عليكم من يضرب وقابكم بالسيف على الدين قد امتحن الله عزوجل قلبه على الإيمان». وذكره الكلابي في مسنده حديث ٢٤، من حديث ربعي، عن امير المؤمنين مع اختلاف يسير في اللفظ. وأخرجه الترمذي في الجامع الصحيح ٥: ٢٩٨ برقم ٣٧٩٩، أخطب خوارزم في المناقب: ٨٤، المحب الطبري في ذخائر العقبى: ٧٦.

ومن طريق آخر عن شريك عن منصور، عن ربعي عن عليّ عليه‌السلام ، قال: لما فتح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مكة قالت قريش: نحن بو عمك وقوكم، وقد لحق بك من أبنائنا ورقيقنا ومن يعمل في أموالنا، لم تدعهم إلى ذلك رغبة في الإسلام. فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله لأبي كر: ما تقول؟ قال: يا رسول الله صدقوا، لو رددت عليهم. قال لعمر: ما تقول؟ قال: يا رسول الله صدقوا، لو رددت عليهم. قال: «لتنتهن أو ليبعثن الله عليكم رجلا يضرب رقابكم ويخمّس =

٧١

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فيه: «كَذَب مَنْ زَعم أنّه يُحبّني ويُبغض هذا» (١) ، غيري؟ قالوا: اللّهمَّ لا.

____________________

= أموالكم، وهو خاصف النعل في الحجرة، وأنا أخصف نعل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في الحجرة.

قال علي رضي الله عنه: وسمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: «من كذب علي يلج النار». مسند الكلابي، حديث ٢٥، خصائص النسائي ١٠، المستدرك على الحصيحين ٢: ١٣٧، منتخب كنز العمال ٥: ٣٨، المصنف لعبد الرزاق ١١ - ٢٢٦، المصنف لابن أبي شيبة ٧ / ٥٠٦ / ٧٤، و ٨ / ٥٤٣ / ٢ من طريق عبد الرحمن بن عوف، مسند أحمد ٤: ١٦٤ و ١٦٥، المعجم الكبير ٤: ١٩ / ٣٥١٣، مواضع اخرى، والمعرفة والتاريخ ٢: ٢٢٥، أمالي المرشد بالله ح ٣٥، مناقب الكوفي ٥٢٠ / ٣٦٨ عن سعد، و ٥٢٠ / ٣٦٩ عن حبشي بن جنادة، و شرح المعتزلي لنهج البلاغة ١: ٢٣٨، خصائص الوحي المبين ١٣٨.

وما زال لواء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يحمله علي عليه‌السلام ، فالنصر معقود به لا يزايله. عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه بريدة الأسلمي، قال: لما كان حيث نزل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بحضرة أهل خيبر، أعطى رسول الله اللواء عمر بن الخطاب، ونهض معه من نهض من الناس، فلقوا أهل خيبر وكشف عمر وأصحابه، فرجعوا إلى رسول الله يجبنه أصحابه ويجبن أصحابه، فقال رسول الله: «لأعطين اللواء غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله». فلمّا كان الغد تصادر لها أبوبكر وعمر ن فدعا عيا وهو أرمد فتفل في عينيه، وأعطاه اللواء، ونهض معه الناس، فلقي أهل خيبر ومرحب يترجز بين أيديهم، فاختلف هو وعلي بضربة، فضربه علي على هامته حتى عضّ السيف منها بأضراسه، وسمع أهل العسكر صوت ضربته، وما تتام آخر الناس حتى فتح لأولاهم». مسند الكلابي، حديث ٢٧. ومصادر الحديث كثيرة ليس هذا محلها.

وعن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة، قال: قالوا: يا رسول الله من يحمل رايتك يوم القيامة؟ قال: «من كان يحملها في الدنيا: علي بن أبي طالب». مسند الكلابي، حديث ٢٦. وفي مناقب الإمام علي لابن المغازلي ٢٠٠: «من صاحب لواك؟»؛ المناقب للخوارزمي ٢٥٠، عمدة القاري ١٦: ٢١٦؛ سنن ابن ماجة - المقدمة ص ٤٣ ح ١١٧، مناقبالكوفي ١: ٥٢١ / ٣٧٠ و ٥٢٥ / ٣٧٣ و ٥٢٧ / ٣٧٥، أمالي المرشد بالهل: ١٤١ ح ٣٥، المصنف لابن أبي شيبة ٨: ٥٤٣ / ٢ و ٧: ٥٠٦ / ٧٤ - فضائل علي؛ الطبراني الكبير ٤: ١٩ / ٣٥١١ و ٣٥١٣...؛ خصائص النسائي: ٨٦ / ٦٩، مسند أحمد ٤: ١٦٥ بأسانيد، خصائص الوحي المبين ١٣٨، شرح نهج البلاغة للمعتزلي ١: ٢٣٨، تهذيب التهذيب ٨: ١٩٨، الفاضئل لأحمد ٢٢٧، مسند الكلابي ح ٢٤.

(١) ليس سهلا الإحاة بالاحاديث النبوية التي تقرن حبّ علي عليه‌السلام بحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهما النفس الواحد ومن شجرة واحدة وبيت واحد طاهر.

عن أبي الزبير،عن جابر، قال: دخل علينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ونحن في المسجد، وهو آخذ بيد علي، فقال النبي: «ألستم زعمتم أنكم تحبوني»؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: «كذب من زعم أنه يحبّني ويبغض هذا»! =

٧٢

قال: فأنشدكم بالله، هل فيكم أحد قال له جبريل: هذه هي المواساة، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنه منّي وأنا منه، فقال له جبريل: وأنا منكما»، غيري؟! قالوا: اللهمّ لا. (١)

____________________

= حديث رقم ٦٦٤ من تاريخ ابن عساكر.

وعن أنس بن مالك، قال: كنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وعنده جماعة من أصحابه، فقالوا: والله يا رسول الله إنك أحب إلينا من أنفسنا وأولادنا. قال: فدخل حينئذ علي بن أبي طالب، فنر غليه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقال له: «كذب من زعم أنه يبغضك ويحبّني». مناقب الإمام علي لابن المغازلي حديث ٧٥، ميزان الاعتدال ١: ٢٥١، لسان الميزان ٢: ٢٨٥. وقد ذكرنا صفحة (٢١) من كتابنا هذا ما يربو على ثلاثين مصدر، فراجع. وفيمسند أحمد ٦: ٢٩٢، عن أم سلمة: «لا يبغضك مؤمن ولا يحبك منافق». وفي صحيح مسلم ٢: ٦٤، بسند عن زر بن حبيش قال: قال علي: «والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي الأمي إلى أن لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق». وبنفس السند والمتن في سنن ابن ماجة ١: ٤٢ ح ١١٤. وفي تاريخ بغداد ١٣ / ٣٢: عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «من أبغض عليا فقد أبغضني». وفي المصنف لابن أبي شيبة ٧ / ٥٠٥ / ٦٤ - فضائل علي - حدثنا خلف بن خليفة عن أبي هارون قال: كنت مع ابن عمر جالسا إذ جاءه نافع بن الأزرق - أحد رؤوس الخوارج - فقال: والله إني لأبغض عليا! قال: فرفع ابن عمر رأسه فقال: أبغضك الله، تبغض رجلا سابقة من سوابقه خير من الدنيا وما فيها؟!

وعن أبي الجحّاف، عن جميع بن عمير التيمي قال: دخلت مع عمتي على عائشة فسئلت: أيّ الناس كان أحبّ إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ قالت: فاطمة، فقيل: من الرجال؟ فقالت: زوجها، إن كان ما علمت صواما قواما. الترمذي في المناقب (٣٩٦٥) باب من فضل فاطمة رضي الله عنها، وتاريخ الإسلام للذهبي ٣: ٦٣٥. وفي الشفا للقاضي عياض ٣١: قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله في عليّ: «لا يحبّك إلا مؤمن ولا يبغضك إلاّ منافق» وهذه طائفة من المصادر ذكرت حب وبغض علي عليه‌السلام وحالها حال المصادر السابقة، فقد ذكرته في أكثر من موضع وأكثر من لفظ: حلية الأولياء ٤: ١٨٥، صحيح ابن حبان ١٥ / ٣٦٧: ٦٩٢٤، الإرشاد للمفيد ٣٩ فصل ٣؛ أنساب الاشراف ١: ٣٨٣؛ مسند أبي يعلى ١ / ٢٥١: ٢٩١؛ معرفة علوم الحديث للحاكم ١٨٠، شرح السنة للبغوي ١٤ / ١٤: ٣٩٠٩؛ مسند الحميدي ح ٥٨، خصائص امير المؤمنين للنّسائيّ ح ١٠٠ و ١٠٢؛ الكامل لابن عديّ ٢ / ١٤٧؛ مجمع الزوائد ٩: ١٣٣.

(١) ذكره الطبريّ في تاريخ الأمم والملوك ٢: ١٩٧، عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، عن جدّه، قال: لما قتل علي بن أبي طالب أصحاب الألوية أبصر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله جماعة من مشركي قريش، فقال لعليّ: احمل عليهم. فحمل عليهم، ففرق جمعهم، وقتل عمرو بن عبد الله الجمحيّ. قال: ثمّ أبصر رسول الله جماعة من قريش، فقال لعليّ بن أبي طالب: احمل عليهم. فحمل عليهم، ففرّق جمعهم، وقتل شيبة بن مالك أحد بني عامر =

٧٣

قال: فأنشدكم بالله، هل فيكم أحد سلم عليه في ساعة ثلاثة آلاف من الملائكة فيهم جبرئيل وميكائيل وإسرافيل، حيث جئت بالماء إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من القليب (١) ، غيري؟ قالوا: اللهم لا.

قال: فأنشدكم بالله، هل فيكم أحد يقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين على لسان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله (٢) ، غيري؟ قالوا: اللهم لا.

____________________

= ابن لؤي. فقال جبريل: يا رسول الله، إن هذه للمواساة. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنه مني وأنا منه. فقال جبريل: وأنا منكما. قال: فسمعوا صوتا:

لاسيف غلاّ ذوالفقار

ولا فتى إلاّ عليّ

وذكره القندوزي الحنفي مختصرا في ينابيع المودة ص ٥٥. وذكره ابن إسحاق، انظر السيرة النبوية لابن هشام ٣: ١٠٦ وفي وقعة صفين لنصر بن مزاحم (ت ٢١٢  هـ): ٣١٥: قال علي لأصحابه يوم صفين: والذي نفسي بيده، لنظر إلي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أضرب قدامه بسيفي فقال: «لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي». ومناقب اميرالمؤمنين للكوفي ١: ٥٣٤ / ٣٨٥ - وذكره في مواضع عدة اخرى - والكامل لابن الأثير ٥: ٢٦٠، شرح المعتزلي لنهج البلاغة ٣: ٣٨٠، مناقب الخوارزميّ ١٠٤، الروض الأنف ٢: ١٤٣، فرائد السمطين الباب التاسع والأربعون، تذكرة الخواص ١٦، وقال: يوم خيبر، وقيل إنّ الواقعة كانت يوم أحد، كما رواه أحمد عن ابن عباس، وقيل إن ذلك كان يوم بدر، والأصح أن ذلك كان يوم خيبر فلم يطعن فيه أحد من العلماء.

وللواقعة مصادر اُخرى ذكرناها صفحة ١٢٩ من هذه الكتاب.

(١) في تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي ٥٠: قال أحمد في الضائل: حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث... عن أبي إسحاق الهمدانيّ، عن الحارث، عن عليّ عليه‌السلام ، قال: لما كانت ليلة بدر قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من يستقي لنا من الماء؟ فأحجم الناس. قال ك فقمت فاحتضنت قربة، ثم أتيت قليبا بعيد القعر مظلما، فانحدرت فيه، فأوحى الله إلى جبرئيل وميكائيل وإسرافيل: تأهبوا لنصرة محمد وحربه. فهبطوا من السماء لهم دوي يذهل من سمعه. فلمّا حاذوا القليب، وقفوا وسلّموا عليّ من عند آخرهم، إكراما وتبجيلا وتعظيما. قال: وذكره أرباب المغازي.

(٢) وهذا من أعلام النبوة ومناقب الإمامة، إذ وقع الذي أخبر به النبي بعد ذلك. في أسد الغابة ٤: ١١٤ عن أبي سعيد الخدري، قال: أمرنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين. فقلنا: يا رسول الله أمرتنا بقتال هؤلاء، فمع من؟ فقال: مع عليّ، معه يقتل عمّار. ذكره الخوارزمي في المناقب ص ١٩٠. ثمّ ذكره في ص ١٩٠ حديث ٢٢٦ عن أبي أيّوب الأنصاريّ، والمستدرك على الصحيحين ٣: ١٣٩. وفي المناقب للخوارزميّ =

٧٤

قال: فأنشدكم بالله، هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّي قاتلت على تنزيل القرآن وتقاتل أنت على تأويل القرآن» (١) ، غيري؟ قالوا: اللهم لا.

قال: فأنشدكم بالله، هل فيكم أحد أنزل الله فيه آية التطهير حيث يقول: ( إِنّمَا يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهّرَكُمْ تَطْهِيراً ) ، غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.

____________________

= ص ١٧٧ حديث ٢١٤. قالت أم سلمةلأبي ثابت مولى أبي ذرّ: أينطار قلبك حين طارت القلوب مطايرها؟ قال: مع عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام . قالت: وفّقت، والّذي نفس أم سلمة بيده لسمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: «علي مع القرآن والقرآن مع علي، لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض». ولقد بعثت ابني عمر، وابن أخي عبد الله، وأمرتهما أن يقاتلا مع عليّ من قاتله، ولو لا أنّ رسول الله أمرنا أن نقرّ في حجالنا أو في بيوتنا، لخرجت حتّى أقف في صفّ عليّ. وانظر فرائد السمطين ١: ١٧٧، والخصائص الكبرى ٢: ٢٣٥، مناقب امير المؤمنين للكوفي ج ٢ ح ٨٠٨ و ٨٢٩ و ١٠٤٨ و ١٠٧٢؛ كلّها عن عليّ عليه‌السلام . و ١٠٨٥ عن عمّار، مختصر تاريخ دمشق ١٨: ٥٤، عن عليّ عليه‌السلام . و نفس المدر عن أم سلمة عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله - وهو حديث طويل -، والمصدر: ٥٥ عن أبي سعيد الخدريّ قال: أمرنا رسول الله بقتال النّاكثين، والقاسطين، والمارقين، فقلنا: يا رسول الله، أمرتنا بقتال هؤلاء، فمع من؟ قال: مع عليّ بن أبي طالب، معه يقتل عمار بن ياسر ز وأيضا عن أبي أيّوب الأنصاري. والمعجم الكبير للطبراني ١٠: ٩١ / ١٠٠٥٣ عن عمار، المعجم الأوسط ٩: ١٩٨ عن عليّ عليه‌السلام ، أعاده الكوفيّ عن عليّ عليه‌السلام ٢: ٤٢١ / ١٠٤٨ و ١٠٤٩ وفيه قال: الناكثون أهل الجمل، والمارقون أهل الخوارج، والقاسطون أهل الشام. ٤٤٩ / ١٠٨٥ بسند عن هند بن عمرو قال: سمعت عمارا يقول: أمرني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أن أقاتل مع عليّ الناكثين والقاسطين والمارقين.

(١) أخرجه جمع من الحفّاظ: ابن حجر في الصواعق المحرقة ص ٧٤ وأبو نعيم في حلية الأولياء ١: ٦٧، والنّسائي في الخصائص ص ١٣١ وابن المغازليّ في مناقب الإمام علي ص ٥٤ حديث ٧٨ وص ٢٩٨ حديث ٣٤١، وأحمد بن حنبل في مسنده، في عدّة مواضع، والحاكم في المستدرك ٣: ١٢٣ والسيوطيّ في الخصائص الكبرى قليلاً ثمّ قال: «إنّ منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله» فقال أبوبكر أنا؟ قال: لا. قال عمر: أنا؟ قال: «لا، ولكن خاصف النّعل». ومثله ذكر ابن الأثير في أسد الغابة ٤: ١١٤، عن أبي الطّفيل، عن أبي سعيد، مع زيادة: فجاء فبشّرناه بذلك، فلم يرفع به رأسا كأنّه شيء قد سمعه من النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، والفضائل لأحمد ح ٢٠٥، الكامل لابن عديّ ٣ / ٣٣٧، دلائل النبوّة للبيهقيّ ٦ / ٤٣٦، شرح السنة للبغويّ ١٠ / ٢٣٣: ٢٥٥٧؛ فرائد السمطين باب ٣٣ ح ٣٤؛ أمالي الطوسيّ مجلس ٩ ح ٥٠؛ سنن الترمذيّ - في المناقب «٣٧٩٩»، تاريخ بغداد ١: ١٣٤، مناقب امير المؤمنين للكوفيّ ١: ٦٣٨ / ٥١٥ ومواضع أخرى من الجزء الثاني، تاريخ الإسلام ٣: ٦٤٣، مجمع الزوائد ٩: ١٣٣.

٧٥

قال: فأنشدكم بالله، هل فيكم أحد وقى رسول الله بنفسه من المشركين، فاضطجع مضطجعه، غيري؟ قالوا: اللّهمّ لا.

قال: فأنشدكم بالله، هل فيكم أحد بارز عمرو بن عبدودّ حيث دعاكم إلى البراز، غيري؟! قالوا: اللّهمّ لا.

قال: فأنشدكم بالله، هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى، إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي»، غيري؟ قالوا: اللّهمّ لا. (١) قال: فأنشدكم بالله، هل فيكم أحد

____________________

(١) ويرد الحديث عن امير المؤمنين عليّ بن أبي طالب، وعن فاطمة ابنةعليّ عن أسماء بت عميس، وزين العابدين علي بن الحسين، و جعفر ب محمد عن أبيه، وجابر بن عبد الله الأنصاري، ومحدوج بن زيد الذّهليّ، وأبي سعيد الخدريّ، وسعد بن أبي وقّاص، وسعيد بن المسيّب، وأبي أيّوب الأنصاريّ، وجابر بن سمرة، ومجاهد، وأم سلمة زوج النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وأبي هريرة، وأنس بن مالك.

مصادر الحديث: وقد ذكرته كتب الحديث في موارد كثيرة نقتصر على ذكر المصادر وبعض من الموارد:

- المصنّف لابن أبي شيبة، حديث ١٢ من فضائل عليّ.

- مسند أبي داود، حديث ٢٠٥.

- مسند أحمد، مسند أبي سعيد ح ١٠٨٧٩، ومواضع اُخرى.

- مسند أبي يعلى، مسند سعد ٢: ٦٦ - ١٣٢، وغيره.

- الفضائل لاحمد، حديث ١٤٢.

- تاريخ البخاري الكبير ٣ / ٤٨: ١٧٩.

- صحيح البخاري، كتاب فضائل أصحاب النبيّ - باب مناقب عليّ. كما أخرجه في كتاب المغازي، باب غزوة تبوك.

- صحيح مسلم: ٤٤، كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل عليّ، رقم ٣٠ - ٣٢.

- تاريخ الثّقات للعجليّ: ٥٢٢ / ٢١٠٦.

- سنن الترمذي: ٥، كتاب المناقب، باب مناقب عليّ ٢١.

- المعجم الكبير للطبرانيّ ٢٤ / ١٤٦ / ٣٨٤ من حديث أسماء.

- طبقات ابن سعد ٣: ٢٤ ومواضع اُخرى.

- مسند ابن حبّان ١٥ / ٣٦٩ / ٦٩٢٦.

- مشكل الآثار للطحاويّ ٢ / ٢١٣: ١٩٠٣.

- الكامل لابن عديّ ٢ / ٤١٦، ترجمة حرب بن شدّاد. =

٧٦

رُدَّت عليه الشّمس حتّى صلّ العصر في وقتها، غيري؟ قالوا: اللّهمّ لا (١) .

ورواه الصحابي الجليل ابن عباس، فعن محمد بن سلمة، عن خصيف، عن مجاهد، قال: قيل لابن عباس: ما تقول في عليّ بن أبي طالب؟ فقال: ذكرت والله أحد الثّقلين! سبق بالشهادتين وصلّى القبلتين، وبايع البيعتين، وأعطي السبطين الحسن والحسين، وردت عليه الشّمس مرّتين بعد ما غابت عن الثّقلين، وجرّد السّيف تارتين، وهو صاحب الكرّتين. فمثله في الأمة مثل ذي القرنين؛ ذلك مولاي عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام . (٢)

ابن أبي شيبة العبسيّ، المتوفّى ٢٣٩، رواه في سننه.

أبو إسحاق الثعلبيّ رواه في تفسيره، وقصص الأنبياء المسمّى العرائس ص ١٣٩، وقد

____________________

=

- مسند البزّار، حديث ١٠٧٤.

- أمالي المفيد: ٧، حديث ٢.

- مناقب ابن المغازليّ: ٣٤، حديث ٥١.

- تهذيب الكمال للمزّيّ ٣٥ / ٢٦٣، ترجم فاطمة ابنة عليّ.

- خصائص النّسائيّ، حديث ٦٣.

- سنن ابن ماجة ١: ٤٢ حديث ١١٥.

- أنساب الأشراف ١: ٣٤٦.

- تاريخ بغداد ٣: ٢٨٩ / ١٣٧٦.

- حلية الأولياء ٧: ١٩٤.

- مناقب الخوارزميّ: ١٣٣ / ١٤٨.

- مناقب الكوفيّ ١: ٥٦١ / ٤١٨؛ ومواضع اُخرى.

- مختصر تاريخ دمشق: ١٧ / ٢٤٣ - ٢٤٨.

(١) نكتفي بهذا القدر ممّا ذكره ابن المغازليّ في مناقب الإمام عليّ ص ١١٢ - ١١٨ من «المناشدة يوم الشورى». وقد ذكرها الحفّاظ مجتزئين بشطر منها، من ذلك: الاستيعاب ٣: ٣٥؛ وميزان الاعتدال ١: ٤٤١؛ ولسان الميزان ٢: ١٥٧؛ تهذيب التهذيب ٣: ٣٠٤؛ كفاية الطّالب ٣٨٦، وأخرجه أخطب خوارزم في المناقب ص ٣٠١ من طريق أبي ذرّ. كما ذكره ابن عساكر مع بعض الاختلاف من طريق عامر بن واثلة أيضاً؛ حديث (١١٤٠) من ترجمة الإمام عليّ من تاريخ دمشق ٣: ١١٣ - ١٢١.

(٢) المناقب للخوارزميّ: ٣٣٠، حديث (٣٤٩).

٧٧

مضى.

الحافظ أحمد بن محمّد الطّحاويّ الحنفيّ المتوفّى سنة ٣٢١. أخرجه بلفظين، وقال: هذان الحديثان ثابتان، ورواتهما ثقات. (١)

ثمّ ردّ على منكري الحديث بالمنطق السّويّ السليم والواقع التاريخي، قال: فقال قائل: كيف تقبلون هذا وأنتم تروون عن أبي هريرة، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ما يدفعه؟ فذكر - أي القائل المعترض - حدّثنا علي بن الحسين أبو عبيد، حدّثنا... عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «لم تحتبس الشّمس على أحدٍ، غلاّ ليوشع».

وحدّثنا يحيى بن زكريّا بن يحيى النيسابوريّ، حدّثنا... عن أبي هريرة قال، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «لم تردّ الشّمس منذ ردّت على يوشع بن نون، ليالي سار إلى بيت المقدس».

فكان جوابنا - أي الطّحاويّ - له في ذلك بتوفيق الله تعالى وعونه: إنّ هذا الحديث قد اختلف علينا راوياه، فأمّا ما رواه لنا عليّ بن الحسين فهو أنّ الشّمس لم تحتبس على أحد إلاّ على يوشع. فإن كان حقيقة الحديث كذلك، فليس فيه خلاف لما في الحديثين الأوّلين؛ لأنّ الّذي فيه هو حبس الشّمس عن الغيبوبة، والّذي في الحديثين الأولين هو ردّها بعد الغيبوبة. وأمّا ما رواه لنا يحيى بن زكريّا فهو على أنّها لم تردّ منذ ردّت على يوشع بن نون إلى الوقت الّذي قال لهم فيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله هذا القول، فذلك غير دافع أن يكون: لم تردّ إلى يومئذ، ثمّ ردّت بعد هذا، وهو غير مستنكر من أفعال الله عزّ وجلّ. وقد روي في حبسها عن الغروب لمعنى احتاج إليه بعض أنبياء الله عزّ وجل (٢) : عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: «إنّ نبيّا من الأنبياء غزا بأصحابه، فلقي، العدوّ عند غيبوبة الشّمس، فقال لهم: إنّها مأمورة وإنّي مأمور حتّى يقضى بيني وبينهم. فحبسها الله تعالى عليه، ففتح عليه، فغنموا الغنائم».

قال أبو جعفر الطّحاويّ: وكلّ هذه الأحاديث من علامات النبوّة. وقد حكى عليّ بن

____________________

(١) مشكل الآثار للطحاويّ ٢: ٨ - ٩، و ٤: ٣٨٨ - ٣٨٩.

(٢) فحبس الشّمس زيادة في الإعجاز وإثبات النبوّة.

٧٨

عبد الرّحمن بن المغيرة، عن أحمد بن صالح أنّه كان يقول: لا ينبغي لمن كان سبيله العلم التخلّف عن حفظ حديث أسماء الّذي روي لنا عنه؛ لأنه من أجل علامات النبوّة. قال الطّحاويّ: وهذا كما قال ن وفيه لمن كان دعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الله عز وجل - اي لعلي عليه‌السلام - بما دعا به له حتى يكون له ذلك المقدار الجليل والرتبة الرفيعة ح لأن ذلك كان من رسول الله ليصلي صلاته تلك التي احتبس نفسه على رسول الله حتى غربت الشمس في وقتها على غير فوت منها إيّاه، وفي ذلك ما قد دلّ على التغليظ في فوات العصر. ومن ذلك ما روي عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: «من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله»، فوقى الله عزّ وجلّ عليّا ذلك لطاعته لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله . (١)

وذكره القاضي أبو المحاسن يوسف بن موسى الحنفي من مختصر الباجي المالكي المتوفّى سنة ٤٧٤. (٢)

نور الدّين الحلبي الشّافعيّ. ذكره في السيرة الحلبية ١: ٤١٣، قال: وأما عود الشمس بعد غروبها فقد وقع له صلى‌الله‌عليه‌وآله في خيبر (ثمّ ذكر حديث أسماء). وقال: قال بعضهم: لا ينبغي لمن سبيله العلم أن يتخلّف عن حفظ هذا الحديث؛ لأنّه من أجلّ أعلام النّبوّة، وهو حديث متّصل وقد ذكر في «الإمتاع» أنّه جاء عن أسماء من خمسة طرق وذكرها، وبه يرد ما تقدّم عن ابن كثير بأنّه تفرّدت بنقله امرأة من أهل البيت مجهولة لا يعرف حالها. وبه يردّ على بن الجوزيّ حيث قال: إنّه حديث موضوع.

الحافظ أبو بكر البيهقي المتوفى سنة ٤٥٨ رواه في الدلائل، كما في فيض القدير ٥: ٤٤٠ للمناويّ.

ابو العباس القسطلانيّ، ذكره في المواهب اللّدنيّة ١: ٣٥٨ من طريق الطحاوي، والقاضي عياض، وابن منده، وابن شاهين... من حديث أبي هريرة.

شهاب الدّين الخفاجي الحنفيّ المتوفّى سنة ١٠٦٩، له كلام أبطل به حجج ابن الجوزيّ وابن تيميّة الواهية، وجلا اللّبس عن حديث ردّ الشّمس قال: «ورواه الطبرانيّ

____________________

(١) مشكل الآثار ٢: ٩ - ١٢.

(٢) المعتصر من المختصر: القاضي أبو المحاسن ١: ٩. وذكر فيه خلاصة كلام الطّحاويّ.

٧٩

بأسانيد مختلفة، رجال أكثرها ثقات. وقد اعتر عليه ت أي على الحديث - بعض الشراح، وقال: «إنّه موضوع ورجاله مطعون فيهم، كذّابون ووضّاعون». ولم يدر أن الحق خلافه، والذي غرّه كلام ابن الجوزي، ولم يقف على أنّ كتابه أكثره مردود. وقد قال خاتمة الحفّاظ السيوطيّ وكذا السخاويّ: إنّ ابن الجوزيّ في موضوعاته تحامل تحاملا كثيرا حتى أدرج فيه كثيرا من الأحاديث الصحيحة، كما أشار إليه ابن الصّلاح.

وهذا الحديث صحّحه المصنّف رحمه الله، أشار إلى أنّ تعدّد طرقه شاهد صدق على صحّته وقد صحّحه قبله كثير من الأئمّة كالطحاويّ، وأخرجه ابن شاهين، وابن منده، وابن مردويه، والطّبرانيّ في معجمه وقال: إنّه حسن، وحكاه العراقيّ في «التقريب» فقال: وإنكار ابن الجوزيّ فائدة ردّها - أي ردّ الشمس - مع القضاء لا وجه لا، فإنها فاتته بعذر مانع عن لأداء، وهو عدم تشويشه على الضبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله . وهذه فضيلة أيّ فضيلة. فلمّا عادت الشّمس حاز فضيلة الأداء أيضا. وقد صنّف السيوطي في هذا الحديث رسالة مستقلة سماها «كشف اللّبس عن حديث ردّ الشّمس». وسبق بمثله لأبي الحسن الفضليّ، أورد طرقه بأسانيد كثيرة وصحّحه بما لا مزيد عليه، ونازع ابن الجوزيّ في بعض من طعن فيه من رجاله.

وفي قول الطّحاويّ ٠ لأنّه من علامات النبوّة» قال: وهذا مؤيّد لصحّته؛ فإنّ أحمد - أي أحمد بن صالح المصريّ - هذا من كبار أئمّة الحديث الثّقات. ويكفي في توثيقه أنّ البخاريّ روى عنه في صحيحه، فلا يلتفت إلى من ضعّفه وطعن في روايته. (١)

ابن حجر الهيتميّ المتوفّى سنة ٩٧٤. ذكره في الصواعق المحرقة ص ٧٦ وقال: وحديث ردّها صححّه الطحاوي والقاضي في «الشفاء»، وحسّنه شيخ الإسلام أبو زرعة، وتبعه غيره. وردّوا على جمع قالوا إنّه موضوع. وزعم فوات الوقت بغروبها فلا فائدة لردّها - وهو ما زعمه ابن الجوزيّ - في محلّ المنع، بل نقول: كما إنّ ردّها خصوصيّة كذلك إدراك العصر الآن - أي بعد ردّ الشّمس - أداءً خصوصيّة وكرامة. ثمّ ذكر قصّة الواعظ أبي المنصور العباديّ.

____________________

(١) شرح الشفا بتعريف حقوق المصطفى: ١١ - ١٥.

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413