شبهات وردود - الحلقة الثالثة الجزء ٣

شبهات وردود - الحلقة الثالثة0%

شبهات وردود - الحلقة الثالثة مؤلف:
تصنيف: مناظرات وردود
الصفحات: 174

شبهات وردود - الحلقة الثالثة

مؤلف: السيد سامي البدري
تصنيف:

الصفحات: 174
المشاهدات: 13611
تحميل: 2136


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 174 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 13611 / تحميل: 2136
الحجم الحجم الحجم
شبهات وردود - الحلقة الثالثة

شبهات وردود - الحلقة الثالثة الجزء 3

مؤلف:
العربية

وقال ابن عدي: وسمعت احمد بن محمد بن سعيد (ابن عقدة(١) ) (تـ ٣٣٢) يثني على ابي مريم ويطريه وتجاوز الحد في مدحه حتى قال: لو انتشر علم ابي مريم وخرج حديثه لم يحتج الناس الى شعبة(٢) .

وقد فات ابن كثير ان قريباً من سياق حديث الطبري قد رواه

____________________

(١) قال ابن عدي في ترجمته: لولا اني شرطت ان اذكر من تكلم فيه لم اذكره للفضل الذي كان فيه من الفضل والمعرفة.

(٢) الكامل في الضعفاء ترجمة عبد الغفار الانصاري ج٥/٣٢٧ والملاحظ ان الذهبي لم يذكر ما نقله ابن عدي من ثناء ابن عقدة على اببي مريم مع ان كتاب ابن عدي. هو المتن المعتمد لدية في تأليف ميزان الاعتدال.

٢١

احمد بن حنبل في مسنده ج١/١٥٩ بسند آخر من غير طريق عبد الغفار قال احمد حدثنا عفان بن مسلم قال حدثنا ابو عوانة عن عثمان بن المغيرة عن ابي صادق عن ربيعة بن ناجذ عن علي (ع) وفيها (ويكون اخي وصاحبي ووارثي).

وروى احمد في مسنده ١/١١١ بسند آخر قال حدثنا اسود بن عامر قال حدثنا شريك عن الاعمش عن المنهال عن عباد بن عبد الله الاسلامي عن علي (ع) وفيها (ويكون خليفتي).

وقد رواها قريباً من هذا السياق ايضاً ابو الحسن الثعلبي في تفسيره بسنده عن الحسين بن محمد بن الحسين قال حدثنا موسى بن محمد حدثنا الحسن بن علي بن شعيب العمري حدثنا عباد بن يعقوب حدثنا علي بن هاشم عن صباح بن يحيى المزني عن زكريا بن ميسرة عن ابي اسحق عن البراء بن عازب.

ورواها ايضا قريباً من هذا السياق الثعلبي وابن عساكر في تاريخ دمشق بسندهما عن ابي رافع.

اقول : وقد يشكل بعد الاذعان بصحتها بانها معارضة بما رواه الطبري واحمد واصحاب الصحاح عن عائشة وابن عباس وابي هريرة من انه لما نزل قوله تعالى( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ ) . واللفظ لاحمد دعا رسول الله (ص) قريشاً فعمَّ وخص فقال يا معشر قريش انقذوا

٢٢

انفسكم من النار يا معشر بني كعب انقذوا انفسكم من النار يا معشر بني عبد مناف انقذوا انفسكم من النار يا معشر بني هاشم انقذوا انفسكم من النار يا بني عبد المطلب انقذوا انفسكم من النار يا فاطمة بنت محمد انقذي نفسك من الله فاني والله لا املك لكم من الله شيئا ، الا ان لكم رحما سأبلها ببلالها (المسند ٢/٣٦٠).

غير ان عائشة وابن عباس كانا طفلين في ذلك الوقت او لم يكونا قد ولدا بعد اما ابو هريرة فلم يكن قد اسلم انذاك وكان في اليمن فلم يكن اذن من شهود الواقعة بخلاف علي (ع) حيث شهدها وجرت على يديه ورواها عنه ابن عباس وعباد بن عبيد الله الاسدي وربيعة بن ناجذ والبراء بن عازب وابو رافع وابنه عبيد الله الذي كان كاتبا لعلي (ع).

هذا مضافاً الى ان لفظ العشيرة على فرض التسليم بانه مشترك بين بني الاب الادنين او القبيلة فان لفظة (الاقربين) قرينة صريحة في ارادة معنى بني الاب الادنين وهم بنو هاشم دون قريش ومما يؤكد هذا ما رواه البخاري عن جبير بن مطعم قال مشينا وعثمان بن عفان الى رسول الله (ص) فقلنا يا رسول الله اعطيت بني المطلب وتركتنا ونحن وهم منك بمنزلة واحدة فقال رسول الله (ص) انما بنو المطلب وبنو هاشم شيء واحد ، ويؤكد ذلك ما ذكروه ايضا في (ذوي

٢٣

القربى) انه لفظ عام خصَّ ببني هاشم والمطلب(١) .

اقول : مضافا الى ذلك فإن قول النبي (ص) لعلي في هذه المناسبة انه اخوه ووصيه وصاحبه ووارثه ووزيره وخليفته تصدقه احاديث النبي (ص) الاخرى كحديث المؤاخاة حيث اخى النبي (ص) بينه وبين علي فقال له: انت اخي في الدنيا والاخرة ، وقال له: انت اخي وصاحبي. وان عليا كان يقول: والله اني لاخو رسول الله ووليه. ويقول: انا عبد الله واخو رسوله لم يقلها قبلي ولا يقولها احد بعدي الا كذاب مفتر(٢) .

وحديث المنزلة حيث قال النبي (ص) لعلي(انت مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي) رواه البخاري وغيره ، وهذا الحديث من اقوى الشواهد على صدق ما روي عن علي (ع) في قصة الانذار.

والقرآن يقول عن موسى( وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي ، هَارُونَ أَخِي ، اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي ، وَ أَشْرِكْهُ فِي أَمْرِيقَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى ) طه/٢٩-٣٦.

____________________

(١) فتح الباري ج٦/١٨٦-١٧٨.

(٢) الدرر في اختصار المغازي والسير ابن عبد البر تحقيق شوقي ضعيف /٩٠-٩١.

٢٤

وقد كان هذا قبل مجيء موسى الى مصر واجتماعه بأهل بيته فلما قدم مصر و اجتمع معهم ابلغهم شأن هارون وموقعه من رسالته وانه نبي ووزير وخليفة ووصي.

ولما كان موقع علي (ع) من محمد (ص) ورسالته كموقع هارون من موسى ورسالته الا ان عليا لم يكن نبيا ، فقد شاءت الحكمة الإلهية ان يكون انذار محمد (ص) لعشيرته الاقربين شبيها بانذار موسى لعشيرته الاقربين.

ففي القرآن الكريم قوله تعالى( وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ ) الأحقاف/١٠والضمير في (مثله) يعود الى الشاهد من بني اسرائيل وهو موسى.

وفي التوراة في سفر التثنية الإصحاح ١٨ الفقرات ١٥-٢٢ (يقيم لك الرب من اقرباء اخيك نبياً مثلي) (سأقيم لهم من اقرباء اخيهم نبيا مثلك واضع كلامي في فمه لكي يبلغهم جميع ما امره به).

وفي القرآن الكريم( إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً ) المزمل/١٥.

ان هذه المثلية بين محمد (ص) وموسى (ع) قد تحققت بشكلها الكامل من خلال قصة انذار العشيرة وابلاغ الناس ان لمحمد (ص) منذ البدء وزير وخليفة وهو اخوه علي كما ان لموسى وزير وخليفة هو

٢٥

اخوه هارون ، ولم يعرض القرآن الكريم في قصص انبيائه نبيا كموسى من هذه الناحية.

وقد اقترن شخص محمد (ص) بشخص علي لدى قريش في العهد المكي فضلا عن العهد المدني روى ابن الأثير في اسد الغابة ان النبي (ص) قال لعلي ليلة الهجرة ان قريشا لم يفقدوني ما رأوك ، فلما أصبح ورأوا عليا قالوا : لو خرج محمد لخرج بعلي معه(١) .

وقد بلغ موسى ووزيره هارون الرسالة الى فرعون وتحمل موسى وهارون من فرعون ومن قومهما ما تحملا وقد جعل الله الامامة من بعد موسى في ذرية هارون.

وقال تعالى( وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ * وَقَطَّعْنَاهُمْ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا ) ١٥٩ -١٦٠ / الاعراف.

وقال تعالى( وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمْ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا ) المائدة/١٢. وكذلك بلَّغ محمد (ص) ووزيره عليٌّ الرسالة الى قريش ومن آمن منهم ومن غيرهم وتحملا من قومهما ما تحملا ، وقد جعل الله الامامة من بعد النبي (ص) في ذرية علي وقال تعالى( وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ

____________________

(١) اسد الغابة ج٤/٩٦.

٢٦

بِالحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ) الأعراف/١٨١ وقد ذكر المفسرون ان هذه الاية في امة محمد (ص) وقال تعالى( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللهِ ذَلِكَ هُوَ الفَضْلُ الكَبِيرُ ) فاطر/٣٢ وقد تظافرت الروايات عن اهل البيت (ع) انهم هم الذي اورثهم الله الكتاب وعلومه وجعلهم سابقين بالخيرات باذن الله أي جعلهم ائمة هدى للناس(١) .

وقد تظافرت الروايات من اهل السنة والشيعة ان النبي (ص) قال ان الأئمة من بعده اثنا عشر عدتهم عدة نقباء بني اسرائيل(٢) .

اما صفة علي كوصي للنبي (ص) الواردة في حديث الانذار فقد تكررت منه (ص) في مناسبات عدة منها جوابه (ص) لسلمان لما سأله عن وصيه اجابه ان وصيي علي (ع)(٣) .

ومنها ما رواه ابن حبان بسنده عن خالد بن عبيد الله العتكي من اهل البصرة سكن مرو عن انس بن مالك عن النبي (ص) هذا (علي) وصيي وموضع سري وخير من اترك بعدي(٤) .

____________________

(١) انظر تفسير نور الثقلين وتفسير البرهان الآية.

(٢) وقد مرت مصادر ذلك في الحلقة الأولى الفصل الثامن.

(٣) وقد مرت مصادر الحديث في الحلقة الاولى الفصل التاسع.

(٤) كتاب المجروحين ج١ ٢٧٩

٢٧

وقد عُرِفَت عن علي (ع) هذه الصفة واشتهرت له حتى صارت مختصة به فاذا قيل الوصي انصرف الذهن الى علي (ع) وقد نظمها الشعراء منذ صدر الاسلام والى اليوم.

قال ابن ابي الحديد: ومما رويناه من الشعر القول في صدر الاسلام المتضمن كونه (ع) وصي رسول الله (ص) قول عبد الله بن ابي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب :

ومنا علي ذاك صاحب خيبر

وصاحب بدر يوم سألت كتائبه

وصي النبي المصطفى وابن عمه

فمن ذا يدانيه ومن ذا يقاربه

وقال ابو الهيثم بن التيهان وكان بدريا :

ان الوصي امامنا وولينا برح الخفاء وباحت الاسرار

الى غيرها مما نقله عن كتاب وقعة الجمل لابي مخنف ثم علق عليها ابن ابي الحديد قائلا: ذكر هذه الاشعار والاراجيز باجمعها ابو مخنف لوط بن يحيى في كتاب وقعة الجمل وابو مخنف من المحدثين وممن يرى صحة الامامة بالاختيار وليس من الشيعة ولا معدوداً من رجالها.

ثم ذكر ابن ابي الحديد نماذج اخرى من اشعار صفين تتضمن تسميته (ع) بالوصي مما ذكره ابن مزاحم ثم قال ابن ابي الحديد : والاشعار التي تتضمن هذه اللفظة كثيرة جداً ولكنا ذكرنا منها ها هنا

٢٨

بعض ما قيل فاما ما عداها فانه يجل عن الحصر ويعظم عن الاحصاء والعد ولولا خوف الملالة والاضجار لذكرنا من ذلك ما يملأ اوراقا كثيرة(١) .

____________________

(١) شرح النهج ج١/١٤٣-١٥٠ وقد بحث العلامة العسكري صفة علي (ع) كوصي النبي(ص) في كتابه القيم معالم المدرستين ج١/٢٩٥-٣٢٨.

٢٩

المورد الثاني:

منهج الإما م علي (ع) في قبول البيعة

قوله :

عدم وجود الوصية يفسر لنا احجام الامام علي عن اخذ البيعة من العباس او ابي سفيان

اقول :

بل الذي يفسر احجام الإمام علي (ع) عن اخذ البيعة من العباس او ابي سفيان هو انهما عرضا البيعة على اساس قبلي مضافا الى ان الإمام علي (ع) ينظر الى بيعة من به الكفاية من اهل السابقة والجهاد ممن عرف النص ووعاه ولم يكن ابو سفيان او العباس كذلك

٣٠

٣١

نص الشبهة

قوله : “وهو - أي عدم وجود وصية من النبي لعلي بالخلافة - ما يفسر احجام الامام علي عن المبادرة الى اخذ البيعة لنفسه بعد وفاة الرسول ، بالرغم من الحاح العباس بن عبد المطلب عليه بذلك ، حيث قال له : " امدد لدك ابايعك ، وآتيك بهذا الشيخ من قريش - يعني ابا سفيان - فيقال :" ان عم رسول الله بايع ابن عمه " فلا يختلف عليك من قريش احد ، والناس تبع لقريش ". فرفض الامام علي ذلك.

وقد روى الامام الصادق عن ابيه عن جده : انه لما استخلف ابو بكر جاء ابو سفيان الى الامام علي وقال له : أرضيتم يا بني عبد مناف ان يلي عليكم تيم ؟ ابسط يدك ابايعك ، فوالله لأملأنها على ابي فصيل خيلا ورجالا ، فانزوى عنه وقال : ويحك يا ابا سفيان هذه من دواهيك ، وقد اجتمع الناس على ابي بكر. ما زلت تبغي للاسلام العوج في الجاهلية والاسلام ، ووالله ما ضر الاسلام ذلك شيئا … ما زلت صاحب فتنة.”.(١)

____________________

(١) احمد الكاتب - تطور الفكر السياسي الشيعي : ١٢.

٣٢

الرد على الشبهة

أقول:

أحجم الإمام علي (ع) عن اخذ البيعة من العباس أو من أبي سفيان لان دافعهما في عرض النصرة والبيعة للإمام علي (ع) هو العصبية القبلية وليس النص ، مضافا الى ان الإمام علي (ع) ينظر في تصديه للحكم إلى بيعة ذوي السابقة من المهاجرين والأنصار ممن سمع النص ووعاه وان تكون في المسجد على مشهد من عامة الناس لا خفية.

أما الرواية التي نسبها إلى الإمام الصادق (ع) وهي قوله : (انه لما استخلف ابو بكر جاء ابو سفيان الى الامام علي وقال له : أرضيتم يا بني عبد مناف ان يلي عليكم تيم ؟ ابسط يدك ابايعك ، فوالله لأملأنها على ابي فصيل خيلا ورجالا ، فانزوى عنه وقال : ويحك يا ابا سفيان هذه من دواهيك ، وقد اجتمع الناس على ابي بكر. ما زلت تبغي للاسلام العوج في الجاهلية والاسلام ، ووالله ما ضر الاسلام ذلك شيئا … ما زلت صاحب فتنة) فهي رواية موضوعة رواها القاضي عبد

٣٣

الجبار المعتزلي في كتابه "المغني" ص ٢٨٩ وذلك لان عرض أبي سفيان على علي (ع) إنما كان في بدء أمر السقيفة وامتناع بني هاشم مع عدد من المهاجرين في المدينة ، وآخرين خارج المدينة منهم مالك بن نويرة وقومه وليس بعد اجتماع الناس على ابي بكر.

أما مسلكه (ع) في البيعة لجهاد أهل السقيفة فهو ان يكون المبايعون له اربعين مجتمعين ذوي عزم أي ذوي ثبات وصبر في إيمانهم ولم يكن أبو سفيان منهم ، والعباس نفر واحد لا تتحقق به بيعة كهذه ، مضافا الى الأساس القبلي الذي انطلقا منه وعلي لا يقبله.

٣٤

المورد الثالث:

أحقية الإمام علي (ع) بالحكم ليست من باب الأفضلية

قوله :

بالرغم من شعور الامام علي بالأحقية والأولوية (الأفضلية) في الخلافة الا انه عاد فبايع

اقول :

كلمات الإمام علي (ع) صريحة في ان الحكم حق خاص به وليست المسألة مسألة افضلية

٣٥

٣٦

نص الشبهة

قوله (ويجمع المؤرخون السنة والشيعة على ان الإمام علي (ع) امتنع عن بيعة أبي بكر. وبالرغم من شعور الإمام علي (ع) بالاحقية والاولوية في الخلافة الا انه عاد فبايع… ولا يشير إلى مسألة النص عليه) ص ١٣.

الرد على الشبهة

يذهب (الاستاذ الكاتب) إلى ان الإمام علي (ع) أولى بالخلافة أولوية تفضيل لا أولوية اختصاص وهو رأي ابن أبي الحديد ومدرسته في تفضيل علي (ع) على أبي بكر وتصحيح بيعة أبي بكر وانكار النص.

وهذا الرأي مدفوع بالنص وقد تحدثنا عنه ، وبكلمات علي (ع) التي أوردها (الكاتب) نفسه فان قوله (ع) بايع الناس أبا بكر وأنا أولى بهم مني بقميصي هذا.) معناه أولوية اختصاص لا أولوية تفضيل ، اذ لا معنى لمقارنته (ع) بين اولويته بالامر واولويته بقميصه

٣٧

غير الاختصاص ، فانه مما لا شك فيه ان اولويته بقميصه هي أولوية اختصاص لأنه مالكه ، وهو (ع) يقول ان اولويته بالناس اشد وأأكد من اولويته بقميصه ، وذلك لان القميص الذي يلبسه قد يحتمل فيه انه مسروق ثم اشتراه من السارق وهو لا يعلم به اما اولويته بالحكم فلا يحتمل فيها شيء من ذلك البتة بل هي نص من النبي (ص) وبأمر من الله تعالى.

وكذلك قوله (ع) : و طفقت ارتأي بين ان اصول بيد جذاء أو اصبر على طخية عمياء يهرم فيها الكبير ويشيب فيها الصغير ويكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربه فرأيت ان الصبر على هاتا احجى فصبرت وفي العين قذى وفي الحلق شجى ارى تراثي نهبا) ومعناه اخذت اخيِّرُ نفسي بين ان اصول بقوة غير كافية كما في قوله (ع) (فلم اجد غير أهل بيتي فضننت بهم عن الموت). فلو توفرت له القوة الكافية لقاتل أهل السقيفة وهو المعروف عنه من قوله (ع) (لو وجدت اربعين ذوي عزم لناهضت القوم).

ان هذا الموقف من علي (ع) لا ينسجم مع فكرة أولوية التفضيل بل ينسجم مع فكرة اولوية الاختصاص.

وكذلك قوله (ع) (أو اصبر على طخية عمياء.) فان معناه ان الذي حصل لم يكن مجرد غصب سلطة دنيوية حسب بل كان ذلك بداية انقلاب فكري وضلالة تعم الأمة ، وهو ما اكده (ع) بعد مقتل

٣٨

عثمان حين جاؤوه يطلبون البيعة فقال لهم (دعوني والتمسوا غيري فان المحجة قد اغامت والحجة قد تنكرت) وقوله (ع) : (قد ملتم ميلة لم تكونوا عندي محمودين واخشى ان تكونوا في فترة).(١)

اما الرواية التي أوردها (الكاتب) ونسبها إلى "شافي" المرتضى وهي قوله (ع) لابي بكر (والله ما نَفَسْنا عليك ما ساق الله اليك من فضل وخير ولكنا كنا نظن ان لنا في هذا الامر نصيبا استبد به علينا) فقد رواها المرتضى عن البلاذري وهو يرويها عن المدائني عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة إنما أوردها للاحتجاج بان عليا تأخر عن البيعة ولم يوردها من اجل الاعتقاد بصحتها ودلائل الوضع عليها ثم ان حق علي (ع) في الامرة ليس هو الظن بل هو اليقين كما اسلفنا آنفا ، وقد لعب الزهري وعروة بل عائشة أيضا دوراً مهماً في تحريف كثير من النصوص والحوادث.

____________________

(١) اراد (ع) ب( الفترة ) ما اراد القرآن منها في قوله تعالى (.على حين فترة من الرسل )اي اخشى ان تكونوا في اهلية.

٣٩

المورد الرابع:

دلالة حديث الغدير عند السيد المرتضى

قوله:

الشريف المرتضى يعتبر حديث الغدير نصا خفيا غير واضح بالخلافة

اقول :

ليس كذلك بل قال الشريف المرتضى : قد دللنا ثبوت النص على امير المؤمنين (ع) باخبار النص عليه بغير احتمال ولا اشكال كقوله (ص) (من كنت مولاه فعلي مولاه)

٤٠