12%

أهداف الزيارة:

ماذا يجد الزائر في سريرته وهو يزور القبور، أو يتوجه لزيارتها؟! ما هي الدوافع التي تحركه صوب هذا الفعل؟ وعلىٰ نحوٍ أكثر تحديداً، هل عرّف التشريع شيئاً من الأهداف التي يرجىٰ تحققها من خلال زيارة القبور، أو زيارة قبر بعينه؟

هذا بدوره إن وجد سيكشف عن فضائل الزيارة وما يرتجىٰ منها من ثمرات في دنيا المرء وأُخراه.

إنّ كل الأهداف المتعلقة بالزيارة هي مستفادة بشكل مباشر من السنّة النبوية المطهرة، ومن ذلك يمكن أن نجمل هذه الاهداف بما يلي:

1 - الخشوع وتذكّر الموت والآخرة، وهذه أهداف لا غنىٰ لمؤمن عنها، ومهما كان عليه أن يستحضرها في كثير من أوقاته، غير أنّ أشياء بعينها ذات أثر مباشر في استحضار هذه المعاني، ستكون لها أهميتها الكبيرة بحسب مقدار ما تحققه من ذلك.. ولا شك في أن الوقوف بين القبور بتأمّل، أو عند قبر خاص، له أكبر الأثر في إحياء تلك المعاني في القلوب، وعلىٰ نحو ربّما لا يضاهيه فيه فعل آخر، إلّا تشييع جنازة ميت والوقوف عنده ساعة دفنه.

وفي تحقق هذه المعاني من وراء الزيارة جاء حديث نبوي كثير، منه:

- قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « إنّي نهيتكم عن زيارة القبور، فمن شاء أن يزور قبراً فليزره، فإنّه يُرقُّ القلب، ويُدمع العين، ويذكّر الآخرة.. ولا تقولوا هُجراً » .

أخرجه أحمد والبيهقي، وصححه الحاكم والذهبي (1) .

_________________________________

(1) مسند أحمد 4: 119 / 13075، 140 / 13203، السنن الكبرىٰ 4: 77،