12%

مقدِّمة المركز

الحمد لله رب العالمين.. وصلى الله علىٰ سيدنا محمد وآله الطاهرين..

وبعد.. إنّ زيارة قبر النبيِّ الاَكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقبور الأئمة الطاهرين من أهل بيته عليهم‌السلام والأولياء والصالحين من هذه الاُمَّة، وشدَّ الرحال إليها، والتوسُّل والاستشفاع بهم، تُعدُّ من القربات التي ندب الشرع إليها، وقرَّرتها السيرة العملية للرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأكَّدت النصوص الإسلامية عند سائر فرق الأُمَّة علىٰ شرعيَّتها وثبوتها، ومارسها المسلمون منذ عهد الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والصحابة الأوَّلين فالتابعين لهم بإحسان ثُمَّ في أدوارهم المتتابعة إلىٰ يومنا هذا.

وليست الزيارة حالة من حالات التعامل الجامد مع أكوام الحجارة والتراب، كما يصفها البعض، وإنَّما هي صيغة واعية تمارسها الأُمَّة لتعبِّر عن عمق ارتباطها بخط الأولياء، وتنطوي علىٰ تأصيل حالة الولاء والحبِّ لرموز مسيرتها، وتستبطن مزيداً من العطاءات العقائدية والتاريخية والتربوية التي تشدُّ الأُمَّة إلىٰ عقيدتها وتاريخها وقادتها الرساليين.

فمن معطياتها العقائدية أنَّها تمثل حالة من حالات الانشداد إلىٰ الله سبحانه، ذلك لأنَّ الزائر إنَّما ينوي في زيارته التقرُّب إلىٰ الله تعالىٰ، ويشتغل ضمن الآداب المسنونة في الزيارة بالصلاة والدعاء والتضرُّع والتوسُّل وقراءة القرآن وغيرها من الأوراد والآداب التي تعكس حالات الإذعان إلىٰ الإرادة الإلهية القاهرة، وإخلاص العبودية للواحد الحقِّ،