12%

بعض شؤون الزيارة وأحوالها.

ثانياً: بعد الصحابة:

1 - عمر بن عبدالعزيز

استفاض عن عمر بن العزيز أنّه كان يبرد البريد من الشام ليسلّم له علىٰ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . نقل ذلك أبو بكر أحمد بن عمر بن أبي عاصم النبيل، المتوفىٰ سنة 280هـ في كتابه « المناسك » وقد جرّده من الأسانيد ملتزماً فيه الثبوت، قال: كان عمر بن عبدالعزيز يبعث بالرسول قاصداً من الشام إلىٰ المدينة ليقرىء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم السلام، ثمَّ يرجع.

وذكره ابن الجوزي أيضاً في كتابه الذي أفرده لمثل هذه الأخبار، وأسماه « مثير العزم الساكن إلىٰ أشرف الأماكن »، قال السبكي: نقلته من خطه (1) .

ودلالته واضحة ليس علىٰ استحباب الزيارة وحسب، بل علىٰ شد الرحال لأجلها أيضاً. ومثله في الدلالة ما ثبت عن بلال رضي الله عنه.

2 - الإمام جعفر الصادق عليه‌السلام :

وقد سأله أحد أصحابه: إنا نأتي المساجد التي حول المدينة، فبأيها أبدأ؟

قال عليه‌السلام : « أبدأ بِقُبا، فصلّ فيه، وأكثِر، فإنّه أول مسجد صلّىٰ فيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في هذه العرصة، ثمَّ ائت مشربة أم إبراهيم فصلّ فيها، فهو مسكن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومصلّاه، ثمَّ تأتي مسجد الفضيخ فتصلّي فيه، فقد صلّىٰ فيه

_________________________________

(1) شفاء السقام: 55.