37%

لئـن رأينـاه قبـراً إنّ باطـنـه

لروضة من رياض الخـلد تبـتسمُ

طافه به مـن نواحيــه ملائكـةٌ

تغشـاه في كل يوم ما يـوم تزدحمُ

لو كنـت أبصرته حيـاً لقــلت له

لا تمشي إلّا علىٰ خدي لك القدمُ (1)

خاتمة في كلمات أئمة الحنابلة خاصةً في الزيارة:

أفردنا أئمة الحنابلة خاصة في هذا الموضع لأنّه أوقع في الرد علىٰ متأخريهم، ابتداءً بابن تيمية، الذين ذهبوا إلىٰ تحريم السفر بقصد الزيارة وعدّه من مصاديق الشرك، أو الكفر.

1 - أبو الفرج ابن الجوزي ( 597هـ ) صنّف كتاباً بعنوان ( مثير العزم الساكن إلىٰ أشرف الأماكن ) وعقد فيه باباً في زيارة قبر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . وقد تقدمت عنه نقول كثيرة.

وفي كتابه الآخر « مناقب الإمام أحمد بن حنبل » ذكر أخباراً عديدةً في زيارة قبر أحمد بن حنبل، يفيد مجموعها أنّها عادة الحنابلة، وأنّها لديهم من القربات المهمة التي لا يفرطون بها (2) . وذكر في كتابه ( المنتظم ) أنّه قد قصد زيارته في سنة 574 هـ وتبعه خلق كثير يقدرون بخمسة آلاف إنسان (3) .

وهذه بعض نصوص ابن الجوزي، تعكس صورةً واضحةً عن ثقافة الزيارة عند الحنابلة:

_________________________________

(1) شفاء السقام: 62 - 63، مختصر تاريخ دمشق 2: 408، القسطلاني والمواهب اللدنية 4: 583.

(2) مناقب أحمد: 400، 563، 639، 642، 643، 677 وغيرها.

(3) المنتظم في أخبار الملوك والأمم 18: 248.