ضحايا الشيعة في سبيل الحق والحقيقة
من الشواهد الناظقة بأنّ الشيعة لا ترى التقيّة في جميع الموارد، بل تقدّم التضحية على التقيّة حين ترى التضحية هي السبيل النبيل لاقامة الدين، ونفي الانحراف عن الشرع المبين.. التضحيات الباسلة الموصلة إلى شرف الموت وسعادة الشهادة التي اتّسم بها عظماء الشيعة أمثال الصحابي الجليل عمرو بن الحمق، وحجر بن عدي الكندي، وميثم التمّار، ورشيد الهجري، وقنبر خادم أمير المؤمنين عليه السلام ومئتات ساروا على دربهم وفازوا في الشهادة تقتصر بدراسة قصيرة في حياة هؤلاء وسيرتهم الغرّاء.
هو الصحابي الجليل لرسول الله صلى الله عليه وآله، الذي حفظ عنه أحاديث عديدة، وسقى الرسول ماءً فدعا له الرسول وقال: «اللّهمّ أمتعه بشبابه»، فمرّت له ثمانون سنة لم يُرَ له شعرة بيضاء (1) .
كان من حواري أمير المؤمنين عليه السلام وشهد معه مشاهده كلّها: الجمل، وصفّين، ونهروان، استنكر على معاوية ظلمه وتلاعبه بالدين (2) .
أمّنه معاوية ثمّ غدر به، فبعث إليه من قتله وجاء برأسه، فبعث به معاوية إلى امرأته وهي في سجنه، فوضع في حجرها فقالت:
__________________
1. بحار الأنوار: ج 18، ص 12، حديث 37.
2. لاحظ حسن حاله وجلالة قدره في تنقيح المقال: ج 2 من ال طبعة الحجريّة، ص 326.