20%

التقيّة في القرآن الكريم

هناك آيات كريمة من الكتاب المجيد مبيحة للتقيّة، حتّى بتصريح مجامع العامّة وتفاسيرهم، منها:

1 - قوله تعالى: ( مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِن بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَـٰكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) (1) .

ذكرها البخاري في باب خاص، وقال في عنوانه: (باب قوله: إلّا من اُكره وقلبه مطمئن بالايمان وهي التقيّة) (2) .

وقال القسطلاني في شرحه: إنّها - أي التقيّة - ثابتة إلى يوم القيامة، لا تختصّ بعهد النبي صلّى الله عليه [وآله - وسلّم] (3) .

وقال الفخر الرازي عند تفسير هذه الآية الشريفة:

إنّ عمّاراً أعطاهم ما أرادوا بلسانه مُكرهاً.

فقيل: يا رسول الله! إنّ عمّاراً كفر.

فقال: «كلّا إنّ عمّاراً ملئ إيماناً من قرنه إلى قدمه، واختلط الايمان بلحمه ودمه.

فأتى عمّار رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يبكي، فجعل رسول الله يمسح عينيه ويقول: مالك؟

إن عادوا لك فعد بما قلت» (4) .

__________________

1. سورة النحل (16): 106.

2. صحيح البخاري: ج 5، ص 52، ح 1.

3. إرشاد الساري: ج 8، ص 14.

4. التفسير الكبير: ج 20، ص 132.